أرشيف سنة: 2025

مصريون يطالبون بإسقاط “كامب ديفيد” مع استمرار العدوان على غزة.. الاثنين 15 سبتمبر 2025م.. النظام المصري يسقط الجنسية عن معارض وأبنائه

مصريون يطالبون بإسقاط “كامب ديفيد” مع استمرار العدوان على غزة.. الاثنين 15 سبتمبر 2025م.. النظام المصري يسقط الجنسية عن معارض وأبنائه

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*النظام المصري يسقط الجنسية عن معارض وأبنائه

أثار قرار رئيس مجلس الوزراء المصري بإسقاط الجنسية عن المواطن أكرم أحمد محمد أحمد السماك ونجليه ياسين وعلي، جدلاً واسعًا، بعدما نُشر في الجريدة الرسمية دون توضيح كافٍ للدوافع.

وبحسب القرار، فإن السبب المعلن هو “تجنسهم بجنسية أجنبية دون إذن مسبق”، بينما يشير معارضون إلى أن الخطوة جاءت على خلفية اتهامهم في وقت سابق بالمشاركة في واقعة احتجاجية أمام القنصلية المصرية في نيويورك.

ويعتبر منتقدو القرار أن إسقاط الجنسية إجراء تعسفي يخالف الدستور والمواثيق الدولية، ويعكس سياسة ممنهجة لتقييد المعارضين في الداخل والخارج، بينما يراه آخرون رسالة سياسية موجهة للحد من أي تحركات تنتقد الحكومة المصرية على الساحة الدولية.

 ويأتي هذا القرار في سياق توترات إقليمية متعلقة بقضية غزة، حيث شهدت بعثات مصر في الخارج احتجاجات، مما دفع السلطات المصرية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، وأثار الحادث جدلًا دوليا، مع اتهامات متبادلة بين العائلة والبعثة، حيث ينوي أكرم السماك مقاضاة البعثة بتهمة “الاحتجاز غير القانوني”، بينما ترى الجهات الرسمية المصرية أن الإجراء كان دفاعاً عن السيادة.

وفي وقت سابق كشف وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي عن توجيه تعليمات واضحة وصارمة للسفارات المصرية في الخارج بعدم السماح لأي شخص أيا من كان أن يمس أو يلوث صورتها، وقد تم التعامل بحزم مع حالات سابقة، مثل حادثة في هولندا أدت إلى القبض على مرتكبها والتحقيق معه.

وأشار الوزير إلى أن السلطات في بعض دول الاعتماد تعاونت بشكل كامل على توفير الحماية للسفارات، بينما الدول التي “تقاعست” عن توفير التأمين الكامل لسفارات مصر، يجري تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل معها، لافتا إلى أن السفارات الأجنبية في القاهرة وسلطات الاعتماد في الخارج تدرك الآن الموقف المصري الحازم فيما يتعلق بعدم المساس بالسفارات المصرية.

* من أجل تحرك عاجل بشأن الحالة الصحية الحرجة للمحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان هدى عبد المنعم

تعرب المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد في الحالة الصحية للمحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان هدى عبد المنعم، البالغة من العمر 66 عامًا، والمحبوسة احتياطيًا منذ الأول نوفمبر ٢٠١٨، رغم معاناتها من أمراض مزمنة وخطرة تهدد حياتها بشكل مباشر

بحسب محاميها تعرضت الحقوقية هدى لأزمتين قلبيتين متتاليتين في 23 و30 أغسطس 2025، ولم يتم اطلاعه أو أسرتها على تدهور حالتها الصحية في حينها بل  خلال زيارة لاحقة في السادس من سبتمبر ٢٠٢٥

إضافةً إلى ذلك، تعاني الحقوقية هدى عبد المنعم، المحتجزة منذ نوفمبر 2018، من ضيق في شرايين المخ، وهو ما ألزمها الفراش لمدة 12 يومًا كاملة وأدى إلى عجزها التام عن الحركة. كما تعاني من جلطة مزمنة في الوريد العميق مصحوبة بجلطات ممتدة في الرئة، ما يستدعي انتظامًا دقيقًا في تلقي العلاج للحفاظ على استقرار حالتها ومنع انتقال الجلطات إلى الرئة مجددًا، الأمر الذي قد يشكّل خطرًا داهمًا على حياتها. وتعاني أيضًا من ارتفاع حاد في ضغط الدم، والتهابات شديدة في المفاصل والعمود الفقري، وتحتاج إلى جراحة عاجلة في مفصل الركبة. فضلًا عن ذلك، تدهورت وظائف الكلى لديها بشكل خطير، حيث توقفت الكلية اليسرى تمامًا عن العمل، مع وجود ارتجاع في الكلية اليمنى. كما سبق أن تعرّضت داخل محبسها لذبحة صدرية، بينما تتدهور حالتها الصحية باستمرار نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

في 9 سبتمبر 2025 قدّمت أسرة هدى عبد المنعم للسطات المختصة طلب رسمي جديد بالإفراج الصحي عنها. هذا الطلب قد سبقته العديد من الطلبات التي لم تلق أي استجابة. كما قدّمت الأسرة شكوى إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان بتاريخ 13 أغسطس 2025، تلتمس فيها التدخّل العاجل لتوفير الرعاية الطبية اللازمة والمطالبة بالإفراج الفوري عنها

إن استمرار حبس عبدالمنعم الاحتياطي يفتقر إلى أي مبررات قانونية، إذ  تم تدويرها على ذمة قضيتين جديدتين برقم ٨٠٠ لسنة ٢٠٢٠ و٧٣٠ لسنة ٢٠٢٠، واللتين تحملان الاتهامات نفسها الواردة في القضية رقم 1552 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا،والتي صدر فيها حكم نهائي بات أمام محكمة استثنائية  بما يجعل إعادة توجيه الاتهامات نفسها مخالفًا لأبسط ضمانات المحاكمة العادلة

تؤكد المنظمات الموقعة أن قضية هدى عبد المنعم ليست معاناة فردية، وإنما هي جزء من انتهاكات منهجية تمارسها السلطات المصرية بحق المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان. حيث يعاني السجناء في مصر يوميًا من انتهاكات حقوقية بالغة، دون أدنى مساءلة للقائمين على هذه الانتهاكات؛ مما دفع بعضهم لمحاولات انتحار بسبب أوضاع احتجازهم وحرمانهم من الأدوية وعدم الاستجابة للحالات الطبية الطارئة، كما تمثل إعادة تدوير هدى عبد المنعم؛ للمرة الثالثة رغم انقضاء فترة عقوبتها في اكتوبر 2023؛   تجسيدًا لنمط صارخ من عدم احترام أحكام القضاء، وتحكم الأجهزة الأمنية وقرارتها في مصير السجناء من الحقوقيين والسياسيين في مصر. كما يتجلى في حالات أخرى مثل الحقوقي إبراهيم متولي المحبوس منذ عام 2017 والذي يتم «تدويره» باستمرار من قضية إلى أخرى

وبناءً عليه، نطالب السلطات المصرية بـ:

  1. الإفراج الفوري وغير المشروط عن المحامية هدى عبد المنعم، نظرًا لخطورة حالتها الصحية لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي.
  2. تمكينها من تلقي الرعاية الطبية العاجلة واللازمة في مستشفى متخصص خارج السجن.
  3. ضمان احترام حقوق جميع المحتجزين في الرعاية الصحية الكاملة وفقًا للمعايير الدستورية والدولية.

 

*ظهور المتحدث باسم أهالي طوسون بالاسكندرية أمام نيابة أمن الدولة بعد أيام من اعتقاله

شهدت أزمة أهالي منطقة طوسون بمحافظة الإسكندرية تطورًا جديدًا، بعد مثول عبدالله محمد، المتحدث باسم الأهالي الرافضين لمسار مشروع الطريق الدائري الجديد، أمام نيابة أمن الدولة العليا، عقب أيام من اعتقاله من مقر عمله في شركة “بافاريا” الألمانية ببرج العرب.

وأمرت النيابة بحبس عبد الله 15 يومًا احتياطيًا على ذمة التحقيقات، موجهة له اتهامات متعددة، من بينها: التحريض على التجمهر والعنف، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها. 

اعتقال غامض وغضب مجتمعي
قال المحامي أسامة سلامة إن ظهور موكله أمام النيابة أنهى حالة الغموض التي خيمت على عائلته والأهالي منذ توقيفه الخميس الماضي، بعد اقتياده إلى جهة غير معلومة، وأوضح أن قوات الأمن داهمت منزل عبد الله عدة مرات قبل أن تلقي القبض عليه في مقر عمله.

ويُنظر إلى عبد الله باعتباره أحد أبرز الأصوات التي مثّلت الأهالي في مواجهة قرارات نزع الملكية، حيث شارك في اجتماعات قانونية مع محامين ومستشارين لبحث بدائل للمسار المقترح، كما قدّم شكاوى رسمية لرئاسة الجمهورية والحكومة ووزارة النقل ومحافظة الإسكندرية. 

خلفية الأزمة: طريق جديد يهدد آلاف السكان
تعود جذور الأزمة إلى قرار محافظة الإسكندرية في أبريل الماضي بتشكيل لجنة لحصر التعارضات مع مسار الطريق الدائري الجديد، بطول 23 كيلومترًا. وضمّت اللجنة ممثلين عن جهات حكومية وعسكرية.

وبحسب الأهالي، أصدرت اللجنة قرارات مفاجئة تقضي بنزع ملكية 260 منزلًا، وأربعة مساجد، وكنيسة واحدة في مربع سكني يقطنه أكثر من 5 آلاف نسمة، رغم أن معظم هذه المساكن مرخصة ومتصلة بكافة المرافق العامة. 

الأهالي: قضية مدنية وليست أمنية
يؤكد الأهالي أن مشروع الطريق سيؤدي إلى تشريد 6000 أسرة على الأقل، وأن التعويضات الحكومية – إن وُجدت – لن توازي القيمة الفعلية لمنازلهم التي تتراوح بين 4 و5 ملايين جنيه للمنزل الواحد، فضلًا عن غياب البُعد الاجتماعي والإنساني.

كما استعان الأهالي بمكتب استشاري هندسي توصل إلى مسار بديل لا يتسبب في هدم المنازل، وقدموا مقترحاتهم للجهات الرسمية، لكن دون استجابة حقيقية حتى الآن. 

البُعد الحقوقي والقانوني
المحامي الحقوقي محمد رمضان كشف أن هيئة الدفاع المكونة من خمسة محامين تعتزم الطعن على قرار نزع الملكية، مشيرًا إلى وجود سوابق قضائية لصالح الأهالي، منها حكم صدر عام 2008 بإلغاء قرار إزالة مماثل.

ويرى مراقبون أن حبس المتحدث باسم الأهالي يعكس توجهًا رسميًا للتعامل مع الأزمة باعتبارها قضية أمنية، بينما يصر السكان على أنها قضية اجتماعية وإنسانية بالأساس، ما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد القانوني والحقوقي في الفترة المقبلة.

*مصريون يطالبون بإسقاط “كامب ديفيد” مع استمرار العدوان على غزة

مع استمرار حرب الإبادة والتجويع التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، تتزايد الدعوات في مصر المطالبة بإسقاط معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، المعروفة باسم اتفاقية “كامب ديفيد”.

وتتزامن المطالبات مع الذكرى السابعة والأربعين لإبرام الاتفاقية في 17 سبتمبر 1978، وانعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة، اليوم الاثنين، لمواجهة العدوان الإسرائيلي على قطر واستمرار حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وأعلنت لجنة دعم الشعب الفلسطيني بنقابة الصحافيين المصريين عن تنظيم وقفة تضامنية مع شعب غزة الصامد. وتهدف الوقفة التي ستعقد يوم الأحد 21 سبتمبر من الساعة 7 مساءً حتى 9 مساءً، إلى المطالبة بوقف حرب الإبادة والتهجير، وإسقاط معاهدة كامب ديفيد، ووقف كل أشكال التطبيع، بالإضافة إلى الإفراج عن معتقلي فلسطين.

وأصدرت قوى سياسية وشخصيات عامة مصرية بياناً مشتركاً يطالب السلطات المصرية بـ”إسقاط معاهدة كامب ديفيد الآن وفوراً”. وشدد البيان، الذي ما زال يستقبل توقيعات المتضامنين، على أن حرب الإبادة والتجويع الصهيونية المتواصلة منذ 23 شهراً ضد شعب غزة، إلى جانب “عربدة طائرات العدو فوق العواصم العربية”، هي إحدى النتائج المباشرة لهذه الاتفاقية التي أثرت سلباً على وحدة الصف العربي.

وفي ظل ما وصفوه بـ”المخططات الصريحة لليمين الصهيوني الحاكم بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ودفاعهم عن فكرة إسرائيل الكبرى التي تضم أجزاء من مصر والأردن والعراق ولبنان وسورية والسعودية”، طالب الموقعون السلطات المصرية بمجموعة من الإجراءات، هي: إسقاط معاهدة كامب ديفيد فوراً، و”وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني”، وفي مقدمته التطبيع التجاري والسياحي، بالإضافة إلى الانضمام إلى الدعاوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، والإفراج عن معتقلي فلسطين في السجون المصرية.

كما طالب الموقعون، بالسماح بدخول قوافل المهنيين من صحافيين وأطباء من معبر رفح على مسؤوليتهم الخاصة لمساندة شعب غزة، والسماح بانطلاق أسطول الصمود المصري لكسر الحصار على القطاع.

وقع على البيان مجموعة واسعة من القيادات الحزبية والشخصيات العامة. ومن بين الموقعين على المستوى الشخصي: أحمد أبو العلا ماضي، أحمد بهاء شعبان، أحمد الخميسي، أحمد دومة، أحمد سعد، أحمد علام، أحمد عوف، إسلام سلامة، أسماء نعيم، أشرف بحراوي، الهامي الميرغني، أميمة عماد، أيمن عبد المعطي، بانا مشتاق، باهر علي، بسمة الحسيني، بسمة عبد الرحمن، بهيجة حسين، تهاني لاشين، ثريا عبد الجواد، جمال عيد، حاتم تليمة، حازم حسني، حازم صلاح الدين، كريمة الحفناوي، محمد عبد الحميد حسنين، عواطف عبد الرحمن، راجية عمران، رشا عزب، سناء سيف، سوزان فياض، صلاح السمان، ضي رحمي، عايدة سيف الدولة، عزة سليمان، علا شهبة، عمر ساهر جاد، فاطمة سراج، قطب العربي، كارم يحيى، كرم عبد الحليم، كريمة الحفناوي، ماجدة رشوان، ماجدة عدلي، ماهينور المصري، مجدي أحمد حسين، محمد حسن خليل، محمد رأفت، محمد صالح، محمد عزب، مدحت الزاهد، مصطفى بسيوني، ممدوح جمال الدين، منار حسين، منى حامد، منى معينا مينا، مي المهدي، ندى نشأت، نور الهدى زكي، هدير المهداوي، هشام فؤاد، هيثم محمدين، وئام قاسم، وفاء المصري، ويوسف شعبان.

أما على مستوى الجهات، فقد وقع على البيان كل من: الحزب الاشتراكي المصري، حركة الاشتراكيين الثوريين، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حزب العيش والحرية، حزب الكرامة، ومركز النديم.

وتُعتبر اتفاقية “كامب ديفيد” حجر الزاوية في العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهي مكونة من وثيقتَين رئيسيتَين، الوثيقة الأولى بعنوان “إطار لإبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل”، والتي أدت مباشرة إلى توقيع معاهدة السلام في 26 مارس 1979.

أما الوثيقة الثانية فكانت معنونة بـ”إطار للسلام في الشرق الأوسط”، وتناولت أوضاع الأراضي الفلسطينية، لكنها كُتبت دون مشاركة الفلسطينيين، ما أدى إلى إدانة الاتفاق من الأمم المتحدة. ويرى المنتقدون أن هذه الاتفاقية تجاهلت إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقوضت وحدة الموقف العربي في الصراع مع إسرائيل

*هل أصبح السلام  بين مصر وإسرائيل هشاً؟ مصادر مصرية:هناك درجات متزايدة من العداء وكل الاحتمالات مفتوحة

تزايدت وتيرة التصعيد بين مصر وإسرائيل على مستويات عدة خلال الأيام الماضية، وهو ما يشير إلى تحولات واضحة في العلاقة بينهما بعد ما يقرب من 46 عاماً على توقيع معاهدة السلام، مع مضي إسرائيل قدما في تنفيذ خطتها لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مع التلويح بتجميد التعاون بينهما في مجال الغاز الطبيعي، وفي ظل تصعيد إسرائيلي ضد الدولة المصرية التي اتخذت في المقابل إجراءات احترازية لأي تهديدات محتملة.

قلق وتوتر وخيارات مفتوحة

وقال مصدر حكومي مسؤول على صلة بملف العلاقات المصرية الإسرائيلية، إن العلاقات أخذت في التدهور خلال الأشهر الماضية، منذ أن تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مخطط “إسرائيل الكبرى”، والتي تضمنت خريطة أشار فيها إلى مناطق من شبه جزيرة سيناء، وهو ما اعتبرته مصر إجراءً عدائياً مباشراً وطالبت بتوضح ما جاء على لسانه من تصريحات، وما ضاعف هذا التوتر أن إسرائيل تجاهلت المبادرة المصرية القطرية الجزئية لوقف إطلاق النار رغم أنها راعت الجزء الأكبر من مطالبها.

وأوضح المصدر ذاته، أن ما زاد من وتيرة التوتر تجاه إسرائيل “تعليقاتفاقية الغاز الموقعة بين البلدين في أغسطس/آب الماضي، وبرهن ذلك على أن العلاقات ذات البعد التجاري التي ظلت ثابتة أخذت في التدهور أيضاً.

ونتيجة لذلك – بحسب المصدر – تقلصت مستويات التواصل والتنسيق الأمني، وبدأ الأمر من الرئاسة ثم وزارة الخارجية إلى أن وصلت إلى مستويات أقل على مستوى الأجهزة الأمنية في ملفات تتعلق بوساطة الهدنة وبعض التنسيقات الأمنية بشأن اتفاقية السلام.

ولفت المصدر ذاته أن مصر شعرت بالقلق منذ أن اندلعت أحداث السابع من أكتوبر، وكان هناك رؤية مسبقة بأن هدف إسرائيل من استمرار الضربات على قطاع غزة هو تهجير الفلسطينيين، وهو ما دفع عبدالفتاح السيسي في ذلك الحين للكشف عن ذلك بشكل علني.

وأوضح المصدر أنه منذ ذلك الحين هناك حالة من القلق كانت موجودة بالأساس، لكنها أخذت في التزايد لأن ما تطمح إليه إسرائيل يتعارض مع أسس الأمن القومي المصري، خاصة وأن إسرائيل تعاملت مع المشروعات التنموية في شبه جزيرة سيناء على أنها موجهة ضدها، وشكل ذلك دافعاً لمصر لأن تؤمن قواتها هناك وتعزز حضورها خشية أي تهديدات أو إجراءات إسرائيلية غادرة.

ولفت المصدر إلى أن مصر لا تريد الانجراف نحو التصعيد الإسرائيلي الذي يهدف لجرها إلى صراع، ولكن في الوقت ذاته تضع الاحتمالات كلها نصب أعينها للتعامل مع الواقع الراهن، وهناك رغبة في الحفاظ على اتفاق السلام، وهو أمر تحرص عليه أيضاً دوائر إسرائيلية بعيداً عن المتطرفين الذين يتصدرون المشهد الآن.

وأكد المصدر – في الوقت ذاته – أن انتشار القوات في سيناء يبقى عاملاً مهماً لردع محاولات تهجير الفلسطينيين، كما أن القاهرة تكثف جهودها الدبلوماسية لكشف الجرائم الإسرائيلية في الهيئات الدولية والدول الغربية القريبة من دولة الاحتلال وتعمل على ما يمكن وصفه بـ”الحصار الدبلوماسي“.

وذكر أن القاهرة لديها أهداف ترفض أن تحيد عنها، تتعلق برفض القبول بالتهجير ورفض المساس بسيادتها، والتوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب الحفاظ على أسس معاهدة السلام طالما التزمت إسرائيل بها، وتعمل على تنسيق المواقف العربية لاتخاذ مواقف جماعية يمكن أن توقفبلطجة إسرائيل مع اعتدائها على دول عربية مختلفة خلال الأشهر الماضية، وطالت سوريا ولبنان واليمن وأخيراً قطر، وهناك قناعة بأن الاستهدافات قد تتوسع ما لم يكن هناك تنسيق عربي إسلامي في مقابلها”، على حد تعبيره.

محددات رئيسية للتعامل مع التهديدات الإسرائيلية

ومنذ اتفاقية السلام عام 1979، لم تشهد العلاقات المصرية – الإسرائيلية توتراً كالذي تشهده هذه الفترة، وبحسب وسائل إعلام عربية وإسرائيلية فإن مصر قررت خفض مستوى التنسيق الأمني مع إسرائيل حتى إشعار آخر، في أعقاب التصعيد الأخير، لا سيما الهجوم الجوي الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، وأضافت المصادر أن الجانب المصري يعكف حاليًا على إعادة ترتيب آليات الاتصالات الأمنية مع تل أبيب، في ضوء التطورات الأخيرة التي أثارت استياءً إقليميًا واسعًا.

الموقف المصري انعكس بوضوح فيما أكده لسان زعيم الأغلبية البرلمانية ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، عبد الهادي القصبي، “دعمه الكامل للموقف السيادي الصادر عن الدولة المصرية في أعقاب العدوان الغاشم على العاصمة القطرية الدوحة” ، مشيراً إلى أن قرار القاهرة بخفض مستوى التنسيق الأمني مع إسرائيل حتى إشعار آخر ..يؤكد أن مصر تتحرك انطلاقاً من قوة واستقلالية قرارها، بما يحفظ مكانتها الإقليمية والدولية.

وأضاف زعيم الأغلبية، أن هذه الخطوة تحمل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن مصر لا تقبل انتهاك سيادة الدول أو المساس بالقانون الدولي، وأنها ستظل سنداً داعماً للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تمثل حجر الزاوية في الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وقال مصدر عسكري مطلع على هذا الملف، إن مصر لا تلتفت كثيراً إلى التقارير الإعلامية المنشورة في الإعلام الإسرائيلي، وإن كانت فإنها تعد مؤشر على أن هناك درجات متزايدة من العداء وقد يترتب عليها مواقف مغايرة تبتعد عن علاقات السلام المستمرة منذ عقود، وفي الوقت ذاته فإن مصر تضع محددات رئيسية للتعامل مع التهديدات الإسرائيلية في مقدمتها المساس بالسيادة والأرض المصرية، أو في حال اتخذت إسرائيل إجراءات تهدف إلى الإضرار بالأمن القومي مستقبلاً مثلما الوضع إذا ما ذهبت باتجاه تهجير الفلسطينيين، ومازالت تحافظ على درجات منخفضة من التنسيق الأمني.

ولفت المصدر ذاته، أن مصر تسعى لعدم خلط الأوراق وتعمل على وضع إطار محدد لكل أزمة على حدة، ودائما ما كانت تحذر من تمدد الصراع ومآلاته السلبية، وهو ما يجعلها وسيطاً في أزمات أخرى مرتبطة أيضاً بـ “البلطجة الإسرائيلية” (وهو نفس المصطلح الذي استخدمه المصدر الحكومي) في المنطقة بينها الملف النووي الإيراني، بهدف انتزاع أي حجج تمنح إسرائيل الفرصة لشن حرب جديدة على إيران، وبالتالي فإن الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استئناف المفاوضات إلى جانب حشد الجهود الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين تأتي ضمن خيارات التعامل مع دولة الاحتلال.

وأشار المصدر إلى أن التعديلات التي جرى إدخالها على الملحق الأمني مع إسرائيل سمح بزيادة أعداد القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء، ومثلما تعترض إسرائيل على تلك القوات، فإن القاهرة أيضاً لديها تحفظات على دور القوات المتعددة الجنسيات مع تجاهل الانتهاك الإسرائيلي في المنطقة “د” مع التركيز فقط على المنطقة “ج”، وليس من المستبعد أن يتم وقف التعامل في حال وجدت القاهرة أن القوات لا تمارس صلاحيتها بالشكل المطلوب.

وأكد أن مصر في الوقت ذاته تنفتح على أي جهود تفاوض من شأنها تقويض أي مساعي للتهديدات الإسرائيلية للأمن القومي المصري، وكذلك الانخراط في صفقة شاملة توقف الحرب في قطاع غزة، لكن إذا أصرت إسرائيل على مواقفها العدائية من مصر والشعب الفلسطيني، فإن “المواقف المصرية ستأخذ في التصعيد أيضاً بدءاً من خفض العلاقات الدبلوماسية ووصولاً للأدوات الخشنة التي تضمن حماية الأمن القومي، كما أن القاهرة تعتبر أن الاعتداء على دولة وسيطة في الصراع بين الاحتلال وحماس هو بمثابة رسالة لها أيضاً وهو ما يجعل الاحتمالات مفتوحة”، على حد قوله.

تنسيق عربي إسلامي مشترك في مواجهة إسرائيل

وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، أعرب السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، عن إدانة القاهرة للعدوان الإسرائيلي على قطر، معتبرًا إياه استهدافًا مباشرًا لدور الوساطة الذي تبذله الدوحة بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة.

ووجه عبد الخالق رسالة دعم واضحة إلى قطر، متحدثًا بشكل مباشر إلى الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر، قائلاً:قطر ليست وحدها، سمو الشيخ محمد، وأمن قطر هو من أمن مصر، بل هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بأكمله“.

أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الخميس، أن مصر وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة تحمل تحذيراً من “عواقب وخيمة” في حال محاولة إسرائيل تنفيذ عمليات على أراضيها، ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول مصري، لم تسمه، قوله إن مصر “وجّهت رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن أي محاولات إسرائيلية للعمل على الأراضي المصرية مثل الغارات التي استهدفت الدوحة هذا الأسبوع ستكون لها عواقب وخيمة”، دون تفاصيل أكثر.

وبحسب مصدر دبلوماسي مصري مطلع على تفاصيل الاتصالات، فإن القاهرة تتحرك الآن في عدة اتجاهات بينها

  • بحث إمكانية إيجاد آلية لتنسيق عربي إسلامي مشترك في مواجهة إسرائيل سواء كان ذلك عبر تدشين القوة العربية المشتركة والتي واجهت صعوبات من قبل.
  • أو أنها تعمل على زيادة حجم التنسيق العسكري بين الدول العربية والإسلامية.
  • وتدشين اتفاقيات للدفاع يمكن أن تردع تل أبيب،

وهي الآن تحمل مشروعية بعد الاعتداء على قطر وكذلك اعتراف الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.

وأوضح المصدر ذاته أن مصر تواجه ضغوطات إسرائيل بتسريع عملية التهجير القسري وبعثرة أوراق الوساطة مع حماس بالتحركات في مسارات دبلوماسية سريعة أيضاً، وهو سباق يهدف لتأمين الحدود المصرية ومنع تصفية القضية الفلسطينية.

وفي الوقت ذاته فإن مصر تتمسك أمام المجتمع الدولي بخطاب دبلوماسي متزن لا ينزلق لمسألة معاداة إسرائيل مع التأكيد على الثوابت المصرية، بما يحافظ على المصالح المصرية التي سوف تتضرر بشدة حال تصدير الأزمة في غزة إلى شبه جزيرة سيناء وسيكون ذلك انتهاكاً للحدود ومساس بالسيادة المصرية.

وأكد المصدر ذاته على أن مصر تستعد لسيناريوهات الحرب بشكل مستمر بعدما تصاعدت حدة التوترات في العلاقات منذ السابع من أكتوبر، بخاصة وأنها كانت تهدف للتهجير وهو ما دفع لمزيد من التحوط، سواء كان ذلك عسكرياً أو دبلوماسياً، كما أن جرائم الإبادة جعلت هناك رأي عام ضاغط في مصر نحو التعامل معها وهو ما تطلب تصعيداً في الخطاب الدبلوماسي أيضاً وهو ما يتم وصفه في إسرائيل بأن هناك ملاحقة مصرية لتلك الجرائم في المنظمات الدولية وتطور الأمر لاتهام مصر باختراق اتفاق السلام.

الاستعداد لكل السيناريوهات

كما أوضح مصدر حكومي ثان أن مصر استعدت اقتصادياً أيضاً لأي طارئ في العلاقات وكثفت عمليات التنقيب عن الغاز مستفيدة من توفر العملة الصعبة، ودفع متأخرات شركات التنقيب التي عادت للعمل مرة أخرى مع مضاعفة صفقات استيراد الغاز والتعاقد على العديد من ناقلات الغاز الطبيعي لدرجة تفوق الاحتياجات في الوقت الحالي لكنها يمكن أن تكون مفيدة في المستقبل.

كما أوضح أن مصر عززت تعاونها العسكري والاقتصادي مع دول مهمة مثل تركيا والصين وباكستان، إلى جانب انفتاح الخليج على الاستثمار الذي يساهم في حركة نشاط الاقتصاد ويوفر عوائد العملة الصعبة.

وتحدثت تقارير إسرائيلية عن تحركات عسكرية لافتة للجيش المصري في سيناء منذ ديسمبر 2023.، وتتضمن هذه التحركات تعزيزات عسكرية، وبنية تحتية دفاعية، وتدريبات نوعية على مواجهة جيوش متقدمة. ويُفسَّر هذا التحرك كرسالة واضحة بأن القاهرة لا تتهاون في حماية حدودها.

وقررت مصر في شهر مايو الماضي إرجاء تسمية سفير جديد في تل أبيب وعدم قبول تعيين أوري روثمان سفيراً إسرائيلياً جديداً في القاهرة خلفاً للسفيرة أميرة أورون، التي انتهت مهمتها قبل عام، من دون سقف زمني محدد.

وتحدث موقع “ناتسيف نت” الإسرائيلي عن أن مصر تقوم بخرق متكرر للملحق العسكري لاتفاقية (كامب ديفيد) عبر نشر قوات عسكرية مسلحة وأنظمة أسلحة ثقيلة في سيناء، بما يتجاوز الحدود المسموح بها في المنطقة منزوعة السلاح، وطالب في تقرير نشرته وسائل إعلام عربية، الجمعة، بـقطع إمدادات الغاز عن مصر.

ومنذ أوائل سبتمبر الحالي، تصاعد التوتر بين إسرائيل ومصر، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقطع الغاز عن القاهرة. وهو ما عقب عليه رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، عبر تصريحات متكررة بأنهلن يستطيع ذلك وأنه الخاسر”، وتحداه أن يفتح المعابر لعودة الفلسطينيين، وحذره من أن “المسافة بين العريش وتل أبيب ليست بعيدة“.

*صندوق النقد يشترط تطبيق إجراءات اقتصادية قاسية لصرف الدفعات الجديدة لمصر

كشف صندوق النقد الدولي عن شروط جديدة لصرف الدفعات المقبلة من القرض المخصص لمصر. حيث اشترط خفض دعم الوقود وتسريع وتيرة بيع أصول الدولة مقابل صرف مبلغ قدره 274 مليون دولار فقط يمثل الشريحة الأولى من دفعات المراجعة الخامسة والسادسة والبالغة قيمتها 2.5 مليار دولار.

وأعلنت مديرة الاتصال في صندوق النقد، جولي كوزاك. أن صرف الشريحة القادمة من القرض لن يتم إلا بعد إتمام تلك الإجراءات الإصلاحية. موضحة أن الصندوق يربط التقدم في الإصلاحات الاقتصادية بجدية القاهرة في تنفيذ التزاماتها.

واستهدفت الحكومة المصرية حسب ما أعلنت خفض مخصصات دعم الوقود في موازنة 2025-2026 إلى 75 مليار جنيه. في إطار خطة متدرجة لرفع الدعم عن الوقود بشكل كامل بحلول نهاية عام 2025.

الإعلامي أحمد موسى شن هجومًا حادًا على الصندوق، واصفًا تصريحات مديرة الاتصال بـ”المستفزة”، متسائلًا:

هل هذا المبلغ 274 مليون دولار يستدعي اتخاذ هذه القرارات فعلاً؟ الصندوق يطلب وأنا أقول له حاضر؟ كأنهم يمنّون علينا”.

وتشير بيانات صندوق النقد الصادرة في أكتوبر الماضي إلى أن مصر تحتل المركز الثاني عالميًا كأكثر الدول اقتراضًا من الصندوق، بحجم ديون بلغ 13.2 مليار دولار.

*ترحيل 136 مصريًا من ليبيا يسلط الضوء على موجة الهجرة غير الشرعية… شباب عالق بين انسداد الأفق وأزمات الداخل

شهد منفذ أمساعد البري على الحدود الليبية–المصرية، عملية ترحيل جديدة لمجموعة من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مصر، حيث أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا – فرع البطنان عن ترحيل 136 مصريًا، بينهم أربعة مصابين بالوباء الكبدي، إلى الأراضي المصرية، في خطوة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات اليومية التي تنفذها السلطات الليبية للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية.

وبحسب بيان الجهاز، فإن العملية جرت بإشراف مباشر من اللواء إبراهيم لربد رئيس فرع البطنان، وبتعليمات من رئيس الجهاز اللواء صلاح محمود الخفيفي، مشددًا على أن عمليات الترحيل مستمرة بشكل يومي، وتُنفذ “بأعلى درجات الانضباط والالتزام”، بما ينسجم مع توجهات الدولة الليبية لتعزيز الأمن الداخلي والحد من تدفق المهاجرين عبر أراضيها. 

أزمات الداخل.. دافع قسري للهروب
ورغم الطابع الأمني الذي تروّج له السلطات الليبية في بياناتها، إلا أن هذه الظاهرة تعكس أبعادًا اجتماعية واقتصادية أعمق في الداخل المصري، حيث يضطر الالف الشباب إلى ركوب قوارب المجهول بحثًا عن حياة كريمة.

ففي ظل انهيار الأوضاع الاقتصادية وتقلّص فرص العمل، إلى جانب الارتفاع الجنوني في الأسعار وتدهور الخدمات العامة من تعليم وصحة، يجد كثير من المصريين أنفسهم أمام خيار واحد: الهروب، سواء عبر الطرق الشرعية لمن استطاع، أو عبر الهجرة غير النظامية التي تحولت إلى ظاهرة متفاقمة.

كذلك يضاف إلى هذه العوامل الاقتصادية المناخ السياسي المغلق، حيث تتكرر الشكاوى من غياب الحريات، والاعتقالات، وتراجع مساحات التعبير، ما يفاقم من حالة الإحباط ويدفع الشباب إلى البحث عن بدائل خارج الحدود، حتى لو كانت على حساب حياتهم. 

إحصاءات صادمة
بحسب تقارير رسمية ودولية: بلغ عدد المصريين المقيمين في الخارج بصورة شرعية أكثر من 10 ملايين مصري، موزعين بين دول الخليج وأوروبا وأمريكا الشمالية.

أما على صعيد الهجرة غير النظامية، فقد أظهرت تقديرات حديثة صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجرين المصريين غير الشرعيين يشكلون النسبة الأكبر بين الجنسيات التي يتم اعتراضها في ليبيا أو على سواحل المتوسط، حيث سُجّلت آلاف الحالات خلال السنوات الخمس الأخيرة.

كما تحتل مصر مراكز متقدمة في قوائم الجنسيات الأكثر محاولة للهجرة عبر سواحل إيطاليا واليونان، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى زيادة التعاون مع القاهرة للحد من هذه التدفقات.

 

*صفقة جديدة على حساب الأرض والسيادة تحويل “خليج سوما”إلى نسخة مشوهة مما سُمّي بـ”موناكو مصر”

في مشهد متكرر يكشف حجم الارتهان المالي والسياسي لنظام الانقلاب في مصر، وقع مصطفى مدبولي، رئيس حكومة السيسي، الأحد الماضي، صفقة جديدة تقتطع من جسد الوطن قطعة ثمينة من أجمل شواطئه بالبحر الأحمر.

الصفقة التي أُطلق عليها إعلاميًا “قرن البحر الأحمر”، تستهدف تحويل منطقة “خليج سوما” إلى نسخة مشوهة مما سُمّي بـ”موناكو مصر”، عبر مشروع عقاري سياحي فاخر على مساحة 2380 فدانًا (10.2 مليون متر مربع) بشراكة إماراتية–سعودية، بتمويل يقدر بـ900 مليار جنيه (20 مليار دولار).

نصف الأرض للعبار ونصفها للشربتلي والشبكشي

المشروع يقسم الكعكة بين محمد العبار، مؤسس شركة “إعمار” الإماراتية (50%)، ورجلي الأعمال السعوديين حسن شربتلي وفهد الشبكشي (50% الأخرى) عبر شركة “سيتي ستارز”، بينما غابت أي تفاصيل عن نصيب مصر، سواء في ملكية الأرض أو نسب الأرباح، وهو نفس الغموض الذي اكتنف صفقة “رأس الحكمة” بالساحل الشمالي.

وبحسب ما أُعلن، سيضم المشروع “مراسي لليخوت، فنادق ومنتجعات فاخرة، ومناطق تجارية وترفيهية”، مع وعود بجذب 4 ملايين سائح سنويًا واحتضان 400 علامة تجارية عالمية. لكن وراء هذه العناوين البراقة تكمن حقيقة مرة: بيع أرض مصر للأجانب مقابل فتات، مع تحويل الشعب المصري إلى مجرد عمالة رخيصة في خدمة المستثمرين.

مشروع قديم يُبعث من جديد

فكرة المشروع ليست وليدة اللحظة، إذ تعود إلى أكثر من 13 عامًا عندما أعلنت “سيتي ستارز” السعودية نيتها إقامة مجمع سياحي ضخم بخليج سوما. وبعد تعثر طويل، جاء السيسي ليحيي المشروع في إطار موجة بيع الأصول للأجانب، مدفوعًا بأزمة ديون خانقة تجاوزت 156 مليار دولار في الربع الأول من 2025.

ويخطط لتنفيذ المشروع على 6 مراحل، تبدأ في 2026 بتشغيل تجريبي في 2028، وصولًا إلى اكتمال المشروع عام 2037، ليصبح أول توسع لـ”إعمار” على ساحل البحر الأحمر بعد “مراسي الساحل الشمالي” و”أب تاون كايرو”.

بيع لا استثمار.. وديون تلتهم العوائد 

الإعلام الموالي للنظام روّج للصفقة باعتبارها “انتعاشة للاقتصاد المصري”، لكن التجربة السابقة مع صفقة “رأس الحكمة” فضحت الحقيقة.

فقد اعترف وزير المالية نفسه، مطلع 2025، بأن عوائد الصفقة ذهبت لسداد جزء من فوائد وأقساط الديون، بدلًا من تحسين معيشة المصريين أو تنمية الاقتصاد الإنتاجي. وهو ما يخشى مراقبون أن يتكرر مع “مراسي ريد”، حيث تتحول أموال البيع إلى مجرد مسكنات للديون الخارجية، بينما تبقى مصر غارقة في العجز والاقتراض.

أسئلة بلا إجابات

لم توضح الحكومة المصرية:

كم حصلت مقابل الأرض؟

هل للدولة نصيب من أرباح المشروع؟

ما الفرق بين هذه الصفقة وصفقة “رأس الحكمة”؟

لماذا تغيب الشفافية وتُدار الصفقات بعيدًا عن أعين البرلمان والشعب؟

أسئلة مشروعة تطرحها المعارضة والشارع المصري، بينما يكتفي النظام بالتسويق الإعلامي للمشروع باعتباره “إنجازًا” جديدًا.

تطبيع مقنّع وتبعية متزايدة

لا يغيب عن المراقبين ارتباط العبار بعلاقات دعم واضحة للاحتلال الإسرائيلي، حيث كشفت تقارير عبرية في 2021 عن تبرعه بـ170 مليون دولار لمشاريع داخل الكيان. وهو ما يثير مخاوف من تغلغل إسرائيلي غير مباشر عبر بوابة الاستثمارات الخليجية، في ظل سياسة السيسي التي تفتح الأبواب للأجانب على حساب السيادة الوطنية.

مصر تُختزل إلى أراضٍ للبيع

المشهد يتكرر: من “رأس الحكمة” إلى “خليج سوما”، وصولًا إلى طرح أراضٍ جديدة مثل “رأس بناس” و”رأس جميلة”، في ظل تصريحات حكومية عن حصر أراضي البحر الأحمر تمهيدًا لبيعها.

ويقول معارضون إن ما يجري ليس “استثمارًا”، بل بيع مقنن لأصول استراتيجية، تحت غطاء الفنادق والمنتجعات، بينما يغيب الاستثمار في الصناعة أو التكنولوجيا أو البحث العلمي، القادر على بناء اقتصاد حقيقي.

تحول البحر الأحمر إلى موناكو جديدة”

بينما يروج إعلام السيسي لمشروعات “مراسي ريد” باعتبارها “تحول البحر الأحمر إلى موناكو جديدة”، يرى مراقبون أن الحقيقة الصادمة هي أن النظام يواصل بيع الوطن قطعة قطعة لسداد الديون وتمويل بقائه في السلطة، في وقت يزداد فيه الفقر، وتتراجع فيه قيمة الجنيه، وتُختزل مصر إلى مجرد سوق عقارات مفتوح للمستثمر الخليجي والإسرائيلي.

*الخليج يبتلع السواحل المصرية.. أين الجيش من التفريط في أرض الوطن؟

في خطوة جديدة تعكس سياسة التفريط الممنهج التي يتبناها نظام المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي، تستعد شركتا “إعمار العقارية” الإماراتية و**”جولدن كوست” السعودية** لتوقيع عقد ضخم لتطوير مشروع سوماباي على ساحل البحر الأحمر، باستثمارات تصل إلى نحو 900 مليار جنيه، وفق ما أعلنته “إعمار مصر للتنمية” في بيان رسمي للبورصة المصرية. المشروع يمتد على 10 ملايين متر مربع، يُضاف إلى سلسلة صفقات مشبوهة شهدتها الأراضي والسواحل المصرية في السنوات الأخيرة. 

ورغم أن الشركة المالكة لمشروع سوماباي، “أبو سومة للتنمية السياحية”، أكدت أن مساهمتها ستقتصر على تقديم الأرض والاستشارات فقط، تاركة التنفيذ الكامل للشركات الإماراتية والسعودية، إلا أن هذا يثير علامات استفهام خطيرة: هل تحولت مصر إلى مجرد مورد أراضٍ يُباع للغير؟ وأين دور الدولة في حماية مقدراتها وثرواتها؟

اللافت أن هذه الخطوة تأتي بعد أشهر قليلة من توقيع واحدة من أضخم الصفقات في تاريخ مصر، حين أعلن رئيس حكومة السيسي مصطفى مدبولي عن استحواذ شركة “مدن القابضة” الإماراتية على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة مقابل 35 مليار دولار، في صفقة وصفت بأنها “الأكبر في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر”. الصفقة التي أُطلقت رسميًا في أكتوبر 2024، وضعت أهم شواطئ الساحل الشمالي المصري تحت هيمنة إماراتية مباشرة، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن “احتلال اقتصادي” مقنن.

احتلال بواجهة استثمارية

يبدو أن ما يجري ليس مجرد جذب استثمارات كما تروج الحكومة، بل هو عملية تفريط استراتيجي في السواحل والأراضي المصرية لحساب دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات التي باتت تتحكم في أهم المعالم والمشروعات العقارية والسياحية من المتوسط إلى البحر الأحمر.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: أين الجيش المصري؟ أليس من صميم مهامه حماية أرض الوطن وثرواته الاستراتيجية، لا تركها تُباع وتًدار من قِبل شركات أجنبية؟ وكيف يقبل أن تتحول السواحل المصرية – التي يُفترض أنها خطوط دفاع قومية – إلى مشاريع مغلقة لصالح مستثمرين خليجيين؟

من الاستثمار إلى السيطرة

الواقع أن الإمارات لم تعد مجرد شريك اقتصادي، بل تحولت إلى قوة مسيطرة داخل مصر، تمتلك الأراضي، وتدير المشروعات، وتتحكم في أهم الموارد، بينما يكتفي النظام الحاكم بدور “السمسار” الذي يُسلم أصول البلاد مقابل تدفقات مالية مؤقتة، يستخدمها السيسي لإطالة عمر سلطته وتمويل مشروعاته غير ذات الجدوى.

بهذا المسار، يمكن القول إن مصر تعيش اليوم حالة احتلال من نوع جديد: لا دبابات ولا جيوش، بل استحواذ ناعم عبر الاستثمارات، لكنه أكثر خطورة لأنه يتم برضا النظام وتواطئه.

*استقالات جماعية في حزب “حماة وطن” بعد فضح حنان فايز بيزنس المقاعد البرلمانية

شهد حزب حماة وطن موجة استقالات جماعية هزّت أركان الحزب، بعد فضيحة حنان فايز التي كشفت تورّط عدد من قيادات الحزب في سلوكيات أخلاقية ومالية مشبوهة. 

الاستقالات لم تكن مفاجئة، بل جاءت كنتيجة طبيعية لانهيار الثقة داخل الحزب نتيجة فساد الإدارة العليا، وهو فساد لم يكن معزولاً عن بيئة أوسع، بل هو انعكاس مباشر لسياسات السيسي التي روجت للاستغلال الشخصي للنفوذ وأطلقت العنان لممارسات غير قانونية داخل مؤسسات الدولة والأحزاب على حد سواء.

الأزمة التي يمر بها الحزب تكشف هشاشة النظام السياسي في مصر، حيث أصبح البرلمان مجرد أداة لتحقيق مصالح شخصية وتبادل مصالح مالية، وهو ما يعرف إعلامياً بـ”بزنس المقاعد البرلمانية”.
هذا الوضع يعكس فساداً ممنهجاً بدأ من القمة واستمر إلى القاعدة، ما جعل المواطنين يفقدون الثقة في أي حزب أو مؤسسة برلمانية، ويحول الحياة السياسية إلى ساحة للصفقات والمصالح الشخصية. 

تفاصيل الاستقالات الجماعية
أعلن عشرات من قيادات الحزب وعضويته عن استقالاتهم، بينهم أسماء بارزة كانت تشغل مناصب قيادية في الهيئات المركزية. أغلب المستقيلين أشاروا إلى فضائح الفساد الداخلي وعدم الشفافية في إدارة الحزب، بينما رفض آخرون التحدث علنًا، لاعتبارات تتعلق بحماية مواقعهم ومصالحهم المالية.

هذه الاستقالات تعكس انهياراً داخلياً للحزب، حيث أصبح القليل من الأعضاء قادرين على مواجهة شبكة الفساد التي نشأت بمباركة النظام، والتي حولت البرلمان والحياة الحزبية إلى أدوات لتحقيق مصالح شخصية على حساب المواطنين والمصلحة العامة. كما أنها تظهر أن الحزب فقد أي مصداقية أخلاقية وسياسية بسبب السياسات الحكومية التي تسمح بالاستغلال المالي للسلطة والنفوذ. 

استقالات هيئة مكتب أمانة البدرشين
أعلن رئيس قطاع جنوب الجيزة بالحزب وأمين مركز البدرشين محمد عبد الله سعودي استقالات جماعية نيابة عن هيئة مكتب أمانة البدرشين وكافة التشكيلات القاعدية التابعة لها، موجّهًا الاستقالة إلى اللواء أحمد العوضي، القائم بأعمال رئيس الحزب، واللواء طارق نصير الأمين العام، والدكتور نافع عبد الهادي.

وأوضح سعودي في نص الاستقالة أن الاستمرار في مواقعهم أصبح مستحيلًا بسبب اعتماد معايير المال والنفوذ في اختيار المرشحين، بعيدًا عن الكفاءة والالتزام، وأن فرض مرشح غريب عن الدائرة بالباراشوت يهدم ما بُني خلال سنوات من تضحيات ويهمش أعضاء الحزب المخلصين. 

استقالات أمانة بلقاس بمحافظة الدقهلية
تكرر الأمر في أمانات أخرى مثل بلقاس، حيث أعلن أمين المركز محمد جميل سراج الدين استقالته إلى أمين عام الدقهلية، إلى جانب أمين التنظيم والأمانات النوعية في المنطقة، متهمين الحزب بتقصير في الإدارة وغياب الشفافية والديمقراطية في اتخاذ القرارات، وانحراف الحزب عن أهدافه الوطنية.

وأشار سراج الدين في نص استقالته إلى أن ما حدث دفعهم إلى إعلان الاستقالة مع احتفاظهم بحقوقهم القانونية والإدارية في التعبير، مؤكداً أن التجاوزات المالية والرشاوى البرلمانية تهدد مصداقية الحزب. 

السياق الانتخابي
من المقرر إجراء انتخابات مجلس النواب المقبلة قبل نهاية العام الجاري وفقًا للمادة 106 من الدستور، التي تحدد إجراء الانتخابات خلال الستين يومًا التي تسبق انتهاء مدة المجلس الأخير في 12 يناير 2026.
هذا السياق يضع ضغوطًا إضافية على الحزب، ويجعل الفضائح والاستقالات الجماعية مؤشرًا خطيرًا على تأثير المال والنفوذ على العملية الانتخابية ومصداقية الحزب.

والخلاصة فإن استقالات حزب حماة وطن بعد فضيحة حنان فايز وبزنس المقاعد البرلمانية ليست مجرد أزمة حزبية، بل هي انعكاس مباشر للفساد المستشري في المجتمع نتيجة سياسات السيسي.

هذا الفساد لم يعد يقتصر على الأفراد، بل أصبح نظامًا يفرض نفسه على كل المؤسسات السياسية، محولًا البرلمان والأحزاب إلى أدوات لتحقيق مصالح شخصية على حساب المواطن والمصلحة العامة.

ما حدث في الحزب يجب أن يكون بمثابة إنذار للجميع حول خطورة استمرار هذه السياسات على المستقبل السياسي والاجتماعي للبلاد.

*إصابات متعددة بالعمى لمواطنين بمستشفى 6 أكتوبر بالدقي… أين مليارات السيسي؟

في مصر تحت حكم السيسي، أصبح الإهمال الطبي مرآة صادمة للفشل السياسي المتواصل، حيث تحولت المستشفيات الحكومية إلى ساحات للإهمال والكوارث الصحية المتكررة.

حادثة مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي، التي أدت إلى فقد أربعة مرضى بصرهم بعد عمليات روتينية لإزالة المياه البيضاء، ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة مأساوية من الحوادث.

فقد شهدت السنوات الأخيرة حالات مماثلة، منها وفاة مرضى إثر عدوى في مستشفيات شبرا والغربية، وإصابات متعددة بسبب أجهزة طبية معطلة أو أدوات غير معقمة في القاهرة والجيزة، ما يعكس ضعف الرقابة والإدارة.

هذه الحوادث المتكررة تظهر بوضوح أن الفشل الطبي مرتبط مباشرة بالفشل السياسي للنظام، الذي يغض الطرف عن الإهمال ويفضل الإجراءات الشكلية على المحاسبة الحقيقية، تاركًا المواطنين يدفعون ثمن سياسات الإهمال والإدارية المتهاونة.
مستشفى 6 أكتوبر مثال صارخ على هذا النمط: وزارة الصحة اكتفت بإجراءات شكلية، بينما بقي المرضى وأهاليهم في مواجهة الخطر الحقيقي، ما يعكس غياب الإرادة السياسية للتغيير أو حماية المواطنين.
https://www.facebook.com/reel/2616126652082470

فقدان 4 مرضى بصرهم بعد عمليات مياه بيضاء
في حادثة مأساوية لم يسبق لها مثيل، فقد أربعة مرضى بصرهم بشكل كامل بعد إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء في مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي.

المرضى هم:

  • محمد سعيد (65 عامًا): فقد بصره تمامًا بعد تعرض عينه لعدوى شديدة نتيجة استخدام أدوات غير معقمة.
  • أحمد فتحي (72 عامًا): أصيب بتدهور حاد في الرؤية، تم نقله عاجلًا إلى مستشفى آخر لمحاولة إنقاذ البصر، دون جدوى.
  • منى عبد الرحمن (58 عامًا): خضعت لعملية بسيطة ولكن إصابتها بالبكتيريا أدت إلى فقدان البصر جزئيًا، قبل أن تتدهور حالتها لاحقًا.
  • كريم حسني (61 عامًا): عانى تورمًا شديدًا والتهابًا لم يُعالج على الفور، ما أدى إلى فقدان البصر بالكامل.

الحادث يوضح مدى الإهمال الطبي الفاضح، خاصة وأن عمليات إزالة المياه البيضاء تعتبر إجراءات روتينية وبسيطة غالبًا لا تهدد حياة المرضى أو بصرهم.
https://www.youtube.com/shorts/G6h0ltobyKs?feature=share 

الأجهزة والإجراءات سبب رئيسي
الأهالي يؤكدون أن السبب الحقيقي للإصابات ليس عدوى غامضة كما تروج المستشفى، بل أجهزة طبية غير معقمة وإجراءات وقائية مهملة.
العمليات تمت باستخدام أدوات قديمة وأجهزة لم يتم تنظيفها وفق المعايير الطبية، ما أدى إلى انتقال البكتيريا إلى أعين المرضى مباشرة. بعض الأطباء حاولوا معالجتها سريعًا، لكن ضعف الاستجابة الإدارية والافتقار للرقابة جعلت النتيجة كارثية. 

إجراءات شكلية وتهرب من المسؤولية
وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار، اكتفى بإجراءات شكلية مثل نقل الأطباء وإلغاء تعاقدهم، دون محاسبة المسؤولين عن الإهمال أو التسيب الإداري في المستشفى.
اللجان الفنية التي شُكّلت لم تشر إلى فشل الأجهزة والمعدات، بل ركزت على الطاقم الطبي، ما أثار غضب الأهالي الذين يرون أن الوزارة تهربت من مسؤوليتها المباشرة.
الأهالي وصفوا الإجراءات بأنها “مسكنات إعلامية” لتخفيف الغضب الشعبي، بينما الحقيقة أن الوزير ووزارته لم يتخذوا خطوات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. 

استغاثات الأهالي والغضب الشعبي
الأهالي نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وشهادات، مطالبين بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين.
اتهموا المستشفى بالادعاء أن السبب هو “عدوى بكتيرية غامضة”، بينما أكدوا أن السبب الحقيقي هو الإهمال في تعقيم الأجهزة والتقصير الإداري.
العديد من المغردين على تويتر وفيسبوك حملوا الوزير شخصيًا المسؤولية، مؤكدين أن الحوادث في المستشفيات الحكومية أصبحت متكررة بسبب غياب الرقابة والفساد الإداري المتواصل. 

نظام يدعم الإهمال ويتستر على الفشل
حادثة مستشفى 6 أكتوبر ليست مجرد خطأ طبي، بل نموذج لما وصفه الأهالي ووسائل الإعلام بـ الإهمال المتعمد والدفاع عن مصالح المسؤولين على حساب حياة المرضى.

فقدان أربعة مرضى بصرهم يشكل وصمة عار على وزارة الصحة والنظام الذي يواصل سياسة التهرب من المحاسبة، والاكتفاء بإجراءات شكلية للتغطية على الفشل.

الحل الحقيقي يتطلب مساءلة الوزير، وضمان صيانة الأجهزة والمعدات، وفرض رقابة صارمة على المستشفيات الحكومية، حتى لا تتحول الإجراءات الروتينية إلى كوارث إنسانية.

 

تهديد بالتصفية للحقوقي محمد أبو هريرة بسجن بدر وعودة المحاضر المُجمّعة وتدوير معتقلين بقضايا ملفقة وتغريب آخرين.. الأحد 14 سبتمبر 2025م.. “مستنقع وطن” فضيحة استيلاء قيادي بالحزب على 85 مليون دولار من أموال رجل أعمال قطري

تهديد بالتصفية للحقوقي محمد أبو هريرة بسجن بدر وعودة المحاضر المُجمّعة وتدوير معتقلين بقضايا ملفقة وتغريب آخرين.. الأحد 14 سبتمبر 2025م.. “مستنقع وطن” فضيحة استيلاء قيادي بالحزب على 85 مليون دولار من أموال رجل أعمال قطري

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*تهديد بالتصفية للحقوقي محمد أبو هريرة بسجن بدر3

كشفت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن المحامي والحقوقي محمد أبو هريرة تلقى تهديدا بالتصفية الجسدية بشكل مباشر وصريح بالقول: “ممكن تموت هناك قضاء وقدر، ومحدش يعرف عنك حاجة”. 

وقالت المنصة الحقوقية: إن “ضابط الأمن الوطني المسؤول عن إدارة سجن بدر 3 (الاسم الحركي: مروان حماد) هدد المحامي والحقوقي المصري محمد أبو هريرة و المعتقل بمركز إصلاح وتأهيل بدر 3 ، والمضرب عن الطعام مع العشرات من المعتقلين الأخريين بالقتل”.

وأكد مروان حماد أن لديه تفويضاً من “رئاسة الجمهورية” بعزل جميع المعتقلين السياسيين عن العالم الخارجي، ومنحه صلاحيات واسعة لاتخاذ إجراءات عقابية لإجبارهم على إنهاء إضرابهم.

ووجه الضابط تهديداً مباشراً إلى المحامي والحقوقي المصري والمتحدث الإعلامي السابق للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات – بنقله إلى ما يُعرف بـ”سجن الموت” في الوادي الجديد بالصحراء الغربية، مع التلويح بتصفيته الجسدية وإخفاء ذلك باعتباره “قضاءً وقدراً”، في إشارة إلى إمكانية قتله دون علم أحد من ذويه أو العالم الخارجي.

وقالت الشبكة الحقوقية: إن “الحكم على محمد أبو هريرة محمد عبد الرحمن، 38 عاما، والمعتقل منذ 31 أكتوبر 2018 والمحروم من روية أسرته وأطفاله الصغار، حيث لم يسمح لهم بزيارته إلا في مناسبتين اثنتين فقط، وذلك في العام 2019 ومن ذلك التاريخ وحتى تاريخ اليوم والحكم عليه بالسجن 15 عاماً على ذمة القضية رقم 1552 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليًا، على خلفية نشاطه الحقوقي والدفاع عن ضحايا الانتهاكات في مصر، ثم تعريضه لمثل هذه التهديدات، يعكس حجم المخاطر والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون وأسرهم منذ سنوات، حيث حُرموا بشكل كامل من حقهم في الزيارة أو أي شكل من أشكال التواصل مع عائلاتهم لما يزيد عن 8 سنوات متواصلة، في انتهاك صارخ لأحكام الدستور المصري والقانون ولائحة تنظيم السجون.

https://www.facebook.com/share/p/19jbGn53c3/?mibextid=wwXIfr

ومن جانب آخر أكدت “الشبكة المصرية”؛ “تزايد محاولات الانتحار بين المعتقلين داخل سجن بدر 3، نتيجة سوء المعاملة وظروف الاحتجاز القاسية وغير الإنسانية، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للحق في الحياة والكرامة الإنسانية”.

ورصدت “الشبكة” دخول المئات من المعتقلين السياسيين في إضراب مفتوح عن الطعام منذ ما يزيد عن شهرين، احتجاجاً على حرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها الحق في التواصل مع أسرهم، والحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامتهم وتصون حياتهم.

وطالبت الشبكة المصرية النائب العام المستشار محمد شوقى بالتدخل وكذلك نقابة المحامين المصرية ونقيبها وأعضائها بالتدخل لحماية زميل لهم من تهديد صريح بالتصفية الجسدية.

وضمن تضامن الشبكة المصرية الكامل مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام وأسرهم، فإنها:

  • تطالب السلطات المصرية بفتح الزيارات الشهرية المقررة وفقاً للائحة السجون.
  • تدعو إلى الوقف الفوري لكافة الإجراءات القمعية بحق المعتقلين.
  • تحمل وزارة الداخلية وأجهزة الأمن المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة المعتقل محمد أبو هريرة وكافة المضربين.
  • تؤكد أن هذه الانتهاكات تمثل إخلالاً جسيماً بالالتزامات الدولية لمصر في مجال حقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في الحياة، الحق في عدم التعذيب، والحق في التواصل مع الأسرة والدفاع القانوني.

 

*عودة المحاضر المُجمّعة .. تدوير 15 معتقلا بالشرقية بقضايا ملفقة وتغريب 69 آخرين

في سياق استئناف أجهزة السلطة سواء التابعة لوزارة الداخلية ووزارة “العدل” بحكومة السيسي ل(المحاضر المُجمّعة) من جديد، دشنت سلطات الانقلاب محضرين جديدين بأرقام (188) و(189) والأول كان بقسم ثالث العاشر من رمضان، والأخير في مركز شرطة أبو حماد.

وحررت الأجهزة محضرا جديدا برقم 189 من فئة المحاضر المُجمّعة في مركز شرطة أبو حماد، وعُرض على نيابة الزقازيق الكلية عدد 10 معتقلين للتحقيق ضمنه، وقررت النيابة حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع إيداعهم بمركز شرطة أبو حماد، وهم:

  1. إبراهيم السيد إبراهيم سعفان – أبو حماد
  2. أحمد السيد عبد الفتاح محمد – فاقوس
  3. ممدوح جمال عبد الناصر عبد الله – الإبراهيمية
  4. فارس جمال محجوب – أبو حماد
  5. أحمد حامد سعيد علي – العاشر من رمضان
  6. عبد الرحمن أحمد الشوادفي – الإبراهيمية
  7. علي أحمد فؤاد – بلبيس
  8. محمد مسعد – كفر صقر
  9. ياسر نبيل شاكر – الزقازيق
  10. السيد سامي إبراهيم – الزقازيق

المحضر رقم 188

و(الاثنين) حررت أجهزة السلطة الانقلابية محضر جديد برقم 188 من فئة المحاضر المُجمّعة في قسم شرطة ثالث العاشر من رمضان.

وقد عُرض على نيابة الزقازيق الكلية خمسة معتقلين للتحقيق، وقررت النيابة حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعهم بمعسكر قوات الأمن بمدينة العاشر من رمضان. والمعتقلون هم:

  1. سعيد مصطفى محمد علي – العاشر من رمضان
  2. عبد الله موسى محمد حنفي – بلبيس
  3. علي محمود علي إبراهيم – منيا القمح
  4. أسامة محمد السيد صالح – أبو كبير
  5. محمد أحمد عبد الهادي إبراهيم – العاشر من رمضان

تغريب المعتقلين

وفي سياسة قهر المعتقلين وذويهم، رحلت أجهزة الانقلاب معتقلين من مقار احتجاز شرطية بالشرقية إلى سجون وادي النطرون ودمنهور وجمصة وبرج العرب.

سجن وادي النطرون

ورحلت الأجهزة (11) معتقلاً من مركز شرطة ديرب نجم، وجميعهم من المحضر المجمع رقم (183) – مركز ديرب نجم، وهم:

  1. فارس عادل أحمد علي – ههيا
  2. أيمن إبراهيم بدوي البرماوي – بلبيس
  3. محمد لبيب كامل البطريق – بلبيس
  4. يوسف عبد الهادي السيد شرف الدين – بلبيس
  5. عبد القادر سعيد عبد القادر – بلبيس
  6. عماد محمد محمد إبراهيم حجازي – بلبيس
  7. ياسر محمد محمد السيد بركات – بلبيس
  8. أيمن محمد يوسف – بلبيس
  9. محمد جمعة محمد – العاشر من رمضان
  10. محمد أحمد أحمد السيد – بلبيس
  11. محمد خليفة عبد الغفار – بلبيس

سجن برج العرب

والخميس رحلت الأجهزة الأمنية (16) معتقلاً من مركز شرطة ديرب نجم إلى سجن برج العرب، وتوزعوا بين (6) معتقلين من المحضر المجمع رقم (183) – مركز ديرب نجم رحلوا إلى السجن وهم:

  1. بدر الدين إبراهيم عطية – ديرب نجم
  2. عبده عبد العاطي إسماعيل – منيا القمح
  3. رفيق الشحات حمودة – منيا القمح
  4. أحمد عبد الجليل – الزقازيق
  5. محمد محمد السيد العمدة – القرين
  6. وآخر

إضافة ل ترحيل (10) معتقلين على ذمة قضايا جنح:

  1. أحمد عوني عبد البصير
  2. محمد لبيب أبو زيد
  3. يوسف السيد
  4. عاطف محمد

11–16. وعدد (6) آخرين

سجن دمنهور

وخلال الأسبوع الجاري رحلت الأجهزة  (20) معتقلاً من عدة مراكز شرطة بمحافظة الشرقية إلى سجن دمنهور، وذلك على النحو التالي:

  • ترحيل (11) معتقلاً من مركز شرطة الزقازيق:
  1. محمد رمضان جمعة سليم
  2. معاذ محمود خليل
  3. محمد السيد محمد شحاتة
  4. عبد الحكيم وجيه صلاح
  5. سعيد فرحات
  6. عبد المنعم إبراهيم السيد
  7. محمد مصطفى ثروت
  8. أحمد حسن عبد المجيد
  9. هشام وحيد سليم
  10. حسام محسن
  11. وشخص آخر
  • ترحيل (6) معتقلين من مركز شرطة كفر صقر:
  1. محمد عبده الحبشاوي
  2. إيهاب لاشين
  3. عبد العزيز محمد
  4. محمود أحمد محمد
  5. هشام عبد الحميد
  6. الحسن مصطفى حسن لاشين
  • ترحيل (3) معتقلين من مركز شرطة ديرب نجم – المحضر المجمع رقم (183):
  1. خالد غنيم السيد (بلبيس)
  2. السيد محمد توفيق سكر (بلبيس)
  3. عبد المقصود متولي عبد المقصود (بلبيس)

( لم يتم التوصل إلى مكانهم بعد )

سجن المنيا

ورحلت السلطات الأمنية (7) معتقلين من مركز شرطة كفر صقر وقسم شرطة أول العاشر من رمضان إلى سجن المنيا، وذلك على النحو التالي:

  • ترحيل (5) معتقلين من مركز شرطة كفر صقر:
  1. محمد أحمد محمود البحيري
  2. عمر عوض أحمد الشاذلي
  3. رضا محمد السيد
  4. متولي فتوح
  5. السيد محمد سعيد السوداني
  • ترحيل (2) معتقلين من قسم شرطة أول العاشر من رمضان:
  1. عصام محمد محمد عبد الرازق
  2. صلاح محمد نجيب

سجن جمصة

ورحلت السلطات (15) معتقلاً من قسم شرطة أول العاشر من رمضان، وقسم شرطة مشتول السوق، ومركز شرطة كفر صقر إلى سجن جمصة، وذلك على النحو التالي:

  • ترحيل (13) معتقلاً من قسم شرطة أول العاشر من رمضان:
  1. بنداري صلاح بنداري
  2. محمد شوقي محمد
  3. محمد محمد سالم
  4. عاطف محمد سعيد
  5. السيد أحمد إبراهيم
  6. أحمد السعيد محمد النحاس
  7. عبده سليم أحمد
  8. خليل محمد محمد
  9. أبو بكر محمد سعد
  10. عبد الحميد حجاج إبراهيم
  11. حسام أحمد محمد
  12. حمزة محمد عبد المنعم
  13. مجدي نجيب محمد
  • ترحيل معتقل واحد من قسم شرطة مشتول السوق:
  1. محمد السيد يوسف محمد نصار
  • ترحيل معتقل واحد من مركز شرطة كفر صقر:
  1. محمود عبد الله أحمد مرسي

 

*اعتقال شقيق ناشط مصري في هولندا.. وسيلة ضغط تكشف عن استمرار الانتقام من أسر المعارضين

تتواصل الممارسات الأمنية في مصر ضد النشطاء والمعارضين، ليس فقط عبر ملاحقتهم المباشرة، بل أيضاً من خلال استهداف أفراد عائلاتهم بهدف الضغط عليهم وإسكات أصواتهم.

هذه السياسة التي وثقتها منظمات حقوقية محلية ودولية، برزت مجدداً مع قضية الناشط المصري المقيم في هولندا عبد الغني ناجي الفاجومي، الذي كشف عن اعتقال السلطات لشقيقه الأكبر منذ أربعة أشهر، في محاولة واضحة لإجباره على التراجع عن مواقفه السياسية المعارضة.

خلفية عن القضية

وأوضح الفاجومي في تصريحات صحفية لأحد المواقع العربية، أن شقيقه الأكبر سيد خميس رجب السيد اعتُقل منذ أربعة أشهر، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك هو ممارسة الضغط المباشر عليه لإسكاته.

وأكد أن السلطات أرسلت له رسائل غير مباشرة عبر أسرته، مفادها أن الإفراج عن شقيقه مرهون بتقديم اعتذار علني لعبد الفتاح السيسي، والإشادة بما يُوصف بإنجازاته.

عبد الغني، الذي غادر مصر قبل عشر سنوات، قال إنه يدرك جيداً خطورة نشاطه السياسي والإعلامي، لكنه أصر على أن حرية التعبير حق مكفول بالدستور والقانون الدولي، وأن اعتقال شقيقه لن يجعله يتراجع عن مواقفه.

اتهامات مفبركة ورسائل تهديد

أوضح الفاجومي أن شقيقه الذي لا يعرف عنه أي نشاط سياسي أو حقوقي، وُجهت له اتهامات بالانضمام إلى “جماعة إرهابية” وتمويلها، وهي التهم التي درجت السلطات المصرية على استخدامها ضد كثير من المعتقلين السياسيين. وأضاف أن قوات الأمن قامت بتكسير محتويات منزل شقيقه أثناء عملية الاعتقال، ومصادرة ممتلكاته، دون مراعاة لسنّه أو وضعه الاجتماعي.

وتابع قائلاً: “اعتقال أخي رسالة تهديد مباشرة لي، لكنني لن أصمت ولن أتوقف عن فضح هذه الانتهاكات، حتى لو دفعت عائلتي الثمن”.

موقف الأسرة والمنظمات الحقوقية

وفق ما وثقته منظمات حقوقية محلية، فقد ظهر سيد خميس لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة العليا في 15 مايو 2025، حيث أُحيل إلى قضايا ذات طابع سياسي بحت.

الأسرة أكدت أن ابنها لم يكن يوماً ناشطاً أو معارضاً، وأن اعتقاله جاء فقط بسبب علاقة القرابة بالناشط عبد الغني.

من جانبها، قالت منظمة الشهاب لحقوق الإنسان إن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق سيد، ويعكس استمرار السلطات المصرية في استخدام أسلوب “العقاب الجماعي” ضد أسر النشطاء في الخارج.

وأضافت أن هذه الممارسات تمثل خرقاً للمواثيق الدولية، وتكشف عن منهجية ثابتة في تحويل ذوي المعارضين إلى رهائن.

معاناة مستمرة في المنفى

الناشط عبد الغني ناجي أشار في تصريحاته إلى أنه غادر مصر منذ عشر سنوات خوفاً من الملاحقة، ولم يعد يتواصل بانتظام مع عائلته حتى لا يتسبب لهم في مشاكل أمنية.

ومع ذلك، فإن اعتقال شقيقه يبرهن ــ بحسب قوله ــ أن النظام “لم يتركه في سلام حتى في المنفى”.

وأضاف: “هذه رسالة واضحة أن أي معارض لن يكون في مأمن، حتى لو ابتعد آلاف الكيلومترات عن البلاد”.

دلالات أوسع

قضية الفاجومي ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن وثقت منظمات حقوقية عدة حالات مشابهة، تم فيها اعتقال أقارب معارضين مصريين بالخارج للضغط عليهم.

هذه السياسة، التي تصفها منظمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش بأنها “ابتزاز سياسي”، تكشف عن أزمة أعمق تتعلق بغياب سيادة القانون، وتحوّل الأجهزة الأمنية إلى أداة للانتقام من الخصوم.

وتشير هذه الممارسات إلى أن السلطات المصرية لا تكتفي بإسكات الأصوات الداخلية، بل تلاحق حتى المعارضين في الخارج عبر أسرهم، في رسالة واضحة إلى كل من يفكر في انتقاد النظام.

وأخيرا فاعتقال سيد خميس رجب السيد ليس مجرد قضية فردية، بل هو نموذج صارخ لسياسة ممنهجة تستهدف أسر النشطاء المصريين في الداخل والخارج.

وبينما يصر عبد الغني ناجي على مواصلة نشاطه من هولندا، فإن استمرار احتجاز شقيقه يكشف عن الثمن الباهظ الذي تدفعه عائلات المعارضين.

وبحسب مراقبين حقوقيين، فإن هذه الممارسات لن تُسكت الأصوات المعارضة، بل قد تؤدي إلى مزيد من فضح الانتهاكات وتعميق عزلة النظام المصري على الساحة الدولية.

اعتقال شقيق ناشط مصري في هولندا.. وسيلة ضغط تكشف عن استمرار الانتقام من أسر المعارضين

*منظمات دولية تطالب نيجيريا بوقف الترحيل القسري لـ”على عبد الونيس” لمصر.. وظهور 29 مختفيا قسريا بينهم 3 فتيات

يواجه علي محمود محمد عبد الونيس الذي اعتقلته السلطات الأمنية في نيجيريا خطرا حقيقيا بالتعذيب وسوء المعاملة، والإخفاء القسري والمحاكمات الصورية،  إن سلمته نيجيريا إلى سلطات الانقلاب العسكري الدموي في مصر”.

ودعت منظمات حقوقية نيجيريا إلى وقف الترحيل القسري للمواطن المصري على عبد الونيس إلى مصر، بعدما ادعت داخلية  المنقلب السفاح عبدالفتاح السيسي أن علي محمود محمد عبد الونيس، أحد أبرز العناصر المتورطة في خلية حركة “حسم” حسب زعم داخلية الانقلاب وزعمت أنه صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد في القضية رقم 2022/120 جنايات عسكرية شرق القاهرة، بتهمة محاولة استهداف الطائرة الرئاسية للسيسي، واغتيال المقدم ماجد عبدالرازق.

وأعربت المنظمات الحقوقية الدولية عن قلق بالغ إزاء احتجاز المواطن المصري علي محمود عبد الونيس في نيجيريا، وتزايد خطر تسليمه قسريًا إلى السلطات المصرية.

