زيارة سيناتور أمريكي لسيناء رسائل عسكرية وسياسية في توقيت حساس.. الاثنين 2 يونيو 2025م.. قوات أمنية كبيرة تداهم منازل مهجّري سيناء في الإسماعيلية وتعتقل عددًا منهم

زيارة سيناتور أمريكي لسيناء رسائل عسكرية وسياسية في توقيت حساس.. الاثنين 2 يونيو 2025م.. قوات أمنية كبيرة تداهم منازل مهجّري سيناء في الإسماعيلية وتعتقل عددًا منهم

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* قوات أمنية كبيرة تداهم منازل مهجّري سيناء في الإسماعيلية وتعتقل عددًا من المواطنين

داهمت قوات أمنية كبيرة تابعة لوزارة الداخلية، فجر أمس الأحد، عددًا من منازل المواطنين المهجّرين من شمال سيناء، المقيمين في منطقة أبو بلح وبعض مناطق محافظة الإسماعيلية.

 وبحسب مصادر، فقد جاءت الحملة الأمنية بدعوى البحث عن أسلحة يُشتبه في وجودها، إلا أن المداهمات لم تُسفر عن العثور على أي سلاح، وفقًا للمصادر ذاتها. وقد قامت القوات بتكسير أبواب عدد من المنازل واقتحامها، وتنفيذ عمليات تفتيش موسعة.

 وخلال المداهمات، تم تقييد بعض الرجال المتواجدين داخل المنازل، والتدقيق في هوياتهم وهويات زوجاتهم، قبل أن تغادر القوات المكان.

 ومن جانبها لم تُعلن “السلطات الأمنية” حتى كتابة هذه السطور عن عدد المعتقلين أو تفاصيل الاتهامات الموجهة إليهم، ما يثير مخاوف بشأن سلامة الإجراءات واحترام حرمة المساكن وحقوق السكان في تلك المناطق.

 

* طلاب جامعة القاهرة يناشدون السيسي لإنقاذ حياة علاء عبدالفتاح ووالدته المضربة عن الطعام

طالب عدد من طلاب جامعة القاهرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح المحتجز منذ سنوات في السجون المصرية مؤكدين ضرورة الإفراج الفوري عنه حمايةً لحقه في الحياة وحقوقه الإنسانية

أوضح الطلاب أن والدة علاء الأكاديمية ليلى سويف فقدت أكثر من أربعين بالمئة من وزنها بعد دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ظروف احتجازه وطالبوا بضرورة توفير الرعاية الصحية العاجلة لها وإنقاذها من حالة الخطر الشديد التي وصلت إليها

أشار الطلاب إلى أن علاء عبد الفتاح يعاني من ظروف احتجاز غير إنسانية دفعت العديد من المنظمات الحقوقية إلى التحذير من استمرار حبسه دون محاكمة عادلة كما لفتوا إلى تدهور حالته الصحية والنفسية بسبب عزله لفترات طويلة ومنع التواصل المنتظم مع عائلته ومحاميه

أكد الطلاب أنهم نظموا عددا من الوقفات الرمزية داخل الحرم الجامعي للتعبير عن تضامنهم مع علاء عبد الفتاح ووالدته مشيرين إلى أنهم قدموا خطابا رسميا إلى مكتب رئاسة الجمهورية يطالب بالإفراج عنه فورا وإنهاء معاناة والدته التي تخطى إضرابها عن الطعام عدة أسابيع

أعلنوا أن موقفهم لا يعبر فقط عن تضامن طلاب جامعة القاهرة بل يمثل ضمير جيل كامل يرفض القمع ويؤمن بحق الإنسان في حرية الرأي والتعبير داعين كافة الطلاب والهيئات الأكاديمية في مصر إلى مساندة القضية والضغط السلمي لإنهاء مأساة علاء عبد الفتاح

استدركوا بالقول إن التجاهل الرسمي لمطالب الإفراج يعمق الإحساس بالظلم لدى الشباب المصري ويهدد بتعميق الفجوة بين الدولة والأجيال الجديدة مؤكدين أن تدخل الرئيس السيسي هو الأمل الأخير لحل الأزمة بطريقة تحفظ كرامة الدولة وحقوق الإنسان

لفتوا إلى أن ليلى سويف وهي أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة لم تترك أي وسيلة سلمية إلا واتخذتها للمطالبة بالإفراج عن ابنها حيث قدمت شكاوى وعرائض ونفذت اعتصامات متكررة دون أن تلقى أي استجابة واضحة من الجهات الرسمية حتى الآن

نوهوا بأن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق من الحراك الطلابي في مختلف الجامعات إذا لم تتحرك السلطات بسرعة مشيرين إلى أن القضية لم تعد تخص فردا بل أصبحت قضية رأي عام داخليا وخارجيا

* المواطن المصري المشتبه به في هجوم كولورادو

كشفت مصادر أمنية أمريكية أن المشتبه به في الهجوم الذي استهدف مجموعة مؤيدة لإسرائيل في بولدر بولاية كولورادو كان مقيما بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة.

