أهالي غزة يرفضون “المزاجية” في عمل معبر رفح ويطالبوا بآلية واضحة لفتحه
مؤكدين أن الأزمة “سياسية”
غزة – علاء الحلو
الضبابية وعدم الوضوح هي التي تسود عمل معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، دون إيجاد آلية للعمل بشكل منظم وثابت، مما أثار حفيظة أهالي القطاع المحاصر منذ عدة سنوات، خصوصا وأن المعبر يشكل لهم شريان الحياة الرئيس.
ويقول العديد من المواطنين في قطاع غزة أن المعبر لم يتحسن منذ نجاح الثورة المصرية، حيث الإغلاق المتقطع لأسباب يمكن أن تكون بسيطة وغير واضحة، إضافة إلى المزاجية التي يتم بها فتح وإغلاق المعبر، في ظل مطالبات واضحة بإيجاد آلية عمل واضحة لفتحه.
حيث أكد الكاتب الفلسطيني محمد الإفرنجي: على عدم وجود اختلاف جوهري في آلية عمل معبر رفح البري منذ تولي الرئيس محمد مرسي، وقال: “لازال الحكم بمصر بعد سقوط نظام مبارك ضبابيا ولازال الرئيس الجديد لمصر يتعامل مع غزة كما كان معمول به قبل وصوله للحكم اعتقد أن الحكومة المصرية تأخذ بحسبانها الاتفاقات مع الاحتلال وان كانت في عقاب القطاع بالحصار المضروب عليه منذ أن وصلت إليه الأمور بغزة بعد الانقسام”.
وأضاف: “اعتقد أن الأمور لن يدخل عليها تحسن ما لم يكن هناك قرار سياسي مصري بقذف الاتفاقات مع الاحتلال، وأن رفع الحصار عن غزة ليس من خلال المعبر فحسب، بل من خلال جملة إجراءات منها فتح المعبر وبناء منطقة تجارية حرة بين غزة ومصر”.
“يجب تغيير كادر العمل”
وتابع الإفرنجي: “لابد أن يتم اتخاذ إجراءات بتبديل كافة العاملين بالمعبر ابتداء من المسئول الأول انتهاء بالمراسل والفراش حيث اعتاد هؤلاء على سياسة معينة لن يتم التخلي عنها ببساطة ما لم يتم تبديلهم جميعا وفق سياسة جديدة يتعامل بها المسئولين الجدد عن المعبر في كيفية التعامل بآدمية وإنسانية مع الفلسطيني”.
وتمنى ألا يستيقظ أهالي غزة على سماع خبر إغلاق المعبر مجدداً لأي سبب كان، مضيفاً: “العقاب الجماعي هو سياسة تنتهجها سلطات الاحتلال بالتعامل مع الفلسطيني، ولا يعقل أن يتم تكرار هذه السياسة من قبل أشقاء للفلسطينيين هم بأمس الحاجة لوقوفهم بجوارهم في هذا الحصار المرير المفروض عليهم منذ ست سنوات”.
من ناحيته أكد الصحفي محمد السوافيري في حديث خاص لـ”القدس” على أن قضية معبر رفح سياسية بامتياز وأمنية بامتياز سواء في النظام السابق أو الحالي، وقال: “أعتقد أنها لن تحل في يوم وليلة أو شهر أو شهرين بعد تسلم مرسي لمقاليد الحكم”.
وتابع السوافيري: “خصوصاً أن الأجهزة الأمنية المصرية لازالت ليست خاضعة كما هو مطلوب مما يؤثر على كافة مناحي الحياة سواء على الصعيد المصري أو على قطاع غزة الذي يرتبط ارتباطاً وثيق بمصر كونها المنفذ والمتنفس الوحيد لأهالي القطاع، ولعل حالتنا الفلسطينية تُفسر ما يحدث الآن بمصر، حيث أنه بعد أن فازت حماس بالانتخابات رفض الجميع هذه النزاهة التي شهد لها العالم، وهو الآن ما يحدث في مصر من قبل فلول مؤيدي النظام السابق”.
“عملية سيناء هي السبب”
من جهته قال الناطق باسم مبعدي كنيسة المهد فهمي كنعان: “أرى أن العملية الجبانة ضد الجنود المصريين هي موجهة بالأساس لضرب قطاع غزة، ووراء العملية الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هذا لا يبرر إغلاق معبر رفح خاصة وان الذين قاموا بالعملية مصريين من سيناء حسب تصريحات المصريون أنفسهم”.
وأضاف: “لذلك اعتقد أن هناك مؤامرة تحاك على قطاع غزة تقودها أمريكا والاحتلال الإسرائيلي، لذلك على الإخوة المصريين عدم إغلاق المعبر لان ذلك يعتبر عقاب جماعي لأهالي قطاع غزة والمعروف أن المعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم ولا يسافر عبرة إلا أصحاب الحالات الخاصة والمرضى والطلبة”.
من ناحيته اختلف الصحفي محمود الفرا برأيه عن المشاركات السابقة، في رد منه على سؤال مراسل “القدس”، قائلاً: “بالطبع هناك فرق جوهري وكبير، لان المعبر بعد تقلد مرسي للرئاسة سمح للدخول 10 باصات للمسافرين يوميا وهذا لم يكن قبل رئاسته، وأصبحت هناك مرونة وعملية تسهيلات للسفر من خلال تعليمات أصدرها لهيئة المعبر، ولكن أحداث مقتل الجنود المصريين هي التي عرقلت عمل المعبر لدواع أمنية مؤقتة، والدليل الآن فتح المعبر لكلا الاتجاهين طوال الأسبوع”.
“فتحه لن يضر بسيادة مصر”
من ناحيتها قالت الصحفية فاطمة العسكري: “لا أحد يختلف على أن غزة أصبحت بمثابة السجن الكبير، المغلق من جميع النواحي، وأن معبر رفح البري هو منفذها الوحيد للعالم، والذي يجب أن يتم فتحه وفق آلية عمل واضحة جداً يمكنها أن تشعر أهالي غزة بالأمان وبتغير الأوضاع عن السابق”.
وتابعت: “نحن مع احترام السيادة المصرية، لكن هذه السيادة لن تتضرر بفتح المعبر بشكل رسمي للأفراد والبضائع، في إعلان واضح منها على كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة وعن أطفالها ونسائها وشيوخها”، مضيفة: “لا أحد يمكنه أن يشعر بمدى الحرمان من الحرية الا من عاشها على أرض الواقع، من أراد فعلا أن يعرف هذا الشعور، فليسأل أهل غزة عنه”.