مقتل السائحتين في نواحي مراكش.. دماء على سفح جبل توبقال
زكرياء بوغرارة كاتب مغربي معتقل سياسي سابق
مقدمة
لم تلبث الاحداث ان تسارعت منذ مطلع الأسبوع والى الآن فيما يتصل بحادثة مقتل سائحتين على سفح جبل توبقال في المنطقة التي تشهد اقبالاً من السياح لأغراض متعددة ذات الصلة بالتزلج على الجليد أو التسلق… او استطلاع المنطقة التي لا شك أنها ذات جاذبية بطبيعتها وتضاريسها …
تسارع الأحداث كان مهولاً عندما انكشف الغطاء عن هوية المشتبه بهم.. ومن ثم انطقلت رحى الإعلام بشتى أصنافه وكلها تتجه في نفس المسلك وهو تجريم الإسلام وتصويره كحاضنة للإرهاب .. وازدادت وتيرته في شبكات التواصل الاجتماعي.. الى ان اختلط الحابل بالنابل… وخاض في معضلة ذات حساسية بالغة واعباء هائلة كل نطيحة ومتردية…
اكثر ما وجدته متزناً منسجماً مع الأحداث تصريحات المسئولين النرويجيين أو الدانماركيين الذين لم يخفوا أن الفتاتين قيد حياتهما ساهمتا بشكل كبير فيما وقع لهما إذ أنهما تواجدتا في منطقة يشهد الجميع أنها وكر للمشبوهين وغير بعيدة عن مكان يسمى شمهروش.. يتجمع فيه المرضى ويكثر فيه المشعوذون.. فضلاً أن قضائهما الليل في خيمة على سفح جبل توبقال بمفردهما في مكان منعزل.. جعل من استهدافهما سهلاً ميسوراً…
في هذا المقال نحاول ان نقدم وجهة نظر متبصرة في تحليلها للحادثة وفي التعاطي معها ومع المشتبهين باقترافها لمقاربة واقع مأزوم لا يزال يحمل الكثير من المفاجآت…
نقطة التحول في الحادثة الدافع الذي أكدت عليه الجهات الأمنية من حيث كونه “إرهابيا” وهذا يكفي لانطلاق الآلة الشريرة لضعاف النفوس لخلط الحابل بالنابل وتوجيه الاتهام للاسلام ورسالته العظيمة…
دور الإعلام
للإعلام فيما يتصل بما يصنف “قضايا الإرهاب” دور مشين للغاية من أزيد من عقد ونصف من الزمن، ومنذ أن تبنى المغرب خطاب مكافحة الإرهاب وانخرط في تلك الحرب المعلنة عالمياً والتي دائماً ما تستهدف الإسلام باتهامه بصناعة الإرهاب…
ففي احداث 16 من ماي وما بعدها كان للإعلام دور سيء في سير الأحداث بل وتشويه الناس ومحاكمتهم قبل ان يقول فيهم القضاء كلمته بل والكذب عليهم ثم تكريسه في روايات مختلقة قصد الرفع من نسبة المبيعات أو المتابعات للمواقع … أو الشهرة من بوابة التشهير …
فكم من معتقل رووا عنه العجب مثل الأخ المختار باعوض الذي قيل أنه يتقن ثلاثة لغات وأنه خطير ووو… في السجن وجدناه من أبسط الناس يكاد لا يفك الخط…
ولكن لأغراض ما تمت شيطنته خاصة في التعاطي الإعلامي مع صورته.. لاظهاره كما يريدون وبالطريقة الشيطانية التي تكرس لدى الرأي العام أن تلك السنح سنح لأناس ضليعي الإجرام…
وهنا يسعون جهدهم لتشكيل الرأي العام وفق مقاسات معينة لاتنفك تخدم مخططهم في الاستعداء ضد كل ما هو إسلامي..
كانت صورة واحدة له نشرت على مستوى واسع وقد عبثوا بها كفيلة بأن تقلب كل الحقائق من حوله لينتهي به المطاف محكوماً بالمؤبد ثم يخفف الحكم الى 15 سنة ثم يغادر السجن بعدها بعفو ملكي …
العبرة ليست في سجنه بل فيما تم تكريسه في الخيال الجمعي للناس وذاكرتهم الجماعية… فلا أحد يعرفه في وجهه وصورته لكن الصورة التي تولى الاعلام العبث بها… فعلت أفاعيلها…
نفس الشيء فيما يتصل بالفرنسي روبير ريتشارد الذي نسجت حوله الحكايات ورويت عن اعتقاله القصص المطولات بينما الحقيقة أنه اعتقل بطريقة بسيطة جداً.
