ناقد مغربي: ممثلون مصريون يهاجرون إلى الرباط لتصوير أفلام إباحية

ناقد مغربي: ممثلون مصريون يهاجرون إلى الرباط لتصوير أفلام إباحية

هاجم الناقد السينمائي المغربي حسن بنشليخة بشدة، توافد فنانين مصريين في الفترة الأخيرة على المغرب للاشتغال في أعمال فنية محلية، أفلاما كانت أو مسلسلات كوميدية ودرامية، إذ اعتبر مجيئهم «إهانة» للشعبين المغربي والمصري في آن واحد.

وقال بنشليخة لصحيفة «هسبريس» المغربية «توافد ممثلين مصريين للاشتغال في مجال السينما أو التلفزيون المغربي، يحمل إهانة كبيرة للشعبين المصري والمغربي».

وأضاف «الذين يستضيفون هؤلاء يعرفون حجم هذه الاهانة، فرغم أن ثلاثة منهم مترهلون عجزة، فكلهم باستثناء عبدالعزيز مخيون، ليسوا بممثلين بما تحمله الكلمة من معنى».

وقال «أما أفلام هؤلاء الممثلين المصريين فهي مثقلة بالمشاهد الإباحية والكلام الساقط. وهذا التحول المفاجئ هو نتيجة اختلافات أيديولوجية ومعاناة اقتصادية ومادية بالأساس، لا يمكن فهمه إلا بربطه بما يجري حاليا في مصر من أحداث سياسية مؤثرة».
وأضاف «المقلق في هذه التحولات المفاجئة يكمن على مستوى القيم والمفاهيم، فالصورة النمطية التي تكونت في عقول أهل الشرق عن المرأة المغربية تسبب فيها المخرجون المغاربة عندما جردوها من عفتها دون خجل، وتحت كل المسميات الفارغة».
وقال «هؤلاء الممثلون المصريون يعلفون من المعلف الذي يعلف منه المخرجون المغاربة، فإنهم تصوروا أن المغرب أكثر الدول العربية وفرة للعشب الأخضر»، على حد تعبير الناقد السينمائي
يُذكَر أنه لوحظت “هجرة” ممثلين مصريين إلى المغرب في الفترة الحالية؛ من بينهم الفنان عبد العزيز مخيون الذي يوجد في البلاد من أجل تصوير مشاهد في مسلسل “الحياني” الذي يتطرق إلى مسار حياة المطرب الراحل محمد الحياني.

وتشارك في هذا العمل الممثلة نهلة سلامة أيضًا، وتلعب دور زوجة الملحن الذي اكتشف الحياني. ويتقمص شخصيته الفنان المغربي محمد بصطاوي، عدا مشاركة الممثليْن المصرييْن منى هلا وحسين الإمام اللذين سيحضران إلى المغرب في 25 مايو/أيار الجاري، لتصوير سيت كوم “ديما جيران” الذي سيُعرض في رمضان المقبل على القناة الثانية.

المحامى السعودى يتخلى عن “الجيزاوى”

المحامى السعودى يتخلى عن “الجيزاوى”

أعلن المحامى السعودى، أحمد الراشد، تخليه عن الترافع فى قضية المحامى المصرى أحمد السيد، المعروف بـ “أحمد الجيزاوى” المعتقل على ذمة تهريب أقراص زاناكس المحظورة فى السعودية.

وقال الراشد فى اتصال هاتفى مع صحيفة “سبق” الإلكترونية السعودية، إنه تقدم اليوم للجهات المعنية بطلب التخلى عن القضية نهائيًا وإلغاء الوكالة.. وأضاف الراشد فى تبريره للتراجع عن الدفاع عن الجيزاوى: “الجيزاوى قام بالتصديق على اعترافاته، وهناك أمور غامضة اتضحت لى فى القضية ودفعتنى للتخلى عنها”.

وأضاف الراشد: “بعد أن تعمقت فى دراسة القضية بشكل دقيق ومن خلال ما استجد أثناء التحقيق، اتضح أن موكلى أخفى عنى الكثير من المعلومات المهمة والمؤثرة، وبناء على هذه الأسباب تعذر استمرارى”.

وكان الراشد قد أعلن قبل نحو 10 أيام أن تسلم القضية باتفاقٍ مع أسرة المتهم، وبالتنسيق مع السفارة المصرية.

يذكر أن المحامى المصرى أحمد محمد ثروت السيد، المعروف بـ “أحمد الجيزاوى” اعتقل بمطار جدة أثناء توجهه لأداء العمرة بتهمة تهريبه 21 ألفًا و380 قرصًا من عقار زاناكس، المحظور تداوله فى السعودية حيث يقتصر صرفه على مستشفيات الصحة النفسية الحكومية تحت إشراف طبى دقيق.

مجلس شورى العلماء يترك أمر اختيار رئيس الجمهورية لتقوى الله

مجلس شورى العلماء يترك أمر اختيار رئيس الجمهورية لتقوى الله في نفوس المسلمين أن يختاروا الأقرب إلى المنهج الإسلامي، والأكثر حسمًا بقضية تطبيق الشريعة

خلال الجلسة المسائية للاجتماع، الذى عقده مجلس شورى العلماء مساء اليوم الأربعاء قرر ترك أمر اختيار رئيس الجمهورية لتقوى الله في نفوس المسلمين أن يختاروا الأقرب إلى المنهج الإسلامي، والأكثر حسمًا بقضية تطبيق الشريعة

وصدر بعد الاجتماع البيــــان الثاني والعشرون لمجلس شورى العلماء الذي حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسحة منه جاء فيه ما نصه :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد…
إنه في يوم الأربعاء الموافق 25 من شهر جمادى الآخرة 1433 هجريًا 16 من مايو 2012 م
اجتمع مجلس شورى العلماء وقرر الآتي:
أولًا:
مجلس شورى العلماء بأعضائه العشرة الموضحة أسماؤهم في نهاية هذا البيان مجلس شرعي مستقل تجمعهم عقيدة راسخة هي عقيدة السلف الصالح، لا ينتمون إلى حزب ولا يتعصبون لأحد، ولا يوالون أو يعادون على شخص بعينه، بل ولاؤهم للحق وحده.
ثانيًا:
بعد نظر المجلس واجتهاده في أحوال المرشحين تقرر لديه أن يترك أمر اختيار رئيس الجمهورية لتقوى الله في نفوس المسلمين أن يختاروا الأقرب إلى المنهج الإسلامي، والأكثر حسمًا بقضية تطبيق الشريعة، مع التأكيد صراحةً على أمرين:
ا- ألا يخرج اختيارك عن المرشحين الإسلاميين واضحي الهوية.
ب- الحذر من دعم من لا يصرح بوضوح بتطبيق الشريعة وحراسة الدين وسياسة الدنيا به.
وقد يرى بعض أفراد المجلس باجتهاده الشخصي ترجيح بعض الأشخاص على بعض من أصحاب المنهج الإسلامي؛ فليعبر عن رأيه بصفته الفردية.
ثالثًا:
يوصي مجلس الشورى المرشحين بتقوى الله والوفاء للمواطنين والهيئات بما تعاهد عليه الجميع، من السعي الجاد لتطبيق الشريعة، والحكم بالحق والعدل، وتحمل أعباء خدمة هذا الوطن وشعبه.
رابعًا:
يؤكد مجلس شورى العلماء على المجلس العسكري وجميع الهيئات المنوط بها مراحل العملية الانتخابية والإشراف عليها بالحرص على سير العملية الانتخابية بعدل ونزاهة لضمان سلامة البلاد من الويلات والفتن.
خامسًا:
يحث مجلس شورى العلماء رموز الدعوة الإسلامية ألا يختلفوا وألا يتنازعوا حتى لا يفشلوا وتذهب ريحهم، وأن يضبط الجميع أقواله وأعماله على ضوء ما حث عليه الإسلام من المخاطبة بالحسنى وسلامة الصدر امتثالًا لقول النبي ق:«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
حمى الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
أعضـــــاء المجلس
-1 فضيلة الدكتور/ عبدالله شاكر ………… رئيسًا
-2 فضيلة الدكتور/ محمد حسان …………….. نـائبًا
-3 فضيلة الشيخ/ أبو إسحاق الحويني …………. عضوًا
-4 فضيلة الشيخ/محمد حسين يعقوب ………… عضوًا
-5 فضيلة الدكتور/ سعيد عبدالعظيم ………. عضوًا
-6 فضيلة الشيخ/ مصطفى العدوي …………….. عضوًا
-7 فضيلة الدكتور/ جمال المراكبي ………… عضوًا
-8 فضيلة الشيخ/ أبو بكر الحنبلي …………… عضوًا
-9 فضيلة الشيخ/ وحيد بن بالي ……………….. عضوًا
-10 فضيلة الشيخ/ جمال عبد الرحمن ……… منسق المجلس

