الإنديندنت: الربيع العربي أفسح مجالاً لصيف إسلامي، باستثناء ليبيا

الإنديندنت: الربيع العربي أفسح مجالاً لصيف إسلامي، باستثناء ليبيا

تكتل جبريل يتقدم في الانتخابات الليبية

تشرت صحيفة الإندبندنت تقريراً يسلط الضوء في مضمونه على توجهات الشعب الليبي حول التيارات والأحزاب المختلفة الموجودة في ليبيا.

وذكرت الصحيفة أن من بين دول الربيع العربي التي أطاحت بالأنظمة القمعية، كان الصراع في ليبيا أكثر ضراوة وأطول أمداً. وقد أدى ذلك إلى استنتاج مفاده أن المقاتلين الإسلاميين هم القوى المتوقع أن تفرض سيطرتها على السلطة. وساعد فوز حزب النهضة في تونس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر على تعزيز رؤية اجتياح الجماعات الإسلامية الصاعدة لكل من ينافسها.

ويبدو أن ليبيا اتبعت نهجًا مختلفًا. فعلى الرغم من الحملات المنظمة للإسلاميين – وتمويلهم، المزعوم، من قِبَل أنصارهم في دولة قطر والسعودية – فإن النتائج الخاصة بالأحزاب الإسلامية تشير إلى تراجعها. بينما كان الأداء القوي الذي أظهره تحالف الأحزاب الليبرالية مدهشًا بالنسبة للبعض وذلك لأن زعيم هذا التحالف، محمود جبريل، وُصِف بأنه يسير على النمط الغربي. ومع ذلك، لكونه غير اسلاميًا ولا يدين بالفضل إلى الدول الأجنبية الثيوقراطية لم يكن سيئًا في الانتخابات. وحتى في الشرق المحافظ، هناك فكرة شائعة بأن الشعب الليبي مسلم وليس بحاجة إلى أن يقال له كيف يكون المسلمون. ويعتبر النفوذ الواضح لدول الخليج هو مصدر الاستياء وسببًا، بالنسبة للبعض، للابتعاد عن الأحزاب الدينية المتشددة.

وأكد مجموعة من الطلاب في مدينة بنغازي أن عبد الحكيم بلحاج – زعيم الثوار السابق الذي يقاضي الحكومة البريطانية لأنها ساعدت في تسليمه إلى حكومة معمر القذافي – كان تحت سيطرة قطر (في جيبها) إلى حد كبير حتى إن ألوان حزبه مماثلة لألوان شعار الخطوط الجوية القطرية.
أظهرت النتائج الجزئية لانتخابات المؤتمر الوطني الليبي تقدم تكتل حزبي يقوده محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا السابق، فيما يعكس أن أداء الأحزاب الإسلامية جاء أضعف من المتوقع.

وإذا تأكد هذا الاتجاه، فإنه يميز ليبيا عن غيرها من دول الربيع العربي مثل مصر وتونس، حيث أبلى إسلاميون بلاء حسنا في الانتخابات رغم أن جبريل يصر على أن تحالفه متعدد الأحزاب ليس علمانيا أو ليبراليا، وأن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسية، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.

وهذه أول انتخابات وطنية حرة في ليبيا منذ ستة عقود، وتأتي كمرحلة فارقة بعد 42 عاما من حكم الدكتاتور الراحل معمر القذافي.

وقال مراقبون دوليون إن الانتخابات سارت بشكل جيد رغم حوادث العنف التي قتل فيها ما لا يقل عن شخصين.

ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في منطقة جنزور بطرابلس ومدن زليتن وترهونة والخمس في المنطقة الغربية، بأكثر من ثلاثة أرباع الأصوات في تلك المناطق.

وفي مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية كان تكتل الاتحاد من أجل الوطن بقيادة خصم للقذافي منذ زمن بعيد في طريقه للفوز.

ولم يحقق حزب العدالة والبناء الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ولا جماعة الوطن الإسلامية التي يتزعمها قائد سابق لمقاتلي المعارضة أداء جيدا في النتائج الجزئية.
وجبريل الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويجيد التحدث بالإنجليزية، ويألف العواصم الغربية إذ أجرى معظم المهام الدبلوماسية للمعارضة العام الماضي، من المرجح أن يكون مقبولا للحلفاء من حلف شمال الاطلسي والذين دعموا الانتفاضة للإطاحة بالقذافي.
وعدد المقاعد المخصصة للأحزاب هي 80 مقعدا فقط من بين 200 مقعد في المؤتمر الوطني المكلف باختيار رئيس للوزراء قبل الاستعداد للانتخابات العامة العام المقبل، بينما المقاعد الباقية وعددها 120 مخصصة للمستقلين.
وقالت حنان صلاح من منظمة هيومان رايتس ووتش لا نملك وسيلة لمعرفة كيف سينظم المستقلون صفوفهم.
وهناك تكهنات بأن جبريل الذي لن يكون هو نفسه في المؤتمر الوطني قد يسعى إلى دور أكبر لنفسه، وربما حتى كرئيس إذا تم وضع مثل هذا المنصب في دستور ليبي جديد يصاغ العام المقبل.
لكن جبريل نفى هذه التكهنات وعرض إجراء محادثات مع جميع الأحزاب التي تزيد على 150 في ليبيا لإقامة ائتلاف كبير.
وقال جبريل في مؤتمر صحافي إنه يقدم دعوة صادقة لحوار وطني من أجل تحالف واحد تحت راية واحدة. وقال: “هذا نداء صادق ومخلص لجميع الأحزاب السياسية التي تعمل اليوم في ليبيا”.
وأضاف أن الانتخابات لا يوجد بها خاسر أو فائز، وأيا كان الفائز فإن ليبيا هي الفائز الحقيقي.
ويشعر كثيرون من سكان المنطقة الشرقية بالغضب من تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في المؤتمر الوطني مقابل 120 مقعدا للمنطقة الغربية.

عن marsad

اترك تعليقاً