أرشيف سنة: 2025

ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه تهجير قسري فى الإسكندرية بأمر لواءات “البحرية” .. السبت 27 سبتمبر 2025م.. شركة المخابرات “المتحدة” تستعين بـ “باسم يوسف” في برنامج جديد ضد إسرائيل فقط

ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه تهجير قسري فى الإسكندرية بأمر لواءات “البحرية” .. السبت 27 سبتمبر 2025م.. شركة المخابرات “المتحدة” تستعين بـ “باسم يوسف” في برنامج جديد ضد إسرائيل فقط

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*ضابط الأمن الوطني مروان حماد يهدد الحقوقي محمد أبوهريرة بالتصفية الجسدية بسجن بدر

تصاعدت الأزمة الإنسانية داخل مركز إصلاح وتأهيل بدر 3، بعد تهديد مباشر وموثق تلقاه المحامي والحقوقي محمد أبو هريرة محمد عبد الرحمن، البالغ من العمر 38 عاماً، والمعتقل منذ 31 أكتوبر 2018، بالتصفية الجسدية على يد أحد ضباط الأمن الوطني المسؤولين عن السجن، والمعروف بالاسم الحركي “مروان حماد“.

التهديد حمل عبارات صريحة وصادمة، مثل: “ممكن تموت هناك قضاء وقدر ومحدش يعرف عنك حاجة”، وكشفت منظمات حقوقية أن ذلك يعكس نية واضحة لاستخدام أقصى درجات القمع لإجبار المعتقلين السياسيين، بينهم أبو هريرة، على إنهاء إضرابهم المفتوح عن الطعام المستمر منذ أكثر من شهرين.

تهديد بالنقل إلى “سجن الموت

أوضحت مصادر حقوقية أن الضابط هدد أبو هريرة صراحة بنقله إلى ما يُعرف داخل الأوساط الحقوقية بـ”سجن الموت” في الوادي الجديد بالصحراء الغربية، وهو أحد أسوأ السجون من حيث ظروف الاحتجاز وعزل المعتقلين عن العالم الخارجي.

الأخطر أن التهديد تضمن احتمال تصفيته الجسدية وتسجيل الوفاة باعتبارهاقضاءً وقدراً”، ما يمثل تهديداً مباشراً لحياته وسابقة خطيرة تعكس تفويضاً أمنياً مفتوحاً بالانتهاك.

تاريخ من الانتهاكات

محمد أبو هريرة، المحامي والحقوقي المعروف، وأحد المتحدثين السابقين باسمالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات”، يقضي حكماً بالسجن 15 عاماً على ذمة القضية رقم 1552 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، بسبب نشاطه في الدفاع عن ضحايا الانتهاكات.

ومنذ اعتقاله، لم يُسمح لأسرته وأطفاله الصغار بزيارته إلا مرتين فقط في العام 2019، ومنذ ذلك الحين حُرم بشكل كامل من أي تواصل مع ذويه، في مخالفة صريحة للدستور ولائحة السجون.

ظروف مأساوية داخل بدر 3

الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وثّقت تصاعد محاولات الانتحار بين المعتقلين في سجن بدر 3، نتيجة الظروف غير الإنسانية وسوء المعاملة المستمرة.

وأشارت التقارير إلى أن مئات المعتقلين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهرين، رفضاً لحرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية، مثل الزيارة الشهرية والتواصل مع العائلات، فضلاً عن غياب المعاملة التي تحفظ كرامتهم وتصون حياتهم.

مطالب عاجلة وتدخل مطلوب

وجهت الشبكة المصرية نداءً عاجلاً إلى النائب العام محمد شوقي للتدخل الفوري لحماية حياة محمد أبو هريرة، كما دعت نقابة المحامين المصرية ونقيبها وأعضائها إلى القيام بدورهم في حماية زميل يتعرض لتهديد مباشر بالتصفية الجسدية.

وفي بيانها، شددت الشبكة على عدة مطالب أساسية، أبرزها:

  • فتح الزيارات الشهرية المقررة قانوناً لجميع المعتقلين.
  • الوقف الفوري لكافة الإجراءات القمعية بحق السجناء السياسيين.
  • تحميل وزارة الداخلية وأجهزة الأمن المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أبو هريرة والمضربين عن الطعام.

*مواطن أمريكي من أصول مصرية ينتقد إسقاط جنسيته ويتوعد بمقاضاة البعثة المصرية في نيويورك

انتقد المواطن الأميركي من أصول مصرية أكرم السماك قرار الحكومة المصرية إسقاط الجنسية عنه وعن اثنين من أبنائه، على خلفية اتهامات وجهتها البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لابنيه ياسين وعلي بمحاولة اقتحام مقر البعثة والاعتداء على موظفيها.

تبرئة من القضاء الأميركي

وقال السماك، في تصريحات خاصة، إن المدعي العام في نيويورك أسقط جميع التهم نهائيًا عن ابنه ياسين بعد مراجعة كاميرات المراقبة التي أثبتت براءته وسحبه بالقوة من الشارع إلى داخل مقر البعثة. وأضاف أن التهم أُسقطت أيضًا عن ابنه علي الأسبوع الماضي “لعدم توافر الأدلة”، مؤكدًا أن الفيديوهات أظهرت أن ابنيه لم يرتكبا أي فعل غير قانوني.

وكانت شرطة نيويورك قد احتجزت الطفل ياسين وشقيقه علي في 21 أغسطس/ آب الماضي بعد مشادات أمام مقر البعثة، قبل أن تُسقط التهم عن الأول في اليوم التالي، وعن شقيقه الأكبر لاحقًا.

انتقاد لاذع للحكومة المصرية

وفي تعليقه على قرار إسقاط الجنسية، قال السماك:

لا أحد يستطيع سحب انتمائي وجنسية المصري مني. حتى لو أسقطوها في أوراقهم فأنا مصري وسأعيش وأموت مصريًا”.

وسخر قائلًا: “لقد تخلوا سابقًا عن تيران وصنافير، وأسقطوا الجنسية عن الأرض، ولن نكون أغلى من الأرض”.

وأضاف أن جواز سفره المصري منتهي منذ عام 1999، ومع ذلك يعتبر نفسه وأولاده “مصريين بالولادة والهوية”، مؤكدًا أن ابنه الثالث أحمد لا يزال يحتفظ بالجنسية المصرية لعدم إدراجه في القرار.

الطعن في مبررات إسقاط الجنسية

وأوضح السماك أن الحكومة بررت قرارها بعدم إخطاره السلطات بازدواج الجنسية، لكنه أكد عكس ذلك، مشيرًا إلى أنه استخرج لابنه ياسين شهادة ميلاد مصرية عام 2003، ما يعني إخطار الجهات المختصة بجنسيته المصرية. وقال: “سأعرض كل هذه المستندات في مؤتمر صحافي قريبًا”.

تزامنت الواقعة مع تظاهرات أمام السفارة المصرية في الولايات المتحدة الشهر الماضي، شارك فيها مصريون وأميركيون للتنديد بإغلاق معبر رفح والمطالبة بإدخال المساعدات إلى غزة. وخلالها، أظهرت مقاطع مصوّرة أفرادًا من البعثة المصرية وهم يحتجزون ابني السماك داخل مقر البعثة.

وأكد السماك أن ابنيه كانا “يتظاهران سلمياً”، وأن التهم الموجهة إليهماملفقة”، متوعدًا بمقاضاة البعثة المصرية في نيويورك بسبب احتجازهما.

*أمن الدولة تستدعي “دومة” بقضية سادسة

 بعد اعتقال وسجن الناشط إسماعيل الإسكندراني، أخطرت نيابة أمن الدولة العليا، أمس، الناشط السياسي أحمد دومة، باستدعائه للتحقيق في قضية جديدة، وحددت جلسة الاثنين المقبل لسماع أقواله، حسبما أعلن دومة عبر فيسبوك.

وأعلن أحمد دومة، تلقيه استدعاء من نيابة أمن الدولة العليا، لجلسة تحقيق في قضية جديدة، هي السادسة التي يواجهها خلال الأشهر الأخيرة، بعد خمسة استدعاءات متتالية في قضايا نشر ورأي أو إبداع، حسبما قال، ما وصفه بـالاستنزاف.

في نهاية يوليو الماضي، أخلت «أمن الدولة» سبيل دومة بكفالة 50 ألف جنيه، بعد أكثر من سبع ساعات تحقيق، على خلفية منشورات على فيسبوك، اتهمته بموجبها بـ«نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام والتشكيك في مؤسسات الدولة»، في مرة هي الثالثة، بعدما أخلت سبيله من الاتهامات نفسها في أبريل، بكفالة 10 آلاف جنيه، وفي نوفمبر السابق عليه، بكفالة 20 ألف جنيه.

عقب آخر إخلاء سبيل، قال دومة إن النيابة لم تلتفت إلى طلبه بتخفيض أو إلغاء الكفالة لعدم قدرته على سدادها، فيما أشار إلى أن التحقيق استند إلى محضر تحريات من الأمن الوطني حول أربعة منشورات كتبها عبر فيسبوك، شملت اتهامه للسلطات ببيع المساعدات لسكان غزة، وانتقادات لإدارة الحكومة لملف الطرق.

وأُفرج عن دومة بموجب عفو رئاسي في 2023، قبل انقضاء خمس سنوات من أصل 15 سنة سجن صدر بها حكم نهائي بحقه في قضية «أحداث مجلس الوزراء»، وغرامة ستة ملايين جنيه.

وعن تزامن قرار استدعائه مع قرار حبس الباحث إسماعيل الإسكندارني، وهل يمكن ربط الحدثين بسياق واحد، قال دومة “العادة جرت على إن أنا عندي استدعاء أو قضية جديدة كل شهرين ونص تلاتة، يعني ده النمط اللي هم حاطينه من اللحظة اللي تقرر فيها الاستدعاءات والكفالات والتحقيقات والقضايا الجديدة

*مؤسسات حقوقية تدين القبض على الباحث إسماعيل الإسكندراني وحبسه في اتهامات بـ”نشر أخبار كاذبة” بعد مواجهته بتدوينات تحمل أفكاره

تعرب المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه عن استنكارها ورفضها لقرار نيابة أمن الدولة العليا حبس الباحث إسماعيل الإسكندراني 15 يوما احتياطيا٬ بعد توقيفه في كمين مرسى مطروح أثناء عودته من سيوة٬ وانقطاع أي تواصل معه لأكثر من 12 ساعة٬ ثم ترحيله إلى القاهرة وعرضه على نيابة أمن الدولة التي حققت معه لساعات قبل أن تصدر قرارها بحبسه.

وبحسب أعضاء بـ هيئة الدفاع عن الإسكندراني٬ فإن توقيفه جاء بناءً على قرار بالضبط والإحضار٬ حيث أدرجته النيابة على ذمة القضية رقم 6469 لسنة 2025، باتهامات تتعلق بـ”إذاعة أخبار كاذبة”، و”الانضمام إلى جماعة إرهابية، و”استخدام موقع إلكتروني للترويج لأفكار إرهابية”. فيما واجهته النيابة خلال التحقيقات بـ 18 تدوينة على حسابه الشخصي والذي أقر الإسكندراني بأنه هو من كتب هذه التدوينات وأنها لا تحمل أي أخبار كاذبة أو شائعات، ولكنها تحمل أفكاره٬ فيما أكد أنه لا ينتمي لأي جماعة سياسية أو حزب أو تنظيم.

يأتي قرار القبض على الإسكندراني وحبسه بعد يومين من قرار العفو الرئاسي الأخير٬ والذي اعتبره البعض مؤشرا على حالة من التهدئة وبداية لحل أزمة الحبس السياسي٬ إلا أن توقيف الإسكندراني يعيد إنتاج نفس السياسات القمعية، ويرسل رسالة سلبية مفادها أن المجال العام لا يزال مغلقا، وأي صوت أو رأي عرضة للاستهداف.

وتشدد المنظمات الموقعة على أن إسماعيل الإسكندراني قضى بالفعل سبع سنوات كاملة في السجون على خلفية عمله البحثي والصحفي، وأن الإفراج عنه في نهاية 2022 كان ينبغي أن يشكل نهاية لمعاناته، لا أن يدخل في دورة جديدة من الحبس والتنكيل. كما أن تدهور حالته الصحية٬ بحسب محاميه٬ واعتماده على جهاز تنفس يجعل استمرار حبسه خطرا مباشرا على حياته، خاصة مع حرمانه من الماسك الطبي الضروري لتشغيل جهازه.

إن استمرار سياسة الحبس الاحتياطي التعسفي ضد الصحفيين والباحثين والمعارضين السياسيين لا يشكل فقط انتهاكا جسيما لحقوق الأفراد وحرياتهم، بل يقضي على الثقة في أي خطوات إصلاحية نحو إنهاء سنوات السجن بسبب الرأي وغلق ملف الحبس الاحتياطي في قضايا حرية التعبير٬ و يعزز مناخ الخوف والرقابة الذاتية، ويبعث برسالة واضحة للمجتمع بأن التعبير عن الرأي، حتى لو كان متزنا وموضوعيا، قد يؤدي بصاحبه إلى السجن.

وتحذر المنظمات من أن الإصرار على ملاحقة أصحاب الرأي لن ينجح في إسكات الأصوات المستقلة، بل يزيد من عمق الأزمة السياسية والحقوقية، ويجعل أي حديث عن انفراج أو حوار سياسي بلا معنى٬ فغياب الحريات لا ينتج استقرارا، بل يراكم الغضب ويبقي على المجتمع في دائرة مغلقة من القمع والحبس السياسي٬ بدلا من بناء مناخ يفتح المجال أمام الإصلاح الحقيقي والخطوات الفعالة لوقف دائرة الحبس السياسي.

وتطالب المنظمات الموقعة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن إسماعيل الإسكندراني وإسقاط جميع التهم ضده٬ ضمان حصوله على الرعاية الصحية العاجلة وإعادة جهاز التنفس الخاص به بشكل فوري حتى الإفراج عنه٬ ووقف استخدام الحبس الاحتياطي كعقوبة ضد الصحفيين والباحثين والنشطاء السياسيين٬ واتخاذ خطوات جادة وشفافة نحو فتح المجال العام وحماية حق الأفراد في التعبير عن رأيهم دون خوف من الحبس أو قمع وتنكيل.

المنظمات الموقعة:
المفوضية المصرية للحقوق والحريات
مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان
إيجيبت وايد لحقوق الإنسان
مركز النديم
المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT)
الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
لجنة العدالة
مؤسسة سيف للقانون
المنبر المصري لحقوق الإنسان
مؤسسة دعم القانون والديمقراطية
معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط
مركز ديمقراطية الشرق الأوسط (MEDC)
منصة اللاجئين في مصر

 

* شركة المخابرات “المتحدة” تستعين بـ “باسم يوسف” في برنامج جديد ضد إسرائيل فقط

 تعاقدت قنوات “المتحدة للخدمات الإعلامية” الاستخبارية المصرية مع الإعلامي المصري “باسم يوسف” لتقديم برنامج تلفزيوني جديد، بقيمة تعاقد تجاوزت الـ 22 مليون جنيه مصري شهريًا، ليصبح “باسم يوسف” الأعلى أجرًا بين الإعلاميين في العالم العربي

وذلك بعد طرده ووقف برنامجه في مصر من 11 عاماً “البرنامج” الذي كان يذاع على قناة “MBC مصر

وقال الإعلامي محمد علي خير أن الشركة المتحدة “المملوكة للمخابرات المصرية” تتعاقد مع الإعلامي الشهير “باسم يوسف” لتقديم برنامج، أو ربما فقرة في برنامج، بإحدى القنوات التابعة لها، مقابل 22 مليون جنيه مصري شهريا (أقل قليلا من نصف مليون دولار)، بإجمالي عقد سنوي 264 مليون جنيه (أكثر قليلا من خمسة ملايين دولار)، والاتفاق أن يكون برنامجه متعلقا بالشأن الفلسطيني، دون تدخل في الشأن المصري الداخلي.

أشارت مصادر إلى أن عودة يوسف  ستكون جزئية، إذ لن يعود للإقامة الدائمة في القاهرة، ولن يقدم برنامجاً أسبوعياً أو موسمياً على غرار “البرنامج”، بل سيكون ظهوره متقطّعاً عبر حلقات محدودة أو كضيف متكرر في برامج قائمة.

كما لفتت المصادر إلى أن المفاوضات تركز على القضايا التي سيطرحها يوسف، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها بقوة خلال العامين الماضيين عبر ظهوره في كبرى القنوات الأمريكية والأوروبية.

أشارت مصادر لموقع القاهرة 24 إلى أن عودة يوسف ستكون جزئية، إذ لن يعود للإقامة الدائمة في القاهرة، ولن يقدم برنامجاً أسبوعياً أو موسمياً على غرار “البرنامج”، بل سيكون ظهوره متقطّعاً عبر حلقات محدودة أو كضيف متكرر في برامج قائمة.

كما لفتت المصادر إلى أن المفاوضات تركز على القضايا التي سيطرحها يوسف، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها بقوة خلال العامين الماضيين عبر ظهوره في كبرى القنوات الأمريكية والأوروبية.

واستطاع باسم خلال فترة غيابه أن يرسّخ حضوره على الساحة الدولية، مستثمراً إتقانه للغة الإنجليزية وخبرته الإعلامية للدفاع عن القضية الفلسطينية وإيصال صوتها إلى منصات عالمية كبرى.

*تهجير قسري فى الإسكندرية بأمر لواءات “البحرية” ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه

تشهد منطقة طوسون بالإسكندرية واحدة من أعنف الأزمات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، بعد أن أصرت سلطات الانقلاب على تنفيذ قرارات إزالة وتهجير آلاف الأسر من منازلهم، تحت لافتة “التطوير” ونقلهم إلى مشروع “بشائر الخير”. لكن ما يبدو في الظاهر تحسينًا عمرانيا، ينكشف في جوهره كعملية تفريغ ممنهجة للأرض من سكانها لصالح مشروعات استثمارية، دون اعتبار لحقوق الناس أو ثمن تصالحاتهم التي دفعوها مسبقًا. 

إصرار عسكري لا مدني

المشهد لم يعد محصورًا في نزاع إداري أو عمراني، بل تحول إلى صراع بين الأهالي وسلطة عسكرية تحكم بعقلية الاحتلال. تساؤلات واسعة أثيرت حول دور لواءات البحرية في إدارة ملف سكني بحت، في وقت يفترض أن تكون الأجهزة المدنية هي المسؤولة. مقاطع مصورة أظهرت ضباطًا بزي عسكري يوجهون إنذارات قاسية للأهالي، في صورة اعتبرها كثيرون “دليلاً على عسكرة العمران وتحويل الجيش إلى أداة قمع داخلي”.

6 آلاف أسرة تواجه المصير المجهول

أكثر من 6 آلاف أسرة مهددة بالإخلاء، يعيش معظمها على أنشطة صغيرة ومحال متوارثة منذ عقود. نقلهم إلى شقق لا تتجاوز 60 مترًا، بنظام إيجار أو انتفاع، يعني تفكيك روابطهم الاجتماعية وضياع مصادر رزقهم. إحدى السيدات لخصت المشهد بمرارة: “بيوتنا ورثناها عن أجدادنا، دفعنا فلوس التصالح، والآن يقولون لنا: اخرجوا”.

القمع سلاح النظام

رفض الأهالي الاستسلام قوبل بسياسة الترهيب. اعتقال المتحدث باسمهم وحبسه 15 يومًا بتهمة ملفقة بالانضمام إلى “جماعة إرهابية” كان رسالة مباشرة لأي محاولة للتنظيم الشعبي. مقاطع أخرى أظهرت تهديدات بتلفيق قضايا مخدرات لكل من يرفض المغادرة، ما يعكس ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه. 

 التهجير جريمة دستورية 

منظمات حقوقية مصرية ودولية وصفت ما يجري بأنه تهجير قسري مخالف للدستور، الذي يحظر مثل هذه الإجراءات تحت أي مبرر. الحقوقي خالد علي أكد أن القضية تتجاوز “التطوير” لتصبح جريمة مكتملة الأركان، هدفها تجريف المجتمع وإعادة تشكيله بالقوة. 

وعود “بشائر الخير” وواقع مرير 

في مقابل الترويج الرسمي لمشروع “بشائر الخير” باعتباره نقلة حضارية، تكشف تجارب الأسر التي نُقلت سابقًا إلى المشروع عن أزمات معيشية خانقة: تكاليف مرتفعة، غياب خدمات أساسية، وتفكك اجتماعي. النتيجة النهائية: حياة أكثر قسوة مما عاشوه في عشوائياتهم القديمة. 

عقلية محتل لا حاكم 

الإصرار على عسكرة ملف الإزالات يطرح سؤالًا أكبر: لماذا يتعامل السيسي وجيشه مع المصريين وكأنهم “غرباء على أرضهم”؟ الإجابة تكمن في منطق اقتصادي-أمني يرى في الأرض فرصة استثمارية، وفي المواطن مجرد عائق يجب إزاحته. الجيش هنا لم يعد مؤسسة وطنية، بل تحول إلى ذراع للسلطة يحكم بمنطق الميلشيات، يستخدم الاعتقال والترهيب لتفريغ مساحات لصالح مشروعات نخبوية وشركات مرتبطة بالسلطة. 

نموذج فجّ لسياسات التهجير القسري

ما يجري في طوسون ليس مجرد أزمة إسكان، بل نموذج فجّ لسياسات التهجير القسري تحت ستار التنمية. هو مشهد يعكس عقلية نظام يرى في الشعب عبئًا، وفي الأرض صفقة مربحة. وبينما يتمسك الأهالي ببيوتهم وحقهم في البقاء، يصر نظام السيسي على أن يسمع الناس صوت الجرافة فقط، في صورة تجسد بوضوح معركة غير متكافئة: شعب أعزل في مواجهة جيش فقد هويته الوطنية.

*أعضاء بالنيابة العامة المصرية يعترضون على تجاوزات للنائب العام لصالح الشرطة

قالت تقارير صحفية عربية أن عدد من أعضاء النيابة العامة في مصر وجهوا شكوى رسمية إلى عبد الفتاح السيسي، ووزير العدل المستشار عدنان فنجري، أعلنوا فيها صراحة اعتراضهم على تجاوزات ارتكبها النائب العام الحالي المستشار محمد شوقي، والتي بحسب نص الشكوى تؤدي إلى “انهيار مؤسسة عريقة نحبها ونكنّ لها كل الولاء”.

وأكدوا أن تلك الوقائع إذا ما وصلت إلى رئيس الجمهورية فلن يرضى عنها إطلاقاً، ووصفوا الجُرم المرتكب نصاً بـ “الفادح”.

قالوا في شكواهم: “نتقدم لسيادتكم نحن أعضاء في النيابة العامة بشكوى ضد النائب العام محمد شوقي لارتكابه وقائع متتالية تؤدي إلى انهيار مؤسسة نحبها وندين لها بالولاء، كما أن تلك الأفعال التي يرتكبها من المؤكد أنها إن وصلت لسيادتكم لن ترضوا عنها أبداً لمعرفتنا بالمبادئ والقيم التي تتصفون بها سيادتكم”.

مدير مكتب السيسي يدافع عن النائب العام

وشكا أعضاء النيابة من أن أي شكوى موجهة ضد النائب العام يتم حجبها عن السيسي أو تحريف مقصدها وتبريرها بالشكل الذي يُخلي مسؤوليته، وذلك ما شاهدناه في الشكوى التي سبق أن تقدّم بها أعضاء في النيابة العامة ضد النائب العام بعد أن فجّرت النيابة العامة قضية المرحوم محمد صلاح الألفي، عضو النيابة، وهو ما أدى إلى انتحاره هروباً من ذلك القهر”.

وأشار مقدّمو الشكوى إلى أن ما يُعرض على السيسي من مكاتبات أو شكاوى للقضاء في مصر يمر عادة عبر مكتب المستشار عمر مروان، مدير مكتب الرئيس، والذي بحسب نص الشكوى: “يدافع عن تصرف النائب العام محمد شوقي حتى لا يُلام من سيادتكم على اختياره له”، الأمر الذي، على حد تعبيرهم، يعطّل وصول الحقائق كاملة إلى الرئيس.

وانتقلت الشكوى بعد ذلك إلى ما اعتبره مقدّموها واقعة صادمة، موضحين أن تفاصيلها تعود إلى تحقيق أُجري قبل خمسة أشهر في قضية مقتل مسجون على يد ضابط شرطة داخل قسم.

وبحسب نص الشكوى، توافرت كافة الأدلة التي تُدين الضابط المتهم، وأعدّ وكيل النيابة مذكرة بإحالته إلى المحاكمة الجنائية، ورفعها على نظام النيابة العامة الإلكتروني. غير أن تدخلات وصِلات شخصية قلبت الموازين.

وبحسب الشكوى، فإن “اتصالاً جرى بين أحد أقارب الضابط المتهم ورئيس المكتب الفني السابق محمد البياع، بحكم علاقة صداقة بينهما، تعهّد فيه القريب بتدبير حفظ القضية وعدم إحالتها للمحاكمة.

وبعد ذلك وفقاً للشهادة تواصل رئيس المكتب الفني مع النيابة الكلية في مصر وطلب إعادة رفع مذكرة جديدة على النظام الإلكتروني، مع تغيير وجهة النظر القانونية من الإحالة إلى الحفظ”.

وعندما اعترض عضو النيابة المسؤول عن التصرف: “تم تهديده صراحة بالتنكيل به في الحركة القضائية المقبلة، وهو ما دفعه تحت وطأة الخوف على مستقبله الوظيفي إلى الرضوخ، فقام بتغيير المذكرة من إحالة إلى حفظ، وأعاد تفعيلها على النظام

ولفتت الشكوى الانتباه إلى أن النظام الإلكتروني للنيابة أظهر مذكرة الإحالة بتاريخ 27 مايو 2025، ثم مذكرة الحفظ في اليوم نفسه، أي أن المذكرة الأولى أُلغيت فعلياً واستُبدلت بالأخرى.

وبعدها بأيام قليلة، وتحديداً في 31 مايو 2025، وقّع النائب العام بالموافقة على ما انتهت إليه النيابة الكلية، من دون أن يحدد بشكل واضح إن كان المقصود موافقته على مذكرة الإحالة الأولى أم على مذكرة الحفظ الثانية. وأضافت الشكوى أن النيابة الكلية حين تواصلت مع مكتب النائب العام للاستفسار عن التأشيرة، جاءها الرد قاطعاً بأن القضية “تم حفظها”.

وعبّر أعضاء النيابة في خطابهم عن استنكارهم الشديد لهذه الواقعة، مؤكدين أنه “بغض النظر عن أن المتهم تاجر مخدرات وسيّئ السمعة، فهل تُدار النيابة العامة بمثل هذا الشكل؟ وهل يجوز التلاعب في مصائر التحقيقات بهذه الصورة الفجّة؟”.

وفي ختام شكواهم، ناشد مقدّمو الرسالة السيسي، بـ”التدخل العاجل وتكليف أي جهة قضائية محايدة أو أي شخصية موثوق بها لدى مؤسسات الدولة، على أن يكون ذلك بعيداً عن المستشار عمر مروان، لفحص تفاصيل القضية والتأكد من صحة ما ورد بالشكوى”.

ووقّع الشكوى في ختامها أعضاء بالنيابة العامة، مؤكدين أن ما دفعهم إليها هو “غيرتهم على مؤسسة العدالة التي يخدمونها، وخوفهم على مستقبلها إذا استمر هذا النهج”، بحسب وصفهم

*من الموانئ والشواطئ إلى الفنادق ثم أرض المعارض… أموال الخليج تبتلع أصول مصر بخيانة السيسي

يبدو أن حكومة الانقلاب عازمة على المضي في سياسة بيع الأصول بلا توقف، وكأنها وجدت في التفريط في ممتلكات الشعب الطريق الأسهل لتسكين أوجاع أزمتها الاقتصادية، دون أي اعتبار لقيمة هذه الأصول أو حقوق الأجيال القادمة.

أحدث فصول هذا المسلسل هو العرض الخليجي الضخم لشراء أرض المعارض بمدينة نصر، تلك البقعة الاستراتيجية التي ارتبطت لعقود بالمعارض الكبرى والفعاليات الاقتصادية التي عكست صورة مصر أمام العالم، حيث قدم تحالف من شركات سعودية وإماراتية عرضًا لشراء أرض المعارض بمدينة نصر المملوكة لبنك الاستثمار القومي المصري في صفقة جديدة للاستيلاء على ممتلكات المصريين 

بيع تحت مسمى “استثمار”
الحكومة تحاول تسويق الصفقة على أنها “استثمار أجنبي مباشر” سيدعم الاقتصاد المصري.
لكن الحقيقة أن ما يحدث لا يمت للاستثمار الحقيقي بصلة، فالاستثمار يعني بناء مصانع ومشروعات إنتاجية تخلق فرص عمل وتضيف للاقتصاد قيمة مستمرة.
أما بيع أرض المعارض فهو ببساطة تسييل للأصول: الحصول على مبلغ مالي لمرة واحدة، مقابل فقدان أصل استراتيجي كان يمكن أن يدر دخلاً متجدداً لعشرات السنين.

إنها ليست استثمارات، بل عمليات بيع مكشوفة، تُدار خلف الأبواب المغلقة وتُعرض على مستثمرين بعينهم، دون شفافية أو منافسة، وكأنها صفقة خاصة وليست ممتلكات دولة وشعب. 

صفقات سابقة تكشف المنهج
صفقة أرض المعارض ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فقد سبقها بيع حصص في عدد من الموانئ  والشواطئ المهمة مثل ميناء العين السخنة وميناء الإسكندرية وراس الحكمة وغيرهم لصناديق سيادية خليجية.

كما تنازلت الحكومة عن فنادق تاريخية تابعة لشركة “إيجوث” السياحية، وطرحت للبيع شركات كبرى مثل الشركة الشرقية للدخان.
كل هذه الصفقات جرى تمريرها تحت عنوان “جذب الاستثمارات”، بينما الحقيقة أنها نزيف مستمر للأصول الاستراتيجية، يجرّد الدولة من مواردها ويحوّلها إلى مجرد وسيط بين المستثمر الأجنبي والمواطن الذي يدفع الثمن. 

فشل حكومي يُغطّى بالبيع
الحكومة تُصرّ على إخفاء فشلها الاقتصادي المتراكم عبر بيع الأصول. فهي عاجزة عن معالجة العجز في الموازنة، وتفاقم الدين الداخلي والخارجي، وانهيار قيمة الجنيه. وبسبب هذا الفشل، تلجأ إلى أسهل الحلول: بيع ما تبقى من أصول الدولة.
بدلاً من إصلاح السياسات المالية، أو دعم الصناعة والزراعة، أو محاربة الفساد والهدر، اختارت الحكومة الطريق الأسهل والأكثر خطراً: التخلص من أصول الشعب قطعة بعد أخرى. 

ضياع للأرض وللسيادة
أرض المعارض ليست مجرد قطعة أرض، بل موقع استراتيجي في قلب القاهرة. بيعها يعني أن مصر تفقد واحدة من أبرز ممتلكاتها العامة في منطقة ذات قيمة اقتصادية هائلة. وفي الوقت الذي تحتفظ فيه الدول بأصولها وتحولها إلى مراكز تنمية، تتنازل مصر عنها في صفقات عاجلة لسد فجوات مالية صنعها سوء الإدارة والديون المتراكمة. 

غياب الشفافية
لا توجد أي تفاصيل واضحة للرأي العام حول قيمة الصفقة أو كيف جرى تقييم الأرض. هل سيُباع الموقع فعلاً بقيمته الحقيقية، أم أن هناك تخفيضات وامتيازات سرية كما جرى في صفقات سابقة؟ لماذا لا تُطرح الأرض في مناقصة علنية تضمن أعلى سعر وأفضل عائد؟

الحكومة تُدار بمنطق “الوصاية” على الشعب، تتصرف في ممتلكاته وكأنها ملكية خاصة، بينما المواطن هو آخر من يعلم. 

آثار اجتماعية وسياسية
بيع الأصول بهذا الشكل يخلق شعوراً بالظلم لدى الناس. المواطن البسيط يُثقل بالضرائب وارتفاع الأسعار، بينما يرى أن حكومته تبيع ما يملكه الشعب للأجانب.
هذا يعمق الفجوة بين الشعب والدولة، ويزيد من الإحباط وفقدان الثقة.

وبينما تتحدث الحكومة عن “مستقبل مشرق” و”مشروعات قومية”، الحقيقة أن المستقبل يُباع الآن في صفقات عاجلة لا تُراعي سوى توفير الدولار بأي ثمن. 

كان يمكن أن تكون قصة نجاح
أرض المعارض في مدينة نصر يمكن أن تتحول إلى مشروع وطني ضخم: مركز دولي للمعارض والمؤتمرات، يجذب آلاف الشركات والزوار، ويوفر دخلاً مستمراً وفرص عمل.
لكن الحكومة اختارت الطريق الأقصر والأفشل: بيع الأصل بدلاً من تشغيله وتنميته.

وختاما العرض الخليجي لشراء أرض المعارض بمدينة نصر ليس سوى جولة جديدة من مسلسل التفريط في ممتلكات مصر.
الحكومة بدلاً من أن تدير أصول الشعب لصالحه، تبيعها تحت مسمى الاستثمار، بينما الحقيقة أنها تصفية شاملة لما تبقى من مقدرات الدولة.

هذه السياسة ليست حلاً، بل كارثة مؤجلة. اليوم تُباع الأرض لسد ديون عاجلة، وغداً ستبقى الديون، لكن من دون أصول ولا موارد. إنها وصفة مؤكدة لفقدان السيادة الاقتصادية، وجعل البلاد رهينة لمستثمرين خارجيين.

* 450 ألف حالة عقر سنويًا.. 20 مليون كلب ضال فى شوارع المحروسة تهدد حياة المصريين

في الوقت الذي تُرفع فيه حكومة الانقلاب شعارات عن تجميل الشوارع والنظافة و “حماية الطفولة”، تُغرس أنياب الكلاب الضالة في أجساد أطفال أبرياء، ليجدوا أنفسهم بين جدران المستشفيات يصارعون الموت البطيء.

مأساة الكلاب الضالة تهدد المصريين الذين لا يجدون من يحميهم ، بينما تكتفي الأجهزة التنفيذية بحكومة الانقلاب بالتصريحات الوردية، تاركة الشوارع غابة مفتوحة تنهش فيها الكلاب الضالة أجساد الصغار والكبار.

 450 ألف حالة عقر

 التقارير الرسمية تكشف أن مصر تسجل نحو450 ألف حالة عقر سنويًا نتيجة هجوم الكلاب الضالة، فى حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن مضؤ شهدت نحو 574 ألف حالة عقر عام 2019 وحده.

كما تسجل مصر قرابة 50 حالة وفاة سنويًا بداء الكلب، معظمهم من الأطفال في الفئة العمرية ما بين 5 و14 سنة، وبعض التقارير قدّرت الوفيات بما يقارب 100 حالة وتلك الوفيات مؤكدة نتيجة الإصابة بداء الكلب، بينما تظل الحلول غائبة، بين وعود حكومة الانقلاب بالتحصين وحملات لا ترَى النور إلا على الورق..

وقدرت تقارير رسمية أن اعداد الكلاب الضالة فى شوارع مصر تتجاوز خمسة عشر مليونا وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لحياة ملايين المواطنين في القرى والمدن على حد سواء

 20 مليون كلب

 وبحسب نقابة البيطريين يقدر عدد الكلاب الضالة في مصر بما يتراوح بين 15 إلى 20 مليون كلب، مشيرة إلى أن تكلفة توفير أمصال داء الكلب وصلت إلى 146 مليون جنيه عام 2019، مع توقع أن تتجاوز 500 مليون جنيه بسبب زيادة الإصابات .

هذه الأرقام تكشف أن الأزمة لم تعد حوادث فردية، بل ملف وطني يلتهم أرواح الأطفال وميزانية دولة العسكر معًا.

صراخ بلا مجيب 

فى هذا السياق تشهد منطقة الاربعين بحي غرب اسيوط كارثة حقيقية بسبب الكلاب الضالة التي اصبحت تهدد حياة الاطفال ليل نهار حيث تكررت حوادث العقر والتى كان ضحيتها اطفال صغار نقلوا الى المستشفى.

شوارع منطقة الأربعين تحولت إلى مصيدة رعب يومية للأطفال…طفل صغير يصرخ من الألم بعد أن نهشت الكلاب الضالة ذراعه، مخلفة جروحًا غائرة قد تلازمه طوال العمر، وطفلة أخرى ترقد في غرفة المستشفى، وجهها ملفوف بالشاش، وعيناها مغمضتان تحت تأثير الأدوية، بعدما نجت من بين أنياب الموت.

أسر مكلومة تعيش على أعصابها، ما بين خوف على أطفالها من الشارع وقلق من نفاد الأمصال داخل المستشفيات، والأزمة لم تعد حادثا فرديا، بل صارت ملفا وطنيا يهدد آلاف الأسر يوميا.

فيما اثار غياب اي اجراءات وقائية من جانب الجهات المعنية بحكومة الانقلاب حالة من الرعب والذعر والغضب بين الاهالي الذين اتهموا المسئولين بالتقاعس عن حماية المواطنين، خاصة بعد تحول الشوارع إلى ساحة خطر دائم . 

إصابات الاطفال

وأكد الأهالي أن المناطق السكنية أصبحت مرتعا لعشرات الكلاب الضالة، التي تتحرك في أسراب، وتهاجم المارة ليلًا ونهارًا .

وقال الأهالى : أولادنا مش عارفين ينزلوا يلعبوا .. حتى الطريق للمدرسة بقى رعب، مشيرين إلى أنهم كل يوم يستمعون إلى صوت أم مفجوعة تعبر عن مأساة مئات الأسر التي لا تجد حماية لأطفالها سوى الدعاء.

فى هذا السياق قال مصطفى كامل عامل إن الكلاب الضالة هاجمت نجله أثناء عودته من المدرسة وتسببت في إصابة عميقة بذراعه مؤكدا أن الاطفال لا يستطيعون اللعب أو السير بأمان.

وأضافت شيماء حسن ربة منزل أن ابنتها تعرضت للعقر أمام المنزل وتم نقلها الى المستشفى العام حيث لم تجد الأمصال بسهولة مما زاد من معاناتهم بينما أشار خالد علي سائق إلى أن الكلاب الضالة تنتشر ليلا ونهارا وتتحرك في أسراب دون أي تدخل من المسئولين.

 الأمصال

 وقال احمد جمال حداد ان نجله تعرض لهجوم من الكلاب الضالة اثناء عودته من الدرس مما ادى الى اصابة غائرة في ذراعه

واضاف ان المستشفى لم يكن به مصل كاف مما جعلهم يبحثون في اكثر من مكان

وقالت فاطمة سيد ربة منزل ان ابنتها الصغيرة تعرضت للعقر امام باب البيت وتم نقلها في حالة حرجة

واضافت ان الكلاب الضالة تتحرك في اسراب وتهاجم الجميع بينما ذكر محمد ابراهيم سائق ان الاطفال اصبحوا لا يذهبون للمدرسة بمفردهم خوفا من الاعتداء

وصمة عار

ورغم خطورة الأزمة، تتعامل الأجهزة المعنية بحكومة الانقلاب مع الملف بمنطق “رد الفعل”، فتتحرك فقط بعد وقوع الكارثة، بينما يظل غياب خطة متكاملة للسيطرة على الظاهرة وصمة عار في جبين الإدارة المحلية.

وأعرب  الاهالي عن أسفهم لان الكارثة مستمرة مؤكدين ان تحرك المسئولين لا يتعدى التصريحات او الحملات المؤقتة دون خطة واضحة للتعقيم او التحصين او الايواء وهو ما يجعل كارثة الكلاب الضالة مستمرة وتتضاعف يوما بعد يوم وسط تجاهل تام لمعاناة الاطفال والاسر.

وحذروا من الأزمة لم تعد مجرد كلاب ضالة .. بل أصبحت قنابل موقوتة تفتك ببراءة الأطفال، ما لم تُوضع آليات عاجلة تتضمن التعقيم، والتحصين، وإيواء هذه الحيوانات، فإن الشوارع ستظل ساحات دماء مفتوحة، والضحايا في ازدياد.

في شبه دولة السيسى استقرار الجنيه على الورق وارتفاع الذهب واقتصاد مشلول .. الجمعة 26 سبتمبر 2025م.. بلدوزر السيسي يواصل محو تاريخ مصر

في شبه دولة السيسى استقرار الجنيه على الورق وارتفاع الذهب واقتصاد مشلول .. الجمعة 26 سبتمبر 2025م.. بلدوزر السيسي يواصل محو تاريخ مصر

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* من “الأمعاء الخاوية” إلى “الأجساد البالية”.. معتقلو بدر 3 يفضحون 12 عامًا من الانتهاكات

أصدر مركز الشهاب لحقوق الإنسان بيانًا مطولًا، نقل فيه شهادة مؤثرة ومفصلة من المعتقلين السياسيين داخل قطاع (2) بسجن بدر 3، الذين كشفوا عن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالتهم على مدار أكثر من 12 عامًا، مؤكدين أنهم انتقلوا من مرحلة “معركة الأمعاء الخاوية” إلى مرحلة “الأجساد البالية”، في إشارة إلى استنزاف قواهم الجسدية والنفسية جراء التعذيب الممنهج والمعاملة القاسية. 

تفاصيل الانتهاكات
البيان الصادر عن المعتقلين سلّط الضوء على انتهاكات وُصفت بالمنظمة والممنهجة، شملت:

  • القضاء والعدالة: تلفيق آلاف القضايا للمعتقلين، وإعادة تدويرهم في قضايا جديدة رغم حصول بعضهم على البراءة أو انتهاء مدة العقوبة. كما أنشئت “دوائر الإرهاب” الاستثنائية لعزلهم عن محاميهم وأهاليهم ووسائل الإعلام، ووضعهم في أقفاص زجاجية عازلة للصوت خلال المحاكمات.
  • التعذيب والحرمان: المعتقلون أشاروا إلى تطبيق برامج تعذيب قاسية في سجن العقرب امتدت لسنوات، تسببت في وفاة العشرات نتيجة الحرمان من الطعام والدواء، إضافة إلى الحبس الانفرادي الكامل لعقد كامل داخل زنازين مغلقة 24 ساعة يوميًا، بلا شمس أو هواء أو مقومات حياة إنسانية.
  • انتهاك الحقوق الأسرية: البيان أشار إلى اقتحام منازل المعتقلين واعتقال زوجاتهم وأبنائهم وأقاربهم، فضلًا عن تشتيت الأسر في سجون متفرقة، مع الحرمان التام من الزيارة منذ عام 2018، رغم صدور مئات الأحكام القضائية التي تقر حقهم في التواصل مع ذويهم.
  • مصادرة الممتلكات: أفاد المعتقلون بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم بقرارات غير قضائية، وإجبار شركاتهم على الإفلاس، ما ألقى بظلال كارثية على أسرهم وحياتهم الاقتصادية.
  • التستر على الجرائم: المعتقلون أكدوا أن السلطات منعت النيابة العامة والقضاء من التحقيق في وقائع قتل وتعذيب بحق أبنائهم وأقاربهم، تحت غطاء “قرارات سيادية”.
  • القمع في المحاكم: لم يقتصر القمع على السجون فقط، إذ تعرّض المعتقلون للاعتداء البدني واللفظي أثناء جلسات المحاكمات، وصلت حدّ سحل بعضهم داخل محكمة بدر 3، مع تهديدات متكررة بإيذاء ذويهم. 

رسالة المعتقلين
في نص البيان، وجّه المعتقلون رسالة مؤثرة جاء فيها:
“لقد مضى أكثر من 12 عامًا على اعتقالنا وتعذيبنا وحرماننا من أبسط الحقوق التي نص عليها الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. نعلن بعزم وتصميم أننا لن نفرّط في حقوقنا أبدًا، ولو كان الثمن حياتنا. ونوجّه نداءً إلى العالم الحر ومؤسساته لزيارة السجون والاطلاع على أوضاعنا وشهاداتنا، وكشف الحقيقة التي يتم إنكارها ونفيها بجرأة منقطعة النظير.” 

موقف مركز الشهاب
مركز الشهاب لحقوق الإنسان أكد أن البيان يكشف صورة حقيقية عمّا يتعرض له عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين داخل السجون، معتبرًا أن ما ورد فيه “يمثل نموذجًا للانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحقهم بشكل يومي”.

وطالب المركز المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بالتحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ”جرائم مستمرة تهدد حياة المعتقلين وتفتك بأسرهم”.

 

*اتهامات إسرائيلية لمصر بتشييد قواعد سرية في سيناء.. بين “الذريعة السياسية” وواقع التنسيق الأمني

نشرت وسائل إعلام عبرية تقارير تتهم الجيش المصري ببناء بنية تحتية عسكرية واسعة النطاق في شبه جزيرة سيناء، تتضمن إنشاء منشآت تحت الأرض يشتبه بأنها مخصصة لتخزين الصواريخ، وتوسيع مدارج القواعد الجوية لتستوعب الطائرات المقاتلة. وتأتي هذه المزاعم في وقت حساس يتسم بتوتر إقليمي واسع، وتزايد القتال في قطاع غزة، وسط محاولات إسرائيلية لإعادة صياغة العلاقة الأمنية مع مصر بما يخدم أهدافها. 

اتهامات متكررة
قناة 
i24NEWS الإسرائيلية ذكرت أن التوسعات الأخيرة في سيناء تتجاوز الحدود المنصوص عليها في اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي تنص على وجود محدود للأسلحة الثقيلة في بعض المناطق. وأضافت القناة أن ما تصفه بـ”المخابئ الصاروخية تحت الأرض” يعكس استعدادات مصرية لاحتمال مواجهة عسكرية، رغم أن التقديرات المصرية – وفق التقرير – لا ترى سوى احتمال ضئيل للغاية لا يتجاوز 1% لاندلاع مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

ورغم الطابع العسكري للاتهامات، يشير محللون إسرائيليون إلى أن الضجة المثارة قد تكون جزءًا من استراتيجية سياسية تهدف إلى كسب دعم أمريكي إضافي. حيث سبق أن كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم شكوى رسمية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب فيها بممارسة ضغوط على القاهرة لتقليص حجم الانتشار العسكري المصري في سيناء. 

مصر ترد بالتنسيق الأمني
في المقابل، شددت القاهرة على أن تحركاتها العسكرية في سيناء تتم بالتنسيق الكامل مع الأطراف الضامنة لاتفاقية السلام، وذلك استنادًا إلى إعلان رسمي صدر في العشرين من الشهر الجاري. وأكدت مصر أن تواجد قواتها يرتبط بضرورات الأمن القومي وحماية الحدود الشرقية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، وعلى رأسها التوترات في غزة ومخاطر التسلل عبر الحدود. 

نقطة خلاف جديدة
صحيفة “
Epoch” العبرية وصفت ما يجري بأنه “نقطة خلاف إضافية” تضاف إلى العلاقات المعقدة بين القاهرة وتل أبيب، في وقت يشتعل فيه القتال داخل غزة. وأشارت إلى أن إسرائيل تسعى إلى تصوير الوجود العسكري المصري في سيناء كتهديد مباشر لأمنها القومي، بينما تصر القاهرة على أن تعزيز حضورها العسكري هناك يخدم الاستقرار الإقليمي ويأتي في إطار حقوقها السيادية.

 

* قائمة المرشحين للتعيين في مجلس الشيوخ.. رجال السلطة بين السياسة والإعلام والفن

كشفت مصادر خاصة عن القائمة الأولية للمرشحين للتعيين في مجلس الشيوخ المصري، والتي تضم مجموعة من رجال السلطة المعروفين في مجالات السياسة والقانون والإعلام والفن.

القائمة أثارت جدلًا واسعًا بسبب طبيعة الأسماء المطروحة، والتي تجمع بين رموز حزبية قديمة، وبرلمانيين سابقين، إلى جانب شخصيات فنية وإعلامية مقربة من دوائر الحكم.

الأسماء والسير الذاتية المبسطة

نبيل دعبس

رجل أعمال، ورئيس حزب مصر الحديثة، سبق أن شغل عضوية مجلس الشيوخ في دورته السابقة.

السيد عبد العال

رئيس حزب التجمع، وعضو برلماني سابق معروف بارتباطه الطويل بالسلطة.

أشرف زكي

نقيب المهن التمثيلية، وأستاذ أكاديمي، لعب أدوارًا بارزة في إدارة شؤون النقابة والدفاع عن الفنانين، وهو شقيق الفنانة روجينا.

ياسر جلال

فنان مصري، برز في السنوات الأخيرة كبطل للعديد من الأعمال الدرامية، ويحظى بظهور إعلامي واسع.

بهاء أبو شقة

رئيس سابق لحزب الوفد، ومحامٍ بارز، تولى رئاسة اللجنة التشريعية بمجلس النواب لسنوات.

عبد السند يمامة

الرئيس الحالي لحزب الوفد، أستاذ جامعي وخبير قانوني، تولى القيادة الحزبية خلفًا لبهاء أبو شقة.

عبد الهادي القصبي

رئيس ائتلاف “دعم مصر” السابق بمجلس النواب، وأحد أبرز رجال السلطة داخل البرلمان.

هاني سري الدين

نائب رئيس حزب الوفد، ورجل أعمال وخبير اقتصادي، شغل عضوية مجالس إدارات بعدة مؤسسات مالية.

يحيى عيسى داوود

نائب سابق، معروف بعلاقاته الواسعة داخل مؤسسات الدولة.

خالد قنديل

قيادي بحزب الوفد، وعضو مجلس الشيوخ السابق، نشط في الملفات الاقتصادية والسياسية.

عاطف ناصر أمين

رئيس لجنة حقوق الإنسان السابق بمجلس النواب، أحد كوادر حزب مستقبل وطن.

محمد مصطفى شردي

إعلامي ونائب برلماني سابق، ينتمي إلى أسرة سياسية وصحفية معروفة، وظهر في قنوات مؤيدة للسلطة.

محمد محجوب

شخصية مقربة من دوائر الأعمال والسياسة، مطروح للتعيين ضمن الحصة الرئاسية.

عمرو عبد الباقي

وجه إداري وحزبي صاعد، شارك في أنشطة مرتبطة بحزب مستقبل وطن.

دلالات القائمة

القائمة الجديدة تعكس مزيجًا واضحًا من رجال السلطة القدامى والجدد، مع إدماج شخصيات إعلامية وفنية تحمل طابعًا دعائيًا، وهو ما يشير إلى استمرار النهج في توظيف البرلمان كأداة لتوازنات سياسية وإعلامية أكثر من كونه مؤسسة رقابية مستقلة.

*استقرار الجنيه على الورق وارتفاع الذهب: اقتصاد مشلول في شبه دولة السيسى

تشهد الأسواق المصرية مشهداً عبثياً يوصف رسمياً بـ”الاستقرار النسبي للجنيه”، بينما الحقيقة على الأرض لا تعكس سوى حالة من الانكماش والشلل الاقتصادي. ففي الوقت الذي تُعلن فيه البنوك أسعار صرف ثابتة تقريباً، يتسع نزيف فقدان الثقة في العملة المحلية، ليتجه المصريون كالمعتاد إلى الملاذ الآمن: الذهب.

استقرار وهمي للجنيه

سعر الدولار الرسمي في البنك المركزي توقف عند حدود 48 جنيهاً تقريباً للشراء و48.22 للبيع، بينما تراوحت أسعار البنوك التجارية في نفس الهامش الضيق. ورغم ذلك، يرى المراقبون أن هذا الاستقرار “مفروض إدارياً” أكثر منه ناتج عن قوة حقيقية في السوق. فغياب الشفافية وتدخلات الأجهزة السيادية في إدارة سوق الصرف يجعلان من أي أرقام رسمية مجرد “ديكور” يخفي واقعاً مضطرباً.

الاقتصاد في مصر لا يستند إلى إنتاج أو صادرات أو تدفقات استثمارية حقيقية، بل إلى قروض متواصلة وبيع أصول الدولة في مزاد مفتوح للخليج والاحتلال الصهيوني. ومن ثم، فإن الحديث عن استقرار الجنيه ليس إلا جزءاً من خطاب دعائي يسعى المنقلب السيسي لتسويقه داخلياً وخارجياً.

الذهب يرتفع كمرآة لفقدان الثقة

في المقابل، يواصل الذهب صعوده محلياً وعالمياً، ليصبح المؤشر الحقيقي لمدى هشاشة الوضع الاقتصادي. فقد سجل غرام عيار 24 نحو 5777 جنيهاً، بينما بلغ غرام 21 الأكثر تداولاً 5055 جنيهاً، وقفز الجنيه الذهب إلى 40,440 جنيهاً في رقم قياسي جديد.

ويعكس هذا الارتفاع المباشر فقدان الثقة في الجنيه، إذ يلجأ المواطنون إلى الذهب لحماية مدخراتهم القليلة، في ظل تضخم يلتهم القدرة الشرائية وتراجع مريع للبدائل الاستثمارية. فالأسواق المحلية خالية من أي مشاريع إنتاجية جادة، فيما جرى تدمير الصناعة والزراعة لصالح الاستيراد والخرسانة والعاصمة الإدارية.

شبه دولة بلا قواعد اقتصادية

الحقيقة الصادمة أن ما يجري في مصر لا يمكن وصفه بسياسة اقتصادية بقدر ما هو إدارة عشوائية تستند إلى أوهام السيسي ورغباته. لا توجد قواعد للسوق ولا أولويات وطنية، بل هناك “مشاريع استعراضية” تبتلع المليارات مقابل تفقير المواطنين.

إن استقرار الجنيه الحالي ما هو إلا هدوء زائف يسبق عاصفة جديدة من الانهيار، بينما الذهب يواصل كشف حقيقة الانهيار الممنهج الذي يعيشه الاقتصاد المصري في زمن حكم العسكر.

*متضررو إزالات محور عمرو بن العاص بالجيزة يتظاهرون مجددًا لصرف التعويضات بعد 3 سنوات من تهجيرهم

شهد مقر هيئة المساحة بالدقي، منذ أيام، توافد مئات المواطنين المتضررين من مشروع محور عمرو بن العاص، في وقفة احتجاجية سلمية رفعوا خلالها شعارات تعكس حجم معاناتهم الممتدة منذ سنوات.

الأهالي، الذين فقدوا منازلهم قبل أكثر من ثلاث سنوات لصالح مشروعات التطوير العمراني، ما زالوا يطالبون بصرف التعويضات العادلة أو توفير بدائل سكنية، وهي وعود حكومية لم تتحقق بعد رغم مرور الزمن.

الهتافات التي صدحت في المكان، مثل: “هديتوا بيوتنا وشردتونا في الشوارع”، عكست حالة الغضب والإحباط التي تسكن صدور هؤلاء المواطنين، بعدما وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا مأوى أو بديل واضح.

ورغم أن الجهات الرسمية كانت قد تعهدت بصرف تعويضات مالية تغطي قيمة المنازل وفق التقديرات الحكومية، إلا أن الإجراءات تعثرت، تاركة مئات الأسر في مواجهة مصير مجهول.

وما يصفه الأهالي بـ”سياسات بلدوزر السيسي” لم يعد مجرد تعبير إعلامي، بل واقع يومي يعيشه سكان مناطق عدة بالقاهرة. إذ تسعى الدولة إلى تنفيذ مشروعات بنية تحتية كبرى على حساب الأحياء القديمة، في مسار “التطوير القسري” الذي يتجاهل الأبعاد الاجتماعية والإنسانية للأسر المتضررة.

ويشير مراقبون إلى أن الأزمة ليست مالية فقط، بل تحمل أبعادًا أعمق تتعلق بثقة المواطن في مؤسسات الدولة، خصوصًا عندما تتأخر أو تغيب الحلول البديلة. فغياب التعويضات العادلة يهدد استقرار المجتمعات المحلية ويزيد من حالة التوتر بين الدولة والمواطنين.

فجوة بين التخطيط والتنفيذ
بحسب خبراء التخطيط العمراني، تكمن المشكلة في الفجوة الكبيرة بين المخططات على الورق وواقع التنفيذ على الأرض. فبينما تؤكد الدولة أن هذه المشاريع تستهدف “تحسين جودة الحياة” و”تخفيف الزحام”، يجد الأهالي أنفسهم في مواجهة تهديد مباشر لأمنهم الاقتصادي والاجتماعي، بعدما أصبحت بيوتهم جزءًا من ثمن هذا التطوير.

استمرار الحراك الشعبي
هذه الوقفة الاحتجاجية ليست الأولى، فقد سبق للأهالي تنظيم مظاهرات مماثلة على مدار الأيام الماضية دون أن تفضي إلى حلول جذرية. ويرى المتظاهرون أن استمرار تجاهل مطالبهم العادلة سيؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات، خاصة مع تزايد أعداد الأسر التي لا تملك مأوى منذ هدم بيوتها.

وبينما اكتفت السلطات بالصمت حتى الآن، يؤكد المتضررون أنهم مستمرون في الضغط حتى استعادة حقوقهم، سواء عبر التعويضات المالية أو بتوفير وحدات سكنية بديلة تعيد إليهم بعضًا من الاستقرار المفقود.

*بلدوزر السيسي يواصل محو تاريخ مصر نقل رفات شيخ الأزهر مصطفى المراغي إلى “15 مايو” بعد 80 عاما من وفاته

في مشهد أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الثقافية والدينية، تم نقل رفات الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الأسبق وأحد أعلام الفكر الإسلامي في القرن العشرين، إلى مقابر مدينة 15 مايو، وذلك بعد أن ظلت مقبرته في منطقة الإمام الشافعي شاهداً على تاريخ طويل ومكانة دينية وعلمية بارزة.
الخطوة جاءت في إطار توسعات وإزالات تنفذها السلطات ضمن ما يُعرف بخطط “تطوير القاهرة”، لكنها قوبلت بموجة غضب وانتقادات واسعة، خاصة مع توسع الجرافات في هدم أجزاء من المقابر التاريخية بمنطقة الإمام الشافعي.

وفي النصف الأول من أغسطس الماضي، طالت أعمال الهدم في مدافن السيدة نفيسة -المستمرة منذ يناير الماضي- مقبرتي شيخي الأزهر السابقين مصطفى المراغي وحسن مأمون، إضافة إلى مقبرة درية شفيق، مؤسسة أول حزب نسائي في مصر، وهو حزب بنت النيل الذي أُنشئ عقب ثورة يوليو 1952. 

مقبرة تاريخية تُمحى
الشيخ المراغي الذي تولى مشيخة الأزهر مرتين (1928 – 1929، ثم 1935 – 1945) عُرف بمواقفه الإصلاحية، وكان رمزاً للاستقلالية الفكرية والدينية. مقبرته بمنطقة الإمام الشافعي لم تكن مجرد مدفن عادي، بل جزء من تراث معماري وروحي يمتد قروناً.
إلا أن قرار الإزالة لم يراعِ هذه الرمزية، فالجرافات دخلت لتزيل ما تبقى من جدران تحمل ذاكرة شخصية ودينية لا تُقدَّر بثمن. 

صرخة العائلة
الكاتبة منى أبوستيت، حفيدة الشيخ المراغي، كتبت بمرارة عن مشهد نقل رفات جدها، ووصفت كيف أن “البلدوزر لا يفرق بين مقام علمي وتاريخي وبين قبر مجهول”، مشيرة إلى أن العائلة لم تتلقَّ سوى إشعارات مفاجئة بضرورة الإخلاء. واعتبرت أن ما يحدث “طمس لتاريخ مصر ورموزها”، مؤكدة أن نقل الرفات إلى 15 مايو، رغم كونه إجراءً عملياً، لا يعوض عن فقدان القيمة التاريخية والمعمارية للمقبرة الأصلية.

وأضافت حفيدة الشيخ المراغي: “اللي حصل حصل خلاص، رفات العائلة كلها اتنقلت لمقابر بديلة وفرتها المحافظة في مدينة 15 مايو”. وأضافت بحسرة: “تخيل الشيخ المراغي مدفون هنا من 1945، ودلوقتي ييجي يتشال عضم في أوفة ويتنقل إلى 15 مايو”. 

بلدوزر الإزالات يواصل تقدمه
منطقة الإمام الشافعي، التي تضم مقابر شخصيات دينية وثقافية بارزة، تشهد موجة إزالات متسارعة في إطار مشروعات الطرق والكباري. المشهد بدا للكثيرين صادماً: بلدوزرات تقتحم أحواشاً قديمة، وتقتلع شواهد قبور بُنيت قبل مئات السنين. ويرى مؤرخون أن هذه السياسات لا تراعي البعد التراثي للقاهرة التاريخية، وتتعامل مع المقابر كمساحات عقارية فارغة، وليست سجلاً حياً لذاكرة الأمة.

تزامنًا مع الإزالات في السيدة نفيسة، استؤنفت أعمال الهدم في مقابر الإمام الشافعي أيضًا. وبحسب أحد المهتمين بمتابعة أوضاع المقابر التراثية في المنطقة، فقد تعهدت الحكومة بفك ثلاث قباب من مقابر الإمام الشافعي وإعادة تجميعها لاحقًا، نظرًا لقيمتها التاريخية.

تشمل هذه القباب، قبة مقبرة قاسم محمد باشا، قائد الأسطول المصري في حرب الحبشة بعهد محمد علي، وقبة مقبرة حسين باشا يسري، سكرتير عام مجلس شورى القوانين، ومقبرة المستشار أحمد الخازندار، وكيل محكمة الاستئناف الأسبق، الذي اغتيل عام 1948.

كما يشمل المخطط حوش الدرمللي -مقبرة الأمير محمد فاضل باشا الدرمللي- المبني عام 1868 على مساحة نحو 900 متر، ويضم 7 مدافن رئيسية و20 فرعية.
وأوضح المصدر أن القباب ستُنقل وتُعاد تجميعها بجوار قبة ابن عطاء الله السكندري في المقطم، بعد مفاوضات طويلة بين الهيئة الهندسية وأسر المتوفين، على أن تتحمل الأسر تكاليف تجميل الواجهات.
لكن في المقابل، فُقدت مقبرة بارزة هي مقبرة يحيى إبراهيم، رئيس وزراء مصر عام 1923، إذ تم هدمها بالكامل، بحسب المصدر. 

بين التطوير ومحو التاريخ
الحكومة تقول إن الهدف هو “التطوير العمراني”، لكن منتقدين يعتبرون أن ما يحدث أقرب إلى “محو للتاريخ”، خاصة حين يتعلق بقبور شخصيات بحجم الشيخ المراغي أو بمناطق مسجلة كجزء من التراث الإسلامي للعاصمة. ويؤكد ناشطون أن هناك بدائل للتوسعة لا تتطلب إزالة رفات الموتى وتشويه هوية المكان.

يبقى نقل رفات الشيخ المراغي إلى مقابر 15 مايو مثالاً صارخاً على التناقض بين خطاب “التطوير” الرسمي، وبين واقع بلدوزر الإزالات الذي يقتلع ذاكرة المصريين من جذورها. وبينما تحاول العائلات التمسك بما تبقى من إرث أجدادها، يظل السؤال مطروحاً: أي مستقبل لمدينة بلا ماضي؟

 

*عجز تجاري متصاعد..مصانع متوقفة و زراعات تنهار واقتصاد يُدار بعقلية السمسار

ارتفع العجز التجاري في مصر بنسبة 20.2% خلال عام 2024، ليصل إلى 50 مليار دولار، في مؤشر صريح على استمرار الأزمة الاقتصادية وتفاقم هشاشة الاقتصاد الوطني تحت إدارة النظام الحالي. ووفقاً لبيانات رسمية، ارتفعت الصادرات بنسبة 6.5% لتسجل 45.3 مليار دولار، بينما صعدت الواردات بنسبة 13.2% لتصل إلى 95.3 مليار دولار، ما يعكس اتساع الفجوة بين الإنتاج الوطني والاعتماد على الخارج.

من الملفت أن الصادرات غير البترولية سجلت ارتفاعاً بنسبة 14.4% لتصل إلى 39.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات السلع غير البترولية 79.2 مليار دولار، بينما شهدت صادرات البترول والغاز تراجعاً 29%، وارتفعت وارداته 38.3%، ما يعكس اختلالاً واضحاً في قطاع الطاقة لا تتحمله السوق المحلية وحدها.

 وتشير البيانات الرسمية إلى أن الذهب والبلاتين المطلي بالذهب تصدرا الصادرات بقيمة 3.2 مليار دولار، تلتها الملابس الجاهزة والإكسسوارات 2.8 مليار دولار، ثم منتجات البلاستيك والحديد بقيمة 2.3 مليار دولار لكل منهما، بينما شهدت بعض السلع الأساسية انخفاضاً في الواردات مثل الذرة والخشب والنفط الخام، ما يعكس سياسات استيراد متذبذبة وغير مستدامة.

لكن وراء هذه الأرقام الرسمية تكمن حقيقة أكثر قتامة: استمرار العجز التجاري مرتبط مباشرة بتحويل مؤسسات الدولة ومقدراتها الاقتصادية إلى أذرع سماسرة وعصابة عسكرية تعمل على تدمير الإنتاج المحلي. آلاف المصانع توقفت، والزراعات الاستراتيجية مثل القطن والسكر تنهار، والمزارع تتحول إلى كتل خرسانية لفائدة مشاريع شخصية ورجال أعمال مرتبطين بالسلطة.

 في ظل هذا الواقع، يبدو أن استهداف الحكومة رفع الصادرات إلى 100 مليار دولار سنوياً من خلال اتفاقيات تجارية وتوسيع الأسواق الخارجية، مجرد شعار إعلامي لا يلامس الأزمة الحقيقية على الأرض، إذ إن السياسات الاقتصادية الحالية لا تهدف إلى تنمية حقيقية للاقتصاد الوطني، بل إلى صب الموارد في أيدي النخبة المقربة من النظام.

الصورة النهائية: عجز تجاري متصاعد، مصانع متوقفة، زراعات استراتيجية تنهار، واستراتيجية اقتصادية قائمة على المضاربات والاستيلاء على الموارد، ما يطرح سؤالاً ملحاً: هل يمكن أن يكون هناك نظام أكثر فشلاً من هذا النظام الذي يُدار بعقلية السمسار على حساب الدولة والمواطن؟

*ارتفاع وفيات انفجار مصنع البشبيشي بالمحلة إلى 11 وإصابة العشرات

شهدت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، واحدة من أبشع الحوادث الصناعية في السنوات الأخيرة، بعدما اندلع حريق هائل داخل مصبغة ومصنع للملابس، ما أدى إلى مصرع ثمانية أشخاص وإصابة خمسة وثلاثين آخرين، وسط مشاهد مأساوية عمّتها الصرخات والاستغاثات، لتتحول المنطقة الصناعية إلى ساحة من الفوضى والرعب. 

تفاصيل الواقعة
بدأت الكارثة في الساعات الأولى من النهار حينما فوجئ العاملون داخل المصبغة بألسنة اللهب تلتهم محتويات المكان بشكل متسارع. شهود عيان أكدوا أن الحريق اندلع بشكل مفاجئ نتيجة ماس كهربائي في إحدى الماكينات، سرعان ما امتد إلى باقي أجزاء المصنع المكدس بالمواد القابلة للاشتعال. وفي لحظات، تحولت جدران المصنع إلى كتلة من النار والدخان الكثيف، بينما حاول العمال النجاة بأنفسهم.

رجال الحماية المدنية هرعوا إلى موقع الحادث بعد تلقي البلاغ، ودفعت مديرية أمن الغربية بعدد كبير من سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على النيران التي استمرت لساعات طويلة، وسط صعوبة بالغة بسبب ضيق الممرات الداخلية وغياب مخارج الطوارئ الكافية.

الضحايا والمصابون
الحصيلة كانت فادحة؛ فقد لقى ثمانية عمال مصرعهم بينهم:
سيف طارق حسن الشريف
وليد حسن مصطفى
أحمد محمد زغلول
محمد السيد الموافي
عمرو مصطفى بركات
إضافة إلى جثتين مجهولتي الهوية لم يتم التعرف عليهما حتى الآن بسبب تفحم الجثث.

أما المصابون، فبلغ عددهم 30 شخصاً من مختلف الأعمار، بينهم شباب في مقتبل العمر وكبار تجاوزوا الستين عاماً، حيث تنوعت إصاباتهم بين حروق بالغة واختناقات وجروح نتيجة التدافع ومحاولات الفرار من الحريق. وقد جرى نقلهم جميعاً إلى مستشفى المحلة العام لتلقي العلاج، حيث وُضعت بعض الحالات تحت العناية المركزة نظراً لخطورة الإصابات. 

قال أحد العمال الناجين: “الغلاية انفجرت فجأة وصوت الانفجار كان مرعب.. الناس جريت في كل اتجاه والدخان غطى المكان كله، فيما أضاف آخر: “النار مسكت بسرعة جدًا في الطوابق، واللي فوق مقدروش يخرجوا بسهولة عشان السلم وقع جزئيًا بعد الانفجار.

وأكد شهود آخرون أن الانفجار تسبب في سقوط أجزاء من المصنع على العمال، ما زاد من أعداد المصابين والوفيات.

 مشاهد مأساوية
المشهد في محيط المصنع كان مؤلماً؛ صرخات الأمهات والزوجات أمام المستشفى، والعمال الذين يركضون بحثاً عن زملائهم، فيما تصاعدت ألسنة اللهب في السماء مخلفة سحابة سوداء غطت سماء المدينة. كثير من الأهالي حملوا هواتفهم لبث مشاهد الحريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للبحث عن أبنائهم أو نقل صورة الكارثة للرأي العام. 

أسباب الحريق الأولية
التحقيقات الأولية تشير إلى أن ماساً كهربائياً كان الشرارة الأولى للحريق، إلا أن شهوداً آخرين تحدثوا عن وجود خلل في أنظمة الأمان والإطفاء بالمصنع، إضافة إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الكيميائية والأصباغ داخل مكان العمل دون اشتراطات وقائية كافية. وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول مدى التزام أصحاب المصانع في المحلة بمعايير السلامة المهنية. 

ردود فعل غاضبة
الحادث أثار موجة غضب واسعة بين أهالي المحلة، الذين اعتبروا أن ما جرى نتيجة طبيعية للإهمال وغياب الرقابة على المصانع التي تعمل بلا ضوابط واضحة. ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا دعوات لمحاسبة المسؤولين، مؤكدين أن دماء العمال لا يجب أن تذهب هدراً. 

أهمية المحلة الصناعية
تعتبر مدينة المحلة الكبرى واحدة من أهم المراكز الصناعية في مصر، حيث تضم عشرات المصانع والمصبغات وشركات الغزل والنسيج، ويعمل بها آلاف العمال. غير أن الحوادث المتكررة هناك تثير علامات استفهام حول واقع الأمان الصناعي، في ظل ضغط أصحاب المصانع على خفض التكاليف على حساب سلامة العمال.

وختاما فكارثة المحلة لم تكن مجرد حادث عرضي، بل جرس إنذار جديد يسلط الضوء على الخطر الكامن في بيئة العمل داخل المصانع المصرية. فبينما فقدت ثماني أسر أبناءها، ويصارع عشرات آخرون الإصابات، تبقى الحاجة ملحة لمراجعة منظومة الأمان الصناعي بجدية. ما حدث اليوم قد يتكرر غداً إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة وحاسمة لضمان سلامة العمال الذين يمثلون العمود الفقري للصناعة الوطنية.