طائرات بدون طيار تستهدف بالقصف خلية للقاعدة بمنطقة مسيلة بحيرة شرقي مدينة شبام بمحافظة حضرموت

عاجل : طائرات بدون طيار تستهدف بالقصف خلية للقاعدة بمنطقة مسيلة بحيرة شرقي مدينة شبام بمحافظة حضرموت
اوباما يأمر بتجميد أموال من يعرقل العملية السياسية في اليمن

عاجل – شبكة المرصد الإخبارية

تعرضت منطقة المسيلة من ضواحي بحيرة تبعد بنحو 4 كيلو شرقي مدينة شبام بوادي حضرموت للقصف الصاروخي الآن الساعة 11.20 تقريباً فيما يُعتقد أنها ثلاث ضربات تطلق من طائرة بدون طيار بحسب السكان بالمناطق المجاورة حيث سمع دوي الانفجارات الى العديد من المناطق المجاورة حتى منطقة الغرفة حيث يشاهد ألسنة الهب من على أسطح منازلها .

علماً وأن منطقة الغرفة هي الضاحية الغربية لمدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت وتبعد بنحو 10 كيلو عن موقع القصف الذي نُقل على أنه أنه أستهدف النيل من خلية للقاعدة بتلك المنطقة بحسب مصدر عسكري بالنقطة الامنية المرابطة بمفرق بحيرة – شبام هذا وقد أفادت توقعات بأن الضربة قد طالت شخصين كانا يستقلان سيارة بمنطقة القصف ويشاهد اللهب من احتراق تلك السيارة .
من ناحية أخرى ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم الأربعاء أن الرئيس باراك أوباما يعتزم إصدار أمر تنفيذي اليوم بمنح وزارة الخزانة صلاحية تجميد الأصول الموجودة في الولايات المتحدة وتتعلق بكل من “يعرقل” تنفيذ عملية الانتقال السياسية التي تدعمها الإدارة الأمريكية في اليمن.
وأشارت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني – إلى أن هذا الأمر غير العادي – الذي قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه يستهدف أيضا المواطنين الأمريكيين الذين ينخرطون في نشاطات تهدد أمن اليمن أو الاستقرار السياسي بداخلها – يعد الأول من نوعه الذي يصدر فيما يخص الشأن اليمني ولا يتصل بصورة مباشرة بمكافحة الإرهاب.
وقالت “إنه خلافا لإجراءات مماثلة تسمح بفرض العقوبات على إلارهابيين، فإن الأمر الجديد لا يتضمن لائحة بأسماء الأشخاص أو المنظمات التي تم اعتبارها بالفعل منتهكة”.
وبدلا من ذلك قال مسؤول – مصرح له بمناقشة القرار الجديد على شرط عدم الكشف عن هويته – إن هذا الأمر يأتى على سبيل “الردع” ليعطى لأولئك الذين يفكرون حتى في إفساد عملية الانتقال فرصة للتفكير مرة أخرى قبل اتخاذ أية خطوة.

الظواهري يهاجم هادي ويدعو أنصاره لتطهير اليمن من السياسيين الفاسدين

الظواهري يهاجم هادي، ويدعو أنصاره لتطهير اليمن من السياسيين الفاسدين

وصفه بـ«عميل الأمريكان كسلفه صالح»

دعا زعيم القاعدة ايمن الظواهري اليمنيين الى التمرد على الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي الذي وصفه بانه “عميل” للاميركيين مثل سلفه علي عبدالله صالح الذي تنحى تحت ضغط الشارع.

وقال الظواهري في تسجيل مصور عرضته مواقع على صلة بالقاعدة انه لا ينبغي ان ينظر الى منصور هادي باعتباره “المخلص” وانما انتاجا لنظام صالح.

وقال موقع مراقبة المواقع الاسلامية الاميركي “سايت” ان الظواهري رفض في الفيديو اتهامات “التواطؤ” بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ونظام صالح، مؤكدا ان مقاتلي التنظيم المنتشرين في جنوب وشرق اليمن يعملون على تطبيق الشريعة.

وياتي عرض الفيديو فيما يخوض الجيش اليمني منذ السبت هجوما واسعا ضد متمردي القاعدة لاستعادة مدينتين يسيطرون عليهما منذ العام الفائت في محافظة ابين الجنوبية.

وخاطب زعيم القاعدة اليمنيين بقوله “عليكم ان تدركوا ما يجري حولكم”، داعيا اياهم الى “تطهير البلاد من السياسيين الفاسدين ومن مصاصي الدماء الذين يمتصون دم الشعب”.

وعزز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجوده في جنوب وشرق اليمن خلال فترة الاحتجاج التي شهدها اليمن ضد حكم صالح الذي خلفه منصور هادي في شباط/فبراير. وكرر منصور هادي تعهده بمحاربة القاعدة بلا هوادة خلال استقباله الاحد جون برينان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما للامن القومي.

الشيخ وجدي غنيم لشيوخ “الدعوة السلفية”: “أبو الفتوح” مرشح ليبرالي وليس إسلامي

الشيخ وجدي غنيم لشيوخ “الدعوة السلفية”: “أبو الفتوح” مرشح ليبرالي وليس إسلامي والله سيسألكم عن عدم تأييد “مرسي”

علي عبدالعال

في رسالة صوتية مسجلة نشرها الداعية الإسلامي الشيخ وجدي غنيم، ردا على الشيخ أحمد فريد ـ عضو مجلس إدارة “الدعوة السلفية” ـ في مسألة الخلاف الحاصل الآن بين أكبر جماعتين إسلاميتين في مصر “الإخوان المسلمين” و”الدعوة السلفية” بسبب إعلان الأخيرة دعمها المرشح الرئاسي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رفض الداعية الإسلامي والقيادي الإخواني السابق المقيم خارج البلاد الأسباب والمبررات التي يسوقها شيوخ “الدعوة السلفية” لمسألة تأييد (أبو الفتوح) وعدم تأييد مرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي.

وفي رسالته، خاطب الشيخ وجدي غنيم شيوخ “الدعوة السلفية” في الإسكندرية، قائلا: “والله ستُسألوا عن هذه الفتوى أمام الله … فماذا تقولون؟”، وأضاف: “ليس من العيب أن نُخطأ، ولكن من العيب أن نتمادى في الخطأ”.

وكان الشيخ أحمد فريد قد دعا المشايخ المختلفين مع “الدعوة السلفية” في مسألة تأييد (أبو الفتوح) إلى الحفاظ على الحق في الاختلاف كما يؤكد عليه المنهج الإسلامي، بعيدا عن أجواء الاتهام والتشهير والتشويه، وحفاظا على المودة والخلق الإسلامي.

وقال في لقاء له موجها حديثه إلى كل من الدكتور صفوت حجازي والشيخ محمد عبد المقصود، تعليقا على انتقادات وجهوها لجماعته بسبب عدم دعمها مرشح الإخوان: “خلي الأمور تتم، ولعل الله عز وجل أن يوفق الأمة للأنسب والأفضل .. أنا رأيت الأنسب أبو الفتوح والدكتور صفوت أو الدكتور عبد المقصود رأوا أن الأنسب الدكتور مرسي .. لكن لا ينبغي أن نخسر بعض أو أن نخبط في بعض”.