وأكدت أنها تعمل على إعداد شكوى أمام الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة لطلب تدخلها ومنع تسليمه.

 كما دعت السلطات النيجيرية إلى التوقف الفوري عن هذه الإجراءات، حيث يواجه الضحية خطرًا حقيقيًا بالتعذيب وسوء المعاملة في حال تسليمه، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لالتزامات نيجيريا الدولية.

واعتقلت نيجيريا علي عبد الونيس إلى حكم غيابي صادر ضده في مصر بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا. حيث تعتبر منظمات حقوق الإنسان القضية المذكورة ذات دوافع سياسية واضحة، وتفتقر إلى أبسط معايير المحاكمة العادلة، يشكل تسليمه إلى بلد معروف بسجل سيئ في التعامل مع المعارضين السياسيين تهديدًا مباشرًا لسلامته الشخصية وحياته، خاصة في ظل التقارير المتعددة عن استخدام التعذيب كأداة للقمع السياسي.

الأساس القانوني والمطالب:

إن تسليم علي عبد الونيس إلى مصر يمثل انتهاكًا مباشرًا لمبدأ عدم الإعادة القسرية (non-refoulement)، وهو مبدأ أساسي في القانون الدولي لحقوق الإنسان. كما يخالف المادة 3 من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، التي تمنع الدول من تسليم أي شخص إذا كانت هناك أسباب حقيقية تدعو للاعتقاد بأنه سيكون معرضًا للتعذيب.

 وبما أن نيجيريا طرف في هذه الاتفاقية، فإن عليها التزامًا قانونيًا بحماية الأفراد من هذا الخطر.

بناءً على ذلك، نطالب السلطات النيجيرية بما يلي:

  1. وقف فوري وكامل لعملية تسليم علي محمود عبد الونيس.
  2. الإفراج الفوري عنه وتسهيل مغادرته البلاد أو تقديم طلب اللجوء إذا رغب في ذلك.
  3. الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

نداء للمجتمع الدولي:

دعت المنظمات المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المعنية إلى التدخل العاجل لممارسة الضغط على الحكومة النيجيرية لضمان سلامة علي عبد الونيس وحقه في الحماية، إن حماية الأفراد من التعذيب وسوء المعاملة هو التزام لا يمكن التنازل عنه، وهو يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى احترام الدول للقانون الدولي.

المختفون قسريا

ومن جانب آخر، كشف مصدر حقوقي عن ظهور 29 معتقلا من بين المختفين قسريا لمدد متفاوتة أمان نيابة أمن الدولة العليا  بالتجمع الخامس.

  1. أشجان إبراهيم محمد حافظ
  2. سمر صابر لطفي علي سليم
  3. نهلة عبد الوهاب متولي علي عبيد
  4. أحمد عبد التواب محمد محمد رجب
  5. أحمد كمال الدين حسان اليمني أبو المعاطي
  6. أحمد محمد علي محمد علي
  7. أسامة عبد الرحمن عبد السلام عبد الرازق
  8. إسلام حسني محمد علي
  9. بابكر عبد الكريم محمد بشارة
  10. حاتم فتوح إبراهيم مطر
  11. حسانين أحمد عبد الحكيم حسانين
  12. حمادة سعد محمد العطار
  13. سامي السيد أحمد السيد بسة
  14. سامي عبد الفتاح محمود العيلة
  15. صلاح محمد جاد الكريم ثابت منصور
  16. عباس مختار علي عباس
  17. عبد الرحمن حامد أحمد سليمان فرغلي
  18. عبد الرحيم خالد جاد الله جاد الحق
  19. عبد الله إبراهيم سعيد عبد العزيز
  20. عبد المعز عبد الرازق صالح محمد
  21. عثمان سعد عبد الله أحمد
  22. كمال جميل خطاب خميس العياط
  23. مازن جمال رجب محمود غازي
  24. محمد أحمد أحمد أحمد سليمان
  25. محمد عبد الحميد سيد سيد
  26. محمد محمود سالم السيد
  27. محمود طه جلال طه
  28. محمود عبد المنعم داود أحمد
  29. مصطفى عطية إبراهيم علي

يشار إلى بعض المعتقلين اختفى أكثر من 45 يوما مثل  إسلام حسني محمد علي  من مركز أبو كبير-الشرقية وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه سجن أبو زعبل، بعد اختفاء قسري استمر 55 يومًا..

وعوضا عن ال29 معتقلا، ظهر قبل يومين أمام نيابة قسم ثان العاشر من رمضان، بعد اختفاء دام 15 يومًا، المواطن: عليوة عيد السيد – من قرية السلامون، مركز ههيا، وقررت النيابة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات وإيداعه بمعسكر قوات الأمن بالعاشر من رمضان.

كما ظهر الثلاثاء أمام نيابة الزقازيق الكلية، بعد اختفاء دام 120 يومًا، المواطن: عبد الحميد علاء عبد الحميد – من مدينة العاشر من رمضان.

وقررت النيابة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع إيداعه بمعسكر قوات الأمن بالعاشر من رمضان.

 

*كوميديا سوداء و تواطؤ دولي: كيف يُرشَّح السفاح السيسي لعضوية مجلس حقوق الإنسان؟

في مشهد يثير السخرية السوداء ويكشف حجم التواطؤ الدولي، كشفت عشرات المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية والأممية ترشيح نظام السفاح المنقلب عبد الفتاح السيسي لعضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة 2026 – 2028، معلنة رفضها القاطع لهذا الترشيح الفج ومعتبرة أن الجلاد الذي تلطخت يداه بدماء المصريين منذ مذبحة رابعة والنهضة مرورًا بمجازر السجون والقتل البطيء عبر التعذيب والإهمال الطبي، لا يحق له حتى الحديث عن حقوق الحيوان، فكيف يُمنح مقعدًا في أعلى محفل عالمي معني بحقوق الإنسان؟

التقرير الحقوقي الذي صدر أمس وثّق سجل مصر الدموي الذي حوّل البلاد إلى سجن كبير، حيث تواصل أجهزة الانقلاب الاعتقال التعسفي، والتعذيب الممنهج، والإخفاء القسري، إلى جانب قمع الصحافة والمجتمع المدني. ويصنّف النظام المصري ضمن أسوأ عشرة أنظمة عالميًا في حبس الصحفيين، حيث يقبع 17 منهم خلف القضبان حتى عام 2025.

وأشار التقرير إلى أن السلطات المصرية لم تكتف بارتكاب الانتهاكات، بل استغلت عضويتها السابقة في المجلس لتمرير جرائمها والإفلات من العقاب، متجاهلة مئات التوصيات الأممية، إذ لم تنفذ إلا 1.4% منها فقط خلال الاستعراض الدوري الأخير، فيما رفضت غالبية المطالب المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وضمان استقلال القضاء، وإنهاء التعذيب، وحتى التحقيق في جرائم كبرى مثل مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.

ولم يقتصر بطش السيسي على البشر، بل طال الشجر والحجر؛ إذ دمّرت حملات النظام آلاف الأشجار في الشوارع، وهُدمت مقابر ومبانٍ تاريخية بحجة التطوير، بينما يعاني المواطن المصري من إذلال يومي للحصول على لقمة العيش بعد أن دمّر الجنرال الاقتصاد، فانهار الجنيه إلى أدنى مستوى في تاريخ الدولة المصرية.

المنظمات الحقوقية الموقعة – ومن بينها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، لجنة العدالة، هيومن رايتس ووتش، الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، لجنة حماية الصحفيين، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب – شددت على أن انتخاب مصر لمقعد في المجلس لن يكون سوى مكافأة على القمع، وتقويضًا لمفهوم العدالة وحقوق الإنسان عالميًا. وطالبت بتأسيس آلية دولية مستقلة لرصد وتوثيق جرائم النظام المصري ورفعها إلى الأمم المتحدة. 

واختتمت المنظمات تقريرها برسالة واضحة: “لا يجوز أن يجلس السفاح على طاولة العدالة الدولية. مكان السيسي ونظامه ليس مجلس حقوق الإنسان، بل محكمة الجنايات الدولية”.

 

*أسطول الصمود المصري يشعل حملة تبرعات شعبية لغزة

شهدت مقارّ لجنة أسطول الصمود المصري توافداً لافتاً من المواطنين، الذين حملوا معهم كميات من التبرعات المتنوعة، في مشهد يعكس روح التضامن الشعبي العميق مع أهالي قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

وتنوّعت المساهمات بين مواد غذائية، أدوية، ومستحضرات طبية، في خطوة تهدف لدعم صمود الشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وأزمة إنسانية خانقة.

رغم النجاح النسبي لمبادرة «أسطول الصمود المصري» حتى الآن، فإنها تواجه تحديًا أمنيًا يتقاطع مع تحديات سياسية أكبر. وتحدث أعضاء اللجنة التيسيرية للمبادرة وأحد قيادات الأحزاب المؤسسة لها عن هذه التحديات التي شملت إلغاء مؤتمر صحفي كان مقررًا، إثر تهديدات أمنية، تباينت باختلاف التطلعات السياسية للمشاركين، فضلًا عن رد ممثل أحد الأجهزة الأمنية على رئيس حزب تواصل معه، بصعوبة الموافقة على طلب تنظيم الأسطول “إلى حد الاستحالة”.

وأكد أحد أعضاء اللجنة التنظيمية – فضّل عدم ذكر اسمه – أنّ حجم الاستجابة الشعبية فاق التوقعات، موضحاً أنّ المتبرعين توافدوا بكثافة كلٌّ بحسب قدرته المادية، فيما برزت لفتات إنسانية مؤثرة كان من أبرزها قدوم سيدات سودانيات يحملن مواد غذائية من مطابخ منازلهن، لتقاسمها مع أهالي غزة، في تعبير مؤثر عن وحدة المصير والتكافل العربي.

وأوضح المصدر أنّه في حال تعثّر انطلاق الأسطول البحري بسبب عدم منح التصاريح اللازمة، فإن كامل التبرعات ستُنقل مباشرة إلى اللجنة الشعبية لدعم فلسطين، والتي تشرف بدورها على قوافل مساعدات برية، بالتنسيق مع وكالة الأونروا والهلال الأحمر المصري.

وأشار إلى أنّ اللجنة تفتح أبواب مقراتها يومياً لاستقبال وفرز التبرعات، مؤكداً تلقّيها عدداً كبيراً من الاتصالات من أفراد ومؤسسات يرغبون في المساهمة.

فيما تجرى مباحثات تُجرى حالياً مع مجموعة من أصحاب المراكب المصرية الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في الأسطول المتجه إلى غزة، حيث يتم بحث الجوانب الفنية المتعلقة بالطواقم البحرية والصيانة ووسائل الاتصال اللازمة للإبحار، بانتظار موافقة خفر السواحل المصرية لإصدار التصاريح النهائية.

ويأتي هذا الحراك المصري بالتوازي مع تحرك أسطول الصمود العالمي، الذي يضم أكثر من 36 سفينة ويشارك فيه ما بين 500 و700 ناشط من مختلف الجنسيات، يمثلون أكثر من 40 دولة.

وقد وصل الأسطول بالفعل إلى ميناء بنزرت في تونس قادماً من سيدي بوسعيد، بعدما واجه ظروفاً جوية صعبة في البحر المتوسط، على أن تلتحق به لاحقاً قوارب من إيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى سفينة مصرية حصلت على إذن خاص من القاهرة.

ويشارك في هذه الرحلة الدولية نشطاء حقوق إنسان، وأطباء، وإعلاميون متخصصون في توثيق الانتهاكات، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ ما يزيد عن 17 عاماً، ولإيصال رسالة تضامن عالمي مع معاناة الفلسطينيين.

ويعتبر أسطول الصمود المصري امتداداً للتحركات الشعبية والمدنية في المنطقة دعماً لفلسطين، إذ يرى مراقبون أنّ هذه المبادرة تمثل خطوة جديدة لإحياء روح المقاومة المدنية في مواجهة الحصار، وإبراز الدور الشعبي العربي إلى جانب الجهود الدولية لكسر عزلة غزة.

 

*محكمة مصرية تسجن “ابنة مبارك” عامين بتهم السب والإزعاج عبر مواقع التواصل

قضت محكمة الجنح الاقتصادية في الإسكندرية، بحبس مروة يسري، المعروفة إعلاميًا بـ«ابنة الرئيس محمد حسني مبارك»، سنتين، في القضية رقم 1064 لسنة 2025 جنح اقتصادية، بتهم «السب والإزعاج وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي»، بحسب الشروق

جاء في قرار إحالة يسري إلى المحاكمة، الصادر عن نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال بالإسكندرية، أن المتهمة وجهت إلى إحدى الفنانات اتهامات بتزوير مستندات موجبة لدين، وتسببت في وفاة أحد الأشخاص نتيجة وساطتها في تجارة الأعضاء البشرية، إلى جانب انتهاك حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها، التي تقدمت ببلاغات ضد المتهمة، التي نشرت عن طريق حسابها على «تيك توك» صورًا شخصية وأخبارًا عن الفنانة دون رضاها، بما من شأنه المساس بها.

وتعد يسري أول صانعي المحتوى الذين قُبض عليهم ضمن الحملة الأمنية المستمرة منذ نهاية يوليو الماضي، والتي أسفرت حتى الآن عن إلقاء القبض على ما لا يقل عن 52 شخصًا، معظمهم من النساء

 

*عمال شركة “نايل لينين” يواصلون الإضراب بعد وفاة طفلة لحرمان أمها من الإجازة

قالت دار الخدمات النقابية والعمالية إن عمال شركة نايل لينين جروب يواصلون إضرابهم، وإن إدارة الشركة قررت أن يكون يومي السبت والأحد الموافقين 13، 14/9/2025 إجازة، حيث قامت بإغلاق الشركة، بينما لم تصل إلى العمال عرباتها التي يفترض أن تقلهم إلى عملهم، غير أن الكثير من العمال بادروا بالذهاب إلى مقر الشركة بوسائل المواصلات، حيث تجمعوا أمام بوابات المنطقة الحرة التي أحاطتها قوات الأمن.

وتابعت: رغم محاولات منعهم، استطاع قرابة خمسمائة عامل وعاملة دخول الشركة والتجمع أمام مقر إدارتها مؤكدين استمرارهم في الإضراب عن العمل لحين الاستجابة لجميع مطالبهم وفي مقدمتها محاسبة المسؤولين عن وفاة الطفلة الرضيعة ابنة العاملة دعاء محمد.

يذكر أن جميع ماكينات الشركة توقفت عن العمل منذ صباح الأربعاء الموافق 10/9/2025، حيث أضرب عمال كافة الأقسام عن العمل، وهو الإضراب الذي سبق إليه عمال وعاملات قسم التفصيل والأتوماتيكي يوم الثلاثاء في أعقاب وفاة الطفلة ابنة زميلتهم دعاء محمد احتجاجاً على تعسف الإدارة، وحرمانها العاملة من حقها في الإجازة ومغادرة مقر العمل للذهاب بابنتها- التي تحملها على ذراعيها- الى المستشفى لإنقاذ حياتها.

وقال البيان: تلخصت مطالب العمال التي أعلنوها فيما يلي:

  • محاسبة المسؤولين المتسببين في وفاة الطفلة الرضيعة ابنة العاملة دعاء محمد.
  • تعديل وزيادة الأجور، وإلغاء الشروط غير القانونية الجائرة التي وضعتها الإدارة للحصول على ما يسمى بدل غلاء المعيشة المحتسب ضمن الحد الأدنى للأجور.
  • إلغاء الإجراءات المعقدة للحصول على الإجازات، وإقرار حق العمال والعاملات في الحصول على الإجازة العارضة، وتمكينهم من الحصول عليها عند حاجتهم إليها.
  • عدم التأخر في صرف أو تحويل الأجور، على أن يكون يوم 5 من الشهر هو الحد الأقصى لاقتضاء العمال أجورهم.
  • صرف مقابل العمل الإضافي لعمال وعاملات مصنع التفصيل الذين يعملون يومياً نصف ساعة زائدة عن الحد الأقصى لعدد ساعات العمل وفقاً للقانون.
  • صرف بدل مخاطر يعادل أجر سبعة أيام لعمال قسم الأتوماتيكي بمصنع التفصيل.

وتابع البيان: إزاء تجمع العمال أمام مقر إدارة الشركة قام رجال الأمن، ووكيل وزارة العمل (مدير المديرية بالإسكندرية) -الذي تواجد أخيراً- بالتحدث إلى العمال طالبين منهم الانصراف مع وعد بالاستجابة لمطالبهم، على أن يقوم ممثلوهم بالتفاوض مع إدارة الشركة في شأن هذه المطالب.

وأضاف: بعد جدال استمر بعض الوقت وافق العمال على منح الإدارة فرصة حتى نهاية يوم الأحد الموافق 14/9، فيما بدأ خمسة عشر ممثلاً للعمال – بينهم عددٌ من أعضاء النقابة- التفاوض مع رئيس مجلس إدارة الشركة وصاحبها “سعيد أحمد” بشأن مطالب العمال، وهو التفاوض المستمر حتى الآن.

وقال البيان إن دار الخدمات النقابية إذ تعلن مجدداً تضامنها مع مطالب العمال كافة، وتؤكد شرعية هذه المطالب وعدالتها-على الأخص- وأن معظم هذه المطالب هي في واقع الحال مطالبة بتطبيق القانون والتوقف عن مخالفته والتحايل عليه، إنما تشدد على محاسبة المسئولين عن فقدان العاملة دعاء محمد لطفلتها الرضيعة في حادث مأساوي يندى له الجبين.

وتابعت: المسئولية عن حرمان العاملة دعاء محمد من حقها في الإجازة ومغادرة الشركة لإنقاذ ابنتها لا تنحصر هنا في مديرتها المباشرة رغم ما انطوى عليه تصرفها من قسوة متناهية، وافتقاد الضمير الإنساني، إلا أنها كانت في الحقيقة تنفذ تعليمات الإدارة وسياساتها المتعسفة التي تجنح إلى حرمان العمال من حقوقهم والتحايل لتقليص أجورهم- فضلاً عن تواجد رئيس مجلس الإدارة وعلمه بما يجري في هذا اليوم

إننا لذلك نطالب بمحاسبة المسؤول الأول عن سياسات التشغيل، والتعسف، وتشديد شروط العمل (رئيس مجلس إدارة الشركة وصاحبها).

وأضاف البيان: لعله يجدر بالذكر هنا أن هذه الشركة تحصل من الحكومة على “حافز تصدير”، كونها تقوم بتصدير معظم إنتاجها، وهو ما يجعلنا نتساءل ونطالب بأن يرتبط منح هذا الحافز وأية حوافز لأصحاب العمل بتطبيق القانون، ومراعاة حقوق العمال.

وواصل: لعلنا نذكر أيضاً زيارة رئيس مجلس الوزراء للشركة عام 2023 ضمن زيارته وتفقده للمنطقة الصناعية بالعامرية، حيث صاحب هذه الزيارة تنظيم الشركة حملة إعلامية عن “مسيرة نجاحها”، ونتساءل عن معايير هذا “النجاح”.. هل هي تحقيق أعلى عائد وأعلى قدر من الربح ولو كان ذلك على حساب العمال.. هل هي حرمان عاملة من حقها في الإجازة، وإكراهها على البقاء داخل الشركة والحيلولة دون تحركها لإنقاذ ابنتها، هل معايير هذا النجاح أن يتم احتساب ما يسمى “بدل غلاء معيشة” ضمن الحد الأدنى للأجر المقرر قانوناً حيث يمكن الإجهاز عليه لدى تغيب العامل – -المحروم من حقه في الإجازة العارضة والمضطر إلى التغيب- يومين لدى تعرضه لظروف طارئة.

وتساءل: هل معايير هذا النجاح إغلاق دار حضانة الشركة، واستبدالها بمكان لا تتوفر له أدنى المعايير لمجرد الزعم بتطبيق القانون بينما لا تستطيع العاملات ترك أطفالهن فيه.

وقال البيان إن دار الخدمات النقابية والعمالية إذ تدين كافة هذه الممارسات، إنما تحمل مكتب عمل المنطقة الحرة بالعامرية، ومديرية القوى العاملة بالإسكندرية كامل المسئولية عما يعانيه عمال وعاملات شركة نايل لينين جروب للنسيج والمفروشات من قهر وظلم وتعسف، لتخاذلهم وتقصيرهم عن أداء واجبهم في التفتيش على المنشآت، والرقابة الواجبة لتطبيق القانون، وتسجيل مخالفاته التي ترتكبها إدارة هذه المنشآت.

وطالب البيان وزير العمل بمحاسبة مكتب العمل والمديرية عن هذا التقصير- تطبيقاً لتصريحاته المتتالية عن توجيههم إلى ممارسة التفتيش والرقابة الدورية على هذه المنشآت- وذلك باعتبارهم مسؤولون عن تصاعد الأزمة في شركة نايل لينين جروب.

واختتم البيان: “رحم الله الصغيرة ابنة الثلاثة أشهر التي راحت ضحية القرارات والإجراءات التعسفية، والممارسات بالغة القسوة، وألهم أمها الصبر على مصابها ومحنتها، كل التضامن مع العاملة دعاء محمد، وحقها في محاسبة المسئولين عن نكبتها، كل التضامن مع عمال شركة نايل لينين جروب للنسيج والمفروشات، ومع جميع مطالبهم العادلة والمشروعة”.

 

*”مستنقع وطن” فضيحة استيلاء قيادي بالحزب على 85 مليون دولار من أموال رجل أعمال قطري

في واحدة من أكبر قضايا الفساد المالي التي تضرب نظام الانقلاب فى مصر  في السنوات الأخيرة، كشفت أوراق تحقيقات نيابة الأموال العامة العليا عن تورّط قيادي بارز في حزب “مستقبل وطن” – الذراع السياسية لعبد الفتاح السيسي – في الاستيلاء على نحو 85 مليون دولار (ما يعادل 4 مليارات جنيه مصري تقريباً) من حسابات مصرفية تخص رجل الأعمال القطري الشيخ محمد بن سحيم آل ثاني، أحد كبار المستثمرين في مصر والمساهم الأبرز في شركة حديد المصريين.

القضية التي حملت رقم 716 لسنة 2025 كلي وسط القاهرة، لم تُسجَّل فقط كواحدة من أكبر عمليات التلاعب المالي وغسل الأموال في تاريخ القضاء المصري الحديث، بل فتحت الباب واسعاً أمام تساؤلات مشروعة:

كيف وصل الفساد إلى قلب الحزب الحاكم؟ ولماذا بات المصريون يصفون الحزب نفسه بـ”مستنقع وطن” بعدما تحوّل إلى سوقٍ علني لبيع مقاعد البرلمان بمبالغ تصل إلى 40 ألف جنيه للعضوية؟

تفاصيل الاتهامات

بحسب قرار الإحالة، تضمّنت قائمة المتهمين:

عبد الله أحمد شاهين يوسف شاهين (كويتي الجنسية – هارب)، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم سابقاً.

عصام قاسم حبيب أبل (كويتي الجنسية – هارب)، الرئيس التنفيذي لشركة “استيت القابضة” في قطر.

عمر عادل المغاوري المصيلحي (مصري – محبوس)، رجل أعمال وعضو بارز في حزب “مستقبل وطن”، وعضو مجلس إدارة شركة إنفو ستريم للأنظمة.

التحقيقات أثبتت أن الثلاثة شكّلوا شبكة منظمة لاصطناع أوامر تحويل مصرفية مزوّرة، وإعداد عقود بيع أسهم وهمية، عبر استغلال أوراق موقَّعة على بياض من الشيخ القطري، ثم ملأها ببيانات كاذبة. ومن خلال هذه الوثائق المزوّرة، نجحوا في الاستيلاء على مبالغ ضخمة تجاوزت ملياري و720 مليون جنيه من حسابات شركاته في بنك “عودة – مصر”.

شهادة أحمد أبو هشيمة

من بين المفاجآت في أوراق القضية، جاءت شهادة رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، الرئيس السابق لمجموعة حديد المصريين.

أبو هشيمة كشف أن المتهمين حاولوا عام 2016 إبعاده عن أي تواصل مع الشيخ محمد بن سحيم بحجّة “مشكلات في قطر”، ثم عادوا في 2018 ليطالبوا بإدراج بند مزوّر يفيد ببيع أكثر من 25% من أسهم شركة “يونايتد ستيل” لهم، وهو ما رفضه.

لاحقاً، تبيّن أن العقود التي استندوا إليها كانت مزوّرة بالكامل، وأن الأموال حُوِّلت إلى حساباتهم باستخدام تلك المستندات الملفّقة.

فضيحة سياسية قبل أن تكون مالية

القضية لم تعد مجرد ملف جنائي، بل تحوّلت إلى فضيحة سياسية مكتملة الأركان. فوجود قيادي في حزب “مستقبل وطن” بين المتهمين يفضح طبيعة الحزب الذي يسيطر على البرلمان بغرفتيه، والذي تحوّل – بحسب وصف المصريين – إلى “مستنقع وطن” يضم الفاسدين والمنتفعين.

النظام الذي طالما ادّعى “محاربة الفساد” يقف اليوم أمام اختبار حقيقي: هل سيجرؤ على محاسبة أحد رجاله من الحزب المقرّب من السيسي؟ أم أن شبكة المصالح أقوى من أي قانون؟

رسائل مقلقة للمستثمرين

الأخطر أن القضية تُلقي بظلال قاتمة على مناخ الاستثمار في مصر. فكيف يُسرَق رجل أعمال قطري بارز بهذا الحجم، ومن داخل البنوك المصرية، وبشراكة مع قيادي سياسي؟ وكيف يمكن للمستثمر الأجنبي أن يشعر بالأمان في بلد تُدار فيه الصفقات عبر المحسوبية والفساد، وتُباع فيه الحصانة البرلمانية بالمزاد العلني؟

بين “مستنقع وطن” والفساد البنيوي

القضية تعكس مشهداً أوسع: فـ”مستقبل وطن” لم يعد سوى واجهة سياسية لتوزيع الغنائم والمناصب، وتحويل الدولة إلى إقطاعيات شخصية. ومع كل فضيحة جديدة، يتكرّس وصف الشعب المصري للحزب: “مستنقع وطن”، لا مستقبل له سوى المزيد من الفساد والنهب. 

القضية ليست فقط أكبر عملية نهب مالي لرجل أعمال أجنبي في مصر، بل تكشف عن عطب بنيوي في نظام السيسي نفسه، حيث يختلط المال بالسلطة، وتباع المقاعد والقرارات، بينما يظل المستثمر الأجنبي – حتى لو كان قطرياً مليارديراً – بلا حماية.

 

*البنوك لم تعد ملاذًا آمنًا.. ودائع تتراجع واقتراض يتصاعد

لطالما اعتُبرت البنوك في مصر ملاذًا آمنًا للمودعين الباحثين عن عوائد مستقرة وحماية لمدخراتهم.

غير أن الواقع الاقتصادي في 2025 يثبت العكس، إذ تباطأ نمو الودائع في 11 بنكًا مدرجًا بالبورصة المصرية إلى أدنى معدلاته منذ تحرير سعر الصرف في 2024، ليسجل 6.2% فقط في النصف الأول من العام مقابل 24.4% في الفترة نفسها من العام السابق.

هذا التراجع الحاد يعكس فقدان ثقة المصريين في النظام المصرفي كمكان يحمي أموالهم، وسط سياسات نقدية مرتبكة أبرزها خفض أسعار الفائدة وتذبذب سعر صرف الجنيه، وهي سياسات يُحمّل خبراء كُثر مسؤوليتها المباشرة لرؤية السيسي الاقتصادية التي وُصفت بأنها قصيرة الأجل وفاشلة في معالجة الأزمات.

تباطؤ نمو الودائع.. انهيار الثقة في الملاذ التقليدي

وفي آخر مسح رسمي ظهر أن إجمالي ودائع العملاء في البنوك الكبرى بلغ نحو 3 تريليونات جنيه فقط، مقارنة بـ2.52 تريليون في العام الماضي، لكن بمعدل نمو ضعيف للغاية.

السبب الرئيسي يعود إلى تحرير سعر الصرف الذي أدّى إلى إعادة تقييم الودائع الدولارية، فضلًا عن قرارات خفض الفائدة التي جعلت الادخار أقل جاذبية.

هاني جنينة، رئيس قطاع البحوث في “الأهلي فاروس”، أكد أن تراجع وتيرة النمو مرتبط بانخفاض قيمة الجنيه سابقًا أمام الدولار، ثم تحسنه النسبي لاحقًا، وهو ما أحدث حالة من الارتباك بين المودعين.

النتيجة النهائية: المواطن المصري لم يعد يرى البنك ملاذًا آمنًا لأمواله، بل يبحث عن بدائل أكثر جدوى.

خفض الفائدة.. قرار يفاقم الأزمات

في أغسطس الماضي، خفّض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة للمرة الثالثة في عام 2025، ليصل سعر الإيداع إلى 22% والإقراض إلى 23%.

وعلى الرغم من أن بعض المصرفيين اعتبروا ذلك خطوة لتحفيز الاستثمار، إلا أن الأثر المباشر كان هروب المدخرين من البنوك.

انخفاض العائد الحقيقي على الودائع في ظل التضخم المرتفع جعل السياسات النقدية غير مجدية لحماية أموال الأفراد.

بدلًا من أن تصبح البنوك جاذبة للسيولة، تحولت إلى بيئة طاردة، ما فتح الباب أمام انتقال رؤوس الأموال نحو الذهب والبورصة وأدوات استثمارية أخرى. وهكذا، فشل النظام المصرفي في القيام بدوره الأساسي كمحرك للادخار الوطني.

صعود القروض.. ديون تتضخم بدل المدخرات

في مقابل تراجع الودائع، ارتفع حجم القروض بنسبة 18.4% في النصف الأول من 2025 ليصل إلى 1.54 تريليون جنيه، وهو ما يعكس توجه البنوك نحو تمويل الشركات والأفراد في ظل ضعف السيولة.

مسؤولو البنوك أقرّوا بأن خفض الفائدة جعل الاقتراض أكثر جاذبية، لكن هذا الاتجاه يحمل مخاطره، إذ يُعمّق مديونية القطاع الخاص بدل أن يعزز قاعدة الادخار والاستثمار طويل الأجل.

التوسع في القروض لتعويض نقص السيولة قد يؤدي في المستقبل إلى أزمة تعثر، خصوصًا مع استمرار الضغوط الاقتصادية على المستهلكين والشركات.

وهنا تظهر خطورة السياسات الاقتصادية الحالية: دعم مؤقت للنشاط عبر الاقتراض، لكنه يهدد بالانفجار لاحقًا.

المواطن ضحية السياسات الفاشلة

المستهلك المصري يجد نفسه اليوم ضحية التضخم الذي يلتهم دخله وأضرار القرارات الحكومية التي أفقدته الثقة في البنوك.

مع ضعف العوائد الحقيقية على الودائع، لم يعد الادخار في الجهاز المصرفي خيارًا منطقيًا.

الأسر المصرية لجأت إلى الذهب كملاذ تقليدي، وإلى البورصة بحثًا عن عوائد أعلى رغم مخاطرها. أما الشركات، فقد فضّلت القروض لتسيير أعمالها في ظل تراجع السيولة.

كل ذلك يعكس حقيقة واحدة: السياسات النقدية والمالية في عهد السيسي لم تُنتج استقرارًا اقتصاديًا، بل عمّقت الأزمات وأضعفت النظام المصرفي، الذي كان يُفترض أن يكون الركيزة الأساسية لحماية أموال المصريين.

وفي النهاية فبيانات البنوك في 2025 تكشف أن الجهاز المصرفي المصري لم يعد ملاذًا آمنًا ولا أداة مربحة للمودعين، بعدما فقد جاذبيته نتيجة سياسات اقتصادية مرتبكة يقودها نظام السيسي.
التراجع الحاد في نمو الودائع مقابل الارتفاع السريع في القروض يعكس خللًا هيكليًا خطيرًا، ويؤكد أن الحكومة تركّز على حلول وقتية دون معالجة جذرية للأزمة.

وفي ظل غياب رؤية اقتصادية واضحة، سيظل المواطن المصري الخاسر الأكبر، فيما تتحول البنوك من حصن للأمان المالي إلى مصدر جديد من مصادر القلق وفقدان الثقة.

 

*أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية ينتقدون قرار تعليم الانقلاب بزيادة المصروفات الدراسية 

انتقد أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية لغات والمدارس الرسمية المتميزة لغات قرارات وزارة تعليم الانقلاب برفع أسعار المصروفات الدراسية للعام الجديد 2025 / 2026 محذرين من أن هذه الرسوم تمثل عبئا كبيرا لا يستطيع أولياء الأمور تحمله. 

وطالب أولياء الأمور تعليم الانقلاب بمراجعة هذه المصروفات ومساواتهم بالمدارس الخاصة والحكومية . 

كان اتحاد أولياء أمور المدارس الرسمية لغات قد أصدر بيانا عبر خلاله عن رفضه لقرار زيادة مصروفات المدارس الرسمية لغات والمدارس الرسمية المتميزة لغات ورفع أسعار كتب المدارس الرسمية. 

وقال  اتحاد أولياء أمور المدارس الرسمية لغات في بيانه : نحن ندفع مصروفات المدارس الرسمية لغات في البريد مثل طلاب المدارس الحكومية العادية وبالتالي من حقنا ان نعامل نفس معاملة طلاب المدارس الحكومية الذين يتسلمون الكتب المدرسية مجانا . 

الرياضيات والعلوم 

وأضاف أولياء الأمور : من حقنا كأولياء أمور في المدارس الرسمية لغات نفس المعاملة، لأن الفرق الوحيد إن كتابي (الرياضيات والعلوم) يتم ُترجمتهما للإنجليزية. 

وأوضح البيان أنه منذ بداية إنشاء المدارس الرسمية لغات ( المدارس التجريبية ) ، كان أولياء الأمور يدفعون فقط تكلفة ترجمة كتابي العلوم والرياضيات للغة الانجليزية (Math & Science) وأصبح الاستلام مثل المدارس العادية… متسائلين بأي حق يتم فرض مصاريف جديدة علينا وإجبارنا على دفع ثمن الكتب مرتين (مرة بالبريد ومرة في المدرسة)؟ 

وأكد أن أولياء أمور المدارس الرسمية لغات متعاقدون منذ سنوات على نوعية تعليم محددة وبمصاريف معينة، ووفقًا لمبدأ “العقد شريعة المتعاقدين” لا يحق تعديل الشروط بأثر رجعي ، وفي حال إقرار أي تعديل في القوانين، ينطبق التعديل فقط على الطلاب الجدد  

3 مطالب 

وأعلن  اتحاد أولياء أمور المدارس الرسمية لغات مطالبه من وزير تعليم الانقلاب والتي تمثلت فيما يلي :  

     الإبقاء على نفس قيمة المصروفات المتفق عليها وقت التعاقد. 

     دفع قيمة ترجمة الكتابين فقط (Math & Science). 

     تخفيض المصروفات الحالية لأنها أصبحت عبئًا ثقيلًا على ولي الأمر، خصوصًا لمن لديه أكثر من 3 أبناء في نفس النوع من التعليم. 

مصروفات المدارس 

يشار إلى أن مصروفات المدارس التجريبية شهدت ارتفاعا كبيرا خلال العام الدراسى الجديد 2026 

مصروفات المدارس التجريبية  

كي جي 1:  2427.43 جنيها 

كي جي 2:  1875 جنيه 

الصف الأول الابتدائي : 2125 جنيها 

الصف الثاني الابتدائي : 2125 جنيها 

الصف الثالث الابتدائي : 2125 جنيها 

الصف الرابع الابتدائي : 2425 جنيها 

الصف الخامس الابتدائي : 2425 جنيها 

الصف السادس الابتدائي : 2425 جنيها 

الصف الأول الاعدادي : 2645 جنيها 

الصف الثاني الاعدادي : 2645 جنيها 

الصف الثالث الاعدادي : 2445 جنيها  

أسعار كتب العام الدراسي الجديد في المدارس الرسمية للغات  

– كي جي 1 : 830 جنيه 

– كي جي 2 : 830 جنيه 

-الصف الأول الابتدائي : 1030 جنيه 

– الصف الثاني الابتدائي : 1030 جنيه 

– الصف الثالث الابتدائي : 1030 جنيه 

– الصف الرابع الابتدائي : 1030 جنيه 

– الصف الخامس الابتدائي : 1030 جنيه 

– الصف السادس الابتدائي : 1030 جنيه 

– الصف الأول الاعدادي : 1500 جنيه 

– الصف الثاني الاعدادي : 1500 جنيه 

– الصف الثالث الاعدادي : 1400 جنيه 

المستوى الرفيع  

فى المقابل زعمت وزارة تعليم الانقلاب في ردها على ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول المقارنة بين أسعار الكتب الدراسية للمدارس الرسمية لغات والمدارس الرسمية المتميزة لغات والمدارس الخاصة، أن أسعار الكتب الدراسية للمدارس الرسمية لغات والرسمية المتميزة لغات تتضمن أسعار كتب المستوى الرفيع في اللغات للفصلين الدراسيين، في حين لا تتضمن أسعار الكتب الدراسية للمدارس الخاصة كتب المستوى الرفيع. 

وقالت تعليم الانقلاب انها اتخذت خطوة للمرة الأولى بتوجيهات محمد عبد اللطيف وزير تعليم الانقلاب بعدم ربط تسليم الكتب الدراسية للطلاب بدفع المصروفات، وتيسيرا على أولياء الأمور تم تقسيم المصروفات الدراسية على أربعة أقساط. وفق تعبيرها 

 

*”تموين الانقلاب” تفشل في انشاء 7 مخازن للسلع الأساسية 

قررت وزارة التموين بحكومة الانقلاب تقليص عدد المخازن الاستراتيجية المقرر إنشاؤها من سبعة مخازن إلى ثلاثة فقط، على أن تنتهي أعمال تنفيذها في مارس المقبل، ما يقلص السعات التخزينية المستهدفة لتغطية احتياجات البلاد لنحو ستة أشهر بدلًا من ثمانية أو تسعة أشهر . 

كانت تموين الانقلاب قد أعلنت في أبريل 2020 عن خطة طموحة لإنشاء سبعة مستودعات استراتيجية للسلع الأساسية بتكلفة 21 مليار جنيه، بهدف تعزيز المخزون الاستراتيجي للبلاد، والحد من الفاقد وتقليل معدلات الاستيراد، وفي نوفمبر 2020، قالت ان شركات عالمية وإقليمية تقدمت لشراء كراسات الشروط الخاصة بالمشروع في سبع محافظات، قبل أن تنتهي في سبتمبر 2022 من توقيع عقود تنفيذ أربعة مخازن في أربع محافظات كمرحلة أولى. 

لكن الخطة واجهت عقبات متعلقة بتداعيات جائحة كورونا والتضخم واضطرابات سعر الصرف، فضلًا عن طول الإجراءات الحكومية، ما أدى إلى تعثر تنفيذ أربعة مخازن. 

موجات تضخم 

يشار إلى أنه في يونيو 2023، وضع وزير تموين الانقلاب السابق علي المصيلحي حجر الأساس لأول مخزن استراتيجي بمحافظة السويس، تلاه وضع حجر الأساس لمستودعين آخرين في الأقصر والفيوم خلال أغسطس وديسمبر من العام نفسه. 

لكن الفترة بين الإعلان عن المشروعات والتعاقد على تنفيذها وتحديدًا 2020 إلى 2023 شهدت موجات تضخم متتالية وتراجعات متكررة في قيمة الجنيه، إلى جانب اتساع السوق الموازية للنقد الأجنبي، ما انعكس على تقييم المستثمرين لتكاليف الإنشاء وجدوى الاستثمار في المشروع. 

شركات القطاع الخاص 

وكشف مصدر مطلع على ملف المشروع بالوزارة أن فشل تنفيذ باقي المستودعات يعود إلى عدم اكتمال المرافق والبنية التحتية في الأراضي المخصصة لها، الأمر الذي دفع شركات القطاع الخاص المتعاقدة إلى التراجع عن التنفيذ. 

وقال المصدر الذى طلب عدم الكشف عن اسمه ان عدم اكتمال المشروع دفع تموين الانقلاب إلى تغيير نهجها في طروحات الأراضي تجنبًا لتكرار فشلها، مشيرا إلى أن الوزارة قررت عدم طرح الأراضي للاستثمار إلا بعد إعداد دراسات جدوى شاملة والتأكد من جاهزيتها بما يشمل أعمال الترفيق والتسليم الفوري. 

وأضاف : لدينا أراضٍ في أغلب المحافظات، لكننا نتحرك وفق رؤية مدروسة وفق تعبيره، مشددًا على ضرورة التنسيق مع المحافظين لحل بعض المشكلات التي قد تظهر أثناء التجهيز للطرح. 

المرافق والمقايسات  

من جهته، قال القائم بأعمال رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية حسام الجراحي إن الجهاز يعمل مع القطاع الخاص على تنفيذ المستودعات الثلاثة بتكلفة تصل إلى 5.5 مليار جنيه . 

وزعم الجراحى فى تصريحات صحفية أن الجهاز نجح في تجاوز مشكلات المرافق والمقايسات بالتنسيق مع المحافظين، وهو ما ساعد على تسريع وتيرة التنفيذ. 

 

السيسي يهاجم صندوق النقد في الإعلام ويطبق شروطه على الأرض .. السبت 13 سبتمبر 2025م.. تزايد حالات الانتحار في مصر والفقر بمقدمة الأسباب

السيسي يهاجم صندوق النقد في الإعلام ويطبق شروطه على الأرض .. السبت 13 سبتمبر 2025م.. تزايد حالات الانتحار في مصر والفقر بمقدمة الأسباب

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* استمرار هدم المنازل في حي الميناء بالعريش رغم اعتراضات واسعة من السكان

تواصل السلطات الأمنية تنفيذ الإزالات في حي الميناء بمدينة العريش، رغم اعتراضات واسعة من السكان المحليين الذين يرفضون مغادرة منازلهم دون حصولهم على بديل مناسب.

يأتي هذا وسط تعزيز أمني وعمليات هدم شبه يومية ضمن المرحلتين الرابعة والخامسة من خطة إخلاء منطقة حرم ميناء العريش.

يُذكر أن القرار الجمهوري رقم 330 لسنة 2019 نصّ على اعتبار ميناء العريش ومحيطه من أعمال المنفعة العامة، ونُقلت تبعيته إلى القوات المسلحة بموجب القرار رقم 465 لسنة 2021، وتشير التقديرات الرسمية إلى وجود 1105 مبانٍ سكنية وأكثر من 2 مليون متر مربع من الأراضي داخل نطاق الإخلاء.

* صوّتوا لحقوق الإنسان: لا للقمع.. إن انتخاب الحكومة المصرية لعضوية مجلس حقوق الإنسان سيُكافئ القمع الوحشي ويقوّض منظومة حقوق الإنسان الدولية

ندعو نحن منظمات المجتمع المدني الموقعة أدناه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الامتناع عن التصويت لصالح مصر في الانتخابات المقبلة لمجلس حقوق الإنسان (HRC) للفترة 2026–2028.

تتحمّل عضوية مجلس حقوق الإنسان مسؤولية جسيمة تتمثل في الالتزام بأعلى معايير حقوق الإنسان الدولية وتعزيز منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. إلا أن الحكومة المصرية انتهكت هذه المسؤولية باستغلال عضويتها السابقة للإفلات من المساءلة عبر إنكار الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان التي ارتكبتها، بينما واصلت في الوقت ذاته انتهاك المعايير العالمية لحقوق الإنسان.

على المستوى الوطني، تستمر الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والقيود المفروضة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع في الانتشار، كما أثبتت تقارير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. أما مؤشرات سيادة القانون والعدالة فهي تنحدر بشكل خطير.

تُصنَّف مصر باستمرار ضمن أكبر عشر دول سجناً للصحفيين في العالم، حيث يوجد 17 صحفياً خلف القضبان في عام 2025. كما تواصل السلطات قمع المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتُعرّضهم لانتقام يشمل الترهيب والاحتجاز المطوّل بسبب تعاملهم مع آليات الأمم المتحدة. وترفض السلطات التعاون بجدية مع الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، إذ تتجاهل طلبات الزيارات القطرية وتفشل في تقديم ردود موضوعية على المراسلات. علاوة على ذلك، تُهمل مصر تقديم تقاريرها إلى هيئات المعاهدات ولم تُصدّق على آليات الشكاوى الفردية.

تلقّت مصر خلال الاستعراض الدوري الشامل الرابع في يوليو ٢٠٢٥ عدد ٣٤٣ توصية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة شملت الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافةً إلى العدالة والإنصاف. ومع ذلك، التزمت مصر باتخاذ خطوات عملية بشأن 5 توصيات فقط، أي بنسبة 1.4% من الإجمالي. وفي 134 حالة، اكتفت مصر بتسجيل التوصية شكليًا من دون الالتزام بأي إجراء ملموس، بما في ذلك الدعوات لإطلاق سراح السجناء السياسيين أو وقف الاعتقال التعسفي. كما رفضت أو أغفلت الرد على التوصيات المتعلقة بإنهاء العنف والتمييز ضد النساء والأقليات وأفراد مجتمع الميم+. كذلك تجاهلت الحكومة التوصيات المتعلقة بضمان المساءلة عن التعذيب الواسع والمنهجي، بما في ذلك مقتل المواطن الإيطالي جوليو ريجيني.

تفاقمت أوضاع حقوق الإنسان في مصر على الرغم من سنوات من محاولات الانخراط البنّاء والتدريب والمساعدة التقنية التي قدّمتها الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، نجدد الدعوة إلى إنشاء آلية دولية مستقلة للرصد والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في مصر. وينبغي أن تتمتع هذه الآلية بسلطة توثيق الانتهاكات الجسيمة ورفع التقارير إلى الأمم المتحدة ودعم جهود المساءلة عن تلك الانتهاكات.

يؤدي منح الحكومة المصرية مقعداً في مجلس حقوق الإنسان إلى تشجيعها على مواصلة انتهاكاتها الواسعة، وتجاهل الدعوات للإصلاح والمساءلة، وتقويض عالمية حقوق الإنسان. لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بحزم ويرفض انتخاب مصر في الانتخابات المقبلة لمجلس حقوق الإنسان.

 

* The Jerusalem Post مصر تقرر تقليص التنسيق مع إسرائيل بعد ضربة قطر وإعادة هيكلة الاتصالات الأمنية

قررت مصر تقليص التنسيق مع إسرائيل حتى إشعار آخر، وذلك عقب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، بحسب ما نقلته قناة “العربيةالسعودية، الجمعة، عن مصادر مطلعة.

إعادة هيكلة الاتصالات الأمنية

وكشفت المصادر أن مصر لا تكتفي بقرار تقليص التنسيق الأمني، بل تخطط كذلك إلى إعادة هيكلة اتصالاتها الأمنية مع إسرائيل في أعقاب الهجوم، وهو ما يعد تحولًا بارزًا في توجهات القاهرة حيال العلاقة الأمنية مع تل أبيب بعد استهداف قطر.

القاهرة تدين الهجوم

وأدانت القاهرة بشدة الضربة الإسرائيلية، مؤكدة أنها تعكس نية واضحة لدى إسرائيل في تدمير جميع الفرص القائمة للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع حركة حماس والإفراج عن الرهائن.

تفاصيل الضربة الإسرائيلية

وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك” قد شنّا الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة بهدف اغتيال قيادة حركة حماس. وأظهرت لقطات مصورة من وكالة “فرانس برس” تصاعد أعمدة الدخان بعد الانفجارات التي وقعت في الدوحة يوم 9 سبتمبر/ أيلول 2025.

كما أظهرت صور أخرى مشيعين يحملون جثامين الذين قُتلوا في الهجوم خلال جنازة أقيمت في مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية في 11 سبتمبر/ أيلول، وذلك بحسب ما بثه تلفزيون قطر ورويترز.

موقف الجيش الإسرائيلي

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن القادة المستهدفين في الهجوم كانوا مسؤولين عن مجزرة 7 أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل حوالي 1,200 إسرائيلي في جنوب البلاد، إلى جانب إدارتهم لعمليات حركة حماس لسنوات طويلة قبل ذلك.

وضع خليل الحية

وكان القيادي البارز في الحركة خليل الحية أحد الأهداف الرئيسية للعملية، وفق ما أكده مسؤول إسرائيلي لصحيفة “جيروزاليم بوست”. وأشارت الحركة إلى أنه نجا من الهجوم، غير أنه ومنذ وقوع الاستهداف لم يُشاهد علنًا. وأكدت التقارير أن أبناء الحية وعددًا من المسؤولين الآخرين في الحركة قُتلوا في الضربة.

أصداء عربية ودولية

الهجوم الإسرائيلي في قلب الدوحة أثار موجة من الغضب والاستنكار على المستويين العربي والدولي، خاصة أنه استهدف عاصمة دولة مستقلة، وفي وقت تشهد فيه المنطقة جهودًا مكثفة للوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

* مصر تكشف محاولات إسرائيلية لاغتيال قادة حماس على أراضيها

كتب مراسل ميدل إيست آي في القاهرة أنّ مسؤولين مصريين رفيعي المستوى كشفوا خططاً إسرائيلية لاستهداف قادة حركة حماس داخل العاصمة المصرية، وأكدوا أنّ أي محاولة ستواجَه برد قوي.
وأوضح مصدر أمني رفيع أنّ تقارير استخباراتية أظهرت تخطيط إسرائيل منذ فترة لاغتيال قيادات في القاهرة، وأن مصر أحبطت محاولة سابقة أثناء مفاوضات وقف إطلاق النار خلال العامين الماضيين.

ذكر موقع ميدل إيست آي أنّ نحو 12 غارة جوية أصابت مبانٍ سكنية في العاصمة القطرية الدوحة عند الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، مستهدفة قيادة حماس، ما أثار إدانات إقليمية واسعة.
تصريحات المسؤولين المصريين جاءت رداً على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة قادة حماس خارج فلسطين.

أكد المصدر الأمني أنّ أي استهداف لقيادات حماس على الأراضي المصرية سيُعد انتهاكاً للسيادة وإعلان حرب من جانب إسرائيل، وهو ما سترد عليه القاهرة من دون تردد.
وأضاف أن بعض قادة حماس عاشوا في مصر منذ سنوات طويلة حتى قبل اندلاع الحرب الحالية في غزة، لكن تفاصيل هوياتهم وأماكن وجودهم تبقى سرية لدواعٍ أمنية.

طالب المسؤولون المصريون إسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات والتوجّه نحو وقف إطلاق النار بدلاً من إدخال المنطقة في دوامة من الحروب والتصعيد المستمر.
وأشار المصدر إلى أنّ العلاقات المصرية – الإسرائيلية تمرّ بتوتر متصاعد منذ أشهر بسبب غياب الحسم من جانب تل أبيب في ملف الهدنة المحتملة.

أعربت القاهرة عن مخاوفها من محاولات نقل مسؤولية غزة ومستقبلها – بما في ذلك خيار تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء – إليها.
وفي أغسطس الماضي كشف ميدل إيست آي أنّ مصر حشدت نحو 40 ألف جندي على حدودها مع القطاع لمنع أي تدفق محتمل للفلسطينيين.

كما أورد الموقع أنّ القاهرة جرى تهميشها في مفاوضات الهدنة المتعثرة، وسط مخاوف من أن تؤدي هجمة إسرائيلية واسعة إلى اختراق الحدود وخلق فوضى في سيناء.

قال مصدر استخباراتي كبير، إن قنوات الاتصال بين القاهرة وتل أبيب انقطعت بالكامل، ولم يحرز أي تقدم في مباحثات التهدئة قبل هجوم الدوحة.
بينما أوضح مسؤول عسكري أنّ الغارات على الدوحة لم تمر عبر الأجواء المصرية، مؤكداً عدم وجود أي تنسيق مع مصر أو الولايات المتحدة بشأن العملية.

كما أشار إلى أنّ نظام دفاع جوي صيني منتشر في سيناء يجعل عبور الطائرات من دون رصد أمراً مستحيلاً.

في خطاب مصوَّر عقب هجوم الدوحة، هدّد نتنياهو باستهداف قادة حماس في أي مكان، داعياً الدول التي تستضيفهم إلى طردهم أو محاكمتهم وإلا ستتولّى إسرائيل ذلك بنفسها.
وقارن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 باعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، معتبراً الحرب ضد الحركة جزءاً من معركة عالمية ضد الإرهاب.

لكن محللاً أمنياً بارزاً – تحدّث إلى ميدل إيست آي شريطة عدم الكشف عن هويته – اعتبر أنّ تحذيرات القاهرة تتعلق بمكانتها الإقليمية أكثر من ارتباطها بحماس نفسها.
وأوضح أنّ مصر لا تدافع عن الحركة، إذ تنظر إليها بريبة وتربطها بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لكنها ترى في أي عملية إسرائيلية داخل أراضيها إهانة لسيادتها وتقويضاً لمكانتها الاستراتيجية.

وأضاف المحلل أنّ قدرة القاهرة على لعب دور الوسيط في ملف غزة ستنهار إذا نفّذت إسرائيل اغتيالات في قلب العاصمة بلا رادع، ما سيُظهر عجزها عن حماية مجالها الحيوي.
وأكد أنّ الأنظمة المصرية المتعاقبة استثمرت كثيراً في ترسيخ صورة القاهرة كوسيط رئيسي، وأي عملية اغتيال في أراضيها ستقوّض هذا الدور وتفقدها هيبتها الإقليمية.

ختم التقرير بالإشارة إلى أنّ مصر كانت أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979 بوساطة أمريكية رغم الرفض الشعبي، إذ ظلّ الرأي العام المصري ينظر إلى إسرائيل كعدو ومحتل لفلسطين.

*تعويم جديد مرتقب “السيسي” يهاجم الصندوق في الإعلام ويطبق شروطه على الأرض

بينما تكثف أبواق النظام حملاتها الإعلامية مؤخرًا ضد “إملاءات صندوق النقد الدولي”، محذّرة مما تسميه “وصاية أجنبية على القرار الاقتصادي”، تتسرب من كواليس الحكومة مؤشرات واضحة على أن التعويم المرن للجنيه بات وشيكًا، وأن الدعم في طريقه للإلغاء الكامل.

المفارقة أن الخطاب العلني يرفض تعليمات الصندوق، لكن الواقع يقول إن مصر تسير بدقة على طريق تنفيذ شروطه، في ظل أزمة عملة أجنبية متفاقمة، وضغوط ديون خارجية تجاوزت 165 مليار دولار بنهاية 2024. 

التعويمات السابقة: أرقام وحقائق
لفهم الوضع الراهن، لا بد من العودة إلى محطات التعويم السابقة:

  • نوفمبر 2016: أقدمت الحكومة على أول تعويم كامل للجنيه ضمن اتفاق قرض مع الصندوق بقيمة 12 مليار دولار.
    وقتها قفز الدولار من 8.8 جنيه إلى نحو 18 جنيهًا خلال أسابيع، وارتفع التضخم إلى أكثر من 33% في يوليو 2017.
  • مارس 2022: تراجع الجنيه مجددًا من 15.6 إلى 18.2 للدولار، في ظل صدمة أسعار الغذاء والطاقة بعد حرب أوكرانيا.
  • أكتوبر 2022: شهدت مصر التعويم الثاني خلال العام، ليقفز الدولار إلى 24 جنيهًا.
  • يناير 2023: التعويم الثالث رفع سعر الصرف إلى 30-31 جنيهًا، وهو ما تبعه موجة غلاء غير مسبوقة وصلت بالتضخم إلى 38% في سبتمبر 2023.

واليوم، بعد مرور نحو عامين على آخر تعويم، يتداول الدولار في السوق الموازية عند مستويات تفوق 65 جنيهًا، ما يفرض ضغوطًا هائلة لإقرار تعويم مرن كامل يضمن توحيد سعر الصرف، كما يطالب الصندوق منذ سنوات. 

حملات إعلامية مزدوجة
في الأسابيع الأخيرة، ركزت برامج التوك شو والصحف الموالية للنظام على التنديد بـ”تدخل صندوق النقد في السياسات الاقتصادية المصرية”، بل ذهب بعضها إلى القول إن مصر لن “تفرط في استقلال قرارها الوطني”.
لكن هذه الحملات تبدو أقرب إلى مناورات تفاوضية للضغط على الصندوق لتليين شروطه، خاصة فيما يتعلق بسرعة تنفيذ الإصلاحات أو حجم الدفعات المالية المقبلة.

في الواقع، تؤكد بيانات وزارة المالية والتصريحات الرسمية أن الحكومة تمضي في تنفيذ كل ما يطلبه الصندوق: من توسيع الضرائب غير المباشرة، إلى خفض الدعم تدريجيًا، وصولًا إلى طرح شركات مملوكة للدولة والجيش للبيع. 

الدعم على خط النهاية
وفقًا لمشروع الموازنة للعام المالي 2025/2026، تقلص بند دعم الوقود إلى أقل من 10 مليارات جنيه، مقارنة بـ145 مليار جنيه في 2013.
كما جرى رفع أسعار الكهرباء والغاز المنزلي في أكثر من خمس مراحل منذ 2014، كان آخرها في يوليو 2024.

ويؤكد الخبير الاقتصادي هاني توفيق أن “الدعم كما عرفناه انتهى فعليًا، وما تبقى مجرد مسكنات في بطاقات التموين ستتلاشى مع أي تعويم جديد”، مضيفًا أن الحكومة “تنفذ وصفة الصندوق بحذافيرها رغم نفيها المتكرر”. 

خبراء: النظام يرضخ للصندوق رغم الضجيج
ترى الدكتورة يمنى الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن “التعويم المقبل سيضاعف معاناة الفقراء والطبقة الوسطى”، مشيرة إلى أن “غياب شبكة حماية اجتماعية فعالة يجعل أي إصلاح نقدي عبئًا على المواطنين لا على الدولة”.

بينما يؤكد الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن “الحكومة فقدت فرصة التدرج، فصارت كل الإجراءات تأتي دفعة واحدة بضغط من الدائنين”، معتبرًا أن “الاعتماد المفرط على الصندوق يكرس التبعية الاقتصادية”.
أما المحلل المالي ممدوح الولي، الرئيس الأسبق لهيئة الأهرام، فيحذر من أن “التعويم المرن قد لا يحقق استقرارًا إذا لم يصاحبه تحرير حقيقي للاقتصاد وإصلاح لمناخ الاستثمار”.

وأخيرا فالخطاب الإعلامي الرافض لإملاءات الصندوق ليس سوى ستار دخاني لإخفاء الاستسلام الكامل لشروطه.
فالتعويم قادم لا محالة، والدعم انتهى بالفعل، وما يتبقى هو المزيد من الضرائب والرسوم التي ستثقل كاهل المواطنين.

وبينما يردد النظام أن هذه “إصلاحات ضرورية”، يرى خبراء أن ما يحدث هو تكرار لوصفات فشلت في السابق وأدت فقط إلى إفقار المصريين وتعميق أزمة العدالة الاجتماعية.

 

* 3 مسارات دبلوماسية دون أوراق ضغط “قوية” ما هي أدوات القاهرة “المتاحة” للتعامل مع أزمة سد النهضة بعد افتتاحه رسمياً؟

ترك الافتتاح الرسمي لسد النهضة الإثيوبي تساؤلات عديدة حول الأدوات التي تمتلكها القاهرة للتعامل مع “أزمة السد” بعد أن أصبح واقعاً.

ورغم الحضور الدبلوماسي الضعيف في حفل الافتتاح، إلا أن أديس أبابا استطاعت أن تمنح مشروعية له، تعمل القاهرة على نزعها عبر تحركات عديدة، وسط توقعات بأن يعيد السد صياغة العلاقة بين دول حوض النيل مع احتمالات تكرارالتجربة الإثيوبية” بإنشاء سدود جديدة دون توافق مع باقي الدول، كما أن أديس أبابا تجد أنها أمام فرصة الآن لتفعيل “اتفاقية عنتيبي” وإعادة توزيع المياه بين الدول المتشاطئة على نهر النيل.

تكثيف الضغط في جهود التفاوض

قال مصدر دبلوماسي مصري مطلع على هذا الملف، إن أدوات التعامل الخشن مع إثيوبيا ليس محلها الآن، لكن يبقى هناك أوضاع ستكون بحاجة لحلول حاسمة معها.

فمثلاً تسبب سد النهضة في فيضانات كبيرة في السودان قبل أربع سنوات نتيجة عدم التنسيق بشأن آلية الملئ وتسبب في كارثة إنسانية كبيرة للبلد المجاورة لإثيوبيا، وهو أمر من الوارد أن يتكرر بأشكال مختلفة أثناء تشغيله في حال استمرت أديس أبابا في تعنتها دون التوصل لاتفاق ملزم يضمن التشاور مع دولتي المصب لضمان تدفق المياه في أوقات الجفاف وكذلك الحفاظ على حقوقهم المائية سنوياً.

وأوضح المصدر ذاته أن أديس أبابا هي من سوف تحدد طريقة وآلية التعامل، وفي حال كان هناك تمادي في معاداة دول جوارها مثل الوضع مع كينيا والصومال وإريتريا فإنه في تلك الحالة سيكون الصدام وارداً، سواء كانت مصر حاضرة ضمن هذا الصدام من عدمه، لكن في النهاية سيؤدي ذلك لاضطراب الأوضاع في دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي.

وأضاف: “مصر ترفض الصدام مع إثيوبيا ولديها رغبة في التعاون التنموي على أسس متوافق عليها، لكن عدم وصول المياه إلى مصر يشكل مسألة حياة أو موت، ولا يتماشى معها مسألة التحركات الدبلوماسية فقط“.

وذكر أن مصر لن تستسلم لمسألة بيع المياه أو إعادة توزيعها مثلما تخطط إثيوبيا، بخاصة وأن افتتاح السد من المتوقع أن يعقبه إجراءات أخرى تتعلق باتفاقية “عنتيبي”، إذ أن إثيوبيا ترغب في تبديل الأساس القانوني للصراع المائي، إذ ترى بأنها فرضت واقعاً جديداً بشأن سد النهضة، ومع إقناع دولة جنوب السودان بالتوقيع على الاتفاقية، بخاصة وأنها تقوم الآن بتخرين 74 مليار متر مكعب من المياه خلف السد في حين أنها لديها أمطار سنوية تعادل أضعاف هذه الكمية وكان من الممكن الاكتفاء بتخزين 14 مليار متر مكعب فقط.

وكشف عن أن مصر تحاول الآن بكافة السبل الممكنة تكثيف الضغط الدبلوماسي على إثيوبيا واستغلال دعوة مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال الافتتاح بالانخراط مجدداً في جهود التفاوض، وهناك توافق مع السودان بهذا الشأن، وإن كانت الحرب الأهلية المشتعلة تقوض من قدرة الخرطوم على الحركة الدبلوماسية إلى جانب القاهرة.

وافتتحت إثيوبيا، الثلاثاء، سد النهضة الكبير رسمياً، في احتفال كبير حضره رئيس الوزراء أبي أحمد وعدد من القادة الأفارقة، معلنةً الانتقال من سنوات البناء والملء الأحادي إلى مرحلة التشغيل الموسّع لمشروعها الكهرومائي الأكبر في القارّة (قدرة تصميمية تقارب 5150 ميغاواط)، وذلك وسط اعتراض مصري ـ سوداني متجدد على تشغيل السد من دون اتفاق قانوني شامل وملزم لقواعد الملء والتشغيل، وما يترتب على ذلك من مخاطر على أمنهما المائي.

وسجّل الحفل حضور رئيسَي جيبوتي إسماعيل عمر جيله والصومال حسن شيخ محمود، إلى جانب رئيسي كينيا وليام روتو، وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، وغيرهما، في إشارة رمزية مهمّة لاصطفافات القرن الأفريقي.

ورداً على الإعلان، وجّه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الكوري الجنوبي، هوانغ جون ـ كوك، إثر التطورات الأخيرة في حوض النيل الأزرق، وتم توزيع الخطاب على أعضاء المجلس ونشره كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة.

مسارات ثلاثة ستتبعها القاهرة

وقال مصدر دبلوماسي مصري آخر مطلع على الملف، إن القاهرة سوف تتحرك على نحو أكبر بشكل قانوني ودبلوماسي لأن سد النهضة تحكمه مجموعة من المواثيق الدولية ذات الصلة، وما حدث إلى الآن أنها تخالف القانون الدولي المنظم لعلاقة الدول المطلة على المنظم للأنهار الدولية، إذ قامت بتشييد سد النهضة دون التوافق مع باقي الدول المطلة عليه، وكذلك فإنها خالفت أيضاً اتفاق المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، مع فرضها أيضا الأمر الواقع على دولتي المصب، و تغاضت عن كون النيل الأزرق هو نهر دولي ذات سيادة مشتركة.

وأشار إلى أن إثيوبيا وفقاً لاتفاق المبادئ الذي انتهكته يجب أن تبتعد عن أي إجراءات تؤدي إلى “الخطر الجسيم” بدولتي المصب بمعنى أن يتسبب السد في حالة ندرة مياه و”عطش” لدولتي المصب وهذا لم يتحقق بعد كون أن مياه الأمطار كانت غزيرة خلال السنوات الماضية، لكن ما حدث بالفعل أنها “أضرتبدولتي المصب لأن السد ضاعف الأعباء على الدولة المصرية لتوفير بدائل لنقص المياه المترتب على الملء وينص اتفاق المبادئ على أن تساهم إثيوبيا في تعويض دولتي المصب بأوجه مختلفة بينها تخصيص كمية من الكهرباء دون مقابل.

واعتبر أن تنظيم إثيوبيا افتتاح لسد جرى ملئه بشكل غير قانوني وبما يهدد وجود دول الجوار ما كان يجب أن يتم قبل التوقيع على اتفاق قانوني ملزم، لكنها فرضت أمراً واقعاً تتعامل معه مصر عبر عدة خطوات أبرزها الضغط على إثيوبيا من خلال دول الجوار الإفريقي وكذلك الدول التي لديها مصالح مشتركة معها لإعادة تقييم موقفها والتوجه نحو التوقيع على اتفاق بحسن النوايا بين الثلاث دول (مصر والسودان وإثيوبيا).

وأشار إلى أن المسار الثاني يتمثل في البحث عن وساطة جديدة أو الاستعانة بالوساطة القديمة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، لكن شريطة أن لا يكون ذلك في مقابل سياسي يمكن أن تدفعه القاهرة في القضية الفلسطينية مثلاً، وأن تكون العودة للوساطة الأميركية القديمة وفقاً لأطر المباحثات التي جرت في حضور البنك الدولي قبل خمس سنوات تقريباً، مع استدعاء الاتفاق الثلاثي الذي كان من المفترض التوقيع عليه من جانب الدول الثلاثة قبل أن تتراجع إثيوبيا.

ولفت إلى أن المسار الثالث يتعلق بالذهاب إلى الأمم المتحدة، إذ يعد الخطاب الذي أرسلته مصر خطوة أولى نحو تحريك القضية في أروقة مجلس الأمن، مشيراً إلى أن هذا المسار يواجه تحديات عديدة لأن هناك دول ضمن الدول دائمة العضوية شاركت في تمويل السد ولديها مصالح مشتركة مع أديس أبابا ولن يكون مريحاً لها خسارة مصالحها هناك وفي مقدمتها الصين، وبالتالي فإن هذا الخيار لا يتم التعويل عليه بشكل كبير، وإن كانت القاهرة مازالت تجري مشاورات مع الدول الدائمة العضوية بشأن التوافق على اتخاذ مواقف من شأنها إرغام إثيوبيا على اتفاق قانوني ملزم.

الأساليب سلمية لحين استنفاذها

ولفت إلى أن هناك اتجاه آخر يمكن أن يظهر خلال الأيام المقبلة يتمثل في دفع إثيوبيا لتقديم ما يثبت معدلات أمان السد وتقديم كافة الدراسات الجيولوجية التي تضمن وتؤكد على سلامته، وذلك من خلال لجنة وساطة على أن يلعب هذا الدور الاتحاد الأفريقي.

وفي المقابل فإنه يمكن الذهاب باتجاه إعلام دولتي المصب بآليات التشغيل، وهو أيضاً خيار يمكن أن يحقق نتائج إيجابية شريطة أن تتوقف إثيوبيا عن تعنتها، على حد تعبير المصدر، مشيراً إلى أن القاهرة سوف تتبع جميع الأساليب السلمية لحين استنفاذها لكي تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.

وقالت الخارجية المصرية في خطابها لمجلس الأمن “أن مصر دأبت على المطالبة الدائمة بمنح كل المساعد للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم وشامل، وأن البديل هو أن تظل إثيوبيا تمضي في إجراءات أحادية مخالفة للقانون والأعراف الدولية، ولا تعبأ عن أي تبعات قد تترتب على ذلك من تأثير على النظام القانوني الحاكم لحوض النيل الشرقي طبقاً للقانون الدولي، فضلاً عما تمثله التصرفات الإثيوبية الأخيرة من خرق صريح لمبدأ حسن النية، ولما تفرضه قواعد القانون الدولي

واختتمت مصر خطابها بالتأكيد على أن مصر متمسكة بكامل أحكام القانون الدولي في نهر النيل، ولن تسمح للتصرفات الإثيوبية الهادفة إلى الإضرار بالمصالح المائية المصرية بالاستمرار. كما احتفظت بحقها في اتخاذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن مصالحها الوجودية وشعبها.

وأطلق مشروع “سد النهضة الإثيوبي الكبير” في نيسان أبريل 2011 بميزانية بلغت 4 مليارات دولار، ويبلغ عرضه نحو كيلومترين وارتفاعه 170 متراً فيما تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه، بحسب شركة “ويبيلد” الإيطالية التي قامت بتشييده.

ويقدَّر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للسدّ 5150 ميغاوات، أي ضعف ما ينتج البلد راهناً، ومع ذلك فإن هذه الطاقة أقل بكثير من أكبر سدين في العالم، سد الممرات الثلاثة (22.5 غيغاواط) وسد بايهيتان (16 غيغاواط)، الواقعين في الصين.

توقيت الافتتاح ابتزاز غير مباشر

وأشار دبلوماسي مصري شارك من قبل في المفاوضات مع إثيوبيا، إلى أن حصة مصر من المياه لم تتضرر لكن ستبقى هناك أزمة متصاعدة بأوجه مختلفة في حال ذهبت إثيوبيا إلى تفعيل “اتفاق عنتيبي” لتعيد تعريف مبادئ تقاسم المياه وفقاً لما تسميه هي “الاستخدام المنصف” وعدم الاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان.

كما أن الحصة يمكن أن تتأثر في حال قامت إثيوبيا ببناء سدود جديدة تقوم الآن بإعداد دراسات لها بل أنها لديها خطة لدعم وتمويل إقامة سدود أخرى في دول مطلة على النيل الأزرق، في مقدمتها تمويل سد في دولة جنوب السودان وآخر في أوغندا.

ولفت المصدر ذاته إلى أن الأقرب لمستقبل التحركات المصرية بشأن سد النهضة هو استمرار حالة الشد والجذب مع إثيوبيا حتى تطرأ مستجدات يمكن أن تشكل خطراً يستحق التدخل الخشن، لكن بوجه عام فإنه ليس من المتوقع أن تتجه إثيوبيا للتوقيع على اتفاق يلزمها بالتعاون مع دولتي المصب لتشغيل السد، كما أنها ستحاول تحقيق أقصى استفادة كهربائية منه على أن تقوم ببيع الكهرباء وليس مستبعداً أن تبيع المياه أيضًا.

وشدد المصدر ذاته على أن بناء سد النهضة واختيار توقيت افتتاحه بشكل رسمي رغم عدم دخوله الخدمة بشكل كامل وإحجام إثيوبيا عن تركيب التوربينات التي تستخدم في توليد الكهرباء بشكل كامل بالتزامن مع تصاعد أحاديث التهجير بيرهن على أنه أداة ابتزاز غير مباشرة، وهو ما تعي له جهات رسمية ترفض أن تنشغل القاهرة بصراعات جانبية، وتعمل على إبعاد أي مواقف يمكن أن تعززنظرية المؤامرة” وتهدف لأن تتعاون مع إثيوبيا لتحقيق التنمية شريطة أن لا يؤدي ذلك لموت المصريين عطشاً.

وبلغت تكلفة إنشاء سد النهضة الإثيوبي خمسة مليارات دولار، وهو يواجه انتقادات شديدة من مصر باعتباره تهديداً وجودياً لها. وتعتمد مصر على نهر النيل للحصول على نحو 97% من احتياجاتها من المياه العذبة. وتقدر موارد مصر المائية بحوالى 56.6 مليار متر مكعب سنوياً، فيما تبلغ احتياجاتها حوالي 114 مليار متر مكعب سنوياً.

*تقرير: تزايد حالات الانتحار في مصر والفقر بمقدمة الأسباب

حذّرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، من تزايد مقلق في أعداد حالات الانتحار في مصر، وذلك بعد رصد 216 حالة انتحار في عام 2024، بناءً على تحليل ما نُشر حول ذلك في وسائل الإعلام المصرية.

لكنّ المؤسسة لفتت إلى أنّ هذا الرقم لا يمثّل العدد الحقيقي لما يُسجّل من حالات انتحار، مقدّرةً أن يزيد العدد الفعلي عن عشرة أضعاف ما جرى رصده، نظراً إلى غياب الشفافية لدى الجهات الحكومية وعدم إعلانها عن الأعداد الحقيقية لديها، الموثّقة في محاضر الشرطة وسجلات وزارة الصحة والسكان.

وعلى الرغم من الشكوك حولها، تأتي الأرقام الأخيرة لتؤكد أنّ الإقدام على الانتحار ومحاولات الانتحار مستمران في مصر.

