نتنياهو وحسابات البقاء

د. مصطفى يوسف اللداوي

مخطئ من ظن أن بنيامين نتنياهو المسكون بالسلطة، والموهوم بالإعلام والأضواء والشهرة، والحالم بأن يكون ملكاً جديداً لإسرائيل، يربط الجديد بالقديم والحاضر بالماضي، ويستعيد أمجاد ملوك إسرائيل القدامى، الذين يتغنى بهم هو وشعبه، ويعيش على أمجادهم، ويتمسك بتراثهم، ويدعي الحق على أنقاضهم، ويبني مجده على أساطير هيكلهم، أنه سيتخلى عن السلطة، أو أنه سيغامر بموقعه السياسي بانتخاباتٍ مبكرة، قد لا تكون لصالحه، وقد لا تعيده وحزبه إلى سدة رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وقد تفقده منصبه إلى الأبد، إذ قد تفض الناخبين والمؤيدين من حوله ليصطفوا حول غيره.
بنيامين نتنياهو لا ينسى أبداً الانتخابات المبكرة التي دعا إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بالنيابة شيمعون بيريز في العام 1996، إثر اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق اسحق رابين، فقد ظن بيريز أنه الأقوى وحزبه في تلك المرحلة، واعتقد أنه سيجني ثمار اغتيال سلفه في زعامة حزب العمل، وأن الجمهور الإسرائيلي سيتعاطف مع الحزب وفقيده، وسيصوت لصالح حزب العمل الذي ينتميان إليه، ولكن النتائج كانت لبيريز وحزبه مخيبة للآمال، فقد اختار الناخب الإسرائيلي حزب الليكود، وجاء بنتنياهو رئيساً للحكومة الإسرائيلية.
ومنذ ذلك اليوم فإن نتنياهو يحلم ألا يتنازل عن هذا المنصب لأي أحد، وألا يترك هذا الموقع لأي سبب، وألا يفرط فيه أمام أي هزةٍ سياسية، أو تحدٍ داخلي أو خارجي، وأخذ يبني كل سياساته التي تبقيه على رأس السلطة، وتحالفاته الحزبية وصداقاته الشخصية التي تقوم على خدمة هذا الهدف وتضمن استمراره وبقاءه، ورغم أنه فقد منصبه مرتين، إلا أن الظروف بعد ذلك خدمته وساعدته الأقدار، فغيب المرض والغيبوبة الدائمة منافسه الأقوى وصديقه اللدود أرئيل شارون، فأبعدته عن السياسة، وأخلت الطريق أمام نتنياهو لينافس خلفاءه الأضعف، وقادة حزبه المهزوزين المترددين، إذ أضعفت السياسة والمنافسات الحزبية الداخلية منافسته تسيفني ليفني زعيمة حزب كاديما المنافس ومزقت حزبها، ومن قبل أسقطت أيهود اولمرت رئيس الحكومة وزعيم كاديما السابق.
أبقت السياسة ومنافساتها لنتنياهو رجلين يدركان ضعفهما، ويعرفان قدرهما، ويسعيان للحفاظ على وظائفهما، أولهما أيهود باراك الباحث عن دور، والحريص على منصب، والمتمسك بوزارة الدفاع، والثاني ممقوتٌ سياسياً، ومكروهٌ دبلوماسياً، لا يحسن التصرف، ولا يتقن التعبير، ولكنهما شكلا بالنسبة له حصانين رابحين، امتطاهما وأحسن ركوبهما ليبقى هو وحده على صهوة جواده، رئيساً للحكومة الإسرائيلية، وزعيماً غير منافس لحزب الليكود.
يخطئ من يظن أن بنيامين نتنياهو يستطيع أن يضع مصيره ومستقبله السياسي رهينةً في يد شعبه قبل الاستحقاق التشريعي الذي يلزمه بالتخلي، ويجبره على القبول بالتنحي مؤقتاً، إلى حين إتمام الانتخابات، وظهور النتائج، وبداية موسم تحالف جديد، قد تعيده إلى السلطة وقد لا تنجح في إعادته، خاصةً أن المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية سريعة، وهي جميعها تلعب دوراً في تشكيل عقل الناخب الإسرائيلي، وتساهم بدرجة كبيرة في تحديد الأفق السياسي عبر ورقة التصويت التي يسقطها الناخبون في صناديق الانتخابات التشريعية.
أما سارة التي اعتادت أن تكون زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتتصرف في مكتبه كأنها سيدة أولى في أي بلاطٍ ملكي أو أميري أو رئاسي، وقد اعتادت أن تكون لها طقوسها وعاداتها وتصرفاتها الرئاسية، فهي لا تقبل لزوجها الذي يشهد الإسرائيليون أن لها سطوةً عليه، وأنها تؤثر في قراره، وتشاركه في أعماله ومهامه، ولكنها وهي تتمسك بامتيازاتها وبحظوتها في المجتمع الإسرائيلي وغيره، قد تعلمت من درسها السابق ألا تحرج زوجها بهديةٍ أو واسطة، وأن تتعامل مع كل شئ حولها بذكاءٍ ودهاء، فهي اليوم أكثر من زوجها تمسكاً برئاسة الحكومة الإسرائيلية، بل لعل حساباتها أكثر من حساباته، وخطواتها محسوبة ومعدودة ومنظمة أكثر مما يتوقعه منافسو زوجها، والمتربصون به، والعاملون على سقوطه أو رحيله.
أربعة عشر شهراً كان سيفقدها بنيامين نتنياهو من أطول ولايةٍ له في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ولكنه ما كاد يعلن عن استعداده للتخلي عنها حتى عاد وأكد أنه باقٍ في منصبه، وأنه سيعزز مركزه بأضخمِ تحالفٍ سياسي في تاريخ الدولة العبرية، إذ سيفوق عدد أعضاء الكنيست المؤيدين لإتلافه الجديد أكثر من تسعين نائباً، وهو ما لم تتمتع به أي حكومةٍ إسرائيليةٍ يمينيةٍ أو يساريةٍ سابقة، بما يؤكد أنه باقٍ في منصبه ليعزز وجوده للمرحلة القادمة، التي ستكون حكماً دون تصويتٍ في الكنيست بعد أربعة عشر شهراً، حيث ستجري الانتخابات في موعدها الرسمي دون تقديمٍ أو تأخير.
لعل نتنياهو الذي أعلن أنه سيجري انتخاباتٍ مبكرة ليتخلص من بعض الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة، التي تعيق حركته وتكبل سياسته، مما يتيح له حرية مناورة أكبر، وقدرة على الحركة أوسع، قد غدا بقراره الاستدراكي الذي تراجع فيه عن قراره المغامر الأول، رئيس حكومةٍ وطنيةٍ إسرائيليةٍ هي الأوسع، وقد تكون هي الأقوى في تاريخ كيانهم الصهيوني.
هذه الحكومة سيكون من مهامها مواجهة الخطر النووي الإيراني الداهم، واستدراك الانهيار السريع في السلطة الفلسطينية، وتهاوي مسار المفاوضات الثنائية، وانعدام الأفق السياسي، وتراجع فرص التقدم في مسيرة السلام، في ظل الصعود القومي والإسلامي ضمن الربيع العربي العام، بما يهدد المصالح الإسرائيلية، ويقض مضاجع قادتها وحكامها، وفي ظل الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية مطلع العام الجديد، والتي سيكون لنتائجها أبلغ الأثر على السياسة الإسرائيلية، فالكيان الإسرائيلي وإن كان مطمئناً إلى بارك أوباما وحزبه الديمقراطي في دورته الأولى، ولن يقلق كثيراً إن نجح في دورته الثانية والأخيرة، إلا أن الكيان الإسرائيلي بحاجةٍ إلى الجمهوريين في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ كيانهم القصير، فهم القادرين على المغامرة، والمستعدين دوماً لفداء إسرائيل، والتضحية من أجلها، وخوض أي حربٍ استباقية للدفاع عنها.
لعل هذه الحكومة الإسرائيلية التي تستند إلى قاعدة برلمانية كبيرة، تكاد تكون حكومة عسكرية بأقطابها العسكريين المشكلين لإتلافها، موفاز وبارك ورئيس الأركان، بما يجعلهم أركان حربٍ لمعركةٍ حقيقية قد تتراءى في الأفق البعيد أو القريب، ويبدو أنهم مؤهلين ومستعدين للإبقاء على رأس تحالفهم ورئيس حكومتهم، الذي لا يناور إلا ليبقى، ولا يفاوض إلا ليحافظ على منصبه، ولا يحالف إلا ليكون هو الأقوى.