وخاطب الشيخ فريد الدكتور صفوت حجازي بقوله: لعل هذا الأمر يكون فيه خيرا، خاصة وأنه ليس بمقدورك أن تجزم بأن الخير في دعم مرسي أو أبو الفتوح، المسألة اجتهادية، أنا اجتهدت وأنت اجتهدت، قد أكون أنا مصيبا وقد أكون مخطئا وأنت كذلك.

وأضاف: هذا اجتهاد شخصي في مسألة، ليس في المنهج، ولا في العقيدة … ولذلك نكرر هذا النداء للمشايخ والدعاة نريد المحافظة على المودة التي بيننا، وأن نحافظ على الخلق الإسلامي والأدب الإسلامي .. لا داعي للتشهير والتشويه.

وأنهى الشيخ حديثه بالقول: أنا قلت أن هذه أيام (قبل الانتخابات الرئاسية) واللي ربنا مقدره سوف يكون، ونحن (يقصد كل الإسلاميين) من الممكن أن نجتمع على مرشح إسلامي واحد إذا جرت إعادة في الانتخابات، ولعل ما حدث يكون فيه مصلحة، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

لكن رد الداعية وجدي غنيم على الشيخ أحمد فريد في قوله إن اختيار الدعوة السلفية لـ (أبو الفتوح) مسألة اجتهادية، ليست “في المنهج ولا في العقيدة”، قائلا: “أنت يا دكتور أحمد قلت: “المسألة اجتهادية”، وأنا أسألك عن الاجتهاد الذي تجتهده، أليس بناء على أدلة موجودة عندك؟ أم أنك تجتهد في الهواء؟”.

ثم نقل كلام الدكتور محمد عبد المقصود ـ الذي يتفق معه ـ حيث يقول “الدكتور محمد مرسي هو الوحيد الذي يحمل المشروع الإسلامي” .. وتابع الشيخ غنيم: “لكن عبد المنعم أبو الفتوح قال أنا لست مرشحا إسلاميا” .. ثم تساءل: يبقى أنت في أي شيء تجتهد .. أنا مش فاهم !! .. يعني حينما يأتي الدكتور محمد مرسي أمام الله ويقول لك أين شهادتك، أليس الله تعالى يقول: “وأقيموا الشهادة لله” سورة الطلاق، ويقول “ستكتب شهادتهم ويسألون” سورة الزخرف.

وتابع: تقول هذه مسألة اجتهادية .. واحد يقول أنا مسلم وعامل مشروع إسلامي، وواحد يقول أنا ليبيرالي، ليس لي علاقة بالموضوع الإسلامي .. في أي شيء أجتهد يا دكتور أحمد فريد؟

ثم عدد الشيخ وجدي غنيم على شيوخ “الدعوة السلفية” التصريحات التي يرفض على أساسها دعم المرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وهي التصريحات التي يعيب على الدعوة السلفية أن تدعمه في ظل وجودها.

ومن هذه التصريحات التي سردها لـ (أبوالفتوح) قوله: “لو أن الشعب وافق على إلغاء المادة الثانية من الدستور، وهي المادة التي تتحدث عن حكم الشريعة، يبقى خلاص، فالمادة الثانية ليست فرضا على الناس”.

وتصريح نُقل عنه بالصوت والصورة باللغة الإنجليزية، قال فيه We must recognize Israel “يجب أن نعترف بإسرائيل”، لكن قال غنيم: إن أبو الفتوح عاد وقال هذا التصريح “كوبي وبست مفبرك علي”، مع أنه بالصوت والصورة.

واستمر غنيم موجها الحديث للشيخ أحمد فريد، قائلا: هل تجتهد من أجل واحد ذهب لزيارة المجرم نجيب محفوظ صاحب رواية “أولاد حارتنا” في عيد ميلاده … ثم خرج ليقول لوسائل الإعلام: أنا كنت بزوره لأهنيئه في عيد ميلاده، والحمد لله كانت فرصة كبيرة لإزالة الغبار الذي نشره المتطرفون العلمانيون والدينيون على السواء .. وقال هذه رواية رائعة، والإسلام لا يحجر على الإبداع. ثم تساءل غنيم: هل هذا تجتهد من أجل اختياره وتترك أخوك الذي يرفع المشروع الإسلامي.

كما أورد الداعية الإسلامي تصريحا للمرشح الرئاسي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، نُقل عنه تعليقا على مسألة الحكم بحبس عادل إمام، حيث قال أنه “يرى مجابهة الرأي بالحجة والبرهان، لا بسلطة الحكم”، مطالبا بأن يكون القضاء آخر السبل في مثل هذه المسائل.

ثم خاطب الشيخ وجدي غنيم الدكتور أحمد فريد، قائلا: الذي تجتهد في أن ترشحه وصفكم بأنكم متشددون ومتطرفون، في كلمته أمام مؤتمر “دايفوس”. وقال “نحن والنصارى نعبد إلها واحدا” .. وقال: سأستعين بكل وطني شريف أمثال المشير طنطاوي !! .. وقال أيضا بالنص: “ما فيش حاجة أسمها حد الردة.. المسلم يبقى مسيحي هو حر، والمسيحي يبقى مسلم هو حر، لا تزجوا بحد الردة في هذا الكلام”.

وتابع الشيخ وجدي غنيم مخاطبا الشيخ أحمد فريد، بالقول: يعز علي يا دكتور أحمد أنت وسلفية الإسكندرية ترشحوا أبو الفتوح وتقول أنه اجتهاد، اجتهاد في ماذا؟ .. هذا ليس اجتهادا، هناك قواعد وأسس للاجتهاد ربنا هيسألنا عنها في الآخرة، يقول اجتهدت وقلت هذا الكلام بناء على ماذا … هذه شهادة.

ثم علق غنيم على قول فريد “خلي الأمور تتم ولعل الله أن يوفق الأمة للأنسب والأفضل”، واصفا هذا الكلام بأنه “أمور دروشة”… ثم تساءل: كيف يوفقنا والله أمرنا أن نأخذ بالأسباب؟ هل نحن أخذنا بالأسباب الصحيحة أم لا؟ .. يعني نحن نرشح ناس غلط ونقول ربنا يوفق إن شاء الله .. كيف يوفقنا الله ونحن لم نقم بالذي علينا .. أنا أتفق معك في الكلام عن توفيق الله … لكن أنا هنا أتكلم عني أنا كوجدي وأنت كدكتور أحمد اللي ربنا هيسألنا في الآخرة.

وأضاف موجها كلامه لفريد: تقول أنا رأيت الأنسب أبو الفتوح .. رأيته بناء على إيه، ما هي قواعدك في هذا الكلام …. وتابع: تقول أنه اجتهاد شخصي ليس في المنهج ولا في العقيدة، لا هذا في المنهج، أنت تختار مناهج وليس أشخاص.

وأوضح الداعية الإسلامي، قائلا: أنا شخصيا اخترت مرسي مع أني مختلف معه في أشياء، لكن ليس كالاختلاف الكلي الذي نختلفه مع أبو الفتوح .. اخترت الدكتور مرسي بالرغم من أن الإخوان فصلوني، وقالوا أنت لم تعد منا .. لكن أنا أتكلم عن سؤال الله في الآخرة، الله يقول في سورة المائدة “ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا”، أي لا يمنعنكم ظلم قوم على ألا تعتدلوا.. هتقول يمكن الإخوان ظالمين في جوانب، وعاملين كذا وكذا .. ليس لي علاقة، أنا لي علاقة بالمرشح. هم يقفون خلفه .. صحيح .. حينما يكون خلف المرشح جماعة بها كل الاختصاصات أحسن ما يكون مرشح  بمفرده.

وأستمر الشيخ وجدي غنيم في رسالته الصوتية التي نشرها تحت عنوان “لا يا شيخ أحمد فريد”، موجها خطابه إلى أحد أبرز دعاة المدرسة السلفية، وقال: أنتم يا دكتور أحمد قلتم كلام ـ سامحني ـ مضحك، حينما قلتم أن الدكتور العوا أكفأ مرشح، والدكتور مرسي صاحب أفضل برنامج، ولكن اخترنا الدكتور أبو الفتوح … يا دكتور أحمد مش عارف أقولك إيه.

