السيسي الغائب عن مشهد الرياض سقط من حسابات الجميع.. الخميس 15 مايو 2025م.. هيومن رايتس ووتش: عمليات قتل خارج القانون على يد قوات الأمن المصرية

السيسي الغائب عن مشهد الرياض سقط من حسابات الجميع.. الخميس 15 مايو 2025م.. هيومن رايتس ووتش: عمليات قتل خارج القانون على يد قوات الأمن المصرية

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* هيومن رايتس ووتش: عمليات قتل خارج القانون على يد قوات الأمن المصرية

قتلت قوات تابعة لوزارة الداخلية المصرية في 10 أبريل 2025 شابين في شمال غرب مصر بعد ساعات من تسليم نفسيهما، في ما يُعد إعداماً خارج نطاق القانون، بحسب ما ذكرته منظمة هيومن رايتس ووتش. وزعمت الوزارة أن الشابين، يوسف السرعاني وفرج الفزاري، قُتلا في تبادل لإطلاق النار بمحافظة مرسى مطروح، لكن أدلة موثوقة تؤكد أنهما كانا رهن الاحتجاز لدى الشرطة وقت مقتلهما.

قال عمرو مجدي، الباحث الأول في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن “عمليات القتل في مرسى مطروح ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن المصرية في ظل إفلات شبه تام من العقاب”، مطالباً السلطات بتشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في الحادث، ووقف أي محاولات للضغط على أسر الضحايا للتنازل عن حقها في العدالة.

كانت ثلاثة من أفراد الشرطة قد قتلوا في 9 أبريل خلال حملة أمنية للقبض على أحد المطلوبين في قضايا مخدرات. ووفقاً لشهادات صحفية وحقوقية، داهمت الشرطة عقب ذلك منازل في المنطقة واعتقلت ما بين 20 إلى 24 امرأة وفتاة بهدف الضغط على أقارب المطلوبين لتسليم أنفسهم، وهو ما نفته وزارة الداخلية لاحقاً.

توسط عدد من قيادات المجتمع المحلي لإطلاق سراح النساء، مقابل التعاون في تسليم المشتبه بهم. ونجحوا في إقناع الشابين السرعاني والفزاري، اللذين يُعتقد أنهما من أقارب المتهمين بقتل رجال الشرطة، بتسليم نفسيهما كشاهدين مساء 10 أبريل على طريق السلوم، بحضور وسطاء قبليين.

لكن، بحسب روايات شهود بينهم وسطاء وأهالٍ، اقتاد ضباط من جهاز الأمن الوطني الشابين إلى طريق فرعي وقاموا بإعدامهما ميدانياً. وظهر أحد الوسطاء في تسجيل مصور قال فيه إنه اتصل بضابط الأمن الوطني المسؤول بعد علمه بالحادثة، فأجابه الضابط: “سلمتهم للداخلية وخرجوا من إيدي“.

أصدرت وزارة الداخلية بياناً مقتضباً في 11 أبريل قالت فيه إن قواتها تمكنت من “تحديد مكان عنصرين إجراميين شديدي الخطورة” وقتلتهما في تبادل لإطلاق النار وضبطت سلاحين آليين، من دون ذكر اسمي القتيلين أو مكان الواقعة، كما لم تقدم أدلة تبرر استخدام القوة القاتلة.

أثارت الواقعة غضباً واسعاً في مرسى مطروح وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأعلن مجلس شيوخ وعمد المحافظة وقف التعاون مع الأجهزة الأمنية إلى حين انتهاء التحقيقات، في خطوة نادرة. كما عقدت نقابة المحامين اجتماعاً طارئاً وقررت تشكيل فريق قانوني للدفاع عن أسر الضحايا.

ورغم إعلان النيابة العامة فتح تحقيق، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الضباط المتورطين لم يُستدعَوا بعد للتحقيق. وأفاد أحد محامي العائلات بأنهم يواجهون صعوبات في الحصول على تقرير الطب الشرعي، كما تتعرض الأسر لضغوط من “وسطاء” لقبول تسويات مالية مقابل إسقاط الشكاوى.

سبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن وثقت عدة عمليات قتل نفذتها وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني منذ استيلاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على الحكم، وقدمتها السلطات كـ”تبادلات لإطلاق النار”. بين 2015 و2020، أعلنت الوزارة مقتل 755 شخصاً في 143 واقعة مشابهة، دون توقيف سوى مشتبه به واحد فقط.

ويؤكد القانون الدولي أن الحق في الحياة لا يجوز التعدي عليه تحت أي ظرف. وتنص “وثيقة الأمم المتحدة لمنع والتحقيق في عمليات الإعدام خارج القانون” على وجوب التحقيق في جميع الحالات التي تُثار فيها شبهات منطقية بحدوث قتل غير قانوني، حتى بدون تقديم شكوى رسمية.

كما تنص المبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن استخدام القوة من قوات إنفاذ القانون على أن لأسر الضحايا حق الوصول إلى آلية تحقيق مستقلة وقضائية في حال حدوث القتل باستخدام السلاح.

 

*قضى نصف عمره خلف القضبان.. استشهاد المعتقل أحمد عبدالعال داخل سجن وادي النطرون

في زنزانة بسجن وادي النطرون، أسدل الستار على حياة المعتقل السياسي أحمد عبدالعال الجندي، البالغ من العمر 62 عامًا، بعد نحو 20 عامًا من التنقل بين السجون، عاش خلالها سنوات من المعاناة بين الاعتقال السياسي والإهمال الطبي، وفق ما وثقته منظمات حقوقية محلية ودولية.