وكانت بيانات سابقة لمنظمة الصحة العالمية قد أفادت بأنّ مصر تصدّرت قائمة الدول العربية في معدّلات الانتحار لعام 2016، بواقع 3.800 حالة. وتؤكد المعطيات المتوفرة أنّ الانتحار أزمة عامة لها تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية واسعة النطاق.

وأظهر تحليل البيانات التي جمعتها المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان أنّ حالات الانتحار تتركّز في مناطق معينة من البلاد. وتصدّرت محافظة الجيزة المحافظات المصرية بأكبر عدد من الحالات مع 78 حالة، أي ما يعادل 36.11% من إجمالي الحالات المرصودة، تلتها محافظة القاهرة مع 39 حالة (18.05%)، ثمّ محافظة سوهاج مع 32 حالة (14.81%)، الأمر الذي يشير إلى تزايد في الحالات بمحافظات صعيد مصر، بحسب المؤسسة الحقوقية.

على نطاق أوسع، أفادت المؤسسة الحقوقية بأنّ التحليل بيّن صدارة منطقة القاهرة الكبرى التي تضمّ القاهرة والجيزة والقليوبية مع 121 حالة انتحار، أي بنسبة 56% من إجمالي الحالات، تلتها محافظات الوجه القبلي مع 68 حالة (31.48%)، ثمّ محافظات الوجه البحري مع 21 حالة (9.72%).

وفي ما يتعلّق بالفئات السكانية، كشفت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان أنّ الذكور هم الأكثر إقداماً على الانتحار، بواقع 142 حالة (65.74%) في مقابل 74 حالة (34.25%) بين الإناث. أمّا الفئة العمرية الأكثر عرضة، فهي الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 و30 عاماً، إذ سجّلت 64 حالة (29.62%)، تلتها الفئة العمرية الأقلّ من 18 عاماً مع 40 حالة (18.51%)، الأمر الذي يؤكد أنّ الانتحار ينتشر خصوصاً بين الشبّان والمراهقين.

واختلفت أسباب الانتحار التي رُصدت، وشملت أزمات وأمراضاً نفسية مثل الاكتئاب، وخلافات أسرية أو زوجية، وضائقة مالية. كذلك تضمنّت الأسباب مخاوف من الامتحانات أو فشلاً دراسياً، بالإضافة إلى أسباب أخرى من قبيل عدم القدرة على الزواج أو فسخ الخطوبة، إلى جانب إدمان المخدرات والحزن على وفاة أحبّاء.

ودعا المدير التنفيذي للمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان شريف هلالي، في بيان اليوم، الحكومة المصرية إلى اتّخاذ موقف جاد تجاه تزايد حالات الانتحار.

 وطالب هلالي بوضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الانتحار، تكون مستندة إلى بيانات حقيقية ومعلنة. وأشار إلى وجوب أن تأخذ مثل هذه الاستراتيجية في عين الاعتبار الأسباب الرئيسية للانتحار، ولا سيّما التحديات الاقتصادية والاجتماعية وزيادة نسب الفقر التي تمثّل دافعاً قوياً للتخلّي عن الحق في الحياة.

وشدّد هلالي على ضرورة أن تشارك في هذه الاستراتيجية مختلف الجهات المعنيّة، مثل وزارة الصحة والسكان والنقابة العامة لأطباء مصر، والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، بالإضافة إلى المجالس القومية المعنية ومنظمات المجتمع المدني. وفي الإطار نفسه، دعا إلى تقييم فعالية “الخط الساخن” الذي أعلنته الأمانة العامة للصحة النفسية لدى وزارة الصحة والسكان، من أجل التأكد من قدرته على تقديم الدعم النفسي والمساعدة الفعلية لمن هم في أمسّ الحاجة إليهما

*عطش وأمراض.. أزمات متفاقمة بسبب نقص مياه الشرب وتلوثها بمياه الصرف في المحافظات

تتواصل معاناة ملايين المصريين في القرى والنجوع مع أزمة نقص مياه الشرب، والتي تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة، وسط شكاوى من انقطاع متكرر قد يستمر ساعات طويلة وربما أيامًا كاملة. في بعض المناطق، لم تتوقف الكارثة عند حد الانقطاع، بل امتدت إلى اختلاط المياه بالصرف الصحي، وهو ما تسبب في إصابة عدد من الأهالي بأمراض معوية وجلدية.

ورغم الوعود الحكومية بحلول عاجلة، تتواصل شهادات المواطنين عبر فيديوهات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق عمق الأزمة، وتعكس حالة الغضب والإحباط من استمرار المعاناة. 

انقطاع متكرر يرهق الأهالي
في محافظات الوجه القبلي مثل المنيا وأسيوط وسوهاج، يسجّل الأهالي انقطاعًا متكررًا لمياه الشرب، ما يدفعهم للاعتماد على شراء المياه المعبأة أو ملء الجراكن من الطلمبات الجوفية.

وتظهر مقاطع فيديو متداولة طوابير من النساء والأطفال مصطفين بالجراكن أمام سيارات محملة بالمياه، في مشهد يعكس أزمة حقيقية في أبسط مقومات الحياة اليومية.
الأهالي يؤكدون أن انقطاع المياه يتزامن غالبًا مع ساعات الذروة، ما يضاعف معاناتهم في قضاء الاحتياجات الأساسية.
https://www.youtube.com/watch?v=Ex3yIzzb0Ms&t=3s 

تلوث واختلاط بالصرف الصحي
في قرى بمحافظات الشرقية والدقهلية والبحيرة، يشكو المواطنون من تغير لون وطعم ورائحة المياه، في دلالة واضحة على تلوثها واختلاطها بمياه الصرف الصحي.
أحد الأهالي قال في فيديو متداول: “المية ريحتها وحشة وبتطلع من الحنفية مسفرة.. أطفالنا عيانين ومفيش حد بيسأل فينا”.

فيما أظهرت شهادات أخرى حالات إصابة بالإسهال والتسمم بين الأطفال نتيجة استخدام المياه الملوثة. منظمات محلية حذرت من خطورة استمرار الوضع، مشيرة إلى أن التلوث قد يرفع معدلات الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض الكبد.
https://www.facebook.com/watch/?v=1263275841375206 

شهادات من قلب الأزمة
إحدى السيدات في قرية بالجيزة ظهرت في مقطع فيديو وهي تحمل جركنًا على رأسها، وتقول بلهجة غاضبة: “إحنا في 2025 ولسه بندوّر على نقطة مية نظيفة.. العيال بتشرب من الطرنبة زي زمان”.
فيما صوّر شاب من محافظة القليوبية المياه الخارجة من الصنبور بلون بني داكن، معلقًا: “دي مش ميه، دي موت بطيء”، مؤكدًا أن الأهالي تقدموا بشكاوى رسمية لكن دون استجابة حقيقية.
مثل هذه الفيديوهات المتداولة أصبحت وسيلة أساسية لنقل معاناة الناس بعيدًا عن التصريحات الرسمية الوردية.
https://www.youtube.com/shorts/NkUgcVPL5jU?feature=share 

وعود حكومية وتقاعس في التنفيذ
رغم تعهدات الحكومة المستمرة بتحسين شبكات المياه وتخصيص مليارات الجنيهات لمشروعات البنية التحتية، إلا أن الأزمة لا تزال تتفاقم.
خبراء مياه أكدوا أن غياب الصيانة الدورية لشبكات التوزيع وضعف محطات التنقية وراء استمرار التلوث والانقطاعات.
وفي حين تلقي السلطات باللوم على الزيادة السكانية وندرة الموارد المائية، يرى مواطنون أن الأزمة تكشف عن فشل إداري وفساد في تنفيذ المشروعات المعلنة.

أزمة مياه الشرب في مصر لم تعد قضية خدمية فحسب، بل باتت تهدد الصحة العامة والاستقرار الاجتماعي في القرى والمدن على حد سواء.
وبين انقطاع المياه واختلاطها بالصرف الصحي، ومعاناة المواطنين التي توثقها الفيديوهات يوميًا، تبدو الحاجة ملحة إلى تدخل حقيقي يضمن وصول مياه نظيفة وآمنة لكل أسرة مصرية، بعيدًا عن وعود لم يلمس الناس منها شيئًا على أرض الواقع.

 

*أيمن حامد سلمان “مستريح أكتوبر” نهب 3 مليار جنيه من 5 آلاف مواطن برعاية من إعلاميي السيسي

ن جديد يعود ملف “المستريحين” إلى الواجهة في مصر، وهذه المرة من قلب مدينة أكتوبر، حيث ظهر اسم أيمن حامد سلمان، الذي نجح في خداع نحو 5000 شخص والاستيلاء على ما يقارب 3 مليارات جنيه قبل أن يهرب تاركًا خلفه قصصًا مأساوية لضحايا فقدوا أموالهم وأحلامهم.

لكن هذه المرة لم يتوقف الجدل عند حجم الأموال المنهوبة فقط، بل امتد إلى الدور المثير للشبهات الذي لعبه بعض الإعلاميين والفنانين، وعلى رأسهم الإعلامية والممثلة نشوى مصطفى، التي وُجّهت إليها انتقادات واسعة بعد اتهامها بشكل مباشر بتلميع الرجل وتقديمه للرأي العام كـ”رجل أعمال ناجح”، مما منح خدعته مصداقية زائفة. 

أيمن سلمان.. نسخة جديدة من “المستريح”
أيمن حامد سلمان ليس الأول من نوعه، فقصص “المستريحين” تتكرر بين الحين والآخر، لكن ما يميز هذه الواقعة هو ضخامتها.

فبحسب الشهادات الموثقة، أقنع سلمان ضحاياه بأن لديه استثمارات ضخمة في مجالات العقارات والمقاولات والتجارة، وادّعى أنه قادر على تحقيق أرباح شهرية خيالية تفوق ما يقدمه أي بنك أو جهة رسمية.
وبأسلوب مُتقن يعتمد على “الوجاهة الاجتماعية” والعلاقات العامة، تمكن من استقطاب آلاف المواطنين، بعضهم باع ممتلكاته أو رهن بيته ليضع أمواله في مشروعات سلمان الوهمية. 

مليارات منهوبة وضحايا بالآلاف
وفقًا للتقديرات الأولية، بلغت الأموال التي استولى عليها سلمان نحو 3 مليارات جنيه، وهو رقم ضخم يضعه في صدارة قائمة “المستريحين” في مصر خلال السنوات الأخيرة.
حجم الضحايا تجاوز 5000 مواطن من مختلف الطبقات الاجتماعية، بينهم موظفون وأصحاب حرف وتجار صغار.

كثيرون فقدوا مدخرات العمر بالكامل، فيما غرقت بعض الأسر في الديون بعد أن اقترضت أموالًا لتسليمها إلى سلمان أملاً في أرباح سريعة.
حالة الغضب الشعبي تتصاعد مع غياب أي بيان رسمي حاسم حتى الآن يكشف مصير المتهم أو أموال الضحايا. 

ردود الفعل
وجاءت ردود الفعل غاضبة لوقوع العديد ضحايا للمستريحين رغم الشو الاعلامي والتحذيري فكتب السعيد ” تسال حد من اللي حط فلوسه ايه نوع الاستثمار اللي بتعمله الشركه يقولك معرفش”.

وتهكم البرنس ” تستاهلوا يا معر .. ين ..اللي يصدق نشوى مصطفى واحمد موسى والسيسي والاضيشه يستاهل “

وأشار جاك ” الشعب عايز يقعد وما يعملش أي حاجة وحد تاني يعمله كل حاجة .. عايز حد يشتغله وعايز حد يقومله بثورة ويحرر البلد. فاكرين لما الناس شجعت أحمد منصور وفاكرته طوق النجاة واللي هايحررهم؟ مع إن ظروف مصر تختلف عن سوريا. شاركوا في #ثورة_المفاصل واعمل حاجة صح بنفسك. 

واستطرد نور الدين ” الناس مبتتعلمش من اللى حصل قبل كدة يا جماعه اعقلوها وتوكلوا”.

وقال عاطف ” هو الشعب ده مابيتعلمش كم من النصابين نهبوا أمواله ماهذا الغباء؟”. 

دور الإعلام.. تلميع مشبوه
المفاجأة الكبرى كانت في تورط الإعلامية والممثلة نشوى مصطفى في دعم سلمان بشكل علني، حيث روّجت له عبر منصاتها باعتباره رجل أعمال ناجح و”قدوة” للشباب، وهو ما اعتبره كثيرون خيانة للأمانة الإعلامية.

هذا الدعم لم يكن مجرد “كلمة طيبة”، بل منح المستريح الجديد غطاءً معنويًا ساعده على اجتذاب ضحاياه.

نشطاء على مواقع التواصل هاجموا مصطفى بعنف، متسائلين عن كيفية تعاملها مع رجل متورط في عملية نصب كبرى، وهل كان دعمها له بحسن نية أم بمقابل؟
هذه التساؤلات تزيد من حالة الغضب الشعبي ضد الإعلاميين الذين يتحولون إلى أدوات دعاية مشبوهة. 

أزمة تتكرر مع غياب الدولة
ظاهرة “المستريحين” لم تعد مجرد قضايا فردية، بل باتت تعكس أزمة أعمق مرتبطة بغياب الرقابة وضعف مؤسسات الدولة في حماية المواطنين من عمليات النصب واسعة النطاق.
فكل بضعة أشهر يظهر “مستريح” جديد يستولي على أموال الآلاف ثم يختفي، دون أن تنجح الأجهزة الرقابية أو المالية في إغلاق الباب أمام هذه الكوارث.

ورغم أن الحكومة تبرر ضعف التدخل بأن الضحايا “ينساقون وراء الطمع”، إلا أن تكرار الظاهرة بهذا الحجم يطرح سؤالًا خطيرًا: لماذا لا توجد آليات رسمية واضحة لاستثمار أموال المواطنين بشكل آمن؟ ولماذا يُترك المجال مفتوحًا أمام نصابين يتلاعبون بآمال الناس ويستنزفون أموالهم؟

وأخيرا فقضية أيمن حامد سلمان تمثل فضيحة مدوية جديدة، ليس فقط بسبب المليارات المنهوبة أو الآلاف الذين وقعوا ضحايا، بل لأنها تكشف الوجه القبيح لشراكة غير معلنة بين نصابين يبيعون الوهم، وإعلاميين يضفون الشرعية على أكاذيبهم.

وإذا استمرت الدولة في تجاهل هذه الظاهرة، فإن المصريين سيجدون أنفسهم أمام موجات متتالية من “المستريحين”، حيث تتكرر الحكاية: ضحايا جدد، مليارات مهدرة، وصمت رسمي مريب.

الإعلام العبري: القاهرة تحتكر العلاقة مع إسرائيل وترفض التطبيع الشعبي .. الجمعة 12 سبتمبر 2025م.. عمال “سكر إدفو وكوم إمبو” يرفضون إنهاء إضرابهم رغم وصول “ملف الشركة للرئاسة”

الإعلام العبري: القاهرة تحتكر العلاقة مع إسرائيل وترفض التطبيع الشعبي .. الجمعة 12 سبتمبر 2025م.. عمال “سكر إدفو وكوم إمبو” يرفضون إنهاء إضرابهم رغم وصول “ملف الشركة للرئاسة”

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* اعتقال ممثل أهالي منطقة طوسون بسبب اعتراضه على مشروع الدائري الجديد

ذكرت شبكة عدالة لحقوق الإنسان أن قوات أمن مصرية بزي مدني، اعتقلت أمسالخميس، أحد ممثلي أهالي منطقة طوسون شرق الإسكندرية، وذلك على خلفية اعتراضاته العلنية مع السكان على مسار مشروع الطريق الدائري الجديد، الذي يهدد بتهجير مئات الأسر من منازلهم.

وبحسب الشبكة فقد جرى توقيف المواطن من مكان عمله بينما لا يزال مكان احتجازه غير معلوم، كما لم تُعلن السلطات عن التهم الموجهة إليه حتى الآن. ويشير الأهالي إلى أن قوات الأمن داهمت منزله عدة مرات خلال الأيام الماضية في محاولة للقبض ع

ويواجه سكان طوسون خطر نزع الملكية لهدم نحو 260 منزلًا و4 مساجد وكنيسة، بما قد يؤدي إلى تهجير أكثر من 5000 شخص، رغم أن معظم هذه المساكن متصلة بالمرافق العامة وحاصلة على تصالحات بناء رسمية.

وتؤكد مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان أن الاعتقال التعسفي والتهجير القسري المحتمل يمثلان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، مطالبةً بالإفراج الفوري عن المعتقل، ووقف إجراءات نزع الملكية، وفتح حوار جاد مع الأهالي لإيجاد بدائل لمشروع الطريق لا تنتهك حقوقهم الأساسية.

*ملف المعتقلين بين مناشدات الإفراج والقرارات الرئاسية: نقابة الصحفيين تطالب بالعفو عن محمد أكسجين وحسين كريم

شهد المشهد الحقوقي والإعلامي خلال الأيام الأخيرة حراكًا لافتًا، عقب الاستجابة الرئاسية لالتماس المجلس القومي لحقوق الإنسان بالإفراج عن الناشط البارز علاء عبد الفتاح، وهو ما اعتُبر خطوة تعيد الأمل لعائلات السجناء السياسيين وسجناء الرأي.
في هذا السياق، تجددت المناشدات من نقابة الصحفيين ومن أسر المعتقلين، مطالبة بالعفو والإفراج عن ذويهم الذين قضوا سنوات طويلة خلف القضبان.

مناشدة نقابة الصحفيين
في بيان رسمي، دعا نقيب الصحفيين خالد البلشي، عبد الفتاح السيسي إلى إصدار عفو رئاسي عن الصحفيين محمد إبراهيم رضوان المعروف بـ “محمد أكسجين”، وحسين علي أحمد كريم الشهير بـ “حسين كريم”.
وأوضح البلشي أن المناشدة تأتي في إطار التوجيه الرئاسي بدراسة الالتماسات المقدمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمتعلقة بالإفراج عن مجموعة من المحكوم عليهم.

البلشي أشار إلى أن “أكسجين” محكوم عليه في القضية رقم 855 لسنة 2020، المعروفة إعلاميًا بـ “قضية علاء عبد الفتاح وآخرين”، فيما يقضي حسين كريم حكمًا في القضية رقم 26 لسنة 2021.
وطالب النقيب النائب العام بمراجعة أوضاع أكثر من 19 صحفيًا محبوسًا احتياطيًا، بينهم 14 تجاوزوا الحد الأقصى للحبس الاحتياطي المنصوص عليه قانونًا (عامان كاملان).

كما أعلنت لجنة الحريات بالنقابة عن اجتماع مرتقب مع أهالي الصحفيين المحبوسين لتقديم الدعم اللازم، بينما تواصل النقابة جهودها عبر إرسال قوائم رسمية بأسماء المعتقلين إلى النائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان ووزارة المجالس النيابية والتواصل السياسي. 

قصص إنسانية تعكس معاناة الأسر
بالتوازي مع تحركات النقابة، برزت مناشدات إنسانية لعدد من الأسر. أسرة الشاب أيمن موسى، المعتقل منذ عام 2013 والمحكوم عليه بالسجن 15 عامًا، ناشدت المجلس القومي إدراج اسمه ضمن قوائم العفو، مؤكدة أن “عمره ضاع” وأن والده توفي من الحزن على غيابه.

أما المحامي الحقوقي خالد بدوي فكشف عن تدهور الحالة الصحية لزوجته هدى عبد المنعم (66 عامًا)، المحامية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، مؤكدًا أنها تعرضت لأزمتين قلبيتين خلال أسبوع واحد داخل السجن، رغم قضائها مدة الحكم الصادر بحقها وإعادة تدويرها على قضايا جديدة.

وفي رسالة مؤثرة، عبّرت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي محمد البلتاجي، عن قلقها العميق إزاء مصير المحبوسين في سجن بدر “قطاع 2″، مؤكدة أن الأسر لم تعد تتلقى أي أخبار عن ذويها، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن حياتهم. 

أمل متجدد
أسر سجناء آخرين عبرت عن أملها في أن تمثل خطوة الإفراج عن علاء عبد الفتاح بداية “انفراجة”، حيث طالبت زوجة القيادي العمالي شادي محمد بإنهاء “ملف المعتقلين”، مشيرة إلى أسماء عدة من الصحفيين والنشطاء المحتجزين، مثل حمدي الزعيم، أحمد سبيع، شريف الروبي، مروة عرفة، وآخرين بينهم كبار سن ومرضى ومختفون قسريًا. 

قضية جدلية محليًا ودوليًا
ملف السجناء السياسيين في يظل أحد أكثر القضايا إثارة للجدل، إذ تؤكد منظمات حقوقية دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” أن أعدادهم تُقدَّر بعشرات الآلاف، وأن القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب تُستغل لتقييد المعارضة والنشطاء. في المقابل، تنفي السلطات وجود “سجناء رأي”، مؤكدة أن جميع المحتجزين صدرت ضدهم أحكام أو قرارات قضائية في قضايا جنائية وأمنية.

ورغم إطلاق الحكومة “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” وتفعيل لجنة العفو الرئاسي منذ عام 2021، ما أسفر عن الإفراج عن مئات السجناء، إلا أن حقوقيين يؤكدون أن أعداد المفرج عنهم لا تزال محدودة مقارنة بمن يتم توقيفهم أو إعادة تدويرهم في قضايا جديدة.

 

*النظام يعتقل أخوة معارضين وناشطين في الخارج للضغط عليهم

ما زالت السلطات المصرية تعاقب المعارضين والناشطين في الخارج كنوع من الضغط عليهم، سواء للعودة إلى البلاد أو لإسكاتهم عن انتقاد النظام باعتقال ذويهم أو أخوتهم. ما أثار انتقادات حقوقية واسعة بسبب مخالفة ذلك للمادة 95 للدستور المصري الذي تنص على أن العقوبة شخصية، ولا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون، ولا توقع عقوبة إلا بحكم قضائي، ولا عقاب إلا على الأفعال اللاحقة لتاريخ نفاذ القانون.

ومؤخرا اعتقلت قوات الأمن المواطن المصري سيد خميس رجب السيد واخفته قسريا قبل أن يظهر لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة العليا في 15 مايو 2025، وفق ما وثّقته منظمات حقوقية. وهو شقيق الناشط السياسي عبدالغني ناجي المقيم في هولندا، ولم يُعرف عن أخوه أي نشاط سياسي أو حقوقي، إلا أن اعتقاله جاء – بحسب أسرته – بسبب نشاط شقيقه المعارض في الخارج، في محاولة واضحة للضغط عليه وإسكاته.

ووفقا لتقارير منظمة الشهاب لحقوق الإنسان، فقد أُحيل سيد خميس للتحقيقات في قضايا ذات طابع سياسي، وهو ما اعتبرته المنظمة انتهاكًا صارخًا لحقوقه كمواطن، ومؤشرًا على استمرار السلطات في استخدام ذوي النشطاء وسيلة للضغط عليهم لإسكاتهم. كما أكدت منظمة نجدة لحقوق الإنسان احتجازه، معتبرةً أن استهداف أسر النشطاء يشكل جريمة مضاعفة، إذ لا ذنب للمعتقلين سوى قرابتهم من معارضين سياسيين.

وفي تصريح خاص لموقع أخبار الغد قال الناشط عبدالغني ناجي شقيق المعتقلأنا غادرت مصر منذ عشر سنوات بسبب مواقفي السياسية، وأضاف أن النظام المصري لم يتركني في سلام حتى هنا في المنفى. مشيرا إلى أن اعتقال أخي رسالة تهديد مباشرة لي، لكنني لن أصمت، ولن أتوقف عن فضح هذه الانتهاكات.”

واعتاد النظام المصري استخدام أسر المتهمين أو الملاحقين كأداة ضغط ليس منهجية جديدة عند الأمن المصري، فقد “اعتاد استخدام الأقرباء كأداة للضغط على المتهمين في قضايا سياسة وجنائية”، وتتهم منظمات محلية ودولية السلطات باستخدام الاعتقال كسلاح للانتقام من المعارضين، حتى عبر استهداف ذويهم الذين لا علاقة لهم بالعمل السياسي.

*عمال “سكر إدفو وكوم إمبو” يرفضون إنهاء إضرابهم رغم وصول “ملف الشركة للرئاسة”

قال عددٌ من عمال مصنعي سكر إدفو وكوم إمبو بأسوان، المضربين عن العمل منذ 19 يومًا للمطالبة بتحسين الأجور، إن رئيس النقابة العامة بشركة السكر والصناعات التكاملية، التابع لها المصنعين، حضر اليوم إلى الإضراب برفقة مسؤول آخر لم يُعرّف نفسه، وطلب منهم إنهاء الإضراب، قائلًا إن «ملف مصانع السكر وتقييمها عند رئاسة الجمهورية للنظر فيه خلال ثلاثة أشهر»، لكن العمال رفضوا إنهاء الإضراب قبل الاستجابة لمطالبهم.

وكان عمال المصنعين بدأوا احتجاجهم للمطالبة بصرف العلاوات المتأخرة منذ عام 2017، وزيادة البدل النقدي، وبدل الوجبة، وصرف المنحة الخاصة التي أقرها رئيس الجمهورية مؤخرًا، واحتجاجًا على استقطاع مبالغ لا تقل عن 700 جنيه، من رواتبهم، مقابل الاشتراك في منظومة التأمين الصحي الشامل، التي تم تطبيقها في محافظة أسوان مطلع الشهر الماضي، مطالبين بتوفير مستشفى للعمال داخل المصنع.

إضراب مصنعى أسوان كان بداية لموجة احتجاجات في المصانع التابعة لـ«التكاملية والصناعات الغذائية»، تبعها انضمام عمال مصنعي السكر في دشنا بقنا، والذي انتهى بعد تهديدات إدارية من جانب إدارة المصنع، وأرمنت بالأقصر، والذي انتهى بعد استدعاء الأمن الوطني خمسة عمال، وتلقيهم وعودًا، خلال التحقيق، بمتابعة مطالبهم مع إدارة الشركة، في حين انضم عمال مصنع «المعدات» بالحوامدية، بمحافظة الجيزة، للإضراب لمدة يوم واحد، كما نظم عمال مصنع الكيماويات في الحوامدية بدورهم وقفة احتجاجية، بعد يوم من وقفة مماثلة لسائقي الأتوبيسات التي تنقل العمال في الحوامدية، وانتهت الاحتجاجات الثلاثة في الحوامدية بعد تدخلات إدارية ونقابية ووعود للعمال ببحث مطالبهم. 

 

*تخفيف أحكام ثمانية مصريين نوبيين في السعودية إلى النصف

خفّفت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة السعودية، في جلسة مفاجئة انعقدت السبت الماضي، الأحكام الصادرة بحق ثمانية مصريين نوبيين إلى النصف، ما يمهد للإفراج عن ثلاثة منهم قريبًا.

وأوضح المصدر أن الجلسة كان مقررًا عقدها في 22 سبتمبر، لكن السلطات استدعت المحتجزين بشكل مفاجئ في 6 سبتمبر، فيما تغيّب اثنان منهم، لم يتم التأكد بعد من قرار المحكمة بشأنهما. وأضاف المصدر أن العائلات لم تعرف بقرار المحكمة إلا أمس، نظرًا لاقتصار تواصلهم مع ذويهم المحبوسين على مكالمة واحدة كل أسبوعين.

بحسب المصدر، وفي ضوء تخفيف الأحكام، سيُفرج عن ثلاثة محتجزين فورًا بعد أن قضوا بالفعل مددهم المخففة، بينما سيخرج الآخرون تباعًا مع انتهاء فترات سجنهم، على أن يظل صاحب أطول حكم، 18 عامًا، قيد الاحتجاز لأربع سنوات أخرى.

وأصدرت المحكمة الجزائية السعودية في يوليو 2020 أحكامًا بالسجن تتراوح بين 10 و18 عامًا على عشرة مصريين نوبيين، بتهم «الشروع في تنظيم ندوة للاحتفال بنصر أكتوبر 2019» و«إنشاء رابطة أبناء النوبة بالرياض دون موافقة السلطات»، رغم أن الرابطة قائمة منذ أكثر من ثلاثة عقود. 

ومنذ ذلك الحين، تناشد العائلات السلطات المصرية التدخل للإفراج عن ذويهم، كما تطالب العاهل السعودي بالعفو عنهم، مؤكدة أنهم لم يرتكبوا أي جرائم «جنائية» أو «إرهابية» سواء في مصر أو السعودية.

 

* 100 عام من انتهاك الدستور بمصر… أنور الهواري يرصد جرائم السيسي بالدساتير

منذ اللحظة الأولى لتوليه السلطة، ارتبط اسم عبد الفتاح السيسي بسلسلة من الانتهاكات الدستورية، جعلت المصريين يعيشون في دولة يصفها الكاتب والصحفي الكبير أنور الهواري بأنها لم تعد دولة مواطنين أحرار، بل دولة سلطوية تتحكم في مصائر الناس وتُخضعهم لمعادلة قهرية معاكسة لكل قيم الديمقراطية.
وفي مقاله الأخير، أكد الهواري أن السيسي لم يكتف بانتهاك النصوص الدستورية في كل محطة، بل بدأ عهده بحنث اليمين الذي أقسمه أمام الشهيد الرئيس محمد مرسي، حين انقلب على الشرعية، ليُدشن بذلك مساراً من التلاعب بالدستور، امتد من تمديد مدد الحكم، إلى السيطرة على القضاء، وانتهاءً بتعطيل جوهر الحقوق والحريات.

السيسي وانتهاك الدستور: من حنث اليمين إلى التمديد الأبدي
يُجمع خبراء القانون الدستوري على أن أخطر ما قام به السيسي منذ 2013 هو تحويل الدستور إلى مجرد ورقة شكلية، تُعدل متى شاءت السلطة وتُفسر بما يخدم بقاءها. البداية كانت مع حنث اليمين أمام مرسي، حيث أدى القسم على حماية الدولة ورئيسها المنتخب، قبل أن ينقلب عليه في مشهد وصفه الهواري بأنه أول انتهاك فاضح للعقد الدستوري. ثم توالت الانتهاكات: تعديلات 2019 التي مددت فترة الرئاسة وفتحت الباب أمام البقاء حتى 2030، إضعاف استقلال القضاء عبر تبعية التعيينات مباشرة للرئيس، وإلغاء أي ضمانات حقيقية لحرية التعبير والتنظيم. كل ذلك جعل الدستور أداة في يد الحاكم لا في يد الشعب، على عكس ما يفترض في أي نظام ديمقراطي. 

معادلة مقلوبة: الشعب في خدمة الدولة والحكام
يشدد الهواري على أن المعضلة ليست في نصوص الدستور فقط، بل في المعادلة المقلوبة التي رسخها السيسي ومن سبقه من الحكام العسكريين: الشعوب في خدمة الدولة، ثم الدولة في خدمة الحكام، بينما الحكام يعملون في خدمة قوى المال والسياسة الدولية. هذه السلسلة المريضة جعلت المواطن مجرد تابع بلا إرادة، والدولة مجرد أداة لقهره وتوظيفه لخدمة من هم في القمة. ويؤكد الهواري أن إسرائيل – على وحشيتها – تظل أوضح مثال على عكس هذه المعادلة، إذ حكامها مقيدون بإرادة ناخبيهم، بينما في مصر والعالم العربي تتحول الوطنية إلى أناشيد وأغانٍ جوفاء، تغطي قهراً ممنهجاً وإفقاراً متواصلاً. 

مائة عام من النضال… ومصر تراوح مكانها
في واحدة من أكثر مقاطع مقاله عمقاً، يذكّر الهواري بأن شعوب المنطقة قبل قرن كامل كانت تتوثب نحو الحرية والديمقراطية والعدالة، فشهد مطلع القرن العشرين ثورة إيران الدستورية، ثم التجربة التركية، ثم مصر التي ناضلت للخلاص من الاستبداد. لكن بعد مرور مائة عام، تراجعت مصر إلى حكم الضباط بلا انقطاع، فيما تجاوزت تركيا هذا الإرث تدريجياً نحو دولة مدنية تعددية، أما إيران فظلت رهينة حكم الفقهاء. هذا التباين – كما يرى الهواري – يكشف مأساة مصر التي بقيت أسيرة الحكم العسكري، وهو ما يفسر سلسلة الانتهاكات الدستورية في عهد عبد الفتاح السيسي، الذي حوّل الدستور من وثيقة لضمان الحقوق والحريات إلى مجرد أداة لتكريس سلطته. 

دستور معطل وشعوب مهمشة
يرى معارضون بارزون أن مصر اليوم لا تواجه مجرد أزمة حكم أو أزمة معيشية، بل أزمة وجود مرتبطة بغياب الدستور الحقيقي. فبدلاً من أن يكون الدستور مرادفاً للحرية والعدالة، أصبح أداة لتبرير القمع. ومن هنا، يخلص الهواري إلى أن أي مواجهة للخطر الإسرائيلي أو للتحديات الإقليمية لن تكون ممكنة ما دامت الشعوب مسلوبة الإرادة. فإحياء الدستور بمعناه الحقيقي – أن يكون للشعب سلطة الكلمة والقرار – هو الشرط الأول لأي نهضة. 

ما لم ينكسر القيد
تقرير الهواري يعكس بوضوح أن أزمة مصر ليست في عجز اقتصادي أو أمني فقط، بل في استبداد سياسي يضرب بجذوره في عمق الدستور المنتهك. فمنذ اللحظة التي حنث فيها السيسي اليمين، دخلت البلاد نفقاً طويلاً من تزييف الشرعية، ولا مخرج منه إلا بعودة الدستور إلى أصحابه الحقيقيين: الشعب. لكن حتى ذلك الحين، تبقى مصر أسيرة نظام يرى أن بقاءه فوق أي اعتبار، ولو كان الثمن هو إهدار مائة عام من نضال الشعوب من أجل الحرية والعدالة.

*الإعلام العبري: القاهرة تحتكر العلاقة مع إسرائيل وترفض التطبيع الشعبي

في سياق تصاعد التوترات السياسية بين القاهرة وتل أبيب، شنت وسائل إعلام إسرائيلية هجوما لاذعا على مصر، متهمة إياها بـ”احتكار العلاقة مع إسرائيل ومنع التطبيع الشعبي“.

في تقرير لقناة i24 News الإسرائيلية، نقلت عن البروفيسور مائير متسري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، قوله إن:”السلطات المصرية تحتكر العلاقة مع إسرائيل، وتمنع أي شكل من أشكال التطبيع الشعبي.”

وأضاف متسري — وفق التقرير — أن القاهرة تفرض رقابة صارمة على أي تفاعل شعبي أو ثقافي مع إسرائيل، مستشهدًا بواقعة منع رقية السادات (حفيدة الرئيس الراحل أنور السادات) من السفر إلى إسرائيل لتسلم جائزة من جامعة إسرائيلية، و”التحرش” — بحسب وصفه — بعدد من السينمائيين والروائيين والنشطاء بسبب تعاملهم مع الجانب الإسرائيلي.

كما زعم أن مصر “تستفيد من وجود عدو متربص بها ومؤامرات تحاك لها”، في إشارة ضمنية إلى أن النظام المصري يوظف التوتر مع إسرائيل داخليًا لتعزيز شرعيته.

وفي سياق الحديث عن الخلافات الحالية، قال متسري إن تصريحات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد مصر — والتي تحدثت عن “انتهاكات خطيرة لاتفاقية السلام” — جاءت “من منطلق المحبة لمصر ودورها الإقليمي، ومن أجل دعم السلام وترسيخ المعاهدة القائمة“.

وزعم أن إسرائيل “طوال سنوات كانت تتجنب الحديث عن تهريب السلاح من مصر لغزة حتى لا تحرج القاهرة”، لكنها اليوم “لم تعد قادرة على الصمت بسبب التمادي المصري“.

غضب إسرائيلي من مشروع “التجلي الأعظم” في سيناء

وفي ملف منفصل، أثار مشروع مصر لتطوير منطقة جبل موسى (جبل سيناء) — المكان الذي يُعتقد أنه المكان الذي كلم فيه النبي موسى الله وفقًا للأديان السماوية — ردود فعل غاضبة في الأوساط الدينية والثقافية الإسرائيلية.

فقد نشر موقع Bhol الإخباري الإسرائيلي تقريرًا قال فيه إن هناك “حالة غضب في الأوساط الدينية اليهودية” من خطة مصر لتحويل المنطقة إلى منتجع سياحي عالمي، مشيرًا إلى أن المشروع يشمل بناء فنادق ومركز زوار كبير، وتوسعة مطار صغير، وإنشاء تلفريك يصل إلى قمة الجبل.

كما أشار الموقع إلى أن اليونان — وليس إسرائيل — هي الجهة الأجنبية الوحيدة التي عبّرت رسميًا عن معارضتها للمشروع، وذلك بسبب وجود دير سانت كاترين، الذي يعود للقرن السادس الميلادي، ويُدار من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، ويُعدّ أقدم دير قائم في العالم.

وذكر الموقع أن اليونسكو أدرجت المنطقة — بما في ذلك الدير والجبل والمدينة المحيطة — ضمن مواقع التراث العالمي، ما يزيد من الحساسية الدولية تجاه أي تغييرات قد تطرأ على المكان.

وزعم التقرير أن السلطات المصرية، تحت ضغط يوناني، نفت أنها تخطط لإغلاق الدير أو تغيير وضعه القانوني، لكنه أشار إلى أن محكمة مصرية حكمت العام الماضي بأن الدير يقع على أراضٍ تابعة للدولة، وأن للكنيسة اليونانية “حق انتفاع” فقط — وهو ما أثار مخاوف من تغييرات مستقبلية في إدارة الموقع.

ونقل الموقع عن مسؤولين مصريين — وعلى رأسهم وزير الإسكان شريف الشربيني — أن المشروع يُعدّ “هدية مصر للعالم أجمع ولجميع الأديان”، وسيوفر “جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار“.

واعتبر الإعلام الإسرائيلي أن الخطط الحكومية تهدد أحد أكثر المواقع قدسية في اليهودية، والمسيحية، والإسلام، وتعد تدخلا غير مقبول في مكان مقدس.

وتحت عناوين استفزازية مثل “مصر تدمر المكان الذي كلم الله فيه موسى، زعمت “معاريف” أن الحكومة المصرية تنفذ ما وصفته بـ”عملية تهويد معكوسة، لا بهدف الحفاظ على المقدسات، بل من أجل تحويل جبل موسى إلى وجهة سياحية فاخرة على حساب الهوية الدينية والمجتمعات المحلية.

ووفق ما تروج له الحكومة المصرية، يعد “مشروع التحول الكبير”، الذي أطلق في عام 2021، مبادرة طموحة لتحويل منطقة جبل سيناء ودير القديسة كاترين إلى مقصد سياحي عالمي، يجذب الزوار من كل أنحاء العالم، ويقدم كـ”هدية مصر للعالم أجمع، ولجميع الأديان.

*السيسي: تهجير أهل غزة سيؤدي لموجة هجرة غير مسبوقة لأوروبا

قال عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، إن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدًا أن “أي تحرك في هذا الاتجاه يمثل تهديدًا مباشرًا لمنظومة السلام الإقليمي، ويفتح الباب أمام موجات نزوح وهجرة غير شرعية نحو أوروبا

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين السيسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وجرى خلال الاتصال التأكيد على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، وضمان دخول المساعدات الإنسانية ورفع القيود الإسرائيلية على عبورها، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى، وفقا لبيان من الرئاسة المصرية.

من ناحيته، أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بالجهود المصرية، بالتنسيق مع قطر وأمريكا، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل دخول المساعدات وإنهاء الكارثة الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى.

وأدان كل من السيسي وستارمر، الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، واعتبراه انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول

*”انكشفت الخدعة” الإعلام العبري يهاجم مصر

تحت عنوان “انكشفت الخدعة” شنّ موقعناتسيف نت” الإسرائيلي هجوما لاذعا على مصر، متهما إياها بـ”انتهاكات جسيمة” ودعا إلى تعليق اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إليها.

وقال التقرير — الصادر باللغة العبرية — إن إسرائيل تدرس وقف تصدير الغاز إلى مصر ردًا على ما وصفه بـ”خرق مصري متكرر للملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد”، لا سيما عبر نشر قوات عسكرية مسلحة وأنظمة أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة في سيناء، بما يتجاوز الحدود المسموح بها في المنطقة المنزوعة السلاح.

كما زعم الموقع أن مصر، رغم إعلانها عن “بدائل” للغاز الإسرائيلي، فإنها في الواقع تعتمد عليه كـ”أنبوب الأكسجين الوحيد” لتلبية احتياجاتها من الطاقة، مستشهدًا بواقعة عام 2021 — حين توقفت إمدادات الغاز مؤقتًا بسبب إضرابات إنتاجية في إسرائيل — وسارعت مصر آنذاك لاستيراد مليوني برميل نفط من موردين آخرين بأسعار أعلى، لكنها عادت فور استقرار الإمدادات الإسرائيلية إلى الاعتماد الكامل على الغاز الإسرائيلي، وفق زعم التقرير.

ودعا الموقع الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال حاجة مصر للطاقة، وفرض شروط سياسية عليها، منها — بحسب التقرير — إجبار القاهرة على فتح معبر رفح أمام سكان قطاع غزة، في إشارة ضمنية إلى مزاعم إسرائيلية بأن مصر تعرقلالحلول الإنسانية” في غزة.

تأتي هذه التصريحات في أعقاب تسريبات إعلامية إسرائيلية — نشرتها صحيفة “يسرائيل اليوم” — تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات بعدم المضي قدمًا في تمديد اتفاقية الغاز مع مصر دون إعادة التفاوض، مشيرًا إلى أنه سيتشاور مع وزير الطاقة إيلي كوهين قبل اتخاذ قرار نهائي.

وسبق أن دعا الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي أرييل كاهانا، في مقال رأي نشرته صحيفة “يسرائيل هايوم”، الحكومة الإسرائيلية إلى قطع إمدادات الغاز عن مصر، واصفًا ذلك بأنه “وسيلة ضغط مشروعة” ردًا على ما وصفه بـ”الانتهاكات الممنهجة” لاتفاقية السلام.

في المقابل، رفض مسؤولون وعسكريون مصريون — بحسب مصادر إعلامية مصريةهذه التسريبات، واعتبروها محاولة إسرائيلية جديدة للضغط على القاهرة، خاصة في ظل موقف مصر الثابت الرافض لأي مخططات لتهجير سكان قطاع غزة.

وشددوا على أن مصر لديها بدائل استراتيجية في مجال الطاقة، ولن تقبل بأي محاولات لاستخدام الغاز كـ”ورقة مساومة”، مؤكدين أن مصالح الأمن القومي المصري فوق أي اعتبارات أخرى.

* تقارير: مصر تحذر إسرائيل من مهاجمة قادة فصائل المقاومة على أراضيها

كشفت قناة “كان” العبرية، في تقرير لافت، عن رسالة تحذيرية شديدة اللهجة بعثتها مصر إلى الولايات المتحدة، على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير في العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف وفدًا تابعًا لحركة “حماس” خلال جولة من مفاوضات الهدنة.

وأكدت مصر في رسالتها أن أي استهداف لعناصر حماس على الأراضي المصرية سيقود إلى “تداعيات كارثية”، في مؤشر واضح على تصعيد غير مسبوق في العلاقات المصرية الإسرائيلية.

الرسالة المصرية، التي كشفت تفاصيلها القناة الإسرائيلية، جاءت في ظل مخاوف متزايدة من أن تقدم إسرائيل على محاولة استهداف ممثلين عن حماس إذا دخلوا إلى القاهرة في سياق استئناف محادثات وقف إطلاق النار.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن مصر باتت ترى في الضربات الإسرائيلية خارج غزة تجاوزاً للخطوط الحمراء، خصوصاً عندما يهدد ذلك أمنها القومي أو سيادتها.

الهجوم على الدوحة – الذي نددت به عدة عواصم عربية ودولية – شكل منعطفًا خطيرًا في مسار الوساطات التي تقودها مصر وقطر بين إسرائيل وحماس.

ويبدو أن القاهرة تخشى انتقال هذا النمط من التصعيد إلى أراضيها، في حال عادت وفود المقاومة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات على أرض مصرية.

الخشية الأكبر في مصر، بحسب ما تسرب عن دوائر صنع القرار، تتمثل في تكرار الاستهداف الإسرائيلي للوفود السياسية داخل الأراضي العربية، الأمر الذي سيُعدّ اعتداءً مباشراً على السيادة المصرية ويضع المنطقة على شفا مواجهة إقليمية أوسع.

وفي السياق ذاته، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، منها موقع “ميكوميت”، إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بمرحلة هي الأشد توتراً منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1979.

وذكر الموقع أن الشارع المصري، إلى جانب النخبة السياسية، يعيش حالة “غليان” حيال السياسات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصًا تلك التي تنطوي على محاولات تهجير سكان غزة إلى سيناء، وهو ما تعتبره القاهرة خطًا أحمر لا مجال للتفاوض حوله.

*اعتراف حكومي بزيادة 10% في مصروفات وتكاليف التعليم خلال أغسطس … شاهد استغاثات الأهالي

شهدت أسعار التعليم في مصر ارتفاعًا جديدًا خلال أغسطس 2025 بنسبة 10% على أساس سنوي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
الزيادة الأخيرة شملت جميع المراحل التعليمية، حيث ارتفعت أسعار التعليم قبل الابتدائي والتعليم الأساسي بنسبة 12.5%، والتعليم الثانوي العام والفني بنسبة 4.3%، وكذلك التعليم بعد الثانوي الفني، بينما قفزت رسوم التعليم العالي بنسبة 12.2%، وهو ما يعكس تصاعدًا غير مسبوق في تكلفة العملية التعليمية على الأسر المصرية. 

عبء جديد على كاهل الأسر 
ويستعد 25 مليون طالب في مراحل التعليم المختلفة لانطلاق العام الدراسي الجديد في 20 سبتمبر الجاري، في حين انطلقت الدراسة بالفعل فى المدارس الدولية، غير أن السمة المشتركة هى أن الجميع يشكو ارتفاع «المصاريف» ليس فقط مصروفات المدارس الخاصة والدولية التي شهدت هذا العام ارتفاعاً كبيراً وفقاً لأولياء الأمور لكن الأمر يتعلق أيضًا بباقى الخدمات المرتبطة بالعملية التعليمية وفي مقدمتها أسعار «الباص» و«الزي المدرسي» و«السبلايز» إلى جانب الدروس الخصوصية التي طالتها الزيادة أيضًا، وهو ما يضرب ميزانية البيوت في مقتل.

ويشير العدد الهائل من الطلاب إلى أن غالبية الأسر المصرية لديها أبناء فى أى من مراحل التعليم المختلفة، وبالتالى فإن قطاعات كبيرة تتأثر حسب قدراتها وما تتطلبه المدارس التى يلتحق بها أبناؤهم، ما دفع عددًا من نواب البرلمان للدخول على خط هذه الأزمة، حيث طالب البعض بمعرفة الأسس والمعايير التي يتم اعتمادها لتحديد نسب زيادة المصروفات وآلية مراقبتها فى ضوء الأوضاع الاقتصادية الحالية.

الأهالي استقبلوا هذه الأرقام بصدمة كبيرة، إذ باتت المصروفات الدراسية عبئًا إضافيًا يضاف إلى الأعباء المعيشية المتفاقمة. تقول إحدى الأمهات: “كنا نكافح لنوفر لبس المدرسة والكتب والدروس الخصوصية، الآن حتى المصاريف الرسمية بقت فوق طاقتنا.. التعليم أصبح رفاهية مش حق”، في إشارة إلى أن الحق الدستوري في التعليم تحول إلى حلم بعيد المنال لكثير من الأسر. 

استغاثات الأهالي: “أولادنا مش عارفين نعلمهم”
على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق الأهالي موجة من الاستغاثات تحت وسم #مصروفات_المدارس، حيث عبّر آلاف أولياء الأمور عن غضبهم من تجاهل الحكومة لمعاناتهم. أحد النشطاء كتب: “الحكومة رفعت المصاريف 10%.. طب المرتبات زادت قد إيه؟”، بينما غرد آخر: “عايزيننا نسيب أولادنا في الشارع؟ التعليم مش للأغنياء بس”، في انتقاد واضح لانعدام التوازن بين دخل الأسرة والتكاليف المتصاعدة.
وكتب جمال ” فية حد مصدق ان التعليم في مصر مجاني والكتاب المدرسي الواحد في المرحلة الابتدائية ب ١٠٠ جنية غير دفع المصاريف إيلي بتزيد سنويا مثل الكهرباء والغاز تماما دوول عصابة يابابا ادفع عشان تتعلم وعشان تتعالج وعشان تلبس وعشان تاكل/ هتكلوا مصر يعني أنا قعد ١٠ سنين تلاجتى مفيهاش غير المية”. 

كما تداول البعض قصصًا مأساوية لطلاب اضطروا لترك التعليم أو التحول إلى مدارس حكومية بعيدة عن مناطقهم بعد عجز أسرهم عن سداد المصروفات، وهو ما يعكس تراجعًا خطيرًا في مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية. 

تقارير : الزيادة تخطت الـ 30%
وفي هذا السياق، علّق الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، في تصريحات تلفزيونية سابقة، على شكاوى أولياء الأمور بشأن زيادات المصروفات الدراسية في المدارس الخاصة، مؤكدًا أن بعض المدارس قامت برفع نسب المصروفات السنوية بما يتراوح بين 30 و35%، وهو ما يتجاوز النسبة المقررة رسميًا.

وأشار محسب إلى أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المسؤولة قانونًا عن تحديد المصروفات، غير أن بعض المدارس تتحايل على ذلك عبر زيادة أسعار الكتب والسبلايز (المستلزمات) وإضافة بنود أخرى خارج بند المصروف الأساسي، مما يجعل “إجمالي المصروف يتوه” على حد وصفه، خاصة أن التفتيش يراجع فقط المصروف الأساسي دون البنود الإضافية. 

أزمات التعليم المتراكمة
ارتفاع المصروفات ليس الأزمة الأولى التي يواجهها المصريون في ملف التعليم. خلال السنوات الأخيرة، تكررت استغاثات الأهالي بسبب:

  • تكدس الفصول الدراسية التي تضم أحيانًا أكثر من 70 طالبًا، ما يجعل العملية التعليمية شبه مستحيلة.
  • انتشار الدروس الخصوصية التي تحولت إلى منظومة بديلة ومرهقة ماديًا للأسر، بعد فشل المدارس في القيام بدورها الأساسي.
  • ضعف رواتب المعلمين ما دفع الكثير منهم للبحث عن مصادر دخل إضافية عبر الدروس الخصوصية أو الهجرة، ما انعكس على جودة التعليم.
  • غياب الرقابة على المدارس الخاصة والدولية التي تفرض مصروفات باهظة ورسومًا إضافية تحت مسميات مختلفة، في ظل صمت وزارة التربية والتعليم.

ويؤكد خبراء التعليم أن هذه المشكلات المتراكمة تجعل أي زيادة جديدة في المصروفات أشبه بصب الزيت على النار، لأنها تضرب في صميم الطبقة المتوسطة والفقيرة التي كانت تعتبر التعليم وسيلتها الوحيدة لتحسين أوضاعها. 

الحكومة تبرر والأهالي غاضبون
الحكومة من جانبها بررت هذه الزيادات بارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة وأسعار الكتب والطباعة، إلى جانب التضخم العام في الاقتصاد المصري. لكن الأهالي يردون بأن الحكومة تتعامل مع التعليم كسلعة تجارية لا كحق أصيل مكفول بالدستور، ما يؤدي إلى تعميق الفوارق الطبقية داخل المجتمع.
ويحذر خبراء من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب من التعليم، خصوصًا في الريف والمناطق الفقيرة، حيث لم تعد الأسر قادرة على تحمّل تكاليف أبنائها الدراسية. 

نحو مستقبل غامض للتعليم
الوضع الحالي يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل التعليم في مصر: هل سيظل حقًا متاحًا للجميع، أم يتحول تدريجيًا إلى امتياز طبقي للأغنياء فقط؟ وهل يمكن للنظام التعليمي أن يؤدي دوره في التنمية والعدالة الاجتماعية إذا استمر في استنزاف الأسر؟
المؤكد أن الزيادة الجديدة بنسبة 10% لم تكن مجرد أرقام في بيان رسمي، بل كانت صدمة حقيقية لآلاف الأسر التي لم تعد تعرف كيف توازن بين قوت يومها وتعليم أبنائها. وبينما تواصل الحكومة الدفاع عن قراراتها، يبقى التعليم – وهو أهم استثمار في أي مجتمع – مهددًا بالانهيار في بلد يرفع شعارات مجانية التعليم لكنه يطبق على الأرض سياسات مغايرة تمامًا.

الإعلام العبري: حرب إسرائيل ضد مصر قادمة لا محالة.. الخميس 11 سبتمبر 2025م.. إدراج 276 مواطنًا على قوائم الإرهاب بينهم الشيخ القرضاوي رغم رحيله

الإعلام العبري: حرب إسرائيل ضد مصر قادمة لا محالة.. الخميس 11 سبتمبر 2025م.. إدراج 276 مواطنًا على قوائم الإرهاب بينهم الشيخ القرضاوي رغم رحيله

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* تجديد حبس الناشط السيناوي سعيد اعتيق 15 يومًا على ذمة التحقيقات

أفادت مصادر حقوقية بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت أمس الأربعاء 10 سبتمبر 2025، تجديد حبس الناشط السيناوي “سعيد اعتيق حسان اعتيق” لمدة 15 يومًا.

وكان “اعتيق” قد ظهر في نيابة أمن الدولة العليا، الأربعاء 3 سبتمبر 2025 بعد تعرضه لاختفاء قسري استمر عشرة أيام منذ إلقاء القبض عليه بتاريخ 24 أغسطس 2025، وقد جرى التحقيق معه في القضية رقم 6469 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، حيث وجهت له النيابة اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وإذاعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

 

* إدراج 276 مواطنًا على قوائم الإرهاب بينهم الشيخ القرضاوي رغم رحيله

أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارًا جديدًا يقضي بإدراج 276 مواطنًا وذلك بناءً على طلب من النائب العام، ونُشر القرار في الجريدة الرسمية ،على قوائم الكيانات والأشخاص الإرهابية، من بينهم أسماء بارزة أثارت جدلًا، مثل الداعية الإسلامي الراحل يوسف القرضاوي، بحجة ان المحكمة لم تمتلك شهادة وفاة له وابنته علا القرضاوي، إضافة إلى عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

القرار يأتي في إطار ما تسميه السلطات “مواجهة الإرهاب”، بينما يراه معارضون استمرارًا في استخدام القضاء كأداة سياسية ضد الخصوم. 

أسماء لافتة في القرار
وتضم القائمة أسماء بارزة من جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات معروفة، من بينهم الداعية الراحل يوسف القرضاوي وابنته علا، إلى جانب قيادات مثل محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام سابقًا، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الجزار، إضافة إلى محمود حسين، رضا فهمي، جمال حشمت، سعد الحسيني، أمير بسام، محمود الإبياري، محيي الزايط، وهمام علي يوسف، ومدحت الحداد.
ويترتب على هذا الإدراج آثار قانونية مباشرة تشمل التحفظ على الأموال والممتلكات، والمنع من السفر أو تجديد جوازات السفر، والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية طوال مدة الإدراج.

وقد أثار القرار جدلًا واسعًا خاصة مع إدراج شخصيات متوفاة مثل القرضاوي، حيث برر بعض الإعلاميين الأمر بعدم تقديم ذويهم ما يثبت الوفاة رسميًا، ما أعاد النقاش حول جدية وشفافية هذه الإجراءات، لاسيما وأنه يُعد الإدراج الثالث بحق هذه المجموعة خلال 11 عامًا بعد أن ألغته محكمة النقض سابقًا. 

التداعيات القانونية والحقوقية
يترتب على الإدراج في قوائم الإرهاب عقوبات واسعة، تشمل تجميد الأموال والممتلكات، المنع من السفر أو تجديد جوازات السفر، وفقدان الحقوق السياسية، فضلًا عن التشويه العلني في الإعلام.
منظمات حقوقية محلية ودولية انتقدت هذه الإجراءات مرارًا، مؤكدة أن القوائم يتم إعدادها غالبًا دون ضمانات قانونية كافية أو محاكمات عادلة، بما يحولها إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية. 

انتقادات داخلية وخارجية
يرى معارضون أن استمرار توسيع قوائم الإرهاب ليشمل متوفين أو معتقلين سابقين يفرغ القرار من أي قيمة قانونية، ويكشف عن استخدام “فضفاض” لمصطلح الإرهاب.
كما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه السياسات في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة.
دوليًا، يُتوقع أن تثير مثل هذه القرارات مزيدًا من الانتقادات في تقارير المنظمات الحقوقية، ما يزيد من الضغوط على صورة الحكومة المصرية في الخارج. 

دلالة القرار
يعكس هذا الإدراج استمرار النهج الأمني كخيار رئيسي في إدارة المشهد السياسي المصري، على حساب فتح المجال العام أو تحقيق مصالحة وطنية.
فبدلًا من التوجه نحو معالجة جذور الأزمات، يتم تكريس سياسات الإقصاء والتصنيف، بما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام وفقدان الثقة في أي حل سلمي مع السيسي.

*(لن نترك منازلنا) لعصابة المتعاص ضغط أمني على أهالي طوسون-الإسكندرية للرحيل القسري في صمت

(لن نترك منازلنا) عبارات  انتشرت على جدران منازل وأبواب محلات منطقة طوسون بشرق الإسكندرية، معلنة رفضها لقرارات نزع الملكية المتعلقة بمسار مشروع الطريق الدائري الجديد، في حين قال الأهالي: إن “الحكومة تشق طريقا جديدا دائريا في منطقة أبو قير بالإسكندرية، ضمن خطة “تطوير” من المتوقع أن تشمل إزالة عقارات في منطقة طوسون والمناطق المحيطة، وتشير التقديرات إلى أن المشروع قد يؤثر على 6000 أسرة، حيث تم بالفعل حصر عدد من المنازل استعداداً للعملية.

وبعد انتشار العبارة استدعى رئيس مباحث حي المنتزه ثاني بالإسكندرية، عدداً من أهالي منطقة طوسون، وحذرهم من خطورة أي تحركات جماعية قد تُفسر باعتبارها «تسييساً» لقضيتهم.

وأبلغ رئيس مباحث المنطقة الأهالي مسؤولين في الحي رفضهم القاطع لترك منازلهم التي تعتزم الدولة إزالتها ضمن خطة لتطوير المنطقة وربط محور طريق المحمودية بمدينة أبو قير الجديدة، وعقب رفض رئيسة الحي مقابلة الأهالي، قاموا بوضع لافتات لن نترك بيوتنا والتي اعترف رئيس المباحث بأن أفراد أمن بزي مدني أزالوها في ساعات الفجر الأولى. وشدد الضابط على أن أي تعبير عن الرفض من خلال اللافتات يعتبره الأمن محاولة لتنظيم احتجاجات.

وعلق أحدهم: “وصلنا لدرجة إن يافطة “لن نترك بيوتنا” بقت جـريمة “تسييس قضية”، بعد ما أهالي طوسون في إسكندرية علقوا يافطات سلمية رفضاً لتهجيرهم من بيوتهم لصالح مشروع “تطوير” الأمن شال اليافطات بالليل وهددهم الصبح، وقالهم أي يافطة تعتبر تنظيم احتجاجات، النظام عايزك تتسرق وتسكت، ولو دافعت عن حقك تبقى إرهـابيا في نظر الحكومة“.

https://x.com/ThawretShaaab/status/1965384705617871226

وبدأت فعليا لجنة حكومية تحصر منطقة طوسون بالإسكندرية تمهيداً لإزالتها ورافق أحد ضباط القوات البحرية اللجنة، وهدد الأهالي بلهجة خشنة: “المنطقة كلها هتتاخد وهتتزال“!

وقبل يومين، حتى العنصر المدني في اللجنة والمتمثل في رئيسة حي المنتزه ثان رفضت لقاء عدد من أهالي منطقة طوسون في الإسكندرية، الذين حاولوا مقابلتها، في محاولة لمعرفة تحركات الحكومة المنتظرة ونيتها بشأن إزالة مساحات في المنطقة.

وذلك بالتوازي مع غضبهم من رفض رئيسة الحي لقائهم، وأبلغ الأهالي الموظفين برفضهم النهائي لترك منازلهم التي تعتزم الدولة إزالتها ضمن خطة تطوير تربط محور طريق المحمودية بمدينة أبو قير الجديدة، وأوضح الممثل القانوني للأهالي، أن الخطوة القانونية القادمة ستكون الطعن على قرار حكومي منتظر بنزع ملكية منازل في منطقة طوسون. 

وقال مراقبون: إن “الأمن استدعى بعض الأهالي وحذرهم من “تسييس” القضية، وقال محام إن المخبرين أجبروا السكان على إزالة لافتات رفض التهجير”.

وسبق أن اعتقلت السلطات المحامي السكندري والحقوقي محمد رمضان وهو المحامي الموكل من عدد من الأهالي في المنطقة محمد رمضان، وقال: إن “عددًا من المخبرين انتشروا في المنطقة بعد هذه الجلسة، وأجبروا مجموعة من الأهالي على إزالة لافتات كانوا أعادوا وضعها بعد إزالة سابقتها”.

وأضاف بعض الأهالي “إنهم لاحظوا تواجدًا أمنيًا في المنطقة عقب صلاة الجمعة، ووصول سيارة تقل أفرادًا من الشرطة حاول أحدهم الاستفهام من الأهالي إن كانوا متجمعين بشكل طبيعي عقب الصلاة، أم لسبب مرتبط بالاحتجاج”.

وأبلغ أهالي طوسون عددًا من موظفي الحي، الأسبوع الماضي، برفضهم النهائي لترك منازلهم التي تعتزم الدولة إزالتها ضمن خطة تطوير تربط محور طريق المحمودية بمدينة أبو قير الجديدة، وذلك على هامش رفض رئيسة حي المنتزه ثاني، لقاء عدد منهم، الأربعاء الماضي، بعدما أبلغتهم بقرب زيارة لجنة جديدة لحصر المباني في المنطقة، وذلك بعد زيارات مكثفة من لجان حصرت منازل المنطقة على مدار يوليو الماضي.

وأصدر محافظ الإسكندرية، في أبريل الماضي، القرار رقم 88 لسنة 2025، بتشكيل لجنة برئاسة رئيس حي المنتزه ثان وعضوية عدد من المسؤولين بالمحافظة، منهم مدير مديرية المساحة، ورئيس جهاز حماية أملاك الدولة، ومدير مديرية الإصلاح الزراعي، ومدير إدارة نزع الملكية والتحسينات، وممثلين عن إدارة المهندسين العسكريين، لتتولى الحصر المبدئي للتعارضات مع مسار مشروع الطريق الدائري الجديد بطول 23 كم، ضمن مشروع تطوير شرق الإسكندرية.

أحد سكان منطقة طوسون قال: إنها “شهدت، على مدار يوليو الماضي، زيارات مكثفة من لجان حكومية حصرت 227 بناية، حسبما نقل المصدر عن أعضاء في تلك اللجان، مضيفًا أن من ضمن المباني التي تم حصرها كنيسة مرخصة مكونة من خمسة طوابق، وثلاثة مساجد، أحدها يضم مقرًا لجمعية خيرية”.

محضر اجتماع اللجنة الرسمية التي شكلها المحافظ، أشار إلى أن الحكومة قررت بناء على رأي ممثلي إدارة المهندسين العسكريين، تقسيم عملها إلى ثلاث مراحل، تختص كل منها بمنطقة، على أن تبدأ المرحلة الثالثة من التكتل السكاني بمنطقة مزلقان 25، الموجودة في طوسون.

وأشار مصدر من المنطقة إلى أن عمل لجان الحصر في بعض مناطق المراحل الأولى القريبة من طوسون، واجه مقاومة من الأهالي، كانت عنيفة في منطقة عزبة الكوبانية، ما عرقل إجراء الحصر في المنطقة لفترة قبل إتمامه لاحقًا، فيما لم تتمكن اللجان من تنفيذ الحصر في منطقة عزبة المكنة، بحسب المصدر.

وفي طوسون، رفض أعضاء اللجان رفضوا توضيح الهدف من الحصر، إلى أن تمكن الأهالي لاحقًا من التواصل مع أحد ضباط القوات البحرية الذي كان مرافقًا للجنة، وأخبرهم إزالة المنطقة مسألة وقت.

وكان عمل اللجان يتم في وجود شرطي كثيف يضم قوة من الأمن المركزي، أوضح أنها كانت تستخدم أدوات رفع مساحة فوق أسطح البنايات دون دخول الشقق السكنية، فضلًا عن جمع بيانات من السكان عن مساحات الشقق وقاطنيها، مضيفًا أن بعض الأهالي رفضوا السماح للجان بدخول البنايات، وهو ما رد عليه بعض الموظفين قائلين: “خلاص، بكرة تجروا أنتو ورانا عشان نعمل لكم حصر، إنتو كده بالنسبة لنا مش موجودين”.

وتقدم بعض الأهالي بشكوى للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تتضمن اقتراحًا بمسار بديل للطريق الذي يرتبط عمله بالمشروع، وأن عدد منهم تمكن من لقاء أحد ضباط الهيئة، الذي أخبرهم صراحة أن القوات المسلحة لن تنفذ عملية الإزالة ولن تكون ملتزمة بصرف أية تعويضات، في ظل اتفاق بأن تتسلم الأرض خالية من محافظة الإسكندرية، على أن تتولى الهيئة الهندسية تنفيذ مشروع الطريق الجديد.

وعبر علاقات شخصية مع العاملين في المحافظة، حصل الأهالي على خريطة صادرة عن محافظة الإسكندرية، تظهر الصورة العامة للطريق المزمع شقه، والذي يستكمل ربط طريق المحمودية بمدينة أبو قير الجديدة، التي تشرف الهيئة الهندسية على تأسيسها.

وشهدت المنطقة المراد إزالتها زيارات من لجان حصر تابعة للحي في 2022، وإن لم يكشف أعضاؤها عن أي خطط للإزالة، وزعموا أن الزيارات هدفها جمع معلومات لصالح الحي.

وسبق أن شهدت المنطقة محاولات إزالة منازل بها في عام 2008، في فترة المحافظ الأسبق عادل لبيب، وسط أنباء عن أن الهدف هو منح الأرض لنادي الاتحاد، وهو ما نفاه وقتها رئيس النادي، لتنتشر أنباء عن نية لبيب استخدام الأرض لبناء منتجع، وقال المحامي رمضان: “كنت وقتها محامي الأهالي أيضًا، وأقمت دعوى قضائية أوقفت أعمال الإزالة بالفعل، بعدما كان لبيب قد تمكن من إزالة جزء من المنطقة”.

وسبق أن وفق أهالي المنطقة أوضاعهم وفقًا لقانون التصالح في مخالفات البناء، لأن معظم البناء في المنطقة تم بدون تراخيص وهو ما تلى توفيقهم أوضاع ملكية الأراضي مع هيئة الإصلاح الزراعي بعد ثورة يناير، لأن المنطقة كانت تحولت لواقعها السكني بالكامل بدءًا من التسعينيات، بعدما اشترى الأهالي الأراضي من فلاحين قرروا بيعها الأراضي بعدما ردمت الحكومة ترعة، ما أدى لتبوير الأرض تدريجيًا.

* شهادة مؤلمة من زوجة البلتاجي عن انقطاع أخبار معتقلي بدر

أطلقت السيدة سناء عبدالجواد، زوجة القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي، صرخة إنسانية مؤلمة عبر حسابها على موقع “فيسبوك”، كشفت فيها عن واقع بالغ القسوة يعيشه المعتقلون وأسرهم على حد سواء.

وقالت عبدالجواد إن أهالي المحبوسين في سجن بدر 2 يعيشون في حالة من الغموض والقلق الشديد، بعدما انقطعت أخبار ذويهم منذ بدء الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجًا على ما يصفونه بالأوضاع غير الإنسانية وانتهاك أبسط حقوقهم القانونية.

وأوضحت أن العائلات لا تعرف حتى الآن ما إذا كان أبناؤهم ما زالوا مستمرين في الإضراب أم أجبروا على تعليقه، ولا ما إذا كانوا قد نُقلوا إلى المستشفيات أو تُركوا داخل الزنازين، بل إن السؤال الأكثر إلحاحًا – كما تقول – هو: “هل هم على قيد الحياة أم لا؟”.

وطالبت زوجة البلتاجي السلطات بفتح الزيارات والسماح للمحامين بالتواصل مع المعتقلين باعتباره حقًا قانونيًا، مؤكدة أن هذه المطالب لا تتعدى كونها أبسط حقوق السجناء المنصوص عليها في الدستور والقانون. وأضافت: “اعطوهم حقهم القانوني أن يبعثوا لنا برسالة أو اتصال.. وفقًا للقانون وتحت مراقبتكم”.

وتابعت قائلة: “إلى متى سنظل نخاطب أنفسنا ولا يجيبنا أحد؟! نرفع شكوانا إلى الله السميع البصير الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء”، مؤكدة أن أسر المعتقلين لا تسعى للعب دور الضحية، وإنما تتمسك بحقوقها المشروعة وحق أبنائها في المعاملة الكريمة.

كما وجّهت رسالة مباشرة إلى المسؤولين بقولها إن تحريك ضمائرهم “خير لهم قبل أن يكون للأهالي”، محذرة من أن المحاسبة الإلهية “موعد لا مفر منه”.

ويأتي هذا التصعيد الحقوقي والإنساني في ظل استمرار الحديث عن تدهور الأوضاع داخل عدد من السجون، لا سيما مجمّع سجون بدر، الذي أثار اسمه جدلاً واسعًا في السنوات الأخيرة بسبب ما تصفه منظمات حقوقية محلية ودولية بأنه “مركز لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، تشمل العزل الطويل، الحرمان من الزيارات، والمنع من تلقي الرعاية الصحية المناسبة.

 

*الإعلام العبري: حرب إسرائيل ضد مصر قادمة لا محالة

أفادت وسائل إعلام عبرية، بينها موقع “ميكوميت” الإخباري، بأن الحرب بين إسرائيل ومصر باتت مسألة وقت.

وأشارت إلى أن شعورا شعبيا وسياسيا عميقا في مصر يشير إلى قرب اندلاع صراع مفتوح مع إسرائيل، في أعقاب التصريحات الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأثارت تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها خلال مقابلة مع قناة “أبو علي إكسبريس” على تطبيق تليغرام، موجة غضب غير مسبوقة في مصر، حيث ينظر إلى أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة عبر الأراضي المصرية على أنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، سواء على المستوى الرسمي، أو الإعلامي، أو الشعبي.

وأوضح التقرير العبري أن التوتر المتصاعد بين البلدين تربع على عناوين الصحف الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بعد أن تحولت التصريحات إلى أزمة دبلوماسية حادة.

وقدّمت وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً استنكرت فيه التصريحات، مؤكدة أن مصر لن تكون شريكة في تهجير الشعب الفلسطيني، وأنها لن تسمح باستغلال أراضيها كممر للتصفية السياسية للقضية الفلسطينية.

كما لقي الموقف المصري دعماً إقليمياً من دول مثل الأردن والإمارات، التي أبدت قلقها من محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض عبر التهجير القسري.

ونقل التقرير عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: “كل مرة أزور فيها سيناء أو أي دولة عربية أخرى، أتحدث مع الناس عن السياسة، وخاصة عن إسرائيل. نفور المصريين من إسرائيل وتضامنهم مع الفلسطينيين ليس أمراً جديداً، لكن في زيارتي الأخيرة لسيناء قبل أسبوعين، كان الجو مختلفاً تمامًا: عبارة عن عداء شديد، وشعور بأن الحرب مع إسرائيل وشيكة”.

وأشار التقرير إلى أن الاتفاقية المصرية الإسرائيلية للسلام، الموقعة عام 1979، لم تُغير الموقف الشعبي المصري من إسرائيل، الذي ظل معارضاً لها منذ عام 1948، بل زادت حدة الموقف بعد الحرب الدائرة في غزة، وجرائم القتل والتجويع والحصار التي ترتكبها إسرائيل.

وأكد أن القيادة السياسية المصرية تغير مواقفها وفقاً للظروف، لكن الموقف الحالي أصبح واضحاً وحاسماً: رفض التهجير، الدفاع عن القضية الفلسطينية، والحفاظ على الأمن القومي المصري.

وأضاف التقرير: “حتى اليوم، لم يُعيّن سفير إسرائيلي في مصر، وترفض القاهرة هذا التعيين، بل إنها أرسلت عشرات الآلاف من الجنود إلى سيناء دون تنسيق مع إسرائيل، في خطوة تُعدّ انتهاكاً ظاهرياً للقيود المفروضة على التواجد العسكري في المنطقة المنزوعة السلاح، لكنها تأتي في سياق مكافحة الإرهاب والدفاع عن الحدود”.

كما وصف التقرير صفقة الغاز بين البلدين بأنها “رمزية في معظمها”، معتبراً أن التعاون الاقتصادي لا يعوّض التوتر الاستراتيجي المتزايد.

وأوضح أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء بدأت في ديسمبر 2023، وتضمنت تعزيزات كبيرة في البنية التحتية والتسليح، وتم تدريب الوحدات على مواجهات محتملة مع قوة عسكرية متقدمة.

وأشار إلى أن الشعب المصري، سواء من مؤيدي النظام أو معارضيه، موحّد حول الموقف من غزة وفلسطين، وأن الدعم لمواجهة إسرائيل، عسكرياً إذا لزم الأمر، بات واسعاً، خاصة إذا حاولت إسرائيل إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء.

وشهد الإعلام المصري، حتى المؤيد للنظام، تصعيداً غير مسبوق في الخطاب تجاه إسرائيل.

ففي تصريحات لافتة، قال الإعلامي عمرو أديب، على قناة MBC السعودية، إن التوتر بين مصر وإسرائيل وصل إلى مستويات “غير مسبوقة”، وإن مصر مستعدة للحرب، وإن إسرائيل ستتضرر بشدة في حال نشوب صراع مفتوح.

