السيسي يستدعي حفتر لبحث ورطته برعاية إماراتية.. الأربعاء 8 مارس.. السيسي يلعب في الـ”كاكا”
الحصاد المصري – شبكة المرصد الإخبارية
*“أسر المعتقلين” تحمل النظام مسئولية اختطاف المختفين قسريا
كشف فيديو مصور لرابطة “أسر الشهداء والمعتقلين بمركز ههيا بمحافظة الشرقية” عن كذب وزارة الداخلية في اغتيال الطالب حسن جلال بالشرقية، الذي أعلنت الرابطة عن إخفائه قسريا منذ 26 ديسمبر، لتعلن داخلية الانقلاب بعدها بأكثر من شهرين أول أمس الاثنين عن مقتل الطالب حسن جلال في اشتباك مع قوات الأمن.
وأعربت رابطة أسر الشهداء والمعتقلين بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، في فيديو قديم منذ شهر ديسمبر عن قلقها لمصير ذويهم المختطفين قسريا من قبل وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب، خاصة بعد اعتقال سبعة أشخاص في الآونة الأخيرة.
ونددت الرابطة خلال بيان مصور قبل الإعلان الكاذب من داخلية الانقلاب، باعتقال الطالب محمد جمعة الطالب بكلية إعلام الأزهر وتم إخفاؤه واعتقاله من منزله يومي 26 ديسمبر الماضي، والطالب عمر عبدالواحد باعتقاله من مسكنه بمدينة العاشر من رمضان 26 ديسمبر، كما تمتنع الداخلية عن عرض الشاب عبدالله سعيد جبر (ممرض بالعاشر) منذ اعتقاله 27 ديسمبر الماضي، والطالب حسن جلال بكلية دراسات إسلامية الزقاقزيق وإخفاؤه قسرية.
كم تم إخفاء الطالب عبدالله محمود 28 ديسمبر، والشاب أحمد محمد عطية المختفي قسريا 27 ديسمبر الماضي، وتستمر السلطات في إخفائه حتى اليوم، كما تم اعتقال رجل الأعمال حسن دسوقي وإخفاؤه منذ ذلك التاريخ.
وحملت الرابطة سلطات الانقلاب مسئولية إخفاء الأشخاص المذكورين، والحفاظ على حياتهم، خاصة مع رفض الداخلية إعطاء اسر المعتقلين أي معلومات عن أماكن حجزهم.
وتتعمد سلطات الانقلاب في إخفاء المئات قسريا تمهيدا لتصفية بعضهم خلال حفلات التعذيب التي تتم في المعتقلات لانتزاع اعترافات ملفقة لهم، واستغلالها في الترويج للعمليات الإرهابية المزعومة التي تبتز بها السلطات الانقلابية المواطنين في الدفاع عن لقمة عيشهم وحياتهم.
*أمن الانقلاب بالجيزة يختطف علاء عزت ويخفيه قسريا
اختطفت قوات أمن الانقلاب بمحافظة الجيزة، المهندس علاء الدين عزت زكي، من منزله بالهرم، في الواحدة من صبيحة الثلاثاء 7 مارس، وتوجهت به إلى مكان غير معلوم حتى الآن.
وأفادت أسرة علاء الدين عزت، أن عددا من المسلحين بزي ميري، هاجموا منزلهم، واقتادوه إلى مكان غير معروف حتى الآن، دون إبداء أي أسباب.
وقالت أسرة عزت -في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء- “قدمنا عدة بلاغات للنائب العام ووزير الداخلية والمحامي العام لنيابات جنوب الجيزة ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ولم يصلنا أي ردود حتى الآن“.
وحذرت أسرة عزت السلطات الأمنية بتعريض حياته لخطر، في ظل تصاعد حملات القمع وتلفيق التهم للمختفين قسريا.
يشار إلى أن علاء عزت، من مواليد 1 يناير 1969، وهو خريج كلية هندسة جامعة القاهرة، متزوج ولديه 4 أبناء.
يذكر أن الإخفاء القسري واحد من أبرز الانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية في مصر ضد نشطاء ومعارضين للسلطة خلال عام 2016، ليضاف إلى مجموعة من الخروقات الأخرى التي تنتهك حقوق الإنسان في مصر.
وعلى الرغم من أن الاحتجاز القانوني أو الاعتقال التعسفي، أمر يصيب صاحبه وذويه بالخوف والهلع، إلا أن “الاختفاء القسري” يكون أشد ألما وهلعا، إذ تظل أسر المختفيين قسريا بين الأمل واليأس، في معرفة مصير أبنائهم وذويهم، ومع طول الأزمة، يتفاقم الألم وتتزايد لهفة الناس على ذويهم.
*زوجة المعتقل سعيد أحمد: افرجوا عن زوجي.. “أخدوه من أرضه“
أكدت زوجة المعتقل سعيد محمد أحمد أنه تم القبض على زوجها من مركز الدلنجات أثناء قيامه برّي أرضه الزراعية، حيث قدم إليه بعض المخبرين وطلبوا منه الحضور معهم دون توجيه أى تهم له.
وأشارت الزوجة أن زوجها ذهب معهم طوعًا وبعد الكثير من الوقت لم يعود لمنزله وهو ما دعاهم للذهاب لقسم الشرطة إلا أنه أنكر وجوده عندهم.
وأوضحت أنهم فى اليوم الثاني قاموا بإرسال فاكسات لوزير داخلية الانقلاب والمحامى العام، والتى بسببها تم عرضهم ليلًا على النيابة المسائية.
وأضافت الزوجة أن محضر التحريات لفق لزوجها العديد من التهم المفبركة التى لم يرتكبها وأن نيابة الانقلاب أمرت باستمرار حبس المتهمين على ذمة القضية.
وطالبت الزوجة القضاء بالإفراج عن زوجها كونه كفيل الأسرة وليس لهم عائلًا غيره، مؤكدة أنه لم يرتكب أيًا من الجرائم الملفقة التى أُسندت له.
يذكر أن أحمد قد تم اعتقاله منذ أيام ضمن حملة شنتها ميليشيات الانقلاب على منازل الأهالى بالدلنجات وطالت 21 من الأهالى وتم تجديد حبسهم لمدة 15 يومًا عقب عرضهم على نيابة الانقلاب.
* بالمستندات.. أسرة الشهيد حسن جلال تنفي رواية داخلية الانقلاب
أكدت أسرة حسن محمد جلال، طالب الأزهر؛ الذي اغتالته داخلية الانقلاب وأعلنت الخبر عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك بعد منتصف ليل أمس الثلاثاء، عدم تواصل أي جهة رسمية معهم لاستلام جثمان الشهيد، وأنهم تعرفوا على الخبر من مواقع التواصل الاجتماعي.
ونفت الأسرة رواية داخلية الانقلاب التي زعمت خلالها بأن عملية اغتيال نجلهم تمت خلال تبادل إطلاق النيران أمس مؤكدين أن نجلهم مختطف من قبل قوات أمن الانقلاب منذ تاريخ 4 ديسمبر ٢٠١٦ وهو ما وثقته العديد من المنظمات الحقوقيه فضلاً عن التلغرافات والبلاغات الرسمية التى تم تحريرها للجهات المعنية بحكومة الانقلاب.
