المجلس العسكري رفض استقالة النائب العام مرتين

المجلس العسكري رفض استقالة النائب العام مرتين

كشف مصدر قضائي رفيع أن المجلس العسكري رفض استقالتين متتاليتين تقدم بهما النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، وذلك بعد تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال المصدر – رفض ذكر اسمه- أن النائب العام أبلغ المشير طنطاوي في أسباب الاستقالة أنه” يرفض أن يتحمل أوزار نظام مبارك وحده”.
وقال المستشار فؤاد راشد رئيس محكمة استئناف القاهرة المعار للخارج، وأحد قيادات تيار استقلال القضاء، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رفض استقالة تقدم بها المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، بعد أن طالته اتهامات عديدة بالتستر على قضايا فساد طيلة عهد المخلوع حسني مبارك.
وأضاف في تصريحات صحفية أن رئيس الجمهورية يملك صلاحية تعيين النائب العام، ويجب أن يعدل النص ليكون القول الفصل في أمر الترشيح لمجلس القضاء الأعلى والجمعيات العمومية لمحاكم الاستئناف والنقض، مطالبًا الرئيس محمد مرسي بقبول استقالته إذا عرضها عليه.
وأوضح “راشد” أن أسباب ذلك يطول شرحها وتدور حول عدة عوامل أهمها أنه كان موضع ثقة مبارك، وأن بعض قضايا الفساد الكبرى نامت في الأدراج حتى قامت الثورة، وطالما بقي الرجل في منصبه فإن التحفظ على أداء النيابة سوف يظل قائمًا ولو فعل الرجل وجهاز النيابة العامة المستحيل.
وحول ملف تطهير القضاء، قال: “اعتاد القضاء المصري طوال تاريخه أن يطهر نفسه نافيًا خبثه، وهي سنة حميدة ولا تزال واقعة، ولكن هناك بلاغات لم يحقق فيها عن دور بعض القضاة في الانتخابات التشريعية عام 2005م وعام 2010م، وهناك بلاغات عن تواطؤ بعض القضاة مع الأمن في إصدار الأحكام ضد خصوم النظام، ولا بد من فتح كل الملفات”.
وتابع: “وأما رحيل القاضي الأكبر حسام الغرياني عن منصب كبير القضاة، فقد كان رأيي أن الرجل لن يستطيع أن يفعل الكثير في ظل المناخ القائم، فالملف أثقل من أن يتولاه رجل واحد، ونحن نعلم أن نكبة سفر المتهمين الأجانب تمت والرجل في منصبه الجليل، ولكن الآن الظروف تتغير، وأعتقد أنه على كاهل رئيس الدولة الجديد مهامًا جسامًا منها ملف التطهير في القضاء وغير القضاء.

سوريا المنسية

سوريا المنسية

في نوفمبر من العام 2009 نشرت مجلة ناشيونال جيوغرافي، مقالة لموفدها الخاص إلى سورية دون بيلت الذي حظي بلقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل عنه حادثة تصلح لتكون عبرة عن حال سورية على مدى 41 عاما من حكم عائلة الأسد. روى الرئيس للصحافي كيف أنه حتى تاريخ توريثه السلطة دخل مرتين فقط إلى مكتب والده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
المرة الأولى كانت وله من العمر سبع سنوات، حيث جاء راكضاً من شدة فرحه ليخبر والده عن درسه الأول في اللغة الفرنسية، ولفت انتباهه يومها زجاجة كولونيا كبيرة موضوعة على الخزانة بجانب المكتب.
أما المرة الثانية التي دخل فيها المكتب فكانت في أعقاب وفاة والده في العام 2000، ليفاجأ بذات زجاجة الكولونيا الكبيرة لا تزال تقبع في مكانها على الخزانة، بعد 35 عاماً.

وإذا كان الرئيس السوري، يروي هذه الحادثة لدلالة على تقشف والده، وحرصه على عدم الانجرار وراء التغيرات المتسرعة، فإن هذه القصة تصلح في ذات الوقت للدلالة على حال “سورية أخرى” تم وضعها على الرف وتم تناسيها على مدى عقود طويلة تحت مسميات الاستقرار والممانعة بوجه إسرائيل، وهاهي اليوم تطل علينا من جديد لتذكرنا أن سورية الحقيقية ليست زجاجة كولونيا وأن أبنائها ليسوا من أهل الكهف! ولكنهم كبقية شعوب الأرض، شعب حيً يطمح للعيش بحرية وكرامة في وطن عادي كبقية الأوطان.

في كل مرة أتذكر هذه القصة، تصيبني غصة وأتذكر والدي الرئيس السوري السابق نور الدين الأتاسي الذي أمضى 22 عاما في زنزانة ضيقة في سجن المزه من دون أن يحاكم أو توجه له أي تهمة.
22 عاما وزجاجة الكولونيا لا تتحرك من مكانها على الرف ووالدي لا يتحرك من مكانه في السجن، ومأساتنا ومآسي آلاف السورين تزداد أتساعا.
22 عاما من القهر والعجز عن فعل أي شيء.
22 عاما والأيام تمضي هاربة من عمرنا على إيقاع زياراتنا له في السجن مرة واحدة كل أسبوعين ولمدة ساعة واحدة في كل مرة.
22 عاما غادرت فيها أنا وأختي طفولتنا وغادر والدي الحياة بعد أن أصيب بالسرطان ومنع عنه العلاج وأطلق سراحه في النهاية ليموت في باريس في كانون الأول 1992 بعد أسبوع من وصوله إليها محمولا على نقالة.
22 عاما هي عمرنا المسروق وهي زجاجة الكولونيا المهملة على الرف وهي سوريتنا المنسية.

أما سورية المنسية بالنسبة لمعظم الشعب فمعناها، الدولة البوليسية والبلد الممسوك بقبضه من حديد.

سورية المنسية معناها سنوات الثمانينات المشرعة كغطاء دم على الذاكرة السورية.

سورية المنسية معناها، بلد ملّزم دوليا بقضه وقضيضه إلى سلطة مستبدة، حرصا على الاستقرار الإقليمي.

سورية المنسية معناها أمن إسرائيل المستتب على حدود هضبة الجولان المأمنة والباردة كبرودة ثلوج جبل الشيخ.

سورية المنسية معناها ألوف المعتقلين السياسيين الذين زجوا لعشرات السنيين في غياهب السجون والمعتقلات.

سورية المنسية معناها، ألوف المفقودين الذي لا يعرف أهاليهم عنهم شيئا إلى يومنا هذا ولا يملكون من أثرهم ولا حتى شهادة وفاة.

سورية المنسية معناها، آلام ودموع آلاف الأمهات والزوجات اللواتي ينتظرن منذ الثمانيات وإلى اليوم عودة أبنائهم المختفين ولو في أكفان.

سورية المنسية معناها إذلال يومي وكرامات مستباحة وعصا غليظة وعبادة فرد وصمت مطبق وخوف مستشري.

سورية المنسية معناها قرارات مؤجلة وخطوات ناقصة وشبكات فساد ومحسوبية وبيروقراطية مترهله وأجهزة أمن مطلقة اليدين من دون حسيب ولا رقيب.

سورية المنسية معناها إقصاء السياسة عن المجتمع و تدجين القضاء وخنق المجتمع المدني وسحق المعارضة.

سورية المنسية معناها هذا الشعار المخيف في دلالاته ” قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد”، الذي ظل يزين مداخل المدن وواجهات الأبنية الرسمية ليقول للشعب السوري أن التاريخ مات على حدود بلدهم.

وإذا كان صحيحا أن التاريخ لم يمت، بل كان يطل برأسه بين الفينة والأخرى على الواقع السوري مذكرا ومحذرا بأن هذا البلد لا يمكن أن يكون خارج التاريخ، فإن السلطة كانت تسارع في كل مرة إلى دفن رأسها بالرمال متوهمة أنه باستخدام الأساليب الفظة ستتمكن من إيقاف مجرى التاريخ على عتبات السجن السوري الكبير.
حدث هذا الأمر خلال أحداث الثمانيات الدموية التي انتهت بمجزرة حماه.
وحدث في بداية التسعينات مع انهيار الكتلة السوفيتية وسقوط نموذج الحزب الواحد في العالم والإصرار على استمرار تطبيقه في سورية.
وحدث مع وفاة الرئيس حافظ الأسد في العام 2000 وابتداع سيناريو التوريث في محاولة للهروب إلى الأمام في مواجهة استحقاق الموت والحياة.
وحدث مع وأد “ربيع دمشق” وسجن أبرز ناشطيه كجواب على مطالبتهم بطي صفحة الماضي والبدء في عملية التحول الديمقراطي.

لقد عاندت السلطة على مدى الأربعة عقود الماضية، وتمنعت عن إدخال أي تعديلات جدية على بنيتها السياسية والأمنية، وأتى سيناريو التوريث من الأب إلى الابن ليبين بما لا يدع مجالا للشك، إصرار الدوائر الضيقة في السلطة على أبقاء التوازنات السلطوية وآلية صنع القرار وهالة القداسة على حالهم من حول أعلى هرم السلطة.
في مقابل هذا الجمود السياسي، حدثت تغيرات هائلة في البنى الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع السوري، وتضاعف عدد السكان عدة مرات وتوسعت الفئة الشبابية على حساب بقية الشرائح العمرية، إلى الحد الذي وصل فيه عدد شباب سورية ما دون العشرين عاماً إلى حدود 60 % من إجمالي عدد السكان.
وترافق هذا مع هجرة ريفية واسعة وانفجار سكاني في ضواحي المدن الكبرى كدمشق وحلب وتفشي كبير للبطالة، وخلل واسع في توزيع الثورات من جهة وتمركز الجزء الأكبر منها في يد فئة قليلة من رجالات السلطة وحاشيتهم.

لقد اعتادت بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية وبعض الأقلام الإستشراقية، أن تشكك على الدوام في إمكانية أن يثور الشعب السوري للمطالبة بحريته وحقوقه، وكأن هذا الشعب لا ينتمي إلى الإنسانية بل إلى فصيلة غريبة من الكائنات الفضائية، وبالتالي لا يحق له ما يحق لغيره من شعوب الأرض.

وعمدت هذه الدوائر إلى التقليل من شأن مظاهر المقاومة الخفية والانشقاق السياسي التي لم ينفك المجتمع السوري يظهرها بشكل متقطع على مدى العقود الماضية. لكن كون سورية لا تقع على كوكب المريخ، وأبنائها كما بقية البشر العاديين يطمحون أن يعيشوا بكرامة وحرية في بلد ديمقراطي، فكان طبيعيا عندما أتت ساعة الحقيقة أن يفتحوا قلوبهم وعقولهم لرياح الربيع العربي التي هبت مع تداعي حائط برلين العربي الذي شيًد بالقمع والخوف ليفصل بين الشعوب العربية وبين الديمقراطية، بخيارات واهية من مثل الاستقرار أو الفوضى، الاستبداد أو الإسلاميين.

إن سورية الأخرى التي تناستها السلطة، لم ينسها التاريخ! وهاهي تعود اليوم لتطالب بحقوقها المستلبة ويعود التاريخ معها ليطالب بفواتيره المستحقة. وإذا كانت الثورة السورية هي الأقسى من بين الثورات العربية لجهة وحشية السلطة واستعدادها لارتكاب الفظائع بحق أبناء شعبها وتهديدها له بالحرب الأهلية، فمما لا شك فيه أن إصرار الشعب السوري على الطابع السلمي لتحركه وعلى وحدة مكوناته الوطنية سيكون كفيلا في النهاية بتمكينه من استعادة حريته وبناء تجربته الديمقراطية.
إن شعبا لا يزال يواجه بشجاعة نادرة وصدور عارية رصاص القناصة الذي ينهمر عليه من كل حدب وصوب كلما خرج ينادي بالحرية، هو أول من يعرف معنى هذه الحرية لأنه دفع غاليا ثمنها من أرواح أبنائه، وهو قادر ان يمارس هذه الحرية بمسؤولية ورشد من دون أي أستذة أو وصاية من أحد.

عندما سجن والدي في العام 1970 في أعقاب الانقلاب الأبيض الذي نفذه الجنرال حافظ الأسد على رفاقه في حزب البعث، كان لي من العمر ثلاث سنوات. كطفل أستغرقني الأمر فترة قبل أن استوعب أن السجن ليس للمجرمين فقط ولكن أيضا لسجناء الرأي والضمير.
لم أرث من والدي الذي حكم أربع سنوات لا سلطة ولا جاه، كان كل ما ورثته منه كان عبارة عن حقيبة ثياب صغيرة أعيدت لنا من السجن بعد وفاته، وكانت هذه الحقيبة هي كل ما يملك حرفيا بعد 22 عاما قضاها في ذات الزنزانة وذات السجن. كل ما أتذكره من هذه الحقيبة اليوم هو رائحة رطوبة السجن التي تغلغلت في نسيج ثيابه وحوائجه.

في مقابلته مع المجلة الأميركية فات الرئيس السوري أن يخبر ما الذي فعله بزجاجة الكولونيا المنسية على الرف في مكتب والده! والحقيقة أن الجواب لم يعد يعني الكثير بعد اندلاع الثورة السورية.
من جهتي سأخبر والدي في المرة القادمة التي أزور قبره فيها أن الحرية انبعثت من جديد في الشعب السوري، وهي أكبر بكثير من القبور التي حاولوا دفنه فيها.
وسأطمئنه أن هذا الشعب تمكن أخيرا من كسر زجاجة الكولونيا، فإذا بعطر الحرية الذي فاح منها، أقوى بكثير من روائح الدم الذي يحالوا إغراقه فيه.

النص العربي لمقالة محمد علي الأتاسي – ابن الرئيس السابق نور الدين الأتاسي – والمنشورة في جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية

الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية، وانعكاساتها على الأمن القومي العربي

الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية، وانعكاساتها على الأمن القومي العربي

في عام 1955م حدد ديفيد بن جوريون رئيس وزراء «إسرائيل» أهمية المياه للدولة العبرية بقوله.. «إن اليهود يخوضون معركة شرسة مع العرب، وهي معركة المياه. وعلى مصير تلك المعركة يتوقف مصير إسرائيل؛ فإن خسرناها فلن نكون في فلسطين أبداً».والأمن المائي للأمة العربية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بموقع تلك الأمة.. وتلك المياه قد تشكل في المستقبل القريب أزمات حادة قد تصل إلى حد الحروب.. بل سوف تزداد حدتها في منطقة الشرق الأوسط عموماً؛ نظراً للزيادة السكانية المطردة والسياسات الزراعية الطموحة لدول المنطقة.. وليس من الغريب أن تصبح مسألة المياه أكثر أهمية من البترول نفسه.