تدهور خطير لصحة المزيد من الاسرى المضربين عن الطعام في سجن الرملة

تدهور خطير لصحة المزيد من الاسرى المضربين عن الطعام في سجن الرملة

الاسير جعفر عز الدين: لا تنازل عن الموقف ونحن صامدون حتى النهاية

قام محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان، محمود حسان يوم أمس الاثنين الموافق 7/5/2012، بزيارة الى “مستشفى سجن الرملة”،  والتقى المعتقلين جعفر عز الدين، ومحمود السرسك.

وافاد المحامي أن المعتقل السرسك مضرب عن الطعام منذ 47 يوماً، و يشعر بتعب شديد ويعاني من تشويش في الرؤية، وكان المعتقل خضع  لفحوصات البنكرياس بمستشفى “اساف هروفيه”، بسبب الالتهابات التي تنتشر في جسده، ويتقيأ  منذ خمسة أيام بعد تناول الماء.

يذكر أن المعتقل السرسك (25 عاماً)، من سكان منطقة الشبورة في مخيم رفح، وأحد لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، كان قد تعرض للاعتقال  على يد قوات الاحتلال بتاريخ 22/7/ 2009، على حاجز” آيرز”، وهو في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي في الضفة الغربية.

فور اعتقاله نقل محمود السرسك الى سجن عسقلان للتحقيق معه. وبعد 30 يوماً من التحقيق المستمر والمكثف لم تقدم النيابة العسكرية لائحة اتهام بحقه أو دلائل تدينه. وبتاريخ 23/8/2009، قررت النيابة العسكرية استمرار احتجازه بموجب قانون المقاتل غير الشرعي هو نوع من أنواع الاعتقال الإداري الذي  تمارسه قوات الاحتلال بحق سكان قطاع غزة .

يخوض المعتقل محمود السرسك إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 19/3/2012، رفضاً لهذا الاعتقال واستمرار احتجازه دون تهمة أو محاكمة، وبتاريخ 8/4/2012، نقل من سجن النقب الصحراوي إلى العزل الانفرادي في سجن ايشل في بئر السبع ، وفي يوم 16/4/2012 ، نقل “لمستشفى سجن الرملة” نتيجة تردي وضعه الصحي.

فيما يخوض المعتقل جعفر عز الدين الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 48 يوماً، فلقد افاد المحامي حسان بعد زيارته ان حالته الصحية مازلت مبعث قلق شديد حيث يشعر بدوار وألم في الرأس وفي عضلة القلب، ويعاني من ألم حاد في عضلة الفخذ ، وألم  في الكلى والخواصر وتعرض لدوخة اسقطته ارضاً مما تسبب له بجروح في رأسه.

ويضيف المحامي أن المعتقلين مصممين على مواصلة إضرابهما حتى نيل حريتهم وحتى تحقيق كامل مطالب الحركة الأسيرة على الرغم من كل الضغوطات التي يتعرضان لها من قمع وعزل، كما وابلغا عن قيام قوات مصلحة السجون بمصادرة كافة اغراضهما، والضغط عليهما لوقف إضرابهما وتناول المحاليل الطبية. 

يذكر أن المعتقل عز الدين (41 عاماً)، من سكان قرية عرابة قضاء مدينة جنين، متزوج ولديه 8 أطفال، أعتقل من منزله بتاريخ 21/3/2012، وفي اليوم نفسه أصدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر.
يخوض عز الدين إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ تاريخ 23/ 3/ 2012 رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري، وقد نقل من سجن مجدو بتاريخ  28/3/2012، إلى العزل الانفرادي في سجن الجلمة ليتم نقله يوم 11/ 4/ 2012،  إلى”مستشفى سجن الرملة” نتيجة تردي وضعه الصحي.

وفي سياق متصل علقت مديرة مؤسسة الضمير المحامية سحر فرنسيس على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية برفض الالتماس المقدم باسم المعتقلين بلال ذياب و ثائر حلاحلة،  أنه على الرغم من المقدمة التي ساقها القاضي “ألياكم روبنشتاين”  ومحاولته إظهار تفهم المحكمة صعوبة الاعتقال الإداري، إلا أن النتيجة العملية تؤكد أن المحكمة العليا تسخر نفسها لخدمة المشروع الاستعماري بتوفير الغطاء القانوني لسياسات الاحتلال التعسفية و جرائمه وتصرفات قواته كدولة فوق القانون الدولي.

واعتبرت فرنسيس أن قرار المحكمة العليا لا يختلف في مرتكزاته واعتباراته عن قرارات المحكمة العسكرية في درجتها الأولى والاستئناف،  واعتبرت أن  رد الالتماس يعد شرعنة لجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال، باعتبار أن ممارسات قوات الاحتلال لسياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين يشكل ضرباً من ضروب الاعتقال التعسفي الذي قد يرتقي الى التعذيب، وهذا انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من قوانين حقوق الانسان الدولية.

وتؤكد مؤسسة الضمير أن تحقيق مطالب الأسرى والمعتقلين العادلة يتطلب المضي قدما في الفعل المجتمعي المساند لإضراب الحركة الأسيرة الفلسطينية. كما يتطلب تضافر الجهود الفلسطينية والعربية إلى حمل المؤسسات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، لممارسة دورها وصلاحياتها وحمل دولة الاحتلال على احترام التزاماتها كقوة احتلال، بضمان حياة المعتقلين واحترام معاملتهم وفقاً لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة وسائر اتفاقيات حقوق الإنسان.

حكومة نتنياهو الجديدة حكومة حرب ومصلحه عليا للكيان الصهيوني

حكومة نتنياهو الجديدة حكومة حرب ومصلحه عليا للكيان الصهيوني

اتفاق بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود مع شاؤول موفاز زعيم حزب كاديما على تشكيل حكومة وحده وطنيه اثناء النقاش الجاري في داخل الكيان الصهيوني حول اجراء انتخابات جديده في شهر ايلول القادمه بشكل مفاجئ وهذا يعني ان تكمل الكنيست مدتها حتى نهايتها البرلمانية ويمكن ان يكون اعتبار ماجرى انها حكومة حرب قادمه  .

انضمان موفاز الى الحكومه وتوسيع قاعدتها البرلمانيه لتصبح اربع وتسعين عضو كنيست هو تعزيز كبير لقيادة نتنياهو وبرنامجه خلال المرحلة القادمة رغم انه كان يستطيع الانتصار بالانتخابات القادمه للكنيست واقصاء كتل ورفع اسهم كتل اخرى الا انه اثر مصلحة دولته على مصالح حزبه واكمل الفتره القانونيه للكنيست وتوفير مبالغ ماليه كبيره على دولة الكيان من جراء اجراء انتخابات مبكره  .

اعلان هذه الحكومه يعني حسب الخبراء في الشأن الصهيوني هي حكومة حرب فهناك عدة تحديات يمكن ان يتم تصعيدها لكي تصل الى هجمات عسكريه في ظل وجود جنرال كبير بحجم شاؤول موفاز رئيس اركان الجيش سابقا ووزير الدفاع .