وأكدت الأسرة عدم تفريطهم فى حق نجلهم وملاحقة كل المتورطين فى هذه الجريمة على جميع الأصعدة حتى يتم محاسبة كل المتورطين فيها والقصاص لدمائه الذكية، كانت داخلية الانقلاب قد أعلنت عبر بيان لها عن قتلها لحسن محمد جلال فى بيان صادر عنها ومنشور عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد منصف ليل أمس الثلاثاء 7 مارس الجارى فى تبادل لإطلاق النيران أثناء القبض عليه بإحدى المزارع بمنطقة جمعية السلام دائرة مركز أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية رغم أنه مختقى قسريا بتاريخ 4 ديسمبر 2016 لدى داخلية الانقلاب بعد أن تم اختطافه وهو فى طريقه للجامعة.
يشار الى أن الشهيد بإذن الله حسن محمد جلال مصطفى طالب بالفرقة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الازهر و من أبناء مدينة ههيا بمحافظة الشرقية ولا تزال سلطات الانقلاب تخفى 6 آخرين من أبناء مدينة ههيا وقراها من بين ما يقرب من 30 من أبناء المحافظة مختفين لمدد تصل بعضها لأكثر من 3 سنوات.
*الجيزة : قسم شرطة الهرم.. تاريخ من التعذيب والقتل والفساد.. “حاميها حراميها“
استطاعت داخلية الإنقلاب تحقيق المساواة بين فئات الشعب المختلفة، ولكنها مساواة في الظلم والقتل والتعذيب.. فلا تفرق في اعتدائها بين مصري وأجنبي، غني وفقير، فنان أو طبيب، عضو مجلس شعب أو سائق، فالجميع تحت مقصلة التعذيب.
ويعد “قسم شرطة الهرم” من الأقسام سيئة السمعة بصورة فجة في وقائع التعذيب والإعتداء علي المواطنين بمختلف انتماءاتهم، وقتل عشرات المواطنين في القسم تحت التعذيب دون محاكمة لضباطه…
حتى الممثلة ميرهان حسين، تعرضت للضرب داخل القسم واتهمت ضابطا برتبة ملازم بأنه قام بهتك عرضها داخل الحجز، وأن سجينات اعتدين عليها بالضرب، وأوضحت أنها صفعته على وجهه بعد أن هتك عرضها داخل الحجز، وأثبتت ميرهان ذلك في اعترافها أمام نيابة الهرم.
ومساء أمس الثلاثاء لقي الشاب محمود سيد حتفه، داخل قسم شرطة الهرم التابع لمديرية أمن الجيزة، نتيجة التعذيب، في حين أكد عدد من ضباط القسم وفاته بـ”هبوط حاد في الدورة الدموية”، ليتم نقله إلى مستشفى الهرم للعلاج، إلا أنه توفي قبل وصوله المستشفى.
كما كشف المحامي الحقوقي محمد أبو هريرة في وقت سابق المتحدث باسم التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، عن إلقاء القبض على المحامي عمر داوود أثناء أداء عمله داخل ديوان قسم الهرم.
ووثقت التنسيقية قيام قوات شرطة تابعة لمديرية أمن الجيزة باعتقال المواطن: محمد أحمد فضل البالغ من العمر 24 سنة من مكان عمله بسنتر تعليمى بجوار جامعة القاهرة وتم اقتياده إلى قسم شرطة الهرم؛ حيث تم التعدي عليه هناك بالضرب والسحل والركل مما أدى إلى دخوله في حالة إغماء نتيجة ما تعرض له من تعذيب.
الكوسة والبلطجة
كما أكدت احدي الأمهات أن نجلها محمد عمره 6 أعوام أثناء ذهابه بصحبة جدته لشراء بعض متطلبات المنزل من شارع بطران بمنطقة الهرم بالجيزة، وأثناء ذلك هجم كلب مملوك لأحد الجيران على الطفل وأوقعه على الأرض وانتزع أجزاء من وجهه.
وأضافت أن صاحب الكلب قال لها “اعملي اللي انتي عايزاه.. قسم الهرم بتاعي ومحدش هيعملك حاجة، وأن نجلها أرخص من الكلب”،مشيرة أن طفلها أجرى 5 عمليات جراحية ومازالت حالته الصحية المتدهورة.
الجرب والإيدز
وفي وقت سابق أكد الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة بحكومة الانقلاب أنه تم نقل لسجناء من داخل قسم شرطة الهرم إلى معسكر تابع لوزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بعد إصابتهم بـ “الجرب“.
كما أمرت نيابة الهرم بالجيزة، بعرض 170 محتجزًا بحجزين في قسم الهرم على المعامل المركزية بوزارة الصحة، لإجراء تحاليل لهم لبيان إصابتهم بمرض “إيدز” من عدمه، وذلك بناءً على بلاغ تقدمت به شقيقة أحد المحتجزين في تهمة شذوذ، وقالت إن شقيقها مصاب بمرض “إيدز“.
* خُطف ولم يعد.. وثائقي يكشف مشاريع اغتيالات جديدة لداخلية الانقلاب
كشف وثائقي أعده نشطاء على صفحة “الشرقية اليوم” على موقع “يوتيوب” عن 12 مختفيًا قسريًا بشمال الشرقية، يتوقع أن يتعرضوا للقتل خارج إطار القانون الذي تسميه “داخلية السيسي” تصفية جسدية.
وقال الوثائقي إن النظام حين تحيط به الأزمات من كل جانب يخرج بعضا من هؤلاء المختفين قسريا لتصفيته بعد إتهامهم بالإرهاب، كما حدث مع حسن محمد جلال، 22 سنة، والذي أعلن بيان أمني صادر عن “داخلية” الإنقلاب مع أولى ساعات صباح اليوم الأربعاء.
وضمن صور الوثائقي تبرز صور الشبان العشرة من مدينة العريش، وأغلبهم من قبيلة آل أيوب والذين قتلتهم داخلية الإنقلاب وهم في حوزتها ضمن ما يطلق عليه الإخفاء القسري حيث يخشي الأهالي في البداية الإبلاغ على أمل أن يتم الإفراج عن المعتقلين من بيتهم أو من محل سكنهم.
وقبل سبعين يومًا وتواصل رابطة أسر المعتقلين والشهداء بههيا فى محافظة الشرقية إثارة قضية مختطفيها السبعة تارة بالخبر أو بعداد الإخفاء القسري وتارة أخرى بالمؤتمر الصحفي أو بإيصال صوت المختفين وأسرهم عبر القنوات المساندة للشرعية.
وأوضحت الرابطة منذ اليوم الأول لاعتقال حسن جلال في 4 ديسمبر الماضي، و97 يومًا من الاخفاء القسري أن 6 آخرين من أبناء المدينة والقرى التابعة لها تجاوز اختطاف أقلهم 70 يومًا من قبل سلطات الانقلاب دون الكشف عن مكان احتجازهم وأسبابه.
وهم: “محمد جمعة” الطالب بكلية الإعلام جامعة الأزهر، والطالب “عمر عبدالواحد” والشاب عبدالله سعيد جبر، و”حسن جلال” الطالب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، و”عبدالوهاب محمود” الطالب بالمعهد الفنى، والشاب أحمد محمد عطية ورجل الأعمال سيد دسوقى.
