مؤسسة سجن تيفلت المحلي فضائح وفظائع وحقائق – الحلقة الأولى

سجن تيفلتمؤسسة سجن تيفلت المحلي فضائح وفظائع وحقائق – الحلقة الأولى

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

رؤية من الداخل

 

المؤسسة السجنية تيفلت افتتحت أبوابها من أجل أن تكون مرتعا للقهر والابادة وانتهاكات حقوق الانسان بعد أن أوصد معتقل تمارة السري أبوابه.. وكان من أهم أسباب افتتاحه القضاء على قطاع عريض من المعتقلين الاسلاميين العام 2010م

عهد حفيظ بنهاشم

لا زالت الذاكرة تختزن الكثير من المآسي والآلام والانتهاكات والفظاعات الرهيبة لذلك اليوم الأول لافتتاح سجن تيفلت عندما سيق الى أقبيته العشرات من السجناء الاسلاميين لينكل بهم تنكيلا ،، كانت العصا والزرواطة المغربية وحدها تتكلم تروي بؤس المنقلب في استقبالات كرست للقهر والقمع واهدار الآدمية بشكل شنيع موغل في الاسفاف.

مضت سنوات قليلة وتغير كل شيء من حولنا الا أن سجن تيفلت ظل وفياً للقهر يحتفظ للقمع بكل تلك المكانة الرفيعة التي وشمت كالأخاديد في جنباته واقبيته يبدع فيها الجلاوزة ويتفننون في القهر يتوارثونه كما يتوارثون كراسي من سبقهم لهذا المقت السجوني

لم تختف تلك القسوة من هذا المكان المظلم سوى في ذروة الربيع العربي العام 2011م وسرعان ما عاد القهر اقوى وانكى وعادت حليمة لعادتها القديمة قهراً وتنكيلاً وتضييقاً وتفنناً وابادة

هذا التقرير في أربعة حلقات يرصد وجه هذا السجن في راهننا المغربي مع المتغيرات الكبرى من حولنا في كافة الاصعدة الأمنية والحقوقية والجيوسياسية.

يبقى السؤال الكبير الهائل جداً

  • لصالح من تبرير غول القهر داخل السجون وفي سجن تيفلت نموذجاً؟

يظل السؤال يتيماً ينتظر الاجابة .

 

سجن بمواصفات غوانتانامو

من المعروف أن سجن تيفلت سجن عقوبة وتكدير فالسجناء في صنف الحق العام يصلون الى أقبيته من سجون أخرى لقضاء عقوبة ومثلهم المعتقلون الاسلاميون.. هذا الوضع لا يختلف كثيرا ان أطلعنا على لائحة العسس والموظفين فمعظمهم وصل لسجن تيفلت بعد عملية ابعاد وعقوبة في حقهم.

حتى مديرو السجن الذين يتعاقبون على ادارته كلهم على هذه الشاكلة تسمى هذه العملية في السجن بـ( التصوبين_) ومعناها أن كل من يدخل هذا السجن انما يدخله من باب العقوبة مسجوناً كان او موظفاً أو مديراً… وهذا ما يبرر للجلاوزة صناعة القهر .

سجن بلا فسحة

رغم المكان الاستراتيجي الذي أقيم عليه السجن وكبر مساحته الا أنه لا يتوفر على فسحة للسجناء تليق بمحكومياتهم الطويلة .. والمتاح في السجن فسحة ضيقة يتكدس فيها بضع مئات كل يوم لفترات قصيرة ثم يعاد تكديسهم في الزنازين الجماعية.

موظفون برتبة جلاوزة

موظفو سجن تيفلت من طراز فريد رضعوا القهر مع تأطيرهم وجاؤوا للسجن لتأدية فريضة القهر اليومي كحسوة تجرع لجميع السجناء بمنتهى السفالة والحطة يتفنن فيها العسس من لحظة القيام بما يسمى النداء الذي يعتبر عذاباً وجحيماً آسنا ينحط معه المعتقل الى درجة الحيوانية.

ويتكرر هذا النداء في اليوم ثلاثة مرات ومعها تتكرر تلك الاهانات والانتهاكات الصارخة والجسيمة

 

السجناء

ينقسم السجناء في سجن تيفلت الى قسمين الحق العام والمعتقلون الاسلاميون القدامى والجدد..

 

الحق العام

يحشد السجن مئات من السجناء الجنائيين بمواصفات خاصة لتحويلهم الى عقوبة يتم انزالها بالاسلاميين الجدد ممن تفرض ادارة السجن اشراكهم معهم في الزنازين.

الاسلاميون القدامى

وهم قطاع ممن تبقى من محاكمات السنوات الماضية يتم ايداعهم في عنابر خاصة معزولة

 

الاسلاميون الجدد

يتم دمجهم مع الحق العام كسياسة جديدة يراد بها تحويل فترة السجن لكل معتقل منهم الى جحيم

سجن بلا مرافق

سجن تيفلت سجن القذارات لا يوجد به سوى حمام مهترئ لمئات من المعتقلين

مع ما يصاحب عملية الاستحمام من فظاعات وايحاءات جنسية ولواط واستمناء وممارسات غير اخلاقية مما يجعل من العسير على الاسلاميين الاستفادة من الحمام حتى بمواصفاته البدائية.