تَذْهَب الدراسات الإستراتيجية المتخصِّصة في قضايا الصراع الشرق الأوسط إلى: أن مستقبل الصِّراع سيكون حولَ الموارد المائية، وأن النفط – رغم أهميته الحيويَّة – فإن الماء سيَفُوقُه أهميةً؛ حيث سيؤدِّي ذلك إلى نهجِ سياسات للتحكُّم في مصادِرِ المياه، وستَدُور بسببِه صِرَاعَات، وربما حُرُوب عديدة.
فالجديد في قضايا الصراع في منطقة الشرق الأوسط، يَرْتَبِط بالبُعد المائي للصِّرَاع العربي الإسرائيلي، وانعكاسات ذلك على المِنْطَقة العربية مستقبلاً، وبالتالي سيكون البعد المائي وجهًا آخر من أوجه الصراع بين العرب وإسرائيل (1).
إن المِنْطَقة العربية بدأت تدقُّ ناقوسَ خطرِ نُدرةِ المَوَارد المائية، كما تَسْعَى جهاتٌ غيرُ عربيةٍ بالتخطيط للتحكم في هذه الموارد المائية بالقوة، وأحيانًا بالتفاهم المتبادَل، وما الصراع العربي الإسرائيلي إلا تعبير عن صراع من أجل الاستيلاء على الماء قبل الأرض، ومنذ احتلالِ إسرائيلَ للأراضي العربية في “يونيو 1967”، وهي تُمَارِس سياسة الاستيلاء والسَّيْطَرة على المياه العربية في: الجُولان بسوريا، ونهر الأُرْدُن بالأُرْدُن، ونهر “الليطاني” بلبنان، ونهبها كذلك للمياهِ الجوفية في الضفة الغربية وقطاع غزَّة، كما تسعى إلى مد فرعِ نهرِ النيلِ إلى صحرائها بالنقب(2).
إن المخططات المائية التوسعية لإسرائيل تعود في أصلها إلى ما قبل نشأةِ دولة إسرائيل؛ فهي تَعْتَبِر التحكم في مصادر المياه العربية جزءًا من أمنها القَومِي لبناء دولةِ إسرائيلَ العظمى، في حين نَجِد غياب صحوة إستراتيجية عربية لصد هذه المخطَّطات؛ نتيجة انشغال العرب بنزاعاتهم العربية – العربية، وإهمال القضايا المصيرية(3).
وارتباطًا بما تمَّ ذكرُه سوف نحاول أن نَدْرُس انعكاسات الأَطْمَاع المائية الإسرائيلية على الأمن القَومِي العربي، على أساس أن الأمن المائي عنصرٌ أساسيٌّ من عناصر الأمن القَومِي العربي في مواجهة الأمن القَومِي الإسرائيلي؛ لما سيكون لهذا البعد الحيوي من دَوْر حَاسمٍ في تحديد مستَقبلِ الصراع العربي الإسرائيلي.
السؤال المركزي للبحث:
ما هي الآثار التي قد تُحدِثها الأطماعُ الإسرائيلية في المياه العربية على الأمن القَومِي العربي؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل المركزيِّ في الموضوع سيَدْفَعنا إلى توضيح أن للمسألة المائية دورًا في تحديد إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وعنصرًا مهمًّا للأمن القَومِي العربي؛ فإسرائيل بأَطْمَاعها المائية التوسعية تَسْعَى إلى التحكم والسيطرة على مصادر المياه العربية؛ لإجهاضِ أي مشروعٍ مائي عربي يكون المنطلق الإستراتيجي للأمن القَومِي العربي مستقبلاً، وفرض سياسة الأمر الواقعِ على الدول العربية؛ لإقامة دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفُرَات، وهي في حقيقة الأمر أطماعٌ لها جُذُور تاريخية، ودينية قديمة، قبل قيام دولة إسرائيل.
إشكالية البحث:
تتَمَحوَر إشكالية موضوع البحث حول الصراع المائي بين الدول العربية وإسرائيل، وتسليطِ الضَّوءِ على الأطماع الإسرائيلية في مصادر المياه العربية، وذلك عبر التساؤلات الفرعية الآتية:
1- ما الجذور التاريخية والدينية للأطماع الإسرائيلية في المياه العربية؟
2- ما أهم مصادر المياه العربية، التي تطمع إسرائيل في السيطرة عليها لبناء أَمْنِها القَومِي؟
3- ما انعكاسات الأطماع المائية الإسرائيلية على الأمن القَومِي العربي؟
مسار البحث:
الفقرة الأولى:
الجذور التاريخية والدينية للأطماع الإسرائيلية في المياه العربية.
في هذه الفقرة، سنُبْرِز الجذور التاريخية والدينية اليهودية للتحكُّم والسيطرة على المياه العربية.
المصادر المعتمدة:
• الأرقم الزغبي، الغزو اليهودي للمياه العربية، الطبعة الأولى، بيروت، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، 1992.
• رفعت السيد، الصراع المائي بين العرب وإسرائيل، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الهدى للتوزيع والنشر، 1993.
الفقرة الثانية:
الأطماع الإسرائيلية في مصادر المياه العربية.
سنقف هنا عند الأَطْمَاع الإسرائيلية في المياه العربية التي تشكل منطلق بناء منذ قيام دولة إسرائيل.
المصادر المعتمدة:
• حسن بكر، المنظور المائي للصراع العربي الإسرائيلي، مجلة السياسية الدولية، العدد 104، أبريل 1991.
• عايدة العلي سري الدين، السودان والنيل بين مِطْرَقة الانفصال، والسِّنْدَان الإسرائيلي، الطبعة الأولى، بيروت، منشورات دار الآفاق الجديدة، 1998.
• سامر مخيمر، وخالد حجازي، أزمة المياه في المنطقة العربية، سلسلة عالم المعرفة، عدد 209، مايو 1996.
• عدنان سيد حسين، التوسع في الإستراتيجية الإسرائيلية، الطبعة الأولى، القاهرة، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، 1989.
• عمرو كمال حمودة، قضية المياه في إسرائيل، بحث مقدَّم إلى المؤتمر السنوي السادس عشر للبحوث السياسية، “إسرائيل من الداخل” 28‐31 ديسمبر 2002، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة.
• رمزي سلامة، مشكله المياه في الوطن العربي – احتمالات الصراع والتسوية، طبعة غير متوفرة، الإسكندرية، الناشر منشأة المعارف، 2001.
• صبحي كحالة، المشكلة المائية في إسرائيل وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي، أوراق مؤسسة الدراسات الفلسطينية ورقة رقم 9، الطبعة الأولى، بيروت، 1980.
الفقرة الثالثة:
انعكاسات الأطماع المائية الإسرائيلية على الأمن القَومِي العربي.
المصادر المعتمدة:
• بيان العساف، انعكاسات الماء على الأمن القَومِي العربي، أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية، يوليو 2005.
• هيثم الكيلاني، المياه العربية والصراع الإقليمي، كراسات إستراتيجية، العدد، 17، سبتمبر 1993.
• حامد ربيع، نظرية الأمن القَومِي العربي، الطبعة الثانية، القاهرة، دار الموقِف العربي، 1995.
خلاصة وتقييم عام للموضوع:
الفقرة الأولى:
الجذور التاريخية والدينية للأطماع الإسرائيلية في المياه العربية.
أولاً: الجذور التاريخية:
لقد كان “لتيودور هِرْتِزل” – مؤسس الصِّهْيَوْنية العالمية – الفضلُ والدَّوْر البارز في الربط بين فكرة الوطن والماء، وزرع هذه القناعة في المدركات اليهودية الفكرية؛ لإقامة دولة إسرائيل الكبرى، وعن طبيعة وحدود الدولة التي يتوقعها “هِرْتِزل”، يقول – في رده على الإمبراطور الألماني -: “لقد سألني الإمبراطور الألماني أيضًا عن الأرض التي نريد، وعن حدودها، وما إذا كانت ستمتَدُّ شمالاً حتى بيروت، أو أبعد من ذلك، ولكننا سنطلب ما نحتاجه.
إن المساحة تزداد مع ازدياد عدد المهاجرين، علينا أن نطل من البحر؛ بسبب مستقبل تجارتنا العالمية، ولابد لنا من مساحة كبيرة للقيام بزراعتنا الحديثة على نطاق واسع، إن إسرائيل التي نريد هي إسرائيل سليمان وداود”.
وفعلاً قامت إسرائيل لاحقًا – وبعد تأسيسها – بتنفيذِ ما أعلنه “هِرْتِزل” على أرض الواقعِ، وفي هذا الصدد جَرَت محاولات من “هِرْتِزل” لشراء الأراضي، وأبرز هذه المحاولات كانت إِثْرَ بَعْثِه لوفدٍ يهوديٍّ إلى مصر عام 1903 لشراء صحراء سَيْنَاء؛ لتكون الممر المؤدِّي للحصول على مياه نهر النيل.
نشير إلى أن ضخَّ مياهِ النيل لإسرائيل تكرَّر عدة مرات، وكان آخرها وأخطرها في عهد “أنور السادات” عام 1980.
وتضم هذه البَعْثَة الكولونيل “ليوبولد كسلر”، والمهندس البريطاني “جورج ستفنس”، والمهندس “سوسكين”، والدكتور “هيليل بوف”، و”أوسكار مرموك” زعيم صهيوني بالنمسا(4).
• في عام 1831 تمَّ تأسيس “الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية لدراسة الطبيعة المناخية والجغرافية للمستعمَرات البريطانية”، وتحوَّلت إلى هيئة لخدمة اليهودية، بعدها أُنْشِئ البنك المالي اليهودي، وتمخَّض عنه مؤسسات مالية أخرى، أهمها: “صندوق اكتشاف فِلَسطِين”، الذي تعاقد مع “الجمعية الجغرافية البريطانية لدراسة مناخ وجغرافية بلاد الشام”.
بينما في عام 1861 دعا الحاخام “تزئي هيرش” إلى إظهار “جمعية استعمار فِلَسطِين”، وإقامة أول مدرسة زراعية يهودية في فِلَسطِين عام 1870، تُدْعَى مكيفة إسرائيل، بالتعاون مع “الاتحاد الإسرائيلي العام – اليهودي – الفرنسي”(5).
• وأثناء انعقاد المؤتمر الصِّهْيَوْني الأول عام 1897، تم التنصيص على دَعْم الهجرة إلى فِلَسطِين؛ للحصول على امتيازاتٍ زراعيةٍ وتِجَارِيةٍ، والسيطرة على الأراضي، وتم تأسيس أول مستعمَرة يهودية في فِلَسطِين، تُدْعَى: “بيتح تكفا – عتبة الأمل”؛ فكانت أرض “مَرْج ابن عامر” أوَّلَ أرض اشتراها اليهود في سهول الأراضي الفِلَسطِينية.
بينما في عام 1911 ادَّعى بعض اليهود المتديِّنين – من خلال بحثهم على الماء في بئر سبع -: أن هناك إشارات تَوْرَاتية تدَّعي أن المِنْطَقة مِلكٌ لهم، تعود إلى عهد النبي إبراهيم – عليه السلام – وأبنائه العبْرَانيِّين، ودارت حرب بينهم وبين ملك فِلَسطِين “ابيمالك” حول بئر الماء في بئر سبع.
وبين عامي 1920 و1930 طَرَد اليهود – بدعم من الانتداب البريطاني – عائلاتٍ عربيةً من أرض “مَرْج ابن عامر”، وإخراج 15500 عربي من أرض “وادي الحوارث”، و15000 عربي من أرض “الحولة”، واستمرت المحاولات والجهود اليهودية لإقامة مشروع وطن قَومِي يعتمد على منابع المياه، وفي هذا الصدد كتب “حاييم وايزمن” رسالة إلى وزير خارجية بريطانية بتاريخ 30 أكتوبر 1920، جاء فيها:
“تُدْرِكون أهمية “الليطاني” الكبرى لفِلَسطِين، فلو تأمَّنت لها جميعُ مياهِ الأُرْدُن واليرموك؛ لن تَفِي بحاجاتها، وإن صيف فِلَسطِين حارٌّ جدًّا، وتبخُّر المياه سريعٌ وكثير.
إن “الليطاني”، هو المصدر الذي يمكنه أن يؤمِّن المياه لرَيِّ الجليل الأعلى … فإذا حُرِمت فِلَسطِين من مياه “الليطاني” والأُرْدُن واليرموك، لن يكون لها أيُّ استقلال اقتصادي”.
وفي عام 1927 مَنَح المندوب السامي البريطاني في فِلَسطِين امتيازًا لليهودي الروسي “بنحاس روتبرغ”، يقضي بالاستثمار في المياه العربية لتوليد الكهرباء برأسمال يهودي ويد عاملة عربية، على أن يَستَفِيد اليهود من هذا الامتياز، وبالتالي استغلال اليهود المياه العربية بشكل مُطلَق(6).
ثانيًا: الجذور الدينية:
إن الرؤية الدينية لقيام دولة إسرائيل وحدودها، تستند في مرجعيتها الأساسية إلى الكتب الدينية المقدَّسة اليهودية المتشدِّدة، ويَبْقَى الحاخام “صموئيل إيزاكس” أحد المتشدِّدين في تحديدِ حدودِ دولة إسرائيلَ، في كتابه” الحدود الحقَّة الأرض المقدسة”، ويَصِفها في الإصحاح “34” من سفر العدد “1‐ 12” من العهد القديم، وبهذا التحديد يهدف “إيزاكس” إلى تعيين الحدود التاريخية الصحيحة لدولة إسرائيل(7).
فالتوراة هي المَرْجِع الديني الأول في تشجيعِ الأطماعِ اليهودية في المياه العربية، فنَجِد في سطورِ صفحاتِ التوراةِ العديدَ من الإشارات والعبارات التي تُحَفِّز اليهودية للسيطرة على مناطق المياه العربية، وبِنَاء دولتِهم؛ لأن ذلك حَسَب مدركاتِ اليهود العقائدية واجبٌ دينيٌّ أولاً، وضرورة حياتيَّة ثانيًا، فهذه العبارات والإشارات الواردة في الكتب الدينية اليهودية ذاتُ طابعٍ عَدَائي مَحْضٍ تَحْمِله العقيدة اليهودية للمياه العربية.
ويمكننا ذكر بعضها:
“…لأن للسيِّد رب الجنود ذَبِيحة في أرض الشمال عند نهر الفُرَات”.آرميا 46/10.
“أَعِدُّوا المِجَنَّ والتُّرْسَ، وتقدموا للحرب، أَصْقِلوا الرِّماح، البَسوا الدُّرُوع في الشمال بجانب نهر الفُرَات” آرميا 46/3 /6 /8 /27 /28.
“وجَمَع داود كلَّ إسرائيل من شيحور مصر إلى مدخل حماة” أخبار الأيام الأولى 13 /5.
“… قطع الرب مع إِبْرَام ميثاقًا، قائلاً: لنَسْلِك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى الفُرَات” التكوين 15/18.
الملاحظ في هذه العبارات التوراتية أنها تحمل عداءً دينيًّا للمياه والأرض العربية؛ حيث تبدأ الهجمة على المياه العربية من أول سِفْر في التوراة إلى آخر سِفْر، فالمَزَاعم التوراتية تدَّعي أن الإلهَ يَعدُهم بتأمين المياه لبني إسرائيل؛ لبناء دولتهم، وحرمان الشعوب الأخرى من هذه المياه، حتى تُصبِح دولة إسرائيل الأقوى، والشعوب الأخرى الأضعف(8).
الفقرة الثانية: الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية:
ترى العقيدة اليهودية أن بِنَاء دولتها الكبرى يبدأ من نَهْرَيْ النيل بمصر إلى الفُرَات بالعراق، تحت شعار: “أَرْضُك يا إسرائيلُ من النيل إلى الفُرَات”.
أولاً: أطماع إسرائيل في مياه النيل والفُرَات:
تعود الأطماع الإسرائيلية في مياه النيل إلى بدايات القرن العشرين، ومع إحساسها بأن المياه ستكون مصدرًا للتوتُّر والنزاع، عَمِلت على إقامة تَنسِيقٍ وتعاونٍ مع الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا المائية، وهذا التعاون مكمِّل للدَّعْم السياسي والعسكري الأمريكي لإسرائيل، وفي هذا الصَّدد تَرَى مصادر الأبحاث الإسرائيلية: أن نهر النيل هو المصدر المائي الذي يُمْكِنه حلُّ أزمة المياه مستقبلاً في إسرائيل، وهذا ما يشجِّع إسرائيل على تَوْطِيد عَلاقاتها مع الدول التي تَستَفِيد بشكل أساسي من نهر النيل، ولاسيما “مصر” و”إثيوبيا”، ففي منتصف السبعينيات ظَهَرت مقالاتٌ في الصحافة الإسرائيلية تدْعو إلى ضرورة شراء مياه النيل وتحويلها إلى النقب، وقد كان الرئيس المصري الراحل “أنور السادات” طرح فكرة مد مياه النيل إلى صحراء النقب في حالة تحقيق السلام الشامل والكامل مع إسرائيل، إلا أن الفكرة لم تنفَّذ بسبب معارضة الجَبْهَة الداخلية المصرية بقيادة وزير الري “عبدالعظيم أبو العطا”(9).
فمشروع نقلِ المياه من النيل إلى النقب ليس بجديد في الأوساط الإسرائيلية، فقد بَدَا الإعداد العَمَليُّ لذلك قبل طرح “السادات” لفكرته قبل خمسين عامًا، فبعد حرب أكتوبر نشر المهندس “اليشع كالي” مقالاً في جريدة معاريف بتاريخ 17/09/1978، قدَّم فيه مشروعَه بنقل مياهِ النيل إلى صحراء النقب، وقال: “إن مشاكل إسرائيل المائية يمكن أن تُحَلَّ – ولفترةٍ طويلةٍ – باستخدام واحد بالمائة فقط من مياه النيل، بحيث يبدأ المشروع بتوسيع قناة الإسماعيلية من القاهرة إلى قناة السُّوَيس لتصريف 30 مترًا مكعبًا من المياه في الثانية، ثم نقل المياه في أنابيب تحت قناة السُّوَيس بالقرب من الإسماعيلية، ومن هناك في قناة خرسانية إلى شمال الغربي، حتى تقترب من طريق “العريش القاهرة” عبر طريق “العريش غزَّة”، وصولاً إلى خان يونس، تتفرَّع القناة إلى فرعين: أحدهما يتَّجه إلى “غزَّة”، والآخر يتَّجه إلى النقب الغربي باتجاه “اوفكيم” و”بئر السبع”(10).
وبمناسبة مؤتمر “ارماند هامر” للتعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط، والذي عُقِد في جامعة تل أبيب عام 1986، أُعِيد طرح فكرة نقل المياه النيل من مصر عبر صحراء سَيْنَاء إلى قطاع “غزَّة” وصحراء “النقب” في الصحف الإسرائيلية، والتي نشرت تفاصيل الموضوعِ في المؤتمر، أما التحرُّك العملي، فيتمثَّل في النشاط الإسرائيلي المكثَّف في دول حوض النيل بشرق إفريقيا، لاسيما في إثيوبيا التي تحصل مصر من مرتفعاتها المعروفة بالهضبة الإثيوبية على نسبة 75% من مياه النيل(11).
لم تَقَف الأطماع المائية الإسرائيلية عند مياه النيل، بل اتَّجهت إلى دول الفُرَات، والتغلغل داخلها، ومحاولة إشعال فتن الحروب؛ لمنع الدول العربية – لا سيما سوريا والعراق – من الاستفادة من مياه الفُرَات، وبدأ التغلغل اليهودي في تركيا منذ فرار اليهود الإسبان هربًا من الاضطهاد النصراني في الغرب، حتى أصبحوا جزءًا من المجتمع التركي، وهذا ما سيسمح لليهود بالسيطرة على مياه الفُرَات، بالإضافة إلى إمكانية توظيف قضية الأكراد كورقة ضغط على كل من سوريا وتركيا؛ للحصول على مياه الفُرَات؛ بحيث يناضل الأكراد ليقيموا دولتهم على نَهْرَي دِجْلَة والفُرَات(12).
فالعَلاقات المتميزة بين تركيا وإسرائيل ستسمح لهذه الأخيرة بالحصول مستقبلاً على مياه الفُرَات، في إطار مشروع “أنابيب السلام” الذي أطلقه “تورغت أوزال” سنة 1987، وهذا ما سيقرب إسرائيل من تحقيق حلم إقامة دولتها الكبرى من النيل إلى الفُرَات(13).
ثانيًا: الأطماع الإسرائيلية في مصادر المياه العربية الأخرى:
1- نهر “الليطاني”: بدأت إسرائيل تفكر في توفير الموارد المائية اللازمة للمجتمع الصِّهْيَوْني في فِلَسطِين المحتلَّة؛ لتلبية حاجات الاستيطانِ الدائمة، ومن بين هذه المواردِ مياهُ نهر “الليطاني” بالجنوب اللبناني، والتي عَمَدت إسرائيل إلى محاصرتها وسرقتها بعد غزو 1982، وتَكْتِسي مياه نهر “الليطاني” أهمية في السياسة المائية التوسعية الإسرائيلية قبل نشأتها بعشرات سنين، وفي هذا الصدد كتب “حاييم وايزمن” زعيم الصِّهْيَوْنية العالمية رسالةً إلى اللورد “كروزن” وزير خارجية بريطانية، جاء فيها: “إن “الليطاني” هو المصدر الذي يُمْكِنه أن يؤمِّن المياه لرَيِّ الجليل الأعلى … فإذا حُرِمت فِلَسطِين من مياه “الليطاني” والأُرْدُن واليرموك؛ لن يكون لها أيُّ استقلالٍ اقتصادي”(14).
وزادت المطامع الإسرائيلية في مياه “الليطاني”، من خلال المشروع المضاد الذي قدَّمته “لجونستون” عام 1954، والمسمى “مشروع كوتون”، والذي تُطَالِب فيه بتحويل 400 مليون متر مكعب من إيراد النهر، وهذا يَعْنِي سيطرة إسرائيل على 55 % من مياه “الليطاني”، ولا تترك للبنان صاحب النهر من منبعه إلى مَصَبِّه إلا 45 %، فالعُدْوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، ومحاولة السيطرة على مياه “الليطاني” – دليل على الأهمية الحيوية لمياه النهر في تلبية حاجات إسرائيل المائية داخل الأراضي الفِلَسطِينية المحتلَّة، حسب ما جاء في رسالة “وايزمان” إلى اللورد “كرزون”.(15)
2- مياه نهر الأُرْدُن: تجسِّد المُراسَلات الدبلوماسية الصِّهْيَوْنية الموجَّهة من قبل “وايزمان” إلى “ديفيد لويد جورج” رئيس وزراء بريطانيا في 29 نوفمبر 1919، وكذلك الموجَّهة من “بن غوريون” باسم الاتحاد العمَّالي الصِّهْيَوْني إلى حزب العمال البريطاني عام 1920، وقرار الحركة الصِّهْيَوْنية في نوفمبر 1920 – الأطماعَ الحقيقيةَ للصِّهْيَوْنية للسيطرة على مياه نهر الأُرْدُن وروافده؛ بُغْيَة تأمين الموارد المائية اللازمة لأعمال الاستيطان والتوسُّع لبناء الدولة الصِّهْيَوْنية، ويُعَدُّ مشروع “ايوفيدس” أول دراسة هيدروجرافية لوادي الأُرْدُن قبل قيام إسرائيل، بتكليف من الحكومة البريطانية بعد اقتراح تقسيمِ فِلَسطِين. (16)
وقد قامت إسرائيل بمشاريعَ وترتيباتٍ؛ للاستحواذ على مياه نهر الأُرْدُن، عبر ثلاثِ مراحلَ:
• المرحلة الأولى: تمتدُّ من 1948 إلى 1958، وكانت عِبَارةً عن خطَّة زراعية مائية لإقامة المستوطناتِ الزراعية، وإنتاج الغذاء، وإقامة مشاريعَ مائيةً كبرى بنقل مياه الأُرْدُن إلى صحراء النقب، بواسطة أنبوب يسمَّى “خط المياه القطري”.
• المرحلة الثانية: بدأت من 1958 إلى 1968، وانصبَّ الاهتمام الإسرائيلي على تطوير زراعة المَوَالح، والزهور والقطن، ونَفَّذت أكبر مشروعٍ مائيٍّ بنقل مياه طبرية 200 مليون متر مكعب من المياه إلى جنوب النقب.
• المرحلة الثالثة: تميَّزت بتطوير الإنتاج والتكنولوجيا الزراعية المائية، ولم تُوَاكِب هذه المرحلة إقامةَ مشاريعَ مائيةٍ كبرى؛ حيث جاءت هزيمة 1967؛ لتسيطر إسرائيل على نهر الأُرْدُن بالكامل(17).
3- مياه الضفة الغربية بفِلَسطِين: تُعَدُّ الضفة الغربية في الأراضي الفِلَسطِينية المحتلَّة المصدرَ المائيَّ الرئيسيَّ، الذي يغذِّي المياه الجوفية الموجودة تحت الأرض في وسط إسرائيل، والتي تمتدُّ من وادي “بيت شان” وحتى “بئر سبع” جنوبًا، وإن حوالي نصف المصادر المائية العَذْبَة، والتي تقدَّر بحوالي 650 مليون متر مكعب في السنة – تعود إلى الضفة الغربية، وفور اجتياح الضفة الغربية من قبل الجيش الإسرائيلي في حرب يونيو عام 1967، صدرت مجموعةٌ من الإجراءات العسكرية للسيطرة على مياه الضفة، تمَّ بمُوجَبِها نقلُ الصلاحيات المائية في الضفة الغربية إلى الحاكم العسكري الإسرائيلي والهيئات المائية الإسرائيلية، وتمَّ تطبيقُ القانون الإسرائيلي على حفر الآبار، فالمستوطِنون الإسرائيليون يَسْتَهِلكون 87,5 % من مياه الضفة الغربية، بينما العرب لا يتعدَّى 12,5%.(18)
فإسرائيل ترى في مياه الضفة الغربية مَوْرِدًا أساسيًّا لتلبية حاجاتها المائية السنوية، وبالتالي فإن التخلِّيَ عن موارد الضفة الغربية يُعَدُّ في نظر الإسرائيليين بمثابة انتحار الدولة، وهذا يعني استمرار إسرائيل في التحكم في مصادر المياه بالضفة، مهما كانت التسويات السلمية التي ستعرفها الأوضاع في الضفة الغربية مستقبلاً. (19)
ومنذ تنفيذ اتفاق “مدريد” عام 1991 في إطار: “الأرض مقابل السلام”، عَمِلت إسرائيل على تجنُّب إدراج مياه الضفة في التسوية السلمية، ويقول الكاتب الإسرائيلي “حجاي هوبرمان” في مقال بجريدة “هاتسوفيه” بتاريخ 7 أكتوبر 1991:
” إنَّ مَن يُسَيطر على “يهودا” والسامرة – الضفة الغربية – فإنه يسيطر بذلك على مستودَع المياه الرئيسي في باطن الأرض في دولة إسرائيل، وإن تَسلِيم زِمَام السيطرة على مصادر المياه في دولة إسرائيل إلى سلطة أجنبية، سيؤدِّي – إِنْ عاجلاً أو آجلاً – إلى خلق بُؤْرَةٍ من الاحتكاكات المتجدِّدة بين إسرائيل وجاراتها… ستؤدِّي بالتالي إلى اندلاع الحرب مجدَّدًا في الشرق الأوسط”(20).
4- مياه نهر اليرموك: تَعُودُ الأطماع الصِّهْيَوْنية في مياه اليرموك إلى فترةِ دَعْمِ الانتداب البريطاني السابق، وبعد ذلك الدعم الأمريكي؛ حيث بدأت تَقِفُ عقبةً أمام أي مشروع مائي على نهر اليرموك يكون لمصلحة الاقتصاد العربي، فالامتياز الذي منحه البريطانيون لشركة “روتنبرغ” الصِّهْيَوْنية عام 1927 مَنَعَ العربَ من أي مشروع مائي وزراعي في مياه اليرموك، كما عَرْقَلت إسرائيل الاتفاقَ المائي المُبْرَم بين سوريا والأُرْدُن عام 1953 بتدخُّلٍ من الوَلايات المتحدة الأمريكية؛ لتثبيت حقوق إسرائيل في مياه نهر اليرموك(21).
وأثناء التوقيع على اتفاقية السلام بين الأُرْدُن وإسرائيل في وادي عربة أكتوبر 1994، تمَّ الاتفاق على مبدأ التوزيع العادل للمياه بين الطرفين من مياه نهر اليرموك في فترة الصيف من 15 مايو إلى 15 أكتوبر من كل عام، تحصل إسرائيل على 13 مليون متر مكعب، ويحصل الأُرْدُن على باقي التدفُّق، كما تمَّ التفاهم على حصول إسرائيل على كميات إضافيةٍ مقدارُها 30 مليون متر مكعب من مياه اليرموك شتاءً(22).
الفقرة الثالثة:
انعكاسات الأطماع المائية الإسرائيلية على الأمن القَومِي العربي:
أولاً: على المستوى السياسي، والوضع الجيوستراتيجي:
1- على المستوى السياسي:
إن الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية هي جزءٌ من مخططاتِها لبناء دولتها الكبرى من النيل إلى الفُرَات، وحماية أمنها القَومِي من أي تهديدات عربية، كما أن هذه الأطماع هي شكلٌ آخر من أشكالِ الصراعِ العربي الإسرائيلي، فالمخطَّطات التي وضعها الاستعمار الغربي للمنطقة العربية يتم تنفيذُها حاليًّا من قِبَل إسرائيل خطوةً خطوةً؛ لتجزئة المنطقة العربية، وبَلْقَنَتِها، والاستيلاء على كل مصادر المياه العربية، في كل من: سوريان والأُرْدُن، والأراضي الفِلَسطِينية المحتلَّة، وجنوب لبنان، مما سيمنع من قيام أي مشروع نَهْضَوِي سياسي عربي ضد الأمن القَومِي لإسرائيل، وبالتالي سيكون التحكم الإسرائيلي ورقةَ ضغطٍ رابحةٍ لإسرائيل؛ لفرض سياسة الأمر الواقع تُجَاه الدول العربية؛ لفرض تسويات سلمية تضمن حمايةَ الأمن القَومِي الإسرائيلي على حساب الأمن القَومِي العربي. (23)
ويمكن أن نحدِّد بصفة عامة انعكاساتِ الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية على الأمن القَومِي العربي من الناحية السياسية في النقاط التالية:
• تجزئة الدول العربية، وبَلْقَنة الوطن العربي.
• تمكين الدولة اليهودية من التكامُل.
• تفجير النظام القَومِي العربي، ومن ثَمَّ فقْد الجامعة العربية طبيعتَها القَومِية. (24)
2- الوضع الجيوستراتيجي:
يمكن القول: إن سيطرة إسرائيل على المياه الإقليمية العربية سيمنحها دورًا رِيَاديًّا إقليميًّا مستقبلاً، تتحكم وحدها في الوضع الجيوسياسي لمِنْطَقة الشرق الأوسط، وإثارة الخلافات والمشاكل العربية، بَدْءًا بجر العرب إلى الاحتكاك، والتوتر، والتهديد باستخدام العنف، وانتهاءً بالصراع العسكري المسلَّح؛ وذلك للحيلولة دون قيام تعاون عربيٍّ – عربيٍّ مشترك في الأمن القَومِي العربي، هذا الوضع المحتَمَل سيغيِّر الخريطةَ الجيوستراتيجية في مِنْطَقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، ونُشُوب مشاكل حدودية وإقليمية؛ وبالتالي إمكانية خلق دُوَيلات طائفية وعِرْقِية تهدِّد استقرارَ العالم العربي، وتستغلها إسرائيل لإقامة علاقاتِ تَطْبِيع معها بين الدول العربية، كما حدث في أزمة الخليج الثانية عام 1990، عندما اجتاح العراق الكويت، وانهار وقتها الأمن العربي، ومفاهيمه الإستراتيجية، وأُصيبت مؤسسات العمل العربي المشترك بصدمة أَوْدَت بها إلى العطالة حينًا من الزمن. (25)