إضافة ً للمختفين من أبوكبير محافظة الشرقية وهم: “عبدالرحمن السيد منصور -15 عامًا- طالب ثانوي ومقيم بقرية بني عياض، وعبدالله محمود شحاتة -19 عامًا- طالب ثانوي مقيم بقرية هربيط، وعبدالله سند -18 عامًا- مقيم بقرية جزيرة الشيخ، والشاب وحيد حسان -25 عامًا- مقيم بقرية بني عياض، والشاب أحمد عبدالله يوسف -31 عامًا- عامل مقيم بقرية منشأة رضوان.
أما أقدم المختفين قسريًا في المحافظة المحاسب، أحمد محمد سعيد، 36 سنة، من الإبراهيمية وهو مختف منذ 15 يناير 2015 إلى الآن.
* المخابرات الأوغندية: السيسي يلعب في الـ”كاكا”
“كاكا” مدينة في أعالي النيل، ذهب إليها عبد الفتاح السيسي داعمًا للانقلاب جنوب السودان، بعد أيام من لجوء الرئيس السوداني عمر البشير إلى بلاد الخليج للاستجداء بهم ضد الجنرال “بلحة”، وتقديم شكاوى ضده في مجلس الأمن في محاولة للحصول على حلايب وشلاتين، حيث كشف ضابط مخابرات أوغندي تورط نظام السيسي في دعم جنوب السودان عسكريًّا ضد الشمال.
واتهمت قوات رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان نظام السيسي بقصف مواقع لها، حيث أكدت القوات الموالية لمشار إن القوات الجوية المصرية ألقت “أكثر من تسع قنابل”، على مواقعه في قرية كاكا الشمالية.
وأضاف الجيش المتمرد ضد الرئيس الجنوبي الحالي سيلفا كير في بيان رسمي، أن ما أسماها مشاركة السيسي في الحرب الدائرة جنوب السودان تمثل إشارات واضحة أن نظام الحكم في جوبا يعرض جنوب السودان لحرب إقليمية.
يأتي هذا الاتهام من قوات مشار للسيسي بعدما زار الرئيس سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان، مصر لمدة يومين في الـ 8 من يناير الماضي التقى خلالها رئيس الانقلاب، حيث بحثا سبل دعم التآمر المشترك بين النظامين في شتى المجالات.
بأموال المصريين
وكشف الضابط الأوغندي “جيمس مويسس” ضابط الاستخبارات الأوغندي السابق لوكالة أنباء جنوب السودان – غير الرسمية- عن اتفاق مصري أوغندي؛ تقدم مصر بمقتضاه الأسلحة إلى جنوب السودان في مقابل تأييد أوغندا لمصر في حملتها الدبلوماسية لمنع بناء سد النهضة.
ويؤكد “جيمس مويسس” عميل الاستخبارات السابق على أمرين أولهما: فشل الحملة الدبلوماسية المصرية لإيقاف بناء سد النهضة الإثيوبي، وثانياً: فشل أوغندا في سحق متمردي جنوب السودان، وهذا ما يوحد القاهرة و “كمبالا” ويضيف “مويسس”: “يجب على أديس أبابا عدم تصديق أوغندا والقاهرة عند الحديث عن أي شيء يتعلق بسد النهضةَ”.
ويكشف “مويسس” عن اقتراح الرئيس الأوغندي على رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما في ديسمبر 2016 بتقديم مصر للأسلحة والذخيرة إلى جنوب السودان لمحاربة حركة تحرير الشعب السوداني، في مقابل دعم أوغندا لأي حملة للسيسي ضد أديس أبابا، كما وعد الرئيس الأوغندي .
وأكد “مويسس” على دعم مصر لجنوب السودان بأسلحة متطورة وذخيرة، مضيفاً أن أوغندا هي من تدير تقديم المساعدات العسكرية المصرية إلى جنوب السودان.
صفقات قذرة
ولم تكن تلك الواقعة المشبوهة الوحيدة للسيسي في أفريقيا، حيث كشفت تقارير عن اتهامات متمردي جنوب السودان السابقة لنظام السيسي بتنفيذ هجمات ضد مواقعها في مدينة “كاكا” في أعالي النيل، فيما أنكرت حكومة الانقلاب هذه الاتهامات، وفي يناير من العام الحالي أكد المتمردون على عقد جنوب السودان وسلطات الانقلاب “صفقة قذرة”.
وسبق ووجه رئيس جنوب السودان سيلفا كير الشكر لعبد الفتاح السيسي على دعم جنوب السودان في المحافل الدوليه قائلا: “أشكر الرئيس على دعمه لجنوب السودان فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة.. كانت هناك أمور تستهدف فرض حظر أسلحة على جنوب السودان”
انخراط العسكر بالمؤامرات
وقالت وكالة الأناضول، أنه رغم أن الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان أواخر 2013 جعلت من هذا البلد مسرحاً للتنافس الإقليمي، إلا أن القاهرة بقيت بعيدة نسبيا عن الملف رغم ارتباطه بأمنها المائي، لكن مؤخرا ظهرت مؤشرات على انخراط العسكر أكبر في الشأن الجنوب السوداني لا سيما بعد زيارة الرئيس “سلفاكير ميارديت” للقاهرة للقاء السيسي.
وبحسب الوكالة، أنه على الرغم من نفي جوبا والقاهرة على الفور لاتهامات حركة التمرد، إلا أنها عادت إلى الساحة مجددا، عندما قال الرئيس السوداني لصحف محلية إن “مصر تدعم حكومة جوبا بالأسلحة والزخائر، واستبعد “البشير” مشاركة قوات مصرية بشكل مباشر، قائلا إن “المعلومات التي لدينا أنهم (مصر) يدعمون حكومة الجنوب بالسلاح والذخائر ولا أتوقع أن يقاتلوا في الجنوب”.
جدير بالذكر أن زعيم نكسة 67 الجنرال جمال عبد الناصر الذي قاد انقلابا سابق على الرئيس محمد نجيب، اشتهر افريقياً بدعم الانقلابات العسكرية، وكان ينفق ببذخ شديد من اموال المصريين على هذه الانقلابات، سواء في أوغندا وغيرها، وزاد فقر المصريين على يد الحكومات والأنظمة العسكرية من عبد الناصر وحتى انقلاب السيسي في 2013.
*السيسي يستدعي حفتر لبحث ورطته برعاية إماراتية
بعد سلسلة من الهزائم المريرة التي لاحقت مليشيا الجنرال خليفة حفتر وسيطرة حركة سرايا الدفاع عن بنغازي على الهلال النفطي وتسليمه لقوات تابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا؛ بات وضع حفتر شديدة السوء؛ الأمر الذي دفع القاهرة إلى دعوته عاجلا للقاهرة لبحث الموقف المعقد ودراسة الخروج من المأزق الراهن.
وتعتبر منطقة الهلال النفطي، منطقة استراتيجية، نظراً لوجود كميات هائلة من النفط، يقع الهلال النفطي حوض نفطي ليبي، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويمتدّ على طول 205 كيلومترات من طبرق شرقاً إلى السدرة غرباً.
وتتميز هذه المنطقة بموقعها الاستراتيجي من ناحية، ووجود كميات هائلة من النفط والغاز من ناحية أخرى. وتحتوي منطقة الهلال النفطي، الواقعة بين مدينتيْ سرت وبنغازي، على نسبة 80% من قطاع الطاقة الليبي المقدّر حجمه بأكثر من 45 مليار برميل من النفط، و52 تريليون قدم مكعب من الغاز.
