زكرياء بوغرارة

المعتقل زكرياء بوغرارة يخوض إضراب الحرية أو الموت منذ 14 أكتوبر في سجن سلا

زكرياء بوغرارة
زكرياء بوغرارة

المعتقل زكرياء بوغرارة يخوض إضراب الحرية أو الموت منذ 14 أكتوبر في سجن سلا

رسالة  مفتوحة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان

زكرياء بوغرارة وهو يخوض إضراب الحرية أو الموت منذ 14 أكتوبر 2014

شبكة المرصد الإخبارية

رسالة  مفتوحة موجّهة من المعتقل الإسلامي زكرياء بوغرارة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي يعلن فيها أنه يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام  منذ 14 أكتوبر 2014 حتى الموت  أو يتم إطلاق سراحه على اعتبار أن اعتقاله كان اعتقالا تعسفيا وهذا نص البيان الذي حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة منه :

 

بعد محنتي في السجون اعتقال من جديد من أجل حرية التعبير تحت غطاء ” قانون مكافحة الإرهاب “

رسالتي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان قصيرة الجناح وراءها ما وراءها من إماطة اللثام عن واقع مأزوم تمر به بلادنا تخنق فيه الحرية خنقا بموجب قانون الإرهاب الذي أصبح نطعا إجباريا لذبح حرية الرأي و التعبير .

لا زالت ظلال العتمة تلقي سوادها بعد أن أمضيت في السجون 10 سنوات قاسية في واقع ضنين لا شيء يقيني فيه إلا القهر،  هذا عنوان المرحلة  كانت الشحنة كاملة و كيف لا و قد كنت معتقلا على خلفية أحداث الدار البيضاء ،التي  دفعنا ضريبتها و نحن برآء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، لكنّنا تجرّعنا مراراتها بما صاحبها من انتهاكات و اختلالات و خروقات و مآسي و معانات ، غادرت السجن صيف 2013 لأقضي بضعة أشهر كأني كنت فيها في حالة سراح مؤقت لم تفارقني فيها الأجهزة الأمنية بالمراقبة و التضييق و الاتصال إلى أن اعتقلت من جديد يوم 14 اكتوبر 2014 و كأن التاريخ يعيد نفسه و الأحداث تتكرر و برتابة مريرة ، قضيت في الحرية المنقوصة أشهرا عانيت فيها الحصار و التضييق و صعوبة الاندماج و خذلان المؤسسات التي رفعت شعارات   “حقوق الإنسان و المصالحة و الإدماج  “، وثَقتها في بيان منشور بعنوان ” اللهم إني مغلوب فانتصر ” و في شريط مرئي توقعت فيه اعتقالي و تلفيق المحاضر و قد كان ، إذ امتدت ذات الأيدي إلي بالاعتقال من جديد بتهمة قديمة جديدة و بواجهة جديدة لابد من ” إقحام سوريا و  داعش ” فيها لتكتمل حبكة المحاضر الجاهزة المعدة بابتسامة عريضة و معاملة رقيقة و التهمة كتابة المقالات ، و فجأة أصبحت تحمل إرهابا كأنما هي أسلحة الدمار الشامل و منها ما نشر من أكثر من عام و بعضها نشر لي أثناء تواجدي في السجون ، و قد صيغ محضر الاتهام ليبدع المحقق في  توجيه الاتهامات لي من عصابة إجرامية بطلها فرد واحد إلى التحريض على الإرهاب بمقالات هي عبارة عن أقاصيص من أدب السجون وسرد لتجربتي فيها أو كتابتي عن معتقلين سابقين استفاد البعض منهم بتصحيح الحكم من الإعدام إلى 15 سنة و من المؤبد إلى مثلها ، و ثالثة الأثافي تهمة تمجيد امرأة مغربية يا لها من تهمة عريضة مستفزة حتى القرف ، لا تقوم لها قائمة إذ ما معنى ” التمجيد ” و لمن و قد كانت بيننا تروح و تغدو و تمشي في الأسواق و تقف في وقفات نصرة المعتقلين و تخضع للمراقبة و يحقق معها الأمنيون و غادرت المغرب طواعية بإذن من الجهات الأمنية و من المطارات المغربية ، و لكن الكتابة عنها تحولت بين عشية و ضحاها لتهمة ثقيلة تستوجب السجن و الاعتقال ، بينما أيدي الأجهزة الأمنية مغلولة أمام من يسب النبي و رب العالمين و يستهزئ بشريعته ، و قد وقع الاختيار على موقع العدالة للمغرب ليلقي المحقق في روع القضاء ما يرى إيصاله . و قد سبقني للكتابة عن السجون عشرات الكتاب و الأدباء و المعتقلين و لكن الطبخة المعدة بإتقان خلطت بين المقالات لتنفحها بعض التوابل لتتحول إلى إرهاب ، من أجل ذلك خضت إضراب الحرية أو الموت و قد ذقت مرارة قهر السجون و ظلمها 10 سنوات رافضا الاعتقال التعسفي و التهم المبنية على اختلاق النوايا و المتابعة على الرأي  و حرية التعبير المكفولة بقانون الأرض و شريعة السماء .

أيها المجلس الوطني ذي صرخة كاتب خطّ بالقلم و سيق للسجن و جريمته مقالاته و مخطوطات حيزت في بيته ، هي عبارة عن رواية من أدب السجون ” المتاهة ” و 3  مجموعات قصصية و بضعة دفاتر عبارة عن خواطر و تأملات سجنية نشرت بعضها عشرات المواقع الأدبية المتخصصة ، فمتى تتحرك لإنصاف معتقل رأي يساق لنطع المحاكمة بقانون فصّل تفصيلا لخنق الرأي و المحاكمة بالنوايا و ما في الضمير.

إني أهيب بكم و قد أقسمت على المضي في الإضراب حتى الموت  لتتحركوا ليس من أجلي بل من أجل حرية الرأي و العدالة ، و المحاكمة العادلة المتحررة من التعليمات و التوجيهات ، القائمة على الدليل و الحجة لا التخمينات و الظنيات،  فأن أنال حريتي فإني موقن ببراءتي ، و قد تكلمت على نفسي في كلمة مرئية بنقاء يدي من أي إرهاب ، و لي مقالات منشورة باسمي لا باسم مستعار ، و إن أمت في الإضراب فحسبي أن أكون شهيد الحرية و الرأي و حرية التعبير . فهذا أوان التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة حقوق الإنسان في مغرب الواجهة الجديدة ، عندما يساق فيها أبناء البلد للمعتقلات بتهم واهية توصف بالإرهاب زيفا و تنطعا ، و السجون ملأى بعشرات الحالات الغريبة أبطالها معتقلون في السجون  تحت غطاء قانون ” مكافحة الإرهاب ” ، وعليه فإني سأواصل إضرابي عن الطعام الذي جاوز الـ28 يوما فقدت معه 17 كيلوغرام من وزني ، و من تدهور في صحتي ، و تقيؤ للدم عدة مرات ، مع آلام حادة في القلب و الصدر ، ليكون هذا الموت البطيء تعرية للاتهام الباطل بالإرهاب ، و إسقاطا لمصداقية مفقودة لإعلام فاقد للأخلاق يحاكم قبل المحاكمة و يبدع في اختلاق التهم و البطولة الزائفة على الورق.

وعندها هنيئا للمغرب رحيلي إلى الملإ الأعلى ليكون المغرب خال من كاتب خط بالقلم أدب سجونيا تحول في واقع مأزوم إلى إرهاب .

زكرياء بوغرارة كاتب إسلامي معتقل في سجن سلا 2

عن Admin

اترك تعليقاً