*الجامعات الحكومية ترفع مصروفات الاستعاضة السنية من 15 ألفًا إلى 125 ألف جنيه بأوامر السيسي

تتواصل معاناة أطباء الاستعاضة السنية في مصر، لكن هذه المرة لم تقتصر على أزمة توحيد المسميات العلمية واشتراطات دول الخليج، بل تحولت إلى باب جديد لابتزازهم مالياً، فبدلاً من أن تقوم الجامعات بحل الأزمة، استغلت التعليمات الصادرة من المنقلب عبد الفتاح السيسي لفرض رسوم باهظة، بلغت في جامعة عين شمس وحدها 125 ألف جنيه بعدما كانت لا تتجاوز 15 ألفًا فقط، أي بزيادة تفوق 800%.

الأموال التي تُجبى من الطلاب لا أحد يعرف مصيرها الحقيقي: هل تذهب لتطوير العملية التعليمية، أم تصب في جيوب رؤساء الجامعات ونوابهم عبر مكافآت وحوافز؟ أم أن جزءًا كبيرًا منها يحوَّل إلى الصندوق السيادي التابع للسيسي، كضريبة غير معلنة مقابل المد لهم في المناصب؟ المؤكد أن منطق الابتزاز هو القاعدة الحاكمة، ومن دونها لا يضمن أي مسئول بقاءه في منصبه أو ترقيته، تمامًا كما جرى مع وزيري الكهرباء والأوقاف اللذين احتفظا بمواقعهما لسنوات طويلة لأنهما قدما ما يطلبه النظام من جباية وإفقار للشعب.

الأطباء المتضررون يواجهون وضعًا شائكًا: رسوم خيالية لا تشمل المواد أو الأدوات أو التدريب العملي، مقابل إلزامهم بخدمة المرضى في المستشفيات الجامعية على نفقتهم الخاصة، فضلًا عن عجز الجامعات عن استيعاب الأعداد الكبيرة، حيث لا يتجاوز القبول في بعض البرامج 40 طالبًا من بين نحو ألفي طبيب متضرر. 

ورغم التماسات عديدة، تواصل الجامعات المماطلة، بينما نقابة أطباء الأسنان تخلت عن دورها، وأحالت الأزمة إلى وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات. في المقابل، يكتفي الأخير بالحديث عن “إنجاز” توحيد المسميات، متجاهلًا الكارثة المالية التي يدفع ثمنها الأطباء. 

الأزمة لم تقف عند حد الداخل، بل عطلت مستقبل هؤلاء الأطباء خارجيًا، إذ إن دول الخليج باتت لا تعترف بالشهادات المصرية القديمة، مما أفقدهم فرص عمل وعقودًا مجزية، فضلاً عن تشويه سمعة الشهادات المصرية في الخارج.

في النهاية، تبقى القضية نموذجًا صارخًا على كيفية تحويل السيسي وأذرعه كل أزمة إلى فرصة للجباية، وابتزاز المواطنين عبر منظومة فساد ممنهجة، حيث تصبح الرسوم الباهظة شرطًا للبقاء في التعليم، كما هي الجبايات والضرائب شرطًا للبقاء على قيد الحياة.

 

نظام السيسي يعلن خيانته لدماء الفلسطينيين وموافقته على نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية بغزة .. الخميس 25 سبتمبر 2025م.. جون السيسي طلع “أوفسايد” فشنك وصفقة الغاز مع الصهاينة وبال على مصر

نظام السيسي يعلن خيانته لدماء الفلسطينيين وموافقته على نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية بغزة .. الخميس 25 سبتمبر 2025م.. جون السيسي طلع “أوفسايد” فشنك وصفقة الغاز مع الصهاينة وبال على مصر

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*ظهور الصحفي إسماعيل الإسكندراني بعد توقيفه بكمين في مطروح وحبسه 15 يومًا

اعتقلت قوات الأمن الباحث والصحفي المعروف إسماعيل الإسكندراني عند نقطة تفتيش في محافظة مطروح يوم الأربعاء، ثم نقلته إلى نيابة أمن الدولة العليا في القاهرة. ويُعَدّ الإسكندراني من أبرز الخبراء في النزاع الدائر بسيناء وقضايا الفئات المهمشة هناك، وقد قضى سبع سنوات في السجن بين عامي 2015 و2022، وهو اعتقال وصفته منظمات حقوقية بالتعسفي نتيجة عمله في تغطية أوضاع شبه الجزيرة التي صنفها الجيش منطقة حرب لعقد كامل تقريبًا.

مسيرة صحفية وبحثية دفعت ثمنها

وكان الإسكندراني قد نشر تدوينة على صفحته الشخصية أشار فيها إلى تعرضه للتوقيف على أحد الكمائن بطريق مرسى مطروح، قبل أن تُغلق جميع هواتفه وتنقطع الاتصالات به. وذكر المحامي الحقوقي خالد علي، عبر صفحته على “فيسبوك”، أن “إسماعيل الإسكندراني كان في سيوة، وأثناء عودته تم توقيفه في كمين بمطروح منذ نحو ثماني ساعات. كتب بنفسه أنه أُوقف، ثم أُغلقت هواتفه، ولم يُفلح أحد في التواصل معه منذ ذلك الحين.”

ويُعد إسماعيل الإسكندراني كاتبًا وصحفيًا استقصائيًا وباحثًا في الشؤون الاجتماعية والسياسية، نال عدة جوائز عن أعماله. أُفرج عنه في ديسمبر 2022 بعد سبع سنوات من السجن، عقب حكم صادر عن محكمة عسكرية قضى بسجنه عشر سنوات، أُدين خلالها بتهم شملت “تسريب أسرار عسكرية” و”الانتماء إلى جماعة إرهابية”، وهي التهم التي أيدتها المحكمة العسكرية في ديسمبر 2018.

سبق أن تعاون الإسكندراني مع مؤسسات بحثية عدة، من بينها “المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” و”مبادرة الإصلاح العربي”، وذاع صيته بتحقيقاته حول الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.

ذكرت ميدل إيست آي أن السلطات المصرية أعادت اعتقال الإسكندراني بعد يومين فقط من الإفراج عن الناشط البارز علاء عبد الفتاح بقرار رئاسي. وأكد حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن الباحث ظهر أمام نيابة أمن الدولة وطلب حضور محامٍ للدفاع عنه. بينما أوضح المحامي الحقوقي خالد علي أن الإسكندراني تعرض للإيقاف أثناء عودته من سيوة عبر مطروح، وكتب بنفسه منشورًا على فيسبوك قال فيه إنه أُوقف عند حاجز أمني قرب مرسى مطروح، قبل أن تنقطع الاتصالات به ويُغلق هاتفه، مما أثار قلق أسرته وأصدقائه ومئات المتابعين له. لاحقًا أعلنت منظمات حقوقية نقله من مطروح إلى القاهرة لعرضه على النيابة.

أثار غياب الإسكندراني المفاجئ مخاوف واسعة نظرًا لتجربته السابقة كمعتقل سياسي. فقد اعتقلت السلطات الباحث أول مرة في نوفمبر 2015 فور وصوله إلى مطار الغردقة قادمًا من برلين، حيث كان يُحضّر أطروحته للماجستير في الأديان المقارنة. ووجهت له النيابة العسكرية تهمًا شملت “الانضمام إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة”، وهي اتهامات اعتادت الحكومة استخدامها ضد معارضيها. وأصدرت المحكمة العسكرية في مايو 2018 حكمًا بسجنه عشر سنوات، قبل أن تخفف العقوبة في الاستئناف إلى سبع سنوات.

أفرجت السلطات عن الإسكندراني في ديسمبر 2022 بعد أن أنهى مدة العقوبة كاملة. نقلته آنذاك من سجن بدر إلى الإسكندرية، واحتجزته لفترة قصيرة في قسم شرطة المنتزه 2، ثم أطلقت سراحه. أدانت منظمات دولية كمنظمة العفو الدولية هذا السجن المطوّل، واعتبرت القضية مسيّسة تهدف إلى إسكات أصوات الباحثين المستقلين.

منذ الإفراج عنه، عاد الإسكندراني إلى الكتابة والبحث، وتناول قبل أيام فقط قضية صيادين احتجزتهم السلطات بدعوى دخولهم مناطق عسكرية من دون تصاريح. وجاء اعتقاله الجديد ليؤكد استمرار سياسة السلطات المصرية في ملاحقة الأصوات المستقلة، بحسب الحقوقيين.

يشير ناشطون إلى أن واقعة الإسكندراني جزء من نمط أوسع، إذ تتهم منظمات حقوقية حكومة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي باحتجاز ما لا يقل عن 60 ألف سجين سياسي منذ وصوله إلى الحكم عقب انقلاب 2013. وتشمل هذه الأعداد صحفيين وسياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، ما يعكس حالة القمع الممتدة في البلاد.

يرى مراقبون أن توقيت إعادة اعتقال الإسكندراني بعد الإفراج عن علاء عبد الفتاح يحمل رسائل متناقضة: فمن جهة تسعى السلطة إلى إظهار مرونة أمام الضغوط الدولية عبر إصدار قرارات عفو، ومن جهة أخرى تؤكد استمرارها في تكميم المعارضين الجدد أو القدامى. ويعتبر حقوقيون أن مثل هذه السياسات تزيد من عزلة النظام داخليًا وخارجيًا، في ظل انتقادات متصاعدة من منظمات حقوقية دولية لحجم الاعتقالات والانتهاكات.

هكذا يظل اعتقال الإسكندراني، الذي كرس سنوات بحثه لفهم تعقيدات سيناء وهموم سكانها، مؤشرًا على الضيق الذي تواجهه الأصوات المستقلة في مصر، ورسالة واضحة بأن مجال الحريات لا يزال محاصرًا رغم الوعود الرسمية بالإصلاح والانفتاح.

* تأجيل محاكمة محمد القصاص «الرابعة» إلى ديسمبر

 أجّلت الدائرة الأولى في محكمة جنايات الإرهاب، أمس، نظر القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن دولة، المتهم فيها نائب رئيس حزب مصر القوية، محمد القصاص، وذلك إلى جلسة 7 ديسمبر، للاطلاع والحصول على صورة من أوراق القضية، حسبما أفاد المحامي مختار منير على صفحته عبر فيسبوك، مضيفًا أن القصاص بدا بحالة جيدة خلال الجلسة.

القضية هي الرابعة التي يُحال القصاص على ذمتها للمحاكمة، وجاءت جلستها بعد يوم من جلسة في قضية أخرى، أجلت جنايات أمن الدولة طوارئ نظرها إلى 8 ديسمبر، لاطلاع الدفاع، والتي تضم إلى جانب القصاص، المرشح الرئاسي السابق، ورئيس «مصر القوية»، عبد المنعم أبو الفتوح.

القصاص محتجز منذ فبراير 2018، وحُبس احتياطيًا وتم تدويره في عدة قضايا باتهامات متشابهة، قبل وبعد صدور حكم أمن دولة طوارئ، في 2023، بسجنه عشر سنوات، ضمن قضية حُكم على أبو الفتوح فيها بالسجن 15 عامًا.

*تعذيب وضغوط على البلتاجي واعتداء جسدي على الوزير باسم عودة داخل السجن… ماذا يريد السيسي؟

عادت قضية سجون عبدالفتاح السيسي إلى واجهة الجدل الحقوقي، بعد شهادات كشفت عن تعرض الدكتور محمد البلتاجي، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والمعتقل منذ عام 2013، لانتهاكات جسدية ونفسية وضغوط متزايدة داخل محبسه في سجن بدر 3 (الإصلاح والتأهيل).

وقالت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي، عبر حسابها على “فيسبوك”، إن زوجها يتعرض لـ”تعذيب نفسي وبدني، وضغوط قاسية لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام”، مؤكدة أنه جرى عزله في عنبر منفرد تحت حراسة مشددة، مع تهديده بأنه “انه لو مات تحت ايديهم لن يعلم عنه احد”.

وأضافت أن الانتهاكات لم تتوقف عند زوجها، بل طالت أيضاً نجلهما أنس وعدداً من المعتقلين السياسيين الآخرين خلال جلسات المحاكمة الأخيرة، إذ تعرضوا – بحسب شهادتها – لـ”اعتداء وضرب مبرح داخل غرفة الحجز أسفل قاعة المحكمة، قبل عرضهم على القاضي وهم مصابون من آثار الضرب”. 

هذه الشهادات جاءت متزامنة مع تقارير حقوقية كشفت عن اعتداء جسدي ولفظي على وزير التموين الأسبق باسم عودة داخل السجن ذاته، على يد العقيد أحمد فكري، ضابط الأمن الوطني والمسؤول عن قطاع (2) في سجن بدر 3، حيث اقتحم زنزانته واعتدى عليه بالضرب والتهديد لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام، الذي يخوضه إلى جانب عشرات المعتقلين احتجاجاً على ما وصفوه بـ”حرمانهم من أبسط حقوقهم”.

وخلال الاعتداء، هدد الضابط المعتقلين بجعل بدر 3 “أسوأ من سجن العقرب”، في إشارة إلى السجن سيئ السمعة الذي أغلق قبل عامين، بعدما ارتبط بالتعذيب والإهمال الطبي والوفاة البطيئة لمئات السجناء السياسيين.ورغم أن السلطات نفت هذه الاتهامات ووصفتها بأنها “ادعاءات كاذبة” مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن شهادات معتقلين سابقين وناشطين حقوقيين – من بينهم أحمد دومة – أكدت أن العقيد أحمد فكري تورط مراراً في انتهاكات مماثلة بحق شخصيات بارزة، مثل علاء عبد الفتاح والصحافي محمد إبراهيم (أكسجين) والأكاديمي أحمد سمير. 

حقوقيون أكدوا أن ما يجري في بدر 3 يمثل خرقاً صارخاً للدستور والاتفاقيات الدولية، وأن الانتهاكات الواسعة والمنهجية قد ترقى إلى مستوى “الجرائم ضد الإنسانية”.

وطالبت منظمات عدة، بينها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق عاجل ومستقل في وقائع الاعتداء على كل من البلتاجي وباسم عودة، وضمان حقوق السجناء في العلاج والتواصل مع أسرهم، محذرة من أن استمرار هذه الممارسات “يرسخ واقع الإفلات من العقاب”.

*الصندوق الأسود للحرب على الإرهاب في سيناء

صدر تقرير استقصائي مهم قبل أيام بعنوان “قتلوا بدم بارد” عن مؤسّسة سيناء لحقوق الإنسان بشأن التداعيات الإنسانية للمواجهات التي اندلعت بين السلطات المصرية وتنظيم أنصار بيت المقدس، والذي عرف لاحقًا بولاية سيناء بعد إعلان ولائه لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بين عامي 2013 و2022. قليل من التقارير الحقوقية والإعلامية يسلط الضوء على ما يجري في شبه جزيرة سيناء، وقد ركز هذا التقرير على عمليات القتل خارج نطاق القانون والاختفاء القسري في هذه المنطقة، ونجم عنها وجود مقابر جماعية سرّية، يكشف عنها التقرير أول مرّة. وهو يجسّد تطوّر جيل جديد ومتنوّع من الجماعات الحقوقية المصرية خارج البلاد في العقد الأخير، فقد تشكلت في المهجر مبادرات جديدة وخلاقة في العمل الحقوقي استفادت من مناخ حرية التنظيم والتعبير، والإمكانات الفنية في البلدان الغربية لتطوير العمل الحقوقي المصري.

واحدة من هذه المبادرات كانت مؤسّسة سيناء لحقوق الإنسان والتي تخصّصت في متابعة شأن شبه جزيرة سيناء، معتمدة على شبكة من العلاقات الواسعة التي تربط مؤسسيها بالميدان داخل سيناء. لسنواتٍ طويلة، فرضت السلطات المصرية جدارًا عازلًا مستتبًا على ما عرفه المصريون عن أحوال سيناء وأهل سيناء، وعلاقتهم بالسلطة المصرية، خصوصًا منذ عام 2013 مع تصاعد نشاط الجماعات الإسلامية المسلحة هناك، وإعلان السلطات المصرية الحرب الشاملة على الإرهاب في سيناء.

تعد سيناء المنطقة الجغرافية الأكثر حساسية من الناحيتين، الأمنية والاستراتيجية، في مصر، خصوصًا في الوقت الراهن في سياق الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة، ومخاطر تهجير أهالي غزة سيناء. ونظرًا إلى طبيعتها الجغرافية الشاسعة والمعقدة، وعزلتها الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية عن باقي مناطق مصر فقد أصبحت في العقود الأخيرة حاضنة للجماعات الإسلامية المسلحة، ما دفع السلطات المصرية إلى التعامل مع المنطقة بمقاربة أمنية حازمة تقوم على اعتبار المنطقة تمثل مصدرًا لمخاطر وجودية للدولة المصرية تبرّر الغلاظة الأمنية والعسكرية خارج إطار القانون والمحاسبة ورقابة الإعلام والرأي العام.

من الصعب على الصحافيين المصريين أو الأجانب أو المراقبين الحقوقيين زيارة سيناء، والتواصل مع أهلها وتتبع الوضع السياسي والحقوقي في الميدان هناك. بل إن نشر أخبار سيناء غير الأخبار الرسمية الصادرة عن مؤسّسات الدولة عادة ما يعرض فاعليه للمساءلة القانونية والحبس. في هذا السياق، تعرّضت مؤسّسة سيناء ومؤسّسوها ومديروها لسلسلة مكثفة من التهديدات والحملات الإعلامية التحريضية في القنوات التلفزيونية والصحافة القريبة من الدولة.

من أهم ما كشف عنه تقرير مؤسّسة سيناء هو وجود مقبرة جماعية جنوب مدينة العريش، يُثبت التقرير أنها تضم معتقلين جرى قتلهم خارج نطاق القانون ودفنهم في هذه المقبرة بشكل سرّي. وقد اعتمدت المؤسسة على شهادات تنشر لأول مرة لاثنين من عناصر المليشيات، والتي يعتمد عليها الجيش في سيناء منذ عام 2014 في مواجهة الجماعات المسلحة. وقد شارك أصحاب هذه الشهادات في إحضار المعتقلين لتلك المقبرة قبل تصفيتهم. اعتمدت المؤسّسة، بالإضافة إلى هذه الشهادات، على صور ومقاطع فيديو ومشاهدات ميدانية لتلك المقبرة، وتصوير رفات بشري ظهر على سطح التربة يعود إلى 36 شخصًا قتلوا ودفنوا بكامل ملابسهم المدنية. وقد جرت دراسة (وتحليل) المواد البصرية وصور الأقمار الصناعية للمنطقة سنواتٍ طويلةً لكشف التغييرات التي لحقت بها، والأنشطة العسكرية التي تمت في الموقع. ومن أبرز المفارقات التي كشف عنها التقرير، والتي تؤكد سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحايا لعمليات قتل خارج نطاق القانون في سيناء خلال ما تُسمّى “الحرب على الإرهاب”، تلك الفجوة الواسعة بين الأرقام الضخمة التي كانت تعلنها السلطات المصرية حول أعداد “الإرهابيين” الذين قُتلوا في اشتباكات مسلحة وفق البيانات الرسمية، وبين تقديرات مراكز أبحاث دولية موثوقة لمجمل مقاتلي تنظيم ولاية سيناء، وهي تقديرات كانت أقل بكثير من الأرقام الرسمية، ما يرجح أن ضحايا كثيرين كانوا في صفوف المدنيين.

يكشف تقرير مؤسّسة سيناء، ومعه قلة من التقارير الحقوقية المصرية والدولية التي صدرت عن الأوضاع في سيناء خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، عن الكلفة الاجتماعية الباهظة لإطلاق يد الأجهزة الأمنية في التعامل مع صراعات ذات طبيعة سياسية وجغرافية معقدة، من دون رادعٍ أو مساءلة. وتؤكّد هذه التقارير أن إطلاق مسار شامل للحقيقة والعدالة وجبر الضرر في سيناء يمثل شرطًا جوهريًّا لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، لا يقل أهمية عما تحتاجه من تنمية اقتصادية وبشرية شاملة.

 

*لماذا لا تُمنح الحرية الاستثنائية لمعتقلي التيار الإسلامي؟

ينما احتفت الأوساط الحقوقية بخبر الإفراج عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح بعد سنوات من المعاناة، دوّى صوت الناشط والمحامي الحقوقي هيثم محمدين متسائلًا: “أين الحرية لمعتقلي التيار الإسلامي؟”، في إشارة واضحة إلى التمييز الفج الذي ينتهجه النظام المصري في ملف المعتقلين السياسيين.
فبينما يُفرج عن بعض الرموز المدنية أو الليبرالية تحت ضغط دولي، يُترك الآلاف من أبناء التيار الإسلامي خلف القضبان بلا أفق أو محاكمة عادلة، في سياسة تنكيلية ممنهجة هدفها كسر الخصوم وإرهاب المجتمع. 

آلاف خلف القضبان.. أرقام تكشف المأساة
تشير تقديرات المنظمات الحقوقية المستقلة، ومنها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ومركز الشهاب، إلى أن عدد السجناء السياسيين في مصر يتراوح بين 60 و65 ألف معتقل، يشكل التيار الإسلامي الغالبية العظمى منهم.
ورغم مرور أكثر من عقد على الانقلاب العسكري في يوليو 2013، فإن النظام ما زال يملأ السجون بأحكام قاسية واحتجازات مطولة بلا محاكمة. 

أسماء بارزة.. أحكام قاسية وظروف مأساوية
من بين أبرز المعتقلين المنتمين للتيار الإسلامي يبرز اسم محمد البلتاجي، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، الذي يقضي حكمًا بالمؤبد في قضايا وُصفت بأنها “مسيسة”، وصفوت حجازي الذي يواجه ظروفًا صحية متدهورة، إضافة إلى خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة، المعتقل منذ 2013.

وتؤكد أسر هؤلاء وغيرهم أن حرمانهم من العلاج والزيارة المنتظمة يمثل شكلًا من أشكال التعذيب البطيء، وهو ما وثّقته منظمات كـ هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية. 

انتهاكات ممنهجة داخل السجون
تقارير حقوقية حديثة كشفت عن تزايد محاولات الانتحار في سجن بدر 3 نتيجة الظروف غير الإنسانية، إضافة إلى دخول مئات المعتقلين في إضرابات مفتوحة عن الطعام لأشهر متواصلة احتجاجًا على الحرمان من أبسط الحقوق: الزيارة، التريض، العلاج.
هذه الانتهاكات لا تقتصر على التيار الإسلامي، لكنها تطالهم بشكل مضاعف، مع سياسة “التدوير” المستمرة التي تعيد المعتقلين إلى قضايا جديدة بعد انتهاء أحكامهم. 

أرقام صادمة: وفيات وتدهور صحي
بحسب تقرير صادر عن مركز النديم، شهدت السجون المصرية خلال عام 2023 وحده 38 حالة وفاة لمعتقلين، معظمها نتيجة الإهمال الطبي.

وتقدّر المنظمات أن ما بين 800 إلى 1000 معتقل يعانون من أمراض مزمنة خطيرة كالسرطان وأمراض القلب والكلى، بينما يُحرم أغلبهم من العلاج المناسب.
ويصف حقوقيون هذه السياسات بأنها “إعدامات بطيئة خلف القضبان”. 

ازدواجية صارخة.. ضغط دولي وانتقائية داخلية
إفراج النظام عن شخصيات بارزة من غير الإسلاميين –مثل علاء عبد الفتاح أو بعض الصحفيين– جاء بعد ضغوط دولية وملفات مرتبطة بالمساعدات الغربية.
لكن حين يتعلق الأمر بمعتقلي التيار الإسلامي، يغيب أي تحرك مماثل، وكأن الدولة تعتبر ملفهم “خطًا أحمر”.

هذه الازدواجية، كما يصفها هيثم محمدين، تكشف أن النظام لا يتعامل مع قضية الحريات وفق مبادئ العدالة، بل بمنطق المساومة السياسية. 

العدالة لا تتجزأ
إن استمرار بقاء عشرات الآلاف من المعتقلين الإسلاميين خلف القضبان، وسط صمت محلي وتواطؤ دولي، يمثل جرحًا نازفًا في ضمير العدالة.
فلا معنى للحرية إن كانت انتقائية، ولا قيمة لأي إصلاح سياسي يُستثنى منه التيار الإسلامي وأبناؤه.

وكما يؤكد الحقوقيون: الحرية لا ينبغي أن تكون جائزة تُمنح للبعض وتحجب عن آخرين، بل حق أصيل تكفله كل القوانين والمواثيق الدولية.

 

* نظام السيسي يعلن خيانته لدماء الفلسطينيين وموافقته على نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية بغزة

بعد ساعات من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة عرب ومسلمين في نيويورك، بينهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أعلنت القاهرة أنها لا تعارض مبدئياً نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أو نشر قوة دولية في قطاع غزة المحاصر.

في لحظة فارقة من عمر القضية الفلسطينية، خرج رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بتصريحات صادمة خلال اجتماع حول ما سُمّي بـ”اليوم التالي في غزة”، مؤكدًا أن مصر تدعم وجود ضمانات أمنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل وتذهب أبعد من ذلك بالدعوة إلى سحب السلاح من حركة حماس أو أي فصيل مقاوم آخر.
كلمات تكشف انحراف البوصلة المصرية عن مسارها الطبيعي، إذ يُفترض أن تكون القاهرة سندًا للمقاومة الفلسطينية لا أداة ضغط عليها لصالح الاحتلال. 

لكنها شددت على أن أي ترتيبات من هذا النوع مشروطة بإطار سياسي شامل يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وبضمانات دولية صارمة في مقدمتها التزام أميركي يضمن إلزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه.

وأعلنت مصر، على لسان رئيس وزرائها مصطفى مدبولي، موافقتها المبدئية على مناقشة نزع سلاح “حماس” ونشر قوة دولية في قطاع غزة، لكنها ربطت هذا الموقف بإطار سياسي متكامل يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وبضمانات دولية واضحة تضمن التزام جميع الأطراف.

وجاء ذلك خلال مشاركة مدبولي في اجتماع بشأن “اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة”، أمس الثلاثاء، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وشدد مدبولي على أن “أي ترتيبات أمنية في غزة، سواء نزع السلاح أو نشر قوة دولية، لن تنجح إذا جرى التعامل معها بمعزل عن جذور الصراع”، مؤكداً أن الأساس هو التوصل إلى حل الدولتين. وأضاف أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم

محذراً من أن ذلك من شأنه “توسيع رقعة الصراع وتهديد استقرار المنطقة بأكملها”. ووفقاً لبيانه الرسمي الموجه لوسائل الإعلام المحلية، أكد مدبولي، أنّ “السلاح يجب أن يكون حكراً على أجهزة الدولة الفلسطينية الشرعية، وأنّ الفصائل المسلحة كافة مطالَبة بتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية”، مشيراً إلى أن مصر بدأت بالفعل في تدريب قوات الأمن الفلسطينية ومستعدة للتوسع في ذلك بدعم من المجتمع الدولي.

وأوضح رئيس الوزراء المصري أنّ “التجارب السابقة في نزع سلاح الجماعات المسلحة لم تنجح عندما اعتمدت فقط على الحلول العسكرية”، قائلاً: “التدمير الكامل لقطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لعامين لم تُنهِ وجود حماس أو سلاحها”، مضيفاً أن نزع السلاح لا بد أن يأتي ضمن اتفاق سياسي متكامل يضمن حقوق الفلسطينيين.

بين “الضمانات الأمنية” و”الخنق السياسي”
تسويق مدبولي لفكرة “الضمانات الأمنية للطرفين” يعكس عقلية تُساوي بين الضحية والجلاد.
فبينما تستمر إسرائيل في قصف غزة وحصارها وقتل أهلها، تأتي مصر الرسمية لتطرح مقاربة تجعل أمن الاحتلال على قدم المساواة مع أمن الشعب الفلسطيني، بل وتشترط تجريد المقاومة من سلاحها.

هذه الصيغة ليست سوى محاولة لتسويق ما يريده البيت الأبيض وتل أبيب: غزة منزوعة السلاح تحكمها سلطة شكلية، تحت رقابة إقليمية ودولية. 

تماهي خطير مع مشروع ترامب الجديد
المفارقة أن تصريحات مدبولي جاءت متزامنة مع ما طرحه الرئيس الأمريكي السابق – والمرشح الحالي – دونالد ترامب من مشروع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

الفكرة ذاتها: دولة تُرفع فيها الأعلام الفلسطينية، لكن دون جيش ولا مقاومة ولا قدرة على الدفاع عن نفسها.
مجرد كيان هشّ يخدم أمن الاحتلال ويمنع أي تهديد مستقبلي له. حين يدعو رئيس وزراء مصر إلى ما يشبه هذه الرؤية، فهو في الواقع يشارك في شرعنة “صفقة القرن” بثوب جديد. 

مصر من “الوسيط” إلى “الضاغط”
لطالما قدّمت القاهرة نفسها كوسيط بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، لكنها اليوم تتحول من الوسيط إلى الضاغط المباشر على حماس، في انسجام مع متطلبات واشنطن وتل أبيب.
لا يبدو أن المسألة مجرد اجتهاد سياسي، بل جزء من استراتيجية واضحة: احتواء المقاومة، وتصفية بعدها العسكري، وفتح الطريق أمام تسوية هشة تُعيد إنتاج أوسلو في نسخة أكثر إذلالًا. 

خيانة لدماء الشهداء
أي حديث عن “اليوم التالي” يتجاهل حقيقة أن آلاف الفلسطينيين قُتلوا تحت القصف خلال العام الأخير، وأن المقاومة صمدت بدماء أبنائها.
كيف يمكن تبرير تجريد الشعب من سلاحه بينما الاحتلال لا يزال يسيطر على الأجواء والمعابر ويحتجز الأسرى ويستولي على الأرض؟!

ما يقترحه مدبولي ليس “سلامًا” بل استسلامًا قسريًا، وخيانة صريحة لدماء الشهداء الذين أثبتوا أن السلاح وحده هو الضمان الحقيقي للبقاء. 

لعبة “الضمانات” وأمن إسرائيل
التجارب السابقة تكشف أن أي ضمانات أمنية في ظل ميزان القوى الحالي ستخدم طرفًا واحدًا: إسرائيل.

فماذا تعني “الضمانات” إذا لم يكن هناك رادع عسكري يحمي الفلسطينيين؟ وماذا تبقى من السيادة إذا كانت مصر والأردن وأطراف عربية أخرى تتعهد بفرض الأمن بالنيابة عن الاحتلال؟
الحقيقة أن هذه الضمانات ليست سوى أداة جديدة لخنق غزة، وإفراغ المقاومة من مضمونها، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مسرحية سياسية بلا روح. 

مقاومة لا تُكسر
على الرغم من كل هذه الضغوط، أثبتت المقاومة أنها عصيّة على الكسر.
فكما فشلت محاولات الحصار والتجويع والتضييق على مدى عقود، ستفشل محاولات “نزع السلاح” عبر الطاولة السياسية.

إن سلاح المقاومة ليس ترفًا ولا ورقة مساومة، بل هو عنوان لكرامة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه، وهو السطر الأخير الذي يحمي غزة من التحول إلى سجن مفتوح تديره قوات الاحتلال بواجهة عربية. 

اليوم التالي في عيون القاهرة وتل أبيب
بينما يروّج مدبولي لخطط “اليوم التالي”، يعرف الفلسطينيون أن اليوم التالي الحقيقي لا يُبنى إلا على قاعدة الصمود والمقاومة. فالتاريخ علّم أن كل المفاوضات بلا قوة تحميها تنتهي بالخذلان.
أما مصر الرسمية، فبانحيازها إلى منطق نزع السلاح، فإنها تضع نفسها في خانة الخيانة، لا الوساطة.

إن دماء الفلسطينيين لا يمكن أن تُستغل لتمرير صفقات سياسية، ولا يمكن أن تُختصر القضية في “ضمانات أمنية” تمنح الاحتلال ما عجز عن انتزاعه بالقوة.

 

*مباحثات مصرية أمريكية في نيويورك حول إنهاء الحرب على غزة

شهدت مدينة نيويورك مباحثات مصرية أمريكية بشأن سبل إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ عامين، وذلك خلال لقاءين لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الأمريكي مارك روبيو، ومبعوث واشنطن للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وفق بيانين للخارجية المصرية الخميس.

تثمين جهود ترامب

جدد عبد العاطي خلال لقائه بروبيو تثمين عبد الفتاح السيسي لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لوقف الحرب في غزة بشكل فوري، مؤكداً أن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لوقف نزيف الدماء ومنع محاولات تهجير الفلسطينيين.

أرقام الخسائر في غزة

وبالتزامن مع هذه التحركات، تواصل إسرائيل حربها على غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في إطار ما اعتبرته الخارجية المصرية إبادة جماعية، أسفرت عن استشهاد 65 ألفاً و419 فلسطينياً، وإصابة 167 ألفاً و160 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أودت المجاعة الناتجة عن الحصار بحياة 442 شخصاً، بينهم 147 طفلاً.

القمة العربية الإسلامية – الأمريكية

وفي لقائه مع ويتكوف، بحث عبد العاطي تطورات غزة في ضوء اجتماع القمة بين المجموعة العربية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، الذي عُقد في نيويورك يوم 23 سبتمبر الجاري.
وأكد أن مصر تعوّل على جهود ترامب لإنهاء الحرب، وضمان إدخال المساعدات بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني، والبدء في إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

إعلان السيسي

وكان عبد الفتاح السيسي قد أعلن مساء الأربعاء تقديره لجهود ترامب لوقف الحرب، مثمناً ما طُرح في اجتماع مع قادة الدول العربية والإسلامية، واعتبره “أساساً مهماً يمكن البناء عليه لتحقيق السلام في الفترة المقبلة”.

خطة أمريكية ودعم دولي

وكان ترامب قد عرض، مساء الثلاثاء، على قادة دول عربية وإسلامية خطة أمريكية بشأن غزة، التي تتعرض لحرب مدمرة منذ عامين. وأكد القادة في الاجتماع المشترك على ضرورة إنهاء الحرب في القطاع، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وإدخال مساعدات إنسانية كافية كخطوة أولى نحو سلام عادل ودائم.

المشاركون في الاجتماع

شارك في القمة كل من: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، وأمير قطر تميم بن حمد، وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيسا وزراء باكستان محمد شهباز شريف ومصر مصطفى مدبولي، إلى جانب وزيري خارجية السعودية فيصل بن فرحان والإمارات عبد الله بن زايد.

*جون السيسي طلع “أوفسايد” فشنك وصفقة الغاز مع الصهاينة وبال على مصر

مع تطورات حرب الإبادة في قطاع غزة والعملية البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال في مدينة غزة والمخطط الصهيوني الرامي إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، تكشفت التداعيات السلبية لاتفاق الغاز الذي وقّعه نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي مع دولة الاحتلال لاستيراد الغاز، والذي يقدر بنحو 35 مليار دولار ويمتد حتى عام 2040.

هذا الاتفاق الكارثي تحوّل إلى ورقة ضغط في أيدي الصهاينة على سلطات العسكر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفي نفس الوقت لم يحقق هدفه الاقتصادي، بل تحول إلى مصدر توتر جديد، مع محاولات الصهاينة استغلاله لدفع عصابة العسكر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء .

كارثة استراتيجية

من جانبه وصف -الخبير الاقتصادي زهدي الشامي الصفقة بأنها “كارثة استراتيجية جديدة” و”تكبيل طويل الأمد لقرار مصر في مجال الطاقة”، معتبرًا أنها تمثل استمرارًا لسياسات خاطئة أدت إلى وضع البلاد تحت رحمة الغاز الصهيوني. 

وقال الشامي في تصريحات صحفية: إن “سلطات الانقلاب كان يفترض أن تتعلم من أخطائها السابقة، حين وقّعت قبل سنوات صفقة لاستيراد الغاز من الصهاينة بقيمة 15 مليار دولار، ثم تم رفعها لاحقًا إلى 20 مليار، بدلاً من الاستثمار في تطوير حقول الغاز المصرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، موضحًا أن المفارقة أن الحقول الصهيونية، التي نصدر منها اليوم، تقع جغرافيًا بالقرب من المياه المصرية، وهناك شكوك مشروعة بأنها تحتوي على غاز مصري تمت السيطرة عليه بفعل غياب الحسم في ترسيم الحدود البحرية في وقت مبكر . 

وانتقد التناقض الصارخ في سياسات الانقلاب، موضحًا أن اعتماد الانقلاب على الغاز الصهيوني يقيد قدرته على اتخاذ مواقف حازمة تجاه العدوان والبلطجة الصهيونية، حيث يمكن لدولة الاحتلال استخدام هذا الاعتماد كورقة ضغط سياسية واقتصادية في أوقات الأزمات.

وأضاف الشامي: بدلاً من أن تخطط حكومة الانقلاب لإنهاء هذا الوضع المهين وإصلاح سياساتها في مجال الطاقة، نجدها اليوم توسع نطاق الاعتماد على نفس المصدر، وبصفقة أكبر بكثير، لتصل إلى 35 مليار دولار وتمتد حتى 2040 ، معتبرًا أن ذلك يرهن جزءًا من الأمن القومي المصري لاعتبارات السوق الصهيونية .

واعتبر أن اتفاق الغاز ليس مجرد اتفاق تجاري، بل إعادة صياغة لعلاقات القوة بين سلطات الانقلاب ودولة الاحتلال على أسس تجعل الأخيرة شريكًا إجباريًا في معادلة الطاقة المصرية.

وتساءل الشامي : ما معنى أن نربط احتياجاتنا من الطاقة بمصدر واحد في دولة تحتل أرضًا عربية وتخوض حربًا مستمرة على حدودنا؟ وأي منطق يجعلنا نضاعف الاعتماد بدل أن نبحث عن بدائل؟ معتبرا ما يحدث ليس مجرد خطأ في التقدير، بل جريمة كبرى بحق مصر وأمنها القومي، لأنها تضعنا في وضع التابع لا الشريك، وتلزمنا بسياسات تتعارض مع مصالحنا الوطنية، إنه عبث سياسي واقتصادي سيدفع المصريون ثمنه لعقود قادمة  . 

بدائل إقليمية

وقال السفير معتز أحمدين، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة: “حسنا فعل نتنياهو بتجميد الصفقة، فذلك قد يفتح المجال لمناقشة مجتمعية وبرلمانية أوسع حولها، مؤكدا أن المكاسب المروج لها غير مؤكدة، وتعتمد على متغيرات لا يمكن ضمانها، مثل أسعار الغاز المستقبلية أو استمرار الطلب الأوروبي المرتفع”.

وتوقع أحمدين في تصريحات صحفية أن تتجه أوروبا مستقبلا إلى تخفيض اعتمادها على الغاز لصالح مصادر الطاقة المتجددة، مما يقلص فرص مصر في الاستفادة من التصدير عبرها، مشيرا إلى أن السلوك الصهيوني يجعل أي تعاون إستراتيجي محفوفا بالمخاطر، في ظل انتهاكات دولة الاحتلال المتكررة للاتفاقيات الدولية، سواء مع مصر أو مع دول أخرى مثل لبنان وسوريا، فضلا عن خروقاتها المتواصلة في غزة. 

واعتبر أن الموقف الحالي يمثل فرصة لمصر للتراجع عن الصفقة، وربط أي اتفاقات مستقبلية بوقف الحرب على غزة وإعادة إعمارها، مطالبا بتوجيه جزء من عوائد الغاز لصالح التعويضات والإعمار .

وأشار أحمدين إلى أن أمام حكومة الانقلاب بدائل إقليمية تتمثل في السعودية وقطر والجزائر، إضافة إلى ما ينتج محليا، مشددا على أن الظروف الطارئة تمنح مصر حق تعديل حجم صادراتها بما يخدم استقرار السوق الداخلي . 

ورقة ضغط 

وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن دولة الاحتلال تنظر إلى الاتفاقية باعتبارها ورقة ضغط على نظام الانقلاب، مشيرا إلى أن هذا ورد صراحة في مقالات صهيونية أشارت إلى أن دولة الاحتلال تمتلك أدوات عديدة للضغط على السيسي، من بينها العلاقات مع الولايات المتحدة، وموقف المؤسسات المالية الدولية، وأزمة سد النهضة، وأخيرا اعتماد مصر على الغاز الصهيوني . 

وقال السيد في تصريحات صحفية: إن “توقف الإمدادات خلال الحرب الصهيونية الايرانية أجبر حكومة الانقلاب على وقف نشاط مصانع الأسمنت والأسمدة وغيرها، الأمر الذي استخدم لاحقا كورقة ضغط علنية في خطاب نتنياهو حين هدد باستخدام الغاز كسلاح لإجبار السيسي على قبول تهجير الفلسطينيين”. 

وتساءل السيد إذا كانت هذه المخاطر واضحة للجميع، فلماذا تقدم حكومة الانقلاب على إبرام اتفاق طموح يمتد 15 عاما بقيمة 35 مليار دولار مع دولة الاحتلال، في حين تشن الأخيرة حربا مدمرة على الفلسطينيين في غزة؟ . 

*بتعويضات هزيلة نزع ملكية عقارات كورنيش النيل في 7 مناطق من “روض الفرج” لـ”التبين”

تسارع  حكومة الانقلاب حاليا ومنذ نهاية اغسطس في نزع ملكية عدد من العقارات المطلة على كورنيش النيل ضمن خطة “تطوير” عمراني واسعة، خاصة في منطقة مثلث ماسبيرو وسط القاهرة.

وقال مراقبون إننا الآن أمام المرحلة الثانية من تطوير مثلث ماسبيرو تشمل نزع ملكيات عقارات خارج حدود المثلث الأصلي، بهدف إعادة استغلال الأراضي المطلة على الكورنيش في مشاريع استثمارية وسياحية.

ونشرت هيئة المساحة المصرية خرائط وكشوف نزع الملكية، ودعت المواطنين إلى مراجعتها والاعتراض خلال المدة القانونية المحددة. 

وقرار المنفعة العامة رقم 4505 لسنة 2022 يشمل مناطق مثل أثر النبي – مصر القديمة، ويمتد من كورنيش النيل حتى الأوتوستراد.

وتلقى السكان والأهالي عروض التعويضات بحسرة معتبرين أنها تعويضات “هزيلة”، مثل 250 ألف جنيه للشقة، رغم أن قيمتها السوقية قد تصل إلى 3 ملايين جنيه.

ولجأ بعض الأهالي إلى المحاكم لتحصين موقفه القانوني، ولكن السلطات بدأت بالفعل في إزالة بعض المباني وتجريف الأراضي المحيطة بمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون.

وفقًا للقانون المصري رقم 10 لسنة 1990 بشأن نزع الملكية للمنفعة العامة، يحق للمواطنين الاعتراض على قرارات النزع خلال 15 يومًا من عرض الكشوف، كما يمكنهم الطعن على قيمة التعويض أمام المحكمة الابتدائية خلال 4 أشهر.

وقالت منظمات حقوقية ومحامون مستقلون إن التعويضات المقدمة لا تتناسب مع القيمة السوقية للعقارات، خاصة تلك المطلة على النيل، بين المعروض من الدولة لثمن الشقة، وقيمتها الحقيقية التي تصل إلى 3 ملايين جنيه.

بعض السكان لجأوا إلى القضاء لتحصين موقفهم القانوني، وقد صدرت بالفعل أحكام قضائية لصالحهم، لكن الجهات الحكومية استمرت في تنفيذ خطط التطوير، مما أثار جدلاً واسعًا.

واعتبر السكان أن ما يحدث هو مرحلة من “التهجير القسري”، مشيرين إلى أن الدولة تتجاوز العقارات العشوائية لتطال المباني المرخصة والمخططة. مؤكدين أن هذه المناطق ستتحول إلى مشاريع استثمارية لا تخدم سكانها الأصليين، بل تُباع بأسعار مرتفعة لا يستطيعون تحملها.

وكانت مجمل الاعتراضات الحقوقية حول؛ ضعف التعويضات، وغياب الشفافية في تحديد المناطق المستهدفة، وتجاوز القانون في بعض الإجراءات التنفيذية، وتهديد النسيج الاجتماعي للمناطق المطلة على النيل.

ومن المرجح ان تتجه حكومة السيسي إلى إقامة أبراج سكنية ومشروعات تجارية على أنقاض العقارات القديمة.

وقال المحامي والناشط عمرو عبد الهادي @amrelhady4000: “السيسى باع كل المساحات الي على النيل وهينزع ملكية العقارات المطلة على كورنيش النيل في سبع مناطق.. الساحل، روض الفرج، بولاق أبو العلا، دار السلام، المعصرة، حلوان، والتبين.. يعني لا الملاك هتفرح ولا المستأجرين هتفرح..”.

وأضاف “قلت لكم ان المؤجر مش هيلحق يفرح لان غرض الجيش يجعل الملاك تخلص من المستأجرين وبعدين ينزع ملكية العقارات من الملاك اسهل بدل ما يواجه ملايين العائلات المؤجرة هيواجه بس الاف الملاك اسهل“.

وفي مشروع توسيع الطريق الدائري الذي يشمل مناطق من كورنيش النيل حتى الأوتوستراد، تم تخصيص 2.5 مليار جنيه كتعويضات إجمالية، لكن لم تُفصّل بدقة قيمة التعويض لكل وحدة سكنية.

وباع بعض المستثمرين وحدات جديدة في نفس المناطق بأسعار تصل إلى 20 مليون جنيه للشقة الصغيرة المطلة على النيل.

ووصف السكان وصفوا التعويضات بأنها “هزيلة”، ولجأ بعضهم إلى القضاء في حين تستمر الحكومة بإجراءات تنفيذ خطط “التطوير”.

ويشهد محيط “مثلث ماسبيرو” وسط العاصمة المصرية القاهرة توترًا متصاعدًا، بعدما تعرّض سكان العقارات المطلة على كورنيش النيل لضغوط كبيرة لمغادرة منازلهم مقابل تعويضات حكومية، اعتبرها السكان هزيلة.

وبدأت السلطات أعمال هدم السور المحيط بمبنى الإذاعة والتلفزيون، في خطوة تفتح الطريق أمام مشاريع عمرانية جديدة تسعى الحكومة المصرية إلى تنفيذها ضمن خطة إعادة استغلال الأراضي المطلة على كورنيش العاصمة.

ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية أعلنها مصطفى مدبولي، رئيس حكومة السيسي وتهدف إلى تحويل ضفتي النيل إلى واجهة استثمارية وسياحية حديثة، الأمر الذي يثير جدلاً بين سكان المنطقة، المهددين بالتهجير وخسارة منازلهم.

وبالتوازي هناك تحركات حكومية تتعلق بنزع ملكية بعض العقارات في مناطق مثل حلوان والتبين، وذلك ضمن خطط تطوير البنية التحتية والمشروعات القومية. مع تصدير أن نزع الملكية لصالح تنفيذ مشروعات ذات منفعة عامة، مثل إنشاء طرق، محاور مرورية، أو مرافق خدمية.

وتدور العملية القانونية كالتالي:

تبدأ العملية بـ تنبيه رسمي بنزع الملكية يُعلن للمالك أو الحائز، ويشمل وصف العقار، موقعه، وحدوده، ومقدار الدين إن وجد.

يتم تسجيل التنبيه في الشهر العقاري، مما يُعد بمثابة حجز على العقار ويمنع التصرف فيه. 

يحق للمالك أو الحائز الاعتراض أو التظلم من القرار أو من قيمة التعويض، خاصة إذا كانت العقارات غير مسجلة رسميًا باسم الساكنين.

بعض العقارات في حلوان والتبين غير مسجلة باسم الساكنين، مما يخلق تعقيدات قانونية في تحديد المستحقين للتعويض.

هناك شكاوى من أن قيمة التعويضات لا تتناسب مع القيمة السوقية للعقارات، ما يدفع البعض إلى اللجوء للقضاء.

 

مصر تعلن البدء في تجهيز قوات السلطة الفلسطينية وتنتظر دعما دوليا.. الأربعاء 24 سبتمبر 2025م.. وفد للاحتلال في القاهرة لمناقشة الحدود مع غزة

مصر تعلن البدء في تجهيز قوات السلطة الفلسطينية وتنتظر دعما دوليا.. الأربعاء 24 سبتمبر 2025م.. وفد للاحتلال في القاهرة لمناقشة الحدود مع غزة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

 *بعد العفو عن علاء عبد الفتاح التحقيق مع أبو الفتوح والقصاص في قضية جديدة باتهامات مكررة: عدالة عرجاء

شهدت محكمة جنايات القاهرة في بدر، أمس الاثنين، أولى جلسات القضية رقم 786 لسنة 2020 حصر أمن الدولة، والمقيدة برقم 1023 لسنة 2024 جنايات أمن الدولة، والتي يُحاكم فيها كل من عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب “مصر القوية” والمرشح الرئاسي السابق، ونائبه محمد القصاص، إلى جانب آخرين، في قضية جديدة تضاف إلى سلسلة من المحاكمات التي يواجهها الرجلان منذ اعتقالهما قبل أكثر من ثماني سنوات.

ورغم أن أبو الفتوح والقصاص ما زالا رهن الاحتجاز على خلفية قضايا سابقة، فإنهما يمثلان أمام القضاء مجددًا، في ما وصفته منظمات حقوقية بظاهرة “تدوير القضايا” الهادفة إلى إبقاء السجناء السياسيين خلف القضبان إلى أجل غير معلوم. ويخضع أبو الفتوح منذ لحظة اعتقاله عام 2018 لحبس انفرادي متواصل، فيما يقضي القصاص عقوبات متفاوتة على خلفية قضايا مماثلة. 

اتهامات متكررة

بحسب لائحة الاتهام الصادرة عن النيابة العامة، يواجه المتهمون تهمًا تتعلق بـ”تولي قيادة في جماعة أُسست على خلاف القانون” و”ارتكاب جرائم تمويل”. ورغم تكرار هذه الاتهامات في معظم القضايا السياسية، فإنها ما زالت الأساس القانوني لإعادة تدوير المحاكمات بحق معارضين سياسيين، وهو ما أثار انتقادات حقوقية واسعة النطاق.

القضية الأخيرة تعد الثانية ضد أبو الفتوح بعد الحكم الصادر بحقه بالسجن 15 عامًا في القضية رقم 440 لسنة 2018 حصر أمن الدولة، بينما تُعد الثالثة بحق محمد القصاص، الذي سبق أن صدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات، ويواجه غدًا الثلاثاء جلسة محاكمة أخرى في قضية منفصلة. 

انتقادات حقوقية

منظمة “عدالة لحقوق الإنسان” وصفت هذه الملاحقات القضائية بأنها “انتهاك صارخ للحقوق الأساسية”، مؤكدة أن “إصرار السلطات على ملاحقة السجناء السياسيين بقضايا جديدة يعكس استخدام القضاء كأداة سياسية لإسكات الأصوات المعارضة”.

أما الشبكة المصرية لحقوق الإنسان فاعتبرت القضية “أغرب القضايا”، مشيرة إلى المفارقة في توجيه تهم تأسيس وتمويل جماعة لأبو الفتوح في الوقت الذي يقبع فيه داخل زنزانة انفرادية منذ سبع سنوات متواصلة. وأضافت الشبكة: “أي منطق هذا؟ وأي قضاء هذا؟”. 

الوضع الصحي للمعتقلين

المحامي الحقوقي خالد علي قال إن الجلسة شهدت حضور أبو الفتوح رغم حالته الصحية المتدهورة، إذ يعاني من أمراض مزمنة بينها تضخم في البروستاتا، إضافة إلى مشكلات في القلب والضغط والسكر. وأكد أن المحكمة قررت تأجيل القضية إلى 8 ديسمبر 2025 للاطلاع وتصوير أوراقها، معربًا عن أمله في صدور قرار عفو. 

وعود رسمية مقابل واقع مغاير

تتزامن هذه التطورات مع حديث السلطات المتكرر عن وجود انفراجة سياسية مرتقبة، وحلحلة ملف السجناء السياسيين من خلال “الحوار الوطني” ولجنة العفو الرئاسي. لكن في المقابل، تستمر المحاكم في نظر قضايا سياسية جديدة، ما يثير تساؤلات حقيقية حول جدية الإرادة السياسية لإنهاء هذا الملف الشائك.

وتختلف الأرقام بشأن أعداد السجناء السياسيين إذ لا تعترف السلطات بوجودهم رسميًا، بينما تشير تقديرات منظمات محلية ودولية إلى أن عددهم يتجاوز 60 ألفًا، بين محبوسين احتياطيًا ومحكوم عليهم. ورغم الإفراج عن بعض المعتقلين خلال الأعوام الأخيرة، فإن وتيرة اعتقال معارضين جدد وإعادة تدوير القضايا تجعل المشهد في حالة من “الجمود المستمر”، بحسب مراقبين.

* وفد للاحتلال في القاهرة لمناقشة الحدود مع غزة

كشفت مصادر مصرية مطلعة على ملف الاتصالات بشأن الحرب على قطاع غزة، أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى قام بزيارة سرية إلى القاهرة مساء الاثنين، استغرقت نحو أربع ساعات، لبحث عدد من الملفات الشائكة المرتبطة بالترتيبات الأمنية في المناطق الحدودية بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.

وبحسب المصادر، فإن الوفد الإسرائيلي ضم مسؤولين بارزين من المؤسستين العسكرية والاستخبارية، حيث التقى بنظرائهم المصريين المكلفين بملفات الوضع في غزة والأوضاع الأمنية على الحدود. وأوضحت أن الزيارة جاءت بترتيب إسرائيلي مباشر وبتنسيق أميركي، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة الحدودية، خصوصاً على محور فيلادلفيا الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب الأخيرة. 

تنسيق أميركي وضغوط سياسية
تأتي هذه الزيارة بعد ساعات قليلة من تخفيف القاهرة خطابها السياسي والإعلامي تجاه تل أبيب، بناءً على طلب مباشر من واشنطن، التي تسعى – وفق المصادر – إلى ضمان استمرار قنوات التنسيق الأمني بين الجانبين المصري والإسرائيلي، ومنع أي تصعيد قد يفاقم الوضع المتدهور في قطاع غزة.

وقالت المصادر إن من بين أبرز القضايا التي جرى بحثها خلال اللقاء “ملف المنطقة الحدودية”، لا سيما في ظل اعتراضات مصرية متكررة على إجراءات إسرائيلية وُصفت بأنها تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة أبدت امتعاضها من قيام الجيش الإسرائيلي بنصب أبراج اتصالات مزودة بكاميرات مراقبة بارتفاعات كبيرة على طول محور فيلادلفيا، بعد سيطرته على المثلث الحدودي الملاصق للأراضي المصرية. 

ملف “كامب ديفيد” يعود إلى الواجهة
وفيما يتصل بالتسريبات الإعلامية حول وجود خلافات تتعلق باتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979، أكدت المصادر أن “كل الملفات كانت مطروحة على الطاولة”، بما في ذلك الاتهامات الإسرائيلية لمصر بمخالفة بنود الاتفاقية عبر نشر أسلحة ثقيلة في المنطقة (ج) التي يُفترض أن تكون منزوعة السلاح أو مقيدة التسلح.

وكان موقع “أكسيوس” الأميركي قد نقل قبل أيام عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب من واشنطن ممارسة ضغوط على مصر لتقليص الحشد العسكري الأخير في سيناء، متهماً القاهرة بإنشاء بنية تحتية عسكرية تشمل مدارج موسعة للطائرات الحربية ومنشآت تحت الأرض قد تُستخدم لتخزين الصواريخ، وهو ما تعتبره تل أبيب انتهاكاً مباشراً للاتفاقية.

كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن نتنياهو توجّه شخصياً إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطلب رسمي لممارسة ضغط على مصر من أجل وقف ما وصفه بـ”التعاظم العسكري” في سيناء، بعد فشل المحادثات المباشرة بين الجانبين في إحراز أي تقدم.

من جانبها، ترى القاهرة أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود – وخصوصاً نشر أبراج المراقبة والتوغلات العسكرية – تمثل إخلالاً بالتوازن الأمني الذي تحرص مصر على تثبيته في تلك المنطقة الحساسة، معتبرة أن أي تغيير في قواعد الاشتباك أو المعادلة الأمنية قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الاستقرار في شبه جزيرة سيناء، التي شهدت خلال السنوات الماضية عمليات واسعة ضد الجماعات المسلحة.

*مصر تعلن البدء في تجهيز قوات السلطة الفلسطينية وتنتظر دعما دوليا

أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، أن مصر بدأت إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، مؤكدا الاستعداد للتوسع في ذلك بدعم دولي.

وصرح مدبولي، في اجتماع بشأن اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة، بمقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك: لقد بدأت مصر إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، ونحن على استعداد للتوسع في ذلك بدعم من المجتمع الدولي.

وأضاف: من ناحية أخرى، فإن مصر على استعداد لدعم أية جهود لإنشاء بعثة دولية لدعم عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وبناء الدولة الفلسطينية، ونرى ضرورة لإمكانية تحقيق ذلك والعمل على التوصل لإطار سياسي توافق عليه إسرائيل والولايات المتحدة قبل الدخول في مناقشة تفاصيل ومهام البعثة، وهي التفاصيل التي ستتشكل بطبيعة الحال، وفقًا لما سيتم الاتفاق عليه سياسيًا.

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في الاجتماع كل من: أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور عبد العاطي بدر، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وعدد من مسئولي الدول العربية والأجنبية.

يأتي حضور رئيس مجلس الوزراء هذا الاجتماع، على هامش مشاركته على رأس وفد رفيع المستوى، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مؤتمر حل الدولتين، وافتتاح أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُعقد تحت شعار معًا أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان.

وبدأ مدبولي حديثه، خلال الاجتماع، بتوجيه الشكر لـ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعوته لهذا الاجتماع، وجهوده من أجل دعم الحقوق الفلسطينية، التي أثمرت مع الجهود المقدرة للمملكة العربية السعودية عن عقد مؤتمر حل الدولتين بالأمس، مؤكدا أن ذلك ما تعتبره مصر نقطة انطلاق على طريق التوصل إلى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس من حل الدولتين وإنشاء الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كما تقدم رئيس الوزراء بالشكر لفخامة الرئيس ماكرون على القرار التاريخي باعتراف فرنسا بدولة فلسطين.

* كشوف سرية لاستبعاد أعضاء بالنيابة الإدارية بسبب زيادة الوزن تثير الجدل والغضب

في تطور أثار جدلاً واسعاً في الأوساط القانونية والحقوقية، تداولت مصادر مطلعة أنباء عن إعداد كشوف سرية داخل بعض الهيئات القضائية، وبالتحديد النيابة الإدارية، تضم أسماء أعضاء تم رصد زيادة في أوزانهم بعد التعيين، تمهيداً لاتخاذ قرارات بإقالتهم أو استبعادهم من أعمالهم. هذه الخطوة ـ إن صحت ـ تفتح باباً واسعاً للنقاش حول معايير الكفاءة المهنية، والخلط بين الجوانب الصحية والشكلية وبين القدرة الفعلية على أداء المهام القضائية. 

الكفاءة المهنية أم الشكل الخارجي؟

منذ عقود، ارتبطت الهيئات القضائية في مصر بمعايير صارمة في اختيار الأعضاء، ترتكز على السمعة الطيبة، المؤهل العلمي، والسلوك الشخصي. غير أن إدخال معيار “الوزن” ضمن أسس تقييم الأداء يثير علامات استفهام حول أولويات المؤسسات. فهل زيادة الوزن تمثل تهديداً مباشراً لسلامة العمل القضائي أو القدرة على البت في القضايا؟ أم أنها مجرد ذريعة لإحكام السيطرة وإقصاء بعض الأعضاء تحت ستار “اللياقة البدنية”؟ 

البعد القانوني والإداري

قانون النيابة الإدارية لم يتطرق في أي من مواده إلى اشتراط وزن معين أو قياسات جسدية محددة لاستمرار العضو في منصبه. وبالتالي، فإن أي محاولة لإقالة الأعضاء بسبب السمنة قد تفتقر للسند القانوني، وتفتح المجال أمام طعون قضائية يمكن أن تُربك المشهد القانوني برمته. عدد من الخبراء القانونيين يرون أن مثل هذه الإجراءات ـ إذا اتخذت بالفعل ـ قد تُمثل تعدياً على حقوق مكتسبة، بل وتتناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص الذي يكفله الدستور. 

انعكاسات على صورة القضاء

لا يمكن إغفال أن القضاء يمثل واجهة الدولة أمام المواطنين. وإثارة أخبار حول “كشوف سرية” مرتبطة بأوزان الأعضاء قد يضعف ثقة الرأي العام في جدية المؤسسات القضائية، ويعطي انطباعاً بأن الانشغال بالمظاهر الشكلية يطغى على جوهر العدالة. كما أن ربط الكفاءة المهنية بمقاييس الجسد قد يُفسر كنوع من التمييز، بما يضر بصورة مصر في المحافل الدولية، خاصة في ظل تزايد الحديث عالمياً عن حقوق الموظفين ورفض سياسات التمييز في بيئات العمل. 

البعد الاجتماعي والنفسي

علم النفس الإداري يؤكد أن الشعور بالاستهداف لأسباب شكلية، مثل الوزن أو المظهر، يؤثر سلباً على الروح المعنوية للعاملين. وإذا وصل هذا الشعور إلى قضاة أو أعضاء في مؤسسة قضائية، فإن تأثيره سيكون مضاعفاً، لأنه ينعكس على استقلاليتهم وثقتهم في أنفسهم، وبالتالي على أدائهم. كما أن فرض ضغوط متصلة بـ”اللياقة البدنية” دون مراعاة الظروف الصحية أو الوراثية قد يضع الأعضاء تحت ضغوط إضافية، لا علاقة لها بجوهر العمل. 

أصوات معارضة داخل الوسط القانوني

عدد من القضاة وأعضاء النيابة السابقين ـ وفق ما يتداول في الكواليس ـ عبّروا عن رفضهم التام لمثل هذه الإجراءات، معتبرين أنها “تدخل غير مقبول” في الحياة الشخصية للأعضاء. هؤلاء يرون أن الحل الأمثل للحفاظ على الصحة العامة داخل المؤسسات هو توفير برامج دعم غذائي ورياضي اختيارية، وليس إصدار كشوف سرية تُستخدم كأداة للترهيب. 

احتمالات سياسية وإدارية

لا يستبعد مراقبون أن يكون الحديث عن “كشوف الوزن” مجرد أداة لإعادة فرز داخل النيابة الإدارية، أو تمهيداً لتغييرات أوسع في تركيبة الجهاز القضائي. فغالباً ما تُستخدم قضايا جانبية كغطاء لإجراءات إدارية أعمق، سواء لإحالة البعض للتقاعد المبكر أو لإعادة هيكلة المؤسسة على نحو يخدم مصالح دوائر بعينها.

وختاما يبقى السؤال الأساسي: هل تتحول النيابة الإدارية من مؤسسة وظيفتها الرقابة على الجهاز الإداري وتحقيق العدالة إلى هيئة تحاسب أعضاءها على أجسادهم بدلاً من أعمالهم؟ إذا صحت هذه الأنباء، فإن الأمر لا يخص أصحاب الوزن الزائد وحدهم، بل يخص المجتمع كله الذي يترقب نزاهة مؤسساته القضائية. فالعدالة ـ في جوهرها ـ لا تُقاس بالكيلوجرامات، وإنما تُقاس بميزان الحق والإنصاف

* لغز اختفاء صاحب مركب قافلة الصمود المصري ترهيب أمني أم ضغوط أخرى؟

في واقعة أثارت صدمة في أوساط المشاركين والمتابعين، أعلن القائمون على “أسطول الصمود المصري” فقدان التواصل مع الشخص الذي أكد سابقًا مسؤوليته عن أحد المراكب المشاركة في الإبحار نحو غزة. المفارقة أن الانقطاع جاء بعد نشر صور وتفاصيل المركب بموافقة مسبقة من صاحبه، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان ما جرى مجرد سوء تفاهم، أم أن وراءه رسالة مقصودة لترهيب المبادرين بكسر الحصار عن غزة. 

بيان رسمي يكشف الانقطاع

اللجنة المنظمة قالت في بيانها: “يُعلن أسطول الصمود المصري عن انقطاع التواصل مع المسؤول عن اتفاق مركب (إيبيزا)، حيث وقع هذا الانقطاع عقب نشر اللجنة صورًا وتفاصيل تتعلق باسم المركب، وذلك بعد موافقة الشخص ذاته خلال مقابلة مع أعضاء لجنة الأسطول”. هذا التوقف المفاجئ فتح الباب على مصراعيه للتكهنات، إذ رأى البعض أنه ربما كان نتيجة ضغوط مباشرة مورست على المالك لإجباره على التراجع. 

أصوات غاضبة: صدفة أم ترهيب؟

الغضب الشعبي تجلى في تصريحات ومواقف داعمين للأسطول. حساب “جوار غزة” كتب: “حتى المبادرة الوحيدة التي تحركت — أسطول الصمود المصري — المركب الوحيد المتاح… اختفى صاحبه. هل هذا صدفة؟ أم امتداد لمنع كل محاولة حقيقية لنصرة غزة؟”، مضيفًا أن النظام قد يكون جزءًا من منع أي تحرك مستقل نحو كسر الحصار. هذه اللغة الحادة عكست إدراكًا عامًا بأن ما يحدث قد لا ينفصل عن سياسات رسمية تهدف لإبقاء المبادرات الشعبية تحت السيطرة. 

تضارب مريب في هوية المالك

ممدوح جمال، مسؤول اللجنة القانونية، أوضح أن الشخص الذي تواصل بداية مع أعضاء اللجنة وأكد ملكيته للمركب أبدى استعدادًا كاملًا ووافق على تحرير عقد إيجار. لكن سرعان ما اختفى دون مبرر، ليظهر مقطع مصور لشخص آخر يدعي ملكية المركب وينفي أي علاقة له بالأسطول. ثم اكتشفت اللجنة أن المالك الحقيقي طرف ثالث لا علاقة له بالاثنين. هذا التضارب دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأن القضية أكبر من مجرد “سمسرة” وأن هناك محاولات متعمدة لخلط الأوراق وإرباك التحضيرات. 

تداعيات خطيرة على التحضيرات

التعثر الحالي يهدد بعرقلة الجدول الزمني لأسطول الصمود المصري، الذي كان يعوّل على مشاركة قوارب محلية في الإبحار جنبًا إلى جنب مع الأسطول العالمي. ومع أن القائمين ما زالوا مصرّين على استكمال الخطوات، إلا أن ما جرى ألقى بظلال ثقيلة من الشك على مصداقية بعض الشركاء، وفتح الباب أمام فرضية أن تكون الضغوط السياسية أو الأمنية هي السبب وراء تراجع المالك المفترض. 

دعوة للتحدي والمواصلة

اللجنة المنظمة لم تستسلم للانتكاسة، بل أطلقت دعوة جديدة إلى أصحاب المراكب والمواطنين للمساهمة عبر التبرع أو التأجير، مؤكدة أن فشل الاتفاق مع مركب واحد لن يوقف مسيرة الأسطول. الرسالة كانت واضحة: “المعركة ليست معركة مراكب، بل معركة إرادات”. 

السياق السياسي الأوسع

التوقيت الحساس يجعل كثيرين يربطون بين ما جرى وبين محاولات النظام المصري لاحتواء المبادرات الشعبية حتى لا تتحول إلى أداة ضغط خارج سيطرته. فالمشاركة في “أسطول الصمود” لا تحمل فقط بعدًا إنسانيًا، بل تمثل أيضًا رسالة سياسية قوية ضد الحصار الإسرائيلي على غزة، وهو ما قد لا ترغب السلطات في أن يخرج من رحم مبادرات مستقلة.

وختاما يبقى السؤال معلقًا: هل اختفاء صاحب مركب قافلة الصمود المصري مجرد ارتباك عابر أم أنه رسالة ترهيب مقصودة من النظام لكل من يفكر في تحدي الخطوط الحمراء؟ ما هو مؤكد أن اللجنة المنظمة لم تفقد الأمل، وأن الدعوات الشعبية ما زالت تتصاعد لدعم الأسطول، حتى ولو كان الثمن مواجهة عراقيل وضغوط مستمرة. ففي النهاية، كما يردد أنصار الأسطول: “كسر الحصار لا يحتاج إذنًا من أحد”.

*ماذا خسرت مصر بعد إنشاء إثيوبيا لسد النهضة؟

قالت مصادر مصرية قريبة من ملف التفاوض المصري حول سد النهضة مع إثيوبيا تحدثت لـ”عربي بوست” إن “مراوغة” أديس أبابا خلال السنوات الماضية بخصوص آلية تشغيل السد تسببت في خسارة مصر ما يقارب 74 مليار متر مكعب من المياه طوال سنوات ملء السد، مبدين تخوفهم من أن السدود الثلاثة الأخرى التي تنوي إثيوبيا الشروع في بنائها قريباً سوف تتسبب في أزمة مائية كبيرة لمصر.
المصادر قالت إن مصر أنفقت 500 مليار جنيه على مسارات تخص تقليل إهدار المياه في الزراعة بسبب حجم العجز الضخم في مياه نهر النيل، ما تسبب في استنزاف الميزانية المصرية.
في هذا التقرير نستعرض أهم التساؤلات حول مصير حصة مصر من مياه نهر النيل وتأثير السد على مستقبل مصر المائي، ونستعين في الرد على ذلك بخبراء ومستشارين للحكومة المصرية.
ماذا خسرت مصر جراء إنشاء سد النهضة؟
يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إنه وفق أحدث البيانات والتقارير الإثيوبية، فإن حجم التخزين خلف سد النهضة بلغ 74 مليار متر مكعب من المياه. هذه الكمية الضخمة، لو لم تُحجز في بحيرة السد، لكانت بطبيعة الحال قد تدفقت إلى مصر عبر مجرى النيل الأزرق. ويشير شراقي بوضوح: “لو مفيش سد النهضة كانت المية دي هتروح فين؟ هتروح مصر طبعاً، فطبيعي دا خسارة كبيرة لمصر“.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الرقم فقط، إذ أضاف شراقي أن هناك 40 مليار متر مكعب أخرى فُقدت نتيجة عمليات التسريب والتبخر خلال سنوات بناء السد الخمس الماضية، ليصل إجمالي ما حُرمته مصر من المياه إلى نحو 100 مليار متر مكعب. وبالنظر إلى أن حصة مصر السنوية الثابتة من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب فقط، فإن هذا الفقدان يعادل ما يقارب ضعف الحصة السنوية تقريباً، وهو ما يعكس حجم التحدي القائم.


ما هي البدائل التي لجأت إليها مصر لتعويض الخسائر المائية من سد النهضة؟
يرى شراقي أن البعض يحاول التهوين من حجم الأضرار عبر القول إن مصر لم تتأثر فعلياً، مستشهداً بقدرة الدولة على إيجاد بدائل لتعويض النقص، سواء عبر الاعتماد على المخزون الاستراتيجي في بحيرة السد العالي أو من خلال سياسات ترشيد وإعادة استخدام المياه.

لكن الحقيقة – كما يوضح – أن هذه البدائل جاءت بكلفة باهظة. فقد اضطرت مصر إلى إعادة استخدام نحو 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها، لتدخل مجدداً في منظومة الري. هذه الخطوة وحدها كلفت الدولة استثمارات هائلة تقدر بحوالي 500 مليار جنيه مصري. ويضيف شراقي: “25 مليار صرف زراعي مصر اضطرت تستخدمها في الزراعة بسبب العجز اللي حصل في المياه نتيجة سد النهضة“.