كما أن هذه المنطقة تتضمن أكبر الحقول النفطية، منها حقل السرير ومسلة والنافورة التي تنتج مجتمعة نحو 60% من إنتاج البلاد النفطي.
حفتر في القاهرة
وكشف مصدر دبلوماسى مقرب من حكومة الانقلاب أن حفتر الذي تصفه بالقائد العام للقوات المسلحة الليبية، وصل إلى القاهرة فجر أمس الأول، على متن طائرة خاصة، لبحث حلول الأزمة الليبية مع المسئولين المصريين، بعد إعلان مجلس النواب الليبى ” برلمان طبرق” تعليق الحوار الوطنى.
وتكثف الدول الداعمة لمشروع حفتر، وعلى رأسها مصر، جهودها من أجل وقف خسائره، حيث وجهت اللجنة المصرية لمتابعة الملف الليبي، برئاسة رئيس أركان جيش الانقلاب المدعو محمود حجازي، الدعوة لحفتر لحضور اجتماع طارئ في القاهرة، بحضور مسؤولين روس وإماراتيين خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث كيفية صد الهجوم على الهلال النفطي، وعدم السماح للمجموعات التي تصفها القاهرة بـ”المتطرفة” بكسب مزيد من الأرض“.
وتشير هذه التحركات، في حال تأكدت، إلى أن حفتر في حالة حرجة عسكريا، وسط تكهنات وسيناريوهات متعددة، عما إذا كانت مصر ستتدخل عسكريا لإنقاذه، أم ستكتفي بدور الوسيط لجلب دعم روسي لقوات حفتر.
من جهته، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، أن “هناك بعض المؤشرات تؤكد عدم وجود أي تدخل أو مساعدة لقوات حفتر” حتى اليوم، مشيرا إلى أن الأخير “قام بسحب الطائرات من قاعدة طبرق والأبرق (شرق ليبيا)، ونقلها إلى قاعدة بنينا الجوية” في بنغازي، وهذا يؤكد أنه “فشل” في الحصول على دعم مصري أو إماراتي حتى اليوم، وفق تقديره.
وأضاف في تصريحات صحفية أن “الموانئ النفطية الآن تحت حماية حرس المنشآت برئاسة العميد إدريس بوخمادة، وهي قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ومن ثم فلا معنى لأي تدخل“.
دعم سيساوي مطلق لحفتر
وأدان المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب، أمس، تحرير سرايا الدفاع عن بنغازي للهلال النفطي وتطهيره من مليشيا حفتر مدعيا أن ما جرى هجوم شاركت فيه عناصر محسوبة على «تنظيم القاعدة» وذلك لتأليب الجتمع الدولي على ثوار ليبيا والرافضين لأطماع الجنرال حفتر.
وطالب المتحدث باسم خارجية السيسي بأهمية عدم السماح برهن المسار السياسى فى ليبيا لصالح ما وصفها بمجموعات غير شرعية تحاول انتزاع دور سياسى عبر العمل الهدام، استناداً لدعم خارجى، ولا تمانع التعاون لتحقيق أهدافها مع تنظيمات إرهابية.
وتتهم القاهرة وحفتر كلا من تركيا وقطر بدعم المجموعات المسلحة التي قامت بتحرير الهلال النفطي من مليشيا حفتر رغم أنه تم تسليم إدارتها مباشرة لقوات حرس النفظ التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
استعلاء حفتر
من جانبه يرى الباحث الليبي، نزار كريكش، أن “تعنت وجمود حفتر سيدفع النظام المصري لترك خصومه يتقدمون عليه، حتى يُرغم الأخير على أن يأتي إلى مصر وقد أذعن تماما لما تريد”، على حد تعبيره.
وتابع: “حفتر يعاني من مشكلتين: تقمصه دور القائد وهذا يتناقض مع التبعية العلنية للسيسي، والثانية: عدم اقتناعه بالدخول في أي مفاوضات مع أي طرف ليبي إلا بعد أن يقبل به سيدا لليبيا، وهذا ما قد يبعد عنه أي دعم حاليا”، وفق تقديره.
أما المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، فيرى أن ما حصل في الموانئ النفطية مجرد “قرصة أذن لحفتر وعقابا له على استعلائه وتعنته مع المجتمع الدولي ومع شركائه في الداخل الليبي“.
وبخصوص استدعاء القاهرة لحفتر، قال الروياتي إن “الاجتماع سيوضح ما هي حدود ما سيقدمه حفتر من تنازلات، والتي للأسف سيكون مقدارها بمقدار ما ستقدمه له هذه الدول من مساعدة جديدة، وسيكون الخاسر الأكبر فيها هو مجموعة “سرايا بنغازي” ومن ورائهم الذين لم ولن يكونوا أكثر من كبش فداء لمشروع احتواء حفتر سواء برضاه أو رغما عنه“.
حفتر يطيح باتفاق “الصخيرات“
وإزاء هذه المشهد والهزائم التي مني بها حفتر، أصدر نواب بمجلس النواب الليبى والمقربون من حفتر والداعمون لمشروعه الانقلابي للسيطرة عسكريا على ليبيا وتأسيسي حكم عسكري على غرار عبدالفتاح السيسي في مصر قرارًا بأغلبية حضور جلسته، أمس، بإلغاء قرار سابق له باعتماد اتفاق «الصخيرات» السياسى الذى ترعاه «الأمم المتحدة»، و«المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى» الذى يقوده فائز السراج.
وقال المتحدث باسم مجلس النواب عبدالله بليحق : طالبنا خلال الجلسة بتشكيل مجلس رئاسى جديد وعلقنا المشاركة فى أى جلسات حوار مقبلة ولم نلغ الاتفاق السياسى.
وقال الوزير الجزائرى عبدالقادر مساهل، وزير الشئون المغاربية والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس أمس، إن إعلان البرلمان الليبى إلغاء «اتفاق الصخيرات» يعنى إلغاء المجلس لنفسه وعمله، وأكد «مساهل» أن بلاده تدعم الحل السياسى والمصالحة الوطنية فى ليبيا.
* بالأرقام.. جرائم العسكر بحق “الحرائر” في يومها العالمي
تنوعت الانتهاكات والضحية واحدة، ولا عزاء للمرأة في يومها العالمى فى ظل قمع عسكرى بقيادة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى، تعيش المرأة فى يومها العالمي، وهى بين اعتقال واستشهاد وتعذيب واغتصاب من قبل الانقلاب العسكري.
وقد أعدت حركة “نساء ضد الانقلاب”، تقريرًا عبر صفحتها الرسيمة بـ فيس بوك، الأربعاء، حول انتهاكات العسكر للحرائر فى يومها العالمى وجاء كما يلى:
3 أحكام إعدام، 11 حالة إخفاء قسري، 20 حالة اغتصاب، 23 محاكمة عسكرية، 31 حالة رهن الاعتقال، 131 حالة قتل، 2135 امرأة تعرضت للاعتقال.
وتأتى ذكري اليوم العالمي للمرأة، وبينما يحتفل العالم بما استطاعت تحقيقه من إنجازات في ملف المرأة، وتحاول دول أخرى تعزيز مكانة المرأة فيها ومناهضة أشكال العنف ضدها، يدعو وضع المرأة في مصر إلى الرثاء.