يزداد الأمر سوءاً في ظل استشراء الجرب والامراض المعدية والسل والاكتظاظ في الزنازين الجماعية التي تصل الى 46 سجينا مع ان طاقتها الاستيعابية لاتفوق 28

 

التطبيب

الاعتناء بالصحة أمر غير وارد في أجندة ادارة السجن المحلي بتيفلت حيث لايحظى بالتطبيب الا القليلون من المحظوظين مع غياب كامل للفحص والادوية التي ان تم تزويد السجين بها فإنها لا تعدو أن تكون بضعة أقراص مجهولة بدون علبة او ارشادات

 

مع قلة الأطر الطبية يزداد الاهمال استفحالاً

وفي هذاالسجن يد ادارة السجون سخية جداً في صرف الادوية المخدرة للسجناء واجبار بعضهم على شربها خاصة المعتقلين الاسلاميين الذين يصابون بحالات صرع او امراض نفسية.

وهكذا تفتتح سوق سوداء لبيع أقراص الهلوسة في السجن اذ يعمد السجناء الجنائيون الى الاحتفاظ بأدويتهم لبيعها لآخرين لا يستفيدون منها وبأثمان باهظة ومنها أدوية يوفرها الطاقم الخاص بالتمريض من خلال الممرض خالد الذي يدعم سوق بيع أقراص الهلوسة داخل السجن بإشراف من رئيس المعقل وعدد من الجلاوزة.

 

فشو الفساد

من البديهي في عالم مغلق أن تشيع الفاحشة بين السجناء في غياب الوازع الديني والاخلاقي ومع ما يوفره السجن للجنائيين من اسباب الفساد كتوفير الافلام الاباحية وتحريضهم على بثها في الزنازين خاصة التي تضم بين جوانحها معتقلين اسلاميين.

ومن خلال افساح المجال لبيع أقراص الهلوسة التي تعد توطئة لتلك الممارسات اللا أخلاقية وقد تم ضبط عدة حالات للواط في حي باء بعدد من الزنازين حيث يصل فيها ممارسة اللواط الى اكثر من 3 في بعض الغرف وعندما قدم المعتقلون الاسلاميون شكايات بهذا الصدد تم طمسها لكونها من الطابوهات السجنية.

 

الوشايات

حول رئيس المعقل يونس البوعزيزي السجن المحلي بتيفلت الى مفرخة للجواسيس وذلك بغية استعمالهم للشهادة الزور كلما احتاج لهم فيما يخص احتجاجات الاسلاميين.

هؤلاء الجواسيس يختلقون الحكايات ويعمدون الى تلفيقها للاسلاميين بزعم أنهم يجبرونهم على الصلاة والجهاد وسب الملك والاشادة بالارهاب وقد شهد السجن عشرات من حالات لشهادات الزور والتلفيق للاسلاميين.

هؤلاء الابرياء الذين يقيمون بين مطرقة الجلاوزة وسندان الحق العام. . قدم منهم قرابة السبعين الى الآن بتهمة الاشادة بعمليات تفجيرات فرنسا والشاهد فيها: اما موظف مأجور او سجين مدسوس

 

ومن نماذج هذه الوشايات الكيدية

اجبار المنسق العام المدعو جواد لسجناء الحق العام على الادلاء بشهادة ضد المعتقلين الاسلاميين بعد احتجاجهم على من يسب الله، حتى يتمكن من سب الله من الافلات من العقوبة التي لا توجد في اجندة ادارة السجن المحلي تيفلت.

 

اجبار رئيس المعقل البوعزيزي لمعتقل جنائي للقيام بالشهادة ضد الاخ هشام نزيه

قامت مجموعة من الجنائيين بشهادة زور في حق الاخ هشام الطالبي بعد اعداد محضر له.. زعموا فيها أنه شتم الملك..

وامام هذا الواقع المأزوم تأمل كيف يتحول السجن الذي يعد جحيماً الى عذاب وحجيم مضاعف لا ينتهي.

 

حرمان السجناء من حق التواصل مع اسرهم

وهذا الحرمان يطال الجميع اذ لا يتمكن من القيام باتصال هاتفي الا بضع عشرات من السجناء ولدقائق معدودات ومن خلال مخدع هاتفي واحد!

 

سوء التغدية

التغدية في السجن المحلي تيفلت تحتاج لصفحات وصفحات فهي من حيث الجودة منعدمة ومن حيث الكمية فقليلة لا تكفي لسد الرمق، ومن ناحية النظافة فإنها متسخة يكفي أنها توزع في جو مليئ بالميكروبات والجراثيم ودون أي اجراءات صحية.

 

انعدام النظافة

سجن تيفلت يعد مزبلة كبيرة وهذه نتيجة حشد الجنائيين من ذوي المواصفات الخاصة في اقبية معينة وفي ظل غياب كلي لمواد التنظيف والتطبيب ومع الاكتظاظ يتحول السجن الى مكب هائل للنفايات البشرية.

 

وفي الآخير:

هذه الصورة المختصرة من الداخل لسجن تيفلت تجيب عن السؤال الكبير لماذا يتم حشد الاسلاميين الجدد في اقبيته ومع سجناء الحق العام؟!.

وهنا يثار سؤال كبير آخر:

ترى ماذا سينتج عن قهر السجن والسجان على كافة الاصعدة سواء لدى السجناء من الحق العام . . أو المعتقلين الاسلاميين؟

سؤال يحتاج لتأمل نجيب عنه في الحلقات القادمة إن شاء الله. .

 

عن Admin

اترك تعليقاً