لكن لا احد يعرف تلك الحقيقة لأن الإعلام يضطلع اليوم بدور كدور السحرة (وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم)
الفرنسي نفسه تم العبث بصورته ليظهر للناس كما أبرزته الصورة عقب أحداث تفجيرات الدار البيضاء….
عندما كنت في عنابر حي هاء قبل نقلي لعنابر حي ميم تصفحت جريدة مغربية كانت بها صورة للاخ عادل الفياش.. كانت صورة مرعبة بعد زمن التقيت به في فسحة السجن بعد محاكماتنا وكم كانت دهشتي للبون الشاسع بين صورته الحقيقية وما نقلته الصورة..المفبركة… فقد عبثوا بها لتحقيق أغراض ذات صلة بتشكيل الرأي العام.
وهو نفس الشيء فيما يتصل بأماكن الاعتقال .. التي تهول كثيراً وهي في الحقيقة بسيطة تلقائية بل أن بعض الإخوة كانوا في بيوتهم وعندما طلعت صور لهم في الشاشات على أساس أنهم ضالعون في التفجيرات ذهبوا بأنفسهم الى الأجهزة امنية للاستفسار،،، وهناك تم إيقافهم…
حدثني الأخ مصطفى الضبت انه حدثت معه نفس القصة وأنه ذهب برجليه للأمن بعد الاعلان عنه كهارب مبحوث عنه في أحداث تفجيرات الدار البيضاء ولكن الإعلام كان له رأي آخر…
بل إن الأخوين حسن الطاوسي ورشيد جليل “محكومين حاليا بالاعدام” المتهمين الرئيسيين في أحداث الدار البيضاء سافرا بعد يوم 16 ماي من الدار البيضاء الى مدينة وجدة شرق المغرب وآخر مدنه التي تقع على بوابة الجزائر.
وتم ايقافهما من شرطة وجدة وأطلق سراحهما وعادا للدار البيضاء ثم اعتقلا …
هنا مسافة هائلة تدور لهول الصدمة منها الرؤوس
وهو نفس الشيء فيما يخص رحلة الفرار الهوليودية التي رويت عن الأخ خالد الحداد وأنه اعتقل في مكان كيت كيت{ في السجن روى القصة فكانت مخالفة تماماً لما جاء في الإعلام في التفاصيل و في المكان…}.
بل عن تجربة شخصية فقد اختطفت يوم التفجيرات2003م وظللت في المعتقل السري مدة من الزمن ثم حملوني مقيد اليدين معصوب العينين الى مشارف مدينة تاوريرت لأسلم للشرطة القضائية وفي الإعلام قالوا ان رحلة فراري المزعومة انتهت في تاوريت شرق المغرب… وهذا محض كذب وافتراء شنيع…
وهو نفس الأمر فيما يتصل بكثير من الأحداث والوقائع في السجن حتى في اعتقال الإخوة الذين فروا من السجن العام 2008م الإعلام هول القصة، والحقيقة كانت خلاف ذلك تماما….
خلاصة القول أن الإعلام ضلع أعوج في المعادلة كسره تعريته….
حادثة مقتل السائحتين في نواحي مراكش جاءت لتكرس فوضى الإعلام بشقيه الورقي والالكتروني.. إلا أن هذا الأخير اصبح مرتعاً لكل دعي .. فهي لا تنضبط بأي ضابط مهني أو قانوني او أخلاقي، فالطارئ فيها على الإعلام هائل والدخلاء علي الصحافة بلا حد ولا حصر..
لهذا لا غرابة إن لم تراعى فيه أي حرمة ولا خلق ولا مبدأ
وأول المتضررين من عشوائيتها عوائل المشتبه فيهم إذ ( لا تزر وازرة وزر أخرى …) والأصل في المتهم أنه بريء حتى تثبت بالادلة القطعية ادانته.. وأن الشك يفسر دائماً لصالح المتهم.
وقد شهدنا الكثير مما جناه الإعلام على العوائل حتى اضطرت بعضها أمام وطأة التشويه للتداري أو الانتقال إلى مكان أخر ثم كانت المسرحيات الإعلامية تنتهي بمحاكمة المعتقلين بمدد يسيرة لا تتواكب مع الهالة الإعلامية التي مورست من بداية أي ازمة أو اعتقال أو خلية….
دموع التماسيح
من أشد الأمور البئيسة اطلاق دعوات لحشد المغاربة لتقديم اعتذار من الشعب كله للدانمارك والنرويج على أساس أن المغاربة شعروا بالذنب… وهذا من أسخف الأمور.