حيث زاد عدد الفتيات التي تم اعتقالهن منذ انقلاب 3 يوليو إلى الآن عن الألف طبقًا لبعض الإحصائيات، أفرج عن معظمهم، فيما ما تزال 51 معتقلة داخل الزنازين.
كما دشنت “نساء ضد الانقلاب “،حملة تحت عنوان “أنين حرة” لرفع قضية المرأة المصرية تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة والذي يخرج فيه النشطاء والحقوقيون في العالم في تظاهرات وفعاليات للمطالبة بحرية المرأة ورفع كافة أشكال العنف والتنكيل بحقها.
وحملة تحت عنوان أنين حرة تأتى لفضح كافة أشكال العنف والبطش العسكري الانقلابي بحق المرأة المصرية التي تعيش أسوا صور القمع بحقها من اعتقال وتعذيب وقتل واغتصاب واعتقال الابن والزوج والأخ، وأمام تلك الصورة القاتمة خرجنا نحمل صوتها ونرفع أنينها.
وطالبت الحملة كافة القائمين والمعنين بحقوق المرأة وحقوق الإنسان التفاعل معنا واتخاذ كافة الوسائل الممكنة لوقف ذلك الإجرام والعنف الممنهج بحق المرأة المصرية، وتدويل قضيتها عالميا بعد أن بلغ صوت صراخها وأنينها الأفاق.
حركة نساء ضد الانقلاب، حركة طلاب ضد الانقلاب، جامعة الأزهر، حركة حراك، عصيان مدنى، حملة اكسر كلابش، حملة البنات لازم تخرج، تحالف دعم الشرعية بروما، مصريو برمنجهام (المجلس الثورى)، منظمة سواكو للمرأة والطفل، التضامن المصرى رابعة، مؤسسة الحكمة، مؤسسة نور القدس، مجلس سوريات بإسطنبول، نساء ضد الانقلاب فى الخارج.
32 حرة فى سجون الانقلاب
وننشر أسماء الحرائر المعتقلات فى سجون الانقلاب:
1. الحاجة سامية شنن بتكمل 1232 يوم إعتقال
2. آية حجازي بتكمل 1000 يوم إعتقال
3. هيام علي بتكمل 994 يوم إعتقال (محكوم 3سنين)
4. إيمان مصطفى بتكمل 991 يوم اعتقال (محكوم 10سنوات)
5. إسراء خالد بتكمل 745 يوم إعتقال (محكوم 9سنين)
6. شيماء سعد بتكمل 700 يوم إعتقال
7. عبير سعيد بتكمل 677 يوم إعتقال
8:9. إسراء فرحات و روضه خاطر بيكملوا 622 يوم إعتقال
10:11. هالة عبد المغيث و هالة صالح بيكملوا 592 يوم إعتقال
12. سارة رزق بتكمل 560 يوم إعتقال (محكوم سنتين)
13:14. رنا و سارة عبد الله بيكملوا 502 يوم إعتقال
15. جميلة سري بتكمل 440 يوم إعتقال (محكوم سنتين )
16. جهاد عبد الحميد بتكمل 395 يوم إعتقال (محكوم عليها بي 3سنين)
17. بسمة رفعت بتكمل 366 يوم اعتقال
18. مروة سيف الدين بتكمل 362 يوم اعتقال
19. فوزية الدسوقي بتكمل 302 يوم اعتقال
20. شيماء حمدان بتكمل 230 يوم اعتقال
21. فاطمة علي جابر بتكمل 174 يوم اعتقال
22. رباب عبد المحسن 111 يوم اعتقال
23. شيرين بخيت بتكمل 107 يوم اعتقال
24:25. ياسمين نادي و أمل صبري 88 يوم اعتقال
26. كوثر أحمد بتكمل 55 يوم اعتقال
27. علا حسين بتكمل 54 يوم اعتقال
28. م.م بتكمل 53 يوم اعتقال
29. رباب إسماعيل بتكمل 42 يوم اعتقال
30. ريم قطب بتكمل 36 يوم اعتقال
31. ن.ع.ع بتكمل 9 ايام اعتقال
32. أسماء محي الدين بتكمل 6 ايام اعتقال
نساء لا يغبن
من جانبها، أحيت الناشطة غادة عبدالسلام، عبر فيس بوك، الأربعاء، ذكرى وفاة والدتها الحاجة “زينب السكندرية” التى عرفت بأم الشهداء، وقام العسكر بقتلها فى 3 يناير 2014 بالإسكندرية، بجانب 21 شابا خلال إحدى المسيرات الرافضة للانقلاب العسكرى.
حيث قالت “عبدالسلام”، يشرفني إنى أحيي ست كانت تخطت الـ80 سنة.. وأول مرة فى حياتها تنزل من بيتها تنتخب.. نزلت للدستور.. نزلت للبرلمان.. نزلت للرئيس.. كنا بنجيبولها العربية لحد باب البيت.. تتحامل على نفسها وتنزل وترجع تطلع سلالم المدرسة اللى فيها لجان الانتخاب.. كانت شايفة ان حقها تنزل.. وحق الناس عليها تنزل .. وحق البلد جواها تنزل .. كانت بترجع فرحانة رغم التعب والجهد.. الست دي أمي.
جدير بالذكر، أن اليوم الدولي للمرأة، أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الـ8 من شهر مارس من كل عام، وتكون ركيزة الاحتفالات للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الإقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
* بـ4 جرعات.. السيسي يحول الشعب لمدمن فشل اقتصادي
مخدرات السيسي كشفها موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، مؤكدًا أن المسار الاقتصادي الذي تنتهجه حكومات الانقلاب لا يبشر بالخير، على الرغم من وعود إعلام العسكر بأن القادم أفضل فيما يخص أحوال مصر الاقتصادية.
مخدرات السيسي جاءت مع تحرير سعر الصرف من قبل البنك المركزي، مزيلًا كافة قيوده السابقة على الجنيه المصري ليترك قيمته حرة تحدد حسب العرض والطلب من قبل السوق، هذه الخطوة جاءت لتأمين حصول جنرالات العسكر على قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار، إلا أن ما حدث بعدها هو انهيار قيمة الجنيه المصري في مواجهة الدولار.
وأشار التقرير إلي وصول قيمة الدولار إلى أسعار وهمية بسرعة كبيرة للغاية، فمن 9 جنيهات للدولار الواحد، لـ15، ثم بعدها ب4 أيام وصل إلى 18 جنيه، ثم 20 جنيهاً، وأن السيسي للحصول على النصف الثاني من القرض ذهب إلى رفع الدعم عن رغيف الخبز الذي يعتمد عليه المصريون، معتمدًا على أن أغلب الشعب خصوصًا مؤيدي الانقلاب دخل في غيبوبة إعلامية ووعود كاذبة وأصبح مسطول اقتصادياً وفاقد للوعي.
وفيما يلي رصد للوسائل، والحيل، التي يستخدمها نظام السيسي لتسكين الاقتصاد “المتأزم”، التي يصفها خبراء الاقتصاد بالمخدرة، على المدى المتوسط والمدى الطويل.