الفقيد، وهو مدرس لغة إنجليزية من مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، عرف بسيرته الأكاديمية والأخلاقية بين طلابه وأقرانه، ولم تُثنه سنوات السجن الأولى، التي امتدت من 1995 حتى 2011، عن مواصلة التعليم خلف القضبان، حيث حصل خلال فترة احتجازه على ليسانس في اللغة العربية من كلية الآداب، في خطوة وصفتها أسرته بـ”تجسيد للإرادة رغم القيود”.

لكن مسار الحرية لم يطل كثيرًا، فعقب الانقلاب العسكري في 2013، أعيد اعتقاله ضمن حملة استهدفت المعارضين السياسيين، ليُقضى عليه بأن تمضي بقيّة حياته بين الزنازين حتى لحظة وفاته في مايو 2025.

الإهمال الطبي.. سياسة ممنهجة؟

بحسب مركز الشهاب لحقوق الإنسان، فإن وفاة الجندي جاءت نتيجة “الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز”، مشيرًا إلى أن حالته الصحية تدهورت على مدار الشهور الماضية دون أن يتلقى العناية الطبية المناسبة، رغم مناشدات أسرته وطلباته المتكررة لإحالته إلى المستشفى.

وأدان المركز في بيان رسمي الحادثة، محملًا السلطات “المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية للفقيد ووفاته”، مطالبًا بـ: فتح تحقيق مستقل وجاد في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال الطبي المتكرر داخل السجون، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين الذين يُحرمون من حقوقهم الأساسية في العلاج والرعاية الصحية.

أما مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان فقد أصدرت بيانًا مماثلًا، دانت فيه ما وصفته بـ”الموت البطيء للمعتقلين داخل السجون”، معتبرة أن وفاة الجندي ليست حالة فردية بل جزء من نمط متكرر لوفيات داخل أماكن الاحتجاز بسبب الإهمال الطبي والحرمان من العلاج.

 

*حكم جديد بحبس المعارض هشام قاسم 6 أشهر بعد هروبه للخارج

أصدرت الدائرة الخامسة جنايات بمحكمة القاهرة الاقتصادية، مساء أمس، حكمًا جديدًا، لكن غيابيًا هذه المرة، بحبس الناشر هشام قاسم 6 أشهر مع الشغل وتغريمه 20 ألف جنيه، بتهمة “سب وقذف وإزعاج وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة ناهد العشري”.

وجاء الحكم في الوقت الذي غادر فيه هشام مصر منذ عدة أشهر تحسبا له وتوقعا لاستمرار استهدافه وسجن لتصاعد معارضته للسيسي وتفكيره في النزل ضد في انتخابات الرئاسة الأخيرة.

وعلى خلفية تلك القضية، أعلن قاسم في فبراير الماضي مغادرة مصر وعدم العودة إليها مجددًا إلا بعد رحيل النظام السياسي الحالي، مؤكدًا سعيه عبر معارضة النظام الحاكم من الخارج إلى تأسيس حزب سياسي معارض جديد باسم “النداء الحر، حسبما قال لـموقع المنصة.

ويلزم الحكم قاسم بسداد 40 ألف جنيه أخرى على سبيل التعويض المدني المؤقت للوزيرة السابقة،  وحددت المحكمة كفالة 5 آلاف جنيه لوقف تنفيذ الحكم لحين الفصل في الاستئناف عليه.

ويعد هذا الحكم الثاني من نوعه الذي تصدره المحكمة ضد قاسم، إذ سبق لها الحكم عليه بالحبس 6 أشهر في 16 سبتمبر 2023 بتهمة “سب وقذف وإزعاج وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة، والتعدي بالقول على قوة تابعة لقسم شرطة السيدة زينب” وتم حبسه بالفعل هذه الفترة.

كانت نيابة الشؤون الاقتصادية، المختصة بالتحقيق في قضايا السوشيال ميديا، أحالت قاسم في  30 مارس الماضي للمحاكمة بتهمة “سب وقذف الوزيرة السابقة بعد أن اتهمها بالسرقة والاستيلاء على المال العام وقت تقلدها المنصب الوزاري” عبر مقال على حسابه الشخصي على فيسبوك.

وكان ذلك القرار محل إدانة حقوقية من قبل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، التي نددت وقتها بتجدد ملاحقة قاسم للمرة الثانية، بتقديمه متهمًا أمام محكمة جنايات بنفس “الاتهامات المسيسة” التي دانه فيها القضاء قبل عام ونصف العام وقضى بسببها عقوبة سجن.

وفي السياق، يرى المحامي ناصر أمين أن ما سبق وكتبه قاسم على حسابه بتويتر، سواء في حق أبو عيطة أو العشري، لا يستأهل صدور أحكام بعقوبات حبس ضده، مؤكدًا أنهم يدرسوا في الوقت الحالي إمكانية التقدم باستئناف على الحكم الجديد.

*السيسي الغائب عن مشهد الرياض سقط من حسابات الجميع

انتهت ورقة السيسي .. السيسي فاته القطار وخرج من المعادلة وتم إقصاء السيسي ونظامه بعد أن تم تقزيم دور مصر.

السيسي فاقد الشرعية يفقد شرعيته من داعميه أيضاً بعد أن أصبح عبئاً عليهم ولا يملك شيء يقدمه بعد أن أفقر مصر وباع كل شيء فيها .. السيسي أهان مصر وباعها وأفقرها ودمرها .. إلخ ..

