حلقة جديدة من معاناة عربي مسلم في السجون الأمريكية

حلقة جديدة من معاناة عربي مسلم في السجون الأمريكية

حلقة جديدة من معاناة عربي مسلم في السجون الأمريكية
حلقة جديدة من معاناة عربي مسلم في السجون الأمريكية

حلقة جديدة من معاناة عربي مسلم في السجون الأمريكية

محمد محكوم بـ117 عاماً يقضيها مكبلاً بالحديد وفي زنزانة انفرادية

 

شبكة المرصد الإخبارية

الخارجية الأردنية “أذن من طين وأذن من عجين” والسفارة الامريكية تعتذر عن المساعدة

أهله يطالبون بتحسين ظروف الاعتقال ووالدته تطالب بنقله إلى الأردن

تشكل معاناة الموطن الأردني محمد أمين عبد الرحيم سلامة المعتقل في السجون الأمريكية، حلقة من حلقات القهر والمرارات الممزوجة باللامبالاة من قبل المسؤولين الأردنيين.

وتختلط هذه الحالة بين ما هو إنساني وأخلاقي في مزيج من الإهمال، مع تعمد الإدارة الأمريكية إذلال مواطنين عرب فقط لأنهم كذلك.

باختصار.. محمد سلامة مواطن أردني معتقل منذ عام 1993، متهم بتفجير مبنى التجارة الأمريكية، ومحكوم بمدة تزيد على 117 عاما يقضيها في سجن ولاية “كولارادوا”، بتهمة تفجير مبنى التجارة العالمي.

وعلى الرغم من ان العملية برمتها كانت استدراجا لمواطن مقيم في أمريكا، الا ان انه حوكم بعقوبة تزيد على 217 عاما، خفضت لاحقا الى 117 سنة.

منذ أكثر من عشر سنوات من اعتقال محمد وهو يعيش في ظروف سيئة جداً؛ حيث يعيش في زنزانة انفرادية، ويخضع لإجراءات أمنية مشددة، ولا يسمح له برؤية الشمس او ممارسة الرياضة البدنية، بعكس المعتقلين الآخرين المتهمين بجرائم عدة منها الاغتصاب، والذين يمارسون حقهم في كل شيء ولا يقبعون في زنازين انفرادية.
الاكثر حزناً من ذلك هو حرمان والدة محمد السيدة العجوز من ملامسة ابنها بعد معاناة استمرت سنوات للوصول الى المعتقل، ومنع بقية أشقائه من زيارته حيث ترفض السفارة من منح تأشيرات لهم.

محمد الذي تشابكت قصته مع عدد من المواطنين الأردنيين بينهم حسام الصمادي، الذي يعاني في السجون الامريكية، حرموا جميعا من أبسط حقوقهم الإنسانية تطرح الاستفسار عن السبب في هذه القسوة، فيما يتساءل الكثير من الاردنيين عن الحال لو كان الوضع معكوسا هل ستكون ذات المعاملة لمواطن أمريكي في السجون الأردنية.

السفارة الأمريكية التي نقلنا لها معاناة ذوي المعتقل الأردني محمد عبر وسائل الاتصال المعروفة، اكتفت برد مقتضب قالت فيه: “نقترح عليكم الاتصال مع المكتب الفيدرالي للسجون الأمريكية؛ للتعليق على إجراءات الحبس“.
وأضاف رد السفارة: “وكسياستنا تحتم علينا عدم التعليق على حالات فردية لأفراد مسجونين في الولايات المتحدة، وشكراً“.

أم محمد تروي تفاصيل المعاناة

تقول والدة المعتقل الأردني عايشة عمر محمد ابو بكر إن كل ما تطلبه وتتمناه هو تسهيل رؤية ابنها، حيث يمنع مسؤولو السجن رؤيته إلا من خلال فاصل زجاجي، فيما يتم جلبه للمقابلة وهو مكبل بالأصفاد والحديد والسلاسل والقيود.

وتطالب السيدة عائشة التي تجاوزت الستين من عمرها الحكومة بأخذ دورها تجاه رعاياها، وان تعمل على نقل محمد لإكمال عقوبته في الأردن؛ كونه مواطناً أردنياً تعرض لانتهاك حقوقه كإنسان.

وتابعت ام محمد: “إذا لم استطع مشاهدته فهذه معاناة، واذا شاهدته امام عيني فالمعاناة تزيد، حيث يعمل سجانوه على إحضاره مكبلا بالأصفاد”، متجاهلين معاناة السفر لآلاف الأميال والصعوبات الامنية والاقتصادية حتى أستطيع الوصول.