ثانيًا: على المستوى الاقتصادي والمائي:
أدَّت الإطماع الإسرائيلية في المياه العربية إلى تحكُّم إسرائيل في كميات المياه المسموح بها لسكان العرب؛ فقد اتَّخذت إجراءات لضبط عملية استخراج المياه من الآبار الإرتوازية، عبر منع سكان الضفة الغربية من حفر آبار جديدة، بقصد استخدام مياهها في الري والشرب، وإجبار العرب على تركيب عدَّادات على آبارهم؛ مما أعطى لإسرائيل حفر هذه الآبار بشكل أعمق، الشيء الذي أثَّر على مستوى المياه في الآبار العربية، ونُضُوب بعضها. (26)
وهكذا حقَّقت الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية أهدافَها بزَعْزَعَة الأمن المائي العربي، حيث تضرَّر من الجفاف والتصحُّر الذي يَكَاد يَغْزُو أرجاء الوطن العربي ككلٍّ، إضافة إلى تلُّوث مياه الأنهار العربية في حوض النيل والرافدين، كما أدَّت الاتفاقية المائية الإسرائيلية المُبْرَمة مع الأُرْدُن في وادي عربة عام 1994 إلى تحكُّم إسرائيل في مياه نهر الأُرْدُن، ومنعِ أيِّ مشروعٍ مائيٍّ وزراعيٍّ بين الدول العربية، الأمر الذي أدَّى إلى قيام أزمة الغِذَاء، وانخفاض الإنتاج الزراعي، وازدياد الطلب المحلي على الأغذية، مع ارتفاع كبير في الإنفاق العام لاستيراد الغذاء من الخارج، أمام تصاعد في عدد السكان؛ كل هذا نتيجة غياب إستراتيجية مائية عربية مشتركة لحماية الموارد المائية من الأطماع والتوسعات الإسرائيلية، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية المتعلِّقة بإقامة سوق اقتصادية عربية مشتركة لا تَزَال غير مفعَّلة لبناء أمن اقتصادي ومائي عربي لسد حاجيات سكان الوطن العربي. (27)
خلاصة وتقييم للموضوع:
يتَّضح لنا من موضوع دراستنا أن الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية واجبٌ دينيٌّ، وشعار تَوْرَاتي لتأسيس الأمن القَومِي الإسرائيلي من النيل إلى الفُرَات؛ فحياة إسرائيل تقوم على المياه المتوفِّرة في الأراضي العربية المجاورة لفِلَسطِين، وبالتالي الصراعُ على المياه بين إسرائيل والعرب صراعُ وجودٍ، ومَن يُسَيطِر على المياه أكثرَ يَبْقَى أكثرَ، ومن هذا المُنْطَلق ترى إسرائيلُ أن تحكَّم العرب في الموارد المائية يعني قيام مشروع أمن قَومِي عربي، سيكون هدفه القضاءَ على الوجود الإسرائيلي في المنطقة؛ لذلك تسعى إلى إرباك الأمن القَومِي العربي عن طريق فتح أكثر من جبهة ضدهم: جبهات حدودية مع الكيان الإسرائيلي، جبهات طائفية داخل بعض البلاد العربية، وجبهات أشعلتها أو تتطلَّع لإشعالها مع الدول المجاورة للدول العربية، والغاية من ذلك تقويض بنيان المجتمع العربي، والسيطرة التدريجية على ثرواته، والأخطر من هذا كله أن إسرائيل استطاعت إقامة علاقة تطبيع مع بعض الدول العربية علاوةً إلى مصر والأُرْدُن، الأمر الذي نَسَف فكرةَ بناء أمن قَومِي عربي؛ وبالتالي نجحتْ إسرائيل في احتواء بعض أجزاء الوطن العربي لحماية أمنها القَومِي على حساب الأمن القَومِي العربي، ولعل الدكتور “حامد ربيع” – رحمه الله – بفكره الإستراتيجي الاستشرافي الثاقب، قد أشار في كتابيه “نظرية الأمن القَومِي العربي” و”الحرب النفسية في الوطن العربي” إلى خطورة تغلغل إسرائيل في جسد الأمة العربية، وتوظيفها لقوتها الدبلوماسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية، والإعلامية؛ لضرب أي مشروع وَحْدَوي عربي، واستمرارها في التوسع في الأراضي العربية، وهكذا نَخْلُص إلى أن الحديث عن أمن قَومِي عربي يبدأ أولاً بحماية الثروات المائية، وصدِّ الأطماع الإسرائيلية، وذلك من خلال التوصيات التالية:
1- لابدَّ للأمن القَومِي العربي من تأمين التَّوَازن الإستراتيجي مع إسرائيل في كافَّة المجالات، ولا سيَّما المجال العسكري، وإلا ما معنى إقامة المشروعات المائية دون تغطية عسكرية لحمايتها؟
2- حتى نَفْهَم حقيقة التفكير اليهودي؛ يجب تكثيف الدراسات الإستراتيجية المتعلِّقة بفهم هذا النهج، وتضمينها قيمةً علميةً وفكرية، تجذب الاهتمام، وبالتالي يُصْبِح هذا الأمر إرثًا لمجتمعنا.
3- يجب تشكيل معهد دراسات إستراتيجية عربية، تُدِيره أَدْمِغَةٌ عربيةٌ واعيةٌ، تُدْرِك حجم الخطر المُحْدِق بالأمة، يَهْتَمُّ بقضايا الأمن القَومِي العربي، ولاسيما الأمن المائي، ومن هنا تكون اللَّبِنة الأولى للحديث عن أمن قَومِي عربي موجَّه ضد الأمن القَومِي الإسرائيلي.
4- السَّعْي إلى تحسين العلاقات العربية مع دول النيل والفُرَات؛ كإثيوبيا، وتركيا؛ لتفويت الفرصة على إسرائيل باستخدام الروابط الدينية بين العرب والأتراك، وروابط الجوار بين العرب وإثيوبيا، وتوظيف الأموال العربية في إقامة المشاريع الاقتصادية والمائية في تركيا وإثيوبيا؛ لسد النوافذ على إسرائيل.
5- تأمين الحِزَام البَحْرِي العربي في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط؛ بتعزيزاتٍ أمنية وعسكرية عربية، ضد أي وجود أو اختراق إسرائيلي؛ بإقامةِ قواعدَ عسكريةٍ بحريةٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
1 ـ رفعت السيد، الصراع المائي بين العرب وإسرائيل، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الهدى للتوزيع والنشر، 1993، ص9.
2ـ رمزي سلامة، مشكله المياه في الوطن العربي – احتمالات الصراع والتسوية، طبعة غير متوفرة، الإسكندرية، الناشر منشأة المعارف، 2001 ص2.
3ـ نفس المصدر ونفس الصفحة.
4ـ رفعت السيد، الصراع المائي بين العرب وإسرائيل، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الهدى للتوزيع والنشر، 1993 ص14 و15.
5ـ الأرقم الزغبي، الغزو اليهودي للمياه العربية، الطبعة الأولى، بيروت، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، 1992، ص 47.
6ـ الأرقم الزغبي، نفس المرجع، ص52.
7ـ رفعت السيد، مرجع مشار إليه، ص 21.
8ـ الأرقم الزغبي، مرجع سابق، ص، 29.
9ـ حسن بكر، المنظور المائي للصراع العربي الإسرائيلي، مجلة السياسة الدولية، العدد 104، أبريل1991، ص، 141.
10ـ صبحي كحالة، المشكلة المائية في إسرائيل وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي، مؤسسة الدراسات الفِلَسطِينية الطبعة الأولى، بيروت 1989، ص50.
11ـ عايدة سري الدين، السودان والنيل بين مطرقة الانفصال والسندان الإسرائيلي، الطبعة الأولى، بيروت دار الآفاق الجديدة 1998 ص 117.
12ـ الأرقم الزغبي، مرجع مشار إليه، ص 112.
13ـ حسن بكر، المنظور المائي للصراع العربي الإسرائيلي، مرجع سابق، 142.
14ـ عدنان سيد حسين، التوسع في الإستراتيجية الإسرائيلية، الطبعة الأولى، القاهرة، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، 1989. ص 124.
15ـ صبحي كحالة، المشكلة المائية في إسرائيل وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي، مرجع سابق، ص 49.
16ـ سامر مخيمر وخالد حجازي، أزمة المياه في المنطقة العربية، سلسلة عالم المعرفة، عدد 209، مايو 1996. ص 106.
17ـ رمزي سلامة، مشكله المياه في الوطن العربي احتمالات الصراع والتسوية، طبعة غير متوفرة، الإسكندرية، منشأة المعارف، 2001 ص 151.
18ـ عمرو كمال حمودة، قضية المياه في إسرائيل، بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي 16 للبحوث السياسية، ديسمبر 2002، جامعة القاهرة، ص 10.
19ـ مجدي صبحي، مشكلة المياه في منطقة الشرق الأوسط ، كراسات إستراتيجية يناير 1992 العدد 7، ص 19.
20ـ عمرو كمال حمودة، قضية المياه في إسرائيل، مرجع مشار إليه، ص 11.
21ـ صبحي كحالة، المشكلة المائية في إسرائيل، مشار إليه سابقًا، ص 47.
22ـ رمزي سلامة، مشكله المياه في الوطن العربي احتمالات الصراع والتسوية، مرجع سابق، ص 156.
23ـ بيان العساف، انعكاسات الأمن المائي على الأمن القَومِي العربي، أطروحة الدكتوراه في العلوم السياسية، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية، 2005، ص137.
24ـ حامد ربيع، نظرية الأمن القَومِي العربي، الطبعة الثانية، القاهرة، دار الموقف العربي، 1995، ص240.
25ـ هيثم الكيلاني، المياه العربية والصراع الإقليمي، كراسات إستراتيجية، سبتمبر1993، العدد 17، ص 23.
26ـ بيان العساف، انعكاسات الأمن المائي على الأمن القَومِي العربي، مرجع مشار إليه، ص 153.
27ـ نفس المرجع، ص 123.
المصادر والمراجع المعتمدة:
1- الأرقم الزغبي، الغزو اليهودي للمياه العربية، الطبعة الأولى، بيروت، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، 1992.
2- عمرو كمال حمودة، قضية المياه في إسرائيل، بحثٌ مقدَّم إلى المؤتمر السنوي السادس عشر للبحوث السياسية، “إسرائيل من الداخل” 28 – 31 ديسمبر 2002، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة.
3- رفعت السيد، الصراع المائي بين العرب وإسرائيل، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الهدى للتوزيع والنشر، 1993.
4- صبحي كحالة، المشكلة المائية في إسرائيل، وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي، أوراق مؤسسة الدراسات الفِلَسطِينية ورقة رقم 9، الطبعة الأولى، بيروت، 1980.
5- رمزي سلامة، مشكله المياه في الوطن العربي – احتمالات الصراع والتسوية، طبعة غير متوفرة، الإسكندرية، الناشر منشأة المعارف، 2001.
6- عايدة العلي سري الدين، السودان والنيل بين مِطْرَقة الانفصال والسِّنْدان الإسرائيلي، الطبعة الأولى، بيروت، منشورات دار الآفاق الجديدة، 1998.
7- حسن بكر، المنظور المائي للصراع العربي الإسرائيلي، مجلة السياسية الدولية، العدد 104، أبريل 1991.
8- حامد ربيع، نظرية الأمن القَومِي العربي، الطبعة الثانية، القاهرة، دار الموقف العربي، 1995.
9- عدنان سيد حسين، التوسع في الإستراتيجية الإسرائيلية، الطبعة الأولى، القاهرة، دار النفائس للطباعة، والنشر، والتوزيع، 1989.
10- هيثم الكيلاني، المياه العربية والصراع الإقليمي، كراسات إستراتيجية، العدد، 17، سبتمبر 1993.
11- سامر مخيمر وخالد حجازي، أزمة المياه في المنطقة العربية، سلسلة عالم المعرفة، عدد 209، مايو 1996.
12- مجدي صبحي، مشكلة المياه في منطقة الشرق الأوسط، كراسات إستراتيجية يناير 1992 العدد 7.
13- بيان العساف، انعكاسات الماء على الأمن القَومِي العربي، أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية، يوليو 2005.