وتابع: تقول أن المجتهد مأجور على أية حال … لا .. مأجور إذا كانت الأمور التي اعتمدت عليها في اختيارك وفي اجتهادك أمور صحيحة، إنما إذا لم تكن صحيحة فلا.. هذا الكلام لا يصح يا دكتور .. مع احترامي لحضرتك الكلام الذي قلته ليس كلاما مضبوطا.

وقبل أن ينهي الشيخ وجدي غنيم حديثه، قال: إن الدكتور محمد عبد المقصود أثلج صدري، حينما قال أن الدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور سعيد عبدالعظيم يؤيدوا د.محمد مرسي، الحمد لله رب العالمين.. أنت ليه طالع بقى مع أخونا ياسر (يقصد الشيخ ياسر برهامي) والكلام بتاعكم الذي تقولوه.

ورغم ما حوته من عتب، وإن كان شديدا، وفي وقت حرج، تشهد فيه العلاقة بين الشيوخ والدعاة الإسلاميين تأزما غير مسبوقا، إلا أن رسالة الشيخ وجدي غنيم لم تخل من حرص على إبقاء روح الأخوة والاحترام بينه وبين شيوخ “الدعوة السلفية” في الإسكندرية، وإن أكد اختلافه معهم حول مسألة تأييد أبو الفتوح ورده عليهم.

ففي بداية رسالته قال غنيم: اتصلت بالأخ أحمد فريد، أخي الحبيب، لكن يبدو أن الذي أرسل لي الرقم أرسله خطأ، كنت أريد أن أستفسر منه، وأعلم رأيه الشخصي، لأنه يهمني هو ورأي أخي الحبيب الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وأخي الحبيب الشيخ سعيد عبد العظيم .. هؤلاء يهمني رأيهم جدا في ما وصفه ب “المسألة الغريبة التي خرجت من الإسكندرية” يقصد إعلان دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.

مشيرا إلى شدة استغرابه للخبر حينما سمعه لأول مرة، قائلا: لدرجة أنا ـ والله العظيم ـ  لم أكن مصدق، وقلت اللهم كمل علي ـ يارب ـ ديني وعقلي، ثبتني يارب وأحفظ علي عقلي، ما الذي يحصل .. أنا مش فاهم.

الداعية وجدي غنيم أنهى رسالته إلى الشيخ أحمد فريد بعبارة:
أخوك وجدي غنيم.

“جبهة علماء الأزهر” تدعو المرشحين الإسلاميين للرئاسة إلى أن يتنازلوا لواحد منهم

“جبهة علماء الأزهر” تدعو المرشحين الإسلاميين للرئاسة إلى أن يتنازلوا لواحد منهم

علي عبدالعال

دعت “جبهة علماء الأزهر” المرشحين الإسلاميين الثلاثة د.عبد المنعم أبو الفتوح، ود.محمد مرسي، ود.محمد سليم العوا، إلى أن يجتمعوا أو يتسابقوا على الخروج من المنافسة الرئاسية “حتى يستقيم أمرها”، كما فعل أسلافهم السابقون الصحابة: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنهم.. وهم الثلاثة الذين بقوا من بين الستة الذين رشحهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قبل وفاته للأمة لتختار منهم واحدا لمنصب الخلافة. وذلك بعد انسحاب الصحابة: سعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله.

ومن بين المرشحين الإسلاميين الثلاثة لرئاسة في مصر، دعت “جبهة علماء الأزهر” الدكتور محمد سليم العوا إلى أن يقتدي بالصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ  الذي أقترح علي إخوانه أن يخرج منها على أن يكون له أمر الترجيح بين الاثنين الباقيين عثمان وعلي ـ رضي الله عن الجميع ـ فوافق الإمامان، وكان ما كان من خير الاجتماع الذي وقع علي عثمان رضي الله عنه، وكان اجتماعاً غير مسبوق، فلم تجتمع الأمة علي خليفة مثل اجتماعها علي عثمان بفضل تلك السُنَّةِ التي سنَّها ابن عوف.

وأشادت الجبهة بموقف المرشح السفير عبد الله الأشعل الذي انسحب من السباق حتى لا يحدث مزيدا من الانقسام وتفتيت الأصوات بين الإسلاميين، وتحت عنوان “قد سنَّ لكم الأشعل فاقتدوا” وصفت الجبهة موقف الأشعل بالموقف “النبيل الفذّ” الذي لن يُنسي للأشعل لما نظنه فيه من معنى “الإيثار الذي نظنه إن شاء الله حاضراً في قلوب بقية إخوانه الآخرين الأغيار علي أمتهم ودولتهم ووطنهم العزيز الغالي مصر.

وقالت “جبهة علماء الأزهر”: كلنا رجاء في بقية إخوانه الثلاثة الأقطاب أن يحذوا في الأمة حذوه، ويجتمعوا أو يتسابقوا علي الخروج منها حتى يستقيم أمرها.

وكلنا رجاء أن نري من إخوانه الذين تقدموا لهذا الواجب ممثلين للفكرة الإسلامية ـ نري منهم ـ مثل ما رأينا منه، فإن الداعي الآن لتلك السُنَّة الحميدة أقوي والحاجة اليوم إليها أشد، تحقيقا لمصالح كثيرةً وسدا لأبواب شرِّ عظيم سيهجم على الأمة كلها إن لم يفعلوا. 
وقد حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة من بيان جبهة علماء الأزهر هذا نصه :
قد سنَّ لكم الأشعل فاقتدوا
أخرج الإمام مسلم والترمذي والنسائي وأحمد وغيرهم عن حذيفه وأبي هريرة والمنذر بن جرير وغيرهم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ” من سن في الإسلام سُنَّةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن يُنتقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن يُنتقص من أوزاره شيء.
لقد ذكرنا هذا الحديث بالموقف النبيل الفذِّ الذي سلكه المجاهد الغيور الأستاذ السفير “عبد الله الأشعل”  في أمته ، فكان بذلك العمل الذي لن يُنسي هو المُقَّدمُ في هذا المعني، معني الإيثار الذي نظنه إن شاء الله حاضراً في قلوب بقية إخوانه الآخرين المجاهدين الأغيار علي أمتهم ودولتهم ووطنهم العزيز الغالي ” مصر ” مصر التي استيقظت علي دماء وبدماء أبنائهم وإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان فجاءها هؤلاء الذين جاءوهم علي موعد قدري فعملوا بما عملِا السابقون وأمثالهم له عاملون إليه يدعون ، وأنفقوا خير ما ينفق المجاهدون من دماء ، وراحة ، وسلامة أعضاء فضلا عما تيسر لهم من قليل الأموال فأتت تلك الجهود أكلها الطيب وستظل إن شاء الله علي هذا الأمر تزداد نموا علي الزمان وصلاحاً ما دام في أبناء مصر أمثال لهم ونظراء.
ثم جاء الأستاذ الكبير عبد الله الأشعل فضرب بسهم وافر في خلق الإيثار كان به السابق، وكان به رئيسا بحق قد تبوأ في القلوب المكان اللائق لكل رئيس جمع معالم الشرف والسؤدد ، نسأل الله رب العالمين أن يبارك سعيه ويثبت علي الطريق الصحيح قدمه .
وكلنا رجاء في بقية إخوانه الثلاثة الأقطاب أن يحذوا في الأمة حذوه ، ويجتمعوا أو يتسابقوا علي الخروج منها في الظاهر حتي يستقيم أمرها في الحقيقة والباطن كما فعل أسلافهم السابقون سعد بن أبي وقاص ، والزبير بن العوام  وطلحة بن عبيد الله الذين اختاروا أن يخرجوا من الستة الذين رشحهم عمر للأمة لتختار منهم واحدا ، وكان الثلاثة الأخر هم عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين فاقترح عبد الرحمن بن عوف علي إخوانه الباقين أن يخرج منها علي أن يكون له أمر الترجيح بين الاثنين الباقيين  عثمان و علي فوافق الإمامان ، وكان ما كان من خير من الاجتماع الذي وقع علي عثمان رضي الله عنه ، وكان اجتماعاً غير مسبوق، فلم تجتمع الأمة علي خلفية مثل اجتماعها علي عثمان بفضل تلك السُنَّةِ التي سنَّها ابن عوف مع الثلاثة السابقين سعد، وطلحة ، والزبير.
ثم جاء الأشعل بتوفيق وفضل من الله علي سُنَّة وقدر فسنَّ للمرشحين وأحيا في الأمة سنةً كادت تكون مع الغابرين .وكلنا رجاء أن نري من إخوانه الذين تقدموا لهذا الواجب ممثلين للفكرة الإسلامية _ نري منهم _ مثل ما رأينا منه ، فإن الداعي الآن لتلك السُنَّة الحميدة أقوي والحاجة اليوم إليها أشد،  تحقيقا لمصالح كثيرةً وسدا لأبواب شرِّ عظيم سيهجم علي الأمة كلها إن لم يفعلوا . وإننا نطمح من الأستاذ الدكتور “العوا” أن يكون في الآخرين مثل ما كان عبد الرحمن بن عوف في السابقين، ويكون له أمر الترجيح للأمة بين القطبين الباقيين بعد الزهاد فيها علي هذا الشرط والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
صدر عن جبهة علماء الأزهر ظهيرة  يوم الثلاثاء
24 من جماد الآخرة 1433هـ  15 مايو 2012

