استعدنا أتاتورك وليس أردوغان!

استعدنا أتاتورك وليس أردوغان!

فهمي هويدي

كأن المجلس العسكري أخطأ في العنوان حين أراد أن يستفيد من الخبرة التركية.

إذ بدلا من أن يعتبر أعضاؤه مما فعله الطيب أردوغان فإنهم استلهموا تجربة كمال أتاتورك،

فأعرضوا عن سكة السلامة وطرقوا أبواب سكة الندامة.

(1)

 

رغم ارتياحنا النسبي لنتائج الانتخابات الرئاسية فالموقف في مصر الآن كما يلي:

مع قرب نهاية الفترة الانتقالية التي تحددت في الثلاثين من شهر يونيو الحالي، حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان.

إذ بعدما قطعنا شوطا لا بأس به باتجاه تأسيس النظام الجديد (أجريت انتخابات مجلسي الشعب والشورى وتشكلت لجنة وضع الدستور «فإننا استيقظنا ذات صباح على إعلان دستوري يعصف بما تم بناؤه، حتى الطوارئ التي ألغيت أطلت علينا من باب جديد، بعد إعطاء ضباط الجيش والمخابرات صفة الضبطية القضائية بالمخالفة للقانون».

 

بعد الذي جرى، لم يعد في بر مصر صوت يعلو فوق صوت المجلس العسكري، فهو الذي بات يملك سلطة التشريع، وهو الآمر الناهي فيما خص التنفيذ،

ثم إن سلطة المجلس فوق القانون وفوق الدستور، وهو دولة داخل الدولة ولا شأن للأخيرة به،

وحتى في وجود رئيس الجمهورية فإن قراراته خاضعة لوصاية المجلس المذكور،

وإذا حدثت اضطرابات في البلد استوجبت تدخل القوات المسلحة فإن موافقة المجلس العسكري شرط لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية في هذا الصدد.

ولرئيس المجلس العسكري، ضمن جهات أخرى، أن يعترض على أي مادة في مشروع الدستور لا تعجبه

وإلى أن يتم الاستفتاء على الدستور، فإن من حق المجلس العسكري أن يصدر ما يشاء من قوانين، وليس لأحد أن يطعن عليها أمام أي جهة قضائية.

 

أما الجمعية التأسيسية الحالية التي تتولى كتابة الدستور فإن الإعلان المذكور، أعطى المجلس العسكري سلطة إعادة تشكيلها إذا ما تعثرت في مهمتها دون تحديد أي معايير في هذا الصدد،

وفي هذه الحالة فإن لجنة الدستور الجديدة ستكون معينة، من قبل المجلس العسكري، وليست منتخبة من الشعب،

وفي هذه الحالة لن نفاجأ إذا ما قامت اللجنة «بتفصيل» الدستور بحيث يتجاوب مع رغبات المجلس وضغوطه.

 

الخلاصة أننا ظللنا طوال الأشهر التي خلت ننتظر موعد الثلاثين من يونيو الذي قيل لنا إنه سيتم فيه انتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين، لكننا فوجئنا بذلك الانقضاض الذي نقلنا من حكم العسكر إلى تحكمه كما قيل بحق.

 

(2)

 

الخائفون على الثورة لم يختلفوا على وصف ما جرى بأنه انقلاب،

والخائفون منها اعتبروه منعطفا وحركة تصحيحية.

وكنت ضمن من وصفوه بأنه «انقلاب ناعم»، لكني استثقلت الوصف لاحقا واعتبرته تجميلا لفعل قبيح.

صحيح أنه انقلاب لم تطلق فيه رصاصة وتم بالحيل القانونية والألاعيب السياسية إلا أن أحدا لا يستطيع أن ينسى أن شعب مصر دفع ثمنا غاليا من أرواح أبنائه ودمائهم لإنجاح هذه الثورة، الأمر الذي لا يستقيم معه وصف الانقلاب عليها بأي صورة بأنه «ناعم».

 

ذلك أن تشويه حلم شعب يظل جريمة في كل الأحوال بصرف النظر عن الأسلوب الذي اتبع في ذلك.

