حقوق الانسان تحت أحذية الجلاوزة في سجن تيفلت
زكرياء بوغرارة: البوعزيزي أشرف على تفتيش كتبي وصادر دفاتري
لم تطوى بعد صفحة البؤس التي أحملها في أعماقي كالندبات من مآسي سجن تيفلت المحلي وجلاديه وفي طليعتهم يونس البوعزيزي الذي استقبلني أول مرة عند ترحيلي ترحيلاً تعسفياً من سجن المقت بسلا 2 ثم قبل لحظات من اطلاق سراحي منه حيث اشرف على تفتيشي ومصادرة دفاتري وتهديدي ان واصلت تعرية انتهاكاته.
أمامي صفحات وصفحات من تعرية ذلك البؤس وتلك الجرائم فقد أبى البوعزيزي الذي يتلذذ بكل موقف فيه اهانة لمسلم.. أبى الا أن يكون بطلاً من ورق في اللحظات الاخيرة قبل مغادرتي للسجن البائس السيء الذكر حيث أخضع كتبي للتفتيش وكأن بين جوانحها قنابلاً نووية ورؤوسا كيماوية حيث اشرف على هذه الحفلة رفقة المنسق العام للمندوبية العامة لإدارة السجون المدعو جواد الذي يستمرئ تقمص دور المخبر والأمني، فقد اجتمعا على كتبي ودفاتري اجتماع ذئبين أجربين على جيفة نتنة.
ثم امر البوعزيزي جلوازه بسحنة البؤس المدعو خالد الوجدي وهو نائبه ليتولى مع فريق من العسس تفتيشي جسدياً ليعاين عن كثب بقايا العظام في جسد منكل به، وقد قام هؤلاء الجلاوزة بإجباري على القيام دون مراعاة لظروفي الصحية مما أسفر عن اصابتي في مفاصلي وركبتي وقد سبق لطبيب المؤسسة الدكتور التقي أن أكد على عدم قيامي بأي حركة دون مراقبة الطبيب وهو ما يؤكده حالياً الطبيب المعالج الذي بين لي أن سوء حالتي الصحية وتورم القدمين مرده لتلك الحركة الاجبارية التي نتجت عنها مضاعفات كثيرة لصعوبة الوضع والتحرك دون احتياطات طبية وقائية.
وكأن الجلاوزة في سجن تيفلت أبوا الا مغادرتي للعتمة بعاهة مستديمة.
حسداً من عند أنفسهم لفكاك أسري بفضل الله تعالى وحده،، وشرها وسادية ومرضاً في قلوبهم
وفي خطوة تكشف عن الرعب الذي تملك البوعزيزي من اطلاق سراحي وما يحمله خروج كاتب ومعتقل رأي من سجن الانتهاكات الفظيعة، فحوى الحديث الذي دار بين البوعزيزي والمنسق العام المدعو سعيد لحميدي. . إذ قال له : “سيخرج وسترى كيف سيهاجمنا؟ ” فقال المنسق العام:” بالتأكيد بوغرارة سيطوي هذه الصفحة وصفحات الصراع من حياته من لحظة خروجه”.
إن اخضاع البوعزيزي دفاتري للتفتيش ومصادرتها ينم عن جهل عميق بالقانون المنظم لإدارة السجون الذي يسمح بالنشاط الفكري والأدبي ويشجع عليه ، ثم عن جهل واضح بما بين صفحات الدفاتر التي لاتعدو ان تكون مذكرات سجنية.
وهي كالتالي :
1 – مذكرات ميت مؤقتاً
2 – تأملات تحت سقف العتمة
3 – تلك القسوة
إنها أورق أدبية تحمل بين ثناياها من الألم والمعاناة والبؤس والشهادة ما تفزع له قلوب الحجر.
هي خلاصة تجربة استقرت في الأعماق واحتلت مكاناً في الوجدان.
من الصعب جداً بل من المستحيل مصادرتها.
لأنها فكرة والفكرة لا تصادر ولا تمنع ولا يتعاطى معها الاغبياء.
ان المندوبية العامة لإدارة السجون التي تكرس دوراً أمنيا ببؤس المصادرة والمنع لمذكرات أدبية
تتنكر اولاً لقانونها، وثانياً لوظيفتها الانسانية والقيمية، وبحمايتها للجلاوزة تجذر لمأساة حقوقية لن يكون لها أي نفع على المدى القريب والبعيد.
ان مصادرة دفاتري لن يكون أبداً نهاية لتعرية البؤس السجني فما عشته محفور في أعماقي، وله في الوجدان أخاديد وحفريات وهو بين حناياي الى الأبد مكتوب في أعماقي بدمي قبل ان أكتبه بالمداد على أوراقي.
وقد أبى البوعزيزي إلا مصادرة الأوراق والدفاتر مع أمتعتي وبطانيتي الجديدة وثيابي وحاجياتي وادويتي ليكشف عن وجهه القبيح وحقده الآسن الذي يمور في قلبه كالبركان.
وفي الأخير :
اطالب المندوب العام لإدارة السجون أن يقف وقفة مع ضميره مع الانسان الذي بين جوانحه وفي أعماقه ليوقف هذا الجلاد الذي انتهك الحرمات وداس على الكرامات وأهدر الحريات.
ومن خلال هذا النداء أجدد مطلبي باستعادة دفاتري المصادرة بآلة القهر والجور في سجن سلا2 بإشراف من المدعو عماد وعبد السلام زهيدي، وهي كالتالي:
1 – رواية ذات شجن كاملة مع ملحق لم يتم
2 – مجموعة قصصية كاملة
مع ضرورة إعادة دفاتري المسجونة في مكاتبهم ظلماً وعدواناً في سجن تيفلت وقد تمت العملية بإشراف من مدير السجن حسن انوني وتنفيذ يونس البوعزيزي.
إن الفكرة لا تصادر لأنها خلقت لتحيا.
حتى القاضي الذي أنصفني بإطلاق سراحي أقر بأحقيتي في التعبير عن رأيي والكتابة عن السجون.
فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً في كل شيء.
إن الجلاوزة موتى في الحس والضمير والوجدان
أما الأحرار فهم أحياء في ضمير أمتهم وحسها ووجدانها
يكفي البوعزيزي درساً التفاف قطاعات عريضة من السجناء خلفي وفرحهم بإطلاق سراحي لا أقول الاسلاميين فهؤلاء اخوتي… وإنما أولئك الذي هدى الله قلوبهم لمحبتنا.
ولينظر في أي قلب يستقر.
وقبل اسدال الستار صافرة
أيها الواقفون على أسوار المذبحة
اشهروا الاسلحة
سقط الموت وانفرط القلب كحبات المسبحة