أغيثينا يا مصرُ

أغيثينا يا مصرُ

د. فايز أبو شمالة

عندما نستغيث بمصر، فنحن لا نطلب منها وقوداً لغزة، ولا كهرباء، ولا نرجوها أن تفتح معبر رفح على مدار الساعة، نستغيث بمصر أن تقدم لنا رئيساً عربياً مسلماً صادقاً، سنرتضيه رئيساً لكل العرب، نستغيث بمصر التي ستضيء لنا بالانتخابات الرئاسية شمس الكرامة لنسير على هداها، وهي تقدم رئيساً يترفق بأهل مصر مثلما يشفق على حال العرب، رئيساً يقود مصر إلى المجد مثلما سيقود الأمة العربية لتأخذ دورها الطليعي بين الأمم.
نستغيث بمصر في هذه الأيام التي ستحدد هويتها، وتفتح أول صفحات تاريخها الحديث، لترسم معالم جغرافيا منطقتنا العربية والإسلامية، إنها الأيام التي ستتعرض فيها مصر لحالة من الانفلات الأمني الهادف، وستواجه كابوساً من الإعلام الخبيث، ومن الأوضاع المعيشية الصعبة؛ التي سيتلاعب فيها الطغاة بمشاعر المصريين، والهدف هو التأثير على مجريات الانتخابات الرئاسية، واستنساخ نظام مبارك بثوب جديد.
نستغيث بمصر أن توحد كلمتها، وألا يتفرق فيها صف الرجال الشرفاء بين هذا المرشح الكفء، وهذا المرشح الأمين الصادق، وهذا المرشح الأكثر ولاءً ووفاءً، نستغيث بمصر نحن العرب أن تجتمع على قلب رجل واحد، وأن تلملم قدر الإمكان صفوف الثوار المخلصين الذين أسقطوا نظام مبارك، فمن الجريمة أن تفلت الفرصة التاريخية من بين أصابع المصريين، ليجدوا أنفسهم بعد كل هذا التضحيات أسرى الخلافات، وقد وقعوا فريسة بين أنياب أحمد شفيق أو عمرو موسى، أو من هم على شاكلتهم من الموالين لمرحلة سياسية مخزية من تاريخ مصر والعرب.
ويا حبذا لو استرجع المصريون صورة رئيس وزراء تركيا “رجب طيب أردوغان” عندما صرخ في وجه الرئيس الإسرائيلي “شمعون بيرس”، الذي حاول في مؤتمر “دافوس” أن يطهر سيف إسرائيل من دم 1400 إنسان بريء قتلتهم إسرائيل في غزة. وقتها، صرخ “أردوغان” في وجه “بيرس”: أنت عجوز قاتل، وتمثل شعباً يقطر من أنيابه دم الأبرياء في فلسطين، ولن أجلس معك يا أيها القاتل في نفس المكان!.
لقد لملم “أردوغان” أوراقه، وانسحب أمام كل وسائل الإعلام، وأخلى المنصة التي يجلس عليها شمعون بيرس، وسط تصفيق الحضور من كل أقطاب الأرض، بمن فيهم السيد عمرو موسى؛ الذي وقف ليودع “أردوغان”، ولكنه للأسف؛ لم يتجرأ على ترك المنصة!.
لقد ظل عمرو موسى بصفته أمين عام جامعة الدول العربية، ظل جالساً مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، كي يوفر له غطاء الشرعية، وهو يواصل الكذب على العالم، والحديث عن إسرائيل البريئة الضعيفة المظلومة الذي يعتدي عليها الإرهابيون العرب.
نستغيث بمصر أن تقدم لنا رئيساً لا يقل كفاءة وقوة وجرأة وأمانة ووفاءً لشعوب المنطقة عن رئيس وزراء تركيا “رجب طيب أردوغان”.

راقٍ بريطاني في جدة يواجه تهم الدجل والتحرش بالنساء

راقٍ بريطاني في جدة يواجه تهم الدجل والتحرش بالنساء

وجهت دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام بمدينة جدة السعودية ثلاث تهم إلى راقٍ خمسيني يحمل الجنسية البريطانية، تتضمن الدجل، وأكل أموال الناس بالباطل، والتحرش بالنساء، فيما قررت الهيئة -بحسب نظام الإجراءات- الإفراج المؤقت عن المتهم إلى حين إحالة قضيته إلى المحكمة العامة بجدة.

وقالت مصادر مطلعة: إن لائحة الاتهام الموجهة ضد الراقي البريطاني اعتمدت على حيثيات القبض عليه من قبل الجهات المختصة، بناء على بلاغات وردت إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مفادها وجود شخص يُدعى “الدكتور” ويمارس أعمال الرقية الشرعية دون تصريح، وكذلك أعمال الحجامة للنساء. بحسب صحيفة “الوطن” السعودية الأربعاء 16 مايو/أيار 2012.

وأضافت المصادر أن الراقي يطلب لجلسة الرقية الواحدة ما بين ألف و5 آلاف ريال، كما يطلب في حالة العلاج أموالا طائلة، وأنه تسلم من شخص واحد فقط مبلغ 30 ألف ريال، ومن آخر مبلغ 35 ألف ريال.

وأوضحت المصادر أن البلاغات تضمنت شكوى تفيد بتحرشه بالنساء أثناء ممارسته أعمال الدجل والحجامة؛ حيث يستخدم مسجلا في عمله، وأن أسلوبه المتبع في العلاج هو الطلب من الرجل المريض إحضار زوجته، مبررا ذلك بأن العلاج أنجح، ثم يضع المسجل في أذني المريض ليمنع عنه سماع ما يحدث في الجلسة، ثم يتحدث للمرأة، فيسألها أسئلة مخلة بالأدب عن تفاصيل علاقتها بزوجها، وإن كان لها علاقات محرمة خارج إطار الزوجية.

وأفادت المصادر بأن الجهات المعنية حجزت المتهم، بعد التأكد من الإخباريات؛ حيث أعدت كمينا للإيقاع به، حيث ضبط وفي يده كيس واحد وفي داخله مسجلان أحدهما صغير الحجم، والثاني متوسط الحجم، وسماعتا أذن، وسبع قوارير زيت الحبة السوداء، وقارورة واحدة لماء الورد، و23 شريطا لقراءة القرآن الكريم، و12 رأس إبرة طبية، وعدة حجامة، وجوال يحمل نفس رقم الشريحة المبلغ عنها.

وذكرت المصادر أن جهات الضبط، اكتشفت وجود رسائل مخلة ورسائل استجداء من ضحايا يطلبون منه الحضور لمنزلهم، وأنهم سيقدمون له مبالغ طائلة، حيث انتهى التحقيق إلى اتهامه بالدجل، وأكل أموال الناس بالباطل، والتحرش بالنساء، وذلك بناء على الأدلة والقرائن، ومنها إقراره بما جاء في ملف التحقيق، ومحضر القبض عليه.