تلميع الفناكيش
قال المركز المصري للدراسات الاقتصادية، إن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى زيادة عجز الموازنة العامة للدولة بفارق كبير عما تتوقعه الحكومة المصرية، هي التقديرات المبالغ فيها للإيرادات عند إعداد مشروع الموازنة، خاصة الإيرادات الضريبية، وذلك رغم التباطؤ الاقتصادي النسبي الذي تشهده البلاد لعوامل داخلية وخارجية.
وأظهر مسح اقتصادي أن المبالغة في التقديرات هي منهج يتبناه نظام عبد الفتاح السيسي، ففي المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ عام 2015، وتحل ذكراه الثانية في 15 مارس الجاري، بلغت تقديرات حصيلة الاستثمارات والاتفاقيات والقروض التي جاءت في تصريحات مختلفة على لسان وزراء حكومة محلب، 130 مليار دولار، وروج الإعلام المصري لهذه النتائج على أنها فتح اقتصادي كبير، ثم ما لبث أن ذهبت كل تلك المليارات أدراج الرياح، ولم يستفد منها المواطن المصري، سوى نشوة أمل، سرعان ما اصطدمت بالواقع المرير الذي يعيشه.
وكذلك في الترويج لمشروع حفر تفريعة جديدة لقناة السويس، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، في تصريح منسوب له أن دخل مصر من جراء مشروع “التفريعة” سيصل إلى 100 مليار دولار سنويا، في حين أن إيرادات قناة السويس السنوية سجلت تراجعا كبيرا بعد افتتاح “التفريعة” في 6 أغسطس 2015، وكشفت البيانات الرسمية أن الإيرادات بعد عام من افتتاح “التفريعة” كانت هي الأقل في السنوات العشر السابقة، حيث جاءت جملة الإيرادات 4.1 مليارات دولار، فيما كانت من 10 سنوات 4.61 مليارات دولار ولم تتراجع لمثل تلك المستويات من قبل.
إدمان الديون
كما يتبع نظام الانقلاب إلي جانب المبالغة في تقدير الإيرادات، سياسة التوسع في القروض، وأظهرت بيانات البنك المركزي ارتفاع الدين الخارجي لمصر خلال الربع الأول من العام المالي الحالي (2016-2017) إلى 60.153 مليار دولار مقارنة بـ46.148 مليار دولار في الربع المقابل من العام المالي الماضي (2015-2016) بنسبة زيادة 30%، وارتفع الدين المحلي خلال تلك الفترة من 2.259 تريليون جنيه إلى 2.758 تريليون جنيه، بنسبة زيادة 22%.
وقال عضو اللجنة الاقتصادية في برلمان العسكر، محمد بدراوي، إن بيانات البنك المركزي الأخيرة كشفت أن الحكومة المصرية اقترضت خلال العام الماضي فقط نحو ثلث ما اقترضته في 60 عاما، لافتا إلى أن ارتفاع حجم الدين سيؤدي إلى رفع معدل الفوائد على الديون، مما سيزيد من عجز الموازنة العامة للدولة في العام المالي المقبل.
الإدارة بالنكت!
وفي لقائه مع الإعلامي أسامة كمال، عبر فضائية “dmc”، قال عامر: “حديثي عن الدولار بأربعة جنيهات، كان نكتة، والشعب المصري بيحب النكتة، لكن المرة دي بيحبوا ياخدوا اللي على كيفهم، ويحولوه لـ.. ما يصحش”، قاصدا التوقعات التي يعلنها البعض عن سعر الصرف في الفترة المقبلة.
وبعد “نكته” محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، تساءل مراقبون ومصرفيون: “هل أصبحت السياسة النقدية في مصر تدار بالنكت؟” منتقدين استخدام “النكتة” كإحدى أدوات البنك المركزي في دعم الجنيه المصري، ومحاربة السوق السوداء لسعر الصرف.
وجدنا مغارة على بابا!
ومؤخرا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، “شائعات أسطورية” عن اكتشاف قوات الجيش المصري ثروة خرافية تقدر بـ600 مليار دولار فى جبل الحلال بسيناء خلال مطاردته لمجموعات مسلحة، وحتى كتابة هذه السطور لم يصدر بيان أو تصريح رسمي ينفي أو يكذب تلك الشائعات المتداولة، وهو ما اعتبر مراقبون أن الهدف منها هو إعطاء أمل “ولو وهمي” لشريحة واسعة من أبناء الشعب المصري التي قد تصدق تلك “الخرافات“.
وأكد أستاذ الاقتصاد بجامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول، أشرف دوابة، أن أصل المشكلة هو عسكرة الاقتصاد، حتى أصبح الجيش هو اللاعب الوحيد والمحرك له، ويديره بسياسة الأوامر العسكرية.
وأكد دوابة، أن السيسي لا يهتم بالآثار السلبية لهذه السياسات على المجتمع المصري، بل يهمه فقط الحفاظ على ما لديه من قوة بأي ثمن، لافتا إلي أن كافة سياساته الاقتصادية تضر بالحماية الاجتماعية.
* لماذا يشعر جواسيس إسرائيل بالسعادة في عهد السيسي؟
سؤال طرحه مراقبون بعدما أسدلت محكمة جنايات العريش التي انعقدت بمحكمة جنايات الإسماعيلية، الستار على أكبر قضية تجسس وتخابر فى عهد الانقلاب العسكري، والمعروفة إعلامياً باسم “شبكة عوفاديا“.
وقضت المحكمة بالمؤبد فى القضية رقم 177 لسنة 2013 “تخابر” أمن دولة عليا، على كل من المتهم عودة طلب إبراهيم برهم، وسلامة حامد فرحان أبوجراد حضوريا، وغيابيا بالمؤبد على المتهمين محمد أحمد عيادة أبوجراد، و6 إسرائيليين منهم 4 ضباط بجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية هم عبدالله سليم إبراهيم الرقيبة، وعمر حرب أبوجرادة العوايشة، ودانى عوفاديا، وأهارون دانون، ودايفيد يعقوب، وشالومو سوفير.
وكان «عودة ترابين» الجاسوس الصهيوني الذي أطلق سراحه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بعد خمسة عشر عامًا من محاولات كيان الاحتلال الصهيوني الدؤوبة للإفراج عنه، صرح قائلاً: “أشعر بالسعادة لكون السيسي رئيساً لمصر”، ويبدو أن طبيعة العلاقات بين جنرالات 30 يونيو وكيان العدو الصهيوني أصبحت مواتية لازدهار شبكات التجسس الصهيونية، لأن كيان الاحتلال لا يثق بأحد حتى لو كان عميلا مثل السيسي.
فرصة تاريخية!
كرم نظام الانقلاب في التعامل مع الملفات الأمنية الصهيونية ومنها شبكات التجسس، جعلت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يقع في ذهول، معرباً سعادته البالغة ومشدداً على إن التعاون بين العرب والاحتلال سيتعزز أكثر في عهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأضاف نتنياهو، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض، إنه لأول مرة في حياته، ولأول مرة منذ إقامة كيان الاحتلال الصهيوني، لا تعتبر الدول العربية “إسرائيل” عدوة، بل تعتبرها حليفة لها!
ووجه نتنياهو، حديثه إلى ترامب قائلا: “سيدي الرئيس، لو استطعنا صد الإسلام المتطرف سنستطيع أن ننتهز فرصة تاريخية أؤمن أن تحت زعامتك هذا التغيير الذي حدث في منطقتنا يجلب معه فرصة غير مسبوقة لتعزيز الأمن ولدفع السلام إلى الأمام. فلنحقق هذه الفرصة معا. فلنعزز الأمن ونجد طرقا جديدة نحو السلام ونقود التحالف العظيم“.