 

حين قرأت لبعض الباحثين وصفهم للانقلاب بأنه «ما بعد حداثي» بمعنى أنه تفكيكي ومناهض للفعل الحداثي المتمثل في الثورة، وجدت أن المصطلح الأول أطلقه نظراؤهم على انقلاب الجيش التركي «السلمي» على حكومة السيد نجم الدين أربكان في عام 1997،

حيث مورست عليه ضغوط لم يحتملها مما اضطره إلى الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء،

وانتهى الأمر بالحكم عليه بالسجن وبحل حزب «الرفاة» الذي يقوده، وهو ما تم دون إطلاق أي رصاصة، وبقرار أصدرته المحكمة الدستورية العليا (أيضا!).

 

ليس من الإنصاف أن نقارن حصيلة الانقلاب الراهن في مصر بما حدث في تركيا في تسعينيات القرن الماضي، لأنني أجد الشبه أكبر بين الإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري وبين ما أقدم عليه العسكريون الأتراك منذ أكثر من سبعين عاما،

وهي المرحلة التي زرعت فيها بذرة تنصيب القوات المسلحة وصية على المجتمع وليست مجرد حامية لأمنه وحدوده، وهي مسألة تحتاج إلى ثقة وقراءة متأنية.

 

(3)

 

ثمة خلفية واجبة الاستدعاء عند التطرق إلى دور الجيش في كل من مصر وتركيا.

فالجندية عند الأتراك لها مرتبتها الرفيعة في الوجدان العام، حتى يقال إن كل تركي يولد جنديا، وتحدثت كتب التاريخ عن النزعة القتالية التي تمتع بها الأتراك منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد

حتى إن قبائلهم التي عاشت في وسط آسيا دأبت على مهاجمة الصين، مما اضطر حكامها إلى بناء السور العظيم لصدهم،

 

وظلت تلك الصفة ملازمة لهم بعد تأسيس الإمبراطورية العثمانية التي وصفت بأنها «عسكرية جهادية»،

وفي مرحلة أفول الإمبراطورية التي تحولت فيها إلى رجل أوروبا المريض (القرن الثامن عشر) تكالبت عليها دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وأنزلت بها هزيمة منكرة، الأمر الذي أدى إلى احتلال اسطنبول ذاتها في عام 1918،

إلا أن ذلك استنفر المقاومة التركية التي قادها مصطفى كمال باشا (أتاتورك) لاحقا، واستطاعت أن تحرر البلاد من الغزاة في الفترة بين عامي 1920 و1922، وهو ما مهد له الطريق لتولي السلطة وإعلان الجمهورية وإلغاء الخلافة العثمانية في عام 1923،

ولأن الجيش هو الذي أنقذ تركيا ورعى تأسيس الجمهورية فقد سوغ ذلك لقادته أن يعتبروا أنفسهم مسؤولين عن «إعادة تشكيل الأمة».

وهو المعنى الذي رسخه مصطفى كمال باشا خلال سنوات حكمه التي استمرت من عام 1927 إلى عام 1938.

 

منذ ذلك الحين اعتبر الجيش نفسه حارس الوطن والجمهورية معا، وصار مؤسسة مستقلة عن الدولة، ولها موازنتها التي تعدها رئاسة الأركان وليس وزارة الدفاع، وترسل إلى البرلمان للموافقة عليها فقط وليس لمناقشتها.

 

منذ عام 1935 نص القانون على تلك الوظيفة للجيش، لكن الفكرة جرى النص عليها في الدستور عام 1960، في أعقاب أول انقلاب قام به قادة الجيش باسم الدفاع عن النظام الجمهوري وقيم العلمانية التي اعتبرت أساسا أبديا له، لا يقبل التعديل أو المناقشة.

 

استنادا إلى هذا الدور قام الجيش بثلاثة انقلابات عسكرية سافرة خلال السنوات 1960 و1971 و1980

وذلك غير الانقلاب «الناعم» الذي تم في عام 1997 وسبقت الإشارة إليه.

 

هذه الخلفية تبرز الفرق بين وضع الجيش في تركيا عنه في مصر، صحيح أنه في مصر نقل البلد من الملكية إلى الجمهورية بصورة هادئة نسبيا في عام 1952 إلا أن ذلك تم في ظروف مغايرة لتلك التي شهدتها تركيا وقاد فيها الجيش المقاومة التي أنقذت البلاد من اجتياح الحلفاء،

ثم إن الجيش هناك أسس الجمهورية وبقي في قلب السياسة، في حين أنه في مصر خرج من السياسة وظل على هامشها بعد عام 1952. حتى في 25 يناير عام 2011 فإن الجيش المصري كان حارسا للثورة ولم يكن صانعا لها.