موضوع ضرب ايران يتصدر مخاوف المحللين لهذه الحكومه وهذا يعني انه يمكن ان تقوم طائرات الكيان الصهيوني بعمليه خاطفه وتضرب البرنامج النووي الايراني خلال الاشهر القادمه بالتنسيق مع الولايات المتحده الامريكيه وتاجيل البرنامج الننوي الايراني لسنوات قادمه كما قامت بضرب مفاعل تموز العراقي 1980 .

والتهديدات الصهيوني باحتلال سيناء لوقف تمدد الحركات الدينيه فيها والانفلات الامني كما تدعي الحكومه الصهيونيه وردا على توقيف اتفاقية الغاز لحماية حدودها الجنوبيه الطويله مع مصر وماتحدثته وكالات الانباء عن وجود واستنفار 22 كتيبة صهيونيه على الحدود المصريه خلال الايام الماضيه .

اضافه الى مواجه مع حزب الله وماسينتج عن الاحداث في سوريا والتي تتصاعد احداثها ويمكن ان يحدث فيها تغيير قيادي او قيام النظام السوري للخروج من ازمته بمفاجئة الكيان الصهيوني وضربه لكي يصعد الاوضاع معه وينهي الانتفاضه في داخله والاحتجاجات ويمكن كما تحدث المراقبين عن امكانية ضرب القواعد العسكريه السوريه وتدمير قواعد الصواريخ لديها في حالة تغيرات في النظام الحالي .

وحديث قادة الكيان الصهيوني على ضرب قطاع غزه وانهاء حكم حماس او تقليم اظافره والقيام بعمليه محدوده فيه لتقليص قوة الردع لدى فصائل المقاومه الفلسطينيه وهذا الامر وارد ويمكن ان تتصاعد الامور في ظل ان هناك اضراب كبير داخل سجون الاحتلال الصهيوني ويمكن ان يؤدي الى استشهاد اسرى مضربين عن الطعام وانفلات الاوضاع الامنيه على الحدود مع قطاع غزه تؤدي الى اعادة التوتر ووقف الهدنه المؤقته الموجوده حاليا .

وكان قد أرجأ البرلمان الاسرائيلي في وقت مبكر من يوم الثلاثاء إجراء إقتراع بشان انتخابات مبكرة واشارت تقارير لوسائل اعلام الي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق بدلا من ذلك على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب المعارضة الرئيسي.

وبدأ البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) مناقشة ماراثوانية في وقت متأخر يوم الاثنين كان من المتوقع ان تتوج بإقتراع على حل البرلمان بعد ان كان نتنياهو قد دعا في باديء الامر الى اجراء انتخابات مبكرة في الرابع من سبتمبر ايلول.

لكن بعد ساعات من المداولات أعلن الكنيست في وقت مبكر من يوم الثلاثاء انه لن يجري إقتراعا نهائيا على حل البرلمان.

وقال الكنيست ايضا في بيان انه بينما كان يستعد لاجراء الاقتراع فان حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو وحزب كديما المعارض ‘اجتمعا على عجل … لمناقشة تطورات سياسية مهمة فيما يبدو انها محادثات من اجل حكومة وحدة طنية.’

وقد توصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس حزب كاديما شاؤول موفاز إلى الاتفاق بهذا الشأن خلال اتصالات سرية جرت بينهما في الأيام الأخيرة بعيداً عن وسائل الإعلام . وسيجري طرح الاتفاق على جدول أعمال الكنيست صباح اليوم تمهيداً لاعتماده خلال ثمانٍ وأربعين ساعة . وسيعقد نتانياهو وموفاز صباح اليوم مؤتمراً صحافياً مشتركاً بهذا الخصوص . وصادقت كتلتا الليكود وكاديما على الاتفاق الذي يعني عملياً أن الائتلاف الحاكم سيتمتع من الآن فصاعداً بدعم أربعة وتسعين نائباً . وسيتم تعيين موفاز نائباً أول لرئيس الوزراء ووزيراً بدون حقيبة إلى جانب انضمامه إلى جميع اللجان الوزارية الهامة .

كما سيتولى نواب كاديما رئاسة لجنتيْ الخارجية والأمن والاقتصاد البرلمانيتيْن . وينص الاتفاق بين الكتلتيْن أيضاً على استبدال (قانون تال) الذي يعفي الشبان اليهود المتشددين دينياً (الحريديم) من الخدمة العسكرية بقانون جديد بالإضافة إلى ضمان تشريع قانون الميزانية العامة للسنة القادمة وطرح مشروع قانون بتعديل النظام الانتخابي حتى أواخر العام الجاري ما يعني أن الانتخابات المقبلة المزمعة بعد حوالي عام ونصف ستجرَى بناء على النظام الجديد .

خطير جداً : أدوات مدرسية عليها عبارة ‘’أحبك إسرائيل’’ تباع في الجزائر

خطير جداً : أدوات مدرسية عليها عبارة ‘’أحبك إسرائيل’’ تباع في الجزائر

انتشرت في ولاية “عسكر” في الجزائر أدوات مدرسية مكتوب عليها “أحبك إسرائيل” باللغة الإنجليزية.

وقد فتحت مصالح الأمن بولاية معسكر تحقيقًا معمقًا إثر تلقيها خبر وجود كراريس التلوين والملصقات الخاصة بتلاميذ المؤسسات التعليمية عليها عبارة «أحبك إسرائيل» المستوردة والمعروضة في بعض المحلات الخاصة ببيع الأدوات المدرسية وألعاب الأطفال، وتم إثر ذلك مداهمة عدة محلات لحجز تلك السلع.

جاء ذلك بناءً على شكاوى تقدم بها عدد من أولياء التلاميذ الذين تفاجأوا بوجود كراريس التلوين والملصقات الخاصة بتلاميذ المدارس مستوردة معروضة في محلات خاصة ببيع الأدوات المدرسية وألعاب الأطفال وعليها عبارة “أحبك إسرائيل”.

وعن مصدر هذه الأدوات، أشارت مصادر لجريدة “الخبر” الجزائرية  إلى أنها مستوردة من الصين، وبمجرد فتحها يقرأ المستهلك على غلافها الخارجي عبارة تمجد “إسرائيل”، ما استدعى مصالح الأمن إلى فتح تحقيقات في هذه القضية للكشف عن الأشخاص الذين يقفون وراء ترويج هذه السلع.

وفي حادثة مماثلة، تم ضبط نسخة من كراس مذكرات “بلوك نوت” بحجم متوسط (50 ورقة) مكتوب على غلافها الخارجي عبارات تشير إلى التلمود اليهودي (سفر التكوين).

وحسب مصادر متطابقة، فإنه تم توزيع نسخ من هذه الكراريس بأحد معاهد جامعة معسكر، وهو الأمر الذي نفاه رئيس الجامعة.

“بلاك ووتر الأمريكية في جنوب السودان

ماذا تفعل “بلاك ووتر” في جنوب السودان؟

أماط القيادي المعارض لحكومة جنوب السودان ديفيد ديشان اللثام عن استعانة الجيش الشعبي بشركة “بلاك ووتر” الأمريكية الشهيرة في الاعتداء على أراضي السودان ومواجهة المعارضة المسلحة بالجنوب.

وقال ديشان وفق صحيفة (الأهرام اليوم) الصادرة بالخرطوم اليوم الثلاثاء: “نحن نؤكد قدرة قوات الثوار على تحقيق أهدافها بإزالة “الحركة الشعبية” من حكم الجنوب”.

وأضاف: “إما نحن أو سيلفا”، مشيرًا إلى اتصالات تجريها المعارضة بدول الغرب فيما يتعلق بمشكلة الجنوب.