الغرب قتل ما بين حكم بوش وأوباما أكثر من 11 مليون بريء مسلم، لم يرف لهذا الغرب جفن … ولم يكترث.. ولن يكترث.
الدانمارك أساء بعض مواطنيها للنبي سيد الخلق ولمليار ونصف مسلم ولم يتحرك دانماركي واحد للاعتذار بل عدوا الأمر حرية.
ثم حشود من الناس راسلت السفارتين الدانماركية والنرويجية في المغرب للاعتذار ..
لغلبة الطبع الذي يكمن في حس المغلوب المسلوب الإرادة والحس والتاريخ والكيان أمام الغرب…
هذه هي قمة المآساة..
ومثلها الكتابات التي تستهدف الإسلام والتي شهدت تفاقماً من الملاحدة
وكلها تغدي نوعا من الغل والكراهية وتزيد الهوة اتساعاً والمعضلة تفاقما
بينما ما وقع على ما فيه من صدمة لايخلو منه بلد..
يكفي لأن يستفيق الغافلون والصائدون في مستنقع ماء عكر.
إن مغربية قتلت في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن تفاصيل مقتل السائحتين..
وكان قاتلها دانماركياً وفي بلاده … ثم شرع في تقطيع جثتها..
لم يلتفت للخبر أي مواطن دانماركي ولم تسح العيون دموعها على القتيلة .. فهي من العالم الثالث الذليل الهزيل.
إنها موعظة تكفي لمن كان له قلب وعقل وضمير
ما أشبه اليوم بالبارحة
مما لاشك فيه أن القابعين خلف القضبان خاصة ممن جاوزوا عامهم 16 في السجون سيمتعضون مما وقع فقد كنا في المعتقلات زمناً مديداً وندرك نفسيات الباقين فيها وتحمل لنا تجربتنا السجونية الكثير من الأحداث المماثلة.. التي كان السواد الأعظم من المعتقلين فيها متخذاً موقفاً صارماً منها الا فيما ندر..
ذلك ان ساكن العتمة له رؤية أخرى للاحداث الجارية ومدى انعكاسها على مكوثه داخل الجدران العتيدة …
وأذكر ان اول امتحان عسير لنا كان في سجن سلا.. إذ كان مطلوباً من المقدمين في المعتقلين لثقل حركي او فكري أو شرعي أن يقدموا بعض المواقف لإثبات حسن النوايا.. ومنها العرض الذي تقدمت به الأجهزة الأمنية لواحد ممن كانوا يسمونهم “المشايخ” وذلك لاصدار بيان عن حرمة استهداف اليهود المغاربة في منعطف ما بعد احداث 16 ماي
وفي العام 2004 اصدر الفزازي بيانا يندد بما وقع يوم 11 مارس بأسبانيا… حينها كان المعتقلون صنفين الأول مثمن لما قام به الفزازي كمبادرة شخصية منه كما قال يومها … والصنف الآخر رافض وهناك صنف ثالث التزم الصمت…
وهي الحادثة التي أشار اليها الفزازي كثيراً أنه تلقى فيها تهديدات بالقتل
ثم ما لبثت الأيام ان وضعت المعتقلين وجها لوجه مع ما وقع في العام 2007 مع مجموعة الرايدي وتفجيرات ذلك الزمن…
لكن السنوات الماضية حملت المواقف الواضحة من أي عمل .. اذ صدرت البيانات العديدة منددة به …
كان في حس المعتقلين أن أي عمل ولو في بلاد الواق واق يتهم فيه مسلم لابد وان ينعكس على أي انفراجة متوقعة لملفات المعتقلين…
وهكذا برزت المراجعات في السجون…
ومن أبرز تلك الاحداث تفرد الفزازي فيها بإصدار بيان للرد على الزرقاوي فيما عرف يومها باختطاف عناصر من السفارة المغربية في العراق..
وما احدث من ضجة في السجن يومها…وتداعيات كبيرة
لا ريب ان التجربة كلما امتدت وتعمقت أصبحت أكثر نضجاً وبصيرة في التعاطي مع الاحداث هنا وهناك…
الخلايا النائمة بين الوهم والحقيقة
لاشك ان هناك غلو.. لكنه لا يتخذ امتدادات مقلقة أو أنه يشكل ظاهرة
ومع هذا يصبح الوهم ظاهرة يصبح معها الواعظ لا حديث له في قناة محمد السادس الا عن حرمة الخروج على ولي الامر والتشنيع على الغلو والحديث عن التكفير والغلاة كأنما المغرب صار مرتعا للغلو والتكفير، بينما الواقع يكذب كل ذلك اذ ان كم الانحلال الأخلاقي هائل، وهو باق ويتمدد ما بقيت أسبابه ودواعيه وظروفه وتداعياته…
وهنا تكمن الحقيقة بلا مزايدة او تهويل
لكن السواد الأعظم من الشعب الملسوع بهم الحياة اليومية لا يصدق ان في المغرب خلايا نائمة تشكل الطارئ الذي يقلق…
ودليل ذلك …
نبرهن عليه بقصة اعتقد انها لاتسري على مدينة واحدة في المغرب بل مدن مغربية شتى… فقد لاحظت من سنوات كاتبات على الجدران في كل حي أمر به وما هو مكتوب يميط اللثام عن الحقيقة الغائبة أو المراد تغييبها.