مصر باتت في حالة إفلاس غير معلن .. إفلاس في كل شيئ سياسي اقتصادي اجتماعي في كافة المجالات..

اجتمع دونالد ترامب ومحمد بن سلمان وأحمد الشرع وجلاوزة الحكم في الخليج  لتحديد مستقبل المنطقة، غاب اسم عبد الفتاح السيسي عن المشهد كليًا. غياب لم يكن صدفة، بل إقصاءً سياسياً مدروسًا يعكس التحولات المتسارعة في ميزان القوى والمصالح الخليجية.

تراجع دور مصر وانعدام نفوذها وغابت مصر على المستويين الإقليمي والدولي بعد أن قام الرويبضة السيسي بتقزيم دورها وبعد أن قال وبكرة تشوفوا مصر..

لكن الملف المصري كان غائباً تماماً، لا دعوة، لا مشاركة، لم يعد ورقة ولا يملك ورقاً ولا حتى ذكر لدور مصر الفنكوشي “الريادي” الذي طالما تغنّى به الإعلام الرسمي السيساوي

لا أرى سبيلا ولا خروجاً من هذا  المشهد إلا بالثورة على السيسي للخروج من هذا المأزق الذي جلبه السيسي بيديه على مصر

في قمة الرياض الأخيرة، حيث اجتمع دونالد ترامب ومحمد بن سلمان وأحمد الشرع وقادة الإقليم لتحديد مستقبل المنطقة، غاب اسم عبد الفتاح السيسي عن المشهد كليًا. غياب لم يكن صدفة، بل إقصاءً سياسياً مدروسًا يعكس التحولات المتسارعة في ميزان القوى والمصالح الخليجية.

القمة ناقشت ملفات محورية: من رفع العقوبات عن سوريا، إلى مشاريع إعادة الإعمار، وصولًا إلى اتفاقات التطبيع وأدوار الفاعلين الإقليميين. لكن الملف المصري كان غائبًا تمامًا، لا دعوة، لا مشاركة، ولا حتى ذكر لدورمصر الرياديالذي طالما تغنّى به الإعلام الرسمي.

فيديوهات بثتها وسائل إعلام دولية ومحلية أظهرت كل شيء: ترامب في الرياض، الجولاني على الطاولة، أردوغان يشارك عبر الفيديو، بينما السيسي يُطلّ فقط من شرفة الماضي، في خطب عن الكباري ومكافحة الشائعات.

هل انتهت ورقة السيسي؟ بعد أن استخدمها الخليج لعقد من الزمن في صفقات شراء الولاء مقابل الدعم المالي؟ أم أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد باتا يعتبران أن القاهرة لم تعد تملك ما تضيفه في معادلة النفوذ؟

الأزمة الاقتصادية الخانقة في مصر، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية الصامتة، وتراجع الدور الإقليمي، جعلت من النظام المصري عبئًا لا ورقة ضغط. من لا يملك أوراقًا لا يُستدعى إلى الطاولة، هكذا يقول منطق السياسة، والسيسي يبدو الآن بلا أوراق.

الرسالة الخليجية كانت واضحة: من لم يعد قادرًا على التأثير يُقصى بهدوء، دون ضجيج، كما أُقصي آخرون من قبل.

السؤال اليوم: هل يستوعب النظام المصري هذا التغيير؟ أم أن العزلة ستزداد، وسيفقد النظام شرعيته حتى أمام داعميه السابقين؟

*بعد تأجيل قمة القاهرة .. هل تُجهض زيارة ترامب إلى الرياض قمة بغداد؟!

يبدو أن الرياض مرة أخرى تسحب البساط من تحت أقدام الأشقاء العرب في القاهرة أولا، وتأجيل قمة مارس إلى أول أبريل، ثم اليوم قمة بغداد العربية، حيث تستضيف الرياض أغلب الحكام العرب بمن فيهم الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس لبنان جوزيف عون ورئيس السلطة محمود عباس على هامش زيارة ترامب للرياض، بعد لقاء بجمع الرئيس الأمريكي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض وقادة الدول الخليجية اليوم الأربعاء .

التطور الدبلوماسي المفاجئ، هو ما كشفت عنه صحيفة The Times البريطانية عن لقاء مرتقب في العاصمة السعودية الرياض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع، وذلك في إطار قمة خماسية تضم أيضًا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزيف عون.

وتبذل الرياض جهودًا لترتيب لقاء ثنائي لمدة 45 دقيقة بين الشرع وترمب على هامش أعمال القمة، ووفق ذات المصادر، فقد أبدى الرئيس الأميركي موافقة مبدئية على تخصيص وقت للاستماع إلى الرئيس الشرع، في حين لم يصدر أي تأكيد رسمي من واشنطن حتى الآن بشأن عقد الاجتماع.

وأبدى مراقبون عراقيون امتعاضا لتزامن القمة بالرياض مع القمة العربية التي يفترض أنها الأعلى عربيا، وتجتمع هذه المرة بالعاصمة العراقية بغداد.

وقال الأكاديمي كاظم المقدادي Kadhim Almikdadi : إن “مشكلة القمم العربية، أنها  تبدأ باستعراض الواقع العربي المزري و المعسول، مع تجاهل أهمية التحولات  السياسية، والتحالفات الإقليمية والدولية التي تعتمد على استخدام  العقول“. 