ووفقاً لشبكة “فوكس نيوز”، فإن محمد صبري سليمان (45 عاما) المصري الجنسية دخل الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية عام 2022 خلال إدارة الرئيس بايدن، لكنه بقي بعد انتهاء صلاحية التأشيرة.

وتفيد التقارير أن سليمان وصل إلى مطار لوس أنجلوس الدولي في أغسطس 2022، وكان مسموحاً له بالبقاء حتى فبراير 2023، لكنه قدم طلباً للهجرة في سبتمبر 2022 وحصل على تصريح عمل في مارس 2023 انتهت صلاحيته الشهر الماضي.

وقالت الشرطة إن سليمان هاجم مجموعة “اركض من أجل حياتهم” التي تنظم فعاليات للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، حيث كان يصرخ “حرية لفلسطين” أثناء الهجوم بالقرب من محكمة المقاطعة.

وأسفر الهجوم عن إصابة 6 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 67 و88 عاماً، بينهم حالة حرجة، حيث أفادت التقارير أن المهاجم استخدم مواد حارقة.

ويواجه سليمان اتهامات بتنفيذ “هجوم إرهابي مستهدف” حسب وصف السلطات الأمريكية، حيث تم احتجازه في سجن مقاطعة بولدر.

من جهته، انتقد ستيفن ميلر نائب رئيس موظفي البيت الأبيض سياسة الهجرة الحالية، واصفا إياها بـ”الانتحارية”، في إشارة إلى منح المهاجم تصريح عمل رغم وضعه غير القانوني.

ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحقيقات موسعة في الحادث، الذي صنفه كعمل “عنف بدوافع أيديولوجية”، بينما لم تُعلن بعد التهم الرسمية الموجهة للمشتبه به.

يذكر أن مجموعة “اركض من أجل حياتهم” تنظم فعاليات أسبوعية في مختلف أنحاء العالم للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وكان الضحايا ينتمون للفرع المحلي للمجموعة في كولورادو.

* شيخ الأزهر: ما يحدث في غزة إبادة جماعية في ظل تخاذل دولي

قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية وتطهير عرقي تُعد من الأسوأ في التاريخ الحديث.

وأوضح الطيب، خلال لقائه مع وزير خارجية غامبيا مامادو تانغارا، في مقر مشيخة الأزهر، أن الإبادة في غزة تحدث منذ نحو عامين في ظل تخاذل دولي وضعف أممي غير مسبوقين.

وأضاف شيخ الأزهر، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أبشع المجازر، مستهدفا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، فضلا عن تدمير المستشفيات، والمساجد، والكنائس، والمدارس.

وشدد شيخ الأزهر على أن “هذا الكيان أثبت أنه ضد الإنسانية”، في إشارة إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة

* تكدس مستمر لشاحنات الإغاثة في العريش.. وسط تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

رصدت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، أمس الأحد، 1 يونيو 2025، استمرار تكدس مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية في محيط مطار العريش الدولي بمحافظة شمال سيناء، وذلك في انتظار السماح بعبورها إلى قطاع غزة.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه المؤسسة طوابير طويلة من الشاحنات الممتلئة بالمواد الغذائية والطبية العالقة، دون مؤشرات واضحة على موعد السماح لها بالمرور.

 وتستمر هذه الأزمة الإنسانية في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، حيث يعاني مئات الآلاف من السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر ويعرضهم لخطر الموت البطيء.

 يُشار إلى أن معبر رفح البري مغلق بالكامل منذ 7 مايو 2024، عقب سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر ومحور فيلادلفيا، في سابقة تُعد الأولى من نوعها منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وقد تسبب هذا التوغل العسكري في شللٍ تام لحركة عبور المساعدات والمرضى من وإلى القطاع منذ ذلك الحين.

* ثلاث هزات أرضية تضرب مصر في ساعتين.. الغردقة ومطروح والقاهرة تحت المراقبة

وأعلنت الشبكة القومية لرصد الزلازل عن رصد هزة أرضية ضعيفة بقوة 2.31 درجة على مقياس ريختر شمال غرب محافظة الجيزة، وقعت الهزة في تمام الساعة 8:10 مساءً بتوقيت القاهرة، على عمق 3.17 كم، بالقرب من منطقة كوم البيرة، وعلى بُعد نحو 8 كم شمال غرب مدينة الجيزة.

وأوضحت الشبكة القومية أنه تم رصد الهزة باستخدام 13 محطة زلزالية وتم تحديد موقعها بدقة من خلال تحليل يدوي للموجات الزلزالية، وأشار البيان إلى أن الهزة لم تسفر عن أي خسائر كما لم يشعر بها غالبية السكان نظرًا لضعف قوتها، وتُصنّف من الزلازل غير المؤثرة.