وتابع “تحت زعامتك، أؤمن أننا سنستطيع أن نعيد موجة الإسلام المتطرف الهائجة إلى الوراء وفي هذه المهمة وفي مهام أخرى، إسرائيل تقف إلى جانبك وأنا أقف إلى جانبك“.
من جانبه يقول المفكر السياسي عمر عبيد حسنة: «لا يظنن أحد أن سيوف يهود مشهورة على حدودنا، ورماحهم مزروعة في فلسطين فقط، إنها الأشباح تطاردنا هنا وهناك، من أجلها تُشرع التشريعات، ويُعبث بالأمن، وتُصادر الحريات، وتُمارس عمليات القمع السياسي، والضنك الاقتصادي. وأن مداخل يهود تاريخيًا كانت بعض المؤسسات الحاكمة وأصحاب النفوذ في الجماعات والأحزاب، وأنهم كانوا وراء الكثير من الانقلابات والتغيرات التي رفعت الرايات الوطنية وانتهت في حقيقتها إلى مصلحتهم، ابتداء من الانقلاب على السلطان عبد الحميد. وأنهم كانوا المستشارين لكثير من الكبراء والزعماء والمتنفذين، وفي كثير من المجتمعات يعيشون في الظل، ويحكمون في الظل، ويُؤدون دورهم في الوقت المناسب. وهم قادرون على التشكل والكمون فترات طويلة”.
كنز إسرائيل الإستراتيجي
وبعد توقيع جنرالات نكسة يونيو معاهدة كامب ديفيد، وخروج مصر من الصراع العربي الصهيوني وتحولها إلى حارس لحدود كيان الاحتلال، وعامل ضغط على حركات المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس بمعاونة السلطة الفلسطينية، وزيادة التنسيق الأمني والاستخباراتي بين القاهرة وتل أبيب، وخنق قطاع غزة بإغلاق المتنفس الوحيد له، معبر رفح الحدودي مع مصر؛ زال الخطر والتهديد عن إسرائيل؛ في الوقت الذي غرق فيه العرب في بحور الأخطار والحروب التي أكلت الأخضر واليابس.
وبينما أُرهقت ميزانيات العرب بمشتريات السلاح على حساب الكثير من الخدمات ودعم المشروعات، كانت إسرائيل تخفض موازنة التسلح من حدود 30% من الناتج القومي الإسرائيلي إلى أقل من 10% بما منحها واقتصادها أكثر من ثلاثة عقود من النمو؛ والذي استفاد من صفقات توريد الغاز الطبيعي المصري بسعر أقل من سعر التكلفة العالمية، موفرًا على الاقتصاد الإسرائيلي ملايين الدولارات سنويًا.
ثم جاءت ثورات الربيع العربي كابوسًا أزعج إسرائيل، وأقلق مضجعها. ولم تستطع إخفاء هذا القلق طويلًا؛ فسرعان ما ظهر الخوف من سقوط أصنامهم المستبدة التي هوت عليها مطارق الثوار من ميادين التحرير؛ والتي لم تصمد أمام ضرباتهم، فهوت ساقطة، وانكشف زيفها وعمالتها.كان منهم (كنز إسرائيل الإستراتيجي) والذي لم يكن يعرف المصريون أهميته لعدوهم قبل سقوطه؛ حتى فضحه (بنيامين بن أليعازر) وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي، في تصريحه الشهير: (مبارك كنز إستراتيجي لإسرائيل).
مرسي كان كابوساً للصهاينة
ازداد قلق كيان العدو الصهيوني على مستقبله بعد خلع مبارك، وتضاعف بعد وصول الرئيس المنتخب محمد مرسي للرئاسة، وأذاعت الأخبار والتقارير تَوجُّس قادتها على أمن الكيان الصهيوني، وخوفهم من دعم المقاومة الفلسطينية، وظهر هذا الهلع في مطالبة الجيش بإضافة 4.5 مليار دولار لموازنته بعد فوز مرسي، حسب صحيفة معاريف. ولذلك لم تقف مكتوفة الأيدي متفرجة، بل أسرعت في صناعة الأزمات بُعيْد سقوط مبارك، وحتى أثناء حكم الرئيس مرسي.
وأخذت تُعد وريثًا لمبارك من الجيش ليكمل مشوار التطبيع، ويحمي أمنها الذي اهتز من جراء زلزال الربيع العربي، فكانت سرعة التصدي لعرقلة المارد الثوري، والإعداد لانقلاب عسكري يُطيح بأول تجربة ديمقراطية، لأنها جاءت بالإسلاميين الذين يعتبرهم الكيان الصهيوني عدوهم اللدود.
وهذا ما كشفه المحلل العسكري الإسرائيلي (روني دانئيل) في حوار له على القناة الإسرائيلية الثانية: «أن السيسي أبلغ إسرائيل بالانقلاب العسكري قبل ثلاثة أيام من وقوعه، ودعاهم إلى ضرورة مراقبة حركة حماس خشية التدخل في الشأن المصري“.
وأضاف: “الانقلاب العسكري جيد لإسرائيل بل كان مطلبًا مُلحًا لها ولأمنها، وأن محمد البرادعي التقى نتنياهو قبل الانقلاب العسكري وبعده ووعدته إسرائيل بمساعدتهم في الاعتراف بنظام الحكم الجديد من قبل الدول الغربية».
وصرح المفكر الإسرائيلي (بوعاز بسموت): «إسقاط مرسي مَثَّل نهاية الربيع العربي، وهذا يُمثل تحولًا إستراتيجيًّا يفوق في أهميته حرب عام 1967، وأضاف: لقد غدا عبدالفتاح السيسي في بلاد النيل (مبارك جديدًا)، وهذا جيد بالنسبة لنا”.
وقال (أودي سيغل) المعلق بالقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي: «إن نتنياهو أكثر الناس سعادة على وجه الأرض بسقوط مرسي لأن مرسي جرح كبرياءه خلال الحملة الأخيرة على غزة».
*رئيس منجم السكري: عاجزون عن إنشاء مصنع لـ”سبائك الذهب” بمصر لهذا السبب!
كشف علي بركات، رئيس شركة السكري لمناجم الذهب، عن عجز نظام الانقلاب العسكرى عن إنشاء مصنع لـ”سبائك الذهب” بمصر لوجود عدة شروط يصعب عليه تنفيذها لإنشاء مصنع تنقية واستخلاص الذهب وتحويله إلى سبائك معترف بها دوليا لكي يتم تصديرها إلى الخارج.
وقال بركات – في تصريحات صحفية – “إن العامل الأول يتضمن مواجهة الدولة صعوبة في وضع خطابات ضمانات مالية كبيرة للتعامل مع الشركات المنتجة للذهب والتي تتعاون مع المصنع، في حين يكمن العامل الثاني في عدم قدرة الدولة على وضع تأمينات مالية كبيرة في البنوك على شحنات الذهب المصدرة من المصنع إلى الخارج“.