بهذا المعنى، وفق كلام عباس شراقي، فإن مصر لم تنجُ من الخسائر كما يعتقد البعض، بل دفعت ثمناً اقتصادياً ضخماً لتقليل حجم الضرر الواقع عليها، وهو ما يمثل عبئاً إضافياً على الموازنة العامة في وقت تعاني فيه الدولة من تحديات اقتصادية متراكمة.

هل عمليات ملء بحيرة السد أثرت على حصة مصر؟
مع اكتمال عملية الملء التدريجي لخزان سد النهضة، يؤكد شراقي أن مرحلة التخزين قد انتهت فعلياً. وبداية من العام الحالي، لم يعد هناك تراكم إضافي في بحيرة السد، بل ستقتصر العملية على تمرير المياه القادمة من الأمطار السنوية.

هذا التطور، في رأيه، يخفف نسبياً من الضغوط المباشرة على مصر، لكنه لا يلغي المخاطر بالكامل. فإذا عملت التوربينات بكامل طاقتها، ستعتمد على الإيراد السنوي من الأمطار، وفي حال كان معدل الأمطار أقل من المتوسط، فإن حصة مصر ستتأثر حكماً. أما في حال وفرة الأمطار، فقد تصل لمصر كميات إضافية. وهنا يوضح شراقي أن التأثير الأكبر كان خلال سنوات الملء الخمس الماضية، حيث تحملت مصر العبء المالي والفني الأكبر لتعويض العجز.


من النقاط المهمة التي يطرحها شراقي أن مصر تعاني من عجز مائي مزمن يعود إلى عقود طويلة، وليس فقط بسبب سد النهضة. فمع زيادة عدد السكان إلى أكثر من 105 ملايين نسمة، وصل العجز المائي في مصر إلى نحو 50 مليار متر مكعب سنوياً. هذا العجز ظل قائماً منذ أكثر من ستة عقود، ما دفع مصر إلى الاعتماد بشكل متزايد على إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي، وكذلك تحلية مياه البحر في بعض المناطق. إلا أن سد النهضة – بحسب شراقي – كان بمثابة عامل ضاغط إضافي، أجبر مصر على تسريع استثماراتها في مجال معالجة المياه، وتحمل أعباء مالية إضافية.

هل كان هناك تنسيق بين إثيوبيا ومصر في إدارة السد؟
إحدى النقاط الجوهرية التي يشدد عليها شراقي هي أن مصر لا تعرف بدقة كيف تدير إثيوبيا السد: هل تفتح بوابة واحدة أم أربع بوابات؟ هل تغلقها بالكامل في بعض الفترات؟ ويقول: “لازم يكون فيه تنسيق كامل بين إثيوبيا ومصر والسودان“.

غياب الرقيب الدولي، أو أي آلية مشتركة لإدارة السد، يثير القلق في القاهرة. فالمياه – كما يشرح عباس شراقي – تصل حالياً إلى بحيرة سد النهضة بمعدلات ضخمة تصل إلى 400 مليون متر مكعب يومياً، لكن مع توقف موسم الأمطار في نوفمبر 2025 ستتحكم إثيوبيا بالكامل في تدفق النيل الأزرق لفترة قد تصل إلى ستة أشهر حتى الصيف التالي.

هل تستطيع إثيوبيا ابتزاز مصر بعد افتتاح سد النهضة؟
رغم المخاوف المصرية، يرى شراقي أن إثيوبيا لا تستطيع ابتزاز مصر بشكل كامل أو إغلاق النهر نهائياً، لأن الطبيعة الهيدرولوجية للنيل الأزرق تفرض عليها تمرير المياه. ففي مواسم الأمطار الغزيرة، تضطر أديس أبابا إلى فتح بوابات السد لتصريف الفائض وتقليل الضغط على جسم السد، وإلا تعرضت لخطر فيضان وتصدع.

لكن الخطر الأكبر يكمن – بحسب شراقي – في خطط إثيوبيا لبناء سدود إضافية، فقد أبلغت أديس أبابا القاهرة بالفعل نيتها بناء سد جديد قريباً، ولديها خطة لبناء ثلاثة سدود أخرى مستقبلاً. هذه المشاريع ستؤثر مجدداً على حصة مصر خلال فترات الملء، وتعيد الأزمة إلى المربع الأول.


يشير شراقي إلى أنه لو كان هناك تشاور مسبق مع مصر، ربما كانت القاهرة ستتقبل بناء سد النهضة أو أي سدود أخرى بشروط معينة. لكن غياب التفاهم والشفافية يجعل الأمر مقلقاً. الأخطر من ذلك أن نجاح إثيوبيا في فرض أمر واقع قد يغري دولاً أخرى بالانسحاب من اتفاقية عنتيبي والسير على النهج ذاته، ما يفتح الباب أمام فوضى مائية في حوض النيل.

غير أن شراقي يرى عاملاً طبيعياً يصب في مصلحة مصر: الطبيعة الجغرافية لدول حوض النيل، فالمياه – بحكم التضاريس – لا تجد طريقاً سوى الجريان شمالاً نحو السودان ومصر، ما يمنح القاهرة ورقة طبيعية في مواجهة أي محاولات لحرمانها كلياً من حقوقها.

كما أنه لا يمكن فصل قضية سد النهضة عن أبعادها السياسية والإقليمية. فإثيوبيا تعتبر السد مشروعاً قومياً ورمزاً لنهضتها الاقتصادية، بينما تراه مصر تهديداً مباشراً لأمنها القومي. هذا التناقض في الرؤى جعل المفاوضات تراوح مكانها لسنوات، رغم الوساطات الدولية والإفريقية، وان استمرار أديس أبابا في سياساتها الانفرادية قد يدفع دولاً أخرى إلى تبني السلوك ذاته، وهو ما يهدد استقرار الإقليم بأسره. وهنا يبرز البعد الاستراتيجي في تصريحات شراقي، الذي يحذر من أن “صمت مصر” قد يشجع الآخرين على إقامة سدود جديدة دون اتفاقيات ملزمة.

شراقي يقول إنه يمكن القول إن أزمة سد النهضة دخلت مرحلة جديدة بعد اكتمال الملء. لم يعد الخطر الأكبر في حجم التخزين ذاته، بل في كيفية إدارة وتشغيل السد، ومدى التزام إثيوبيا بالتنسيق مع دولتي المصب. وفي الوقت نفسه، تبقى مصر أمام تحديات داخلية ضخمة لمواجهة عجزها المائي المزمن، سواء عبر التوسع في مشروعات تحلية المياه، أو عبر تطوير نظم الري والزراعة لتقليل الفاقد.

هل هناك متسع من الوقت لإبرام اتفاق يضمن حقوق مصر؟
يرى شراقي أن الفرصة ما زالت قائمة إذا ما توافرت الإرادة السياسية لإبرام اتفاق شامل وملزم يضمن حقوق جميع الأطراف. فالنيل – في النهاية – نهر مشترك، ولا يمكن لأي طرف أن يستأثر به دون مراعاة مصالح الآخرين. ويقول شراقي إن “التأثيرات السلبية لسد النهضة على مصر واقعية وملموسة”، سواء عبر فقدان مليارات الأمتار المكعبة من المياه خلال سنوات الملء، أو عبر الكلفة الاقتصادية الباهظة التي تكبدتها الدولة لتعويض العجز. لكن في الوقت نفسه، تبرز هذه التصريحات أن السد – في مرحلته الحالية – لن يكون قادراً على حرمان مصر بالكامل من حصتها، بل يظل الخطر الأكبر في غياب التنسيق وغيوم الشك حول إدارة إثيوبيا للمشروع وخططها المستقبلية لبناء سدود جديدة.

هل استفادت مصر من فترات الملء لسد النهضة؟
نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، له وجهة نظر أخرى تتعلق باستفادة مصر من ملء سد النهضة، حيث يقول إن سنوات الملء السابقة لافتتاح سد النهضة لم تؤثر فعلياً على حصة مصر من مياه النيل، والسبب في ذلك أن الملء تزامن مع فيضانات غزيرة على مدار خمس سنوات متتالية. فقد كان الفيضان وفيراً بما يكفي لتغطية احتياجات مصر والسودان، بينما كانت إثيوبيا تخزن حصتها من المياه دون أن تخصم فعلياً من حصة مصر التاريخية.

بل إن القاهرة – وفقاً لتقديره – استفادت مرتين: الأولى من الفيضانات الكبيرة التي عوضت أي نقص محتمل، والثانية من الظروف السياسية التي شهدها السودان، حيث أدت الصراعات الداخلية إلى تراجع قدرة الخرطوم على استغلال كامل حصتها، الأمر الذي سمح لمصر باستخدام جزء منها.

بهذا المعنى، لم تكن إثيوبيا هي التي وفرت الحماية لمصر من تداعيات التخزين، بل الطبيعة نفسها عبر فيضانات نادرة الحدوث. ويؤكد نور الدين أن أديس أبابا كانت ترفع جدران السد قبل الفيضانات بفترة وجيزة، من دون أن تعرف حجم التدفقات المائية المقبلة، وهو ما جعل المفاجأة مفيدة لمصر أكثر مما أفاد إثيوبيا.
أحد أكثر الأرقام التي جرى تداولها في السنوات الأخيرة هو الحديث عن خسارة مصر 70 مليار متر مكعب من المياه بسبب سد النهضة، غير أن نور الدين يرى أن هذا الكلام غير صحيح، موضحاً أن الفيضانات العالية لو كانت قد تجاوزت قدرة السد العالي على الاستيعاب، لتم تصريفها في بحيرات مثل توشكى، لكن ذلك لم يحدث. بل على العكس، مصر لم تخسر شيئاً خلال فترة الملء، لأن وفرة الأمطار والتدفقات عوضت أي نقص محتمل.
ويضيف أن إثيوبيا خزنت هذه الكميات على مدى ست سنوات، وليس دفعة واحدة، وهو ما ساعد على امتصاص الصدمة تدريجياً. لذلك، فإن تصوير المسألة على أنها خسارة كارثية لمصر لا يستند إلى أساس علمي أو ميداني، بل مجرد مبالغات إعلامية أو سياسية.
أين يكمن الخطر الحقيقي على مصر من سد النهضة؟
رغم هذا التطمين بشأن الماضي، فإن المخاوف المصرية الحقيقية – كما يوضح نور الدين – تتعلق بالمستقبل، وتحديداً بما يسميه سنوات العجاف. ففي فترات الجفاف التي قد تتكرر كل عدة عقود، قد تهبط التدفقات القادمة من النيل الأزرق إلى النصف تقريباً، أي من 55 مليار متر مكعب إلى 25 مليار فقط. في هذه الحالة، تتعرض مصر لمخاطر وجودية إذا استمرت إثيوبيا على موقفها الرافض لأي تنازل.
وتكشف تصريحات نور الدين أن القاهرة تقدمت بمقترح عملي يراعي حق إثيوبيا في توليد الكهرباء، لكنه يخفف الضرر على دول المصب، بأن تكتفي أديس أبابا بتوليد الكهرباء بنسبة 80% في سنوات الجفاف، بما يضمن مرور كميات إضافية من المياه. غير أن إثيوبيا رفضت هذا العرض، وأصرت على التشغيل بكامل الطاقة 100%، وهو ما يعني أن مصر وحدها ستتحمل تبعات تلك السنوات القاسية.
هل إثيوبيا تضمر النية السيئة بالفعل لمصر بعد تهربها من توقيع اتفاق حول سد النهضة؟
يذهب نور الدين إلى أبعد من مجرد الخلافات الفنية، ليؤكد أن هناك نية في الأذى والغدر من جانب إثيوبيا تجاه مصر والسودان. فلو كانت إثيوبيا حريصة على التعاون الإقليمي لبادرت إلى توقيع اتفاق ملزم وشامل، يتضمن بنوداً واضحة لمعالجة سنوات العجاف. غير أنها رفضت إدراج المقترحات المصرية ضمن الاتفاق، ما يعكس رغبة في فرض الأمر الواقع وليس البحث عن تسوية عادلة. وهذا السلوك، بحسب نور الدين، يعزز المخاوف من أن يكون المشروع الإثيوبي أداة سياسية أكثر منه مجرد مشروع تنموي لتوليد الكهرباء.
هل تستطيع إثيوبيا إقناع دول حوض النيل الأبيض بتغيير اتفاقية عنتيبي؟
جانب آخر من تصريحات نور الدين يتعلق بما سماه خديعة إثيوبيا لدول منابع النيل الأبيض وإقناعهم بضرورة المطالبة بتغيير اتفاقية عنتيبي وتغيير حصصهم من نهر النيل الأبيض. فالمياه الجارية لا يمكن أن تتجه نحو الهضاب الإثيوبية، بسبب ارتفاع الهضاب الإثيوبية إلى مستوى 1800 متر فوق سطح البحر، في حين إن مستوى سطح دول منابع النيل الأبيض هو 570 متر. فكيف تعود المياه إلى الخلف، أو إن تذهب إلى إثيوبيا؟ بل مسارها الطبيعي يتجه شمالاً إلى مصر. ومع ذلك، نجحت أديس أبابا في إقناع عدد من الدول الإفريقية بضرورة تعديل اتفاقية عنتيبي لتوزيع حصص جديدة من مياه النيل. ووفقاً لرؤية نور الدين، لم يكن لهذا الموقف الإثيوبي أن يلقى صدى لولا غياب الخبراء والعلماء المصريين عن الساحة الإفريقية خلال سنوات ما بعد 2011، حين انشغلت القاهرة بأزماتها الداخلية وتركت فراغاً استغلته إثيوبيا لتمرير خطابها.
هل اقتصرت أزمات المياه لمصر على سد النهضة فقط؟
نادر نور الدين يقول إن الأزمة مرشحة للاستمرار، خاصة في ظل تصلب الموقف الإثيوبي ورفضه توقيع اتفاق ملزم. وفي الوقت ذاته، نية إثيوبيا إنشاء ثلاثة سدود أخرى على نهر النيل، وقد أخبرت إثيوبيا مصر بالفعل بنيتها البدء قريباً في إنشاء سدود على نهر النيل، في حين تراهن القاهرة على مزيج من المسارات: الدبلوماسية، والقانونية عبر المؤسسات الدولية، إضافة إلى تعزيز قدراتها الداخلية على إدارة الموارد المائية، سواء عبر مشروعات تحلية المياه أو إعادة استخدام الصرف الزراعي والصحي. لكن كل هذه الإجراءات تظل حلولاً تكميلية، ولا يمكن أن تعوض بالكامل أي نقص حاد في التدفقات القادمة من النيل الأزرق.

*احتجاجات عمالية فى محافظات الجمهورية للمطالبة بزيادة المرتبات وعمال البناء بدون تأمينات

تصاعدت الاحتجاجات العمالية بصورة غير مسبوقة خلال شهر أغسطس الماضى للمطالبة بزيادة المرتبات لتواكب الارتفاع الجنونى فى الأسعار وكفالة حقوق العمال التى تشهد انتهاكات كبيرة فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي وذلك عقب دخول قانون العمل الذى أصدرته حكومة الانقلاب حيز التنفيذ .

فى هذا السياق ، قاد أكثر من ألف عامل بشركة “مصر تايوان” للملابس الجاهزة في مدينة شبرا الخيمة اعتصامًا واسعًا على خلفية تأخر صرف رواتبهم، في واحد من أبرز التحركات العمالية التي لفتت الأنظار.

وفي الإسكندرية، تمكن عمال “العامرية للغزل” من تعليق إضرابهم بعد مفاوضات انتهت بحصولهم على أجر أيام الإضراب كاملة بتاريخ 14 أغسطس، ما يعُدّ انتصارًا لهم في مواجهة إدارة الشركة. 

أما في محافظة الدقهلية، فقد شهدت مدينة شربين تسوية ودية لنزاع عمالي، بعد حصول عاملة على تعويض يتجاوز 200 ألف جنيه عقب تقديمها شكوى فصل تعسفي، في مؤشر على حضور المسارات القانونية والودية لحل النزاعات الفردية. 

حقوق العمال

في المقابل أعلنت وزارة العمل بحكومة الانقلاب عن تكثيف أنشطتها الميدانية خلال شهر أغسطس، مشيرة إلى أنها أطلقت ندوات توعوية في عشر محافظات، إلى جانب تحديث بيانات اللجان النقابية وتنفيذ حملات تفتيش داخل مواقع العمل .

وزعمت الوزارة أن هذه الأنشطة تستهدف ضمان حقوق العمال وتعزيز معايير السلامة المهنية. كما أعلنت عن إصدار 87 قرارًا تنفيذيًا مكمّلًا لقانون العمل الجديد 2025، الذى دخل حيز التنفيذ مطلع سبتمبر الجارى بما يحمله من بنود تسعى لحماية حقوق العمال وتحسين بيئة العمل وفق مزاعم الوزارة. 

على الورق 

من ناحية آخرى وثق تقرير معاناة آلاف عمال البناء في مصر، ممن يقفون يوميًا على السقالات تحت شمس قاسية أو برد قارس، بلا مظلة قانونية تضمن حقوقهم، أو حماية فعلية تقيهم من السقوط والخطر.

ويعد أحمد عبد الحميد، 42 عامًا –اسم مستعار بناءً على طلبه– واحد من هؤلاء، يتنقل بين الورش والمشروعات في القاهرة الكبرى منذ سنوات، بنظام اليومية، دون عقد أو تأمين صحي، يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل لقاء أجر بالكاد يكفي المعيشة والمواصلات. 

أوضاع عبد الحميد ليست استثناءً، بل صورة متكررة لقطاع يضم مئات الآلاف من العمالة غير المنتظمة، وفق تعريف قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025، الذي يضع عمال البناء ضمن الفئات الأكثر هشاشة إلى جانب الباعة الجائلين وموزعي الصحف.

ورغم تقديرات وزارة العمل  بحكومة الانقلاب بوجود نحو 1.1 مليون عامل غير منتظم، تذهب تقديرات نقابية وأممية إلى أرقام مضاعفة تتجاوز 12 مليونًا، أي أكثر من نصف القوة العاملة في مصر داخل القطاع غير الرسمي. 

أسماء وهمية

 وتتعمق المعضلة أكثر مع ملف التأمينات الاجتماعية. وبحسب كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، تُحصّل اشتراكات تأمينية كشرط للحصول على تراخيص البناء، لكن بأسماء وهمية أو لعمال غير موجودين على أرض الواقع، فيما يبقى العامل الحقيقي على السقالة خارج المظلة.

وقال كمال فى تصريحات صحفية : المفتشون لا يزورون مواقع العمل، والبيانات تُؤخذ من الشركات، لكن الميدان مختلف تمامًا مؤكدا أن هذه الفجوة بين النص القانوني والممارسة تُبقي ملايين العمال بلا حماية حقيقية، رغم أن المادة 17 من الدستور تنص بوضوح على حق كل مواطن في التأمين الاجتماعي. 

*جامعة عين شمس تستقبل طلابها الجدد بفقرة رقص أثارت جدل وطلب إقالة رئيسها

تسببت حفلات جامعة عين شمس لاستقبال الطلاب الجدد للعام الدراسي 2025-2026، حالة واسعة من الجدل لما تضمنته من عروض للرقص الشرقي داخل الحرم الجامعي، وهو ما قابله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحالة واسعة من الغضب وصلت لحد المطالبة بإقالة رئيس الجامعة.

وأشعلت حفلات الرقص الشرقي داخل جامعة عين شمس غضب المواطنين وفق موقع أوان مصر.

ويرى الرافضين لتلك المشاهد، أن ما رصدته الكاميرات من رقص شرقي غير لائق تماما بالحرم الجامعي ويعد اختراق غير مقبول من جامعة عريقة كجامعة عين شمس.

ودافع مسؤولون بالجامعة عن هذه العروض، مؤكدين أنها تمثل جزءاً أصيلاً من التراث الثقافي المصري، ووسيلة هادفة لتعزيز الروح الجماعية ودمج الجوانب الثقافية والفنية ضمن التجربة التعليمية.

وأصدرت جامعة عين شمس بياناً رسمياً أكدت فيه أن حفل الاستقبال يهدف إلى خلق بيئة تعليمية شاملة تجمع بين المنهج الأكاديمي الصارم والتعبير الفني الإبداعي، مشددة على أن جميع العروض الفنية الشعبية كانت ذات طابع ثقافي بحت، والتزمت بالحدود والضوابط الأخلاقية.

*الجنيه المصري بين انتعاش وهمي وتعويم جديد يلوح في الأفق

شهد الجنيه المصري خلال الأيام الأخيرة تحسناً نسبياً في قيمته، عقب الإعلان عن صفقة مراسي البحر الأحمر مع شركات سعودية وإماراتية، التي قُدّر حجمها بأكثر من 20 مليار دولار، بينها ودائع خليجية لدى البنك المركزي.

غير أن هذا الهدوء في سوق الصرف لا يبدو سوى استراحة قصيرة قبل عاصفة متوقعة، إذ تتصاعد التقديرات بأن النظام يستعد لتعويم جديد للجنيه، بما يحمله ذلك من خراب اقتصادي وتضخم متصاعد وغلاء ينهش ما تبقى من دخول المصريين.

التجارب السابقة ترسم صورة قاتمة: ففي فبراير/ شباط 2024، ضخت الإمارات 35 مليار دولار عبر صفقة رأس الحكمة، هدّأت السوق مؤقتاً، ثم سرعان ما تهاوى الجنيه من 30 إلى 50 جنيهاً للدولار، في واحد من أعنف الانهيارات منذ تعويم 2016. السيناريو ذاته تكرر مراراً منذ تدفقات الخليج الكبرى عام 2015، التي أعقبها أول زلزال في سوق الصرف بتعويم الجنيه إلى 19 جنيهاً مقابل الدولار. 

تعويم لخدمة الدائنين لا الشعب

يطرح اقتصاديون تساؤلات ملحّة: لماذا يتبع كل تدفق ضخم من العملة الصعبة انهيار لاحق للجنيه؟ الإجابة الأقرب أن النظام يستخدم هذه التدفقات كغطاء لقرارات التعويم، تلبية لضغوط صندوق النقد والممولين الخليجيين، الذين يدفعون باتجاه “سعر صرف مرن” يعكس فجوة العرض والطلب، حتى لو كان الثمن سحق القوة الشرائية للمصريين.

الخبير المصرفي محمد عبد الهادي يرى أن استقرار الجنيه الحالي هش، قائم على تدفقات مؤقتة مثل الأموال الساخنة – أكثر من 45 مليار دولار – التي يمكن أن تُغادر فجأة وتترك فجوة يصعب سدها. ويضيف أن سعر الدولار قد ينخفض إلى 42 جنيهاً مؤقتاً، لكن الأساسيات لا تدعم استقراراً طويلاً.

أما الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح فيؤكد أن أي تعويم جديد لن يجلب سوى الخراب، لأنه يرفع قيمة الديون الخارجية وكلفة الاستيراد، فيما يتحمل المواطن العبء الأكبر عبر موجات غلاء وتضخم لا تنتهي.

استقرار مصطنع وسيناريو مكرر

الخبير عبد النبي عبد المطلب يصف الوضع الراهن بأنه “استقرار إداري موسمي”، قائم على موسم السياحة والتحويلات وصفقة مراسي، وليس على زيادة إنتاجية أو نمو في الصادرات. ويذكّر بأن صفقة رأس الحكمة الضخمة أعقبها تعويم مدمر، ما يجعله يتوقع تكرار السيناريو ذاته قريباً.

حتى الآراء التي تقلل من احتمالات التعويم الفوري، مثل الخبير هاني عادل، تعترف بأن الحديث عن استقرار طويل الأمد للجنيه “سابق لأوانه”، لأن السوق عرضة لهزات خارجية قد تدفع البنك المركزي لتحريك سعر الصرف مجدداً.

فقاعة قصيرة العمر 

كل المؤشرات توحي بأن صعود الجنيه الحالي ليس إلا فقاعة قصيرة العمر، يسبق انفجاراً جديداً عبر تعويم وشيك، يفتح أبواب التضخم والغلاء على مصراعيها. النظام، الذي يواصل جباية الشعب وإرضاء الممولين، يكرر ذات السياسات الكارثية منذ انقلاب 2013: ترقيع مؤقت يليه انهيار أكبر، بينما يدفع المصريون الثمن من أقواتهم ومدخراتهم ومستقبلهم.

الاعتداء على الدكتور باسم عودة وتدوير”أبو الفتوح” ونائبه بالتزامن مع قرار العفو عن “عبد الفتاح”.. الثلاثاء 23 سبتمبر 2025م.. حسين طنطاوي ابن الطباخ النوبي للمشير عبد الحكيم عامر أدخله المشير الحربية وجعله حارسه الخاص

الاعتداء على الدكتور باسم عودة وتدوير”أبو الفتوح” ونائبه بالتزامن مع قرار العفو عن “عبد الفتاح”.. الثلاثاء 23 سبتمبر 2025م.. حسين طنطاوي ابن الطباخ النوبي للمشير عبد الحكيم عامر أدخله المشير الحربية وجعله حارسه الخاص

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*الاعتداء على باسم عودة وتدوير “أبو الفتوح” ونائبه بالتزامن مع قرار العفو عن “عبد الفتاح”

بالتزامن مع صدور قرار  المنقلب السيسى  بالعفو عن  الناشط السياسي علاء عبدالفتاح الاثنين 22 سبتمبر الجاري، كشفت مصادر إن وزير التموين الأسبق باسم عودة وزير الغلابة تعرض لانتهاكات جسيمة داخل محبسه بسجن بدر 3 ، حيث قام العقيد أحمد فكري، الضابط بالأمن الوطني باقتحام زنزانة عودة والاعتداء عليه بالسب والضرب، في محاولة لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام، وهدد الضابط المذكور بأن أوضاع سجن بدر 3 ستكون أسوأ من سجن العقرب.

ومن جانب آخر، تنظر محكمة جنايات القاهرة ببدر، أولى جلسات القضية رقم 786 لسنة 2020 حصر أمن الدولة والتي يُحاكم فيها كل من عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق والناشط السياسي محمد القصاص، نائب رئيس الحزب، إلى جانب آخرين بتهمة “تولي قيادة في جماعة أسست على خلاف القانون” وتأتي هذه المحاكمة بينما لا يزال أبو الفتوح ونائبه رهن الاحتجاز على خلفية قضايا أخرى، في حبس انفرادي منذ نحو ثماني سنوات.

تعرض الدكتور باسم عودة  للضرب المبرح والإهانة اللفظية على يد العقيد أحمد فكري، أحد ضباط الأمن الوطني، وذلك لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام الذي بدأه احتجاجاً على سوء المعاملة وظروف الاحتجاز القاسية.

يأتي إضراب عودة، الذي شغل منصب وزير التموين في حكومة الدكتور هشام قنديل إبان فترة الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، في ظل سلسلة طويلة من شكاوى المعتقلين داخل مجمع سجون بدر.

إضراب عودة عن الطعام لم يكن حالة فردية، بل انضم إلى موجة احتجاجية متنامية يقودها معتقلون سياسيون للتنديد بالعزل الانفرادي، الحرمان من الزيارة، الإضاءة المستمرة داخل الزنازين، والتجويع عبر حصص غذائية متدنية لا تكفي للحياة. 

تفاصيل الاعتداء
وفقاً للمصادر، فإن العقيد أحمد فكري دخل إلى الزنزانة ومعه عناصر أمنية، واعتدى بالضرب على الوزير الأسبق، موجهاً له الشتائم، في محاولة لكسر عزيمته ودفعه إلى إنهاء إضرابه.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل وجه فكري تهديدات علنية لبقية المعتقلين قائلاً إنه سيجعل سجن بدر “أسوأ من العقرب”، في إشارة إلى سجن العقرب الذي لطالما كان رمزاً للقمع والعزلة القاسية.

هذا السلوك يعكس – بحسب مراقبين – سياسة ممنهجة لإخضاع المعتقلين وكسر إرادتهم، وليس مجرد تصرف فردي من ضابط بعينه. 

أوضاع سجن بدر
منظمات حقوقية محلية ودولية أكدت أن مجمع سجون بدر يشهد انتهاكات جسيمة، تشمل الحرمان من الرعاية الطبية، والعزل لفترات طويلة، فضلاً عن حالات وفاة بين السجناء نتيجة الإهمال الطبي.
وكان “المركز المصري للإعلام” قد نشر تقارير سابقة عن وفاة عدد من المعتقلين داخل المجمع خلال العام الماضي، نتيجة ما وصفه بسياسة “الموت البطيء”.

إضافة إلى ذلك، يعاني السجناء من كاميرات مراقبة تعمل 24 ساعة داخل الزنازين، وأجهزة إنارة لا تُطفأ، ما يحرمهم من النوم الطبيعي، وهو ما يعتبره خبراء نفسيون نوعاً من التعذيب الأبيض. 

ردود الفعل الحقوقية
الحادثة الأخيرة أثارت إدانات واسعة من منظمات حقوقية، حيث اعتبرت منظمة “نحن نسجل” أن الاعتداء على باسم عودة يمثل دليلاً جديداً على فشل الحكومة المصرية في الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كما شددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا على أن ما يتعرض له المعتقلون في بدر هو “جرائم ممنهجة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.

وطالبت منظمات عدة بفتح تحقيق عاجل ومستقل في الانتهاكات، والسماح بزيارة وفود حقوقية دولية للسجون المصرية، وهو ما ترفضه السلطات بشكل متكرر. 

دلالات سياسية
يرى محللون أن الاعتداء على شخصية بحجم باسم عودة يحمل رسالة سياسية مزدوجة: الأولى إلى المعتقلين بأن أي مقاومة أو احتجاج لن يُسمح لها بالنجاح، والثانية إلى الرأي العام بأن النظام ماضٍ في سياسة القمع بلا تراجع.
كما يربط البعض بين التصعيد في السجون والضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجهها السلطة، حيث يُستخدم التضييق الأمني كأداة لإسكات أي معارضة محتملة.

كما أن حادثة الاعتداء على الدكتور باسم عودة ليست مجرد انتهاك فردي داخل سجن بدر، بل هي حلقة في سلسلة متصاعدة من الانتهاكات التي تعكس منهجية رسمية تقوم على كسر المعتقلين السياسيين وإخضاعهم للترهيب الجسدي والنفسي.
وبينما تواصل الحكومة إنكارها لهذه الانتهاكات، تتزايد الأصوات المطالبة بضغط دولي حقيقي لإنقاذ آلاف السجناء من مصير مشابه، في وقت تبدو فيه العدالة بعيدة المنال داخل مصر.

الحرية للجميع

وكانت الناشطة عايدة سيف الدولة Aida Seif Elldawla  نشرت أسماء السجون التي يوزع عليها نحو 100 اسم من أبرز أسماء المعتقلين في مصر وذلك بآخر تحديث في (12 أبريل).

القائمة لا تشمل المختفين قسريا

سوف أحدث القائمة كل يومين

ابراهيم متولي سجن بدر 1

أحمد أبو الحجاج حمادة

احمد أبو بركة سجن بدر 3

احمد أبو زيد الطنوبي سجن العاشر من رمضان

احمد سبيع سجن بدر

احمد سراج سجن العاشر من رمضان

احمد عرابي سجن العاشر من رمضان

احمد عزام سجن العاشر من رمضان

احمد علاء الدين محمود سجن العاشر من رمضان

احمد محمد سعد في سجن أبو زعبل

احمد هشام شاهين المعروف بلقب بـ”بحار” سجن بدر 1

اسامة محمد مرسي سجن العاشر من رمضان

اشرف عمر سجن العاشر من رمضان

امجد حبيب سجن العاشر من رمضان

انس البلتاجي سجن بدر 3

أنس مصطفى مرسي

اية كمال الدين سجن العاشر من رمضان

ايمان ابراهيم امين أبو النور سجن العاشر من رمضان

ايمن احمد السيد مصطفى سجن العاشر من رمضان

ايمن السيد احمد محمود سجن العاشر من رمضان

ايمن شوقي سيد حسن سجن العاشر من رمضان

ايمن صبحي حسيب محمد سجن العاشر من رمضان

ايمن عبدالحليم محمود

ايمن عزت اسماعيل محمد سجن العاشر من رمضان

ايمن موسى سجن العاشر من رمضان

بدر بدر محمد بدر سجن بدر 1

بلال كمال سجن بدر1

بلال نبيل محمد عقل

بيشوي توفيق سجن العاشر من رمضان

تامر طلعت عبدالرحمن سجن العاشر من رمضان

تامرمحروس يوسف

تسنيم سامح الشربيني سجن العاشر من رمضان

توفيق عبدالواحد ابراهيم غانم سجن بدر 1

تيم كريم سجن العاشر من رمضان

جعفر زعفراني سجن العاشر من رمضان

جلال البحيري سجن العاشر من رمضان

جمال احمد صاوي ابراهيم سجن المنيا

جيهان شاهين عبدالخالق سجن العاشر من رمضان

حازم صلاح أبو اسماعيل سجن بدر 3

حسن السيد احمد سجن 430

حسن شهاب سجن بدر3

حسن مالك سجن بدر 3

حسيبة محسوب سجن العاشر من رمضان

حسين فرحات ملازم بدر ١

حمدي مختار علي (حمدي الزعيم)  سجن العاشر من رمضان

خالد احمد مصطفى سجن العاشر من رمضان

خالد رشيد سجن وادي النطرون 430

خالد عبد العزيز احمد عز الدين سجن وادي النطرون (تأهيل 1)

خالد عبد المجيد اسماعيل عبد المجيد قسم العامرية

خيرت الشاطر سجن بدر 3

رشاد بيومي سجن بدر 1

سامح جمعة سيد محمد

سامي الجندي سجن العاشر من رمضان

سامي عبد الجواد سجن العاشر من رمضان

سمير محمد عباس الهيتي مقر الأمن الوطني بكفر الزيات ومدينة طنطا

السيد السيد سليمان سليمان سجن بدر 1

سيد صابر سجن العاشر من رمضان

سيد مشاغب سجن المنيا

شادي محمد سجن برج العرب

شريف الروبي سجن العاشر من رمضان

شهاب الدين سجن العاشر من رمضان

صابر صبري المرسي الصابر قسم شرطة المنزلة

صبحي صالح سجن بدر 3

صفوت عبد الغني سجن بدر 3

طارق محمود محمد احمد عربان سجن بدر 3

عبد الخالق فاروق سجن العاشر من رمضان

عبد السلام محمود صدومه سجن الجيزة المركزي

عبد الله احمد سجن العاشر من رمضان

عبد الله حسين سجن العاشر من رمضان

عبد الله ربيع سجن العاشر من رمضان

عبد المنعم أبو الفتوح سجن بدر 1

عبدالرحمن القزاز سجن العاشر من رمضان

عبدالرحمن جابر رزق

عبدالله السيد سجن بدر 3

عرفات عبدالرؤوف المنسي

عصام سلطان سجن بدر3

عقبة علاء لبيب حشاد سجن بدر 1

علاء عبد الفتاح كان بسجن تاهيل وادي النطرون

علي محمد سجن بدر

علي محمد علي فرق أمن أسيوط

عمر الأنصاري سجن العاشر من رمضان

عمر الدهمه سجن العاشر من رمضان

عمر عصام سجن العاشر من رمضان

عمر محمد المهدي ثابت سجن بدر 1

عمرومحمد سجن العاشر من رمضان

عمرومحمد على سجن بدر

عمرومهنى سجن العاشر من رمضان

فيصل احمد محمد رضوان مركز شرطة ساحل سليم

كامل عبد المجيد سيد مركز شرطة ساحل سليم

كريم ابراهيم سيد احمد قسم شرطة الجمرك

كريم الشاعر سجن العاشر من رمضان

كريم نبيل محمد عقل

مبروك صالح محمد عيسى الشعراو ي سجن جمصه شديد الحراسة

مجدي السعيد محمد الباز ملعب الشهيد أحمد راضي الزياتي أثناء لعبه كرة القدم

محمد ابراهيم سليم عبد الله الشافعي سجن العاشر من رمضان

محمد أبو الديار سجن العاشر من رمضان

محمد أبو المعاطي سجن بدر 3

محمد أبو هريرة سجن بدر 3

محمد البلتاجي سجن بدر 3

محمد القصاص سجن بدر 1

محمد بدوي حسين بدوي سجن بدر 3

محمد بديع سجن بدر 3

محمد دياب سجن العاشر من رمضان

محمد رضوان علي رضوان سجن بدر 3

محمد رفاعة سجن بدر

محمد رمضان حسين السيد سجن العاشر من رمضان

محمد سعد الدين علي محمد السويسي سجن العاشر من رمضان

محمد سعد خطاب سجن بدر 1

محمد طارق نوبي متولي علي سجن وادي النطرون 430

محمد طه سيد محمد جميل سجن العاشر من رمضان

محمد عادل سجن العاشر من رمضان

محمود أحمد محمود أبو الحسن

محمود السيد حسن سجن العاشر من رمضان

محمود عبد الله سجن بدر 3

محمود عزب أبو الخير سجن بدر 3

محمود عزت سجن بدر 3

محمود عماد سجن العاشر من رمضان

محمود غزلان سجن بدر 3

محمود محمد ابراهيم سجن العاشر من رمضان

محمود ناصر سجن العاشر من رمضان

محمود ناصر سجن العاشر من رمضان

محمود هشام حسن علي سجن بدر 3

مدثر محمد سجن العاشر من رمضان

مروان صدقي سجن بدر 1

مروة سامي أبو زيد عبده سجن العاشر من رمضان

مروه عرفة سجن العاشر من رمضان

مريم ايمن محمد الدسوقي سجن العاشر من رمضان

مسعد عبد ربه مصطفى بكر سلامة سجن العاشر من رمضان

مصطفى ابراهيم خليل حسن سجن العاشر من رمضان

مصطفى احمد حسن محمد سجن العاشر من رمضان

مصطفى احمد عبدالمحسن حسن الخطيب سجن العاشر من رمضان

مصطفى جمعة محمد ادم سجن العاشر من رمضان

مصطفى حسام الدين مصطفى جاد سجن العاشر من رمضان

مصطفى عادل يونس محفوظ سجن العاشر من رمضان

مصطفى علي عبد اللطيف عطية سجن العاشر من رمضان

مصطفى كامل عبد الرسول عبد الله الجيزاو ي سجن العاشر من رمضان

مصطفى محمد السيد أبو شامة سجن العاشر من رمضان

مصطفى محمد سعد سجن العاشر من رمضان

مصطفى محمد محمد الشافعي سجن العاشر من رمضان

مصطفى محمود محمد منصور سجن العاشر من رمضان

مصعب صابر محمد نصر سجن العاشر من رمضان

مصلح عودة مرزوق نافل سجن العاشر من رمضان

معاذ محمد عبد الستار علي سجن العاشر من رمضان

ممدوح خلف علي عبد الحميد سجن العاشر من رمضان

منار عادل سجن العاشر من رمضان

منصور ابراهيم حسين عبد الرحمن سجن العاشر من رمضان

مها محمد عثمان خليفة سجن العاشر من رمضان

مهدي عبدالعزيز محمود عاشور قسم شرطة طنطا ثان

نادية محمد عليان سعيد فرق الأمن بدمنهور

نرمين حسين عبد العزيز سجن العاشر من رمضان

نهى عبد المهدي اسماعيل علي سجن العاشر من رمضان

هدى عبد الحميد سجن العاشر من رمضان

هدى عبد المنعم سجن العاشر من رمضان

هدى محمد احمد عيسى احمد سجن العاشر من رمضان

هدير عادل سيد موسى سجن العاشر من رمضان

هشام وحيد مركز شرطة الزقازيق

وحيد فتحي محمد موسى

ياسر مصطفى محمد مصطفى سجن بدر 1

يونس اسلام سجن العاشر من رمضان

*عائلات المعتقلين في مصر تطالب الأمم المتحدة بلجنة تحقيق دولية عاجلة

وجه أهالي السجناء السياسيين في مصر رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، طالبوه فيها بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في الانتهاكات التي يتعرض لها أبنائهم في السجون المصرية.

والرسالة التي وجهها أهالي السجناء إلى غوتيريش بين يدي انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت شعار: “معًا نحقق المزيد: ثمانون عامًا وما بعدها من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، توثّق انتهاكات جسيمة ومنهجية ارتُكبت بحق المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في مصر، ما يشكل مخالفة صريحة لالتزامات الدول الأطراف بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وقال الأهالي في رسالتهم، إن استمرار هذه الانتهاكات لا يعرّض حقوق الضحايا وكرامتهم للخطر فحسب، بل يقوّض كذلك الأسس والمعايير الدولية التي قامت عليها منظومة الأمم المتحدة، مؤكدين أن هذه الرسالة تمثل نداء استغاثة نيابة عن مئات السجناء وعائلاتهم، وتعبيرًا عن قناعتهم بأن الدورة الثمانين للجمعية العامة ينبغي أن تكون محطة تاريخية لتجديد الالتزام العالمي بالدفاع عن السلام والتنمية وحقوق الإنسان.

أما عن الصحفيين٬ قتل النظام 9 منهم من تم استهدافه أثناء ممارسة عمله٬ وأصيب 5 أثناء تأدية عملهم٬ وحبس احتياطيا 20 منهم٬ وأصدر أحكاما قضائية على 13 صحفيا٬ ويذكر أن جميع الانتهاكات السابقة تمت لأسباب سياسية وليست جنائية

* عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح و6 لتجميل الصورة ونهاية متأخرة لظلم طويل

أصدر عبد الفتاح السيسي أمس الإثنين قرارا بالعفو عن تنفيذ باقي مدة العقوبة المقضي بها على الناشط علاء عبد الفتاح وعدد من المحكوم عليهم، بعد اتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية في هذا الشأن.

الإفراج عن علاء ليس نهاية الحكاية، بل بداية فصل جديد يؤكد أن الحرية لا تُستجدى بل تُنتزع، وأن النضال المستمر قادر على كسر جدران الصمت وفتح الأبواب الموصدة. قصة علاء، كما يقول المتضامنون، تذكير بأن كل صوت ثائر قد يصنع الفارق.

وجاء القرار الرئاسي نص على العفو عن باقي مدة العقوبة على عدد من المحكوم عليهم وهي تخريجه سياسية لمطلب قانوني مشروع، بعد مطالبات وإضراب عن الطعام ومعاناة خاضتها أسرة علاء للدفاع عن حقه بالحرية في مقابل تعنت قانوني غير مبرر من الحكومة المصرية.

وشمل قرار العفو أيضا كلا من سعيد مجلي الضو عليوة وكرم عبد السميع إسماعيل السعدني وولاء جمال سعد محمد عبد الخالق عبد العزيز عبد اللطيف ومنصور عبد الجابر على عبد الرازق، وهم 6 تقول منظمات حقوقية أنه تم تضمينهم في العفو لتجميل الصورة وعدم ظهور السيسي بمظهر من تراجع ضد بريطانيا التي طالبته بإطلاق سراحه.

وكانت الأمور تبدلت عقب موقعة أزمة السفارات، واعتقال بريطانيا موالين لنظام السيسي اعتدوا على معارضين في لندن، وتظاهر أنصار النظام أمام سفارة بريطانيا بالقاهرة، فتم بحث إطلاق سراحه، وربما تكون هناك صفقة تبادل غير مُعلنة، وفق تكهنات حقوقية.

مع هذا تم إخراج الأمر بصورة غير مباشرة، كأن المجلس القومي لحقوق الإنسان (الحكومي) هو الذي طلب إصدار عفو رئاسي عن عدد من المحكوم عليهم، ومن بينهم علاء عبد الفتاح، مع أن هؤلاء مجرد “ديكور” لقرار لإطلاق “عبد الفتاح”.

ويوم 8 سبتمبر/أيلول 2025، طالب المجلس القومي لحقوق الإنسان، في بيان، السيسي بالنظر في إصدار قرار عفو رئاسي عن عدد من المحكوم عليهم، من بينهم علاء عبد الفتاح.

وأوضح أن مطالبته لرئيس النظام “تأتي على خلفية مناشدات أسر المحبوسين، وفي ضوء تلقي المجلس عددًا من الالتماسات تم دراستها والوقوف على أبعادها الإنسانية، مشيرًا إلى معاناة أفراد تلك الأسر من حالات إنسانية وصحية

وكان لافتا أن “مناشدة المجلس” للسيسي كانت انبطاحية للغاية؛ حيث عد قراره بإطلاق علاء بأنه يكون من “منطلق أبوي خالص”، وأن “حق العفو الرئاسي يأتي في إطار الاختصاصات الدستورية المقررة لفخامتكم”.

خلاف عبد الفتاح، شمل قرار العفو كلًا من: سعيد مجلي الضو عليوة، وكرم عبد السميع إسماعيل السعدني، وولاء جمال سعد محمد، ومحمد عبد الخالق عبد العزيز عبد اللطيف، ومنصور عبد الجابر علي عبد الرازق، بينما خلا القرار من الإشارة إلى محتجز سادس كانت قائمة مناشدات «القومي لحقوق الإنسان» تضمنته، يدعى محمد عوض عبده محمد.

وتم سجن علاء عبد الفتاح، أكتر من ست سنوات ظلم، منها سنة قضاها بعد انتهاء مدة محكوميته بالسجن 5 سنوات بالمخالفة للقانون.

وقضى علاء عبد الفتاح أكثر من خمس سنوات في السجن بسبب بوست نشره للتضامن مع أحد المعتقلين، بعد شهور من الإفراج عنه في قضية تظاهر سجن فيها لمدة 5 سنوات.

على مدار العام الماضي، أضربت ليلى سويف، والدة عبد الفتاح، عن الطعام لقرابة العشرة أشهر، مطالبة بالإفراج عن نجلها، قبل أن تتدهور حالتها الصحية وتكسر إضرابها بناء على مناشدات ابنتيها في منتصف يوليو الماضي. فيما دخل عبد الفتاح في إضراب عن الطعام أكثر من مرة، لاستمرار احتجازه رغم انتهاء مدة حبسه القانونية في 30 سبتمبر الماضي.

آخر هذه الإضرابات بدأها عبد الفتاح مطلع سبتمبر الجاري، بعد نحو شهر من تلقيه وعودًا من جهاز الأمن الوطني بقرب الإفراج عنه، تزامنت مع رفع اسمه من قوائم الإرهاب.

وطالب مصريون بإطلاق سراح كبار المعتقلين وقادة الاخوان كبار السجن والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمهندس يحيى حسين عبد الهادي ومحمد أوكسجين المسجون في نفس قضية علاء عبد الفتاح وما زال مسجونا بالرغم من انتهاء مدة محكوميته

*العفو عن علاء عبد الفتاح انفراجة سياسية أم استثناء مفروض بضغوط غربية؟

أثار العفو االذي أصدره المنقلب  السفاح  عبد الفتاح السيسي عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، أحد أبرز وجوه ثورة يناير، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحقوقية المصرية. فبينما احتفت أسرته بخروجه المرتقب بعد أكثر من خمسة أعوام من الاعتقال، يطرح آخرون تساؤلات عميقة: هل يمثل هذا العفو بداية انفراجة سياسية حقيقية، أم أن علاء حالة خاصة فُرض الإفراج عنه تحت ضغط خارجي غير مسبوق؟

علاء، الذي صار رمزاً للحراك الرقمي والسياسي منذ 2011، لم يكن مجرد سجين رأي؛ بل تحولت قضيته إلى ملف دولي بامتياز، مع ضغوط متكررة من بريطانيا والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية كبرى للمطالبة بالإفراج عنه. وتجلّى هذا الضغط بشكل خاص خلال قمة المناخ “كوب 27″ حين رُفعت صور علاء في المحافل الدولية، ووضعت مصر في موضع الإحراج.

غير أن هذه الحالة لا تنسحب على عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، خصوصاً أبناء ورموز التيار الإسلامي الذين يقبعون في السجون منذ أكثر من 12 عاماً. فبينما تفتح الضغوط الغربية أبواب الزنازين أمام علاء وأمثاله، تغلق الكراهية الأيديولوجية التي يحملها السيسي تجاه كل ما هو إسلامي، وخاصة الإخوان المسلمين، تلك الأبواب بإحكام.

وهنا يطل السؤال الجوهري: هل المعادلة صفرية؟ هل يعني الإفراج عن علاء أن بقية المعتقلين الإسلاميين سيظلون رهائن القضبان حتى يرحل السيسي عن الحكم، طالما لا توجد ضغوط خارجية مماثلة لملفاتهم؟

إن الإفراج عن علاء قد يبعث برسالة مزدوجة: للخارج أنه استجابة شكلية للمطالبات الدولية، وللداخل أنه لا انفراجة حقيقية في الأفق، وأن العفو عن الأفراد لا يلغي استمرار منظومة القمع ضد آلاف الأسر المكلومة.

وبينما تعيش عائلة علاء فرحة استثنائية بعودته، تبقى عائلات عشرات الآلاف من المعتقلين الإسلاميين على أمل بعيد، في معادلة لا مكان فيها سوى لمعادلة صفرية، صنعها السيسي منذ انقلابه، وأحكمها بالدم والاعتقال والحرمان.

*الأمن الوطني يفض إضراب عمال “مصر للألومنيوم”

شهدت شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي واحدة من أبرز التحركات العمالية في السنوات الأخيرة، إذ دخل مئات العمال في إضراب عن العمل واعتصام داخل مقرات الشركة، احتجاجًا على ما اعتبروه “انتقاصًا من حقوقهم في الأرباح والمزايا المالية”. وبعد أيام من التوتر، أعلن العمال، صباح اليوم، إنهاء إضرابهم، عقب تدخل مباشر من قطاع الأمن الوطني، ووصول تفاهمات جديدة مع إدارة الشركة حول بعض المطالب الجوهرية. 

خلفية الأزمة

بدأت الأزمة مساء الخميس الماضي عقب انتهاء أعمال الجمعية العمومية للشركة، التي أعلنت تحقيق أعلى أرباح في تاريخها خلال العام المالي 2024-2025، إذ بلغت 10.18 مليار جنيه. وعلى الرغم من هذا الإنجاز المالي غير المسبوق، قررت الجمعية صرف حصة العمال من الأرباح بما يعادل 95 شهرًا فقط لكل عامل، في حين تؤكد لائحة النظام الأساسي للشركة أن العمال يستحقون نسبة ثابتة تبلغ 12% من صافي الأرباح، وهو ما يعادل هذا العام نحو 180 شهرًا.

هذا القرار فجّر غضب العمال، الذين أعلنوا الاعتصام والإضراب عن العمل، مطالبين بمراجعة نسبة الأرباح المقررة، إلى جانب حزمة من المطالب الأخرى شملت:

  • زيادة بدل الوجبة ورفع قيمته بما يتناسب مع الأسعار الحالية.
  • زيادة بدل المواصلات النقدي وفقًا لآخر تحديثات هيئة السكك الحديدية.
  • زيادة الحافز الإضافي وتوزيعه بعدالة بين قطاعات الشركة المختلفة.
  • تحديد بدل مخاطر بنسبة تتراوح بين 80% إلى 150% حسب طبيعة مواقع العمل.
  • رفع نسبة طبيعة العمل الحالية لتواكب طبيعة المجهودات المبذولة.
  • صرف علاوة غلاء المعيشة التي أقرها رئيس الجمهورية. 

ضغوط ووعود

خلال الإضراب، استدعى قطاع الأمن الوطني خمسة من العمال وعضوًا في مجلس إدارة الشركة، وعقد معهم لقاءً تعهّد خلاله بمتابعة مطالبهم مع الإدارة، والبحث عن صيغة توازن بين حقوق العمال واستقرار الإنتاج. لكن العمال رفضوا في البداية إنهاء الإضراب، خصوصًا بعد تهديد رئيس مجلس الإدارة بوقف صرف الأرباح كاملة إذا لم يتراجعوا عن احتجاجهم، ما دفعهم إلى تنظيم مسيرة حاشدة داخل الشركة رفعوا خلالها شعارات تطالب برحيله.

وفي صباح اليوم، وبعد مشاورات استمرت لساعات، أعلن العمال إنهاء الإضراب، استنادًا إلى وعود الإدارة بزيادة نسبة الأرباح المستحقة إلى 100 شهر بدلًا من 95، مع التعهد بالنظر في باقي المطالب تدريجيًا، وعدم استرداد السُلفة التي حصل عليها العمال بضمان الأرباح.

موقف النقابات

من جانبها، أصدرت دار الخدمات النقابية والعمالية بيانًا رحبت فيه بانتهاء الأزمة، مؤكدة أن الإدارة تعهدت كذلك بتحسين بعض المزايا الاجتماعية، مثل زيادة بدل الوجبة وتحديث بدل المواصلات، إلى جانب استمرار النقاشات حول المطالب المتعلقة بالحوافز وبدل المخاطر. 

أهمية الشركة

تعد شركة مصر للألومنيوم من أكبر الكيانات الصناعية في الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ تضم أكثر من 550 خلية إنتاجية موزعة على قطاعات متنوعة مثل المسابك والدرفلة ومحمص الفحم. وهي شركة تابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وتم إدراج أسهمها في البورصة المصرية منذ عام 1997، كما أدرجتها مجلة فوربس مؤخرًا ضمن أقوى 50 شركة في السوق المصري لعام 2025.

 

*السيسي يحوّل قصرًا رئاسيًا إلى جامعة خاصة والمخابرات تحمي الفاسدين

في فضيحة جديدة تعكس حجم النهب المنظم لممتلكات الدولة، كشف الإعلامى محمد ناصر ، عن  تحوّل القصر الرئاسي في الهايكستب – وهو ملك عام يفترض أن يظل ضمن أصول الشعب – إلى جامعة خاصة تحت التأسيس باسم إيست كابيتال. لم يطرح القصر في مزاد علني، ولم يصدر قانون يتيح التصرف في قصور الرئاسة، لكن فجأة ظهرت الجامعة، تستقبل الطلاب وتوقع اتفاقيات، وكأنها مؤسسة طبيعية في السوق التعليمي.

لماذا يبيع السيسي ما لا يملك؟

السؤال المركزي هنا: بأي حق يفرّط السيسي في قصر لا يملكه؟ الجواب يكشف عقلية الاستباحة، حيث يتعامل مع ممتلكات الشعب باعتبارها عزبة خاصة، يتصرف فيها كما يشاء ويهديها لمقرّبيه وأصدقائه من رجال الأعمال والجنرالات السابقين.

من هو حسام عطية؟

أحد أبرز الوجوه في هذه الفضيحة هو رجل الأعمال حسام عطية، ضابط سابق في الجيش والمخابرات العسكرية، وصديق قديم للسيسي.

هيئة الاستثمار نفسها كشفت أن عطية يواجه 39 قضية متنوعة، ومع ذلك ظهر كرئيس مجلس أمناء لجامعة خاصة تحت التأسيس. الرجل يمتلك شركات سياحة في شرم الشيخ والعين السخنة، وأسّس شركة “نبق للسياحة”، لكنه فجأة أصبح راعي مشروع تعليمي ضخم، مستندًا إلى الحماية من رأس السلطة. 

وزير التعليم.. سمسار مصالح

لم يكتفِ السيسي بتمرير الجامعة عبر بوابة النفوذ، بل تورط وزير التعليم العالي أيمن عاشور بشكل مباشر، حيث ظهر إلى جانب عطية في استقبال نائب رئيس جامعة بريطانية عقدت اتفاقًا مع “إيست كابيتال”. الاتفاق بدا وكأنه ستار دخاني لإضفاء شرعية زائفة على مشروع فاسد.

الأدهى أن اسم نيرمين إسماعيل، والدة وزير التربية والتعليم المزور  محمد عبد اللطيف  أيضا ، ارتبط بكيان تعليمي آخر هو “لامارت”، ما يفضح تضاربًا فجًا في المصالح ويجعل الوزير  المزورشريكًا عائليًا في هذه المؤامرة.

المخابرات تحمي الفاسدين

المعلومات كشفت أيضًا أن شريف فكري، مدير المخابرات الحربية، تدخل لحماية المتورطين، عبر تشغيل لجان إلكترونية تهاجم من يكشف الحقيقة وتلمّع صورة شخصيات متورطة مثل محمد عبد اللطيف. بذلك تحوّلت الأجهزة السيادية من حارس على ممتلكات الدولة إلى درع واقٍ للفاسدين.

نهب مُمنهج لا مجرد فساد

القضية أكبر من مجرد جامعة على أرض قصر مسروق. نحن أمام نموذج مكثف لطريقة إدارة الدولة في عهد السيسي:

ممتلكات عامة تُنهب وتتحول إلى مشروعات خاصة.

وزراء وأسر نافذة يخلطون بين مصالحهم الشخصية والوظيفة العامة.

أجهزة سيادية تنحاز إلى الفساد وتعمل على ستره بدلًا من محاسبته 

فضيحة “إيست كابيتال” تفضح أن الفساد لم يعد مجرد تجاوز فردي، بل أصبح نظام حكم قائم على الاستباحة والمحسوبية. 

السؤال الأخطر

إذا كان قصر الهايكستب قد تحوّل إلى جامعة خاصة على أيدي مقربين من السيسي، فكم من القصور والممتلكات العامة جرى تحويلها في الخفاء إلى “عزب خاصة” دون أن يجرؤ أحد على المحاسبة؟

*حسين طنطاوي ابن الطباخ النوبي للمشير عبد الحكيم عامر أدخله المشير الحربية وجعله حارسه الخاص

في معلومة، ربما أول مرة تقرأ عنها أنه يمكن لأن “ليس كل ما يُعرف يقال”، أن محمد حسين طنطاوي سليمان (31 أكتوبر 1935م- 21 سبتمبر 2021م) بالقاهرة إن وزير الدفاع السابق، والقائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية، ورئيس الجمهورية المؤقت (85 سنة) من عائلة مصرية نُوبيّة، وكان والده: (حسين طنطاوي) هو “الطباخ” الخاص للمشير عبد الحكيم عامر الذي ساعد محمد في دخول الكلية الحربية، وأصبح محمد حسين طنطاوي هو الحارس الشخصي للمشير عامر، بعد ذلك، ولذا جاء اسمه كثيرا في تحقيقات مقتل المشير عامر، ولكنه ظل صامتا طيلة ما يزيد على نصف قرن،، ورحلَ ومعه سر مقتل عامر!، بحسب الصحفي يسري الخطيب.

“طنطاوي”هو الصندوق الأسود الحقيقي لمصر، وليس عمر سليمان، فهو الشاهد على أحداث مصر منذ الخمسينيات، لأنه كان قريبا من صنّاع القرار، وهو الوحيد الذي يعرف حقيقة مقتل عبد الحكيم عامر، وكل ما حدث في مصر خلال 65 سنة، وأحداث يناير 2011م، ويونيو 2013م، وكل ما حدث بينهما، وما حدث بعد ذلك“.

والتحق محمد حسين طنطاوي بالكلية الحربية المصرية عام 1956، وتخرج فيها عام 1958، في فترة كانت تشهد تصاعدًا في نفوذ عبد الحكيم عامر داخل المؤسسة العسكرية، حيث كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية.

ودخول طنطاوي للكلية الحربية جاء في سياق توسع الجيش المصري بعد ثورة يوليو، وكان يتم اختيار الطلاب بناءً على الولاء السياسي والكفاءة العسكرية، ما يعني أن طنطاوي دخل في ظل منظومة كان عامر أحد أبرز رموزها.

الانقلاب على الرئيس الشرعي 

والمشير محمد حسين طنطاوي لم يكن له دور مباشر في الانقلاب على الرئيس د.محمد مرسي في 3 يوليو 2013، وذلك لأنه كان قد أُعفي من منصبه كوزير للدفاع قبل ذلك بعام، في 12 أغسطس 2012، بقرار من الرئيس مرسي نفسه، الذي عيّن الفريق أول عبد الفتاح السيسي خلفًا له.

ورغم خروجه الرسمي من المشهد، إلا أن هناك إشارات غير مباشرة إلى أن طنطاوي كان على علم أو على صلة ببعض الترتيبات السياسية والعسكرية التي سبقت عزل مرسي، خاصة من خلال علاقته الوثيقة بالسيسي، الذي كان أحد تلامذته العسكريين.

وقال مصطفى بكري، على سبيل التباهي وهو المقرب من المؤسسة العسكرية، إن “طنطاوي أخبره قبل عزل مرسي”.

وخلال فترة حكم المجلس العسكري (2011–2012)، كان طنطاوي قد أدار المرحلة الانتقالية بعد تنحي مبارك، وهي الفترة التي شهدت توترات مع جماعة الإخوان المسلمين، ما جعل العلاقة بين الجيش والإخوان متوترة حتى بعد تولي  الرئيس الشهيد مرسي الحكم.

وبعد خروجه من وزارة الدفاع، لم يظهر طنطاوي في أي موقف معارض علني لمرسي، لكنه أيضًا لم يدعمه، واحتفظ بموقعه كمستشار شرفي لرئيس الجمهورية، دون تأثير تنفيذي.

واعتبر مراقبون أن دوره كان تمهيديًا ورمزياً من خلال تشكيل البيئة السياسية والعسكرية التي أتاحت للسيسي أن يصعد كما أن علاقته الوثيقة بالسيسي جعلت البعض يعتقد أنه كان داعمًا ضمنيًا للتحول الذي حدث في 2013، لكن دون أدلة رسمية على تورط مباشر حتى الآن.

ولكن الثابت أن السيسي كان أحد الضباط الذين خدموا تحت قيادة طنطاوي في أكثر من موقع، وبرز كضابط ملتزم ومنضبط، ما جعله يحظى بثقة طنطاوي وعندما اختار السيسي مديرًا للمخابرات الحربية (2010-2011)، كان ذلك في سياق إعداد جيل جديد من القيادات العسكرية، وهو ما اعتُبر خطوة استراتيجية من طنطاوي.

وبعد ثورة يناير 2011، تولى طنطاوي قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأدار المرحلة الانتقالية التي شهدت صعود السيسي داخل دوائر القرار.

ورغم أن مرسي هو من عيّن السيسي وزيرًا للدفاع، فإن كثيرين يرون أن طنطاوي كان وراء ترشيحه، باعتباره شخصية موثوقة داخل الجيش.

وبعد الانقلاب العسكري على د. محمد مرسي في 2013، ظهر طنطاوي إلى جانب السيسي في أكثر من مناسبة، أبرزها أثناء الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، ما اعتُبر دعمًا رمزيًا قويًا.

كما أن الإعلام المصري ركّز على العلاقة بين الرجلين، واعتبر طنطاوي “الأب الروحي” للسيسي داخل المؤسسة العسكرية.

وحضر السيسي جنازة المشير طنطاوي عام 2021، العسكرية وأطلق اسمه على عدد من المنشآت العسكرية، منها قاعدة “طنطاوي العسكرية”، تكريمًا له وفي أكثر من خطاب، أشار السيسي إلى أن طنطاوي “أنقذ مصر من السقوط بعد 2011″، في إشارة إلى فترة ثورة يناير ودور طنطاوي في تكسير الثورة.

83 مليار دولار في عام ونصف

وفي نحو عام ونصف أنفق المشير محمد حسين طنطاوي نحو 83 مليار دولار وفقًا للموازنة العامة التي أقرها المجلس العسكري للعام المالي 2011/2012، حيث بلغ إجمالي الإنفاق العام حوالي 491 مليار جنيه مصري، وهو ما يعادل تقريبًا 83 مليار دولار في ذلك الوقت (باحتساب سعر صرف الدولار عند 5.95 جنيه).

وقال مراقبون إن الرقم الحقيقي للإنفاق خلال فترة حكم المجلس العسكري (من فبراير 2011 إلى يونيو 2012) يتجاوز بكثير 15 مليار دولار، ما يعني أن هذا الرقم أقل من الواقع وليس مبالغًا فيه.

ومصادر تمويل الموازنة العامة للدولة؛ الضرائب والرسوم الحكومية، وعوائد قناة السويس، وأرباح الشركات الحكومية، مثل البترول، الكهرباء، والاتصالات، والمساعدات الخارجية، والاقتراض الداخلي والخارجي.

وفي مايو 2011، أعلن المشير طنطاوي أن السعودية وعدت بمنح مصر نحو 4 مليارات دولار على شكل قروض ميسرة، وودائع بالبنك المركزي.

ورصد تقرير لموقع “الخليج الجديد” نقلا عن مصادر بالبنك المركزي المصري أن إجمالي الدعم الخليجي لمصر منذ 2011 بلغ نحو 92 مليار دولار، موزعًا بين منح، وقروض، وودائع، ومساعدات نفطية.

لم يُفصل التقرير ما إذا كانت هذه المساعدات بدأت في عهد طنطاوي أو بعده، لكنه أشار إلى أن السعودية والإمارات تصدرتا قائمة المانحين، خاصة بعد 2013.

انتقادات لطنطاوي وحل مجلس الشعب

وشهدت فترة إدارة طنطاوي للبلاد بعد ثورة يناير أحداثا حمله كثيرون مسئوليتها، منها مجازر ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وملعب بورسعيد، التي راح ضحيتها عشرات القتلى وآلاف المصابين، وانتهاكات لحقوق الإنسان مثل إجراء القوات المسلحة كشف العذرية على الفتيات بالسجون ومقار الاحتجاز.

ووصف علاء الأسواني (الروائي والناشط السياسي) المجلس العسكري بقيادة طنطاوي بأنه “امتداد لنظام مبارك”، واتهمه بـ”إجهاض الثورة” عبر ممارسات قمعية ضد المتظاهرين.

وكتب في مقالاته أن “طنطاوي لم يكن رجلًا للمرحلة الثورية، بل رجل للمرحلة المحافظة على النظام القديم”.

وانتقد حمدين صباحي (السياسي والمرشح الرئاسي السابق) أداء المجلس العسكري في إدارة المرحلة الانتقالية، خاصة في ما يتعلق بمحاكمة رموز النظام السابق، واعتبر أن “العدالة الانتقالية لم تتحقق”.

وشن النائب زياد العليمي، عضو مجلس الشعب المصري في دورة 2012، هجومًا علنيًا على المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، مما تسبب في أزمة سياسية وإعلامية كبيرة داخل البرلمان وخارجه.

وفي مؤتمر جماهيري ببورسعيد يوم 17 فبراير 2012، تحت عنوان “يوم التضامن مع بورسعيد”، وصف زياد العليمي المجلس العسكري بأنه “يرتكب جرائم متزايدة”، ووجه سبابًا مباشرًا للمشير طنطاوي، مستخدمًا تعبيرًا شعبياً اعتُبر مهينًا، وقال إنه “مثل الحمار”.

العليمي قدم اعتذارًا جزئيًا، قائلاً إنه استخدم “مثلًا شعبيًا” ولم يقصد الإهانة، لكنه أبدى أسفه إذا فُهم كلامه على أنه إساءة.

وفي نفس الوقت رفض لاعب كرة القدم ونجم النادي الأهلي المصري محمد أبو تريكة مصافحة طنطاوي بعد مذبحة الـ74 التي شارك فيها مجلس العسكر من ضحايا مشجعي الأهلي في بورسعيد.

وفي أبريل 2012، صرح الدكتور سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المصري علنًا بأن الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء آنذاك، أخبره أن قرار حل البرلمان موجود في درج المحكمة الدستورية ويمكن إخراجه في أي وقت. هذا التصريح نُقل في أكثر من مناسبة صحفية، أبرزها في تصريحات الكتاتني للصحافة.

وقال “الكتاتني”: “رد د. الجنزوري بشكل واضح قائلاً: إن الطعن المقدم لحل البرلمان موجود في أدراج المحكمة الدستورية ويمكن إخراجه في أي وقت” — سعد الكتاتني، في لقاء ثلاثي جمعه بالجنزوري والفريق سامي عنان”.

ولم يصدر تأكيد رسمي من المحكمة الدستورية العليا حول وجود قرار جاهز مسبقًا، كما أن الفريق سامي عنان، الذي حضر اللقاء، لم يعلّق علنًا على هذه الجزئية، كما لم ينف كمال الجنزوري نفسه التصريح بشكل مباشر، لكنه لم يؤكده أيضًا، ما ترك الأمر في دائرة التلميح السياسي.

وفي ذلك الوقت كانت العلاقة بين البرلمان المنتخب والمجلس العسكري متوترة واستخدم “الكتاتني” هذا التصريح ليُظهر أن الحكومة لا تحترم إرادة البرلمان، وأن هناك تهديدًا ضمنيًا بحلّه.

وأثبتت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الانتقادات التي وجهت لتعامل المجلس العسكري مع أحداث ماسبيرو ومحمد محمود، واعتبرت أن القيادة العسكرية آنذاك مسئولة عن “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.·

طنطاوي ومناصبه
ووُلد في حي عابدين بالقاهرة عام 1935، لكن أصوله تعود إلى النوبة، وهو ما لم يكن يُسلط عليه الضوء كثيرًا في الإعلام الرسمي.

وهو قائد المزرعة الصينية: خلال حرب أكتوبر 1973، قاد الكتيبة 16 مشاة ميكانيكا في معركة المزرعة الصينية، وهي من أعنف المعارك التي خاضها الجيش المصري ضد القوات “الإسرائيلية”.

وكتب عنها الباحث عادل الشريف:” كتب الصهاينة كتابا عن بطولة قائد كتيبة المزرعة الصينية ليسوغوا له بطولة زائفة لتقديمه للناس زعيما بعد عزل مبارك ولما استهجن الناس نزوله إلى وسط البلد بملابسه المدنية لترسيمه رئيسا مؤقتا كما نصح هيكل، فتراجع ليقوم بمكر جديد يكون تلميذه السيسي هوالريس حنتيرة” الجديد بعد ملاعبة الثوار وقلبهم على مرسي تسويغا للانقلاب..”.

وكان ملحقا عسكريا في باكستان وأفغانستان بعد الحرب، كما عمل ملحقًا عسكريًا في دول ذات أهمية استراتيجية، ما أكسبه خبرة في العلاقات العسكرية الدولية.

وله دور في حرب تحرير الكويت 1991، حيث كان رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب الخليج الثانية، وهو دور نادرًا ما يُذكر في سيرته الإعلامية.

وتولى عدة مناصب بالقوات المسلحة أبرزها قيادة الجيش الثاني الميداني والحرس الجمهوري، ثم رقاه مبارك إلى رتبة مشير ووزير للدفاع والإنتاج الحربي في أكتوبر 1993 إلى أن أعفاه الرئيس الشهيد د.محمد مرسي في أغسطس 2012.

وكلف مبارك المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي بإدارة شئون البلاد بعد ثورة 25 يناير، ما جعله حاكم البلاد الفعلي بعد الثورة خاصة بعد تخلخل قوى الشرطة، وزار ميدان التحرير في 4 فبراير 2011، وظل حاكما حتى أداء الرئيس مرسي اليمين الدستورية في يوليو 2012.

وتوفي المشير طنطاوي بعد صراع مع المرض، ونعاه السيسي الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة وادعى براءته من الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد، وأعلن الحداد الرسمي عليه 3 أيام.