 

الفرق الآخر المهم أن الجيش في تركيا كان يتدخل في السياسة من منطلق أيديولوجي متذرعا بالدفاع عن العلمانية الكمالية،

أما في مصر فلم يكن للأيديولوجية أي دور في تحرك الجيش الذي ظل ملتزما بحسابات المصلحة الوطنية فقط.

 

(4)

 

قصة الجيش التركي والسياسة رصدتها بالتفصيل رسالة دكتوراه قدمت إلى كلية آداب عين شمس في عام 2008 وحصل بها الدكتور طارق عبدالجليل على شهادته مع مرتبة الشرف وقد استفدت من تلك الرسالة غير المنشورة أغلب ما ذكرت،

إلا أنني استكملت صورة تجربة العسكر هناك بالرجوع إلى كتاب «تركيا الأمة الغاضبة» الذي ألفه الباحث التركي كرم أوكتم وترجمه إلى العربية الأستاذ مصطفى مجدي الجمال.

 

ومن أهم ما وقعت عليه في هذا الكتاب إبرازه لدور الدولة العميقة في صناعة المشهد التركي خلال الثمانين سنة التي خلت،

 

والمؤلف يطلق عليها «الدولة الحارسة» التي قامت على تحالف الجيش مع القضاء والبيروقراطية ذلك أن الجيش في الانقلابات التي تمت كان يقوم بالمهمة السياسية والدور العسكري،

 

لكن ذلك لم يكن يكتمل ويحقق مراده دون إسهام القضاء وتجاوب أجهزة الإدارة البيروقراطية،

 

إن شئت فقل إن القضاء والبيروقراطية ظلا طوال العقود الخالية من الأدوات التي استخدمها الجيش في تسويغ ممارساته وبسط سلطاته.

 

ويسجل المؤلف أنه في تسع حالات استخدم الجيش المحكمة الدستورية في حل 9 أحزاب إسلامية وكردية في الفترة ما بين عامي 1971 و2009.

(هل يذكرك ذلك بالوضع الراهن في مصر)؟

 

لم تنتقل تركيا من الجمهورية الكمالية إلى مشارف الجمهورية الديمقراطية إلا بعد عام 2003 حين تولى السلطة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، الذي ساعدته ظروف مواتية على إخراج الجيش من قلب السياسة وفك تحالف القضاء والبيروقراطية.

 

إذ مكنته الأغلبية التي حصل عليها حزبه من الحصول على أغلبية البرلمان وتشكيل حكومة متماسكة وليست ائتلافية،

وساعده ذلك على الاستجابة لدعوة الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة إضفاء الصفة المدنية على مجلس الأمن القومي الذي يقرر السياسة العامة للدولة، باعتبار ذلك من شروط قبول تركيا ضمن عضوية الاتحاد

(المجلس كان يضم 12 عضوا بينهم سبعة من العسكر، أي الأغلبية لهم»

وقد تم تغيير التركيبة بحيث أصبحت الأغلبية للمدنيين،

 

كما أن دور المجلس أصبح استشاريا فقط، ولا وجه للإلزام فيه، وحين تم تصحيح ذلك الوضع صار بمقدور الحكومة أن تمارس سلطتها متحررة من القيود والضغوط وقوى ذلك مركزها في التصدي لأركان الدولة العميقة ممثلة في منظمة «آرجنكون» التي تحدثت عنها في مرة سابقة.

 

أذكر بأن مجلس الدفاع الوطني الذي أعلن المجلس العسكري عن تشكيلة في مصر خلال الأسبوع الماضي ضم 16 عضوا بينهم 11 من العسكريين «أغلبية»

وإذا أضفت إلى هذه المعلومة خلاصة الإعلان الدستوري الذي صدر في 17/6 التي عرضتها في بداية هذا النص، فسوف تكتشف أن المجلس العسكري أعادنا إلى أجواء الستينيات في تركيا، وهو الوضع الذي لم تتحرر منه هناك إلا بعد مضي أربعين عاما.

