خفايا وأسرار الحرب على العراق بعد عشر سنوات

خفايا وأسرار الحرب على العراق بعد عشر سنوات

خفايا وأسرار الحرب على العراق بعد عشر سنوات
خفايا وأسرار الحرب على العراق بعد عشر سنوات

خفايا وأسرار الحرب على العراق بعد عشر سنوات

كشفت تفاصيلها صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية

 

شبكة المرصد الإخبارية

نشرت صحيفة “ذي ديلي تلغراف” البريطانية مقالا لمراسلها للشؤون الاميركية فيليب شيرويل، تناول فيه ما كشفه العاملون في ادارة جورج بوش من ان (رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) توني بلير استسلم دون قيد بدعم بريطانيا للعملية الاميركية التي كانت تستهدف اسقاط نظام صدام حسين. وتحدث عن مدى التقارب بين توني بلير وجورج بوش، واي تاكيدات قدمها رئيس الوزراء البريطاني الى الرئيس الاميركي حول الدعم البريطاني للغزو الاميركي للاطاحة بصدام حسين. وفيما يلي ما جاء في هذا المقال:

من المقرر الاعلان عن نتائج تحقيقات “لجنة شيلكوت” التي تتناول كيفية واسباب دفع بلير لبلاده الى الحرب، قبل حلول فصل الخريف. ومع ذلك فان الصحيفة البريطانية تلقي اضواءً جديدة على مسيرة العد التنازلي نحو القتال.

وفي عالم كان لا يزال يغلي من احداث تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، كان التبرير الاساسي للاطاحة بصدام يقوم على اساس ما توصلت اليه الاستخبارات التي كانت تتحدث بالتفصيل عن المخاطر المتوقعة من مخزون الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي قيل انه حصل عليها بعد حرب الخليج الاولى في العام 1991.

ولتجييش الرأي العام الشعبي لحالة الحرب، نشرت الولايات المتحدة وبريطانيا تقارير استخباراتية مثيرة للقلق بصورة متزايدة في اواخر العام 2002 واوائل العام2003، وطرح بلير بلا تحفظ ما اصبح يعرف بـ”تحذير الـ45 دقيقة”، بان لدى صدام اسلحة دمار شامل جاهزة للاستخدام خلال 45 دقيقة.

وتمكن بلير من اقناع بوش في وجه رغبات صقور واشنطن بالعمل داخل الامم المتحدة للحث على عودة مفتشي الاسلحة الى العراق، حيث ان رئيس الوزراء البريطاني كان قد بدأ حشد ائتلاف دولي لثني المنتقدين من داخل صفوف حزبه العمالي.

وافق العراق مترددا على السماح لمفتشي الاسلحة بالعودة اليه في سبتمبر 2002 برئاسة هانز بليكس. وفي مارس 2003 قال بليكس نفسه ان فريقه بحاجة الى مزيد من الوقت لاكمال عمله، وقالت فرنسا وروسيا في مجلس الامن انهما سيستخدمان حق الفيتو ضد اي قرار اممي يوافق على الاجراءات العسكرية، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا قد اكملتا الاستعدادات للاطاحة بصدام باستخدام القوة.

ما هي الحكاية وراء المسيرة نحو الحرب؟ كانت هناك انباء تفيد بان تحقيقات لجنة شيلكوت ستناقض النص الرسمي للاحداث التي ادت الى الغزو وانه علم ان الفريق حصل على مراسلات سرية مهمة بين بلير وبوش.

وبقيت هه المستندات مكتومة، باصرار مسؤولين في دواننغ ستريت وواشنطن، بدعوى الامن القومي.

غير ان الصحيفة البريطانية تحدثت في الاشهر القليلة الماضية مع عدد من كبار الشخصيات في ادارة بوش. وشرح هؤلاء امورا لم يُكشف عنها من قبل بشأن القرارات التي حملت العالم الى الحرب.