وأضاف “راجعوا أول قمة انعقدت في القاهرة سنة 46 بدعوة من الملك فاروق، والقمم التي جاءت بعدها، كم هو مبلغ التراجعات والانتكاسات والهفوات،  والهنًات، حتى تحوّل مفهوم القمة، من قمة لأعلى جبل إلى قمة لا ترتفع  أكثر من سنام الجمل، مع أن الجمل له فوائد“.

وأكد أن “قممنا العربية، لا تقدم ولا تؤخر، متناقضة في قراراتها، متجاهلة واقعها، المهم أن تخرج علينا بفخامة ديباجتها  الختامية، تليها أغانٍ ثورية ( وطني حبيبي – وطني الأكبر ) .”.

وأشار إلى أن “معظم القمم، دائما ما تأتي بنتائج عكسية، وتنتهي إلى فواجع وكوارث ومهازل، وملاسنات  قومية، هل أذكركم بقمة الخرطوم سنة 1967 ولاءاته الثلاث ( لا صلح .. ولا اعتراف .. ولا تفاوض مع العدو الصهيوني) .

هذا العدو، هو نفسه الذي تحوّل اليوم إلى صديق، أما الوطن المغتصب فلسطين العربية والوضع المزري والمأساوي لأهلنا في غزة والضفة الغربية، واللاءات التاريخية فقد أمست كلها من الماضي، وهلهوله لصمود القمم القومية.

وأضاف “هذا الماضي العقيم للقمم، يعطل كل توجه جريء وجديد لإنتاج معنى لقمة بغداد،  حتى ولو تجرأ العراق في طرح أفكاره القومية، لأن تلك الخطابات والبيانات، والحماسة الفائضة  التي اختارها القادة  العرب، انتهت أصلاً  بزيارة   السادات التاريخية لإسرائيل سنة 1977 واعترافه بإسرائيل  المحتلة، برعاية أمريكية كاملة”.

 وأشار إلى أن “ذلك الزمن الحزين،  وقف العراق شامخاً، وقوياً لتصحيح المسار، فدعا إلى عقد قمة عربية سنة 1978 في وضح النهار، ليعيد للأمة العربية هيبتها، وكان من نتائج القمة الحاسمة، نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس سنة 1979، ولم يكن الشاذلي القليبي أكثر شطارة من عبد الخالق حسونة، ولا من السيد محمود رياض الذي سبقه.”.

ولفت إلى أنه “سوف لن يقدم  العراق ما تحلم به الأمة العربية، سوى الرثاء لضياعها، وتهديد أمنها القومي،بعد قرار إعادة  تشكيل الخارطة العربية، نحو شرق أوسط جديد ممزق حائر، كل من فيه سجين،  نظر له  المفكر الأمريكي برنار لويس قبل عشرات السنين، يهمين عليه المجرم الخطر نتنياهو، الذي ألّف كتابه ( مكان تحت الشمس) شرق تشرق وتغرب عليه دولة إسرائيل، قائم على تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ”.

وأشار إلى أن “ذهب فريق عربي آخر إلى عدم جدوى انعقاد المؤتمر في بغداد، طالما أن كثيرا من مقررات المؤتمر، ستحسمها قمة الرياض بين ترامب وولي العهد السعودي “.

ورأى أن “العرب كل العرب،  طلبوا يوماً من العراق أن يكون حارس البوابة الشرقية ضد أطماع إيران التوسعية، وكان لهم ما أرادوا واشتهوا، وعندما حاول تصحيح واقع الحدود المنتفخة مع جيرانه الكويت، بات مثيراً للمشاكل والفتن والتفرقة العربية “.

وعبر عن سعادة بحضور القمة إلى بغداد، لافتا إلى أن المُفرح للعراقيين، ليس فقط بانعقاد مؤتمر قمة عربي في عاصمتهم الساحرة، المفرح أنهم وجدوا بغداد بلا نفايات وقمامة مكومة، حتى إنهم تفاجأوا بظهور تلك الطاقة الخفية في إعادة تأهيل بغداد بصورة منتظمة وسوية، لقد شاهدت شخصياً  داخل المنطقة الخضراء، والمناطق التي تحيط بها، وأخرى بعيدة تجولت فيها ليلاً، قبل يومين حتى انتابني شعور غامض، وتساءلت مع نفسي، لماذا تكون بغداد جميلة أثناء عقد مؤتمرات، التي لا يعول العراقيون عليها كثيراً؟“.

أما الباحث العراقي نزال ناجي الجبارة  فقارن بين قمتين إحداهما في الرياض وأخرى في بغداد فقال : “محمدهم اليوم استضاف قمة عالمية بالرياض جاب بيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وستة من كبار وزرائه ومعاهم أحد عشر مدير تنفيذي من أضخم الشركات بالعالم يتقدمهم إيلون ماسك كانت قمتهم ترسم شراكة دولية مدروسة ومحسوبة.”.

وأضاف “أما محمدنا فما حالفه الحظ بجمع الأشقاء العرب قمتنا اعتذر عنها أغلب رؤساء الدول وراح يبعثون ممثلين بدالهم بحجج أمنية وسياسية، وكلة بسبب تصعيد إعلامي طالع من جهات حكومية وسياسية عراقية تهاجم محمد شياع وقمته، التصعيد هذا خلى الكل يتراجع أو يأخذ مسافة عن العراق”.