*دعوى قضائية لوقف قرار حكومة الانقلاب برفع أسعار العلاج بمستشفيات الصحة النفسية

أقام محامو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية دعوى قضائية برقم 86235 لسنة 79 قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بالقاهرة، وكيلاً عن عدد من المتضررين من أوصياء وأولياء المرضى، إلى جانب مختصين ومهتمين بمجال الطب النفسي، ضد كل من: وزير صحة الانقلاب، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، رئيس المجلس القومي للصحة النفسية، ومدير مستشفى العباسية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وذلك بشأن قرار رفع تكاليف الرعاية والعلاج في مستشفيات الصحة النفسية. 

وطالب المركز في الدعوى بوقف تنفيذ وإلغاء قرار وزير صحة الانقلاب رقم 220 لسنة 2025 فيما يتعلق بقوائم الأسعار المستحدثة، وما يترتب على ذلك من آثار، أهمها العودة للأسعار السابقة قبل صدور القرار، وعدم فرض أي قيود مالية مجحفة على علاج المرضى النفسيين ورعايتهم وإقامتهم، بما يشمل الأوصياء والقائمين على رعايتهم بمستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة للأمانة العامة.

يشار إلى أن من بين المدعين: الدكتور أحمد حسين، الأمين العام المساعد السابق بمجلس نقابة الأطباء، وطبيب بمستشفى العباسية للصحة النفسية. 

مبالغ كبيرة

وأوضحت الدعوى أثر القرار على الحالات الواقعية للمدعين. المدعي الأول، عامل يومية (نجار) يبلغ من العمر 64 عامًا، يرعى نجله المصاب بالفصام (40 عامًا)، وكان يسدد 1800 جنيه شهريًا أثناء إيداع نجله في المستشفى لمدة 18 شهرًا، قبل السماح له بالعلاج في العيادات الخارجية. ومع تفاقم حالة الابن واعتدائه على والده، أودع مرة أخرى في المستشفى منذ أكثر من شهر ونصف، وطُلب من الأب دفع 5400 جنيه شهريًا، وهو مبلغ يفوق قدراته المالية. 

 أما المدعية الثانية فهي وصية على شقيقها المودع في مستشفى العباسية منذ أكثر من عامين ونصف، وكانت تتحمل سابقًا 1800 جنيه شهريًا بالإضافة إلى مصاريف الطعام والعلاج، لكنها فوجئت بالمطالبة بدفع 5400 جنيه شهريًا للإقامة فقط، بخلاف مصاريف الطعام والعلاج، وهو ما يفوق قدرتها المادية. 

مشهد استعراضي

 في سياق متصل أدانت مبادرة رعاية طبية آمنة للنساء والطفلات، حادثتين متتاليتين قالت إنهما كشفتا حجم الاستهانة بحقوق النساء والطفلات في جسدهن ورعايتهن الصحية: الأولى تمثّلت في إجراء جراحة تكميم معدة لطفلة عمرها تسع سنوات في خرق صارخ للمعايير الطبية والأخلاقية، والثانية في ظهور طبيب نساء يرقص داخل غرفة العمليات حاملًا مولودًا حديث الولادة في مشهد استعراضي ينتهك قدسية الجسد ولحظة الولادة. 

وأكدت المبادرة أن طفلة في التاسعة من عمرها لا تملك القدرة القانونية ولا النفسية ولا الجسدية للخضوع لمثل هذا التدخل الجراحي الخطير، وأن مسؤولية البالغين من الأهل والأطباء هي توفير بيئة صحية آمنة وداعمة، لا فرض حلول جراحية تمسّ نموها وحياتها، كما أن تصوير جسد امرأة لحظة الولادة وتحويلها إلى خلفية لاستعراض طبيب هو انتهاك فج للخصوصية وكرامة المريضة، ويعكس تغلغل ثقافة ترى الجسد الأنثوي ملكًا للغير، قابلًا للتصوير والتهكم. 

مدونة سلوك

في مواجهة هذه الانتهاكات، طرحت مبادرة رعاية طبية آمنة للنساء والطفلات مدونة سلوك يُفترض أن يلتزم بها مقدمو الخدمات الصحية عند التعامل مع النساء والفتيات، وطالبت وزارة صحة الانقلاب بتعميمها على جميع المستشفيات العامة والخاصة، ومن أهم بنودها: 

الخصوصية والسرية: احترام جسد المريضة، وحظر التصوير أو مشاركة بياناتها دون موافقة واعية ومسبقة. 

الموافقة المستنيرة: لا يُتخذ أي قرار طبي إلا بمشاركة المريضة أو الفتاة بحسب نضجها، وبشرح وافي للمخاطر والبدائل. 

كرامة المريضة: الامتناع عن أي سلوك استعراضي أو ترفيهي داخل بيئة طبية. 

المساواة وعدم التمييز: رفض أي ممارسة قائمة على وصم الجسد أو التعامل معه كمشكلة يجب إصلاحها. 

مراعاة النوع الاجتماعي: تدريب إلزامي للأطباء والكوادر الصحية على كيفية التعامل المهني المراعي للنساء والفتيات واحتياجاتهن الخاصة. 

المساءلة والعقاب: أي خرق لهذه البنود يُعد انتهاكًا مهنيًا وأخلاقيًا يستوجب التحقيق والعقوبات من النقابة والوزارة. 

واختتمت المبادرة بيانها قائلة: إن أجساد النساء والطفلات ليست ملكًا لغيرهن، ولا مسرحًا لاستعراض أو خضوع لضغوط اجتماعية مطالبة وزارة صحة الانقلاب ونقابة الأطباء بالتحرك الفوري لاعتماد هذه المدونة المهنية وتطبيقها، ضمانًا لحق النساء والفتيات في رعاية صحية آمنة، قائمة على الاحترام والكرامة والحق في القرار. 

* 15% زيادة  فى أسعار البنزين والسولار بداية شهر أكتوبر المقبل

كشفت مصادر مسئولة بحكومة الانقلاب أن سعر لتر بنزين 95 سيرتفع إلى 21 جنيهًا بنهاية الشهر الجاري، فيما سيتخطى سعر البنزين 92 مبلغ 19 جنيهًا للتر .

وقالت المصادر إن استقرار أسعار الصرف وتراجع البترول عالميًا واستقرار الأوضاع الجيوسياسية وراء هبوط تكلفة البترول، لكن تلك المتغيرات مؤقتة قابلة للزيادة أو الانخفاض في أي وقت وفق تعبيرها .

ورجّحت أن تتراوح نسبة الزيادة الجديدة في أسعار البنزين والسولار بين 10 و15%، على أن يبدأ تطبيقها في شهر أكتوبر المقبل.

كانت مصادر بحكومة الانقلاب قد زعمت أن الزيادة ستكون محدودة في ظل تراجع معدلات التضخم واستقرار سعر الصرف، مع وجود عقود قصيرة ومتوسطة الأجل لتأمين احتياجات مصر من المنتجات البترولية. كما لم تستبعد المصادر تثبيت سعر السولار أو رفعه بنسبة طفيفة.

وأوضحت أن الهدف من هذه الخطوة هو استرداد تكلفة الاستيراد وتحقيق التوازن في السوق المحلي، بما يتسق مع خطة الدولة الرامية إلى إنهاء دعم الوقود تدريجيًا بنهاية العام الجاري بحسب تصريحاتها .

جدير بالذكر أن لجنة التسعير التلقائي كانت قد أقرت في اجتماعها الأخير خلال أبريل الماضي رفع أسعار البنزين والسولار بواقع جنيهين للتر، ليصل سعر بنزين 80 إلى 15.75 جنيهًا، وبنزين 92 إلى 17.25 جنيهًا، وبنزين 95 إلى 19 جنيهًا، فيما ارتفع السولار إلى 15.50 جنيهًا للتر، قبل أن تقرر حكومة الانقلاب تثبيت الأسعار لمدة ستة أشهر متتالية.

الكشف عن وقائع قتل خارج إطار القانون ومقبرة جماعية بشمال سيناء .. الاثنين 22 سبتمبر 2025م.. السيسي يفتح ذراعيه للسائحين الصهاينة ويحشد 40 ألف جندي لغلق سيناء في وجه النازحين والمصابين الفلسطينيين

الكشف عن وقائع قتل خارج إطار القانون ومقبرة جماعية بشمال سيناء .. الاثنين 22 سبتمبر 2025م.. السيسي يفتح ذراعيه للسائحين الصهاينة ويحشد 40 ألف جندي لغلق سيناء في وجه النازحين والمصابين الفلسطينيين

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*الكشف عن وقائع قتل خارج إطار القانون ومقبرة جماعية بشمال سيناء

أصدرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، اليوم 22 سبتمبر 2025، تقريرًا جديدًا بعنوان “قتلوا بدمٍ بارد، يكشف – وللمرة الأولى – عن وجود مقبرة جماعية في شمال سيناء أشرفت قوات الجيش المصري على إنشائها وإخفائها لسنوات. ووثّق التقرير، بالتعاون مع منظمة Forensic Architecture، احتواء المقبرة على مئات من البقايا البشرية، تعود بعضها – وعلى الأرجح جميعها – إلى مواطنين قُتلوا خارج نطاق القانون والقضاء، ودُفنوا سرًّا في تلك المقبرة.

ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية المنهجية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مستخدمًا سياسة الأرض المحروقة والتجويع والتدمير الشامل للبنية التحتية المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. هذا العدوان، الذي لا يفصله عن سيناء سوى أمتار معدودة، ترافقه خطوات فعلية لتنفيذ مخططات التطهير العرقي والتهجير القسري الجماعي للفلسطينيين، وهي سياسات حذّرت منها منظمات حقوق الإنسان المصرية مرارًا على مدار العامين الماضيين، وطالبت الحكومة المصرية باتخاذ إجراءات عملية وجادة لوقفها.

وتؤكد مؤسسة سيناء أن أي حل عادل للقضية الفلسطينية يبدأ بتمكين الشعب الفلسطيني من البقاء على أرضه وممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، كما تؤكد أن تعزيز صمود الجبهة الداخلية المصرية يتطلب إصلاحًا جذريًا لمنظومة حقوق الإنسان وفتح تحقيقات عاجلة وشفافة في الانتهاكات الجسيمة، مثل تلك الموثقة في هذا التقرير.

وقد خاطبت مؤسسة سيناء الحكومة المصرية عبر القنوات الرسمية بتاريخ 20 سبتمبر، مقترحةً حجب هذا التقرير وعدم نشره مقابل التزام رسمي بضمانات واضحة بتشكيل لجنة تقصي حقائق مصرية مستقلة، تضم في عضويتها ممثلين عن المجتمع المدني المصري، للتحقيق وجمع الأدلة من موقع المقبرة. غير أن المؤسسة لم تتلق أي رد من أي من الجهات الرسمية التي تواصلت معها.

يوثق التقرير وقائع متفرقة لعمليات قتل خارج إطار القانون بحق مدنيين في شمال سيناء، نفذتها عناصر من قوات إنفاذ القانون المصرية خلال سنوات الحرب مع تنظيم ولاية سيناء المسلح التابع لـ”داعش”، والتي امتدت بين عامي 2013 و2022.

وأكدت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان أن هذا التقرير يقدم دليلًا إضافيًا على الضرورة الملحة لأن يقوم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شمال سيناء خلال تلك الحرب، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القانون، إضافة إلى إنشاء آلية مستقلة لمتابعة أوضاع حقوق الإنسان المتردية في مصر، وبالأخص الانتهاكات التي ترتكبها أجهزة الأمن والجيش.

قال أحمد سالم، المدير التنفيذي لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان:

إن الأدلة على وجود مقبرة جماعية وعشرات الوقائع الموثقة لعمليات قتل خارج نطاق القانون في سيناء ستبقى جرحًا دامياً لا يندمل إلا بالعدالة، وتذكّرنا بأن وراء كل ضحية إنسانًا وعائلة حُرموا من فرص الإنصاف. هذه الانتهاكات الصارخة، التي ترقى إلى جرائم حرب، نفذتها قوات الجيش والشرطة على مدى سنوات، في ظل غياب كامل للمساءلة.”

تعرض المؤسسة، بالتعاون مع منظمة Forensic Architecture، تحليلًا متقدّمًا لمقبرة جماعية عثر عليها فريق المؤسسة في شمال سيناء بالقرب من مدينة العريش، وذلك استنادًا إلى شهادات حصلت عليها المؤسسة من اثنين من عناصر الميليشيات الموالية للجيش الذين شاركوا في إحضار المعتقلين لتلك المقبرة لتصفيتهم وإن أنكروا المشاركة في فعل القتل. يتضمن التحليل صوراً ومقاطع فيديو حصرية ومشاهدات مادية جمعها باحثون من المؤسسة أثناء زيارة ميدانية لتلك المقبرة.

كما قامت منظمة فورنسيك أركيتكتشر بدراسة وتحليل تلك المواد البصرية، بالإضافة إلى تحليل صور أقمار صناعية التقطت للمنطقة على مدار عدة سنوات.

قامت فورنسيك أركيتكتشر بتحليل صور الأقمار الصناعية بين عامي (2005–2023، بهدف رصد التغيرات الزمنية، وتحديد مؤشرات على النشاط العسكري مثل ظهور نقاط ارتكاز عسكرية، ووجود مركبات، وآثار إطارات، واضطرابات أرضية داخل الموقع وفي محيطه، ومضاهاة كل ذلك مع الأدلة الأخرى المتاحة. كما قامت بإعادة بناء موقع المقبرة الجماعية بتقنية ثلاثية الأبعاد، مع تحديد مواقع الجثث التي ظهرت في المواد المصورة التي التقطها الباحثون في مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان.

تُعدّ هذه المقبرة واحدة فقط من موقعين أشارت إليهما الأدلة الأولية، غير أن المؤسسة لم تتمكن من الوصول إلى الموقع الثاني في مدينة الحسنة  بوسط سيناء. وقد أوضح أحد الشاهدين دوافعه في الإدلاء بهذه المعلومات، مشيرًا إلى ما وصفه بــ”المعاناة المستمرة لمئات العائلات من جيرانه ومعارفه، ممن يترقبون منذ سبع أو عشر سنوات معرفة مصير ذويهم المختفين، مؤكّدًا يقينه بتصفيتهم ودفنهم في تلك المواقع.

كما زوّد الشاهدان المؤسسة بعدد من الأسماء المحددة لأشخاص قالا إنهم يعرفون أماكن دفنهم وتواريخ قتلهم بشكل تقريبي، وأكدّا، استنادًا إلى خبرتهما في العمل مع الأجهزة الأمنية ضمن حملات الاعتقال، أن كثيرًا من هؤلاء القتلى لم يكونوا بالضرورة عناصر مسلّحة، بل أشخاصًا اشتُبه فيهم دون وجود أدلة قاطعة.

قال أحدهما معبرا عن تلك العمليات، من وجهة نظره:

أنا حققت مع معتقلين في (معسكر) الزهور و الكتيبة 101، وأنا بضمير مرتاح، كنت بقول للضابط المسئول عني أن فيه منهم متعاطفين مع الدواعش أو شغالين معاهم أو بيقدموا ليهم خدمات زي إنه بيوصل ليهم طعام أو علاج أو بيعطيهم معلومات، و اللي بيتصنف من المحبوسين تكفيري أو بيساعد تكفيري، مصيره معروف (القتل). وعن نفسي كنت بتقي ربنا في الكلمة اللي بقولها، لأن دي مسألة أرواح، وكلمة مني ممكن تنهي حياة بني آدم وكلمة ممكن تحييه“.

تمكّن فريق المؤسسة، بصعوبة بالغة نظرًا للتحصينات العسكرية الكثيفة المحيطة بموقع المقبرة، من زيارة الموقع وتوثيق مواد مصوّرة لرفات بشرية تعود إلى 36 شخصًا، وهي لا تمثل سوى جزء محدود من إجمالي الرفات الظاهرة فوق سطح التربة. غير أنّ الأدلة التي جُمعت خلال الزيارات، بما في ذلك نتائج حفريات سطحية، تشير إلى أن الموقع يضم ما يزيد على 300 جثة دُفنت بطريقة غير لائقة في هذا المكان وحده. وتبين لفريق المؤسسة إن أغلب الجثث قد دُفنت بشكل سطحي، سهّل ظهورها مجددًا على السطح بفعل العوامل الطبيعية مع مرور السنوات.

ويتضح إن الكثير من هؤلاء قتلوا ودُفنوا بكامل ملابسهم وأحذيتهم ذات الطابع المدني، بلا تكفين أو مظاهر الدفن التقليدية المعتادة، كما يظهر على بعض الجماجم البشرية عصابات للعين. وهي الهيئة ذاتها التي ظهرت في العديد من مقاطع الفيديو الموثقة لعمليات القتل خارج إطار القانون في سيناء. ويوحي الانتشار الواسع للرفات في أرجاء الموقع بأن عمليات الدفن جرت على مراحل زمنية متعددة، لا في واقعة واحدة فقط.

تقع المقبرة في جنوب مدينة العريش، في موقع منخفض كان يستخدمه السكان المحليون حتى عام 2010 لاستخراج تربة خصبة، مما أدى إلى تكوين حفرة كبيرة في المكان. وتشير تحليلات صور الأقمار الصناعية إلى تصاعد العسكرة في محيط المنطقة منذ عام 2013، وإلى ازدياد النشاط داخل المقبرة منذ عام 2015 على الأقل، حين أنشأ الجيش تحصينات عسكرية كثيفة حولها.

كما أغلق الجيش بشكل كامل، باستخدام حواجز رملية، طريقًا فرعيًا يمر بمحاذاة موقع المقبرة، بينما كان محيطها من جهة طريق العريش/أبو عجيلة محاطًا بعدد آخر من الأكمنة العسكرية منذ عام 2014 وحتى 2023، تربط بينها خنادق وتحصينات رملية مرتفعة تحجب الرؤية تمامًا عن الموقع، قبل أن تقوم القوات المسلحة بتفكيك معظمها بعد إعلان انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش. ورغم أن العوامل الطبيعية كشفت أجزاءً من الرفات، فإن قرب الموقع من هذه التحصينات جعل من شبه المستحيل على المدنيين أو المارة رصده.

كما تعرض سكان القرى المحيطة بالموقع، مثل قرية القريعة، للتهجير القسري ودمرت منازلهم بواسطة الجيش منذ عام 2014ولا يزال الجيش يمنعهم من العودة حتى اليوم – وهو ما أخلَى محيط الموقع من الشهود المحتملين. الأمر الذي مكّن الجناة من استخدام الموقع كمكان دفن سري بعيدًا عن أعين المدنيين. و

يشير وجود الرفات البشرية المتناثرة عبر الموقع ودفنها السطحي إلى مستوى من الثقة والسيطرة على المنطقة من قبل المسؤولين عن عمليات الدفن.

تظهر دراسة تحليلية تتبع الوجود الدوري لآثار المركبات داخل المقبرة، إلى أن هناك زيارات متكررة للموقع بين عامي 2015 و2023، ولا سيما في ذروة العمليات العسكرية بين عامي 2015 و2017، وتتماشى نتائج ذلك التحليل مع المركبات العسكرية والأخرى التابعة للجيش التي تم توثيق استخدامها في عمليات القتل خارج إطار القانون، مثل العربة هامفي

يبنى تقرير “قتلوا بدم بارد” على سنوات من أبحاث الرصد والتوثيق التي قامت بها مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان على مدار سنوات الحرب، منذ تصاعدت العمليات العسكرية في شمال سيناء في 2013 ضد تنظيم “أنصار بيت المقدس” الذي تحول لاحقا إلى “ولاية سيناء” وأعلن مبايعته لداعش، وحتى عام 2022. فقد وثّقت المؤسسة في تقارير سابقة العديد من وقائع القتل خارج إطار القانون التي زعمت السلطات لاحقا، زوراً، أنها “اشتباكات مسلحة”، كما أصدرت تقارير دامغة عن حملات الاعتقال التعسفي الجماعية وسياسة الإخفاء القسري، وقد نقل خلالها ناجون تفاصيل ما تعرّضوا له من رعب وتعذيب في مقرات الجيش والشرطة، بينما روى آخرون كيف قُتل بعض المعتقلين – بينهم أطفال ومن يُحتمل كونهم أطفال – خارج إطار القانون، عبر إعدامات ميدانية نفذتها قوات الجيش وعناصر “المناديب” أو الميليشيات الموالية للجيش. كما وثقت مؤسسات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، النمط ذاته من عمليات قتل خارج إطار القانون التي نفذتها قوات الجيش والشرطة بحق معتقلين آخرين في شمال سيناء، والتي ادعت السلطات لاحقًا أنها كانت “اشتباكات مسلحة“.

يكشف التقرير عن أربع وقائع جديدة للقتل خارج إطار القانون لم يسبق نشرها، قُتل في ثلاثٍ منها ما لا يقل عن سبعة رجال وثلاثة أطفال، بينما أسفرت الرابعة عن مقتل ما يُرجَّح أنه 18 رجلًا. استندت المؤسسة في توثيق هذه الحالات إلى مقابلات مباشرة مع 14 من الأهالي وشهود العيان، إضافة إلى تحليل مقاطع فيديو وصور حصرية.

كما يعرض التقرير شهادات مفصلة لذوي اثنين من ضحايا واقعة خامسة سبق أن وثّقتها منظمات حقوقية وإعلامية، وتتعلق بقتل ما بين ستة إلى عشرة رجال في مدينة العريش عام 2017. استخدم التقرير هذه الواقعة نموذجًا يبرز ما تخلّفه هذه الانتهاكات من صدمة ومعاناة للأهالي. وقد شكّلت تلك الحادثة لحظة مفصلية في كشف ممارسات القتل خارج نطاق القانون في شمال سيناء، إذ تسببت في احتجاجات نادرة آنذاك، مع تصريحات من أعضاء في المجلس القومي لحقوق الإنسان تؤكد أن هؤلاء الشبان كانوا معتقلين. ورغم أن المطالب الشعبية توحّدت في حينه حول المحاسبة والإفراج عن المعتقلين، فإن السلطات فوّتت تلك الفرصة للإصلاح والمساءلة، واستمرّت في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة ذاتها. وقد اتسع نطاق تلك الإعدامات خارج إطار القانون والقضاء حتى أصبح العلم بها شائعا بين أهالي المعتقلين، ولا سيما المختفين قسريا.

أنشأ باحثو المؤسسة قاعدة بيانات اعتمدت على مراجعة وتحليل بيانات المتحدث العسكري بين 2013 و2022، التي كشفت عن مقتل 5,053 شخصًا وصفتهم السلطات بـ”العناصر الإرهابية”، واعتقال 14,837 آخرين مشتبه بهم. لكن هذه الأرقام تتناقض مع تقديرات مراكز بحثية مرموقة حول أعداد مقاتلي تنظيم ولاية سيناء، التي تراوحت بين 1,000 و1,500 عنصر حتى منتصف 2018. لم تعترف السلطات مطلقا بعمليات القتل خارج القانون، وواصلت الادعاء بأن الضحايا قُتلوا في “اشتباكات مسلحة”، حتى حين توفرت أدلة واضحة، وفوّتت فرصة تعديل المسار عبر تحقيقات شفافة ومحاكمات مستقلة.

القتل خارج نطاق القانون والإعدامات دون محاكمة تشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية إذا نُفذت بشكل منهجي أو واسع النطاق كسياسة دولة، كما تُعد جرائم حرب إذا ارتُكبت في سياق نزاع مسلح بموجب اتفاقيات جنيف. الحق في الحياة حق أساسي غير قابل للانتقاص حتى في النزاعات أو الطوارئ، وتكفله المعاهدات الدولية والإقليمية التي انضمت إليها مصر، منها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان، الميثاق العربي لحقوق الإنسان، واتفاقية مناهضة التعذيب.

تؤكد “مبادئ المنع والتقصي الفعالين لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام دون محاكمة” أنه لا يمكن تنفيذ “عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام دون محاكمة… أيا كانت الظروف”. ووفقا للمبادئ، “تحظر الحكومات على الرؤساء وعلى السلطات العامة إصدار أوامر ترخص لأشخاص آخرين بتنفيذ أي نوع من أنواع الإعدام خارج نطاق القانون أو الإعدام التعسفي أو الإعدام دون محاكمة أو تحرضهم على ذلك. ولأي شخص كان حق وواجب الامتناع عن الامتثال لهذه الأوامر“.

أصدر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 2016نسخة محدثة لدليل منع ممارسات تنفيذ عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام دون محاكمة، والتحقيق في تلك الممارسات، والمعروف على نطاق واسع باسم “بروتوكول مينيسوتا”، والذي اعتُمِد لأول مرة في 1991. تنطبق المبادئ أيضا في “حالات الاضطرابات والتوترات الداخلية“. يقدم الدليل إرشادات ومبادئ عملية وقضائية مفصلة على الحكومات تطبيقها في التحقيق في أي من “حالات الوفاة التي يحتمل أن تكون غير مشروعة”.  وفقا للمبادئ التوجيهية الواردة في “بروتوكول مينيسوتا”،  “يبدأ” واجب الدولة بالتحقيق ليس فقط في حالات الوفاة غير القانونية الواضحة، ولكن أيضا في حالة وجود “ادعاءات معقولة بحدوث وفاة يحتمل أن تكون غير مشروعة”. واجب التحقيق ينطبق وإن لم تتلق السلطات شكوى رسمية.

من بين المبادئ الأساسية أنه ينبغي أن يكون لأفراد أسر الضحايا “الحق في التماس المعلومات عن أسباب القتل والحصول عليها، ومعرفة الحقيقة بشأن الملابسات والأحداث والأسباب التي أدت إليه”. كما ينص البروتوكول على أن الحق في معرفة الحقيقة يمتد إلى المجتمع ككل.

استنادًا إلى ما تقدم، تخلص مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إلى أن الانتهاكات الموثقة في هذا التقرير تُشكّل جرائم حرب، نظرًا لوقوعها في سياق نزاع مسلح غير دولي واستهدافها أشخاصًا خارج القتال بطريقة غير مشروعة. وتشدد المؤسسة على الحاجة الملحّة إلى تحقيق دولي مستقل يجب أن يفحص أيضًا ما إذا كانت هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، بالنظر إلى أنها قد تشكّل جزءًا من نمط منهجي أو سياسة رسمية للدولة، في ضوء الأدلة المعروضة في هذا التقرير وفي تقارير سابقة، إلى جانب ما توصلت إليه منظمات دولية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

على السلطات المصرية الإفراج عن كافة المعتقلين بلا دليل مادي على ارتكاب جرائم في شمال سيناء، وإجلاء مصير الآلاف من المختفين قسريا الذين تبحث عنهم عائلاتهم، والإغلاق الفوري لكافة مقرات الاحتجاز الغير رسمية. على الدول الداعمة لمصر التوقف عن تصدير السلاح وتقديم المساعدات الأمنية والعسكرية للجيش والشرطة المصريين حتى تتوقف الانتهاكات الخطيرة، وحتى تتم المساءلة عن الانتهاكات التي وقعت

*تدهور صحي للكاتب سيد صابر .. الصحفي خالد ممدوح يعاتب النقابة على قصر مطالبات الإفراج على 19 عضوا

قال المرصد العربي للإعلام اكشف إنه ما زال في السجون المصرية 42 إعلامياً وصحفياً رهن الحبس والسجن، ولا تزال ملاحقة الإعلاميين والصحفيين بالخارج ومنعهم من استخراج أوراقهم الثبوتية مستمرة، في مفارقة كاشفة للبدايات المفترضة التي يجب أن تنطلق من تصفير السجون من سجناء الرأي وبخاصة الصحفيين/ات واحترام حقوقهم ومساحاتهم الدستورية في النقد وممارسة المهنة في الداخل والخارج في إطار الدستور والقانون وتصحيح المسار الحكومي.

آخر التطورات
ورغم تدهور أوضاعه الصحية، استمر حبس الصحفي سيد صابر بسبب “منشورات على فيسبوك”، بقرار الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة في مجمع محاكم بدر، الاثنين 15 سبتمبر 2025، لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم (6499) لسنة 2024.

وقال محامي المركز المصري الذي حضر جلسة تجديد حبس صابر، وطالب بإخلاء سبيله لتدهور حالته الصحية، حيث خضع في 25 أبريل 2025 لعملية جراحية في القلب، نُقل بعدها إلى المركز الطبي بمجمع السجون قبل أن يُعاد إلى محبسه في سجن العاشر من رمضان.

بيان سبتمبر

وطالبت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بالإفراج عن جميع الزملاء المحبوسين وناشدت السيسي، بالعفو عن الزملاء الصادر بحقهم أحكام، مجددة مطالب النقابة بالإفراج عن جميع المحبوسين على ذمة قضايا الرأي والتعبير، وفي مقدمتهم المحبوسون على ذمة قضايا التضامن مع فلسطين.

وتقدم نقيب الصحفيين، خالد البلشي، بطلبات للسيسي والنائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير المجالس النيابية والتواصل السياسي، للعفو عن الزميلين محمد أكسجين وحسين كريم، كما تقدم بقائمة بأسماء أكثر من 19 زميلًا صحفيًا محبوسين احتياطيًا بينهم 14 زميلا تجاوزت فترات حبسهم عامين لمراجعة أوضاعهم والإفراج عنهم.

وضمت القائمة أسماء الزملاء كريم إبراهيم: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 4 سنوات، ومصطفى الخطيب: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 5 سنوات، وأحمد سبيع: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 4 سنوات، وبدر محمد: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 7 سنوات، وحسين كريم: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 4 سنوات، ومحمود سعد دياب: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من عامين، وحمدي مختار الزعيم: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 4 سنوات، وتوفيق غانم: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 3 سنوات، ومحمد سعيد فهمي: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 6 سنوات، ومصطفى محمد سعد: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 5 سنوات، وعبدالله سمير مبارك: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 5 سنوات، ومدحت رمضان: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 4 سنوات، وأحمد الطوخي: محبوس احتياطيًا منذ أكثر من 3 سنوات، وكذلك أسماء كل من الزملاء أشرف عمر وخالد ممدوح وكريم الشاعر وسيد صابر التي تجاوزت فترات حبسهم عاما كاملا.

وطالب نقيب الصحفيين خالد البلشي بمراجعة أوضاع جميع الزملاء، مشيرا إلى أن الزملاء المحبوسين بينهم 14 زميلا تجاوزت فترات حبسهم عامين ووصلت إلى ما يقرب من 7 سنوات وأن الإفراج عنهم صار وجوبيا لاستنفاد الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها بالمادة (143) من قانون الإجراءات الجنائية، وهو ما لا يتعارض مع ما نصت عليه المادة (151) من القانون ذاته.

واعتبر نقيب الصحفيين أن الإفراج عن الزملاء سيمثل رسالة إيجابية في ظل الدعوات المتصاعدة بإصلاح أوضاع الصحافة.

 وأكدت إيمان عوف مقررة لجنة الحريات، أن استمرار حبس الزملاء الصحفيين يؤثر بشكل بالغ على أوضاعهم الصحية والنفسية، ويفرض عليهم وعلى أسرهم معاناة إنسانية مضاعفة، فالزملاء المحبوسون وأبناؤهم يعيشون في حالة من القلق والضياع، مما يهدد استقرارهم النفسي والاجتماعي.

وأوضحت أن مراعاة البعد الإنساني والأسري لهؤلاء الزملاء وأسرهم يجب أن يكون على رأس أولويات الدولة والنقابة.

ورأت أن “الإفراج عن الصحفيين ليس مجرد مطلب نقابي، بل هو الخطوة الأولى والضرورية لفتح حوار حقيقي وبناء حول تطوير المحتوى الصحفي والإعلامي، مضيفة أن تبييض السجون من الصحفيين يمثل أساسًا لأي إصلاح شامل للمنظومة الإعلامية، ويخلق بيئة مناسبة لمناقشة آفاق جديدة للصحافة المصرية تقوم على الحرية والمسئولية.”.

وشددت اللجنة على أن حرية الصحافة حق أساسي، وأن الإفراج عن الزملاء هو التزام قانوني ودستوري يجب العمل على تحقيقه فورًا.

رسالة خالد ممدوح

ونشر “المرصد المصري للصحافة والإعلام – Eojm“، رسالة من الصحفي المحبوس احتياطيًا خالد ممدوح، نقلتها زوجته عبر عن تألمه من البيان الأخير الصادر عن نقابة الصحفيين والذي طالبت فيه بالإفراج عن 19 صحفيًا محبوسين احتياطيًا بينهم 14 تجاوزت مدة حبسهم عامين لقد آلمَني هذا البيان بشدة وزاد من الضغوط النفسية الهائلة التي أعاني منها منذ لحظة احتجازي في يوليو 2024 وحتى الآن وبعد مرور 14 شهرًا.”، وهي إشارة لتجاهل نحو 30 صحفيا آخرين ومنهم ممدوح.

وأضاف “أتعرض أنا وأسرتي لهذه المعاناة وهذا التدمير الذي طال حياتنا حتى هذه اللحظة لا أعرف بشكل واضح لماذا أصبحت محتجزًا في بلدي وما هي التهمة التي يُفترض أنني ارتكبتها.

منذ اليوم الأول لم تتم مواجهتي بأي اتهام محدد كل ما طُلب مني كان أن أتحدث عن حياتي وتاريخي المهني وهو ما فعلته بالفعل لأجد نفسي بعدها معروضًا على نيابة أمن الدولة العليا يوم 21 يوليو 2024 وعندما طلبت من وكيل النيابة معرفة طبيعة الاتهام الموجه إليّ كان رده أنني موجود لأجيب عن الأسئلة وليس لأطرحها لكنه لم يوجه إليّ أي أسئلة حقيقية عندها أدركت عمق الأزمة التي أعيشها وأن العدالة التي كنت أطمح إليها باتت غائبة.

بعد تلك الجلسة شعرت أن الإجراءات كلها شكلية فاخترت أن أمضي وحدي في هذه المرحلة وبعد انتهاء التحقيق طُلب مني التوقيع على محضر دون أن أتمكن من رؤية محتواه بوضوح وبقيت حتى تلك اللحظة غير مدرك لما وُجه إليّ من اتهامات.

بعدها نُقلت إلى سجن أبو زعبل وهناك اكتشفت واقعًا آخر يعيشه كثيرون غيري من فئات وشرائح مختلفة يعيشون جميعًا ظروفًا صعبة للغاية.

ومنذ ذلك الحين تُعقد جلسات وتجديد الحبس عبر الفيديو كونفرانس بشكل دوري حيث يُطلب منا الوقوف أمام الشاشة ويتحدث المحامون مطالبين بإخلاء سبيلنا لكنني لم أشعر بأن هناك تواصلًا حقيقيًا أو فرصة لشرح موقفي.. وخلال كل جلسة كنت أطلب الحديث وأسأل سؤالًا واحدًا يتكرر دائمًا “أنا هنا لماذا؟ وما هي التهمة الموجهة إليّ؟”.. لكن الإجابات التي تصلني كانت متغيرة وغير واضحة فتارة يُقال إنني متهم بالانضمام إلى جماعة محظورة وتارة أخرى يُقال إنني متهم بنشر أخبار غير صحيحة دون أي توضيح رسمي أو دليل قاطع..”.

9 انتهاكات

تواصل السلطات المعنية الانتهاكات الممنهجة ضد بعض الصحفيين/ات في الفترات الأخيرة، دون استجابة للشكاوى المتكررة، ووفق ما أمكن رصده:

1- تواصل وزارة الداخلية، رفض إطلاق سراح المدون والصحفي علاء عبد الفتاح، رغم انتهاء مدته في 29 سبتمبر/آب، الماضي، والذي يمثل نهاية مدة حكمه بالسجن خمس سنوات، فيما تخطط بالمخالفة للقانون لإطلاق سراحه في يناير 2027.

2- يعاني الكاتب الصحفي سيد صابر، من أزمة صحية قاسية، جراء استمرار حبسه في ظروف غير مناسبة رغم العديد من الأمراض التي تلاحقه ومنها أمراض القلب.

3- يعاني الصحفي والإعلامي أحمد سبيع، المحبوس بسجن بدر (3) ، من أزمة صحية مستمرة في القلب، وسط ظروف غير مناسبة لتعافيه، بجانب معاناته من مشاكل كبيرة في الفك، وتآكل في الركبة، ووجود ورم وكيس زلالي خلف الركبة يمنعه من الحركة، أو الوقوف على قدميه

4- يعاني الصحفي “ياسر أبو العلا” من الحبس الانفرادي ومنعه من التريض والزيارات، كما يشتكي من انزلاق غضروفي.

5- تتواصل معاناة الصحفي توفيق غانم (70 سنة) مع استمرار حبسه في ظروف غير مناسبة لسنه ومرضه ، نظرا لإصابته بورم في الكلى، وتضخم في البروستاتا، ومرض السكري، ومشاكل صحية في العظام والأعصاب بسبب تقدم عمره وظروف حبسه غير الإنسانية، وحاجته الماسة إلى تناول الأدوية بشكل يومي تحت رعاية خاصة.

6- يعاني الكاتب الصحفي محمد سعد خطاب، (70سنة) من ظروف حبس غير مناسبة والإهمال الطبي بحقه، رغم أنه مريض قلب وضغط وسكر، وأجرى عددا من العمليات الجراحية في القلب، ما يستلزم رعاية صحية خاصة لا تتناسب مع ظروف حبسه.

7- يعاني الصحفي محمود سعد دياب، المحبوس احتياطيًا بسجن وادي النطرون، من اهمال طبي، رغم أنه مريض سكر، بعدما أصيب بمرض جلدي عبارة عن كتل دم انتشرت في جميع أنحاء جسده نتيجة تلقيه علاجًا خاطئًا داخل السجن، وهذا المرض لا يمكن علاجه داخل السجن، ويحتاج إلى طبيب متخصص ومتابعة لحالة الصحفي باستمرار.

8- يتعرض الصحفي حسين كريم لظروف حبس سيئة في محبسه في سجن بدر (1)، وتعنت من إدارة السجن، وتقليل وقت التريض وأيامه، والتعنت في زيارات ذويه.

9- يعاني الصحفي حمدي مختار “الزعيم”، من ضغوط نفسية صعبة، ويفتقد الرعاية الطبية، رغم أنه يعاني مرض السكر، ومن الانزلاق الغضروفي، وضعف بالنظر ما يستوجب رعاية طبية خاصة لا يجدها في السجن.

*ارتفاعٌ مقلقٌ في حالات الوفاة بالسجون  .. وتدهور خطير في الأوضاع الحقوقية والسياسية خلال أغسطس

كشفت النشرة الدورية لمنظمات تحالف “المادة 55” عن تدهور خطير في الأوضاع الحقوقية والسياسية بظل نظام الانقلاب خلال شهر أغسطس/آب 2025، وركزت على الانتهاكات الجسيمة داخل مقار الاحتجاز والسجون المصرية.

 وقد وثّق التقرير ارتفاعاً مقلقاً في حالات الوفاة داخل السجون، بالإضافة إلى ممارسات ممنهجة من الإهمال الطبي والتعذيب، حيث شهد شهر أغسطس موجة من التطورات التي عمقت الأزمات المتعددة التي تواجهها مصر.

 على الصعيد السياسي، استمر التوتر بسبب الحصار على غزة، ما أثار غضباً شعبياً وتساؤلات حول موقف الحكومة.

 وفي الداخل، أظهرت انتخابات مجلس الشيوخ عزوفاً جماهيرياً غير مسبوق بنسبة مشاركة رسمية لم تتجاوز 17%، ما عكس تراجع ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية، حسب التقرير الصادر اليوم السبت.

اقتصادياً، تصاعدت الانتقادات مع تقارير صحفية أشارت إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى نحو 80% من المصريين، وسط غياب حلول حكومية ملموسة.

 كما أثار بدء العمل بقانون الإيجارات الجديد قلقاً واسعاً، في حين زادت تصريحات وزير الري حول “شح مائي قاسٍ” من مخاوف المصريين، طبقاً للتقرير.

وحقوقياً، أشار التقرير إلى استمرار السلطات في نهجها الأمني، حيث جرى استدعاء لينا عطا الله، رئيسة تحرير “مدى مصر”، للتحقيق على خلفية تقرير عن انتهاكات في سجن بدر 3.

كما تواصلت حملات اعتقال صانعي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم الإفراج بكفالة عن الناشطة ماهينور المصري وعدد من الحقوقيين، ظل الآلاف من النشطاء والمعارضين رهن الحبس الاحتياطي لفترات تتجاوز المدد القانونية.

في سياق متصل، أثارت أوضاع السجون قلقاً دولياً، حيث دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك السلطات المصرية إلى إنهاء ممارسة “التدوير” التي تستهدف النشطاء والصحافيين، وهي إعادة اتهام السجناء بقضايا جديدة لمنع الإفراج عنهم.

 كما شهد الشهر تصاعداً في الاحتجاجات المهنية والعمالية؛ بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.

ووثق تحالف “المادة 55” خلال شهر أغسطس/آب 16 حالة وفاة لمعتقلين ومحتجزين داخل السجون وأقسام الشرطة.

 تنوعت أسباب الوفاة بين التعذيب المباشر والإهمال الطبي وسوء ظروف الاحتجاز.

 كان من بين الضحايا أكاديميون مثل ناجي البرنس، أستاذ طب الأسنان، وعاطف زغلول، بالإضافة إلى شباب ومواطنين آخرين ومحتجز أجنبي.

كما رصد التقرير استمرار التعتيم على أوضاع سجن بدر 3، الذي شهد محاولات انتحار وإضرابات عن الطعام.

وشملت الانتهاكات الأخرى حرمان المعتقلين من حضور جلساتهم، وإصابة الناشطة مروة عرفة بجلطة بسبب الإهمال الطبي.

كما سجّل التقرير إضرابات عن الطعام في سجن أبو زعبل 2، وحملات عقاب جماعي في سجن “تأهيل 6″، فضلاً عن منع دخول الأدوية لمرضى الأمراض المزمنة في سجن المنيا شديد الحراسة.

وأكد تحالف “المادة 55” أن الانتهاكات في السجون المصرية لم تعد حوادث فردية، بل تعكس سياسة ممنهجة للتعامل مع المحتجزين.

 وحذر التحالف من أن غياب المحاسبة يرسخ هذه الممارسات. وطالب التحالف بفتح تحقيق شامل وعاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، والالتزام بالمعايير الدولية لمعاملة السجناء بما يضمن حماية حقوقهم وكرامتهم.

وتتسم الأوضاع الحقوقية في مصر منذ سنوات بالانحسار، حيث تواجه المنظمات الحقوقية والنشطاء والصحافيون قيوداً واسعة وحملات اعتقال وملاحقات قضائية.

 ويعيش آلاف المعارضين والناشطين في ظروف حبس احتياطي طويلة من دون محاكمة، وهو ما يعد انتهاكاً للقوانين المحلية والدولية.

 ورغم الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقتها الحكومة في عام 2021، فإن المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، تؤكد أن هذه الاستراتيجية لم تُحدث تحولاً ملموساً في الواقع، وأن الانتهاكات مستمرة، خاصة في أماكن الاحتجاز.

 هذا الواقع يجعل منظمات مثل “المادة 55” حلقة وصل أساسية لرصد الانتهاكات وتوثيقها في ظل غياب الرقابة الحكومية الفعالة.

*السيسي يفتح ذراعيه للسائحين الصهاينة ويحشد 40 ألف جندي لغلق سيناء في وجه النازحين والمصابين الفلسطينيين

رغم الحرب المستمرة على غزة وما تشهده من إبادة ودمار غير مسبوق، كشفت تقارير إعلامية عن ارتفاع أعداد السياح الإسرائيليين المتدفقين إلى سيناء، في مشهد يعكس مفارقة حادة: فبينما تتعرض غزة لأبشع الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين، تستقبل مصر آلاف الإسرائيليين على أرضها، في وقت تحشد فيه قواتها العسكرية على الحدود تحسبًا لأي نزوح فلسطيني جماعي من القطاع. 

تدفق سياحي مثير للجدل
تشير الأرقام إلى أن مصر باتت ضمن قائمة الوجهات المفضلة للسياح الإسرائيليين، خصوصًا في سيناء حيث يفضلون المنتجعات المطلة على البحر الأحمر. هذه الظاهرة تتصاعد عامًا بعد عام، لكن حضورها الآن يثير جدلًا واسعًا نظرًا للتوقيت الحساس الذي تمر به المنطقة. فبينما يتعرض الفلسطينيون في غزة لمجازر متواصلة، يظهر المشهد في سيناء وكأن الأوضاع طبيعية، بما يوحي بوجود فصل بين ما يجري من جرائم وما يُفتح من أبواب سياحية.
https://www.facebook.com/watch/?v=1269899594550048 

سيناء.. وجهة مفضلة للإسرائيليين
منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، ظلت سيناء مقصدًا رئيسيًا للسياحة الإسرائيلية، خصوصًا في فترات الأعياد اليهودية. ويستغل كثير من الإسرائيليين سهولة العبور عبر معبر طابا إلى مدن مثل دهب وشرم الشيخ ونويبع. ويرى خبراء أن هذا التدفق ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل يحمل أبعادًا سياسية وأمنية، إذ يعكس قبولًا ضمنيًا بوجود الإسرائيليين في مصر رغم حالة الغضب الشعبي العارم تجاه سياسات الاحتلال. 

مفارقة بين الضحايا والاستقبال
يتزامن هذا التدفق السياحي مع تقارير تفيد باستعداد الجيش المصري لنشر ما بين 30 و40 ألف جندي في مناطق متاخمة للحدود مع غزة، تحسبًا لاحتمال نزوح جماعي للفلسطينيين تحت وطأة القصف الإسرائيلي. هذا المشهد يخلق تناقضًا صارخًا: من جهة، مصر تستعد عسكريًا لصد تدفقات الجرحى والجوعى والمشردين الفلسطينيين، ومن جهة أخرى تفتح حدودها لاستقبال سياح إسرائيليين يستمتعون على شواطئ سيناء، في صورة تثير غضبًا واسعًا على المستويين الشعبي والإقليمي. 

تهديدات أمنية متصاعدة
الخبير الأمني سامح عيد يرى أن تدفق السياح الإسرائيليين في هذا التوقيت يضاعف من المخاطر الأمنية، خاصة أن سيناء لم تتعافَ بالكامل من تهديدات التنظيمات المسلحة. ويؤكد أن وجود أعداد كبيرة من الإسرائيليين قد يجعل المنطقة هدفًا لأي هجوم إرهابي محتمل، ما يضع السلطات المصرية في مأزق أمني كبير. كما يشير إلى أن حالة الاحتقان الشعبي قد تُترجم في شكل توتر اجتماعي أو احتجاجات، خصوصًا مع تزايد الإدراك بأن الحكومة تمنح الإسرائيليين أولوية دخول بينما يُضيّق على الفلسطينيين. 

البعد السياسي للتطبيع السياحي
يرى المحلل السياسي حسن نافعة أن استمرار استقبال السياح الإسرائيليين في ظل ما يجري في غزة لا يمكن فصله عن مسار التطبيع الاقتصادي الذي تمضي فيه بعض الدول العربية. فالسياحة، في النهاية، ليست نشاطًا بريئًا بل هي أداة سياسية تستخدمها إسرائيل لتكريس فكرة “العلاقات الطبيعية” مع محيطها العربي، حتى في لحظات ارتكابها جرائم حرب. ويضيف أن هذا السلوك يبعث برسائل سلبية للشعوب، مفادها أن مصالح الاقتصاد تتقدم على حساب التضامن مع القضية الفلسطينية. 

انعكاسات شعبية
على المستوى الشعبي، يتصاعد الغضب في مصر والعالم العربي إزاء هذا التناقض. فبينما تتدفق صور المجازر والدمار من غزة، يتابع المواطنون أخبار السياح الإسرائيليين الذين يقضون عطلاتهم في شرم الشيخ ودهب. هذا المشهد يُفسر من قبل كثيرين على أنه شكل من أشكال “التطبيع غير المعلن”، ويثير أسئلة عن مدى التزام الدولة بدورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية. 

مخاوف على صورة مصر
الخبير الاقتصادي محمود عبد الفضيل يحذر من أن المكاسب المالية قصيرة المدى من السياحة الإسرائيلية قد تنعكس سلبيًا على صورة مصر في العالم العربي. فبينما تسعى الدولة لتقديم نفسها كوسيط محايد أو داعم للقضية الفلسطينية، فإن استقبال الإسرائيليين على أراضيها بالتزامن مع المجازر قد يضر بسمعتها ويضعف من مكانتها السياسية والإقليمية.

التدفق السياحي الإسرائيلي إلى سيناء في هذا التوقيت الحساس يطرح أسئلة صعبة: هل يمكن لمصر أن تفصل بين دورها كدولة تستقبل السياح وبين التزاماتها القومية تجاه فلسطين؟ وهل تستطيع أن تحافظ على أمنها القومي وسط هذا التناقض بين الاستعداد لصد نزوح الفلسطينيين وبين استقبال الإسرائيليين على شواطئها؟

*وزير الري الأسبق: الملء الكامل لسد النهضة يهدد السودان بفيضانات جسيمة ويعرض مصر لأزمة مائية خانقة

حذر وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام من أن قيام إثيوبيا بملء سد النهضة بالكامل وتشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر يشكل خطراً بالغاً على السودان، ويهدد مصر بتقلص حصتها من مياه النيل خاصة في سنوات الجفاف المنخفضة المتوقعة ابتداءً من العام المقبل.

هذا التحذير الجديد يعيد إلى الواجهة واحدة من أخطر الأزمات التي تواجه الأمن القومي المصري، وسط انتقادات حادة للسلطة الحالية التي فرّطت، وفق مراقبين، في حقوق البلاد المائية عبر اتفاقيات هشّة لم تحمِ حصتها التاريخية. 

صمت رسمي يقابله قلق شعبي
بينما يطلق الخبراء تحذيرات متكررة من التداعيات الكارثية لسد النهضة، يلتزم النظام المصري صمتاً مريباً، مكتفياً بخطابات دبلوماسية فضفاضة لا تحمل أي آليات ضغط حقيقية على أديس أبابا.

منذ توقيع اتفاق إعلان المبادئ عام 2015 الذي باركه عبد الفتاح السيسي، لم تنجح القاهرة في انتزاع ضمانات ملزمة لملء وتشغيل السد.
بل إن إثيوبيا مضت قدماً في بناء السد وملئه على مراحل، وسط اعتراضات شكلية من الجانب المصري لم تتجاوز التصريحات الإعلامية.

هذا الغياب لأي تحرك فاعل يثير تساؤلات الرأي العام: هل استسلمت مصر للأمر الواقع؟ وهل أصبح مستقبل أمنها المائي رهينة للقرارات الإثيوبية؟ 

آثار مباشرة على السودان ومصر
تحذير علام ركّز على أن السودان سيكون أول المتضررين من تشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر، إذ يعرضه ذلك لفيضانات مفاجئة وتدمير البنية التحتية المائية.

أما بالنسبة لمصر، فإن المخاطر تتركز في تقلص حصتها من المياه، خصوصاً خلال سنوات الجفاف المتتابعة.
ومع دخول مرحلة تغير مناخي عالمي، قد تجد البلاد نفسها أمام نقص حاد في الإمدادات المائية يهدد الزراعة ومصادر الشرب والصناعة على السواء.

التقديرات الأولية تشير إلى أن كل مليار متر مكعب من المياه المفقودة يعادل فقدان عشرات آلاف الأفدنة الزراعية.
ومع وجود أكثر من 100 مليون مواطن يعتمدون بنسبة تزيد على 95% على مياه النيل، فإن أي نقص ولو طفيف ستكون له انعكاسات اجتماعية واقتصادية جسيمة. 

تفريط السيسي في الحقوق التاريخية
الانتقادات الموجهة للسيسي لا تتوقف عند سوء إدارة الملف، بل تمتد إلى ما يصفه مراقبون بـ”التفريط المتعمد”.
فبتوقيعه على اتفاق 2015، منح أديس أبابا شرعية قانونية لم تكن تملكها من قبل، إذ اعترفت مصر لأول مرة بحق إثيوبيا في بناء السد دون اشتراطات واضحة للحفاظ على حصتها المائية.

منذ ذلك التاريخ، استثمرت إثيوبيا الوقت في البناء والتخزين، بينما اكتفت القاهرة بالتصريحات والمناورات الشكلية.
وبحسب خبراء قانونيين، كان يمكن لمصر التمسك بالاتفاقيات الدولية التي تضمن لها حصة ثابتة من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب سنوياً)، لكن النظام فضّل سياسة “التنازلات” تحت لافتة التعاون المشترك. 

أزمات متفاقمة للمزارعين والمستهلكين
على الأرض، يدرك المصريون التداعيات المباشرة لنقص المياه. المزارعون يعانون بالفعل من تراجع مناسيب الري، ما يدفعهم للاعتماد المتزايد على المياه الجوفية والآبار بتكلفة أعلى.
كما تتقلص مساحات زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والأرز، وهو ما يفاقم أزمة الأمن الغذائي.

في المدن، يواجه المواطنون انقطاعات متكررة أو ضعفاً في إمدادات المياه، بينما تتضاعف فواتير الكهرباء والمياه مع تزايد الاعتماد على محطات التحلية المكلفة.
كل هذه الأوضاع تجعل من ملف سد النهضة قضية حياة أو موت، لا مجرد ملف تفاوضي كما تصوره السلطة. 

خبراء: لا وقت للمناورات
يرى عدد من الخبراء أن تصريحات علام يجب أن تكون جرس إنذار أخيراً قبل الدخول في مرحلة اللاعودة.
فالمسألة لم تعد تحتمل الانتظار أو الرهان على المفاوضات العبثية.
المطلوب، بحسب هؤلاء، هو تحرك دبلوماسي صارم مدعوم بخيارات ضغط حقيقية، تشمل اللجوء إلى مجلس الأمن، وتفعيل التحالفات الإقليمية، بل واستخدام أوراق الضغط الاقتصادية والتجارية ضد أديس أبابا.

لكن في ظل السياسات الحالية التي يصفها منتقدون بـ”الانهزامية”، يظل هذا التحرك بعيد المنال. فالنظام، كما يقولون، مشغول بصفقات الغاز والديون الخليجية أكثر من انشغاله بأمن مصر المائي.

وفي الأخير فتصريحات وزير الري الأسبق محمد نصر علام أعادت تذكير المصريين بحقيقة قديمة: أن النيل هو شريان الحياة الوحيد للبلاد. غير أن التفريط الذي مارسه السيسي وحكومته في هذا الملف يجعل مصر اليوم تواجه أخطر تهديد وجودي منذ عقود.

وفي ظل غياب إرادة سياسية حقيقية للدفاع عن الحقوق التاريخية، يبقى شبح العطش يطارد الملايين، فيما يواصل النظام إنكار الكارثة أو ترحيلها إلى الغد.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: من يحاسب من تجرأ على توقيع وثيقة فرّطت في النيل، ومن يضمن ألا يدفع الشعب المصري الثمن الأكبر من حياته ولقمة عيشه؟

*السيسي يرد قانون الإجراءات الجنائية: مناورة سياسية تحت الضغوط الدولية والداخلية

بعد خمسة أشهر من موافقة برلمان الانقلاب على قانون الإجراءات الجنائية المثير للجدل، اضطرالمنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي إلى إعادته لمجلس النواب، في خطوة تعكس حجم الضغوط التي واجهها النظام سواء على الصعيد الدولي أو من داخل مصر، وسط اعتراضات واسعة من النقابات المهنية والحقوقيين، واتهامات بأن القانون يكرس لانتهاك الحقوق والحريات بدلًا من ضمان العدالة.

انتقادات دولية متصاعدة

القانون، الذي منح النيابة العامة صلاحيات واسعة في الحبس الاحتياطي والحجز لدى الشرطة، وأقر المحاكمات عن بعد دون ضمانات كافية، أثار انتقادات أممية حادة. فقد أعربت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة في مايو الماضي عن قلقها من إصرار النظام المصري على تمرير تشريع يقنن محاكمات استثنائية ويفتح الباب لمزيد من التعسف ضد المتهمين، مشيرة إلى استمرار صلاحيات رئيس الجمهورية الاستثنائية رغم وقف حالة الطوارئ شكليًا.

كما وجّه سبعة من المقررين الخواص في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة رسالة مباشرة للقاهرة، حذروا فيها من أن القانون الجديد سيطيح بحقوق المواطنين كافة، سواء كانوا متهمين أو ضحايا أو حتى شهودًا ومدافعين عن حقوق الإنسان.

معارضة داخلية تم تجاهلها

لم يكن الرفض مقتصرًا على الخارج، بل واجه القانون رفضًا واسعًا من نقابتي المحامين والصحفيين، إضافة إلى مراكز حقوقية بارزة كالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية والمركز العربي لاستقلال القضاء. النقابات والحقوقيون حذروا من أن النصوص المقترحة تهدد منظومة العدالة وتفتح الباب للتعسف الأمني، كما اعترضوا على إدخال إجراءات مثل الأسورة الإلكترونية، الغرامات الجديدة، والتحفظ على الأموال بقرارات تقديرية.

ورغم هذه المعارضة، أصر برلمان الانقلاب في أبريل الماضي على تمرير القانون متجاهلًا التحفظات، في انعكاس لوظيفته كأداة لتمرير قرارات السلطة لا لممارسة رقابة حقيقية. 

مناورة السيسي: إعادة لامتصاص الغضب لا لحماية الحقوق

ورغم تبريرات الرئاسة بأن الإعادة جاءت لـ”تحقيق المزيد من الضمانات” و”إزالة الغموض”، إلا أن القراءة السياسية تكشف أن السيسي لم يعد أمامه إلا التراجع التكتيكي، بعد أن تكبد النظام تكلفة سياسية وحقوقية عالية داخليًا وخارجيًا. فالانتقادات الأممية وتنامي الأصوات الحقوقية في الداخل، إضافة إلى خشية النظام من إثارة ملفات التعذيب والمحاكمات الاستثنائية في المحافل الدولية، دفعت السيسي لإظهار نفسه كمن يستجيب لـ”المناشدات”، بينما الهدف الحقيقي هو كسب الوقت وإعادة ترتيب المشهد بما يضمن استمرار السيطرة الأمنية دون فضائح مكشوفة.

استغلال سياسي ورسائل للخارج

إعادة القانون لا تعني تغيير النهج السلطوي، بل على العكس، هي محاولة من السيسي لتقديم أوراق اعتماد جديدة للغرب والمؤسسات الدولية، خاصة في ظل حاجته المستمرة للدعم المالي والسياسي. فهو يريد أن يظهر بمظهر الحاكم “المستجيب” لانتقادات المجتمع الدولي، بينما يحتفظ جوهر القانون بذات الصلاحيات القمعية التي توسع يد الأجهزة الأمنية. 

ليس انتصارًا للمعارضة الداخلية

رد السيسي لقانون الإجراءات الجنائية ليس انتصارًا للمعارضة الداخلية ولا استجابة حقيقية للضغوط الأممية، بل مجرد مناورة سياسية هدفها امتصاص الغضب وإعادة تدوير القانون بصياغة أقل فجاجة. جوهر المشروع، القائم على تكريس سلطة النيابة والأجهزة الأمنية على حساب الحقوق والحريات، سيظل قائمًا ما دام النظام يتعامل مع العدالة كأداة للسيطرة لا كضمانة للمواطن.

*وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحافيين بالقاهرة تطالب بإنهاء اتفاقية كامب ديفيد

تجمّع عشرات من الصحافيين والنشطاء المدنيين وأعضاء من القوى السياسية المصرية، على سلم نقابة الصحافيين في القاهرة، في وقفة احتجاجية للتضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بإنهاء اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1978، وذلك في خضم الحرب المتصاعدة على قطاع غزة.

هتافات مناهضة للتطبيع

رفع المشاركون أعلام فلسطين ولافتات منددة بما وصفوه بـ”حرب الإبادة الصهيونية”، ورددوا هتافات من أبرزها:

  • افتحوا معبر رفح.. إن الكيل قد طفح”.
  • المقاومة هي الحل.. ضدك الغاصب والمحتل”.
  • المقاومة مش إرهاب.. حماس مش إرهاب.. إسرائيل هي الإرهاب”.
  • لا تفريط ولا تطبيع.. أرض ولادنا مش للبيع”.

كما هاجموا استمرار حصار غزة، معتبرين التطبيع مع الاحتلال “خيانة للأرض والقضية”.

بيان: كامب ديفيد السبب المباشر للتدهور العربي

وأكد المحتجون في بيان صحافي، وُقّع قبل أيام من الوقفة، أن اتفاقية كامب ديفيد التي أُبرمت في 17 سبتمبر/ أيلول 1978 لم تفشل فقط في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل قوضت وحدة الموقف العربي. وأضاف البيان أن “حرب الإبادة والتجويع في غزة، إضافة إلى التحليق الجوي الإسرائيلي فوق عواصم عربية، هي إحدى النتائج المباشرة لهذه الاتفاقية”.

مطالب موجهة للسلطات المصرية

تضمّن البيان عدة مطالب أبرزها:

  • الإلغاء الفوري لمعاهدة كامب ديفيد ووقف جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل، خاصة التجاري والسياحي.
  • انضمام مصر إلى الدعاوى القضائية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
  • الإفراج عن المحتجزين المصريين على خلفية قضايا التضامن مع فلسطين.
  • السماح للوفود المهنية مثل الصحافيين والأطباء بالعبور إلى غزة عبر معبر رفح.
  • إطلاق ما وصفوه بـ”أسطول الصمود المصري” لكسر الحصار عن القطاع.

تظاهرات متصاعدة في مصر

وتُعد هذه الوقفة الاحتجاجية امتدادًا لسلسلة من التظاهرات التي شهدتها مصر خلال الأسابيع الأخيرة، تعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه الحرب في غزة وتداعياتها على الوضع الإقليمي والعربي.

*مصر تعدل بيان الاستنفار العسكري في سيناء لتؤكد التزامها بالاتفاق مع إسرائيل!

قامت الهيئة العامة للاستعلامات وهي جهاز تابع مباشرة لرئاسة الجمهورية، بسحب بيانها الأول القوي وشديد اللهجة، بشأن ما يجري في سيناء وأنزلت بدلا منه بيانا وديعا مهذبا يؤكد التزام مصر بمعاهدتها مع إسرائيل

فقد حذفت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، السبت، بياناً، أصدرته في اليوم نفسه، حول الوجود العسكري المصري في سيناء، ردّاً على تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية نقلت اتهام إسرائيل مصر بتكثيف وجودها العسكري وتخزين أسلحة في سيناء بشكل يخالف اتفاقية كامب ديفيد

وجرى استبدال البيان سريعاً بآخر أكثر هدوءاً، ما أثار عاصفة من التساؤلات والانتقادات.

فبينما رآه بعض المراقبين خطوة ضرورية لتجنب التصعيد، اعتبره آخرون انكشافاً لهواجس النظام من غضب أميركي أو ضغوط إسرائيلية، وإشارة إلى أن القاهرة، رغم حديثها المتكرر عن “الخطوط الحمراء”، لا تزال أسيرة حسابات دقيقة تتعلق بمعاهدات السلام وبالعلاقات مع واشنطن.

وكان موقع “أكسيوس” الأميركي كشف، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال لقائهما في القدس يوم الاثنين الماضي، قائمة بما زعم أنها أنشطة مصر في سيناء.

وقال مسؤول أميركي ومسؤولان إسرائيليان لـ”أكسيوس” إن نتنياهو طلب من إدارة الرئيس دونالد ترامب الضغط على مصر لتقليص الحشد العسكري في شبه جزيرة سيناء، مضيفين أنه اعتبر ذلك بمثابة انتهاكات جوهرية من جانب مصر لاتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل في عام 1979.

وزعم مسؤولان إسرائيليان أن الجيش المصري يقوم بإنشاء بنية تحتية عسكرية يمكن استخدام بعضها لأغراض هجومية في مناطق لا يسمح فيها بموجب الاتفاقية بحمل أسلحة ثقيلة.

بيانان للرد على تحشيد سيناء

اتسم البيان المصري الأول بلغة غير معهودة في الخطاب الرسمي المصري، في حين أن البيان الثاني كان أكثر دبلوماسية.

البيان المصري الأول الذي سُحب بعد ساعات قليلة من نشره، اتسم بلغة غير معهودة في الخطاب الرسمي المصري فقد وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها “حرب إبادة شرسة”، مؤكّداً أن قربها من الحدود المصرية يفرض على الجيش حالة “تأهب وتحسب” قصوى.

كما حمل لهجة هجومية ردّاً على اتهامات نتنياهو، وفق المصادر، بأن الحشد العسكري المصري “انتهاك جوهري” لمعاهدة السلام.

لكن البيان الثاني الذي حلّ محله بدا أكثر دبلوماسية، إذ أزيلت منه عبارة “حرب الإبادة”، واستُبدلت بعبارةتوسيع العمليات العسكرية في غزة”.

وأعيد تعريف وجود القوات المصرية في سيناء بأنه يتم “في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام”، بما يعني التزام القاهرة الرسمي بالاتفاق.

كما شدّد البيان على قدرة الجيش المصري على “حماية حدوده بكفاءة وانضباط”، في لهجة دفاعية أكثر منها هجومية.

وأكدت الهيئة أن القوات المصرية الموجودة في سيناء “تستهدف في الأصل تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب، وفي إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام، التي تحرص مصر تماماً على استمرارها، في ظل أنها على مدار تاريخها لم تخرق معاهدة أو اتفاقاً”.

وجدّدت “رفض مصر توسيع العمليات العسكرية في غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم”، وأكدت “مساندة القاهرة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين، على أراضي الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

ويذهب منتقدون إلى أن التراجع في اللغة، من وصف العمليات الإسرائيلية بأنها “حرب إبادة شرسة” إلى الحديث عن “توسيع العمليات العسكرية في غزة”، يمثل “تخلياً عن وضوح طال انتظاره”.

فبالنسبة لهم، لا يمكن لمصر التي دفعت ثمناً تاريخياً في التزامها باتفاقية كامب ديفيد أن تكتفي بردّ بارد وموزون بينما الإبادة تجري على حدودها الشرقية.

ويدافع آخرون عن الخطوة معتبرين أن حذف البيان الأول لم يكن تراجعاً عن الثوابت، بل تصحيحاً لانفعال غير محسوب، فـ”اللغة الحادة”، كما يقول مراقبون، قد تخدم التعبئة الشعبية، لكنها “تضرّ بقدرة مصر على الوساطة”، وتفتح الباب أمام مواجهات لفظية تستفيد منها إسرائيل أكثر مما تضرّها.

والبيان المعدل وفق هذا التفسير جاء ليعيد التوازن والتأكيد على رفض التهجير واعتبار القضية الفلسطينية “خطاً أحمر”، وفي الوقت نفسه، تطمين الشركاء الدوليين بأن القاهرة ما زالت متمسكة بالاتفاقيات الدولية.

أدوات ضغط ومحددات للعلاقة

وقال السفير عبد الله الأشعل، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، لصحيفة العربي الجديد في أن مصر بوسعها اتخاذ قرارات سياسية وميدانية من شأنها أن تُشكّل ضغطاً على إسرائيل وتجبرها على التراجع عن خطواتها

لكنه يستدرك بأن القرار المصري “مرتبط بمحددات عدة تتعلق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، وكذلك بالعلاقات مع الولايات المتحدة”.

ويشير الأشعل إلى أن من أبرز القرارات التي يمكن أن تتخذها مصر، في حال توفرت الإرادة السياسية، “سحب الاعتراف بإسرائيل، وتجميد اتفاقية كامب ديفيد، وقطع العلاقات التجارية والسياسية معها”، لافتاً إلى أن “مصر تملك الكثير من أدوات الضغط، لكن لا توجد إرادة لتنفيذ ذلك حتى الآن

ويعتبر السفير رخا أحمد حسن، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، لـ”العربي الجديد”، أن موقف مصر الرافض تهجيرَ الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء إلى مصر أو إلى أي مكان آخر، هو موقف قاطع لا يقبل الجدل، مشيراً إلى أن القاهرة حذرت مراراً من أن هذا الأمرخط أحمر

أما السفير حسين هريدي، المساعد السابق لوزير الخارجية، فيقول لـ”العربي الجديد” أن التحركات البرّية الإسرائيلية تهدف أيضاً إلى إحاطة مصر بأمر واقع قد يفرض على القاهرة مواجهة تداعيات إنسانية وسياسية كبيرة

مشيراً إلى أن هذا السيناريو قد يضع مصر أمام خيارات صعبة ومتعددة للتعامل مع موجات نزوح واسعة، قد تصل أعدادها إلى آلاف الفلسطينيين متجهين نحو شبه جزيرة سيناء.

وبرأي هريدي، فإن مثل هذا التطور لن يقتصر أثره على البعد الإنساني فحسب، بل سيمتد إلى أبعاد سياسية وأمنية وإقليمية تتطلب من القاهرة تنسيقاً داخلياً ودولياً عاجلاً للتعامل مع تبعاته.

*عزة نفس في مواجهة الشدائد أسر المعتقلين تحت وطأة الضغوط الاقتصادية مع بدء العام الدراسي

مع  افتتاح المدارس والجامعات ، تتزايد الضغوط على الأسر المصرية لتأمين مستلزمات الدراسة، من زي مدرسي وكتب وأدوات تعليمية، إلى مصروفات دراسية تصل إلى مبالغ باهظة، لنحو 30 مليون طالب. ولكن هذه الضغوط تصبح مضاعفة بالنسبة لأسر المعتقلين، الذين يواجهون الحرمان الكامل من معيلهم، في ظل تجفيف مصادر الدعم الشعبي وتراجع الحاضنة المجتمعية التي كانت تتلمس حاجاتهم.

عزة نفس في مواجهة الشدائد

تروي “أم محمد”، زوجة معتقل منذ أكثر من 12 عامًا: “قبل العام الدراسي تبدأ المدارس الحكومية بمواصفات صارمة للزي، يصل سعر القميص والبنطلون إلى 400–600 جنيه، ونحو 800 جنيه للمرحلة الثانوية. مع أولادي الأربعة وأحفادي، نضطر لشراء ملابس مدرسية تصل تكلفة كل طفل بين 1000 و2000 جنيه، دون احتساب مصروفات الجامعة والدروس الخصوصية التي تتراوح 500–600 جنيه لكل مادة شهريًا”.

وتضيف: “على الرغم من الحاجة الماسة، تمنعنا عزة النفس من طلب المساعدة، فنضطر أنا وابنتاي للعمل لتوفير الحد الأدنى، مع تكاليف الزيارات المتكررة إلى ثلاثة سجون مختلفة كل شهر”.

هروب الحاضنة الشعبية وتراجع الدعم 

يوضح أحد القائمين سابقًا على دعم أسر المعتقلين (ع. س) أن “الوضع كارثي؛ أغلب من كانوا يمدون يد العون اضطروا للابتعاد خوفًا من الاعتقال أو المخاطر الأمنية، وأغلق الكثيرون أبواب المساعدات بعد تعرض بعضهم للاختطاف أو الاعتقال”.

ويشير إلى أن “الأسر فقدت كل مصدر للدعم في الأزمات الصحية أو في تكاليف الزواج والتعليم، ولم يعد هناك من يتدخل إلا بشكل محدود خلال الأعياد”.

العبء يتجدد مع كل عام دراسي

 (م. ع)، ناشط في دعم المعتقلين، يؤكد أن “كل عام دراسي جديد يعني ضغوطًا مضاعفة على أسر المعتقلين، خاصة مع ارتفاع المصروفات الدراسية، وتكاليف الدروس الخصوصية، والزي المدرسي، وغياب الأب، مما يحول الأسرة إلى عبء في غياب الحاضنة الشعبية إلا من جهود فردية لا تكفي حد الكفاف”.