والسؤال الاكثر الحاحا بالنسبة لكثير في بريطانيا ظل يدور حول التزام بلير بنشر قوات بريطانية لدعم العملية العسكرية الاميركية وعما اذا كان قد وضع اي شروط على تنفيذ ذلك التعهد.

وقال ستيفن هادلي، نائب مستشار الامن القومي الاميركي، ان “بلير قال انه عندما يحين الوقت فانه سيكون معنا اذا قررنا التحرك عسكريا. وكان ذلك تطمينا حسنا بالنسبة للرئيس الاميركي ان يجد اقرب الحلفاء يقف معنا. واعتبرنا ان الامر احتاج الى كثير من الشجاعة ليعلن بلير ذلك، حيث ان بريطانيا لم تكن تقف بحزم وراء رئيس الوزراء مثل وقوف اميركا وراء جورج بوش“.

وفي اواخر يوليو كتب بلير رسالة الى بوش، جاء فيها حسب احد كبار المسئولين البريطانيين (وهو السفير البريطاني في واشنطن كريستوفر ماير) “ايا كان القرار الذي تتخذه فانني اقف معك“.

وسؤال حيوي اخر هو ما الذين جعل حكومات ودوائر اسخباراتية عديدة حتى تلك التي تنتمي الى دول مثل المانيا ومصر لم تساند الاجراء العسكري، تعتقد ان صدام يملك اسلحة دمار شامل، او انه كان معلوما ان الاستخبارات مزورة، مثل ما قال خصوم العدوان كذب بوش ومات الشعب” و “توني بلير مجرم حرب”؟

واعتقد بعض المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ان الاستخبارات اشارت الى امتلاك صدام بالفعل لاسلحة دمار شامل، لكن الادارة الاميركية تعمدت اخفاء ذلك. وان كان بعض الثقاة في مكتب الرئيس قد رفضوا هذا القول.

فقد قال اندور كارد، رئيس موظفي البيت الابيض انذاك، ان “كل ما كان على صدام ان يفعله هو ان يكشف عن مكان الاسلحة المفقودة، لكنه لم يفعل ذلك. وكان بامكانه ان ينهي الامر عند هذه النقطة. لكنه أبى ذلك”. واضاف ان رغبة صدام في خداع اعدائه في طهران، هي التي دفعت نحو الحرب. “ما لم يفكر به احد منا – وكان هذا قصور في التفكير وليس فشل في الاستخبارات – هو انه كانت لديه اسلحة دمار شامل وانه قام بتدميرها، لكنه لم يرغب في ابلاغ العالم بذلك حيث انه كان يخشى ان يفيد من هذا الاعلان اعداؤه الايرانيون. وكان ذلك موطن الخطأ في حساباتنا“.

وفي 9 مارس العام 2003 – قبل عشر سنوات من الان – اتصل بوش من المكتب البيضاوي على الخط المأمون الى شيكرز (حيث رئيس وزراء بريطانيا). دخل بوش في الموضوع مباشرة. اذا كان بلير يحتاج الى انقاذ نفسه ليخرج من العملية العسكرية لحماية حكومته قبل التصويت في البرلمان، كان الرئيس يدرك ذلك.

غير ان رد بلير كان مباشرا وصريحا. “انا معك” قالها مرتين ليؤكد للرئيس موقفه، حسب ما ذكره اثنان من الثقاة. وقبل 11 عشر شهرا في كروفورد، برزت احدى اللحظات الهامة التي اختار فيها بلير ان يلزم بلاده في القتال الى جانب الولايات المتحدة للاطاحة بصدام.

وقال هادلي معلقا على رد بلير “كانت لحظة شبيهة بايام تشرتشل. فايا كانت صفته داخل المملكة المتحدة، فانه كان ينظر اليه نظرة سامية في الولايات المتحدة. ومن اجل تلك اللحظة من الشجاعة السياسية فاننا على الاقل نعجب به“.

عن Admin

اترك تعليقاً