وشددت المصادر على أن المدعي العام ذكر أن ما أقدم عليه المذكور وهو بكامل طبيعته فعل محرم، ومعاقب عليه شرعا، وطالب بإثبات إدانته، والحكم عليه بعقوبة تعزيرية، والتشديد فيها.

باراك: بين النهر والبحر ستكون دولة إسرائيل فقط

باراك: بين النهر والبحر ستكون دولة إسرائيل فقط

عريقات : كشف عن وجهه الحقيقي ويدمر فكرة حل الدولتين

صرح وزير الحرب  الإسرائيلي إيهود باراك بأن إسرائيل تسعى لضم مستوطنة عوفرا وبيت إيل لسيادتها في أي حل مستقبلي وقال “بين نهر الأردن والبحر المتوسط ستكون دولة إسرائيل فقط”.

وأضاف باراك في سياق لقاء مع إذاعة الجيش أنه يجب ضم بيت إيل وعوفر وباعل حتسور إلى الأراضي الإسرائيلية في كل خارطة تطرح بخصوص الوضع الدائم.

وتابع “أعتقد أنه يجب فعل أشياء من أجل تقوية مكانة بيت إيل فهي مستوطنة مهمة جدا ولا يوجد لدي شك بخصوص مستقبلها”.

ويشار إلى أن هذا الموقف يخالف الموقف الذي أعلنه باراك عام 2000 خلال مفاوضات كامب ديفيد عندما وفق باراك في حينها على تسليم غالبية الضفة الغربية إلى الفلسطينيين بما فيها مستوطنة بيت إيل.

وفي السنوات الأخيرة أشيع أنه في إطار المفاوضات ستطلب إسرائيل أن تنصب محطة إنذار على جبل حتسور “أعلى جبل في شمال الضفة الغربية”.

ومع ذلك أعلن باراك أنه يعارض مصادرة أراض يملكها فلسطينيين, وقال مثال على ذلك مستوطنة هؤلبناة في بيت إيل وأنا أقول وبمسئولية أن ذلك يسبب لنا ضررا في العالم فنحن لسنا في منطقة معزولة وهذا الأمر يسبب لإسرائيل ضررا في الساحة الدولية, على حد تعبيره.

وأوضح باراك أنه يهمه مستقبل الاستيطان وقال “يجب مراجعة مصنع الاستيطان في الـ45 سنة الماضية ومن يهمه أمر الاتفاق النهائي فإننا نستطيع أن نعيد 80 أو 90 في المائة من المستوطنين في الضفة الغربية لداخل إسرائيل ووضعهم في الكتل الاستيطانية التي سيعترف بها العالم, وإن لم نفعل ذلك فإننا سنضر مكانة إسرائيل في العالم”.

من جانبه صرح رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات أن أقوال باراك تكشف عن وجهه الحقيقي وأنه لا ينوي إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين ولكنه يريد أن يملي عليهم اتفاق وأن يقضي على حل الدولتين.

كتاب مفتوح إلى كوفي أنان ألم تكن شريكاً في «محرقة» بلاد الرافدين؟

كتاب مفتوح إلى كوفي أنان

ألم تكن شريكاً في «محرقة» بلاد الرافدين؟

حسن حماده

حضرة السيّد أنان
تحية وبعد
،
ثمة رأي يقول ان «الانسان الأبيض رفع حضارة الكذب عالياً حتى وصل بها الى مستوى لا يمكن لأحدٍ الوصول اليه»…

جاء ذلك في رسالةٍ بعث بها المؤرخ الافريقي المرموق، جان شارل آنفران، من جزيرة «لا ريونيون»، الى جان زيغلر رئيس الهيئة الدولية للحق في الغذاء التابعة للأمم المتحدة، ضمّنها انتقادات حادة لسلوك حكومات الشمال الفتي واستخدامها لسلاح الجوع لتدمير الشعوب والأمم ونهب خيراتها دائماً… دائماً باسم شعاراتٍ براقةٍ كاذبةٍ أولها شعار حقوق الانسان، في الوقت الذي ترفض فيه، بشراسةٍ، إدراج الحق بالغذاء والدواء ضمن هذه الحقوق… ما يفسر مدى احتقارها حقوق الانسان، في الواقع العملي، ألم يقل ونستون تشرشل ان المشاريع الكبرى «تحتاج لحمايتها الى حرسٍ من الأكاذيب»…
فمع تقديري لوقار إطلالتك وهدوء لهجتك وبرودة الظاهر من أعصابك غير أنه من البديهي، حين اسمع باسمك أو أرى رسمك، أن تثور في وجداني مأساة أشقائنا العراقيين، وأوّلهم الـخمسمئة والخمسين ألف طفل عراقي الذين قتلوا بسلاح الجوع والحرمان من الدواء. بدمٍ باردٍ قتلوا. بقرارٍ من «لجنة العقوبات» التابعة لمجلس الأمن والتي تعمل، كغيرها من الهيئات، باشرافٍ مباشر من الأمين العام للأمم المتحدة، وباشرافٍ منك شخصياً، وذلك فقط خلال السنوات الأربع الأولى من عهدك، أي من مطلع العام 1997 الى آخر العام 2000، إذ بعد ذلك التاريخ توقف على ما يبدو تعداد الأطفال الضحايا، ثم توقف العمل ببرنامج «النفط مقابل الغذاء» بحكم الاجتياح الاميركي للعراق في آذار من العام 2003.

لقد كتب جان زيغلر تحت عنوان «قتل أطفال العراق»:
«منذ 1996 بدأ التغيير التدريجي في مهمة برنامج النفط مقابل الغذاء وتحول الى أداة عقاب جماعي للشعب العراقي من خلال حرمان الناس من الغذاء والدواء والطبابة». وذلك خلافاً لقرار مجلس الأمن وللمهمة التي من أجلها أطلق هذا المجلس برنامج النفط مقابل الغذاء. وحضرتك، يا سيّد أنان، لم تفعل ما كان منتظرا منك لحسن تطبيق البرنامج، خصوصاً أن الذين جعلوا منه وسيلة إضافية لإذلال العراقيين ومضاعفة مآسيهم هم موظفون تابعون لك شخصياً. كانت الصفقات، وعمليات النهب المنظم، تجري عبر «مكتب البرنامج» (جهاز وسطي، بين «لجنة العقوبات» ومركزها نيويورك و«هيئة البرنامج» التي مقرها بغداد وتضم 800 موظف أممي و1200 موظف محلي) ومقره أيضاً داخل مبنى الأمم المتحدة ومهمته تقضي بتلقي طلبات الشركات، وقبولها أو رفضها. هنا بالذات كانت تتم السمسرات وتوزّع العمولات. والمحروس ابنك تورط على ما يبدو.

اللصّ… أمين عام مساعد.
مدير هذا المكتب الذي كانت تفوح منه رائحة الفساد عيّنته أنت، تنفيذاَ لمشيئة الادارة الاميركية، على الرغم من عدم أهليته لتولي مهمة بهذه الدقة والخطورة. إته يحمل الجنسية القبرصية، وكان يرأس جهاز أمن الأمم المتحدة وهو ذو سمعة غير حميدة، حتى أنه تعرض للملاحقة القضائية في نيويورك بتهمة ارتكاب أعمال شائنة ومع ذلك فانك أصدرت قراراً بترفيعه الى رتبة أمين عام مساعد. كنت أنت تحميه… أنت تغطيه. وفي المقابل كنت تمتنع عن حماية البرنامج بسكوتك عن المخالفات فتترك للعصابات المجال لتسرح وتمرح على حساب أهل العراق. والأمثلة كثيرة:
على سبيل المثال، وليس الحصر، كانت لجنة العقوبات ترفض التجاوب مع اكثر الطلبات الانسانية إلحاحاً، كأجهزة غسل الكلى، مما تسبب بقتل الآف العراقيين الذين كانوا يحتاجون لهذا العلاج المستدام.
ثمة حالة مشهورة في هذا المجال: ففي العام 2000 تقدم الدكتور غلام رباني بابال، ممثل منظمة الصحة العالمية في بغداد، بطلب الى «برنامج النفط مقابل الغذاء» للموفقة على شراء 31 جهاز لغسل الكلى فرفض الطلب. وبعد مرور شهور من الالحاح وحتى الاستجداء، نظراً للكوارث التي كانت تحلّ بالمرضى المدنيين العراقيين، وافقت «لجنة الرقابة» على السماح بأحد عشر جهازاً فقط… لماذا فقط؟ وما علاقة ذلك بتسليح الجيش العراقي؟ وبعد موافقة اللجنة صدر قرار مجهولٌ صاحبه، قضى بحجز هذه الاجهزة عند نقطة الحدود الاردنية ـ العراقية. ودام احتجازها لمدة سنتين! نعم، لسنتين!!