وفي وقت سابق من مساء (الأحد) سجلت الشبكة القومية المصرية للزلازل مساء اليوم (الأحد) هزة أرضية بالبحر الأحمر بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر على بعد 44 كيلو مترا شمال مدينة الغردقة وبعمق 10.16 كيلو متر.

وأكد معهد البحوث الفلكية في مصر أنه لم يرد للمعهد ما يفيد بوجود خسائر في الممتلكات أو الأرواح ولكن ورد ما يفيد بشعور المواطنين بالهزة.

وأعلن الشبكة تسجيلها في تمام الساعة 6 مساء الأحد هزة أرضية بجزيرة كريت بقوة 2.92 درجة على مقياس ريختر على بعد 457 كيلومترا شمال مطروح وبعمق 43.61 كم.

وتُعد مصر من الدول التي تشهد نشاطاً زلزالياً معتدلاً، خاصة في المناطق القريبة من البحر الأحمر وخليج السويس، وذلك بسبب موقعها الجغرافي بالقرب من منطقة الصدع الأفريقي-الآسيوي (الصدع الأحمر) الذي يمتد عبر البحر الأحمر.

وتُسجل الشبكة القومية المصرية للزلازل، التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الهزات الأرضية بشكل دوري، حيث تُعتبر هذه المنطقة من المناطق النشطة زلزالياً بسبب الحركة التكتونية للصفائح الأرضية.

وعلى الرغم من أن معظم الهزات الأرضية في مصر تكون خفيفة إلى متوسطة القوة (أقل من 5 درجات على مقياس ريختر)، فإنها قد تُثير اهتمام السكان، خاصة في المناطق الساحلية مثل الغردقة، التي تُعتبر وجهة سياحية رئيسية.

ويعمل المعهد على مراقبة هذه الهزات باستخدام شبكة محطات حديثة لرصد النشاط الزلزالي، بهدف تقديم بيانات دقيقة وسريعة لتقييم المخاطر وضمان سلامة المواطنين.

وتُعد الهزة الأرضية المسجلة بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر، على بعد 44 كيلومتراً شمال الغردقة، ضمن النطاق الطبيعي للنشاط الزلزالي في هذه المنطقة.

وعلى الرغم من شعور السكان بها، فإن هذه الهزات الخفيفة نادراً ما تتسبب في أضرار، لكنها تُبرز أهمية استمرار جهود المراقبة والتأهب لدى الجهات المختصة لضمان السلامة العامة.

* زيارة سيناتور أمريكي لسيناء رسائل عسكرية وسياسية في توقيت حساس

في زيارة تحمل أبعادًا أمنية واستراتيجية، أعلن السيناتور الجمهوري تيم شيهى، عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي، عن توجهه إلى شبه جزيرة سيناء، حيث التقى جنودًا أمريكيين ضمن قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات، إضافة إلى عناصر أمريكية تقدم المشورة للجيش المصري في مواجهته الطويلة مع ما وصفه بـ”التمرد الوحشي لتنظيم داعش“.

وكتب شيهى عبر منصة “إكس“:

يشرفني أن أزور هذا الأسبوع شبه جزيرة سيناء، حيث التقيت القوات الأمريكية التي تسهم في حفظ السلام في المنطقة، وأولئك الذين يقدمون المشورة للجيش المصري في معركته الطويلة ضد التمرد الوحشي لتنظيم داعش“.

قوة دولية ودور أمريكي بارز

تأتي الزيارة في إطار الدعم الأمريكي المستمر لقوة حفظ السلام في سيناء، وهي قوة متعددة الجنسيات أُسست بموجب بروتوكول ثلاثي بين مصر والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة في أغسطس/آب 1981، عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1979.
تضم القوة حالياً عناصر من 13 دولة، أبرزها الولايات المتحدة التي تشكل قواتها نحو 40% من إجمالي قوام القوة، تليها كولومبيا وفيجي، وتشمل الدول المشاركة أيضًا: بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، أستراليا، كندا، التشيك، نيوزيلندا، النرويج، وأوروغواي.

دلالات التوقيت: رسائل دعم وثقة

توقيت الزيارة ليس عابرًا، بل يأتي في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتحولات أمنية وسياسية، خاصة على وقع الحرب في غزة وتصاعد التوترات في البحر الأحمر، فضلاً عن القلق الأمريكي من النفوذ الروسي والصيني المتزايد في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.

وبحسب محللين، فإن زيارة عضو لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ إلى سيناء تؤكد على ما يلي:

  • التزام واشنطن بالحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد واستقرار الحدود المصرية الإسرائيلية.
  • الثقة الأمريكية في المؤسسة العسكرية المصرية، التي تُعدّ الشريك الرئيسي لواشنطن في الحرب على الإرهاب بسيناء.
  • إعادة تأكيد الدور الأمريكي في تنسيق الجهود الأمنية، لا سيما في ظل مشاركة مستشارين عسكريين أمريكيين في دعم الجيش المصري.