 

لست متأكدا من أن ما فعله المجلس العسكري كان مجرد خطأ في العنوان أو خطأ في قراءة التاريخ، ومع ذلك فإن أكثر ما يهمني هو إجابة السؤال:

 

كم عدد السنوات التي سنحتاجها لكي نتحلل من وصاية العسكر، لنتمكن من بناء مصر الديمقراطية التي من أجلها قامت الثورة؟

فرح بالرئاسة في القاهرة وأمل بالفرج في غزة

فرح بالرئاسة في القاهرة وأمل بالفرج في غزة

د. مصطفى يوسف اللداوي

غزة في الظلام خرجت، ورغم الحصار احتفلت، عضت على جرحها وابتهجت، غنت ملء حنجرتها ورفعت بالصوت عقيرتها، زغردت نساؤها وهاهت عجائزها، وصدحت مآذنها، وكبرت مساجدها، وطاف في شوارعها رجالها بسياراتهم، وعلى أقدامهم زحفاً، يرقصون ويدبكون ويهللون ويرفعون الأعلام المصرية، وصور الرئيس القادم من بين صفوف الشعب، فما أقعدهم الحزن، ولا شل حركتهم الدم، ولا أخافتهم أصوات الطائرات، ولا وقع الصواريخ وهي تقصف أطرافه، وتمزق أشلاءه، فقد قررت غزة أن تحتفي بالفارس المعقود عليه الأمل، وقد طال الليل الذي سبقه، وأرخى سدوله الظلماء على أهله سنيناً، فها قد امتطى مرسي صهوة جواده، وانبرى من بين أقرانه، ليكون رئيساً لأم الدنيا وسيدة العرب، التي نروم غضبتها، ونتطلع إلى نصرتها، وترنو عيوننا وقلوبنا إلى مواقفها، لتعود مصر أرض الكنانة، تضرب بسوطها من ظلمنا، وتصد بعزتها من يفكر بالاعتداء علينا.
لا تقل فرحة سكان قطاع غزة عن فرحة المصريين جميعاً من مؤيدي الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، بل لعل فرحتهم بإعلان فوزه تضاهي فرحة المصريين السعداء بذهاب الكابوس واستعادة الأمل، إنها فرحة اليتيم الذي عاد إليه أبوه، وسعادة الضعيف الذي انكسر ظهره فعاد إليه ولده، إنها فرحة الغريق الذي امتدت إليه يدٌ قوية لتنتشله، إنها فرحة القوم الذين أدركهم السبي فانشق عليهم الجبل بفارسٍ أعاد إليهم الأمل الذي كاد أن يذوي، فقوى عزائمهم، وشحذ هممهم، وشد من عزيمتهم.
أحال سكان غزة في جوف الليل قطاعهم إلى ميدان تحريرٍ فلسطيني، ترتفع فيه أعلام مصر وصور رئيسها الجديد، واجتمع فيه الشيوخ والشباب والنساء والأطفال، والقادة والمسؤولون، والمقاتلون والمرابطون، كلٌ يبدي فرحته، ويعبر عن سعادته، يوزعون الحلوى، وينثرون الأرز، ويتبادلون التهاني، وعلى وجوههم تظهر الفرحة، وعلى شفاههم ترتسم الابتسامة، فالرئيس الجديد رئيسهم، وأمره يهمهم، فهم جزءٌ من مصر وأهلها، سكناً وإقامة، قرابةً وصهراً، لهجةً ولساناً، ثقافةً وتعليماً، هوىً ومحبة، مودةً وتعلق، ماضٍ وتاريخ، وحاضراً ومستقبلاً، أفلا يفرحون له وبه وهو الذي يعد باسم المصريين الطيبين الصادقين أنه لن ينسى غزة ومعاناتها، ولن يسكت عن ظلمها وحصارها، ولن يقبل بالإغارة عليها من جديد، وأنه لن يتركها وحيدةً ضعيفة، يتغول عليها العدو وبها ينفرد، فلن تكون غزة بعد اليوم وحيدة أو يتيمة، وستغدو قوية كما لم تكن قبل اليوم ضعيفة.
كما كانت غزة حاضرة في الانتخابات المصرية، وحبست أنفاسها خلال فترة الانتخابات، وكادت تختنق قبل إعلان النتيجة، وأثناء الجدل الذي دار في الأوساط المصرية حول هوية الفائز بمنصب الرئيس في مصر، فقد كانت تخشى عودة سجانها، وأحد جلاديها، ومن وافق على حصارها، وسكت على ظلمها، وتآمر مع عدوها، إذ كان البديل المرشح هو وريث النظام وأحد أركانه الذي شارك في جريمة حصار قطاع غزة، وساند الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه عليه، وسكت على ظلمه واعتدائه على سكانه، وعلى استهدافه لأهله ورجاله.