سكوتك عن التعذيب:
في العام 1999، في منتصف عهدك الميمون، وبينما كان أطباء العراق يتوسلون الحصول على أبسط الادوية، تقدمت مديرة منظمة «يونيسف»، كارول بيلامي، بطلب للسماح لمنظمتها بادخال أبر لتغذية الاطفال الرضّع بطريقة الحقن في العروق… فرفضت لجنة العقوبات. ومنذ ذلك التاريخ صار يتباطأ تعداد الاطفال القتلى تدريجاً الى أن توقف، عملياً في العام 2000. واستمرت المذبحة. وبقيت أنت محافظاً على ما يبدو للبعض انه «هدوءٌ» و «وقارٌ»!
إن ما فعلته «لجنة العقوبات» بحق المدنيين العراقيين أشبه ما يكون بجلسات التعذيب. وأنت شاهد على هذه الجلسات ولم يتحرك لك ضميرٌ أو يثور وجدان.
«لجنة العقوبات» منعت ادخال آلياتٍ لاصلاح وإعادة تشغيل محطات تكرير المياه (للشفة) من دجلة والفرات وشط العرب، فصار العراق في مقدمة الدول التي تعاني من الامراض الناجمة عن تلوث مياه الشرب… حتى مكيفات الهواء، للمستشفيات، وهي ضرورية، منعت اللجنة ادخالها الى العراق، بينما الحرارة في الصيف تصل غالباً الى 45 درجة مئوية.
«إن ما يحدث في العراق هو إبادة جماعية»… GENOCIDE… صاح البروفسور مارك بوسويت، استاذ القانون الدولي ورئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الانسان (أصبحت اليوم مجلس حقوق الانسان) لكنك لم تسمع صرخته يا سيّد أنان.
ولم تصغ الى احتجاجات دنيس هاليداي، منسق «برنامج النفط مقابل الغذاء» في بغداد الذي كان يحتج على مماطلة ورفض اللجنة تلبية الطلبات الضرورية، فرمى اليك باستقالته ومشى.
ولم تصغ الى نداءات هانس كريستوف فون سبونك، الذي خلف هاليداي في رئاسة اللجنة، حين طالب رسمياً، بصفته أميناً عاماً مساعداً للأمم المتحدة، بالمثول أمام مجلس الأمن وكشف الاوراق كلّها.
فبدلاً من أن تتضامن معه، وتحميه وتغطيه، ليتمكن من الدفاع عن قرارٍ اتخذه مجلس الأمن وينتهكه موظفون تابعون لمجلس الأمن، وقفـت أنت الى جانب الوفدين الاميركي والبريطاني اللذين انهالا بالشتائم على فون سبونك لارتكابه جريمة الجرائم ألا وهي: احترام ميثاق الأمم المتحدة.

عقدة آل فالينبرغ
لقد منع الاطلسيون فون سبونك من تلاوة تقريره امام مجلس الامن مثلما منعوا عرض تقرير الفريق الدابي أمام جامعة الدول العربية. الحالتان تتشابهان في العديد من الأمور.

سيّد أنان،
أنت بلا شك متأثر بمسيرة أنسبائك الاسوجيين، أقصد بذلك أسرة فالينبرغ المصرفية، الصناعية، النافذة في عالم المال والاعمال، والتي أعطت شخصيات لعبت أدواراً على الصعيد الاوروبي العام، وليس داخل اسوج فقط، ومنها خال السيدة قرينتك، راوول فالينبرغ، وعمّه جاكوب فالينبرغ. والارجح أن شخصية راوول هي الاكثر تأثيراً بك إذ كانت بحقيقة الأمر غير عاديّة، تميزت بالجرأة، خصوصاً في تلك الحقبة الحرجة عند نهاية الحرب العالمية الثانية، حين تمكن راوول بجرأته واندفاعه من إنقاذ المئات من اليهود، قبل أن يخفيه السوفيات في اليوم الاول لدخولهم، كمحررين، الى بودابست… ويتهمونه بالتجسس لصالح الاميركيين.
ولا شك في أنك تشعر بالفخر حين تزور بعض العواصم الاوروبية وتجد فيها نصباً تذكارية اقامتها الطوائف اليهودية لراوول، وكذلك في واشنطن، وخصوصاً في القدس، حيث له لوحة تذكارية داخل صرح «المحرقة»، وهو بالمناسبة يحمل مرتبة «مواطن شرف في دولة اسرائيل».

سيّد أنان،
لا ريب في ان لصلة النسب هذه دوراً في صعودك المهني. لكن، أما كان من الأجدر بك أن تقتدي بجرأة راوول في الدفاع عن شعبه اليهودي، فتقف ضد كل أشكال المحارق بدلاً من ان تشارك في محرقة الشعب العراقي؟
نعم يا سيّد أنان لقد حدثت محرقة في العراق، و«إبادة جماعية» GENOCIDE على حدّ تعبير البروفسور بوسويت، وانت شريك أول في جريمة عدم إغاثة 550,000 طفل من خطر الموت…
كن على ثقة يا سيد أنان بأننا لسنا نسخة طبق الأصل عن الحكومات الصهيونية العربية. فإذا كان من حقك أن تعجب بأنسبائك الصهاينة الاسوجيين فهذه ليست حالنا كلنا بالنسبة الى الصهاينة العرب.
سيّد أنان، لا تظن للحظة ان محرقة بلاد الرافدين ستمر من دون محاكمة. وأنت معني بها، كشريك أساسي في الجريمة. فأي خير يرجى منك لاجتراح حلول تنقذ سورية؟ وهل عندك لسورية وصفة غير وصفة المحرقة؟
سيّد أنان أنت عندنا اليوم لتروّج لمشاريع الذين أرسلوك إلينا في الأمس.
سيّد أنان، أنت في افريقيا لتروّج لآل روكفلر. أليست مجموعة روكفلر هي التي تموّل «الاتحاد من أجل ثورة خضراء في افريقيا» ـ «أغرا» ـ التي تترأسها أنت؟
قليل من الحياء يا سيّد أنان. فنحن لم نفقد ذاكرتنا بعد. تذكر يا سيّد أنان قول البير كامو، ولا شكى في أنك تقدره: «إن ضغوط العالم كلها تظل عاجزةً عن جعل صاحب فكر نظيف ينقلب ليصبح قليل الشرف».
والسلام.