عبد العاطي: الشراكة مع أمريكا “ركيزة أساسية

وفي القاهرة، التقى السيناتور شيهى بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد على أهمية “الشراكة المصرية–الأمريكية” بوصفها ركيزة أساسية لدعم الجهود المشتركة في مجالات متعددة.

وتناول اللقاء قضايا إقليمية في مقدمتها الحرب في غزة، حيث شدد عبد العاطي على رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا، وأكد استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

كما أشار إلى الأثر الإيجابي لتخفيف التصعيد في البحر الأحمر على أمن الملاحة، وتناول الجانبان آفاق تعزيز التعاون الاستراتيجي في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

العلاقات العسكرية: ثوابت رغم التوترات

ورغم ما شهدته العلاقات المصرية الأمريكية من توترات متقطعة خلال السنوات الأخيرة – خاصة على خلفية قضايا الحريات وحقوق الإنسان – فإن التعاون العسكري ظل ثابتًا ومحوريًا في العلاقات الثنائية.
فالقاهرة تتلقى مساعدات عسكرية سنوية من واشنطن تتجاوز 1.3 مليار دولار، وتشكل هذه المساعدات عماد العلاقات الدفاعية بين البلدين منذ توقيع معاهدة السلام.

كما تعتبر الولايات المتحدة أكبر مزود للمعدات والتدريب العسكري للجيش المصري، وتشترك القوات المسلحة في مناورات سنوية أبرزها مناورات “النجم الساطع”، ما يعكس عمق الشراكة الأمنية طويلة الأمد.

زيارة تيم شيهى إلى سيناء، في هذا التوقيت، تُعد رسالة دعم سياسي وعسكري مزدوج لمصر، تعكس حرص الولايات المتحدة على الحفاظ على استقرار شريك إقليمي محوري، وتأكيدًا على أهمية سيناء كمنطقة استراتيجية ضمن الحسابات الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط

* مصر تخطط لبناء مدينة صحراوية تُغذّى بمياه النيل

أعلنت حكومة السيسي، أمس الأحد، خطة لإنشاء مدينة جديدة في الصحراء يمر من خلالها نحو 7% من حصة البلاد السنوية من مياه نهر النيل، بدلًا من توجيهها إلى أراضي دلتا النيل الخصبة. المدينة ستحيط بها وحدات سكنية زجاجية فاخرة وتُستخدم لتغذية مشروع زراعي ضخم لاحقًا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

تواجه مصر أزمة متزايدة في المياه والطاقة، إلى جانب تحديات اقتصادية حادة، وتسعى الحكومة إلى استخدام هذا المشروع لتعزيز قيمة الأصول الحكومية ورفع أسعار الأراضي من خلال “أفكار غير تقليدية ومبتكرة”، بحسب بيان رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي.

المشروع الذي سُمّي “جريان سيتي”، سيُقام على مساحة 6.8 مليون متر مربع (نحو 2.63 ميل مربع)، ويقع على بعد 42 كيلومترًا غرب وسط القاهرة. ومن المقرر أن يتدفق إليه نحو 10 ملايين متر مكعب من مياه النيل يوميًا، لتُستخدم في ريّ مشروع “الدلتا الجديدة” الزراعي، الذي يغطي نحو 2.28 مليون فدان، حسب ما أوضحه المطوّرون.

وقّعت ثلاث شركات خاصة اتفاقًا رسميًا لتنفيذ المشروع، بينما مثّلت الدولة شركة “مستقبل مصر للتنمية المستدامة”، وهي جهة تابعة للقوات المسلحة. ويشمل المشروع وحدات سكنية ومناطق تجارية ومارينا لليخوت ومنطقة اقتصادية حرة.

تأمل الحكومة أن يجذب المشروع استثمارات ويعزز قيمة الأراضي المحيطة، لا سيما مع وجود مرافق فاخرة وبنية تحتية حديثة، بما يتماشى مع خطة أوسع لنقل الأنشطة العمرانية والزراعية إلى خارج مناطق الدلتا المكتظة والمهددة بيئيًا.

ورغم الانتقادات السابقة لمشاريع مشابهة تتعلق بتحويل مسار مياه النيل، تُصر الحكومة على أن مثل هذه المشاريع ضرورية لمواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية الراهنة، وزيادة إنتاج الغذاء وتقليل الاعتماد على الواردات.

تُخطط الدولة كذلك لتسويق المدينة كموقع جذب استثماري وسياحي، إذ تشمل خططها إنشاء ميناء لليخوت ومناطق حرة تقدم تسهيلات ضريبية وتشريعية لجذب المستثمرين الأجانب.

وتواجه مصر تحديات كبيرة تتعلق بالأمن المائي، إذ تعتمد بنسبة تفوق 90% على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه. وفي ظل تضاؤل نصيب الفرد من المياه، تُعد مثل هذه المبادرات بمثابة جزء من استراتيجيات التكيّف مع واقع مائي جديد.