لكن الله سلم وقدر لهذه الأمة رجلاً آخر، وقيادة جديدة، هي بالتأكيد والضرورة مختلفة عمن سبقها، وسيكون لها أثرها الجديد وفعلها المغاير الذي نأمل ونرجو، وهو الذي يتناسب مع عظمة مصر وتاريخها، وحجم تضحياتها وعطاءاتها، وعمق حضارتها وأصالة دورها، فمصر أعظم من أن تذل، وأكبر من أن تصغر، وأقدس من أن تهان، وأكرم من أن تساق، وأقوى من أن تخضع، وأعز من أن تستسلم وتخنع، وأنبل من أن تسكت على ظلم، وأشهم من أن ترضى بضيم، وأشجع من أن تجبن عن الرد أو تتراجع عن الصد، فلا يقودها إلا عظيم، ولا يسوسها إلا عزيز، ولا يعتلي سدة رئاستها إلا من كان كعمروٍ أو صلاح الدين.
وصل أخيراً محمد مرسي إلى سدة الرئاسة في مصر، وأصبح رئيس أكبر دولةٍ عربية، منتخباً من قبل الشعب، مختاراً من بين الناس، ومفضلاً من بين المرشحين، وهو الذي كان للتو رهين السجون، وحبيس الجدران، يقبع خلف قضبان البغي والظلم والاضطهاد، يعاني من عسف الجلاد وطغيان السلطان، فها هو يكسر القضبان، ويحطم الأسوار، ويفتح أبواب الزنازين ليخرج غيره من الرجال، وينطلق على صهوة جواد مصر الأشهب نحو الأهداف العليا التي نادى بها وحزبه، فأيده فيها المصريون ونخبهم السياسية والفكرية.
فلا ينسانا مرسي وقد أصبح الرئيس، ولا يهملنا وقد صار الأول، ولا يقايض علينا وقد غدا عزيز مصر، فعيون الفلسطينيين وأولهم سكان قطاع غزة يتطلعون إليه، ويأملون فيه، فليكن التخفيف عن إخوانك في غزة من أول قراراتك، وباكورة أعمالك، فسيحفظ لك التاريخ أنك أول من حطم باستيل النظام البائد، وغيتو المتآمرين على أمتنا، إذ كان قطاع غزة في عهد السابقين باستيلاً كبيراً وسجناً عاماً، وعزلاً عنصرياً مقيتاً، فيه قرابة المليوني سجينٍ ومعزول، فحطم أيها الرئيس القادم باستيل إسرائيل ومبارك، وافتح المعبر لأهلك، وأنر بيوت غزة بنور مصر، وأمدها بالكهرباء الذي يضيئ ليلها، ويحيي نفوس أهلها، التي أضنتها العتمة، وأوهت عزيمتها الحرارة، وأوجعها ألم نقص الدواء وعجز العلاج.
قُدْ أيها الرئيس بنفسك قوافل الإغاثة لأبناء أمتك، ويسر على المرضى علاجهم، وسهل على الغائبين عودتهم، واجمع شمل المشتتين، ووحد جمع المتفرقين، وقم أيها الرئيس القادم بتمزيق قوائم المدرجين، وإلغاء أسماء الممنوعين، وأغلق حجز مطار القاهرة، وامنع نقل الواصلين منه أو إليه بالسيارات العسكرية من وإلى المعبر ، فنحن أهلك، وسكان غزة ربعك، نحبك ونحب مصر، ونخاف عليك وعلى أمن مصر، فهذا اليوم يومك، وهذا الفعل ينتظرك، فعجل بقراراتك التي ننتظر ولا تتأخر، فقد والله أصابنا السقم، وحل بنا البؤس، ونزل بنا الشقاء، واعتورنا التعب، ونال منا الجهد منالاً عظيماً، فعجل رعاك الله بفتح ما انغلق، وتحرير من انحبس، وتيسير من تعطلت مصالحه، وتعقدت مشاغله، وأرسل إلى العالمين رسائل مصرية، تخيف وترهب، وتحذر وتتوعد، بأن فلسطين وشعبها جيران مصر، لهم عليها حق النصرة والإجارة، تقاتلون من قاتلهم، وتعادون من يعتدي عليهم، وتنتصرون لهم إذا دعوكم للنصرة وسألوكم العون والمدد والمساعدة.