من جهته، وصف ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات الحكومية المصرية، نتنياهو بأنه “ينتمي إلى اليمين التوراتي”، واصفاً إياه بأنه “أول رئيس وزراء إسرائيلي يتحدث عن إسرائيل الكبرى، ويتخيل أن الشرق الأوسط بأكمله تابع له”.

وأضاف: “مصر كانت وستظل العائق الوحيد أمام مشروع التوسع والتهجير الإسرائيلي، ولن تسمح بتشريد الشعب الفلسطيني. وموقف مصر ليس دعاية، بل يستند إلى قدرات حقيقية”.

وشن الكاتب الإسرائيلي البارز والمحلل السياسي تسيفي برائيل، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهما إياه بتمديد الحرب في غزة لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب على حساب مصر.

واعتبر الكاتب أن نتنياهو تورط في تصعيد غير مبرر ضد مصر مشيرا إلى أنه “أحد أخطر الأخطاء الاستراتيجية” في تاريخ العلاقات الإسرائيلية العربية

*انطلاق القافلة الـ35 من المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة

انطلقت القافلة الـ35 من مبادرة “زاد العزة.. من مصر إلى غزة”، فجر اليوم الخميس، من الجانب المصري لمعبر رفح البري، محمّلة بالمساعدات الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يعاني حصارًا خانقًا منذ أكثر من 700 يوم.

وأفادت القاهرة الإخبارية بأن قافلة المساعدات الـ35 انطلقت من الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية، ومستلزمات الخيام والإيواء، بالإضافة إلى دورات المياه المتنقلة لأول مرة.

و تتنوع المساعدات بين سلال غذائية تضم البقوليات والأرز والطحين، إلى جانب المستلزمات الطبية ومستلزمات الإيواء، ليصل مجموع الشاحنات التي نجحت الدولة المصرية في إنفاذها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى 47 ألف شاحنة للقطاع.

وتم توفير عدد كبير من الشاحنات المحملة بمستلزمات النزوح والإيواء من الخيام وغيرها واستقبل ميناء العريش أكثر من 74 ألف طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية، كما أن مطار المدينة نفسها استقبل 1022 طائرة محملة بأكثر من 27 ألف طن من المساعدات.

*سد النهضة ومشاريع السيسي تفاقمان عطش المصريين وتخريب زراعاتهم

في 9 سبتمبر 2025، افتتحت إثيوبيا رسميًا مشروع سد النهضة، حيث أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن السد “لا يشكل تهديدًا لأحد، وأن أديس أبابا تستخدم موارد النهر العابر للحدود بشكل محدود فقط”. ورغم سنوات من التحذيرات المصرية الرسمية والضجيج الإعلامي عن “الخطر الوجودي” الذي يمثله السد على حصة مصر المائية، لم تسجل حتى الآن أي مؤشرات حقيقية على تضرر القاهرة من عمليات الملء. الكاتب الصحفي جمال سلطان ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن الأزمة ليست في السد بل في سياسات السلطة المصرية التي تعمدت توظيف ورقة النيل للتغطية على مشروعاتها الخاصة. 

افتتاح رسمي ينهي الجدل الإثيوبي
تتويج إثيوبيا مشروع سد النهضة بافتتاح رسمي في 9 سبتمبر يعد إعلانًا عن دخول مرحلة جديدة من “الاستفادة الوطنية” من نهر النيل. ورغم اعتراضات القاهرة المستمرة، أكد آبي أحمد أن بلاده “لم ولن تستعمل السد كسلاح ضد أي دولة مجاورة”. ويرى مراقبون أن هذه التصريحات ليست مجرد طمأنة دبلوماسية، بل تستند إلى واقع أن سنوات الملء الماضية لم تؤدِّ إلى تراجع منسوب بحيرة ناصر أو انخفاض حصة مصر كما كانت تتوقع الحكومة المصرية. 

ضجيج رسمي بلا أدلة
جمال سلطان يرى أن الضجة المفتعلة من الرئاسة والخارجية المصرية كانت غطاءً سياسيًا وإعلاميًا أكثر من كونها معركة مائية حقيقية. إذ يشير إلى أن “التقارير الدولية المستقلة أكدت أن مصر لم تتأثر نهائيًا طوال سنوات الملء حتى هذا العام، وأن بحيرة ناصر ما زالت مستقرة بمعدلاتها المعتادة”. لكن في المقابل، استخدمت السلطة ملف السد لتبرير التراجع الكبير في الرقعة الزراعية بالوادي والدلتا، حيث تم حرمان ملايين الأفدنة من مياه الري. 

الفلاحون الخاسر الأكبر
تؤكد شهادات ميدانية لخبراء ومزارعين أن آلاف الفلاحين في الوادي القديم والدلتا واجهوا جفافًا حادًا وندرة مياه دفعتهم إلى هجر أراضيهم أو خفض إنتاجيتهم. وفي حين صوّرت الحكومة ذلك كنتيجة مباشرة لسد النهضة، يذهب محللون إلى أن السبب الحقيقي هو إعادة توجيه مياه النيل لمشروعات زراعية ضخمة في الصحراء. هذه المشروعات، التي تُدار بالشراكة مع مؤسسات سيادية ودول خليجية، تستهدف التصدير الخارجي لتحقيق مليارات الدولارات، بينما يترك الفلاحون الصغار يواجهون مصيرهم في فقر مائي خانق. 

رفاهية النخبة على حساب الشعب
يقول سلطان إن الخرافة الكبرى التي روجتها السلطة هي “خطر السد”، بينما الحقيقة أن المياه المصرية يتم استنزافها في منتجعات ترفيهية جديدة ومشروعات زراعية باذخة الاستهلاك، مخصصة للنخبة الاقتصادية والسياسية. هذه الصورة تكشف أن أزمة المياه في مصر اليوم ليست نتيجة أزمة خارجية، بل بسبب إعادة هيكلة توزيع المياه داخليًا لخدمة طبقة محدودة. وبهذا المعنى، يصبح السد الإثيوبي مجرد “شماعة” لتعليق الفشل الرسمي، في حين يتفاقم الظلم الاجتماعي بحق ملايين الفلاحين الذين خُدعوا بخطاب الخطر الوجودي.

افتتاح سد النهضة رسميًا في 9 سبتمبر يضع القاهرة أمام مرآة الحقيقة: سنوات التحذيرات والتهويل لم تتطابق مع الواقع، حيث لم تتأثر مصر فعليًا بحصتها المائية.
لكن الأزمة الحقيقية ظهرت في الداخل، مع سياسات حرمان الفلاحين من مياه الري وتحويلها إلى مشروعات خاصة تدر أرباحًا للنخبة.

وبينما يصدق البعض تصريحات آبي أحمد المطمئنة، يبدو أن أكبر تهديد لمستقبل مصر المائي ليس سد النهضة، بل سوء الإدارة والتوظيف السياسي لموارد النيل داخل حدودها.

 

* حكومة الانقلاب ترفع أسعار الوقود بنسبة 10% وموجة غلاء جديدة تستنزف المصريين

وقع مراقبون أن تلجأ حكومة الانقلاب إلى رفع أسعار المنتجات البترولية  بنسبة 10% نهاية شهر سبتمبر الجارى خضوعا لإملاءات صندوق النقد الدولى وهو ما ينعكس على أسعار السلع والمنتجات ويؤدى إلى موجة غلاء جديدة تستنزف المصريين وتتسبب فى تراجع مستوى المعيشة وتزايد أعداد الأسر التى تعيش تحت خط الفقر والتى يقدر عددها بنحو 70 مليون نسمة وفق بيانات البنك الدولى .

يشار إلى أن لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية تجتمع نهاية سبتمبر الجاري لبحث سعر المنتجات البترولية بعد آخر زيادة منذ أبريل الماضي.

ورجحت مصادر بحكومة الانقلاب أن تكون الزيادة محدودة وفق تعبيرها في حدود 10% مع استقرار سعر الصرف وتراجع الاسعار العالمية مما قلص الفرق بين التكلفة وسعر البيع الحالي.

ويصل سعر لتر البنزين 95 قبل الزيادة الجديدة: 19 جنيهًا.

سعر لتر البنزين 92 أوكتان: 17.25 جنيهًا.

سعر لتر البنزين 80 أوكتان: 15.75 جنيهًا.

سعر لتر السولار: 15.5 جنيهًا.

سعر المتر المكعب من الغاز الطبيعي للسيارات: 7 جنيهات.

سعر طن المازوت المورد لباقي الصناعات: 10،500 جنيه.

وزعمت المصادر إن الوضع الراهن يسمح بزيادة الأسعار في ظل تراجع معدلات التضخم.

وأشارت إلى أن لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية تتابع باستمرار المؤشرات الخاصة بالتسعير والاستهلاك تمهيدا لتحديد سعر الزيادة المقترحة.

يذكر أن حكومة الانقلاب تلتزم بالتخارج من دعم البترول والغائه تماما بحلول ديسمبر 2025 خضوعا لإملاءات الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

* عيد الفلاح بلا فرح… الفلاح المصري يواجه سد “الخراب” والأزمات المتفاقمة

تحوّل عيد الفلاح المصري، الذي يُفترض أن يكون مناسبة للاحتفاء بالمزارعين ودورهم في إطعام ملايين المصريين، إلى يوم يطغى عليه القلق وعدم اليقين. فبالتزامن مع افتتاح إثيوبيا رسميًا لسد النهضة، تصاعدت المخاوف من انعكاسات المشروع على مستقبل الزراعة والأمن المائي والغذائي في مصر، مما جعل المناسبة أقرب إلى جرس إنذار حول مستقبل الفلاح لا إلى يوم احتفال بإنجازاته.

لقد ارتبط الفلاح المصري تاريخيًا بنهر النيل كرمز للعطاء والخير، والآن يجد نفسه مهددًا بفقدان مصدر حياته الأول، وسط شعور متنامٍ بأن الحكومات المتعاقبة عجزت عن حماية هذا الحق التاريخي. 

تهديد استراتيجي لأمن مصر المائي

يرى خبراء أن سد النهضة لا يمثل مجرد مشروع تنموي إثيوبي، بل تهديدًا وجوديًا للأمن القومي المصري. فقد وصف الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء الدين شعبان، السد بـ”سد الخراب”، محذرًا من أن المشروع يحاصر البلاد بين الجوع والعطش ويضاعف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. ويعزو شعبان ما وصلت إليه الأزمة إلى فشل دبلوماسي مصري طويل الأمد، تمثل في استبعاد الخبراء من إدارة الملف، ما أتاح لإثيوبيا استغلال موارد النيل دون قيود حقيقية.

كما يشير محللون إلى أن إثيوبيا استطاعت أن تسوق مشروعها كرمز للنهضة الوطنية والتنمية، في حين عجزت مصر عن إقناع العالم بعدالة قضيتها وحقوقها التاريخية. 

أزمة زراعية متفاقمة

التقارير الدولية، ومنها تقرير لوكالة “فيتش سوليوشنز”، تؤكد أن مصر ستشهد تراجعًا في إنتاجية محاصيل استراتيجية كالقمح والذرة والأرز بسبب نقص مياه الري. ومع ارتفاع عدد السكان إلى أكثر من 110 ملايين نسمة، يزداد اعتماد البلاد على الاستيراد، حيث يُتوقع أن تستورد مصر نحو 13  مليون طن قمح في موسم 2025/2026، رغم زيادة طفيفة في إنتاج الشتاء بنسبة 1%.

وتترافق هذه الأزمة مع تدهور خصوبة الأراضي الزراعية نتيجة الاستخدام المفرط للمياه الجوفية ومبيدات الآفات، فضلًا عن تآكل مساحة الأراضي الخصبة بسبب التوسع العمراني العشوائي. هذا يعني أن الفلاح المصري يواجه تحديًا مزدوجًا: نقص المياه من جهة، وتقلص الأراضي المنتجة من جهة أخرى. 

مخاطر انهيار السد و”الغموض الاستراتيجي

يحذر أستاذ الجيولوجيا عباس شراقي من المخاطر الكارثية المحتملة لانهيار السد نتيجة تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه في منطقة زلزالية نشطة. ويؤكد أن أي خلل طبيعي أو هجوم إرهابي قد يؤدي إلى كارثة مائية وبشرية في مصر والسودان على حد سواء.

أما أستاذ الأراضي والمياه نادر نور الدين، فيؤكد أن المضي في سياسة التعبئة الأحادية يضع مصر في حالة “غموض استراتيجي”، حيث لا يمكنها التنبؤ بكمية المياه التي ستصلها كل عام.

هذا الغموض يعطل أي خطط طويلة المدى لإدارة الموارد الزراعية والمائية، ويضاعف المخاطر المرتبطة بالزراعة في الدلتا ووادي النيل. ويضيف أن مصر دخلت رسميًا مرحلة “الفقر المائي”، حيث انخفض نصيب الفرد إلى أقل من 500 متر مكعب سنويًا، أي أقل من نصف خط الفقر المائي الذي حددته الأمم المتحدة. 

ضعف كفاءة الري وارتفاع التكاليف

يرصد نور الدين ضعف كفاءة استخدام المياه في الزراعة، مشيرًا إلى أن الحكومة عاجزة عن تمويل مشروعات التوسع في أنظمة الري الحديث بالأراضي القديمة. كما أن المزارعين غير قادرين على تحمل تكاليف التحول إلى الري بالتنقيط أو الزراعات المغطاة.

وقد زادت الأزمة تعقيدًا بفعل انهيار قيمة الجنيه وارتفاع معدلات التضخم وأسعار المواد الخام، مما عرقل مشروعات تطوير الري المطروحة بالتعاون مع البنك الدولي. كما أن غياب الدعم الفني والتدريب يجعل المزارعين يترددون في تبني أساليب حديثة قد تزيد الإنتاجية على المدى الطويل. 

معادلة ضغوط داخلية وخارجية

رغم إدراكها للمخاطر، تبدو قدرة مصر على الضغط على إثيوبيا محدودة للغاية، خاصة بعد اكتمال بناء السد وحصول أديس أبابا على دعم مالي واسع من صندوق النقد والبنك الدوليين، بالإضافة إلى دعم سياسي من الولايات المتحدة ودول أوروبية والإمارات، فضلًا عن مساندة الصين وروسيا وعدد من جيرانها الأفارقة.

ويزيد المشهد تعقيدًا دخول إسرائيل على خط الأزمة، بطلبات منحها تسهيلات من القاهرة للحصول على حصة من مياه النيل القادمة من إثيوبيا، وهو ما يعكس أبعادًا إقليمية خطيرة للصراع على المياه. وتخشى دوائر سياسية مصرية أن يتحول الملف إلى ورقة مساومة دولية، تُستخدم للضغط على القاهرة في قضايا أخرى تتعلق بالاقتصاد أو الأمن الإقليمي. 

بين الجوع والعطش: مستقبل الفلاح المصري

في ظل هذه المعطيات، يجد الفلاح المصري نفسه في قلب المعادلة الصعبة. فهو مطالب بزيادة الإنتاج رغم ندرة المياه وارتفاع تكاليف الزراعة وتراجع الدعم الحكومي. ومع ذلك، يظل صامدًا في مواجهة أزمة متعددة الأبعاد تجمع بين المخاطر البيئية والتحديات الاقتصادية والضغوط السياسية.

ورغم قسوة التحديات، يرى بعض الخبراء أن الفرصة لا تزال قائمة عبر إصلاح شامل للقطاع الزراعي، يتضمن تحسين أنظمة الري، وتوسيع الاستثمار في محطات تحلية المياه، ودعم المزارعين بالتكنولوجيا الحديثة. فالفلاح المصري يملك تاريخًا من الصمود، لكن نجاحه يتوقف على وجود إرادة سياسية جادة تعيد له مكانته ودوره الحيوي. 

خاتمة: عيد بطعم التهديد

هكذا تحوّل عيد الفلاح المصري، الذي يُفترض أن يكون مناسبة للاحتفال بعصب الاقتصاد الوطني، إلى عيد بطعم التهديد. فبين سد النهضة الذي يهدد بقطع شريان الحياة عن مصر، والأزمات الداخلية التي تثقل كاهل المزارعين، يقف الفلاح المصري اليوم على خط المواجهة الأول في معركة البقاء، فيما يظل مستقبل الأمن المائي والغذائي للبلاد مرهونًا بقدرتها على إدارة هذه الأزمة المصيرية بحكمة وشجاعة

تدوير المعتقلين فى زمن الانقلاب انتهاك صارخ للحق في الحرية والأمان الشخصي.. الأربعاء 10 سبتمبر 2025م.. مصر وتركيا وجهتا تحذيرا لحماس قبل ضرب الدوحة

تدوير المعتقلين فى زمن الانقلاب انتهاك صارخ للحق في الحرية والأمان الشخصي.. الأربعاء 10 سبتمبر 2025م.. مصر وتركيا وجهتا تحذيرا لحماس قبل ضرب الدوحة

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* الصحفي بدر محمد بدر يواجه القتل بالإهمال الطبي بسجون السيسي بعد 9 سنوات من الحبس الاحتياطي

يُعد الكاتب الصحفي بدر محمد بدر (67 عامًا) أحد أبرز الصحفيين الذين تركوا بصمة واضحة في المشهد الإعلامي منذ تخرجه في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1980. ولد في الثالث من مايو 1958 بقرية سنجرج التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وانطلق في مسيرته المهنية من مجلة “الدعوة” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، لينضم إلى نقابة الصحفيين في نفس العام.

على مدار مسيرته، تولى بدر رئاسة تحرير عدة مطبوعات بارزة مثل مجلة لواء الإسلام عام 1988، وشارك في إدارة تحرير جريدة الشعب عام 1990، كما تولى إدارة تحرير صحيفة آفاق عربية حتى عام 2004، ثم رئاسة تحرير جريدة “الأسرة العربية” حتى إغلاقها في 2006. ولم يقتصر نشاطه على الصحافة المطبوعة فقط، بل عمل أيضًا مراسلاً لعدد من المنابر الإعلامية العربية، أبرزها قناة الجزيرة، فضلًا عن تأليفه سبعة كتب صحفية وفكرية. 

الاعتقال والتدوير: سنوات لا تنتهي
في فجر 29 مارس 2017، ألقي القبض على بدر محمد بدر ضمن القضية رقم 316 لسنة 2017 أمن دولة عليا، وظل قيد الحبس الاحتياطي حتى إتمامه عامين كاملين.

ورغم صدور قرار بإخلاء سبيله، لم يُنفذ القرار، إذ اختفى قسريًا يوم 8 ديسمبر 2019، قبل أن يظهر مجددًا أمام نيابة أمن الدولة في فبراير 2020 على ذمة قضية جديدة (1360 لسنة 2019)، متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية. ومنذ ذلك الحين، يستمر تجديد حبسه بشكل دوري دون محاكمة عادلة.

هذا النمط المعروف باسم “التدوير” ـ أي إعادة اتهام المعتقلين في قضايا جديدة بعد انتهاء فترة حبسهم ـ أصبح سمة بارزة في قضيته، ما جعل سنوات سجنه تمتد لما يقارب تسع سنوات بين الاعتقال، والإخفاء القسري، والتدوير القضائي. 

الانتهاكات والإهمال الطبي
منذ لحظة اعتقاله، واجه بدر محمد بدر سلسلة من الانتهاكات الممنهجة، إذ يقبع في ظروف احتجاز وصفتها منظمات حقوقية بـ”غير الإنسانية”، خاصة داخل سجن بدر 3 سيئ السمعة. آخر ظهور علني له عام 2020 كان في حالة إعياء شديد، وقد مُنع منذ ذلك الحين من الزيارة والدواء.

وتفاقمت معاناته بسبب حرمانه من العلاج اللازم لأمراض مزمنة يعاني منها، مثل السكري وأمراض الكبد والقلب، إلى جانب تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ نتيجة الإهمال الطبي. في يونيو 2020، وثقت تقارير حقوقية تعرضه لإهمال طبي متعمد رغم حالته الحرجة، ما يشكل خطرًا بالغًا على حياته. 

صمت النقابة واستمرار المعاناة
رغم أن بدر محمد بدر عضو في نقابة الصحفيين، فإن النقابة لم تصدر مواقف علنية مؤثرة بشأن قضيته، وهو ما اعتبره كثيرون “تخليًا عن أحد أعضائها” في مواجهة انتهاكات متصاعدة.

بينما تواصل أسرته مناشداتها للإفراج عنه أو على الأقل تمكينه من الرعاية الطبية والزيارات الإنسانية، تلتزم السلطات الصمت وتواصل سياسة التدوير والتمديد في حبسه الاحتياطي، ليظل مثالًا حيًا على معاناة الصحفيين بين قيود حرية التعبير والانتهاكات الممنهجة.

* حملة “الغايب فين؟” تطالب سلطات الانقلاب بالكشف عن مصير المختفين قسريا

أعلنت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات إطلاق حملة بعنوان “الغايب فين؟” بهدف كسر حاجز الخوف، وتشجيع الأهالي والمهتمين على الانضمام لجهود الضغط على نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي من أجل كشف مصير المختفين وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب. 

وقالت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” في بيان لها بالتزامن مع اليوم الدولي لمساندة ضحايا الاختفاء القسري، 30 أغسطس، إنها تسعى من خلال الحملة إلى إعادة فتح النقاش العام حول هذه الجريمة المسكوت عنها، وطرح سؤال “الغايب فين؟” كصرخة في وجه التجاهل الرسمي من جانب حكومة الانقلاب لمعاناة آلاف المعتقلين لمعارضتهم لنظام الانقلاب.

يُشار إلى أن الحملة وفق البيان، رصدت ووثقت منذ اطلاقها عام 2015 وحتى أغسطس 2025  تعرض 4828 شخصًا للاختفاء القسري، من بينهم 185 سيدة، ومن بين الـ 4828 حالة الموثقة لا يزال 400 شخص مختفيا قسريا بينما ظهر الباقون في مقرات النيابات وخصوصا نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة. 

وشدد البيان على أن هذه الحملة تأتي في ظل تزايد أعداد المختفين قسرًا فى الأشهر الاخيرة، واستمرار صمت وتجاهل سلطات الانقلاب للكشف عن مصيرهم أو تمكين أسرهم من معرفة أماكن احتجازهم، الأمر الذي يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري وللقانون الدولي لحقوق الإنسان. 

*ظهروا فجأة أمام نيابة أمن الدولة ..بالأسماء :حبس 45 مختفياً قسراً بينهم إعلاميون

قررت نيابة أمن الدولة العليا  بسلطة الانقلاب في مصر، حبس 45 معتقلاً، لفترات  تراوحت بين أسابيع وشهور، وظهر المعتقلون بشكل مفاجئ أمام النيابة بعد فترات طويلة من إخفائهم قسرياً، رغم أن ذويهم ومحاميهم كانوا قد أبلغوا في وقت سابق الجهات المعنية عن اختفائهم وتغييبهم قسراً.  

وتضم قائمة المحبوسين الجدد 45 شخصاً، جميعهم ظهروا فجأة أمام نيابة أمن الدولة العليا بعد فترات من الإخفاء القسري، وهو ما يعكس إشكالية قانونية جسيمة، حيث كانت أسرهم قد أرسلت بلاغات رسمية إلى النيابة العامة ووزارة الداخلية بشأن اختفائهم، ولم تجد استجابة وقتها.

 وتُعد ظاهرة الاختفاء القسري في مصر قضية حقوقية مؤرقة تتفاقم منذ عام 2013، وتصفها المنظمات الحقوقية بأنها سياسة ممنهجة. ورغم غياب الأرقام الرسمية وإنكار السلطات المصرية لوجودها، توثق التقارير الدولية والمحلية آلاف الحالات، وتُشير التقديرات الحقوقية إلى أن الآلاف قد اختفوا قسرياً في مصر على مدار السنوات الماضية.

وشملت القائمة الكاملة للمحبوسين إعلاميين من مختلف المحافظات، وهم: أحمد محمد غانم، وأحمد السيد عبد الجليل عقل، وأحمد جمال عفيفي، وأحمد حسن بهنسي، وأحمد رزق علي، وأحمد عباس السيد، وأحمد عبد الحفيظ درويش، وأحمد عبد الله زكي، وأحمد فؤاد فرج، وأحمد محمد عطية، وأحمد محمد عطا، وأسامة محمد حسين، وأشرف عبد الخالق أبو المعاطي، وأيمن سلامة شفطر، وأيمن محمد عفيفي، وبهاء إبراهيم البهي، وحسام ممدوح بكر، وخالد مفرح أنور، ورضا مبروك شحاتة، وسالم محمود عطية، وسامي أبو العلا محمود، وسعيد اعتيق حسان، وصلاح عبد الحميد محمد، وطارق محمد طلبة، وعادل أحمد محمد، وعبد الرحمن السيد غريب، وعبد الرحمن عبد الناصر محمد، وعبد العزيز وائل بهيج، وعبد المحسن فاروق علي، وعمر محمد عبد الرحمن، ومحمد إمام عباس، ومحمد جابر صميدة، ومحمد جمال علي، ومحمد رمضان عبد الجواد، ومحمد عادل مبروك، ومحمد عبد الله شاهين، ومحمد علي عبد المنعم، ومحمد عيسى الخولي، ومحمد فرج الناجوري، ومحمد إبراهيم عوض، ومحمود صلاح عودة، ومحمود محمد صابر، ومحمود محمد عبد الوهاب، ومصطفى صلاح محمد، ووسام أحمد عبد الجواد.

*منظمات حقوقية : تدوير المعتقلين فى زمن الانقلاب انتهاك صارخ للحق في الحرية والأمان الشخصي

كشفت منظمات حقوقية، بينها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، عن إعادة تدوير عشرة معتقلين سياسيين على ذمة القضية رقم 2369 لسنة 2023 حصر أمن دولة عليا، من بينهم الشاعر جلال البحيري والصحفي وائل عبد الغني .

وأكدت المنظمات أن هذه الممارسة، المعروفة باسم “التدوير”، باتت شائعة في زمن الانقلاب، حيث يُعاد احتجاز سجناء أنهوا مدد عقوباتهم أو حصلوا على البراءة عبر إدراجهم في قضايا جديدة بنفس التهم تقريبًا، مثل “نشر أخبار كاذبة” أو “الانتماء إلى جماعة محظورة”. 

يُشار إلى أن البحيري، الذي قضى عقوبة بالسجن ثلاث سنوات بعد إدانته بـ”إهانة المؤسسة العسكرية” على خلفية قصيدة ساخرة، كان من المفترض أن يُفرج عنه في يوليو 2021، إلا أنه أُعيد تدويره في قضايا جديدة ليبقى محتجزًا منذ مارس 2018، ودخل عامه الثامن في السجن. في 19 أغسطس 2025، خضع لتحقيق جديد أمام نيابة أمن دولة العسكر العليا.

انتهاك صارخ

ولفتت المنظمات إلى أن عبد الغني، حصل على حكم بالبراءة في ديسمبر 2023 بعد اعتقاله في سبتمبر من العام نفسه، لكنه أُعيد إدراجه لاحقًا في قضية أخرى بذات التهم، ليبقى في المعتقل . 

وقالت ان قائمة التدوير شملت أيضًا: أحمد عمارة (الغربية)، رجب الجداوي (كفر الشيخ)، أحمد بكر (الجيزة)، محمد الياسرجي، والسيد سالم (الشرقية)، عادل بيداري (الشرقية)، إضافة إلى اثنين لم يُكشف عن هويتهما. 

واعتبرت المنظمات الحقوقية هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا للحق في الحرية والأمان الشخصي، وتجاوزًا للدستور وضمانات المحاكمة العادلة، مؤكدة أن الهدف منها هو إطالة أمد الحبس الاحتياطي والتنكيل بالمعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. 

 الأمم المتحدة

من جانبها دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة،  سلطات الانقلاب إلى وضع حد لاحتجاز وحبس المعارضين السياسيين ومنتقدي حكومة الانقلاب تعسفيًا ولفترات طويلة، حتى بعد انقضاء مدة العقوبة أو تجاوز الحد الأقصى للحبس الاحتياطي، مطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الذين تخطوا هذه المدد. 

وأشار البيان الصادر عن المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى حالة الشاعر جلال البحيري، الذي ألقي القبض عليه في 3 مارس 2018 بمطار القاهرة على خلفية بلاغ يتهمه بـ”إهانة السيسي” .

ولفت إلى استمرار الحبس التعسفي بحق ناشطين بارزين، من بينهم علاء عبد الفتاح، والمحامية هدى عبد المنعم (66 عامًا)، العضو السابق في المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمحامي الحقوقي إبراهيم متولي حجازي، مؤسس رابطة أسر المختفين قسريًا. 

وقال البيان ان المحامية الحقوقية هدى عبد المنعم أُلقي القبض عليها في نوفمبر 2018، واحتُجزت قسرًا 21 يومًا قبل التحقيق معها فيما عُرف بـ”قضية التنسيقية”، مشيرة إلى أن قضيتها أُحيلت إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ التي قضت عليها بالسجن المشدد خمس سنوات، يعقبها خمس سنوات مراقبة شرطية. فيما واجهت اتهامات بالانتماء إلى جماعة محظورة وتأسيس كيان حقوقي وتقديم دعم مالي، كما تعرضت لانتهاكات منها الحرمان من الزيارة وإدراجها على قوائم الإرهاب. 

وأكدت المفوضية أن هذه الممارسات تتعارض مع التزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان، وعلى رأسها حظر الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي، مجددة مطالبتها لسلطات الانقلاب باحترام القانون والإفراج عن جميع من تجاوزوا مدد الحبس الاحتياطي أو أنهوا أحكامهم. 

* 20 منظمة حقوقية تتهم مصر بتحويل سفاراتها إلى “أدوات قمع عابر للحدود”

أدانت 20 منظمة حقوقية بشدة ما وصفته بـ”التوظيف غير المسبوق للبعثات الدبلوماسية المصرية كأدوات للقمع العابر للحدود” ضد المتظاهرين السلميين في الخارج، مطالبةً الحكومات المضيفة والأمم المتحدة بفتح تحقيقات عاجلة ومحاسبة المسؤولين.

واستند بيان مشترك أصدرته المنظمات الدولية والمصرية إلى فيديو مسرب منسوب لوزير الخارجية بدر عبد العاطي، يوجّه فيه موظفي السفارات بالتعامل بعنف مع المحتجين، قائلًا “هاته من قفاه ودخله على جوه ويتكتف ويتجاب الشرطة… طلع عين أبوه”.

وعبرت المنظمات عن صدمتها من ذلك التوجيه، مؤكدة أنه تُرجم إلى اعتداءات فعلية في عدة عواصم عالمية، مما يمثل تصعيدًا خطيرًا في استهداف المعارضين.

وسلط البيان الضوء في هذا السياق على حوادث موثقة تظهر تحول السفارات إلى مراكز عمليات للقمع، أبرزها في لاهاي حين رد موظفو السفارة على متظاهرين بالاعتداء اللفظي، وتزامن ذلك مع اعتقال أفراد من عائلاتهم داخل مصر، قبل أن يتطور الأمر إلى حشد موالين للنظام لمواجهة المحتجين وتهديدهم.

وعدت المنظمات ما حدث أمام السفارة المصرية في نيويورك مثالًا آخر على ذلك، حين قام أفراد أمن البعثة المصرية بسحب مواطنيّن أمريكيَّين قسرًا إلى داخل المبنى والاعتداء عليهما بالضرب بسلسلة معدنية قبل تسليمهما للشرطة، وفي لندن كذلك حين اعتمدت السلطات على “موالين حكوميين” للاعتداء الجسدي على النشطاء في الأماكن العامة بالقرب من مواقع الاحتجاج.

ولم يقتصر الأمر على اعتداءات الخارج، حسب البيان الذي أكد أن تلك الوقائع صاحبتها وقائع داخل مصر شملت اعتقال وإخفاء فرد من عائلة صحفي مصري بالمنفى قسريًا، انتقامًا من عمله خارج البلاد، كجزء من نمط أوسع يشمل حرمان العائلات من الخدمات القنصلية واستهدافهم ببرامج تجسس.

وأكدت المنظمات الموقعة أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا جسيمًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، حيث يتم إساءة استخدام حصانة المباني الدبلوماسية التي تهدف إلى حمايتها من التدخل الخارجي، لا لتحويلها إلى “أماكن احتجاز أو أدوات إكراه”.

وضمت قائمة المنظمات الموقعة على البيان منظمات مصرية من بينها المنبر المصري لحقوق الإنسان والجبهة المصرية لحقوق الإنسان ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومركز النديم ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان ومنصة اللاجئين، إلى جانب منظمات دولية من بينها منظمة يوروميد للحقوق EuroMed Rights، والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

وطالبت المنظمات في ختام بيانها باتخاذ إجراءات دولية منسقة، تشمل تحقيقات مستقلة من قبل حكومات هولندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الوقائع التي جرت على أراضيها، إلى جانب اتخاذ إجراءات مساءلة تشمل إعلان الدول المضيفة للدبلوماسيين المسؤولين عن الاعتداءات “أشخاصًا غير مرغوب فيهم”.

كما طالبت المنظمات بتدخل أممي، عبر دعوة المقررين الخاصين في الأمم المتحدة للتحقيق في إساءة استخدام مصر للحصانة الدبلوماسية لارتكاب أعمال قمع، وإلزام الدول المضيفة بضمان سلامة المحتجين وقدرتهم على ممارسة حقوقهم دون ترهيب أو عنف من قبل الدبلوماسيين المصريين.

وفي أواخر يوليو الماضي، واجهت السفارات المصرية في عدد من الدول الأوروبية حملة احتجاجات ومحاولات لحصارها وإغلاقها، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون من التجويع.

*مصر وتركيا وجهتا تحذيرا لحماس قبل ضرب الدوحة

كشف تقرير نشرته القناة 14 الإسرائيلية، أن مصر وتركيا أبلغتا قيادات بارزة في حركة حماس، في العاصمة القطرية الدوحة، بوجود تحذيرات جدية من عملية اغتيالات محتملة تخطط لها إسرائيل.

من جهتها، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير صباح اليوم الأربعاء، أن مسؤولين مصريين وأتراكا نقلوا تحذيرات إلى كبار قادة حماس في قطر خلال الأسابيع الأخيرة، داعينهم إلى تعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بهم، خشية من تنفيذ عمليات اغتيال منسّقة.

وأكدت الصحيفة أن هذه التحذيرات تأتي في سياق الدور المحوري الذي تلعبه كل من مصر وتركيا كوسيطين في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى أن كلا البلدين يسعى لحماية ممثلي الحركة لضمان استمرار الحوار، حتى في ظل التوترات الشديدة.

ووفق تقرير لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن مصر وقطر دخلتا في حالة صدمة تامة بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، ما قد يؤثر بشكل بالغ على مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، التي كانت تدار بوساطة مشتركة بين البلدين.

وأشار التقرير إلى أن الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والقائمة على تبادل أسرى فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين، أصبحت الآن “غير قابلة للتنفيذ” في ظل تدهور الثقة بين الأطراف، وانهيار بيئة الحوار.

في موقف داعم للعملية، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة كان “يجب أن يحدث منذ زمن طويل”، واصفة إياه بعمليةقطع الرؤوس”، تهدف إلى القضاء على القيادة السياسية والعسكرية العليا لحركة حماس في الخارج.

وأضافت الصحيفة: “هذا عمل مشروع وعادل، فالدوحة لم تعد ملاذاً آمناً لقيادة حركة تُصنّفها إسرائيل والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، وتساهم في قتل المدنيين“.

وتساءل كثيرون داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية: “لماذا لم تُنفذ هذه العملية في الأيام الأولى من الحرب؟”، مشيرين إلى أن تأجيلها أعطى قادة حماس فرصة للتخطيط وتنسيق العمليات من مناطق آمنة.

وفي وقت سابق، قصفت طائرات إسرائيلية مقرات لقادة في حركة “حماسبالعاصمة القطرية الدوحة، وقوبل هذا الهجوم بموجة شجب واستنكار دولية واسعة النطاق، حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد في اتصال هاتفي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بأنها “لن تتكرر“.

* إلغاء مؤتمر قافلة الصمود المصرية

أثار قرار إلغاء المؤتمر الصحفي لقافلة الصمود المصرية، الذي كان مقرراً انعقاده في القاهرة، موجة واسعة من ردود الأفعال والتعليقات. ورغم أن اللجنة المنظمة بررت الخطوة بأنها “أسباب خارجة عن الإرادة”، إلا أن تسريبات عدة تحدثت عن ضغوط وتهديدات أمنية دفعت إلى هذا القرار. وبينما اعتبره البعض ضربة لحرية التعبير والتجمع، رآه آخرون مؤشراً على حساسية الموقف السياسي المحيط بالقضية الفلسطينية في الداخل المصري. 

تهديدات أمنية وراء الإلغاء

مصادر مطلعة أوضحت أن الإلغاء جاء نتيجة تلقي اللجنة المنظمة تهديدات مباشرة باحتمال ملاحقة أمنية أو اعتقالات قد تطال المنظمين والحضور، إذا تم المضي قدماً في عقد المؤتمر. هذه التطورات دفعت القائمين على القافلة إلى التراجع عن المؤتمر لتجنب تبعات خطيرة، خصوصاً مع وجود صحفيين ونشطاء كانوا ينوون الحضور. 

صدمة بين الداعمين

قرار الإلغاء نزل كالصاعقة على مؤيدي القافلة، الذين كانوا ينتظرون المؤتمر للإعلان عن تفاصيل التحرك الشعبي واللوجستي تجاه غزة. كثيرون عبروا عن خيبة أملهم، معتبرين أن ما حدث يعكس ضيقاً رسمياً بأي مبادرة مستقلة تتعلق بالقضية الفلسطينية، حتى لو كانت ذات طابع إنساني. 

ردود الفعل على السوشيال ميديا

وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت بالتعليقات عقب الإعلان عن الإلغاء. نشطاء وصفوا الأمر بأنه “قمع استباقي” لمنع أي تحرك شعبي مستقل، فيما رأى آخرون أن النظام لا يريد فتح أي نافذة لعمل تضامني قد يحرجه أمام الرأي العام. في المقابل، دعت بعض الأصوات إلى التهدئة وانتظار البيان التوضيحي الذي وعدت به اللجنة المنظمة.

المحامية والحقوقية ماهينوز المصري كتبت ” تعتذر اللجنة التنسيقية لأسطول الصمود المصري لكسر الحصار عن غزة،وتعلن إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مزمعًا عقده في السابعة مساءً بمقر الأسطول بالقاهرةوذلك لأسباب خارجة عن إرادة اللجنة،وتعلن اللجنة التحضيرية اجتماعها لحين إصدار بيان توضيحي خلال ساعات زياد البسيوني- منسق عام اللجنة”.

وكتب كيرا ” كل الدول العربية علي الشريط البحر المتوسط شاركت ماعدا مصر هذا يفسر الكثير عن عقلية من يحكم مصر”.

وأضاف محمد توحيد ” أكيد تدخل السيسي وعصابته وأكيد الداخلية البلطجية وأكيد الأسباب هي بلطجة أمن الدولة . يسقط يسقط حكم العسكر . فين أوساخ جبهة الإنقاذ ( جبهة خراب مصر ) أين أنتم يا حثالة السياسيين يا من دعمتم الانقلاب العسكري ودعمتم قتل المصريين.” 

وأشار عماد ” مصر يديرها يهود – بن غفير في 3-9- 2025 :القوارب في الأسطول ستتم مصادرتها، والأشخاص الموجودين على متنها سيُعتقلون وسيُعاملون باعتبارهم مشتبها فيهم بالإرهاب . – رد الاسطول بيان في 4 -9-2025 أكد أنه تصريحاته واهية ولن تثنيهم عن مهمتهم الإنسانية.” 

تداعيات على صورة المبادرة

الإلغاء المفاجئ وجّه ضربة لصورة قافلة الصمود التي كانت تسعى إلى تقديم نفسها كتحرك شعبي مستقل وواسع. غياب المؤتمر ألقى بظلال من الشك على مستقبل القافلة وإمكانية استمرارها بالزخم الذي حظيت به منذ الإعلان عنها. كما منح المعارضين فرصة للتشكيك في قدرة المبادرة على مواجهة الضغوط وتحقيق أهدافها.

إلغاء المؤتمر الصحفي لقافلة الصمود المصرية يكشف بوضوح هشاشة هامش الحرية المتاح في المشهد السياسي والإعلامي، خاصة عندما يتعلق الأمر بمبادرات مرتبطة بالقضية الفلسطينية. وبينما ينتظر الداعمون بياناً رسمياً يوضح خطوات اللجنة المقبلة، تبقى الحقيقة أن هذا القرار شكل خيبة أمل كبيرة للمهتمين بالقضية، وأعاد فتح النقاش حول حدود العمل الشعبي المستقل في مصر.

 

*مصر لمجلس الأمن حول سد النهضة: نحتفظ بحقنا في كل التدابير القانونية

وجّه وزير خارجية النظام المصري بدر عبد العاطي، أمس الثلاثاء، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إثر افتتاح إثيوبيا سد النهضة بإرادة مفرده دون التنسيق مع مصر والسودان.

وجرى تسليم الخطاب إلى لبنان لتوزيعه على أعضاء المجلس ونشره باعتباره وثيقة من وثائق الأمم المتحدة، وذلك بالتزامن مع افتتاح رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، سد النهضة الإثيوبي الكبير الثلاثاء.

وأوضح وزير خارجية النظام المصري في البيان، أن مصر دأبت على المطالبة الدائمة بمنح كل المساعدة للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم وشامل

وأن البديل هو أن تظل إثيوبيا تمضي في إجراءات أحادية مخالفة للقانون والأعراف الدولية، ولا تعبأ بأي تبعات قد تترتب على ذلك من تأثير على النظام القانوني الحاكم لحوض النيل الشرقي طبقاً للقانون الدولي

فضلاً عما تمثله التصرفات الإثيوبية الأخيرة من خرق صريح لمبدأ حسن النية، ولما تفرضه قواعد القانون الدولي. كما شدد في بيانه على رفض الإجراءات الأحادية الإثيوبية كافة في نهر النيل، وعدم الاعتداد بها، مؤكداً أنها لا تُنتج أي آثار قانونية، ولا يمكن أن تُكسب إثيوبيا حقوقاً في مواجهة المصالح الوجودية لشعوب دولتي المصب مصر والسودان.

كما أشار الخطاب إلى أن مجلس الأمن سبق أن تناول مشروع السد الإثيوبي على مدار السنوات الماضية، حيث دعت القاهرة إلى ضبط النفس، واختارت اللجوء للدبلوماسية والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ليس ضعفاً ولا تقاعساً عن الدفاع عن مصالحها الوجودية

وإنما انطلاقاً من انفتاح مصر الراسخ على التعاون وحسن النية لتحقيق المنفعة المشتركة بين دول حوض النيل وفقاً للقانون الدولي، غير أن إثيوبيا اختارت سياسة فرض الأمر الواقع، بما يهدد استقرار وأمن المنطقة برمتها، ويضع السلم والأمن الدوليين أمام تحديات جسيمة.

وأكدت مصر أن محاولات إثيوبيا المستمرة في تسييس ملف المياه، وفرض الأمر الواقع، هي سياسة مرفوضة قطعاً، وليست احتياجاتها التنموية، مهما كانت، مبرراً للتعسف في استخدام الحق أو التعدي على حقوق الآخرين، مشددة على أن نهر النيل يمثل ملكية مشتركة لدول الحوض، وأن أية تصرفات من القاهرة لن تنفصل عن مصالحها الوجودية في نهر النيل.

واختتمت القاهرة خطابها بالتأكيد على أن مصر متمسكة بأحكام القانون الدولي كاملة في نهر النيل، ولن تسمح للتصرفات الإثيوبية الهادفة إلى الإضرار بالمصالح المائية المصرية بالاستمرار، كما احتفظت بحقها في اتخاذ جميع التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، للدفاع عن مصالحها الوجودية وشعبها.

وفي حضور قادة أفارقة، دشنت إثيوبيا ا سد النهضة رسمياً، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، والمشيد على أحد روافد نهر النيل، مؤكدةً أن المشروع سيوفر الطاقة للملايين من الإثيوبيين، ويلبي طموحات الدولة في التنمية الاقتصادية.

وبلغت تكلفة إنشاء سد النهضة الإثيوبي خمسة مليارات دولار، وهو يواجه انتقادات شديدة من مصر، باعتباره تهديداً وجودياً لها.

وتعتمد مصر، البالغ عدد سكانها حوالي 110 ملايين نسمة، على نهر النيل للحصول على نحو 97% من احتياجاتها من المياه العذبة.

وتقدَّر موارد مصر المائية بحوالى 56.6 مليار متر مكعب سنوياً، فيما تبلغ احتياجاتها حوالي 114 مليار متر مكعب سنوياً. وأظهرت أبحاث مستقلة عدم تسجيل اضطرابات كبيرة في تدفق المياه بمجرى النهر حتى الآن، لأسباب منها هطول أمطار بكميات مناسبة، وملء خزان السد الإثيوبي بحذر خلال مواسم الأمطار، على مدى خمس سنوات.

ومنذ عام 2016، شرعت مصر في سن تشريعات تهدف إلى تقليص مساحة زراعة الأرز من مليوني فدان إلى 750 ألفاً، بهدف ترشيد استهلاك المياه، وتوفير قرابة خمسة مليارات متر مكعب كانت تُستخدم في زراعة 1.250 مليون فدان. ولأول مرة في تاريخ مصر الزراعي، تفرض الحكومة عقوبة السجن على الفلاحين الذين لا يلتزمون بالمساحات المحددة لزراعة الأرز.

وفقدت مصر نحو مليار دولار سنوياً كانت تعود عليها من تصدير مليون طن من الأرز الأبيض، بعد أن تحولت من دولة مكتفية من الأرز إلى مستورد له.

كما أعلنت الحكومة في 2017، عن خطة استراتيجية للموارد المائية حتى عام 2050، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار، وهي تتضمن أربعة محاور رئيسية: ترشيد استخدام المياه، وتنقية مياه الصرف الصحي، وتحلية مياه البحر، وتوعية المواطنين بأهمية ترشيد المياه.

وتتمسّك مصر والسودان بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني يضمن حصتيهما التاريخيتين من المياه (55.5 مليار متر مكعب للقاهرة، و18.5 مليار متر مكعب للخرطوم)، في حين تعتبر إثيوبيا أن المشروع حق سيادي لتنمية مواردها المائية وتوليد الطاقة.

ويشكّل سد النهضة، الذي تبلغ سعته التخزينية الإجمالية نحو 74 مليار متر مكعب، حجر الأساس لخطط إثيوبيا للتحول إلى مركز إقليمي لتصدير الكهرباء، خاصةً إلى السودان وجيبوتي وكينيا، وربما مصر مستقبلاً.

وتخشى القاهرة أن يؤدي الملء والتشغيل من دون تنسيق، إلى تراجع منسوب بحيرة ناصر خلف السد العالي، ما قد يهدد الأمن المائي والغذائي المصري، في ظل الاعتماد شبه الكامل على مياه النيل.

*هل ينتقل صراع النفوذ من النيل إلى القرن الإفريقي؟ نشر قوات مصرية بالصومال ينذر بتصعيد جديد مع إثيوبيا

عبرت الاعتراضات الإثيوبية عن نشر قوات مصرية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال عن تصاعد التوترات القائمة بين القاهرة وأديس أبابا على خلفية إنشاء سد النهضة، والذي تم افتتاحه رسمياَ هذا الشهر، إلى جانب انتقال النزاع على الهيمنة الأفريقية من نهر النيل الذي تبدو فيه إثيوبيا هي المتفوقة الآن إلى منطقة القرن الأفريقي بعد أن وضعت مصر قدماً في مناطق تأثير إستراتيجية لأديس أبابا بخاصة في الصومال المجاور.

قوة عسكرية لمواجهة غطرسة أثيوبيا

وقال مصدر عسكري مصري مطلع على هذا الملف، إن القاهرة عززت علاقاتها مع الصومال وتستهدف من وراء بعثتها المشاركة ضمن قوات الاتحاد الأفريقي لدعم مقديشو في مواجهة الإرهاب على أراضيها، وكذلك للحفاظ على عدم حدوث اختراق في دول لديها أطماع في الوصول إلى البحر الأحمر من خلال تدشين قواعد عسكرية (في إشارة إلى إثيوبيا).

لكنه أوضح في الوقت ذاته أن هذه القوات ليست موجهة ضد أحد، ولن تخرج عن إطار مهام عملها ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي إلى مهام تطوير الجيش الصومالي وفقاً لاتفاقيات عسكرية سابقة بين البلدين.

وأضاف المصدر أن التواجد المصري لن يتطور كي يصبح بمثابة قاعدة عسكرية مصرية في الصومال، غير أن كثافة الجنود المشاركين والانخراط في تنسيق قوي مع الجيش الصومالي يسمح بالتنسيق في حال حدوث تهديدات من أي دولة معتدية على السيادة الصومالية، بخاصة وأن الجيش الصومالي حصل خلال الأشهر الماضية على العديد من الأسلحة المصرية التي تستهدف بالأساس مكافحة الإرهاب، وفي حال كان هناك طلب للمساعدة في التعامل مع الاعتداءات الخارجية فإن القاهرة لن تتردد إذ أنها تتعامل مع دولة عربية شقيقة ويأتي تعاونها في إطار جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.

وذكر أن مصر أو الصومال ليس لديهم نوايا عدائية مع أديس أبابا، ويمكن القول بأن التطورات الأخيرة تعبر عن إستراتيجية دفاعية والتأكيد على أن هناك قوة عسكرية يمكن أن تواجه “غطرسة أثيوبيا التي تنتهك السيادة الصومالية بتعاونها مع مجموعات انفصالية غير معترف بها دوليَا وتهدف إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البحر الأحمر وإن كانت نواياها تنموية كما تدعي”، على حد تعبير المصدر.

وأشار إلى أن بدء الاستعداد لانتشار الجنود المصريين في الصومال يخدم مباشرة إحداث توازن في موازين القوى السياسية والعسكرية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وإن لم يكن ذلك هدفاً رئيسياً من نشر القوات، غير أن قوة الجيش المصري تجعله رقماً مهماً، وأن ذلك يساعد القاهرة على نسج مواقف أكثر قوة مع جيران إثيوبيا بشأن الضغط عليها للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لتشغيل السد مع افتتاحه هذا الشهر، وأن القاهرة على استعداد للتعاون التنموي شريطة أن يكون وفقاً لاتفاقيات قانونية معترف بها دوليا وليس وفقاً لأهواء أديس أبابا.

ولفت إلى أن المشاركة الفاعلة في بعثة الاتحاد الأفريقي لا تنفصل عن جهود بذلتها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية المصرية طيلة السنوات الماضية بشأن تقديم الخبرات والتدريبات المطلوبة للعناصر الأمنية في دول أفريقية عديدة، وهو ما يدعم أن تكون مصر لاعباً مهماً في تحقيق السلام والأمن في أفريقيا، دون أن يكون لديها أهداف عدائية لكنها تحاول أن تنسج علاقاتها انطلاقاً من التنسيق الأمني بعد أن حققت نتائج مهمة على مستوى مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية على أراضيها.

القوات هدفها تأمين قناة السويس 

ووصل وفد عسكري مصري متقدم إلى مطار عدن عدي الدولي في مقديشو، يضم ضباطاً كباراً ووحدات خاصة، تمهيدا لنشر قوات مصرية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال  (AUSSOM).

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام صومالية، سيعمل الوفد العسكري المصري على وضع الأسس اللوجستية والتنسيق مع السلطات الصومالية لتسهيل وصول 1091 جندياً مصرياً كجزء من البعثة الإفريقية، بالإضافة إلى قوات أخرى ضمن الاتفاقية الثنائية بين القاهرة ومقديشو.

ورحبت وزارة الدفاع الصومالية بالخطوة، مؤكدة أنها تعكس “التزام مصر بدعم أمن الصومال وبناء قدرات الجيش الوطني الصومالي” في مواجهة تنظيم الشباب، مشيرة إلى أن الفريق المصري أكمل تدريبات مكثفة قبل الوصول، مما يعزز جاهزيته للعمل في بيئة أمنية معقدة.

وقال مصدر عسكري مصري آخر مطلع على تفاصيل التعاون مع الصومال، إن القاهرة تنظر إلى قواتها المشاركة في البعثة الأفريقية باعتبارها أداة مهمة للتعامل مع تهديدات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو هدف اقتصادي يتعلق بتأمين قناة السويس ويتجاوز مسألة سد النهضة وهو لا يغيب أيضاً عن بنك الأهداف المصري.

وبحسب المصدر ذاته فإن ذلك ما يجعل الصومال تحمل أهمية كبيرة للأمن القومي المصري، بخاصة وأن هناك توقعات بحدوث اضطرابات أخرى في المنطقة حال تجددت الحرب الإسرائيلية الإيرانية وفي حال اتساع نطاق الصراعات الدائرة في المنطقة لتنخرط فيها قوى عظمى.

وأشار إلى أن مصر وجدت صعوبات في إحداث اختراقات تذكر على مستوى استعادة علاقاتها مع دول القارة الأفريقية، وكان تركيزها على البنية التحتية والتنسيق الأمني والعسكري مدخلاً مهماً لكنه لم يحقق الأثر المرجو لأن إثيوبيا استطاعت جذب دول حوض النيل إلى اتفاقية عنتيبي وهي معنية بإعادة تقسيم المياه، كما أنها لم تستطع التعامل مع الاختراقات الإقليمية الأخرى التي لديها مصالح اقتصادية وأمنية أكبر مع وجود قواعد عسكرية ودعم اقتصادي مستمر للدول الافريقية لا تستطيع القاهرة تحمل تكلفته، ما يجعل التواجد في الصومال تعويضا عن ملفات أخرى لم تحقق الأثر الإيجابي المرجو.

وأكد أن القاهرة تضرب عصفورين بحجر واحد فهي من ناحية تقدم خبراتها لمواجهة حركة “الشباب” الصومالية بما لديها من خبرات في مواجهة التنظيمات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، ومن ناحية أخرى فهي تعرقل وصول أثيوبيا إلى ساحل البحر الأحمر عن طريق “أرض الصومال” وهناك قناعة إنه إذا جرى تحديث الجيش الصومالي فإن أديس أبابا ستفكر في خطواتها، لافتاً إلى أن مصر كان يمكن أن تبحث عن صيغة للتعاون مع إثيوبيا غير أن مواقفها في سد النهضة وأزماتها مع جيرانها تشير إلى أن تشاطئها سيكون محل مشكلات أكبر.

رسائل تهديد غير مباشرة

وذكر أن القاهرة تبعث برسائل تهديد غير مباشرة لأديس أبابا بأن سد النهضة أضحى في متناول قواتها، ورغم أنه لا مجال لتوظيف عمل بعثة دولية في أعمال عدائية لكن ذلك يشكل ضغطاً على إثيوبيا، التي ستكون في حالة قلق مستمر من قرب التواجد المصري من حدودها خاصة وأن هناك تواجد لجنود مصريين في القاعدة العسكرية بإقليم “جيدو” في الصومال وهي على الحدود مع إثيوبيا، وستكون تلك المنطقة بمثابة ارتكاز لقوات مصرية تشارك في تدريبات مع الجيش الصومالي لتطوير قدراته

وأشار المصدر أيضاً إلى أن التواجد المصري في الصومال محفوف بالمخاطر أيضاً لأن الجنود المصريين يمكن أن يكونواً هدفاً لقوات الشباب الصومالية أو لأي مجموعات مسلحة يمكن أن تعمل لحساب أطراف مناوئة لمصر، بخاصة وأن منطقة “جيدو” شهدت تنفيذ عمليات من جانب حركة الشباب الصومالية على مدار السنوات الماضية، ويمكن أن يكون التلويح باستخدام القوة عبر التواجد العسكري قرب سد النهضة مقدمة لتصعيد آخر بين البلدين.

وفي يناير من هذا العام، صرح عبد الفتاح السيسي أن بلاده ستكون دائما على استعداد للدفاع عن الصومال، نظرا لكون هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا عضوا في جامعة الدول العربية.

ووقعت مصر اتفاقية دفاعية مع الصومال في أغسطس 2024 نصت على نشر 10000 جندي مصري في الصومال، نصفهم ضمن مهمة الاتحاد الإفريقي، والنصف الآخر في إطار اتفاق ثنائي مباشر، ما يعيد تشكيل توازن القوى في القرن الإفريقي.

وحسب صحيفة “الصومال الجديد” فقد “وصلت طائرتان عسكريتان مصريتان، الثلاثاء الماضي، إلى مطار آدم عدي الدولي في العاصمة الصومالية مقديشو، كان على متنهما معدات عسكرية وضباط ضمن إعادة تنظيم استراتيجي أوسع نطاقاً في منطقة القرن الأفريقي، حيث يسعى الصومال إلى تعزيز قدراته العسكرية من خلال الشراكات الدولية“.

الملف الأمني الصومالي في مهب الريح

وبحسب خبير في الشؤون الأفريقية، فإن الاعتراضات الإثيوبية على تواجد القوات المصرية في الصومال يرجع لأن هناك عداء تاريخي بين الطرفين ولأن تعقيدات سد النهضة مازالت مستمرة بل أن نشر قوات عسكرية مصرية يأتي بالتزامن مع استعدادات افتتاحه، وهناك خطط إثيوبية لبناء مزيد من السدود على ساحل النيل الأزرق، ويشكل وجود القوات المصرية تهديداً لخططها المستقبلية، لأنه ليس من المتوقع أن تقع مصر في نفس الخطأ السابق حينما سمحت لأديس أبابا ببناء السد.

وأضاف أن أديس أبابا ترى بأن مصر وضعت كماشة لخنقها فهي وطدت علاقتها مع كلاً من الصومال وإريتريا، وهو ما يشكل تهديدا على مصالحها في المنطقة، كما أن لديها توترات مع الدولتين، ما يجعل من الانخراط المصري في أي من هذه الصراعات قائماً وستكون فرصة للرد على حرب المياه التي تشنها.

ووفقاً للمصدر فإن تعزيز التعاون مع قوى مجاورة لإثيوبيا يقلص من فرص مناورة أديس أبابا بحجب المياه عن دولتي المصب في حال لم يكن هناك اتفاق بشأن التشغيل، في حين أن خطط الاستفادة من الطاقة الكهرومائية يتطلب حجب كميات هائلة من المياه قد تسبب جفافاً في المياه لدى مصر والسودان.

ولفت إلى أن الاعتراض الأكبر من جانب إثيوبيا يتعلق بأن الملف الأمني الصومالي الذي كانت تتحكم في مقاليده لسنوات طويلة نتيجة لتنسيقها الأمني المستمر مع مقديشو أضحى في مهب الريح الآن، وهو ما دفعها لتحسين العلاقات مع الحكومة الصومالية بحثاً عن إمكانية تحييد مصر، مع بدء نشر قوات مصرية فإنه من الواضح أن المحاولة الإثيوبية لم تحقق أهدافها، وبالتالي سيكون هناك إعادة رسم موازين القوى في منطقة القرن الأفريقي على أسس التوازن وليس حسم القوة لصالح أي من مصر أو إثيوبيا.

وعبّر السفير الإثيوبي في مقديشو سليمان ديديفو عن استياء بلاده من وجود قوات مصرية في الصومال، وأن أديس أبابا لا تشعر بالتهديد منها أو الارتياح لها، ولا تمثل “أيّ فائدة أمنية” مؤكدا أن إثيوبيا لا تمانع في استقدام قوات من أي دولة صديقة، لكن وجود قوات من مصر قد يشكل تحديا سياسيا واستراتيجيا للقوات الإثيوبية في الصومال، ويبلغ عددها نحو 4 آلاف جندي.

*”مدبولي” خطة لتوسع أسطول الطيران بنسبة 30%.. أولويات خفية في زمن تقشف الشعب

في الأول من سبتمبر 2025، أعلن رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي خلال اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة بالعاصمة الإدارية الجديدة عن خطة حكومية لزيادة حجم أسطول الطيران المدني بنحو 30% خلال الفترة المقبلة، مبرّرًا ذلك بطفرة في قطاع السياحة وجذب العملة الصعبة، وأن “جهودًا حثيثة” تُبذل من وزارة الطيران المدني لتحقيق هذا الهدف.

هذا القرار أثار ردود فعل غاضبة في الشارع المصري، خاصة وأنه يأتي في ظل تداعيات اقتصادية وصفّتها منظمات حقوقية بأنها “أزمة عميقة” تعيق حياة المواطن العادي.

فما مصدر هذه الأموال؟

ولماذا أُهملت الأولويات الاجتماعية؟

وما الذي أُعلن بالضبط؟

قالت مصادر حكومية وصحافية أن الخطة تتضمن توسعًا في أسطول شركات الطيران المصرية وإدخال طرازات جديدة خلال السنوات المقبلة، بينما تشارك الدولة مع القطاع الخاص في فتح عقود تشغيل وإدارة لمطارات.

التصريحات الرسمية لم تذكر قائمة أسعار مفصّلة أو جدولًا زمنيًا دقيقًا للتسليمات، لكن وسائل إعلام نقلت عن مسؤولين أنهم يسعون لرفع عدد الطائرات التجارية والمناولة بنحو 30%

من أين تأتي الأموال؟ (مصادر التمويل المحتملة)

التمويل لشراء أو استئجار طائرات جديدة يمكن أن يأتي من عدة مصادر: تمويلات مباشرة من الخزانة العامة، قروض تجارية طويلة الأجل، تسهيلات ائتمانية من شركات التصنيع (مثل بوينغ أو إيرباص) أو استثمار من شركاء خليجيين/أجانب.

في السنوات الأخيرة دخلت مصر في اتفاقيات تمويل ودعم دولي (ومن ضمنها أدوات دعم واستثمارات خليجية) كما حصلت على حزمة دعم مالي كبيرة من صندوق النقد الدولي بمبادرة قُدّرت بمليارات الدولارات في 2024.

أي خطة توسعية كبيرة تحتاج إما تخصيصًا في الموازنة أو قروضًا جديدة أو استثمارات مُعلنة، وما لم تُعلن الحكومة مصدرًا محددًا، يظل السؤال مفتوحًا.

أرقام متضاربة.. طائرات بأكثر من نصف مليار دولار في وقت أزمة شعبية

تعود جذور هذه الصدمة إلى سنوات ما قبل الأزمة الاقتصادية الحالية إذ كشفت تقارير موثقة عن إنفاق حكومة الانقلاب المصرية أكثر من 500 مليون دولار على شراء طائرات حصرية ومجهزة لهيئة الرئاسة.

ففي عام 2022، تم الإعلان عن صفقة طائرة رئاسية جديدة قيمة وصلت إلى 240 مليون دولار بعدما رفض السيسي عرضاً أولياً 500 مليون.

هذه الطائرة الرئاسية كانت مضافة لأسطول طائرات الحكومة التي بلغ عددها 24 طائرة فخمة، تمثل ترفاً باهظاً وسط تقشف يعيش فيه الشعب المصري.

وفي 2016، كشفت صحف فرنسية أن الحكومة اشترت 4 طائرات من طراز “Falcon 7X” بقيمة 300 مليون يورو، أي ما يزيد عن 5 مليارات جنيه مصري، ضمن استراتيجية إبدال وتجديد الطائرات الحكومية الأمريكية القديمة. 

التناقض بين الترف الحكومي والتقشف الشعبي

المواطنون يواجهون ارتفاعًا في الأسعار وضغوطًا على القدرة الشرائية: معدلات التضخم بقيت مرتفعة خلال 2024–2025 رغم تحسّن طفيف، والحكومة طبّقت إصلاحات تقشفية وإجراءات تقليل الدعم كشرط لبرامج تمويل دولية.

في هذا السياق، إعلان إنفاق كبير على أسطول الطيران يُقرأ لدى شريحة واسعة كدليل على أولويات إنفاق لا تتماشى مع حاجة الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلى دعم السلع الأساسية والرعاية الصحية والتعليم.

تتصاعد الانتقادات عندما يُطالب المواطنين بـ«التقشف» في حين تُنفق الدولة على مشتريات فاخرة أو تجهيزات عالية الكلفة. 

أرقام ومقاربات مادية (تقديرية)

تكلفة الطائرات تختلف اختلافًا كبيرًا بحسب النوع (طائرات ركاب ضيقة البدن، بعيدة المدى، أو طائرات حكومية فاخرة)، مثال: صفقة طائرات تجارية جديدة قد تتراوح مئات الملايين من الدولارات للطائرة الواحدة حسب الطراز، حتى لو كانت الزيادة بمقدار 30% لأسطول متوسّط الحجم، فهذا يعني عشرات أو مئات الملايين من الدولارات إن لم يكن أكثر، رقم يمكن أن يمثّل جزءًا كبيرًا من الاعتمادات المخصصة لقطاعات اجتماعية مهمة لو صُرف محليًا.

حكومة الانقلاب لم تُقدم كشفًا تفصيليًا عن التكلفة أو الجدول الزمني للتسديد، ما يجعل المواجهة بشأن الأولويات مفتوحة. 

تصريحات السياسيين والاقتصاديين

نقّاد اقتصاديون وسياسيون مستقلون قالوا إن توسيع أسطول الطيران يجب أن يكون مبنيًا على دراسة جدوى شفافة تشمل أثره المباشر على التشغيل والسياحة والميزان التجاري، وليس قرارات تُتّخذ على أساس الظهور الإعلامي أو رغبة في مشاريع مفاخرة للسلطة.

أثارت هذه الصفقات ضجة وانتقادات حادة بلغ بعضها حيز التصريحات العلنية من سياسيين ونشطاء.

فمن أمين عام حزب المحافظين طلعت خليل جاء انتقاده قائماً على تناقض الحكومة بين ترشيد الضوء والطاقة، وفي الوقت ذاته اقتناء طائرة رئاسية مصرفية فخمة تستهلك وقوداً يقدر بـ260 ألف جنيه مصري في الساعة الواحدة.

كما طالب اقتصاديون بضرورة الإعلان عن بنود التمويل والضمانات وخطط سداد الديون (إن وُجدت) قبل إبرام أي عقود، كي لا يتحمل المواطن فاتورة تمويلات طويلة الأجل عبر رفع الضرائب أو تقليص الدعم. 

ما أسباب القلق؟!

  1. شفافية الإنفاق: في غياب تقارير مالية مفصلة، يبدو الإنفاق الفلكي على أسطول طيران جديد قرارًا يحمل مخاطر فساد وإسراف.
  2. الأولويات الاجتماعية: بينما لم تُخفض الدولة دعماً للوقود أو تجرّ إصلاحات سوق الإيجارات وتعدّل نظم الدعم، يثير الاستثمار في أساطيل طيران تساؤلات حول العدالة في توزيع الموارد.

توصيات

قرار زيادة أسطول الطيران بنسبة 30%  يمكن قبوله إذا صُاحب بـ:

  • كشف مالي شفاف حول تكلفة الصفقة، جدول تسليم، وتصريحات دقيقة لمصدر التمويل.
  • دليل قاطع على أن هذا الإنفاق لن ينعكس برفع الضرائب أو تخفيض دعم الغذاء أو التعليم أو الصحة.
  • خطة للتوظيف والتشغيل تُظهر أن القطاع الخاص هو المستفيد والمحفز للنمو، لا الأنفاق المرهق للموازنة.

في غياب هذه الضمانات، فإن هذا البروتوكول الحكومي يُقرأ كصفقة ستحمل أعباء إضافية على المواطن خلال سنوات، في وقت يرى فيه أن أولى واجبات الدولة هي الكاشف عن المال العام، لا إخفاؤه.

المواطنون لا يرفضون التطوير بالضرورة، لكنهم يطالبون بأن تكون أولويات الإنفاق الوطنية عادلة وشفافة، وإلا ستبقى تصريحات «التقشف على الشعب» و«البذخ على مؤسسات الدولة» وقائع يومية تُغذي السخط الشعبي

 

* بطاقة حمراء من إثيوبيا إلى مصر

المصريين استقبلوا فوز منتخبهم على إثيوبيا بهدفين دون رد في تصفيات كأس العالم بمزيج من الحسرة أكثر من الفرح، بعدما أدركوا حجم خسائرهم في سباق المياه مع أديس أبابا. الصحفي المصري علي القماش لخّص ذلك بمرارة على فيسبوك قائلاً: “غلبناهم كورة، وغلبونا مية“.

يؤكد تقرير ميدل إيست مونيتور أن يوم 9 سبتمبر شكّل حدثاً استثنائياً لمصر يتعلق بأمنها المائي مع الافتتاح الرسمي لسد النهضة الكبير بعد نحو 15 عاماً من الخلافات والمفاوضات، وهو ما مثّل نقطة تحول تاريخية لصالح إثيوبيا التي وضعت القاهرة والخرطوم أمام الأمر الواقع.

ظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمام السد في مقطع مصوَّر وصف فيه اكتمال المشروع بأنه “إنجاز تاريخي”، مضيفاً في مقابلات إعلامية أن المشروع سلمي ولن يسبب أضراراً، بل سيجلب فوائد اقتصادية واسعة، ودعا مصر والسودان للتعاون على أساس المنفعة المشتركة.

وفي الوقت نفسه أطلق رسائل أكثر صرامة؛ إذ أكد وزير المياه والطاقة الإثيوبي أن البناء اكتمل متسائلاً: “ما الذي بقي للتفاوض؟”. كما أنشأت الحكومة قوة شرطة بحرية جديدة لحماية السد، فيما شددت القوات الجوية الإثيوبية الرقابة عليه مستخدمة أنظمة دفاع جوي متطورة.

في المقابل، أصدر وزراء خارجية وموارد مصر والسودان بياناً مشتركاً اعتبروا فيه أن السد ينتهك القانون الدولي ويهدد الأمن المائي لدول المصب، مؤكدين حقوق مصر (55.5 مليار متر مكعب) والسودان (18.5 مليار).

غير أن وثيقة مسربة كشفت اختراقاً في الموقف المشترك بعد اتفاق الخرطوم مع أديس أبابا على آلية تنسيق وتبادل بيانات بشأن تشغيل السد، تلزم إثيوبيا بإطلاق حد أدنى من المياه نحو السودان خلال موسم الفيضان.

هذه الخطوة عكست تراجعاً عن مطلب القاهرة باتفاق شامل وملزم يضمن حصتها التاريخية وفق اتفاقية 1959.

تزيد الحرب الأهلية في السودان من مأزق مصر، إذ أضعفت قدرة الخرطوم على دعم الموقف المصري، فيما يرى خبراء أن قدرة إثيوبيا على التحكم في تدفق المياه تمنحها ورقة استراتيجية خطيرة، قد تتسبب في فيضانات مدمرة أو جفاف قاسٍ.

تقارير متشائمة تشير إلى احتمال انخفاض حصة مصر بين 2 و3 مليارات متر مكعب سنوياً في سنوات الجفاف، ما يهدد ملايين الأفدنة الزراعية ويزيد معدلات الفقر.

رداً على ذلك، يتحرك الجانب المصري لتعويض عجزه المائي السنوي (54 مليار متر مكعب) عبر تحديث أنظمة الري وإنتاج 10 ملايين متر مكعب يومياً من المياه المحلاة خلال خمس سنوات، مقارنة بـ1.4 مليون حالياً، مع خطط لرفع القدرة إلى 30 مليون متر مكعب يومياً على المدى الطويل.

لكن بعد أكثر من 13 عاماً من المفاوضات الفاشلة، وجدت القاهرة نفسها أمام دعوة إثيوبية لحضور حفل افتتاح السد.ويرى معارضون أن توقيع زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي على إعلان المبادئ عام 2015 منح إثيوبيا شرعية قانونية للمضي في البناء والتشغيل.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتراجع النفوذ الإقليمي، والعلاقة المتوترة مع الولايات المتحدة التي تربط أي تدخل بقبول مصر توطين سكان غزة، تتضاءل خيارات القاهرة.

الخيارات العسكرية معقّدة ومكلفة بسبب بُعد المسافة وخسارة السودان كحليف محتمل، فضلاً عن مخاطر كارثية إذا انهار السد.

لذلك يطرح باحثون مثل محمد محمود بدائل أخرى، من بينها تعزيز النفوذ المصري في القرن الأفريقي عبر تحالفات مع الصومال وإريتريا ودول حوض النيل، أو تدويل القضية واللجوء إلى التحكيم الدولي، أو القبول بوساطات خليجية ودولية تضمن ترتيبات لتشغيل السد، خصوصاً في مواسم الجفاف.

ويبقى خيار أخير أقل احتمالاً، لكنه مطروح في حسابات المصالح: التخلي عن سياسة العصا والاكتفاء بسياسة الجزرة عبر البحث عن تنسيق كامل أو جزئي مع إثيوبيا يخفف المخاطر المائية المستقبلية.

 

إثيوبيا تفتتح رسميًا سد النهضة الأكبر في أفريقيا ووزير ري “السيسي”: إعادة استخدام مياه الصرف حلّ اضطراري لمواجهة عطش المصريين.. الثلاثاء 9 سبتمبر 2025م.. إيلي كوهين: الجيش المصري لن يجرؤ على محاربة إسرائيل والسيسي أول المطبّعين

إثيوبيا تفتتح رسميًا سد النهضة الأكبر في أفريقيا ووزير ري “السيسي”: إعادة استخدام مياه الصرف حلّ اضطراري لمواجهة عطش المصريين.. الثلاثاء 9 سبتمبر 2025م.. إيلي كوهين: الجيش المصري لن يجرؤ على محاربة إسرائيل والسيسي أول المطبّعين

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* السيسي يوجه بدراسة التماس العفو الرئاسي عن عدد من المحكوم عليهم من ضمنهم علاء عبد الفتاح

وجّه عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، الجهات المعنية بدراسة الالتماس المقدم من المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن إصدار عفو رئاسي عن عدد من المحكوم عليهم.