وتحدث المعارض الجنوبي عن أن الخلافات بين قيادة الحركة الشعبية وصلت إلى مرحلة وصفها بـ”الكبيرة جدًّا”، مستبعدًا حدوث اتفاق بينها مطلقًا لعدة أسباب.

وأوضح ديشان أن من أهم تلك الأسباب الأزمة الاقتصادية بالجنوب ومواصلة الاحتجاجات الشعبية بالجامعات.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أصدر مرسومًا جمهوريًّا بإلحاق محليات “السلام والدبب وهيبان” بولاية جنوب كردفان إلى إعلان حالة الطوارئ السارية في بعض أجزاء البلاد.

وقد أعلن ذلك المرسوم الجمهوري أحمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان السوداني.

وكان البرلمان السوداني قد صادق بالإجماع في الثاني من مايو الجاري على إعلان حالة الطوارئ بموجب مرسوم جمهوري مؤقت في بعض أجزاء البلاد الحدودية مع دولة جنوب السودان.

وشمل القرار عددًا من المحليات بولايات جنوب كردفان (أبيي وتلودي وأبوجبيهة والليري والتضامن والبرام والميرم وكيلك) وفي ولاية النيل الأبيض محليتي (الجبلين والسلام) وفي ولاية سنار (محلية الدالي والمزموم).

وكان مسئولون وسياسيون سودانيون قد أكدوا أن الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح الشمال تنفذ مؤامرة دولية في إقليم جنوب كردفان.

واعتبر المجلس التشريعي بولاية جنوب كردفان أن ما يحدث بالولاية “مؤامرة دولية” تنفذها الحركة الشعبية وما تسمى بالجبهة الثورية، وأشار رئيس المجلس إبراهيم بلندية إلى أن “الأوضاع بجنوب كردفان مرشحة للتصعيد، خاصة بعد التعزيزات والتدخلات التي تمارسها حكومة الجنوب على الحدود بين الدولتين لتقوية الموقف التفاوضي بأديس أبابا”.

جمال العروس بماء الورد

جمال العروس بماء الورد

نظراً لفوائد ماء الورد الجمالية والعديدة،ننصح كل عروس تتحضر ليوم زفافها أن تعتمد على ماء الورد للعناية ببشرتها وجلدها ورموشها وعينيها وشعرها…وليس هناك أروع من رائحة ماء وزيت الورد الذي يدخل في تركيبة أجمل العطور.

لكن الأهم انه يجب التأكد من أن ماء الورد صافياً ومصنوعاً من بتلات الورود،لا أن يكون مياهاً معطرة بخلاصة الورد،ومضافا إليه النكهات الاصطناعية.

“هي” تعرفك على ابرز فوائد واستعمالات ماء وزيت الورد ليكون رفيق جمالك الدائم في كل الأوقات،قبل وبعد حفل الزفاف.

*للبشرة:أن مسح البشرة بماء الورد يجعلها ناعمة ومشرقة لذلك ننصح العروس بإتباع هذه العادة كل صباح بعد غسل وجهه بالماء والصابون.أما شربه على الريق يجعل البشرة افتح لوناً وأكثر صفاء،وبإمكان العروس إضافته إلى كوب الماء الصباحي.أما بشرة العروس التي تعاني من مشكلة البثور فان ماء الورد يفيدها جداً ويصغر مساماتها،وهو منعش جداً لها وبالإمكان تكرار استخدامه خلال النهار خصوصاً في أيام الحر وإذا ما كان محفوظاً في البراد،فان وضع على البشرة بارداً بشكل كمادات له مفعول ممتاز.

*للعينين: أن كمادات ماء الورد الباردة تفيد في التخلص من الانتفاخ المحيطة بالعينين،وهذا ما تعاني منه الكثير من العرائس بسبب الإرهاق والسهر.كما يساعد ماء الورد في تخفيف مشكلة الهالات الداكنة حول العينين ومن مظهر العيون المتعبة بعد ليلة سهر طويلة أو متعبة ،كما انه يفيد الرموش أيضا.

*للجلد:أن خلط ماء الورد مع النشاء وتوزيعه على الجلد بعد نزع الشعر يجعل البشرة ناعمة،لذلك ننصح العروس باعتماد هذه الوصفة الطبيعية المفيدة للجلد.كما أن هذه الخلطة مفيدة للتخلص من تسلخات الجلد التي يعاني منها الكبار والصغار على السواء خصوصاً في فصل الصيف الحار حيث تكثر حفلات الزفاف، لان له مفعول مبرد ومانع للحكة ومخفف للاحمرار.

ولطالما عرف ماء الورد بتأثيره المميز على الجلد،فهو يعالج التهابات الجلد،وجفاف البشرة وتقشرها،وكذلك البشرة الدهنية،والاكزيما كما يساعد على شفاء الجروح،وحروق الشمس، ويخفف من آثار لسع ولدغات الحشرات،لذلك من المستحب أن يكون جزءاً من المستحضرات التي يجب أن توضبها العروس في حقيبتها فهو يزيل الاحمرار ويخفف من الحكة.

*للصحة: أن ماء الورد غني بالفيتامينات وخاصة فيتامين (c) ،لذلك هو معروف في معالجة احتقان الحلق والأنفلونزا والتهابات الجهاز الهضمي والإسهال . كما انه ينشط القلب والدورة الدموية.وماء الورد غني بالعديد من المكونات الغذائية مثل الفيتامينات A, C, D, E و B3. ويدخل ماء الورد في تركيبة العديد من العلاجات الطبيعية المضادة للبكتيريا والالتهابات.لذلك على العروس أن تعرف فوائد ماء الورد الطبية أيضا للاستفادة منها في كل الأوقات.

*للمزاج: يعمل ماء الورد على تلطيف المزاج ويساعد في التخلص من الحزن والتوتر،ورائحته محببة وتغني عن استعمال العطور لذلك يدخل الورد ضمن العلاجات العطرية الحديثة.لذلك ننصح بإضافته إلى الماء وبعض المشروبات مثل الحليب الساخن وبعض أنواع عصير الفاكهة كالفريز والليمون وغيرهما..كما بإمكانك أيتها العروس أن تتخلصي من توترك وإرهاقك الذي ينتابك بشدة في فترة تحضير الزفاف بإضافة ماء الورد إلى مياه المغطس فستشعرين براحة لا مثيل لها.

*للشعر: يدخل ماء الورد في تركيبة العديد من مستحضرات الشعر ،وذلك بفضل مفعوله الملطف والمنعش لفروة الرأس،فماء الورد يقوي جذور الشعر،ويساعد في نمو الشعر بشكل سريع،ما عليك أيتها العروس الجميلة سوى فرك فروة رأسك به بعد كل حمام،فهو ينعش فروة الرأس،ويمنع عنها الالتهابات والاكزيما والقشرة،ويحد من مشكلة تساقط الشعر.وبالإمكان استعماله كسبراي طبيعي للشعر فهو لا يحتوي إي مواد اصطناعية،و.الأهم انه بالإمكان استعمال ماء الورد ككوندشنر رائع يمنع تقصف الشعر ويحد من مشكلة تقصف الاطراف ويهدئ الشعر الاجعد والمنفوش ،رشي شعرك أيتها العروس كل صباح بماء الورد مستعينة بعبوة رذاذ وتمتعي بشعر صحي ومعطر طوال النهار.

*للاسنان:ان ماء الورد مفيد جداً للأسنان وخاصة لعلاج اللثة الملتهبة ،وتقويتها والتخلص من آلامها،والاهم انه يخلص الفم من الروائح المزعجة .فلما لا تكون رائحة نفسك معطرة برائحة الورد !