محمدنا ما قصر نثر الحنطة حتى على الجبال وحاول يجمع الأشقاء بس منعوه، مشكلته إنه كان يفتقر للحزم.”.

 رسائل واشنطن

ورأى فريق أن النجاح هو في استلام رسائل ترامب، وقال راشد حسين معبرا عن ذلك “‏الرهان الحقيقي لنجاح قمة بغداد 17 أيار لا يكمن فقط في جدول أعمالها، بل في كيف تُدار، على العراق أن يتحرك بذكاء بعد قمم الخليج مع ترامب، تواصل مباشر مع الرياض وأبو ظبي والدوحة لالتقاط رسائل واشنطن، ثم البناء على ما يُطرح لا معارضته.”. 

وأضاف أن ” إدارة القمة بروح المبادرة لا المجاملة، وتقديم بغداد كجسر عربي لا ساحة تصفية حسابات، هو ما سيمنحها وزناً في لحظة إقليمية دقيقة.
أحدث القوانين والأحكام الجنائية 2025  ..”.

ومن جانب آخر، تتصدر ملفات الأمن الإقليمي والطاقة والدفاع والتعاون الاقتصادي أجندة مباحثات ترامب خلال قمة الرياض وقال موقع إكسيوس : “تعكس أول رحلة خارجية رسمية للرئيس الأميركي الأهمية المتزايدة التي توليها إدارته للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج“.

ورأت أن زيارة ترامب للسعودية كشفت أنه “حينما تُشترى السياسة بالشيكات، فمن يدفع يُرحّب به أولًا، ومن يملك المال يصنع المشهد“.

وأن “ابن سلمان” يجدد رهانه على الدعم الأميركي، ويبحث عن “صك شرعيةجديد يثبّت به أركان حكمه، أما ترامب، فهو لم يأتِ بدافع الصداقة أو الأخوة، بل جاء ليقبض ثمن الصورة، ويمنح إشارات دعم لمن يملك قدرة الدفع.

*فساد الشباب والرياضة يصل البرلمان

شهدت لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، يوم الثلاثاء، جلسة ساخنة خلال مناقشة موازنة وزارتي الشباب والرياضة والثقافة للعام المالي 2025-2026، حيث طغت الانتقادات الموجهة للوزارات على تفاصيل الأرقام، وبرزت الوعود الانتخابية المبكرة، في حين أثار غياب وزير الثقافة أزمة كادت تطيح بالاجتماع. 

انتقادات مبكرة قبل حضور الوزير

في بداية الاجتماع، وقبل وصول وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، فتح عدد من النواب النار على أداء الوزارة، متهمينها بالتقاعس عن تنفيذ مشروعات متأخرة منذ سنوات.

وقال النائب مصطفى سالم، وكيل اللجنة، إن هناك “ملاعب بأندية ومراكز شباب تنتظر الإصلاح منذ عام 2015″، مشيرًا إلى أن الوزارة تلقت وعودًا متكررة بتنفيذها دون نتيجة.

وأكد سالم أن أندية في محافظة سوهاج – لاسيما بمراكز طما وطهطا وجهينة – تعاني من مديونيات مستحقة، ولا تتلقى سوى دعم اعتيادي من الوزارة لا يكفي لحل مشكلاتها، مطالبًا برفع مستوى الدعم وتحسين كفاءة المتابعة. 

ممثل الوزارة يعد بحلول “خلال أسابيع”
وردًا على الانتقادات، تعهد إيهاب الإبياري، ممثل وزارة الشباب والرياضة، بالبدء الفعلي في تنفيذ المشروعات المتأخرة خلال “أسابيع قليلة”، لكنه لم يحدد جدولًا زمنيًا دقيقًا، مما دفع النواب إلى المطالبة بوضوح أكبر والتزام محدد.

الوزير يحضر.. ويتعهد بدعم النواب قبيل الانتخابات
وفي منتصف الاجتماع، حضر الوزير أشرف صبحي، مؤكدًا وجود “فجوة مالية بين الاحتياجات الفعلية للمشروعات والمخصصات الحكومية”، موضحًا أن الوزارة تحاول سد هذه الفجوة عبر الشراكة مع القطاع الخاص.

وبحسب صبحي، فإن الموازنة الحكومية المخصصة للوزارة تبلغ نحو 30 مليار جنيه، بينما يساهم القطاع الخاص بـ24 مليار جنيه، إضافة إلى 4 مليارات لمراكز الشباب، و8 مليارات للأندية الرياضية.

لكن التصريح الأبرز للوزير لأشرف صبحي بعيدًا عن الأرقام، حين تعهد علنًا بتقديم “دعم أكبر للنواب قبل الانتخابات”، في ما بدا إشارة مباشرة إلى التنسيق السياسي القائم بين الحكومة ونواب البرلمان مع اقتراب استحقاقات انتخابية مرتقبة.

وقال صبحي: “تلقيت العديد من الطلبات من نواب البرلمان، ورغم ذلك لا توجد بينها طلبات شخصية، وإنما لتحقيق المصلحة العليا للوطن”.

ويُتوقع إجراء انتخابات مجلس الشيوخ في أغسطس المقبل، تليها انتخابات مجلس النواب في نوفمبر.

أزمة “الثقافة”.. غياب الوزير كاد ينسف الاجتماع
من جهة أخرى، تصاعدت حدة التوتر داخل اللجنة بسبب غياب وزير الثقافة أحمد هنو، وهو ما دفع النائب عبد المنعم إمام، أمين سر اللجنة، إلى التلويح بعدم استكمال الاجتماع احتجاجًا على الغياب، خاصة في ظل الأزمات المتصاعدة التي تمر بها الوزارة، وعلى رأسها توجهات إغلاق عدد من قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة.