وتختزل ام محمد قصتها وشعورها بالقول: “إن من يتحدثون عن حقوق الانسان هم من يحرمون قلب ام من لمس ابنها، وهم ذاتهم الذين يمارسون أبشع أنواع القهر على معتقل لم تثبت إدانته“.

لم تنته القصة

لم تنته القصة عند هذا الحد، فقد حاول ذوو المعتقل محمد سلامة الاتصال في المسؤولين الأردنيين الذين لهم يجدوا لدى المسؤولين الا “أذن من طين وإذن من عجين” -بحسب تعبيرهم- واكتفوا بلقاءات مجاملة لم تقدم ولم تؤخر، ولم تخفف من حجم الألم والمعاناة.

عدد كبير من الرسائل إلى وزارة الخارجية ومثلها إلى مسؤولين آخرين لم تجد أي صدى، وأخيرا وبعد جهد كبير استطاعت والدة المعتقل مقابلة احد المسؤولين في الخارجية الذي وعدهم بمتابعة الموضوع ولكن دون جدوى.

إحدى الرسائل التي تشرح واقع الأهل المرير

وفي إحدى الرسائل التي وجهها ذوو المعتقل محمد الى وزير الخارجية، والتي تشرح فيها حجم المعاناة، تقول الرسالة:
إن ابننا محمد المعتقل في السجون الأمريكية منذ تاريخ 4/3/1993، يعاني من ظروف اعتقال سيئة، تتمثل في وضعه في زنزانة انفرادية منذ أكثر من عشر سنوات، ويخضع لإجراءات أمنية مشددة، ولا يسمح له برؤية الشمس، كما لا يسمح له بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة البدنية في الساحة التابعة للسجن، بعكس المعتقلين الآخرين المتهمين بجرائم عدة منها الاغتصاب والذين يمارسون حقهم في كل شيء، ولا يقبعون في زنازين انفرادية مثل ابننا.

وتضيف الرسالة: “في الآونة الاخيرة حصلت امه على تأشيرة دخول للولايات المتحدة الامريكية لزيارة ابنها، لعل هذه الزيارة تطفئ القليل من النار المشتعلة في قلب الام، لكن على العكس تماماً فقد زادت النيران اشتعالاً في قلب الام عندما زارته في السجن، حيث توقعت انها ستقوم بالسلام عليه وحضنه وضمه الى صدرها، ولكن فوجئت بالحائط الزجاجي الذي يفصل بينها وبين ابنها، كما فوجئت أيضاً باقتياده مكبل اليدين والرجلين ووضع حزام حديدي على وسطه، ولم تستطيع الحديث معه الا عبر الهاتف، فهي قطعت آلاف الكيلو مترات للسلام عليه وحضنه وتقبيله، ولكن للاسف لا يسمح لها حتى بالسلام باليد عليه وهي أبسط الحقوق الانسانية“.

وتابعت الرسالة: “عندما نتكلم عن الحقوق الانسانية، فإن ابننا محمد لا يتمتع داخل السجون الامريكية بأي حق إنساني سوى أنه يتنفس ويأكل، كما أن شقيقته المقيمة في الولايات المتحدة الامريكية رافقت أمها في هذه الزيارة، وتعرضت لنفس المعاناة التي تعرضت لها الام، كما أنه لا يسمح لهما بالزيارة معاً، فكل واحدة تزوره على انفراد، كل ما تقدم هو فيض من غيض“.

وطالبت الرسالة بتحسين ظروف اعتقال ابنهم محمد، مشيرة إلى أنه من أبسط حقوقه، وحسب الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان أن يتمتع برؤية الشمس، وأن لا يكون في زنزانة انفرادية اشبه بالقبر أو هي القبر بعينه، وأن يقابل أمه ويسلم عليها بعد انقطاع لـ13 عاماً، وأن يمارس نشاطه في السجن كما الآخرين.

إن وضع ابننا في هذه الظروف الصعبة، يحتاج منكم إلى تحرك عاجل جداً من أجل وضع حد لهذه المعاناة الشديدة الذي يتعرض لها ابننا محمد، ونحن على يقين يا معالي الوزير أنكم لن تتركوا ابنكم يعاني، ونحن على يقين أيضاً بسرعة استجابتكم لنا“.

وطالبت الرسالة بالعمل على قضاء باقي محكومية محمد في الاردن.

عن Admin

اترك تعليقاً