بيان من زوجة المعتقل الشيخ أبو معاذ نور الدين نفيعا عن تعرض زوجها للظلم

بيان من زوجة المعتقل الشيخ أبو معاذ نور الدين نفيعا عن تعرض زوجها للظلم

وصلنا في المرصد الإعلامي الإسلامي البيان التالي من زوجة المعتقل الشيخ أبو معاذ نور الدين نفيعا الذي تتحدث فيه عن إضراب زوجها عن الطعام وعن الظلم الذي تعرض له وفيما يلي نص البيان :
أنا أم معاذ مريم الشقوري زوجة الشيخ “أبو معاذ”نور الدين نفيعا ؛أحمل كامل المسئولية لكل من المندوب العام لإدارة السجون حفيظ بنهاشم ،ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ،ووزير العدل الأستاذ مصطفى الرميد ،ومحمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان إذا ما حدث مكروه لزوجي الشيخ  أبي معاذ نور الدين نفيعا المحكوم ب 20 سنة ظلما وعدوانا . والذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 9 أبريل 2012 وصحته جد متدهورة  كما  يعاني من الإهمال الطبي من طرف إدارة السجن والتي سلبت منه كل حقوقه  السجنية وهو معزول عن الإخوة منذ سنة كاملة  إذ يعاقب  على ذنب لم يقترفه ولم تكن له يد فيه .
  وللذكر فإن الشيخ أبا معاذ كان معتقلا بالسجن المركزي بالقنيطرة قبل أن يتم  ترحيله إلى السجن المحلي بسلا يوم 23 مارس 2011 ليلا في سيارة خاصة بطلب من بنهاشم للتوسط في الحوار بين الإدارة والمعتقلين اللذين كانوا يخوضون آنذاك اعتصاما مفتوحا فوق السطوح بسجن سلا .وقد كان له دور كبير في نزع فتيل التوتر لإقناع المعتصمين بالنزول من فوق الأسوار وذلك بعد إبرام اتفاق 25 مارس 2011 بين الدولة في شخص الكاتب  العام لوزارة العدل محمد ليديدي والمندوب العام لإدارة لسجون حفيظ بنهاشم ،و الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان من جهة والمعتقلين من جهة أخرى منهم الشيخ أبو معاذ بحضور كل من رئيس منتدى الكرامة سابقا مصطفى الرميد .والأستاذ محمد حقيقي المدير التنفيذي للمنتدى إذ وعدوهم بتسوية ملفهم في أقرب الآجال مع تمتيعهم بكافة حقوقهم السجنية في انتظار إطلاق سراحهم بعد ذلك هدأت النفوس واستبشرنا خيرا بعد هذا الاتفاق .بعدها وعندما طالب زوجي نور الدين نفيعا بإرجاعه إلى السجن المركزي بالقنيطرة طلبوا منه البقاء بسجن سلا إلى أن تنتهي بعض الأشغال بسجن تولال بمكناس لأن هذا كان مطلبه لقربه من عائلته. لكننا فوجئنا يوم 16 و 17 ماي 2011 بمهاجمة المعتقلين و معاقبتهم وكان زوجي أولهم .هل هذا هو جزاء من كان له دور في تهدئة الأوضاع داخل السجن …؟وأكثر من هذا اتهم بما يعرف بأحداث الشغب بالزاكي وحوكم بأشد التهم الكاذبة حيث أن الحراس برأوه من التهم المنسوبة إليه وأنه ليست لهم علاقة به وأن بعضهم أكد أنه لا يعرفه بل يسمع عنه وهذا ما قالوه في مراكز الشرطة مع ذلك تم الحكم عليه بسنتين سجنا نافذة ظلما وعدوانا.الآن مرت سنة كاملة ولم تنته العقوبة إذ مازال يعاني هو وباقي المعتقلين الظلم والقهر بسجن تولال  2 بمكناس ونفس الأوضاع كذلك بسجن سلا 2. فعن أي إدماج يتحدثون في ظل هذه الأجواء الكارثية… ؟ لقد تعبنا من الوعود التي لا تتحقق .
  كما أني أحمل بنهاشم بصفة خاصة مسؤولية توريط زوجي الشيخ أبي معاذ نور الدين نفيعا في هذه الأحداث التي هو بريء منها براءة تامة إذ حوكم ظلما وعدوانا بسنتين .هذا الحكم نزل علينا كالصاعقة إذ شعرت بانهيار كبير خاصة أني أعاني من ورم في الغدة النخامية بالتحديد على مستوى الرأس حيث أفقد بصري من حين لآخر ومن أمراض مزمنة أخرى ومن ارتفاع في الضغط . كما أني لا زلت أعاني من مرض نفسي ورثته من السنة التي قضيتها مع زوجي بالمعتقل السري بتمارة  سنة 2009.
إننا نناشد رئيس الحكومة الأستاذ عبد الإله بنكيران ووزير العدل والحريات الأستاذ مصطفى الرميد بالتدخل العاجل وزيارته للتأكد من سوء وضعيته قبل أن تقع كارثة داخل سجن تولال 2 وسلا2 فالحالة الصحية للمعتقلين لا تبشر بخير ،كما نناشد كل  الجمعيات الحقوقية المحلية والدولية و المنابر الإعلامية و كل الأصوات الحرة أن يساندونا في هذه المحنة .
  وختاما لقد تعهد المسئولون بتسوية وضعية زوجي ورد الاعتبار له ومن معه من المعتقلين لكن دون جدوى. فزوجي قد أثقل بعشرين سنة ظلما وعدوانا، وقد كان هذا التراجع الخطير عن اتفاق 25 مارس2011 للحيلولة دون إطلاق سراحه ومواصلة الإفراج عن باقي المعتقلين. ورغم ذلك فنحن مازلنا ننتظر بشائر الإفراج قريبا إن شاء الله تعالى .
مريم الشقوري “أم  معاذ ” زوجة المعتقل الشيخ أبو معاذ نور الدين نفيعا

 

الأسرى يجوعون وغيرهم يرتعون؟

الأسرى يجوعون وغيرهم يرتعون؟

د. فايز أبو شمالة

قبل أن يكونوا أسرى، كانوا هم رجال المقاومة الذين حاربوا عدونا، وقبل أن يصيروا أسرى كانوا عشاق الكرامة والقتال، وكانوا القنابل والتفجيرات والرصاص الذي لعلع في كل مكان، إنهم الرجال الذين تطهمت أيديهم بدم الإسرائيليين، ولمع سنا قنابلهم في سماء فلسطين.
إنهم الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام، الذين فرضوا علينا بإضرابهم أن نتعرف على شخصيتهم؛ كي نحدد هوية أصدقائهم، وكي نميط اللثام عن وجه أعدائهم، وأزعم أن القارئ العربي قد أدرك أن كل من اقتنع بالمقاومة المسلحة طريقاً لتحرير فلسطين هو حبيب الأسرى وصديقهم، وهو من يتوجع لوجعهم، بينما كل من نبذ المقاومة وكره المقاومين هو عدو للأسرى، وشامت بهم، وهو لا يحس بأوجاعهم.
إنهم الأسرى الفلسطينيون بعد واحد وعشرين يوماً من الامتناع الكامل عن تناول أي لقمة خبزٍ، أو طعام، أو أي محلول مغذٍ، إنهم يصمدون على شربة ماء ولحس بعض حبات الملح، وهم يعرفون أن أجسادهم تذوب، وأن عظهم يتهاوى، وأن حواسهم قد يصيبها الوهن، وتموت، وقد يموتون، ولكنهم الأسرى الذي حاربوا عدونا بالسلاح، وأوقعوا فيه، وكانوا جاهزين للشهادة، هم أنفسهم الذين يحاربون عدونا بصمودهم، وجاهزون للشهادة  في سبيل الله.
إنهم الأسرى الفلسطينيون الذين أجابوا بإضرابهم عن الطعام على تساؤلات بعض الفلسطينيين والعرب الذين نسوا الأسباب التي من أجلها صار السجن الإسرائيلي مقاماً للرجال، ونسوا أننا تركناهم، وغرقنا في تعقيدات المشهد السياسي الفلسطيني، حتى صعب على بعضنا حل لغز الانقسام الفلسطيني، وارتج أصبع البعض خشية أن يشير على الحقيقة المرة التي تصفع قضيتنا في كل صباح، وتطرح علينا التساؤلات التالية:
لماذا هم أسرى، بينما ندعي نحن الحرية؟ لماذا هم تحاصرهم الجدران، بينما لا يطبق على أنفاسنا قيد السجان؟ لماذا لم تغفل عنهم الأحقاد الصهيونية، بينما نتفاخر نحن بأننا عبرنا عن الحواجز الإسرائيلية؟ لماذا هم محرومون من رؤية الأهل والأحبة، بينما نحن نحتضن أهواءنا كل عشيّة! لماذا هم أسرى مختطفون في السجون الصهيونية، بينما بعضنا في طرقات المستوطنين يمشي واثق الهوية؟
لماذا مروان وعباس وعبد الله وأحمد وحسن في السجون ينزفون يومهم، ويعذبون، ويحرمون، بينما محمود ونبيل والطيب وفرج وسلام يسافرون، ويمرحون، ويمزحون، ويأكلون، ويشربون، ثم يخرجون على وسائل الإعلام يتفاخرون!؟ لماذا؟!