التنصير عالم خطير لا نرى منه إلا القليل

ا.د . زينب عبد العزيز : التنصير عالم خطير لا نرى منه إلا القليلا

ذبحوني لأنني قلت كلمة الحق في مؤتمر السكان وفي مؤتمر المرأة.

– الفاتيكان يتحالف مع المخابرات الغربية لضرب الإسلام.

– فرنسا تتحمل ثلثي ميزانية التنصير ثمن ريادتها للعلمانية.

– العولمة والكوكبية والقرية الواحدة أكاذيب لفرض النموذج الغربي علينا.

– المستشرقون عقبة أمام انتشار الإسلام في أوروبا وأمريكا.

– قضية المرأة لعبة يلعبها الغرب ونحن ننساق وراءها.

حاورتها / د. ليلى بيومي

رغم أن مجال تخصصها هو اللغة الفرنسية كأستاذة لها وللحضارة بجامعة المنوفية، إلا أنها وجهت اهتمامها بشكل كبير منذ ربع قرن لموضوع محدد وهو موقف الغرب من الإسلام، وذلك بعدما توفر لديها معلومات وترجمات تؤكد التواطؤ الغربي بين المستشرقين على تزييف الحقائق المتعلقة بالإسلام.

وفوق هذا قدمت د. زينب عبد العزيز ترجمة شديدة الأهمية لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية. وعن هذه الاهتمامات المتعددة التقينا بها وحاورناها.

مؤتمرات وخطط التبشير، يتحدث عنها البعض على أنها مبالغة، وقد يضخم البعض الآخر من وجودها .. لكن ماذا عن الحجم الحقيقي لها؟ وكيف تعمل؟ ومن الذي يمولها؟

الواقع المعاش يؤكد أننا حيال خطة خطيرة، نحن لا نتحدث عنها من خيالنا ولكن القوم نشروها وأعلنوها ويتحدثون عنها صراحة فكيف نقول إنها مبالغ فيها؟.

إننا بالتحديد أمام خط خمسية وهذا عنوان موجود في الخطاب الرسولي أو الإرشادي الذي يصدره الباب وهو ملزم لكل الحكام والرؤساء والملوك المسيحيين ولكل الكنائس على اختلافها.

ومنذ بداية التسعينات أصدر البابا خطابًا يقول فيه إنه يريد أن ينصر العالم في الفترة من 1995 حتى عام 2000 وحدد هذا التاريخ بدقة فقال إن الفترة من 1995 حتى 1997 عامان تمهيديان، ثم يتبعهما عام الاحتفال بالسيد المسيح ثم في الاحتفال الآخر عام 2000 يقام قربان كبير احتفالاً بتنصير العالم كله.

وفي هذا الخطاب أشار البابا إلى أنه يريد إحياء خط سير العائلة المقدسة وللأسف نرى أن هذا تم تنفيذه، حيث قامت وزارة السياحة في مصر مثلاً بإعداد مثل هذه الخرائط بغفلة لأننا لا نعلم ما يراد لنا. إن القوم يريدون أن ننفذ مخططهم بأيدينا، وهذا هو الذي قالوه في مؤتمر تنصير العالم الذي عقد في كلورادو عام 1987 والذي قالوا فيه إن الإسلام لابد أن يضرب بأيدي أبنائه وأن يضرب من الداخل. وإحياء مسيرة العائلة المقدسة يأتي ضمن خطط البابا لتنصير المسلمين، فهو يريد أن يصبح هذا الخط جزءًا من الواقع المسيحي.

ففي عام 1965 عقد المجمع الفاتيكاني الثاني وهو الذي برءوا فيه اليهود من قتل المسيح، وفي هذا المجمع خططوا لثلاثة أشياء رئيسية والتنفيذ يتم الآن، وهذه الأشياء الثلاثة هي: اقتلاع اليسار واقتلاع الإسلام وتنصير العالم.

وفي هذا المجمع قرر المجتمعون توصيل الإنجيل لكل البشر وهي عبارة المقصود بها تنصير العالم، وقد أعلنها البابا صراحة في سنتياجو عام 1982 وقد خطط القوم لاقتلاع اليسار لأنه البديل عن الرأسمالية من الناحية السياسية فكانت كل الأنظمة التي تكفر بالرأسمالية تتجه ناحية اليسار .. لكنهم لا يريدون بدائل.

إن الكنيسة خططت ليكون العقد الأخير من القرن العشرين لاقتلاع الإسلام وتنصير العالم، ونحن اليوم نقرأ عن المليارات الكثيرة التي أنفقت من أجل اقتلاع اليسار وتفكيك الاتحاد السوفيتي، والمأساة أن الفاتيكان تواطأ مع المخابرات الأمريكية لأن مصلحتهم واحدة، فكان هناك تنسيق، ولأول مرة تتحد السلطة الدينية (الكنيسة) مع السلطة المدنية في سبيل تحقيق مصلحة مشتركة وهي اقتلاع اليسار واقتلاع الإسلام. إن عالم التبشير عالم خطير لا نكاد نرى منه إلا أقل القليل، والمساهمات فيه معروفة بل إن على فرنسا أن تمول ثلثي هذه الميزانية وحدها، وإسهام الولايات المتحدة والمؤسسات الأمريكية والغربية متعدد والأرقام فلكية، وبالتالي فمؤسسات التبشير شبكة معقدة للغاية وحقيقية وليس فيها مبالغة، بل هي أكبر مما يعلنون عنه وهي تقصد العالم الإسلامي كله وتتحايل لتنصيره بمختلف الوسائل الممكنة.

الخطاب الديني الرسمي لدينا يركز على ضرورة التعاون والتوحد مع الكنائس الغربية في سبيل المحبة، بينما نلاحظ أن هذه الكنائس ما زالت مستمرة في التنصير في العالم الإسلامي .. كيف ترين هذا التناقض؟

من خلال أبحاث المتخصصين لديهم ثبت لهم أن القرآن حق، وقد ألف الطبيب الفرنسي بوريس بوكاي كتابًا عن “التوراة والإنجيل والقرآن والعلم” أثبت فيه أن كافة المعطيات الواردة في العهدين القديم والحديث تتعارض كلها مع العلم، ولا يوجد فيها معطى واحد يصمد أمام التحليل العلمي، في حين أن القرآن يصمد كل حرف فيه أمام التحليل العلمي بل وردت فيه أشياء لم يكن العلم قد توصل إليها.