ويشير إلى أن “بعض الأسر تعتمد على التضامن المحلي، مثل تبادل الملابس المستعملة والكتب، لكن هذا لا يعوض نقص الموارد والدعم”.

نتائج كفاح الأسر رغم الشدائد

رغم هذه الظروف القاسية، يبرز التميز الأكاديمي لأبناء المعتقلين، إذ يتفوق معظمهم في المدارس والجامعات، نتيجة صبر وإصرار أمهاتهم وزوجاتهم. كما أطلقت مؤسسات حقوقية مثل “جوار” حملات دعم مثل “كراسة وقلم”، لتخفيف الضغوط عن هؤلاء الطلاب، لكن تأثيرها محدود مقارنة بحجم الاحتياجات.

حلول ممكنة تتطلب إرادة مجتمعية

ترى الناشطة أسماء مهاب أن “الحلول بسيطة لكنها تحتاج إرادة جماعية، من حملات جمع الكتب المستعملة ودعم الزي المدرسي سرًا، إلى توفير استشارات نفسية للأطفال والأمهات”.

وتختتم مهاب بالقول: “أزمة أسر المعتقلين ليست مجرد مشهد إنساني عابر، بل اختبار حقيقي لقيم المجتمع. التعليم حق للأطفال، والحرمان منه بسبب غياب الأب أو قمع الحريات مسؤولية المجتمع كله، وليس أقل ما يمكن فعله إلا إعادة إحياء ثقافة التكاتف والتضامن”.

الهيئة العامة للاستعلامات المصرية “تُخفّف” بيان رد على “التواجد العسكري” في سيناء.. الأحد 21 سبتمبر 2025م.. إصابات وحوادث ومصروفات المدارس أول صدمة للطلاب وأولياء الأمور في أول يوم دراسي

الهيئة العامة للاستعلامات المصرية “تُخفّف” بيان رد على “التواجد العسكري” في سيناء.. الأحد 21 سبتمبر 2025م.. إصابات وحوادث ومصروفات المدارس أول صدمة للطلاب وأولياء الأمور في أول يوم دراسي

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*برأهم قاض امريكي والانقلاب يسحب الجنسية من آل السماك لتظاهرهم أمام سفارة مصر بنيويورك

عبر مصريون امريكيون عن سعادتهم بخبر البراءة الذي نشرته الصحف الامريكية نقلا عن وكالة “اسوشيتد برس” للشاب ياسين السماك 22 عاما، ووالده وشقيقه في الدعوى التي رفعها ضده أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في نيويورك.

وقال حساب الدكتور أحمد عبدالباسط Ahmed Abdel-Basit Mohamed أستاذ الفيزياء عبر حسابه: “خبر عاجل ومفرح .. النيابة أسقطت تهم الاعتداء عن الشاب ياسين السمّاك (22 سنة) اللي كان متهم ظلما بالاعتداء علي أعضاء البعثة المصرية، ياسين كان هو المعتدى عليه من أعضاء البعثة وتم دفعه بالقوة داخل مبني البعثة المصرية، وبعدها الشرطة الأميركية قبضت عليه.

وأوضح أن “النيابة في مانهاتن قالت إن الأدلة مش بتدعم رواية الشرطة إنه كان المعتدي. التهم ضد أخوه الصغير (15 سنة) كانت اتقفلت قبل كده في محكمة الأحداث.”.

وأشار إلى أن “ياسين بعد الخبر صح  “أنه سعيد لظهور الحقيقة والتهم اتشالت عني، بس في نفس الوقت زعلان جدًا من خيانة شرطة نيويورك، وقد إيه أخد وقت طويل عشان يثبتوا رسمي إن أنا بريء“.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10163211015833917&set=a.10150740532708917

وكان رئيس حكومة السيسي مصطفى مدبولي قرر بإعلان في الجريدة الرسمية إسقاط الجنسية المصرية عن أكرم السماك (46 عامًا) ونجليه ياسين (22) وعلي (15)، بسبب تجنسهم بجنسية أجنبية دون إذن مسبق، وبعد مشاركتهم في مظاهرة أمام البعثة المصرية في نيويورك احتجاجًا على دور مصر في حصار غزة، وواقعة اعتداء مزعومة.

وأضاف مراقبون أنه إذا كان مجنسًا أم مصريًا بالولادة، فالمصادر لا تحدد ذلك بوضوح، لكن القانون يسمح بإسقاط الجنسية في مثل هذه الحالات لمن يحصلون على جنسية أخرى دون إذن.

وهللت اللجان ضد آل السماك بزعم تورطهم في الهجوم علي مبني البعثة الدبلوماسية المصرية. كما أدعوا أنهم “محاصرين بقضايا كبيرة فيدراليه وفي قضايا منفصلة بتهمة المشاركة في هجوم استهدف مقرا دبلوماسيا مصريا في نيويورك”.

https://x.com/taher67159630/status/1967591357729349871

حساب “المجلس الثوري المصري” على التواصل أكد ردا على اللجان أنه، “‏تم اسقاط جميع تهم الاعتداء الموجه زوراً من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في نيويورك ضد الشاب ياسين السمّاك (22 سنة)، وقد أكدت الفيديوهات المنشورة أنه الضـ. ــحية وأنه قد تم دفعه بالقوة وأخوه لداخل البعثة والاعـ ــتداء عليهما. وبالرغم من براءتهما، سحب النظام المصري الجنسية المصرية منهما ووالدهما منذ أيام غلاً وحــ* ــقداً وكر*اهية، في سابقة سيكون لها ما بعدها.”.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1112828570988837&set=a.432467972358237

من اعتدى على من؟!

وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” الامريكية وصل ياسين السمّاك (22 عامًا) وشقيقه البالغ من العمر 15 عامًا إلى مبنى دبلوماسي مصري في مانهاتن الأسبوع الماضي، وكانا يخططان لتصوير احتجاج صغير يدعو مصر إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة سكان غزة الذين يعانون من المجاعة. لكن بدلاً من ذلك، يُظهر مقطع فيديو قدّمه ناشط آخر موظفين حكوميين مصريين وهم يجرّون الشقيقين من الشارع إلى داخل المبنى، حيث تم ضربهما مرارًا، وطرحهما أرضًا، وجَلدِهما بسلسلة معدنية.
واعتقلت شرطة نيويورك السمّاك وشقيقه الأصغر بتهم جنائية تشمل الاعتداء والخنق، رغم أن شهادات شهود العيان ومقاطع الفيديو من الموقع بدت مناقضة للرواية التي قدمها المسئولون المصريون للشرطة. 

قال السمّاك لوكالة أسوشيتد برس: “في الوقت الذي كان من المفترض أن تحمينا فيه شرطة نيويورك، اعتقلتني أنا وأخي وسمحت لمن اعتدوا علينا بأن يسيروا أحرارًا”. وأضاف أن ما حدث في 20 أغسطس تركه “مصدوماً ومشوّشاً”

عندما حاول هو ومحاميته هذا الأسبوع رفع دعاوى ضد مسئولي الأمن المصريين، قوبل طلبهم بالرفض من الشرطة، التي قالت إن الحادث خارج نطاق اختصاصها. ووفقًا للقانون الدولي، يتمتع الدبلوماسيون بحصانة من بعض الملاحقات الجنائية. ولم ترد البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة، حيث وقع الحادث، على استفسار عبر البريد الإلكتروني.

بحسب الشكوى الجنائية، زعم مسئول مصري أن السمّاك هو من ضربه بالسلسلة، “مسببًا تورمًا وألمًا شديدًا في يديه”. لكن السمّاك ينفي هذا. وقالت محاميته جاكلين دومبروف: “يبدو أن السلوك الذي ارتكبه المسئولون المصريون نُسب خطأً إلى موكلي وشقيقه، وهما في الحقيقة ضحيتا الجريمة”. وأشارت إلى أن شرطة نيويورك ومكتب المدعي العام شاهدا اللقطات ومع ذلك رفضا إسقاط القضية.

والسمّاك، وهو مواطن أميركي يستعد للالتحاق ببرنامج تمريض هذا الخريف، قال إنه شارك في عدة احتجاجات سلمية خارج المبنى المصري للتعبير عن غضبه مما وصفه بـ”تواطؤ مصر في الإبادة الجماعية”.

 لكن في 20 أغسطس، عندما حاول ناشط آخر يُدعى حسام خالد تقييد مدخل المبنى بسلسلة، هجم مسئولان على السمّاك بينما كان يصوّر المشهد واقفًا إلى جانب شقيقه خلف حاجز على الرصيف.

قال: “أمسكوا بي وبأخي وأدخلونا إلى البعثة وبدأوا بضربنا بالسلاسل والركل. أخذوا الكوفية الفلسطينية التي كنت أرتديها وشدّوها بقوة حتى شعرت بالاختناق”.

وأظهر الفيديو أيضًا أحد المسئولين وهو يلوّح بالسلسلة – التي كان خالد يحاول قفل الباب بها- ليضرب بها السمّاك وهو ملقى على الأرض. وبعدها استوقف خالد الشرطة، التي وصلت بعد حوالي 30 ثانية من سحب الشقيقين إلى الداخل.

وقال السمّاك إنه شعر بالارتياح لرؤية الشرطة في البداية، “لكنني سرعان ما ارتبكت عندما رأيتهم يوجهون الصاعق الكهربائي نحوي، ثم يعتقلونني أنا وأخي، ونحن الضحايا في هذه القضية”.

وأضاف أن الشرطة كبّلته وشقيقه بالأصفاد دون أن تأخذ أقوالهما، ثم نقلتهما إلى مركز شرطة واحتجزتهما لليلة كاملة. وقال: “انتظرت طويلًا حتى أفهم سبب اعتقالي. السبب أننا وقفنا مع فلسطين، وهذا ما لا يعجب شرطة نيويورك”.

وفي جلسة الاتهام باليوم التالي، خُفّضت التهم ضد السمّاك إلى جنحة، بينما نُظر في قضية شقيقه الأصغر أمام محكمة الأحداث وتم ختمها لاحقًا.

 وقال متحدث باسم مكتب الادعاء في مانهاتن إنهم يسعون للحصول على مزيد من مقاطع الفيديو والشهود، وإن التحقيق ما زال جاريًا.

يأتي الاشتباك وسط موجة احتجاجات عند المباني الدبلوماسية المصرية في أوروبا وأماكن أخرى، تطالب بتمرير المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح. المسئولون المصريون نفوا عرقلة المساعدات وأدانوا بشدة هذه المظاهرات، التي شاب بعضها أعمال تخريب. مصر تقول إنها لم تغلق معبر رفح من جانبها، لكن الدخول إلى غزة متوقف منذ أن سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني.

وقالت هيئة “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، المرجع الأول في أزمات الجوع عالميًا، يوم 22 أغسطس إن أجزاء من غزة تعيش في مجاعة، وحذرت من انتشارها. ومنذ أشهر تحذر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن حصار إسرائيل لغزة وهجومها المستمر على حماس دفعا القطاع إلى حافة الكارثة. 

وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها رد فعل بلد أجنبي على احتجاجات أمام بعثاته الدبلوماسية في الولايات المتحدة الجدل. ففي عام 2017، اعتدى حراس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على متظاهرين سلميين خارج سفارة بلاده في واشنطن، ما أدى إلى دعاوى قضائية واتهامات جنائية ضد بعض أفراد الأمن.

 

*إنتاج “الاختيار4” عن د.محمود عزت في رمضان.. مراقبون: السيسي محتال يشوه الرموز الوطنية

بعد إعلان الفنان مصطفى شعبان عن مسلسل جديد يعرضه في رمضان المقبل قصته تدور حول الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين (المعتقل الآن في سجن بدر3) شكك مراقبون في أن يكون مسلسلا نزيها يتحدث عن شخص ما زال حيا يُرزق ولم يتطرق كاتب القصة إلى لقائه كما جرت العادة بالحديث عن الشخصيات التي ما زالت حية حتى ولو كان متهما في أو محكوما في قضية سياسية ملفقة الأحكام التي تسقط مع تحول قسري أو قدري على مستوى قيادة الانقلاب أو لأسباب أخرى.

وقال مطلعون على أروقة “المتحدة” إن الشركة المخابراتية قررت عرض مسلسل الاختيار 4 فى رمضان القادم على أن يقدم مصطفى شعبان دور ضابط أمن وطني وأن يقدم شريف منير شخصية د.محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان منذ سبتمبر 2013 والمسلسل من اخراج احمد صالح وسيناريست باهر دويدار والعرض في رمضان2026 وذلك حصريا علي قناة ON التابعة للشركة المتحدة!

وقال آخرون إن المسلسل لم يتحدد له اسم حتى الآن وإن كان تأكد أن قصته تدور بشكل سلبي عن د. عزت لا سيما بعد اتهامه في دعاية اللجان بـ”الارهاب”.!

 وعلقت الكاتبة الصحفية شيرين عرفة  “.. هل يا ترى، لو جماعة الإخوان المسلمون، لديهم القوة والسلطة والنفوذ، هل لو يملكون شركات إنتاج إعلامي وأموالا بالمليارات، وأرادوا أن يخلدوا تاريخهم، أو يلمعوا أنفسهم.. هل سيصنعون مسلسلا بأكمله عن شخصية القيادي د. محمود عزت ؟؟.. هل ستخطر على بالهم تلك الفكرة من الأساس؟؟؟.. وماذا كانوا سيقولون به؟ ما هي الأحداث؟.. ما القرارات المؤثرة التي اتخذها القيادي في مسار الجماعة؟؟ أو ما الذي فعله مختلفا عن بقية القيادات؟؟”.

وأوضحت أن “الرجل الذي يتجاوز عمره اليوم الـ 80 عاما ، عاش حياته كلها أستاذا في كلية الطب، حتى السنة التي تولى فيها الرئيس مرسي الحكم (عليه رحمة الله) لم يصل هو لأي منصب حكومي، ولم يكن حتى عضوا في مجلس النواب؟؟ فماذا سيقولون ؟؟

وألقت بظلال الفشل الانقلابي على مستوى أسئلة ملحة تحدد مصير المصريين متخيلة أنها تطرح في المسلسل مثل:

-سيحكون مثلا عن قراراته الخطيرة …في بيع أراضي البلد “تيران وصنافير”؟

-أو عن بيع رأس الحكمة؟ أو التنازل عن نهر النيل؟

-هل سيحكون عن اتفاقية الغاز الخطيرة التي أبرمها، من أجل أن يرهن بها إرادة مصر، ويعطي بموجبها “35 مليار دولار” من مواردها وثروات ابنائها، للإسرائيليين ؟؟..

وتابعت أننا “.. في أسوأ وأردأ وأحقر فترة زمنية مرت على مصر منذ أن خلقها الله.. نحن تحت حكم نظام مجنون مهووس مخبول سادي يُمعن في الانتقام من بلادنا ويتفنن في تضييع ثرواتها وتدمير مقدراتها واهدار الأموال .. لله الأمر من قبل ومن بعد..”.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=800003019190470&set=a.257588296765281

الناشر السابق عبدالسلام بشندى قال: “بلادنا تحت الاحتلال ومن الطبيعى أن يقوم المحتل بتشويه الرموز الوطنية… هذه شهادة فخر فى حق الرجل.”.

وأضاف الطبيب د. مصطفى جاويش “القيادات المشهورة لها مواقف معروفة ومن الصعب تزويرها….ولكن د.محمود عزت فك الله اسره، كان من قيادات الظل المؤثرة وتولى مهمة نائب المرشد العام منذ الانقلاب وحتى اعتقاله ..وبالتالى فإن التزوير والتزييف من الأمور السهلة ….والله غالب على أمره.”.

وعلق حمدي حسن، “إذا اراد الله نشر فضيلة طويت .. قيض لها لسان حسود.. فليفعلوا ما يستطيعون وإن الله عليهم لقدير”.

وكتب جمال علام Gamal Allam ، ثم ذرهم في غيهم يلعبون”.

ود.محمود عزت إبراهيم، اعتقـل عام 2020 ومحـبوس في زنزانة انفرادي ولا يرى الشمس ولا الهواء خارج زنزانته.

ود.عزت هو الأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق وأحد كبار شيوخ التربية، ذكر أمام المحكمة جانبا مما يتعرض له في محبسه الانفرادي وهو شيخ ثمانيني.

https://x.com/mhammed186/status/1701593511668441485

وكان د. محمود عزت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية وولد في 1944 بمصر الجديدة، القاهرة وهو صاحب بحوث بمجال مقاومة عدوى المستشفيات في مصر وبريطانيا كما أنه صاحب بحوث في الأمراض الوبائية بمصر.

وشغل منذ سبتمبر 2013، منصب القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وزنزانته لا تهوية لها، يرمى له الطعام من فتحة الباب، ولا يسمح بزيارته ولا لقاء المحامين.

من كلمات الدكتور محمود عزت : “لن نساوم على المبادئ والغايات مهما كانت التضحيات”..

 

*بيروقراطية وقوانين قديمة واجراءات معقدة…العدالة الناجزة الحلم المستحيل فى زمن الانقلاب

العدالة الناجزة حلم مستحيل تحقيقه فى زمن الانقلاب سواء من خلال الميكنة، أو من خلال زيادة عدد الدوائر القضائية .

مشكلة الخبراء تعد واحدة من أهم العراقيل التى تعوق تحقيق هذا الحلم، فعدد الخبراء قليل بالنسبة للقضايا التى تعرض أمامهم، وبالتالى أصبحوا أحد أهم أسباب تأخر الفصل فى القضايا، وهو ما زاد من معاناة المتقاضين الذين تظل قضاياهم معروضة أمام المحاكم سنوات طويلة.

الخبير

حول هذه الأزمة  قالت الحاجة نوال 60 عامًا : أنا بنت وحيدة ولدى شقيقان، وبعد وفاة والدى انتظرت حتى بدأ  أشقائى فى تقسيم التركة التى كانت تقدر بملايين حينها أرضًا زراعية وعقارات بخلاف أرصدة البنوك، لكنى فوجئت برفض أشقائى إعطائى حقى فى الميراث، وحدثت خلافات بيننا تدخل فيها الأهل وكبار القرية، إلا أنهم رفضوا بحجة أن البنت لا ترث، فلجأت للقضاء كى أحصل على حقى، ومنذ أكثر من 3 سنوات والقضية فى المحكمة، وفى كل مرة تتعطل بسبب الخبير، الذى حدد جلسات معى ومع أشقائى إلا أنهم لا يحضرون، وانتهى الأمر بإعادة القضية للمحكمة مرة أخرى، ثم عادت للخبير بعد جلسات استمرت لأشهر، وفى يوم المعاينة حدثت مشاجرة وتعدى شقيقى عليّ وعلى نجلى الأكبر وحاول منع الخبير من المعاينة، فما كان منه إلا أن تركنا بعد أن سجل ما حدث لتعود القضية للمحكمة مرة ثالثة.

تزوير وصية وعقود ملكية

وقالت ماجدة صاحبة قضية نزاع على الإرث : بقالى 5 سنين فى المحاكم عشان أخذ ورثى من شقيقى الوحيد الذى استولى على أملاك والدى بعد وفاته وحرمنى حقى، وقام بتزوير وصية وعقود ملكية بالأرض وبيت العائلة وعقار آخر، فأقمت دعوى قضائية للحصول على حقى وإثبات تزويره، ولكن القضية تعطلت كثيرًا بسبب الخبير وتلاعب شقيقى حتى فقدت الأمل مع الحصول على حقى.

طلاق وتبديد

وقال عمر 35 عامًا موظف بأحد البنوك : زوجتى رفعت قضيتى طلاق وتبديد بعد أقل من عام من زواجنا، رغم انى أحسنت معاملتها من اليوم الأول وقمت بتجهيز شقتنا كاملة ولم أكلف أهلها أى شىء، وبرغم ذلك تمردت على حياتها وملأ الطمع قلبها وقررت مع أهلها إقامة دعوى الطلاق والحصول على المؤخر، والأثاث والذهب وكل شيء .

وأضاف : ليس ذلك فحسب بل كانت تنوى إلحاق الضرر بى فى عملى بعدما صدر ضدى حكم فى قضية التبديد، فاقمت دعوى استئناف على الحكم، وأمرت المحكمة بعرض القضية على الخبير لمعاينه العفش ومطابقته مع قائمة المنقولات، وتكرر الأمر 3 مرات وهى ترفض استلام المنقولات برغم أن قرار الخبير فى كل مرة أنه مطابق ولكن رفضها الاستلام يعيد القضية من البداية.

وتابع : فى كل مرة كنت أنقل العفش فى سيارة وأحضر عمال للمحكمة فى مكان مخصص لمعاينة الخبير، الذى قام فى الثلاث مرات بالمعاينة ولكن رفض الزوجة الاستلام يعيد القضية، ولا يعتد بتقرير الخبير الذى يقول إن الأثاث مطابق للقائمة، فلماذا يتم انتداب الخبير إذا كان تقريره لا يعتد به؟

إصلاح المنظومة التشريعية

فى هذا السياق قالت الدكتورة إلهام المهدى، المحامية، إن تقارير الخبراء تُعَدُّ جزءًا أساسيًا من منظومة العدالة، حيث تعتمد المحاكم عليها فى الفصل فى العديد من القضايا الفنية والمعقدة. ومع ذلك، تواجه هذه التقارير تحديات كبيرة تؤثر على سرعة وكفاءة إعدادها، ما ينعكس سلبًا على سير العدالة، موضحة أن هذه التحديات ترجع إلى عدة عوامل، أبرزها القوانين القديمة التى لم تعد ملائمة للتطورات الحالية، والإجراءات البيروقراطية المطولة، وغياب الأدوات الحديثة .

وشددت إلهام المهدى فى تصريحات صحفية على أن إصلاح المنظومة التشريعية وتطوير آليات عمل الخبراء يُعَدُّ أمرًا ضروريًا لضمان تحقيق العدالة بكفاءة وفعالية. 

وأضافت أن الخبراء يواجهون فى عملهم عدة صعوبات منها: قلة عدد الخبراء المتخصصين فى مختلف المجالات ما يؤدى إلى تراكم القضايا وتأخير إعداد التقارير، مؤكدة أن عدد الخبراء فى مصر لا يتجاوز 2700 خبير موزعين على 42 مكتبًا فى جميع المحافظات، ما يجعل كل خبير يتعامل مع حوالى 100 قضية أسبوعيًا، وهذا ينعكس سلبًا على سرعة إنجاز التقارير.

وأشارت إلهام المهدى إلى صعوبة بيئة العمل فى مكاتب الخبراء بسبب نقص الموارد والتجهيزات، ما يؤثر على كفاءة وسرعة إعداد التقارير، وكذلك تعدد المهام الموكلة للخبراء: حيث يُطلب منهم تقديم تقارير فى عدة مجالات مثل القضايا الضريبية، العمالية، التجارية، والمدنية، بالإضافة إلى جرائم الأموال العامة والاختلاس. وهذا التنوع والتعدد فى المهام يؤدى إلى زيادة العبء على الخبراء وتأخر إعداد التقارير.

وأوضحت أن الإجراءات القانونية المعقدة تعد أحد العوامل التى تؤثر فى عمل الخبراء حيث تتطلب بعض القضايا إجراءات قانونية معقدة، مثل إخطار الخصوم بموعد محدد ومكان بدء المأمورية، ما يؤدى إلى تأخر الخبير فى القيام بمهامه وإعداد التقرير .

إجراءات معقدة 

واعتبرت إلهام المهدى أن القانون القديم المنظم لعمل الخبراء رقم 96 لسنة 1952 يعد أحد المعوقات، حيث إنه قانون قديم وغير ملائم للتطورات الحالية، ما يؤدى إلى بطء إجراءات إبداء الرأى الفنى وتأخر إصدار التقارير، ما يعرقل سير العدالة، مشيرة إلى أن هذا القانون صدر فى فترة كانت تختلف فيها طبيعة العمل القضائى والاحتياجات الفنية للخبراء مقارنة بالوقت الحالى، ومع التطور السريع فى المجالات التكنولوجية والاقتصادية والقانونية، أصبح هذا القانون غير قادر على مواكبة التغيرات والتحديات الجديدة.

وأوضحت أن هذا القانون يحتوى على إجراءات معقدة وبطيئة فى تنظيم عمل الخبراء، مثل تعيينهم وإدارة أعمالهم، وهو ما يؤدى إلى تعطيل سير القضايا، كما أنه لا يوفر آليات سريعة وواضحة لحل النزاعات المتعلقة بتقارير الخبراء أو الاعتراضات عليها، بالإضافة إلى أنه لا يتضمن نصوصًا تعالج التطورات الجديدة فى القضايا الفنية المعقدة، مثل تلك المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة أو الجرائم الإلكترونية.

وطالبت إلهام المهدى بضرورة تحسين أحوال الخبراء وتحديث القانون وإعادة صياغته ليعكس التطورات الحالية فى المجالات القانونية والفنية وإدخال التكنولوجيا لتسريع الإجراءات مثل أنظمة إدارة القضايا إلكترونيًا، وإصلاح البيروقراطية لتبسيط الإجراءات وتقليل الوقت المستغرق فى إتمام المهام المرتبطة بتقارير الخبراء.

 

* الهيئة العامة للاستعلامات المصرية “تُخفّف” بيان رد على “التواجد العسكري” في سيناء

ببيان يغلب عليه طابع التحدي وإظهار الاستقلالية، ردت هيئة الاستعلامات، أمس، على ما نشرته بعض وسائل الإعلام الأجنبية بشأن تكثيف القوات المسلحة وجودها في سيناء، قبل أن تستبدله بعد دقائق ببيان أخف لهجة يملؤه التوافق.

في بيانها الأول، شددت «الهيئة» التابعة لرئاسة الجمهورية، على أن وجود الجيش المصري في سيناء أو في غيرها من الأراضي المصرية «يخضع لما تراه قيادته العليا من ضرورات واحتياجات للحفاظ على الأمن القومي المصري أو لحمايته، في كل شبر من أرض مصر». معتبرة أن الإبادة الدائرة في قطاع غزة لأكثر من عامين، وعلى بعد أمتار من حدود مصر الشرقية، توجب على القوات المسلحة المصرية «التحسب والتأهب بكل قدراتها وخبراتها لأي احتمالات تمس الأمن القومي للبلاد وسيادتها على كامل أراضيها».

لكن هذا البيان حُذف من صفحة الهيئة بعد دقائق، لتنشر نسخة «مخففة» منه، بررت فيها وجود القوات المسلحة في سيناء بـ«تأمين الحدود ضد كل المخاطر بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب»، مؤكدة أن ذلك يجري في إطار من التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام، «التي تحرص مصر تمامًا على استمرارها، في ظل أنها على مدار تاريخها لم تخرق معاهدة أو اتفاقًا».

مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حسام بهجت، كان أول من نشر عن حذف الهيئة لبيانها واستبداله بنسخة مخففة، والذي لم توضح الهيئة سببه.

بيان هيئة الاستعلامات، بنسختيه «المخففة» و«المشددة»، جاء على خلفية ما نشره موقع «أكسيوس»، أمس، نقلًا عن مسؤول أمريكي، ومسؤولين إسرائيليين، حول طلب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من إدارة ترامب الضغط على مصر لتقليص وجودها العسكري الأخير في سيناء، وسط مزاعم أن مصر تنشئ بنية تحتية عسكرية بعضها يمكن استخدامه لأغراض هجومية في مناطق لا يسمح فيها إلا بالأسلحة الخفيفة بموجب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. 

قبل يومين من تقرير «أكسيوس»، وبعد تقرير من هيئة البث الإسرائيلية، نقلت تغطيات إعلامية، أحدها في «سكاي نيوز عربية»، عمّا قالوا إنه تقارير رسمية إسرائيلية، أن نحو 100 طائرة مسيرة بعضها مزود بأسلحة، تسللت إلى الأراضي المحتلة من سيناء، خلال الشهر الماضي، في عمليات لم تنجح قوات الاحتلال وحرس الحدود في إحباط معظمها.

بيانات هيئة الاستعلامات المصرية، وهيئة البث الإسرائيلية، تأتي استمرارًا لتصعيد إعلامي بين الجانبين، على خلفية ما يظهر كتوتر دبلوماسي بينهما، مع استمرار محاولات تل أبيب لطرح سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وسط تأكيدات علنية من القاهرة على رفض تلك السيناريوهات والضغوط المصاحبة لها، مع إشارة عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، إلى أن اتفاقية السلام مهددة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

ما يظهر كحرب خطابية وتوترات دبلوماسية لم يمنع الإدارة المصرية من تدشين اتفاق في أغسطس الماضي، بقيمة 35 مليار دولار، تضاعف بموجبه القاهرة وارداتها من الغاز الإسرائيلي، بحلول 2040، والذي قال إعلام إسرائيلي إن نتنياهو أمر بعدم إتمامه إلا بموافقة شخصية منه، ردًا على انتهاك مصر لاتفاقية السلام وتعزيزها تواجدها العسكري في سيناء، وذلك رغم تأكيد رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، إن الاتفاق لن يؤثر على قرار مصر السياسي. 

 

* قنصل مصر السابق لدى إسرائيل: احتمالات الصدام العسكري مع تل أبيب ضعيفة لكن التطورات قد تفجر الموقف

قدّر السفير رفعت الأنصاري، قنصل مصر السابق لدى إسرائيل، أن احتمالات تصاعد المواجهة بين القاهرة وتل أبيب إلى صدام عسكري تبقى ضعيفة في المرحلة الراهنة، غير أن “المعطيات قد تتغير بسرعة”.

وقال الأنصاري، ، إن “سيناريو رغبة الدولتين في تجنب التصعيد العسكري دقيق حتى الآن، لكن لا توجد ضمانات مطلقة”، موضحًا أن “الاحتمالات ضئيلة لكن قائمة، وقد يؤدي أي تهور إلى تطور غير محسوب”.

وأشار الدبلوماسي المصري إلى تهديدات إسرائيل الأخيرة للدول التي قد تستضيف قيادات حركة حماس، قائلاً: إسرائيل ذكرت تركيا صراحة في هذه التهديدات، فجاء الرد قاسيا من أحد المسؤولين الأتراك الذي قال بوضوح إنه في هذه الحالة ستمحى إسرائيل من الخريطة”.

وأضاف الأنصاري أن القاهرة لم تُذكر بالاسم في التهديدات الإسرائيلية، لكنها اتخذت “إجراءات مضاعفة لتأمين قيادات حماس على أراضيها”، تحسبًا لأي طارئ.

ويأتي هذا التصريح في وقت وسّعت فيه إسرائيل نطاق هجماتها خارج غزة، لتشمل سوريا ولبنان وإيران، وصولًا إلى محاولة فاشلة لاستهداف وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة.

 

*مقترح مصر لتشكيل قوة دفاع عربية على غرار الناتو يُواجَه بالرفض في قمة الدوحة

كشف دبلوماسيون مصريون لموقع ميدل إيست آي أنّ رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي خرج من قمة الدوحة “محبطاً بشدة” بعد أن رفضت دول الخليج مقترحه بتأسيس قوة دفاع عربية على غرار حلف الناتو. وأوضح الكاتب أنّ الخطة المصرية هدفت إلى إنشاء تحالف سريع الاستجابة يحمي الدول الأعضاء من التهديدات الخارجية، خصوصاً من إسرائيل.

وذكر ميدل إيست آي أنّ وزير خارجية السيسي بدر عبد العاطي قدّم المقترح لنظرائه الخليجيين باعتباره خطوة دفاعية لحماية المنطقة بعيداً عن الاعتماد على القوى الأجنبية. غير أنّ قطر والإمارات اعترضتا عليه بشكل رئيسي، فيما طالبت السعودية بتولي القيادة العسكرية، وهو ما رفضته القاهرة مؤكدة أنّ خبرتها الطويلة تجعلها الأجدر.

وقّعت السعودية بعد أيام اتفاقية دفاع متبادل مع باكستان النووية، وسط تصاعد المخاوف الخليجية من تراجع قدرة واشنطن على كبح عدوانية إسرائيل. كما استبعدت دول الخليج إدماج إيران أو تركيا ضمن أي تحالف، واختارت حصر الأمر في مجلس الدفاع الخليجي.

غادر السيسي الدوحة وهو يشعر بالعزلة، إذ كان يأمل في موقف عربي حاسم يرفض تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء. لكن مخرجات القمة اقتصرت على بيانات دعم وإدانة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة.

أشار دبلوماسي مصري آخر إلى أنّ وفداً قطرياً عاد من واشنطن برسائل مفادها أنّه لا ينبغي اتخاذ أي قرارات ضد إسرائيل، وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستتولى احتواء الأزمة وكبح بنيامين نتنياهو. وساندت الإمارات بقوة هذا التوجّه، ما وضع الدول الأخرى في موقف حرج ودفعها للاكتفاء بالرهان على الضغط الأمريكي.

أبرز بيان القمة الانقسامات العربية، إذ أدان الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لكنه لم يقدّم خطوات عملية. واعتبر محلل سياسي أنّ رفض مقترح السيسي كشف “انقسامات عميقة داخل العالم العربي حول كيفية مواجهة إسرائيل”، مضيفاً أنّ القرار اقتصر على عقد اجتماع لمجلس الدفاع الخليجي، ما مثّل رسالة واضحة للقاهرة بعدم استعداد الخليج لدعمها.

جاءت هذه التطورات بينما صعّد السيسي خطابه فوصف إسرائيل بـ”العدو”، في سابقة منذ توليه الحكم عام 2014، وهو ما عكس إدراكاً متزايداً للتهديد مع تصاعد المخاوف من استهداف قادة حماس في القاهرة أو تهجير الفلسطينيين نحو سيناء.

أعاد المقال التذكير بأنّ معاهدة الدفاع والتعاون الاقتصادي الموقعة في القاهرة عام 1950 نصّت على مبدأ الدفاع المشترك، لكنها تعثرت بفعل الخلافات السياسية والتباينات الإقليمية. وفي 2015 حاولت مصر إحياءها عبر مقترح قوة عسكرية عربية موحدة، لكن الخلافات حول القيادة والتمويل أعاقت التنفيذ.

اليوم، يجد السيسي نفسه في موقف صعب: إسرائيل تواصل توسيع عملياتها، بينما يظل الموقف العربي منقسماً، ما يضع القاهرة أمام تحديات أمنية غير مسبوقة ويضاعف شعورها بالعزلة داخل التحالف العربي.

 

*مع اقتراب زيارة بعثة صندوق النقد..حكومة الانقلاب تقرر رفع أسعار الغاز والوقود والكهرباء والمياه

مع اقتراب زيارة بعثة صندوق النقد الدولى إلى القاهرة لمراجعة ما يسمى ببرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى يتبناه عبدالفتاح السيسي لتجويع المصريين..تسابق حكومة الانقلاب الزمن لرفع أسعار الوقود والغاز والكهرباء والمياه وهو ما سيؤدى إلى موجة غلاء غير مسبوقة فى أسعار السلع والمنتجات فى الأسواق المصرية .

يشار إلى أن حكومة الانقلاب تسعى لاستكمال المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامجها مع صندوق النقد الدولي قبل نهاية العام، تمهيدًا لصرف نحو 2.4 مليار دولار ضمن القرض المقدم من الصندوق والذى يبلغ 8 مليارات دولار .

وكان الصندوق قد أعلن أنه سيرسل بعثة إلى القاهرة في الخريف لمتابعة التقدم في إصلاحات حكومة الانقلاب المالية والاقتصادية وفق تعبيره.

أسعار الغاز

فى هذا السياق تعتزم حكومة الانقلاب إصدار قرار وشيك بزيادة أسعار الغاز للمصانع بواقع دولار إضافي للمليون وحدة حرارية، للصناعات التي تعتمد على الغاز الطبيعي.

وقالت مصادر مسئولة إن القرار تم اتخاذه وينتظر النشر في الجريدة الرسمية لتفعيله، مشيرةً إلى أن سعر الغاز وفقًا لمؤشر البورصة العالمية عند 12 دولارًا للمليون وحدة حرارية، فيما وصل الحد الأدنى لسعر الغاز للمصانع إلى 5.75 دولار.

وأشارت المصادر إلى أن القرار يسري على كافة القطاعات، منها الأسمدة الآزوتية وغير الآزوتية، والبتروكيماويات، والحديد، والطوب.

وزعمت أن حكومة الانقلاب تسعى للعودة للإنتاج مجددًا لسد الطلب المحلي وتقليل الاستيراد، بل والعودة للتصدير خلال السنوات الخمس المقبلة.

البنزين والكهرباء والمياه 

وحول أسعار الوقود والمياه والكهرباء قالت المصادر إن تراجع معدلات التضخم سيساعد حكومة الانقلاب في ضبط الموازنة العامة عبر الوصول إلى سعر التكلفة وضبط مخصصات الدعم خلال الفترة المقبلة، زاعمة أن هذا التوجه يأتي في إطار خطط أوسع لتحقيق استقرار مالي مستدام.

وأضافت : أن الفترة المقبلة قد تشهد زيادات جديدة في أسعار عدد من المرافق والخدمات، من بينها البنزين بنسبة 10% لاسترداد التكلفة الفعلية.

وأوضحت المصادر أن لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية ستجتمع نهاية الشهر الجاري لإقرار الزيادة، فيما زعم مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب أن هذه الزيادة قد تكون الأخيرة.

وأشارت إلى أن ارتفاع تكلفة إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي سيدفع حكومة الانقلاب إلى مراجعة أسعار الكهرباء، إما خلال شهر أكتوبر المقبل أو مع نهاية العام.

 وتوقعت المصادر أن تشمل المراجعات المرتقبة أيضًا أسعار مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، في ضوء ارتفاع تكلفة الإنتاج وتزايد التحديات المرتبطة بالشح المائي وفق تعبيرها .

 

* إصابات وحوادث في أول يوم دراسي

شهد اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في مصر سلسلة من الحوادث المؤلمة التي طالت الطلاب والمعلمين على حد سواء، وأثارت قلق أولياء الأمور وغضبهم، لما اعتبروه دلالة واضحة على ضعف البنية التحتية للمدارس، وقصور إجراءات السلامة داخلها.

ففي الوقت الذي كان يفترض أن يكون اليوم مناسبة للبهجة والعودة إلى مقاعد الدراسة، تحوّل في بعض المدارس إلى يوم إصابات وإرباك، ما وضع وزارة التربية والتعليم تحت ضغط التساؤلات والمساءلات.

سقوط طالبة في الوادي الجديد

الحادث الأبرز وقع في مدرسة علي بن أبي طالب بمدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، حيث أصيبت طالبة بإصابات متعددة بعد سقوطها من الطابق الثاني داخل المدرسة.

وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما أثار الحادث حالة من الفزع بين زميلاتها والمعلمين، وأعاد إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها مدارس في أعوام سابقة.

مصدر طبي أوضح أن الطالبة تعاني من كسور وكدمات لكنها مستقرة حتى الآن، مؤكّدًا أنها ستحتاج إلى فترة علاج طويلة.

إصابات بين الطلاب في محافظات أخرى

لم يكن حادث الفرافرة الوحيد هذا اليوم؛ ففي إحدى مدارس محافظة الجيزة أصيب ثلاثة طلاب بجروح طفيفة إثر انهيار جزء من سور داخلي مهترئ أثناء دخولهم ساحة المدرسة.

كما شهدت محافظة البحيرة حالة اختناق جماعي بين مجموعة من التلاميذ نتيجة تسرّب غاز من أحد المعامل غير المجهزة بشكل آمن.

الأهالي الذين هرعوا إلى المدرسة عبروا عن استيائهم من غياب أي إشراف أو صيانة مسبقة، خاصة وأن بداية العام الدراسي كانت معلومة للجميع منذ أسابيع.

معلم يتعرض لحادث داخل الفصل

وفي واقعة أخرى بمحافظة الشرقية، أصيب أحد المعلمين بانهيار مفاجئ أثناء الشرح نتيجة الإرهاق وسوء التهوية داخل الفصل المكتظ بالطلاب.

زملاؤه أكدوا أنه يعاني من أمراض مزمنة كان يفترض أن يُراعى وضعه الصحي، لكن سوء ظروف العمل دفعه للاستمرار حتى سقط أمام طلابه، الذين أصيبوا بحالة من الذعر.

غياب إجراءات السلامة

الحوادث المتكررة تكشف بوضوح غياب معايير السلامة والأمان داخل المدارس، سواء في ما يخص البنية التحتية أو تجهيزات المباني أو حتى الخدمات الطبية الطارئة.

فغياب وحدات الإسعاف المدرسية أو الأطباء المقيمين جعل التدخل في أغلب الحالات يتم عبر الأهالي أو المعلمين.

ويؤكد خبراء التربية أن إهمال هذا الملف لا يقل خطورة عن ضعف المناهج أو نقص المعلمين، لأنه يعرّض حياة الطلاب للخطر المباشر.

وختاما فإن اليوم الأول للدراسة هذا العام لم يكن مناسبة للاحتفال بالعودة إلى مقاعد العلم، بل تحوّل إلى مشهد من الإصابات والحوادث التي أصابت الطلاب والمعلمين، وأثارت حالة من الغضب الشعبي.

ومع غياب الرؤية الواضحة من جانب وزارة التربية والتعليم، تتزايد المخاوف من أن يتكرر سيناريو الأزمات طوال العام، ما لم يتم التحرك بسرعة لوقف نزيف الإهمال ووضع حياة الطلاب في صدارة الأولويات

 

*مصروفات المدارس أول صدمة للطلاب وأولياء الأمور فى العام الدراسى الجديد

مع بداية العام الدراسى الجديد فوجئ الطلاب وأولياء الأمور بارتفاع كبير في مصروفات المدارس خاصة المدارس الرسمية للغات والمتميزة، إلى جانب قرار وزارة تعليم الانقلاب بإلزام أولياء الأمور بشراء الكتب بأسعار تفوق ضعف سعرها المعتاد وهو ما مثل صدمة للأهالى فى أول يوم دراسة

الزيادات في المصروفات تضاعف الأعباء المادية على شريحة واسعة من الأسر غير القادرة على إلحاق أبنائها بمدارس خاصة أو دولية، في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.

كما أن القرار الوزاري بفرض شراء الكتب من المدارس، رغم عدم توفرها ما أثار قلقًا وارتباكًا بين أولياء الأمور . 

اتحاد أولياء الأمور

كان اتحاد أولياء أمور المدارس الرسمية لغات قد أعلن رفضه لتصريحات وزير تعليم الانقلاب بشأن الكتب الدراسية، مؤكدًا أن ما ورد عن إلغاء كتاب المستوى الرفيع غير دقيق، إذ يُحمَّل أولياء الأمور ثمنه مرتين: مرة ضمن بند الكتب، وأخرى كرسوم إضافية وفقًا للقرار 156 لسنة 2025 الخاص بمصاريف البريد. 

وشدد الاتحاد في بيان رسمي على أن هذه المدارس تظل مؤسسات حكومية لا تختلف عن المدارس الرسمية العربية، باستثناء تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، وأن كتاب المستوى الرفيع ظل حتى وقت قريب اختياريًا.

وطالب بتطبيق الاتفاق الأصلي بين أولياء الأمور والوزارة منذ بداية التحاق الطلاب، وتسليم كتب العربي والدين بنفس الطريقة والمصاريف المعتمدة في المدارس الرسمية العربية، وتقديم كتب الرياضيات والعلوم بسعر الترجمة فقط. 

وفيما يخص كتاب المستوى الرفيع، دعا الاتحاد إلى جعله اختياريًا أو تخفيض سعره ليكون في متناول الجميع، منتقدًا بيعه من خلال الوزارة بسعر يفوق السوق الحرة.

كما طالب بإعفاء الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة من المصروفات الدراسية، التزامًا بدور الدولة في دعم هذه الفئات.

ودعا تعليم الانقلاب إلى مراعاة أوضاع الموظفين محدودي الدخل الذين لديهم أكثر من ثلاثة أبناء في هذه المدارس، حيث باتت المصروفات تشكل عبئًا ثقيلًا على موازناتهم. 

المصروفات

حول أزمة المصروفات قالت شيماء عبد الرحمن. ولية أمر تلميذ بالصف الثالث الابتدائي بإحدى المدارس الرسمية المتميزة، وتلميذة بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة تجريبية، أصبحت مطالبة بدفع نحو 4200 جنيه لابني، تشمل 1030 جنيهًا للكتب الدراسية، بينما كانت المصروفات العام الماضي نحو 2700 جنيه، بالإضافة إلى 300 جنيه رسوم بريد. وكانت الكتب تُشترى حينها بسعر يتراوح بين 400 و500 جنيه.

واضافت : أما بالنسبة لابنتي الصغرى، فالمصروفات ارتفعت من 800 جنيه العام الماضي (دون الكتب) إلى 2125 جنيهًا هذا العام، تتضمن 1020 جنيهًا للكتب وحدها. 

عبء اقتصادي

وقالت هدى محمد، والدة تلميذ في الصف الأول الإعدادي بإحدى المدارس الرسمية للغات : تكلفة الكتب وحدها بلغت 1500 جنيه، رغم أنها كانت العام الماضي تُشترى من المكتبات الخارجية بنحو 400 جنيه فقط.

وأضافت : أبناءنا التحقوا بهذه المدارس وفق نظام محدد، وعلى أساسه نظمنا أمورنا المالية، وكنا ندفع زيادات سنوية معلومة لكننا فوجئنا بقرارات تطبَّق بأثر رجعي، ونحن أسر من موظفين وعمال نعتمد على الجمعيات الشهرية لسداد المصاريف. 

وطالبت هدى محمد بقصر تطبيق الزيادات على الطلاب الجدد، ومساواة طلاب المدارس الرسمية للغات بزملائهم في المدارس الحكومية من حيث الحصول على الكتب الموحدة مجانًا. موضحة أن هذه المدارس أنشأتها الوزارة لإتاحة تعليم اللغات ضمن المناهج الوطنية، ولا ينبغي أن تتحول إلى عبء اقتصادي على الأسر. 

قرارات مجحفة

ووصف عمرو علي، ولي أمر ثلاثة تلاميذ بمدارس رسمية للغات، قرارات تعليم الانقلاب بأنها مجحفة وغير مدروسة .

وقال عمرو على : المدارس التجريبية لم تعد خيارًا مناسبًا لأسر الدخل المحدود والمتوسط، بل أصبحت عبئًا يفوق طاقتهم موضحا أنه من المفترض أن تقدّم هذه المدارس تعليمًا أفضل من الحكومي، لكنها تعاني من تدهور في الخدمات، ونقص النظافة، وعدم كفاية المقاعد، وضعف كفاءة بعض معلمي اللغات، فضلًا عن العجز في أعدادهم.

وأضلف: المصروفات ارتفعت من نحو 750 جنيهًا إلى ما يقارب 3000 جنيه، ويُفرض علينا شراء الكتب من المدارس بثلاثة أضعاف سعرها في المكتبات مؤكدا أن وزارة تعليم الانقلاب تعامل أولياء الأمور كمصدر لتحصيل الأموال فقط. 

وحذر عمرو على من أن الأسر تعيش تحت ضغط نفسي واقتصادي متزايد، مطالبًا تعليم الانقلاب بمراجعة قراراتها حفاظًا على استقرار العملية التعليمية. 

مأزق حقيقي

وكشفت مها عمر، مؤسسة اتحاد أولياء أمور المدارس الرسمية للغات على مستوى الجمهورية، أن النشرات الرسمية وُزعت بالفعل على الإدارات والمدارس، إلا أن آليات التنفيذ لا تزال غامضة، إذ لم تصل الكتب إلى المدارس المتميزة رغم بداية الدراسة.

وأكدت مها عمر فى تصريحات صحفية أن أولياء الأمور يواجهون مأزقًا حقيقيًا، موضحة أن بعضهم لديه ثلاثة أو أربعة أبناء في المدارس الرسمية للغات، ويعجزون عن سداد المصروفات، كما أن تحويل الطلاب إلى المدارس الحكومية العربية لم يعد ممكنًا بعد انتهاء فترة التحويلات في منتصف أغسطس الماضى، ما يُلزم الأسر بالاستمرار في النظام الحالي رغم ارتفاع التكلفة. 

وقالت : لا يجوز فرض قرارات جديدة بأثر رجعي على الطلاب المقيدين بالفعل موضحة أن مبدأ العقد شريعة المتعاقدين يقتضي تطبيق أي زيادات جديدة فقط على الطلاب المستجدين في رياض الأطفال، أما إلزام أولياء الأمور بشراء كتاب المستوى الرفيع، بعد أن كان اختياريًا، فهو عبء إضافي. ونطالب تعليم الانقلاب بإعادة حرية الاختيار في هذا الشأن. 

وأشارت مها غمر إلى أن أسعار الكتب التي حددتها تعليم الانقلاب أعلى من مثيلاتها في السوق الحرة، وهو ما يتعارض مع مبدأ مجانية التعليم الذي يكفله الدستور موضحة أن الفارق الأساسي بين المدارس الرسمية للغات والمدارس الحكومية العربية يقتصر على تدريس مادتي الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية، ما يجعل الفروق الكبيرة في المصروفات الدراسية غير مبرّرة. 

وحذرت من أن هذه القرارات تهدد مستقبل التعليم التجريبي، وتؤدي إلى تراجع في مستوى الطلاب الذين قد يُجبرون على التحويل إلى مدارس حكومية عربية نتيجة الضغوط المالية، مشددة على أن الاتحاد يسعى لتوحيد صوت أولياء الأمور وطرح الأزمة أمام الجهات المعنية، على أمل الاستجابة لمطالبهم . 

تهديد ضمني 

وقالت فاطمة فتحي، مؤسسة ائتلاف “تعليم بلا حدود”، إن مكان الكتاب المدرسي هو المدرسة، ولا يجوز معاملته ككتاب خارجي يُشترى من المكتبات، كما يحدث حاليًا.

وأكدت فاطمة فتحى فى تصريحات صحفية أن أزمة شراء الكتب بدأت منذ عهد الوزير الأسبق طارق شوقي، الذي استعان بشركة “لونج مان” وفرض نظام “الحزمة المتكاملة”، والذي ألزم المدارس التجريبية بالحصول على الكتب المترجمة أسوةً بالمدارس الحكومية العربية.

وأوضحت أنه رغم أن القرار الوزاري رقم 285 لم ينص على هذا التعديل، إلا أن وزير تعليم الانقلاب الحالي واصل تطبيقه العام الماضي، وهو مخالف لجوهر التعليم التجريبي، الذي يُعد تعليمًا حكوميًا. 

وأشارت فاطمة فتحى إلى أن وزارة تعليم الانقلاب سبق أن ألغت، في عام 2016، إلزام شراء كتاب “المستوى الرفيع”، إلا أن النظام الحالي أعاد فرضه ضمن الحزمة، ما ضاعف الأعباء المادية على أولياء الأمور. منتقدة تسعير الوزارة لكتبها بأسعار مرتفعة .

واضافت : وزارة تعليم الانقلاب نفسها أقرت بأنها لم تسعّر سوى كتب الرياضيات والعلوم والمستوى الرفيع، ومع ذلك تُباع جميع الكتب بأسعار تتجاوز الألف جنيه في كل مرحلة. 

وقالت فاطمة فتحى : كأم لثلاثة تلاميذ في مدارس تجريبية، أُطالب هذا العام بدفع نحو 4500 جنيه مقابل الكتب فقط، وهو مبلغ يفوق جودة الخدمة التعليمية المقدمة مؤكدة أنه من غير المقبول أن يُلزم أولياء الأمور بدفع هذه المبالغ لقاء كتب مصرية، تُطبع في مطابع حكومية، بعدما كان من الممكن الحصول عليها اختياريًا أو تبادلها بين الطلاب أو استخدام نسخ من الأعوام السابقة . 

وانتقدت التهديد الضمني لأولياء الأمور بتحويل أبنائهم إلى التعليم الحكومي العربي إذا رفضوا دفع ثمن الكتب مع المصروفات، رغم أن الكتاب يجب أن يُمنح مجانًا مثل جهاز التابلت الذي يُوزع على طلاب المدارس الحكومية مؤكدة أن بيان وزارة تعليم الانقلاب لم يقدم حلاً ، بل أعاد التأكيد على تسليم الكتب فقط بعد الدفع بالتقسيط، رغم أن طلاب التعليم التجريبي كانوا يستلمونها سابقًا دون مشاكل تُذكر. 

 

تدريبات النجم الساطع تتخذ من الشال الفلسطيني والدراجات النارية هدفاً ومحاكاة للتعامل مع أحداث مماثلة لـ(7 أكتوبر).. السبت 20 سبتمبر 2025م.. ممدوح حمزة: على الحكومة أن تعترف بفشلها في كل السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية

تدريبات النجم الساطع تتخذ من الشال الفلسطيني والدراجات النارية هدفاً ومحاكاة للتعامل مع أحداث مماثلة لـ(7 أكتوبر).. السبت 20 سبتمبر 2025م.. ممدوح حمزة: على الحكومة أن تعترف بفشلها في كل السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* أمن الدولة يخلي سبيل 20 مواطنًا في قضايا متنوعة

أصدرت نيابة أمن الدولة العليا، الخميس 18 سبتمبر 2025، قرارات بإخلاء سبيل 20 متهمًا ومتهمة على ذمة قضايا متنوعة، بعضها يعود إلى أكثر من 13 عامًا. 

قضايا قديمة تعود إلى 2012
شملت القرارات متهمين في قضايا قديمة، من أبرزها القضية رقم 376 لسنة 2012، التي أُخلي سبيل المتهم فيها أحمد شعبان رشاد عبده، كما امتدت القرارات إلى قضايا لاحقة، مثل القضية رقم 148 لسنة 2017، والمتهم فيها عبد الله ممدوح مصطفى طه أحمد. 

ملفات من 2020 وما بعدها
لم تقتصر الإفراجات على القضايا القديمة، إذ تضمنت أيضًا قضايا معروفة من السنوات الأخيرة، أبرزها القضية رقم 535 لسنة 2020، والمتهم فيها محمد عبد الرازق عبده العناني. كما أُدرجت أسماء بارزة في القضية رقم 65 لسنة 2021، بينهم محمد سليمان محمد الدسوقي، ومحمود رأفت عبد الفتاح محمد حلاوة.

كما شملت القائمة متهمين آخرين في قضايا تعود إلى العام ذاته، مثل القضية رقم 2174 لسنة 2021 والمتهم فيها إسماعيل مراجع عبد الجواد سالم، إلى جانب القضية رقم 2207 لسنة 2021 التي ضمت إسماعيل سعيد عبد العاطي محمد إمام، ويحيى إبراهيم عبد الرحيم شحاتة. 

قضايا 2023 و2024: قرارات موسعة
فيما يخص القضايا الأحدث، أخلت النيابة سبيل عدد من المتهمين على ذمة قضايا عام 2023، بينهم:

  • عبد الله محمد منصور محمد (القضية 2152 لسنة 2023)
  • حسام صلاح محمود أحمد سعد
  • زياد إسماعيل إبراهيم أحمد
  • شريف محمود أحمد الجندي (القضية 3388 لسنة 2023)

أما قضايا عام 2024، فقد تضمنت الإفراج عن:

  • طارق أحمد محمد دسوقي (القضية 717 لسنة 2024)
  • أحمد علي علي محمد السعيد (القضية 3528 لسنة 2024)
  • محمود عبد النبي جمعة علواني (القضية 6171 لسنة 2024)
  • نجلاء محسن علي مغازي (القضية 7169 لسنة 2024) 

قرارات العام الجاري 2025
وعلى صعيد القضايا الأحدث، أُخلي سبيل:

  • كريمة أشرف الأحمدي مصبوبة
  • هدير عادل سيد موسى
  • أحمد محمد أحمد عبد الغني إبراهيم (القضية رقم 3 لسنة 2025)
  • محمد عدلي محمد حامد عبد السميع (القضية رقم 925 لسنة 2025)

 

* “فتح طريق الموت “الإقليمي” مرة أخرى وسط مخاوف السائقين ومخاطر إنشائية قاتلة

أعلنت وزارة النقل مؤخرًا عن إعادة فتح الطريق الإقليمي جزئيًا بعد فترة من الإغلاق بسبب سلسلة من الحوادث المتكررة التي شهدها الطريق خلال الأشهر الماضية.
ويعد هذا القرار خطوة مرحلية تستجيب جزئيًا لمطالب الأهالي الذين عانوا من صعوبات كبيرة نتيجة الإغلاق المستمر، حيث أدى توقف الحركة على الطريق إلى تعطيل مصالحهم اليومية وتكبيد الاقتصاد المحلي مليارات الجنيهات.

كما أثار الإغلاق المتكرر للطرق جدلًا واسعًا حول مستوى الفساد وسوء التخطيط في تنفيذ مشاريع الطرق، وتعرضت الحكومة وعبد الفتاح السيسي ووزير النقل كامل الوزير لانتقادات شديدة من قبل المواطنين ووسائل الإعلام.
ويرتبط هذا الجدل ارتباطًا وثيقًا بالهدر المالي في مشروعات تطوير الطرق، والذي يبدو أنه ينعكس بشكل مباشر على معدلات الحوادث وسلامة المواطنين. 

إحصاءات وأرقام كارثية
تشير التقارير الرسمية إلى أن الطريق الإقليمي كان مسرحًا لعدد كبير من الحوادث اليومية، حيث يبلغ متوسط الحوادث اليومية حوالي 3 إلى 5 حوادث، فيما يصل عدد الحوادث الشهرية إلى نحو 90 حادثة، في حين سجلت الإحصاءات السنوية أكثر من 1,000 حادث.
هذه الحوادث أسفرت عن مئات الإصابات وآلاف المتضررين، مع تسجيل ما يقارب 150 حالة وفاة سنويًا على هذا الطريق وحده.

وتشير البيانات إلى أن المحافظات الأكثر تضررًا من هذه الحوادث تشمل محافظات الوجه البحري والجنوب، حيث يمر الطريق الإقليمي عبر مناطق مكتظة بالسكان ويعاني من ازدحام مروري مستمر، ما يزيد من خطورة الحوادث.
أما من الناحية المالية، فتشير التقديرات إلى أن تكلفة تطوير الطرق المغلقة أو المنهارة تتراوح بين 5 إلى 10 مليارات جنيه سنويًا، وهو مبلغ ضخم يعكس حجم الاستثمار المطلوب لتأمين البنية التحتية للطرق. 

مقارنة بين الأموال المصروفة والنتائج الفعلية
رغم ضخ الحكومة لمليارات الجنيهات في تطوير وصيانة الطرق، إلا أن الواقع على الأرض يظهر فجوة كبيرة بين الأموال المصروفة والنتائج الفعلية.
فالأموال التي أنفقت على تطوير الطريق الإقليمي لم تُترجم بشكل ملموس إلى تحسين مستوى السلامة المرورية أو تقليل الحوادث.

ويشير الخبراء إلى أن التخطيط غير الجيد، وعدم الالتزام بالمعايير الهندسية، وسوء إشراف الجهات المسؤولة على تنفيذ المشروعات، كلها عوامل أسهمت في استمرار حوادث الطرق رغم ضخ الأموال الطائلة. 

انتقادات محددة لتطوير الطرق وأثرها على السلامة
من أبرز الانتقادات التي وُجهت لوزارة النقل والحكومة تتمثل في الآتي:

  • سوء جودة التنفيذ: حيث تم رصد استخدام مواد غير مطابقة للمواصفات في بعض مشاريع الطرق، ما أدى إلى انهيار أجزاء من الطريق بشكل متكرر.
  • غياب الصيانة الدورية: فحتى الطرق التي تم تطويرها تعاني من إهمال الصيانة، مما يزيد من خطر الحوادث.
  • التخطيط غير المستدام: لم تُراعَ في تصميم الطريق الإقليمي معايير السلامة المرورية الحديثة، بما في ذلك تقسيم المسارات، وإنشاء ممرات للطوارئ، وإشارات التحذير.
  • الهدر المالي والفساد: هناك مؤشرات على استغلال الأموال المخصصة للمشاريع في أشكال فساد مختلفة، وهو ما انعكس مباشرة على عدم تحقيق الأهداف المرجوة من تطوير الطرق، خاصة خفض معدلات الحوادث. 

وختاما فإنه يمكن القول إن إعادة فتح الطريق الإقليمي جزئيًا خطوة ضرورية لتخفيف المعاناة عن المواطنين، لكنها ليست حلاً كافيًا لمشكلة الحوادث المتكررة والهدر المالي الكبير.

إن العلاقة بين الأموال المصروفة وسلامة الطرق تظهر فجوة واضحة بين الطموح المالي والنتيجة العملية، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى إدارة مشروعات البنية التحتية في البلاد.

الهدر المالي في تطوير الطرق ليس مجرد قضية اقتصادية، بل له انعكاسات مباشرة على حياة المواطنين وسلامتهم، فكل جنيه مهدور في مشاريع غير فعالة يعادل زيادة محتملة في عدد الحوادث والوفيات والإصابات.

ومن ثم، فإن الإصلاح الحقيقي يتطلب رقابة صارمة على مشروعات الطرق، والالتزام بالمعايير الهندسية، والتخطيط المستدام، لضمان أن تتحقق الأموال المصروفة في النهاية منافع حقيقية تعزز السلامة المرورية وتحد من الخسائر البشرية والمادية.

*تدريبات النجم الساطع تتخذ من الشال الفلسطيني والدراجات الناريه هدفاً ومحاكاة للتعامل مع أحداث مماثلة لـ(7 أكتوبر)

مع انتهاء تدريب (المصري – الأمريكي) المشترك “النجم الساطع 2025” بقاعدة “محـمد نجيب” العسكرية أقصى الشمال الغربي المصري في الـ 10 من سبتمبر الحالي، بمشاركة 44 دولة، منها السعودية ركزت مناورات “النجم الساطع 25” على: مكافحة الإرهاب وتأمين السفارات وإجلاء المدنيين، من خلال تدريبات برية وجوية وبحرية، بالإضافة إلى الأمن السيبراني وعمليات القوات الخاصة.

ورأى بعض المحللين أن المناورات جاءت في سياق إقليمي متوتر بعد أحداث غزة، مما يجعلها رسالة ردع غير مباشرة لأي تصعيد محتمل.

وأضافوا أن وجود قوات متعددة الجنسيات وتدريبات على سيناريوهات واقعية قد يُفسَّر بأنه تحضير لمواجهة تهديدات غير تقليدية، مثل العمليات المفاجئة أو الهجمات المنسقة.

تدريبات ظهرت على السوشيال ميديا:

  1. قتال المدن والاقتحام الليلي

فيديوهات تُظهر وحدات خاصة مصرية وسعودية وأمريكية وهي تقتحم مباني في سيناريوهات تحاكي عمليات تحرير رهائن أو مواجهة عناصر مسلحة ترتدي الشال الفلسطيني كما تفعل المقاومة ويمتطون دراجات نارية (موتوسيكلات) داخل مناطق مأهولة وهو حدث قريب الشبه بأحداث 7 أكتوبر 2023 وعملية طوفان الأقصى. مع استخدام مكثف للذخيرة الحية، والقنابل الصوتية، والطائرات المسيّرة. 

  1. تأمين السفارات وإجلاء المدنيين

تمثيل واقعي لسيناريوهات إجلاء دبلوماسيين من مناطق نزاع، مع مشاركة طائرات هليكوبتر ومركبات مدرعة. وهذا النوع من التدريب يُفسَّر كاستعداد لمواقف مشابهة لما حدث في السودان أو غزة. 

  1. مكافحة التهديدات غير التقليدية

تدريبات على مواجهة هجمات كيميائية وبيولوجية، باستخدام بدلات واقية وأجهزة كشف متقدمة. وبمشاركة فرق طبية عسكرية في سيناريوهات إسعاف ميداني تحت النيران.

  1. الأمن السيبراني والتشويش الإلكتروني

تمارين محاكاة لاختراق أنظمة القيادة والسيطرة، والتعامل مع هجمات إلكترونية على البنية التحتية العسكرية. وظهرت وحدات متخصصة في الحرب السيبرانية من دول مثل الإمارات واليونان. 

  1. الإنزال البحري والبرمائي

مشاهد من تدريبات على الشواطئ تُظهر قوات تنفذ إنزالًا سريعًا باستخدام زوارق هجومية، بدعم من طائرات F-16 ومروحيات أباتشي.

ولفت الانتباه ظهور حاملات طائرات أمريكية من فئة “نيمتز” في البحر المتوسط، وهو أمر نادر في تدريبات إقليمية، ودمج أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل IAMD وباتريوت في سيناريوهات الدفاع عن قواعد عسكرية.

https://www.facebook.com/gor3aa/videos/2505937209786159/ 

قنبلة دخان

وكمساندة للمناورات، هاجمت صحف صهيونية المناروات على سبيل تخوفات من التقارب المصري الاميركي!!

وقالت صحيفة (معاريف) إن الجيشين المصري والأمريكي يقودان تدريبات عسكرية واسعة النطاق بمشاركة أكثر من أربعين دولة من مختلف أنحاء العالم، في إطار مناورة “النجم الساطع 25”. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يثير قلق المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية هو حجم التقارب العسكري المتنامي بين القاهرة وواشنطن، وذلك في ظل توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل على خلفية تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

القيادة المركزية للجيش الأمريكي وصفت المناورة بأنها “خطوة تعزز السلام والأمن في الشرق الأوسط”، مؤكدة أهمية هذا التعاون العسكري متعدد الجنسيات.

وخلال التدريبات، التقطت “إسرائيل “صورًا لطائرة مصرية من طراز F-16 أثناء اقترابها من طائرة تزود بالوقود جوًا من طراز KC-135 تابعة للقوات الجوية الأمريكية، في مشهد وصفته صحيفة معاريف بأنه “تاريخي ويعكس قوة الشراكة العسكرية بين البلدين ودورها في تعزيز الأمن المشترك”.

وفي تصريحات له، قال الفريق أحمد خليفة: “يسعدني أن أكون هنا في مركز التدريب إلى جانب المشاركين من مصر والولايات المتحدة ودول صديقة أخرى. هذه التدريبات المشتركة مهمة للغاية لأنها تتيح تبادل الخبرات والمعارف، وتُحسّن من قدراتنا على العمل معًا في المستقبل. لقد شاركت سابقًا في تدريبات النجم الساطع، وما تعلمته آنذاك ما زال يرافقني حتى اليوم”. 

وقد تلقى خليفة خلال جولته شرحًا مفصلًا حول آلية التخطيط والتنظيم، واطلع على سير التدريبات ميدانيًا، كما التقى بالجنود الأمريكيين وتبادل معهم الحديث، في أجواء وصفت بالإيجابية وتعكس متانة التعاون بين الجيشين.

تضمنت المرحلة الختامية للتدريب تنفيذ مشروع تكتيكى للرماية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة والقوات المشاركة بالتدريب حيث قامت المقاتلات متعددة المهام والهليكوبتر المسلح المضاد للدبابات بالإشتباك وتدمير الأهداف المعادية، كما تم تنفيذ أعمال القصف المدفعى بدقة عالية على كافة الأهداف المخططة، وتم دفع المقدمات الميكانيكية والمدرعة للقوات المشاركة المدعومة بعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات ووسائل وأسلحة الدفاع الجوى لإستكمال تطوير الهجوم وتدمير الأهداف المعادية، وظهر خلال هذه المرحلة التعاون الوثيق بين كافة عناصر تشكيل المعركة والقدرة العالية على المناورة وإستغلال طبيعة الأرض لتنفيذ المهام طبقاً للتوقيتات المحددة ، وأختتمت الفعاليات بتنفيذ عناصر المظلات قفزة الصداقة بأعلام الدول المشاركة بالتدريب.

* القوة العربية المشتركة التي اقترحها السيسي: ضد العدو الخارجي أم الداخلي؟

قبل القمة العربية الإسلامية في الدوحة، ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، القريبة من حزب الله، يوم 13 سبتمبر/أيلول 2025، أن مصر تخطط لإحياء فكرة إنشاء “قوة عربية عسكرية مشتركة”، لتوفير الحماية للدول العربية.

الحديث عن تشكيل هذه القوة العربية المشتركة، تم الربط بينه وبين العدوان الإسرائيلي على قطر الذي استهدف قيادات حماس، فبدا كأن الهدف منها هو مواجهة إسرائيل، أي “العدو الخارجي

بيد أن الفكرة نفسها لم تُطرح سابقا إلا كقوة عربية مشتركة لضرب “العدو الداخلي”، وكان هذا العدو الداخلي، الذي طرح رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الفكرة من أجله عام 2015، هو الحوثيون في اليمن.

أما العدو الداخلي الجديد المحتمل الذي طرحت بعض الدول العربية، مثل الإمارات، الفكرة من أجله فهو حماس والمقاومة في غزة، بحيث تنتشر قوة عربية هناك بحجة حماية غزة تستهدف تحجيم المقاومة.

فهل هذه القوة المشتركة هدفها الدفاع عن أي دولة عربية تتعرض لهجوم إسرائيلي، بعد قصف قطر، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟ أم التدخل في شؤون دول عربية أو غزة؟ وفق تحليل لموقع الاستقلال

وهل يجرؤ السيسي أو القادة العرب على الوقوف ضد تل أبيب وأميركا بمثل هذه القوة؟ وكيف يتم تشكيل قوة عربية مشتركة من دول بعضها مُحتل بقواعد أميركية وأوروبية مثل دول الخليج وبعضها يشارك إسرائيل في القيادة الأميركية للمنطقة (سنتكوم)؟

لماذا لم تُطرح الفكرة؟

كان السؤال بعد هجوم الدوحة وقبل القمة العربية الإسلامية هو: هل ستنجح مصر في دفع مبادرتها لتحالف ناتو عربي ضمن بنودها؟ لكن نتائج القمة المخيبة للآمال والتي لم يرد بها لفظ “قررنا، واقتصار الأمر على الإدانة والشجب، بدد هذا الاحتمال.

فلم يطرح السيسي فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة أمام قمة الدوحة، واكتفي بتحذير العالم من السلوك الإسرائيلي المنفلت والمزعزع للاستقرار في الإقليم بأكمله.

ودافع عن السلام مع إسرائيل قائلا: إنما يجري حاليا يقوض مستقبل السلام، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة، ويهدد الأمن الإسرائيلي

لكن السيسي وصف إسرائيل ضمنا بـ “العدو”، لأول مرة منذ عقود، دون ذكر اسمها ما أثار حالة غضب في إسرائيل

وروج إعلام السلطة في مصر لما قاله السيسي بصفته مختلفا عما ذكره القادة العرب.

وقبل القمة، زعم المذيع القريب من السلطة أحمد موسي أن قمة الدوحة لن تكون للشجب والإدانة بل لقرارات عملية وسيكون لها تأثير كبير في المنطقة والإقليم.

وذكر أنه “يدور في الكواليس دراسة مقترحات كثيرة منها تشكيل تحالف يضم مصر والسعودية وتركيا وباكستان

ووصفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، 13 سبتمبر/أيلول 2025، نتائج القمة بأنها “صفر”، وقالت: إن هذه هي قيمة قادة الدول العربية، أي لا قيمة لهم، فهم في المربع الناقص على خريطة النظام العالمي، لا نفوذ لهم، ولا صوت.