الليبرالية السعودية.. إلى أين؟

الليبرالية السعودية.. إلى أين؟

إبراهيم بن محمد الحقيل

من المتفق عليه أن الليبرالية السعودية تقوم على أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة، فمنهم من مضى إلى قبره -عامله الله تعالى بعدله- ومنهم من لا يزال يصارع مجتمعا كاملا، يريد فرض رؤيته الضيقة عليه، قبل أن يُطوح به في مزبلة التاريخ كما طوح بمن كانوا قبله.
هذه الشرذمة القليلة استغلت نفوذها، وسخرت مقدرات البلاد في شراء بعض الذمم الشرعية، وكثيرًا من الذمم الإعلامية -كما قد كشف ذلك مستشار في الديوان الملكي-  وهي تسعى لفرض أقذر ما في الليبرالية الغربية على المجتمع السعودي، وحجب محاسنها عنه؛ لأنها تُطيح بهم، وتحد من نفوذهم.
هذه الشرذمة الليبرالية المتنفذة التي اشترت بعض من يبيعون لحاهم بعرض من الدنيا، ومكنت لهم؛ ليكذبوا على الله تعالى، ويتقولوا على شريعته؛ شرَّعوا بهذه اللحى الآثمة الاختلاط ثم فرضوه بقوة القرار، وآن الأوان عندهم لتجاوز ذلك إلى القضاء الشرعي لإفساده كما قد فعلوا ذلك من قبل بالإعلام والتعليم والعمل. وما كانوا يظنون أن ثورة مضرية من بعض القضاة ستصليهم بنارها، وتكشف الفشل الإداري الذريع، والفساد المالي المستشري عند من يرفعون لافتات الإصلاح والتحديث والتطوير، ويخدعون الناس بمعسول الكلام، ويتوقع أن تزداد مقالات القضاة الفاضحة لمدعي الإصلاح خلال الأيام القادمة إن لم يكف المفسدون عن إفسادهم. وصاحب ذلك أيضا كشف مستشار الديون الملكي لكثير من الحقائق التي كان يقرؤها الناصحون في القرارات التغريبية المتسارعة إلى حد التهور والجنون، ولكنها كانت غائبة عن العامة.
وإزاء هذه الأحداث المتسارعة ألفت انتباه القارئ الكريم إلى ما يلي:
أولاً: أن من رحمة الله تعالى بالمملكة ولطفه بأهلها أن الليبرالية الاستئصالية المتطرفة لم تتمكن من مفاصل القرار في البلاد إلا في وقت متأخر جدًا، لن يمكنها من التغيير كثيرًا، ولا من الاستمرار في ظل تنامي الخيارات الشعبية، وضعف السطوة الرسمية.
وقد تسلقت الليبرالية السعودية على أحداث سبتمبر وغزو العراق وأحداث العنف؛ لفرض التغيير على المجتمع بدعوى دفع الغضبة الأمريكية، التي دُفنت فيما بعد على أرض أفغانستان والعراق، ولم يعد لها وجود إلا في أذهان من يريدون بقاءها، والتخويف بها.
ثانيا: سعت الليبرالية السعودية الاستئصالية بكل قوة لإنزال الناس إلى الشوارع عبر إجراءات عدة كان أهمها الاستفزازات المتكررة للناس بالنيل من دينهم، والطعن في علمائهم، والكذب على دعاتهم، وتكميم أفواههم، ومحاولة اختراق نسيجهم الاجتماعي المحافظ، والزج برهبان المعبد الليبرالي ليبيحوا المحرمات بالمتشابهات من النصوص.
ولسائل أن يسأل: ما دام أن أزلام الليبرالية السعودية الاستئصالية متنفذون فلماذا يسعون لإنزال الناس للشوارع، وإحداث فوضى في البلاد، وذلك ليس في صالحهم؟!
وللإجابة على هذا السؤال: لا بد أن نعي أن الليبرالية في السعودية طارئة ومؤقتة، وليس لها رسوخ كما في تونس ومصر، وقد اقتلعها الشعبان التونسي والمصري، فمصير الليبرالية السعودية إلى الأفول والاضمحلال. والمتنفذون من ربانها يعلمون أن بقاءهم في النفوذ لن يستمر، وأنهم قد يُحاسبون فيما بعد على تجاوزاتهم؛ ولذا يريدون حرق المراحل بأسرع وقت ممكن، وإحلال الفوضى في البلاد لإفسادها على من بعدهم.
ثالثا: كان من توفيق الله تعالى  للعلماء والدعاة والمصلحين والمحتسبين تعاملهم مع هذه الهجمة الليبرالية الشرسة بنفس طويل، وصبر جميل رغم الاستفزازات الليبرالية المتكررة. والاحتساب عليهم قدر المستطاع بالطرق السلمية، وقد يعد البعض هذا تخاذلا أو ضعفا، لكنه على المدى البعيد كان الأنجع أسلوبا؛ وذلك أن الليبراليين انكشفوا لعامة الناس، وظهر أنهم مفسدون، وما عادت تنطلي حيلهم الإعلامية، وكذبهم المتكرر على أبسط الناس. وكانت أُمنية الليبراليين ضرب التيار الديني بالسلطة؛ ليقطفوا هم والرافضة الثمرة، ولكن الله تعالى خيب مساعيهم، وأبطل كيدهم.
رابعا: من المتقرر أن التغريب حين فُرض على دول العالم الإسلامي خلال القرن الماضي إنما فرض بقوة القرار السياسي، وهو كذلك في السعودية بعد نفوذ بعض الليبراليين، لكن مدافعة العلماء والدعاة، وفضح مخططات التغريب ستعرقل مشروعهم ثم تقوضه بإذن الله تعالى، ولا سيما أنه جاء في وقت أصبح للشعوب كلمتها وقوتها، وفي وقت يتصاعد فيه الإسلام بقوة في شتى الدول. وأما مظاهر التغريب التي بدأت تتسرب للمجتمع بتخفف النساء من الحجاب، وانتشار ظاهرة التعري بين النساء، والتسامح في الاختلاط فهي في ظني نزوة عابرة يمر بها المجتمع تحت التزيين الإعلامي، والضغط المتواصل لتطبيع التغريب. وقد عادت شعوب إسلامية أخرى إلى دينها، وعاد نساؤها إلى حجابهن، وهي بلاد غمست في التغريب عشرات السنين، حتى مضى زمن أضحت شعائر الإسلام فيها غريبة.
وهذا يحتم على العلماء والدعاة والداعيات والمصلحات الاستمرار في الدعوة والإصلاح، وعدم اليأس بسبب بعض المظاهر السلبية، أو بسبب النفوذ الليبرالي، فكل ذلك سيزول بإذن الله تعالى. وأيضا نحن مكلفون بدفع الباطل ما استطعنا، والنتائج بيد الله تعالى، والعاقبة للتقوى.
خامسا: من خلال ما كشفه المستشار في الديوان الملكي ظهر أن الإعلاميين المتحمسين للتغريب قد اشتريت ذممهم، وأنهم يبيعون مبادئهم لمن يدفع لهم، يعني باختصار: هواتف عملة. وهذا يدل على أن نسخة الليبرالية السعودية نسخة مزورة، وأن مبادئ دعاتها تشترى اليوم بالريال السعودي. ومن يدري فقد تُشترى غدا بالريال الإيراني، أو الشيكل الإسرائيلي، أو الدولار الأمريكي، فسحقا لوطنية يغرد بها من هذه حقيقتهم.
أخيرا: سمعت عن احتفاء الليبراليين السعوديين باختيار السابع من مايو يوما عالميا لليبرالية السعودية، واعتراف منظمة الليبرالية العالمية بذلك، وبغض النظر عن كون هذا اعترافا بالعمالة للخارج؛ لكون الليبرالية في أصولها تتعارض مع النظام الأساسي للحكم في السعودية… أقول بغض النظر عن ذلك أتساءل: هل كانت المنظمة الليبرالية العالمية ستعترف بهذا اليوم لليبرالية السعودية، وتجعله يوما عالميا لو علمت أن الليبراليين السعوديين لو جمعوا في حافلة نقل عمال لما ملؤها؟!