وكان المجلس قد رفع التماسًا إلى السيسي في إطار الصلاحيات الدستورية المخولة له، مطالبًا بالنظر في العفو عن مجموعة من السجناء، استجابةً لمطالبات أسرهم ومنحهم فرصة جديدة للاندماج في المجتمع.

وتضمنت القائمة التي اقترح المجلس إدراجها ضمن قرار العفو كلًا من:

  • سعيد مجلي الضو عليوة
  • علاء أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح
  • كرم عبد السميع إسماعيل السعدني
  • ولاء جمال سعد محمد
  • محمد عوض عبده محمد
  • محمد عبد الخالق عبد العزيز عبد اللطيف
  • منصور عبد الجابر علي عبد الرازق

* البعثات الدبلوماسية المصرية كأداة للقمع العابر للحدود

ندين بشدة التوظيف غير المسبوق للبعثات الدبلوماسية المصرية كأدوات للقمع العابر للحدود ضد متظاهرين سلميين في الخارج. يُظهر تسريبٌ صوتي حديث لوزير الخارجية بدر عبد العاطي أنه يوجّه موظفي السفارات إلى: «هاته من قفاه ودخله علي جوا ويتكتف ويتجاب الشرطة…. طلع عين أبوه»—وهو توجيه صادم يقوّض بصورةٍ جذرية مبادئ القانون الدبلوماسي الدولي.

وقد تُرجم هذا التوجيه الخطير عمليًا إلى اعتداءات على أرض الواقع في عدد من الدول، ما يمثّل تصعيدًا خطيرًا للقمع العابر للحدود من قبل السلطات المصرية:

لاهاي (هولندا): في عدة حوادث خلال عام 2025، قيّد المتظاهرون بوابة السفارة المصرية تضامنًا مع غزة. وردّ موظفو السفارة بالاعتداء اللفظي عليهم، ولاحقًا قامت أجهزة الأمن الوطني داخل مصر باعتقال أفرادٍ من عائلاتهم. وعقب تسريب فيديو وزير الخارجية، بدأ موالون للنظام بالتجمهر أمام السفارة لمواجهة المتظاهرين وترهيبهم وتهديدهم، في تصعيد واضح للأساليب المتّبعة.

نيويورك (الولايات المتحدة): خلال احتجاج أمام البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة، سحب أفراد الأمن قسرًا مواطنَين أمريكيَّين—بينهما قاصر—إلى داخل مبنى البعثة، وانهالوا عليهما بالضرب بواسطة سلسلةٍ معدنية، ثم سلّموهما لشرطة نيويورك. وقد أُسقطت التُّهم لاحقًا عن أحد المتظاهرين، وخُفِّفت عن الآخر.

لندن (المملكة المتحدة): إلى جانب إساءة استخدام المباني الدبلوماسية، اعتمدت السلطات المصرية على موالين حكوميّين في الخارج—غالبًا بتنسيقٍ أو بدعمٍ لوجستي أو بتحريضٍ من مسؤولين—لتهديد النشطاء وترهيبهم والاعتداء عليهم جسديًا. وقد أدّت هذه الهجمات بالوكالة في الفضاءات العامة قرب مواقع الاحتجاج والمراكز المجتمعية إلى اعتقالات، ما يُظهر كيف يمتد القمع العابر للحدود خارج أسوار السفارات إلى شوارع العواصم الأوروبية.

وبينما كانت البعثات الدبلوماسية تستهدف المصريين في الخارج، كانت قوات الأمن داخل البلاد تُضيّق على عائلات صحفيين مصريين في المنفى وتستهدفهم. فقد اعتُقل على الأقل فردٌ واحد من عائلة صحفي في المنفى وتعرّض للإخفاء القسري انتقامًا من عمل الصحفي خارج البلاد. ورغم الإفراج عنه لاحقًا، فإن هذه الأفعال تُشكّل جزءًا من نمطٍ أوسع من الأساليب المستخدمة لاستهداف الصحفيين في المنفى، بما يشمل اعتقال أقاربهم، وحجب الوصول إلى وسائل إعلام تعمل من الخارج، واستهداف الصحفيين ببرمجياتٍ تجسس، وحرمان المقيمين في الخارج وأفراد عائلاتهم—بمن فيهم الأطفال—من الخدمات القنصلية ووثائق الهوية.

تمثّل هذه الأفعال انتهاكًا جسيمًا لالتزامات مصر بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961):

  • المادة 22(1): «تكون مباني البعثة مصونةً لا تُمسّ.» إنّ حرمة المباني تحمي السفارات من التدخل الخارجي، لكنها لا تُجيز للبعثات احتجاز المدنيين أو الاعتداء عليهم أو تعذيبهم.
  • المادة 41(1): «على جميع الأشخاص الذين يتمتعون بالامتيازات والحصانات واجب احترام قوانين وأنظمة الدولة المعتمدة لديها.» إن الأعمال العنيفة الأخيرة التي ارتكبتها السلطات المصرية تُخالف القوانين الوطنية في هولندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
  • المادة 41(3): «لا يجوز استخدام مباني البعثة بأي طريقة لا تتفق مع وظائف البعثة.» فالمهام الدبلوماسية هي للتمثيل والحماية، لا للتحوّل إلى أماكن احتجاز أو أدوات إكراه.

و بإساءة استخدام الحصانة الدبلوماسية للاعتداء على المتظاهرين واحتجازهم وترهيبهم، تُقوّض مصر أسس القانون الدبلوماسي الدولي وتستغلّ الحماية القانونية غطاءً للقمع.

تشير هذه الحوادث إلى تحوّلٍ خطير في حملة مصر العالمية لقمع المعارضين. فبينما انتهجت مصر تاريخيًا أساليب القمع العابر للحدود—كالترهيب والمضايقات والمراقبة وحملات التشويه وطلبات التسليم ذات الدوافع السياسية واعتقال أفراد العائلة—فإن المرحلة الراهنة تنطوي على تطورات مقلقة:

  • توظيف البعثات الدبلوماسية كمراكز عمليات لقمع المعارضين مباشرة؛
  • الانتقال من المضايقات الرقمية والقانونية إلى اعتداءاتٍ جسدية على أراضٍ أجنبية؛
  • استغلال الحصانة الدبلوماسية للإفلات من المساءلة.
  • العقاب بالوكالة استغلال أهالي المدافعين والصحفيين في الداخل كرهائن وعقابهم بالوكالة عن ناشطية ذويهم بالخارج
  • عنفٌ أهلي مُمكَّن من الدولة: استخدام مجموعات موالية في الخارج لإسكات المنتقدين. إن هذا النمط يُشكّل تهديدًا وشيكًا للنشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في المنفى، ويُنذر بتطبيع العنف داخل الفضاءات الدبلوماسية إذا تُرك دون مواجهة.

نطالب باتخاذ إجراءاتٍ عاجلة ومنسّقة للتعامل مع هذا التصعيد غير المسبوق:

  1. تحقيقاتٌ مستقلة من حكومات الدول المضيفة
    نحثّ السلطات المختصة في هولندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة على التحقيق الفوري في هذه الوقائع والمطالبة بمحاسبةٍ كاملة من الجانب المصري.
  2. إجراءات المساءلة
    ينبغي على الدول المضيفة النظر في إعلان الدبلوماسيين المصريين المسؤولين «أشخاصًا غير مرغوبٍ فيهم» بموجب المادة 9 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عند انخراط البعثات في سلوكٍ لا يتوافق مع وظائفها. كما ينبغي استكشاف إمكانية تحريك دعاوى قضائية بموجب القوانين الوطنية، لا سيما فيما يتعلق بأعمال الاعتداء والاحتجاز غير القانوني أو أي سلوكٍ إجرامي آخر ارتكبه موظفون دبلوماسيون، لضمان المساءلة بما يتجاوز المعالجات الدبلوماسية.
  3. تدخل أممي :
    ندعو المقرّر الخاص المعني بالتعذيب، والمقرّر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسّفي إلى التحقيق في سلوك مصر وإصدار مراسلاتٍ عاجلة بشأن إساءة استخدام الحصانة الدبلوماسية في ارتكاب أعمال القمع العابر للحدود.
  4. حماية المتظاهرين والمدافعين:
    نحثّ حكومات الدول المضيفة على كفالة سلامة المتظاهرين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وضمان قدرتهم على ممارسة حقوقهم دون عنفٍ أو ترهيبٍ أو احتجازٍ غير قانوني من قبل موظفين دبلوماسيين.

 

* إيلي كوهين: الجيش المصري لن يجرؤ على محاربة إسرائيل والسيسي أول المطبّعين

أثار الأكاديمي والسياسي الإسرائيلي إيلي كوهين جدلاً واسعًا بعد ظهوره الإعلامي مؤخرًا وهو يؤكد أن “الجيش المصري لن يجرؤ على محاربة إسرائيل”، مضيفًا أن مصر كانت “أول المطبّعين” وأنها شريك أساسي في الترتيبات الأمنية التي تُحاصر قطاع غزة. تصريحات كوهين لم تمر مرور الكرام، إذ رأى فيها كثير من النشطاء والمعارضين دليلاً إضافيًا على أن السياسة الرسمية المصرية منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة تسير في خط موازٍ مع المصالح الإسرائيلية، رغم الشعارات الرنانة التي يطلقها النظام دفاعًا عن القضية الفلسطينية.
https://x.com/i/status/1964430017922027577 

التطبيع من كامب ديفيد إلى السيسي
التطبيع بين مصر وإسرائيل ليس جديدًا؛ فمنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، تحولت القاهرة إلى أول عاصمة عربية تفتح باب العلاقات الكاملة مع تل أبيب، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو الأمني. لكن ما يراه مراقبون اليوم هو أن مرحلة السيسي مثّلت نقلة نوعية في هذا المسار، حيث تزايد التعاون في ملفات الأمن والطاقة والغاز، وبرز دور القاهرة كشريك رئيسي في فرض حصار خانق على غزة عبر إغلاق المعابر أو تقييدها بشروط معقدة.
ويؤكد معارضون مصريون أن النظام الحالي يتخذ من الملف الفلسطيني وسيلة دعائية فقط، عبر خطاب عاطفي يدّعي الانحياز للقضية، بينما على الأرض يتسق مع السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. 

بين الشعارات والواقع
على الرغم من تصريحات السيسي المتكررة في المحافل الدولية حول “دعم حقوق الشعب الفلسطيني”، إلا أن الواقع يُظهر تناقضًا صارخًا. فالمعابر المصرية مع غزة، وعلى رأسها معبر رفح، تخضع لقيود مشددة، وتفتح وفق حسابات سياسية وأمنية، ما يجعل حياة أكثر من مليوني إنسان في القطاع رهينة بقرار القاهرة.
كذلك، لعبت مصر دورًا بارزًا في تثبيت التهدئات المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وهو ما تراه المعارضة المصرية انحيازًا واضحًا لرؤية تل أبيب التي تسعى إلى “إدارة” الصراع بدلًا من حله. تصريحات إيلي كوهين جاءت لتكشف هذا التناقض بوضوح: فبينما يُعلن النظام المصري نفسه مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين، يؤكد الإسرائيليون أن القاهرة شريك أساسي لهم في خنق غزة سياسيًا واقتصاديًا. 

انتقادات واسعة للنظام المصري
ردود الفعل على تصريحات كوهين جاءت غاضبة، خصوصًا بين أوساط النشطاء المعارضين في مصر والعالم العربي. اعتبروا أن كلام الأكاديمي الإسرائيلي لا يعكس فقط رؤية فردية، بل يعبّر عن قناعة راسخة لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب بأن مصر لن تشكّل يومًا تهديدًا استراتيجيًا لها.
المعارضون ربطوا هذه التصريحات بما وصفوه “إضعافًا ممنهجًا” لقدرات الجيش المصري عبر انشغاله بمشروعات اقتصادية خارج اختصاصه، وتوريطه في قمع الداخل، بدل أن يظل مؤسسة دفاعية استراتيجية. كما أشاروا إلى أن وصف كوهين لمصر بـ”أول المطبّعين” يذكّر بأن القاهرة وفّرت الغطاء العربي المبكر لإسرائيل، ما مهّد لاحقًا لاتفاقيات مشابهة مع دول أخرى. 

خطاب مزدوج ومأزق داخلي
يرى مراقبون أن مأزق النظام المصري يكمن في الخطاب المزدوج: في الداخل والخارج، يتحدث السيسي عن “خطوط حمراء” و”ثوابت قومية” تجاه فلسطين، لكن على المستوى العملي، تُدار العلاقات مع إسرائيل على قاعدة شراكة أمنية وسياسية كاملة.
هذه الازدواجية تُضعف مصداقية القاهرة أمام الشارع العربي، وتفتح المجال أمام أصوات إسرائيلية، مثل إيلي كوهين، لتتحدث بثقة عن أن الجيش المصري لن يجرؤ على المواجهة.

تصريحات إيلي كوهين لا يمكن النظر إليها كزلة لسان أو مجرد رأي أكاديمي؛ بل هي انعكاس لرؤية إسرائيلية ترى في مصر شريكًا لا خصمًا.
وبينما يواصل السيسي إطلاق خطاباته المليئة بالشعارات دفاعًا عن فلسطين، تكشف الوقائع اليومية عن سياسة مختلفة تمامًا، تضع القاهرة في موقع المتواطئ مع حصار غزة.
وهكذا، يصبح السؤال الذي يطرحه المعارضون اليوم: هل ستظل مصر أسيرة اتفاقيات وتفاهمات تجعلها رهينة في حسابات تل أبيب، أم أن لحظة المراجعة ستأتي يومًا؟

 

* الإعلام العبري يشير إلى أداة ضغط قوية على مصر ويحث تل أبيب على استخدامها

دعا الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي أرييل كاهانا، في مقال رأي نشرته صحيفة “يسرائيل هايوم، الحكومة الإسرائيلية إلى قطع إمدادات الغاز الطبيعي عن مصر.

واعتبر الكاتب أن ذلك وسيلة ضغط مشروعة ردا على ما وصفه بـ”الانتهاكات الممنهجةمن قبل مصر لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979.

وتأتي دعوة كاهانا في سياق مقاله اللاذع، الذي حمل عنوان: “انكشاف التهديد الأمني لإسرائيل.. علينا أن نستيقظ”، حيث زعم أن مصر تنتهك الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد من خلال نشر قوات عسكرية مسلحة في شبه جزيرة سيناء، بما يتجاوز القيود المفروضة على التواجد العسكري في المنطقة المنزوعة السلاح.

وأشار كاهانا إلى أن الاتفاقية تنص على تقييد التواجد العسكري المصري في سيناء، خصوصا في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، بهدف ضمان الاستقرار وخفض التصعيد، لكنه ادعى أن مصر تنشر “وحدات عسكرية متقدمة، ومعدات ثقيلة، ومنظومات دفاع جوي” في مناطق محظورة، في “انتهاك صريح ومتكرر” للبنود الأمنية.

وزعم أن قوة المراقبة متعددة الجنسيات في سيناء (MFO)، التي تقودها الولايات المتحدة، “تم تحييدها فعليًا”، ولا تؤدي دورها الرقابي كما ينبغي، مضيفا أن الرقابة الإسرائيلية نفسها لا تسلط الضوء كفاية على هذه الانتهاكات، ما يؤدي إلى “تجاهل جزئي من الجمهور والقيادة السياسية للخطر المتزايد“.

ورغم تأكيده أنه لا يتوقع اندلاع حرب مع مصر في المدى القريب، قال كاهانا: “لا، لا أعتقد أن حربا ستشتعل مع مصر غدا”، لكنه شدد على أن صفقة الغاز الضخمة بين البلدين تشكل أداة قوية في يد إسرائيل يمكن استخدامها للضغط من أجل الالتزام بالاتفاقية.

وأوضح أن إسرائيل تصدر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي إلى مصر، بقيمة مليارات الدولارات، وهي صفقة حيوية للطرفين، لكنه اعتبر أن “الأمن أهم من المال”، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى ربط استمرار هذه الصفقة بالتزام مصر الكامل ببنود اتفاقية السلام.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وسكرتيره العسكري، رومان غوفمان، على دراية تامة بهذه القضية، وقد تم إطلاعهما على “تفاصيل الحادثات والانتهاكات”، لكنه انتقد “الصمت الإعلامي والسياسي” حول الموضوع.

في ختام مقاله، دعا كاهانا المزيد من الصحفيين والشخصيات العامة في إسرائيل إلى التحدث عن هذه القضية، معتبرا أن رفع الوعي العام هو الخطوة الأولى نحو إحداث تغيير حقيقي، وقال: “يجب ألا نسمح لأنفسنا بالنوم على وسادة الراحة، بينما تُنتهك بنود السلام تحت أنظارنا“.

تعد دعوة كاهانا انعكاسا لتيار رافض في الأوساط الإسرائيلية للتعاون الاستراتيجي مع مصر، خصوصًا في المجالات الحساسة كالأمن والطاقة. لكنها تعتبر رأيًا فرديًا لا يمثل بالضرورة السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية، التي تُبقي على العلاقات مع مصر استراتيجية ومستقرة، رغم التوترات الدبلوماسية أحيانًا.

من جهتها، ترفض مصر باستمرار الادعاءات الإسرائيلية حول انتهاكات اتفاقية كامب ديفيد، وتؤكد أن نشر القوات في سيناء يأتي في إطار مكافحة الإرهاب، ووفق تنسيق أمني مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وبما لا يخلّ بالبنود المتفق عليها.

ينظر إلى صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل على أنها نموذج للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، تخدم مصالح الطرفين، وتدعم استقرار المنطقة. ويعتبر خبراء أن أي محاولة لاستخدام الغاز كورقة ضغط سياسية قد تعرض هذه الشراكة للخطر، وتعيد تشكيل التحالفات في شرق المتوسط.

 

*بعد افتتاح سد النهضة وزير ري “السيسي”: إعادة استخدام مياه الصرف حلّ اضطراري لمواجهة عطش المصريين

تزامنا مع تدشين إثيوبيا حفل افتتاح سد النهضة، أكد وزير الموارد المائية والري هاني سويلم أن مصر اضطرت إلى إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بسبب الانخفاض الحاد في نصيب الفرد من المياه.

وجاءت تصريحاته خلال احتفالية الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى للإعداد لأسبوع القاهرة الثامن للمياه، التي نُظمت بالتعاون بين وزارة الري والاتحاد الأوروبي، حيث سلط الضوء على التحديات التي تواجه مصر في ظل ندرة المياه وازدياد الضغوط المرتبطة بالمناخ والسد الإثيوبي.
https://www.facebook.com/watch/?v=1995444894550653 

أزمة ندرة المياه وسياسات التكيف
قال الوزير إن مصر تُعد من أكثر دول العالم معاناة من الفقر المائي، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد 560 مترًا مكعبًا سنويًا، وهو أقل كثيرًا من خط الفقر المائي العالمي المحدد بألف متر مكعب.
وأوضح أن هذا العجز الكبير دفع الوزارة إلى تنفيذ عملية تطوير شاملة للمنظومة المائية عبر “الجيل الثاني من منظومة الري”، والذي يعتمد على البحث العلمي، تقنيات الري الذكي، الرصد بالأقمار الصناعية، والتوسع في معالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها كأحد الحلول لمواجهة الأزمة.

وأشار إلى أن أسبوع القاهرة الثامن للمياه، المزمع عقده في أكتوبر 2025، سيقام تحت شعار “حلول مبتكرة من أجل الصمود المناخي واستدامة المياه”.
وسيركز الحدث على الترابط بين تغير المناخ والمياه، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، اضطراب معدلات الأمطار، فترات الجفاف الطويلة، والفيضانات المدمرة. 

افتتاح سد النهضة وتداعياته
بالتزامن مع هذه الجهود، تستعد إثيوبيا لافتتاح سد النهضة رغم غياب اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان بشأن قواعد تشغيله. وزير الري الأسبق محمد نصر علام أكد أن السد سيُحدث أضرارًا كبيرة بالأمن المائي المصري، متهمًا أديس أبابا باستخدامه كورقة ضغط سياسي للتفريق بين القاهرة والخرطوم. وانتقد موقف مصر من توقيع السودان اتفاقًا منفردًا مع إثيوبيا عام 2022، معتبرًا أن غياب رد فعل مصري حاسم أضعف موقفها القانوني والدبلوماسي.

وأضاف علام أن إثيوبيا فشلت في تحقيق الهدف المعلن من السد والمتمثل في توليد وتصدير الكهرباء، مشيرًا إلى أن الضوضاء الإعلامية المصاحبة للافتتاح تخفي عجزًا داخليًا عن الوفاء بوعودها لشعبها. كما شدد على أن السد يهدف إلى تقويض دور السد العالي كمخزون استراتيجي لمصر، وهو مخطط قديم صاغه مكتب الاستصلاح الأمريكي منذ ستينيات القرن الماضي. 

التقديرات الفنية وحسن إدارة الموارد
من جانبه، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مصر تمكنت من استيعاب سنوات التخزين السابقة بفضل الإدارة الجيدة لمواردها. وأشار إلى أن عملية الملء وصلت إلى 64 مليار متر مكعب، وأن إجمالي ما فقدته مصر خلال سنوات الملء قد يصل إلى 100 مليار متر مكعب من مياه النيل.

ورغم ذلك، أكد شراقي أن مصر استطاعت تجاوز أصعب مراحل الأزمة عبر حسن استغلال السد العالي، مشيرًا إلى أن المياه بدأت تتدفق إليه مجددًا. كما لفت إلى أن أربعة توربينات تم تركيبها بجسم السد الإثيوبي لم تعمل بكامل طاقتها حتى الآن، ما يعكس محدودية استفادة إثيوبيا من المشروع مقارنة بضخامة الاستثمارات التي رُصدت له. 

تنسيق مصري سوداني وتحذيرات مشتركة
على الصعيد الإقليمي، عقدت القاهرة والخرطوم اجتماعًا تشاوريًا في إطار آلية 2+2، ضم وزراء الخارجية والري من البلدين. البيان المشترك شدد على ضرورة الحفاظ على الأمن المائي لمصر والسودان وفقًا للنظام القانوني لنهر النيل واتفاقية 1959، مؤكدًا على تطابق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية.

واتفق الطرفان على أن السد الإثيوبي يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار حوض النيل الشرقي، خاصة بسبب الخطوات الأحادية لملئه وتشغيله، والمخاطر المرتبطة بأمانه والتصريفات غير المنضبطة خلال فترات الجفاف. كما دعا الجانبان أديس أبابا إلى تعديل سياستها من أجل استعادة التعاون بين دول الحوض، مؤكدين أن قضية السد تظل شأنًا يخص الدول الثلاث فقط، مع رفض محاولات إدخال دول أخرى في النزاع. 

خلاصة
يتقاطع مسار السياسة المائية المصرية مع تحديات داخلية وخارجية كبرى: من جهة، تعمل القاهرة على إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وتطوير المنظومة المائية لمواجهة الفقر المائي؛ ومن جهة أخرى، تواجه ضغوط سد النهضة الذي يهدد أمنها المائي والإقليمي.

وبينما تحذر الأصوات الرسمية والخبراء من أضرار السد ومخاطر سنوات الجفاف المقبلة، تسعى مصر للحفاظ على استقرارها عبر التنسيق مع السودان والإدارة الرشيدة لمواردها المحدودة، في معركة وجودية عنوانها الماء.

 

*حلفاء مصر يشاركون في افتتاح سد النهضة الإثيوبي

حضر عدد من القادة الأفارقة افتتاح سد النهضة الإثيوبي، اليوم الثلاثاء، حيث أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد رسميا افتتاح السد بعد طول انتظار.

وقالت وكالة “إينا” إن افتتاح السد جاء بحضور عدد من القادة الأفارقة، موضحة أن حفل التدشين حضره إسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتي، وسلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان، وحسن شيخ محمود رئيس الصومال، ووليام ساموي روتو، رئيس جمهورية كينيا، وميا أمور موتلي رئيس وزراء بربادوس، وراسل مميسو دلاميني رئيس وزراء مملكة إيسواتيني، ومسؤولون حكوميون إثيوبيون ومسؤولون من دول أخرى

وتعد الصومال من أبرز حلفاء مصر، حيث تم توقيع اتفاقية للشراكة الإستراتيجية بين مصر والصومال وقع عليها في القاهرة عبد الفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود تغطي مجالات متعددة تشمل السياسية والتعاون العسكري والأمني والتعليم والثقافة وبناء القدرات والتعاون القضائي والاقتصادي إلى جانب التعاون في مجال إدارة الانتخابات.

وفي شهر أبريل الماضي،  قام عبد الفتاح السيسي بزيارة عمل إلى جمهورية جيبوتي، حيث أكدت الزيارة أهمية مواصلة جهود تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات خاصة أنها شهدت تطورا كبيرا في عهد السيسي كان أبرز ملامحها تبادل زيارات رفيعة المستوى بين البلدين وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم للعمل على توطيد العلاقات.

*إثيوبيا تفتتح رسميًا سد النهضة الأكبر في أفريقيا

افتتحت إثيوبيا، الثلاثاء، سد النهضة الإثيوبي الكبير، أكبر مشروع كهرومائي في أفريقيا بتكلفة بلغت 5 مليارات دولار، في خطوة اعتبرتها الحكومة “محورًا للتنمية الاقتصادية” يزوّد ملايين المواطنين بالكهرباء، لكنه يعمّق الخلاف مع مصر والسودان.

ويقع السد على النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، وتبلغ سعته 74 مليار متر مكعب. وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن المشروع “ليس تهديدًا بل فرصة مشتركة” لتوليد الطاقة وتصديرها لدول الجوار.

في المقابل، اعتبرت القاهرة السد تهديدًا وجوديًا لمواردها المائية التي يعتمد عليها أكثر من 108 ملايين نسمة، مؤكدة عبر وزارة خارجيتها أنها ستتخذ “جميع الإجراءات المناسبة للدفاع عن مصالح الشعب المصري”.

وانضم السودان لمطالب مصر بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، رغم أنه قد يستفيد من ضبط الفيضانات والحصول على كهرباء رخيصة.

ويأتي الافتتاح بعد سنوات من المفاوضات المتعثرة ودعم شعبي وطني داخل إثيوبيا، حيث موّل البنك المركزي 91% من التكلفة فيما ساهم المواطنون بـ9% عبر السندات والتبرعات.

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن بحيرة السد غمرت مساحة تفوق لندن الكبرى.

ويرى خبراء أن المشروع يعكس صراعًا جيوسياسيًا أوسع، إذ تعتبره أديس أبابا مشروعًا سياديًا، بينما تراه القاهرة تهديدًا لمستقبلها المائي.

ومع تفاقم التوترات الإقليمية، يبقى مستقبل العلاقة بين مصر وإثيوبيا رهينًا بمفاوضات لم تُحسم بعد حول التشغيل طويل الأمد للسد.

* “عليكم أن تدفعوا” مسؤول إثيوبي يصدم مصر والسودان ويطالب أن يتحملا نصف تكلفة السد

في خطوة أثارت غضبا في القاهرة والخرطوم أكد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي كيفلي هورو أن مصر والسودان كان يجب أن يتحملا نصف تكلفة بناء السد بدعوى استفادتهما من فوائده الإقليمية.

وفي تصريحات وصفت في مصر بـ”الاستفزازية الواضحة”، قال هورو إن السد ليس مجرد مشروع إثيوبي داخلي، بل “فرصة مشتركة للمنطقة بأكملها”، مشيرا إلى أن دول المصب ستستفيد من تدفق مياه منتظم يقلل من الفيضانات السنوية المدمرة في السودان، ويضمن امتلاء خزانات السدود مثل روصيرص وسنار بكفاءة أعلى، بالإضافة إلى توسيع الزراعة على مدار العام بنحو 500 ألف هكتار في السودان وحده.

وتسأل المسؤول الإثيوبي قائلا: “إثيوبيا تتحمل التكلفة الكاملة، لكن الاستفادة مشتركة، فلماذا لا يشاركان في النصف؟”، مضيفا أن الملء النهائي للخزان (الذي بلغ 40 مليار متر مكعب حتى الآن) لن يتوقف، رغم الاعتراف بتأثيرات محتملة على الدولتين.

وجاءت تصريحات مدير المشروع الإثيوبي العملاق في وقت حساس، حيث أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اكتمال بناء السد بنسبة 98.9%، ودعا مصر والسودان لحضور الافتتاح الرسمي، مؤكدا أن “السد بركة للجميع” ولم يقلل من مياه السد العالي بـ”لتر واحد“.

وشهدت إثيوبيا الاثنين احتفالات شعبية عارمة في الشوارع والساحات العامة، عشية افتتاح سد النهضة الإثيوبي الثلاثاء، في حدث يعد رمزًا وطنيا يجسد السيادة والتطور الاقتصادي للبلاد، وذلك رغم التوترات الإقليمية المتزايدة مع مصر والسودان، اللذان أعربا عن مخاوف أمنية مائية عميقة بشأن تأثير السد على تدفق مياه النيل، مع دعوات متكررة لاتفاق ملزم يضمن حقوق الدول المجاورة.

ووفقا لتقارير من الإعلام الإثيوبي الرسمي، شارك عشرات الآلاف في مسيرات وفعاليات في أديس أبابا ومناطق بني شانغول-غوموز، حيث يقع السد مع هتافاتالنهضة لإثيوبيا” و”النيل للجميع”، مما يعكس الفخر الوطني الذي وصفه رئيس الوزراء آبي أحمد بـ”تحقيق حلم قومي بعد 14 عاما من الجهد“.

وشملت الاحتفالات التي بدأت صباح اليوم وتستمر حتى الافتتاح الرسمي عروضا فنية، وعروضا موسيقية، وتوزيعا للطعام التقليدي، مع مشاركة واسعة من الشباب والأطفال الذين رفعوا لافتات ترمز إلى “الطاقة المشتركة” و”التنمية الأفريقية“.

ومع ذلك أعربت مصر عن رفضها القاطع لهذه الدعوة، معتبرة الافتتاحانتهاكا للقانون الدولي”، بينما حذر السودان من “تهديدات أمنية” محتملة لسدودها مثل روزيرس، وسط مخاوف من نقصان في التدفق المائي يصل إلى 25% في مواسم الجفاف.

*السيسي يصدق على قانون ترخيص لاستغلال الذهب في منطقة السكري

نشرت الجريدة الرسمية، اليوم، تصديق عبد الفتاح السيسي على القانون رقم 166 لسنة 2025، الذي يجيز لوزير البترول والثروة المعدنية التعاقد مع الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، وشركة سنتامين المركزية للتعدين (ش.م.م)، لاستغلال خام الذهب والمعادن المصاحبة له في منطقة قطاع السكري.

ويعد قطاع السكري أحد أبرز مواقع إنتاج الذهب في مصر، حيث تُشرف شركةسنتامين” على عمليات الاستخراج منذ سنوات ضمن شراكة مع الحكومة المصرية، فيما يسهم المشروع في دعم احتياطي النقد الأجنبي وزيادة الصادرات المعدنية.

* مراسي ريد –الغردقة تفريط جديد مثل رأسي “الحكمة” و”بناس”

أعلنت حكومة السيسي بحضور إماراتي سعودي عن مشروع سياحي ضخم اسمه “مراسي ريد” في خليج سوما بالغردقة، بالتعاون مع رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، والمشروع على مساحة حوالي 2000 فدان، ويضم 12 ألف غرفة فندقية ومنتجعات، و500 علامة تجارية كبيرة .

وتخطط العصابة أن يكون المشروع متاحا في سنة 2030، وأن تبدأ المرحلة الأولى في 2026، والتشغيل التجريبي لبعض المرافق في 2028.

وقال مراقبون إن مشاركة إعمار في خليج سوما بمشروع مراسي ريد، يقابله أو يسانده مشاركة هشام طلعت مصطفى في مشروع كبير في شرم الشيخ تمهيدا لبيعه.

وتتحرك الأسعار في خليج سوما بعد نزول إعمار فيه  وهو محط إقبال سياحي قوي، والإيجارات فيه بالدولار،  وغرفتين نوم، الأسعار بتبدأ من 10 ملايين والاستلام خلال ٣ سنين بحسب الرائج!

ويشارك رجل الأعمال محمد العبار في مراسي ريد والمستثمر السعودي حسن الشربتلي، على مساحة تقارب 10 ملايين متر مربع (نحو 2380 فدانًا) وباستثمارات تصل 18 مليار دولار أو 900 مليار جنيه! مع وعد أن تصل إلى 25 مليار دولار!

وكشفت شركة إعمار مصر – الذراع المحلية لمجموعة إعمار العقارية الإماراتية – الستار عن تفاصيل وتصميمات مشروعها الجديد “مراسي ريد” الذي يُقام على مساحة تتجاوز 10 ملايين متر مربع تعادل نحو 2426 فدانًا في خليج سوما بمحافظة البحر الأحمر. المشروع يمثل أول توسع لإعمار على ساحل البحر الأحمر، ويستهدف تقديم نموذج متكامل لمدينة سياحية تجمع بين السكن الفاخر والأنشطة البحرية والخدمات الترفيهية والطبية.

وقال مراقبون إن “مراسي ريد” تفريط جديد في أراضي مصر، يُعلنونه على أنه استثمار ضخم لـ الإمارات والسعودية لكن خلف العناوين البراقة المشهد مختلف تمامًا، والريبة تحيط بهذه الصفقات المزعومة؟!

وقبل الصفقة الجديدة كانت رأس الحكمة، ورأس جميلة، ورأس بناس، والقوس ما زال مفتوحًا والأمر ليس صدفة ولا عشوائيًا، فالإمارات لا تشتري شواطئ للتنزه، بل ترسم خرائط نفوذ.. والسيسي يسلّم الكفيل أرضًا تلو الأخرى باسمالاستثمار”، ويرفع شعار “تحيا مصر” على أطلال بلد يُباع بالقطعة!!

وأضاف مراقبون أن بيع المناطق الحيوية للإمارات  يكشف أن الأماكن المحددة ليست عشوائية، واختيارها جاء بدقة حيث المواقع الاستراتيجية التي تضم مطارات وموانئ وأماكن تاريخية وثقافية وأن البيع للإمارات = بيع لـ”إسرائيل

وبعد بيع جزيرتين مصريتين، تيران و صنافير، للسعودية، أصبحت مياه البحر الأحمر مياها دولية، بعدما كانت تعتبر مياها إقليمية تحت إدارة مصر.

حساب (العرافة) على منصة “شهيد الحريه” فيسبوك قال إن “فكرة بيع السواحل المصرية لصناديق او شركات خليجية ثم بيعها بعد ذلك لايباك او  lسرl ئيل ليست صعبة، مضيفا أن “الولايات المتحدة تضغط علي الدول العربية وتأخذ منهم ما تريد وأكثر وفي مايو 2025 صرح ترlمب بانه سيحصل علي 3 تريليونات دولار استثمارات قبل نزوله علي دول الخليج وعندما نزل حصل علي 5 تريليونات دولار من 3 دول وقدمت الامارات ترليونا و250 مليار دولار والسعودية تريليون دولار وهي مبالغ  تكفي لافلاس اي دولة .”.

وفي امتداد الضغط من الولايات المتحدة علي دول الخليج  لتأخذ منهم أي شيء ولن تجد صعوبة في ان تجبر الانظمة في مصر علي بيع سواحلنا لكيانات خليجية بابخس الاثمان ثم تجبر دول الخليج علي بيع هذه السواحل لlسرlئيل ، لا تصدق من يقول لك ان هذا لن يحدث .

وأشارت إلى أن “كل هذا بسبب ترديد شعار ( جذب المستثمرين وتشجيع  الاستثمار ) دون تفكير ودون رؤية واضحة ودون سياسات لضمان حقوق المواطن والوطن .. لافتة إلى أن هذا الشعار الذي فتح أبواب الفساد منذ 40 سنة  وطرد آلاف المواطنين من بيوتهم وسهل الاستيلاء علي مدخراتهم في البنوك واليوم يهدد مستقبل الوطن وأمنه القومي .”.

وقال: “سنجد من يقول ( مالنا والأمن القومي، الاقتصاد أهم ) بيع السواحل والموانئ لن يصلح الاقتصاد ولن يعالج أمراض الاقتصاد المصري المزمنة ولن يصبح اقتصادنا مثل اقتصاد الصين أو ألمانيا أو تركيا ، لماذا ؟ لأن الازدهار ونهضة الاقتصاد تقوم علي إنتاج وتصدير ما يحتاجه الناس وليس بيع الأراضي والسواحل طمعا  في ما يرغبه الناس وقد لا يرغبون فيه ، وهذا ما سأوضحه في مقال قادم .

وأضاف أن “تعليمات صندوق النقد وتنظير رجال الأعمال لن يصلح الاقتصاد ولن يصبح اقتصادنا مثل الصين وفرنسا وألمانيا ، ولم يعدنا أحد بالازدهار والرخاء و الإنتاج الكل يعدنا الفقر والإفلاس وبيع كل شيء، لا يجب أن نرهن سواحل مصر ومواردها علي السياحة وهي نشاط يتأثر برغبات الناس ويكفي جدا 44 ألف فدان بيعت في رأس الحكمة للسياحة ويجب أن يخصص الباقي لأنشطة توطين الصناعة والزراعة وتنمية الثروة السمكية ويتم هذا بخطة استثمارية من الدولة وتخصص الأراضي بحق الانتفاع وليس البيع .”

وكشف الحساب أن “بيع السواحل والموانئ مخالف للدستور والبرلمان  متواطئ مع السيسي ويتحمل المسئولية القانونية معه.  ما يحدث يخالف المادة 151 من الدستور التي تنص علي أنه ( تحت أي ظرف لا يجوز التنازل عن إقليم من  الدولة )  تنص المادة  151  ” يمثل رئيس الجمهورية الدولة فى علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات،  ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا لأحكام الدستور.  ويجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح  والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، والتي  يتم  التصديق عليها بعد إعلان نتيجة الاستفتاء  بالموافقة،  وفي جميع الاحوال لا يجوز إبرام أي معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أى جزء من إقليم الدولة

وأضافت أنه “وفقا للمواد 32 و 33 و 34 من الدستور، فان موارد  الدولة وارضها ملك للجميع ويجب صون الملكية العامة ولا يجوز استنزlف موارد الدولة و حرمان الاجيال القادمة منها ” وأن “موارد الدولة الطبيعية ملك للشعب، وتلتزم الدولة بالحفاظ  عليها، وحُسن استغلالها وعدم استنزافها، ومراعاة حقوق  الأجيال القادمة فيها.”. و”كما تلتزم الدولة بالعمل على الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة، وتحفيز الاستثمار فيها، وتشجيع البحث العلمى المتعلق بها ، وتعمل الدولة على  تشجيع تصنيع المواد الأولية، وزيادة قيمتها المضافة وفقًا للجدوى االقتصادية.”.

ودعت صاحبة الحساب في ضوء هذه المواد إلى أن “يُحاكم عبد الفتاح السيسي ونواب  البرلمان بتهمة الخيانة لانهم فرطوا في اراضي الدولة .”.

وأن “أول خطوة لننقذ أنفسنا هي الاعتراف أن ما حدث في 2013 هو lنقلاب بحكم القانون وباطل كل ما وقع بعده والاعتراف ان ترشيح السيسي لخوض انتخابات 2014 باطل ومخالف للقانون والمطالبة بفتح تحقيق دولي فيما حدث .”.

وأشارت إلى ما قاله “يائير لابيد حذر من سقوط النظام المصري لأن سقوطه  سيهدم كل ما حققته lسرlئيل و تذكروا أن النظام اعمق من الرئاسة فهو ممتد من نواب البرلمان ورجال الاعمال  والقضاة إلي المؤسسات الجامعية والجهاز الحكومي . “.

https://www.facebook.com/groups/759853684823537/?multi_permalinks=2008775873264639&hoisted_section_header_type=recently_seen

فين فلوس “الاستثمارات”؟!

وتساءل سالي صلاح Sally Salah عن “150 مليار دولار دخلت مصر السنة اللي فاتت… والنتيجة؟ 4 مليارات دولار بس اتخصموا من الدين!.. وزير المالية في المؤتمر المالي امبارح يوم 30 أغسطس 2025 كان المفروض يطلع  يشرح الحجم الحقيقي للدين، المستهدفات، والوضع الراهن.

وأضافت خبيرة  التخطيط الاستراتيجي  والتسويق الدولي “بس اللي سمعته؟..  صدمة مدوية سمعت الرعد في وُداني: تصريحات وزير الماليه “حققنا المستهدفات… حافظنا على الاستقرار المالي… ولبّينا طلبات الشعب والشركاء الدوليين.”

وتابعت “الشعب؟؟ ولا الشركاء فقط؟!  الكارثة الأولى:

150 مليار دولار دخلت، لكن خصمنا من الدين 4 مليارات بس!

35 مليارا: بيع رأس الحكمة وطروحات الأصول

40 مليارا: أموال ساخنة (سندات بفوائد 30%)

15 مليارا: بيع أراض وسواحل ومرافق وطنية

36.5 مليار: تحويلات المصريين بالخارج (عرق الغربة)

16 مليارا: إيرادات السياحة

22 مليارا: قروض صندوق النقد + ودائع خليجية + تمويلات دولية

المجموع: أكثر من 150 مليار دولار!

النتيجة؟

انخفاض الدين 4 مليارات فقط خلال سنتين والوزير يعتبر ده إنجاز!

وتساءلت “الفلوس راحت فين يعني بعد كل مبيعات الاصول دي مسددناش 60 مليار  دولار من الدين  الخارجي ؟ طب بلاش قول 50 طب بلاش قول 35 بلاش طب 20 .. في الاخر بعنا كل  شبر في البلد عشان نسدد 4 مليارات؟”.

وأضافت “انتم  قلتم استراتيجيه سداد الديون هي بيع الاصول .. مع الاعتراض الشديد علي استخدام كلمه استراتيجيه لان اللي بيحصل ده هو اداء لا يمت لاي اقتصاد او استراتيجيه.. فين الفلوس دي كلها راحت فين؟”.

وأردفت ” بعنا كل الاصول دي عشان تسدد 4 مليارات .. التضخم وصل 50%، الدعم اتشال، والأسعار ولعت.. مشتريات الناس انخفضت 70%، والأصول اتباعت، والناس اتطردت من الإيجار القديم..  يا نهار أسود، كل ده عشان 4 مليارات دولار بس؟!”.

وأوضحت “الوزير قال: “لبينا طلبات الشركاء الدوليين” ” مستدركة “لكن طلبات الشعب؟ الشعب طلب عدم زيادة الكهرباء والمحروقات → رفضوا .. الشعب طلب دعم المعيشة → باعوا الأصول بدل ما يدعموا.. الشعب طلب استقرار حقيقيأخذ فقط  تصريحات ورقيه ونمو مصطنع  وغلاء“.

وأكملت أن النتيجة كانت أن “الشركاء استلموا فوائدهم، ، والمواطن المصري اتهرس بزياده: كهرباء + بنزين + ضرائب + تضخم وتهديد بتعويم جديد!”.

*اعتصامات وإضرابات ووقفات احتجاجية …10 آلاف عامل في مصانع السكر يطالبون بزيادة الأجور

واصل عمال مصانع السكر على مستوى الجمهورية اليوم احتجاجاتهم واضرابهم عن العمل لمطالبة حكومة الانقلاب بزيادة الأجور ورفع بدل الوجبة وضم العلاوات المتأخرة منذ عام 2017 .  

ونظم عمال  مجمع سكر الحوامدية وقفة احتجاجية داخل المجمع فيما أعلن عمال بعض المصانع بالمجمع الإضراب عن العمل ومنها مصنع المعدات الذى أعلن عماله الإضراب عن العمل

يُشار إلى أن الاحتجاجات والإضرابات بدأت قبل أسبوعين، فى خمسة مصانع للشركة المصرية للسكر والصناعات التكاملية، وهي إدفو وكوم أمبو في أسوان، وأرمنت بالأقصر، ودشنا بقنا ثم انضم إليها مجمع سكر الحوامدية.  

وتضمنت التحركات العمالية فى الحوامدية وقفات احتجاجية في ساحات المصانع، بالتزامن مع فترة توقف موسمية عن الإنتاج منذ نهاية أبريل الماضي، حيث يقتصر تشغيل المصانع على موسم إنتاج قصب السكر لأربعة أشهر سنويًا تبدأ في يناير من كل عام، يعقبها توقف لأعمال الصيانة، مع الاستغناء عن العمالة الموسمية حتى بداية الموسم الجديد.  

أمن الانقلاب

كان عمال مصنع دشنا قد تلقوا الأسبوع الماضي تهديدات من ميلشيات أمن الانقلاب بالقبض على عدد منهم إذا لم ينهوا احتجاجاتهم . 

ويعاني عمال مصانع السكر التابعة لشركة السكر والصناعات التكاملية، من تدني الرواتب التي يبلغ متوسطها 5 آلاف جنيه، وتدني الخدمات الطبية داخل أغلب مصانع الشركة، وسوء الخدمات الطبية داخل المصانع.

كما كان من بين الأسباب التي دعت العمال للاحتجاج استقطاع مبالغ مالية ما بين 700 إلى 1000 جنيه من كل عامل نظير الدخول في منظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأ تطبيقها في أسوان في يوليو الماضي. 

وتعد شركة السكر والصناعات التكاملية، التي تأسست عام 1956 وتتبع الشركة القابضة للصناعات الغذائية، من أكبر الكيانات الصناعية في هذا القطاع، إذ تمتلك ثمانية مصانع للسكر في الصعيد هي أبو قرقاص، وجرجا، ونجع حمادي، ودشنا، وقوص، وأرمنت، وإدفو، وكوم أمبو، إلى جانب مجمع الحوامدية الصناعي. 

خصخصة المصانع

فى هذا السياق كشف أحد عمال مجمع السكر بالحوامدية رفض الكشف عن اسمه، أن رؤساء اللجان النقابية في هذه المصانع التقوا الخميس الماضي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية أيمن إسماعيل بالقاهرة، بحضور رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية خالد عيش، غير أن الاجتماع انتهى دون نتائج. 

وقال العامل إن رئيس الشركة القابضة هاجم ممثلي العمال ورفض مناقشة مطالبهم، مهددًا بخصخصة المصانع. 

وأضاف: قبل ما أي حد يتكلم، رئيس القابضة قال إنتو تحمدوا ربنا إنكم بتاخدوا مرتبات، ده مصنع واحد في أبو قرقاص بينتج قد 6 مصانع، انتوا مش هترتاحوا إلا لما نخصخصكم، إنتو شغالين 4 شهور في السنة . 

موسم القصب

وتابع العامل : رئيس القابضة يقول إننا لا نعمل وإن إنتاجنا ضعيف، رغم إننا طالبنا بتوسيع الإنتاج وعدم الاقتصار على موسم القصب، وجلب سكر خام وتكريره داخل المصانع، لتحقيق فائض أرباح، مشيرًا إلى أن هناك ديونا لصالحهم على وزارة تموين الانقلاب تتخطى 20 مليار جنيه، نظير ما يوردونه من السكر المدعم، فيما تتراكم عليهم ديون للبنوك بنحو نصف المبلغ . 

وقال عامل في مصنع المعدات بالحوامدية إن الإنتاج توقف بالكامل لحين تنفيذ المطالب، مؤكدًا وجود تنسيق مع باقي مصانع المجمع، ومنها “الكيماويات، والتقطير، والنقل، والعطور، والحلويات، والتكرير، والتعبئة والتوزيع”، من أجل الضغط لتحقيق مطالب أكثر من 10 آلاف عامل يعملون في المصانع التابعة لشركة السكر والصناعات التكاملية من الحوامدية وحتى أسوان. 

* أهالي “طوسون” بالاسكندرية يواصلون تحدي مخطط تهجيرهم :”لن نترك منازلنا”

أعلن أهالي منطقة طوسون شرق الإسكندرية أنهم لن يتركوا منازلهم نظرا رغم حجم الانتهاكات التي يتعرضون لها نتيجة سياسة نزع الملكية القسرية التي تتبعها الحكومة.
ومنذ أبريل الماضي، وأهالي طوسون في حرب وجودية وقانونية بعد قرار نزع ملكية 260 منزلًا بالإضافة إلى 4 مساجد وكنيسة، ضمن مسار الطريق الدائري الجديد.

وقام الأهالي بنشر ملصقات رافضة للقرار على جدران المنازل إلا أن ذلك الاحتجاج لم يلقَ آذانًا صاغية، حيث قامت جهات بزي مدني بإزالتها، في محاولة واضحة لإسكات صوت السكان.

هذه الأحداث تُظهر تجاهل الحكومة لمصالح المواطنين وحقوقهم، وتبرز فشل الدولة في تحقيق توازن بين مشاريع التنمية وكرامة السكان، لتتحول التنمية إلى أداة تهجير ومصادرة لمكتسبات المواطنين دون تقديم بدائل حقيقية. 

صدمة الأهالي وخطر التهجير
قرر محافظ الإسكندرية تشكيل لجنة لحصر التعارضات مع مسار الطريق الدائري الممتد 23 كيلومترًا، لكنها لم تأخذ في الاعتبار حقوق السكان المتضررين.
الأهالي الذين يقطنون المنطقة منذ سنوات طويلة يعيشون الآن تحت تهديد فقدان منازلهم وممتلكاتهم، وسط عدم وضوح آلية التعويض أو ضمان حماية مصالحهم.

المحامي محمد رمضان، عضو هيئة الدفاع، أكد أن القرار أحادي الجانب ويفتقد لأي دراسة جدوى اجتماعية أو اقتصادية، ما يزيد من صعوبة مواجهة الأزمة. 

التحرك القانوني والدفاع عن الحقوق
استجابة لهذه الأزمة، شكل الأهالي هيئة دفاع مكونة من خمسة محامين، وعقدوا اجتماعات دورية لإطلاع السكان على المستجدات ومتابعة الخطوات القانونية.
تقدم الأهالي بشكاوى عبر البوابة الإلكترونية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير النقل ومحافظ الإسكندرية، كما رافقوا ممثلين عن هيئة الدفاع في لقاء مع وزير النقل والصناعة كامل الوزير الذي وعد بدراسة القضية مع المحافظ.

هذه التحركات القانونية والأهلية تمثل إصرار الأهالي على حماية منازلهم ورفض سياسة التهجير القسري. 

البدائل الهندسية للطريق الدائري
قام الأهالي بالاستعانة بمكتب استشاري هندسي لدراسة مسارات بديلة للطريق الدائري، وتم التوصل إلى مسار لا يتسبب في هدم المنازل.
هذا الحل الوسط يتيح تنفيذ المشروع التنموي دون المساس بمكتسبات المواطنين.

وفقًا للمحامي رمضان، هناك سابقة مشابهة عام 2008 حين صدر قرار إزالة لإقامة منتجع سياحي وتم إلغاؤه بعد الطعن، ما يوضح إمكانية تعديل السياسات بما يحفظ حقوق السكان دون الإضرار بالمشروع. 

الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للقرار
معظم المنازل في طوسون متصلة بجميع المرافق العامة، وقد حصلت على تصالحات بناء رسمية.
ويبلغ متوسط سعر المنزل نحو 4 ملايين جنيه، وهو ما يجعل أي تعويض مالي غير كافٍ لتعويض الخسائر المادية والاجتماعية.
علاوة على ذلك، تهديد المجتمعات بالتهجير يخلق أزمات اجتماعية كبيرة ويؤثر على استقرار السكان، ويعكس غياب العدالة في تنفيذ مشاريع التنمية، حيث يتحمل المواطنون وحدهم تكلفة التنمية الحكومية.

وفي النهاية فأحداث طوسون تؤكد رفض الأهالي القاطع ترك منازلهم، وتمسكهم بحقهم في العيش بكرامة والاستفادة من التنمية دون فقدان ممتلكاتهم.
إن استماع الحكومة لمطالب السكان والبحث عن بدائل واقعية يعد اختبارًا حقيقيًا لمصداقية الدولة في حماية حقوق المواطنين وتحقيق تنمية عادلة توازن بين المشاريع التنموية وحقوق الأفراد، بعيدًا عن سياسة التهجير القسري التي تهدد حياة المواطنين ومجتمعاتهم.

 

سعيد عتيق حليف السيسي خلف القضبان بعد انتقاد العرجاني ومشاريع الإمارات بسيناء.. الاثنين 8 سبتمبر 2025م.. مصر بلا تعليم ولا عمل ولا أمان يدفع الأطفال للهجرة غير الشرعية

سعيد عتيق حليف السيسي خلف القضبان بعد انتقاد العرجاني ومشاريع الإمارات بسيناء.. الاثنين 8 سبتمبر 2025م.. مصر بلا تعليم ولا عمل ولا أمان يدفع الأطفال للهجرة غير الشرعية

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*سعيد عتيق حليف السيسي خلف القضبان بعد انتقاد العرجاني ومشاريع الإمارات بسيناء

في مشهد يلخص طبيعة الحكم في مصر اليوم، اعتقلت السلطات الأمنية سعيد عتيق، أحد أبرز أبناء قبيلة السواركة في شمال سيناء والمتحدث السابق باسمها، ووضعتْه في الحبس الاحتياطي، بعد أن وجّه انتقادات علنية للبلطجي السابق ورجل الأعمال الحالي إبراهيم العرجاني ومشاريع الإمارات الاقتصادية المثيرة للجدل في سيناء.

اعتقال عتيق، المعروف بولائه السابق لنظام عبد الفتاح السيسي، يفضح حجم القبضة الأمنية التي لم تترك مساحة حتى لحلفائها المقربين، ويكشف كيف تحولت سيناء إلى ساحة مغلقة تتحكم فيها شبكات مصالح مرتبطة بالسلطة ورجال الأعمال وشركات خارجية. 

من صوت قبيلة السواركة إلى متهم في زنازين الأمن
سعيد عتيق كان لسنوات واجهة إعلامية لقبيلة السواركة، كبرى قبائل شمال سيناء، ووقف علنًا إلى جانب الدولة في حملاتها الأمنية، بل ردد خطاب السيسي حول “الحرب على الإرهاب”.
هذا الولاء لم يشفع له عندما انتقد العرجاني، رجل الأعمال المقرب من النظام، والذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى رمز للنفوذ الاقتصادي والعسكري في سيناء.

عتيق، في تصريحات علنية، حذّر من أن سيطرة العرجاني وشركاته المدعومة من الإمارات على المشاريع الحيوية في سيناء تهدد مصالح الأهالي وتقصي أبناء القبائل أنفسهم من المشاركة في مستقبل أرضهم. لكن صوته قوبل بالقمع السريع، ليصبح “المتحدث باسم السواركة” متهمًا خلف القضبان. 

العرجاني والإمارات: مشاريع تثير الشكوك
إبراهيم العرجاني، الذي انطلق من خلفية قبلية ليصبح أحد أعمدة المال والنفوذ في مصر، بات اسمه مقترنًا بمشاريع اقتصادية وأمنية مرتبطة بسيناء.
هذه المشاريع، التي تشارك فيها شركات إماراتية، تثير تساؤلات حول أهدافها الحقيقية: هل هي لتنمية المنطقة لصالح سكانها أم لإعادة تشكيلها بما يخدم مصالح سياسية وأمنية إقليمية؟ سعيد عتيق كان من الأصوات القليلة التي تجرأت على التشكيك في جدوى تلك المشاريع، معتبرًا أن ما يجري هو عملية “إحلال اقتصادي” تُقصى فيها القبائل لحساب رجال أعمال محسوبين على السلطة وداعميها الإقليميين. 

القلق من انكشاف الصفقات السرية
الاعتقال السريع لسعيد عتيق يؤكد أن النظام لا يخشى فقط الأصوات المعارضة، بل يخاف أكثر من كشف أسرار الصفقات الاقتصادية في سيناء، خصوصًا تلك التي تتم برعاية إماراتية. فسيناء تحولت إلى منطقة مغلقة تُدار بعقود استثمارية غامضة، لا يعرف الشعب عنها شيئًا، بينما يعرف أبناء القبائل بعض تفاصيلها بحكم وجودهم في الميدان.
انتقاد عتيق لم يكن مجرد اعتراض على “العرجاني”، بل كان فضحًا لمسار كامل من بيع الأراضي والمشاريع لجهات خارجية، وهو ما جعل النظام يسارع إلى إسكات صوته قبل أن تنتشر الحقائق على نطاق أوسع. 

قمع الحلفاء: رسالة تخويف للجميع
اعتقال عتيق يحمل دلالات أعمق من مجرد إسكات صوت معارض. فهو رسالة مباشرة لكل من يفكر في الاعتراض، حتى لو كان من داخل الدائرة التي ساندت السيسي في أحلك الظروف.
إذا كان الرجل الذي تبنّى خطاب الدولة ومثّل واحدة من كبرى قبائل سيناء لم يسلم من الاعتقال، فماذا عن الأصوات المستقلة أو المعارضة أصلًا؟

هنا يظهر نمط واضح: النظام لا يسمح بانتقاد رجاله الأقوياء، وفي مقدمتهم العرجاني، حتى لو جاء النقد من حليف قديم. 

سيناء: أرض تتحول إلى رهينة مصالح
سيناء اليوم ليست فقط ساحة عسكرية مغلقة، بل أيضًا مسرح لتداخل المصالح الاقتصادية بين السلطة المصرية وحلفائها في الخليج. دخول الشركات الإماراتية بقوة عبر بوابة مشاريع العرجاني يجعل الكثير من أبناء القبائل يشعرون أن أرضهم تُباع وتُدار بقرارات فوقية لا تراعي حقوقهم ولا مستقبلهم.
اعتقال سعيد عتيق جاء ليؤكد هذا الشعور: من يتحدث يُسجن، ومن يعترض يُقصى، فيما تبقى مشاريع الإمارات ورجال السيسي ماضين في إعادة تشكيل المنطقة وفق حسابات لا علاقة لها بتنمية حقيقية أو بتمكين أهلها. 

انكشاف اللعبة
قضية سعيد عتيق ليست مجرد حادثة فردية، بل انعكاس لبنية حكم تقوم على الإقصاء والتخويف. فمن كان يومًا صوتًا داعمًا للنظام وناطقًا باسم قبيلة كبيرة، أصبح متهمًا فقط لأنه انتقد “رجل الدولة المفضل” ومشاريع شركاء السلطة في الخليج.

هذه المفارقة تكشف أن النظام لا يعرف حليفًا دائمًا، بل يعرف فقط من يلتزم الصمت. أما من يرفع صوته، حتى لو من داخل الصف، فمصيره الاعتقال.
في النهاية، يظل السؤال مطروحًا: إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا النهج في إدارة سيناء؟ وهل يدرك السيسي أن قمع الحلفاء قبل الخصوم قد يؤدي في النهاية إلى انفجار صامت داخل مجتمع يعاني أصلًا من التهميش والإقصاء؟

* محكمة جنايات القاهرة تحيل أوراق متهم بـ”تنظيم نور الدين زنكي” للمفتي

أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراق المتهم “أبو عاصم” إلى المفتي تمهيدًا للحكم بالإعدام في قضية “تنظيم نور الدين زنكي” .

ومن المقرر أن تُعلن المحكمة حكمها النهائي في القضية خلال جلسة 6 ديسمبر المقبل.

تشمل القضية 3 متهمين:

  1. سيد فايق شبل أحمد (أبو يمنى) – محبوس.
  2. محمد عبدالغفار الصعيدي (أبو عاصم) – تم إحالة أوراقه للمفتي.
  3. ساجد سيد فايق شبل (أبو البراء المصري) – هارب.

الاتهامات الموجهة لهم

وفقًا لمزاعم النيابة العامة، ارتكب المتهمون جرائم خلال الفترة من 2013 حتى 9 أكتوبر 2021، خارج مصر، وتضمنت:

  • تسهيل الالتحاق بتنظيم مسلح: حيث ساعد المتهم الأول (أبو يمنى) نجله (المتهم الثالث) على الانضمام إلى “تنظيم نور الدين زنكي” في سوريا، التابع لجبهة النصرة.
  • الالتحاق بتنظيم إرهابي: التحق المتهمان الثاني والثالث بالتنظيم، وتلقيا داخله تدريبات عسكرية وفنون قتالية، بهدف استخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية.
  • تمويل الإرهاب: قام المتهمان الأول والثاني بتوفير أموال ومواد دعائية مرئية للمتهم الثالث، لدعم أنشطته الإرهابية.

 

*عودة علاء عبد الفتاح للإضراب بعد وعود لم تُنفذ بالإفراج عنه

عاد الناشط والسجين السياسي علاء عبد الفتاح إلى الإضراب عن الطعام، منذ مطلع الشهر الجاري، بعد وعود لم تنفذ، تلقاها من «الأمن الوطني» قبل ما يزيد على شهر، بالإفراج عنه، حسبما أعلنت والدته، ليلى سويف، أمس.

سويف، التي زارت نجلها في مجمع سجون وادي النطرون، أمس، للمرة الأولى بعد أسبوعين من عدم تمكين الأسرة من استقبال خطابات منه، أوضحت، عبر فيسبوك، أنه أبلغها بدئه الإضراب في أول سبتمبر، متضمنًا عدم تناول أملاح أو محاليل معالجة جفاف، مكتفيًا بشرب الماء، وذلك بعدما أبلغه قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية أنه سيتم الإفراج عنه خلال أيام، مع رفع اسمه من قوائم الإرهاب، وهو القرار الذي نُشر في «الوقائع المصرية» في 30 يوليو الماضي.

عبد الفتاح، المحبوس من 2019، أضرب عن الطعام في مارس الماضي، قبل أن يحوّل إضرابه لجزئي في يوليو، بعد علمه برفع اسمه من قوائم الإرهاب، قبل أن ينهي الإضراب تمامًا في 20 أغسطس الماضي، والذي كان بدأه تزامنًا مع دخول سويف المستشفى إثر تدهور صحتها بسبب إضرابها بدورها عن الطعام، والذي استمر نحو عشرة أشهر، اعتراضًا على استمرار حبس نجلها رغم إنهائه مدة عقوبته.

* “غوانتنامو مصر”.. إضرابات ومحاولات انتحار في سجن بدر 3 … تفاصيل جحيم سجون السيسي

كشف مركز الشهاب لحقوق الإنسان في تقرير صادم، عن سلسلة من الانتهاكات المروّعة التي يشهدها سجن بدر 3 – قطاع (2) خلال النصف الأول من أغسطس 2025، حيث تحوّل السجن إلى ما يشبه “غوانتنامو”، وسط تصاعد حالات الانتحار والإضراب عن الطعام، وانهيار الحالة الصحية والإنسانية لعشرات المعتقلين السياسيين. 

محاولات انتحار متكررة وصادمة
بدأت المأساة في 3 أغسطس بمحاولة الطبيب الجراح سيد هيكل الانتحار داخل زنزانته، ليلحق به في اليوم التالي أمين الصيرفي وخالد سعيد مرسي (ابن شقيق الرئيس الراحل محمد مرسي) والدكتور عبدالله شحاتة.

وفي 6 أغسطس، أقدم المهندس أسعد الشيخة على ابتلاع كمية كبيرة من الأدوية بعد مشادة مع ضباط الأمن الوطني، لينقل في حالة حرجة. وبعد يومين فقط، انهار الدكتور محمد البلتاجي فاقدًا الوعي وسط تكتم على حالته الصحية.

توالت المحاولات بشكل مروّع، حتى 10 أغسطس، حيث وصل عدد المعتقلين الذين حاولوا الانتحار إلى 16 معتقلاً، من بينهم من كرر المحاولة عدة مرات مثل خليل العقيد الذي أقدم لاحقًا على قطع شرايين يده بعنف، ما استدعى إجراء 36 غرزة جراحية، لكنه أُرسل إلى التأديب بدلاً من تلقي العلاج اللازم. 

إجراءات تعسفية وحملة “تجريدة”
بتاريخ 11 أغسطس، نفذت لجنة من مصلحة السجون حملة “تجريدة” واسعة، صودرت خلالها جميع متعلقات المعتقلين.

وفي تصريحات تنضح بالقسوة، قال ضابط الأمن الوطني مروان حماد إن هناك “تعليمات من رئاسة الجمهورية بعدم نقل أي حالة حرجة إلى المستشفيات منعًا لتسريب الأخبار للإعلام”، مشددًا على أن ملف القطاع تحت إشراف مباشر من الرئاسة.

كما هدد المعتقل محمد أبو هريرة بالنفي إلى سجن الوادي الجديد قائلاً له: “ممكن تموت هناك قضاء وقدر ومحدش يعرف عنك حاجة”. 

انهيار صحي يهدد الحياة
رصد التقرير تدهور الوضع الصحي لعدد من القيادات السياسية، من بينهم: باسم عودة، خالد الأزهري، محمد سعد عليوة، أسامة ياسين، أسعد الشيخة، أمين الصيرفي.

أما الدكتور محمد البلتاجي فقد نقل في حالة خطيرة إلى مستشفى المنيل ثم أعيد إلى مستشفى السجن حيث استقرت حالته مؤقتًا، كما يعاني الأستاذ أيمن الصيرفي من أوضاع صحية بالغة السوء، إضافة إلى تلقيه تهديدات تطال أسرته داخل مصر وخارجها. 

عزلة كاملة وإضراب مستمر
منذ 12 أغسطس، يعيش معتقلو قطاع (2) في عزلة تامة بعد تغيير الضباط والحراس، وإغلاق كامل للقطاع، ويواصل 21 معتقلاً إضرابهم عن الطعام، في ظل حرمانهم من الرعاية الطبية، وتزايد الانتهاكات بحقهم. 

تحذيرات حقوقية
أكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن ما يجري في سجن بدر 3 يمثل تهديدًا مباشرًا للحياة وانتهاكًا فاضحًا للقانون والمواثيق الدولية، داعيًا إلى فتح تحقيق عاجل، وتمكين لجان حقوقية ودولية مستقلة من زيارة السجن، للوقوف على حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها المعتقلون.

* إسقاط مسيّرة حوثية فوق سيناء.. تزامنًا مع إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرات حوثي

نشرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان مقطع فيديو يوثّق لحظة إسقاط طائرة مسيّرة حوثية داخل الأجواء المصرية، بعد استهدافها من قبل طيران مجهول، وذلك فوق قرية أم شيحان بمنطقة القسيمة في وسط سيناء، حوالي الساعة الثانية من ظهر اليوم.

ويُظهر الفيديو بوضوح سقوط الطائرة المسيرة عقب تعرضها للاستهداف المباشر.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد ذكرت في وقت سابق اليوم دخول ثلاث طائرات مسيّرة تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن إلى أجواء شبه جزيرة سيناء، وأكدت أن قواتها تعمل على اعتراضها.

*الإعلام العبري: مصر تحتضن قادة “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية”.. وإسرائيل غاضبة

عكست تقارير إعلامية إسرائيلية حالة الغضب الشديد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تجاه مصر بعد ما أسموه تغيير موقف القاهرة المفاجئ تجاه منظمات تعتبرها إسرائيل إرهابية.

 وقالت قناة i24 الإسرائيلية إن عددا من كبار الشخصيات من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لجأوا إلى مصر.

ونقلت القناة العبرية عن المحلل السياسي الإسرائيلي باروخ يديد، قوله إن تغيير موقف مصر، التي بدأت مؤخرًا “تحتضن” كبار الشخصيات في التنظيمات المسلحة يثير الحيرة.

وحسب المصادر العبرية منحت مصر مؤخرا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، نوعا من “الإقامة الدائمة” على أراضيها. تأتي هذه الخطوة غير العادية بعد مغادرة النخالة دمشق.

لكن النخالة ليس الوحيد – فقد انتقل جميل مزهر، من الجبهة الشعبية، مؤخرًا إلى القاهرة، سنضيف إليهم أيضًا طلال ناجي من الجبهة الشعبية (القيادة العامة)، والذي سيصل قريبًا إلى القاهرة، وفقًا لمصادر عربية.

وردا على سؤال القناة العبرية لماذا تحتضن مصر الآن قادة أكثر التنظيمات تشددا وعداء لإسرائيل؟ قال يديد: “ربما أدركت مصر أنها، من أجل تعزيز رؤيتها لما بعد الحرب في غزة، بحاجة إلى أشخاص بالنيابة عنها قادرين على التأثير على حماس. وهكذا ضغطت كل من الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي على خليل الحية، رئيس وفد حماس للتفاوض مع إسرائيل، ليتبع مخطط ويتكوف ويقبل الاقتراح المصري بجلب لجنة إدارة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة“.

* لماذا جمد نتنياهو اتفاقية الغاز مع نظام السيسي رغم أنها لصالح إسرائيل؟

بينما كانت صحف ولجان النظام في مصر مستمرة في الدفاع عن مزايا صفقة الغاز الضخمة مع إسرائيل بـ35 مليار دولار، أوقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاتفاقية، مهددا بإلغائها ما لم تسحب القاهرة قواتها التي نشرتها في سيناء عقب العدوان على قطاع غزة.

جاء الرفض هذه المرة من إسرائيل نفسها لا المعارضين المصريين، حين قرر نتنياهو عدم المضي قدما في الصفقة بزعم نشر مصر قوات عسكرية في سيناء بالمخالفة لـ”اتفاقية السلام”. وفق صحيفةيسرائيل هيوم” في 2 سبتمبر/ أيلول 2025.

وهذه أول مرة تستخدم فيها إسرائيل الاقتصاد والطاقة للضغط على القاهرة، مستغلة حاجة النظام المصري الماسة إلى الغاز، لحد تصديره جهاز المخابرات لشرائه من تل أبيب عبر شركات تابعة له (بلو أوشن ودولفينوس)، وفق تقرير لموقع “الاستقلال”.

والسبب أن الأمر متعلق بأمن النظام وخشيته من “انتفاضة جديدة” على غرار عام 2011، لو تكرر انقطاع التيار الكهربائي

ويستخدم نتنياهو صحيفة “إسرائيل هيوم، اليمينية وقناة المستوطنين رقم “14”، الداعمتين له، عادة لتسريب معلومات لقياس رد فعل الجهة أو الجهات التي يستهدفها، أو ممارسة ضغوط سياسية عليها.

وسبق هذا تسريب أخبار ومعلومات لصحف الاحتلال تزعم خرق مصر “اتفاقية السلام” بنشر قوات قرب الحدود رغم أن ذلك كان ردا على الخروقات الإسرائيلية.

ثلاث أوراق

وأظهرت “الصفعة” التي وجهها نتنياهو لنظام السيسي، بعدم المضي قدما في صفقة الغاز، استخدام إسرائيل للاتفاقية كورقة ضغط ثلاثية “اقتصادية وعسكرية وسياسية”. بحسب تقديرات سياسية.

ورقة الضغط العسكرية، تتمثل في الإعلان أن سبب تعليق اتفاقية الغاز هو نشر مصر قوات عسكرية بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد في سيناء، وذلك ردا على الانتشار العسكري الإسرائيلي (المخالف أيضا للاتفاقية) على الحدود.

وقبل تعليق اتفاقية الغاز، ظلت صحف الاحتلال ومسؤولوه يتحدثون عن “خروقات مصرية لاتفاقية السلام”، بينها بناء أنفاق في سيناء لتخزين الأسلحة، وتمديد مدارج المطارات.

وكذلك إدخال قوات مدرعة ومشاة بأعداد تتجاوز ما نص عليه الملحق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد، دون تنسيق مع إسرائيل، رغم إعلان صحف أن هذا تم بتنسيق مع إسرائيل.

وزعمت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في 26 أغسطس/آب 2025، أن هناك تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء، وبطول الحدود مع الأراضي المحتلة، تُقدر بـ40 ألف جندي، يمثلون ضعف عدد القوات المنصوص عليها ضمن اتفاقية السلام الموقعة عام 1979.

أما ورقة الضغط الاقتصادية، فهي استخدام إسرائيل الاقتصاد والطاقة -لأول مرة- للضغط على نظام السيسي مستغلة حاجته إلى الطاقة لحماية نظامه من الغضب الشعبي حال انقطاع التيار الكهربائي أو عدم توافر الغاز للإنتاج والصناعة.

ووفقا لـ”نص الاتفاقية”، يجري الاعتماد على صيغة “Take or Pay”، وهو بند شائع في عقود الطاقة، يُلزم المستورد بدفع قيمة كميات الغاز المتفق عليها سنويا، سواء تسلّمها بالفعل أو لم يُفعل لانخفاض الحاجة أو الأسعار.

وهو ما يضمن دخلا ثابتا ومستقرا لإسرائيل على حساب مصر، بغضّ النظر عن التغيرات في السوق أو مدى حاجة القاهرة لما ستستورده من غاز.

ورقة الضغط السياسية، هي استغلال الاتفاقية كورقة ضغط اقتصادية طاقوية وعسكرية ضد مصر سياسيا في صورة تهديدها بالتزام الصمت قبل غزو الاحتلال لمدينة غزة وقبول ما هو آتٍ، وتكدس الفلسطينيين على حدود مصر، وربما اقتحامهم الحدود بالضغط عليهم، وتنفيذ خطة التهجير.

بعبارة أخرى، أوضح اعتراض نتنياهو على تمرير الصفقة نية الاحتلال في استغلال أزمة الطاقة في مصر لإسكات معارضة الإبادة الجماعية في غزة، وتحويل الغاز الطبيعي إلى أداة أخرى للإكراه في الصراع الإقليمي الأوسع. وفق مراقبين.

وقال الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية، مصطفى عبد السلام: إن توقيت إعلان إسرائيل تعليق صفقة الغاز عبر تسريبات للصحف “يثير التساؤلات”.

وشدد عبر حسابه على فيسبوك في 3 سبتمبر، على أنه “يجب ألا نقف عند تلك التسريبات على أنها فقط مجرد ورقة ضغط جديدة من الحكومة المتطرفة في تل أبيب على القاهرة، أو أنها تتعلق بخلاف آني بين القاهرة وتل أبيب بخصوص تطورات الحرب على غزة وقضية التهجير والمفاوضات الجارية والخلافات حول احتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا).