تحذير العميان عن خطر إيران

تحذير العميان عن خطر إيران

حامد بن عبد الله العلي

بعد عام سينعقـد مؤتمـر ما يسمـّى بـ : ( المجمـّع العالمي لأهل البيت ) ، ليناقش نتائج عمل أربع سنوات بعد المؤتمر الماضي قبل 3 سنوات  والذي انعقد في طهران ، وصدر عنه ما يلي :

1ـ إنشاء ، و إقامة المساجد ، والمراكز الدينية مثل الحسينيات بصفتها مراكز تجمع عشّاق أهـل البيت ، وإقامة المراكز الثقافيـّة ، ورياض الأطفال ، والمدارس ، والحوزات العلمية ، والمستوصفات ،  بالإضافة للملاعب الرياضية ،  وعلى سبيل المثال فقد تم إنشاء مسجد الإمام علي – رضي الله عنه –  في بانكوك ، ومسجد إمام الزمان ،  في مقاطعة (سين كيانغ تشين) في الصين ، وحسينية فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – في سنغافورة ومسجد الزهراء – رضي الله عنها –  في مدغشقر ، ومسجد وحسينية الزهراء – رضي الله عنها – في تونس ، ومسجد المصطفى في جنوب إفريقيا ، ومسجد الإمام علي – رضي الله عنه – في قرغيزيا ، ومسجد الإمام علي – رضي الله عنه –  في أفغانستان ، ومدرسة الإمام الباقر في منطقة هيلمند في أفغانستان ، وجامع غلغيت في الباكستان ، والقسم الداخلي لمدرسة الإمام الباقر في منطقة كشمير والقسم الداخلي لحوزة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها –  العلمية في الباكستان !
 
2ـ تأسيس جمعيـات محلية في الدول (المناسبة) ! من الناحية السياسية ، والاجتماعية !

3ـ إقامة المخيمات الثقافية ، والتعليمية ،  للتعرف على الثقافة الإيرانية الإسلامية ، وزيارة مختلف المراكز العلمية ، والثقافية ، والدينية ، والسياحية ، حيث تم إقامة 20 مخيم ثقافي لحوالي 1000 شخصية من جمهورية أذربيجان وماليزيا ، ومدغشقر ، والباكستان ، وبريطانيا ،  والبحرين ، والسعودية ، وألمانيا وبلجيكا ، وهولندا ، وكينيا ، ودولة الإمارات ، وتركيا

4ـ تقديم الدعم للتجمعات الشيعية ، والمنظمات المدنية المدافعة عن حقوق الشيعة ،  وإجراء دراسات شاملة عن وضع الشيعة في مختلف أنحاء العالم ، والاهتمام بمشاكلهم بما فيهم أولئك في العراق ، وتونس ،  والمغرب ، وتنزانيا ، والنيجر ، وبوركينافاسو، وغينيا كوناكري ، وجزر القمر ، ومدغشقر ، والسودان ، والجزائر ،  وسيراليون ، وكينيا!

5ـ تأسيس لجنة تتألف من 70 شخصية من أعضاء الجمعية العامة ،  والناشطين الشيعة ، والمسئولين من منظمات حقوق الإنسان بالإضافة إلى المتطوعين ، والحقوقيين وذلك بهدف الدفاع عن حقوق كافة الشيعة في مختلف أنحاء العالم ،  وإيصال صوتهم إلى منظمة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان ، ومحكمة العدل الدولية !

6ـ تأسيس الجمعية العامة للنساء المنتمين لأهل البيت ، والتخطيط لإقامة فروع للجمعية في الدول المختلفة ،  وقامت هذه الجمعية حتى الآن بإقامة العديد من الاحتفالات ، والمناسبات ، ومراسم العزاء ، والمؤتمرات في داخل ، وخارج البلاد ،  وكل ذلك بهدف تعزيز الصحوة لدى المرأة المسلمة ، والأطفال والناشئة !