وذلك بعدما قالت إن زعماء الدول العربية والإسلامية سيبحثون في الدوحة، “خطوات قانونية ودبلوماسية” يمكن اتخاذها ضد إسرائيل على خلفية الغارة في قطر.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر عربية ودبلوماسية أن القمة ستكون اختبارا لمكانة قطر في العالمين العربي والإسلامي، ولعمق التعاون معها من قبل دول مؤثرة مثل السعودية والإمارات.

وقال المحلل الإسرائيلي “تسفي بارئيل، في هآرتس، 16 سبتمبر/ أيلول 2025، إن الرسالة الرئيسة للقمة العربية الإسلامية الرئيسة في الدوحة “موجهة إلى الرئيس ترامب

وأشار لوجود عقبتين تعرقلان سعي الدول العربية لوضع إستراتيجيات دبلوماسية ودفاعية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية بعد ضربة الدوحة هما: “عزوف دول الخليج عن استخدام نفوذها لدى الولايات المتحدة، ودعم ترامب لإسرائيل”.

ومع أن خبر تشكيل قوة عربية ضد إسرائيل كان مجرد خبر صحفي منسوب لمصدر مجهول، لا مصدر عربي رسمي، فقد أصاب إسرائيل بالارتباك والذعر، ونشرته صحف إسرائيل باهتمام وناقشه محللون.

 وقال زعيم المعارضة ورئيس الحكومة السابق لابيد: إن ما يتردد عن مقترح مصري لتشكيل قوة عربية يُمثل “ضربة موجعة لاتفاقيات السلام” بين إسرائيل والعرب.

وكتب على منصة “إكس” يقول: “التقرير المتعلق بمقترح مصر إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية يُمثل ضربة موجعة لاتفاقيات السلام، والتي جاءت مباشرة بعد الضربة الموجعة لاتفاقيات إبراهيم

وحذرت وسائل إعلام إسرائيلية من مبادرة إحياء مشروع “القوة العربية المشتركة”، الذي يتضمن إنشاء قوة قوامها نحو 20 ألف جندي، على غرار حلف الناتو، بهدف حماية الدول العربية من الهجمات الخارجية.

قصة القوة ومن يقودها؟

طُرحت فكرة “قوة عربية مشتركة” لأول مرة بجدية في قمة شرم الشيخ العربية، 15 مارس/آذار 2015، بعد تدخل “التحالف العربي” المُشكل من السعودية والإمارات والسودان في اليمن، بمقترح من السيسي.

كان الهدف تشكيل قوة عربية للتدخل السريع، بحجة “مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الإقليمية”، لكن التهديد المقصود كان عربيا داخليا هو الحوثيون في اليمن لا إسرائيل.

وقد وافقت جامعة الدول العربية مبدئيًا، على المقترح، وبدأت مشاورات فنية بين وزراء الدفاع والخارجية.

ورغم أن المبادرة المصرية جاءت في سياق تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة لا سيما مع تنامي نفوذ تنظيمات مثلتنظيم الدولة” وانهيار دول عربية، فإن القوة العربية المشتركة لم ترَ النور عمليًا.

وذلك بسبب غياب توافق إستراتيجي بين الدول العربية المحورية، وضعف آليات التنفيذ والتمويل، وحساسيات سياسية وأمنية بين الأطراف.

وعطلت الخلافات بين الدول (مصر والسعودية وقطر والإمارات) حول آليات القيادة والتمويل والمهام، فكرة المشروع.

فقطر كانت رسميًا من الدول المشاركة في نقاشات إنشاء القوة المشتركة، لكنها أبدت تحفظات مثل: عدم وضوح الهدف: هل القوة ضد الإرهاب، أم ضد إيران، أم للتدخل في دول عربية؟

كما ظهر خلاف قطري مع مصر والإمارات بعد أزمة 2013–2017، وعقب حصار قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر (2017–2021)، انهار عمليا أي حديث عن مشاركة قطر في قوة عربية مشتركة.

وبدلًا من ذلك، عززت قطر تعاونها العسكري مع تركيا وسمحت بتمركز قوات تركية على أراضيها، بالإضافة إلى القاعدة الأميركية الكبرى (العديد).

وبعد حرب غزة (2023-2025)، عاد الحديث في الإعلام العربي عن ضرورة قوة عربية لحماية الأمن القومي العربي، لكن لم يتم طرح الفكرة في قمة الدوحة.

وبرر وزير خارجية مصر السابق محمد العرابي عن عدم تطرق السيسي في كلمته إلى تشكيل القوة العربية المشتركة بأن هناك مناقشات وتنسيقا مصريا سعوديا على أعلى المستويات.

مضيفا أن “عودة التنسيق لتفعيل تلك القوة يحتاج إلى نقاشات ومباحثات بين الدول قبل أن يتم الحديث عنها مرة أخرى في مؤتمر قمة

وقال للتلفزيون الروسي “أر. تي”، 15 سبتمبر/أيلول 2025 أنه يجري التنسيق في الوقت الحالي بين مصر والسعودية وتم تقديم “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة” للجامعة العربية.

ووصفها بأنها “نواة يمكن البناء عليها وصولا إلى توافق عربي وإسلامي، علـى إطار حاكــم للأمن والتعــاون الإقليميين، ووضع الآليات التنفيذية اللازمة، للتعامل مع الظرف الدقيق الذي نعيشه

من يقود “الجيش الموحد”؟

وفقا للخبير العسكري اللواء سمير فرج، قائد السيسي السابق، سيكون لجيش مصر دور كبير في تشكيل هذه القوة ومن يدربها.

وقال لموقع التلفزيون الروسي، 15 سبتمبر 2025، أن رئيس الأركان المصري هو مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون العسكرية، لذا هو من يقود القوة العربية المشتركة حال الموافقة عليها وسيكون رئيس الأركان، أو يتم اختيار قائد من مصر يكون ضابطا برتبة فريق، مع نائب من السعودية، ومجلس قيادة من الدول العربية المشتركة.

لكنه قال: “هناك اتفاقية دفاع مشترك ولم تفعل ولو مرة واحدة، ونتمنى الموافقة على تشكيل القوة العربية المشتركة فالعدوان الإسرائيلي على قطر كشف مدى احتياجنا لهذه القوة

ذكر أن القوة العربية المشتركة تشمل كل الأسلحة، ولها رئاسة أركان وقيادة وستتشكل وفقًا لحجم كل دولة، وإذا حدث أي عدوان تتحرك هذه القوات للدفاع عن الدولة.

ولأن مصر بها أكبر جيش موجود بإمكانيتها وقدراتها وخلفيتها العسكرية، ستشارك على الأقل بفرقة أي بـ 20 ألف جندي.

وبحسب أرقام تقريبية للقوة العسكرية للعرب نقلاً عن موقع “غلوبال فاير باور”، فإنه إذا قرر العرب إنشاء جيش موحد تحت مسمى “الجيش العربي”، سيتكون هذا الجيش من 4 ملايين جندي و9000 طائرة حربية و4 آلاف طائرة هليكوبتر و19 ألف دبابة و51 ألف مدرعة حربية، تقريبا.

وسيبلغ عدد قاذفات الصواريخ 2600 قاذفة صاروخية، بالإضافة إلى 16 غواصة، و900 سفينة حربية.

قوة من دول تحتلها أميركا!

كان الحديث عن تشكيل قوة عربية مشتركة مثار سخرية صحفيين ومحللين عرب تساءلوا: كيف تقوم دول عربية تستضيف قواعد أميركية، أي تحتلها أميركا بتشكيل قوة لحماية نفسها من إسرائيل التي تحميها أميركا؟!

الإعلامي الجزائري أحمد حفصي سخر من الدعوة لتشكيل “ناتو عربي” في وقت تستضيف فيه عدة دول عربية قواعد عسكرية أجنبية! وقال إن 5 دول عربية رفضت مجرد تجميد اتفاقيات التطبيع عقب قصف إسرائيل لعاصمة عربية هي الدوحة خلال تصويت للأمم المتحدة، فكيف تشارك في قوة عربية لحماية قطر أو غيرها؟

وأضاف أن القوة العربية المشتركة التي يتحدثون عنها فيما بينهم “ستنشر في غزة وفق خارطة طريق أميركية إسرائيلية وبمباركة من عواصم عربية وستلعب دور شرطي إسرائيلي في قطاع غزة بعد تهجير سكانه”، أي قوة عربية لمواجهة ما يعده القادة العرب “خطرا داخليا لا خارجيا

الصحفي حافظ المرازي، سخر أيضا، ضمنا، من فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة بينما الدول العربية أصبحت هي وإسرائيل حلفاء عسكريين ضمن “القيادة المركزية للولايات المتحدة” المعروفة اختصارا باسم “سنتكوم”؟!

وأوضح أنه قبل خمسة أيام فقط من مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض عقب فترة رئاسته الأولى عام 2021، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قرارا يوم 15 يناير 2021، بنقل المسؤولية عن التوظيف الإقليمي للجيش الإسرائيلي من “القيادة الأميركية لأوروباالمعروفة باسم “يوروكوم” إلى “سنتكوم

بالتالي تم نقل المسؤولية العسكرية الأميركية مع إسرائيل والتنسيق والمناورات الإقليمية معها من نطاق وعضوية القيادة الأميركية الأوروبية EuroCom إلى القيادة المركزية الأميركية (الوسطى) CentCo، التي تضم الدول العربية.

ومعروف أن القيادة الوسطى (سنتكوم) تنسق وتتعاون عسكريا مع إسرائيل، وقد شارك رؤساء أركان جيوش عربية في اجتماعات في البنتاغون بوجود رئيس الأركان الإسرائيلي، دون اعتراف بلادهم رسميا بإسرائيل أو إقامة علاقات رسمية معها.

ومن بين الدول العربية والإسلامية المشاركة في قمة الدوحة لشجب العدوان الإسرائيلي، 20 دولة عربية أو مسلمة تشترك مع إسرائيل في عضوية واجتماعات ومناورات وتحالفات جيوش دول القيادة الوسطى الأميركية الموجودة بالدوحة.

وكانت إسرائيل الدولة 21 والوحيدة غير العربية أو الإسلامية التي ضمها ترامب لسنتكوم، ليجبر العرب بقواتهم وراداراتهم على التطبيع ولو بعيدا عن الأنظار.

ومقر سنتكوم الحالي في قاعدة “العديد، والتي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن المنطقة التي قصفتها إسرائيل وهي تستهدف قادة حماس، كما أن 5 دول خليجية بها قواعد أميركية.

ما الحل؟

الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد، أوضح أن تشكيل قوة عربية مشتركة ليس جديدا وإذ إنه مطروح منذ عام 2015، وسبقه أيضا الحديث عن قوات درع الجزيرة 2017، وهناك أيضا اتفاقية الدفاع المشتركة، وكلها لا تُفعل.

وأكد لـ”الاستقلال” أن المشكلة هي أنأطر وأدوات تفعيل هذه القوة العسكرية المشتركة غير موجودة بسبب تضارب مصالح الدول العربية فيما يتعلق بالمصالح الاستراتيجية لكل دولة”.

فمثلا هناك دول ترتبط ارتباطا “عضويابالولايات المتحدة الأميركية، ودول ترتبط بها ارتباطا “غير عضوي”، ودول تميل أكثر للشرق من الغرب، أي تميل لروسيا والصين، لذا تشكيل قوى عربية مشتركة يواجه تحديات كثيرة ومحددة أكثر لفعاليتها.

ويوضح الخبير الدكتور “أبو زيد” أن هناك أسبابا أخرى تعرقل تشكيل قوة عربية مشتركة بشكل فاعل وعلى الأرض، وليس على الورق، مثل أن العقائد القتالية للدول العربية تختلف عن بعضها البعض.

فمثلا هناك دول تميل الي العقيدة القتالية الشرقية، ودول تميل للغربية، وبعضها يمزج بين الغربي والشرقي، بالإضافة لاختلاف تسليحها.

كما أن بعض الدول العربية بدأت تميل للمعسكر الأوروبي أي الناتو ولديها قوى ومراكز إقليمية للحلف الأطلسي، وهذه أيضا تمثل تضاربا في العقائد القتالية العربية بما يمنع تشكيل قوى عربية مشتركة أو يحد من تحقيق هذا الهدف.

أيضا تبقي مشكلة التسليح عقبة أمام تشكل قوة عربية مشتركة لأن بعض الدول تسليحها شرقي، وأخرى تسليحها غربي، ومن الصعوبة بمكان التنسيق بين السلاح الغربي والشرقي؛ لأن السلاح الشرقي يركز على “مبدأ الحشد”، والغربي يركز على “الدقة والاقتصاد بالجهد

وحول كيفية حل هذه المشكلة، يرى الخبير الإستراتيجي نضال أبو زيد، بعيدا عن خلافات المصالح العربية، أن الحل الأمثل في مثل هذه الحالة أن يتم إفراز (أخذ) قوة عسكرية من كل دولة عربية والعمل على دمجها مع بعضها البعض لتشكل قوة موحدة أو جيش عربي موحد.

وأن تكون هذه القوة العربية المشتركة بقيادة واحدة، ونصيغ عقيدة موحدة لهذه القوة تمثل كل الدول العربية، أي عقيدة قتالية مستقلة لهذه القيادة العربية المشتركة تكون هجينة بين أكثر من عقيدة قتالية.

وانتهى “الاجتماع الطارئ” للقادة العرب في الدوحة، 15 سبتمبر/أيلول 2025، دون اتخاذ أي إجراءات عملية ضد إسرائيل، ولم يتضمن أي بند من بنوده الـ 20 عبارة “قررنا

واقتصر البيان الختامي على “الدعوةلمراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، دون إلزام الدول بذلك، والدعوة إلى “تنسيق الجهود” من أجل تعليق عضويتها بالأمم المتحدة.

كما دعا البيان الختامي للقمة إلىتعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر”، والتأكيد على إدانة “أي محاولات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني

وعقب القمة، دعا مجلس التعاون الخليجي إلى اجتماع عاجل لمجلس دفاعه المشترك، في الدوحة، من أجل “تفعيل آليات الدفاع الجماعي وقدرات الردع الخليجية

ويسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على دولة قطر وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة.

وتنص الاتفاقية التي أقرها قادة المجلس في المنامة عام 2000، على أن أي اعتداء على إحدى دول الخليج يعد اعتداءً على جميع دوله، وأن على الأعضاء التحرك بشكل فوري، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، لرد العدوان وإعادة الأمن.

على أن تخطر فورًا جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي بوقوع الاعتداء والإجراءات التي يتم اتخاذها.

* ممدوح حمزة: على الحكومة أن تعترف بفشلها في كل السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية

قال المهندس والناشط السياسي ممدوح حمزة، إنه يجب الاعتراف الكامل بفشل كل السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية الآن وليس غدًا.

وأضاف حمزة خلال تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك: «مع الاعتراف بارتكاب أكبر جريمة بطباعة العملة المصرية دون إنتاج ودون احترام لنسبة الطبع إلى الدخل العام».

وتابع: «نحن في مرحلة الانزلاق إلى الإفلاس الناعم ويجب تعيين خبراء ليسوا منافقين ولا هزازي رؤوس ويحترمون مهنتهم في المقام الأول، وهذا كلام الخبراء وليس كلامي».

 

معاريف: انتقادات نتنياهو لمصر للاستهلاك الداخلي والتنسيق الأمني في سيناء مستمر بإشراف إسرائيلي – أمريكي.. الجمعة 19 سبتمبر 2025م.. مصر تعود مجددا كوجهة مفضلة للإسرائيليين في الأعياد

https://marsadpress.net/?p=38948

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*منظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن سجناء سياسيين مرضى

تتواصل التحذيرات الحقوقية بشأن تدهور الأوضاع الصحية لعدد من السجناء السياسيين في مصر، وسط ما تصفه منظمات محلية ودولية بـ”سياسة الإهمال الطبي الممنهج” داخل السجون ومقار الاحتجاز الرسمية.

وتؤكد تقارير حقوقية أن بعض السجناء يواجهون تهديدا مباشرا لحياتهم نتيجة حرمانهم من العلاج، أو تأخر حصولهم على الرعاية الطبية الضرورية، في وقت تتزايد فيه المطالبات بالإفراج الفوري عنهم.

في 15 سبتمبر 2025، قررت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة تجديد حبس الصحافي سيد صابر 45 يوماً على ذمة القضية رقم (6499) لسنة 2024، رغم خضوعه لعملية جراحية في القلب في إبريل/نيسان الماضي. محاميه الذي حضر جلسة التجديد، طالب بإخلاء سبيله بسبب حالته الصحية الحرجة، لكن المحكمة تجاهلت هذه المناشدة.

صابر أُعيد إلى محبسه في سجن العاشر من رمضان بعد فترة قصيرة من نقله إلى المركز الطبي بمجمع السجون، في ظروف يرى حقوقيون أنها تمثل تهديدا مباشرا على حياته، وفق ما ذكره المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وفي القضية نفسها، جدّدت المحكمة حبس المواطنة نورهان السيد أحمد دراز، وهي وكيلة إدارة متقاعدة، لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات في القضية رقم (3528) لسنة 2024. وبحسب ما أورده مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، فقد ألقي القبض على نورهان من منزلها في حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة في أغسطس 2024، وظلت مختفية قسريا 12 يوما قبل أن تظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا.

وتعاني نورهان من ورم في الرحم يستدعي تدخلا جراحيا عاجلا، إلى جانب أمراض مزمنة، منها قصور الغدة الدرقية بعد استئصالها، لكنها تُحرم من الأدوية والأغطية داخل محبسها، ما يضاعف معاناتها ويزيد المخاوف على حياتها.

وفي سياق متصل، حذّرت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان من التدهور الحاد في الحالة الصحية للسجين السياسي أمين عبد الحميد الصيرفي، المحتجز في سجن بدر 3 – قطاع 2.

وأوضحت المؤسسة في بيانها أمس، أن الصيرفي يخوض إضرابا عن الطعام والدواء احتجاجا على ظروف احتجازه القاسية، حيث يتعرض لعزل انفرادي طويل الأمد وحرمان متعمَّد من الرعاية الطبية.

واعتبرت المؤسسة أن استمرار هذه الانتهاكات يمثل خرقا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا)، محمّلة السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن حياته.

كما أعلنت منصة جوار الحقوقية أن المعتقل جهاد الحداد، المهندس والإعلامي البالغ من العمر 44 عاما والناطق الإعلامي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، يعاني من عجز شبه كامل وفقدان القدرة على المشي نتيجة الإهمال الطبي.

وبحسب المنصة، فإن الحداد الذي برز قبل اعتقاله باعتباره أحد أبرز الأصوات الإعلامية المعارضة، يواجه اليوم ظروفاً وُصفت بـ”العقاب الصامت”، حيث تحوّل الحرمان من العلاج والزيارة إلى وسيلة لتدمير حياته داخل محبسه، رغم أنه لم يُدن بأي جريمة.

وتشير تقارير منظمات حقوقية دولية، مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، إلى أن الإهمال الطبي داخل السجون المصرية يمثل نمطا ثابتا منذ سنوات، إذ يُحرم السجناء من الأدوية، ويُؤخَّر نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات المتخصصة، في حين يواجه المصابون بأمراض مزمنة نقصا في المتابعة الصحية. وتؤكد هذه التقارير أن الزنازين تعاني من الاكتظاظ، وضعف التهوية، وسوء التغذية، وأن المرافق الطبية في السجون غالبا ما تفتقر إلى التجهيزات اللازمة، ما يجعل الرعاية مقتصرة على مسكّنات للألم دون علاج فعلي.

الأرقام المتاحة تعكس حجم الكارثة. فقد وثّق ائتلاف المادة 55، وهو تجمع حقوقي مصري، وفاة 296 سجينا في الفترة بين يناير 2020 ويونيو 2024 داخل السجون ومقار الاحتجاز.

كما أشار التقرير نفسه إلى تسجيل 1319 حالة إنكار للرعاية الصحية و533 حالة إهمال طبي خلال الفترة ذاتها. وفي تقرير صدر عن “صحافيات بلا حدود”، قُدّر عدد الوفيات في عام 2024 بما لا يقل عن 50 سجينا سياسيا نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية.

تمثل هذه الانتهاكات، بحسب خبراء القانون الدولي، خرقاً واضحاً لالتزامات مصر بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي ينص على حق كل شخص في الرعاية الصحية حتى داخل أماكن الاحتجاز، بالإضافة إلى مخالفتها للدستور المصري الذي يكفل الحق في الحياة والرعاية الطبية لكل مواطن.

وتطالب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالإفراج الفوري عن السجناء المرضى، أو على الأقل نقلهم إلى مستشفيات متخصصة لتلقي العلاج اللازم، ووقف استخدام المرض أداةً للعقاب السياسي، كما تطالب بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في حالات الوفاة والإهمال الطبي المتكررة داخل السجون، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان التزام السلطات المصرية بالقوانين الدولية وقواعد الأمم المتحدة الخاصة بمعاملة السجناء.

 * تدهور صحي يهدد حياة الصحفيين سيد صابر ونورهان دراز المحبوسين بسجون السيسي بسبب منشور “فيسبوك”

قررت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم بدر، يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، تجديد حبس الكاتب الصحفي سيد صابر لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات في القضية رقم 6499 لسنة 2024، إلى جانب تجديد حبس نورهان السيد أحمد دراز، الموظفة المتقاعدة من مديرية الشؤون الاجتماعية، بنفس المدة على ذمة القضية رقم 3528 لسنة 2024.

ويأتي القرار على الرغم من المطالبات القانونية والحقوقية المتكررة بإخلاء سبيل المتهمين، خاصة مع تدهور حالتهما الصحية داخل محبسيهما، وسط غياب الرعاية الطبية اللازمة. 

الحالة الصحية للصحفي سيد صابر

أكد فريق الدفاع عن صابر، خلال جلسة تجديد الحبس، أن حالته الصحية لا تسمح باستمرار احتجازه، حيث خضع في 25 أبريل 2025 لعملية جراحية دقيقة في القلب نُقل على إثرها إلى المركز الطبي بمجمع السجون، قبل أن يُعاد مجددًا إلى محبسه في سجن العاشر من رمضان.

وأشار المحامون إلى أن صابر ما يزال بحاجة لمتابعة طبية مستمرة، وأن ظروف الاحتجاز الحالية تشكل خطرا مباشرا على حياته. 

نورهان دراز.. اعتقال بسبب منشور

أما نورهان دراز، وهي وكيلة إدارة متقاعدة بمديرية الشؤون الاجتماعية، فقد اعتُقلت في الخامس من أغسطس 2024 من منزلها في حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، وتم اقتيادها إلى مكان مجهول لمدة 12 يوما، لتظهر لاحقا أمام نيابة أمن الدولة العليا في 17 أغسطس من نفس العام.
وخضعت دراز للتحقيقات بسبب منشور على حسابها الشخصي بموقع “فيسبوك”، انتقدت فيه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

ووجهت لها النيابة عدة اتهامات، من بينها: الانضمام إلى جماعة محظورة، وتلقي تمويل خارجي، ونشر أخبار كاذبة، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. 

معاناة إنسانية داخل السجن

منذ ترحيلها إلى سجن العاشر من رمضان للنساء، تعاني نورهان من أوضاع احتجاز وصفتها منظمات حقوقية بالقاسية، إذ يُمنع عنها الدواء والأغطية رغم إصابتها بورم في الرحم يستدعي التدخل الجراحي العاجل.

كما أنها بحاجة مستمرة لأدوية الغدة الدرقية بعد استئصالها، وتعاني إلى جانب ذلك من أمراض مزمنة تتطلب متابعة طبية متواصلة. 

انتقادات حقوقية

عدد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية اعتبرت أن استمرار حبس سيد صابر ونورهان دراز يمثل انتهاكا صارخا للحق في حرية التعبير، ويعكس سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه عبر ملاحقة الأصوات المنتقدة، حتى لو كان اعتراضها مقتصرًا على منشور في موقع تواصل اجتماعي.

كما أبدت منظمات حقوقية تخوفها من أن يؤدي الإهمال الطبي إلى تعريض حياتهما للخطر، داعية السلطات إلى الإفراج الفوري عنهما، أو على الأقل نقلهما لتلقي العلاج المناسب في مستشفيات متخصصة.

 

 * معاريف: انتقادات نتنياهو لمصر للاستهلاك الداخلي والتنسيق الأمني في سيناء مستمر بإشراف إسرائيلي – أمريكي

سلطت صحيفة معاريف العبرية الضوء على طبيعة العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مؤكدة أن الانتقادات التي يوجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للنظام المصري، لا تستهدف مصر بحد ذاتها، بل تأتي بالأساس في إطار خطاب موجه إلى الرأي العام الداخلي في إسرائيل، بهدف سياسي وإعلامي.

وأوضحت الصحيفة أن حالة الجدل الأخيرة بشأن تحركات الجيش المصري في سيناء ونشر قوات إضافية هناك، لا تعني بأي شكل من الأشكال وجود أزمة حقيقية بين الطرفين، مشيرة إلى أن كل تلك التحركات تتم في إطار تنسيق كامل مع الجيش الإسرائيلي، وأن الاتفاقية الأمنية الموقعة منذ عقود بين البلدين لا تزال صامدة، بل تخضع لمراقبة دقيقة من الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في الجانبين. 

انتقادات مفيدة للقاهرة

وتطرقت معاريف إلى أن التصريحات الانتقادية التي أطلقها نتنياهو، بل وحتى قراره بتجميد التقدم في تنفيذ اتفاقية شراء مصر الغاز الإسرائيلي بقيمة 35 مليار دولار، انعكست بصورة غير متوقعة لصالح القاهرة أكثر مما أضرت بها، إذ منحت النظام المصري مساحة مناورة أوسع أمام الرأي العام العربي والإقليمي، وأظهرت مصر وكأنها في موقع قوة لا ضعف. 

تحركات محسوبة ومصالح مشتركة

وأكد التقرير أن الجيش المصري شهد خلال العقد الأخير تطورًا ملحوظًا، سواء على صعيد التكنولوجيا أو التسليح، مع صفقات بارزة مثل الغواصات الألمانية الحديثة. ومع ذلك، شددت الصحيفة على أن هذه التطورات “مدروسة ومراقبة” بدقة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، التي تُعد المورد الأساسي للتسليح المصري، مشيرة إلى أن واشنطن لا تسمح بنقل أي منظومات عسكرية استراتيجية إلى القاهرة من دون تنسيق كامل مع تل أبيب.

وتضيف الصحيفة أن ما يُثار بشأن تكثيف القوات المصرية في سيناء لا يعد خرقًا لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979، لأن الهدف الرئيس من هذه التغيرات الميدانية هو منع تسلل سكان غزة إلى الأراضي المصرية، وليس تهديد إسرائيل. 

شراكة استراتيجية راسخة

وركز التقرير على أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، رغم “برودة السلام” وغياب التضامن الشعبي بينهما، إلا أنها تحمل طابعًا استراتيجيًا متجذرًا، خاصة بعد مرور 45 عامًا على توقيع اتفاقية السلام. فالتعاون يمتد من البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين، إلى التنسيق الاستخباراتي في إفريقيا، مرورًا بالحرب المشتركة ضد تنظيم داعش في سيناء، وصولًا إلى مواجهة إيران كعدو إقليمي مشترك – بحسب وصف الصحيفة. 

أهمية خاصة في الشرق الأوسط الجديد

وختمت معاريف بأن أي هزة في العلاقة المصرية – الإسرائيلية قد تضر بتوازنات إقليمية دقيقة، وأن استمرار التنسيق الأمني والسياسي يظل أولوية لكلا الطرفين، لاسيما في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، والتي تجعل القاهرة وتل أبيب في موقع لا يسمح لهما بتبديد مصالحهما المشتركة، -على حد وصف الصحيفة-.

* معاريف: مصر وتركيا تبرمان صفقات أسلحة ضخمة في ظل التوتر بالمنطقة

تحت عنوان “أخبار سيئة لإسرائيل”، حذرت صحيفة “معاريف” العبرية من خطوة أمريكية كبرى قد تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

وجاء الصدمة متمثلة في موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع محتملة لمصر تشمل نظام صواريخ أرض-جو متطور من طراز (NASAMS)، بتكلفة تقديرية تبلغ 4.67 مليار دولار.

وأبلغت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) الكونجرس الأمريكي بالصفقة، التي تعد من بين الأضخم في تاريخ التعاون العسكري الأمريكي-المصري.

وبحسب التقرير، فإن نظام (NASAMS) — وهو نظام دفاع جوي طوّرته الولايات المتحدة والنرويج — مصمم للتصدي للطائرات المعادية، والطائرات المسيرة، وصواريخ كروز، ما يجعله إضافة استراتيجية للمنظومة الدفاعية المصرية، لا سيما في ظل التهديدات المتنامية من الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى في المنطقة. كما ستوفر الصفقة خدمات دعم هندسي وفني ولوجستي من قبل موظفي الحكومة الأمريكية والمقاولين، لضمان فعالية تشغيل النظام وصيانته.

وفي بيان رسمي، أكدت وكالة التعاون الأمني أن هذه الصفقة “ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تعزيز أمن حليف رئيسي من خارج حلف الناتو، يُمثل قوةً للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المقاول الرئيسي للصفقة هو شركة RTX الأمريكية — إحدى أكبر شركات تصنيع معدات الفضاء والدفاع في العالم من حيث الإيرادات والقيمة السوقية، وأحد أبرز مزودي حلول الأمن السيبراني والاستخبارات — والتي تُصنّع محركات الطائرات، وصواريخ كروز، وأنظمة الدفاع الجوي، والطائرات بدون طيار، والأقمار الصناعية.

ولم تكتف “معاريف” بالحديث عن مصر، بل ربطت بين هذا التطور وتحركات إقليمية موازية، أبرزها الخطوات العسكرية التي تتخذها تركيا، والتي تهدف بدورها إلى تعزيز ترسانتها وترسيخ مكانتها كقوة عسكرية رئيسية في المنطقة.

وكشفت الصحيفة أن تركيا تقترب من توقيع صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار لشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون متطورة من ألمانيا وبريطانيا، بالتوازي مع مفاوضات جارية للحصول على طائرات إف-35 من الولايات المتحدة.

كما كشفت تركيا، خلال معرض أمني في إسطنبول، عن صاروخ باليستي جديد يبلغ مداه الأقصى نحو 1000 كيلومتر، فيما أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاشير، عن وجود مشروع لتطوير صاروخ باليستي يبلغ مداه 2000 كيلومتر.

الرسالة الضمنية للتقرير الإسرائيلي واضحة: المنطقة تشهد تسليحاً غير مسبوق من قبل دولتين جارتَين لإسرائيل — مصر وتركيا — في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتتراجع فيه الثقة بالضمانات الأمنية التقليدية.

وشراء مصر لنظام دفاع جوي متطور مثل (NASAMS) لا يُقرأ فقط كتعزيز لقدراتها الدفاعية، بل كرسالة ردع واضحة لأي طرف قد يفكر في اختراق مجالها الجوي، سواء لاغتيالات أو عمليات استطلاع أو تهريب. وفي سياق التحذيرات المصرية المتكررة من أي استهداف لشخصيات فلسطينية على أراضيها، فإن هذا النظام قد يُستخدم كخط دفاع أولي وأخير ضد أي اختراق جوي إسرائيلي محتمل.

وبالتالي، فإن “الأخبار السيئة لإسرائيل” لا تقتصر على صفقة بيع أسلحة، بل على تحول استراتيجي في البيئة الأمنية المحيطة بها، حيث تتحرك دولتان كبيرتان — إحداهما حليف استراتيجي سابق، والأخرى منافس إقليمي — لبناء منظومات دفاع وهجوم متقدمة، في ظل دعم أمريكي مباشر أو غير مباشر، وهو ما يعيد تعريف مفاهيم الردع والتوازن في الشرق الأوسط

*مصر تعود مجددا كوجهة مفضلة للإسرائيليين في الأعياد

عادت مصر مجددا كوجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين لقضاء العطلات في الأعياد اليهودية لتكون في المرتبة التاسعة في عام 2025، وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام عبرية بأن مصر خرجت من قائمة الـ 10 وجهات سياحية المميزة بالنسبة للإسرائيليين وحلت مكانها قبرص واليونان.

وتحت عنوان “الإسرائيليون يكسرون الروتين”، كشفت صحيفة “معاريف” أن مصر عادت إلى قائمة الوجهات العشر الأولى التي يقصدها الإسرائيليون في عطلاتهم، لأول مرة منذ اندلاع الحرب على غزة.

وأظهر مؤشر جوازات السفر الخاص بعطلات هذا الشهر تحوّلًا ملحوظًا في تفضيلات المسافرين الإسرائيليين، حيث شهدت بعض الوجهات غير المتوقعة قفزات كبيرة في عدد المسافرين إليها، حتى في ظل التحذيرات الأمنية الرسمية. فعلى الرغم من استمرار التحذيرات من السفر إلى مصر، جاءت ضمن أفضل عشر وجهات سياحية، ما يعكس رغبة متزايدة لدى الإسرائيليين في كسر الروتين واختيار وجهات أقل تقليدية.

ولا تزال اليونان وقبرص تحتلان الصدارة، إذ تُوجّه ثلث الرحلات الخارجية الإسرائيلية إلى إحداهما، لكن القصة الأبرز كانت صعود قبرص من المركز السادس في عطلة سبتمبر من العام الماضي إلى المركز الثاني هذا العام. كما سجّلت الولايات المتحدة وتايلاند نموًا ملحوظًا في أعداد المسافرين، لتحلّا في المركزين الثالث والرابع على التوالي، بفضل عوامل عدة، منها إلغاء شرط التأشيرة الأمريكية لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار العطلة المدرسية لأكثر من أسبوعين — من عشية يوم الغفران وحتى نهاية عيدسيمحت توراه” — وهو ما يمنح العائلات مساحة زمنية أطول للتخطيط لرحلات بعيدة.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مقارنة بسيطة مع العام الماضي تُظهر تغييرات جوهرية في ترتيب الوجهات العشر الأكثر شعبية، إذ خرجت إسبانيا والمجر واليابان من القائمة، لتحلّ محلها النمسا وبلغاريا، فيما عادت مصر إلى القائمة لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة، في مؤشر على تحوّل في المزاج العام لدى المسافرين الإسرائيليين، ربما مدفوع برغبة في تنويع الخيارات أو البحث عن وجهات أكثر اقتصادية أو أقل ازدحامًا.

ونشرت “معاريف” الترتيب الكامل لأكثر عشر وجهات شعبية لدى الإسرائيليين خلال عطلة سبتمبر، وجاءت على النحو التالي: اليونان في المركز الأول، ثم قبرص، فالولايات المتحدة الأمريكية، فتايلاند، ثم إيطاليا، وجورجيا، وبلغاريا، فالنمسا، ثم مصر في المركز التاسع، وأخيرًا ألمانيا في المركز العاشر.

 وقال موقع Adif-plus الإخباري الإسرائيلي إنه وفقا لمؤشر Passportcard التابع لشركة تأمين السفر للخارج لقضاء العطلات الطويلة، فقد عاد الإسرائيليون إلى الطيران لكنهم يفضلون الوجهات القريبة، كاليونان وقبرص كوجهتين مفضلتين لقضاء العطلات هذا العام بعد أن خرجت تركيا ومصر وبريطانيا من المراكز العشرة الأولى، فيما قفز معدل الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة منذ إلغاء التأشيرة للإسرائيليين.

*الكويت تفكيك شبكة دولية للقمار الإلكتروني وغسل الأموال تضم 6 مصريين وسوريّا

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أنها تمكنت من كشف وضبط شبكة دولية متورطة في إدارة ألعاب قمار إلكتروني وتحويل عوائدها المالية بطرق غير مشروعة عبر عمليات غسل الأموال داخل البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن انكشاف نشاط الشبكة جاء نتيجة عمليات رصد دقيقة ومتابعة مستمرة للنشاطات المشبوهة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، ما دفع الجهات الأمنية إلى تشكيل فريق تحقيق ميداني وضع خطة محكمة، أسفرت عن ضبط 7 متهمين بينهم 6 مصريين وسوري واحد، جميعهم على ارتباط مباشر بإدارة وتشغيل هذه الأنشطة المخالفة للقانون.

وأظهرت التحقيقات أن الشبكة كانت تعتمد على مجموعة من الشركات كواجهة لتسهيل تحركاتها وإخفاء مصدر الأموال، من بينها شركات للتجارة العامة وتوصيل الطلبات وصالونات صحية ومحلات لبيع الملابس والعطور.

كما تبين أن عمليات غسل الأموال كانت تتم عبر تحويلات مالية قادمة من خارج البلاد ينفذها شخص مقيم في تركيا بمبالغ تصل إلى 25 ألف دينار كويتي في كل مرة أو أقل، قبل أن يعاد إدخال الأموال إلى البلاد وتوزيعها نقدا على عناصر الشبكة بطرق غير رسمية.

وقد بلغ إجمالي المبالغ المضبوطة والمحولة ضمن عمليات الشبكة نحو 153,837.25 دينارا كويتيا.
وأكدت وزارة الداخلية أنه تم التنسيق مع نيابة الأموال العامة، وأحيل جميع المتهمين مع المضبوطات وملف التحريات والشركات المتورطة إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم.

وشددت الوزارة في ختام بيانها على استمرار جهودها في مكافحة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها، مؤكدة أن القانون سيطبق على الجميع بلا استثناء وأن الأجهزة الأمنية ستواصل التصدي لكل من يحاول استغلال موارد الدولة أو الإضرار بأمنها عبر أنشطة غير مشروعة.

* كيف رد المصريون على بشرة مدبولي بزيادة الوقود

أثار قرار الحكومة الانقلابية برئاسة مصطفى مدبولي رفع أسعار الوقود موجة كبيرة من القلق بين المواطنين والخبراء على حد سواء، في ظل استمرار تداعيات السياسات الاقتصادية الفاشلة على حياة المصريين اليومية.

وقال مصطفى مدبولي خلال لقاء مع رؤساء تحرير صحف ومواقع إلكترونية إن الزيادة المقررة في أسعار الوقود المتوقع أن تكون في شهر أكتوبر المقبل قد تكون الأخيرة.

وسابقا أوصت الهيئة العامة للبترول بزيادة أسعار الوقود بنسبة بين 12 و17%، بهدف الوصول لسعر التكلفة مع إلغاء دعم البنزين.

تأتي هذه التوصية لتزيد العبء على الأسر محدودي الدخل، ويزيد من أسعار النقل والخدمات الأساسية، وهو مؤشر على فشل الحكومة في إدارة دعم الطاقة وضبط الأسعار بشكل يحقق التوازن بين الموارد الاقتصادية واحتياجات المواطنين.

يصف نشطاء واقتصاديون هذا الإجراء بأنه خطوة غير مدروسة، تزيد من الغلاء وتؤثر سلبًا على الطبقات المتوسطة والفقراء، ما يفاقم أزمة المعيشة في مصر.

المواطنون أعربوا عن قلقهم البالغ من ارتفاع تكاليف المعيشة، مؤكدين أن الزيادة ستؤثر بشكل مباشر على أسعار النقل والخدمات اليومية.

وقد أشار الكثيرون إلى أن هذه الزيادة ستضغط على ميزانياتهم الشهرية، وتزيد من معدلات التضخم، مما يعكس عجز الحكومة عن حماية المواطنين من تداعيات السياسات الاقتصادية الخاطئة.

فكتب حزب تكنو قراط مصر:

” الهيئة العامة للبترول… ام #صندوق_النقد الهيئة العامة للبترول توصي بزيادة أسعار الوقود بنسبة بين 12 و17%، بهدف الوصول لسعر التكلفة مع إلغاء دعم البنزين والإبقاء على دعم جزئي للسولار”. 

وقال الإعلامي أسامة جاويش:

” بعد جني ثمار الإصلاح الاقتصادي.. مدبولي يُبشر المصريين بزيادة جديدة في أسعار الوقود!!”.

الناشطة رانيا الخطيب:

” هيزود الوقود يعني زيادة اسعار كل حاجة مع دخول المدارس كمان”.

وسخر منير الخطير:

” الزيادة الأخيرة في الوقود وبعدها يوم القيامة”.

يأتي رفع أسعار الوقود في سياق اجتماعي وسياسي متوتر، حيث تزايدت موجات الغلاء في السنوات الأخيرة، وتأثرت الطبقات الفقيرة والمتوسطة بشكل مباشر.

مقارنة بالزيادات السابقة، يرى المحللون أن هذه الزيادة الأخيرة تمثل استمرارًا لسياسات اقتصادية لا تراعي الواقع المعيشي للمواطنين، وتؤدي إلى تراجع الرضا العام عن أداء الحكومة، وفتح الباب أمام احتمالية تصاعد الاحتجاجات الشعبية.

التداعيات المحتملة على الاقتصاد والحياة اليومية

من المتوقع أن يترتب على رفع الوقود زيادة أسعار النقل والسلع والخدمات، ما يضغط أكثر على ميزانيات الأسر.

وقد يؤدي ذلك إلى تحول مزيد من المواطنين إلى دائرة الفقر، وزيادة حالات الاستياء الشعبي، وهو ما يضع الحكومة تحت ضغوط كبيرة لإعادة النظر في قراراتها الاقتصادية قبل أن تتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.

ويؤكد الخبراء ضرورة إعادة النظر في سياسات الدعم، وتحسين آليات ضبط الأسعار، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر تضررًا.

ويشيرون إلى أن الحكومة مطالبة بتحمل مسؤولياتها الاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد حلول مستدامة قبل فرض المزيد من الأعباء على المواطنين، لضمان توازن الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومنع تفاقم الغلاء الذي أصبح يؤثر على حياة ملايين المصريين.

معاريف: انتقادات نتنياهو لمصر للاستهلاك الداخلي والتنسيق الأمني في سيناء مستمر بإشراف إسرائيلي – أمريكي.. الجمعة 19 سبتمبر 2025م.. مصر تعود مجددا كوجهة مفضلة للإسرائيليين في الأعياد

معاريف: انتقادات نتنياهو لمصر للاستهلاك الداخلي والتنسيق الأمني في سيناء مستمر بإشراف إسرائيلي – أمريكي.. الجمعة 19 سبتمبر 2025م.. مصر تعود مجددا كوجهة مفضلة للإسرائيليين في الأعياد

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*منظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن سجناء سياسيين مرضى

تتواصل التحذيرات الحقوقية بشأن تدهور الأوضاع الصحية لعدد من السجناء السياسيين في مصر، وسط ما تصفه منظمات محلية ودولية بـ”سياسة الإهمال الطبي الممنهج” داخل السجون ومقار الاحتجاز الرسمية.

وتؤكد تقارير حقوقية أن بعض السجناء يواجهون تهديدا مباشرا لحياتهم نتيجة حرمانهم من العلاج، أو تأخر حصولهم على الرعاية الطبية الضرورية، في وقت تتزايد فيه المطالبات بالإفراج الفوري عنهم.

في 15 سبتمبر 2025، قررت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة تجديد حبس الصحافي سيد صابر 45 يوماً على ذمة القضية رقم (6499) لسنة 2024، رغم خضوعه لعملية جراحية في القلب في إبريل/نيسان الماضي. محاميه الذي حضر جلسة التجديد، طالب بإخلاء سبيله بسبب حالته الصحية الحرجة، لكن المحكمة تجاهلت هذه المناشدة.

صابر أُعيد إلى محبسه في سجن العاشر من رمضان بعد فترة قصيرة من نقله إلى المركز الطبي بمجمع السجون، في ظروف يرى حقوقيون أنها تمثل تهديدا مباشرا على حياته، وفق ما ذكره المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وفي القضية نفسها، جدّدت المحكمة حبس المواطنة نورهان السيد أحمد دراز، وهي وكيلة إدارة متقاعدة، لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات في القضية رقم (3528) لسنة 2024. وبحسب ما أورده مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، فقد ألقي القبض على نورهان من منزلها في حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة في أغسطس 2024، وظلت مختفية قسريا 12 يوما قبل أن تظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا.

وتعاني نورهان من ورم في الرحم يستدعي تدخلا جراحيا عاجلا، إلى جانب أمراض مزمنة، منها قصور الغدة الدرقية بعد استئصالها، لكنها تُحرم من الأدوية والأغطية داخل محبسها، ما يضاعف معاناتها ويزيد المخاوف على حياتها.

وفي سياق متصل، حذّرت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان من التدهور الحاد في الحالة الصحية للسجين السياسي أمين عبد الحميد الصيرفي، المحتجز في سجن بدر 3 – قطاع 2.

وأوضحت المؤسسة في بيانها أمس، أن الصيرفي يخوض إضرابا عن الطعام والدواء احتجاجا على ظروف احتجازه القاسية، حيث يتعرض لعزل انفرادي طويل الأمد وحرمان متعمَّد من الرعاية الطبية.

واعتبرت المؤسسة أن استمرار هذه الانتهاكات يمثل خرقا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا)، محمّلة السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن حياته.

كما أعلنت منصة جوار الحقوقية أن المعتقل جهاد الحداد، المهندس والإعلامي البالغ من العمر 44 عاما والناطق الإعلامي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، يعاني من عجز شبه كامل وفقدان القدرة على المشي نتيجة الإهمال الطبي.

وبحسب المنصة، فإن الحداد الذي برز قبل اعتقاله باعتباره أحد أبرز الأصوات الإعلامية المعارضة، يواجه اليوم ظروفاً وُصفت بـ”العقاب الصامت”، حيث تحوّل الحرمان من العلاج والزيارة إلى وسيلة لتدمير حياته داخل محبسه، رغم أنه لم يُدن بأي جريمة.

وتشير تقارير منظمات حقوقية دولية، مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، إلى أن الإهمال الطبي داخل السجون المصرية يمثل نمطا ثابتا منذ سنوات، إذ يُحرم السجناء من الأدوية، ويُؤخَّر نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات المتخصصة، في حين يواجه المصابون بأمراض مزمنة نقصا في المتابعة الصحية. وتؤكد هذه التقارير أن الزنازين تعاني من الاكتظاظ، وضعف التهوية، وسوء التغذية، وأن المرافق الطبية في السجون غالبا ما تفتقر إلى التجهيزات اللازمة، ما يجعل الرعاية مقتصرة على مسكّنات للألم دون علاج فعلي.

الأرقام المتاحة تعكس حجم الكارثة. فقد وثّق ائتلاف المادة 55، وهو تجمع حقوقي مصري، وفاة 296 سجينا في الفترة بين يناير 2020 ويونيو 2024 داخل السجون ومقار الاحتجاز.

كما أشار التقرير نفسه إلى تسجيل 1319 حالة إنكار للرعاية الصحية و533 حالة إهمال طبي خلال الفترة ذاتها. وفي تقرير صدر عن “صحافيات بلا حدود”، قُدّر عدد الوفيات في عام 2024 بما لا يقل عن 50 سجينا سياسيا نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية.

تمثل هذه الانتهاكات، بحسب خبراء القانون الدولي، خرقاً واضحاً لالتزامات مصر بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي ينص على حق كل شخص في الرعاية الصحية حتى داخل أماكن الاحتجاز، بالإضافة إلى مخالفتها للدستور المصري الذي يكفل الحق في الحياة والرعاية الطبية لكل مواطن.

وتطالب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالإفراج الفوري عن السجناء المرضى، أو على الأقل نقلهم إلى مستشفيات متخصصة لتلقي العلاج اللازم، ووقف استخدام المرض أداةً للعقاب السياسي، كما تطالب بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في حالات الوفاة والإهمال الطبي المتكررة داخل السجون، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان التزام السلطات المصرية بالقوانين الدولية وقواعد الأمم المتحدة الخاصة بمعاملة السجناء.

 * تدهور صحي يهدد حياة الصحفيين سيد صابر ونورهان دراز المحبوسين بسجون السيسي بسبب منشور “فيسبوك”

قررت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم بدر، يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، تجديد حبس الكاتب الصحفي سيد صابر لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات في القضية رقم 6499 لسنة 2024، إلى جانب تجديد حبس نورهان السيد أحمد دراز، الموظفة المتقاعدة من مديرية الشؤون الاجتماعية، بنفس المدة على ذمة القضية رقم 3528 لسنة 2024.

ويأتي القرار على الرغم من المطالبات القانونية والحقوقية المتكررة بإخلاء سبيل المتهمين، خاصة مع تدهور حالتهما الصحية داخل محبسيهما، وسط غياب الرعاية الطبية اللازمة. 

الحالة الصحية للصحفي سيد صابر

أكد فريق الدفاع عن صابر، خلال جلسة تجديد الحبس، أن حالته الصحية لا تسمح باستمرار احتجازه، حيث خضع في 25 أبريل 2025 لعملية جراحية دقيقة في القلب نُقل على إثرها إلى المركز الطبي بمجمع السجون، قبل أن يُعاد مجددًا إلى محبسه في سجن العاشر من رمضان.

وأشار المحامون إلى أن صابر ما يزال بحاجة لمتابعة طبية مستمرة، وأن ظروف الاحتجاز الحالية تشكل خطرا مباشرا على حياته. 

نورهان دراز.. اعتقال بسبب منشور

أما نورهان دراز، وهي وكيلة إدارة متقاعدة بمديرية الشؤون الاجتماعية، فقد اعتُقلت في الخامس من أغسطس 2024 من منزلها في حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، وتم اقتيادها إلى مكان مجهول لمدة 12 يوما، لتظهر لاحقا أمام نيابة أمن الدولة العليا في 17 أغسطس من نفس العام.
وخضعت دراز للتحقيقات بسبب منشور على حسابها الشخصي بموقع “فيسبوك”، انتقدت فيه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

ووجهت لها النيابة عدة اتهامات، من بينها: الانضمام إلى جماعة محظورة، وتلقي تمويل خارجي، ونشر أخبار كاذبة، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. 

معاناة إنسانية داخل السجن

منذ ترحيلها إلى سجن العاشر من رمضان للنساء، تعاني نورهان من أوضاع احتجاز وصفتها منظمات حقوقية بالقاسية، إذ يُمنع عنها الدواء والأغطية رغم إصابتها بورم في الرحم يستدعي التدخل الجراحي العاجل.

كما أنها بحاجة مستمرة لأدوية الغدة الدرقية بعد استئصالها، وتعاني إلى جانب ذلك من أمراض مزمنة تتطلب متابعة طبية متواصلة. 

انتقادات حقوقية

عدد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية اعتبرت أن استمرار حبس سيد صابر ونورهان دراز يمثل انتهاكا صارخا للحق في حرية التعبير، ويعكس سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه عبر ملاحقة الأصوات المنتقدة، حتى لو كان اعتراضها مقتصرًا على منشور في موقع تواصل اجتماعي.

كما أبدت منظمات حقوقية تخوفها من أن يؤدي الإهمال الطبي إلى تعريض حياتهما للخطر، داعية السلطات إلى الإفراج الفوري عنهما، أو على الأقل نقلهما لتلقي العلاج المناسب في مستشفيات متخصصة.

 

 * معاريف: انتقادات نتنياهو لمصر للاستهلاك الداخلي والتنسيق الأمني في سيناء مستمر بإشراف إسرائيلي – أمريكي

سلطت صحيفة معاريف العبرية الضوء على طبيعة العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مؤكدة أن الانتقادات التي يوجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للنظام المصري، لا تستهدف مصر بحد ذاتها، بل تأتي بالأساس في إطار خطاب موجه إلى الرأي العام الداخلي في إسرائيل، بهدف سياسي وإعلامي.

وأوضحت الصحيفة أن حالة الجدل الأخيرة بشأن تحركات الجيش المصري في سيناء ونشر قوات إضافية هناك، لا تعني بأي شكل من الأشكال وجود أزمة حقيقية بين الطرفين، مشيرة إلى أن كل تلك التحركات تتم في إطار تنسيق كامل مع الجيش الإسرائيلي، وأن الاتفاقية الأمنية الموقعة منذ عقود بين البلدين لا تزال صامدة، بل تخضع لمراقبة دقيقة من الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في الجانبين. 

انتقادات مفيدة للقاهرة

وتطرقت معاريف إلى أن التصريحات الانتقادية التي أطلقها نتنياهو، بل وحتى قراره بتجميد التقدم في تنفيذ اتفاقية شراء مصر الغاز الإسرائيلي بقيمة 35 مليار دولار، انعكست بصورة غير متوقعة لصالح القاهرة أكثر مما أضرت بها، إذ منحت النظام المصري مساحة مناورة أوسع أمام الرأي العام العربي والإقليمي، وأظهرت مصر وكأنها في موقع قوة لا ضعف. 

تحركات محسوبة ومصالح مشتركة

وأكد التقرير أن الجيش المصري شهد خلال العقد الأخير تطورًا ملحوظًا، سواء على صعيد التكنولوجيا أو التسليح، مع صفقات بارزة مثل الغواصات الألمانية الحديثة. ومع ذلك، شددت الصحيفة على أن هذه التطورات “مدروسة ومراقبة” بدقة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، التي تُعد المورد الأساسي للتسليح المصري، مشيرة إلى أن واشنطن لا تسمح بنقل أي منظومات عسكرية استراتيجية إلى القاهرة من دون تنسيق كامل مع تل أبيب.

وتضيف الصحيفة أن ما يُثار بشأن تكثيف القوات المصرية في سيناء لا يعد خرقًا لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979، لأن الهدف الرئيس من هذه التغيرات الميدانية هو منع تسلل سكان غزة إلى الأراضي المصرية، وليس تهديد إسرائيل. 

شراكة استراتيجية راسخة

وركز التقرير على أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، رغم “برودة السلام” وغياب التضامن الشعبي بينهما، إلا أنها تحمل طابعًا استراتيجيًا متجذرًا، خاصة بعد مرور 45 عامًا على توقيع اتفاقية السلام. فالتعاون يمتد من البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين، إلى التنسيق الاستخباراتي في إفريقيا، مرورًا بالحرب المشتركة ضد تنظيم داعش في سيناء، وصولًا إلى مواجهة إيران كعدو إقليمي مشترك – بحسب وصف الصحيفة. 

أهمية خاصة في الشرق الأوسط الجديد

وختمت معاريف بأن أي هزة في العلاقة المصرية – الإسرائيلية قد تضر بتوازنات إقليمية دقيقة، وأن استمرار التنسيق الأمني والسياسي يظل أولوية لكلا الطرفين، لاسيما في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، والتي تجعل القاهرة وتل أبيب في موقع لا يسمح لهما بتبديد مصالحهما المشتركة، -على حد وصف الصحيفة-.

* معاريف: مصر وتركيا تبرمان صفقات أسلحة ضخمة في ظل التوتر بالمنطقة

تحت عنوان “أخبار سيئة لإسرائيل”، حذرت صحيفة “معاريف” العبرية من خطوة أمريكية كبرى قد تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

وجاء الصدمة متمثلة في موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع محتملة لمصر تشمل نظام صواريخ أرض-جو متطور من طراز (NASAMS)، بتكلفة تقديرية تبلغ 4.67 مليار دولار.

وأبلغت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) الكونجرس الأمريكي بالصفقة، التي تعد من بين الأضخم في تاريخ التعاون العسكري الأمريكي-المصري.

وبحسب التقرير، فإن نظام (NASAMS) — وهو نظام دفاع جوي طوّرته الولايات المتحدة والنرويج — مصمم للتصدي للطائرات المعادية، والطائرات المسيرة، وصواريخ كروز، ما يجعله إضافة استراتيجية للمنظومة الدفاعية المصرية، لا سيما في ظل التهديدات المتنامية من الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى في المنطقة. كما ستوفر الصفقة خدمات دعم هندسي وفني ولوجستي من قبل موظفي الحكومة الأمريكية والمقاولين، لضمان فعالية تشغيل النظام وصيانته.

وفي بيان رسمي، أكدت وكالة التعاون الأمني أن هذه الصفقة “ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تعزيز أمن حليف رئيسي من خارج حلف الناتو، يُمثل قوةً للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المقاول الرئيسي للصفقة هو شركة RTX الأمريكية — إحدى أكبر شركات تصنيع معدات الفضاء والدفاع في العالم من حيث الإيرادات والقيمة السوقية، وأحد أبرز مزودي حلول الأمن السيبراني والاستخبارات — والتي تُصنّع محركات الطائرات، وصواريخ كروز، وأنظمة الدفاع الجوي، والطائرات بدون طيار، والأقمار الصناعية.

ولم تكتف “معاريف” بالحديث عن مصر، بل ربطت بين هذا التطور وتحركات إقليمية موازية، أبرزها الخطوات العسكرية التي تتخذها تركيا، والتي تهدف بدورها إلى تعزيز ترسانتها وترسيخ مكانتها كقوة عسكرية رئيسية في المنطقة.

وكشفت الصحيفة أن تركيا تقترب من توقيع صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار لشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون متطورة من ألمانيا وبريطانيا، بالتوازي مع مفاوضات جارية للحصول على طائرات إف-35 من الولايات المتحدة.

كما كشفت تركيا، خلال معرض أمني في إسطنبول، عن صاروخ باليستي جديد يبلغ مداه الأقصى نحو 1000 كيلومتر، فيما أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاشير، عن وجود مشروع لتطوير صاروخ باليستي يبلغ مداه 2000 كيلومتر.

الرسالة الضمنية للتقرير الإسرائيلي واضحة: المنطقة تشهد تسليحاً غير مسبوق من قبل دولتين جارتَين لإسرائيل — مصر وتركيا — في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتتراجع فيه الثقة بالضمانات الأمنية التقليدية.

وشراء مصر لنظام دفاع جوي متطور مثل (NASAMS) لا يُقرأ فقط كتعزيز لقدراتها الدفاعية، بل كرسالة ردع واضحة لأي طرف قد يفكر في اختراق مجالها الجوي، سواء لاغتيالات أو عمليات استطلاع أو تهريب. وفي سياق التحذيرات المصرية المتكررة من أي استهداف لشخصيات فلسطينية على أراضيها، فإن هذا النظام قد يُستخدم كخط دفاع أولي وأخير ضد أي اختراق جوي إسرائيلي محتمل.

وبالتالي، فإن “الأخبار السيئة لإسرائيل” لا تقتصر على صفقة بيع أسلحة، بل على تحول استراتيجي في البيئة الأمنية المحيطة بها، حيث تتحرك دولتان كبيرتان — إحداهما حليف استراتيجي سابق، والأخرى منافس إقليمي — لبناء منظومات دفاع وهجوم متقدمة، في ظل دعم أمريكي مباشر أو غير مباشر، وهو ما يعيد تعريف مفاهيم الردع والتوازن في الشرق الأوسط

*مصر تعود مجددا كوجهة مفضلة للإسرائيليين في الأعياد

عادت مصر مجددا كوجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين لقضاء العطلات في الأعياد اليهودية لتكون في المرتبة التاسعة في عام 2025، وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام عبرية بأن مصر خرجت من قائمة الـ 10 وجهات سياحية المميزة بالنسبة للإسرائيليين وحلت مكانها قبرص واليونان.

وتحت عنوان “الإسرائيليون يكسرون الروتين”، كشفت صحيفة “معاريف” أن مصر عادت إلى قائمة الوجهات العشر الأولى التي يقصدها الإسرائيليون في عطلاتهم، لأول مرة منذ اندلاع الحرب على غزة.

وأظهر مؤشر جوازات السفر الخاص بعطلات هذا الشهر تحوّلًا ملحوظًا في تفضيلات المسافرين الإسرائيليين، حيث شهدت بعض الوجهات غير المتوقعة قفزات كبيرة في عدد المسافرين إليها، حتى في ظل التحذيرات الأمنية الرسمية. فعلى الرغم من استمرار التحذيرات من السفر إلى مصر، جاءت ضمن أفضل عشر وجهات سياحية، ما يعكس رغبة متزايدة لدى الإسرائيليين في كسر الروتين واختيار وجهات أقل تقليدية.

ولا تزال اليونان وقبرص تحتلان الصدارة، إذ تُوجّه ثلث الرحلات الخارجية الإسرائيلية إلى إحداهما، لكن القصة الأبرز كانت صعود قبرص من المركز السادس في عطلة سبتمبر من العام الماضي إلى المركز الثاني هذا العام. كما سجّلت الولايات المتحدة وتايلاند نموًا ملحوظًا في أعداد المسافرين، لتحلّا في المركزين الثالث والرابع على التوالي، بفضل عوامل عدة، منها إلغاء شرط التأشيرة الأمريكية لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار العطلة المدرسية لأكثر من أسبوعين — من عشية يوم الغفران وحتى نهاية عيدسيمحت توراه” — وهو ما يمنح العائلات مساحة زمنية أطول للتخطيط لرحلات بعيدة.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مقارنة بسيطة مع العام الماضي تُظهر تغييرات جوهرية في ترتيب الوجهات العشر الأكثر شعبية، إذ خرجت إسبانيا والمجر واليابان من القائمة، لتحلّ محلها النمسا وبلغاريا، فيما عادت مصر إلى القائمة لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة، في مؤشر على تحوّل في المزاج العام لدى المسافرين الإسرائيليين، ربما مدفوع برغبة في تنويع الخيارات أو البحث عن وجهات أكثر اقتصادية أو أقل ازدحامًا.

ونشرت “معاريف” الترتيب الكامل لأكثر عشر وجهات شعبية لدى الإسرائيليين خلال عطلة سبتمبر، وجاءت على النحو التالي: اليونان في المركز الأول، ثم قبرص، فالولايات المتحدة الأمريكية، فتايلاند، ثم إيطاليا، وجورجيا، وبلغاريا، فالنمسا، ثم مصر في المركز التاسع، وأخيرًا ألمانيا في المركز العاشر.

 وقال موقع Adif-plus الإخباري الإسرائيلي إنه وفقا لمؤشر Passportcard التابع لشركة تأمين السفر للخارج لقضاء العطلات الطويلة، فقد عاد الإسرائيليون إلى الطيران لكنهم يفضلون الوجهات القريبة، كاليونان وقبرص كوجهتين مفضلتين لقضاء العطلات هذا العام بعد أن خرجت تركيا ومصر وبريطانيا من المراكز العشرة الأولى، فيما قفز معدل الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة منذ إلغاء التأشيرة للإسرائيليين.

*الكويت تفكيك شبكة دولية للقمار الإلكتروني وغسل الأموال تضم 6 مصريين وسوريّا

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أنها تمكنت من كشف وضبط شبكة دولية متورطة في إدارة ألعاب قمار إلكتروني وتحويل عوائدها المالية بطرق غير مشروعة عبر عمليات غسل الأموال داخل البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن انكشاف نشاط الشبكة جاء نتيجة عمليات رصد دقيقة ومتابعة مستمرة للنشاطات المشبوهة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، ما دفع الجهات الأمنية إلى تشكيل فريق تحقيق ميداني وضع خطة محكمة، أسفرت عن ضبط 7 متهمين بينهم 6 مصريين وسوري واحد، جميعهم على ارتباط مباشر بإدارة وتشغيل هذه الأنشطة المخالفة للقانون.

وأظهرت التحقيقات أن الشبكة كانت تعتمد على مجموعة من الشركات كواجهة لتسهيل تحركاتها وإخفاء مصدر الأموال، من بينها شركات للتجارة العامة وتوصيل الطلبات وصالونات صحية ومحلات لبيع الملابس والعطور.

كما تبين أن عمليات غسل الأموال كانت تتم عبر تحويلات مالية قادمة من خارج البلاد ينفذها شخص مقيم في تركيا بمبالغ تصل إلى 25 ألف دينار كويتي في كل مرة أو أقل، قبل أن يعاد إدخال الأموال إلى البلاد وتوزيعها نقدا على عناصر الشبكة بطرق غير رسمية.

وقد بلغ إجمالي المبالغ المضبوطة والمحولة ضمن عمليات الشبكة نحو 153,837.25 دينارا كويتيا.
وأكدت وزارة الداخلية أنه تم التنسيق مع نيابة الأموال العامة، وأحيل جميع المتهمين مع المضبوطات وملف التحريات والشركات المتورطة إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم.

وشددت الوزارة في ختام بيانها على استمرار جهودها في مكافحة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها، مؤكدة أن القانون سيطبق على الجميع بلا استثناء وأن الأجهزة الأمنية ستواصل التصدي لكل من يحاول استغلال موارد الدولة أو الإضرار بأمنها عبر أنشطة غير مشروعة.

* كيف رد المصريون على بشرة مدبولي بزيادة الوقود

أثار قرار الحكومة الانقلابية برئاسة مصطفى مدبولي رفع أسعار الوقود موجة كبيرة من القلق بين المواطنين والخبراء على حد سواء، في ظل استمرار تداعيات السياسات الاقتصادية الفاشلة على حياة المصريين اليومية.

وقال مصطفى مدبولي خلال لقاء مع رؤساء تحرير صحف ومواقع إلكترونية إن الزيادة المقررة في أسعار الوقود المتوقع أن تكون في شهر أكتوبر المقبل قد تكون الأخيرة.

وسابقا أوصت الهيئة العامة للبترول بزيادة أسعار الوقود بنسبة بين 12 و17%، بهدف الوصول لسعر التكلفة مع إلغاء دعم البنزين.

تأتي هذه التوصية لتزيد العبء على الأسر محدودي الدخل، ويزيد من أسعار النقل والخدمات الأساسية، وهو مؤشر على فشل الحكومة في إدارة دعم الطاقة وضبط الأسعار بشكل يحقق التوازن بين الموارد الاقتصادية واحتياجات المواطنين.

يصف نشطاء واقتصاديون هذا الإجراء بأنه خطوة غير مدروسة، تزيد من الغلاء وتؤثر سلبًا على الطبقات المتوسطة والفقراء، ما يفاقم أزمة المعيشة في مصر.

المواطنون أعربوا عن قلقهم البالغ من ارتفاع تكاليف المعيشة، مؤكدين أن الزيادة ستؤثر بشكل مباشر على أسعار النقل والخدمات اليومية.

وقد أشار الكثيرون إلى أن هذه الزيادة ستضغط على ميزانياتهم الشهرية، وتزيد من معدلات التضخم، مما يعكس عجز الحكومة عن حماية المواطنين من تداعيات السياسات الاقتصادية الخاطئة.

فكتب حزب تكنو قراط مصر:

” الهيئة العامة للبترول… ام #صندوق_النقد الهيئة العامة للبترول توصي بزيادة أسعار الوقود بنسبة بين 12 و17%، بهدف الوصول لسعر التكلفة مع إلغاء دعم البنزين والإبقاء على دعم جزئي للسولار”. 

وقال الإعلامي أسامة جاويش:

” بعد جني ثمار الإصلاح الاقتصادي.. مدبولي يُبشر المصريين بزيادة جديدة في أسعار الوقود!!”.

الناشطة رانيا الخطيب:

” هيزود الوقود يعني زيادة اسعار كل حاجة مع دخول المدارس كمان”.

وسخر منير الخطير:

” الزيادة الأخيرة في الوقود وبعدها يوم القيامة”.

يأتي رفع أسعار الوقود في سياق اجتماعي وسياسي متوتر، حيث تزايدت موجات الغلاء في السنوات الأخيرة، وتأثرت الطبقات الفقيرة والمتوسطة بشكل مباشر.

مقارنة بالزيادات السابقة، يرى المحللون أن هذه الزيادة الأخيرة تمثل استمرارًا لسياسات اقتصادية لا تراعي الواقع المعيشي للمواطنين، وتؤدي إلى تراجع الرضا العام عن أداء الحكومة، وفتح الباب أمام احتمالية تصاعد الاحتجاجات الشعبية.

التداعيات المحتملة على الاقتصاد والحياة اليومية

من المتوقع أن يترتب على رفع الوقود زيادة أسعار النقل والسلع والخدمات، ما يضغط أكثر على ميزانيات الأسر.

وقد يؤدي ذلك إلى تحول مزيد من المواطنين إلى دائرة الفقر، وزيادة حالات الاستياء الشعبي، وهو ما يضع الحكومة تحت ضغوط كبيرة لإعادة النظر في قراراتها الاقتصادية قبل أن تتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.

ويؤكد الخبراء ضرورة إعادة النظر في سياسات الدعم، وتحسين آليات ضبط الأسعار، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر تضررًا.

ويشيرون إلى أن الحكومة مطالبة بتحمل مسؤولياتها الاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد حلول مستدامة قبل فرض المزيد من الأعباء على المواطنين، لضمان توازن الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومنع تفاقم الغلاء الذي أصبح يؤثر على حياة ملايين المصريين.

هلك جلاد المعتقلين اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون ومساعد وزير الداخلية مجرم عتيد قتل بيده العشرات.. الخميس 18 سبتمبر 2025م.. القتل البطيء في زنازين الانفرادي يؤكد أن ملف المعتقلين ليس مجرد إخفاق إداري أو بطء قضائي بل قمع ممنهج وإجهاض مبادرات العفو

هلك جلاد المعتقلين اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون ومساعد وزير الداخلية مجرم عتيد قتل بيده العشرات.. الخميس 18 سبتمبر 2025م.. القتل البطيء في زنازين الانفرادي يؤكد أن ملف المعتقلين ليس مجرد إخفاق إداري أو بطء قضائي بل قمع ممنهج وإجهاض مبادرات العفو

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*هلك جلاد المعتقلين اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون ومساعد وزير الداخلية مجرم عتيد قتل بيده العشرات

هلك جلاد المعتقلين في سجون السيسي اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون الأسبق، والذي اشتهر بتـعذيب المعتقلين داخل السجون المصرية، هو شخصية أمنية بارزة بعدما شغل عدة مناصب منها رئيس مصلحة السجون ومساعد وزير الداخلية، وعُرف بقسوته بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وأُعلن عن وفاته 17 سبتمبر 2025، وشيعت جنازته من مسجد الشرطة بصلاح سالم وسط حضور رسمي.

توفي، أمس الأربعاء، اللواء حسن إبراهيم محمود السوهاجي، رئيس مصلحة السجون الأسبق ومساعد أول وزير الداخلية، وأُقيمت صلاة الجنازة على الفقيد في مسجد الشرطة بصلاح سالم، بحضور أسرته وعدد من القيادات الأمنية، فيما يقام العزاء مساء اليوم بمسجد الشرطة بمنطقة الدراسة.

التحق اللواء حسن السوهاجي بوزارة الداخلية عام 1979، وتدرج في المناصب حتى تولى مواقع قيادية مهمة، من بينها:

  • مدير أمن سوهاج.
  • مدير أمن أسوان.
  • مدير مباحث العاصمة (القاهرة)
  • مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون.
  • رئيس قطاع الحماية المجتمعية.

حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون الأسبق، صاحب التاريخ الدموي الاجرامي، الذي بدأه منذ العام 1992 حين كان برتبة ضابط مغمور، حينها شرع في صناعة اسمه والتقرب من سلطة القمع بعذابات المساجين. إلى درجة انه “حوكم” بتهمة التعذيب من سلطة تمارس التعذيب!
هلك حسن السوهاجي الذي عذب وأهان الكثير من أبناء الثورة والشرعية، وخاصة كل من له علاقة من قريب أو من بعيد بالإخوان.

قال عنه الدكتور محمد البلتاجي، الذي كان معتقلاً في سجن العقرب، انه قام بتعذيبه وإهانته، بما في ذلك إرغامه على خلع ملابسه وتصويره.