واستدرك: “لكن يجب أن ننظر لما هو أبعد وهو أن إسرائيل بتلويحها بتلك التسريبات أو إقدامها على وقف تدفق الغاز إلى مصر، كما حدث في فترات سابقة، يمكن أن تعبث بملف الطاقة المصري في أي وقت

واستطرد: “وأنها يمكن أن تقطع تدفق الغاز عن الاقتصاد المصري وفق أجندتها التوسعية وربما بلا غرامات أو عقوبات، خاصة أن نص الاتفاقية الأخيرة أقرب إلى عقد إذعان”.

وأشار عبد السلام إلى “حجم المخاطر التي تحيط بالأمن القومي المصري وقطاعاته الاقتصادية بما فيه قطاع الطاقة والصناعة مع ربط الأسواق المصرية وأنشطتها الحيوية المختلفة بتلك الصفقة المريبة ولمدة تصل إلى عام 2040

مغزى التسريبات

كانت صياغة التسريبات التي نشرتها صحيفةيسرائيل هيوم” في 2 سبتمبر، بشأن قرار نتنياهو تجميد صفقة الغاز الضخمة مع مصر التي تم توقيعها في 7 أغسطس 2025، بقيمة 35 مليار دولار، تحمل قدرا من التعالي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أنالقاهرة بحاجة ماسة إلى الغاز الإسرائيلي ومستعدة لدفع سعر أعلى بكثير مما يدفعه المستهلك الإسرائيلي”، لذا قرر نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين استغلال ذلك والضغط كي تسحب قوات حشدتها على الحدود بالمخالفة لاتفاقية السلام.

وذكرت أن نتنياهو “استخدم لأول مرة الغاز كورقة ضغط اقتصادية/طاقوية ضد مصر” وأن تل أبيب قررت الربط للمرة الأولى التزام مصر بالملحق الأمني في اتفاقية السلام، بمصير إمدادات الغاز الحيوية بالنسبة للقاهرة.

وتابعت: “أوعز نتنياهو بعدم المضي في اتفاق الغاز الضخم مع مصر دون موافقته الشخصية”، بحجة “وجود تقارير عن خروقات مصرية لاتفاقية السلام” عبر التعزيزات العسكرية في سيناء.

وزعمت الصحيفة أن إسرائيل كانت تعتزمالمصادقة على الصفقة كما هي”، إلا أن “نشر تقارير حول تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء دفع المستويات السياسية العليا لإعادة النظر”، حتى أصدر نتنياهو أوامر بطرح القضية أمامه شخصيا.

وسبق هذه التسريبات تأكيد صحيفة “إسرائيل هيوم” أيضا في 22 أغسطس، أن “إسرائيل لديها نفوذ قوي على مصر وينبغي لها أن تستخدمه

وقالت: “رغم معاهدة السلام الرسمية، تُحافظ مصر على موقفها العسكري العدائي، معتمدة على إمدادات الطاقة الإسرائيلية التي تمنع انهيار شبكة الكهرباء الوطنية

وأوضحت الصحيفة أنه “رسميا، توجد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، لكن عمليا، تعدّ الجارة الجنوبية الغربية عدوا حقيقيا

وعلى الصعيد السياسي تزعم صحيفةإسرائيل هيوم” أن “مصر تتحدى إسرائيل باستمرار، فقد رفضت استقبال الغزيينولو مؤقتا – أو منحهم أراضي في سيناء

وتابعت: “يضاف إلى ذلك كراهية النخب المصرية لإسرائيل، والطبقات الشعبية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام المصرية، بالإضافة إلى العراقيل التي تضعها أمامنا في المؤسسات الدولية، فيما يُشبه الحرب الباردة

اتفاقية إذعان

اللافت أيضا أنه رغم أنها اتفاقية إذعان؛ إذ حذّر خبراء اقتصاد ومعارضون مصريون من أنها قد تجعل القاهرة رهينة لـ”محبس الغاز” في تل أبيب، وتحقق مكاسب جمة لإسرائيل، جاءت التسريبات لتزعم أن إسرائيل قد تضحي بهذه المكاسب؛ لأن مصر تحشد قوات في سيناء، ما يثير القلق من نوايا.

فقد ذكرت “إسرائيل هيوم” في تقريرها أنه “يجب على إسرائيل ألا تتخلى عن مكاسبها الملموسة مقابل وعود سياسية جوفاء من جانب مصر

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية: إن صفقة الغاز “تمنح إسرائيل مكاسب اقتصادية هائلة، وتجعلها لاعبا رئيسا في سوق الطاقة، بينما تحول مصر إلى رهينة للغاز الإسرائيلي وبوابة مرور تخدم مصالح الغير

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة “نيوميدالإسرائيلية، يوسي أبو، لصحيفة “غلوبس” الإسرائيلية، في 8 أغسطس 2025، الاتفاقية بأنها منجم أموال للإسرائيليين؛ حيث ستدفع مصر 35 مليار دولار على مدار 14 عاما لإسرائيل.

أيضا أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في 7 أغسطس، أن الصفقة مُربحة بصورة كبيرة لإسرائيل؛ حيث سينتج عنها “تحويل مئات الملايين من الشواكل من عائدات الغاز والضرائب إلى خزائن الدولة

ووصفها وزير الطاقة كوهين، بأنها “خبر سار للاقتصاد الإسرائيلي، سيُدرّ مليارات الدولارات على خزينة الدولة، ويخلق فرص عمل، ويعزز الاقتصاد

وأفاد في منشور عبر “إكس” في 7 أغسطس، بأنها “أكبر صفقة غاز في التاريخ”، وعدّها “خبرا مهما أمنيا وسياسيا واقتصاديا”.

وادعى كوهين أن “هذا يرسخ مكانتنا كقوة إقليمية رائدة في مجال الطاقة، والتي يعتمد عليها جيراننا ويحتاجون إلينا

خيارات مصر

رغم أن نتنياهو قدّم خدمة لنظام السيسي ومبررا حتى ينسحب بكرامة من هذه الاتفاقية، ويرضي المصريين المعارضين لوضع أمن مصر الطاقوي والقومي تحت رحمة وهيمنة الاحتلال، وجعلها رهينة محبس الغاز، إلا أن السيسي لا يريد ذلك؛ إذ إن المشكلة هي أن للنظام مصالح في عدم إلغاء الاتفاقية والإبقاء عليها، تتعلق بأمنه هو الذاتي، عكس مصالح الشعب المصري.

وشرح ذلك موقع “ريسبونسبل ستيت كرافتالأميركي في 14 أغسطس 2025، مؤكدا أن هناك رابطا بين اتفاقية الغاز الإسرائيلي الضخمة وأمن نظام السيسي الذاتي.

وأوضح أن الصفقة “تمت لخشية السيسي من العواقب الوخيمة وتأثير انقطاع محتمل للكهرباء بفعل نقص الغاز، شعبيا وتصنيعيا”، بعدما أدى انقطاع التيار والإظلام صيف 2023، لشلل كامل في مصر وتأجيج السخط العام، وأقلق السيسي من انتفاضة مشابهة لعام 2011.

وذكر الموقع أن “النظام المصري يدرك أن انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى اضطرابات داخلية قد تطيح به، ولهذا يحتل الغاز أولوية لديه

وشدد على أن “حكومة السيسي تُدرك أن الاستقرار السياسي مرتبط ارتباطا مباشرا بشبكة الكهرباء، واتفاقية الغاز الإسرائيلية تمنع الاضطرابات الداخلية

لكن صفقة الغاز القياسية التي أبرمتها مصر مع إسرائيل كشفت مع هذا عن “ثغرة إستراتيجية هي تخلي القاهرة عن استقلالها السياسي مقابل أمن الطاقة”. بحسب “ريسبونسبل ستيت كرافت

وباتت مصر “لا تستطيع انتقاد إسرائيل لمدة عقدين آخرين على الأقل بسبب هذه الصفقة حتى ينتهي أجلها عام 2040″، ما سيجعل النظام بأسره مرهونا بإسرائيل، لا يخالف لها أمرا

فتل أبيب يمكنها في أي وقت إيقاف تدفق الغاز، وهو ما لا يمكن للنظام تحمله لأيام معدودة” وفق الموقع الأميركي.

مواجهة التحديات

ووفقا لتقرير سابق لـ “الاستقلال”، تعدّ إسرائيل هي الرابح الأكبر من الصفقة، رغم سعيها لتعطيلها حاليا، وذلك من ثلاث زاويا، بعضها يقلل من خيارات مصر في التعامل مع الاتفاقية.

الأولى، تنص الاتفاقية على إلغاء بند رئيس كان يمنح مصر الحق في تقليل الكميات المستوردة من إسرائيل إذا انخفض سعر خام برنت عن 50 دولارا للبرميل

ويعني هذا البند أن مصر ستظل ملزمة بدفع كامل قيمة الصفقة وفقا للأسعار المحددة حاليا، حتى إذا تراجعت الأسعار مستقبلا أو انخفضت حاجة البلاد إلى الغاز. وفق صحيفة “جيروزاليم بوست” في 7 أغسطس 2025.

والثانية، نجاح إسرائيل في رفع سعر الغاز على مصر بنسبة 14.8 بالمئة في الصفقة الجديدة المعدلة، ورؤية مصر أن هذا يحقق لها، مع ذلك، أرباحا اقتصادية بتوفير إمدادات أقرب جغرافيا وأقل تكلفة، واستغلال البنية التحتية القائمة في البلاد في مجال تسييل الغاز.

والثالثة، أنه ووفقا لنص الاتفاقية، سيجري الاعتماد على صيغة Take or Pay، وهو بند شائع في عقود الطاقة، يُلزم المستورد بدفع قيمة كميات الغاز المتفق عليها سنويا، سواء تسلمها بالفعل أو لم يفعل لانخفاض الحاجة أو الأسعار.

وهو ما يضمن دخلا ثابتا ومستقرا لإسرائيل على حساب مصر، بغض النظر عن التغيرات في السوق أو مدى حاجة القاهرة لما ستستورده من غاز.

والمفارقة هنا أن مصر ستكون مُجبرة على زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي الإسرائيلي بنسبة 25 بالمئة بداية من يناير 2026، لتصل إلى 1.250 مليار قدم مكعب يوميا.

وذلك مقارنة مع مليار قدم مكعب يوميا بالوقت الراهن، بحسب مسؤولين حكوميين تحدثا لموقع “الشرق” السعودي في 3 سبتمبر 2025.

وقال المسؤولان: إن زيادة واردات الغاز الإسرائيلي بداية من يناير 2026 “تُعد التزاما بالاتفاقية الموقعة، على أن تُرفع الكميات تدريجيا إلى قرابة 1.8 مليار قدم مكعب يوميا بحلول 2030، وهذا بخلاف شروط الإذعان في الاتفاقية.

لذا اكتفى السيسي في خطابه بمناسبة المولد النبوي، في 3 سبتمبر 2025، بالقول: “ندرك ما يُحاك ضدنا، ونواجه التحديات بإجراءات مدروسة، معتمدين على قدراتنا وصلابة شعبنا”، دون أن يحدد أي إجراء ضد الضغوط الإسرائيلية أو حتى يندد بها لفظيا.

فيما قال ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات (تتبع رئاسة النظام): إن نتنياهو لا يستطيع أن يلغي اتفاقية الغاز مع مصر، معللا ذلك بأنه “لا يستطيع تحمل النتائج الاقتصادية وليست السياسية فقط”.

وفي تصريحاته عبر قناة “المشهد” الخاصة في 4 سبتمبر، أضاف رشوان “نتنياهو إن كان يعتقد أن لمصر مسارا وحيدا للطاقة والغاز فهو واهم

 *مصر بلا تعليم ولا عمل ولا أمان يدفع الأطفال للهجرة غير الشرعية

في مشاهد صادمة طغت على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر مقطع فيديو يكشف عن هجرة أطفال مصريين بطرق غير شرعية إلى أوروبا، في مشهد تنطق به جغرافيا اليأس. هذه الصور، رغم مفاجأتها، تعكس واقعًا يعكس فشلًا حكوميًا وإنسانيًا، حتى في ظل الأموال التي أُهدِرت أو استُهدِفت للحيلولة دون هذا المصير. 

جهود رسمية مقابل واقع مأسوي
يدّعي النظام أنّه نجح في وقف رحلات التهريب انطلاقًا من الشواطئ المصرية، إذ لم يُسجَّل خروج أي قارب منذ عام 2016، فيما أطلقت حملات توعية مثل “قوارب النجاة” ومبادرة “الزوارق” وغيرها، إلى جانب مبادرات توظيف وتدريب الشباب في قرى المحافظات ذات معدلات هجرة مرتفعة.

كما دخلت الحكومة في شراكة استراتيجية واسعة مع الاتحاد الأوروبي، عبر حزمة مساعدات بلغت 7.4 مليار يورو، تشمل قروضًا ومنحًا واستثمارات، منها مبلغ خاص لإدارة الهجرة الحدودية، ما جعل مصر بوابة أساسية لسياسات “تخفيف الضغط” على أوروبا. وقد تُركّز هذه الأموال بشكل خاص على إنقاذ الحدود وليس المواطن، وفق انتقادات عديدة. 

الوقائع على الأرض: فشل الأمن مقابل سقوط المواطن
الواقع يتحدث بصوت أعلى: حظر التحركات في الشريط الساحلي لم يمنع استمرار الهجرة، بل حَوَّل المسارات إلى ليبيا، بمخاطر أكبر وأموال تُسجّل ضحايا أكثر. ويعرّف الخبراء هذا النزوح بأنه “هروب اضطراري” من أزمات الفقر والبطالة وتضاؤل فرص الحياة الكريمة، لا مجرد رغبة في السفر. 

أسباب الأزمة الإنسانية

  • اقتصادية واجتماعية: غياب الأمن، والتعليم، والعمل، والرعاية الصحية دفع العائلات إلى اليأس.
  • سياسية: الدولة والفروع العليا—العسكرية والإدارية—يبدو أنها تستفيد من المال العام أو المقايضة الدولية، بينما المواطنون يعانون.
  • أمنية: الإجراءات الأمنية لم تصحح شيئًا، بل زادت من معاناة العائلات والمهاجرين، بمن فيهم الأطفال. 

مأساة الأطفال: حكاية الأمل المفقود
إنقاذ طفل واحد من البحر لا يعني انتصارًا تُبنى عليه السياسات، بل نداء لإنقاذ آلاف آخرين يبحثون عن الهواء في بلد لا يوفر لهم سوى الخوف: لا صحة، ولا أمن، ولا تعليم، ولا عمل.
أما الأموال التي تصرفها الدولة، فغالبًا ما تبقى في جيوب النخبة والمسؤولين الكبار، بلا أثر على الأرض، حسب شهادات حقوقية محلية. 

إحصائيات مقلقة
منذ 2014، كان نصف المهاجرين المصريين الذين وصلوا إيطاليا أطفالًا غير مصحوبين بما يزيد عن 2000 طفل.

في 2016، شهدت إيطاليا قفزة كبيرة في أعداد الأطفال المصريين غير المصحوبين، مع تسجيل حالات اختفاء متعددة.

تقرير اليونيسف 2023 أكد وفاة أو اختفاء 289 طفلًا أثناء محاولة عبور البحر المتوسط، أي بمعدل 11 طفلًا كل أسبوع.

أعداد الأطفال حسب الدول الأوروبية (2023):

  • إيطاليا: 27,420 طفلًا (منهم 18,820 غير مصحوبين = 69%).
  • إسبانيا: 10,287 طفلًا (منهم 9,131 غير مصحوبين = 89%).
  • اليونان: 10,612 طفلًا (منهم 2,867 غير مصحوبين = 27%).
  • بلغاريا: 5,720 طفلًا (منهم 3,845 غير مصحوبين = 67%).
  • قبرص: 1,638 طفلًا (منهم 828 غير مصحوبين = 50%).
  • مالطا: 278 طفلًا (منهم 24 غير مصحوبين = 89%).

في 2024، وصل أكثر من 13 ألف قاصر إلى اليونان، بينهم نسبة متزايدة من المصريين. أي أن عدد الأطفال المصريين غير المصحوبين ارتفع بنسبة حوالي 550% بين 2014 و2024.

* مصر على حافة الخطر هزة أرضية شمال مرسى مطروح بقوة 4.9 ريختر

أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، مساء أمس، عن رصد هزة أرضية بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر، وقعت على بُعد نحو 873 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح.

وأوضح المعهد في بيان رسمي أن الزلزال تم تسجيله عند الساعة 7:56 مساءً بالتوقيت المحلي، على عمق متوسط في البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن موقعه يبعد مئات الكيلومترات عن الساحل المصري، وهو ما قلل من احتمالية تأثر السكان به بشكل مباشر.

وأكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، أن محطات الشبكة القومية للزلازل سجلت الهزة بدقة، لافتًا إلى أن بعض سكان السواحل الشمالية قد شعروا بها بشكل طفيف، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات حتى الآن.
وأشار القاضي إلى أن مصر تقع في نطاق آمن نسبيًا من النشاط الزلزالي القوي، إذ تتركز أغلب الهزات التي تُسجل في مناطق قريبة من البحر المتوسط أو البحر الأحمر وخليج العقبة، وغالبًا ما تكون قوتها محدودة التأثير.
زلازل مصر في 2025: عام النشاط الزلزالي وأجراس التحذير

شهد عام 2025 نشاطًا زلزاليًا لافتًا في مصر، إذ سجّل معهد البحوث الفلكية والجيولوجية وقوع عدة هزّات ضُرِبت بالسواحل الشمالية والشرقية، بينما حذّرت وزارة البيئة من اقتراب البلاد من “منطقة خطر حقيقي”. هذا التقرير يعرّف بهذه الزلازل ويضعها في خلفية سياق اجتماعي وجغرافي.

أبرز الهزّات في البحر المتوسط وخارجها

  • هزة بقوة 6.4 ريختر: حدثت في 14 مايو، على بُعد 421 كم جنوب مرسى مطروح، وعمق 76 كم. شعر بها السكان في القاهرة والإسكندرية والمناطق الشمالية، لكن لم ترد تقارير عن خسائر مادية أو بشرية ملحوظة.
  • هزة بقدرة 6.2 ريختر: ضربت في 11 أغسطس منطقة مرسى مطروح. اختبرها السكان في المناطق المجاورة للعاصمة.
  • هزّات أقل حدة: سجلت عدة هزّات تتراوح بين 3 و4 ريختر في يوليو، بالقرب من مطروح، السويس والعريش، أبرزها – 3.2 في 26 يوليو قرب بورسعيد، و4.9 فوق واجهة العاصمة البحرية، ونحو 4.2 قرب السويس في 6 مارس.
  • مجمل الأحداث: حتى نهاية الصيف، بلغ عدد الهزّات في مصر نحو 157 زلزالًا في 2025، تشكّلت معظمها ضمن نطاقات المتوسطة إلى الخفيفة، مع وجود حالتين فقط تجاوزتا 4 ريختر. 

مصر على حافة الخطر
في إطار الرد الحكومية، صرّحت وزيرة البيئة بأن مصر باتت تدخل تدريجيا إلى “منطقة خطر زلزالي”، خاصة بتقاطع تأثيرات تغيّر المناخ وتغير أنماط الطقس. جاء ذلك بعد سلسلة الزلازل غير المسبوقة مؤخرًا، كما أكّد خبراء الحاجة إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر.

وعلى الرغم من أن الزلازل التي شهدتها مصر في 2025 كانت متوسطة القوة، إلا أن التكرار والاستمرار الأخير رفعا درجة القلق، خاصة مع تنامي الهزّات في محيط العاصمة. وحال تكررت هذه الموجات، فإن الهشاشة العمرانية ستضاعف الكارثة. من يدرك ذلك؟ وهل ستتفاعل السلطات الجدية بما ينقذ الأرواح والبنية الاجتماعية قبل فوات الأوان؟

هيومن رايتس إيجيبت : 50 معتقلًا سياسياً يواجهون خطر الموت داخل سجن بدر 3.. الأحد 7 سبتمبر 2025م.. إثيوبيا تلوح ببناء سدود جديدة على النيل بعد سد النهضة تضر بمصر

هيومن رايتس إيجيبت : 50 معتقلًا سياسياً يواجهون خطر الموت داخل سجن بدر 3.. الأحد 7 سبتمبر 2025م.. إثيوبيا تلوح ببناء سدود جديدة على النيل بعد سد النهضة تضر بمصر

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*هيومن رايتس إيجيبت : 50 معتقلًا سياسياً يواجهون خطر الموت داخل سجن بدر 3

كشفت منظمة هيومن رايتس إيجيبت عن أن ما لا يقل عن 50 معتقلًا سياسيًا يواجهون خطر الموت داخل سجن بدر 3، في ظل ظروف وصفتها المنظمة بأنها “مقبرة للأحياء”، نتيجة الحرمان من العلاج، والتعذيب النفسي، والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي.

شخصيات بارزة بين المعتقلين

حسن مالك – رجل أعمال (67 عامًا)

  • رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك.
  • أول من أدخل صناعة الكمبيوتر إلى مصر.
  • معتقل منذ 22 أكتوبر 2015.
  • مضرب عن الطعام منذ 17 يوليو 2024.

الأستاذ الدكتور حسن البرنس – نائب محافظ الإسكندرية الأسبق

  • وكيل لجنة الصحة في برلمان 2012.
  • أستاذ الأشعة التشخيصية بكلية الطب جامعة الإسكندرية.
  • معتقل منذ 22 أغسطس 2013.
  • تنقّل بين عدة سجون آخرها سجن بدر 3.

الدكتور محمد البلتاجي – طبيب وبرلماني (62 عامًا)

  • أستاذ جامعي وقيادي سياسي بارز.
  • معتقل منذ 29 أغسطس 2013.
  • محكوم عليه بالإعدام في قضايا وُصفت بالملفقة.
  • فقد ابنته خلال فض اعتصام رابعة.

أسعد الشيخة – نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق

  • معتقل منذ 3 يوليو 2013.
  • حُكم عليه بالسجن 20 عامًا في 2016، و7 أعوام إضافية في 2019.
  • يقضي محكوميته داخل سجن بدر 3.

أوضاع مأساوية داخل سجن بدر 3

المنظمة أكدت أن المعتقلين يُحتجزون في غرف تأديب انفرادية ساحقة للإنسانية داخل قطاع 2 بسجن بدر 3، وسط حرمان تام من الرعاية الصحية، وإهمال متعمّد للأمراض المزمنة وكبار السن، بما يهدد حياتهم بالموت البطيء.

كما لفتت إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية متوترة، والمعارضة للحرب متزايدة، في ظل اقتصاد منهك، وهو ما يزيد من خطورة أي تصعيد إقليمي ينعكس على أوضاع المعتقلين.

دعوات حقوقية عاجلة

طالبت “هيومن رايتس إيجيبت” بضرورة التحرك الدولي العاجل للضغط من أجل:

  • إغلاق سجن بدر 3.
  • الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.
  • تمكين السجناء من حقهم في العلاج والزيارة والكرامة الإنسانية.

وأكدت المنظمة أن استمرار هذه الانتهاكات يمثل جريمة ضد الإنسانية ويستدعي مساءلة السلطات المصرية أمام المجتمع الدولي.

 

*السيسي يواصل سياسة التنكيل بأسر المعارضين.. منى الشاذلي: اعتقال أفراد أسرتي لن يسكتني

في تطور جديد يكشف حجم القمع الذي تمارسه السلطة في مصر، أطلقت الإعلامية منى الشاذلي نداءً مؤثرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكدت فيه أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ينكّل ويروّع أفراد أسرتها المتبقين داخل مصر في محاولة لإسكاتها إلى الأبد، محمّلةً إياه المسؤولية الكاملة عن أمنهم وسلامتهم.

هذه الرسالة لم تكن مجرد استغاثة شخصية، بل تعكس مأساة أوسع تطال عائلات معارضين ونشطاء يعيشون تحت تهديد دائم بسبب مواقف ذويهم.

ونشرت منى فيديو على صفحتها على تويتر، قائلة: “#الارهابي #السيسي ينكل ويروّع أفراد أسرتي المتبقين داخل #مصر لمحاولة إسكاتي للأبد، وأنا أحمّله مسؤولية أمنهم وسلامتهم”.

 سياسة العقاب الجماعي

ما كشفته منى الشاذلي يندرج ضمن ما يسميه خبراء حقوق الإنسان بـ”العقاب الجماعي”، وهي سياسة اعتاد نظام الانقلاب في مصر على ممارستها منذ سنوات.

فعندما يفشل في إخضاع معارض في الخارج، يوجّه أجهزته الأمنية للضغط على أسرته في الداخل من خلال المداهمات الليلية، أو الاستدعاءات المتكررة، أو الحرمان من الحقوق الأساسية.

هذه الممارسات لا تستهدف فقط إخضاع الأفراد، بل ترسل رسالة تخويف للمجتمع بأسره: “أي محاولة لرفع الصوت ستدفع ثمنها أنت وأهلك”.

خبراء: جريمة لا تسقط بالتقادم

الخبير القانوني محمود رفعت أوضح أن ما يحدث “جريمة يعاقب عليها القانون الدولي”، مشيرًا إلى أن استهداف الأبرياء لأسباب سياسية يمكن أن يُصنّف ضمن جرائم ضد الإنسانية.

وأضاف: “عندما يستخدم النظام عائلات المعارضين كورقة ضغط، فإنه يقرّ ضمنيًا بفشله في المواجهة السياسية والفكرية، ويضع نفسه تحت طائلة المحاسبة الدولية”.

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي سليم عزوز أن رسالة منى الشاذلي “فضحت النظام على الملأ”، قائلًا: “النظام الذي يخشى صوت إعلامية في الخارج ويعاقب أسرتها في الداخل، هو نظام يعيش أضعف مراحله. هذا السلوك لا يصدر عن سلطة واثقة، بل عن سلطة مأزومة تخشى سقوطها”.

شهادات متكررة ومعاناة ممتدة

ليست منى الشاذلي وحدها من رفعت صوتها بهذا الشكل.

تقارير حقوقية أكدت أن العديد من عائلات المعارضين تعاني المصير نفسه.

كما طالت المضايقات أقارب الكاتب علاء الأسواني، وأسر عشرات النشطاء المنتمين لتيارات سياسية مختلفة.

كل هذه الشهادات تعكس نمطًا متكررًا يكشف عن استخدام الأسر كـ”رهائن” في معركة النظام ضد خصومه.

غضب شعبي مكتوم

تصريحات منى الشاذلي أثارت موجة تضامن واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون مرآةً لما يعانيه آلاف المصريين بصمت.

كتب أحد المعلقين: “اليوم يستهدفون منى وأهلها، وغدًا قد يكون أي مواطن ضحية. القمع لا يعرف حدودًا”.

بينما رأى آخرون أن “التنكيل بالأسر مؤشر خطير على أن النظام لم يعد يملك سوى العصا الأمنية لإدارة المجتمع”.

أبعاد سياسية وأخلاقية

سياسة استهداف الأسر لا تمثل فقط انتهاكًا قانونيًا، بل تكشف أيضًا عن أزمة أخلاقية عميقة.

النظام الذي يزعم حماية الوطن لا يتردد في تمزيق النسيج الاجتماعي وإرهاب العائلات.

وفي الوقت نفسه، يسعى إلى تصدير صورة زائفة عن الاستقرار والشرعية إلى الخارج.

هذه الازدواجية لم تعد تنطلي على كثير من المراقبين، بل باتت فضيحة معلنة تلاحق السيسي وحكومته في المحافل الدولية.

مسؤولية مباشرة على السيسي

نداء منى الشاذلي يجب أن يُقرأ بوصفه تحذيرًا جديًا من مغبة الاستمرار في هذه السياسة.

فالمسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة أفراد أسرتها، كما غيرهم من أسر المعارضين، تقع على عاتق عبد الفتاح السيسي شخصيًا.

استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلة النظام داخليًا وخارجيًا، وإلى تراكم الغضب الشعبي الذي قد ينفجر في أي لحظة.

في النهاية، لا يمكن إسكات الأصوات الحرة مهما اشتد القمع.

فالتاريخ علّمنا أن الأنظمة التي تُرهب الأبرياء لتخفي فسادها لا تدوم طويلًا.

صرخة منى الشاذلي اليوم ليست مجرد استغاثة شخصية، بل وثيقة إدانة جديدة تضاف إلى سجل نظام يزداد قتامة، وتذكير بأن الحرية أثمن من أن تُقايض بالخوف.

 

*تصاعد الانتهاكات في سجن “بدر 3” .. وحقوقيون يحذّرون من تزايد محاولات الانتحار

يستمر سجن “بدر 3” في مصر في إثارة قلق حقوقي واسع، بعد توالي التقارير التي تكشف عن انتهاكات جسيمة وأوضاع إنسانية متدهورة تطال السجناء السياسيين

أحدث هذه التقارير، الصادر عن مركز الشهاب لحقوق الإنسان، ألقى الضوء على موجة من محاولات الانتحار والإضرابات عن الطعام داخل السجن، في مشهد يعكس عمق حالة اليأس بين المحتجزين، ويطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية السلطات المصرية عن هذه الأوضاع التي تُوصف بأنها تهديد مباشر لحياة المئات

محاولات انتحار متكررة تعكس اليأس

التقرير الحقوقي وثّق سلسلة أحداث صادمة في القطاع 2 من سجن بدر 3 خلال النصف الأول من أغسطس الماضي

ففي الثالث من الشهر، حاول الطبيب الجراح سيد هيكل الانتحار داخل زنزانته، تلاه في اليوم التالي كل من أمين الصيرفي، ومحمد سعيد مرسي (ابن شقيق الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي)، وعبد الله شحاتة بمحاولات مشابهة
وفي السادس من الشهر نفسه، أقدم السجين السياسي أسعد الشيخة على ابتلاع كمية كبيرة من الأدوية بعد مشادة مع ضباط الأمن الوطني، ما أدى إلى تدهور خطير في حالته الصحية
وبحلول العاشر من أغسطس، ارتفع عدد محاولات الانتحار إلى 16 حالة، من بينها تكرار بعض السجناء لمحاولاتهم، مثل خليل العقيد الذي قطع شرايين يده واستدعى الأمر رتقها بـ36 غرزة
لكن بدلاً من تقديم العلاج، نقلته إدارة السجن إلى زنزانة التأديب، في إجراء وصفه التقرير بأنه عقابي وغير إنساني

حرمان من الرعاية الطبية وتصعيد أمني

إلى جانب تزايد حالات الإضراب عن الطعام والانتحار، تضمن تقرير مركز الشهاب تفاصيل عن حملة تفتيش مشددة جرت في 11 أغسطس، صودرت خلالها كافة المقتنيات الشخصية للسجناء
وأخطر ما ورد هو شهادة عن ضابط في الأمن الوطني أكد للسجناء أن هناك “تعليمات من رئاسة الجمهورية بعدم نقل أي حالة حرجة إلى المركز الطبي، منعاً لتسريب الأخبار للإعلام”

ما يكشف، بحسب التقرير، أن إدارة الملف تتم من أعلى المستويات السياسية

كما تعرّض عدد من السجناء للتهديد المباشر، إذ هدد أحد الضباط السجين محمد أبو هريرة بالنقل إلى سجن “الوادي الجديد”، محذراً من أنه “قد يموت هناك قضاءً وقدراً من دون أن يعرف أحد بأمره”
هذه الشهادات أثارت مخاوف مضاعفة من أن تتحول السياسات العقابية داخل “بدر 3” إلى وسيلة لإسكات الأصوات، ولو على حساب حياة السجناء

تدهور صحي لقيادات بارزة
الأوضاع داخل السجن لم تقتصر على الانتهاكات الإدارية والأمنية، بل انعكست أيضاً على الحالة الصحية لعدد من السجناء البارزين
فقد كشف التقرير عن سقوط محمد البلتاجي مغشياً عليه ونقله إلى المستشفى، في حين يواصل القيادي أحمد عارف إضرابه عن الطعام، رافضاً التراجع إلا بعد زيارة لجنة حقوقية مستقلة
كما تدهورت صحة كل من باسم عودة، وخالد الأزهري، ومحمد سعد عليوة، وأسامة ياسين، بالإضافة إلى استمرار معاناة أمين الصيرفي، الذي يواجه تدهوراً حاداً في حالته الصحية، فضلاً عن تهديدات طاولت أسرته
ومنذ 12 أغسطس، فرضت إدارة السجن عزلة كاملة على سجناء القطاع 2 بعد تغيير الضباط والحراس المسؤولين، لتتحول أوضاعهم إلى ما يشبه “الحصار الداخلي”
بينما يواصل 21 سجيناً إضرابهم عن الطعام حتى اللحظة، وسط غياب تام للرعاية الطبية اللازمة 

دعوات لرقابة وتحقيق دولي
التقرير الحقوقي شدد في ختامه على ضرورة فتح تحقيق عاجل ومستقل بشأن الأوضاع داخل سجن بدر 3، والسماح للجان حقوقية ودولية بزيارته والاطلاع على حقيقة ظروف الاحتجاز
وحذر مركز الشهاب من أن استمرار هذه الانتهاكات، مقترناً بتزايد محاولات الانتحار، قد يقود إلى “كارثة إنسانية” لا يمكن احتواؤها
كما طالبت منظمات حقوقية أخرى بضرورة ممارسة ضغط دولي حقيقي على نظام قائد الانقلاب لإنهاء هذه الانتهاكات الممنهجة، وضمان توفير حقوق أساسية للسجناء، وفي مقدمتها الحق في الحياة، والرعاية الصحية، والكرامة الإنسانية

الأحداث المتصاعدة في سجن “بدر 3” لم تعد مجرد وقائع متفرقة، بل باتت مؤشراً على أزمة ممنهجة في إدارة ملف السجناء السياسيين في مصر
فمحاولات الانتحار، والإضرابات الجماعية، وما يرافقها من حرمان طبي وتعسف أمني، تشكّل جميعها صورة قاتمة عن واقع حقوق الإنسان في البلاد
وإذا لم يتم التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات، فإن تحذيرات المنظمات الحقوقية من “انتحار جماعي” قد تتحول إلى حقيقة مأساوية، لتصبح “بدر 3” عنواناً لأخطر الانتهاكات في السجون المصرية خلال السنوات الأخيرة

 

*«ماعَندناش عورة إلا العين».. شهادات جديدة تكشف التعذيب الممنهج داخل مقرات الأمن الوطني

في شهادة صادمة حصلت عليها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان من أحد المعتقلين السابقين، تتكشف صورة قاتمة عن طبيعة الانتهاكات التي تُمارَس داخل مقرات الأمن الوطني.

المعتقل، الذي مر بتجربة الاختفاء القسري، يروي تفاصيل مرعبة عن تعذيبه قائلاً: “ما عندناش عورة إلا العين”، وهي العبارة التي كان يرددها ضباط الأمن الوطني أثناء تعصيب أعين الضحايا، في محاولة لإخفاء وجوههم عن المعتقلين الذين يتعرضون لصنوف من التنكيل.

عبارة تختزل مزيجًا من الخوف والتخفي، وتفضح الممارسات التي تحوّل مقار الأمن إلى أماكن للرعب الممنهج. 

تفاصيل الشهادة

يروي المعتقل أنه خلال فترة اختفائه القسري جرى تقييد يديه من الخلف وتعليقه كالذبيحة، بينما بقيت عيناه معصوبتين طوال الوقت.

وخلال تلك الفترة تعرّض لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، شملت:

  • الضرب المبرح المتكرر.
  • التعليق لفترات طويلة في أوضاع مؤلمة ومهينة.
  • الصعق بالكهرباء في مناطق حساسة من الجسد.
  • تهديدات بالاعتداء الجنسي والإيذاء النفسي المستمر.

الهدف من تلك الانتهاكات كان واضحًا: انتزاع اعترافات قسرية تحت وطأة الألم والخوف، وهو ما يُجرّمه الدستور نفسه فضلًا عن القوانين الدولية.

شهادات متكررة وانتهاكات ممنهجة
هذه الشهادة ليست الأولى من نوعها؛ فالشبكة المصرية وثّقت مئات الشهادات المشابهة لمعتقلين ومختفين قسريًا خلال السنوات الماضية.
جميعها أكدت على وجود نمط متكرر ومنهجي من الانتهاكات التي تشمل تقييد الأيدي، التعليق المؤلم، تغطية الأعين، الضرب المبرح، والصعق بالكهرباء.

الأمر يكشف أن ما يحدث ليس مجرد ممارسات فردية أو تجاوزات معزولة، بل سياسة ممنهجة داخل الأجهزة الأمنية تهدف إلى ترسيخ الخوف وانتزاع اعترافات غير قانونية.

أماكن احتجاز سرية خارج القانون
الانتهاكات لا تقتصر على المقرات الرسمية للأمن الوطني فقط، بل تمتد إلى أماكن احتجاز سرية وغير خاضعة لأي رقابة قضائية أو قانونية، ومن أبرز تلك المواقع:

  • معسكر الجلاء بالإسماعيلية.
  • سجن العازولي العسكري.
  • مقار تابعة لجهاز المخابرات.
  • مواقع احتجاز غير معلنة يُنقل إليها المعتقلون بعيدًا عن أعين القضاء والمحامين.

التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم
وفقًا للدستور، يُحظر التعذيب بشكل مطلق، ولا يُعتد بأي اعتراف يُنتزع بالإكراه، كما أن الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، التي تُلزم مصر بالالتزام ببنودها، تؤكد أن التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم.
القانون الدولي كذلك يضعها في خانة “الجرائم ضد الإنسانية”، ما يستوجب المساءلة الفردية لكل من أمر أو شارك أو تستر على هذه الانتهاكات.

 

*غلق ورش المراكب بالإسكندرية لبناء جراج… قطع أرزاق الآلاف وتهديد مراكب الصيد والشحن الصغيرة

تشهد منطقة الإسكندرية منذ سنوات احتجاجات متكررة واستغاثات من مئات الصيادين الذين يعانون من قرارات حكومية مفاجئة تمسّ أرزاقهم بشكل مباشر. أبرز هذه القرارات تمثل في إغلاق ورش وتصاريح المراكب والسفن، وفرض قيود صارمة على ممارسات الصيد في البحيرات والمناطق البحرية، خصوصًا في بحيرة البردويل.

ما يُقدَّم على أنه “قرار مفاجئ” بشأن غلق أو تقييد عمل ورش صيانة المراكب في الإسكندرية، ليس حادثة منفصلة، بل استمرار لسلسلة سياسات أمنيّة وإدارية أضعفت صناعة محلية عمرها أجيال، وقطعت أرزاق آلاف العاملين والعمّال والصيادين.

سياسات متتالية: إغلاق، تقييد، وإهمال
هذه السياسة ظهرت بأشكال متعددة: وقف التراخيص، إغلاق الورش، تقييد توفير الوقود، وحملات أمنية يصاحبها إجراءات إدارية مشددة، دون أي تعويض أو بدائل واضحة.

متى بدأت القيود؟
أزمة الورش والترسانات البحرية في الإسكندرية ليست جديدة. قرار المحافظين وبعض الأجهزة الحكومية بوقف إصدار تراخيص للّنشات والسفن بدأ منذ عقود، وتحوّل إلى سياسة رسمية منذ أوائل الألفينات، تزامنًا مع قرارات محلية تقضي بوقف تراخيص اللنشات السياحية. هذا القرار تسبّب في تجميد نشاط التصنيع والتجديد في الورش.

وقد وثّقت تقارير صحفية شهادات من حرفيي الأنفوشي، أكدوا فيها أن غياب التراخيص والتضييقات الأمنية حوّلت النشاط إلى حالة شبه متوقفة.

حجم الضرر وعدد المتأثرين
منطقة الأنفوشي وحدها تضم عشرات الورش. تذكر مصادر صحفية وجود نحو 65 ورشة داخل مجمع واحد، بالإضافة إلى ما بين 20 و35 ورشة في مناطق مجاورة. ورشة واحدة قد توظف عشرات العاملين وتخدم عشرات المراكب.

حرائق وسنوات من الجمود أدت إلى خسائر مادية مباشرة بملايين الجنيهات. على سبيل المثال، حريق واحد خلّف خسائر تجاوزت مليوني جنيه، بينما تتكرر الحوادث دون تعويض أو حماية.

لكن هذه الأرقام تعكس فقط الخسائر المُعلنة، ولا تشمل خسائر الدخل المتواصل لعشرات الآلاف من الأسر التي تعتمد على الصيد وصيانة المراكب كمصدر دخل وحيد.

أرقام مؤلمة من بحيرة البردويل
بحيرة البردويل تُعد من أهم مناطق الصيد في مصر، ويعتمد عليها حوالي 3500 صياد بشكل مباشر.

  • في 6 و7 يناير 2025، اعتُقل خمسة صيادين في المنطقة.
  • القانون رقم 146 لسنة 2021 الخاص بحماية البحيرات يفرض غرامات من 10,000 إلى 100,000 جنيه، مع عقوبات بالسجن من 6 أشهر إلى سنتين للصيد في الفترات المحظورة.
  • في أكتوبر 2024، بدأت الحكومة مشروعًا تطويريًا في البحيرة دون استشارة أو تعويض للصيادين.
  • في الإسكندرية، سُجل حوالي 4000 صياد رسميًا عام 2021، مهددون الآن بفقدان عملهم بسبب قرارات إغلاق الورش ومرافق الصيانة.

القرار المفاجئ: ضربة قاضية للرزق
في 31 أكتوبر 2024، أعلنت حكومة السيسي أن “جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية” سيبدأ أعمال تطوير في بحيرة البردويل، وهو ما اعتبره الصيادون تهجيرًا قسريًا ومصادرة لأرزاقهم.

يمتلك حوالي 3500 صياد في البحيرة مصدر رزقهم الوحيد من الصيد، وقد سبق أن وُضعوا تحت طائلة القضاء العسكري بمرسوم رئاسي في 2019، ما حوّل أي خرق بسيط لقانون الصيد إلى قضية أمن قومي.

الصيادون عبّروا عن رفضهم لهذه السياسات، مؤكدين أن “التنمية الاقتصادية” المزعومة تعني، في واقع الأمر، إزاحة الصيادين وغلق ورشهم بقوة القانون، دون أي خطط لتعويضهم أو إعادة دمجهم في منظومة اقتصادية بديلة. 

المحاكمات العسكرية: سلاح جديد ضد المدنيين
في يناير 2025، اعتقل جهاز شرطة عسكرية خمسة صيادين من بحيرة البردويل، وأُحيلوا لمحاكمات عسكرية بتهم تتعلق بالصيد في فترات الحظر.

المشكلة لا تكمن فقط في طبيعة التهم، بل في طبيعة المحكمة. فالمحاكمات العسكرية للمدنيين في مصر تُعرف بانتهاكها لحقوق الدفاع وعدم السماح بالإجراءات القانونية الكاملة، ما يجعلها أداة قمع لا وسيلة عدالة.

شهادات من الميدان: “قطعوا رزقنا”

الصيادون أعربوا بصراحة عن غضبهم:

“فوجئنا بقرار منعنا من النزول بمراكبنا، وإغلاق ورش الصيانة. تم قطع أرزاق أكثر من 200 أسرة”

“مش هنلاقي ناكل ولادنا”

هذه العبارات تتكرر في مقابلات ميدانية وتحقيقات صحفية، تعبّر عن شعور الصيادين بأن ما يجري هو عقاب جماعي لا يفرّق بين مخالف وغير مخالف، بل يعاقب المجتمع كله على خلفية سياسات أمنية لا علاقة لها بأرض الواقع. 

الأسباب المعلنة… والمسكوت عنها
الحكومة تبرّر هذه الإجراءات بأسباب أمنية (مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية)، أو بيئية (حماية المخزون السمكي). لكن التنفيذ الفعلي يتم دون بدائل أو تعويض، وغالبًا ما يصدر بأوامر أمنية مباشرة، ما يجعل تلك السياسات تبدو كقرارات عقابية لا تنظيمية.

من ناحية أخرى، توجد أبعاد اقتصادية خفية: توقف التراخيص دفع إلى احتكار نشاط اليخوت السياحية، على حساب الصيد التقليدي، الذي بات يُنظر إليه كعبء أكثر منه موردًا شعبيًا يجب الحفاظ عليه.

من يتحمل المسؤولية؟
اللوم الشعبي يقع بشكل مباشر على الحكومة والأجهزة التنفيذية، التي تتخذ قرارات أمنية واقتصادية دون أي دراسات أثر اجتماعي أو حماية للفئات الأضعف.

الصيادون وأصحاب الورش طالبوا مرارًا بإلغاء قرارات وقف التراخيص، أو على الأقل تنظيم الورش وتحويلها إلى منشآت قانونية وآمنة، لكن الاستجابة الرسمية كانت غائبة تمامًا. 

خاتمة:
ما يحدث في الإسكندرية وبحيرة البردويل ليس مجرد تضييق على مهنة، بل عملية تفكيك ممنهجة لقطاع اقتصادي شعبي عريق.

آلاف الأسر مهددة بالتشريد، ومهنة الصيد التي ورثها الأبناء عن الأجداد تواجه خطر الانقراض تحت وطأة قرارات أمنية، ومحاكمات عسكرية، وغياب أي نية حقيقية للإصلاح أو التعويض.

القرارات الأمنية لا يمكن أن تكون بديلًا عن السياسات الاجتماعية. وإن استمر هذا النهج، فإن الدولة تُحوّل قطاعًا كاملًا من المواطنين إلى عاطلين عن العمل وملاحقين قضائيًا… فقط لأنهم أصرّوا على الصيد لكسب قوت يومهم.

 

*استمرار احتجاز سامح أبو عرايس رغم قرار قضائي بإخلاء سبيل

أفادت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن السلطات المصرية ما زالت تحتجز سامح أبو عرايس، مؤسس حركة “أبناء مبارك”، رغم صدور قرار قضائي منذ شهر أغسطس يقضي بإخلاء سبيله.

وأوضحت الشبكة أن استمرار احتجاز أبو عرايس يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة القانون، حيث يتم تعطيل تنفيذ أحكام القضاء بشكل متعمد.

يُذكر أن أبو عرايس كان قد أسس حركة “أبناء مبارك” عقب ثورة يناير 2011، وبرز كأحد الوجوه المثيرة للجدل في المشهد السياسي المصري خلال العقد الأخير.

وطالبت الشبكة المصرية بضرورة الإفراج الفوري عن سامح أبو عرايس، وتنفيذ القرار القضائي دون إبطاء، مؤكدة أن استمرار احتجازه يمثل خرقًا للحقوق الأساسية ويضع السلطات المصرية أمام مساءلة حقوقية وقانونية.

 

*وفد قيادي من حماس يختتم زيارة لمصر

اختتم وفد قيادي من حركة حماس أمس السبت زيارة عمل إلى مصر وذلك في إطار الجهود الرامية لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومواجهة التصعيد المتزايد في الضفة الغربية والقدس.

وجاء في بيان الحركة: “التقى الوفد برئاسة الأخ زاهر جبارين وعضوية الإخوة حسام بدران وكمال أبو عون وغازي حمد ومحمود مرداوي، فصائل فلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وشخصيات فلسطينية ورجال أعمال في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف تعزيز التشاور وتطوير العمل المشترك ورسم خارطة طريق وطنية، إلى جانب التأكيد على أن وحدة الموقف والميدان هي الضمانة لإنهاء الحرب وتعزيز الصمود“.

جاءت الزيارة تزامنا مع تصاعد جرائم الاحتلال في قطاع غزة وتزايد سياسة التدمير والتهجير الممنهجة، وذلك في إطار الخطط الصهيونية لإعادة احتلال مدينة غزة واستمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين“.

واتفقت الفصائل الفلسطينية على استدامة البحث عن سبل إنهاء الحرب وإسناد صمود أهالي قطاع غزة، ومواجهة ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب تعزيز العمل المشترك لإدارة المعركة، ورسم خارطة طريق وطنية لما بعد الحرب.

 

*يديعوت أحرنوت|| حكومة السيسي تهاجم نتنياهو بعد تلميحه بإمكانية عبور الغزيين إلى مصر

قال موقع “يديعوت أحرنوت” إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول احتمال خروج الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح أشعلت موجة غضب في القاهرة، لتفاقم بذلك التوتر القائم بين مصر والكيان الصهيوني. في مقابلة مع قناة “أبو علي إكسبريس” على تطبيق تيليجرام، قال نتنياهو: “أستطيع أن أفتح لهم المعبر، لكنهم سيُمنعون فورًا من الجانب المصري”.

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة اتهمت فيه نتنياهو بالسعي إلى “إطالة أمد التصعيد والتهرب من معالجة نتائج الانتهاكات الصهيونية في غزة”. ونقل المصدر أن مكتب نتنياهو ردّ معتبرًا أن رئيس الحكومة تحدّث عن “حرية كل إنسان في اختيار مكان إقامته — وهو حق أساسي في كل الأوقات، وخصوصًا أثناء الحرب، بينما تفضل الخارجية المصرية أن تحتجز سكان غزة الراغبين في مغادرة منطقة الحرب رغماً عنهم”.

ومن المفارقات، أن ينتقد نتنياهو المجتمع الدولي في المقابلة، وسط تزايد التدقيق في أفعال الكيان الصهيوني في غزة، متسائلًا: “نحن لسنا هنا لطرد أحد، لكن لاحتجازهم بالداخل؟ بالقوة؟ المدافعون عن حقوق الإنسان – أين أنتم؟ حتى منح الفلسطيني حقًا أساسيًا في المغادرة – هذا أيضًا يُحجب. أمر لا يُصدَّق”.

واجه وزير خارجية الانقلاب بدر عبد العاطي هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي في نيقوسيا بقبرص، وأكد أن أي محاولة لاقتلاع الفلسطينيين تمثل “خطًا أحمر بالنسبة لمصر” ولن يُسمح بها. وأضاف: “الاقتلاع يعني تصفية القضية الفلسطينية — ولا يوجد أساس قانوني أو أخلاقي أو إنساني لهذا”.

شددت الخارجية المصرية على أن ما نُسب إلى نتنياهو “محاولة لتكريس التصعيد وزعزعة الاستقرار، بهدف التهرب من معالجة تداعيات الانتهاكات الصهيونية في غزة داخليًا وخارجيًا”. وأكدت أن الوضع في القطاع يشكل “إبادة جماعية مستمرة — قتلًا جماعيًا للمدنيين وتجويعًا متعمدًا يرتكبه الصهاينة”.

كررت حكومة الانقلاب في أكثر من مناسبة رفضها فتح حدودها بشكل كامل أمام الفلسطينيين، متمسكة بموقف يعتبر أن أي تهجير قسري يمثل تهديدًا مباشرًا للقضية الفلسطينية واستقرار المنطقة. ويكشف هذا السجال العلني عن تصاعد التوتر بين القاهرة والكيان الصهيوني، في وقت يواجه فيه الاحتلال ضغوطًا متزايدة بسبب سياسته العسكرية في غزة وتداعياتها الإنسانية الكارثية.

 

*إثيوبيا تلوح ببناء سدود جديدة على النيل بعد سد النهضة تضر بمصر

لوّح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بإمكانية إقامة مشروعات إضافية على نهر النيل الأزرق، زاعما أن سد النهضة لم يتسبب في أضرار لمصر والسودان

وقال آبي أحمد، في مقابلة تلفزيونية من موقع السد إن الهدف من المشروع هو توليد الكهرباء وإدارة الموارد المائية بما يخدم التنمية المشتركة، مضيفًا أن إثيوبيا “لن تحرم أي طرف من حقوقه المائية”، معتبرًا أن “الاستفادة العادلة والمنصفة من النيل الأزرق حق طبيعي لإثيوبيا كما هو لدول المصب

وقال وزير المياه والطاقة الإثيوبي هابتامو إيتيفا، إن بناء السد اكتمل، مشددًا على أن بلاده “لا ترى شيئًا يمكنها التنازل عنه”، متسائلًا “على ماذا نتفاوض (مع مصر)؟

وأكد الوزير الإثيوبي في مقابلة مع صحيفة “ذا ريبورتر” المحلية، أن ملء وتشغيل السد تم “وفقًا لإعلان المبادئ الموقع عام 2015

واتهم القاهرة بعدم الرغبة في الحصول على المعلومات التي توفرها أديس أبابا بشأن السد، وقال “إن بلاده تشارك المعلومات اللازمة حول السد مع جيرانها، وإن المصريين دعوا للحصول على المعلومات الصحيحة، لكنهم لم يرغبوا في ذلك

ولفت إلى أن “النيل ينبع من إثيوبيا، ومن حقنا التساؤل عن السدود التي تبنيها مصر”، مضيفًا أنه وجّه رسالة لنظيره المصري يستفسر فيها عن مدينة جديدة تعتمد على النيل، لكنه لم يتلقَ ردًا، مردفًا “النيل مِلك للجميع، لذا كان عليهم استشارة إثيوبيا

في المقابل، نفى مصدر مسؤول بوزارة الري المصرية لـموقع المنصة ما ذكره المسؤولون الإثيوبيون، مؤكدًا أن مصر والسودان لم يتسلما بيانات دقيقة بشأن الملء خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الخرطوم شهدت خروج محطات مياه شرب عن الخدمة مع بدء عملية الملء، تلاها فيضانات عارمة.

وأوضح المصدر المطلع على ملف سد النهضة، أن مزاعم عدم إضرار السد الإثيوبي بدولتي المصب غير صحيحة، موضحًا أن المياه المخزنة كانت في طريقها إلى السودان ثم مصر، وأن حجزها لسنوات كان دون استفادة حقيقية.

وأضاف أن مصر أنفقت نحو 500 مليار جنيه على مشروعات مائية منذ 2014 لتقليل الأضرار، مبينًا أن “مخاوف مصر لم تنتهِ، والحل يظل في اتفاق ملزم يحدد قواعد الملء وإعادة التشغيل، خصوصًا في فترات الجفاف

كما نوّه بأن القوانين والأعراف الدولية لا تمنع دولة المصب الأخير من الانتفاع بمياه النهر داخل حدود الدولة.

وتأتي التصريحات الإثيوبية في وقت تستعد فيه أديس أبابا لافتتاح سد النهضة رسميًا في سبتمبر الجاري. وبموازاة ذلك، شددت مصر والسودان على وحدة أمنهما المائي ورفضهما أي إجراءات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية.

وأكد البلدان، في بيان مشترك عقب اجتماع آلية “2+2” لوزراء الخارجية والري، أن السد “مخالف للقانون الدولي” وتترتب عليه “آثار جسيمة على دولتي المصب”، محذرين من مخاطر الملء والتشغيل المنفرد، وما قد يسببه من تهديدات تتعلق بأمان السد والتصريفات غير المنضبطة ومواجهة حالات الجفاف.

وطالب الجانبان إثيوبيا بتغيير سياستها في النيل الشرقي بما يتيح استعادة التعاون، مؤكدين أن قضية السد ما تزال شأنًا ثلاثيًا بحتًا، ورافضين أي محاولات لإقحام بقية دول الحوض في الخلاف القائم.

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت مصر انتهاء المسارات التفاوضية بشأن سد النهضة، مؤكدة في بيان لوزارة الري أنها ستراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضه للضرر.

وفي أكتوبر الماضي، قال عبد الفتاح السيسي إن نهر النيل قضية ترتبط بحياة الشعب المصري وبقائه، كونه يشكل المصدر الرئيسي للمياه في البلاد، بنسبة تتجاوز 98%، مضيفًا أن الحفاظ على هذا المورد الحيوي هو مسألة وجود.

وفي مارس الماضي أقرّ وزير الري هاني سويلم بتأثر مصر بسد النهضة، لكنه أكد أن “الدولة المصرية قدرت تتعامل معاه بتكلفة ما”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “اتفاقية إعلان المبادئ بتقول لو تسبب السد في أضرار لدول المصب، فيه ثمن لازم يندفع، ولازم مصر هتطالب به في يوم من الأيام

 

*أزمة كبيرة بقطاع المستلزمات الطبية بسبب سياسات العسكر والسيسي يدير احتياطي المستلزمات الطبية

قال تقرير لموقع “الاستقلال”، إن أزمة المستلزمات الطبية الأخيرة في مصر، تختصر صورة كيف تقود عقلية النظام العسكري الحاكم البلد إلى كوارث متتالية.

وأضاف التقرير، أن “هيئة الشراء الموحد”، التي ولدت تحت شعار الإصلاح والسيطرة على الفوضى، تحولت خلال سنوات قليلة إلى نموذج صارخ لفشل الإدارة العسكرية حين تقتحم مجالات مدنية بالغة الحساسية كقطاع الصحة.

وكان تغول العسكريين في الاقتصاد المصري سببا مباشرا في انهيار قطاعات طالما صمدت لعقود في وجه الأزمات، مثل صناعة وتجارة المستلزمات الطبية.

فما كان بالأمس سوقا مرنا متنوعا، قادرا على تلبية احتياجات المستشفيات والمرضى، أصبح اليوم غارقا في المديونيات، ومشلولا بقرارات مركزية عقيمة، تحتكم لمنطق الجنرال لا لمنطق السوق.

وقصة هيئة الشراء الموحد لا تكشف فقط عن أزمة مديونية تجاوزت مليارات الجنيهات، بل تفضح كيف أن العقلية التي ترى الاقتصاد ساحة للسيطرة والانضباط العسكري تدمر آليات العرض والطلب، وتدفع الشركات للإفلاس، والمستشفيات للعجز، والمواطن في النهاية ليدفع الثمن من صحته وحياته.

وفي مشهد يكشف عمق مأزق إدارة القطاع الصحي في مصر، خرجت إلى العلن أزمة خانقة ضربت صناعة وتوريد المستلزمات الطبية والأدوية.

ففي 27 أغسطس 2025، أعلن محمد إسماعيل عبده، رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية عن توقف عدد كبير من خطوط إنتاج المستلزمات بسبب عجز الشركات عن توفير السيولة، نتيجة عدم التزام هيئة الشراء الموحد بسداد مديونياتها.

وتحدث عبده عن توقف نحو 11 مصنعا عن الإنتاج، بينما تعمل المصانع الأخرى بصعوبة شديدة، وأضاف: “نحن لا نطالب بالدولار وإنما بالجنيه المصري، واقترحنا حتى أن يتم تحويل مستحقاتنا مباشرة للبنوك لسداد المديونيات بدلا من مواجهة شبح الحجز على أصول الشركات“.

وعقب: “لكن للأسف، ما نراه هو تعامل غير جاد مع ملف حيوي يخص قطاعا يضم آلاف المصانع ويشغل نحو مليوني عامل مؤمن عليهم”.

وبلغة الأرقام، تراكمت ديون الهيئة على الموردين لتصل إلى 43 مليار جنيه (887 مليون دولار أميركي)، ما دفع ممثلي الشركات لمطالبة رئيس الوزراء ووزير المالية بالتدخل العاجل بعد فشل اتفاقهم مع رئيس الهيئة الجديد، الدكتور هشام ستيت، في صرف دفعة عاجلة من المستحقات.

أما القضية فلا تتعلق فقط بأزمة مالية، بل تعكس قصة أعمق عن آلية إدارة الدولة للقطاع الصحي بعقلية عسكرية، أدت إلى انهيار جزء كبير من السوق، وخلقت فوضى غير مسبوقة في منظومة العلاج.

وتعود جذور الأزمة إلى تعويم الجنيه في نوفمبر 2016 (حيث انتقل سعر الصرف من 7 جنيهات إلى 17 جنيها أمام الدولار الواحد)، والذي أدى إلى اضطراب آليات التسعير وظهور نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.

وكعادة النظام، استدعي الجيش ليتدخل عبر اتصالات مباشرة مع الشركات، وكانت آلية الجيش واضحة: “من يورد بالسعر المفروض ينل الرضا، ومن يرفض يواجه العقاب“.

ومع فشل هذه الوصفة في سوق شديد التعقيد، جرى التفكير في صياغة مركزية جديدة لإدارة التوريدات.

لذلك في عام 2019 صدر قرار بإنشاء هيئة الشراء الموحد كجهاز مركزي يتولى شراء الأدوية والمستلزمات الطبية وتوزيعها على المستشفيات.

ولإدارة الكيان الجديد، جرى استدعاء لواء طبيب من الجيش، بهاء الدين زيدان، بما عكس استمرار النهج العسكري في إدارة القطاعات المدنية الحساسة.

ومن أبرز مهام تلك الهيئة الجديدة آنذاك، أنها تتولى دون غيرها إجراء عمليات الشراء للمستحضرات والمستلزمات الطبية لجميع الجهات والهيئات الحكومية.

وإعداد الموازنة التقديرية السنوية اللازمة للشراء، وإعداد خطط وبرامج وقواعد التدبير والشراء الموحد من الداخل والخارج.

كذلك تتكفل بالتعاقد مع الشركات لشراء المستلزمات الطبية وإدارة تخزينها ونقلها وتوزيعها.

والتنسيق مع الشركات الطبية لتعزيز المخزون الإستراتيجي الطبي للدولة لمواجهة أي ظروف استثنائية.

وصولا إلى وضع الإجراءات والتدابير الضرورية لمواجهة حالات الطوارئ بالتنسيق مع باقي الجهات المعنية.

ومع تراكم المديونيات الضخمة وتكرار الأزمات، خاصة منذ اشتداد الأزمة الاقتصادية في 2022 وما تلاها، جرى الإطاحة باللواء بهاء الدين زيدان مطلع العام 2025 من رئاسة هيئة الشراء الموحد.

وحل محله الدكتور هشام ستيت الذي شغل من قبل منصب نائب رئيس الهيئة، وكان أيضا الرئيس التنفيذي لشركة الجمهورية الحكومية لتجارة المستلزمات الطبية.

ويعد اللواء بهاء واحدا من أبرز العسكريين الذين أداروا القطاع الصحي في مصر خلال السنوات الأخيرة، فقد تولى إدارة مجمع الجلاء الطبي التابع للقوات المسلحة، ورئاسة الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية.

وقد لمع اسمه بشكل واسع في أبريل 2020 حين ظهر إلى جانب عبد الفتاح السيسي خلال تفقد معدات وأطقم الجيش المخصصة لمعاونة القطاع المدني في مواجهة جائحة كورونا.

السيسي يدير احتياطي المستلزمات الطبية

يومها كشف السيسي عن وجود “احتياطي على جنب” من المستلزمات الطبية لا يتبع الجيش ولا وزارة الصحة، وطالب بهاء صراحة بألا يمس هذا المخزون إلا بإذنه المباشر، في إشارة واضحة إلى طبيعة الإدارة العسكرية شديدة المركزية التي طبقت على القطاع الصحي.

ومع تولي الدكتور هشام ستيت المسؤولية، اتجهت الحكومة إلى محاولة لملمة الأوضاع عبر إجراءات عاجلة، أبرزها رفع ميزانية الهيئة من 50 إلى 100 مليار جنيه في الموازنة الجديدة، والتوصل إلى اتفاق مع الشركات يقضي بسداد جزء من المديونيات المتراكمة.

غير أن هذه المحاولات سرعان ما تعثرت مع استمرار غياب السيولة، لتبقى الأزمة قائمة بلا حلول جذرية.

 

اتفاقية سرية بين السودان وإثيوبيا تهدد أمن النيل .. السبت 6 سبتمبر 2025م.. مصر تواجه أزمة دوائية مدمّرة وديون تُخنق الصناعة وهيمنة عسكرية تُعطّل السوق

اتفاقية سرية بين السودان وإثيوبيا تهدد أمن النيل .. السبت 6 سبتمبر 2025م.. مصر تواجه أزمة دوائية مدمّرة وديون تُخنق الصناعة وهيمنة عسكرية تُعطّل السوق

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* مقتل المعتقل إبراهيم صقر بأزمة قلبية أثناء الصلاة بسجن “وادي النطرون”

شهدت السجون واقعة وفاة جديدة تضاف إلى سلسلة متواصلة من الضحايا، إذ توفي المعتقل إبراهيم عيد صقر، البالغ من العمر 63 عامًا، من قرية زاوية صقر التابعة لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة ومفاجئة أثناء أدائه صلاة الظهر مع زملائه داخل محبسه بسجن وادي النطرون، يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025.

وبحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فقد سقط صقر مغشيًا عليه أثناء الصلاة، ورغم محاولات إسعافه، لفظ أنفاسه الأخيرة. وأكد رفاقه في الزنزانة أنه كان يتمتع بصحة جيدة قبل الواقعة، ما أثار تساؤلات حول سرعة الاستجابة الطبية ومستوى الرعاية داخل السجن. 

سيرة إنسانية قبل الاعتقال
عمل صقر بالتجارة والأعمال الحرة قبل اعتقاله، وكان مشهودًا له بين أبناء قريته بالالتزام الديني والمشاركة في الأعمال الخيرية، اعتقلته قوات الأمن في 17 أبريل 2017، وأعيدت محاكمته في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”أحداث حوش عيسى”، التي شملت العشرات من المعارضين السياسيين بمحافظة البحيرة.
ورغم الانتقادات الحقوقية للمحاكمة، التي وُصفت بأنها افتقرت لمعايير العدالة، صدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات، قضاها خلف القضبان حتى وفاته. 

موجة وفيات متصاعدة
وفاة صقر لم تكن الأولى هذا العام، إذ سجلت منظمات حقوقية تصاعدًا لافتًا في عدد الوفيات داخل السجون وأماكن الاحتجاز. وخلال شهر أغسطس 2025 وحده، وثقت منظمة “هيومن رايتس إيجيبت” وفاة 17 محتجزًا، جاءت أسبابها بين التعذيب المباشر، الإهمال الطبي، وظروف الاحتجاز غير الإنسانية.

وفيما يلي قائمة الوفيات الموثقة خلال أغسطس الماضي:
1- عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن – توفي يوم 2 أغسطس 2025 داخل قسم شرطة العمرانية بالجيزة نتيجة التعذيب والضرب أثناء الاحتجاز.

2- رجب ثابت – توفي يوم 4 أغسطس 2025 في محبسه ببني سويف بسبب ظروف احتجاز غير آدمية وإهمال طبي، مع تأخر إبلاغ أسرته أربعة أيام.

3- الدكتور ناجي علي البرنس (69 عامًا) – توفي يوم 5 أغسطس 2025 في سجن بدر 3 نتيجة نقص الرعاية الصحية، بعد ثلاث سنوات من الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 1222 لسنة 2021.

4- الدكتور عاطف محمود زغلول (52 عامًا) – توفي يوم 8 أغسطس 2025 في مستشفى نُقل إليها من مركز شرطة أبو كبير بالشرقية إثر أزمة قلبية لم تُعالج في الوقت المناسب.

5- تامر حسني عبد الحميد دسوقي (56 عامًا) – توفي يوم 11 أغسطس 2025 في سجن ليمان المنيا نتيجة قصور حاد في القلب ومضاعفات السكري، بعد اعتقال دام أكثر من عشر سنوات.

6- وائل يوسف خيري بشارة – “كيرلس” (20 عامًا) – توفي يوم 13 أغسطس 2025 في قسم الأهرامات بالجيزة بعد أسبوع واحد من اعتقاله، نتيجة التعذيب.

7- علي حسن عامر (77 عامًا) – توفي يوم 15 أغسطس 2025 في سجن وادي النطرون نتيجة الإهمال الطبي بعد 12 عامًا من الاعتقال.

8- حازم فتحي – توفي يوم 16 أغسطس 2025 في سجن نجع حمادي بمحافظة قنا نتيجة التعذيب.

9- رمضان السيد حسن – “إسلام” – توفي يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم المنشية بالإسكندرية نتيجة الضرب حتى الموت.

10- محمد أحمد سعد – “الصاوي” – توفي يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم المنشية بالإسكندرية نتيجة الإهمال الطبي.

11- وليد أحمد طه – توفي يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم ثاني شبرا الخيمة بالقليوبية نتيجة التعذيب.

12و13- وفاة مواطن وزوجته – توفيا يوم 16 أغسطس 2025 داخل قسم المنشية بالإسكندرية بعد تعرضهما للتعذيب.

14- محرم فؤاد علي عزب (50 عامًا) – توفي يوم 20 أغسطس 2025 بعد ساعات من اعتقاله نتيجة التعذيب.

15- سيف إمام (23 عامًا) – توفي في أغسطس 2025 داخل قسم عين شمس بالقاهرة، بعد تعرضه لتعذيب وحشي على أيدي ضباط ومحتجزين، أدى إلى تهشم جمجمته وتهتك أنفه.

16- مهند أحمد عبد العظيم الفقي (30 عامًا) – توفي في أغسطس 2025 بمركز شرطة منوف في المنوفية بعد ستة أشهر من الاحتجاز على ذمة قضية مخدرات، نتيجة التعذيب.

17- السيد عبد الله عطوة (61 عامًا) – توفي يوم 27 أغسطس 2025 داخل مستشفى الأحرار بالزقازيق بعد تدهور حالته الصحية داخل سجن العاشر بسبب الإهمال الطبي. 

دعوات متجددة للمحاسبة
هذه الوفيات المتتالية تعكس، بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، أزمة بنيوية في منظومة السجون، حيث تتحول الزنازين إلى بيئة تهدد حياة المحتجزين بدلًا من حمايتهم.
وتطالب المنظمات بفتح تحقيقات عاجلة وشفافة في أسباب الوفيات، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، إلى جانب الإفراج الفوري عن كبار السن والمرضى، ووقف سياسة الإهمال الطبي التي تُعد بمثابة “إعدام بطيء”.

وفاة الحاج إبراهيم صقر وهو يؤدي الصلاة داخل محبسه، بالتوازي مع سلسلة وفيات مأساوية خلال أغسطس الماضي، تعكس خطورة الأوضاع داخل السجون  وتعيد إلى الواجهة ملفًا يثير قلقًا حقوقيًا واسعًا محليًا ودوليًا.

* السجون الجديدة في مصر: تأهيل شكلي وإخفاء للواقع المأساوي

أصدرت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، تقريرًا موسعًا بعنوان “هل ساهمت السجون الجديدة في تحسين أوضاع المحتجزين؟”، أكّدت فيه أن المراكز الجديدة للإصلاح والتأهيل التي أُنشئت عام 2021 تحت لافتات تطويرية وبكلفة عالية، فشلت في تحسين حياة المحتجزين أو مواجهة الانتهاكات الإنسانية داخلها.

اعتمد التقرير على شهادات 16 شخصًا؛ بينهم سجناء سابقون وأسرهم ومحاموهم، واستهدف أربعة من أحدث السجون في مصر: مراكز العاشر من رمضان (رجال ونساء)، بدر 1، وبدر 3. بكشفه عن أبرز القضايا التي ما زالت مستمرة، أبرز التقرير أماكن تقدم عمراني ولم تُرافقها إصلاحات في الرعاية والحقوق. 

بين المظهر والتطبيق: أشكالٌ لا تكفي

رغم تحديثات قانون السجون وتبني الإدارة لمصطلحات مثل “مركز إصلاح وتأهيل” بدل “سجن”، لم يتغيّر شيء جوهريًا. ما تزال الانتهاكات تمارس تحت عباءة التجديد:

  • نقص الرعاية الصحية: رغم وجود عيادات ومرافق طبية، شهد المحتجزون رفضًا في الفحص عند الدخول، ونقصًا حادًا للأدوية، وجبراً على الدفع مقابل العلاج، ما تسبب في تسجيل حالات وفاة. 
  • البيئة القاسية: زنازين أوسع لكن سيئة التهوية والإضاءة، فتحات سقفية صغيرة، نقص مياه صالحة للشرب، وانقطاع للصرف الصحي. 
  • تقييد الزيارات: المسافات البعيدة عن المدن، خصوصًا في العاشر من رمضان وبدر، جُعلت زيارة السجناء رحلة شاقة تبدأ فجرًا، وتُمنع غالبًا إدخال الطعام أو الدواء، ما اضطر الأهالي لشراء احتياجات من “الكانتين” بأسعار عالية. 
  • الإجراءات العقابية القاسية: الحبس الانفرادي، قطع المياه والكهرباء، منع الدواء، التعذيب بالصعق الكهربائي والضرب. كما وثّق التقرير إضرابات عن الطعام، ومحاولات انتحار، وعبث بصحة النفسية للمحتجزين.

التقني لا يكفي: كاميرات الترصد دون حماية

الزنازين مزودة بكاميرات مراقبة وإضاءة مستمرة، لكن بدل أن تحمي المحتجزين، حُوّلت إلى أدوات للمراقبة النفسية المستمرة، ومنعت حتى النوم الطبيعي لهم. تجاهل إدارة السجون نداءات الاستغاثة عبر الكاميرات والميكروفونات أدى إلى اندلاع الإضراب في بدر 1 و3، وفقًا للتقرير. 

الزنازين “المُطهّرة” تُخفي الشوائب

الإصلاحات اللي برنتها الإدارة في التعديلات التشريعية وإنشاء المراكز الجديدة لم تُترجم إلى واقع إنساني أفضل. فالسجون الحديثة ليست سوى واجهة لسياسات قمعية مستمرة، يتعاون فيها ضباط أمن الدولة مع إداراتم لتطبيق سلطات غير خاضعة للرقابة الحقيقية، حسب وصف التقرير. 

الاستنتاج: لا إصلاح دون تغيير سياسي مؤسسي

اختتمت الجبهة تقريرها بالقول: “أي إصلاح حقيقي يتطلب تغييرًا جذريًا في سياسات إدارة السجون، لا مجرد تحسينات شكلية أو حملات علاقات عامة. الغرض من السجون يجب أن يكون الإصلاح وإعادة التأهيل، لا التعذيب والإهمال.” 

قرارات مقترحة

  • إعادة النظر في قانون السجون والحد من استخدام الحبس الانفرادي.
  • تمكين الرقابة القضائية والمجتمعية على السجون.
  • تحسين الخدمات الصحية والإدارية فعليًا، وليس فقط على الورق.