فلا أكاد أمر بحي الا اجد مكتوبا على جدار ما وبوضوح “خلية كذا وكذا”
لم افهم معناها وذات يوم سألت احدهم قائلاً: “هل كان الجزائري الذي اعتقل في قضايا الارهاب يسكن في المنزل الفلاني” قيل لي: ولماذا؟
فأجبت سائلي”لقد مررت من الحي وقرأت مكتوباً على جدار منزل مهجور “خلية الجزائري” فضحك وقال لي:”انهم يسخرون من كثرة الخلايا التي يتم الإعلان عنها فيكتبون في كل حي خلية كذا وكذا”
لا ريب ان هناك وعيا لدى قطاعات هائلة من العوام حيال ما يجري وما يدور من حولنا… وهذا المشهد من ذاك الوعي
ما حدث في نواحي مراكش حسب ما رشح الى الآن انه عمل لا يعبر عن قطاع عريض من الشباب الملتزم بل يكشف عن غلو وغياب للفهم عن الله تعالى ورسوله
كنا في السجن وقابلنا كثيرا من الاخوة ممن اتهموا وادينوا في احداث قتل…
عندما تروى القصة بتداعياتها ودواعيها وضبطها الشرعي تنكشف أمامك مساحة هائلة من انعدام الفهم عن الله تعالى ورسوله…
وكثيرا ما تكون بلا جدوى… فضلا عن ثقوب هائلة تكتنفها ان جاء احدما ليببررها
واسوق مثالا أيام تحقيقات تفجيرات الدار البيضاء قال لي المحقق ” اتعلم ان كتاباتك انت وآخرين هي السبب في إراقة دماء ” قلت “لاريب انك تهول لأن كتاباتي حركية لم تتطرق لفتوى او تحرض على اراقة دم”
ثم حكي لي عن معتقلين شاركا في عملية قتل عجوز…
فاستشنعت الأمر في نفسي واعتبرته مجرماً…
مرت الأيام ,,وفي السجن عندما كان أبو حفص معنا في سلا كان الاخوة بالليل يستفتونه فيسأل فيرد وكنا نسمع الصوت فقط… وكان الحديث كله تحت سمع المخابرات التي تراقب وتحصي كل شيء…
فجأة سمعت معتقلا يسأل أبا حفص يومها عن “قتل امرأة”
فاستذكرت ما مر بي في التحقيق اذكر ان أبا حفص قال له لا يمكنني ان افتيك في الامر لأنني لم اطلع على الحيثيات… فقال المعتقل:”انها مشعوذة”
الحقيقة ليست دائماً كما تروى إعلامياً ولا كما يبررها أصحابها والا لما انخرط المعتقل المهندس الذي كان ذات يوم في صفوف جماعة العدل والإحسان في المراجعات داخل السجون بعد الحكم عليه بالمؤبد في احدى قضايا ملفات الإرهاب وأصيب فيها بمكناس…
كان السجن مرحلة طويلة لتفكير عميق فيما جرى … الى درجة أنه أصبح غير مؤمن بشيء … انسان بلا قضية فالقضية التي اعتقل من اجلها تلاشت قناعاته بها وزالت من حسه …
أي جحيم ذلك عندما يصبح السجن كله جحيماً…
هناك من يشكك في ما وقع ومن واقع تجربتي فقد قيل ان أحداث 16 ماي من عمل جهات ما… لكنها في الحقيقة عمل ارتبط ب14 فردا كانوا على قناعة به ودفع ضريبته الألاف…. لانه اول منعطف صعب وحرج دخله المغرب بعد التفجيرات
صحيح ان من بقي من المنفذين على قيد الحياة تراجعوا ولكن جناية العمل بحد ذاته دفعها ألاف الأبرياء ومعهم عوائلهم…
هذه ليست وجهة نظري فحسب بل هي قناعة ومن مصادرها ورواية المتهم الرئيسي في تلك الاحداث…
ومثل هاته الحكاية سمعناها عن تفجير اركانة …بينما الحقيقة المتصلة بها شوه الاعلام معالمها…
في الاعترافات شيء وفي المحاكمة شيء وفي السجن تروى القصة الحقيقية
خاصة في القضايا الكبرى التي شكلت المنعطفات الحاسمة من 16 سنة…
