الرئيس السابق وشيخ قبلي في أبين أفشلا الاتفاق
مصدر وسيط: إطلاق الخالدي قُرن بإطلاق 15 معتقلًا من القاعدة بدون فدية مالية ووساطة أخرى عرقلت النجاح
بعد أن ذاع وشاع خبر إطلاق سراح نائب القنصل السعودي في عدن “عبدالله الخالدي” المختطف من قبل تنظيم القاعدة منذ 28 مارس المنصرم، فوجئ الرأي العام اليمني بأن القنصل لا يزال رهن الاختطاف حتى اللحظة.
المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام اليمنية والخارجية تحدثت عن فدية تقدر بـ10 مليون دولار تم دفعها للقاعدة مقابل الإفراج عن الخالدي، وذكرت المعلومات أيضًا، وهي معلومات متطابقة، أن النجل الأكبر للرئيس عبدربه منصور هادي كان ضمن الوساطة التي ضمت وجاهات قبلية واجتماعية يمنية.
غير أن مصدرًا في قوام الوساطة، فضّل عدم ذكر اسمه روى معلومات جديدة.
يقول المصدر إن الوساطة كانت نجحت في الاتفاق مع عناصر تنظيم القاعدة على إطلاق سراح «الخالدي» قُرن بالإفراج عن 15 معتقلًا من عناصر التنظيم مسجونين لدى الحكومة اليمنية، وبدون فدية مالية، خصوصًا بعد رفض الحكومة السعودية الاستجابة لأي من شروط تنظيم القاعدة، غير أن وساطة أخرى دخلت في الخط وقدمت فدية بمبلغ الـ10 مليون دولار للإفراج عن الدبلوماسي السعودي وأيضًا المعلمة السويسرية المختطفة لدى التنظيم منذ أبريل المنصرم، وهو ما أدى إلى إحباط الاتفاق ورفض القاعدة الإفراج عن “الخالدي”.
وإلى ذلك أضاف المصدر أن لاعبين سياسيين، لم يسمّهم، عرقلوا الاتفاق عبر التواصل مع شيخ قبلي في أبين، وهو ما أزعج رئيس الجمهورية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن جلال عبدربه منصور هادي كان متواجدًا بالقرب من محافظة أبين لتسلم الخالدي ونقله إلى صنعاء ليرافق الرئيس هادي إلى السعودية اليوم الاثنين، حيث سيحضر الأخير القمة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي التي ستعقد بـ مكة.
وذكر مصدر آخر في لجنة الوساطة أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح أفشل الاتفاق لدى اتصاله بشيخ قبلي في أبين، لم يكن ضمن اللجنة وتدخل في اللحظات الأخيرة، وهو الأمر الذي أدى إلى إفشال كل ما تم الاتفاق عليه.
من ناحية أخرى قال يحيى العراسي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «هناك جهات معروفة في البلد تريد التشويش على جهود الرئيس بعد قراراته الأخيرة لاستهدافه بالتشويش وإحداث نوع من البلبلة»، مشيرًا إلى أن “ما تداولته وسائل الإعلام من معلومات حول إطلاق سراح نائب القنصل السعودي الذي تحتجزه القاعدة مجرد أخبار ملفقة لا أساس لها من الصحة “.
وأوضح أن ” كل ما تم تداوله بهذا الخصوص مختلق ومدسوس، والغرض هو التشويش على الجهود الحثيثة التي تبذل لإطلاق سراح الدبلوماسي السعودي، لإحباط عملية إطلاق سراحه” .
وأبدى الرئيس اليمني استياءه البالغ، بحسب العراسي «لهذه الأخبار الملفقة» من قِبَل «مصادر إخبارية معروفة لغرض التشويش والتشويه»، واستغرب الأخير الزج باسم جلال هادي، وهو نجل الأكبر للرئيس، في قضية الدبلوماسي السعودي الخالدي، وأكد أن الزج باسم نجل الرئيس «جاء لقصد الإساءة»، وأشار إلى أن «جلال هادي ليست له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بقضية نائب القنصل الخالدي المختطف لدى (القاعدة)، ولم ينقل أموالًا للوسطاء القبليين للإفراج عنه، ولم يرافقه نائب القنصل السعودي في طائرة عسكرية إلى صنعاء، لأن الخالدي لم يفرج عنه بعد”.
ونقلت وسائل إعلامية ، في وقت سابق، عن وسيط قبلي يعمل لتأمين الإفراج عن الخالدي، قوله أن تنظيم القاعدة تراجع في اللحظة الأخيرة عن إطلاق سراح نائب القنصل السعودي في عدن، عبد الله الخالدي، الذي يحتجزه منذ أكثر من أربعة أشهر، مطالبًا بمضاعفة الفدية التي يريدها.
ويتحدر الدبلوماسي الخالدي من بلدة «أم الساهك» بمحافظة القطيف، وكان من المفترض أن ينهي مهامه الدبلوماسية في شهر شعبان الماضي (يونيو – حزيران) ويعود للمملكة للبقاء بين أسرته المكونة من والده أحمد الذي يناهز السبعين من عمره، ووالدته، وزوجته، وأبنائه: أحمد (11 عاما)، وسباع (10 سنوات)، ورهف (5 سنوات)، ورفيف التي لم تتخط العامين.
ومع إطلالة شهر رمضان تجددت آمال العائلة، سيما أن اختطافه لم يكن سوى عملية ابتزاز ومساومة، مما أكسبه المزيد من التعاطف، وقد قضى الخالدي الأيام الأولى من الشهر الفضيل أسيرا لدى المجموعات المسلحة.
يبلغ عبد الله الخالدي قرابة الـ45 عاما من العمر، وفي بداية عمله في القطاع الحكومي، عمل موظفا في فرع وزارة الخارجية السعودية في الدمام، ثم انتقل للعمل في القنصلية السعودية لدى الفلبين، قبل أن ينتقل للعمل في القنصلية السعودية لدى اليمن منذ قرابة الأربع سنوات.
وعبد الله هو الابن الثالث في الترتيب بين أشقائه الذكور، حيث يكبره إبراهيم الذي يعمل في السفارة السعودية لدى الهند، وإبراهيم الذي يعمل في شركة «أرامكو السعودية»، ويصغره سباع ويوسف اللذان يعملان في شركة «سابك» بالجبيل، وأحمد الذي لا يزال يدرس في أميركا، كما أن لديه خمس شقيقات.
وبعد تواتر الأنباء عن قرب الإفراج عنه، ذكر مصدر قريب من العائلة أن «الأمل بالله، ثم بالجهد الكبير الذي تبذله الحكومة السعودية كبير جدا. ونحن كأقارب للمختطف نناشد الخاطفين باسم الإنسانية أن يخلوا سبيله عاجلا».
ويضيف قريبه خالد الخالدي أن آمال العائلة تتجدد أن لا تنصرم أيام الشهر الفضيل إلا وقد أطلق سراحه، وأن الأنباء المتواترة بقرب الإفراج عنه تجدد آمال العائلة.
وظهر الخالدي في أكثر من مقطع فيديو صورته القاعدة يناشد القيادة السعودية إطلاق سراح سجينات ينتمين لتنظيم القاعدة.