*اتفاقية سرية بين السودان وإثيوبيا تهدد أمن النيل

كشفت وثيقة سرية عن توقيع السودان وإثيوبيا اتفاقية فنية في 26 أكتوبر 2022 بالخرطوم، تعد الأولى من نوعها التي تنظم القواعد الفنية لملء وتشغيل سد النهضة بين البلدين دون مشاركة مصر.

وقّع الاتفاقية سيليشي بيكيلي، وزير الموارد المائية الإثيوبي السابق، والبروفيسور سيف الدين حمد عبدالله، وزير الري والموارد المائية السوداني السابق، بمصادقة من وزيري الري الحاليين، هابتامو إيتيفا من إثيوبيا وضو البيت عبد الرحمن منصور من السودان.

حددت الاتفاقية إطارا فنيا لعمليات الملء والتشغيل، مؤكدة أن سلامة وتشغيل سد النهضة وسد الروصيرص السوداني مترابطان، مما يتطلب تنسيقا وثيقًا لمواجهة الظروف الطبيعية وحالات الطوارئ.

ونصت الوثيقة على تشغيل السد عند مستوى دائم بين 625 و640 مترا فوق سطح البحر، مع التزام إثيوبيا بتصريف ما لا يقل عن 300 متر مكعب في الثانية لضمان تدفق النيل الأزرق والحفاظ على التوازن البيئي.

وشملت الاتفاقية تبادل بيانات منتظمة، تشمل تقارير شهرية عن التدفقات الداخلة والإطلاقات المائية، بيانات الأرصاد الجوية، ومؤشرات جودة المياه، بالإضافة إلى بيانات يومية حول مناسيب المياه في كل من سد النهضة والروصيرص.

كما ألزمت إثيوبيا بإتمام ملء السد تدريجيا خلال موسم الأمطار (يوليو إلى أكتوبر)، مع تقليص التخزين في حالات الجفاف.

وأنشأت الاتفاقية آلية تنسيق مشتركة تعنى بسد النهضة، تتخذ قراراتها بالتوافق، وتتولى حل الخلافات وتسهيل التعاون في جمع البيانات والرصد، كما شددت على مسؤولية كل طرف عن سلامة سدوده، مع تحديث تدابير السلامة بشكل دوري ومشاركتها عبر اللجنة الفنية.

وفي حالات الطوارئ مثل توقف مفاجئ لتوليد الكهرباء أو مشكلات في جودة المياه، تلتزم إثيوبيا بإخطار السودان فورا، مع عقد اجتماعات عاجلة لوضع إجراءات وقائية أو علاجية.

ونصت على أنه عند رصد أي مشكلات في كمية أو جودة المياه يعتقد أنها ناجمة عن سد النهضة تشكل حالة طارئة وتتطلب استجابة فورية، يتعين إخطار اللجنة الفنية فورا وطلب عقد اجتماع عاجل لوضع إجراءات وقائية أو علاجية مناسبة.

ويعد سد النهضة الإثيوبي الواقع على النيل الأزرق، أحد أكثر المشاريع المثيرة للجدل في حوض النيل، حيث أثار توترات إقليمية بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان منذ بدء بنائه في 2011.

ويهدف السد الذي تبلغ تكلفته حوالي 4 مليارات دولار إلى توليد 6,450 ميغاواط من الكهرباء، مما يجعله أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، حيث أن مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير 97% من احتياجاتها المائية، تخشى من تأثير السد على حصتها السنوية من المياه (55.5 مليار متر مكعب)، بينما تسعى السودان إلى الاستفادة من السد لتنظيم تدفقات المياه وتقليل الفيضانات، مع الحفاظ على مصالحها المائية.

وعلى مدار أكثر من عقد فشلت المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، التي رعتها أطراف مثل الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد.

وأكملت إثيوبيا المرحلة الخامسة من ملء السد في أغسطس 2024، رغم اعتراضات مصر التي اعتبرت ذلك انتهاكًا لإعلان المبادئ الموقع في 2015، وفي هذا السياق، تكشف وثيقة سرية عن اتفاقية ثنائية بين إثيوبيا والسودان، موقعة في أكتوبر 2022، دون علم مصر، مما يعزز التوترات الإقليمية ويثير تساؤلات حول التنسيق بين دول حوض النيل.

*الذريعة خرق “كامب ديفيد” 7 أسباب وراء تجميد نتنياهو صفقة الغاز مع مصر

في خطوة ضغطٍ مفاجئة، أصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعليمات بعدم تنفيذ اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر والتي تشمل بيع 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 مقابل 35 مليار دولار،  إلا بموافقته الشخصية، متذرعًا بانتهاك القاهرة لمعاهدة كامب ديفيد عبر حفر أنفاق لتخزين السلاح في منطقة سيناء.

وكشفت صحيفة اسرائيل اليوم أن نتنياهو يبحث مع كوهين مستقبل تنفيذ اتفاقية الغاز التي وقعتها في أغسطس/ آب 2025 شركة الطاقة المصرية BOE (بلو أوشن إنرجي) مع الشركتين الإسرائيليتين “ريشيو ونيوميد إنيرجي” للطاقة، وتنضم الصفقة لسلسلة توريد الغاز الطبيعي الإسرائيلي لمصر خلال السنوات الخمس الماضية.

في المقابل، جاء رد القاهرة بتصعيد كلامي جاء على لسان رئيس هيئة الاستعلامات، وخطوات إجرائية على الأرض تمثلت في تسريع عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية المصرية، كما تزامن ذلك مع تشديد الإجراءات العسكرية قرب الحدود مع قطاع غزة.

وخلقت اتفاقية توريد الغاز من إسرائيل إلى مصر ردود أفعال متباينة داخل إسرائيل ومصر على حد سواء، ففي الأولى هناك من يراها فرصة للضغط على مصر بخصوص موضوع حماس وتحول إسرائيل إلى قوة طاقية في المنطقة، كما أنها ستدر مداخيل كبرى على الخزينة الإسرائيلية، ومن يراها ستؤثر على احتياطي الغاز الإسرائيلي. بينما في مصر انتقد البعض الاتفاقية كونها ستجعل مصر رهينة لحسابات وأطماع تل أبيب.

وتم إبرام اتفاق الغاز المشار إليه بين تل أبيب والقاهرة في الشهر الماضي، وينص على توريد 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، وهذه الصفقة التي يشار إلى تجميدها تمر بمرحلتين وتعد من أكبر العقود الإقليمية في قطاع الطاقة.

ما هي أسباب التجميد الإسرائيلي للصفقة؟ 

تزامن قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي المفاجئ مع إدعاءات أفادت أن قوة المراقبة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، توقفت عن مراقبة الانتشار العسكري المصري في سيناء، ومناشدة سفير الاحتلال لدى واشنطن يحيئيل لايتر إدارة ترامب باستئناف المراقبة.

وزعم سفير الاحتلال بأن مصر بنت أنفاقاً في سيناء قادرة على تخزين أسلحة، ووسعت مدارج المطارات، كما أدخلت قوات مشاة ومدرعات تتجاوز المسموح به في الملحق، ودون الحصول على موافقة إسرائيلية، ولم تستجب للضغوط الأمريكية.

كشفت ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن قرار نتنياهو بإعادة دراسة الصفقة مع مصر يتزامن مع تقارير عن انتهاكاتها لاتفاقية السلام في كامب ديفيد، مما أثار عاصفة اقتصادية وسياسية في القاهرة وتل أبيب.

وكشفت أن القضية وصلت لمكتب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الجنرال رومان غوفمان، لأن مصالح العديد من الأطراف وراء الكواليس كبيرة وهائلة، فالصفقة لا تقتصر على مصر وإسرائيل فقط، بل إن الولايات المتحدة مستفيدة أيضًا منها، من خلال شركة “شيفرون” التي تمتلك 40% من حقل ليفياثان

وزعمت أنه في مواجهة هذه المصالح الهائلة، والضغوط التي قد تأتي من واشنطن، يبقى أمن إسرائيل على المحك، بزعم أن الدرس الرئيسي من “السبت الأسود” في السابع من أكتوبر 2023، يعني أنه لا يجب السماح للتهديدات بالتطور، بل التعامل معها في بدايتها

وكشفت الصحيفة ما قالت أنها جملة أهداف إسرائيلية قد تقف خلف القرار المفاجئ لنتنياهو بتجميد صفقة تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر مؤقتاً، وهي:

  1. إجبار مصر على الانسحاب العسكري الميداني من المواقع التي وصل إليها جيشها في سيناء، بما يقترب كثيراً من الحدود مع غزة، خشية اندفاع آلاف الفلسطينيين نحوها بفعل الحرب الجارية.
  2. الضغط على مصر لوقف مشاريعها العسكرية في سيناء، خاصة أنفاق تخزين الأسلحة، وتوسيع مدارج المطارات، والحدّ من إدخال قوات مشاة ومدرعات تتجاوز ما ورد في اتفاق كامب ديفيد.
  3. أن تسمح القاهرة لقوات حفظ السلام الدولية بمراقبة ما يحدث في سيناء، والتراجع عن قرارها بوقف الرحلات التصويرية، والجولات الميدانية.
  4. زيادة الضغط المصري على حماس للتسريع بإنجاز صفقة تبادل الأسرى، والاستجابة لشروط الاحتلال الخمسة المتعلقة بإنهاء حرب غزة.
  5. الرغبة بتليين موقف مصر المتعلق باستيعاب “أعداد” معينة من فلسطينيي القطاع في سيناء لتنفيذ مخطط التهجير الإسرائيلي في سيناء.
  6. محاولة إجبار مصر على أخذ دور أمني في غزة في “اليوم التالي” بديلاً عن حماس والسلطة الفلسطينية.
  7. استدعاء الضغط الأمريكي على مصر لتنفيذ المطالب الواردة أعلاه، وإلا فإن مليارات الدولارات ستخسرها الخزينة الأمريكية، وهو أكثر منا يستفز إدارة ترامب.

وتنقسم صفقة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر إلى مرحلتين، المرحلة الأولى، تشمل بيع 20 مليار متر مكعب، وسيتم الشروع بتنفيذها العام المقبل 2026ـ أما المرحلة الثانية، وتشمل بيع 110 مليارات متر مكعب، بعد اكتمال مشروع توسعة حقل “ليفياثان”، الذي تبلغ كمية الغاز الموردة منه إلى مصر 60 مليار متر مكعب، وتنتهي في 2030

تعويل إسرائيل على تقديم تنازلات مصرية لن يتحقق

وقال مصدر أمني مصري مطلع، إن التسريبات الإسرائيلية بشأن التراجع عن تمديد اتفاق الغاز يعد بمثابة ابتزاز للدولة المصرية، وذلك ضمن مجموعة من أدوات الضغط الأخرى التي تمارسها على القاهرة، بينها العمل على توتر الأجواء في البحر الأحمر ما يؤدي لفقدان مصر ما يقرب من عشرة مليارات دولار سنوياً من أحد أهم عوائد العملة الصعبة، إلى جانب دفع الفلسطينيين من الشمال ومدينة غزة باتجاه الحدود قرب معبر رفح، وكذلك إفساد العلاقات مع الولايات المتحدة التي توترت مؤخراً وجعلت القاهرة غير قادرة على التحرك بحرية في ملف الوساطة.

وأوضح المصدر ذاته، أن إسرائيل تعول على تصاعد إفرازات الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر منذ سنوات والتي تعد أحد أسباب مكوناتها تراجع الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، وهو ما أدى في سنوات سابقة لانقطاعات متكررة وطويلة للكهرباء أثارت تململاً شعبياً قبل أن تتعامل مصر مع الأزمة هذا العام بفعل توقيع صفقات استثمارية كبرى في مقدمتها “رأس الحكمة” مع دولة الإمارات، وبالتالي فإن تل أبيب ترى في تجميد التعاون في مجال الطاقة لإمكانية لأن يقود لتجدد الأزمات الداخلية بخاصة وأن الإنتاج المحلي من الغاز فقد 40% من إجمالي الكميات التي جرى استخراجها قبل ثلاث سنوات.

وأكد أن تعويل إسرائيل على تقديم تنازلات مصرية للقبول بالتهجير أو تسهيل خروج الفلسطينيين لدول أخرى، بفعل أنها قد تخشى تجدد مشكلات انقطاع الكهرباء أو وقف مصانع الأسمدة والبتروكيماويات وغيرها من عناصر الإنتاج المعتمدة على الوقود لن يتحقق، وكان من الممكن أن يحدث تأثير أكبر حينما فقدت مصر نصف عوائد قناة السويس في غضون فترة قصيرة، كما أن توقف إمدادات أنابيب الغاز الإسرائيلي إلى مصر في أثناء الحرب على إيران جعل القاهرة تدرك بأنها قد تواجه أي غدر إسرائيلي في المستقبل القريب واتجهت لتنويع مصادر الحصول على الطاقة.

ولفت المصدر ذاته إلى أن نتنياهو يمارس “حرباً نفسية” على القاهرة، وسبق وأن تحدث عن إغلاق أنفاق التهريب إلى غزة لكنها بقيت إجراءات كلامية لم تتعامل معها القاهرة باعتبارها مواقف جدية، وهناك قناعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى للفت الأنظار عن تحركاته في غزة وإلقاء كرة اللهب في وجه مصر.

وذكر المصدر ذاته أن جميع السيناريوهات مفتوحة للتعامل مع التصعيد الإسرائيلي، خاصة إذا ما أقدمت تل أبيب بالفعل على تخريب تمديد اتفاق الغاز، فهناك عقود جرى توقيعها وأضحى لزاماً على الحكومة المتطرفة أن تنفذها، على حد تعبيره، كما أن الذهاب لانتهاك اتفاق السلام أو تصعيد الأكاذيب ضد الجيش المصري فإن المعاملة ستكون بالمثل، وفي النهاية لن تتماشى مصر مع رؤية نتنياهو للتهجير، وقامت بالفعل بتكثيف تواجدها العسكري استعداداً لأي تطورات مفاجئة.

وكان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، صرح خلال لقاء لبرنامجاستراتيجيا”، الذي يقدمه الإعلامي معتز عبد الفتاح عبر فضائية “المشهد، مساء الأربعاء: قائلاً: “أنصح نتنياهو وبقول له يا ريت يلغي اتفاقية الغاز مع مصر، إذا كان يستطيع تحمل النتائج الاقتصادية وليس السياسية.. سيكون هو الخاسر“.

وشدد على أن الحديث عن وجود مسار واحد للطاقة تعتمد عليه مصر “مجرد وهم، مؤكدًا أن الإدارة المصرية لديها بدائل وتضع سيناريوهات للتعامل مع ما يمكن أن يحدث، وأشار إلى تصريحات نتنياهو التي زعم فيها تهريب الرهائن والأسلحة عبر أنفاق غزة مع مصر، قائلًا إنها السبب الرئيسي للإصرار الإسرائيلي على التواجد في محور فيلادلفيا وخلق محور موراج.

إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء

وتم إبرام اتفاق الغاز المشار إليه بين تل أبيب والقاهرة في الشهر الماضي، وينص على توريد 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، وهذه الصفقة التي يشار إلى تجميدها تمر بمرحلتين وتعد من أكبر العقود الإقليمية في قطاع الطاقة.

وقال مصدر عسكري مصري مطلع على هذا الملف، إن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء بخلطها بين الاتفاقيات التجارية التي ظلت مرتبطة باتفاق السلام وبين الخلافات السياسية بشأن الوضع الراهن في قطاع غزة، وأن حديثها عن انتهاك الجيش المصري للاتفاقية يغفل أيضاً أنها انتهكت الاتفاق بسيطرتها على محور صلاح الدين، وبالتالي فإنها أضحت تمارس عداء مباشر ضد الدولة المصرية، مع محاولة التأثير على الوضع الاقتصادي الداخلي والمساس بالأمن القومي.

وأكد أن مصر في المقابل لديها قدرات قوية على حماية أمنها وعلى أتم الجاهزية القتالية في حال دفعت إسرائيل بالفلسطينيين إلى سيناء، مشيراً لوجود رغبة دولية تصدر أولاً من الولايات المتحدة الأميركية التي تسعى للحفاظ على استمرار اتفاق السلام، لكن مصر سيكون لها تحركات دبلوماسية تسبق أي أعمال عسكرية أو تأتي قبل الصدام المباشر، وأن المواقف التصعيدية من إسرائيل وتعزيز القوات الموجودة في سيناء بمثابة جرس إنذار.

وشدد على أن مصر لم تعادي إسرائيل وإذا قامت بتعزيز تواجدها العسكري في سيناء فإن ذلك يهدف للتعامل مع أي مساعي لتهجير الفلسطينين بعد أن بدأت تل أبيب تنفيذ المخطط على أرض الواقع عبر الدفع بأهالي غزة نحو الحدود مع تجاهل بنود الحل المصري للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن القاهرة ستقابل تصعيد نتنياهو بتصعيد قانوني ودبلوماسي إلى جانب تكثيف التواجد العسكري.

وأكد أن أساليب الضغط والمناورة التي تتبعها إسرائيل لدى مصر خبرات طويلة في التعامل معها ويمكن أن تكون تصريحات رئيس هيئة الاستعلامات في هذا السياق بعد أن أعاد تذكير إسرائيل بالحدود الفاصلة مع مصر والمسافة من العريش إلى تل أبيب، وبالتالي فإن منسوب العداء سوف يتزايد، بخاصة إذ نفذ نتنياهو تلك التسريبات التي تمهد لقطع العلاقات التجارية حال أقدم على الخطوة.

ومؤخراً حذرت تقارير إسرائيلية من تزايد الحضور العسكري المصري في سيناء كماً ونوعاً بما يخالف اتفاق السلام المبرم بين البلدين، وذلك على رغم ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية” الأسبوع الماضي عن متحدث باسم الجيش أن تعزيز القاهرة قواتها شمال سيناء، المحافظة الحدودية مع قطاع غزة وإسرائيل، جاء بالتزامن مع توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية “عربات جدعون 2” في غزة، خشية من تدفق حشود السكان من القطاع إلى الأراضي المصرية تحت وطأة توسيع نطاق القتال.

وقدرت تقارير إسرائيلية تعداد القوات المصرية الإضافية في المنطقة (ج) من سيناء بأكثر من 40 ألف جندي، أي نحو 88 كتيبة عسكرية، وهو ما يقارب ضعف العدد المسموح به بموجب معاهدة السلام بين البلدين، فضلاً عن أكثر من 1500 دبابة وآلية مدرعة، وتحركها خلال الفترة الأخيرة لتطوير قواعد عسكرية ومدارج طائرات وأنظمة دفاع جوي في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة.

ترحيب إسرائيلي بصفقة تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر

لا يختلف الاسرائيليون على أن هذه الصفقة “التاريخية” ستزيد من اعتماد مصر على إسرائيل، ويحدّ من قدرتها السياسية على مواجهتها إقليميًا ودوليًا، وتُعزز مكانة إسرائيل الإقليمية، تحديدًا في وقتٍ تهتز فيه مكانتها عالميًا بفعل الحرب على غزة.

لكن النقص الحاد في الطاقة في مصر خلق اعتمادًا حقيقيًا على إسرائيل، سواءً للاستهلاك المحلي، أو للامتثال لاتفاقيات التصدير مع الأردن وقبرص، لأنّ أمن الطاقة جزء لا يتجزأ من الأمن الغذائي والمائي والحدود، رغم أن مصر سبق لها أن صدّرت الغاز لإسرائيل.

ونقلت مجلة غلوبس عن كوهين قوله إن الصفقة تُعدّ خبرًا هامًا من النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتُرسّخ مكانة اسرائيل كقوة إقليمية رائدة في مجال الطاقة، يعتمد عليها جيرانها، ويحتاجون إليها، وستُدرّ مليارات الدولارات على خزينتها“.

فيما نقل موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين عن يوسي آفو، الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد إنيرجي، أنالاتفاقية تُغيّر قواعد اللعبة في اقتصاد الطاقة الإقليمي، وتُثبت مرة أخرى أن حقل ليفياثان أداة لتغيير الواقع الاستراتيجي“.

من جهتها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن المالك المُسيطر لمجموعة ديليك، إسحاق تشوفا، أن “الصفقة تعكس تقديرًا عميقًا ومتبادلًا بين مجموعة ديليك وشركائنا المصريين، الذين نواصل معهم مسيرة طويلة من التعاون الاقتصادي، إنها ليست إنجازًا تجاريًا استثنائيًا فحسب، بل علامة فارقة تاريخية، تُعزز التعاون الإقليمي والاستقرار في الشرق الأوسط“. 

أما أمير فوستر، الرئيس التنفيذي لاتحاد الغاز الطبيعي الإسرائيلي ورئيس اللجنة الاستراتيجية لاتحاد الغاز الدولي (IGU) فقال: “نحن أمام صفقة تاريخية لإسرائيل والمنطقة بأسرها، ويُبرز القوة الجيوسياسية والاقتصادية لاقتصاد الغاز الطبيعي الإسرائيلي.

لرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع مع رئيس وزراء إسرائيل بنتيامين نتنياهو عام 2017 – رويترز

كما أنها تضمن استمرار التطوير الكبير للبنية التحتية لإنتاج الغاز الطبيعي في إسرائيل، بحيث يمكنها ضمان أمن الطاقة لعقود قادمة، وزيادة إيرادات الدولة بعشرات مليارات الشواكل”، بالإضافة يرى نيتسان كوهين مراسل صحيفة إسرائيل اليوم، أن الصفقة مع مصر سوف تشجع إبرام المزيد من الصفقات مع دول أخرى في المنطقة

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ”عربي بوست” إن الإعلام العبري لم يتوقف عن نسج قصص تعمل على تأليب الرأي العام الإسرائيلي ضد مصر بشكل يومي تقريباً، وهو ما يؤشر على تصعيد مقابل من جانب الحكومة المتطرفة، وهو ما دفع مصر للرد هذه المرة عبر رئيس هيئة الاستعلامات، مشيراً إلى أن التبادل التجاري الذي كانت تحكمه اتفاقية كامب ديفيد سيأخذ في التراجع إذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها، بخاصة وأن كلا البلدين كانا سيحققان استفادة من الصفقة الأخيرة لأن مصر تسعى لتسييل الغاز وتصديره للخارج عبر محطات التكرير التي لديها وكذلك فإن ذلك يخفف الضغط على الانتاج المحلي كما أن إسرائيل مستفيده لأنها تعزز علاقاتها مع أوروبا بإيصال الغاز لها.

وأضاف دولة الاحتلال تسعى لأن تعطي انطباعاً بأن مصر هي فقط التي سوف تتضرر من تجميد الاتفاق الجديد لكن الواقع عكس ذلك لأن هناك مصادر متعددة لتنويع مصادر الغاز بالنسبة لمصر، وإن كان التوجه إلى إسرائيل سببه أنها تحصل عليه بنصف قيمة استيراده من الخارج نظراً لقرب الجغرافيا، غير أن تجميده لن يؤدي لازمة طاقة في مصر وستجد الحكومة مسارات مختلفة لتعويضه.

لكن في المقابل – بحسب المصدر ذاته – فإن ذلك سوف يؤثر على مستقبل التعاون مع إسرائيل ليس فقط على المستوى المصري ولكن هناك موقف عربي يتم بلورته حالياً، بخاصة وأن بعض الدول العربية الخليجية بدأت تستشعر خطر إسرائيل في حين أنها كانت تتعامل إيران على أنها الخطر الأكبر وهو أمر أخذ في التغير منذ حرب السابع من أكتوبر، كما أن وجود رئيس في الأبيض خارج التوقعات ويقدم كافة أشكال الدعم لإسرائيل يجعل التنسيق العربي أكثر أهمية في الوقت الحالي، وأن عدم قدرة إسرائيل على هزيمة حركة مقاومة مسلحة “حماسيبرهن على ضعفها في مواجهة الجيش المصري النظامي في حال لم تقدم الولايات المتحدة دعمها المعتاد.

وأشار إلى أن الموقف من صفقة الغاز يشير إلى أن نتنياهو يسعى لأن يحصل على مزيد من الضمانات المصرية لعدم انتهاك اتفاق السلام في حين هو يستكمل إجراءات تهجير الفلسطينيين، ويرى بأنه بهذه الطريقة يمكن أن يجعل القاهرة تستجيب لها، ويمكن أن يطرح في مباحثات لاحقة الأيام المقبلة استبدال عناصر الجيش المصري بقوات شرطية وهو ما سترفضه مصر طالما أن الحكومة المتطرفة لم تتخلى عن خطط التهجير.

تضرّر الاحتياط الإسرائيلي من الغاز

اعتبر موقعكيبا” أن هذه الخطوة المفاجئة من نتنياهو تعني أن إسرائيل تُفعّل لأول مرة رافعة اقتصادية قوية متمثلة بالطاقة، تربط امتثال مصر لالتزاماتها الأمنية في سيناء تحديداً، واستعداد إسرائيل لبيعها الغاز الذي تحتاجه بشدة.

وقال المتحدث إن مصر تعاني منذ سنوات من نقص بمصادر الطاقة، وصولا لانقطاع التيار الكهربائي في بعض مدنها لعدّة ساعات، وتهدف لزيادة الإمدادات الإسرائيلية لتخفيف هذا النقص، مما يجعلها مستعدة لدفع ثمن أعلى بكثير من السعر الذي يدفعه المستهلك الإسرائيلي.

في الوقت ذاته، أشار ليئور باكالو الخبير الاقتصادي في القناة 12 إلى أن هذا الإعلان الاسرائيلي يتزامن مع صدور مخاوف بشأن فائض صادرات الغاز الطبيعي في إسرائيل، لأن سياسة التصدير الحالية تُهدد احتياطيات الغاز للاستخدام المحلي، وقد تؤدي لارتفاع حاد في أسعار الكهرباء للمستهلكين الاسرائيليين.

من جهته يرى موقع الاستثمار الاسرائيلي “إنفيستنيغ”، ذكر أن الصفقة ستُمهّد الطريق لضمان طاقة إنتاجية كافية للاقتصاد الإسرائيلي حتى عام 2064، بسبب توسيع الحقل المشار إليه، وفي الوقت ذاته فإن توسيع الصادرات سيؤدي لاستنفاد احتياطيات إسرائيل من الغاز في غضون 20 عامًا.

وفي الجهة الأخرى، حذر رئيس قسم الموازنة في وزارة المالية يوغاف غيردوس، من إمكانية مواجهة إسرائيل حاليًا تحديات جسيمة للغاية في مجال الطاقة، لأنه بالنظر للمستقبل، ولأول مرة منذ اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في إسرائيل

ويتوقع المتحدث أن يكون حدوث نقص هيكلي في الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة، لأن المصدر الرئيسي لإنتاج الكهرباء في إسرائيل هو الغاز الطبيعي، الذي يُعتمد عليه 70% من إنتاج الكهرباء، وبالتالي فإن أي نقص أو زيادة في سعره ستؤثر بشكل سلبي مباشر على الإسرائيليين

ابتزاز إسرائيلي لمصر للضغط على حماس

قال يوني بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية، والرئيس التنفيذي السابق لهيئة الإذاعة الإسرائيلية إن صفقة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر تضع القاهرة في موقف ضعف اقتصادي كبير، رغم أن مسؤوليها الكبار يحاولون تقديمها ليس كاتفاقية جديدة، بل كـ”تعديل” على اتفاقية 2019.

وقال إن هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ صادرات الغاز الإسرائيلي، ومصدر تعتمد على الصادرات الإسرائيلية رغم التوترات الشديدة في علاقاتهما منذ اندلاع الحرب على غزة، لكن الصفقة تفيد إسرائيل على صعيد الأرباح الطائلة، وتوفير دخل طويل الأجل، وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط، وترمز إلى نوع من “النصر الاستراتيجي” الإسرائيلي على مصر في ميزان القوى الإقليمي

ونقلت بوابة أخبار الغاز الاسرائيلية عن أوساط سياسية في تل أبيب أن الصفقة تمنح إسرائيل نفوذًا للضغط السياسي والاقتصادي على القاهرة، التي يحدّ اعتمادها على الطاقة من إسرائيل من قدرتها على الضغط عليها، بل يمكن لها، عند الضرورة، وقف إمدادات الغاز إليها لأسباب أمنية أو سياسية، والادعاء بوجود صعوبات تشغيلية، وهو ما حصل في قرار نتنياهو المفاجئ تجميد تنفيذ الصفقة

ومثل قرار نتنياهو برهن تنفيذ الصفقة، مع أن القانون يخوّل وزير الطاقة المضي قدما لتنفيذها، مناسبة للإجابة على السؤال الكبير الذي طرحه الإسرائيليون وهو: هل سيتمكن المستوى السياسي الاسرائيلي من استغلال هذا الاعتماد المصري على إسرائيل لزيادة الضغط المصري على حماس فيما يتعلق بالإفراج عن جميع المختطفين.

ورصد موقع ويللا الإخباري، جملة من امتيازات الصفقة، رغم تجميد تنفيذها مؤقتاً، ومنها أنها ستشجع على استمرار التنقيب عن الغاز في إسرائيل، وستزيد من عائدات الضرائب، كما تحمل ثمارًا جيو-سياسية، لأنه في الأيام التي يكون فيها الموقف السياسي لإسرائيل أسودا مثل مدخنة الفحم، فإن مصر قد تصبح شريكة سياسية لها بفضل صفقة الغاز.

وأضاف أنه ليس مصادفة أن حفل زفاف أقامه يوسي آفو مؤخرا حضره ضيوف من حوض البحر المتوسط، أبرزهم علاء عرفة، رئيس مجلس إدارة شركة الطاقة المصرية، وصديقه المقرب، وقد نجح في السنوات الأخيرة ببناء علاقة شخصية مع رؤساء قطاع الطاقة المصري، ولذلك فإن الصفقة يتوقع أن تُخفف من أزمة الطاقة في مصر، التي شهدت انخفاضًا في إنتاجها من الغاز منذ عام 2022.

وقال عيدان إيريتس، محلل الشئون الاقتصادية في مجلة “غلوبس” إن مصر تعدّ مستهلكاً كبيراً للغاز، ورغم امتلاكها احتياطيات كبيرة منه، لكنها تواجه صعوبة في تلبية احتياجاتها من الطاقة، مما يجعل من الغاز الإسرائيلي أساسياً لاقتصادها، ويشكّل بديلاً عن الغاز الطبيعي المسال (LNG) الأكثر تكلفة

كيف تحولت مصر من دولة تُصدّر الغاز لإسرائيل إلى مستوردة؟

نقلت مجلة كالكاليست الاقتصادية، وجهة نظر شركات الغاز الإسرائيلية التي رأت أن مصر مستعدة لدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل الغاز المُصدّر مُقارنةً بسعر الغاز المُباع للاقتصاد الإسرائيلي المنخفض نسبياً، وقد تحوّلت من مُصدّرة إلى مستوردة له، فيما باتت إسرائيل مركزًا إقليميًا للطاقة من خلال تصدير الغاز لدول المنطقة.

من جهته ذكر موقع ناتسيف نت أن إبرام الصفقة ثم تجميد تنفيذها يتزامن مع ما تواجهه مصر حاليًا من مشكلة خطيرة تتمثل بنقص حاد في الطاقة، سواء بالنسبة للاستهلاك الخاص لمواطنيها، الذين لا يحصلون على إمدادات كهرباء منتظمة بسبب نقصه، أو بالنسبة للاستهلاك الصناعي لصناعة الأسمدة الضخمة فيها، ولم تتمكن من تشغيل خطوط إنتاجها بسبب نقص الغاز الذي لا تستطيع توفيره بسبب النقص الحاد في العملات الأجنبية.

وأضاف أن تجميد صفقة الغاز من شأنه مطالبة مصر بالتوقف عن انتهاك شروط اتفاق كامب ديفيد في سيناء، وسحب قواتها من الحدود المجاورة لصحراء النقب، وإلا فإن إسرائيل قد تكون على موعد مع مفاجأة “مريرة” كحرب يوم الغفران 1973، أو السابع من أكتوبر 2023، مما يستدعي معالجة هذا التهديد، واستخدام أوراق القوة التي بحوزتها، ومنها الغاز والطاقة.

في المقابل، رصد موقع ناتسيف للشئون العسكرية ردود الفعل المصرية على الصفقة باعتبارها تهديدا للأمن القومي، وأداة للضغط على القاهرة، فإذا قررت وقف إمدادات الغاز، فقد يؤدي ذلك إلى شلّ أجزاء من الصناعة المصرية، وقطع الكهرباء عن المدن، والتأثير على الاستقرار الاقتصادي.

الصفقة مع مصر تمنح إسرائيل نفوذا استراتيجياً إقليمياً

وجاء في صحيفة معاريف، زعم أن هذه الصفقة ستخلق لإسرائيل نفوذًا استراتيجيًا إقليميًا، في ضوء ما تعانيه مصر من “عطش” للغاز الاسرائيلي، الضروري لتشغيل محطات الطاقة، وسيجعل القاهرة مضطرة للاعتماد عليها بنسبة 15-20% من استهلاكها من الغاز رغم أن السعر الجديد أعلى بنسبة 14.8% من الصفقة السابقة

بالعودة الى التاريخ، فقد بدأت إسرائيل تصدير الغاز إلى مصر عام 2020 ووقعتا أول صفقة لتزويدها بكمية ٦٠ مليار متر مكعب، أما صفقة اليوم فقد سعت لمضاعفة الصفقة الأصلية لتصبح ١٣٠ مليار متر مكعب، وبناءً عليها سوف تستثمر اسرائيل ثلاثة مليارات دولار في الاقتصاد المحلي خلال السنوات الثلاث المقبلة، بما سيعزز اقتصادها، ويتيح لها فرصة مضاعفة المنظومة بما يخدم الصفقة، واقتصادها المحلي، على أن تحصل الحكومة على 50%، بينما ستذهب النسبة المتبقية للمستثمرين، وعندما ننظر إلى الدخل الذي حصلت عليه دولة الاحتلال اليوم، فإننا نتحدث عن مبالغ تصل عشرات مليارات الشواكل.

مجلة غلوبس الاقتصادية ربطت بين التجميد الاسرائيلي “المؤقت” للصفقة مع مصر، مع ظهور الأخيرة الأكثر تضررًا من اضطرابات سوق الطاقة، حيث شهد سعر النفط ارتفاعًا حادًا على خلفية الحرب بين إسرائيل وإيران، ودفعت مصر ثمن اضطراب سوق الطاقة بالفعل، التي ما زالت تتضرر بشدة من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وأضرّت بإيراداتها من قناة السويس.

وقالت إن كل هذه التطورات تُسبّب قلقًا كبيرًا في القاهرة، ليس فقط بسبب الاعتماد على واردات الغاز من إسرائيل، ولكن أيضًا بسبب التوقيت، حيث يكون الطقس حاراً، ويرتفع استهلاك الكهرباء فيها بشكل كبير، في الوقت الذي انخفض فيه إنتاج الغاز المصري، بينما كان طلب المصريين يتزايد عليه

وزعمت أوساط اسرائيلية أنه بسبب النقص الحادّ في الغاز، فقد أمرت السلطات المصرية منتجي الأسمدة بإغلاق عملياتهم أيام الجمعة لهذا السبب، ووضعت وزارة البترول خطة طوارئ لتخصيصاته، تتضمن تخفيضات في الإمدادات لبعض الصناعات.

كما زادت محطات الطاقة من استخدام أنواع مختلفة من الوقود، وتحولت المصانع التي كانت قادرة على ذلك إلى حرق وقود الديزل، مع العلم أن مصر تستورد طاقةً بقيمة 11.2 مليار دولار سنويًا، مما يعني أن ارتفاع أسعار النفط سيُفاقم عجزها الجاري، ويزيد من احتياجات التمويل الخارجي.

* أزمة غير مسبوقة في دير سانت كاترين

تحوّل دير سانت كاترين، الواقع في قلب جنوب سيناء وأحد أقدم الأديرة المأهولة في العالم، مساء الثلاثاء الماضي إلى ساحة مواجهة دراماتيكية، بعدما اقتحم رجال أمن خاص قلالي الرهبان، وأخرجوا 11 منهم بالقوة في مشهد صادم وثقته مقاطع فيديو. هذه الواقعة، التي وصفها المطران داميانوس بـ”الانقلاب الرهباني”، اعتبرها الرهبان “حركة إنقاذ” لحماية استقلالية الدير من وصاية أثينا وتواطؤ القاهرة.
هكذا انفجرت أزمة قديمة–جديدة، جمعت في طياتها الصراع بين القانون والسيادة والسياسة والروحانية. 

شرارة المواجهة
مساء الثلاثاء، اقتحمت مجموعة من الأمن الخاص قلالي الرهبان داخل الدير، لتخرج 11 راهبًا بالقوة وتغلق الدير أيامًا.
جاء ذلك في أعقاب سلسلة من الخلافات بين المطران داميانوس ومجمع الآباء، وصلت إلى تبادل بيانات اتهام حول شرعية الإدارة وسوء التصرف المالي.
وكانت محكمة استئناف الإسماعيلية قد أصدرت حكمًا نهائيًا في مايو الماضي يقضي بنزع ملكية 14 قطعة أرض تابعة للدير من أصل 71، بينها مزارع وحدائق، والإبقاء على 57 قطعة كـ”حق انتفاع”، وهو ما اعتبره الرهبان ضربة لأسس حياتهم اليومية.

الأزمة تعمّقت مع إقرار البرلمان اليوناني في يوليو قانونًا بإنشاء هيئة عامة في أثينا لإدارة ممتلكات الدير داخل مصر وخارجها، ما عُدّ مساسًا مباشرًا باستقلاليته التاريخية.
أعقب ذلك تصويت أخوية الدير على عزل المطران وانتخاب مجلس شورى جديد، لكن داميانوس رد بخطوات معاكسة شملت عزل المجلس والتحكم بالحسابات البنكية، لتدخل الأزمة مرحلة مواجهة مفتوحة. 

بين الأرض والقانون
جذور الخلاف تعود إلى البعد العقاري والقانوني. فالحكم المصري الأخير رسخ مبدأ “حق الانتفاع” بدل الملكية المباشرة، بما يمنح الدولة سيطرة قانونية مرنة على أراضي الدير ومحيطه.
أما القانون اليوناني الجديد، فقد أعطى هيئة حكومية في أثينا ولاية مباشرة على ممتلكات الدير، بما في ذلك الأراضي والمخطوطات والأموال والأوقاف.
هذه الازدواجية خلقت تعارضًا بين التشريعين المصري واليوناني، وجعلت أي تصرف مالي أو قانوني مرتبط بالدير محل نزاع متعدد الأطراف.

من منظور الرهبان، القانون اليوناني محاولة لمحو استقلاليتهم وتحويل الدير إلى ورقة ضغط في العلاقات بين أثينا والقاهرة.
بينما ترى الدولة المصرية أن تنظيم ملكية الأراضي وفرض حق الانتفاع يضمن ضبط الأمن والسيادة في منطقة شديدة الحساسية، خصوصًا مع موقع الدير ضمن مشروع “التجلي الأعظم” لتطوير السياحة الدينية في سيناء. 

السياسة فوق الروحانية
لم يعرف دير سانت كاترين أزمة بهذا الحجم منذ أكثر من أربعة قرون. الأزمة الحالية تتجاوز جدران الدير لتلامس ملفات إقليمية حساسة.
القاهرة تنظر إلى الدير كجزء من معادلة الأمن والسيادة في سيناء، وكورقة ضغط ناعمة في علاقتها مع أثينا في ملفات الغاز والطاقة والحدود البحرية.
أما اليونان، فترى في القانون الجديد وسيلة لترسيخ نفوذها الرمزي والروحي عبر إدارة ممتلكات الدير، مدعومة ببيانات وزارية تؤيد المطران داميانوس وتصفه بالأسقف الشرعي.

الكنيسة الأرثوذكسية في القدس بدورها انحازت إلى “مجمع الآباء” معتبرة أن لائحة الدير الداخلية لعام 1971 هي المرجعية الأساسية، فيما فضّل النظام المصري التزام الصمت العلني، مع الحفاظ على أدوات النفوذ والسيطرة القانونية. 

تداعيات الأزمة وسيناريوهات المستقبل
الصراع الحالي يضع الدير أمام شلل قانوني وإداري يضر بالسياحة الدينية ويعطل إدارة أراضيه وأصوله.
السيناريو الأكثر ترجيحًا هو التوصل إلى تسوية ثلاثية صامتة توازن بين استقلالية الأخوية والولاية المصرية والاعتراف الرمزي بالمطران.
خيار آخر يتمثل في إعادة هيكلة داخلية تحت إشراف سيادي مباشر، يفرض على الدير بروتوكولات مالية وإدارية صارمة.
أما خيار التصعيد الدبلوماسي بين القاهرة وأثينا فمستبعد بسبب كلفته على الملفات الاستراتيجية الأوسع. 

دير بين الروح والتاريخ والسياسة
يقف دير سانت كاترين اليوم عند تقاطع نادر بين الروحي والسياسي والاقتصادي.
الأزمة تكشف كيف تحوّلت مؤسسة روحية عمرها 1500 عام إلى ساحة صراع قانوني ودبلوماسي، يختبر حدود السيادة المصرية ويكشف طموحات يونانية متجددة.
وبينما يبقى الاستقلال الروحي للدير مرجحًا، فإن استقلاليته الإدارية والمالية مرشحة للتآكل تحت هيمنة الدولة المصرية وقوانين أثينا.
في النهاية، قد يُرسم مستقبل الدير عبر معادلة دقيقة: الاعتراف بروحانية الدير وإرثه التاريخي، مقابل إخضاع ممتلكاته وإدارته لرقابة الدولة ومصالحها الاستراتيجية.

*مصر تواجه أزمة دوائية مدمّرة ..ديون تُخنق الصناعة وهيمنة عسكرية تُعطّل السوق

بينما تتفاقم الأزمات الاقتصادية في مصر، تدخل صناعة الأدوية نفقًا مظلمًا، وسط تراكم ديون حكومية ضخمة وانسحاب تدريجي للشركات المحلية من مشهد الإنتاج. الأزمة، التي كانت حتى وقت قريب تُناقش خلف الأبواب المغلقة، باتت اليوم تمس حياة ملايين المرضى مباشرة، وتتسبب في نقص حاد في 800 صنف دوائي أساسي، من بينها أدوية حيوية لعلاج الأورام، وأمراض القلب، والسكري، والجلطات، وصولًا إلى الحقن الهرمونية وبخاخات الربو.

في الوقت ذاته، أُعلنت وفاة الإعلامية المصرية عبير الإباصيري، بعد معاناة مع مرض عضال، وسط تداول تقارير تؤكد أن نقص العلاج وغياب الدواء المناسب كان أحد أسباب تدهور حالتها الصحية. القصة صادمة، لكنها ليست استثناء؛ بل مثال صارخ على ما يعانيه آلاف المرضى يوميًا، في بلد لم يعد فيه الحصول على الدواء أمرًا مفروغًا منه.

ديون تُخنق الصناعة.. وهيمنة تُعطّل السوق

تعكس أزمة الدواء في مصر خللًا هيكليًا في إدارة القطاع الصحي، على رأسه هيمنة الدولة، ممثلة في الجيش، عبر “هيئة الشراء الموحد”، على عملية استيراد وتوزيع الدواء. الهيئة التي أُنشئت بقرارات رئاسية، أصبحت البوابة الوحيدة لتوفير العملة الصعبة لاستيراد المواد الخام والأدوية، لكنها اليوم تواجه اتهامات بـ”شلل السوق” و”تراكم فواتير غير مدفوعة” لصالح شركات الأدوية.

رئيس المعهد القومي للأورام الأسبق، د. مدحت خفاجي، صرّح بأن مستحقات الشركات لدى هيئة الشراء الموحد تُقدّر بنحو 30 مليار جنيه، تشمل صفقات مواد خام وأدوية أُدخلت البلاد دون سداد قيمتها بالدولار. فيما قدرت شركات كبرى مثل “ابن سينا” و”فارما أوفرسيز” و”مصر فارما” متأخراتها الإجمالية بنحو 32 مليار جنيه.

انسحاب الشركات.. وانتعاش السوق السوداء

مع تراكم الديون وغياب الدولار، توقفت خطوط إنتاج في مصانع محلية، فيما انسحبت شركات توزيع كبرى من استيراد الأدوية، ومنها المضادات الحيوية وألبان الأطفال المدعومة. وأدى ذلك إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، وخلق بيئة خصبة لـ”السوق السوداء”، حيث تُباع الأدوية بأسعار مضاعفة، في ظل عجز المستشفيات والصيدليات عن توفيرها.

مؤتمرات بلا قرارات.. والمرضى هم الضحايا

مؤتمر “فارما كونكس 2025” الذي استضافته القاهرة مؤخرًا لم يقدّم حلولًا حقيقية للأزمة، رغم مشاركة ممثلين عن 40 جهة دولية. المفارقة أن أغلب شركات الأدوية المحلية وقيادات وزارة الصحة تغيبت عن المؤتمر، ما أظهر حجم الانفصال بين متخذي القرار والواقع المرير للمرضى.

أزمة أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية

في ظل استمرار الاحتكار المؤسسي لسوق الدواء، وتراجع دور الدولة في حماية صحة المواطن، تتجاوز الأزمة بعدها الاقتصادي لتصبح أزمة إنسانية وأخلاقية. فحين يُترك المواطن فريسة المرض، يُختبر الضمير العام.

وربما تكون وفاة عبير الإباصيري بمثابة ناقوس خطر، يدق باب كل بيت في مصر، يذكّرنا بأن الدواء ليس رفاهية، بل حق أساسي في الحياة، لا يجوز أن يخضع لمعادلات الاحتكار أو الحسابات الأمنية.

* رفع أسعار شحن السيارات الكهربائية حتى 180% تمهيد قاسٍ لزيادات الكهرباء والوقود المرتقبة

قررت حكومة عبدالفتاح السيسي، رفع أسعار شحن السيارات الكهربائية بنسب وصلت إلى 180% اعتباراً من اليوم، وهو ما يُعيد خلط الأوراق أمام المستهلكين ويثير جدلاً واسعاً حول مستقبل هذه الصناعة الناشئة في البلاد. 

تفاصيل القرار الحكومي
بحسب ما أعلنه جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، فقد رفعت وزارة الكهرباء أسعار بيع الكهرباء لمحطات الشحن من 1.21 جنيه إلى 2.34 جنيه للكيلوواط ساعة، أي بزيادة تقارب 93% بعد ثبات دام نحو 3 سنوات.

أما الأسعار الموجهة للمستهلكين فجاءت على النحو التالي:

  • الشحن البطيء (AC): ارتفع من 1.89 جنيه إلى 3.39 جنيه للكيلوواط ساعة (+79%).
  • الشحن السريع (DC): قفز من 3.75 جنيه إلى 6.55 جنيه للكيلوواط ساعة (+75%).

القرار يبدأ تنفيذه فوراً ولا يشمل الشحن المنزلي، الذي يظل مرتبطاً بشرائح الكهرباء المنزلية المعتادة. 

تأثيرات مباشرة على المستهلك
هذه القفزة الكبيرة تعني أن تكلفة شحن بطارية سيارة بسعة 100 كيلوواط/ساعة على الشحن البطيء ارتفعت من 189 جنيهاً إلى نحو 340 جنيهاً، بينما قفزت تكلفة الشحن السريع من 375 جنيهاً إلى 655 جنيهاً.

ويرى بعض التجار أن قرار رفع أسعار الشحن قد يُثقل كاهل المستهلكين الحاليين، لكنه لن يُوقف التوجه نحو السيارات الكهربائية، خصوصاً مع توقعات بزيادة أسعار البنزين خلال الفترة المقبلة.

* حملات المقاطعة وتراجع الطلب يرغمان بيبسي على خفض أسعارها بشكل غير مسبوق

أعلنت شركتا بيبسي والأهرام للمشروبات عن طرح تخفيضات كبيرة على منتجاتهما خلال شهر سبتمبر 2025، وسط توقعات بتراجع الطلب على المشروبات الغازية نتيجة تغير الطقس، إلى جانب استمرار حملات المقاطعة الشعبية للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما انعكس بوضوح على المبيعات خلال الشهور الماضية.

سياق التخفيضات: ضغوط المقاطعة وتغير السوق
بحسب مصادر تجارية، فإن حملات المقاطعة الشعبية التي توسعت بشكل كبير في الشارع المصري منذ بداية الحرب على غزة كان لها تأثير مباشر على تراجع مبيعات بيبسي، وهو ما أجبر الشركة على تبني سياسة تسويقية تعتمد على تقديم خصومات واسعة النطاق تصل في بعض المنتجات إلى 40 جنيهاً للكرتونة الواحدة.

ويرى مراقبون أن بيبسي تحاول بهذه الخطوة إعادة التوازن لمبيعاتها والحفاظ على حصتها السوقية في مواجهة شركات محلية تقدم أسعاراً أقل، إضافة إلى المنافسة الشرسة من علامات بديلة كالعصائر الطبيعية والمشروبات المصرية منخفضة السعر، التي تشهد نمواً ملحوظاً في الطلب.

 

الجباية منهج حياة السيسي زيادة أسعار الوقود والطاقة بمصر رغم انخفاض النفط عالميًا.. الجمعة 5 سبتمبر 2025م.. إسرائيل تشترط تدريس اليهودية والمحرقة وتاريخهم بمصر بالمناهج الدراسية مقابل التصويت للعناني باليونسكو ورشاوى مصرية للسنغال ودول العالم في سباق اليونسكو لتجميل صورة “السيسي”

الجباية منهج حياة السيسي زيادة أسعار الوقود والطاقة بمصر رغم انخفاض النفط عالميًا.. الجمعة 5 سبتمبر 2025م.. إسرائيل تشترط تدريس اليهودية والمحرقة وتاريخهم بمصر بالمناهج الدراسية مقابل التصويت للعناني باليونسكو ورشاوى مصرية للسنغال ودول العالم في سباق اليونسكو لتجميل صورة “السيسي”

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* أول حالة وفاة في سبتمبر 25 .. استشهاد إبراهيم عيد صقر بمحبسه بوادي النطرون

استشهد المعتقل إبراهيم عيد صقر (60 عامًا)  إثر أزمة قلبية الأربعاء 3 سبتمبر 2025 داخل سجن وادي النطرون، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة ومفاجئة أثناء أدائه صلاة الظهر مع زملائه، حيث سقط مغشيًا عليه، ورغم محاولات إسعافه فارق الحياة.

واعتُقل صقر في  17 أبريل 2017، وتعاد محاكمته في القضية المعروفة إعلاميًا بـ “أحداث حوش عيسى” بمحافظة البحيرة، والتي ضمّت عشرات المعارضين السياسيين، وصدر بحقه حكم بالسجن 10 سنوات في محاكمة افتقرت لأبسط معايير العدالة.

الحاج إبراهيم من قرية زاوية صقر – مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، وكان يعمل في التجارة والأعمال الحرة.

ورصدت منصات حقوقية منها (جِوار – Jewar) 16 حالة وفاة داخل السجون وأقسام الشرطة خلال شهر أغسطس.

وقالت: إنه “على مدار الشهر الماضي، توالت جرائم الموت بالتعذيب والإهمال الطبي والانتقام داخل مقار الاحتجاز لتُبرهن أن الموت في السجون لم يعد حادثًا عابرًا؛ بل نهجًا ثابتًا تُدار به مقار الاحتجاز“.

وأشارت إلى أن الحالات ليست وقائع فردية؛ بل سجلّ دموي يفضح دولة تُدير السجون كمسالخ بشرية، حيث يُستبدل القانون بالانتقام، والرعاية الطبية بالإهمال، والاحتجاز المشروع بالتعذيب حتى الموت.

وتعهدت ألا يطول أمد الإفلات، وسيُفتح سجل القصاص يومًا، يوم تُساقون إلى مشانِق الحقّ عُراة من سلطانكم، محاطين بصرخات ضحاياكم، مستعرضة أسماء الشهداء:

  1. مهند أحمد عبد العظيم الفقي  تحت التعذيب بقسم منوف المنوفية  28 يوليو 2025.
  2. عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن | تحت التعذيب | قسم العمرانية – الجيزة | 2 أغسطس 2025.
  3. رجب ثابت | إهمال طبي | سجن بني سويف | 4 أغسطس 2025.
  4. د. عاطف محمود زغلول | إهمال طبي | مركز شرطة أبو كبير | 8 أغسطس 2025.
  5. وائل يوسف خيري بشارة (كيرلس) | تحت التعذيب | قسم الأهرامات – الجيزة | 13 أغسطس 2025.
  6. علي حسن عامر | إهمال طبي | سجن وادي النطرون | 15 أغسطس 2025.
  7. حازم فتحي | انتقام ضابط | نجع حمادي | 16 أغسطس 2025.
  8. رمضان السيد حسن (إسلام) | تحت التعذيب | قسم المنشية – الإسكندرية | 16 أغسطس 2025.
  9. محمد أحمد سعد (الصاوي) | إهمال طبي | قسم المنشية – الإسكندرية | 16 أغسطس 2025.
  10. وليد أحمد طه | خصومة شخصية | قسم ثاني شبرا الخيمة | 16 أغسطس 2025.
  11. زوجان | تحت التعذيب | قسم المنشية – الإسكندرية | 16 أغسطس 2025.
  12. محرم فؤاد علي عزب | تحت التعذيب | بعد اعتقاله بساعات | 20 أغسطس 2025.
  13. سيف إمام | تحت التعذيب | قسم عين شمس – القاهرة | أغسطس 2025.
  14. السيد عبد الله عطوة | إهمال طبي | سجن العاشر من رمضان | 27 أغسطس 2025.
  15. د. ناجي علي البرنس | إهمال طبي | سجن بدر 3 | أغسطس 2025.
  16. تامر حسني عبد الحميد دسوقي |  إهمال طبي | سجن ليمان المنيا | 11 أغسطس 2025. 

الإهمال الطبي معاناة مستمرة.

وتلقي هذه الأوضاع بظلالها على المشهد الحقوقي في مصر، حيث معاناة السجناء الذين يُحرمون من العلاجات الضرورية، في انتهاك صارخ للقوانين المحلية والدولية.

وعادة ما تهمل إدارة السجن خطوات العلاج اللازمة لكل معتقل مريض وتؤجل علاجه لفترات طويلة، بل وتتدخل في منع العلاج والاكتفاء أحيانا بالتحاليل ما يؤدي حتما إلى تفاقم حالته الصحية.

وعند خضوع المعتقل المريض لعملية جراحية تكون نسب نجاحها ضعيفة جدا ويفترض ألا يجريها من الأساس ويصل الإهمال إلى أن الطبيب الاستشاري المسؤول عن حالته لا يكون موجودًا وأن من يجري العملية يكون طبيبًا غير متخصص.

ووفقًا للمادة 40 من لائحة السجون يجب أن يتوفر أطباء متخصصون داخل السجون لتقديم الرعاية الصحية اللازمة، كما يُلزم القانون إدارة السجون بنقل السجناء إلى المستشفيات في حال احتياجهم لعلاج لا يمكن تقديمه داخل السجن.

ويفترض أن تلتزم مصر بالقوانين الدولية، مثل قواعد نيلسون مانديلا لمعاملة السجناء، والتي تؤكد حقهم في الحصول على الرعاية الصحية الملائمة، إلا أن التقارير الحقوقية أكدت أن هذه القوانين لا يتم تطبيقها بشكل فعال، حيث يعاني العديد من السجناء من نقص الخدمات الصحية وتأخير العلاج، مما يعرض حياتهم للخطر.

ومع تزايد عدد الحالات التي تتعرض للإهمال الطبي، تطالب منظمات حقوقية دولية ومحلية سلطات السيسي بالإفراج الصحي عن السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة، وضمان حصولهم على الرعاية الطبية العاجلة، فضلا عن الدعوة إلى إجراء إصلاحات شاملة في نظام السجون لضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية.

تشهد سجون السيسي تزايدًا في شكاوى الإهمال الطبي التي تطال السجناء السياسيين، ما أدى إلى تحركات واسعة من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية تطالب بتحسين ظروف الاحتجاز وتوفير الرعاية الصحية اللازمة.

 *الحقوقي إبراهيم متولي و 8 سنوات في الحبس الاحتياطي لدفاعه عن المختفين قسريا

مع اقتراب يوم 10 سبتمبر الجاري، يكون المحامي الحقوقي إبراهيم متولي حجازي، مؤسس رابطة “أسر المختفين قسريًا”، قد أمضى ثماني سنوات كاملة خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي، متنقلاً بين عدة قضايا حملت الاتهامات ذاتها، وسط إدانات حقوقية متكررة ومطالب متصاعدة بالإفراج عنه بعد تدهور حالته الصحية. 

البداية: اعتقال من مطار القاهرة
في صباح العاشر من سبتمبر 2017، كان متولي يستعد للسفر إلى جنيف للمشاركة في الدورة (113) لمجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري، ممثلاً عن العشرات من أسر الضحايا، ومن بينهم أسرته التي عانت من اختفاء ابنه “عمر” منذ يوليو 2013. إلا أن رحلته لم تكتمل، إذ ألقت قوات الأمن القبض عليه في مطار القاهرة الدولي، لتبدأ رحلة طويلة من الاحتجاز والتحقيقات. 

القضايا المتتالية والتدوير
عقب القبض عليه، أُحيل متولي إلى نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 900 لسنة 2017، بتهم “تولي قيادة جماعة أُسست على خلاف القانون” و”نشر أخبار كاذبة” و”التواصل مع جهات أجنبية”. وبعد أكثر من عامين في السجن، صدر قرار بإخلاء سبيله في أكتوبر 2019. غير أن فرحته لم تكتمل، إذ اختفى أسبوعين قبل أن يظهر في قضية جديدة حملت رقم 1470 لسنة 2019 بالتهم نفسها.

وبعد عام تقريبًا، وفي أغسطس 2020، قضت محكمة الجنايات باستبدال الحبس الاحتياطي بتدابير احترازية، لكن أثناء إنهاء إجراءات خروجه من قسم الشرطة، تم “تدويره” مجددًا على ذمة قضية ثالثة رقم 786 لسنة 2020، لتتكرر دائرة الاتهامات والاحتجاز. 

المحاكمة بعد سنوات من الحبس الاحتياطي
في سبتمبر وأكتوبر 2024، وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على حبسه، فوجئ متولي بإحالته إلى المحاكمة في القضيتين 900 لسنة 2017 و1470 لسنة 2019، على خلفية اتهامات بالانضمام إلى “جماعة إرهابية” وتمويل الإرهاب. كما يواجه اتهامات مشابهة في القضية الثالثة رقم 786 لسنة 2020.
وقد عقدت أولى جلسات محاكمته في 11 يونيو 2025 أمام محكمة جنايات إرهاب القاهرة، في وقت واصلت فيه منظمات حقوقية محلية ودولية المطالبة بالإفراج الفوري عنه. 

ظروف الاحتجاز وتدهور الحالة الصحية
قضى متولي خمس سنوات في مجمع سجن طرة قبل نقله في يونيو 2022 إلى سجن بدر 3. هناك، تفاقمت حالته الصحية حيث يعاني من تضخم في البروستاتا يستدعي تدخلاً جراحيًا عاجلاً، وفق تقارير طبية. وفي ديسمبر 2024، تقدمت أسرته بطلب رسمي إلى النائب العام لنقله إلى مستشفى متخصص لإجراء العملية، إلا أن الطلب لم يُبت فيه حتى اليوم. 

دعم حقوقي متواصل
في يونيو 2025، أصدرت 24 منظمة حقوقية مصرية ودولية بيانًا مشتركًا أكدت فيه أن استمرار حبس متولي يمثل “انتهاكًا صارخًا لمعايير العدالة” وطالبت السلطات المصرية بإطلاق سراحه فورًا وتمكينه من الرعاية الصحية المناسبة. 

قضية تتجاوز الفرد
لا تقتصر قضية إبراهيم متولي على شخصه فحسب، بل تعكس واقعًا أوسع يتعلق بآلاف المحتجزين على ذمة قضايا سياسية، والكثير منهم يتعرض لما يُعرف بسياسة “التدوير”، حيث يتم إخلاء سبيل المتهم في قضية ليُعاد إدراجه في أخرى جديدة بالتهم نفسها تقريبًا.

ومع بلوغ متولي ثماني سنوات في الحبس الاحتياطي، تتجدد التساؤلات حول مصير العدالة في مصر، وحول مدى التزام السلطات باحترام القوانين المحلية والمعاهدات الدولية التي تكفل حق الإنسان في الحرية والمحاكمة العادلة.

* وفاة والدة المعتقل أبوبكر عبدالرحمن الرصد تفتح سجل عائلة دعوية عريقة

نعى متفاعلون عبر منصات التواصل الاجتماعي بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وفاة والدة المعتقل أبوبكر عبدالرحمن الرصد، زوجة الداعية الراحل الشيخ عبدالرحمن الرصد أحد رموز الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين في الشرقية.

رحلت الزوجة الكريمة بعد نحو 12 عامًا من وفاة زوجها، الذي انتقل إلى جوار ربه في 14 سبتمبر 2013 عن عمر ناهز 92 عامًا، قضى جلها في الدعوة والجهاد وخدمة قضايا الأمة. شيّع المئات جنازته آنذاك من مسجد الفتح بالزقازيق قبل مواراته الثرى بمقابر الأسرة في بنها – القليوبية.

الشيخ عبدالرحمن الرصد، المولود عام 1921 بمدينة الزقازيق، يُعد من أقدم الإخوان في مصر ومن مؤسسي الجماعة بمحافظة الشرقية. مثّل دائرة الزقازيق نائبًا عن العمال في مجلس الشعب خلال التسعينيات، وعُرف بحياته البسيطة بين أبناء منطقته في مساكن السكة الحديد حيث عمل لسنوات.

تعرف الرصد مبكرًا على دعوة الشيخ حسن البنا وتأثر بشخصيته حتى أقسم أن يسير على خطاه. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وانخرط في صفوف الإخوان منذ شبابه متنقلًا بين شعب الجماعة في القليوبية والقاهرة، حيث التقى بقيادات بارزة مثل كمال السنانيري ومحمود الجوهري.

وفي شهاداته الصحفية، كان يؤكد أن الإمام البنا “ربّى الإخوان على المحبة والإصلاح، وربط الليل بالقرآن والعمل بالنهار”، مشيرًا إلى أن سر قوة الجماعة يكمن في “أخوّتهم التي لا يفرّقها نزغ الشيطان“.

برحيل زوجته اليوم، يُطوى فصل جديد من سيرة عائلة قدّمت جهدها في ميادين الدعوة والعمل العام، ولا يزال أحد أبنائها أبوبكر قابعًا في السجون منذ سنوات، ليبقى حاضرًا في وجدان رفاقه رغم القيد

* 155 مليار دولار مقابل إدارة غزة: هل تقع مصر في الفخ؟

لم تكن أحداث 7 أكتوبر 2023 إلا الشرارة التي كشفت النقاب عن أكثر الرؤى الصهيونية تطرفا، حيث تصاعدت الأصوات المنادية بالتهجير القسري وإعادة رسم ديموغرافيا المنطقة بالكامل. وفي هذا السياق، يصرح يائير لابيد، زعيم المعارضة، بخطة الكيان الصهيوني، التي تقترح تسليم إدارة قطاع غزة إلى مصر لمدة تصل إلى 15 عاما، مقابل إغراء اقتصادي ضخم، بإسقاط الديون الخارجية المصرية، التي تزيد عن 155 مليار دولار.

وقد قدَّم لابيد هذا المقترح كبديل “عقلاني” لحكومة نتنياهو، مستغلا رغبة الرأي العام الصهيوني في “انتصار حاسم” ينهي كابوس غزة إلى الأبد.

ويبدو أن الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها مصر، بالإضافة إلى سلوك السيسي الذي أظهر استعدادا لتقديم تنازلات استراتيجية (مثل تيران وصنافير، واتفاقية سد النهضة، وحقول الغاز) مقابل الشرعية الدولية والدعم المالي، قد أغرى لابيد ومَن خلفه بأن السيسي قد يكون الشريك المناسب في الوقت المناسب لهذه “الصفقة“.

يهدف هذا التحليل إلى الغوص في أعماق هذه المبادرة، ليس فقط لتفكيك أبعادها الحالية، بل للتحذير من كونها بذرة لمستقبل كارثي يتم التخطيط له بعناية.

فقد تبدو الخطة للوهلة الأولى غير واقعية أو حتى مثيرة للسخرية، لكن التاريخ يعلمنا درسا حاسما: لا يجب أن نأخذ ما يطرحه الفكر الاستراتيجي الصهيوني باستخفاف، فكثير من الحقائق المروعة التي نعيشها اليوم كانت مجرد أفكار “خيالية” قوبلت بالسخرية في بداياتها. 

من الفكرة “المستحيلة” إلى الواقع المُفْرَض: منهجية صهيونية تاريخية

إن التعامل مع خطة لابيد كفكرة عابرة هو الوقوع في الخطأ التاريخي نفسه الذي سمح للمشروع الصهيوني بتحقيق أهدافه خطوة بخطوة. يعمل الفكر الاستراتيجي الصهيوني بمنطق “بالونات الاختبار”، حيث تُطرح أفكار تبدو متطرفة أو غير قابلة للتطبيق لقياس ردود الفعل، وكسر المحرمات الفكرية، وتطبيع النقاش حولها تدريجيا. ومع مرور الوقت، وتغير الظروف الإقليمية والدولية، تتحول هذه الأفكار من “مستحيلة” إلى “ممكنة”، ثم إلى “ضرورية”، وأخيرا إلى “أمر واقع“.

ومن الأمثلة على ذلك:

1فكرة الدولة الصهيونية نفسها كانت حلما بعيد المنال.

2احتلال القدس وتوحيدها كـ”عاصمة أبدية” كان يُنظر إليه على أنه تجاوز لا يمكن للعالم قبوله.

3بناء جدار الفصل العنصري كان يعتبر فكرة “أبارتايد” مرفوضة.

4التوصُّل إلى اتفاقيات تطبيع مع دول عربية دون حل القضية الفلسطينية كان من المحرمات.

كل هذه الأمور تحققت لأنها كانت جزءا من تخطيط طويل الأمد، بينما قوبلت في بداياتها بالرفض والاستنكار اللذين لم يدوما. لذلك، يجب قراءة خطة لابيد ليس كنص نهائي، بل كإعلان نوايا، وكخطوة أولى لترسيخ فكرة التخلي عن غزة وتحويلها إلى مشكلة مصرية-فلسطينية، تمهيدا لتصفية القضية برمتها. 

المكاسب الاستراتيجية للكيان الصهيوني

تمثل الخطة، في حال نجاحها، “انتصارا استراتيجيا” متعدد الأبعاد للكيان الصهيوني:

1التخلص من العبء الأمني والديموغرافي: يتخلص الكيان الصهيوني بشكل كامل من مسؤوليته عن أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ويلقي بالعبء الأمني وإدارة الحياة اليومية على عاتق مصر. هذا يحرره من الضغط الدولي المتعلق بالحصار والوضع الإنساني، ويسمح له بالتركيز على أهدافه الأخرى.

2تفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها: بتحويل غزة إلى مشكلة مصرية، يتم فصلها فعليا عن الضفة الغربية، مما يقضي على أي إمكانية واقعية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وذات سيادة، وتصبح القضية مجرد “مشاكل إنسانية” متفرقة بدلا من قضية تحرر وطني.

3التفرغ لمشروع الاستيطان الأكبر: بمجرد “حل” مشكلة غزة، ستتمكن دولة الاحتلال من تكثيف وتكريس جهودها لضم الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات في القدس والمناطق المحيطة بها، دون أن تواجه ضغطا دوليا كبيرا، حيث سيبدو أنها قدمت “حلا” لغزة.

4تلميع الصورة الدولية وتحقيق نصر دبلوماسي: تقديم الخطة كحل “إنساني” و”اقتصادي” يهدف إلى تحسين صورة الكيان الصهيوني المشوهة دوليا. كما أن إقناع دولة بحجم مصر بقبول هذا الدور سيمثل اختراقا دبلوماسيا هائلا يعمق التطبيع ويضعف الموقف العربي الموحد. 

الخسائر المدمرة لمصر

قبول السيسي بهذا الدور؛ سيكون بمثابة فخ تاريخي لمصر، وذي تكاليف باهظة من عدة محاور:

1تورط أمني واستنزاف طويل الأمد: ستجد مصر نفسها مسؤولة عن قطاع محاصر ومدمر، وتواجه مقاومة فلسطينية لن تقبل بالوصاية المصرية كبديل عن الاستقلال. هذا سيحول سيناء إلى ساحة خلفية للصراع، ويضع الجيش المصري في مواجهة مباشرة مع فصائل فلسطينية، وهو ما تريده دولة الاحتلال بالضبط.

2أعباء اقتصادية كارثية: حتى مع إسقاط الديون، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة وإدارة شؤونها اليومية وتوفير الخدمات الأساسية ستكون هائلة وتفوق أي إغراء مالي. ستتحمل مصر مسؤولية اقتصاد منهار بالكامل، مما يفاقم أزماتها الداخلية.

3انهيار المكانة الإقليمية والتاريخية: ستفقد مصر دورها التاريخي كداعم للقضية الفلسطينية وتتحول في نظر الشعوب العربية والإسلامية -ناهيك عن الشعب المصري نفسه المتوحد مع المقاومة- إلى “وكيل أمني” للاحتلال و”سجّان” للمقاومة. هذا سيؤدي إلى عزلة شعبية وسياسية غير مسبوقة.

4تهديد مباشر للأمن القومي: إن أي اضطراب أمني في غزة سينتقل مباشرة إلى سيناء، وقد تستخدم دولة الاحتلال ذلك كذريعة للتدخل في المستقبل. كما أن فكرة التهجير، التي ترفضها مصر رسميا، قد تصبح أمرا واقعا تحت غطاء “الإدارة المصرية“. 

موقف الدولة العميقة المصرية

على الرغم من أي ضغوط أو إغراءات، فإن الدولة العميقة في مصر، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية وأجهزة المخابرات، تدرك تماما الأبعاد الكارثية لمثل هذه الخطة. وأعتقد أنها سترفض رفضا قاطعا، ليس فقط من منطلق المبادئ التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، بل للعقيدة القُطرية المصرية، لأنها سترى في تلك الخطة تهديدا وجوديا مباشرا للأمن القومي المصري. فمصر تدرك أن الهدف الحقيقي من هذه الخطة؛ هو تحويل غزة من خط الدفاع الأول عن مصر إلى بؤرة توتر دائمة على حدودها الشرقية، واستنزاف مواردها، وتوريط جيشها في صراع لا نهاية له، وبالتالي إضعاف الدولة المصرية نفسها. أي أنها خسارة مضاعفة بتحويل سلاح المقاومة من التحالف والاصطفاف بجانب الجيش المصري إلى الاشتباك معه، لذا، فإن أي موافقة محتملة من السيسي على مثل هذه الخطة ستواجه بمعارضة شديدة -وربما انقلابا- من الأجهزة السيادية التي تعتبر حماية حدود مصر ومصالحها العليا خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. 

الخسائر الوجودية للشعب الفلسطيني

بالنسبة للفلسطينيين، تمثل الخطة الضربة القاضية لمشروعهم الوطني:

1تصفية نهائية لحق تقرير المصير: الخطة تلغي بشكل كامل حق الشعب الفلسطيني في حكم نفسه بنفسه على أرضه، فهي تفرض وصاية خارجية وتتعامل مع الفلسطينيين كقُصَّر بحاجة إلى إدارة، وليس كشعب له حقوق سياسية.

2تكريس الانقسام الجغرافي والسياسي: بفصل غزة عن الضفة الغربية بشكل نهائي، يتم تدمير حلم الدولة الفلسطينية الموحدة، ويصبح الحديث عن “حل الدولتين” مجرد شعار فارغ من أي مضمون عملي.

3شرعنة التهجير الطوعي والقسري: تحت “الإدارة المصرية”، سيتم تسهيل هجرة الفلسطينيين من غزة إلى الخارج، مما يحقق هدف الكيان الصهيوني طويل الأمد في تفريغ الأرض من سكانها.

4القضاء على المقاومة كفكرة وحركة: تهدف الخطة إلى نزع سلاح المقاومة تحت إشراف مصري-دولي، وإنهاء أي شكل من أشكال الكفاح المسلح ضد الاحتلال، مقابل “تحسينات اقتصادية” تهدف إلى تخدير الشعب وتجريده من هويته الوطنية. 

اليقظة الاستراتيجية كضرورة حتمية

إن خطة لابيد، المغلفة بغلاف “الحل العملي”، ليست مجرد اقتراح سياسي، بل هي تجسيد لمنهجية صهيونية تاريخية في تحويل الأفكار “المستحيلة” إلى واقع مُفْرَض. إنها وصفة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري والمستقبل العربي، مع انتهاك صارخ للقانون الدولي، والتعامل معها باستخفاف اليوم يعني الندم غدا عندما تصبح أجزاء منها سياسة قائمة. المواجهة لا تكون فقط برفض الخطة الحالية، بل بكشف المنطق الاستراتيجي الذي تقف خلفه، والتمسك بالثوابت الوطنية، والعمل بشكل استباقي على بناء جبهة عربية موحدة قادرة على إفشال هذه المخططات. وقبل ذلك كله، يجب على كل الشعوب والدول العربية والإسلامية دعم المقاومة الفلسطينية بكل طريقة ممكنة، قبل أن تتحول تلك الخطة الخبيثة من مجرد “فكرة” إلى حقيقة مؤلمة على الأرض.

*الجباية منهج حياة السيسي زيادة أسعار الوقود والطاقة بمصر رغم انخفاض النفط عالميًا

في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا في أسعار النفط والطاقة، تتجه الحكومة المصرية بقيادة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى رفع أسعار الوقود والكهرباء محليًا. هذا القرار، الذي يأتي على عكس المنطق الاقتصادي، أثار عاصفة من الانتقادات، إذ يرى مواطنون وخبراء أنه ليس سوى إجراء جبائي جديد يهدف إلى تحصيل الأموال من جيوب المصريين لسد عجز الموازنة، دون تقديم أي حلول استثمارية أو إصلاحات جذرية لمعالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. 