إننا أمام تيار لا يمتلك فرامل ويمكن ان يحدث المفاجأة في أي لحظة طالما ان الجهات الأمنية الى الآن لا تقارب هذا الواقع المأزوم الا بالمقاربة الأمنية وحسب…
بالنسبة لكثيرين …
تراكم السنين وحصادها غائب في المعادلة … وهنا يتسع الخرق على الراقع
فوضى
ما رشح عن مقتل السائحتين وجود شريط فيديو مقزز لقطع رأس احدى القتيلتين
المغرب نفاه غير ان الجهات النرويجية ونظيرتها الدانماركية حسب ما هو منشور اكدتا صحته… وهو يكشف الخلل الكبير الحاصل عند من نفذ تلك الجريمة…
ثم شريط أخر لنفس المشتبه بهم وهم يبايعون تنظيم الدولة… وبه تهويل شنيع مضحك مبكي لا يقول به طفل… عندما تحدث عن أنصارهم الذين لا يعلم عددهم الا الله…
لا ريب ان هناك خلل عميق لا يزال يتعمق من سنوات لم يضطلع أهل الرأي والتجربة للخوض فيه لاعتبارات متعددة…
ما نحن بصدده تراكم لسنوات طويلة من التيه الذي لاينتهي…
هناك فوضى اسميها فوضى البيعة
كل واحد أو ثلاثة يقموا بتسجيل شريط ثم ارسال التهديدات مع أن للبيعة أركانها وضوابطها وشروطها ومتى تصح ومتى لاتصح ولمن ومع من وهل يشترط ان تصبح ناجزة بلا قبول الطرف الآخر … أم لابد من قبولها؟
لا ريب هناك إشكالية عظيمة هي من البلاء النازل بالتيار الإسلامي برمته
ومنها إشكالية “تنظيم يبايع امير امارة وهذا التنظيم يبايعه” -حسب ما يقول- أمير دولة يرى أصحابها انها بيعة عظمى… وهكذا كجدلية من الذي جاء الأول البيضة أم الدجاجة؟…
لا ننسى ان التيار الجهادي من بداياته كان أسيراً لسنوات لهذه الجدلية ما بين امارة الضرير والأسير من تصح ومن لا تصح…
من هنا من فوضى الفتوى والبيعة وأشياء كثيرة كان الخلل…
ولازال… يتعمق.. فالبيعة ليست عبثاً بل هي شأن وأمر شرعي لا ينعقد الا بضوابط وشروط
ان ما يقع في الشام وما نتج عنه من تراكمات السنوات الماضية يقرأ الآن وفقه الواقع الراهن… ومآلاته…
وهو ما لم يفهمه الكثيرون ممن تأثروا بما يقع في أرض الشام الفاضحة “غربال التيار الجهادي” وهذا الفهم لايزال غائبا عن كثير من الاذهان…
تداعيات الحدث
انطلقت رحى الإعلام لا ترحم تستهدف الإسلام ودعاته وقد استغلها العلمانيون واللادينيون ليشيطنوا كل مسلم ويستهدفوا الإسلام تحت مظلة ما حدث اذ كل من سيرد سيعتبر مشيداً بما وقع حتى إن كان لا يرى بشرعيته أو جدواه …
لا ريب أننا في منعطف خطر حساس جدا، علماء الإخوان كالريسوني والدودو وغيرهم يرون اليوم أن لا خلافة وان القبول بالديموقراطية مغنم وان التعايش مع الواقع من الحكمة… وما آلوا لهاته المآلات الا من قوة حصاد تجاربهم ومآلاتها
ومن المؤكد اننا مسئولون أمام الله على أداء الشهادة في منعطف هذا الشهود الرباني الذي سيصبح فيه الإسلام عملاً لا املاً…
لابد لنا من البحث عن الخلل؟
لابد لنا من دراسة التجارب للخروج من عنق الزجاجة
فنربح رضا الله تعالى بالحفاظ على رأس المال وهو هذا الذين
والا سنصبح نسخة أخرى لمن كان في نفس مآل حنين وخفيه…
°°°°°
المقالة كتبت بهدف تعرية الإعلام المنحاز الذي يمارس التشويه للإسلام والاستعداء ضد المسلمين.
من خلال شاهد عاش تجربة الاعتقال السياسي