وثبت أن الكنيسة تحارب الإسلام ومستمرة في هذه الحرب، وهي حرب صليبية بشعة وقد سبوا الإسلام كثيرًا ولكنهم وجدوا أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا بهذا السباب. ورغم الترجمات المحرفة للقرآن وجدوا أن الناس يسلمون عندهم حينما تصل إليهم الأجزاء غير المحرفة، وبالتالي لم يفلح التزييف والتحريف.

والعالم الغربي الذي كان قسيسًا وهو بونت مان، وهو ضليع في اللغة، أثبت بالتحليل اللغوي الظاهري لنصوص الكتاب المقدس وجود تعارض بين النصوص يثبت التحريف ويثبت أن هذه الأشياء التي ورد ذكرها في الأناجيل لم تكن موجودة عند كتابة الأناجيل.

أما في القرآن فالكلمة والمعنى والجوهر سليم ولم يمسسه أي عبث، وبالتالي فإن استمرار الكنائس في التنصير لكي يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا يوقف هذا التدهور، أما المسئولون لدينا فلديهم نقص في الوعي والإدراك.

نلاحظ في هذه الفترة شيوع دعوات تحمل سمات البراءة والتعاون بين الشعوب مثل العولمة والكوكبية والقرية الواحدة .. الخ، لكنها في نهاية الأمر تخفي نوعًا من سيطرة الاتجاه الواحد والثقافة الواحدة والدين الواحد.. ما هي رؤيتكم لهذه القضية؟

إنهم يلعبون بنقطة خطيرة وهي الحوار بين الأديان، فالحوار بالنسبة لهم يعني فرض الارتداد والدخول في سر المسيح، وليس المقصود من الحوار هو الوصول إلى الحق. إننا لو ناقشنا القوم فلن نجد عندهم شيئًا، وهم يعلمون ذلك ومن أجله يحاولون أن يوهمونا بأننا قرية واحدة، ونحن جيران، ولابد أن نعيش في حب وأمان، ولابد من التسامح والتآخي. والغريب أن المثقفين عندنا يرددون نفس الكلام الذي يردده الغرب إما عن جهل وغفلة وعدم مبالاة أو عن تعتيم فرض علينا جميعًا ويشارك مثقفونا في تدعيمه.

إن العولمة والكوكبية المقصود بهما إلحاقنا بالغرب، فحينما نصبح قرية واحدة ستكون اللغة لغتهم والدين دينهم والثقافة ثقافتهم والمصلحة مصلحتهم ونحن مجرد رعاع لا قيمة لنا وإنما نساق كالقطيع فقط.

هناك محاولة لتبرئة المستشرقين وإظهارهم كأصحاب علم وفكر، بينما هاجمهم كثير من المصنفين وقالوا إن الاستشراق خادم للكنيسة وأهدافها وليس بريئًا… ما هو رأيك في هذه القضية ؟

لم أجد مستشرقًا واحدًا خلا كلامه من الدس والتشويش، ولقد تتبعت المستشرق جاك بيرك الفرنسي وأظهرت عيوب وخطايا ترجمته للقرآن، وفي رأيي أن نفس الشيء فعله روجيه جارودي فقد أسلم ليهدم الإسلام من الداخل.

وصحيح أنهم قدما خدمات لتراثنا بلا شك، لكن ضررهم أكبر من نفعهم لأن كل ضررهم في تشويه الحقائق يبنى عليه ويؤخذ على أنه حقائق مع مرور الوقت.

إن المستشرقين كلهم يعملون ضمن برنامج واحد لضرب الإسلام، والإنسان الأوروبي الذي يدخل الإسلام وهو لا يعرف اللغة العربية تقام بينه وبين معرفة الحق حواجز كبيرة جدًا حينما يعتمد على كتب المستشرقين التي تشوه كل شيء في الإسلام. بل إن هذه الكتب تقف حاجزًا دون إسلام أعداد هائلة من الأوروبيين. ويبقى علينا أن نقتحم هذه الحواجز ونقدم الإسلام لكل دول العالم بلغاتها ومن خلالنا نحن.

ما رأيك في الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن الكريم؟ وما تقييمك للذين كتبوها؟

قلت قبل ذلك إن كل المستشرقين يعملون تحت هدف واحد وهو ضرب الإسلام بالإضافة إلى ما يواجهونه من مشكلات اللغة العربية.

فلغة القرآن صعبة حتى على أهلها فما بالنا بصعوبتها على المستشرقين. فالمستشرق لكي يقدم عملاً جيدًا وخاصة في ترجمة معاني القرآن لابد أن يكون قارئًا جيدًا للتفاسير وعنده النية لأن يفهم، وليست النية لأن يخطئ.

إن جذر الكلمة العربية يمكن أن يحتوي على 11 معنى ليس لهم علاقة ببعضهم، وقد يكون المستشرق لديه معرفة ببعضها لكنه لا يعرف الباقي، كما أن هناك تراكيب القرآن، فمثلاً {ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} كل المستشرقين فسروها تفسيرًا حرفيًا وليس تفسيرًا للتركيب اللغوي ككل، ففعلوا مثل الذي ترجم القول الشهير “فلان وأخذ قلم في نفسه”  He Took a Pencil on himself ولم يترجمها بأنه مغرور مثلاً. والمستشرقون لا يفهمون تراكيب القرآن لعدم تمكنهم من اللغة العربية، وهناك ترجمات عديدة لمعاني القرآن بالفرنسية ولدى منها 17 ترجمة كلها ترجمات بالتحريف والتشويه والأخطاء، وأشهرها ترجمة جاك بيرك المستشرق الفرنسي وقد ذاع صيته في العالم العربي على أنه صديق العرب وهذا غير حقيقي. وخطورة ترجمة جاك بيرك في الستة ملايين مسلم فرنسي الذين لا يعرفون العربية ويقرءون هذه الترجمة المشوهة.

هل فكرت في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية لتقدمي ترجمة دقيقة وغير مشوهة؟ وما هي المشكلات التي تواجهك في ذلك ؟

فكرت بجدية في الموضوع وهو موضوع صعب ودرست الترجمات الموجودة ، وراودتني الخواطر لأبدأ في إعداد هذا العمل خالياً من الأخطاء، والمشكلات كانت كثيرة، منها الاختلافات بين المفسرين في تفسير كثير من الآيات، فكيف سيتم حسم هذه المشكلة؟ بالإضافة إلى عدم وجو المعنى الدقيق المرادف للمعنى العربي في كثير من الأحيان، فنقل المعنى هنا مثل الذي ينقل بحر في بحيرة، كما أن هناك منهجاً معيناً للتعامل مع الآيات التي فيها إشارات علمية، بالإضافة إلى المشكلات التي ذكرناها قبل ذلك مثل مشكلة تراكيب القرآن وحروف القرآن وتعدد المعنى للجذر الواحد .. الخ.

ولكن بعد أن انتهت أعمال اللجنة الخاصة بدراسة ترجمة “جاك بيرك ” ولإحساسي بمدى خطورة الترجمات المقدمة لمعاني القرآن من غير المسلمين قررت التفرغ لإعداد ترجمة إلى الفرنسية، ووفقني الله سبحانه وتعالى، وانتهيت منها، واستغرقت مني ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة عمل يوميا، واستعنت فيها بأستاذ أصول فقه من جامعة الأزهر ليشرح لي كل أسبوع حوالي 5 صفحات، حتى تأتي ترجمتي لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية على وجه الدقة والأمانة، ولتكون نقطة فارقة في تاريخ هذه التراجم, وتأتي سليمة لغويا ونزيهة علميا وموضوعية. تنقل المعنى الكريم في ثوبه الحقيقي، وحاولت في هذه الترجمة التعريف بالقرآن وبالإسلام لغير المسلمين، وأن تكون خطوة للتصدي لمحاولات تشويه الإسلام، وتصويب صورته لدى الغرب والدفاع عن نسيج الأمة الإسلامية.

عرفنا فرنسا تاريخيًا على أنها تركز على الجانب الثقافي في علاقتها بالأمم، فلماذا هذا التركيز؟ وهل هذا الاهتمام الثقافي اهتمام بريء؟.

هذا الاهتمام الثقافي ليس اهتمامًا لوجه الله وإنما هو اهتمام لتفرض من خلاله فرنسا حضارتها وسيطرتها.

إن فرنسا تعلن أنها دولة علمانية فصلت الدين عن الدولة ومقابل إعلانها هذا تتحمل ثلثي تكاليف وميزانية عملية التنصير، وهذا كلام ثابت وموجود ومنشور، وفرنسا حينما تهتم بالثقافة في علاقتها مع الشعوب إنما تدخل الدين في هذه العلاقة ولكن بطريقة غير مباشرة وغير محسوسة، وهذا نوع من أنواع الذكاء الاستعماري.

إن كل دول العالم تعرف أن الاستعمار المباشر انتهى لذلك يلجئون كلهم إلى الاستعمار الثقافي وفرض التغريب لدرجة أن كثيرًا من الأمناء في الغرب يرفضون التغريب ويقولون بالتكامل بدلاً من السيطرة.

تحاول فرنسا أن تقوم بدور الدولة المستقلة عن الفلك الأمريكي وتحاول قيادة أوروبا وتتحدث عن القضايا العربية. هل هذا حقيقي أم مجرد مناورات لإيهامنا والضحك علينا؟

فرنسا لا تدعم مصالحنا بل تدعم مصالحها هي، فتاريخيًا فرنسا احتلت حوالي نصف العالم العربي، وقبل ذلك كانت حملة نابليون، وساندت إسرائيل منذ إنشائها عام 1948 ، بل اشتركت بشكل مباشر في ضرب مصر عام 1956، وتدعم بشكل رئيسي إسرائيل. إننا سمعنا مؤخرًا عن بعثة فرنسية لانتشال آثارنا الغارقة في مياهنا الإقليمية أمام الإسكندرية، والملاحظ أن هذه الآثار لم تكن مبان وانهارت في المياه، بل هي آثار منقولة وغرقت على مسافة كبيرة عن الإسكندرية.

إن أحدًا لم يفتح فمه ويعلن الحقيقة، والحقيقة أن نابليون كان قد سرق هذه الآثار وأعد لنقلها إلى باريس لتنضم إلى ما نهبه من كنوز من كل أنحاء العالم التي هي الآن في متحف اللوفر، لكن الأسطول الإنجليزي دمر الأسطول الفرنسي وأغرقه وغرقت الآثار.

الدعوة إلى ثقافة البحر الأبيض المتوسط ما تلبث أن تهدأ حتى يروج لها من جديد، فهي تأخذ شكل الحوار بين الشمال والجنوب حينًا، وحينًا آخر شكل الشراكة الأوروبية العربية، وحينًا ثالثًا تأخذ شكل الحوار العربي الأوروبي… فهل هذه الدعوات بديلة عن التجمع على أساس عربي أو إسلامي؟

بالتأكيد هي دعوات غير بريئة، والمقصود بها الالتفاف حول أي دعوة لتلاقي البلاد العربية على أرضية عربية أو إسلامية.

إن أوروبا وأمريكا نفذوا في عقد التسعينات قرارات مجمع الفاتيكان عام 1965 في الشق الخاص باقتلاع الإسلام وتنصير العالم، وقد قال البابا في أحد اجتماعاته مع الكرادلة: لقد نجحت في أن أجعلهم يجلسون معنا والدور عليكم لتنصرونهم.

هم يدعون للحوار ويقولون فلنجلس معًا لنصلي كل حسب دينه ثم تكون الخطوة اللاحقة فلنصل بنص واحد.

إنهم يتفننون في موضوع الحوار ويريدون استدراجنا بكل الطرق وإجراء عمليات غسيل المخ لنا حتى نؤمن بكل المفاهيم الغربية، وهم يغلفون الدعوة للحوار ببعض الأغلفة الاقتصادية التي تعطي للقضية بعدًا اقتصاديًا، لذلك تفشل كل هذه الدعوات لأنهم لا يريدون مساعدتنا أو حتى الدخول في شراكة عادلة، وإنما يريدون أن يكونوا هم الطرف المسيطر الآمر الذي يحتفظ بكل الخيوط في يديه. إنهم رغم ما فعلته تركيا من بعد عن الإسلام ونبذ للغة العربية لا يوافقون على انضمامها للسوق الأوروبية فهم لا ينسون أنها مسلمة.

جامعة سنجور التي أنشئت في مصر واتخذت من الإسكندرية مقرًا لها، أثارت العديد من علامات الاستفهام، فهل اختيار الإسكندرية هو لإحياء مقولة الشرق أوسطية؟ ولماذا مصر رغم أنها لا تتكلم الفرنسية؟ أم أن هذه الجامعة أنشئت لضرب الجامعة الأمريكية في مصر في إطار الصراع القائم والمشتعل بين الثقافة الأمريكية والثقافة الفرنسية؟

لسنا في حاجة للتأكيد على أن مصر هي ملتقى حضارات وشعوب وقارات، وذات موقع استراتيجي، والفرنسيون يهمهم وضع أرجلهم في مصر.

والفرنسيون احتفلوا بذكرى مرور مائتي عام على خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801. إننا لا ننسى أن نابليون كان آتيًا لضرب الإسلام ولاحتلال مصر، ومن يومها والمعركة موجودة . إنهم يريدون إيهامنا بأشياء شكلية غير حقيقية وهي أنهم أحضروا إلينا المطبعة ووضعوا أقدامنا على سلم الحضارة، إنما في الحقيقة كان قدومهم هو عملية كبرى للسلب والنهب والاحتلال.

وهم يريدون رد الاعتبار لأنفسهم ويريدون أن يقولوا لنا لقد احتفلنا بأننا استطعنا رغم مرور 200 سنة أن نجعلكم متخلفين حضاريًا.

هل تعتقدين أن المرأة المصرية والعربية لها قضية ومشكلات تستدعي أن يكون لها جمعيات تدافع عنها؟ وما رأيك في الذين يرفعون شعارات حرية المرأة وقضايا المرأة في بلادنا؟

لعبة المرأة لعبة يلعبها الغرب وللأسف أكبر سلبية في بلادنا أننا ننساق وراء الغرب، ومأساتنا الحقيقية هي أننا لا نختار طريقًا واضحًا.

ولقد شاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للسكان الذي عقد في القاهرة ثم في مؤتمر المرأة في بكين ضمن وفد مصر وقدمت أبحاثًا وكتبت عن المؤتمرين ولكن للأسف الشديد ذبحت من أجل الذي قلته وكتبته، إنهم يريدون أن نردد ما نسمع كالببغاوات.

إن المرأة المصرية لو عندها مشكلات فهي من نوعية المشكلات العادية ولكن ليست لها قضية، فليست قضية أن أجعل المرأة تحكم أو لا تحكم.

إنهم في الغرب يشوهون الأمور ويشوهون الحقائق ويقولون إن الإسلام يهين المرأة والحقيقة أن المرأة لم يكرمها دين مثلما كرمها الإسلام، ويطالبون بمساواتها في الميراث بالرجل.

وأنا أقول بل النصف كثير على المرأة لأنها ليست ملزمة بأي إنفاق، الرجل هو الملزم بالإنفاق على زوجته وابنته وأمه وأخته، والمرأة تأخذ نصف الرجل لزينتها جاهزًا.

إن عيب رموز تحرير المرأة في بلادنا أنهم وضعوا أنفسهم في مواجهة الإسلام، إنهم في مؤتمر السكان في القاهرة وفي مؤتمر المرأة في بكين يريدون أن ينشروا الفواحش وأن يقولوا من أراد أن يصبح رجلاً فله ذلك ومن أراد أن يصبح امرأة فله ذلك وضرورة إباحة العلاقات الجنسية .. الخ. كل هذا ونحن نصفق ونؤيد ونشيد بالمؤتمرات، ومن ينطق بكلمة الحق يذبح كما فعلوا معي.

وحدات من الموساد وصلت دول اوروبية لاحباط مخططات استهداف سياح اسرائيليين

وحدات من الموساد وصلت دول اوروبية لاحباط مخططات استهداف سياح اسرائيليين

الت صحيفة “صنداي تايمز” اللندنية في عددها الصادر اليوم الاحد ان جهاز الموساد الاسرائيلي اوفد خلال الايام الاخيرة وحدات خاصة تابعة له الى بعض الدول الاوروبية لتعقب وكلاء ايرانيين واحباط مخططاتهم لاستهداف اسرائيليين في الخارج. 