تناقض مع الواقع العالمي

من المفترض أن ينعكس انخفاض أسعار النفط عالميًا إيجابًا على المستهلك المحلي، عبر تخفيف تكاليف النقل والطاقة والإنتاج. لكن في مصر، يحدث العكس تمامًا. الحكومة ترفع الأسعار بحجة تقليص الدعم وترشيد الاستهلاك، متجاهلة أن هذا الارتفاع لا يعكس السوق العالمية، بل يعكس أزمة مالية خانقة تبحث الدولة عن مخرج لها عبر تحميل المواطنين الفاتورة. 

الأسعار العالمية للنفط… النفط في انخفاض مستمر

تشير التوقعات إلى أن أسعار النفط العالمية تتجه نحو مزيد من الانخفاض خلال الفترة القادمة. إذ توقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) انخفاض سعر برنت في الربع الرابع من 2025 إلى حوالي 58 دولارًا للبرميل، وأن يصل إلى 50 دولارًا خلال الأشهر الأولى من عام 2026.

ومن جانبه، تنبأت وول ستريت جورنال وأسهم توقعات جولدمان ساكس بأن متوسط سعر برنت للجزء الثاني من 2025 سيبلغ نحو 66 دولارًا للبرميل، مع احتمال انخفاضه إلى 56 دولارًا في 2026.
الوضع المحلي… السيسي يكمل سياسة رفع الأسعار رغم تهاوي الأسعار العالمية

رغم هذا الانخفاض العالمي الواضح في أسعار الطاقة، يواصل النظام المصري تنفيذ سياسة تمس المواطنين مباشرة. فقد أعلن مراقبون أن الحكومة تخطط لثلاث زيادات إضافية في أسعار الوقود قبل نهاية 2025، بحد أقصى حوالي 10% لكل زيادة متتالية.

وأوضح تقريرٌ أُعدّ بناءً على تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن تنفيد هذه الزيادات يهدف إلى تقليص الفجوة في الدعم، وقد وفر هذا التوجه بالفعل نحو 35 مليار جنيه من نفقات دعم الوقود خلال الفترة من يوليو 2024 إلى أبريل 2025 . 

المواطن يدفع الثمن دائمًا

بالنسبة لشرائح واسعة من المصريين، لم تعد هذه القرارات مجرد أرقام في بيانات وزارة البترول أو الكهرباء، بل أصبحت واقعًا يوميًا قاسيًا. ارتفاع أسعار البنزين والسولار يترجم مباشرة في أسعار المواصلات والسلع الأساسية، بينما تؤدي زيادة فواتير الكهرباء إلى استنزاف دخول الأسر المحدودة والمتوسطة. النتيجة: تآكل القوة الشرائية للمواطن بشكل غير مسبوق، في وقت يعاني فيه من الغلاء والبطالة وتراجع قيمة الجنيه. 

غياب الحلول الاستثمارية

الانتقاد الأوسع الموجه للحكومة لا يتعلق فقط بقرار رفع الأسعار، بل بالمنطق الذي يحكم السياسات الاقتصادية منذ سنوات. بدلًا من تشجيع الاستثمارات الإنتاجية، وتنمية القطاعات الزراعية والصناعية، وفتح المجال أمام القطاع الخاص، يكتفي النظام بالاعتماد على الجباية، والاقتراض الخارجي، والمشروعات الكبرى غير ذات العائد المباشر مثل العاصمة الإدارية. هذه السياسات جعلت الاقتصاد المصري أكثر هشاشة، وربطت حياة المواطنين بقرارات فوقية لا تراعي أوضاعهم. 

تبريرات رسمية وواقع مغاير

الحكومة تقول إن رفع الأسعار يهدف إلى “ترشيد الدعم” و”تخفيف العبء عن الموازنة العامة”. لكن خبراء اقتصاد يؤكدون أن ما يحدث هو العكس: المواطن يتحمل عبء فشل السياسات، بينما تواصل الدولة إنفاق المليارات على مشروعات استعراضية لا تعود بالنفع الفعلي. انخفاض أسعار النفط عالميًا كان فرصة ذهبية لتخفيف الضغط على المواطن المصري، لكن النظام اختار تجاهلها لصالح هدف واحد: تحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال لتغطية العجز وخدمة الدين. 

ضغوط متصاعدة وغضب مكتوم

تزامن رفع أسعار الطاقة مع تدهور قيمة العملة وتراجع مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. هذا التراكم من الضغوط يولّد حالة من الغضب المكتوم في الشارع المصري، قد لا يظهر في احتجاجات مباشرة بسبب القبضة الأمنية، لكنه يظهر في شكل عزوف عن المشاركة السياسية، وتراجع الثقة في وعود الحكومة. فالمواطن يدرك أن القرارات لا تُتخذ لصالحه، بل لتأمين استمرارية النظام على حساب معيشته.

وأخيرا فاتجاه السيسي إلى رفع أسعار الوقود والطاقة في وقت تنخفض فيه أسعار النفط عالميًا يعكس أزمة عميقة في طريقة إدارة الاقتصاد المصري.

فبدلاً من استغلال الظرف الدولي لتخفيف الأعباء عن الشعب، يصر النظام على تحميله مزيدًا من الجباية، دون أن يقدم خطة واضحة للتنمية أو الاستثمار. في النهاية، تبقى النتيجة واحدة: شعب يزداد فقرًا، ونظام يزداد عزلة، واقتصاد يتآكل تحت وطأة السياسات المرتجلة والقرارات الجائرة.

*إسرائيل تشترط تدريس اليهودية والمحرقة وتاريخهم بمصر بالمناهج الدراسية مقابل التصويت للعناني باليونسكو

في سلسلة من اللقاءات السرية التي جرت في المغرب وليبيريا، التقى وزير السياحة والآثار السابق، خالد العناني، مع مسؤولين إسرائيليين في محاولة للحصول على دعمهم لترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.
المحادثات التي جرت خلف الأبواب المغلقة كشفت عن صفقة مشبوهة: دعم إسرائيلي لترشيح العناني مقابل إدراج “المحرقة اليهودية” في المناهج الدراسية المصرية، وتعليم مبادئ الديانة اليهودية في المدارس بنفس طريقة تدريس المسيحية، بالإضافة إلى تدريس تاريخ اليهود في مصر.

هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى العناني للحصول على دعم دولي لترشيحه، ويبدو أنه مستعد لتقديم تنازلات تاريخية وثقافية مقابل هذا الدعم.
المصادر تشير إلى أن هذه اللقاءات كانت جزءًا من حملة دبلوماسية مكثفة قام بها العناني في عدة دول، بما في ذلك المغرب وليبيريا، بهدف كسب تأييد الدول الأعضاء في اليونسكو.

من الجدير بالذكر أن هذه اللقاءات لم تكن الأولى من نوعها. ففي وقت سابق، التقى العناني مع مسؤولين من دول أخرى، حيث تم مناقشة قضايا ثقافية وتعليمية، ولكن لم تُكشف تفاصيل تلك اللقاءات بشكل علني.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول مدى استعداد الحكومة المصرية لتقديم تنازلات ثقافية وتاريخية مقابل دعم دولي في المنظمات العالمية. وتثير أيضًا مخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على الهوية الثقافية والتعليمية في مصر. 

لقاءات في المغرب: محاولة كسب الدعم العربي
في المغرب، التقى الدكتور خالد العناني مع وزير الثقافة والشباب والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد.
خلال هذا اللقاء، تم مناقشة سبل تعزيز التعاون الثقافي بين مصر والمغرب، بالإضافة إلى دعم ترشيح العناني لمنصب مدير عام اليونسكو.
المصادر تشير إلى أن بنسعيد أبدى دعمًا مبدئيًا للترشيح، مؤكدًا أهمية تعزيز التواجد العربي في المنظمات الدولية. 

لقاءات في ليبيريا: السعي للحصول على دعم أفريقي
في ليبيريا، التقى الدكتور خالد العناني مع وزير الثقافة والسياحة الليبيري، لويز براون. خلال هذا اللقاء، تم مناقشة تعزيز التعاون الثقافي بين مصر وليبيريا، بالإضافة إلى دعم ترشيح العناني لمنصب مدير عام اليونسكو. المصادر تشير إلى أن براون أبدى دعمًا مبدئيًا للترشيح، مؤكدًا أهمية تعزيز التواجد الأفريقي في المنظمات الدولية.

من الجدير بالذكر أن هذه اللقاءات تأتي في وقت حساس، حيث يسعى العناني للحصول على دعم دولي لترشيحه، ويبدو أنه مستعد لتقديم تنازلات ثقافية وتاريخية مقابل هذا الدعم. 

لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين: مطالب مشبوهة
في إطار سعيه للحصول على دعم دولي، التقى الدكتور خالد العناني مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، حيث تم مناقشة دعم إسرائيل لترشيحه مقابل إدراج “المحرقة اليهودية” في المناهج الدراسية المصرية، وتعليم مبادئ الديانة اليهودية في المدارس المصرية بنفس طريقة تدريس المسيحية، بالإضافة إلى تدريس تاريخ اليهود في مصر.
هذه المطالب تُعتبر سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر وإسرائيل، وتشير إلى استعداد النظام المصري لتقديم تنازلات ثقافية وتاريخية مقابل دعم دولي في المنظمات العالمية. 

خالد العناني وملفات فساد مشبوهة
خالد العناني ليس غريبًا عن الأضواء، فقد شغل منصب وزير السياحة والآثار في الحكومة المصرية، وارتبط اسمه بعدد من المشروعات المثيرة للجدل.
من أبرز هذه المشروعات مشروع “متحف الحضارة”، الذي واجه انتقادات واسعة بسبب تكلفته العالية وتأثيره على المواقع الأثرية القائمة.
بالإضافة إلى ذلك، تم اتهامه بالتورط في صفقات مشبوهة تتعلق ببيع قطع أثرية وتسهيل عمليات تهريب آثار.

هذه الخلفية تثير تساؤلات حول دوافع العناني الحقيقية في سعيه للحصول على منصب في اليونسكو. هل هو ساعي للسلطة والنفوذ، أم أن هناك أجندات أخرى وراء هذا الترشح؟

وفي النهاية فاللقاءات السرية بين خالد العناني ومسؤولين إسرائيليين تكشف عن جانب مظلم من السياسة المصرية، حيث تُقدم التنازلات الثقافية والتاريخية مقابل دعم دولي.
هذه السياسات قد تؤثر سلبًا على الهوية الثقافية والتعليمية في مصر، وتثير تساؤلات حول مستقبل السيادة الوطنية في ظل هذه التوجهات.

* قطع تاريخية وأثرية… رشاوى مصرية للسنغال ودول العالم في سباق اليونسكو لتجميل صورة “السيسي”

في واحدة من أكثر المعارك الدبلوماسية إثارة للجدل، تفجّرت فضيحة جديدة حول مساعي مصر للسيطرة على منصب المدير العام لليونسكو عبر مرشحها خالد العناني.
هذه المرة، لم تكتفِ القاهرة بالدعم التقليدي، بل دفعت – بتوجيه مباشر من عبدالفتاح السيسي – إلى استخدام كل الوسائل، بما فيها الرشاوى الثقافية والسياسية، لإجبار منافسين على الانسحاب، في محاولة يائسة لتلميع صورة نظام فقد بريقه داخليًا وخارجيًا.

وسط هذه الأجواء، أعلنت السفيرة الإماراتية منى الكعبي انسحابها المفاجئ من السباق.
الكعبي، التي تحظى بصورة دبلوماسية هادئة، اكتفت ببيان قصير تحدّث عن “تقديرها للظروف والتوازنات داخل المنظمة”، وهو ما فُسّر على نطاق واسع بأنه انسحاب تحت ضغوط وتحركات مصرية كثيفة، رُسمت بعناية من داخل أروقة السلطة في القاهرة. 

معرض أبوظبي… بوابة الرشوة الناعمة
أولى الخطوات المصرية كانت عبر معرض أبوظبي الدولي، حيث جرى “فرش” آلاف القطع الأثرية المصرية النادرة، بعضها لم يخرج من المخازن منذ عقود، في مشهد وصفه خبراء بالرشوة الدبلوماسية المبطنة.
وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد لعبت دور الوسيط، مقدمة هذه الكنوز كرسالة واضحة إلى الإمارات: “ادعموا عناني، وستكون لكم الأولوية في ملف الآثار”.

هذا التحرك لم يكن بريئًا، بل جاء بعد إدراك القاهرة أن مرشحة الإمارات منى الكعبي قد تشكّل تهديدًا حقيقيًا لحظوظ المرشح المصري.
الانسحاب المفاجئ للكعبي بعد أسابيع قليلة من هذه الترتيبات عزّز الشكوك بأن المسألة لم تكن قرارًا سياديًا حرًا، بل نتاج ضغوط وصفقات. 

هالة السعيد… سمسار أراضي الساحل الشمالي
في الكواليس، تولت هالة السعيد، وزيرة التخطيط، دورًا آخر وُصف بأنه أشبه بـ”سمسرة سياسية”. تقارير عدة تحدّثت عن وعود بتسهيلات واسعة في مشروعات الساحل الشمالي لصالح مستثمرين إماراتيين، مقابل تأمين دعم سياسي كامل للمرشح المصري. هنا، لم تكتفِ الدولة ببيع تاريخها عبر الآثار، بل راحت تبيع جغرافيتها أيضًا.
السنغال ونسخ توت عنخ آمون
الفضيحة لم تتوقف عند الخليج. فمع تزايد الحديث عن احتمال دعم السنغال للمرشح الكونغولي المنافس، لجأت القاهرة إلى حيلة جديدة: تقديم نسخ متطابقة من مجموعة توت عنخ آمون كهدايا دبلوماسية. الهدف كان واضحًا: شراء الموقف السنغالي بأي ثمن. هذه الخطوة، التي تسربت أخبارها داخل أوساط ثقافية، كشفت مدى استعداد النظام للتفريط في رموز التراث الوطني لتحقيق مكسب سياسي عابر. 

السيسي والبحث عن شرعية دولية مفقودة
كل هذه التحركات تعكس شيئًا واحدًا: إصرار عبدالفتاح السيسي على انتزاع هذا المنصب بأي وسيلة، لا حبًا في الثقافة أو الإيمان برسالة اليونسكو، بل لأن النظام بحاجة ماسة إلى “إنجاز خارجي” يغطّي على فشله الداخلي.
الاقتصاد يترنح، الديون تتضخم، صورة النظام في الخارج باتت مرتبطة بالقمع والانتهاكات.
لذلك، رأى السيسي في مقعد اليونسكو فرصة ذهبية لتصدير صورة زائفة عن “مصر الحضارة والثقافة”، بينما الواقع يشي بانهيار متسارع على كل المستويات.

وأخيرا فإن انسحاب منى الكعبي لم يكن سوى حلقة في مسرحية رتبتها القاهرة بعناية.
الرشاوى بالآثار، الصفقات العقارية، نسخ توت عنخ آمون… كلها تكشف أن مصر الرسمية لم تعد تملك سوى بيع تاريخها وحاضرها مقابل مقعد شرفي في مؤسسة دولية.
لكن السؤال الجوهري يبقى: هل يستطيع السيسي عبر هذه الصفقات أن يغيّر صورة نظامه المتدهورة؟ الإجابة بوضوح: لا. فالتاريخ لا يُشترى، والشرعية لا تُستورد من اليونسكو، بل تُبنى في الداخل عبر احترام الشعوب وحقوقها.

السيسى على خطى نتنياهو حصار غزة يمتد إلى الفلسطينيين العالقين فى مصر وسيناء مقابل الغاز .. الخميس 4 سبتمبر 2025م.. دنيا سمير صحفية رفضت تحرش اللواء خالد فودة فعاقبها “صهره” السيسي بثلاثة سنوات حبس احتياطي

السيسى على خطى نتنياهو حصار غزة يمتد إلى الفلسطينيين العالقين فى مصر وسيناء مقابل الغاز .. الخميس 4 سبتمبر 2025م.. دنيا سمير صحفية رفضت تحرش اللواء خالد فودة فعاقبها “صهره” السيسي بثلاثة سنوات حبس احتياطي

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*ظهور الناشط السيناوي “سعيد اعتيق” في نيابة أمن الدولة العليا.. بعد 10 أيام من الاختفاء القسري

ظهر الناشط السيناوي سعيد اعتيق حسان اعتيق (44 عامًا) من سكان مدينة الشيخ زويد، شمال سيناء، اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، في نيابة أمن الدولة العليا، بعد اختفائه القسري لمدة عشرة أيام منذ إلقاء القبض عليه بتاريخ 24 أغسطس 2025.

ووفقًا لمصادر حقوقية، جرى التحقيق مع “اعتيق” في القضية رقم 6469 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، حيث وجهت له النيابة اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وإذاعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

وأصدرت النيابة قرارًا بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع احتجازه في سجن العاشر رقم 6، على أن يُعرض مجددًا للنظر في أمر تجديد حبسه.

*دنيا سمير صحفية رفضت تحرش اللواء خالد فودة فعاقبها “صهره” السيسي بثلاثة سنوات حبس احتياطي!!

في مشهد يعكس مأساة متكررة في مصر، أُفرج أمس عن الصحفية دنيا سمير بعد أن قضت ثلاث سنوات كاملة رهن الحبس الاحتياطي، على ذمة إحدى القضايا السياسية التي باتت تُعرف بين الحقوقيين بقضايا “الثلاجة”، حيث يُحتجز المتهمون لسنوات بلا محاكمة فعلية.

الإفراج عنها أثار موجة واسعة من التفاعل، خصوصًا أن قصتها ارتبطت باتهامها العلني لأحد كبار المسؤولين، اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء وصهر عبد الفتاح السيسي، بالتحرش بها، لتتحول بعدها من شاهدة وضحية إلى متهمة خلف القضبان. 

بداية القصة: من التحرش إلى الاعتقال
تعود جذور القضية إلى عام 2020، حينما نشرت دنيا سمير عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تحدثت فيها عن تعرضها للتحرش الجنسي من قبل المحافظ خالد فودة، ووجهت له اتهامات مباشرة، مؤكدة أنها لن تصمت رغم نفوذ الرجل وصلاته العائلية بالسيسي.
https://x.com/i/status/1640232181829074945
https://x.com/i/status/1742496817114169775

هذه الفيديوهات، التي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع، وضعت دنيا في مواجهة مباشرة مع السلطة، حيث شنت الأجهزة الأمنية حملة ضدها.
لم يمض وقت طويل حتى اعتُقلت هي نفسها، ووجهت إليها اتهامات فضفاضة من قبيل “نشر أخبار كاذبة” و”الانضمام لجماعة إرهابية”، وهي الاتهامات التي باتت سيفًا مسلطًا على كل من يرفع صوته بالنقد أو الفضح. 

اعتقال الأبناء وإسكات الصوت
اللافت أن الانتقام لم يتوقف عند دنيا وحدها، بل طال أيضًا أسرتها.
فقد نشرت لاحقًا مقاطع أخرى توثق اعتقال اثنين من أبنائها، في محاولة للضغط عليها وإجبارها على التراجع عن أقوالها.
هذه المشاهد زادت من تعاطف الرأي العام معها، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن ثمن التجرؤ على كشف الفساد أو التحرش على مستوى كبار المسؤولين قد يكون باهظًا. 

ثلاث سنوات من الحبس الاحتياطي
منذ اعتقالها، تنقلت دنيا بين أكثر من سجن، وظلت لثلاث سنوات قيد الحبس الاحتياطي دون محاكمة عادلة، في خرق صريح للقانون المصري نفسه الذي يحدد مدة الحبس الاحتياطي بعامين كحد أقصى.
ورغم النداءات الحقوقية المتكررة، تجاهلت السلطات هذه المطالب، لتظل الصحفية خلف القضبان إلى أن جاء قرار الإفراج عنها أخيرًا في سبتمبر 2025. 

ردود الفعل الحقوقية
منظمات حقوق الإنسان، محلية ودولية، أدانت بشدة اعتقال دنيا. فقد اعتبر حقوقيون بارزون مثل جمال عيد ومحمود رفعت أن اعتقالها “رسالة تخويف” لكل صحفي يفكر في الاقتراب من دائرة السلطة أو كشف أي فساد أو انتهاكات جنسية تطال كبار المسؤولين.
وأكدوا أن إطلاق سراحها بعد كل هذه السنوات لا يُلغي الانتهاك الذي تعرضت له، بل يضيف إلى سجل النظام المزيد من الأدلة على طبيعته القمعية. 

غضب السوشيال ميديا
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تحولت قصة دنيا سمير إلى قضية رأي عام، حيث تداول النشطاء هاشتاغات حملت اسمها، مذكرين الناس بأنها “سُجنت لأنها قالت لا للتحرش”، بينما كتب آخرون أن الإفراج عنها لا يُعتبر منّة أو مكسبًا، بل حق أصيل انتُزع منها ظلمًا. بعض المغردين شبّهوا حالتها بحالات أخرى لصحفيين وصحفيات مثل صفاء الكوربيجي وسولافة مجدي، ممن واجهن المصير ذاته بسبب آرائهن.

الكاتب الصحفي جمال سلطان كان قد كتب ” بمناسبة الإفراج عن ثلاث صحفيات مصريات قبل يومين، كن تحت قيد الحبس الاحتياطي بدون جريمة ولا تهمة حقيقية، يذكر أن الصحفية دنيا سمير فتحي، كانت قد اشتكت في فيديو من تحرش محافظ جنوب سيناء اللواء أركان حرب خالد فودة بها جنسيا، فودة المعروف بصداقته للإسرائيليين أوعز للنيابة للتنكيل بها، فأمرت بالقبض عليها وحبسها في مايو 2022 ، ووجه لها النائب العام “الشامخ” تهمة الانضمام لجماعة إرهابية!!!، “دنيا” أم لأربعة أطفال منعت من رؤيتهم، وما زالت في سجن القناطر حتى اليوم، بلا جريمة ولا تهمة، فقط لإرضاء السيد اللواء أركان حرب !”

وقال نوح ” الصحفية “دنيا سمير” اشتكت من تحرش محافظ جنوب سيناء بها، اللواء أركان حرب خالد فودة، فتم اعتقالها فى 27 مايو 2022 ولُفق لها تهمة الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ويُذكر أن الصحفية دنيا لديها أربعة أبناء لم تراهم منذ اعتقالها. #الحرية_لدنيا_سمير”.

الصحفية غادة نجيب ايضا كانت قد كتبت ” امن الدولة اعتقل السيدة دنيا سمير من منزلها ف شرم الشيخ اول امبارح لمن لا يعرف مشكلة السيده دنيا هى ام لاربع اطفال وهى العائل الوحيد ليهم عملت فديو من كذا يوم بتستغيث من تحرش محافظ جنوب سينا اللوا خالد فوده نسيب السيسي نظام قذر مسابش دنيئيه الا ما عملها” 

دلالة سياسية
يرى مراقبون أن الإفراج عن دنيا بعد ثلاث سنوات ليس إلا محاولة من السلطة لتخفيف الضغوط الدولية التي تزايدت في الآونة الأخيرة بشأن ملف حقوق الإنسان في مصر، خصوصًا مع تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الأوروبية التي تنتقد بحدة أوضاع المعتقلين السياسيين.
كما أن القضية تكشف بجلاء التناقض بين الخطاب الرسمي عن “تمكين المرأة” وحماية حقوقها، والواقع الذي يُسجن فيه الضحايا بدلًا من محاسبة المتحرشين النافذين.

قصة الصحفية دنيا سمير تعكس مأساة مركبة: ضحية تحرش تحولت إلى متهمة، وأم دفعت ثمن شجاعتها بحرمانها من حريتها وأبنائها لسنوات.
الإفراج عنها اليوم يطرح أسئلة أعمق حول العدالة الغائبة، وحول ما إذا كانت مصر تستطيع أن تفتح صفحة جديدة تقوم على حماية النساء والصحفيين بدلًا من التنكيل بهم.

لكن الأكيد أن تجربتها ستظل علامة فارقة في سجل الانتهاكات، ودليلًا إضافيًا على أن الحبس الاحتياطي في مصر لم يعد وسيلة قانونية، بل صار أداة انتقامية لإسكات الأصوات الحرة.

 

* حجب السيسي نسب الفقر وادعاء وجود فائض بالموازنة “تدليس”

يتعمد نظام عبد الفتاح السيسي حجب نسب الفقر في البلاد وادعاء تحقيق فائض في الموازنة العامة للتغطية على ارتفاع الديون والفشل والتخبط في إدارة الاقتصاد.

فقد حجب النظام نسب الفقر الرسمية وتجاهل نشرها لمدة 3 سنوات ثم غيّر طريقة حسابه منتقلا من “المؤشر النقدي” أي بما ينفقه المواطن، إلى طريقة “متعدد الأبعاد“.

كما احتفت الحكومة في 17 أغسطس 2025، بتحقيق “أعلى فائض أولي” في الموازنة الحالية بلغت قيمته نحو 629 مليار جنيه (قرابة 13 مليار دولار)، وفق مجلس الوزراء.

وهو ما عدته منظمات مجتمع مدني “تدليسا”؛ لأن الصورة الحقيقية للفائض والموازنة ككل، تجاهلت الديون، والتي تستحوذ أقساطها وفوائدها على نحو ثلثي النفقات الحكومية الإجمالية.

منذ عام 2009 اعتاد “الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء” في مصر أن يصدر بانتظام تقريرا سنويا كل عامين، حول نسب ومعدلات الفقر، تحت عنوان “بحث الدخل والإنفاق“.

لكنه منذ تقرير 2020-2021، توقف عن إصدار هذه التقارير، مدة 3 سنوات، ثم عاد لإصدار تقرير يونيو 2025، في 5 أغسطس 2025، بدون تحديد نسبة الفقر أيضا.

وبعدما رفض الجهاز نشر نتائج بحث 2021-2022، أخفى أيضا نتائج بحث جديد أجراه في 2023-2024، ولم يُنشر حتى الآن، وسط توقعات أن يكون السبب هو ارتفاع نسبة الفقر في البحث الأخير.

وجاء ذلك بعد الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرّت بها مصر منذ 2022، والتي تسبَّبت في ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم.

عقب انتقادات من صحفيين وباحثين، أصدر جهاز الإحصاء تقرير 2025، لكنه لم يحدد نسب الفقر وتحايل بعوامل مختلف، غير الإنفاق النقدي للأسرة، كي يقلص النسبة الإجمالية.

وحين عادت الانتقادات أعلن جهاز الإحصاء أنه سيصدر تقريرا مفصلا في أكتوبر 2025، دون أن يُجيب عن الأسئلة التي طرحها الباحثون وهي:

كم عدّد الفقراء في مصر؟ ما هو خط الفقر الذي يتم القياس عليه؟ وكيف تغير مستوى معيشة المصريين في السنوات الأخيرة؟

فقد اكتفى الجهاز بنشر مختارات من هذه النتائج خلال نشرته في يونيو 2025 تحت عنوان “مصر في أرقام”، ولم تتضمن النسبة المعتادة، مكتفيًا بمؤشر آخر يُعرف بـ “الفقر متعدد الأبعاد“.

وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا المؤشر في البحث، ما يجعل قياس معدل الزيادة في نسبة الفقر غير صحيح.

ويأتي ذلك رغم تأكيد الجهاز أن البحث جرى بمنهجية جديدة تتضمن مؤشرات الصحة والسكان والتعليم والأمن الغذائي وغيرها.

وأصرّت الحكومة المصرية على إجراء تعديلات جديدة على أرقام الدخل الفردي، من خلال إدراج دعم برنامجي تكافل وكرامة، ومساعدة الأمهات العازبات، ضمن الدخل السنوي للأسرة.

وهو ما جرى عبر تغيير طريقة حساب جهاز الإحصاء للفقر بموجب “الإنفاق النقدي”، إلى “متعدد الأبعاد“.

وهذا على الرغم من أن مؤشرات الفقر ومستويات المعيشة للأسر المصرية أدوات أساسية لتحديد خط الفقر، والكشف عن عدد ونسبة الفقراء.

وبعدما كان جهاز الإحصاء طوال الخمسين عاما الماضية يعتمد على “الفقر النقدي” كأداة رئيسة لقياس نسبته، غاب هذا المؤشر عن تقريره الأخير الصادر في 5 أغسطس 2025.

ويقيس المؤشر الجديد الفقر عبر 7 أبعاد تشمل 19 بندًا، ما يجعل الأرقام المتوقعة غامضة ولا تعبّر عن الحقيقة.

ووفق مصادر حكومية، أصدر مجلس الوزراء تعليمات لجهاز الإحصاء، باعتماد آلية جديدة لاحتساب دخل الأسرة، تتضمن احتساب كل ما تتلقّاه الأسر من دعم حكومي، مثل برنامج “تكافل وكرامة”، إلى جانب الأجور الأساسية للأفراد.

وانعكس ذلك في مؤشر الفقر متعدد الأبعاد، الذي ضمَّ بند “الإنفاق الفعلي”، شاملا إجمالي التحويلات العينية، وتحويلات فرق الخبز وبطاقة التموين.

ووفق خبراء، لا يمكن الاعتماد على مؤشر الفقر “متعدد الأبعاد”، لقياس نسبته في مصر؛ لأنه مُضلل، ويركز على محاور غير حجم دخل وإنفاق الأسرة، مثل سوء تغذية الأطفال، وعدم امتلاك تأمين صحي، ومستوى الحرمان من بعض الحقوق.

 بينما يقيس “مؤشر الفقر النقدي” مدى قدرة دخل الفرد أو الأسرة الشهرية على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وفي بحث الدخل والإنفاق لجهاز الإحصاء لعام 2019- 2020، بلغت نسبة الفقر 29.7 بالمئة، بينما سجَّل مؤشر “متعدد الأبعاد” منه لعام 2021- 2022 نسبة 21.2 بالمئة فقط.

ويرى محللون اقتصاديون أن “تغييب” إحصاءات الفقر، سببه ارتفاعها الحاد وعدم رغبة السلطات السياسية والأمنية في إعلانها لإظهار أن “الإصلاح” الذي تَعِدُ به يحقق نتائج.

وفي 10 أكتوبر 2024 كشف موقع “صحيح مصر” عن تدخل “جهات أمنية” لمنع نشر أحدث تقرير لمسح الدخل والإنفاق لعام 2021-2022، والذي شمل عدد الفقراء ونسبة الفقر، وهذا سبب تأخر صدوره.

وأشار الموقع إلى أن “جهات أمنية نافذة” منعت نشر التقرير، رغم اكتمال جمع بياناته؛ نظرًا لما تضمنه من أرقام صادمة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الفقر.

أيضا نقل موقع “مدى مصر” في 9 أغسطس 2025، عن مصدر حكومي، أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لم ينشر تفاصيل نتائج البحث “بسبب ضغوط حكومية وارتفاع نسبة الفقر به”.

*سيناء مقابل الغاز… كيف أخضع السيسي مصر لنتنياهو؟

كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بعدم المضي قدمًا في اتفاقية الغاز الضخمة بين حقل “ليفياثان” ومصر، مشترطًا خفض قوات الجيش المصري في سيناء كشرط أساسي لاستمرار التعاون.

هذا التطور الخطير يضع ملف الطاقة في قلب الصراع السياسي والأمني بين القاهرة وتل أبيب، ويكشف كيف تحوّل الغاز إلى ورقة ابتزاز تستخدمها إسرائيل لإخضاع مصر لشروطها.

نتنياهو يبتز القاهرة بورقة الغاز
قرار نتنياهو يعكس إدراك إسرائيل لمكانتها الجديدة كطرف ممسك بمفاتيح الطاقة التي تحتاجها مصر بشدة.
فالقاهرة، التي تعاني من أزمة ديون خانقة واحتياجات متزايدة للطاقة، تجد نفسها اليوم أمام معادلة صعبة: إما الرضوخ لشروط إسرائيل الأمنية في سيناء، أو مواجهة شلل اقتصادي محتمل إذا توقفت إمدادات الغاز.

مصر رهينة بعد صفقة الغاز
المفارقة المؤلمة أن مصر، التي كانت في الماضي مصدّرًا أساسيًا للغاز، أصبحت رهينة للغاز الإسرائيلي. الحكومات المتعاقبة فرّطت في ثروات الغاز الطبيعي المكتشفة في شرق المتوسط، وصدّرت الغاز لإسرائيل بأسعار زهيدة أقل من السعر العالمي.
ومع مرور الوقت، ووسط سوء إدارة وفساد ممنهج، وجدت مصر نفسها مضطرة للاستيراد من إسرائيل بأسعار مرتفعة.

اليوم، أي قرار من تل أبيب بوقف الإمدادات كفيل بإغراق مصر في أزمة كهرباء وطاقة، وهو ما يضع السيادة المصرية تحت رحمة قرار سياسي من نتنياهو.

نتنياهو يستدير نحو مصر.. الغاز ورقة ابتزاز جديدة

في تغريدة مطولة، أشار المحلل السياسي ياسر الزعاترة إلى أن قرار نتنياهو بتأجيل تنفيذ اتفاق الغاز مع مصر لم يكن مجرد خلاف اقتصادي، بل جزء من استراتيجية أوسع للضغط على القاهرة وابتزازها. فقد ربطت الصحف العبرية القرار بما وصفته “خرق شروط كامب ديفيد”، بينما الحقيقة الأعمق أن إسرائيل تدرك حاجة مصر الماسة للغاز، وأنها على استعداد لدفع أسعار أعلى بكثير مما يدفعه المستهلك الإسرائيلي.

الزعاترة شدّد على أن هذا الابتزاز يكشف حجم الارتهان الخطير الذي تورطت فيه مصر، إذ أصبح أمنها الطاقوي مرتبطًا مباشرة بقرار سياسي إسرائيلي، يمكن استخدامه في أي لحظة كأداة ضغط لتحقيق أهداف أبعد من مجرد عقود اقتصادية.
عدم ثقة بمصر.. وقلق صهيوني دائم

كما أوضح الزعاترة أن الخلاف لا يقتصر على ملف الغاز، بل يمتد إلى ملفات استراتيجية أوسع.
فالمؤسسة المصرية، على الرغم من علاقتها المعقدة مع إسرائيل، ما زالت ترى في الكيان الصهيوني تهديدًا وجوديًا لمصالحها القومية، خصوصًا مع ضغوط تهجير الغزيين إلى سيناء وخطط نتنياهو التوسعية التي تستهدف الضفة وسوريا ولبنان.

الإعلام الإسرائيلي، بحسب الزعاترة، لا يتوقف عن التعبير عن قلقه من تطور القدرات العسكرية المصرية، ما يعكس حقيقة أن إسرائيل لا تثق بأي طرف عربي مهما كانت طبيعة العلاقة معه.
ويختم بالتأكيد أن الارتهان إلى “عدو تاريخي” في قضايا حيوية مثل الغاز أو المياه أو النفط، هو خطيئة كبرى تُهدد الأمن القومي المصري على المدى البعيد.

آراء السوشيال
الإعلامي هيثم أبو خليل:

من يهن يسهل الهوان عليه… بعد تمديد اتفاقية الخيانة والعار لاستيراد الغاز مع العدو حتى 2040 بقيمة 35 مليار دولار، العدو المجرم يمارس عملية إذلال لمصر! حذرنا كثيرًا… الغاز أمن قومي، لا تجعله تحت رحمة عدو غدّار!”
https://x.com/haythamabokhal1/status/1963154038872059908

عصام:

قلت الكلام ده قبل كده عن صفقة الغاز أم ٣٥ مليار دولار، بعنا بيهم رأس الحكمة ودفعناهم في الصفقة (هذه أموالكم رُدّت إليكم).”
https://x.com/Q1Ud8iCqzNOuDkr/status/1963178624074354748

 د. محمد الصغير:

صفقة الغاز مع الاحتلال كانت بـ 35 مليار دولار، ومع ذلك #نتن_ياهو يمارس الإذلال العلني بإعادة النظر في الاتفاقية! وأبلغ رد – لو كان في القوم رشد – هو فتح #معبر_رفح وتقديم الإغاثة الواجبة لأهل #غزة الذين يموتون جوعًا من شدة الحصار الخانق. بالمناسبة، في مثل مصري شهير يلخص قصة الغاز مع #نتنياهو، هل تعرفونه؟
https://x.com/drassagheer/status/1963161097164173811

الناشطة نسرين نعيم:

العالم المحترم بيقطع علاقاته التجارية والاقتصادية مع الكيان، في الوقت اللي معرصينا أصرّوا يمرمغوا كرامتنا في التراب والعار ويتمّموا اتفاق الغاز مع الكيان، يقوم الكيان هو اللي يقطع العلاقة معانا ويجمّد الاتفاق! يعني حتى الخيانة فشلتم فيها!!!!”
https://x.com/nesrinnaem144/status/1963005965336510935

كيف فرطت مصر في غازها؟
العودة إلى الخلفية التاريخية تكشف حجم الخسارة. منذ العقد الأول من الألفية، وقّعت مصر عقود تصدير الغاز لإسرائيل والأردن بأقل بكثير من الأسعار العالمية، في فضيحة مدوّية. وبعد ثورة يناير، طُرح الملف، لكن دون محاسبة حقيقية. ومع وصول السيسي إلى السلطة، ورغم اكتشاف حقل “ظُهرالعملاق، لم تُستثمر الثروات الوطنية بالشكل الأمثل، بل جرى توقيع اتفاق لاستيراد الغاز الإسرائيلي بحجة “تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة”. لكن الواقع أثبت أن هذه الصيغة مجرد غطاء سياسي لصفقة إذعان اقتصادي

الخلاصة: غاز مقابل سيادة
اليوم، مصر لا تشتري غازًا فحسب، بل تدفع ثمنًا سياسيًا باهظًا يتمثل في التنازل عن قرارها السيادي. إسرائيل أثبتت أنها قادرة على التحكم بمصير اقتصاد مصر من خلال صمّام الغاز، والصفقة تحولت إلى “قيد استراتيجي” يربط حاضر مصر ومستقبلها بقرار من نتنياهو.

الخبراء يجمعون على أن ما يحدث ليس شراكة طاقة، بل إذعان كامل، يجعل مصر رهينة في قبضة العدو الذي يعرف جيدًا كيف يستخدم ثروات المنطقة لابتزاز جيرانه وإخضاعهم.

*شيخ الأزهر يتعاطف مع غزة أمام السيسي: من يُجَوِّع لا يملك حق البكاء

في ذكرى المولد النبوي، صدح شيخ الأزهر بكلمات مؤثرة عن تجويع أطفال غزة، ووصف كيف التهم الجوع أجسادهم النحيلة وحوّلهم إلى ضحايا أبرياء لحصارٍ ظالم. غير أن وقع هذه الكلمات بدا صادمًا ومتناقضًا، إذ ألقاها أمام عبد الفتاح السيسي، الحاكم الذي يُعَدّ أحد أبرز المحاصرين لغزة وشريكًا مباشرًا في سياسة تجويعها عبر إغلاق المعابر وعرقلة دخول الغذاء والدواء.

فكيف يستقيم أن تُقال كلمات عن الرحمة والعدل والإنسانية في حضرة من حرم الملايين من أبسط مقومات الحياة؟ وكيف يُستساغ أن تُذرف دموع على أطفال غزة في الوقت الذي يساهم فيه النظام المصري في خنق أنفاسهم؟ صرخة ضد الجوع المنظّم 

أرقام تشير إلى مجاعة فعلية
تقارير منظمات أممية ووكالات صحية مستقلة أكدت أن قطاع غزة أصبح يعيش فعلاً تحت وطأة مجاعة؛ مؤشرات سوء التغذية ارتفعت إلى مستويات تهدد حياة الأطفال، ووفاة عشرات بسبب مضاعفات نقص الغذاء باتت شبه روتينية.
تم توثيق حالات اضطرابات صحية خطيرة ناتجة عن “هزال عميق”، وارتفاع ملحوظ في وفيات الأطفال دون الخامسة.

المؤسسات الصحية أكّدت أن غزة تجاوزت مرحلة نقص الغذاء، ودخلت بالفعل مرحلة انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يمثل أول تصنيف رسمي من نوعه في المنطقة. 

الأرقام تتحدث
أكثر من نصف مليون شخص في غزة يعيشون حاليًا في ظروف «مجاعة فعلية» تكشفها التصنيفات الأممية، وتمّ إعلانها رسميًا من قبل منظمة الأغذية والزراعة
UNICEF وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.

وبنهاية سبتمبر، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 640,000 شخص يعيشون في مستوى كارثي من انعدام الأمن الغذائي.

إضافة إلى ذلك، يُعاني أكثر من 1.14 مليون شخص من الجوع الشديد، و396,000 آخرون في وضع أزمة غذائية مزمن.

في يوليو وحده، تم تسجيل وفاة 24 طفلًا دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية الحاد — أي أنهم شكّلوا 85% من وفيات سوء التغذية للأطفال في غزة ذلك العام.

في مايو، تم نقل 5,119 طفلًا يتراوح عمرهم بين 6 أشهر وخمس سنوات لتلقي العلاج من سوء التغذية، بينهم 636 حالة خطيرة. وبمعدل يومي، دخل 112 طفلًا لتلقي الإنقاذ الغذائي.

تُظهر البيانات أن 39% من السكان يقضون أيامًا دون طعام مطلقًا.

منذ بداية النزاع، تشير إحصائيات إلى أن نتيجة المجاعة وتردّي الخدمات الطبية تسببّت بموت آلاف، حيث يُقدّر أن 62,000 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم جوعًا أو بسبب عدم توفر الرعاية الغذائية. ومن بين هؤلاء العدد الأكبر من الأطفال.

كما وثّقت تقارير أن 310 أشخاص، بينًهم 119 طفلًا، توفّوا نتيجة الجوع خصيصًا منذ بداية الحصار. 

مشاهد ميدانية لم يتحدث عنها أحد
وسائل الإعلام المحلية والدولية نقلت مشاهد وجع مروعة: أطفال هزيلون، وعائلات ترى أبنائها يحتضرون في أجنحة المستشفيات، وأخرى تسعى بصعوبة شديدة لقطرة ماء أو لقمة الطعام.
مشاهدٌ انتشرت عبر الفيديوهات تُظهر قوافل الموتى الذين يُجلبون إلى الأجنحة في حالات متقدمة من الجوع والمرض. 

خطاب القمع الدبلوماسي
حديث شيخ الأزهر وجد صدًى في بيئة ماضية السياسة العالمية بالغضب، خصوصًا أن مجاعة غزة تأتي أثناء ترتيبات دبلوماسية ضخمة تشمل ملفات حقوق إنسان، لكنّ الواقع كشف أن الضغط الدولي أخفق في وقف استخدام الجوع كسلاح.
على الرغم من الدعوات الأممية، ما زال الحصار يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود بحرية، بينما الإمداد الغذائي يتم عبر قنوات محدودة يصعب الاعتماد عليها لإنقاذ حياة مواطنين غارقين في الاحتياجات الأساسية. 

الإدانة دون حلول رسمية
استنكر الطيب هذا الوضع بشكل نادر عبر الخطب الدينية الرسمية، لكن تناقض ذلك مع صمت كثير من الخطابات الرسمية التي يكررها النظام في القاهرة.
فبينما يُعلن الرئيس وغيره عن دعم الشعب الفلسطيني، تبقى كلماتهم بلا تأثير مقابل سياسة صارمة تواصل إبقاء غزة في هذه المعاناة الإنسانية.

إن ما قاله شيخ الأزهر عن مأساة غزة يحمل في جوهره صدقًا إنسانيًا لا شك فيه، لكن مأساة الشعب الفلسطيني لا تتحمل هذا النفاق السياسي الذي يجعل الجلاد جالسًا في الصفوف الأولى متظاهرًا بالتعاطف.

أطفال غزة لا يحتاجون خطبًا ولا مراثي، بل يحتاجون وقف الحصار وفتح المعابر وإنقاذ ما تبقى من حياتهم.
والدرس الأهم في ذكرى مولد النبي أن الحق لا يُجزّأ، وأن من يتواطأ في تجويع الناس لا يملك أن يتحدث عن آلامهم، مهما ارتدى من ثوب الدين أو السلطة.

* مصر والسودان: سد النهضة الإثيوبي يمثل تهديدا مباشرا لمصالحنا المائية

أكدت مصر والسودان ، أن سد النهضة الإثيوبي، الذي شيدته أديس أبابا منذ عام 2011 واستغرق أكثر من عقد لإنجازه، يمثل “تهديدامباشرا لمصالحهما المائية واستقرار حوض النيل الشرقي.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب الاجتماع الثاني لآلية 2+2 بمقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، حيث شارك فيه وزراء الخارجية والري من البلدين. وعُقد الاجتماع الأول للآلية في فبراير/ شباط الماضي.

خلفية الخلاف

ويأتي البيان غداة تصريحات لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي أكد رغبة بلاده في العمل مع القاهرة والخرطوم بملف سد النهضة، مشيرا إلى أن السد بعد اكتماله يضمن تدفق المياه على مدار العام ويمنع الفيضانات دون أن يُلحق أي ضرر بدول المصب.

لكن مصر والسودان شددتا على أن الخلاف يتمحور حول آلية الملء والتشغيل، حيث تطالبان باتفاق قانوني ثلاثي ملزم، بينما تعتبر إثيوبيا أن الأمر لا يستلزم توقيع اتفاق، مكتفية بتعهدات أحادية. وأدى ذلك إلى تجميد المفاوضات لثلاثة أعوام قبل أن تستأنف في 2023 ثم تتوقف مجددًا في 2024.

الموقف المصري السوداني

ووفق البيان المشترك، ترأس الوفد المصري كل من وزير الخارجية بدر عبد العاطي ووزير الري هاني سويلم، فيما ترأس الوفد السوداني وزير الدولة بوزارة الخارجية عُمر صديق ووزير الزراعة والري عصمت قرشي.

وأكد الجانبان أن الأمن المائي المصري والسوداني “جزء واحد لا يتجزأ، وأعادا رفضهما لأي تحركات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها الإضرار بمصالحهما. كما شددا على ضرورة تعزيز التشاور والتنسيق المشترك مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق.

تهديدات السد الإثيوبي

وأشار البيان إلى أن “المشاورات تطرقت إلى التطورات المتعلقة بالسد الإثيوبي”، معتبرًا أنه مخالف للقانون الدولي، وينتج عنه “آثار جسيمة” على دولتي المصب.

كما حذر الطرفان من المخاطر الجدية المرتبطة بالخطوات الأحادية الإثيوبية لملء وتشغيل السد، لا سيما ما يتعلق بـ أمان السد، والتصريفات المائية غير المنضبطة، ومواجهة حالات الجفاف.

رفض إقحام دول الحوض

وأضاف البيان أن “قضية السد الإثيوبي تظل مشكلة ثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا”، مؤكدا رفض أي مساعٍ لإقحام بقية دول حوض النيل في هذه الخلافات.

نهر النيل.. شريان 11 دولة

ويمتد نهر النيل لمسافة 6 آلاف و650 كيلومترا، وتتشارك فيه 11 دولة هي: بوروندي، رواندا، الكونغو الديمقراطية، كينيا، أوغندا، تنزانيا، إثيوبيا، إريتريا، جنوب السودان، السودان، ومصر.

*السيسى على خطى نتنياهو حصار غزة يمتد إلى الفلسطينيين العالقين فى مصر

لم يعد حصار غزة مقتصراً على الاحتلال الصهيونى وحده، بل وجدت حكومة المنقلب عبد الفتاح السيسى لنفسها دوراً موازياً فى إطالة معاناة الفلسطينيين، سواء داخل القطاع أو خارجه. فبينما يغلق الاحتلال المعابر بالقوة، يغلق النظام المصرى أبوابه بقرار سياسى، مانعاً عشرات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم أو حتى الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية داخل مصر.

منذ أكتوبر 2023، وبعد اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة، عبر إلى مصر من أهل غزة عددا كبير ، بعضهم جاء للعلاج وآخرون هربوا من الموت، لكن غالبيتهم وجدوا أنفسهم عالقين لعامين كاملين، بلا إقامة قانونية ولا مصدر رزق ولا أفق للعودة.

حكومة السيسى، التى لم تتوقف عن الترويج لدورها “الوسيط الإنسانى”، لم تتردد فى التنصل من أبسط الواجبات تجاه هؤلاء، بل أمرت بعدم تقديم أى دعم لهم، وتركتهم فريسة للديون والبطالة والإيجارات الباهظة.

نور الشاعر، فلسطينى يعيل أسرة من خمسة أفراد، قال إنه يحتاج شهرياً ما يقارب 40 ألف جنيه مصرى لتغطية إيجار السكن وأبسط متطلبات الحياة، لكنه لا يجد عملاً لأنه بلا إقامة رسمية، تماماً مثل آلاف الفلسطينيين الآخرين. أما مها الكفارنة، فوجدت نفسها عاجزة عن تسجيل أطفالها فى المدارس المصرية، فحُرموا من التعليم لعامين متتالين، ولا تملك بديلاً سوى انتظار مبادرات خيرية محدودة.

المفارقة أن النظام الذى يزعم أن “أمن مصر” يبدأ من حصار غزة، لا يتردد فى اعتقال المصريين الذين يحاولون جمع تبرعات أو دعم القطاع. فإذا كان هذا مصير من يدعم غزة، فكيف سيكون مصير من يحاول دعم العالقين داخل مصر نفسها؟!

الأزمة لا تتوقف عند الأوضاع المعيشية، بل تمتد إلى تقييد حرية الحركة، حيث يفرض النظام على الفلسطينيين “تنسيقات المطار” مقابل مبالغ طائلة إذا أرادوا الخروج أو العودة عبر القاهرة. وفى ظل إغلاق معبر رفح تماماً منذ مايو 2024، باتت حياتهم معلقة بلا أفق، فى مشهد يكشف أن القاهرة الرسمية صارت أكثر تشدداً من تل أبيب نفسها.

حتى سفارة السلطة الفلسطينية فى القاهرة لا تقدم إلا وعوداً فارغة، بحجة “ضيق الإمكانيات”، بينما يكتفى مسؤولوها بإنجاز بعض المعاملات الورقية، تاركين مواطنيهم غارقين فى الديون والتشرد.

يعلق صلاح عبد العاطى، رئيس “الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى”، مؤكداً أن أبرز احتياجات الفلسطينيين العالقين فى مصر تتمثل فى إيجارات السكن ورسوم التعليم والعلاج، محذراً من كارثة إنسانية حقيقية إذا استمر تجاهل أوضاعهم.

لقد بات واضحاً أن السيسى ونظامه اختارا أن يكونا شركاء نتنياهو فى حصار غزة، بل وامتد الحصار ليشمل الفلسطينيين على الأراضى المصرية نفسها، فى سابقة تكشف الوجه الحقيقى للنظام: أكثر صهيونية من الصهاينة.

*نتنياهو يوقف تنفيذ اتفاق الغاز مع مصر

ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن رئيس الاحتلال بنيامين نتنياهو وجه بعدم تنفيذ اتفاقية جديدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر إلا بموافقته.
وقالت الصحيفة، إن هذه الخطوة جاءت على خلفية تقارير عن انتهاك القاهرة الملحق الأمني لمعاهدة السلام التي وقعتها مع تل أبيب في واشنطن في 26 آذار/ مارس 1979.
وأضافت الصحيفة، أن “نتنياهو وجه بعدم المضي قدما في (تنفيذ) صفقة الغاز الضخمة بين الشركاء في حقل ليفياثان ومصر دون موافقته”.
وفي ضوء هذا القرار، سيبحث نتنياهو مع وزير الطاقة إيلي كوهين إمكانية وكيفية المضي قدما في الاتفاقية.
وفي السابع من آب/ أغسطس الماضي، وقّعت شركتا “ريشيو” “ونيو ميد إنرجي”، المملوكتان لمجموعة “ديليك” التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إسحاق تشوفالا، صفقة لتصدير غاز طبيعي من حقل ليفياثان إلى مصر.
وبموجب الصفقة، وهي الأضخم بالنسبة لدولة الاحتلال، ستبيع الشركتان 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040 مقابل 35 مليار دولار.
وبحسب “إسرائيل اليوم”، فإن شركة الطاقة المصرية “بلو أوشن إنرجي” هي الجهة المشترية.
وتنضمّ هذه الصفقة إلى سلسلة توريد الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر خلال السنوات الخمس الماضية.
وبحسب القانون، فإن وزير الطاقة الإسرائيلي مخوّل بالتصديق على الصفقة نيابة عن تل أبيب، ومن دون توقيعه لن تدخل حيز التنفيذ.
وأشار الصحيفة إلى أن “الآن أُعيد النظر في الصفقة من جانب أعلى المستويات في الدولة حتى أصدر نتنياهو تعليماته بطرحها عليه”.
وأردفت أن “هناك تقارير أفادت بأن مصر انتهكت الملحق الأمني لاتفاقية السلام مع إسرائيل في السنوات الأخيرة”، مبينة أن “قوة المراقبة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، توقفت عن مراقبة الانتشار العسكري المصري في سيناء”.
وتحدثت تقرير الصحيفة، عن مناشدة سفير الاحتلال لدى واشنطن يحيئيل لايتر إدارة ترامب مع بداية ولايته استئناف المراقبة.
وأردفت، ان “هذه المناشدة جاءت عقب سلسلة طويلة من تقارير أفادت بأن مصر بنت أنفاقا في سيناء قادرة على تخزين أسلحة، ووسعت مدارج المطارات كما أدخلت مصر قوات مشاة ومدرعات تتجاوز المسموح به في الملحق، ودون الحصول على موافقة إسرائيلية كما هو منصوص عليه”.
وتابعت أن “مصر لم تستجب للضغوط الأمريكية، ولا تزال بعض الانتهاكات مستمرة”.
وأكدت أن “إسرائيل يبدو أنها تستخدم لأول مرة ورقة اقتصادية فعّالة في مجال الطاقة، عبر ربط امتثال مصر لالتزاماتها باستعداد إسرائيل لتزويدها بالغاز الذي تحتاجه بشدة”.
وأردفت، “لسنوات عديدة عانت مصر من نقص في مصادر الطاقة، لدرجة انقطاع التيار الكهربائي أحيانا في بعض مناطق البلاد لساعات عدة. وتهدف زيادة الإمدادات من إسرائيل إلى تخفيف هذا النقص”.

*رئيس وزراء إثيوبيا يتحدى مصر والسودان: سد النهضة لن يكون الأخير

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن مشاريع ضخمة مثل سد النهضة الإثيوبي ستُطلق خلال 5 إلى 15 عاما، معتبرا أنالاستفادة من النيل ليست خطأ ولا جريمة”، وفق قوله.

وأضاف آبي أحمد، في مقابلة تلفزيونية، أن اكتمال بناء سد النهضة وبدء تشغيله أنهى مرحلة مهمة في التاريخ الجيوسياسي لإثيوبيا، وحسّن من مكانة البلاد الجيوسياسية بشكل كبير.

وذكر أن التحدي الأكبر الذي واجهته إثيوبيا عبر العصور كان مرتبطا بنهر النيل، مضيفا أن “إثيوبيا عوملت كثيرا في قضية سد النهضة وكأنها أخذت شيئا لا يخصها، في حين أنها بدأت باستخدام موارد النهر بشكل محدود فقط“.

وتحدث عن الوجود الإثيوبي في البحر الأحمر، والذي تتطلع أديس أبابا إلى استعادته، قائلا إن “البحر الأحمر كان بحوزتنا قبل 30 عاما، والأخطاء الماضية سيتم تصحيحها”، لكنه أشار إلى أن قضية نهر النيل أكبر بكثير من المشاكل الأخرى.

وزعم رئيس الوزراء الإثيوبي، أن من يخشون من تأثير بناء سد النهضة سيكتشفون أنه لن يضرهم، مؤكدا أن مشاريع ضخمة مثل سد النهضة ستنفذ خلال السنوات القادمة.

وتابع: “رأينا أنه يمكننا البدء وإنهاء المشاريع الآن، وإذا تمكنا من تحقيق حلم سد النهضة وحل مشكلاته، فيمكننا حل المشكلات الصغيرة الأخرى، وهذا سيحسن وضعنا الاقتصادي“.

وأشار إلى أن الرد على الحديث عن إيقاف السد لجريان المياه هو أن “السد ليس مصمما لذلك”، وأنه يخزن حاليا 74 مليار متر مكعب من المياه، ورغم ذلك يستمر النيل في التدفق إلى دول الجوار، وفق قوله.

وجدد آبي أحمد، التأكيد على أن “ما تحقق في سد النهضة ليس إلا بداية، موضحا أن بلاده “بدأت بمشروع واحد، لكن يمكننا بناء المزيد من السدود في حوض النيل لتوليد كميات هائلة من الطاقة، ليس لصالح إثيوبيا وحدها، بل لصالح المنطقة بأسرها ولحماية البيئة”، على حد قوله.

وقال آبي أحمد، إن إثيوبيا ملتزمة التزاما كاملا بعدم الإضرار بدول المصب، وأن الهدف من السد هو توليد الكهرباء وإدارة المياه بما يخدم التنمية المشتركة.

وترى إثيوبيا أن سد النهضة يُقام داخل أراضيها، بينما تطالب مصر والسودان بالتعاون وتبادل المعلومات حول السد باعتباره يقام على نهر دولي مشترك.

وتؤكد مصر مرارا تمسكها بالحفاظ على حقوقها المائية في نهر النيل، ورفض الإجراءات الأحادية التي تنفذها إثيوبيا في الحوض الجنوبي للنهر، وتطالب بتوقيع اتفاقية ملزمة تحقق مصالح جميع الأطراف وتسمح لإثيوبيا بالاستفادة من المياه دون الإضرار بمصالح مصر.

وذكرت في بيان صادر عن وزارتي الخارجية والري الشهر الماضي، أن “مصر لطالما تمسكت بالتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة مع جميع الأشقاء من دول حوض النيل، وأننا علي يقين من أن الحفاظ علي الأمن المائي المصري لا يعني التأثير علي المصالح التنموية لدول حوض النيل الشقيقة“.

وأكدت أنه “يمكن تحقيق التوازن المطلوب عن طريق الالتزام بقواعد القانون الدولي لحوكمة نهر النيل، وضرورة التعاون لتحقيق المنفعة المشتركة علي أساس القانون الدولي“.

كما صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أيام، قائلا إنه “مُخطئ من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي”، مؤكدا أن مصر لن تتخلى عن حقها المائي لأن ذلك “يعني التخلي عن حياتنا“.

وأكد السيسي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوغندي عقب مباحثات في القاهرة، أن مصر ستظل تتابع هذا الملف وستخذ جميع التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على المقدرات الوجودية للشعب المصري، مشددا على رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، “الذي سعت القاهرة إلى أن يكون مصدرا للتعاون لا للصراع”، وفق قوله.

وتحدث السيسي عن حجم مياه الأمطار التي تتساقط على حوض النيل والتي تقدر بـ1600 مليار متر مكعب، ولا يصل منها إلى السودان ومصر سوى 85 مليار متر مكعب، بما يعادل 4% فقط، مستطردا: “حينما نطلب أن هذا الحجم من المياه يصل إلى مصر والسودان من أجل العيش بهم، لأن ليس لدينا مصدر آخر بخلافهم، هل يعني ذلك رفض التنمية في دول الحوض أو رفض الاستفادة من المياه المتاحة لديهم سواء كان في الزراعة أو في إنتاج الكهرباء؟ لا بالطبع“.

وواصل: “أقول للمصريين إن موقفنا منذ البداية أننا لسنا ضد التنمية، ولم نتحدث حتى عن الاقتسام العادل للمياه، حيث إن ذلك سيعني التحدث عن الـ1600 مليار متر مكعب من المياه، وإنما نتحدث عن المتبقي وهو لا يزيد عن 4% أو 5% وذلك أمر مهم جدا“.

والأربعاء، أكدت مصر والسودان في بيان مشترك، ارتباط الأمن المائي السوداني والمصري كجزء واحد لا يتجزأ، وأعادا تأكيد رفضهما التام لأية تحركات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية.

وذكرت الدولتان في بيان بعد اجتماعات آلية 2+2 التشاورية لوزراء الخارجية والري في البلدين، “ضرورة تأمين الأمن المائي لدولتي مصب نهر النيل، والعمل المشترك للحفاظ على حقوق واستخدامات البلدين المائية كاملة، وفقا للنظام القانوني الحاكم لنهر النيل في إطار مبدأ مجتمع المصالح المشتركة والمساواة في الحقوق، طبقا للقانون الدولي واتفاقية عام 1959 المُبرمة بين البلدين“.

*خارجية الرشاوى تسريب جديد يفضح “عبد العاطي”: إهداء الآثار مقابل تصويت اليونسكو

أحدث تسريب جديد لوزير خارجية السيسي بدر عبد العاطي فضيحة مدوية، بعد أن ظهر فيه وهو يتحدث عن “التابوت الكامل لتوت عنخ آمون” وهدايا أخرى مثيرة للجدل، عقب اقتراح قدّمه له عماد حنا، سفير مصر في هولندا، بتقديم هدايا لأعضاء اليونسكو لتعزيز حظوظ مرشح مصر.

وكشفت #حملة_300 (قطاع من داخل السلطة) عن التسريب المصوَّر لاجتماعات مطوّلة داخل وزارة الخارجية، حيث اقترح عبد العاطي تقديم هدايا مثل السجاد والقطع الفرعونية لدول أجنبية، لضمان التصويت لمرشح مصر لليونسكو “خالد العناني”، معترفًا بفشل محاولات سابقة لترشيح حنان مرسي لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.

ردود الفعل

علق المستشار د. مراد علي (@mouradaly) قائلًا:

ردود فعل مؤيدي الحكومة على التسريب غريبة؛ يناقشون إن كان التابوت أصليًا أم مقلدًا، بينما الكارثة هي تسريب اجتماع سري لوزير خارجية مصر مع سفرائه! الفضيحة الأكبر أن تصبح اجتماعاتك منتهكة، ثم القبول بالرشوة كأسلوب عمل، وأخيرًا المستوى المتدني من الحوار بين الدبلوماسيين.”

من جهته قال الناشط أنس حبيب (@AnasHabib98):

التسريب الثاني لاجتماع بدر عبد العاطي وحرامي السجاجيد أخطر ما شاهدته؛ إنه إسقاط لأي شرعية للنظام المجرم، وواجب الثورة عليه فورًا!”

وأشار إلى أن عماد حنا اقترح على عبد العاطي “رشوة اللجنة الثقافية لليونسكو” لدعم مرشح مصر، كما تفعل دول أخرى، فوافق عبد العاطي معترفًا بأنه سبق أن قدّم “التابوت الكامل لتوت عنخ آمون” لدولة أجنبية، ومستعد لتقديم ما هو أكبر لضمان دعم ملف مصر.

تساؤلات خطيرة

أثار التسريب شكوكا بشأن:

  1. سرقة الآثار: هل يقوم النظام بسرقة آثار وتاريخ مصر وتقديمها كهدايا؟ وهو ما يفسر ظهور قطع مصرية اختفت فجأة داخل متاحف أجنبية، مثل متحف اللوفر في أبوظبي عام 2019.
  2. مصير التابوت: هل التابوت المعروض في المتحف المصري الجديد أصلي فعلًا؟ عبد العاطي قال إن التابوت أُعطي للسنغال، وسط احتمال أن تكون مجرد “محطة عبور” قبل أن يُسلَّم لدولة أخرى.

ويُذكر أن مقبرة توت عنخ آمون احتوت على ثلاثة توابيت بقيت في مكانها منذ اكتشافها عام 1922، حتى نقلها رسميًا إلى المتحف المصري الجديد عام 2019، وهو ما يثير تساؤلات عن صحة تصريحات عبد العاطي وربطها بظهور آثار مماثلة بالخارج.

تسريبات متواصلة

يأتي هذا التسريب بعد تسريب سابق لعبد العاطي حول حصار السفارات المصرية في أوروبا، حين هدد:

اللي يلمس سور السفارة ولا يحط بوية على قفل، أسحبه واطلع عين أبوه بالمعاملة بالمثل.”

وظهر الوزير في الفيديو وهو يوبّخ السفير المصري في هولندا على ما اعتبره تقصيرًا في حماية السفارة بلاهاي، مؤكدا أن الأجهزة في مصر “مستاءة” مما جرى، وأن المساس بأي سفارة يجب أن يُقابل برد صارم.

أبعاد التسريب

علق د. عصام عبد الشافي (@essamashafy) على التسريب بالقول:

  1. إنه يكشف حجم الاختراق داخل مؤسسات السيادة.
  2. يوضح مدى الصفعة التي تلقاها النظام من حصار السفارات.
  3. يفضح لغة البلطجة التي يستخدمها وزير الخارجية.
  4. يثبت أن استمرار حصار السفارات ضرورة لكشف الانتهاكات، سواء ضد غزة أو ضد الشعب المصري.

وأكد أن النظام “هش” ولا يجد من يردعه، داعيًا إلى استمرار مبادرة #حصار_السفارات.

*إتاوات وقهر جديد للمزارعين.. جهاز مدينة أسيوط الجديدة يفرض 750 ألف جنيه لتقنين الفدان

في مشهد يعكس حجم العبث الذي يطال ملف استصلاح الأراضي في مصر، فوجئ مزارعو أسيوط الجديدة بقرار صادر عن جهاز المدينة بفرض مبلغ 750 ألف جنيه لتقنين الفدان الواحد من الأراضي المستصلحة والمزروعة منذ سنوات بجهد الأهالي وعرقهم.
القرار، الذي جاء بعد فضيحة إزالة مساحات مزروعة بالفعل، بدا للكثيرين وسيلة تعجيزية لإجبار المستصلحين على ترك الأرض تمهيدًا لنزعها وتسليمها إلى شركات ومضاربين مقربين من السلطة.
وفي الوقت الذي ترفع فيه الحكومة شعارات “تشجيع الزراعة” و”تحقيق الأمن الغذائي”، تكشف هذه الممارسات عن سياسة ممنهجة لطرد صغار المزارعين وإعادة توزيع الأرض بما يخدم مصالح فئة ضيقة من رجال الأعمال، وسط تجاهل صرخات المتضررين الذين يرون في القرار حكمًا بالإعدام على جهد سنوات طويلة من الكفاح. 

وسيلة قهر جديدة ضد المزارعين

يرى المزارعون أن المبلغ المطلوب لتقنين الفدان ضربٌ من المستحيل، حيث يفوق بأضعاف ما استثمروه في استصلاح الأرض وزراعتها.

أحد المستصلحين قال: “زرعنا الأرض وحولناها من صحراء إلى خُضرة، فجاءت الدولة لتساومنا على تعبنا، وكأننا لصوص سرقنا الأرض”، مضيفًا أن القرار ليس سوى وسيلة قهر لإجبارهم على ترك الأراضي التي ارتبطت حياتهم بها.

ويشير آخرون إلى أن هذا النهج يأتي امتدادًا لسياسة الإزالات التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، حيث تم هدم مساحات مزروعة دون أي اعتبار للخسائر الفادحة التي تكبدها أصحابها. 

خبراء: استهداف متعمد لصغار المستصلحين

الخبراء المعارضون يؤكدون أن ما يحدث ليس مجرد عشوائية إدارية، بل سياسة متعمدة تستهدف صغار المستصلحين لإفساح المجال أمام كبار المستثمرين.

الخبير الزراعي الدكتور حسين الشافعي وصف القرار بأنه “اغتيال للأمن الغذائي”، مشددًا على أن الدولة بدلًا من أن تدعم من يحول الصحراء إلى أرض منتجة، تفرض عليهم إتاوات غير قابلة للدفع.
ويرى آخرون أن هذه الممارسات ستؤدي إلى تقليص الرقعة الزراعية بدلًا من زيادتها، ما يفاقم أزمة الغذاء التي تعاني منها مصر أصلًا نتيجة الاعتماد المتزايد على الاستيراد. 

شكاوى الأهالي: التمهيد لنزع الأراضي

بينما تحاول الجهات الرسمية تبرير القرار على أنه “إجراء قانوني لتقنين الأوضاع”، يرى الأهالي أن الهدف الحقيقي هو نزع الأراضي بحجة العجز عن السداد.

أحد المزارعين تساءل: “كيف يطلبون منا 750 ألف جنيه للفدان ونحن لم نجنِ من الأرض سوى بالكاد قوت يومنا؟”، مشيرًا إلى أن أغلب المستصلحين من محدودي الدخل الذين وضعوا كل مدخراتهم في الأرض.
ويضيف آخر: “الدولة لا تريد أن ترى الفلاح الصغير مالكًا، بل تريد أن تنزع منه الأرض لتسلمها للمحسوبين على النظام.”

هذه الشكاوى تتناغم مع تجارب سابقة، حيث تم الاستيلاء على مساحات زراعية في مناطق مختلفة تحت ذرائع مشابهة. 

تناقض الشعارات مع الواقع

المفارقة الكبرى تكمن في أن الحكومة لا تكف عن التفاخر بمشروعات “مستقبل مصر الزراعي” و”التوسع الأفقي في الزراعة”، بينما على الأرض تُفرغ هذه الشعارات من مضمونها عبر ممارسات طاردة للمزارعين الحقيقيين.

يقول أحد الحقوقيين: “الدولة تريد صورة إعلامية لمشروعات عملاقة، لكنها في الواقع تدمر كل مبادرة شعبية حقيقية للزراعة.”

ويرى مراقبون أن قرار جهاز مدينة أسيوط الجديدة ليس مجرد خطأ إداري، بل انعكاس لرؤية اقتصادية منحازة لطبقة من رجال الأعمال على حساب الفلاحين، وهو ما يهدد بتحويل أزمة الغذاء في مصر إلى كارثة.

وفي النهاية ففرض 750 ألف جنيه لتقنين الفدان ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل استهداف المزارعين الصغار وتجريدهم من أراضيهم.

هذه السياسات، التي تجمع بين القهر والتعجيز، تكشف عن فجوة هائلة بين خطاب السلطة حول “التنمية الزراعية” وبين الواقع الذي يعيشه الفلاح المصري.

ومع استمرار هذه الممارسات، تتضاءل فرص تحقيق الأمن الغذائي ويزداد اعتماد مصر على الخارج، فيما يظل الفلاح الذي استصلح الأرض وزرعها هو الضحية الأولى لنظام لا يرى في جهده سوى فرصة للاستيلاء والإقصاء.

*عيدية السيسي للمصريين بالمولد النبوي… زيادة 25% بأسعار الكهرباء والطاقة خلال سبتمبر

تستعد حكومة عبدالفتاح السيسي، لإقرار زيادة جديدة في أسعار الكهرباء اعتبارًا من أكتوبر المقبل، وسط جدل واسع حول تأثيرها المباشر على المواطنين والقطاعات الإنتاجية.

ووفق مصدر مطلع بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فإن الخطة الجديدة التي باتت جاهزة تتضمن زيادات تتجاوز 25% على معظم شرائح الاستهلاك، في إطار خطة إعادة هيكلة الأسعار والتوجه نحو إنهاء الدعم تدريجيًا.

أوضح المصدر أن مقترح الزيادة سيُرفع إلى مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة لاعتماده رسميًا، على أن يتم الإعلان النهائي عن القرار بالتنسيق الكامل مع المجلس نظرًا لحساسية الملف.

وتعود خطط رفع أسعار الكهرباء إلى عدة سنوات مضت، إذ أعلنت الحكومة منذ 2014 عن توجهها التدريجي نحو إلغاء الدعم بحلول 2019، غير أن تداعيات جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية دفعت لتأجيل القرار. ومع اشتداد الضغوط المالية، يبدو أن الحكومة لم تعد في وضع يسمح بتأجيل جديد، خاصة مع عجز الموازنة وتزايد أعباء خدمة الدين.

يؤكد خبراء اقتصاديون أن ملف دعم الطاقة يُعد من أبرز نقاط المفاوضات بين مصر وصندوق النقد، إذ يشدد الأخير على ضرورة إنهاء الدعم تدريجيًا لتقليص عجز الموازنة.
وكانت الحكومة قد تعهدت أكثر من مرة للصندوق بإعادة هيكلة منظومة دعم الكهرباء، لكن جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية فرضتا تأجيلات متكررة. 

تأثيرات متوقعة على المواطنين
يرى خبراء أن أكبر تحدٍ أمام الحكومة يتمثل في الموازنة بين تخفيف الضغط على الموازنة العامة وحماية الشرائح الأكثر احتياجًا.
ويؤكد خبير الطاقة مدحت يوسف أن الزيادة الجديدة ستؤثر بشكل مباشر على فواتير الأسر، وهو ما قد يثير استياءً اجتماعيًا واسعًا. 

انعكاسات على القطاع الصناعي والتجاري
لن تقتصر التأثيرات على الاستخدام المنزلي فقط، إذ من المتوقع أن ترتفع تكاليف التشغيل في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الحديد والأسمنت والأسمدة.
ويرى محللون أن ذلك قد يؤدي إلى زيادات إضافية في أسعار السلع والخدمات، ما يعمّق أعباء التضخم التي يعاني منها المواطنون أصلًا.

أما بالنسبة للأنشطة التجارية، فإن أصحاب المحال والمطاعم والفنادق سيواجهون ارتفاعًا في فواتير الكهرباء، ما قد يدفع الكثير منهم إلى إعادة تسعير منتجاتهم وخدماتهم لتعويض التكلفة الإضافية. 

الشرائح الحالية قبل الزيادة
وفق آخر قرار صادر عن جهاز مرفق الكهرباء، فإن أسعار الشرائح للاستهلاك المنزلي تبدأ من 68 قرشًا للكيلووات (0-50 كيلووات)، وتصل إلى 2.3 جنيه للاستهلاك الذي يتجاوز 1000 كيلووات، أما النشاط التجاري، فيبدأ من 85 قرشًا، ويصل إلى 2.33 جنيه، بينما يبلغ سعر الكيلووات للصناعة نحو 2.33 جنيه.