وقال الداعية شريف رمضان عبادي معلقا على هلاكه “مات اليوم طاغوت من طواغيت العصر، مثله مثل حمزة البسيوني، قتل بيده عشرات تحت التعذيب وكان يستمتع بصراخ المعذبين في السجون، وكان يسب الدين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يحقق مع الضحية، مات حسن السوهاجي مسؤول مصلحة السجون في مصر سابقا، بعد رابعة الذي كان يدعي الألوهية وأن مصائر المسجونين بيده..”

وأضاف الأكاديمي رضوان جاب الله “فرعون صغير بين يدي العزيز الجبار، #اللهم_عامله_بعدلك، وفاة اللواء حسن السوهاجي أحد أباطرة التعذيب والشتائم وتسليط الكلاب البوليسية على السجناء السياسيين، وهو مدير مصلحة السجون ومدير أمن أسوان السابق والمشهور بين السجناء السياسيين بالجلاد“.

وأضاف، “ذهبت الرتب وطاحت القوة، ولم تدخل معه السلطة قبره لتمنع عنه العقاب، وصار بين يدي خالق السموات الذي أنذر بالنار من عذب قطة..”.

وقال أحمد والي: “هلاك المجرم اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون السابق، هذا المجرم الملعون ورئيس مباحث مصلحة السجون في عهده اللواء (محمد علي) عجل الله بهلاكه أيضا، كانا سببا في استشهاد وتغريب وتجريد وتعذيب آلاف الشباب في السجون، كلاهما من أنجس وأخس وأحقر الشخصيات يسبون دين الله كما يتنفسون ( سمعت ذلك بأذني منهما ) يستقوون على المعتقلين الضعفاء المقهورين بين أيدي زبانيتهم يتفننون في إيذائهم وتعذيبهم وتشريد أهاليهم من خلفهم بتغريبات السجون التي لم تتوقف  “.

وتابع: “ولي معهما ثأر شخصي أقتصه منهما بين يدي رب العالمين، فأسأل الله ألا يرحمه وأن يسعر قبره نارا وأن يجعل جهنم له دارا، هو وكل من عاونه ورضي فعله، أفلا يتعظ المجرمون، سبحان من له الدوام”.

الحقوقي هيثم أبو خليل وعبر فيسبوك أشار إلى أنه “مات المجرم.. مات الجلاد.. مات أحد زبانية السجون.. مات من قام بتعذيب د.محمد البلتاجي بيديه.. مات من استشهد عشرات المعتقلين السياسيين في سجن العقرب نتيجة التعذيب و نتيجة تعسفه وتعنته وإجرامه وحرمانهم من حق العلاج وحق التريض وحق الزيارة”.

وجدد نعيه قائلا: “مات اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون الأسبق، الموت ليس عقوبة، لكنه بدء المحاكمة عند الحق العدل، وعند الله تجتمع الخصوم، وعلى الصراط اللقاء“.

وعن معرفة مكانية قال هشام خالد: “تسبب في فتنه القبلية في أسوان وتسبب في بهدلة لمعتقلي سجن العقرب من 2015 حتي 2018 وتسبب في بهدلة لمعارضي النظام في أسوان في 2013 و 2014“.

منصة (جِوار – Jewar) الحقوقية قالت: إن “حسن السوهاجي، رئيس مصلحة السجون الأسبق، توفي الأربعاء عن عمر يناهز 70 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

وأوضحت أنه “يُعد السوهاجي مسؤول ملف التعذيب داخل السجون وامتد تاريخه الطويل في اضطهاد رموز الثورة داخل السجون، أشرف بشكل مباشر على مجازر بحق معتقلي برج العرب وسجن العقرب، وكان له سجل أسود في التعذيب بدأ منذ عام 1992 عندما كان ضابطًا صغيرًا، وحُكم عليه عام 1993 بالسجن لتعذيبه معتقل، كما تسبب في مجزرة بين أهالي أسوان أثناء توليه منصب مدير أمن المحافظة.”.

تاريخ حافل من التعذيب بحق المعتقلين:

ونقل القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، الذي كان معتقلاً في سجن العقرب، اتهاماته لرئيس مصلحة السجون السوهاجي ومدير مباحث السجن بتعذيبه وإهانته، بما في ذلك إرغامه على خلع ملابسه وتصويره.

كما نقلت زوجة الصحفي المعتقل محمد البطاوي تصريحات تكذب تصريحات السوهاجي حول تحسين أوضاع السجون، ووصفت السجون بأنها “منتجعات للقتل والتعذيب والقهر وإهانة الأهالي”، مشيرة إلى منع المعتقلين من الملابس والأدوية وتعرضهم للعقوبات في زنزانة التأديب.

وقد وثقت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر سبتمبر 2016 بعنوان “حياة القبور” أوضاعًا قاسية في سجن العقرب، حيث أفادت بأن الزنازين تفتقر إلى الأسرّة، ويُجبر النزلاء على النوم على مصاطب خرسانية، ويُحرمون من الأفرشة، ويعتمدون على بطانيات قليلة أو صناديق كرتونية كبديل.

إلى كل من يمارس الظلم ويعتدي على حقوق الآخرين:

لن تبقى الانتهاكات مخفية إلى الأبد. كل اعتداء على الحقوق الإنسانية سيُكشف عاجلًا أم آجلًا، ولن يجد الظالمون ملاذًا من العقاب أو مساءلة الضحايا، سواء في الدنيا أو في الآخرة. كل ظلم يولد غضبًا وإصرارًا على كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، فالعدالة قد تتأخر لكنها حتمًا قادمة.

حساب على فيسبوك ذكر أن Asmaa Mahmoud “وفاة الـمـجـرم  اللواء حسن السوهاجي رئيس مصلحة السجون بعد فض رابعة.. أشتهر بسب الله ورسوله ﷺ والدين أثناء تعذيبه للمساجين.. وأثناء المرور بالزنازين..بسبب وبدون سبب .. كان يقول للمعتقلين..”ربنا ده برة السجن أنا هنا الله وربكم، عهد إليه التحقيق مع قيادات الإخوان والثورة بعد الانقلاب، قـتـل العـشـرات أثناء التعذيب، عمل مديرا لمباحث حلوان ونائب رئيس مباحث القاهرة، كان أصغر من وصل لمنصب مدير الأمن، حيث عمل مديرا لأمن سوهاج،لدرجة أنه في سوريا  خلال النظام السابق كانوا يشبهون عتاة المجرمين من ضباط الأمن بأنه حسن السوهاجي السوري، حيث أشرف على تدريب كبار الضباط على طرق التعذيب المختلفة.

*القتل البطيء في زنازين الانفرادي.. الصيرفي والبلتاجي يدخلان الشهر الثالث في إضرابهما عن الطعام

كشف نجل المعتقل السياسي أمين الصيرفي عن تعرّض والده ورفيقه الدكتور محمد البلتاجي لعملية “قتل بطيء” داخل زنازينهما الانفرادية، بعد دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام استمر ما يقارب الشهرين. الصيرفي والبلتاجي يواجهان اليوم موتًا بطيئًا، ليس بالرصاص أو المشانق، بل عبر حصار مدروس في زنزانة انفرادية، يُحرم فيه الجسد من الغذاء والدواء، وتُحاصر فيه الروح بالصمت والإهمال. 

من هم المعتقلون؟

أمين الصيرفي هو سكرتير مكتب الرئيس الراحل محمد مرسي، يقبع خلف القضبان منذ عشر سنوات، تحت أحكام قاسية واتهامات سياسية لا تنفصل عن إرث ثورة يناير. أما الدكتور محمد البلتاجي، فهو أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وواحد من أبرز وجوه الميادين في 2011. سنوات طويلة قضاها الرجلان بين جدران الزنازين، واليوم يجدان نفسيهما أمام اختبار البقاء، بعدما تحولت زنزانتهما إلى غرفة إعدام صامت. 

الإضراب عن الطعام.. صرخة أخيرة

دخل المعتقلان في إضراب عن الطعام قبل شهرين، احتجاجًا على ظروف الحبس الانفرادي والإهمال الطبي ومنع الزيارات. الإضراب ليس خيارًا عابرًا، بل وسيلة استغاثة أخيرة، رسالة تقول للعالم إن الأجساد تُستهلك، والأرواح تُحاصر، بينما لا يصل صوتهم إلى الخارج إلا عبر كلمات عائلاتهم. لكن هذا الإضراب، الذي كان يفترض أن يكون ورقة ضغط إنسانية، تحول إلى أداة قتل بطيء بيد السلطات التي تركت الزمن يفعل فعله. 

القتل البطيء كسياسة

ما يجري للصيرفي والبلتاجي ليس جديدًا. فقد سبقهما آخرون: الرئيس الراحل محمد مرسي الذي سقط في المحكمة بعد حرمان من العلاج، والدكتور عصام العريان الذي لفظ أنفاسه في محبسه. جميعها حالات تكشف أن الإهمال الطبي والحرمان من الحقوق ليس عشوائيًا، بل سياسة ثابتة: إعدام بطيء بلا محاكمات علنية ولا مشانق، بل في صمت الزنازين الانفرادية. 

القانون والدستور.. غطاء مثقوب

الدستور المصري ينص على أن “السجن دار إصلاح وتأهيل”، لكن الواقع يحوّله إلى مقبرة مغلقة. ما يجري يخالف أيضًا المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية إلى اتفاقية مناهضة التعذيب. لكن الانتهاكات تستمر بلا مساءلة، فيما تلتزم الأجهزة الرسمية الصمت، ويتحوّل القضاء إلى شاهد زور على قتل بطيء يتم بغطاء قانوني. 

صمت الداخل.. صخب الخارج

في الداخل، الإعلام الرسمي يتجاهل أو يبرر. لكن في الخارج، تتحدث منظمات حقوقية كالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن “مقابر أحياء” داخل السجون المصرية، وعن حرمان ممنهج من الرعاية الطبية والإنسانية. عائلات المعتقلين تتحدث عن أجساد أنهكها الإضراب، عن زيارات ممنوعة، وعن أصوات مكتومة لا تجد من ينصت إليها. 

لماذا الآن؟

السؤال الأهم: لماذا الإصرار على قتل البلتاجي والصيرفي ببطء؟ الجواب يكمن في السياسة. النظام يرى أن تصفية رموز يناير والإخوان داخل السجون هي الضمانة لإغلاق أي صفحة من صفحات المعارضة، حتى لو كانت المعارضة مجرد ذكرى. إنها عملية إبادة صامتة، تحاول أن تنهي أثر هؤلاء الرموز من الحياة العامة، لا عبر أحكام علنية تثير الضجيج، بل عبر موت بطيء لا يلفت الأنظار إلا حين يسقط الجسد نهائيًا. 

الخاتمة: موت معلن ببطء

الصيرفي والبلتاجي ليسا وحدهما. هما جزء من مشهد أوسع، مشهد عشرات الآلاف من المعتقلين الذين يعيشون في زنازين تُدار كغرف إعدام مؤجلة. ما كشفه نجل الصيرفي ليس مجرد نداء شخصي، بل شهادة على جريمة دولة، تُمارس القتل ببطء كأداة سياسية.

*قمع ممنهج وإجهاض مبادرات العفو .. ملف المعتقلين ليس مجرد إخفاق إداري أو بطء قضائي

منذ أكثر من عقد، لم يعد ملف السجناء السياسيين في مصر شأنًا داخليًا، بل تحوّل إلى أزمة حقوقية دولية تضع النظام القضائي والأمني تحت مجهر المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة. ورغم الإعلان عن مبادرات مثل الحوار الوطني و”العفو الرئاسي”، ظلّت تلك المبادرات مجرد أدوات دعائية لا تغيّر من واقع آلاف المعتقلين، في ظل إصرار المنقلب السفاح  عبد الفتاح السيسي على استهداف الأحرار والمعارضين لسلطته، بينما يظهر خضوعًا تامًا أمام القوى الإقليمية والدولية، وخاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الخليج.

السيسي، الذي يضمن ولاء الجيش والشرطة والقضاء عبر الامتيازات المالية والسلطوية غير المسبوقة، جعل من سياسة الاعتقال والتدوير والقمع اليومي سلاحًا أساسياً لإسكات المعارضة. فيما يتم التعامل مع أصوات الحرية باعتبارها “خطرًا وجوديًا”، مقابل التغاضي عن الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحقهم.

حالات فردية تكشف نمطًا ممنهجًا

إبراهيم متولي

المحامي إبراهيم متولي، مؤسس “رابطة أسر المختفين قسريًا”، اعتُقل عام 2017 أثناء سفره إلى جنيف لعرض ملف الاختفاء القسري أمام الأمم المتحدة. ثماني سنوات من الحبس الاحتياطي المتجدد في ثلاث قضايا متطابقة الاتهامات جعلت منه نموذجًا صارخًا لسياسة التدوير. معاناته مع أمراض البروستاتا وحرمانه من العلاج أو الزيارات الإنسانية تكشف انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة والصحة المكفول بالدستور والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

حسيبة محسوب

المهندسة وسيدة الأعمال، اعتُقلت في نوفمبر 2019، واختفت قسريًا أكثر من شهرين، ثم أُدخلت قسرًا في قضايا متتالية بذات التهم: “الانضمام لجماعة محظورة” و”نشر أخبار كاذبة”. قضيتها توضح الخرق الفاضح للقانون المصري ذاته الذي يحدد سقف الحبس الاحتياطي بعامين. تجاوز هذا السقف وتجاهل أوضاعها الصحية (أمراض القلب وضغط الدم والورم الرحمي) يعكس الطبيعة العقابية لملف الاحتجاز السياسي.

أنس البلتاجي

منذ اعتقاله عام 2013، أصبح مثالاً صارخًا للاحتجاز بلا نهاية. قضايا متعاقبة، تعذيب، حرمان من الزيارات، وإضراب عن الطعام واجهه النظام بالحبس الانفرادي لثلاثة أشهر، ما تسبب بتدهور خطير في صحته.

أرقام تُدين الواقع

60 ألف معتقل سياسي بحسب تقديرات حقوقية (2025).

40 ألفًا على الأقل وفق “فريدوم هاوس”.

تقرير العفو الدولية 2024: الإفراج عن 934 معتقلًا سياسيًا مقابل اعتقال 1594 جديدًا، ما يعكس سياسة “الباب الدوّار”.

التدوير: الآلية الأخطر التي تُعيد المحتجزين لقضايا جديدة فور انتهاء فترة الحبس، لتتحول المدة إلى عقوبة مفتوحة بلا حكم قضائي.

انتهاكات جسيمة للالتزامات الدولية

العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي صادقت عليه مصر، يحظر الاعتقال التعسفي، ويضمن الحق في المحاكمة العادلة والحرية الشخصية.

اتفاقية مناهضة التعذيب، التي تجرم الممارسات الموثقة في السجون المصرية، من التعذيب إلى الإهمال الطبي.

المراجعة الدورية الشاملة في مجلس حقوق الإنسان: مصر تُنتقد بانتظام بسبب تجاهلها التوصيات المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

ليس مجرد إخفاق إداري أو بطء قضائي

ملف السجناء السياسيين في مصر ليس مجرد إخفاق إداري أو بطء قضائي، بل سياسة ممنهجة يصر عليها النظام القائم، تُفرغ مبادرات “العفو” و”الحوار الوطني” من أي مضمون حقيقي. إنها سياسة تقوم على استرضاء الحلفاء الخارجيين، وضمان ولاء الأجهزة الأمنية والقضائية، مقابل سحق الأحرار والمعارضين داخل الزنازين.

وبينما يظل المجتمع الدولي يوجّه بيانات قلق ومذكرات إدانة، يواصل السيسي استعراض مسرحيات الإفراج المحدود، في وقت يبقى فيه عشرات الآلاف رهائن الحبس الاحتياطي، والتعذيب، والإهمال الطبي، في ما يشبه حكمًا مؤبدًا بلا محاكمة.

*أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي

قالت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” إن داخلية السيسي قتلت أسامة  فراج في مركز ساحل سليم، ضمن جرائم التصفية الجسدية التى تحدث بشكل ممنهج فى صعيد مصر بعد أن قتلت خارج إطار القانون محمد محسوب الجعيدي بالعفاردة بالساحل ذاته.

وأسامة محمد سليمان فراج (36 عامًا)، أو أسامة ناصح من قرية العونة -مركز ساحل سليم بمحافظة اسيوط ، كان موعد تصفيته فجر، الثلاثاء 9 سبتمبر، داخل مزرعة مانجو داهمتها قوة أمنية فوجدت 3 منازل يقيم فى أحدهما ومملوكة لأخواله والواقعة على الخط السريع وتبعد عن مركز شرطة ساحل سليم بمحافظة اسيوط بحوالى 2 كيلو متر  .

واقتحمت قوة أمنية المزرعة في حدود الثانية صباحًا، وعند مشاهدته للقوة حاول الهرب لتفادي المواجهة، فبادرته القوات بإطلاق 5 طلقات نارية، أصابته 4 منها في الظهر والخامسة في يده، ليسقط قتيلاً في الحال.

ملابسات التصفية

وكان الضحية يحمل سلاحًا ناريًا إلا أن شهادات الشهود (بحسب الشبكة الحقوقية) كشفت عن معلومات مؤكدة تفيد أنه لم يطلق أي رصاصة على قوات الأمن. وطبيعة الإصابات، وجميعها من الخلف، تؤكد أنه لم يكن في مواجهة مع القوات وإنما كان يحاول الابتعاد والهروب، ما ينفي رواية الاشتباك المسلح، ويشير بوضوح إلى أن الواقعة أقرب إلى تصفية جسدية متعمدة، وأن حمله للسلاح كان نظرًا “لظروف خصومته الثأرية مع أسرة أخرى في القرية”، وفقا للشبكة المصرية.

ونقلت الداخلية الجثمان في سيارة نصف نقل إلى مستشفى ساحل سليم، حيث أكد العاملون وصوله مفارقًا للحياة. ومع ذلك، وأمام حالة الغضب الشعبي وتجمهر الأهالي، حاول أحد الضباط امتصاص الموقف بادعاء أن الضحية ما زال حيًا، وطلب من ذويه نقله إلى مستشفى أسيوط الجامعي، قبل أن يتأكدوا هناك من وفاته رسميًا.

ورغم مرور أربعة أيام على الواقعة، لم تنتقل النيابة إلى مكان الحادث لمعاينة مسرح الجريمة، واكتفت باستدعاء بعض أفراد الأسرة وسؤالهم عما إذا كانوا يتهمون أحدًا في مقتله، في تجاهل للإجراءات القانونية التي تفرض معاينة فورية للجثمان في موقع سقوطه قبل نقله.

وظهر على منصات التواصل محمد محسوب إبراهيم، في بث مباشر عبر صفحته على فيسبوك في 17 فبراير الماضي، يسرد قصة ما وصفه بـ”ظلم تعرض له من ضباط مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط” داعيا إلى سماع صوته.

وعلى مدار ثلاثة أيام تلتها، وبينما يشتبك مع قوات «بلاك كوبرا» التابعة لوزارة الداخلية، ظل يكرر قصته، بلغة عربية سليمة مشوبة بلهجة صعيدية، نافيا اتهامه بأنه “خُط” الصعيد الجديد.

تحدث محسوب عن «تصفية» وزارة الداخلية لأهالي الصعيد، وعن تطبيق الدستور والقانون، محملًا الداخلية مسئولية الحفاظ على حياته وحياة أسرته، واستمر هذا حتى مقتله.

وانشغلت التغطية الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية بالتأكيد أن الشرطة لا تقتل المدنيين المسالمين وعلى حرص وزارة الداخلية الشديد على ألا يصاب طفل أو سيدة من أهله خلال الاشتباك، وكذلك التشديد على أن محسوب شقي خطر معروف في قرية العفادرة، وأن هذه النهاية حتمية لأي حد يرفع السلاح في وجه الدولة!

وبعد سنوات من المطاردة، و3 أيام أخيرة بين كر وفر واشتباكات نارية، أعلنت الداخلية تصفية “محمد محسوب الجعيدي” المصنف خطيرا جدا، وسط تضارب الروايات وأحاديث عن تصفية حسابات وفساد ضباط شرطة.

وقتلت “الداخلية” محمد محسوب ومعه 8 من أخطر العناصر الإجرامية (بينهم ولدان من أبناء محمد محسوب قاصران) في أسيوط، بعد اشتباك مسلح عنيف في قرية العفادرة بمركز ساحل سليم.

ورغم الإعلان الرسمي عن إنهاء “أسطورة الإجرام”، إلا أن كثيرين يشككون في القصة، معتبرين أنها ربما تكون مجرد تهويل إعلامي أو تصفية حسابات في إطار الصراع مع الخارجين عن القانون، وكان مشهد جنازته مهيبا شاركت فيه العفاردة والقرى المجاورة ولم تعبأ الجماهير بالمعلومات المعبأة في مكاتب داخلية السيسي.

*طرح تشغيل القطار السريع لمستثمرين أجانب.. ديون على المصريين وأرباح للألمان

بينما تروج حكومة الانقلاب لمشروع القطار الكهربائي السريع باعتباره إنجازًا تاريخيًا يضع مصر على خريطة النقل العالمية، تكشف تفاصيل الصفقة الأخيرة عن وجه آخر للصورة: الاعتماد المفرط على الشركات الأجنبية لإدارة وتشغيل مشروعات عملاقة، وتهميش الشركات المصرية التي تمتلك خبرات وقدرات هائلة. 

تسليم التشغيل للأجانب

الهيئة القومية للأنفاق تستعد لتسليم إدارة وتشغيل الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع لتحالف يضم شركة “دويتشه بان” الألمانية و”السويدي إليكتريك”، لمدة 15 عامًا قابلة للتجديد. هذا يعني أن مشروعًا تكلفته نحو 6.4 مليار يورو – معظمها قروض دولية مرهقة – سينتقل عمليًا إلى إدارة أجنبية لعقد ونصف كامل، مقابل التزام التحالف بالصيانة والتشغيل وإدارة الأنشطة التجارية. 

الشركات المصرية على الهامش

الغريب أن مصر تمتلك بالفعل شركات عملاقة في مجال النقل والإنشاءات، مثل المقاولون العرب وأوراسكوم للإنشاء والسويدي للكابلات والطاقة نفسها، إضافة إلى الهيئة القومية للسكك الحديدية التي تدير شبكة تمتد آلاف الكيلومترات. ومع ذلك، تُقصى هذه الكيانات لصالح شركات أجنبية بحجة “الخبرة”، وكأن عشرات السنين من تشغيل السكك الحديدية لا تكفي لإدارة مشروع داخلي، حتى لو تطلب نقل تكنولوجيا حديثة. 

من يدفع الثمن؟

المشروع تم تمويله عبر قروض ضخمة: 2.26 مليار يورو من 18 مؤسسة دولية، و318 مليون يورو من بنك التنمية الإسلامي، فضلًا عن ضمانات وكالتي “تنمية الصادرات الإيطالية والألمانية”. أي أن الشعب المصري سيدفع فاتورة المليارات، بينما الأرباح والامتيازات ستذهب إلى شركات أجنبية، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن عقود الامتياز التي شهدتها مصر في القرن التاسع عشر مع قناة السويس. 

تشغيل أجنبي.. بأي منطق؟

تقول الحكومة إن الاستعانة بتحالف دولي يضمن “الكفاءة والجودة”. لكن السؤال: أليس الأولى أن تُستثمر هذه المليارات في تطوير شركاتنا الوطنية، بدلاً من تسليم مشروع استراتيجي لشركات أجنبية ستتحكم في مسار النقل داخل الدولة لعقود؟ وهل يعقل أن يتحول مشروع يُفترض أنه رمز لـ”الجمهورية الجديدة” إلى مجرد امتياز أجنبي مموّل بالديون؟ 

نقل البضائع.. استنزاف إضافي

العقد ينص على نقل 9 ملايين طن من البضائع سنويًا اعتبارًا من 2027، ترتفع إلى 40 مليون طن بحلول 2030. نظريًا هذا نجاح اقتصادي، لكن عمليًا هو فتح سوق ضخم أمام تحالف أجنبي ليحتكر عوائد النقل، في وقت يعاني فيه قطاع النقل البحري والبري المحلي من أزمات مالية وفنية. 

مفارقة سيمنز و”دويتشه بان”

المشروع من الأساس يتم تنفيذه عبر شركة سيمنز الألمانية بالتعاون مع “المقاولون العرب” و”أوراسكوم”، أي أن مصر دخلت بالفعل في شراكات بناء ضخمة مع الألمان. فما المبرر إذًا لإضافة “دويتشه بان” في التشغيل، وكأن المصريين غير مؤهلين لتسيير قطارات على أرضهم؟ أليس الأجدر أن تُفرض على الشركاء الأجانب خطط تدريب ونقل خبرات تُفضي في النهاية إلى إدارة مصرية كاملة؟ 

أبعاد سياسية واقتصادية

تسليم تشغيل مشروع حيوي بهذا الحجم لشركة أجنبية ليس قرارًا فنيًا فقط، بل سياسيًا بالأساس. فهو يرهن قطاع النقل المصري باتفاقيات طويلة الأجل، ويجعل أي خلاف سياسي أو اقتصادي مع الدول المالكة لهذه الشركات ورقة ضغط مباشرة على الدولة المصرية. وهو ما يُعيد إلى الأذهان تجربة الخصخصة في التسعينيات، حين بيعت شركات رابحة للأجانب بحجة التطوير، وانتهى الأمر بتجريف الصناعة الوطنية. 

مشروع وطني تحت الوصاية الأجنبية

القطار الكهربائي السريع مشروع ضخم بلا شك، لكنه يعكس نموذجًا مقلقًا من الإدارة: الدولة تستدين بالمليارات، ثم تسلم إدارة المشروع للأجانب، بينما تكتفي الشركات المصرية بدور المقاول الفرعي. والنتيجة: عبء الديون على المواطن، والربح للشركات الأجنبية.
إذا كان هذا هو مستقبل “الجمهورية الجديدة”، فهو ليس إلا نسخة حديثة من سياسات التبعية التي رهنت مصر عبر عقود لمصالح خارجية، بدلًا من بناء قدرة وطنية مستقلة.

* 100 شركة دواء تطالب حكومة الانقلاب بزيادة أسعار 500 مستحضر دوائي بنسبة 30%

تتواصل أزمة الأدوية فى السوق المصرى من حيث نقص بعض الأدوية خاصة أدوية الأمراض المزمنة بجانب مطالبة شركات الأدوية برفع الأسعار بزعم ارتفاع تكلفة الانتاج وهو ما ينعكس فى النهاية على المرضى خاصة الغلابة الذين يعجزون عن توفير لقمة العيش لأسرهم ولا يمتلكون المال لشراء ما يحتاجونه من أدوية .

كانت أكثر من 100 شركة دواء محلية وأجنبية قد طالبت حكومة الانقلاب بزيادة أسعار أكثر من 500 مستحضر دوائي بنسب تصل إلى 30% .

وأرجعت الشركات مطالبتها برفع الأسعار إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع وفرة المستحضرات المستوردة، ما يهدد استقرار سوق الدواء ويزيد من الضغوط على المرضى.  

شركات الأدوية

فى هذا السياق حمل علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية شركات الأدوية المسئولية عن رفع الأسعار ونقص عدد كبير من الأدوية مشيرا إلى أن هذه الشركات تعمل على تقليص كميات الأدوية التى تسمح بنزولها إلى الأسواق من أجل خلق أزمة ثم المطالبة برفع الأسعار .

وقال عوف فى تصريحات صحفية، إن الأزمة باتت ملموسة في نقص عدد من الأصناف الحيوية، خصوصًا أدوية الأورام والهرمونات وأمراض القلب، مؤكدا أن نسبة النواقص بلغت نحو 10% من حجم احتياجات السوق المحلية وهو ما تسبب فى كثير من الشكاوى من جانب المواطنين . 

المخزون الاستراتيجي

وكشف أن المخزون الاستراتيجي من الأدوية المستوردة تراجع إلى شهرين فقط، في حين أن المعدل الطبيعي يجب ألا يقل عن ستة أشهر، وهو ما تسبب في اقتصار توافر بعض الأصناف على صيدليات الإسعاف الحكومية ما أدى إلى زيادة الضغط عليها

وأعرب عوف عن أسفه لأن الشركات التي تعمل في مجال الدواء تضغط من اجل رفع أسعار الدواء ولا تراعى حاجة المرضى مؤكدا أن عدم توافر للدواء يأتي من الشركات بهدف رفع الأسعار .

وطالب المواطنين بالاعتماد على بدائل الأدوية المحلية حتى لا يعطوا فرصة للشركات برفع الأسعار مؤكدا أن هناك نحو 200 نوع دواء ناقص في السوق المحلي ووصل النقص فى فترات سابقة إلى  أكثر من ألفى نوع. . 

هآرتس: العلاقات بين مصر وإسرائيل جيدة وإعلان تخفيضها غير صحيح والسيسي يخادع المصريين بأزمة مع إسرائيل.. الأربعاء 17 سبتمبر 2025م.. “مدبولي” يعلن بوقاحة زيادة أسعار الوقود و”السيسي” يطعم الجيش والشرطة لحمايته من الثورة

هآرتس: العلاقات بين مصر وإسرائيل جيدة وإعلان تخفيضها غير صحيح والسيسي يخادع المصريين بأزمة مع إسرائيل.. الأربعاء 17 سبتمبر 2025م.. “مدبولي” يعلن بوقاحة زيادة أسعار الوقود و”السيسي” يطعم الجيش والشرطة لحمايته من الثورة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*عائلة أيمن مسلم تكذب بيان الداخلية وتتهم شرطة منيا القمح بقتله وصدمه بسيارة شقيق ضابط

اتهمت أسرة المواطن أيمن مسلم محمود من قرية تابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية قوات الشرطة بإنهاء حياته داخل مركز الشرطة، بعد تعرّضه للتعذيب عقب حادث تصادم. مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي — بينها ما نشره ناشطون على فيسبوك وتويتر — أظهرت الشاب في وضع سيئ داخل الحجز، وفق ما قالت عائلته، قبل أن يُعلن عن وفاته لاحقًا.
https://x.com/haythamabokhal1/status/1967284830930075908 

رواية الأسرة
العائلة أكدت أن أيمن لم يمت نتيجة حادث السير كما جاء في بيانات وزارة الداخلية، بل بسبب اعتداءات وضرب داخل مركز الشرطة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة ونزيف داخلي انتهى بوفاته. وأوضحت الأسرة أنها تقدمت ببلاغ رسمي للنيابة العامة تطالب فيه بالتحقيق الفوري، وتشريح الجثمان بشكل مستقل، ونشر نتائج الطب الشرعي علنًا.
https://www.facebook.com/watch/?v=2373382549724381 

بيان وزارة الداخلية
في المقابل، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا نفت فيه “الادعاءات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، مشيرة إلى أن الحادث وقع يوم 11 أغسطس إثر تصادم بين دراجة نارية بدون لوحات يقودها أحد الأشخاص وكان برفقته شقيق الناشر، وبين سيارة ميكروباص يقودها سائق هو شقيق أحد رجال الشرطة.

وأضاف البيان أن المصابين نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم حضروا إلى مركز الشرطة لتحرير محضر، قبل أن يشعر أحدهم بإعياء ويُعاد إلى المستشفى حيث توفي بسبب نزيف داخلي وكسر في الجمجمة. وأكدت الداخلية أن التقرير الطبي “لم يُشر إلى وجود شبهة جنائية”، لافتة إلى أن النيابة قررت حبس سائق الميكروباص المتسبب في الحادث على ذمة التحقيقات، واتخاذ إجراءات قانونية ضد من يروّجون “الادعاءات الكاذبة”. 

أسباب التشكيك في الرواية الرسمية
رغم نفي الداخلية، ترى أسرة أيمن وعدد من الناشطين أن البيان “غير منطقي” لعدة أسباب:

  • وجود فيديو متداول يُظهر أيمن في حالة اعتداء داخل القسم، وهو ما لم تتطرق إليه الوزارة.
  • عدم إعلان تفاصيل دقيقة عن تقرير الطب الشرعي، واقتصار البيان على التأكيد على غياب شبهة جنائية.
  • تكرار نمط مماثل في قضايا أخرى، حيث تُعلن الداخلية وفاة محتجزين داخل أقسام الشرطة بسبب “إعياء” أو “أسباب طبيعية”، بينما تشير شهادات العائلات إلى تعرضهم للتعذيب أو الإهمال الطبي. 

خلفية من حوادث مشابهة في 2025

ليست هذه الواقعة الأولى التي تثير جدلًا واسعًا في العام الجاري. خلال الأشهر الماضية، رُصدت عدة وفيات داخل أقسام الشرطة في مصر:

  • وفاة بلال رفعت محمد علي داخل مركز منيا القمح نفسه بعد حرمانه من الرعاية الطبية اللازمة.
  • وفاة عبد العزيز عبد الغني داخل مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية بسبب الإهمال الطبي المتعمّد، وفق ما وثّقته منظمات حقوقية.
  • تقارير عن وفاة ثلاثة محتجزين في أربعة أقسام شرطة خلال 24 ساعة فقط في أغسطس، وسط اتهامات بالتعذيب، في حين نفت الداخلية أي شبهة جنائية.
  • واقعة وفاة متهم داخل مركز شرطة بلقاس بالدقهلية في يوليو، بعدما شعر بإعياء مفاجئ، حيث كررت الداخلية صيغة مشابهة في بيانها بنفي وجود شبهة جنائية.

تكرار هذه الحالات خلال فترة قصيرة عزز من شكوك الرأي العام حول مصداقية البيانات الرسمية، خصوصًا في ظل غياب التحقيقات العلنية والشفافية. 

مطالب العائلة والحقوقيين
عائلة أيمن تطالب بتشريح طبي مستقل وعلني، وبمراجعة كاميرات المراقبة داخل المركز، ومحاسبة المسؤولين إذا ثبتت وقائع التعذيب.

منظمات حقوقية مصرية ودولية بدورها دعت إلى فتح تحقيق شفاف، مؤكدة أن تكرار الوفيات داخل أقسام الشرطة يطرح تساؤلات خطيرة حول ممارسات التعذيب والإفلات من العقاب.

بينما تصر وزارة الداخلية على روايتها الرسمية، ترى أسرة أيمن مسلم محمود أن ابنها قُتل ظلمًا داخل قسم الشرطة.

وبين الفيديوهات المتداولة، والبيانات الرسمية، وتاريخ الحوادث المشابهة، يظل السؤال مطروحًا: هل تتحرك النيابة العامة لفتح تحقيق جاد ومستقل يضع حدًا لتكرار هذه المآسي، أم سيظل الملف مفتوحًا على مزيد من الغضب الشعبي والتشكيك في الروايات الرسمية؟

 

* 37 حالة وفاة داخل السجون وأقسام الشرطة خلال العام 2025  بسبب التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان

تواصلت انتهاكات ميلشيات أمن الانقلاب لحقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين والمحتجزين فى السجون وأقسام الشرطة ما تسبب فى وفاة عدد منهم .

فى هذا السياق وثقت منظمات حقوقية 24 حالة وفاة داخل عدد من أقسام الشرطة في محافظات الجمهورية في الفترة من يناير 2024 وحتى يونيو 2025. بخلاف الواقعة التي شهدتها مدينة بلقاس في 27 يوليو الماضي. 

وأكدت المنظمات أن عدد الوفيات داخل السجون وأماكن الاحتجاز ارتفع منذ بداية عام 2025 إلى 37 حالة وفاة، مشيرة إلى توثيقها 50 حالة وفاة خلال عام 2024. 

ورصدت لجنة العدالة -منظمة حقوقية مصرية- وفاة محتجزَين داخل قسم شرطة المنشية بمدينة الإسكندرية يوم 16 أغسطس الماضى، في ظروف وصفتها بـ”المأساوية”، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، إضافة إلى الازدحام الشديد وارتفاع درجات الحرارة داخل غرف الاحتجاز. 

وقًال المحامي محمد رمضان، ان المحتجز رمضان السيد حسن توفي بعد تعرضه للتعذيب على أيدي ضباط قسم شرطة المنشية ، الذين تناوبوا الاعتداء عليه بالضرب لإجباره على الإدلاء بمكان شقيقه المطلوب القبض عليه. واشار رمضان فى تصريحات صحفية إلى أن المحتجز الثاني، يدعى محمد أحمد سعد، توفي أثناء قضائه حكمًا بالحبس ستة أشهر في قضية تعاطي مواد مخدرة، حيث أصيب بحمى شديدة وإعياء نُقل على إثرها إلى المستشفى، لكن تم إعادته إلى القسم مجددًا قبل شفائه ما أدى إلى تدهور حالته ولفظ أنفاسه الأخيرة. 

وأوضحت لجنة العدالة أن حرمان المحتجزين في زمن الانقلاب من حقوقهم الأساسية، وتجاهل أوضاع الاحتجاز المأساوية خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور والمواثيق الدولية التي التزمت بها مصر. 

وطالبت اللجنة بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة حول ملابسات حالتى الوفاة ومحاسبة المسؤولين، إلى جانب إصدار قانون شامل يجرم التعذيب بشكل صريح بما يتماشى مع اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعت عليها مصر. كما دعت إلى إنشاء آلية رقابة مستقلة على أماكن الاحتجاز لتحسين ظروفها وضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات. 

*20 نوفمبر محاكمة أحمد عبد القادر ميدو في بريطانيا بتهمة حيازة سلاح أبيض

حددت السلطات البريطانية يوم 20 نوفمبر المقبل موعدًا لأول جلسات محاكمة أحمد عبد القادر ميدو، رئيس اتحاد شباب المصريين في الخارج ولاعب الزمالك السابق، وذلك بعد توجيه اتهامات له بحيازة سلاح أبيض وتكدير السلم العام في العاصمة لندن.

وبحسب ما ورد في ملف القضية، فإن الواقعة تعود إلى شجار وقع بالقرب من السفارة المصرية في لندن، تورط فيه ميدو، ما دفع السلطات البريطانية لاحتجازه وإحالته للمحاكمة.

وأكدت مصادر مطلعة أن ميدو سيخضع للإجراءات القضائية وفق القانون البريطاني، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من جانبه حتى الآن حول ملابسات الحادثة.

وتحظى المحاكمة بمتابعة إعلامية واسعة بالنظر إلى مكانة ميدو الرياضية سابقًا، ودوره الحالي في اتحاد شباب المصريين بالخارج، وسط دعوات لاحترام مسار العدالة وانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات.

* هآرتس: العلاقات بين مصر وإسرائيل جيدة وإعلان تخفيضها غير صحيح والسيسي يخادع المصريين بأزمة مع إسرائيل

نفت مصادر مصرية مطلعة على العلاقة بين مصر وإسرائيل، في حديث مع صحيفة هآرتس العبرية، ما أوردته تقارير بشأن قرار مصر تقليص التنسيق مع إسرائيل عقب الهجوم على قطر، ونقلت هآرتس عن المصادر تأكيدها، أن العلاقات الأمنية-المخابراتية بين البلدين مستمرة كالمعتاد.

وأفادت تلك المصادر لقناة العربية السعودية، يوم الاثنين، أن القاهرة تعمل على تغيير شكل العلاقات مع إسرائيل، وتدرس نشاط القنوات الأمنية بينهما، فيما صرح مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة هآرتس بأن إسرائيل لا تعترف بهذا القرار.

ومؤخرا، تزايدت وتيرة التصعيد بين مصر وإسرائيل على مستويات عدة، وهو ما يشير إلى تحولات واضحة في العلاقة بينهما بعد ما يقرب من 46 عاماً على توقيع معاهدة السلام، مع مضي إسرائيل قدما في تنفيذ خطتها لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مع التلويح بتجميد التعاون بينهما في مجال الغاز الطبيعي أواخر أغسطس، وفي ظل تصعيد إسرائيلي ضد الدولة المصرية التي اتخذت في المقابل إجراءات احترازية لأي تهديدات محتملة.

وقال مصدر حكومي مسؤول على صلة بملف العلاقات المصرية الإسرائيلية، إن العلاقات أخذت في التدهور خلال الأشهر الماضية، منذ أن تحدث نتنياهو عن مخطط “إسرائيل الكبرى”، والذي تضمن خريطة أشار فيها إلى مناطق من شبه جزيرة سيناء، وهو ما اعتبرته مصر إجراءً عدائياً مباشراً، وما ضاعف هذا التوتر أن إسرائيل تجاهلت المبادرة المصرية القطرية الجزئية لوقف إطلاق النار رغم أنها راعت الجزء الأكبر من مطالبها.

من جهتها، قالت وكالة رويترز، إن قصف إسرائيل لقطر الأسبوع الماضي يُنذر بصدع جديد مع دول عربية طبعت علاقاتها مع تل أبيب، وأضافت الوكالة أن إسرائيل ومصر، خاضتا حروبا في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، لكن مصر أبرمت أول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل عام 1978 في كامب ديفيد، فيما تشير استطلاعات رأي إلى أن تلك المعاهدة لا تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين، لكنها صارت ركيزة مستمرة لسياسات القاهرة الخارجية والأمنية وحاسمة أيضا في علاقتها بالولايات المتحدة.

وفي مقال رأي نشرته الـ”فايننشال تايمز”، جاء فيه إن إسرائيل عزلت أهم شريك عربي لها، وهي مصر، حيث قالت الكاتبة كسنيا سفتلوفا، العضوة السابقة في الكنيست الإسرائيلي ورئيسة المنظمة الإقليمية للسلام والاقتصادات والأمن، إن التهديد الذي أطلقه نتنياهو، هذا الشهر بعرقلة صفقة غاز بقيمة 35 مليار دولار مع مصر، “يُعد خطأً كبيراً، ويهدد بتقويض الشراكة العربية الأكثر حيوية لإسرائيل“.

وترى سفتلوفا أن ذلك يعكس نمطاً مُقلقاً من الأزمات “المُصطنعة” و”المصممة” للضغط على القاهرة “لقبول سياسات لا يمكن لأي حكومة مصرية أن تتبناها على الإطلاق”، حيث تدعي حكومة نتنياهو أن مصر قد أحدثت خروقات باتفاقية السلام، عقب مزاعم نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، حول زيادة القوات المصرية في سيناء، والذي تبين عدم صحتها، وأنه تم نشرها من قبل شخصيات يمينية لأسباب سياسية.

وكانت القناة الـ12 العبرية قد تحدثت عن أن مصر قلصت اتصالاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وأن العلاقات بين الجانبين تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ بدء حرب غزة، وأضافت القناة العبرية، إنه بالتوازي مع انخفاض الاتصالات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب، تم انقطاع التنسيق الأمني بين الجانبين مؤخرا حتى إشعار آخر، فيما استشهدت بتقرير لموقع عبري عن وجود خطة مصرية لإنشاء “قوة عربية مشتركة” لتوفير الحماية للدول العربية، تشارك مصر بـ20 ألف مقاتل فيها.

السيسي يخادع المضريين بأزمة مع إسرائيل

وبحسب مراقبين، إن عبدالفتاح السيسي يخادع المصريين بأن هناك توتر في العلاقات مع إسرائيل، ولكن كان ذلك صحيحا لعمل على منع شاحنات تمد إسرائيل بالمواد الاستراتيجية في ظل تجويع أهل غزة.

كما قال المراقبون، إن إعلام السيسي يستخدم فزاعة احتمال اندلاع الحرب مع الكيان، كلما لاح في الأفق تذمر المصريين من سياسته الاقتصادية والدعوة إلى الخروج عليه في ثورة جديدة.

*أسطول الصمود المصري يتحدى الحصار على غزة ويوقف التبرعات بعد تدفق هائل

علن القائمون على مبادرة أسطول الصمود المصري وقف استقبال المزيد من التبرعات العينية، بعدما فاقت كمياتها القدرة الاستيعابية للقوارب المقرر تسييرها ضمن الأسطول المتجه نحو قطاع غزة لكسر الحصار، في مشهد يعكس حجم التضامن الشعبي المصري مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي. 

زخم شعبي وتطوع بالآلاف
أوضح ممدوح جمال، عضو اللجنة المنظمة للأسطول وممثلها القانوني، أن المبادرة شهدت إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، حيث تلقت اللجنة طلبات تطوع من 28 مساعد قبطان، و100 طبيب، وأكثر من 100 مسعف، إلى جانب 200 صحفي، و70 طالباً جامعياً، فضلاً عن آلاف المواطنين الراغبين في الانضمام إلى الرحلة التاريخية.

وطالبت اللجنة المتطوعين بالمشاركة في عمليات فرز وتغليف المساعدات التي وصلت بالفعل، مؤكدة أن الزخم الشعبي الداعم للأسطول يعكس موقف الشارع المصري الثابت ضد جرائم الإبادة والتهجير القسري التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة. 

مخاطبات رسمية وجهات مدعوة
وأشار بيان اللجنة إلى أن الأسطول وجّه خطابات رسمية إلى 11 جهة مصرية، بينها تنسيقية شباب الأحزاب، ونقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للأمومة والطفولة، إضافة إلى النقابة العامة للعاملين بالنقل البحري، وذلك لدعوتهم للمشاركة ودعم المبادرة.

وأكد البيان أن الهدف من الأسطول لا يقتصر على إيصال المساعدات الإنسانية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى المساهمة في كسر الحصار غير الإنساني المفروض على غزة منذ سنوات، والذي وصفه بأنه “جريمة جماعية لا يقبلها أي ضمير حر”.

جزء من أسطول عالمي
مبادرة أسطول الصمود المصري تأتي في سياق المشاركة الشعبية بمشروع أسطول الصمود العالمي، الذي انطلق في 2 سبتمبر الجاري من ميناء برشلونة بمشاركة أكثر من 300 ناشط من 44 دولة، ومن المقرر أن تنضم إليه سفن أخرى من إيطاليا واليونان خلال الأيام المقبلة، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة.

خطة إسرائيلية لمواجهة الأسطول
في المقابل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تقدم بخطة لوقف الأسطول، تتضمن اعتقال جميع الناشطين المشاركين فيه واحتجازهم في سجني كتسيعوت ودامون المخصصين عادة لـ “السجناء الأمنيين”، وحرمانهم من أبسط الامتيازات مثل الراديو والتلفاز والطعام الخاص.

البعد السياسي في القاهرة
على الصعيد السياسي الداخلي، جاء مؤتمر صحفي خاص بالمبادرة ليأخذ بعداً سياسياً لافتاً، حيث صرّح المرشح الرئاسي السابق، أحمد الطنطاوي أن “مصر ليست بعيدة عن الحرب مع الاحتلال، وأنها تعرضت بالفعل لاعتداء مباشر”، منتقداً في الوقت ذاته اتفاق الغاز بين القاهرة وتل أبيب، معتبراً أنه يتناقض مع موقف الشعب المصري الداعم للقضية الفلسطينية. 

الدور الشعبي في معركة غزة
وشدد منظمو الأسطول خلال المؤتمر على أن هذه المبادرة ليست مجرد قافلة مساعدات، بل رسالة شعبية مصرية إلى العالم تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية حدودية أو سياسية فحسب، بل قضية كرامة وعدالة إنسانية.

كما أصروا على ضرورة أن تتحمل السلطات المصرية مسؤوليتها التاريخية بالسماح بانطلاق الأسطول من الموانئ المصرية، ليشكل إضافة نوعية إلى الجهود العالمية لكسر الحصار عن غزة.

* “فايننشال تايمز” ترصد وقائع استعمال إسرائيل سلاح الغاز لإجبار مصر على قبول تهجير الفلسطينيين

سلطت صحيفة فايننشال تايمز الضوء على النهج الإسرائيلي المتصاعد تجاه مصر، معتبرة أن تل أبيب تتعامل مع شريكها العربي الأهم بطريقة “مهينة”، بهدف إجبار القاهرة على قبول سيناريو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما يرفضه المصريون على المستويين الشعبي والرسمي. 

ضغوط واتهامات مصطنعة
فبعد مرور 46 عاماً على توقيع معاهدة السلام، تحولت العلاقة – وفق الصحيفة – إلى ساحة توتر مفتعل. فإسرائيل عمدت إلى تعطيل صفقة الغاز المشتركة، وأطلقت اتهامات متكررة لمصر بخرق اتفاقيات سيناء، رغم نفي مسؤولين إسرائيليين كبار لهذه المزاعم.
وتوضح الصحيفة أن هذا الأسلوب ليس جديداً، إذ اعتاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته إطلاق مزاعم غير مثبتة، ثم تكرارها عبر الإعلام وأنصار اليمين، حتى تتحول إلى ذريعة لممارسة الضغط على الجانب المصري. 

صفقة الغاز المجمّدة.. أداة ابتزاز
تشير فايننشال تايمز إلى أن صفقة الغاز التي تعطلت مؤخراً كانت من شأنها أن تحقق فوائد اقتصادية ضخمة للجانبين: مصر بحاجة ماسة للغاز لتغطية احتياجاتها المحلية، فيما كانت الشركات الإسرائيلية ستجني أرباحاً كبيرة من زيادة الإنتاج وتوسيع البنية التحتية للتصدير.
لكن إسرائيل، بحسب الصحيفة، عطلت الصفقة في سياق سياستها الغامضة تجاه غزة، وغياب أي خطة واضحة لـ”اليوم التالي”. هذا الفراغ فتح الباب أمام طرح أفكار متطرفة، بينها محاولة فرض ما يسمى بـ”التهجير الطوعي” للفلسطينيين إلى مصر. 

“سيناريو التهجير”.. خط أحمر مصري
توضح الصحيفة أن أي حكومة مصرية لن توافق على المشاركة في تهجير الفلسطينيين، لما يحمله ذلك من تداعيات كارثية على الأمن القومي المصري والاستقرار الداخلي.
كما أن القاهرة دفعت ثمناً باهظاً خلال العقود الماضية للحفاظ على اتفاقية السلام، وسط انتقادات شعبية ودولية لتعاونها مع إسرائيل رغم حرب غزة المستمرة. 

أزمة دبلوماسية متصاعدة
تزامناً مع ذلك، تراجعت مستويات التواصل الدبلوماسي، إذ يغيب السفير المصري عن تل أبيب كما يغيب نظيره الإسرائيلي عن القاهرة، ما يضيّق القنوات السياسية في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى حوار موسع.
كما تشهد البعثات الدبلوماسية المصرية حول العالم احتجاجات متكررة من مؤيدين للقضية الفلسطينية، في مؤشر على تزايد الضغوط الشعبية على الحكومة المصرية. 

تجاهل إسرائيل لمصالحها بعيدة المدى
ترى الصحيفة أن تعامل إسرائيل مع مصر باعتبارها مجرد “مكب للنفايات السياسية” بدلاً من شريك استراتيجي، يهدد بعزلها عن أهم دولة عربية.
وتشير إلى أن مستقبل العلاقات يتوقف على إدراك إسرائيل أن مصالحها طويلة الأمد تتطلب التخلي عن أوهام التهجير القسري، واستئناف التعاون الاقتصادي والأمني، وفي مقدمة ذلك إعادة تفعيل صفقة الغاز بما يخدم مصلحة الطرفين. 

مصر واستعادة دور الوساطة
وتختتم الصحيفة بالقول إن القاهرة، بعد أحداث الدوحة الأخيرة، قد تعود لتتصدر مشهد الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس. وهو ما يجعل من الضروري لتل أبيب أن تعيد النظر في استراتيجيتها، وأن تستبدل الضغوط المفتعلة بالحوار الجاد، إن أرادت الحفاظ على استقرار علاقتها مع القاهرة ومنع انزلاق المنطقة إلى أزمات أعمق.

* ذا كونفرزيشن: حماية اللاجئين في مصر وخلفيات قطار العودة إلى السودان

أثارت الكاتبة فرانزيسكا زانكر جدلاً واسعاً حول قطار خاص انطلق من القاهرة إلى أسوان في يوليو 2025، معلناً عن مبادرة حكومية مصرية لنقل اللاجئين السودانيين الراغبين في العودة إلى بلادهم. القطار المكيّف والمجاني، بحسب الرواية الرسمية، ينقل أسبوعياً مئات الأشخاص إلى أسوان ومنها بالحافلات أو العبارات إلى السودان، رغم أنّ البلاد غارقة في حرب أهلية مستمرة منذ أبريل 2023.

أوضح تقرير ذا كونفرزيشن أنّ هذه العودة ليست مجرد مبادرة إنسانية، بل تعكس واقعاً سياسياً معقداً. فبحسب الإحصاءات، تجاوز عدد السودانيين العائدين من مصر 190 ألفاً منتصف 2025، أي خمسة أضعاف العام السابق، بينما استقبلت مصر أكثر من 1.2 مليون لاجئ منذ اندلاع الحرب، لتصبح أكبر دولة مضيفة للسودانيين الفارين من النزاع.

عزز الجيش السوداني الذي استعاد السيطرة على الخرطوم في مارس 2025 هذه العودة باعتبارها خطوة نحو الاستقرار وإعادة الإعمار. غير أنّ السياسات المصرية تحيط هذه العملية بملابسات كثيرة، إذ بدأت القاهرة بفتح الحدود أمام النساء والأطفال وكبار السن وفق اتفاق قديم مع الخرطوم، قبل أن تفرض قيوداً قاسية اعتباراً من يونيو 2023. وشملت هذه القيود تشديدات أمنية وقوانين جديدة أُقرت عام 2024 تجعل أوضاع اللاجئين أكثر هشاشة.

يشير الباحثون إلى أنّ برنامج “العودة الطوعية” الذي تروّج له مصر والسودان يخفي بيئة سياسية تهدف أساساً إلى تقليص أعداد اللاجئين داخل مصر. فقد واجه السودانيون خلال السنوات الأخيرة تمييزاً متصاعداً في السكن والعمل والفضاء العام، إضافة إلى حوادث عنف مباشر. وتستغل الحكومة هذه السياسات لتهدئة الرأي العام المحلي في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة، محوّلة اللاجئين إلى كبش فداء.

تتداخل هذه التطورات مع التحولات في علاقة القاهرة والخرطوم. فمنذ يونيو 2023 فرضت مصر على السودانيين الحصول على تأشيرة دخول، ما أوجد سوقاً سوداء لبيع التأشيرات بأسعار تصل إلى 2500 دولار للشخص. كما جاء قانون اللجوء المصري الصادر أواخر 2024 ليشرعن سياسات الترحيل ويتيح سحب الوضع القانوني للاجئين بذريعة الأمن القومي.

سياسياً، وقفت مصر بقوة إلى جانب الجيش السوداني منذ انقلاب أكتوبر 2021، واستمرت في دعمه ضد قوات الدعم السريع. ومع أنّ الحرب ما زالت مشتعلة في دارفور وكردفان، فإن سيطرة الجيش على وسط وشرق السودان عززت برنامج قطار العودة.

في الوقت نفسه، تستفيد القاهرة من صفقات مع الاتحاد الأوروبي تهدف إلى الحد من الهجرة غير النظامية نحو القارة. فقد وقعت مصر اتفاقاً بقيمة 7.4 مليار يورو في مارس 2024 لتعزيز مراقبة حدودها والتعاون في إعادة المهاجرين، ما يجعل ترحيل السودانيين ملبياً لمصالح أوروبية أيضاً.

بهذا، يتحول اللاجئون السودانيون إلى أوراق ضغط داخلية وخارجية. فالقطار لا يمثل مجرد وسيلة سفر، بل أداة سياسية لتقليص أعدادهم، وتخفيف الغضب الشعبي في مصر، والاستجابة لمطالب خارجية.

يبقى السؤال الأهم: هل تحترم هذه السياسات مبدأ عدم الإعادة القسرية الذي يمنع إعادة اللاجئين إلى بلد قد يتعرضون فيه للتعذيب أو الخطر؟ كثيرون يعودون بدافع الضائقة الاقتصادية أو خوفاً من الغموض القانوني في مصر، وليس لأن السودان أصبح آمناً.

منظمات الأمم المتحدة تطرح عادة ثلاثة حلول مستدامة: الاندماج المحلي، أو إعادة التوطين في بلد ثالث، أو العودة الطوعية. لكن الاندماج في مصر صعب، وإعادة التوطين إلى الخارج تكاد تكون مغلقة، والعودة الطوعية مهددة بانعدام الأمن.

رغم الهدوء النسبي في الخرطوم وسنار والجزيرة، فإن مناطق دارفور وكردفان لا تزال تشهد معارك دامية، ما يجعل عودة اللاجئين محفوفة بالمخاطر. وتحذر الوكالات الإنسانية من أنّ العنف المستمر يقوض الطابع الطوعي للعملية.

المفارقة أنّ القطار المكيّف قد يبدو مظهراً إنسانياً، لكنه في جوهره يرسخ سياسة “الترحيل البطيء”، حيث يجري دفع اللاجئين للعودة في ظل ظروف لا تضمن حمايتهم. ويخلص المقال إلى أنّ ما يحتاجه اللاجئون السودانيون ليس رحلة بالقطار، بل التزاماً جاداً بحقوقهم السياسية والاجتماعية والقانونية كما نصّت اتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية.

*اختفاء العلاج المجاني في مصر عبء جديد على الفقراء 8 أسرة لكل 10 آلاف مريض بالمستشفيات الحكومية و”الطوارئ” بلا ميزانيات

أثارت واقعة وفاة إعلامية مصرية بعد اتهام مستشفى حكومي برفض استقبالها وتأخر علاجها لمدة 6 ساعات نظير عدم قدرتها على تحمل تكاليف العلاج، تساؤلات عديدة حول مجانية العلاج المقدم في المستشفيات الحكومية المصرية، بعد شكاوى من تضاؤل وجوده بل واختفائه مع ارتفاع الرسوم المقدمة نظير العديد من الخدمات ومع بدء تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل الذي يتداخل مع مفهوم “التأمين الصحي التجاري”، وهو ما يدفع لرصد كيفية تحول العلاج المجاني  إلى عبئ على المواطنين خلال السنوات الماضية.

التأمين الصحي تحول لتجارة

وقال مصدر بلجنة الشؤون الصحية بالبرلمان المصري، إن العلاج المجاني اختفى تقريباً من المستشفيات الحكومية، وأن نظام التأمين الصحي الذي كان سائداً في البلاد طوال عقود لم يعد باقياً كما هو بل جرى استصدار قرارات عديدة ترتب عليها مضاعفة أعباء الخدمات الصحية المقدمة بدءاً من الطوارئ وحتى العلاج، كما أن التأمين الصحي الجديد الذي بدأت الدولة تطبيقه في عدة محافظات أقرب لنظام التأمين التجاري من “التأمين الصحي الاجتماعي” المتعارف عليه في العالم أجمع.

وأوضح المصدر ذاته، إنه في نظام التأمين الصحي القديم كان يتم استقطاع 1% من قيمة راتب الموظف الحكومي لكن مع بدء تطبيق النظام الجديد منذ العام 2018، أضحى الوضع مختلفاً، إذ أنه بالإضافة لتلك النسبة يدفع المريض 10% من سعر الدواء بحد أقصى 1000 جنيه ( الدولار=48 جنيهاً) ، و10% من سعر التحاليل بحد أقصى 700 جنيه، و10% من تكاليف الإشاعات بحد أقصى 750 جنيه، وبالتالي فإنه في حال كان الشخص دائم التردد على مستشفيات التأمين الصحي فإن إجمالي ما يدفعه شهرياً قد يصل إلى 2500 جنيهاً.

وشدد المصدر ذاته، على أنه في حال المريض متوسط التردد على المستشفيات الحكومية فإنه يدفع شهرياً ما يقرب من 500 جنيهاً، وهو مبلغ باهظ بالنسبة لتزايد معدلات الفقر التي تصل إلى نصف عدد المصريين تقريباً وهي نسبة تقديرية نتيجة لعدم وجود إحصائيات دقيقة، ويبقى ميزة التأمين الصحي الجديد في أن الأقسام الداخلية مثل الجراحات والباطنة يدفع فيها المريض رسم موحد يصل إلى 300 جنيهاً، مشيرا إلى أن الموظفين في الأشغال الحكومية كانوا في السابق لا يدفعون أي أموال والوضع الآن مختلفاً.

وذكر المصدر ذاته، أن تعليمات وزارة الصحة بالسماح لعلاج المرضى في الطوارئ لمدة 48 ساعة مجاناً غير قابل للتطبيق لأن ميزانيات المستشفيات الحكومية ضئيلة للغاية وهناك غياب للرقابة على المستشفيات الخاصة، وكان يجب لتنفيذ هذا القرار أن تتضاعف الموازنات الحكومية للصحة، ورغم أن متوسط النسب عالميا تصل إلى 6.9% من إجمالي الناتج المحلي فإن ما أنفقته الحكومة المصرية على ملف الصحة خلال الثلاث سنوات الماضية لم يتجاوز 1.2% من الناتج المحلي في حين أن الدستور يتحدث عن 3% كحد أدني، وهو ما تسبب في تدهور أوضاع بعض المستشفيات الحكومية وتراجع الخدمات فيها.

ولفت إلى أن تراجع الإنفاق على الصحة كان من نتائجه هروب أكثر من نصف الأطباء المصريين إلى الخارج إذ أن التقديرات تشير لاستقبال دول الخليج والدول الأوروبية لنحو 150 ألف طبيب مصري فيما يبلغ عدد العاملين في المستشفيات المصرية حالياً نحو 120 ألف طبيب، وهؤلاء يحصلون على رواتب هزيلة، والأكثر من ذلك أنه أصبح لكل 10 آلاف مريض يقدمون على العلاج بالمستشفيات الحكومية نحو 8 أسرة فقط، وهي ثلث النسبة العالمية.

وأقرت لائحة وزارة الصحة الخاصة بتنظيم المستشفيات العامة ومراكز الخدمات العلاجية بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، في مارس  العام الماضي، زيادة في أسعار تذاكر العيادات الخارجية لتبدأ من 10 جنيهات وحتى 50 جنيهاً في المستشفيات العامة، وخمسة جنيهات في الوحدات الصحية، على أن يجوز مضاعفة كل منها خمس مرات، بعد موافقة مديرية الصحة المختصة، بينما كانت اللائحة القديمة تنص على تحصيل جنيه واحد فقط تحت بند “مقابل عبوة دواء”، وفي إطار اللائحة أصدر الوزير قراراً حدد فيه قيمة الكشف في العيادات المتخصصة للمستشفيات العامة، بأسعار تتراوح بين 15 جنيهاً للممارس العام و45 جنيهاً للاستشاري.

وحددت اللائحة رقم 220 لعام 2025 التي اعتمدت في أغسطس الماضي الجاري، قوائم أسعار كلفة الإقامة فقط للمريض لليوم الواحد، بدءاً من 150 جنيهاً للدرجة الثالثة، و180 جنيهاً للثانية، و300 جنيه للأولى، و380 جنيهاً للأولى الممتازة، بينما كانت الإقامة بالجناح كلفتها 550 جنيهاً يومياً.

وكان خبر وفاة الإعلامية المصرية عبير الأباصيري قد أثار موجة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد اتهام صديقتها مستشفى حكومي برفض استقبالها وتأخير علاجها نحو 6 ساعات لعدم سداد مبلغ 1400 جنيه (الدولار يعادل نحو 48 جنيها).

ورغم أن وزارة الصحة نفت في بيان لاحق أن يكون المبلغ المذكور مقابلا للعلاج، مؤكدة أنه كان رسوما للحصول على نسخة من الأشعة، وأنها تلقت الرعاية الطبية الطارئة فور وصولها إلى المستشفى، إلا أنها أعلنت فتح تحقيق عاجل في الواقعة.

وبعد هذه الواقعة بأيام جرى تداول أخرى وقعت في إحدى مستشفيات منطقة مصر القديمة بالقرب من وسط القاهرة، حيث رفض قسم الطوارئ تقديم الإسعافات الأولية لمريضة تعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم قبل دفع رسوم مالية

تطبيق القانون الجديد هدف صعب

أكدت وزارة الصحة والسكان التزامها الكامل بقرار الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بشأن تقديم العلاج الطارئ في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة لمدة 48 ساعة دون تحميل المريض أي تكاليف مالية، حرصًا على حياة المواطنين وسلامتهم.

وقال مصدر مطلع بلجنة الحق في الصحة، إن العلاج المجاني تقلص بشكل كبير خلال عشر سنوات، وبعد أن كان التأمين الصحي يستقطع فقط 1% من الموظف وهو ما كان يكفي لتقديم خدمات جيدة للمواطنين، الآن القانون الجديد رفع نسبة الاشتراك لكي تصبح 4% على أن يتكفل رب الأسرة قيمة ما كان يتم دفعه من جانب الحكومة نظير اشتراكات الطلاب في المدارس الحكومية حتى 18 عاماً وكان ولي الأمر يدفع اشتراك زهيد لأبنائه يصل إلى5 جنيهات في السنة، والآن أصبح تأمين الأطفال على حساب الأب بحد أقصى ثلاث ابناء إلى جانب الإسهامات التي أقرتها الحكومة في الأقسام المختلفة.

وشدد على أن التأمين الصحي الجديد يؤمن على 4% من المواطنين مع عدم اكتمال مرحلته الثانية في حين أن القانون القديم مازال مطبقاً على 56% من المصريين ما يشير إلى 60% من المواطنين يخضعون للتأمين الصحي الحكومي، ومن المقرر أن يتم تطبيق القانون الجديد على جميع المصريين بحسب نص القانون والبالغ عددهم ما يقرب من 110 مليون نسمة بحلول عام 2030، ويبدو أن ذلك هدفا صعب التحقق على أرض الواقع.

وأشار لوجود صعوبات في ضم كافة المواطنين للقانون الجديد إذ أن المحافظات التي جرى فيها تطبيق القانون الجديد تم إضافة الزوجات والأطفال، وليس هناك صيغة واضحة لإضافة أصحاب الحرف والفلاحين والعاملين في القطاع الخاص وغيرهم، والمشكلة الأكبر تتمثل في أن القانون ينص على أن هؤلاء لابد أن يقوموا بتسجيل أنفسهم في المنظومة الجديدة على أن يدفعوا كل ثلاثة أشهر نسبة 7% من الحد الأدنى للاشتراك الشهري لمن يستفيدون بالتأمين بشكل كامل وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالوضع الاقتصادي لهؤلاء.

ولفت إلى أن كثير من الأسر تعرضت لمواقف صعبة إذ طالبتها المستشفيات الحكومية بمبالغ هائلة نظير عدم سدادها الاشتراك منذ أن جرى تطبيق التأمين الصحي الجديد في المحافظات التابعين لها، نظراً لأن هؤلاء ليس لديهم الوعي الكافي بالتوجه نحو الاشتراك وبالتالي فإن الحكومة سعت لكي تخفف من واقع الأزمة ووعدت بتقسيط تلك الأموال لكنها أموال لم يستفد منها المرضى وهي تساعد في إنهاء ما تبقى من مجانية للعلاج.

شراكة المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص كارثة للمريض

وفي فبراير الماضي، أعلن رئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي أنكلفة تجهيز ورفع كفاءة المنشآت الصحية خلال تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمرحلة الأولى في ست محافظات، أكثر من 51 مليار جنيه لتغطية 6 ملايين مواطن بالخدمات الصحية، وأكد أن ذلك يدل على حجم الإنفاق المستقبلي المتوقع لتطبيق بقية مراحل المنظومة لتغطية جميع المواطنين بخدمات الرعاية الصحية، إذ يتوقع إنفاق نحو 115 مليار جنيه لتجهيز محافظات المرحلة الثانية.

وتضمنت لائحة العمل بالمستشفيات الحكومية والتي صدرت العام الماضي زيادة الموارد المالية الذاتية للمنشآت الصحية لصالح صندوق لتحسين الخدمة بكل منها، وتضمنت تقليص نسبة العلاج المجاني بالمستشفيات العامة من 60% في اللائحة القديمة، إلى 25% ، واستحدثت نصًا يحدد المستحقين للعلاج المجاني في تلك المستشفيات، وحصرتهم في ست فئات هم: الحاصلون على معاش تكافل وكرامة، والمعاقين حاملو بطاقات الخدمات المتكاملة، وأسر شهداء ومصابي الجيش والشرطة. وهذه الفئات، وفقًا للائحة، تحصل على العلاج دون أي إجراءات

أما باقي الحالات وهم: من لا يتمتعون بنظام تأمين صحي أو رعاية صحية، وحالات الطوارئ والحوادث التي تتطلب التدخل السريع لإنقاذ حياة المريض، أو من يخشى تفاقم حالته، فاشترطت اللائحة حصولهم على توصية من لجنة البحث الاجتماعي بالمستشفى وموافقة لاحقة من مدير المستشفى، وبخلاف تلك الفئات، لم تحدد اللائحة الجديدة أي آلية لعلاج غير القادرين ماديًا باستثناء سلطة مدير المستشفى في منحهم خصم لا يتجاوز 30% من تكاليف الخدمة بعد خصم قيمة الأدوية والمستلزمات.

وبحسب مصدر مطلع بنقابة الأطباء، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، فإن مساحة العلاج المجاني في المستشفيات انتهت تقريبا مع صدور لائحة العام الماضي، بخاصة وأن تراجع الميزانيات المخصصة للصحة تسببت في توقف وزارة الصحة عن منح تمويل المستشفيات الحكومية والتي أصبحت مطالبة بأن تغطي نفقاتها ذاتيا، وبالتالي فهي تقوم برفع أسعار الخدمات التي تقدمها لكي تحافظ على قدرتها في تقديم الخدمات الطبية المختلفة.

وأوضح أن تقلص الخدمات الطبية يظهر في عدم قدرة بعض المستشفيات على تقديم الخدمات للمرضى وذلك مع تزايد شكاوى نقص المستلزمات الطبية وهي مرتبطة بتوفر العملة الصعبة ومع توفرها الآن أصبح هناك مشكلة أخرى تتمثل في تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار وعدم وجود ميزانيات تكفي للاستيراد، كما أن ذلك يظهر في عدم توفر بعض الأدوية داخل صيدليات المستشفيات الحكومية واضطرار المواطنين لشرائها من الخارج، كما أن بعض المستشفيات أضحت تصرف العلاج بكميات قليلة لضمان توفيره لأكبر عدد من المرضى.

ولفت إلى أن المشكلة الأكبر الآن هو التعاون بين المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص وفقاً لقانون تأجير المستشفيات الحكومية الصادر في يونيو الماضي، إذ أن المرضى أضحوا يواجهون بأسعار وتكاليف باهظة نظير الخدمات التي يحصلون عليها ويكون المبرر هو وجود شريك من القطاع الخاص في إدارتها.

*”مدبولي” يعلن بوقاحة زيادرة أسعار الوقود و”السيسي” يطعم الجيش والشرطة لحمايته من الثورة

في تحدٍ فجٍّ لمعاناة المصريين، خرج رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، ليعلن ببرود عن موجة جديدة من رفع أسعار البنزين والمواد البترولية، قد تصل نسبتها إلى 20% خلال أكتوبر المقبل، تنفيذاً لتعليمات صندوق النقد الدولي، الذي فرض على نظام السيسي تقليص الدعم المخصص للمحروقات بنسبة 50% في موازنة 2025-2026.

تصريحات مدبولي كشفت  التزام الحكومة برفع أسعار الوقود والكهرباء بنسبة تتراوح بين 10 و25% خلال الأسابيع المقبلة، استجابة لإملاءات الصندوق الذي يفرض خفض دعم الطاقة بنسبة 50% هذا العام. والنتيجة: غلاء فاحش، وزيادة في أسعار السلع الأساسية، وانهيار القدرة الشرائية للمواطن، بينما يكتفي مدبولي بترديد أسطوانة “الإصلاح الاقتصادي” الذي لا يجني ثماره إلا السيسي ورجاله.