ورغم محاولة ممثل الوزارة تبرير غياب الوزير بـ”التزام رئاسي”، إلا أن اللجنة أصرّت على حضوره شخصيًا، واقترحت عقد الاجتماع في وقت لاحق.

وبعد جدل مطول، أعلن ممثل الوزارة أن الوزير سيحضر خلال دقائق، لينقذ الاجتماع من الإلغاء.

وتأتي هذه الأزمة بعد يوم واحد فقط من تقديم النائبة مها عبد الناصر طلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ووزير الثقافة، تحذّر فيه من تداعيات ما وصفته بـ”تصفية واسعة لبيوت الثقافة”، والتي تهدد، بحسبها، مستقبل الوعي والإبداع في مصر.

 

* من مبيد محظور إلى “بول بشري” فضيحة الشحنات الزراعية المصرية المرفوضة دوليًا

كشف ناشطون أن أوروبا حظرت مجددًا الصادرات الزراعية المصرية، وأن الحظر هذ المرة وصل لأكثر من 100 شحنة زراعية بلد منشئها مصر، وأن ذلك فقط منذ عام 2022 وحتى اليوم.

وعبر منصة (ائتلاف الديمقراطيين) قال رشد أحمد أباظة Roshdy Ahamed Abaza “إن سبب الحظر للشحنات الغذائية الزراعية هو وجود بقايا مبيد كلوربيريفوس، مادة سامة محظورة في الاتحاد الأوروبي من 2020، لأنها تسبب خلل عصبي وتغييرات جينية، ومافيش أي مستوى “آمن” للتعرض ليها، حسب هيئة سلامة الغذاء الأوروبية”.

وتقول مصر إنها “حظرت استخدام المبيد ده من التصدير في 2021، وأنها عمّمت الحظر على الزراعة كلها سنة 2022“!

وتساءل “أباظة”: “طيب إزاي لسه بيتزرع بيه؟ إزاي لسه أوروبا بترفض شحنات بسبب نفس المادة؟ وإزاي – وده الأهم – لسه في شركة في مصر بتستورد المادة الخام لحد دلوقتي؟.. الشركة دي اسمها النصر للكيماويات الوسيطة. ودي مش شركة خاصة، ولا قطاع أعمال… دي شركة تابعة لـ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة“.

وأضاف له الصحفي أحمد جمال زيادة عبر @AGamalZiada معنى ذلك أن “الدولة هي اللي بتحظر… وهي اللي بتستورد. بتقول “ممنوع” في الورق، وبتفتح الباب في الميناء“.

ولفت إلى أن التحقيق الأوروبي أثبت أن المبيد بيتباع عادي في السوق. بيترش على الموالح في مزارع الدقهلية، بيتسلم لمحطات التجميع، بيتصدر.

وحتى لما يكون المزارع مش ضمن نظام التكويد اللي بتقول عليه وزارة الزراعة، المحصول بيوصل برضو للتصدير“.

وأشار إلى أن ذلك حال ما يتم تصديره “..فنتخيل بقى اللي بيوصل لبطون الناس هنا..  أوروبا عندها قوانينها الصارمة وأجهزتها الرقابية اللي تحمي مواطنيها، لكن  المواطن المصري، اللي بيشتري من السوق، وبيطبخ من غير تحليل، عنده أي فرصة إنه يعرف بيأكل إيه؟“.

وعبر عن أسفه لأن من يدفع الثمن “.. مش بس اسم مصر اللي بيتلطخ، ولا اقتصاد بيتعرض لعقوبات خفية في شكل نسب فحص مرتفعة أو رفض شحنات، اللي بيدفع التمن كمان هو المواطن نفسه، اللي بيأكل من نفس الأرض، وبيشرب من نفس التراب، وبيتنفس نفس الكيماويات.”.

وأشار إلى أن “الأسئلة مش عن مبيد… الأسئلة عن دولة بتعجز تراقب نفسها.. عن مؤسسة عسكرية بتمارس نشاط اقتصادي بلا مساءلة.

عن منظومة زراعية عشوائية، بيرش فيها طفل عنده 15 سنة مبيد سام بإيده، من غير كمامة ولا إشراف.

https://publish.twitter.com/?url=https://twitter.com/AGamalZiada/status/1922266072750944754

وقبل نحو عام قال “مركز الرقابة على الأغذية والأدوية- ليبيا” إنه رفض شحنة برتقال قادمة من مصر بسبب مخالفتها المواصفات مشيرة إلى أن الشحنة يوجد بها “جروح ورضوض وطعمها غير جيد“.

ورفضت ليبيا استلام شحنة البرتقال المصري ومن جانبه نفى “الحجر الزراعي” على الجانب المحلي علاقته بالشحنة. وكشف مركز الرقابة الليبي، من خلال صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أن شحنة البرتقال المصرية المرفوضة، عبارة عن 292 صندوقًا.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري، إن المستندات الخاصة برفقة شحنة برتقال مصري من قبل ليبيا، تفتقر إلى وجود شهادة صحة نباتية صادرة من الحجر الزراعي المصري. واستدرك نافيًا أن الشحنات التي رفضت “لا يوجد أي إثبات أنها شحنات مصرية“! 