متى تصبح النكبة مجرد ذكرى

متى تصبح النكبة مجرد ذكرى

د. مصطفى يوسف اللداوي

مضى على نكبة فلسطين أربعٌ وستون عاماً، وغاب من عمرها معاصرون كثيرون، وولد في ظلها أجيالٌ آخرون، وشاب في حبها عديدون، وفني دونها مقاتلون، ونشأ لأجلها مقاومون، وضحى في سبيلها أبناؤها المخلصون، وما زال حلم العودة إليها يسكن قلب كل فلسطيني، يعيش في نفوسهم، ويكبر مع أطفالهم، ويشتد مع ناشئتهم، ويترسخ عقيدةً لدى شيوخهم وعجائزهم، يرسمه الأطفال على أوراقهم، وينقشه الكبار في قلوبهم، وتطرزه النساء أثواباً وفساتين، وتلبسه العروس في يوم زفافها، ويحمله الشباب بندقية وعصا، وسكيناً ومدية، ويسعى لأجله الرجال والمقاومون بقنبلةٍ وعبوة، وصاروخٍ وقذيفة.
إنه حلمٌ أكبر من أن يشطبه بطش الاحتلال، وأعظم من أن يزيله من قلوب أصحابه ظلم السجان، مهما بلغت قوته وتعاظمت سطوته، وتآمر معه الحلفاء، وتعاون معه الأعداء، فهذا الأمل يتوارثه الفلسطينيون ويتواصون به، يشربونه مع حليب أطفالهم، ويتعلمونه مع آيات قرآنهم، ويؤمنون به يقيناً كفلق الصبح وكنور الشمس، وينتظرون يوم العودة ليكون حقيقة لا مجرد أماني وأحلام، ويكون واقعاً لا خيال.
فاليوم الذي سيطأ به الفلسطينيون بأقدامهم أرضهم من جديد، وسيفتحون بمفاتيحهم الحديدية الصدئة أبواب بيوتهم القديمة، قادمٌ لا محالة اليوم أو غداً، وسيعودون من جديد إلى بساتينهم وحقولهم، يقطفون البرتقال، ويجمعون أعشاب الزعتر وحبات الزيتون، وسيلتقون من جديد على شواطئ حيفا، وأحراش الكرمل، وأسوار عكا، وسيمرون على يعبد وجنين والقسطل وحطين، وسيصلون في مساجد فلسطين العتيقة ومسجدها الأقصى الأسير، وستقرع أجراس الكنائس في الناصرة، وسيسير المؤمنون في وادي القلط وسيعبرون إلى كنيسة المهد، وسيحيون قداس المسيح في بيت لحم.
لن يقتل إسرائيليٌ حلم العودة من قلوبنا، ولن يتمكن صهيوني من أن يغتال أحلامنا، أو أن يقتلعنا من جذورنا، ليزرع اللقطاء من أبناء جلدتهم مكاننا وعلى أرضنا الطاهرة، فهذه الأرض التي ينمو فيها الزعتر ويثمر فيها الزيتون، ولا تتوقف معاصرها الحجرية عن إنتاج الزيت، ويدندن فيها الرعاة وهم ينتقلون من جبلٍ إلى سهل، أن هذه الأرض لنا، عشبها وماؤها وسماؤها وهواؤها لنا، فهذه أرضٌ لا يعيش فيها إلا أصحابها الفلسطينيون، وملاكها العرب الأصليون، ولا يعمرها إلا أبناؤها المخلصون، ولن يكون فيها مكانٌ مهما طال الزمن لغير الفاتحين المسلمين والسابقين المسيحيين.
فإلى متى سنبقى نحيي ذكرى النكبة، ونراكم في عمرها سنيناً عاماً بعد عام، فتكبر معنا وتهرم مع شيوخنا، وتترك آثارها في نفوسنا، تؤلمنا وتحز في قلوبنا، يموت معاصروها ومن ولدوا أيامها، وتنفطر قلوب من لم يعيشوا فيها ولم يواكبوا نكبة بلادهم، ورحيل وشتات أهلهم، فهذا هو العقد السابع للنكبة، عمرها يكاد يفوق عمر أكبر عجوزٍ فلسطيني ممن شهدوا النكبة، وعاشوا بعضاً من طفولتهم في فلسطين.
إنها تتوالى في سنينها بسرعةٍ ككر الغداة ومر العشي، ننتظر ذكراها كل عام، ونتهيأ لإحياء مناسبتها بشتى أنواع الاحتفالات والمهرجانات، ونبتدع لها كل عامٍ شكلاً جديداً من أشكال الاحتفال، ونستعد في الأعوام المقبلة لتنفيذ أفكارٍ جديدة، نعد الصور والملصقات، ونجهز الأعلام والرايات، وننتقي أجمل العبارات وأفضل الشعارات، وندعو لإحيائها في كل البلاد والساحات أشهر الخطباء، وأبلغ المتحدثين، ورموز السياسيين، وأعلام المقاومين، ومن نبغ في الشعر والغناء، والنشيد والزجل وجميل الكلام، ونكتفي من الأرض بشذاها، ومن الحق باستذكاره.
يقف المنظمون والمشرفون على كل احتفالٍ ومهرجان، يهنئون بعضهم البعض بالنجاح الباهر، وبالتوفيق الكبير، وكأن المطلوب هو نجاحٌ في الاحتفال، وتميزٌ في المهرجان، وحسنُ إحياءٍ للمناسبة، وقدرة على إثارة الحضور ولفت انتباههم، وكأن الفلسطينيين يشبعون من الوطن بسماع اسمه، ويقتنعون بحصتهم فيه بالاستمتاع بأنشودة يذكر فيها اسم الوطن، وحواري الوطن، ومدنه وقراه وكثيرٌ من معالمه.
يتحمل المسؤولية الكبرى في استمرار الاحتفالات وتوالي المهرجانات وزيادة سنوات النكبة، وفقدان الأمل ومضاعفة اليأس، وتأخر العودة وانحباس النصر، وزيادة الخسائر ومضاعفة أعداد الضحايا، وتبذير الأموال وإهدار الطاقات، وإيهام الشعب وإشغال المواطنين، قادةُ الشعب ومن يتولى إدارة شؤونه، ويشرف على تسيير مصالحه وتوجيه مقاومته، الذين يشغلون الشعب بحاجاتهم، ويصرفون اهتمامات الأمة لمصالحهم، ولا يفكرون إلا في بقائهم، ولا يحرصون إلا على امتيازاتهم، ويحرصون على التشدق بخطاباتهم، والظهور أمام الشعب النازف بلباس الصدق والإخلاص.
فالشعب الفلسطيني وأجياله يحملون أصحاب الشأن من القادة العرب والفلسطينيين قديماً وحديثاً، المسؤولية الكاملة عما يجري لهم ولبلادهم، وعن شتاتهم وتعذر تحقيق أهدافهم، فالفلسطينيون قد نذروا حياتهم لهذا الوطن، ودفعوا أبناءهم فداءاً له، ولم يتوانوا يوماً عن تقديم المزيد من الضحايا في سبيله، ولن يتأخروا عن تحريره مهما كبدهم من ثمن، وحق لشعبٍ جرى دمه أنهاراً، وامتلأ جوف الأرض برفاة شهدائه، وغصت السجون بأعظم رجاله أن ينتصر، وأن يحقق ما يريد، وألا يكتفي من الوطن باحتفالٍ أو مهرجان، وألا تبقى نكبته مجرد مبكاةٍ سنوية، وذكراه مأساة دورية.
لا يريد الفلسطينيون أن يستبدلوا الوطن بخارطةٍ أو مجسم، ولا أن ينفقوا أموالهم على احتفالٍ أو مهرجان، ولا أن يضيعوا عمرهم وهم ينتظرون الذكرى السنوية التالية، ليقدموا فيها الجديد، ويعرضوا فيها المزيد، إنما حلمهم في أن تتوقف مظاهر إحياء يوم النكبة لتحل محلها مظاهر العودة، ومعالم النصر، وأن نلتقي على تراب الوطن، وعلى سواحله وشطئآنه، وفوق جباله ووهاده، وفي صحرائه وبساتينه الخضراء، بدلاً من أن تجمعنا ساحات الشتات والمنافي، فقد آن الأوان لهذا الشعب أن يعود إلى وطنه، ولهذه الأمة أن تنتصر على عدوها، وتحقق أحلامها، وتستعيد حقوقها، فنحن لسنا أقل من غيرنا من الشعوب، ولسنا أضعف من كثيرٍ سبقوا وقاوموا، فانتصروا على عدوهم وعادوا إلى بلادهم، فما لدينا أكثر مما لدى الآخرين، وأعظم مما كان متوفراً لكثيرين، إذ لا تنقصنا الحمية، ولا تعوزنا الشجاعة، ولا نشكو من نقصٍ في الرجال، ولا من عجزٍ في الطاقات، وتاريخنا يشهد لنا، وديننا يشحذ هممنا، ويقوي عزائمنا، وينهض بنا، ويعجل بخطواتنا نحو العودة والنصر.