خمسة ملايين دولار تعويض لأمريكية تعرضت للتمييز بعد إسلامها

5 ملايين دولار تعويض لأمريكية تعرضت للتمييز بعد إسلامها

صدر قرار عن قاضٍ – الجمعة 4-5-2012 –  بالولايات المتحدة يقضي بأن هيئة محلفين تمنح خمسة ملايين دولار لامرأة في كنساس سيتي تحولت من “المسيحية” إلى الإسلام كتعويض عن أضرار لحقت بها بعد أن وجدت هيئة المحلفين أن عملاق الاتصالات “إيه تي اند تي” خلقت “بيئة عمل عدائية” بعد اعتناقها الإسلام.

وأقامت سوزان بشير (41 عامًا) وهي أم متزوجة دعوى على ساوث ايسترن بيل وحدة “إيه. تي اند تي” عما وصفته بنمط للسلوك العدائي والتمييزي من قبل مشرفيها بدأ عندما اعتنقت الإسلام في 2005 بعد ست سنوات من بدء عملها في الشركة كفنية شبكة عمل.

وقالت محاميتها امي كوبمان: “بعدما بدأت بشير في ارتداء الحجاب وحضور صلاة الجمعة أطلق عليها مدرائها وزملاؤها في العمل أسماء من بينها “إرهابية”،
وقالوا لها: إنها ستدخل النار”.

وطلب أحد المديرين من سوزان مرارًا خلع الحجاب وأهانها لارتدائها إياه وذات مرة جذبها وحاول تمزيق الحجاب من على رأسها.

وشكت سوزان بشير للموارد البشرية ثم قدمت شكوى رسمية بخصوص التمييز إلى لجنة تكافؤ فرص العمل وفصلت بعد ذلك في 2010.

وبعد عدة أيام من سماع الشهادة والتداول أمرت دائرة محكمة مقاطعة جاكسون “إيه. تي اند تي” بدفع خمسة ملايين دولار كتعويض عقابي عن الأضرار التي لحقت ببشير، بالإضافة إلى 120 ألف دولار كتعويض فعلي عن الأضرار التي لحقت بها.

دبلوماسي صهيوني: “إسرائيل” جنة الشواذ جنسيًّا في الأرض

دبلوماسي صهيوني: “إسرائيل” جنة الشواذ جنسيًّا في الأرض

أعلن سفير “الكيان الصهيوني” في الولايات المتحدة مايكل أورن مساء أمس الأحد أن دولة الاحتلال تعد “جنة للشواذ جنسيًّا في الأرض”، مشيرًا إلى أن الأشخاص الشواذ يعتبرون جزءًا لا يتجزأ من المجتمع “الصهيوني”.

وأشار أورن إلى أن “دولة الاحتلال” رعت خلال السنوات الماضية المسيرة العالمية للشواذ جنسيًّا بمدينة القدس المحتلة، وقامت بتوفير الحماية الكاملة لها.

وأضاف أورن خلال المؤتمر السنوي للشواذ جنسيًّا، والذي يعقد بالولايات المتحدة الأمريكية: “إن الأشخاص الشواذ جنسيًّا في “إسرائيل” هم جزء من المجتمع “الصهيوني”، حيث إننا نجد منهم الجنود والفلاسفة والمشرعين والقضاة وعمال المصانع والحرفيين والأطباء والمدرسين، وهم ليسوا شواذ جنسيًّا بل هم بكل فخر “إسرائيليون”“.

وفي سياق آخر، أعلن ممثل الشواذ في حزب العمل “دان سليفر” في وقت سابق عن ترشيح نفسه عن قائمة حزب العمل في الانتخابات القادمة للكنيست “الصهيوني”.

وذكرت صحيفة “معاريف” “الصهيونية” أن هذه هي المرة الأولى التي يرشح فيها شاذ جنسيًّا من حزب العمل نفسه لانتخابات الكنيست، مشيرة إلى أن رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش أعطت موافقتها الكاملة لـ”سليفر” ليرشح نفسه عن قائمة الحزب.

و قد أعلنت ليفني رئيسة حزب “كاديما” المستقيلة أنها جندت نفسها خلال الأعوام الماضية لمهمة الحديث باسم جمهور الشواذ جنسيًّا، وطالبت على المستوى السياسي بعمل تغييرات في القوانين تسمح لهم بالعيش كمواطنين فخورين ومتساويين في الحقوق بكل معنى الكلمة في “الكيان”.

وقالت: “حق الحب لا تمنحه الدولة وهو حق لكل إنسان، ولكن حق العيش في أزواج وتلقي الحقوق يجب على الدولة أن تمنحه للشواذ جنسيًّا”.

والشذوذ انتكاسة للفطرة وقد عدَّ الله عز وجل هذا الفعل فاحشة وتعديًا، وأنزل على قوم لوط عذابًا لا يماثله عذاب أي أمة أخرى، وقد أخبر سبحانه أن هذه العقوبة ليست ببعيدة عن الظالمين.

فرانسوا هولاند، بعيون إسرائيلية !

فرانسوا هولاند، بعيون إسرائيلية !