بول بشر بعصير مانجو!

كما سبق ورفض المركز الليبي للرقابة على الأدوية والأغذية تمرير شحنة عصير مانجا قادمة من مصر لاحتوائها على بول بشر.

وكانت تفاصيل الشحنة المرفوضة (عصير مانجو 250 مللي.) من العلامة التجارية: شيزر (cheasear) وكميتها 8500 طرد، وبلد منشئها؛ مصر، والشركة المصنعة هي؛ شركة المتحدة لصناعة المواد الغذائية، أنتجت في أغسطس 2022. ووصلت الشحنة عبر منفذ امساعد البري وسبب إرجاعها وجود بقايا بول، وانخفاض نسبة مجموعة المواد الصلبة. وقال المصدرون إنه “بناء على رغبة المستورد تم ترجيع نكتار جوافة وعصير كوكتيل المرافقات للشحنة المرفوضة“.

وقالت وزارة الزراعة المصرية إن هده الشحنات دخلت ليبيا بطريقة غير شرعية، وأنها غير مسئولة عن الفواكه والخضراوات المتعفنة والتي تدخل يوميًا من معبر السلوم.

وعن رفض شحنة الفلفل الأحمر، قال مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في ليبيا، إن “رفض الشحنة نظرًا لاحتواء الشحنة على تعفن ورائحة، كما أنها مفتقدة للخواص الطبيعية، وأشار إلى أن الكمية التي تم رفضها تبلغ 401 صندوقًا، تم رفضها من خلال منفذ امساعد البري، وفي وقت سبق، رفض مركز الرقابة على الأغذية والأدوية الليبي، شحنة جوافة مصرية، للأسباب ذاتها.

وبعد أيام معدودة من رفض ليبيا شحنة عصير برتقال تانج المصري لاحتوائه على مواد مستخرجة من حشرات الخنافس والدودة القرمزية، رفض مركز الرقابة على الأغذية والأدوية الليبي يرفض شحنة جوافة مصرية طازجة فاسدة.

ورفضت إيطاليا رفضت شحنة (برتقال- تصدير) من مصر لأنها تحتوي علي متبقيات مبيدات اكتر من المسموح.. قبرص رفضت شحنة ورق عنب متصدر من مصر  لأنه يحتوي على 14 نوع مبيد حشري منها أنواع مبيدات محظورة.

كما رفضت قبرص شحنة (ورق عنب -تصدير ) من مصر لأنه يحتوي على أنواع مبيد حشري بأنواع محظورة، وكانت السلطات في ليبيا رفضت شحنة عصير تانج مصدر من مصر للسبب نفسه.

وفي إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فكل عام يزداد مرضي السرطان في مصر 166 ألف حالة سنويًا، وبحسب بيانات حكومية، تصدر مصر أكثر من ثلث صادرات البرتقال للعالم.

*الفاكهة أصبحت مُحرّمة على موائد المصريين في زمن العصابة “أيادٍ خفية” تتلاعب بالأسعار

أسعار الفاكهة والموالح تشهد قفزة هائلة في الأسعار، وأصبح ارتفاع أسعار الفواكه حديث الساعة في كل بيوت مصر بعد أن وصلت أسعار معظم الأصناف لأكثر من 40 جنيها للكيلو، بينما كسرت أصناف آخرى حاجز الـ 100 جنيه وأصبحت الفاكهة محرمة على موائد المصريين .

يُشار إلى أن متوسط أسعار الجوافة والبرتقال والموز والكنتالوب والشمام والخوج تتراوح بين 35 و48 و50 جنيها، وبلغ متوسط سعر التفاح بأنواعه والبرقوق 80 جنيها، والبطيخ من 80 إلى 200 جنيه حسب الوزن.

وفي المناطق الراقية ارتفعت اسعار الفاكهة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر كيلو البرقوق 200 جنيه، والمشمش 200 جنيه، والعنب الأحمر 170 جنيهًا، والتفاح الأخضر 125 جنيهًا، والتفاح الأحمر 110 جنيهات والتفاح الأصفر 100 جنيه، والبرتقال 38 و45 جنيهًا والكنتالوب 30 جنيهًا، والبطيخ مابين 150 إلى 250 جنيهًا حسب الوزن. 

التصدير والتضخم

من جانبه أرجع الدكتور جمال صيام، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية في الأسواق إلى زيادة معدلات الصادرات الزراعية بنسبة 7% مقارنة بالموسم السابق، مشيرا إلى أن الصادرات الزراعية حتى يناير 2025 وصلت لنحو 8 ملايين طن فواكه وموالح وخضراوات، ومصر تنتج 15 مليون طن فاكهة سنويا، ويتم تصدير 35% من حجم الإنتاج.

وقال «صيام» في تصريحات صحفية: إن “ارتفاع نسب التضخم لنحو 24% خلال النصف الأول من 2025، ألقى بظلاله على ارتفاع اسعار مختلف المنتجات والخدمات، لذلك تجد فاكهة مثل البرتقال طول الموسم الماضي بعشرة جنيهات، خلال هذا الموسم لم تنخفض عن 30 جنيها، والموز أقصى سعر كان 20 جنيها، متوسط سعره الآن 40 جنيهًا فما فوق، مؤكدا أن كل ذلك توابع رفع الدعم عن الوقود وزيادة قيمة وسائل النقل وارتفاع نسب التضخم، اضافة لاحتكار المنتجات وتلاعب التُجار بالأسعار فى ظل غياب الرقابة”.