واشارت الصحيفة بحسب ما ذكرت “الاذاعة العبرية” الى ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تخشى من ان يحاول الايرانيون استهداف الرياضيين الاسرائيليين الذين سيشاركون في اولمبياد لندن وذلك بعد مرور 40 عاما على مقتل 11 رياضيا اسرائيليا في الاعتداء الذي ارتكبه عناصر تنظيم ايلول الاسود الفلسطيني خلال دورة الالعاب الاولمبية في ميونيخ.

ما زالت مصر في خطر داهم

ما زالت مصر في خطر داهم

عبدالله خليل شبيب 

صراع بين اتجاهين متضادين
:
  لقد اتضحت الصورة في مصر المعمورة ..والتي كاد حسني وعصاباته أن يحولوها إلى  [ مخروبة ] .. ويريد [ خلفاؤهم وحلفاؤهم وفلولهم ] إكمال مهمة التخريب !
  واضح تماما أن هناك صراعا بين أغلبية الشعب ..- وفي مقدمته تجمعاته المنظمة من الإخوان والوطنيين المخلصين وحركة 6 إبريل ..وغيرهم .. ممن ثاروا على مفاسد العهد البائد ..- وبين أنصار ومخلفات ..وبقايا مؤسسات ذلك العهد..البغيض [ الكابوس ! ].. كمن يسمَّون الفلول  ومن بقايا المنتفعين من مخلفات الحزب الوثني ..وشلل الفاسدين والحاقدين ..ويتقدمهم – للأسف – بعض المؤسسات الموروثة من العهد البائد .. كما يسمى المحكمة الدستورية ..والمجلس العسكري ..= يطبل لهم ويزمر – ويهلل ويكبر – ويلمع ويبهر =    [ جوقة من الإعلاميين النابحين ] وبعض من يسمون أنفسهم بالليبراليين والنخب ..إلخ ممن لا تزال عظمات مبارك وصهاينته وآثارها في أفواههم ..! وفي جيوبهم!
من هم العابثون [ من خلف ستار] ؟! :
..  وللاختصار .. نعلم أن وراء كل الحركات المعارضة لرغبات الشعب .والمراوِغة في تحقيق طلباته من التحرر التام والديمقراطية الحقيقية –( إن صح التعبير)- دون أن يشطبها عميل في ثوب قاض أو غيره !-0.. وراء أؤلئك وأمثالهم .. يكمن المحركون الحقيقيون من وراء ستار ..هم الموساد وشركاؤه من المخابرات الأمريكية وأقرانها … أصحاب القرار الحقيقي منذ زمان!
.. ولا يقتصر هذا الأمر أو الوضع على مصر وحدها – بل معظم المنطقة – إن لم تكن كلها – خاضعة [ للريموت كونترول الموسادي ] الذي له القرار في النهاية … حيث أن الذين تواطأوا على تمزيق الخلافة ..وإسقاط سلطان الإسلام .. ثم زرعوا الكيان اليهودي في قلب الأمة لضمان تفرقها وتخلفها وتمزقها .. لم يغفلوا لحظة واحدة عن حراسة إنجازاتهم .. والحيلولة دون زعزعتها .. وقد رتبوا الوضع في المنطقة كلها ليدوم إلى الأبد – كما يتخيلون !
  حتى أحلام الشعوب وآمالها تربص بها المتربصون ..ورصدوها .. فلم نر في ما سمي ( ثورات الربيع العربي ) الهتافات موجهة لرأس الأفعى .. بل لذيولها الذين كانوا يتحكمون في الشعوب [ ببشاعة ] كالقذافي وزين العابدين وحسني ..وأمثالهم !
بل اضطرت الشعوب وثوراتها في كثير من الأحيان أن تخفي هويتها الحقيقية الغالبة  ( الإسلام ورفض الهيمنة الصهيونية والإمبريالية ) خوفا من تغول الإعلام المعادي وأتباعه- وجيوبه التي لا تزال ناشطة في مصر وغيرها نابحة بأعلى صوتها ب[ صوت سيده ]! ..وكذلك خشية تأليبه وتحريضه ضد الثورات واتهامها بالإرهاب وغيره لمحاولة القضاء عليها في مهدها ..!
لم نسمع نداءات واضحة ضد المهيمن الأمريكي وحلفه وضد الصهيونية [ العاملة بدأب في الظلام ] ومشروعها السرطاني في فلسطين وبعض أذرعتهم المهيمنة كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ..وكثير مما يسمى [ مؤسسات دولية وإنسانية وحضارية وديمقراطية ..إلخ]!
–      وحقا كما قال ولاحظ المفكر والبرفسور الكندي الواعي ( د. مايكل شوسودوفسكي ) – فيما نقلته عنه صحيفة (المجتمع ) من قبل .. ومما قال – بحق – L ( إن الطغاة لا يقررون شيئا وإنما ينفذون ..فهم مجرد [ دُمى سياسية]…ولقد كانت هناك [قوى أجنبية تعمل خلف الستار محجوبة عن الأبصار ]!..)
ويقول برفسور مايكل كذلك: (لم يظهر جليا ذلك النفوذ المهيمن لهذا الطاغية الذي كان يرى المتظاهرين ويسمعهم – هو وقبيله – من حيث لا يرونهم !) .. حيث أن هؤلاء المتآمرين هم من شياطين الإنس ..لهم الكثير من صفات إخوانهم أبالسة وشياطين الجن ..ولهم بهم صلات ..    ” شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ..” !
  ولقد استطاع [ المنفذون الحقيقيون ] – وكثيرا من الأحيان وراء ستار مؤسسات وبِنَى مشهودة [ وأشكال دول ونظم قائمة ] – وإن كانت في فاعليتها وهمية – ..استطاعوا أن يؤسسوا لأوضاع تتحكم بها القوى الخفية عن طريق أجهزة معظمها خفية – كأجهزة الاستخبارات وبعض الأجهزة الأمنية – والتي يسود عملها السرية والضبابية ..ولا تخضع لرقابة فعلية ..فتسرح وتمرح – كما تريد بحجج مختلفة كأمن الدولة وحماية النظام ..وغير ذلك ..ومن ورائها الموساد يلتقط ما تجمع له ويرجع لها الأوامر – بأشكال خفية لا يعلمها معظم العاملين في تلك الأجهزة والمتعاونين معهم – ولذا فقد يكون فيهم وطنيون وطيبون ومحترمون ..ولكنهم لا يعلمون من هو [معلمهم الأكبر ] ..ويظن بعضهم أنه يخدم الوطن والشعب وأمنهما !
( رئيس) بذراعين [ معاكسين ‍‍] للتعطيل والتفشيل  ..! :
.. وهذا يقودنا إلى الحديث عن أهم جهاز تنفيذي-  يحرك الأمور – من خلف ستار في مصر مثلا- جهاز أمن الدولة .. الذي لم يتغير فيه شيء يُذكر ..من العهد السابق – ..والذي كان يقوم بمهمات القمع والتعذيب ..المفضي أحيانا إلى الموت ..! ثم حرق الأدلة وطمسها خلال الفوضى الثورية .. وأضاع بذلك كل أو معظم دلائل جرائمه .وصلاته بالموساد والهيئات الأجنبية .. وبقي على حاله – وقد يلعب أحيانا [ أدوارا سلبية – كالتغاضي عن الجرائم والمخدرات ونحوها ] ليحرج النظام الجديد..ويثبت فشله ..
هذا الجهاز – هو المفروض فيه أن يكون اليد اليمنى للرئيس  .. ويده اليسرى القوات المسلحة !.. فهما [ ذراعا السلطة التنفيذية التي يرأسها رئيس الجمهورية ] فكم ترون أن الرئيس الجديد بإمكانه التحكم وإدارة – أو [ تحريك هذين الذراعين ؟]..!! ألا ترون أنهما في الحالة الحاضرة ..[ أشلّان = مشلولان ]؟ لا يستطيع الرئيس فعل شيء جوهري حيالهما .. بل يتعاليان فوق الرئيس ..ويريدان [ قلب الأوضاع بحيث يكون الرئيس مرؤوسا ..والمرؤوس رئيسا يتحكم في الرئيس الحقيقي ..- أوالظاهري – الذي انتخبة الشعب .. ليكون [ مجرد رمز ] وغطاء لهيمنة العسكر الممولين مما يعلمه الجميع ..والمسيرين كذلك  [ وبما أنفقوا من أموالهم ]!!! يعاونهم في ذلك ويغطيهم – شكليا وقانونيا – كما يخترعون ويزعمون – فلول قضائية من صنع العهد البائد تواطأت على محاربة الشعب .وتنغيص ثورته .. وتدمير ( أهم إنجازاته الديمقراطية : مجلس الشعب ..وربما – فيما بعد مجلس الشورى ..والهيئة التأسيسة للدستور وإنجازاتها.. إلخ) .. بحث تتبدد كل إنجازات الثورة الشعبية ..ويلتف حبل [ الدستورية والعسكري ] حول [ رقبة الرئيس المنتخب ] ويبطلون انتخابه .. لأنهم – لم يخجلوا أن يبطلوا أغلبية الشعب الساحقة .. وقد ينتهي به الأمر إلى العودة إلى السجن ..كما بدأ!! وتعود مصر إلى دوامة عملاء الموساد وأجهزته الدولية المساعدة ..والتي لم تتحرر من ربقتها كليا بعد !
[ المذبحة القضائية ] بدل المذابح القمعية !:
.. لقد رتب المتآمرون خططهم وحزموا أمرهم – مبكرا – ورسم لهم الموساد مهماتهم .. !
لقد حاولت السي آي إيه ..وأضرابها وعبيدها – من قبل ..منذ عهد الملكية وما بعده القضاء على الحركة الإسلامية بالعنف المفرط والظلم والظلام ..والافتراء والادعاء والتشويه والمتمويه ..إلخ ..ولكن كل ذلك لم يزد (الحركة الإسلامية ) إلا تجذرا وقوة وانتشارا …وكانت دماء شهدائها وقود عنفوانها وشموخها .. والآن يجرب المتآمرون وسائل أخرى ..من أهمها [ المذبحة القضائية ] على أيدي قضاة ومؤسسات آسنة .. ضالعة في المؤامرة ضد الشعب وثورته ..وضد الوطن وحريته وسلامته وأمنه الحقيقي ..!
.. فإذا أضفنا إلى هذا وذاك ..[ مؤامرة الميزانية ] التي عمل الجنزوري [ أحد أهم مخلفات مبارك ..والأذرع الفاعلة للشبكات الصهيونية والاستعمارية كالبنك الدولي وصندوق النقد ] .. قد تواطأ مع المجلس العسكري .. ليبقي ( دولة مرسي ) شبه مفلسة .. مما يدل على إحكام واستحكام المؤامرة .. لإفشال الرئيس .. وإظهار عجزه .. وبالتالي ..إظهار [فشل الإسلام ] – الذي يمثله – في معالجة مشاكل الشعب والبلاد ..وإثارة الناس على الإسلاميين ..- خصوصا وأن أصوات [ الأقليات والفلول المارقة المعادية للإسلام ] متمركزة في مواقع إعلامية وغير إعلامية مهمة ومؤثرة ..وصوتها عال !

كنز بدل [ كنز]..!
  لا شك أن الرئيس المنتخب شعبيا ( النسبة الحقيقية فوق 75% ) ولا يمكن أن يرقى أمثال شفيق للقرب من نسبة مرسي – كما أوهموا الناس .. هذا الرئيس بسلوكه الفريد .. ونهجه المبتكر .. وقربه من الشعب .. مما أحرج كثيرين ..وناقض جميع أسلافه [ الفراعنة والمتفرعنين ]  يمثل ( كنزا ) لمصر والمصريين .. يجب أن يتمسكوا به ولا يفرطوا فيه ..لأنه لو ضاع منهم فلن يُسمح بتكراره !..وهو كنز لجميع أمة العرب ولكثير من المسلمين ..حيث كانت أصداء نجاحه ورئاسته إيجابية ومريحة لدى كافة الشعوب العربية والإسلامية ..
.. هذا ( الكنز المصري العربي ) يقابل ..ويرث [ الكنز الاستراتيجي الإسرائيلي ] كما اشتهر  [حسني مبارك ] بذلك [الوسام ]الذي قلده إياه أحد كبار الإرهابيين الصهاينة .. والذي تبين أنه كان يطير في كثير من الأيام من شرم الشيخ  ليذهب لتل أبيب للعشاء مع شارون..وكان يشعر بالأمان في جوار الصهاينة وحمايتهم !!
فهل يستوي الكنزان ؟ .. وهل اتضح الفارق بين من يعملون على إعادة أو إدامة عهود الفساد …ومن يريدون تحرر ومصلحة الشعب والبلاد ؟!
قصور ثوري سبب تمكن الفساد وتأخر نتائج الثورة:
.. ربما كان قد فات الثورة والثوار – وخصوصا المنظمين منهم من وراء ستار .. أن يختاروا منهم ( مجلسا ثوريا أعلى ) يفوضه الشعب في كافة الشؤون..ولا يبرم أمر دونه – يكتسب الشرعية الثورية الشعبية العليا – مع اعتبار بطلان كل آثار العهد البائد – إلا ما يقره المجلس الثوري! ..ويتحكم في القرارات المهمة – جماعيا – نيابة عن مؤسسة الرئاسة – وأجهزة الدولة االمهنارة والتي ثار عليها الشعب وعلى كل مظاهرها الفاسدة والمرفوضة ..يمارس ذلك المجلس المؤقت الأعلى تلك المهمات إلى أن ترسخ الدولة شعبيا وتنتخب أجهزتها بحرية ..وتُطهر أهم مكامن الفساد والخلل ..!! حتى ترسخ – وكان يمكن أن يرتب حراسة الوثائق والمواقعالحساسة ..والحيلولة دون طمس الأدلة وتهريب كثير من الأموال –وهما المهمتان الرئيستان اللتان تكفل بهما [ شفيق الهارب ] خلال وزارته التآمرية الانتقالية .. ! 
.. ونذكر أنه حينما اختلف [ البرلمان المنتخب شعبيا والمشطوب موساديا ] مع الحكومة هدد رئيسها بحل البرلمان ..؟ ..ثم كانت [ لعبة الدستورية ] المؤسسة المباركية البائدة – الثانية – المسلطة على رقاب الشعب وإنجازاته الديمقراطية والثورية ..!!
( فذوقوا ما كنتم تكسبون )!!
أمثلة من [ الزنبركات] التي تحتاج لدوس دائم فلا تفلت من تحت الأحذية‍!.. لئلا تتطاول على [ اسيادها ] وتؤذي الآخرين !!:
.. سبق أن ذكرنا – في مقال سابق – عن نماذج من [ المتطاولين ] .. والذين – اعتادوا على العبودية والنفاق وغرهم تواضع الرئيس الجديد فسخروا به واقتحمته أعينهم ..أن هناك  [ نماذج ] – كما علَّمَنا المصريون … مثل [الزنبرك :الياي – بالمصرية ] .. لا يهدأ إلا وهو [ تحت الأحذية  مدعوسا عليه ].. فإذا رفعت عنه حذاءك نثر وثار في وجهك .. وربما آذاك !
..وهذه بعض نماذج من [تلك الزنبركات أواليايات ] وما أكثرها ..!
نعرض فيما يلي نماذج من المتطاولين على المقامات العليا ..والذين لم يكن أحد منهم يستطيع التنفس في عهد [ البقرة الضاحكة أو الثور الساقط]..وكانوا ينافقون ويلعقون أحذية عبيد الموساد ..!
..وإليكم بعض العناوين والنماذج ..وما أكثرها ..!:
(الرئيس الخادم : خادم أمريكا وقطر …. الفاشي فى قصر الرئاسة ) : كان العنوان الصارخ لجريدة الفجر التابعة لعادل حمودة .
(الرئيس الفضيحة) عنوان جريدة الموجز التابعه لياسر بركات .
شائعات لا تتوقف فى برامج توفيق عكاشه ولميس الحديدي ووائل الإبراشي .
فى تليفزيون اللواء أحمد انيس (تلميذ صفوت الشريف ) :
مذيع بقناة النيل للأخبار ـ مرشح سابق فى انتخابات الشعب بمدينة طنطا ـ  لم ير فى خطاب الرئاسه سوى عيوب وأخطاء واختار ضيوفه ( بعناية ) ليتحدثوا فقط عن السلبيات
.مذيع بالقناة الأولى ، كان يرتعد حينما يسمع اسم مبارك ، يتحدث عن الرئيس بـ (مرسي) فقط .
إهانات وأكاذيب وسب وقذف للرئيس الجديد فى الصحف المرتبطة بالأجهزة الأمنية ، والمرشح الخاسر أحمد شفيق ، وسط مطالبات بتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي وإيقاف آلة الارتزاق الإعلامي عن الدوران يقف مجلس الشورى عاجزاً أمامها .
.. وعنوان أحد  الكلاب النابحة ..: (الرئيس الطرطور )…!!!
.. ولا ننسى بالطبع شيخ المنافقين المفترين الحاقدين عميل القذافي اليهودي [ مصطفى بكري ]..إلخ
ألا يحتاج أمثال هؤلاء إلى [ فرعون ] يلقنهم كما  – اعتادوا – وكانوا يلقنونهم  من قبل 🙁 ما أريكم إلا ما أرى ) !
ومن خالف رؤيتي .. قذفته [ خلف الشمس والقمر أيضا !!]؟