د. عادل محمد عايش الأسطل

كما يقولون في الغرب، إن العملية الانتخابية في الديمقراطيات، دائماً ما تكون مبهجة، بسبب أنها تحمل معانٍ ودلالات مختلفة، فهي انعكاس لتثبيت أو تغيير الحكومات، فيما إذا كانت ذات انجازات أو إخفاقات، ومن ناحية أخرى تحديد اتجاهات الجمهور الأوروبي الغربي، السياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها، وهذه لاشك مثيرة للإعجاب لديهم على الأقل، للحكم على المرشحين والناخبين في آنٍ معاً.
ولكن الشيء اللافت والذي يجب التركيز عليه، باستعمال جملة الحواس لدينا، هو أنه ليس بالضرورة أن تكون المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، هي السبب الوحيد في تثبيت أو إسقاط الحكومات، بل يوجد هناك “عناصر مُحيّرة” أخرى، تقع كمتشابهات ومتداخلات بين تلك المجالات، تعتبر دافعة وبصورةٍ أقوى أثناء العملية الديموقراطية، والتي تتدخل بصورة مباشرة في إدارة وتشكيل الصورة النمطية الشاملة في البلاد الأوروبية.
في الانتخابات الفرنسية التي جرت بالأمس، قد يتفق الخبراء على أن “نيكولاي ساركوزي” خسر الانتخابات، نتيجة سياساته الاقتصادية، التي تبين من خلالها عدم حبه للأغنياء – منهم اليهود- واستعداده للتضحية بالدرع الضريبية، التي تحد حتى 50% من العائدات الضريبية من المكلفين وأصحاب الثروات. وقد يتفق آخرين، على أن سياساته المتعلقة بالحد من حريات الأقليات المسلمة وغيرها، أيضاً كانت سبباً آخر في خسارته، كرهاً له وانتقاماً منه.
لكن هناك من يتفق وبصورة أكبر، على أن هناك من العناصر الأقوى سياسياً والأقدر اقتصادياً، وساهمت في وأد الفرصة أمامه، وستساهم بصورةٍ أكبر مستقبلاً، في تشكيل الحكومة الفرنسية، وحتى رسم سياساتها، والتحكم في قراراتها، وسواء كانت الداخلية أو الخارجية، والتي تتمثل في جماعات الضغط، واللوبيات القوية والمؤثرة داخل الدولة، وأهمها اللوبيات اليهودية والصهيونية، التي يزيد عددها داخل البلاد، عن 700 ألف يهودي، يقطنون الأحياء الراقية في أنحائها، ويجمعون ما بين المكانة السياسية والثراء الاقتصادي، والغنى الثقافي والفكري.

لقد لعب اللوبي اليهودي – الأكثر تنظيماً- في الداخل الفرنسي، دوراً كبيراً في تصعيد الأزمات في الحياة العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومنذ أن بدأ نشاطاته، زعيم الحركة الصهيونية “تيودور هرتزل” الذي كان أقام في باريس لفترة طويلة، وساهم كثيراً في تقوية الجالية اليهودية السياسية والاقتصادية، واعتماد مصطلح “معاداة السامية” في لجم الأوروبيين، وإطلاق الحريات اليهودية، وإن كانت مدعاةً لإثارة المشاعر لدي الشعوب الأوروبية والفرنسية خاصة، حيث كان لها الأثر البالغ، في مضاعفة النفوذ اليهودي واعتبر كأكبر نفوذ يهودي في أوروبا، داخل البلاد، كون اليهود باتوا موجودين في غالبية التيارات السياسية الفرنسية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بل إن بعضهم تزعم حركات وأحزاب سياسية عدة، واتضح أثرهم من خلال دأبهم على ربط دولة إسرائيل بعلاقات قوية ومميزة مع الدولة الفرنسية، وكان من أبرزها التعاون العسكري من حيث الإمدادات التسليحية المتطورة، ومشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر، والتماهي مع إسرائيل في سياساتها ضد العرب بشكلٍ عام. وهناك التعاون التقني، وخاصةً في المجال النووي، الذي كان شكل أساساً لبرامج إسرائيل النووية الحالية.
وبرغم إيجابيات ذلك النفوذ، لصالح اليهود وإسرائيل، إلاّ أنه كانت هناك تداعيات قاتلة، فكثيرة هي الأزمات التي شابت العلاقات الفرنسية “اليمينية” – الإسرائيلية، ومنها على سبيل المثال، الأزمة الفرنسية مع إسرائيل في يوليو/تموز 2004، على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي” أريئيل شارون” بشأن دعوته، اليهود الفرنسيين للهجرة إلى “الدولة العبرية” هرباً، مما وصفه بأنه أبشع صور “معاداة للسامية”. وكرر مقولة، مؤسس دولة إسرائيل “دافيد بن غوريون” بتأكيده، على أن عملية الاندماج اليهودي، في المجتمعات التي يعيشون فيها، هو أكبر خطر يهدد اليهودية، الأمر الذي أغضب الساسة الفرنسيين، وأثار احتجاج باريس، وأعلنت أنها لن تحدد موعداً لزيارته لباريس التي كانت سارية، قبل تلك التصريحات.
وأيضاً فقد ساءت العلاقات الفرنسية- الإسرائيلية، حينما وصف “ساركوزي”، رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو” بأنه كذاب، أمام الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” في مدينة “كان” التي شهدت انعقاد قمة العشرين أوائل نوفمبر/تشرين ثاني 2011، وما زاد في حدة الجفاء أيضاً هو، الانتقاد المستمر لحكومة ساركوزي” لسياسة إسرائيل الاستيطانية، والسماح بإقامة معرضٍ أوائل أبريل/نيسان الفائت، فى مدينة “إينجولم” غرب فرنسا، يكشف الأعمال العسكرية الإسرائيلية الرهيبة، ضد السكان الفلسطينيين، وأثار اللوبي اليهودي داخل فرنسا، إضافةً إلى حادثة “تولوز” أواخر مارس/آذار، وتصرفت فيها “إسرائيل” وكأنها “ولي أمر” يهود العالم، حين هاجم “نتانياهو” الأمم المتحدة جراء عدم تنديدها بعملية القتل، التي تعرض لها يهود، ومن ناحيةٍ أخرى عدم تماشيها، مع التوجهات الإسرائيلية، بشأن الملف النووي الإيراني.
وبالرغم من الخطوات العلاجية، التي هدفت تبريد العلاقة بين “ساركوزي ” و “نتانياهو” إلاّ أنها لم تفلح في تغيير هذا الميراث، الذي بدا أكثر تعقيداً، وكان وضح تماماً لماذا انتصر الاشتراكي “فرانسوا هولاند” وبعد غياب 17 عاماً على حكم الاشتراكيين، مع إنه أقل بدرجات، من حيث الانخراط في السياسة الخارجية، خارج الاتحاد الأوروبي، لقد اختارته فرنسا ليس لأنه وعد بالنمو للاقتصاد الفرنسي وحسب، بل لتأكيده على شيئين حازا بالقطع، على رضا اللوبي اليهودي داخل فرنسا، وأيضاً رضا ” نتانياهو”، وهما تأييده لإسرائيل في سياساتها بشأن الحل النهائي للقضية الفلسطينية، والتمدد الخارجي بشأن نيّتة، التدخل المباشر، سواءً في الشأن السوري، أو بشأن مساندة إسرائيل في توجهاتها ضد إيران، وهذا الرضا بدا مضاعفاً، خاصةً بعد رحيل “سيلفيو برلسكوني” في إيطاليا منتصف الشهر الماضي، وعلى الأقل سوف لا يجد “نتانياهو” الشخص الذي لا يريده  في الاليزيه، ويتهمه بتنمية روح العداء تجاه إسرائيل.
فوز “هولاند” ولاشك، كان لائقاً به، من وجهة النظر الإسرائيلية، حيث أهمل القضية الفلسطينية، واختار قضيتين مهمتين، هما في الوقت الراهن على جدول الأعمال الدولي، البرنامج النووي الإيراني، والأزمة السورية، حيث ترى وتأمل، بضرورة الحفاظ على “صلابة” مضاعفة ومتطورة من باريس، تجاه كلٍ من طهران ودمشق، وقضايا دولية وإقليمية أخرى، هي في مركز اهتماماتها.
بالتأكيد، بعد هذا التغير سيكون من المثير للاهتمام، أن نرى كيف ستبدو عليه فرنسا “الاشتراكية” وفيما إذا كان – الفائز- سيمضي على ما ندر لصالح إسرائيل، أو سيلقي بالاً للشأن العربي، الذي كان ساقطاً بالكلية من حساباته الهولندية، لننتظر ونرى.