وكشف أن التجار يتعاقدون على المنتجات الزراعية في أرضها بعشرة جنيهات، ثم يضيفون لها أجرة عمال المناولة والوقود والسائق وهامش ربح 100%، وأرضية وتخزين وإيجار، يصل المنتج إلى ارتفاعات 500% زيادة مقارنة بسعره الأصلي على أرضه،  ويطلع التجار يقولون بيوتنا اتخربت، ودولة العسكر غائبة عن المواطن في كل شيء.

وأوضح «صيام» أنه بالنسبة لسعر البطيخ الذي وصل إلى 200 و250 جنيهًا، فهذا طبيعي بسبب كل العوامل السابقة، والجنيه ليس له قيمة الآن ، إضافة إلى أننا في موسم بشائر وهو يسبق فترة ذروة الإنتاج الزراعي، ومع وفرة الإنتاج والمعروض ستكون الأسعار طبيعية مقارنة بالأسعار في الفترة الحالية.

مغالاة من التجار

قال زهير ساري، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي: “نحن في فترة مواسم بين الشتاء والصيف، لذلك أغلب الفاكهة الشتوية أسعارها مرتفعة، لأنها في نهاية الموسم، والفواكه الصيفية مرتفعة لأنها في بداية الموسم، ومع ذروة الإنتاج وزيادة المعروض من مختلف الأصناف ستتراجع الأسعار”.

وحول مقولة المواطنين (4 بطيخات بألف جنيه)، أوضح «ساري» في تصريحات صحفية أننا في بداية موسم البطيخ والأسعار فيها مغالاة من قبل التجار خاصة في بعض المناطق الراقية، ومع غياب الرقابة على الأسواق التُجار يتلاعبون بالأسعار على مزاجهم.

وشدد على أن الأسعار مرتفعة على كل المنتجات سواء زراعية أو غيرها، بسبب تحريك الوقود بشكل دوري، وذلك من شأنه ذبذبة الأسواق وعدم استقرار الأسعار، لأن النقل يمثل 30% من قيمة أي منتج، ومع اكتمال الإنتاج وذروة الموسم سنعود للأسعار المعقولة.

وعلق «ساري» على ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية، قائلا: “لسنا في موسم برتقال أو جوافة أو موز، نحن في نهاية الموسم، وكل المعروض في الأسواق من تلك الأصناف «فرز تصدير» لذلك أسعارها مرتفعة، وموسم إنتاج البرتقال يبدأ من شهر أكتوبر وحتى يناير، والمتوفر على مدار العام «صيفي تصدير أو ثلاجات»، وتضاف على أسعاره مصاريف التخزين والنقل”.

وأكد أن الجوافة المتوفرة في الأسواق «تصدير» ونحن في نهاية العروة الشتوية لموسم الجوافة، وفي العروة الصيفية سيزيد المعروض من أصناف الجوافة الشعبية، ومع حلول شهر يوليو ستصل الأسعار إلى معدلها الطبيعي، وسيكون هناك وفرة لأن ثمار الجوافة تسقط من الأشجار خلال فصل الصيف ولا تتحمل عوامل الجو والحرارة، والجوافة الصيفي إنتاجها أعلى وتجنى سريعا وتُطرح في الأسواق بأسعار مُخفّضة.

واشار «ساري»  إلى أن كميات التصدير من الموالح والفاكهة تؤثر على المعروض في الأسواق المحلية، إضافة إلى أن محاصيل الفاكهة والخضار الأكثر تأثرا بالعوامل الجوية والتغييرات المناخية خاصة الجوافة والفراولة .

قلة المعروض

أكد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن  ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية في الأسواق، يرجع إلى قلة المعروض إضافة إلى زيادة الطلب على الفواكه مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، حيث يلجأ المواطنون إلى تناول الفاكهة بكثرة.

وقال «أبو صدام» في تصريحات صحفية : “معظم الفاكهة الآن غير متوفرة، لانتهاء موسم معظم فاكهة فصل الشتاء، والفاكهة الصيفية في بداية الموسم، ومن الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة بسبب قلة المعروض، إضافة إلى ارتفاع أسعار وسائل النقل والوقود على تكلفة المنتج، موضحا أن أسعار البطيخ مرتفعة، لأننا في بداية الموسم ومع زيادة المعروض في الأسواق، ستتراجع الأسعار” .

وبالنسبة لارتفاع أسعار الموز والجوافة والبرتقال، أشار إلى أن تلك الفواكه في نهاية الموسم ومن الطبيعي أن تكون أسعارها مرتفعة، لأن هناك قلة في المعروض وزيادة في الطلب عليها، وإقبال الناس كبير على الفواكه في فصل الصيف.

وأوضح «أبو صدام» أن التصدير عامل أساسي في ارتفاع الأسعار خاصة بالنسبة للموالح والعنب والفراولة والمانجو والرمان، لافتا إلى أن العنب والجوافة الموجودة حاليا في الأسواق «أصناف تصديرية» إما الأصناف الشعبية فأمامها شهران وتملأ الأسواق.

وتوقع تراجع أسعار الفاكهة منتصف شهر يونيو المقبل مع زيادة المعروض، مشيرا إلى أن الليمون سيشهد تراجعا كبيرا مع قدوم فصل الصيف، لأن  ارتفاع أسعاره راجع إلى قلة الإنتاج واختلاف مواسم الجني والاستهلاك الكبير خلال الفترة الماضية

عن Admin