7ـ  القيام بإصدار ، ونشر 434 كتاب ، لتنمية النشاط الفكري للناشئة ، والشباب للتعرف على مبادئ المذهب الشيعي وعشاق أهل البيت ،  وإرسال نصـف مليون كتاب إلى 24 دولة ، وتتضمن كتب مثل المصحف الشريف ، ونهج البلاغة ، والصحيفة السجادية ،  وتاريخ الإسلام ، وأفكار الإمام الراحل – الخميني – بالإضافة إلى كتب الأدعية ، والزيارات ، وتعليم الصلاة للأطفال ، كما تم إنشاء حوالي 400 مكتبة في مختلف أنحاء البلاد ، وأكثر من 600 مكتبة في العراق ،  بالإضافة إلى العديد من المكتبات في أفغانستان ، وأنحاء أخرى من العالم !

8ـ  إقامة العديد من الاجتماعات ، والندوات ،  ومراسم تكريم العديد من الشخصيات العلمية ، والدينية الشيعية ، بهدف تعزيز المعتقدات ،  والشعائر الإسلامية ، حيث تم استضافة أكثر من 2000 طالب من باكستان ، وألمانيا ، وآذربايجان في دورات تعليمية في إيران للعمل كمبلغين في بلدانهم !

9ـ افتتاح مواقع الكترونية ،  وغرف دردشة باللغتين العربية ، والانجليزية ، بهدف التعرف على الثقافة ، والمذهب الشيعي ، والرد على الشبهات ضدهم ، بالإضافة إلى افتتاح مركز التعليم العالي لمذهب أهل البيت ،  بهدف تربية الكوادر اللازمة التي تعمل للترويج للمذهب الشيعي في مختلف أنحاء العالم !

10ـ تشكيل لجنة إعلامية فنية بهدف وضع التمهيدات اللازمة لافتتاح قناة الثقلين الفضائية – الآن تم إنشاء قنوات عديدة – وهي قناة شيعية ، وسيكون مقرها المركزي في طهران ، وتبث عبر الأقمار الصناعية لكافة أنحاء العالم ، وتبلغ كلفة المشروع 30 مليون دولار يتحمل المجمع العالمي نسبة 50% من التكلفة ، والبقية يتطوع بها الخيرين !

11ـ  التمهيد لإقامة اتحادات للصحفيين ، والحقوقيين ، والأطباء ، والمؤلفين ، والفنانين الذين ينتمون لأهل البيت !

وقد شارك  أكثر من 600 شخصية شيعية ، في الجمعية العمومية لهذا التجمّع ، وقـد قدموا من أكثر من 110 بـلد ، وصدر عنه :
،
تشكيـل خمس لجان : لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية ، لجنة الشؤون الاقتصادية ، لجنة الشؤون السياسية ، والحقوقية ، وكذلك لجنة خاصة بشؤون العراق ، ولبنان ، ولجنة شؤون المرأة ، ودورها في المجتمع.
 
وهذا النشاط ليس سوى جزءٍ يسير من مشروع التمدد الإيراني الذي ينفق عليه المليارات ، ولو على حساب مصالح الشعب الإيراني في الداخل .
 
ومن أوضح الأمثلة على نتاج مثل هذه المشاريع الخطيرة ، ما يجري في الكويت من إنتشار لمؤسسات إعلامية ، وتجمعات شيعيّة ، وأنشطـة محمومة لاتتوقف كلُّها مرتبطة بالسفارة الإيرانية .
 
ومنها ما أثيـر طرف يسير عنه في وسائل إعلام كويتية محلية ، عن شبكة تجسس تابعة للحرس الثوري الإيراني ، أكتشف أول خيوطهـا في تورط وزير بحريني فيها ، ثـم تطـوّر الأمـر إلى إفتضـاح إمتداد لهذه الشبكة في الكويت ، وظهر في التحقيقات أنَّهـا مكلفة بمخطط تخريبي كبير يشمل إغتيالات سياسية ، وأنَّ لها مثيلات في دول الخليج ، وأنها ترتبط كلُّها بالحرس الثوري الإيراني في ضمن المخطط الإيراني التوسعي الذي ألقينا الضوء على بعض مشاريعه آنفا في سرد قرارات أحـد تجمعاته ( وهو المجمع العالمي لأهل البيت ).

والخطة التي تجري في الكويت ، هي شبه استنساخ لخطة الإستيلاء الإيراني على البحرين ، وننوه هنا إلى كتاب مهم جدا للدكتور هادف الشمري ، بعنوان ( الخطة الخمسينية وإسقاطاتها على مملكة البحرين ) ، حيث كشف عن الخطوات التي تم تحقيقها في البحرين من الخطة الخمينيّة للتوسع الإيراني على العالم الإسلامي.
 