انفجار عنيف يهز مدينة بيدوا وأوباما يحظر واردات الفحم من الصومال

انفجار عنيف يهز مدينة بيدوا وأوباما يحظر واردات الفحم من الصومال

هز انفجار كبير الليلة الماضية مدينة بيدوا مركز محافظة باي جنوب غرب الصومال ما ادى الى اصابة جنود من القوات الصومالية.
وقال شهود عيان إن الانفجار استهدف عناصر من القوات الحكومية التي كانت متواجدة في منزل لهم داخل مدينة بيدوا.
واضاف شهود عيان قائلا” إن الانفجار أدى إلى سقوط قتلي وجرحى من القوات الصومالية مضيفا “أن القتلى يبلغ عددهم حوالي خمسة أشخاص . ”
وأطلقت عناصر من القوات الصومالية النار على الهواء إثر وقوع الانفجار كما قامت عمليات تفتيش بالمنازل القريبة بالمكان حسبما ذكره الشهود في مدينة بيدوا.
وتفيد آخر الأنباء الواردة من مدينة بيدوا أن القوات الصومالية بدأت صباح اليوم بعمليات أمنية واسعة بحثا عن منفذي الانفجار.
و تشهد المدينة في الوقت الحالي هدوءا نسبيا و لم تصدر حتى الآن تصريحات من قبل القوات الصومالية المستهدفة بالانفجار.
على صعيد آخر أوقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، عمليات استيراد الفحم من دولة الصومال على خلفية تقارير صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تشير إلى استخدام أموال تصدير الفحم في دعم وتمويل “حركة الشباب” الإسلامية .
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، فيكتوريا نولاند، في بيان “وقف عمليات شراء الفحم الصومالي سيضع العديد من الضغوطات على جماعة الشباب التي تعتمد بشكل كبير على الدخل الآتي من تصدير الفحم.”
وأضافت نولاند في البيان “عمليات إنتاج الفحم في الصومال كان لها آثار سلبية كبيرة على البيئة، والتي أثرت على الأزمات الإنسانية التي تمر بها الدولة.”
وجاء في البيان على لسان نولاند قولها: “أن حركة الشباب لا تزال تعتبر من أبرز الأسباب لعدم وجود الأمن والسلام في الصومال، من خلال تصديها للمساعدات الإنسانية العاجلة التي أرسلت لإنقاذ العديد ممن هم بأمس الحاجة لهذه المساعدات.
يذكر أن حركة الشباب تتركز في المناطق الجنوبية من الصومال، حيث أعلنت تأييدها لتنظيم القاعدة في وقت سابق من العام الجاري، بالإضافة إلى ولائها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

نفوذ إيران في اليمن يثير قلقاً متنامياً

نفوذ إيران في اليمن يثير قلقاً متنامياً

أماط إعلان الحكومة اليمنية القبض على خلية تجسس إيرانية اللثام عن جزء من الأنشطة الإيرانية الواسعة داخل الأوساط السياسية والاجتماعية في اليمن، على ما يرى مراقبون منذ عدة اعوام، تمكنت خلالها طهران من استقطاب سياسيين كبار، فضلاً عن تمددها داخل الجماعات الحزبية والمذهبية .
وربط مراقبون بين النفوذ الإيراني وقيام الثورة في طهران مطلع الثمانينات. إذ اعتبرت الجماعات الشيعية حينها ذلك عاملا مساعدا على النهوض بعد أن أودت ثورة سبتمبر 1962 بنظام حكم الأئمة الزيديين. بيد أن التأثير الإيراني في الشأن السياسي والاجتماعي ظل متواضعا إلى ما بعد وحدة شطري اليمن.
توسّع النفوذ
وتوسع النفوذ مع فشل نظام علي عبدالله صالح في الحفاظ على النصر الذي حققه على الحوثيين العام 2004 ومعالجة آثار تلك الحرب اجتماعياً وسياسياً وتزايد الحديث عن تحوّل المواجهات في صعدة إلى حرب لتصفية قوات اللواء علي محسن الأحمر الذي كان الذراع الطولى لنظام صالح من أجل نجل الرئيس العميد أحمد الذي يقود قوات الحرس الجمهوري وكان يجري تأهيله لوراثة الحكم، لتدخل مؤسسات دينية إيرانية وشرعية في المنطقة على خط المواجهة.
كما تم اتهام صالح، المثار بشأنه جدل عن استدعاء إيران إلى شمال البلاد وإقحامها في الحروب المتواصلة في صعدة، بالعمل على ابتزاز الولايات المتحدة من خلال التغاضي عن توسع النفوذ الإيراني، والذي ازداد مع الثورة الشعبية على نظام حكمه العام الماضي. إذ وجدت طهران في حاجة ناشطين وبرلمانيين يمنيين للدعم المادي منفذا مكّنها من بناء قواعد سياسية وفكرية في مناطق ظلّت طوال التاريخ خارج نفوذ وتأثير الفكر الشيعي مثل محافظة تعز وريمة وأب وعدن وشبوة.
وعملت طهران طوال العام الماضي على توثيق علاقتها بنائب الرئيس السابق علي سالم البيض المطالب صراحة بانفصال الجنوب، بعد رفض كل البلدان العربية استقباله أو مساندة دعوته. ففتحت له أبواب العاصمة اللبنانية وأقيم مكتب دائم هناك وفتح مكتب لقناة «عدن لايف» الفضائية التي يمتلكها، فضلاً عن وجود مساندين لإيران في الداخل كالبرلمان وقيادات في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام صالح.
مخاوف الساسة
وفي وقت يبرر الكثير من الساسة اليمنيين الموقف المرتبط بإيران بما يسمونه «الحاجة لمواجهة قوة ونفوذ الولايات المتحدة التي دعمت المبادرة الخليجية بشأن نقل السلطة في اليمن»، معتبرين أن الخطة «ستعيد إنتاج النظام الذي ثار عليه الناس»، يرفض آخرون هذه التبريرات ويصفونها بـ«امتداد للصراع الذي كان قائماً بين قوى اليسار والحداثة وبين الإخوان المسلمين الذين يرتبطون بتحالف وثيق مع نظام الحكم السابق والجماعات القبلية والعسكرية التي تعارض كل مشاريع ورؤى بناء دولة عصرية».
 
تذمر يمني
ولعل طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والذي يتمتع بمصداقية كبيرة، من إيران وقف تدخلاتها في الشأن اليمني، يعكس وإلى حد بعيد أن صنعاء ضاقت ذرعاً من تمدد النفوذ الإيراني، وما بات يمثله من تهديد على استقرار ووحدة اليمن، لاسيما بعد الحديث عن تدريب العشرات من المسلحين المطالبين بانفصال الجنوب في لبنان على يد عناصر من حزب الله وتوسّع قبضة الحوثيين وسيطرتهم على محافظة صعدة بشكل كامل وأجزاء من محافظة الجوف وعمران وحجة ودخول تجمع الإصلاح الإسلامي والسلفيين في مواجهة عسكرية وإعلامية مع الحوثيين .
تعدد الصراعات
يبقى الباب مفتوح على صراعات متعددة في اليمن، سواء كانت مع حركة الجنوب الانفصالية أو الصراع المذهبي في الشمال، لاسيما وسط تأكيد الفصيل الذي يقوده علي سالم البيض أنه سيستخدم كل الوسائل لتحقيق الانفصال، ومؤشرات تدلل على أن تجمع الاصلاح سيفوز في الانتخابات النيابية المقبلة.

الاخوان والسلفيين يتعهدون بمقاومة ضغوط العسكري من أجل وضع خاص في الدستور

الاخوان والسلفيين يتعهدون بمقاومة الضغوط

ويؤكدون :عودة وثيقة السلمي علي رقابنا

يمارس المجلس العسكرى ضغوطاً ويحاول مقايضة جماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة للموافقة على هذا الوضع السياسى المميز للجيش وعدم تدخل القيادة السياسية فى شئون الجيش ومؤسسته، وذلك مقابل عدم حل الجمعية التأسيسية والتلويح بقدرته على تشكيل تأسيسية جديدة تؤمن له هذا الوضع فى حال عدم دعم الجماعة لتصور ممثل المؤسسة العسكرية فى الجمعية التأسيسية اللواء ممدوح شاهين.

وكشفت مصادر مطلعة، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يمارس ضغوطًا مكثفة على جماعة “الإخوان المسلمين” بغرض تمرير بنود فى الدستور الجديد تؤمن وضعًا خاصًا له فى الدستور يعيد للأذهان المادتين 9 و10 من “وثيقة السلمى”، التى تعطى الجيش وضعًا سياسيًا وحقوقًا فى الانقلاب على رئيس منتخب فى حال إقدامه على مخالفة الدستور.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن “الإخوان” لا تنوى تقديم تنازلات للعسكرى فى هذا الإطار مدعومة بتأييد كثير من القوى السياسية الإسلامية والليبرالية، ومن بينها “الدعوة السلفية” و”الجماعة الإسلامية” وحركة “6إبريل” والقوى الثورية الأخرى، التى ترى أن “وثيقة السلمى” سقطت فى 19 نوفمبر الماضى بشكل يمنع إعادة مناقشتها مرة أخرى.
من جانبه، رفض المهندس على عبد الفتاح ـ القيادى الإخواني البارز ـ إعطاء أى وضع مميز للجيش فى الدستور، معتبرًا أن محاولة تحويل المؤسسة العسكرية إلى دولة داخل الدولة أمر غير مقبول جملة وتفصيلاً، على الرغم من إشارته إلى أن جماعة “الإخوان” ترى إمكانية مناقشة أوضاع الجيش فى لجنة محددة داخل البرلمان حفاظًا على السرية والطابع الخاص للمؤسسة العسكرية.
بدوره، أبدى حزب “النور” على لسان المتحدث باسمه محمد نور، أى وضع استثنائى للجيش فى الدستور أو النص على أنه حامى الدستور أو الحاكم بين السلطات، أو بقاؤه جزيرة منعزلة داخل الدولة لا تخضع لأى نوع من الرقابة أو يؤمن أدوارًا سياسية، مشيرًا إلى أن دور الجيش الأساسى هو حماية حدود الدولة ودحر أى عدوان خارجى.
وأبدي نور رفضًا لأى محاولة لإعادة ضخ الدماء فى عروق “وثيقة السلمى” تحت أى اسم أو العمل على استغلال الصعوبات التى تواجه الجمعية التأسيسية لفرض بنود معينة على الشعب الذى سبق وأعلن رفضه لها فى مليونية الـ 19من نوفمبر الماضى وما تلاها من أحداث محمد محمود.

حقيقة مذهلة .. الاذان 24 ساعة لا ينقطع ومكة قلب الارض

حقيقة مذهلة .. الاذان 24 ساعة لا ينقطع ومكة قلب الارض

يوم بعد يوم تثبت عظمة الخالق سبحانه و تعالى في شئون خلقه ، وبين أيدينا في هذا التقرير واقعتين تبرهنان على أن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب ما قبله من ديانات ويختم رسالة المولى سبحانه وتعالى لأهل الأرض .
حيث توصل باحث في علوم الرياضيات بدولة الامارات العربية المتحدة لمعادلة حسابية عبقرية تؤكد اعجاز الخالق عز وجل في اعلاء نداء الحق “صوت الآذان” طوال الـ 24 ساعة يوميا وقال الباحث في دراسته “أن الآذان الذي هو دعاء الإسلام إلى عبادة الصلاة لا ينقطع عن الكرة الأرضية كلها أبدا على مدار الساعة ، فماان ينتهي في منطقة حتى ينطلق في الأخرى !!!
وشرح الباحث عبد الحميد الفاضل فكرته بشرحه كيف أن الكرة الأرضية تنقسم إلى 360 خطا تحدد الزمن في كل منطقة منها، يفصل كل خط طول عن الخط الذي يليه أربع دقائق بالضبط، والأصل في الآذان أن ينطلق في موعده المحدد، ويفترض أن يؤديه المؤذن أداء حسنا يستمر أربع دقائق من الزمن .
ولتقريب الصورة أكثر فاذا افترضنا ان الآذان انطلق الآن في المنطقة الواقعة عند خط الطول واحد، واستمر أربع دقائق، وانتهت الأربع دقائق فانه سينطلق في المنطقة الواقعة عند الخط اثنين، وعندما ينتهى سينطلق في الخط الثالث ثم الرابع وهكذا لا ينقطع الآذان طوال اليوم عن الكرة الأرضية، فما أن يتوقف هنا، إلا وينطلق هناك، لا يتوقف طوال 1440 دقيقة تمثل 24 ساعة هي اليوم الكامل من حياة أرضنا، ويمكن الـتأكد بعملية حسابية صغيرة:
4×360 (خط طول) =1440 دقيقة

1440 على 60(دقيقة) =24 ساعة
ومنذ فترة قريبة ظهر اكتشاف علمي جديد كان يشغل العلماء يؤكد انه يمكن أيضا عن طريق دراسة خطوط الطول ودوائر العرض اثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم ، وهذه الحقيقة الجديدة استغرقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها ، واعتمدت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقدة استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي .
ويروي العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين قصة الاكتشاف المدهش فيذكر أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماما ، حيث كان يجري بحثا ليجد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم ، على معرفة وتحديد مكان القبلة ، لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة ، أو يكون في بلاد غريبة ، كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج ، لذلك فكر الباحث في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس ، ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته .
فقد وجد العالم المصري أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم .. وأمسك بيده (برجلا ) وضع طرفه على مدينة مكة ، ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعا منتظما .. ووجد مكة – في هذه الحالة – هي مركز الأرض اليابسة . وأعد خريطة العالم القديم قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا – وكرر المحاولة فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضا مركز الأرض اليابسة ، حتى بالنسبة للعالم القديم يوم بدأت الدعوة للإسلام .
ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين : لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض ، عن مدينة مكة ، ثم وصلت بين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول ودوائر العرض بالنسبة لمدينة مكة ، وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط ، واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة ، بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة ، وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي لرسم خطوط الطول ودوائر العرض ، لهذا الإسقاط الجديد .. وبالصدفة وحدها اكتشفت أنني أستطيع أن أرسم دائرة يكون مركزها مدينة مكة وحدودها خارج القارات الأرضية الست ، ويكون محيط هذه الدائرة يدور مع حدود القارات الخارجية .
مكة إذن – بتقدير الله – هي قلب الأرض ، وهي بعض ما عبر عنه العلم في اكتشاف العلماء بأنه مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي ، يوائمه ظاهرة عجيبة يتذوقها كل من زار مكة حاجا أم معتمرا بقلب منيب ، فهو يحس أنه ينجذب فطريا إلى كل ما فيها .. أرضها .. وجبالها وكل ركن فيها .. حتى ليكاد لو استطاع أن يذوب في كيانها مندمجا بقلبه وقالبه .. وهذا إحساس مستمر منذ بدء الوجود الأرضي .. والأرض شأنها شأن أي كوكب آخر تتبادل مع الكواكب والنجوم قوة جذب تصدر من باطنها .
وهذا الباطن يتركز في مركزها و يصدر منه ما يمكن أن نسميه إشعاعا .. ونقطة الالتقاء الباطنية هي التي وصل إليها عالم أمريكي في علم الجغرافيا بتحقيق وجودها وموقعها جغرافيا ، وهو غير مدفوع لذلك بعقيدة دينية ، فقد قام في معمله بنشاط كبير مواصلا ليله بنهاره وأمامه خرائط الأرض وغيرها من الآت وأدوات فإذا به يكتشف – عن غير قصد – أن مركز تلاقي الإشعاعات الكونية هو مكة .
ومن هنا تظهر حكمة الحديث الشريف المبنية على قول الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) ومن ثم يمكن التعرف على الحكمة الإلهية في اختيار مكة بالذات ليكون فيها بيت الله الحرام ، واختيار مكة بالذات لتكون نواة لنشر رسالة الإسلام للعالم كله .. وفي ذلك من الإعجاز العلمي في الحديث الذي أظهر أفضلية مكانها عن سائر البقاع

شفيق استقر فى باريس ولم يتلق تهديدات بالاغتيال وخروجه من مصر صفقة

شفيق استقر فى باريس ولم يتلق تهديدات بالاغتيال وخروجه من مصر صفقة

الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء الاسبق والمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية سافر من الامارات الى فرنسا منذ اربعة ايام ليستقر فى منزله الكائن فى باريس ، ولم يحضر جنازة صديقه عمر سليمان .
ووفقا لمصدر مطلع فى حملة شفيق فان الفريق قرر تصفية جميع اعماله فى مصر والاستقرار فى فرنسا وقد طلب من بناته الذهاب اليه والاستقرار معه على ان يأتى ازواجهم كل فترة.
واشار المصدر ان الفريق شفيق كلف محامية بتصفيه اعماله وتحويل باقى امواله الموجودة فى بعض البنوك المصرية الى احد البنوك الفرنسية.
ومن جهة اخرى ، اكد مصدر سيادى سابق ان احمد شفيق لم يتلق تهديدات بالقتل كما ذكرت بعض وسائل الاعلام ولكن هناك اتفاقا جرى على ان يترك القاهرة الى حين استقرار الاوضاع السياسية وعدم مطالبة البعض بمحاسبتة قانونيا على بعض التهم الموجهة الية لذا تم تسريب انة سيستقر بالخارج لانه مستهدف.
واضاف ان الشخصيات المستهدفة لايتم الاعلان عنها ويتم التحرك وفقا لخطط امنية لان غرض الاغتيال الوصول الى الهدف حتى اذا كان فى بلاد خارج الوطن وكل ماحدث مع احمد شفيق هو بناء على صفقة سيتم كشفها فى الوقت المناسب.