لكن المشروع يثير تساؤلات بين خبراء البيئة والمياه، الذين يحذرون من أن تحويل المياه من الأراضي الزراعية القديمة إلى مشاريع جديدة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ما لم يصاحبه إدارة دقيقة وفعالة للمياه وضمان توزيع عادل للموارد.

تبقى الأسئلة قائمة بشأن قدرة المشروع على تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية، ومدى انسجامه مع خطط إدارة الموارد المائية طويلة الأمد، في ظل صراع إقليمي متواصل حول مياه النيل.

 

* قفزات جنونية بلا سقف 229% زيادة في أسعار الأضاحي بمصر

قفزت أسعار لحوم الأضاحي في مصر هذا الموسم قفزات جنونية لا سقف لها، مسجلة ارتفاعات غير مسبوقة أدهشت المواطنين وأثقلت كاهلهم. ففي تطور مثير للدهشة، ارتفعت الأسعار بنسبة تُقدّر بـ15% خلال شهر واحد فقط مايو، لتستكمل مسيرة الصعود المتواصل منذ عام 2021، والذي بلغ ذروته في عام 2025 بمعدلات تراوحت بين 200% و229%!

تقرير صادم أصدرته الغرفة التجارية بالشرقية، كشف عن أن سعر الخروف المستورد “الجيليوسي” ارتفع من 52 جنيهًا للكيلو القائم عام 2021 إلى 160 جنيهًا في بداية 2025، بزيادة مذهلة بلغت 208%! أما الخروف البلدي “البرقي”، فبلغ سعره 180 جنيهًا بعدما كان يُباع بـ58 فقط، بنسبة زيادة 210%. الأكثر إثارة أن الخراف المستوردة من السودان ارتفعت من 70 جنيهًا إلى 230 جنيهًا للكيلو، بزيادة قياسية تصل إلى 229%.

ولا ينجو من هذا الجنون حتى الخروف الصغير، الذي تضاعف سعره ثلاث مرات من 50 إلى 150 جنيهًا للكيلو!

فهل بات لحم الأضاحي رفاهية لا يقدر عليها إلا القلة؟ وأين سيقف هذا المنحنى التصاعدي الذي يلتهم جيوب المصريين قبل أن يلامس موائدهم؟ 

أسباب ارتفاع الأسعار

في هذا السياق، أشار نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية هيثم عبد الباسط، إلى ارتفاع جديد في أسعار الأضاحي بلغ 15% خلال الأسبوعين الماضيين، نتيجة ندرة العرض من الخرفان المحلية وارتفاع تكاليف التسمين والشحن على المنتجين.

وفي جولة ميدانية على مدار اليومين الماضيين بالأسواق الشعبية في محيط العاصمة، سجلنا زيادة في أسعار لحوم الأضاحي، ليصل متوسط سعر كيلو لحم الخروف إلى ما بين 215 و225 جنيهًا، ولحم الجاموس إلى 215 جنيهًا، واللحم البقري إلى ما بين 200 و210 جنيهات، عدا تكلفة الذبح والتشفية والنقل التي يتحملها العملاء بعد ذبح الأضاحي خلال أيام التشريق، وفقًا لـ”العربي الجديد،.

ويشير تقرير الغرف التجارية إلى أن موجة الارتفاع الحاد في أسعار اللحوم جاءت متزامنة مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية منذ عام 2022، إضافة إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وارتفاع أسعار الأعلاف، ومحدودية الأراضي المتاحة للرعي والإنتاج الحيواني، وتفاقم أزمات سلاسل الإمداد، خصوصًا في مسارات واردات اللحوم القادمة من أستراليا وجنوب آسيا والصومال والسودان.

وكانت أسعار الكيلو تتراوح بين 50 و70 جنيهًا، وتجاوزت في عام 2024 حاجز 120 جنيهًا، لتقفز إلى نحو 230 جنيهًا في المتوسط عام 2025. وأبدى خبراء الغرف التجارية مخاوفهم من أن تواجه الأسواق أزمة حقيقية في سوق اللحوم الحمراء في مصر، خاصة مع زيادة الطلب الشعبي في عيد الأضحى وارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، داعين إلى توفير حلول عاجلة لاحتواء تأثير الأزمة على الأسر المصرية، لا سيما الفئات الأكثر تضررًا من ارتفاع الأسعار. 

أزمة لم يخففها الاستيراد

بدورها، أعلنت وزارة الزراعة في بيان رسمي مؤخرًا، أن مصر تقترب من تحقيق 65% من الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، مع توقعات ببلوغ هذه النسبة 80% بحلول عام 2030، في حال تنفيذ المبادرات الوطنية لدعم السوق المحلية، من خلال مشروع “البتلو” الذي يوفر التمويل لصغار المربين، وتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وتحسين السلالات المحلية، وضخ كميات كبيرة من اللحوم الحية والمذبوحة في المنافذ الحكومية بأسعار مخفضة.