الانقلابى “مدبولي” يبشر المصريين بجرعة جديدة من الغلاء، معلناً أن زيادة أسعار البنزين والوقود في أكتوبر المقبل “قد تكون الأخيرة”، قبل تطبيق آلية التسعير التلقائي كل ثلاثة أشهر، بحجة ربط الأسعار بالسوق العالمية وسعر الدولار. لكن الحقيقة، كما تكشفها بنود الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، أن الحكومة تعمّدت رفع الدعم تدريجياً عن المحروقات والكهرباء، وتصر على تحميل المواطن المصري المنهك ثمن الأزمة الاقتصادية.

مدبولي حاول تزييف الحقائق بادعاء أن ما يجري “قرار وطني” و”لم يُفرض على مصر”، لكن الواقع يفضح الخضوع التام لإملاءات الخارج، بينما يدفع المواطن وحده الثمن عبر التضخم وارتفاع أسعار الغذاء والمواصلات والكهرباء. والأدهى أن الحكومة تبرر جريمة رفع الأسعار بأنها وسيلة “لتغطية دعم السولار”، في وقت يئن فيه ملايين الفقراء تحت خط الفقر، بينما يواصل السيسي بيع الأصول العامة، وطرح شركات الدولة في المزاد لسد عجزه المالي.

السؤال الذي يطرحه الشارع المصري: لماذا يصر السيسي على تعذيب الشعب بالتجويع والغلاء؟ ألا يخشى ثورة جياع قد تقتلع نظامه من جذوره؟ الإجابة تبدو واضحة: السيسي يعتمد على إطعام الجيش والشرطة، وإغداق الامتيازات عليهم، ليضمن حمايته من غضب الملايين، في وقت يحرم فيه الشعب من أبسط حقوقه في العيش الكريم.

إن ما يجري ليس “إصلاحاً اقتصادياً” كما يزعمون، بل عملية إذلال ممنهجة، هدفها إبقاء المصريين تحت قبضة الجوع، لئلا يفكروا في التمرد على نظام فاشل أضاع مقدرات الوطن، ورهن قراره للخارج.

ففي الوقت الذي يزعم فيه مدبولي أن البلاد “مستهدفة من الخارج”، فإن الحقيقة أن الاستهداف يأتي من الداخل، من حاكم مستبد يُفقر شعبه طوعاً، ويبيع ثرواته وأصوله، فقط ليحافظ على كرسيه ولو على جثة الوطن.

الحكومة لم تُخفِ نيتها في تحميل الشعب كلفة الأزمة، إذ أكد مدبولي أن دعم السولار سيُغطى من جيوب المواطنين عبر رفع أسعار البنزين والغاز، وكأن الفقراء ومتوسطي الدخل هم خزينة الدولة الوحيدة. وفي الوقت ذاته، تمضي السلطة في بيع أصول البلاد تحت شعار “وثيقة ملكية الدولة”، وتقديم الشركات الاستراتيجية للمستثمرين الأجانب بثمن بخس، فقط لترضية صندوق النقد.

لكن السؤال الذي يتردد في الشارع: لماذا يصر السيسي على رفع الأسعار إلى هذا الحد، رغم علمه بحالة الغضب الشعبي؟ هل لا يخشى انفجار الناس في وجهه؟

الإجابة تكمن في رهانه المستمر على الجيش والشرطة، اللذين يغذيهما بالامتيازات والرواتب والعطايا، ليبقوا حائط صد أمام أي ثورة شعبية. فالسيسي يعلم أن ملايين المصريين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، لكنه يراهن على قبضة أمنية مسلّحة تحمي نظامه من السقوط، ولو كان الثمن سحق الشعب وتجويعه.

وما يزيد المفارقة أن مصر، التي كانت قبل سنوات دولة مصدرة للغاز، أصبحت اليوم تستورد احتياجاتها من الخارج، وسط ديون متراكمة للشركاء الأجانب. ومع ذلك، يصر النظام على تكرار الخطاب الممجوج عن “التماسك الداخلي” و”الظروف الجيوسياسية”، متجاهلاً أن أكبر تهديد لمصر اليوم هو الفقر والظلم وتغوّل السلطة.

في النهاية، تبدو خطة السيسي ومدبولي واضحة: رفع الأسعار، بيع الأصول، إرضاء صندوق النقد، وإطعام الجيش والشرطة. أما الشعب، فلا مكان له في هذه المعادلة إلا كوقود لأزمة لا تنتهي.

*الـ 200 طائرة (f16) الامريكية في مصر بدون الأكواد “حتة حديدة” للاستعراضات

رصد نحو 900 ألف متابع على إكس سؤالا طرحه ناشط على المنصة وكانت ردودهم غاية في القسوة من جانب ما كشفته عدمية الأسلحة المستوردة من الغرب والشرق التي تتكدس بها المخازن العسكرية في مصر ولا تخرج إلا في الاستعراضات العسكرية أو بساعات التدريب.

وبعد سخرية من الصحفي الصهيوني من الطائرات المصرية التي يمكن أن تتوقف بكبسة زر من واشنطن تساءل  حساب @AboOmar2471395: “اتمني من اي مصري حر له علاقة بالطيران الحربي .. أن يؤكد لنا او ينفي هل الولايات المتحدة تملك تعطيلا جزئيا او كليا للطائرات .. خاصة ان مصر تمتلك 240 طائرة F-16 بما يعني اكثر من نصف اسطولنا الحربي الذي يبلغ 400 طائرة مقاتلة“.

وأجمعت أغلب التعليقات أن الطائرات لا تستطيع أن تخرج عن نطاق محدد لها من قبل الشركة المصنعة وبطلب من وزارة الدفاع الأمريكية، وهذا من شروط اتفاق البيع. فلا بد من أخذ الموافقة للسماح لنظام الطائرة بتغطية المنطقة الجديدة بحيث تشتغل أنظمة التصويب والرماية.

وفي مقابلة لرئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد مع الجزيرة وأحمد منصور قال على الهواء : “إشترينا طائرات F16 نستخدمها في الاستعراضات فقط، وشفرتها في إسرائيل ..!! “.

https://x.com/rsd87629211/status/1967584960275182011

واضاف المراقبون أننا قرأنا عن نظم الدفاع الجوي الأمريكي المبرمجة على اعتبار الأهداف الأمريكية والإسرائيلية أهدافا صديقة ولا تظهر أصلاً على الرادارات  كما حدث في منظومة صواريخ باتريوت الامريكية في الدوحة التي لم تر الشبحيات الصهيونية.

حتى أن الأمر ليس قاصرا على الطيران الحربي الامريكي بل إن صواريخ طائرات “الرافال” الفرنسية لا بد لها من من موافقة امريكية علي بيعها لمصر لانها بكارتات امريكية وكذلك بالنسبة لـ F16 اجهزة تحديد المواقع بها محددة جدا.

وقال حساب @7arakaBaraka: “..طلعة اف16 تكلف حوالي 10 الاف $.. وتحتاج تجهيزا بكل طلعة.. تأخر او امتناع امريكا او الناتو عن امدادك بقطع ومكونات تلك المقاتلة.. يدخلك في حيص بيص.. ناهيك عن فرضية تعطيلها وهو امر متاح حاليا بالسيارات الحديثة للسيارات الاوروبية و كذلك تسلا..  استعمالها داخل حدود مصر فقط“.

وأضاف @mhelyamni، “طبعا السوفت وير أمريكى ومصمم على أن يعمل فقط لبعض الاماكن فقط وليس حسب رغبة المشترى .. ثانيا الاحداثيات لضرب اى موقع محصورة فقط عندهم فطائرات اف ١٦ مثلا من يقوم بعمل الاحداثيات والسماح بها أمريكيون موجودون بدولنا .. ثالثا الرادار المصرى مثلا لا يرى الطائرات الأمريكية الا blind spots“.

واقتنع مازن @mazenbinna12785، أن “الطائرات ليس لها اكواد وشيفرات ولا تستطيع أمريكا اختراق أجهزة الملاحة الخاصة بها هي تمتلك فقط قطع الغيار ودا يتعوض من اي شركة أخرى زيها زي العربيات واي أجهزة إلكترونية“.!

إلا أن رأيه وآخرين وجد كثيرا من الاعتراض ومن ذلك ما كتبه حسام عبيد @hsambyd3، كل الالكترونيات في الطائرة ممكن تعطيلها جزئيا او كليا لانها مبرمجة ويمكن الدخول على البرنامج من بعد وتعطيله كليا او جزئيا لانها هي من صنعتها وتعرف البرامج التي تعمل بها“.

وما كتب عبدالعزيز @LFC_1986، سبحان الله .. هذا السؤال سألته لصديقي طيار مقاتل قبل أيام عن طائرات f16 فكانت إجابته لي بسؤالي عن هاتفي النقال فقلت له سامسونج فقال هل تستطيع شركته المصنعه ان تُطفئه وهو لديك الآن؟ قلت نعم اعتقد ذلك شغل برمجيات… فقال هذا هو الجواب على سؤالك حول طائرات الـf16!.. اكواد تشغيل.”.

وأضاف @kafsas، كنت في السعودية وكنا شاريين ماكينة من المانيا قسط وده من ٢٠ سنة كل اول شهر لو اتأخرنا في دفع القسط الماكينة كانت بتبقي حتة حديد ندفع القسط للوكيل يجي مهندس يخاطب الشركة في المانيا وتبعت له سيريال نمبر يحطه والماكينة تشتغل يعني الطيارة بتبقي حتة حديد الدول العربية بتشتري الوهم“.

حساب فـــهــد السعودي @fahadq801 قال: “الطيارات لها أكواد وهي التي تتحكم بالطائرات .. والغرب يبيع الطائرات ولكن لا يبيع الأكواد .. وبالتالي هي لديك ولكن لا يمكنك التحكم بها دون موافقة مسبقة من البائع .. وارجع لإتفاقية كيسموا في 2018 بين مصر وأمريكا لكي تعرف اكثر .”.

وعلق @PalFayez، ما الذي تستطيع الولايات المتحدة فعلاً فعله؟ (واقعي وليس “زر تعطيل”).. لا يوجد “زر تعطيل” عن بُعد للطائرات أثناء الطيران. الطائرات لا تُقفل فجأة من واشنطن.. لكن الولايات المتحدة تملك نفوذاً استراتيجياً قويًا عبر التحكم في إمدادات قطع الغيار، والتراخيص، وتحديثات البرمجيات، والتدريب“.

واتفق معه معتز  @MotazShilu، لا يوجد شيء اسمه زر تعطيل جزئي أو كلي عن بعد. لو وجد لكان هناك antenna فى الطائرة متصلة بالزر، يمكن إزالتها بكل سهولة.. كل ما فى الأمر أن صانع الطائرة يرفض تزويد المستخدم بتحديثات البرمجيات وقطع الغيار أو القطع المطورة مما يجعل الطائرة، مقارنة بغيرها من ذات الطراز، متخلفة.”.

https://x.com/MotazShilu/status/1967504483346452806

وأردف باسل @Basilalsharif12، الطائرة يمكن استخدامها في استطلاعات جوية لكن منصة الصواريخ تحتاج إلى ادخال الشيفرة ويتم تحديثها بشكل دوري!.. عند طلب الشيفرة يجب تحديد الهدف الذي يتم الإطلاق عليه واخذ الموافقة من الشركة المصنعة.. فالطائرات التي تمتلكها الجيوش تصبح للاستعراض الجوي بدون شيفرة الاطلاق ..”.

https://x.com/Basilalsharif12/status/1967481393640091933

ورقة ملحقة

وألحق متابع للمنصة ورقة عن الطائرات الحربية التي تبيعها الولايات المتحدة للدول العربية؟:

  • مصر: مقاتلات F-16 (أكثر من 200 طائرة)، مروحيات أباتشي.
  • السعودية: طائرات F-15SA / F-15EX، طائرات إنذار مبكر (AWACS).
  • الإمارات: طائرات F-16E/F Block 60 (نسخة متقدمة لكن تحت القيود الأمريكية). مشروع شراء الـ F-35 جُمّد.
  • قطر: طائرات F-15QA، إضافة إلى رافال الفرنسية ويوروفايتر الأوروبية للتنويع.
  • الأردن: F-16 مطورة.
  • الكويت: F/A-18 Super Hornet.

كيف تُبقي أمريكا السيطرة على هذه الطائرات؟

1.البرمجيات وأكواد التشفير

  • كل طائرة حديثة مزودة بأنظمة اتصال وملاحة وإطلاق نار مشفرة.
  • هذه الأكواد تُمنح من واشنطن، ويمكن تعطيلها أو تغييرها. بدونها تفقد الطائرة نصف قوتها.

2.الأسلحة المشروطة

  • الصواريخ (AMRAAM، JDAM…) تحتاج تحديثات دورية.
  • واشنطن هي التي تقرر الكمية، التوقيت، والمواصفات.

3.الصيانة وقطع الغيار

  • بدون دعم “بوينغ” أو “لوكهيد مارتن”، تُشل الأساطيل خلال أسابيع.
  • وهذا يفرض على الدول العربية البقاء دائمًا تحت خط الطاعة السياسية.

4.القواعد الأمريكية في المنطقة

  • قواعد في قطر (العديد)، البحرين، الكويت، الإمارات.
  • هذا يعني سيطرة مباشرة: أي انحراف سياسي = الطائرات تُمنع من الإقلاع عمليًا.

5.نسخ تصديرية محدودة

  • النسخ العربية أقل قوة من تلك الممنوحة لإسرائيل.
  • مثال: F-16 الإماراتية متطورة، لكن راداراتها وبعض أنظمتها أضعف من النسخ الأمريكية والإسرائيلية.

الخلاصة

الولايات المتحدة تبيع للعرب الطائرات الحربية لثلاثة أسباب:

  • امتصاص أموال النفط.
  • إعطاؤهم وهم القوة.
  • إبقاؤهم في تبعية دائمة.

هذه الطائرات لن تُستخدم يومًا ضد إسرائيل، لأن:

  • برمجياتها وسلاحها تحت تحكم أمريكي.
  • صيانتها رهينة واشنطن.
  • والتفوق الجوي الإسرائيلي مضمون مسبقًا عبر صفقات خاصة (مثل الـ F-35 والدعم العسكري المباشر). 

الحقيقة: العرب يشترون التبعية لا الاستقلال العسكري. 

الفرق بين الجزائر وبقية الدول العربية

  • الدول الخليجية (السعودية، والإمارات، وقطر…) تدفع مئات المليارات للغرب مقابل طائرات مكبّلة بشروط.
  • الجزائر تشتري من روسيا، حيث لا توجد “مفاتيح أمريكية” لتعطيل الطائرات، وإن كان ذلك لا يلغي اعتمادها على موسكو في قطع الغيار والصيانة.

لكن بالمقارنة:

  • الطائرة الروسية قد تكون أقل تطورًا إلكترونيًا من نظيرتها الأمريكية (خاصة الـ F-35).
  • لكنها تمنح استقلالية أكبر، لأنها لا تخضع للتحكم عن بعد أو للقيود السياسية الأمريكية.

بمعنى آخر:

  • الخليج يشتري وهم القوة → الطائرات تحت يد أمريكا.
  • الجزائر تشتري استقلالية نسبية → الطائرات تحت يدها، لكن مع تبعية تقنية لروسيا

*من أسوان إلى الحوامدية عمال 10 مصانع للسكر مستمرون بالإضراب للأسبوع 3 على التوالي

حاول عمال مصانع السكر الممتد من أسوان حتى الحوامدية، الضغط على النظام بتنظيم إضراب يحمل مطالب العمال العادلة والمشروعة في مواجهة السياسات الاقتصادية التي أوصلت صناعة السكر إلى أزمة غير مسبوقة.

وبظل الأزمة تعاني مصر فجوة في إنتاج السكر تصل إلى 25%، ما يدفع إلى استيراد ما بين 400 و800 ألف طن سنوياً، بينما يتم الضغط على صناعة سكر القصب عبر تسعيرة شراء منخفضة تدفع الفلاحين لبيع القصب للعصارات بدلاً من توريده للشركة، إضافة إلى تراكم متأخرات الفلاحين ومضاعفة أسعار السكر في الأسواق.

وأكثر من 10 مصانع تابعة لشركة السكر والصناعات التكاملية يعمل بها نحو 10 آلاف عامل، بخلاف العمالة الموسمية، دخلوا في إضراب منذ ثلاثة أسابيع، بدأ في مصنعي إدفو وكوم أمبو، وامتد إلى باقي مصانع الصعيد وصولاً إلى مجمع الحوامدية.

وفي نهاية أغسطس الماضي، صعّد العمال احتجاجهم عبر إضراب واعتصام استمر 20 يومًا، قبل أن ينتهي يوم الخميس الماضي، بعد تلقيهم وعودًا من الاتحاد المحلي لنقابة عمال أسوان، ومكتب العمل بأن ملفهم انتقل إلى رئاسة الجمهورية، وسيتم البت فيه مع بداية أكتوبر المقبل.

وبينما يبلغ الحد الأدنى للأجور 7000 آلاف جنيه، تتراوح رواتب العمال بالشركة بين 4000 و8000 جنيه شهريًا، ووصل أجر البعض 6000 جنيه، بعد 24 عامًا من الخدمة بالشركة.

ويؤكد العمال أن الرواتب بهذا الشكل لا تتحمل قطعا إضافيا لتأمين صحي حتى وإن كان ذلك قانونيًا، خاصةً مع رفض الشركة لمطالبهم بتحسينها، مشيرين إلى أن قيمة أجورهم الحقيقية تتراجع بسبب التضخم؛ إذ ظلت ثابتة طوال سنوات، ولم تشهد زيادات متناسبة مع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، ما جعل تلبية احتياجات أسرهم الأساسية عبئًا يفوق قدرتهم.

مع بداية العام المالي الحالي 2026/2025، انتظر العمال الحصول على الزيادة السنوية ومنحة رئيس الجمهورية، وإشعار من الشركة بخصوص الحد الأدنى للأجور، وهو ما لم يتحقق.

وأرسل العمال مناشدة للسيسي، يطلبون فيهم صرف المنحة، وضم العلاوات  الاجتماعية المجنبة منذ عام 2016، إضافة إلى رفع قيمة البدل النقدي للوجبة البالغ 150 جنيهًا شهريًا، وزيادة بدل المبيت البالغ 120 جنيهًا شهريًا، وصرف العلاوات السنوية -مثل غلاء المعيشة- المتأخرة منذ عام 2017، ورفع الأجر اليومي للعاملين لمدة 12 ساعة، والتوقف عن خصم التأمين الصحي إجباريًا.

وامتد إضراب عمال مصانع شركة السكر والصناعات التكاملية في 5 محافظات؛ في أسوان شارك 2600 عامل من مصنعي “إدفو” و”كوم أمبو”، وفي محافظات الأقصر وقنا وسوهاج والجيزة، اشترك عمال المصانع في الإضرابات لأيام متفاوتة، قبل أن يتوقفوا، بسبب تهديدات إدارة الشركة واستدعاءات جهاز الأمن الوطني للتحقيق.

وخلال نحو ثلاثة أسابيع من الإضراب، حاولت عدة أطراف إقناع العمال بالعدول عن احتجاجاتهم، من بينهم مسؤولي المحافظة وعدد من نواب البرلمان.

وأكد العمال أن إدارة الشركة ومسؤولو الشركة القابضة مارسوا ضغوطًا عليهم؛ إذ عُرض عليهم بدلًا من صرف 700 جنيه منحة الغلاء التي أقرها السيسي، صرف مبلغ 500 جنيه، غير شامل الضرائب والتأمين، وهو ما رفضه العمال، متمسّكين بحقهم في الحصول على المنحة كاملة أسوة بزملائهم في شركات أخرى صرفت المنحة بالفعل.

وفي يونيو الماضي، صدّق السيسي على القانون رقم 89 لسنة 2025، الخاص بتحديد نسبة العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، والذي نص على صرف شركات القطاع العام وقطاع أعمال العام منحة تُصرف شهريًا من موازنتها الخاصة تُعادل الفرق بين نسبة العلاوة السنوية الدورية المُقررة لهم، ونسبة العلاوة الخاصة المُقررة للعاملين بالدولة من غير المخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية المشار إليه (موظفين الجهاز الإداري للدولة).

ونص القانون على  زيادة الحافز الإضافي المقرر للموظفين المخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية المشار إليه ، والعاملين غير المخاطبين به (فئات مختلفة من العاملين بالدولة منهم عمال شركات قطاع الأعمال العام والعام) شهريًا بفئة مالية مقطوعة بواقع (700) جنيه.

رفض لعمل التسوية

وقالت منصة “متصدقش” إن “عمال “إدفوو”كوم أمبو” لم يوافقا على تعليق الإضراب مؤقتًا إلا بعد أن وعدهم الاتحاد المحلي لعمال أسوان ومكتب العمل، الخميس 11 سبتمبر، بالاتفاق مع وزارة التموين والشركة القابضة، على صرف المنحة كاملة بداية من شهر أكتوبر، مع بحث إمكانية صرف بقية العلاوات والحوافز المتأخرة“.

 في حين يحق لعمال مصانع السكر علاوة خاصة بنسبة 15% من الأجر الأساسي، بحد أدنى 150 جنيهًا، كما يحق لهم  الحافز الإضافي الشهري، بقيمة مقطوعة تبلغ 700 جنيه، تُحتسب ضمن الأجر المكمل أو المتغير، وهو ما لم تلتزم به الشركة.

الأمن الوطني والعمال

وأكدت منصة “متصدقش” نقلا عن عمال أن “الإدارة اعتادت مواجهة مطالب العمال باستخدام سلاح التهديد بإبلاغ الأمن أو نقلهم إلى مصانع بعيدة عن محل إقامتهم”.

ونقلت عن علاء فتحي أنه “استُدعي للتحقيق لدى جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، بعد أن أبلغ مدير المصنع عن اسمه مع مجموعة من زملائه”.

وأضاف “ضباط الأمن الوطني استمعوا لشكاوى العمال، وتأكدوا من صحة مطالبهم بعدما راجعوا حسابات الشركة، واتضح لهم من كشوف الأجور التي اطلعوا عليها، بعدم صرف العلاوات المستحقة.

ونقلت عن العامل البالغ من العمر 48 عامًا ويعمل في الشركة منذ 25 عامًا براتب لا يتخطى 6 آلاف جنيه: “أثناء التحقيق، حين شرحنا للضباط صعوبة الظروف المعيشية وأن الرواتب لا تكفي، لمسنا بعض التعاطف والتفهم، لكنهم طلبوا منا المطالبة بحقوقنا بوسائل أخرى غير الإضرابات والاحتجاجات”.

شهادة عامل آخر

كما نقلت عن سيد عرفة (من عمال مصنع كوم أمبو) أن ضباط الأمن الوطني استدعوا بعض العمال بأوامر من إدارة المصنع.

 ويضيف: “الضباط تفهموا مطالبنا لأنهم يعرفوننا، فهذه ليست المرة الأولى التي ننظم فيها احتجاجًا، لكن هذه المرة كنا مصرّون على الاستمرار حتى تحقيق مطالبنا”.

إلا أن النتيجة كانت أن “نجح تدخل الأمن الوطني في وقف إضراب مصنعي أرمنت بمحافظة الأقصر، ودشنا بقنا، قبل باقي المصانع بأيام، بعدما نقل أحد الضباط للعمال أن مطالبهم “سيجري عرضها على الجهات المختصة”، وفق ما ذكرته دار الخدمات النقابية والعمالية”.

ونقلت المنصة عن العمل أنه أغلقت إذا جميع السبل أمام العمال للحصول على حقوقهم، وبقيت رواتبهم ثابتة تقريبًا منذ عام 2017، في وقت تشتد فيه صعوبة الأوضاع المعيشية. أشاروا إلى أن “توقف الإضراب مؤقت وليس نهائيًا، وأنهم مستعدون للعودة إذا لم تنفذ مطالبهم كما وعدهم مكتب العمل والاتحاد العام لعمال أسوان“.

واردات المصانع

وتورد “السكر للصناعات التكامليةشهريًا نحو 95 ألف طن لصالح البطاقات التموينية، أي ما يعادل 1.14 مليون طن سنويًا، وفقًا لتصريحات رئيس الشركة السابق اللواء عصام البديوي في أبريل 2024، وهو ما يغطي نحو 32% من إجمالي استهلاك مصر من السكر البالغ 3.60 مليون طن، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

وتمتد أزمة مستحقات العمال هي جزء من مشكلة الشركة في نظامها الجديد الذي بدأ منذ عام 2014؛ إذ أصبحت مهمتها الأساسية حينها تلبية احتياجات الوزارة من السكر.

وأضافت أن الشركة كانت تابعة لوزارة الاستثمار قبل عام 2014، كانت تورد كامل إنتاجها لوزارة التموين على أساس أن “التموين” تدفع مقابلها كامل التكلفة بالإضافة إلى نسبة ربح ثابتة تبلغ 10%، ما سمح لشركة التكاملية بامتلاك ملاءة مالية جيدة وودائع في البنوك بنحو 4 مليار جنيه.

ووجدت “التموين” أن هذا النظام أدى إلى تراكم ديون كبيرة عليها لصالح شركة السكر والصناعات التكاملية، تقدر بمليارات الجنيهات، ما دفعها إلى طلب أن تكون الشركة تحت إدارتها، مع شراء الإنتاج بالكامل بسعر محدد.

على مدار نحو 11 عامًا، استنفدت الشركة ودائعها في البنوك، وأصبحت مضطرة للاقتراض وتحمل خسائر كبيرة بسبب الفجوة بين تكلفة الإنتاج التي تتراوح ما بين 28 إلى 35 جنيهًا للكيلو، وبين سعر البيع الثابت لوزارة التموين الذي يُقدّر بنحو 12 جنيهًا للكيلو.

وبجانب التوريد المحلي، أعلن رئيس الشركة صلاح فتحي في يوليو 2025 عن تعاقد “السكر والصناعات التكاملية” على استيراد 165 ألف طن لصالح هيئة السلع التموينية، مشيرًا إلى أن مستحقات الشركة لدى الهيئة ارتفعت إلى نحو 500 مليون جنيه.

*الفنان التشكيلي صلاح عناني يدعو لثورة شعبية للاطاحة بالسيسي: الشعب أقوى منه ومن جيشه وشرطته

“كل شروط الثورة الشعبية موجودة أكتر من أي وقت مضى. محصلشي في كل تاريخ مصر الطرد من البيوت، ونحن مش متهددين في اللقمة بس، دا إحنا متهددين نبقى عايشين أو ميّتين. وده بسبب طرد الملايين من بيوتهم بسبب الإيجار القديم.”

بهذه الكلمات الصادمة، لخّص الفنان صلاح عناني مشاعر ملايين المصريين الذين يواجهون أزمة تهدد استقرارهم وحياتهم، بعد التعديلات الأخيرة لقوانين الإيجار القديم في مصر.
فالقضية لم تعد مجرد خلاف قانوني بين مالك ومستأجر، بل تحولت إلى قضية إنسانية كبرى تهدد حق المواطن في السكن الآمن.وأضاف ” محدش يخاف علشان احنا اكتر من جيشه وبوليسه لازم نمشيهم من البلد”.
https://www.facebook.com/profile.php?id=100008821478167

قانون ظالم
قوانين الإيجار القديم نشأت في مصر منذ منتصف القرن الماضي، لحماية المستأجرين من جشع السوق العقاري آنذاك.
ومع مرور الزمن، استقر ملايين المصريين في بيوت إيجار قديم، بعقود طويلة الأمد وبإيجارات زهيدة.
لكن الملاك ظلوا يشتكون من عدم قدرتهم على الاستفادة من عقاراتهم، مما دفع الدولة إلى إدخال تعديلات قانونية جذرية عام ٢٠٢٥.

التعديلات الجديدة نصّت على إنهاء العقود السكنية خلال سبع سنوات، وغير السكنية خلال خمس سنوات، مع فرض حد أدنى للإيجارات يتراوح بين ٢٥٠ و١٠٠٠ جنيه شهريًا حسب المنطقة، وزيادات سنوية إلزامية.
هذه الخطوات تعني فعليًا أن ملايين المستأجرين سيُجبرون على إخلاء بيوتهم، في حال عجزوا عن تحمل التكلفة الجديدة أو العثور على بديل.

لماذا يرى عناني أن الوضع «يستدعي ثورة شعبية»؟
من منظور عناني، ما يحدث ليس مجرد تعديل تقني لقوانين؛ إنه مشروع يغير خريطة المدن ويحد من قدرة الناس على البقاء في مواقعهم التاريخية والاجتماعية.
عندما يصبح فقدان البيت احتمالًا مفتوحًا لملايين، وينضاف إليه ارتفاع الأسعار وتآكل شبكات الدعم، تتحول المطالب الفردية إلى غضب جماعي يمكن أن يُختزل بوصف «ثورة شعبية» — أي انفجار احتجاجي شعبي يطالب بتصحيح جذري للسياسات.

هذا الوصف يعكس حالة استنفاد ثقة واسعة تجاه آليات الحماية التقليدية.

التداعيات الاجتماعية والإنسانية
المشكلة لا تكمن فقط في زيادة الإيجار، بل في التهديد المباشر بفقدان المأوى. تقارير حقوقية تشير إلى أن نحو مليوني مواطن معرضون للطرد الفعلي خلال السنوات المقبلة، ما لم تُوفَّر لهم حلول بديلة. بالنسبة لكثير من الأسر، البيت هو تاريخ وحياة كاملة، وليس مجرد جدران.
الأزمة تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي للأحياء القديمة، وتفتح الباب أمام توسّع العشوائيات إذا لم يتم التخطيط بشكل محكم. هذا الوضع جعل البعض يصف المرحلة بأنها «شرارة ثورة اجتماعية»، حيث لا يمكن لشعب أن يتحمّل العيش في خوف يومي من فقدان بيته.

أصوات الفنانين المتضررين
إلى جانب صلاح عناني، برزت أصوات فنانين آخرين من عالم السينما والتلفزيون ممن عبّروا علنًا عن معاناتهم مع الإيجار القديم:

نبيلة عبيد: عبّرت عن استغاثتها بعد أن طُلب منها إخلاء شقتها في شارع جامعة الدول العربية، مؤكدة أن الشقة ليست مجرد مسكن، بل تحتوي على تاريخها الفني وذكرياتها الخاصة، بما في ذلك الجوائز ومقتنيات والدتها. بالنسبة لها، خسارة الشقة تعني خسارة جزء من حياتها الفنية والشخصية.

نادية رشاد: كشفت عن أنها استأجرت شقة منذ سنوات طويلة بعقد قديم، وأنها فوجئت بأن القانون الجديد يلزمها بتسليمها بعد سبع سنوات فقط. أوضحت أنها لا تملك القدرة المادية لشراء شقة بديلة، مما يضعها أمام مستقبل غامض ويهدد استقرارها.

هذه النماذج تبرز أن القضية لم تعد تخص فئات فقيرة فقط، بل طالت رموزًا ثقافية وفنية، ما يضاعف من رمزية الأزمة وأثرها على المجتمع.

المواقف الحقوقية والسياسية
المنظمات الحقوقية المحلية والدولية حذرت من أن التطبيق الحرفي للتعديلات قد يطلق موجة تهجير داخلي غير مسبوقة. بعض هذه المنظمات دعت إلى وقف أي تنفيذ للإخلاءات حتى يتم توفير بدائل سكنية وتعويضات عادلة.

في البرلمان، انقسمت الآراء: تيار يرى أن القانون يعيد للملاك حقوقهم المهضومة، وتيار آخر يطالب بضمانات أكبر للمستأجرين، خصوصًا كبار السن وذوي الدخل المحدود.
ورغم هذا الجدل، فإن اللائحة التنفيذية ما زالت تفتقر إلى آليات عملية تمنع الكارثة الاجتماعية المتوقعة. 

الحلول المقترحة
يرى الخبراء أن الحل العادل يكمن في تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر عبر:

  • تمديد المهلة الزمنية للتنفيذ بما يسمح للأسر بالتأقلم.
  • إطلاق برامج إسكان اجتماعي وتمويل حكومي لتعويض المستأجرين الأضعف.
  • إشراك المجتمع المدني والفنانين في صياغة الحلول، بما يضمن صوت الفئات المتضررة.

وأخيرا فأزمة الإيجار القديم في مصر تتجاوز حدود العقود والقوانين، لتصل إلى صميم الحياة اليومية للملايين.

تصريح صلاح عناني يعكس بصدق حجم الألم والخوف الذي يعيشه الناس: «نحن مهددون أن نكون أحياء أو أموات».
وبينما ترتفع أصوات الفنانين مثل نبيلة عبيد ونادية رشاد، يصبح واضحًا أن القضية لم تعد قضية عقارية فقط، بل مسألة كرامة إنسانية وحق أساسي في العيش ببيت آمن.

 

السيسي يواصل بيع مصر بالقطعة من “البحرين” إلى المناطق التاريخية أين الأمن القومي؟.. الثلاثاء 16 سبتمبر 2025م.. اسطول الصمود المصري يعلن وصول التصريح لحكومة السيسي

السيسي يواصل بيع مصر بالقطعة من “البحرين” إلى المناطق التاريخية أين الأمن القومي؟.. الثلاثاء 16 سبتمبر 2025م.. اسطول الصمود المصري يعلن وصول التصريح لحكومة السيسي

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* تجديد حبس 26 متهم من سيناء بينهم سيدة وطفل، في قضايا أمن دولة

أفادت مصادر لمؤسسة سيناء بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت ايضاً أمس الأحد 14 سبتمبر 2025،، تجديد حبس أحد المتهمين في القضية رقم 3865 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، لمدة 15 يومًا، وهو:
ر.أ.س.م
يُذكر أن النيابة وجهت إلى المتهمين في القضية تهمة “مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها”، على خلفية قيامهم بتنظيم حملة إعلانية عبر شركة دعاية وإعلان يملكونها في مدينة العريش، لصالح مؤسسة “ميدان”، والتي تُعد كيانًا سياسيًا مرتبطًا بالمعارضة المصرية في الخارج.
وخلال التحقيقات، قال المتهمون بأنهم تعرضوا للخداع والتحايل، حيث تم إبلاغهم بأن الحملة تخص إحدى شركات السياحة، دون علمهم بطبيعة الجهة الحقيقية أو خلفياتها السياسية.
كما قررت نيابة أمن الدولة العليا اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، تجديد حبس كل من:
إبراهيم محسن عوده محمد
– 
أحمد إبراهيم سليمان سالم
لمدة 15 يومًا لكل منهما، على ذمة التحقيقات في القضية رقم 2 والقضية رقم 1603 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025.
وفي السياق قررت محكمة الجنايات (غرفة المشورة) المنعقدة في مجمع محاكم بدر، اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، تجديد حبس 22 متهم في القضية رقم 165 لسنة 2024، حصر أمن دولة عليا، لمدة 45 يومًا، وهم:
ابراهيم مفتاح بريك حسن
باسل موسى سليمان سالم مراحيل
– 
أحمد محمد مسلم احمد مسلم
صالح عيد محسن حسين
عيد ابراهيم عيد محمد عوده
فاضل عبدالرحمن عبدالله عبدالرحمن
موسي عبدالعزيز عيد صلاح
اسامه جوده محمد عواد جمعه
محمد سلامه شتيوي ابو عمران
حذيفه عبدالله فتحي حموده
ربيع محمد عبدالفضيل
طلحه محمود علي
عبدالخالق موسي عبدالخالق أبو صالح
كريم اشرف الصغير الحايس
محمد أحمد محمد عبدالوهاب الطويل
– 
أحمد حمدي السيد سليمان
أحمد محمد سيد محمد سيد
فاضل محمد عوده ابو منونه
يونس احمد سلمي حماد عليان ( حدث )
سلمي حماد سلمي حماد عليان
محمد يونس محمد محمود عليان
ناديه محمد عليان سعيد
كما جددت المحكمة ذاتها حبس أحد المتهمين في القضية رقم 2480 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025 آيضاً لمدة 45 يوما وهو:
عيسي نور سليمان عيد

 

* زوجة قاضي تصدم سيارة شقيق اليوتيوبر أحمد أبوزيد وتعتدي عليه والمحكمة تحبسه سنة ومراقبة سنة والأمن الوطني يعتقله

في مصر اليوم، يمكن لمواطن عادي أن يجد نفسه خلف القضبان لمجرد أنه كان طرفًا في حادث مروري بسيط، أو لأنه عبّر عن اعتراضه في لحظة غضب.

هذا ما حدث مع محمد إبراهيم أبوزيد، الذي تحوّلت قصته من شراء سيارة لتشغيلها في خدمة “أوبر” إلى حكم قضائي بالحبس سنة كاملة مع سنة مراقبة، بل وانتهى به الحال إلى الاعتقال من قبل الأمن الوطني بالهرم، بسبب مشادّة مع سيدة، تبيّن أنها زوجة رئيس محكمة بني سويف المستشار خالد محمد عبدالسلام.

بداية القصة: سيارة للعمل واصطدام من الخلف
القصة بدأت حين اشترى أحمد أبوزيد وأخوه محمد سيارة جديدة لتأمين مصدر رزق من خلال تشغيلها ضمن خدمة “أوبر“.
وأثناء السير في أحد الشوارع، اصطدمت سيارة أخرى بهم من الخلف. نزل محمد من السيارة ليتفقد الموقف، فإذا بامرأة تستقل السيارة الأخرى تبدأ بسبّه وشتمه، ثم انصرفت دون اتخاذ أي إجراء قانوني أو حتى تحرير محضر في قسم الشرطة.

من خلاف عابر إلى محكمة عابدين
الصدمة كانت بعد أيام قليلة، حين فوجئ محمد إبراهيم أبوزيد بإحالته إلى قضية أمام محكمة عابدين، دون علمه بتفاصيل الاتهام أو طبيعة الشكوى المقدّمة ضده. وفي جلسة غابت عنها أدنى معايير العدالة، صدر حكم قاسٍ يقضي بحبسه سنة كاملة، إضافة إلى سنة أخرى تحت المراقبة.
هذا الحكم كشف عن ممارسات قضائية منحازة، حيث لم يتم الالتفات إلى شهادة الدفاع أو حتى مراجعة ملابسات الواقعة التي بدأت بحادث مروري عابر.

تجاوزات القضاء وانحياز ممنهج
القضية تكشف واحدة من أعمق أزمات القضاء المصري اليوم:

  • انحياز القضاء إلى الطرف المدعوم اجتماعيًا أو سياسيًا، حتى وإن كان المواطن البسيط هو الضحية.
  • التساهل في قبول القضايا ضد المواطنين دون أدلة قوية، بينما تُهمل شكاوى المتضررين إذا كان خصمهم محسوبًا على دوائر النفوذ.
  • الأحكام الجاهزة التي تُصدر دون تمحيص أو التزام حقيقي بمبادئ العدالة.

تدخل الأمن الوطني: من قضية مدنية إلى اعتقال سياسي
لم تتوقف المأساة عند حد الحكم القضائي، بل تصاعدت حين تم اعتقال محمد إبراهيم أبوزيد من قبل الأمن الوطني بالهرم بعد استغاثته بالنائب العام.
هذا التطور يطرح أسئلة خطيرة: كيف يتحوّل نزاع مدني بسيط إلى قضية أمنية؟ ولماذا يتم الزج بالمواطنين في دوائر القمع السياسي لمجرد أن لهم خصومة قضائية عادية؟
الاعتقال من قبل الأمن الوطني يعكس واقعًا مريرًا، حيث لم تعد الأجهزة الأمنية تميّز بين المعارضين السياسيين والمواطنين العاديين، فالكل معرض للاعتقال والتنكيل.

ردود فعل حقوقية وشعبية
ناشطون حقوقيون وصفوا ما حدث بأنه جريمة مركبة: حكم قضائي جائر، يتبعه اعتقال أمني خارج إطار القانون.
مواطنون علقوا بأن “القانون في مصر لا يحمي الضعفاء، بل يُستخدم كأداة لإخضاعهم“.

ومن جهته قال تليسكوب تويتر: “مفيش فايدة!! البلد دي حتفضل بلد بت وسخة ليوم القيامة. دا أهلها فرعون قالهم أنا إلهكم الأعلى وصدقوه!!”
https://x.com/tlskwb_t/status/1967460640517419056

وأشار عبدالحليم الشافعي: “مش معنى إنك ساكت وحاطط جزمة في فمك يبقى هتسلم من إذاهم. كل من له تار مع السيسي يجهز.. #قريبًا #طوفان_الأمة
https://x.com/bdalhlym24060/status/1967481216132903160

وأضاف وعد الآخرة: “هذا النظام الفاسد سيدفع الناس للمواجهة لا محال، ونجاح ثورة نيبال، الذي قرر فيه الشعب التخلّص بنفسه من الفاسدين والظالمين، يجب أن يُطبق في مصر.”
https://x.com/MrBien96705/status/1967475632239251813

وأشار زاهد: “لا جديد، لا مكان للعدل في مصر، وليس الجميع سواسية، وعصر الإقطاع مستمر ولكن بمسميات أحدث، والطبقية حتى في القانون.”
https://x.com/Zaaheedd/status/1967375427661676779

وقالت جامي: “فاكرين نفسهم معصومين عن المحاسبة، عموما الحمد لله على يوم القيامة اللي هنشوف فيه الأشكال دي في أماكنها اللي تليق بيها، وإن شاء الله كمان في الدنيا.”
https://x.com/3wNx3jlmkh6aQxO/status/1967427109623919037

بعض المحامين أكدوا أن القضية مثال حيّ على غياب العدالة، إذ جرى التعامل مع محمد إبراهيم باعتباره مجرمًا منذ البداية، دون أي فرصة حقيقية للدفاع.

وأخيرًا، فقصة محمد إبراهيم أبوزيد ليست استثناءً، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من التجاوزات التي يتعرض لها المصريون يوميًا من قبل القضاء والشرطة.
تبدأ الحكاية من نزاع بسيط، ثم تتحول إلى محاضر، فقضايا، فحكم بالحبس، ثم اعتقال من الأمن الوطني، لينتهي المواطن البسيط ضحية لنظام يخلط بين العدالة والبطش.

هذه الواقعة تؤكد أن المواطن المصري يعيش اليوم بلا ضمانات حقيقية، وأن القضاء والأمن الوطني تحوّلا من أدوات لحماية الناس إلى أدوات لإخضاعهم وإذلالهم.
في ظل هذه الممارسات، يصبح كل مواطن معرضًا لأن يجد نفسه غدًا مكان محمد إبراهيم، بلا جرم سوى أنه يعيش في دولة تعتبره خصمًا لا صاحب حق.

*اسطول الصمود المصري يعلن وصول التصريح لحكومة السيسي

أعلنت اللجنة التيسيرية لأسطول الصمود المصري، صباح الثلاثاء ١٦سبتمبر، أن مجلس وزراء الانقلاب تلقى طلب اللجنة بالتصريح للأسطول بالتحرك، وأنه بصدد فحص الطلب للرّد لاحقًا بالموافقة أو الرفض.

وفي مؤتمرٍ صحفي عقدته اللجنة، مساء اليوم، شارك فيه عدد من القيادات الحزبية، من بينهم: أحمد الطنطاوي، وإلهام عيداروس، ومدحت الزاهد.

وأوضحت اللجنة، في مؤتمرٍ صحفي، على لسان ممثلها القانوني، ممدوح جمال، أنها ستتوقّف عن تلقّي التبرّعات العينيّة، لأنها تلقّت بالفعل كميات ضخمة من التبرّعات أكبر من قدرة القوارب المستهدفة على حملها. وطالبت اللجنة بالتطوّع للمساعدة في فرز المساعدات.

وقال جمال إن اللجنة تلقت طلبات تطوع في الأسطول من 28 مساعد قبطان، و100 طبيب، وأكثر من 100 مسعف، و200 صحفي، وأكثر من 70 طالبًا، بالإضافة إلى آلاف المواطنين.

وكان مجموعة من النشطاء والحزبيين المصريين أعلنوا عن رغبتهم في الانضمام إلى الأسطول تحت مسمى “اسطول الصمود المصري”، ولذلك قدموا طلبًا رسميًا إلى الحكومة المصرية للسماح بمشاركتهم، وإلا فسيتم إلغاؤها. ووصفوا قاربهم الأول بأنه “مجهز بالكامل”، وأكدوا أن طاقمه مستعد 

الاسطول العالمي

من الأخبار المميزة هي الإعلان عن إبحار 18 سفينة من إيطاليا ليلة أمس الأحد لتلتقي مع نحو 40 سفينة أبحرت من إسبانيا وتونس وعدد آخر سيبحر من اليونان ، ومن المتوقع أن تصل سفن أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة إلى 65 قطعة بحرية في حين أن عدد القطع البحرية لجيش الاحتلال هو 67  قطعة عسكرية.

شعوب العالم في مواجهة الإبادة
تتمثل أهداف أسطول الصمود العالمي فيما يلي:

كسر الحصار البحري على قطاع غزة عبر أسطول سلمي.

تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية وحليب الأطفال.

فتح ممر إنساني بحري في حال فشل الحكومات في ذلك.

فضح الصمت الدولي والتواطؤ المزعوم تجاه الانتهاكات في القطاع.

إنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ويتألف أسطول الصمود العالمي من عدة مبادرات تضامنية تهدف إلى كسر الحصار عن غزة، من أبرزها:

الحركة العالمية نحو غزة : مبادرة دولية تسعى إلى لفت الانتباه إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة.

تحالف أسطول الحرية: حركة تضامن شعبية دولية تأسست عام 2010، تعمل على إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة.

قافلة الصمود: حملة مغاربية انطلقت في يونيو/حزيران 2025 بمشاركة متضامنين من دول المغرب العربي.

مبادرة صمود نوسانتارا: قافلة شعبية من دول جنوب شرق آسيا تهدف إلى دعم الجهود لكسر الحصار البحري عن غزة.

وغادرت سفن ماليزية، تحت اسم “أسطول صمود نوسانتارا الآسيوي”، محملة بالطعام والمساعدات في 23 أغسطس 2025.

إلى جانب نوسانتارا و”أسطول البطيخ”، برعاية رسمية من حكومة ماليزيا، كان من المفترض أن ينضم وفد هندي من كلكاتا، لكنه انسحب بسبب المخاوف الأمنية.

وتم استقبال السفن من ميناء جنوة، والتي يبلغ عددها أربع سفن، أثناء مغادرتها من قبل حشد من 40 ألف مواطن. وقال مسؤول نقابي إنه سيتم اتخاذ إجراءات في حالة وقوع حادث؛ وهذا من شأنه أن يتضمن عملاً منسقًا من عمال الموانئ في جميع أنحاء أوروبا لمنع جميع الشحنات المدنية إلى إسرائيل.في 11 سبتمبر.

مشاركة شخصيات عالمية

أكدت شخصيات عربية وعالمية المشاركة في “أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة”، بين أحرار العالم من خلال الانخراط في الأسطول واستقبال المشاركين بسفنهم في الموانئ والسواحل التونسية، وتقديم التسهيلات لهم للمضي قدما في مسيرتهم البحرية لوقف الحرب على الفلسطينيين وإقرار حقوقهم الإنسانية والمشروعة.

*تصاعد الغضب الشعبي والسياسي ضد اتفاقية كامب ديفيد ورفض التطبّيع مع الاحتلال

مع استمرار حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ارتفعت أصوات القوى السياسية والشعبية في مصر مطالبة بإسقاط اتفاقية “كامب ديفيد”، باعتبارها أحد أبرز رموز التطبيع مع العدو الصهيوني وسبباً مباشراً في تكريس هيمنته على المنطقة وإضعاف الموقف العربي.

تأتي هذه الدعوات في الذكرى السابعة والأربعين لتوقيع الاتفاقية المشؤومة عام 1978، وفي وقت تشهد فيه المنطقة انعقاد قمة عربية ـ إسلامية في الدوحة لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.

وقفات وبيانات رافضة للتطبيع،

أعلنت لجنة دعم الشعب الفلسطيني بنقابة الصحافيين المصريين عن تنظيم وقفة تضامنية مع غزة يوم 21 سبتمبر، تحت شعار “تسقط كامب ديفيد”، تطالب بوقف الإبادة والتهجير وإلغاء المعاهدة، والإفراج عن معتقلي فلسطين في السجون المصرية.

كما أصدرت قوى سياسية وشخصيات عامة بياناً مشتركاً يطالب بإنهاء الاتفاقية فوراً، ووقف كافة أشكال التطبيع، من التجاري والسياحي إلى السياسي، والانضمام إلى الدعاوى الدولية المرفوعة ضد إسرائيل. البيان اعتبر أن “عربدة الطائرات الصهيونية فوق العواصم العربية، والمجازر المستمرة بحق غزة والضفة، هي نتائج مباشرة لاتفاقية كامب ديفيد التي فتتت الموقف العربي”.

رفض شعبي واسع

البيان الذي وقّع عليه العشرات من الشخصيات العامة، بينهم سياسيون وحقوقيون وأكاديميون ونشطاء، أكد أن الشعوب العربية ترفض التطبيع رفضاً قاطعاً، وترى فيه خيانة لتضحيات الفلسطينيين وتهديداً للأمن القومي العربي.

 ووقع على البيان أيضاً أحزاب وحركات سياسية بينها الحزب الاشتراكي المصري، حزب الكرامة، وحزب العيش والحرية.

خلفية تاريخية

اتفاقية “كامب ديفيد” وُصفت منذ توقيعها بأنها خنجر في ظهر الأمة، إذ تجاهلت حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وقوّضت وحدة الصف العربي في مواجهة الاحتلال. المنتقدون يرون أنها مهدت الطريق أمام موجات التطبيع اللاحقة، وحوّلت مصر إلى طرف مقيد بمعاهدة سلام تمنعها من ممارسة دورها الطبيعي كقوة داعمة للمقاومة الفلسطينية.

الشعوب ضد التطبيع

يتجدد اليوم، مع كل مجزرة إسرائيلية في غزة أو الضفة، تأكيد الشعوب العربية أن التطبيع مع كيان الاحتلال مرفوض أخلاقياً ووطنياً، وأن المعاهدات التي فرضت على الأنظمة لا تعني الشعوب التي ما زالت ترى في فلسطين قضيتها المركزية

“إسقاط كامب ديفيد” لم يعد مجرد شعار، بل مطلب شعبي واسع يربط بين العدوان المستمر على غزة وبين بقاء الاحتلال محمياً بسلسلة من الاتفاقيات التي كرّست وجوده في المنطقة، وهو ما تؤكده ساحات الاحتجاج والبيانات الصادرة من مصر إلى باقي العواصم العربية.

*السيسي يواصل بيع مصر بالقطعة.. من “البحرين” إلى المناطق التاريخية.. أين الأمن القومي؟

يبدو أن المنقلب السفيه  عبد الفتاح السيسي عازم على استكمال مشروعه الخطير ببيع مصر بالقطعة، من سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، إلى قلب القاهرة التاريخي، مروراً بالمطارات والموانئ والشركات العامة. كل ذلك يجري تحت شعار “الاستثمار والتنمية”، بينما الحقيقة أنه تصفية شاملة لأصول الدولة لصالح دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات، التي تحولت إلى الوكيل الأول لإسرائيل في المنطقة.

ففي اجتماع حكومي حديث، أعلن رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، أن وزارة الطيران المدني بصدد طرح عدد من المطارات المصرية أمام القطاع الخاص للتشغيل والإدارة، سعياً لجمع نحو 3 مليارات دولار فقط بحلول يونيو/حزيران 2026، ضمن برنامج الطروحات المرتبط بشروط صندوق النقد الدولي. السؤال الذي يفرض نفسه: هل يُعقل أن تُباع أصول استراتيجية كالمطارات مقابل فتات، بينما يشكّل امتلاك الأجانب لها خطراً مباشراً على الأمن القومي؟

لم يقف الأمر عند المطارات، بل امتد إلى سواحل البحر الأحمر، حيث وقعت الحكومة عقوداً مع شركتي إعمار الإماراتية وسيتي ستارز السعودية لإقامة مشروع “مراسي البحر الأحمر” باستثمارات تتجاوز 18.5 مليار دولار، على مساحة تفوق 10 ملايين متر مربع. وهو مشهد يعيد للأذهان صفقة بيع مدينة رأس الحكمة للصندوق السيادي الإماراتي العام الماضي مقابل 35 مليار دولار، صفقة أثارت جدلاً واسعاً حول بيع أراضٍ استراتيجية للأجانب.

الأخطر أن مدبولي أعلن صراحة أن الدولة باتت تحتكر كل الأراضي القابلة لإقامة فنادق على ضفاف النيل، استعداداً لطرحها على المستثمرين، بما في ذلك مشاريع في حدائق تلال الفسطاط وقلب القاهرة التاريخي. وهنا يطل مجدداً اسم محمد العبار، مؤسس “إعمار”، معلناً أن وسط القاهرة سيكون أولوية لاستثماراته المقبلة، في محاولة لتحويل المنطقة إلى “داون تاون دبي” جديدة. أي أن التراث المصري العريق يجري تفريغه لصالح نموذج تجاري إماراتي يستبدل الهوية بالتجارة.

هذا التوسع الإماراتي في امتلاك الأصول المصرية منذ 2021 لم يعد مجرد استثمار، بل تحول إلى سيطرة مباشرة على مفاصل الاقتصاد والمشهد العمراني في البلاد. فالمطارات، والموانئ، والسواحل، ووسط العاصمة التاريخي كلها في مرمى البيع، في ظل صمت مؤسسات الدولة التي يفترض أن تحمي الأمن القومي.

ويبرر السيسي ورجاله هذه السياسة بكون السياحة “أسرع وسيلة لجلب العملة الصعبة”، لكن الحقيقة أن النظام لم يقدم نموذجاً لإدارة رشيدة تعود بالنفع على المصريين، بل على العكس: كل هذه الأموال تُهدر لسداد الديون المتفاقمة وتمويل مشروعات فاشلة في العاصمة الإدارية، بينما يُحرم الشعب من عائدها.

من جانبه، لم يُخف رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤسس “إعمار”، نواياه الواضحة، حيث أكد أن وسط القاهرة التاريخي يمثل أولوية لاستثماراته المقبلة، مستهدفاً تحويله إلى نسخة من “داون تاون دبي”. وهو نفس السيناريو الذي جرى في صفقة “رأس الحكمة” الشهيرة عام 2024، حينما بيعت المدينة للصندوق السيادي الإماراتي مقابل 35 مليار دولار، وسط ضجة شعبية وغضب وطني عارم.

مخطط ممنهج لتصفية الأصول

منذ 2021، تتسابق الشركات الإماراتية للاستحواذ على المطروح من مشروعات الدولة المصرية، بدءاً من السواحل وحتى وسط البلد ومصر القديمة وجبل المقطم. هذه الخطوات المتسارعة تعكس سياسة منهجية للتفريط في الأصول العامة، مقابل حفنة من الدولارات، يذهب أغلبها لسد فجوات الديون وخدمة القروض التي أغرق بها السيسي البلاد. 

أين الأمن القومي؟

تحويل المطارات والموانئ والسواحل والضفاف التاريخية إلى ملكيات أجنبية، ليس مجرد استثمار اقتصادي كما يروج النظام، بل هو تهديد صريح للأمن القومي المصري، إذ يعني تسليم مفاتيح الجغرافيا والاقتصاد والهوية لمستثمرين أجانب، في مقدمتهم الإمارات التي لا تخفي تحالفها الاستراتيجي مع الاحتلال الإسرائيلي.

الواقع أن ما يجري ليس “تنمية سياحية” كما يدّعي السيسي وحكومته، بل تفكيك منظم للدولة المصرية وبيعها بالقطعة، حتى لم يتبقَ للمصريين سوى الديون والفقر والمعاناة.

الخلاصة أن ما يجري ليس مجرد “استثمارات”، بل عملية بيع ممنهج لمقدرات مصر، تُحوّل الدولة إلى عقار معروض في مزاد علني لصالح حلفاء السيسي الخليجيين، وبالأخص الإمارات التي تلعب دور الوكيل الإسرائيلي. والسؤال الكبير: إذا كان الأمن القومي لا يتأثر ببيع المطارات والموانئ وضفاف النيل ووسط القاهرة للأجانب، فمتى يتأثر إذن؟

*يشترط إلغاء دعم الوقود وبيع الشركات العامة صندوق النقد يُواصل إهانة حكومة السيسي

يواصل صندوق النقد الدولي فرض إملاءاته على نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، والرامية إلى إفلاس مصر وتجويع المصريين.

في هذا السياق كشف مصدر مطلع أن صندوق النقد الدولي ربط صرف 274 مليون دولار لنظام الانقلاب، ضمن برنامج الصلابة والاستدامة (RSF)، بتنفيذ إجراءين يتمثلان في اتخاذ خطوات جديدة وحاسمة ببرنامج الطروحات الحكومية، وخفض دعم الوقود خلال اجتماع لجنة تسعير المنتجات البترولية في شهر أكتوبر المقبل،.

المراجعة الخامسة والسادسة

وقالت “جولي كوزاك” مديرة الاتصال بصندوق النقد: إن “المدفوعات المقررة لنظام الانقلاب لن تُصرف، إلا بعد تنفيذ هذين الشرطين من دون أن تفصح عن ماهيتهما”.

وأشارت “جولي كوزاك” في تصريحات صحفية إلى أن كل إجراء يرتبط بدفعة قدرها نحو 137 مليون دولار، على أن يتم تقييمهما خلال المراجعة الأولى للبرنامج في الخريف المقبل، بالتزامن مع المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج تسهيل الصندوق الممدد (EFF).

بيع الشركات

يشار إلى أن حكومة الانقلاب تستهدف جمع 3 مليارات دولار من برنامج الطروحات، وتخارج دولة العسكر من الأنشطة الاستثمارية والاقتصادية عبر مسارين خلال العام المالي الجاري.

يتضمن المسار الأول بيع حصص في عدد من الشركات المملوكة لدولة العسكر، إلى جانب مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مشروعات البنية التحتية.

يتزامن ذلك مع مساعي حكومة الانقلاب إلى الاكتفاء بالبرنامج الحالي المقرر أن ينتهي في أكتوبر من العام المقبل، بدون التفاوض على برنامج جديد مع الصندوق وفق تصريحاتها.

السردية الوطنية

وتستعد حكومة الانقلاب لإطلاق ما تسميه رؤية اقتصادية تمتد حتى عامي 2030 و2050 تحت عنوان “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية”، على أن يُكشف عن تفاصيلها خلال الأيام المقبلة، وتُطرح للحوار المجتمعي لمدة شهرين قبل إقرارها بنهاية العام. 

كانت حكومة الانقلاب قد توصلت في مارس 2024، لاتفاق مع صندوق النقد لزيادة برنامج الدعم من 3 إلى 8 مليارات دولار، بزعم تمكّينها من جذب تمويلات واستثمارات تساهم في دعمها للخروج من الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد منذ مطلع 2022، وصرف الصندوق لحكومة الانقلاب 1.2 مليار دولار في مارس الماضي بعد إتمام المراجعة الرابعة لبرنامج تسهيل الصندوق الممدد، ليرتفع إجمالي ما حصل عليه الانقلاب إلى 3.2 مليار دولار.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المباحثات مع الصندوق تعثرًا، بسبب بطء حكومة الانقلاب في تنفيذ إملاءات الصندوق التخارج من ملكية الشركات العامة لصالح القطاع الخاص، وهو ما دفع الصندوق إلى دمج المراجعتين الخامسة والسادسة والتي يُتوقع إتمامها خلال الشهر القادم .

*بعد 3 أسابيع من الاحتجاجات.. عمال سكر إدفو وكوم أمبو ينهون إضرابهم بوعود حكومية

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الإضراب الذي شمل مصانع السكر في إدفو وكوم أمبو بمحافظة أسوان، أنهى العمال احتجاجاتهم تباعًا خلال اليومين الماضيين، عقب لقاءات مباشرة جمعتهم مع وفد من مجلس النقابة العامة للصناعات الغذائية ومسؤولين محليين، وسط وعود بتحقيق جزء من مطالبهم وتأجيل أخرى للدراسة خلال الأشهر المقبلة.

وكانت الأزمة قد بدأت منذ أواخر أغسطس الماضي، عندما أعلن العمال في مصنعي إدفو وكوم أمبو إضرابهم عن العمل، مطالبين بزيادة الرواتب وصرف العلاوات المتأخرة منذ 2017، وتطبيق الحد الأدنى للأجور، إلى جانب الحصول على منح غلاء المعيشة التي سبق أن أقرتها الدولة.

وسرعان ما امتدت موجة الاحتجاج إلى مصانع أخرى في الصعيد، بينها أرمنت بالأقصر ودشنا بقنا، بالإضافة إلى مصنع المعدات بمجمع الحوامدية بالجيزة، قبل أن يتمكن ضغط التهديدات بالفصل والاستدعاءات الأمنية من إنهاء معظم تلك الإضرابات تدريجيًا خلال مطلع سبتمبر الجاري.

وعود رسمية بزيادة الرواتب
في مصنع كوم أمبو، أعلن نائب محافظ أسوان، عمرو لاشين، عن إقرار زيادة استثنائية للعمال بقيمة 1000 جنيه شهريًا تحت بند “غلاء معيشة” اعتبارًا من أكتوبر المقبل، مع دراسة بقية المطالب خلال فترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، حسب ما أكده عاملون. فيما أبلغ وفد النقابة، برئاسة أمين الصندوق سيد أبو بكر، عمال مصنع إدفو بأن “ملف الأزمة وصل إلى أعلى المستويات” وأن الحلول قيد التنفيذ.

تصعيد مؤجل إلى يناير
ورغم إعلان إنهاء الإضراب، أكد عمال من المصنعيْن أنهم يعتزمون العودة إلى الاحتجاج مع بداية موسم الإنتاج في يناير المقبل في حال لم يتم تنفيذ جميع المطالب، معتبرين أن توقيت الإضراب الأخير جاء خلال فترة الصيانة، ما قلّل من فاعليته كوسيلة ضغط على الإدارة.

ضغوط وتهديدات
وخلال الأسابيع الماضية، تعرّض العمال لموجة من الضغوط والتهديدات، سواء عبر الإدارة التي لوّحت بخصخصة المصانع، أو من خلال تدخلات أمنية طالت بعض مصانع الصعيد، بينها دشنا وأرمنت، حيث أُبلغ العمال بإمكانية القبض عليهم إذا استمر الإضراب. وقال أحد العمال من مصنع إدفو إن إدارة الشركة وقّعت خصومات جماعية بلغت نحو 800 ألف جنيه خلال شهر واحد، واصفًا ذلك بـ”العقوبات التعسفية“.

خلفية الأزمة
العمال يؤكدون أن متوسط الرواتب لا يتجاوز 5 آلاف جنيه، مع رفض الإدارة تطبيق الحد الأدنى للأجور الجديد، إلى جانب ضعف الخدمات الطبية في معظم المصانع. كما أثار استقطاع مبالغ تراوحت بين 700 و1000 جنيه من رواتب العاملين مقابل إدراجهم في منظومة التأمين الصحي الشامل بأسوان غضبًا إضافيًا.

وتعد شركة السكر والصناعات التكاملية – التي تأسست عام 1956 وتتبع الشركة القابضة للصناعات الغذائية – أحد أكبر الكيانات الصناعية في مصر، إذ تمتلك ثمانية مصانع للسكر في صعيد مصر، تشمل أبو قرقاص وجرجا ونجع حمادي ودشنا وقوص وأرمنت وإدفو وكوم أمبو، بالإضافة إلى مجمع الحوامدية الصناعي بالجيزة.

*بسبب ارتفاع الأسعار وتزايد معدلات الفقر..موائد المصريين لا تعرف اللحوم فى زمن الانقلاب

موائد المصريين لم تعد تعرف اللحوم فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار وتراجع الدخول وتزايد أعداد العاطلين عن العمل وهكذا لم يعد اللحم جزءًا من المائدة اليومية أو الأسبوعية بل تحوّل بالنسبة لكثير من الأسر إلى ذكرى مرتبطة بأيامٍ قد لا تعود . 

كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت في يوليو الماضي فيديو، يظهر مُسنة وهي تقبل يد محافظ الجيزة الانقلابى، راجية أن يوفر لها قليل من “اللحمة”، ما ادى إلى حالة من الغضب بين المواطنين، الذين رأوا في توسل السيدة امتهان لكرامة المواطن المصري، تتعلق بإهدار حقه الدستوري في الحصول غذاء صحي وحياة كريمة.  

فى هذا السياق كشفت بيانات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) أن نسبة المصريين غير القادرين على تحمّل تكلفة نظام غذائي صحي وصلت إلى نحو 85% وهي واحدة من أعلى النسب عالميًا. وأكدت المنظمة أن نحو 45% من المصريين غير قادرين على توفير نظام غذائي يفي حتى بالاحتياجات الأساسية من السعرات والطاقة، أي “نظام غذائي متوازن” بأقل تقدير.

وأشارت إلى أن هذا الوضع يتسبب في استبعاد فئات واسعة من إمكانية شراء البروتينات الحيوانية، مثل اللحوم، التي أصبحت بعيدة عن متناول الغالبية الساحقة من المواطنين

طعامً الأغنياء

حول هذه الكارثة قالت أم عبد الله، سيدة خمسينية تعيش في حي بولاق الدكرور تعمل في تنظيف الملابس،: لم نتناول اللحم منذ عيد الأضحى الماضي مشيرة إلى أن اللحم أصبح طعامًا للأغنياء.

وأضافت أم عبد الله : حين أشتاق إلى مذاق اللحم، أطلب من الجزار قليلاً من الشحم أو الجلد لأضيفه إلى الطعام، فقط ليشعر أبنائي بأن هناك نكهة لحم، لكنها نكهة لا أكثر  

الفول والعدس والبيض

وقال السيد ياسين، سائق يعيش في المرج ويعول زوجة وثلاثة أطفال، إن اللحم كان حاضرًا في بيته أسبوعيًا، لكنه اختفى تمامًا خلال العامين الأخيرين .

وأضاف ياسين : كنت أشتري كيلوجرامًا من اللحم كل أسبوع، لأوفر شيئًا من التغذية لأبنائي. أما اليوم، فقد تجاوز سعر الكيلو 400جنيه، وهذا مبلغ لا يمكنني تحمله .

وتابع : نعيش الآن على الفول والعدس والبيض، وأحيانًا يسألني أبنائي: متى نأكل لحمًا؟ فأجيبهم خير بإذن الله.

أرجل الدجاج

وقالت نسرين ع، أرملة وأم لطفلين تعيش في عزبة النخل : لم يدخل اللحم منزلي منذ أكثر من عام مشيرة إلى أنها في المناسبات فقط، قد تتمكن من شراء القليل إذا ساعدها أحد الأقارب .

وأضافت نسرين : أذهب في أوقات متأخرة إلى الأسواق لأشتري أرجل الدجاج بثمن مخفض، أحاول أن أصنع منها شوربة تشعر أطفالي بأننا نأكل بروتين، ولو نفسيًا فقط.   

اختفى من حياتنا

وقال الحاج منصور، جزار يعيش في شبرا الخيمة: في السابق، كان الناس يشترون كيلوين أو ثلاثة من اللحم، اليوم، يمرّ الزبائن ليسألوا عن السعر ثم يغادرون.

وأضاف الحاج منصور أحيانًا تطلب مني بعض النساء عظامًا لعمل المرقة، فأعطيهن ما أستطيع دون مقابل، مؤكدا أن البيع تراجع بشكل غير مسبوق، وكأن اللحم اختفى من حياتنا . 

ارتفاع الأسعار

فى هذا السياق أكد أستاذ الاقتصاد السياسي الدكتور كريم العمدة، أن تداعيات الأزمة الاقتصادية في مصر انعكست بشكل مباشر على نمط استهلاك المواطنين للغذاء، مشيرًا إلى تراجع واضح في نصيب الفرد من البروتين الحيواني خلال السنوات الأخيرة. 

وقال العمدة في تصريحات صحفية : اللحوم الحمراء كانت تسجل أعلى معدلات استهلاك للفرد في عام 2007، حيث بلغ متوسط نصيب الفرد نحو 13 كيلوجرامًا سنويًا، إلا أن هذا الرقم بدأ في الانخفاض تدريجيًا حتى وصل إلى نحو 7.5 كيلو فقط بحلول عام 2022.  

وأشار إلى أن اللحوم البيضاء والأسماك شهدت المسار نفسه، إذ تراجع نصيب الفرد من الدواجن، الذي كان يتراوح بين 14 إلى 16 كيلوجرامًا، كما انخفض استهلاك الأسماك من 23 كيلوجرامًا سنويًا في عامي 2016 و2017 إلى 16 كيلو فقط في 2022. 

وأوضح العمدة أن هذا التراجع الحاد مرتبط بارتفاع أسعار تلك السلع الأساسية، ما دفع قطاعًا واسعًا من المواطنين إلى تقليل الكميات المستهلكة أو اللجوء إلى بدائل أقل تكلفة، كالنشويات، لتعويض الفجوة الغذائية متوقعا المزيد من التراجع في استهلاك البروتين الحيواني في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية،. 

واعتبر أن هذا التراجع لا يُنظر إليه فقط كمؤشر اقتصادي، بل كأزمة صحة عامة ، لما يمثله انخفاض استهلاك البروتين من آثار سلبية على القدرة الجسدية والإنتاجية للمواطن داعيا حكومة الانقلاب إلى تبني خطة متكاملة للحماية الاجتماعية تضمن توفير مصادر البروتين الحيواني بأسعار معقولة .

وشدد العمدة على أهمية التدخل السريع لوقف هذا التآكل في الأمن الغذائي للمصريين. 

ميزانية الأسرة

وقالت الباحثة الاقتصادية ميرفانا ماهر، إن الأزمة الاقتصادية لم تؤدِ فقط إلى تغيّر في القدرة الشرائية لدى المصريين، بل فرضت تحولًا جذريًا في سلوك الاستهلاك وإدارة ميزانية الأسرة.

وأضافت ميرفانا ماهر فى تصريحات صحفية : لا يمكننا القول إن الناس توقفت عن الأكل والشرب، فهذه أساسيات، لكنها أعادت ترتيب أولوياتها وهناك تقليل في شراء سلع غير ضرورية، واستبدال كثير من المنتجات المستوردة ببدائل محلية، فضلًا عن التراجع عن بعض أشكال الرفاهية التي كانت متاحة سابقًا.  

وأكدت أن الكثير من الأسر تلجأ إلى إعادة هيكلة ميزانيتها بالكامل، سواء من خلال تقليل الإنفاق، أو الاتجاه المتزايد نحو الشراء بالتقسيط، أو الاعتماد الأكبر على الجمعيات الخيرية في توفير بعض الاحتياجات الأساسية، لا سيما في ما يتعلق بالغذاء. 

 وحذرت ميرفانا ماهر من أن الفجوة بين الدخل والاحتياجات الأساسية مرشحة للاتساع في الفترة المقبلة، مع إعلان حكومة الانقلاب عن زيادات جديدة في أسعار الخدمات والكهرباء والغاز ، بالإضافة إلى استمرار خطط إعادة هيكلة الدعم.

وشددت على أن دخول معظم الأسر، لا سيما ذات الموارد المحدودة، لا تواكب بأي حال من الأحوال وتيرة الارتفاعات المتتالية في الأسعار.