وأضاف بركات، أن “العامل الأخير يتمثل في صعوبة توفير الطاقة الإنتاجية للمصنع حيث يحتاج إلى 10 مناجم بحجم إنتاج السكري بطاقة إجمالية تصل إلى 800 كيلو جرام ذهب يوميا أي بمعدل إنتاج 80 كيلو جرام ذهب لكل منجم بالإضافة إلى تغذيته بـ2 طن فضة“.
* “انتفاضة الخبز”.. 5 دلالات تمهد لثورة جياع
في اليوم التالي لفشل ما سمي “ثورة الغلابة” 2016/11/11، خرج عبدالفتاح السيسي رئيس الانقلاب، على قومه ليفتخر وسط رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والمالية، والتموين، ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، برفض الشعب الثورة ضده أو ما اسماها “دعوات التخريب”
ولكن لم تمضِ سوى 3 أشهر حتى خرج الشعب في “انتفاضة خبز” اندلع في 4 محافظات، احتجاجا على تقليص حصة الخبز المدعم هاتفين: “عايزين عيش يا حكومة’، و”تقدر يا سيسي كل العيش ده اللي ميكلوش البهايم“.
المظاهرات والغضب الذي اشتعل في كفر الشيخ والإسكندرية والمنيا، والقاهرة رفضا لقرار أصدره وزير تموين الحزب الوطني السابق “على المصيلحي”، بتخفيض حصة الخبز لأصحاب “الكارت الذهبي” وصل مراحل خطيرة بقطع طرق وسكك حديدية.
واضطرت قيادات الشرطة لجبر خواطر الغاضبين وعدم استفزازهم، بل توزيع خبر سياحي شامي من مخابز الجيش والشرطة على الغاضبين في الشوارع مجانا في سيارات الشرطة.
“مصيلحي” الذي كشف أنه أنقص الخبز للمواطنين بـ”تكليفات” من السيسي بدعوى “إعادة النظر في توزيع الدعم التمويني وإعطاؤه للمستفيدين الحقيقيين لتحقيق العدالة الاجتماعية”، رفض التنازل عن قراره، وأبدى تشفيه في المتظاهرين لأنهم لا يجدون خبزا يأكلوه بدعوى أن هذه فرصة لكي يشرح لهم ما تتحمله موازنة الدولة من أعباء وكأنهم سيتوقفون عن آخر شيء تبقى لهم.. وهو الخبز!
الاحتجاجات لم تتوقف على التظاهر.. ولكن المتظاهرين حطموا أكشاك الخبز ومديرية التموين في المحافظات التي نقص فيها الخبز، وانضم لهم آخرون لم يجدوا خبزا في المخابز رغم عدم نقص حصتهم.
ثورة الجياع
هذه المظاهرات جددت الحديث عن اقتراب ثورة الجياع التي حذر منها سياسيون منذ عدة أشهر، وأظهرت تقارير حكومية قلق السيسي من اندلاعها في أي وقت.
ففي أكتوبر الماضي 2016 تحدث صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن “تقرير مفزع” على مكتب السيسي أعدته جهات سيادية يحذر من “ثورة جياع مقبلة“.
وقالت إنه للمرة الأولى منذ وصول عبدالفتاح السيسي إلى كرسي الرئاسة في مصر، يتسلم فيها تقريراً يؤكد انهيار شعبيته، ويحذره من «خطر ثورة شعبية»، راصداً للمرة الأولى تراجعاً في شعبيته إلى أقل من 50%.
التقرير الذي قُدّم على صورة “تقدير موقف” حذّر بالاسم من «ثورة جياع» إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية في الانحدار خلال الأشهر المقبلة، وإن ارتفاع الأسعار هو السبب الرئيسي للاحتقان، إضافة إلى امتداد الغضب صوب قطاعات شعبية مؤثرة بسبب تدنّي رواتبها، ومن بين هذه الفئات الأطباء والمدرسون.
دلالات المظاهرات
1- الشعب توقف عن بلع الزلط للسيسي واحتمالات ثورة خبز عقب تطبيق اتفاقية صندوق النقد وتعويم الجنية والغلاء التي اعتبر السيسي صمت الشعب عليها “كارت اخضر”، تحولت في انتفاضة الخبز الفعلية التي غزت 4 محافظات ووصلت القاهرة، إلى “كارت أحمر“.
2- الاحتجاجات التي جرت عفوية، ومن أشخاص يمثلون القاعدة الشعبية، ولم يصدر تعليق واحد من أي قوة ثورية أو حزب سياسي علي ما جري ما يشير لوفاة التنظيمات السياسية والحزبية التي ظهرت عقب ثورة يناير، وفي ظل حالة إضعاف واختراق والسعي لتقسم بعضهم بين فرق متصارعة تلهيها في صراعاتها الداخلية (حالة حزب المصريون الاحرار).
ورد الفعل الوحيد السياسي من جانب نائب من حزب “التجمع” اليساري (سيد عبد العال، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب) وقف مع الحكومة ضد المتظاهرين ووصف من وقفوا وراء مظاهرات الإسكندرية بأنهم “بلطجة أصحاب المخابز”، وهو موقف غريب من نائب حزب لعب دورا في انتفاضة الخبز في سبعينيات القرن الماضي، ومؤشر لحالة الانحطاط السياسي لبعض الأحزاب.
3- كان التعامل الأمني مع المظاهرات محسوبا بالورقة والقلم خشية اتساع الاحتجاجات وتحولها لاحتجاجات سياسية بعدما بدأت تخرج بالفعل لهذا النطاق حين طالبت متظاهرات السيسي بأكل العيش السيئ الذي يبيعونه لهم (لو وجد)، وأخذ ثلاثة تحركات: تهدئة المتظاهرين عبر القيادات الأمنية، وإبعاد القوات، والإسراع بتوزيع خبز من مخابز الشرطة والجيش في سيارات شرطة مجانا على المواطنين المحتجين، خاصة في الإسكندرية.
4- المظاهرات اثبتت أن قانون التظاهر “سياسي” لا يمكن تفعيله عمليا في حالات الثورات أو المظاهرات الجماهيرية الكبرى مثل انتفاضة الخبز.
5- استمرار التعامل السيئ من قبل الدولة ووزير التموين في إدارة الازمة دون حلها قد يفاقم المشكلة، خاصة أن الوزير أرجع القرار الي “تكليف السيسي له بـ “إعادة النظر في توزيع الدعم التمويني”، وأصر علي عدم التراجع عن قراره (محدش هيلوى دراعنا) وتحدث بطريقة غير لائقة عن المظاهرات بقوله خلال مؤتمر صحفي: “الحمد لله إن الناس ملاقوش العيش النهارده عشان أتكلم في أسباب قراري“!.
*سندات دَين مصر: فرصة للدائنين وعبء للشعب.. لماذا؟
تعد السندات التي يصدرها البنك المركزي المصري سواء، بالجنيه أو بالدولار، طوق النجاة لتمويل عجز موازنة الدولة، وفي الوقت نفسه تعتبر فرصة للدائنين الأجانب؛ نظرا لارتفاع أسعار الفوائد عليها، وهي فوائد التي لا توجد إلا في مصر، فيما يتحمّلها المصريون من جيوبهم.
وبلغت قيمة السندات بالعملة المحلية مع فوائدها، تريليونا و162 مليار جنيه، فيما بلغت قيمة السندات بالعملة الصعبة وفوائدها نحو 14 مليار دولار، حتى فبراير الماضي، وفق بيانات البنك المركزي ووزارة المالية في مصر.