كما أشارت الوزارة إلى تقليص الاعتماد على الاستيراد بشكل نسبي في الأشهر الأخيرة، بفضل التوسع في الإنتاج المحلي، إلى جانب ما تستورده الشركات المحلية من السودان والبرازيل والهند لتغطية النقص في الأسواق وضبط الأسعار خلال عيد الأضحى.

وأعلنت حكومة السيسي التزامها باستيراد 25 ألف رأس ماشية حية من السودان و10 آلاف طن لحوم مجمدة لضخها في الأسواق على مدار الأسبوع الجاري، لتباع بأسعار أقل من السوق الحر، حيث يتراوح سعر الكيلو للحوم الطازجة البلدية ما بين 280 و380 جنيهًا، والمستوردة ما بين 160 و200 جنيه، فيما يصل سعر العجل القائم إلى 25 ألف جنيه، وسعر الخروف إلى ما بين 6 آلاف و9 آلاف جنيه، بما يقل عن السوق الحر بنحو 25%. 

ضعف الإنتاج المحلي

من جانب ثانٍ، أكد نائب رئيس شعبة القصابين بالقاهرة هيثم عبد الباسط، أن الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء لا يغطي سوى 40% من حجم الاستهلاك، ما يضطر الدولة إلى استيراد نحو 60% من احتياجاتها من اللحوم. وأشار إلى أن متوسط سعر بيع اللحم الكندوز البلدي لدى الجزارين بالمناطق الشعبية يتراوح بين 400 و450 جنيهًا للكيلو، في حين تتراوح أسعار اللحوم المستوردة بين 350 و400 جنيه للكيلو، مؤكدًا أن اللحوم المستوردة من السودان وجيبوتي أسهمت في خفض متوسط سعر كيلو اللحم لدى الموزعين إلى ما بين 350 و400 جنيه لكيلو اللحم الطازج.

وتجدر الإشارة إلى أن بيع معدات ذبح الأضاحي في الأسواق شهد زيادة في أسعار “السكاكين” و”السواطير” المستخدمة في تجهيز الأضاحي، حيث تراوح سعر السكين الحديد اليدوي بين 400 و600 جنيه، والساطور بين 500 و800 جنيه، و”المشارط” بين 250 و350 جنيهًا.

*أزمة مالية متفاقمة: “أذون الخزانة” تصبح ملاذ السيسي لتفادي الإفلاس

في مشهد بات مألوفًا من سياسة الاقتراض قصير الأجل، أعلن البنك المركزي المصري عن طرح جديد لأذون خزانة دولارية غدًا الاثنين بقيمة 450 مليون دولار لأجل عام، لتحل محل أذون مستحقة بقيمة 500.6 مليون دولار بعائد بلغ في السابق 5.149%، في محاولة جديدة لتدوير الديون في ظل أزمة مالية خانقة تتحمل تبعاتها الدولة والمواطن على حد سواء. 

سياسة تدوير الديون 

لم يعد الحديث عن أدوات الدين المحلية مجرد شؤون مالية تقنية، بل صار انعكاسًا لأزمة هيكلية أعمق، فقد طرح البنك المركزي أمس الأحد أذون خزانة محلية بقيمة 50 مليار جنيه، فيما يعتزم غدًا إصدار سندات خزانة بقيمة 24.5 مليار جنيه بأجال تتراوح بين عامين وخمسة أعوام، وبعائدات ثابتة ومتغيرة،وفي الأسبوع الماضي، باع البنك سندات بقيمة 22.69 مليار جنيه بمتوسط عوائد مرتفعة تراوحت بين 19.25% و22.35%، في حين بلغ العائد على أذون الخزانة قصيرة الأجل 28.03% لأجل 3 أشهر، ما يشير إلى كُلفة اقتراض باهظة تعكس فقدان الثقة في الأوضاع المالية للدولة. 

فجوة تمويلية هائلة.. وديون لا تتوقف

 وفق مشروع موازنة العام المالي المقبل 2025/2026، تتوقع الحكومة فجوة تمويلية تتجاوز 3.6 تريليونات جنيه (نحو 70 مليار دولار)، بزيادة تتخطى 25% عن العام السابق، وهو ما سيدفعها لطرح أدوات دين جديدة بقيمة أكثر من 3.1 تريليونات جنيه، موزعة بين أذون بقيمة 2.2 تريليون وسندات بقيمة 928.9 مليار جنيه. 

رأي معارض:”نقترب من حافة الإفلاس 

ويرى الخبير الاقتصادي ممدوح الولي، نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، أن “الاعتماد المفرط على أدوات الدين المحلية والدولارية لم يعد مجرد حل مؤقت، بل أصبح سلوكًا دائمًا يعكس غياب رؤية اقتصادية حقيقية، ويفتح الباب أمام خطر الإفلاس الفعلي أو العجز عن سداد الديون في المدى المتوسط“. 