كيفية تعليم الأطفال الصيام في شهر رمضان

طرق تعليم الطفل الصيام

كيفية تعليم الأطفال الصيام في شهر رمضان

شبكة المرصد الإخبارية

دلشاد تبلغ من العمر 7 سنوات وهي سعيدة لأنها صامت أول يوم في رمضان في حياتها كاملاً وخاضت تجربة الصيام لتتفوق على نفسها وعلى من في سنها ، ومع أنه ليس مفروضاً عليها الصيام بعد إلا أنها تتدرب وحاولت ونجحت ، لذا تننقل تجربتها لغيرها ليستفيد من تجربتها ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة . . وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
ولقد سن الإسلام للدعاة والمربين طرقاً لتحبيب الناس في الدين وحملهم على أوامره ونواهيه برفق ولين، وتشمل هذه الطرق الكبار والصغار على السواء.
ومن هذه الطرق الثلاثة:
الترغيب والترهيب، أو التوجيه والإرشاد التربوي.
التشجيع والتعاون، أو التدريب بالمشاركة.
المكافأة والثواب، أو التعزيز الإيجابي.
فأما الترغيب والترهيب فالمقصود به إفهام الصبي أن الصوم فريضة كتبها الله علينا كما كتبها على الأمم من قبلنا وأنها ركن من إركان الإسلام الخمسة وأن عليه أن يشرع في التدرب على أدائها متى أطاق ذلك.
ومع بيان الحكم الشرعي للصوم تظهر حكمته التشريعية والمنافع التي تحصل للصائم من صومه وهو مجال واسع للإقناع والتوضيح.
وأما التشجيع والتعاون فالمقصود به إغراء الصبي بالصوم. فاذا اختار يوماً لذلك أيقظته العائلة للسحور وشجعته طيلة اليوم على إتمام الصوم فإذا اشتد عليه شغلته بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل والشرب إلى أن يحين موعد الإفطار.
وقد ثبت في الحديث أن نساء الصحابة كن يصوّمن صغارهن فإذا بكوا من الجوع صنعن لهم اللعب من الصوف يتلهون بها حتى يحين أذان المغرب.
وأما المكافأة والثواب فالمقصود بها ما يكافأ به الطفل بعد صيامه لأول يوم أو لأول شهر، وقد تكون المكافأة هدية معنوية مثل الدعاء له والتنويه به على ملأ من أقرانه أو في حضرة الكبار من أسرته.
وهذا أفضل من ضربه إذا امتنع عن الصوم مادام في الأمر فسحة لتشجيعه من جديد وتذكيره بفعل أقرانه وتقديم وعد بهدية تهدى له..
مع ضرورة أن نعرف إن الطفل في سن سبع سنوات هو سن بداية الإدراك الحقيقي للابن ، فالابن بهذا العمر يبدأ يشعر بأنه كبير مثل الأب ويرغب في تقليده بكل شيء، فلماذا لا نبدأ معه بتعليمه الصيام، وأنه فرض على المسلمين ،وأنه فرض على كل شخص بالغ كبير ينعم بصحة جيدة، ونشجعه ببعض الكلمات الطيبة أو الجوائز والهدايا، ونلهيه باللعب، حتى يتدرب الصغار على الصيام، وعلى فعل الخيرات
فلقد نصحت الدكتورة “سحر خيري” استشاري طب الأطفال بالمعهد القومي للتغذية في مصر، بتعويد الأطفال على منذ الصغر وأن يكون هذا الصيام بالتدريج، فتقول في هذا:ففي سن السابعة يمنع الطفل من الطعام والشراب لمدة 3 ساعات من العصر وحتى غروب الشمس ويتم ذلك مرتين في الأسبوع.
وعند وصول الطفل سن التاسعة: يمكن أن يصوم من الصباح وحتى آذان العصر ويكون ذلك يوماً بعد يوم.
وفى سن العاشرة: يدرب الطفل على صيام 3 أيام كل أسبوع صيام كامل حتى المغرب، وفى العام التالي يكون الطفل قادر على صيام الشهر الكريم.
كما ذكرت الدكتورة ” سحر خيرى”:يجب تعجيل الإفطار للطفل مع تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل.فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزال أمتي بخير ما عجّلوا الإفطار وأخّروا السحور) رواه أحمد ويجب عدم تقديم أطباق كثيرة للطفل على مائدة الإفطار، حتى لا يصاب بالتخمة وينتابه شعور بالكسل، مع الاعتدال في استهلاك السكريات المركزة، ويجب أن تحتوي وجبة الإفطار للطفل على نسبة عالية من الكربوهيدرات لتزويد جسم الطفل الطاقة لكي تساعده على التحصيل الدراسي الجيد، وأيضا البروتينات لأنها مهمة لبناء عضلات وتحميه من إصابة بوهن العضلات بعد طول فترة الصيام، ويستحب استخدام الدهون غير المشبعة في طعام ولا تنسى السلطة الخضراء على الإفطار.
أما الحلويات فيمكن تقديمها للطفل بعد 4 ساعات من تناول وجبة الإفطار، ويحبذ وضع المكسرات عليها خصوصاً إذا كان الطفل نحيفا، لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات.
أما وجبة السحور: فهي مهمة ويمكن أن تحتوى على البيض مثلا أو الفول مع السلطة الخضراء بالإضافة إلى ملعقتي عسل.
بعض الإرشادات للأمهات لتعليم الابن الصيام :
1 – عندما نعلم الابن الصيام عدة ساعات بالنهار وذلك حسب مقدرته، سيكون سعيد جداً بها ويذكر ذلك أمام أصدقاءه، ويقول: لقد صمت اليوم إلى الظهر. ويقول الآخر: وأنا صمت للعصر مثلاً ، وبذلك يحدث تنافس جميل بين الأبناء وأصدقائهم من نفس المرحلة العمرية.
2 – مشاركة الابن لنا في إعداد طعام الإفطار كترتيب المائدة، وذكر أن هذا العمل البسيط له عظيم الأجر عند الله سبحانه وتعالى .
3 – المصروف المدرسي هام جداً للابن لذلك علينا إعطاؤه له أيضاً في رمضان، كما نشجعه على التصدق بجزء منه للفقراء، ونشرح له الأجر الكبير الذي سيعود عليه من هذا التصدق، مثل أن من نتيجة هذا أنه سيكون له قصر كبير بالجنة ينعم به في الآخرة.
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:” ‏أجود الناس وكان أجودما يكون في رمضان حين يلقاه ‏ ‏جبريل،‏ ‏وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسهالقرآن فرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم،‏ ‏أجود بالخير من الريح ‏ ‏المرسلة” رواه البخاري.
4- من الأمور المحببة في الإسلام الحفاظ على نظافة الفم وبالأخص فم الصائم لذلك علينا شراء سواك له وتعويده على استعماله.
5 – اصطحاب الابن معنا لصلاة التراويح: شيء مهم جداً، وذلك لتعويده منذ الصغر على صلاة التراويح، وأهميتها، وأننا نهرول بعد الإفطار لنذهب ونصلي بالمسجد جميعا ً أي الأسرة صلاة التراويح ، مع مراعاة حقوق المصلين الآخرين من عدم إيذاؤه لهم من لعب وتشويش حتى يثاب بالأجر الكبير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قام رمضانا إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
6 – أفضل الأوقات على الإطلاق هو رمضان لتعليم الابن قراءة القرآن، قال الله تعالى:” شَهرُ رَمَضَانَ الَّذي أُنزِلَ فيه القُرآنُ هُدىً للنَّاسِ وبَيِّناتٍ من الهُدى والفُرقانِ” سورة البقرة، والاستمرار على ورد يومي ولو يسير، حتى لا يمل وينقطع عن هذه العادة ، فصفحة أو اثنان كفيلان بتعويده على قراءة القرآن، والاستمرار على هذه العادة بعد رمضان وفي هذا يقول :عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ): الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام: أي رب ، منعته الطعاموالشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ،فيشفعان ) رواه أحمد.
7 – وبالطبع لا تخلو المنازل من مشاجرات ومشاحنات بين الأبناء على الألعاب وغيرها، لذلك علينا استثمار فرصة رمضان وتمرينهم على التحلي بأخلاقيات الإسلام الحميدة، وأن هذه المشاجرات من الشيطان، والشياطين مغلغلة الآن في السماء، إذن فهذه التصرفات منهم هم أنفسهم فهل هم أبناء ذوو أخلاق حسنة أم ماذا ؟
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة ، وغُلّقت أبواب النار ، وصُفّدت الشياطين ) رواه مسلم .
كيف يتعلم الأطفال الصيام ؟
ماهو السن الذي يجب على الأطفال الصيام فيه ؟ وكيف نشجعهم على الصيام والصلاة في المسجد وخاصة صلاة التراويح ؟ وهل توجد أفكار دينية بسيطة لشغل أوقات فراغ الأطفال في رمضان ؟.
أولاً :
لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يبلغ ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ) رواه أبو داود (4399) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ومع ذلك ، فينبغي أمر الصبي بالصيام حتى يعتاده ، ولأنه يكتب له الأعمال الصالحة التي يفعلها .
والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام ، وهو يختلف باختلاف بنية الولد ، وقد حدَّه بعض العلماء بسن العاشرة .
قال الخرقي :
” وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أُخِذَ به ” .
قال ابن قدامة :” يعني : أنه يُلزم الصيام ، يؤمر به ، ويضرب على تركه ، ليتمرن عليه ويتعوده ، كما يُلزم بالصلاة ويؤمر بها ، وممن ذهب إلى أنه يؤمر بالصيام إذا أطاقه : عطاء والحسن وابن سيرين والزهري وقتادة والشافعي .
وقال الأوزاعي : إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعا لا يخور فيهن ولا يضعف حُمِّلَ صومَ شهر رمضان ، وقال إسحاق : إذا بلغ ثنتي عشرة أحب أن يكلف الصوم للعادة .
واعتباره بالعشر أولى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالضرب على الصلاة عندها ، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب إحداهما من الأخرى ، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام ، إلا أن الصوم أشق فاعتبرت له الطاقة ، لأنه قد يطيق الصلاة من لا يطيقه ” انتهى . ” المغني ” (4/412) .
وقد كان هذا هو هدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع أولادهم ، يأمرون من يطيق منهم بالصيام فإذا بكى أحدهم من الجوع دُفع إليه اللعب يتلهى بها ، ولا يجوز الإصرار عليهم بالصيام إذا كان يضرهم بسبب ضعف بنيتهم أو مرضهم .
قال الشيخ ابن عثيمين :
” والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده ، فيسهل عليه بعد البلوغ ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم – وهم خير هذه الأمة – يصوِّمون أولادهم وهم صغار ” انتهى . ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” ( 19 / 28 ، 29 )
وسئل الشيخ رحمه الله تعالى :
طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته ، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر ؟ فأجاب :
” إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُصوِّمون أولادهم ، حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها ، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه ، ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة ، فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم ” انتهى . ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” (19/83) .
ثانياً :
يمكن للوالدين تشجيع أولادهم على الصيام بإعطائهم هدية في كل يوم ، أو بتذكية
روح المنافسة بينهم وبين أقرانهم أو من هو دون سنهم ، ويمكن تشجيعهم على الصلاة بأخذهم إلى المساجد للصلاة فيها ، وبخاصة إذاخرجوا مع الأب وصلوا في مساجد متفرقة في كل يوم .
وكذلك يمكن تشجيعهم بمكافأتهم على ذلك ، سواء كانت المكافأة بالثناء عليهم ومدحهم ، أو بإخراجهم للتنزه أحياناً ، أو شراء ما يحبون ……… ونحو ذلك .
وللأسف يوجد تقصير عظيم من بعض الآباء والأمهات تجاه أولادهم في هذا التشجيع ، بل تجد في بعض الأحيان الصد عن هذه العبادات ، ويظن بعض هؤلاء الآباء والأمهات أن الرحمة والشفقة تقتضي عدم تصويمهم أو عدم قيام أبنائهم للصلاة ، وهذا خطأ محض من حيث الشرع ، ومن حيث التربية .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
” أوجب الله الصيام أداء على كل مسلم مكلف قادر مقيم ، فأما الصغير الذي لم يبلغ فإن الصيام لا يجب عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رفع القلم عن ثلاثة : وذكر : الصبي حتى يبلغ ) ، ولكن يجب على وليه أن يأمره بالصيام إذا بلغ حدّاً يطيق الصيام فيه ؛ لأن ذلك من تأديبه وتمرينه على فعل أركان الإسلام ، ونرى بعض الناس ربما يترك أولاده فلا يأمرهم بصلاة ولا صوم وهذا غلط ، فإنه مسؤول عن ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى ، وهم يزعمون أنهم لا يُصَوِّمون أولادهم شفقة عليهم ورحمة بهم ، والحقيقة أن الشفيق على أولاده والراحم لهم هو من يمرنهم على خصال الخير وفعل البر ، لا من يترك تأديبهم وتربيتهم تربية نافعة ” انتهى . ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” ( 19 / 19 ، 20 )
ثالثاً :ويمكن للوالدين شغل أوقات أولادهم بقراءة القرآن وحفظ جزء يسير كل يوم منه ، وكذلك بقراءة كتب تناسب مستواهم ، وإسماعهم أشرطة متنوعة تجمع بين الفائدة والمرح كالأناشيد ، وإحضار الأشرطة المرئية المفيدة لهم ، وقد جمعت ” قناة المجد للأطفال ” أكثر هذه الأشياء ، فيمكن تخصيص وقتٍ كلَّ يومٍ لمتابعة ما يفيد الأطفال منها .
وهذا يدل على خير في الأسر المسلمة لكن كثيرين لم يحسنوا تفجير طاقات أولادهم الذهنية والبدنية ، فتعودوا على الراحة والكسل والاعتماد على غيرهم ، كما لم يُهتم بتنشيطهم على العبادة كالصلاة والصيام فتربى أجيال كثيرة على هذا فنفرت قلوبهم من العبادة بعدما كبروا ، وصعُب على آبائهم توجيههم ونصحهم ، ولو أنهم اهتموا بالأمر من بدايته لما حصل الندم في آخره .
ونسأل الله تعالى أن يعيننا على تربية أولادنا ، وعلى تحببيهم في العبادة ، وأن يوفقنا لأداء ما أوجب علينا تجاههم