وأضاف الولي: “ما يحدث الآن هو مجرد إعادة تمويل لدين بدين، دون تحقيق نمو حقيقي في الناتج المحلي أو الإيرادات العامة، وهو ما سيؤدي عاجلًا أو آجلًا إلى مزيد من الضغوط على العملة، ورفع الضرائب، وتقليص الدعم، وزيادة التضخم.” 

خفض للفائدة رغم التضخم

 وفي خطوة مثيرة للجدل، خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بواقع 1% الشهر الماضي، بعد خفض سابق قدره 2.25%، في إطار ما يصفه بسياسة التيسير النقدي، رغم استمرار معدلات التضخم المرتفعة، وهو ما يعكس محاولة لتقليل كلفة خدمة الدين، لكنها قد تؤدي إلى مزيد من هروب الاستثمارات قصيرة الأجل الأجنبية من أدوات الدين المصرية. 

وعود رسمية متفائلة

 رغم كل المؤشرات المقلقة، تواصل الحكومة بث رسائل طمأنة، فقد توقعت وكالة “فيتش” – وفقًا لبيان حكومي – أن يتراجع الدين الحكومي إلى 50.2% من الناتج المحلي بحلول 2033/2034، لكنها إشادة مشروطة بنجاح الإصلاحات، التي ما زال كثير من الخبراء يشككون في جدواها في ظل الهيمنة الأمنية على الاقتصاد. تطورت أذون وسندات الخزانة في عهد السيسي (2013 – 2025)السنة المالية إجمالي أذون الخزانة (مليار جنيه) إجمالي سندات الخزانة (مليار جنيه)

ملاحظات

2013/2014 552 404 آخر موازنة في عهد الرئيس الشهيد مرسي2016/2017 1,100 645 تعويم الجنيه أدى لزيادة الاقتراض2019/2020 1,309 998 بعد برنامج صندوق النقد الأول2022/2023 2,040 1,128 بداية أزمة نقص الدولار2024/2025 (تقديري) 2,450 1,180 توسع شديد في الاقتراض المحلي2025/2026 (مشروع) 2,200 928.9 تغطية فجوة تمويلية غير مسبوقة في ظل الاعتماد المتزايد على أدوات الدين قصيرة الأجل، وغياب استراتيجية تنموية إنتاجية واضحة، تبدو مصر في طريق محفوف بالمخاطر المالية، وبينما تعوّل الحكومة على التيسير النقدي ووعود المؤسسات الدولية، تبقى الأعباء الثقيلة على كاهل المواطن الذي يتحمل ارتفاع الأسعار، وتدهور الخدمات، وتآكل الدخول، في ظل سياسة اقتصادية لم تفرز سوى دولة مدينة ومجتمع مُثقل بالضرائب.

* نار الأسعار تلاحق المصريين والأسر لا تستطيع شراء احتياجاتها اليومية

نار الأسعار تلاحق المصريين فى زمن الانقلاب بسبب السياسات الفاشلة التى يتبناها عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب وتنفيذه املاءات صندوق النقد الدولى ..الأسر لا تستطيع شراء احتياجاتها اليومية من الأطعمة المختلفة ..وهناك الكثير من المصريين قاطعت موائدهم اللحوم والفراخ والأسماك ولم تعد تراها إلا فى المناسبات .

الارتفاعً المتواصل فى أسعار السلع والخدمات فى السنوات الأخيرة، انعكس بشكل مباشر على مستوى معيشة المواطن العادى، فالأسواق الشعبية، التى كانت ملاذًا للفئات المتوسطة والفقيرة، لم تعد كما كانت، كيلو اللحمة البلدى تجاوز 500 جنيه فى بعض المناطق، بينما تراوحت أسعار الدواجن بين 120 و150 جنيهًا للكيلو، وسط تراجع كبير فى القدرة الشرائية للأسر.

نار الأسعار

حول هذه المآسى قال سامى، موظف وأب لثلاثة أطفال: مرتبى 3900 جنيه، أدفع إيجار 1500، وفواتير كهرباء ومياه وغاز بتوصل لـ1000، يتبقى أقل من 1500 جنيه .

وتساءل هل هذا المبلغ نعيش بيه شهر ؟ مستحيل نشترى لحمة ولا فراخ، بنعتمد على العدس والبطاطس والجبنة القديمة .

وقالت «أم أحمد»، ربة منزل تقيم فى إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة: بقيت أطبخ يوم بيوم، مفيش حاجة بتتشال فى التلاجة، طبق العدس بقى وجبة أساسية، والفراخ ما بنشتريهاش غير فى المناسبات، زمان كنا بنشترى نص فرخة، دلوقتى مش قادرين عليها .

إحنا مش عايشين

وقالت «أمانى محمد»، مدرسة: بقيت أشترى كميات كبيرة من الأرز والمكرونة والزيت من الجمعية لما يكون عندى فلوس، عشان استفيد من الخصم، اللحوم نسيتها خالص، وبنكتفى بالبيض والبقوليات، حتى الفاكهة بقت للزينة فى السوق بس .

(حرب من أجل العيش )

وقال خالد، موظف فى شركة خاصة: بشتغل فى شركة من الساعة 9 لـ5، وبعدها بطلع أشتغل توصيل طلبات عبر تطبيقات الموبايل، مراتى كمان بدأت تبيع أكل بيتى على الإنترنت، إحنا مش عايشين، إحنا بنحارب علشان نعرف نعيش.

ظلال ثقيلة

من جانبها أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الأزمة الاقتصادية الحالية تلقى بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية للأسر المصرية، وتؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، لاسيما للنساء اللاتى يتحملن العبء الأكبر فى إدارة الأزمات داخل البيت.

وقالت «سامية خضر» فى تصريحات صحفية : الضغوط النفسية لم تعد مقتصرة على الأوضاع الاقتصادية فقط، بل أصبحت تمتد إلى التوازن العاطفى داخل الأسرة، مشيرة الى أنه حتى الأسر التى لديها طفل واحد، نشهد أزمة كبيرة فى إدارة الاحتياجات الأساسية .

وأُشارت إلى أن المرأة المصرية لا تزال تلعب الدور الأهم فى مواجهة الأزمات، مؤكدة أن الست المصرية شاطرة، دائمًا عندها حلول، بتعرف تطبخ من أبسط المكونات، وبتدور على العروض، وتشترى فى الأوقات اللى فيها تخفيضات، عندها قدرة فطرية على تدبير الأمور حتى فى أصعب الظروف، لكنها أصبحت الآن مضغوطة نفسيًا بدرجة أكبر بسبب كثرة المسئوليات وانعدام الدعم الكافي .

وأكدت «سامية خضر»أن الأزمات ليست جديدة على المصريين، و«إحنا مش أول جيل يمر بأزمة. مررنا بحروب وأزمات اقتصادية صعبة فى الستينيات والسبعينيات، وكنا بنعيش بإمكانيات محدودة، لكن كان عندنا قدرة على التكيف والرضا، وكان فيه مشاركة حقيقية بين أفراد الأسرة، النهارده الوضع مختلف، لأن السوشيال ميديا بقت تضغط على الناس، وبتخلى الكل عايز يعيش زى الآخرين حتى لو على حساب نفسه .

وكشفت «سامية خضر» أن الأب أحيانًا يضطر يقول لأولاده: مفيش، مش لأنهم مش عايزين يوفروا، ولكن لأن الموارد مش مكفية، الأم بتضطر تدير الأمور بأقصى درجات الذكاء، يمكن تشترى مرة فى الأسبوع، تجمع الطلبات، تستنى التخفيضات، تبص على العروض، فيه حيل حياتية كتير بتلجأ لها الست المصرية .

ضغوط اقتصادية

وأكد استشارى الصحة النفسية د. وليد هندى أنه فى ظل الضغوط الاقتصادية التى تعصف بالبيوت المصرية، وتغير أنماط المعيشة، برز دور المرأة كعقل مدبر وأساس متين لضبط النفقات وتدبير شئون المنزل.

وقال هندي فى تصريحات صحفية : المرأة المدبرة ليست فقط ربة منزل ماهرة، بل هى شخصية متزنة نفسيًا، تمتلك من الحكمة والتنظيم الذهنى ما يجعلها قادرة على تحقيق معادلة «الكفاية فى ظل القلة».

وأوصح أن الزوجة المدبرة ليست نتاج زواج، بل هى فى الأساس فتاة مدبرة، تدير مصروفها الشخصى بحكمة، مشيرا إلى أن المرأة المنظمة ذهنيًا تكون أكثر استقرارًا فى سلوكياتها، وأقل عرضة للتقلبات، وهى نموذج نادر لكنه موجود، يُبنى منذ الطفولة ويتعزز بالممارسة.

وكشف هندى عن مجموعة من الأفكار تلجأ إليها النساء المصريات لتجاوز الظروف الاقتصادية دون ُخدش كرامة الأسرة منها: التسوق الذكي: لافتا إلى أن الكثير من النساء يعتمدن على شراء الاحتياجات من الأسواق الشعبية أو العروض الأسبوعية» فى المتاجر الكبرى. البعض يخصص «يومًا شهريًا» للخزين، يشتركن فيه مع نساء أخريات للشراء بالجملة، ما يوفر كثيرًا.

وقال: المرأة الذكية تمثل عامل توازن داخل المنزل، مؤكدًا أن الزوجة المدبرة ليست فقط مسئولة عن المطبخ، بل عن توازن الأسرة نفسيًا واقتصاديًا. فهى القادرة على خلق أمان مادى من موارد محدودة، وعلى إخفاء ألم الغلاء بابتسامة، وعلى احتواء ضغوط الزوج والأبناء بذكاء عاطفى وحكمة اقتصادية.

عن Admin