وسننقل من هذا الكتاب نقول مهـمّة ، جازمين أنَّ كل من يقرأها من أهل الكويت سيتبين له التشابه العجيب بين خطة شيعة الكويت لضمهـا إلى إيران ، ونظيرتها في البحريـن :
 
وإليكم بعض النقول بتصـرف يسيـر :  ( نصّت الخطة على أن تصدير الثورة على رأس الأولويات ، ولتحقيق هذا الهدف ، تأسّس عدة أحزاب في الخارج تابعة للنظام الإيراني … وفي البحرين ، تم التوجيه لهادي المدرسي بتكوين ( الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين )  ومقرها طهران ).
 
( وقـد سعت الجبهة منذ بدايتها لإسقاط حكم آل خليفة (السني) ، وإقامة نظام شيعي، موافق للنظام الإيراني ، ثم سلخ هذا البلد عن محيطه الخليجي ، وربطه بالجمهورية الإيرانية ) .
 
( طالب صادق روحاني بضم البحرين إلى إيران في صيف عام 1979م ، وهذه المطالبة من أحد قادة النظام الإيراني كانت بمثابة الإعلان عن بداية المـدّ الشيعي في البحرين ، وقد تبعها حوادث شغب ، عمّت العاصمة المنامة وغيرها ، ومنذ ذلك الوقت تعددت في البحرين محاولات الانقلاب ،  وحوادث الشغب ، والتخريب التي تراق فيها الدماء ، وتدمر فيها المرافق العامـّة ، وتشل الحركة الاقتصادية )
 
( في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تم إنشاء ( حزب الله البحريني )  ليكون الجناح العسكري للجبهة ، وقد قام هذا الحزب بأعمال  خطيرة ، ومن أبرز قادته في الماضي والحاضر: علي سلمان ، أمين عام جمعية الوفاق ، ومحمد علي محفوظ ، وسعيد الشهابي، وحسن مشيمع ، أمين عام حركة “حق” غير المرخصة ، ومنصور الجمري ، رئيس تحرير صحيفة الوسط، وعبد الوهاب حسين، ومجيد العلوي، وزير العمل الحالي ، وعلي العريبي ، القاضي بالمحكمة الجعفرية الكبرى )
 
(نصّت الخطة الإيرانية الخمسينية على أن حكومة إيران حكومة مذهبية ، تأخذ على عاتقها نشر التشيع ، وتشييع المنطقة ، وقد عملت إيران على تحقيق هذا الهدف من خلال سفاراتها في الخارج ، ومن خلال المراكز الثقافية التابعة لها ، ومن خلال المكتبات الشيعية ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية )
 
( وفي البحرين فإنه لا تخلو مدينة أو قرية ، إلاّ يوجد بها عدد من المكتبات الشيعية مثل ( فخراوي ، الماحوزي ، العرفان ، الريف ، أهل البيت ) إضافة إلى المشاركة الشيعية النشطة في معارض الكتاب.
 
( وإضافة إلى الكتب والمكتبات والمعارض ، فقد بادر الشيعة في البحرين مستغلين تساهل الحكومة ، إلى إقامة المآتم والحسينيات حتى بلغ عددها في سنة 2007م، بحسب ما هو مسجل رسمياً : 1122 مأتماً وحسينية ، في مقابل 500 مسجد لأهل السنة ،  كما سمحت الدولة لهم بإظهار شعائرهم الدينية في شهر محرم ، وعرضها في التلفزيون  ، حتى صـار تلفزيون البحرين الرسمي في التاسع  ، والعاشر من محرم ، تلفزيوناً شيعياً صرفاً )
 
( من جملة ما دعت إليه الخطة التآمرية أن يمتلك الشيعة السلاح والقوة ، باعتبار أن القوة هي إحدى الأسس التي تبنى عليها الدولة ، وشيعة البحرين يقيمون منذ سبعينيات القرن المنصرم المعسكرات التدريبية في مزارعهم وحسينياتهم ، على استخدام السلاح بأنواعه المختلفة ،  كما أن إيران فتحت أراضيها ومعسكراتها لتدريبهم، وقد تدرّب منهم الآلاف )
 
( وبين الحين والآخر، تكتشف المخابرات البحرينية مخابئ للأسلحة في مناطق وقرى الشيعة ، تلك الأسلحة التي يتم إنزال بعضها في القرى الساحلية الشيعية من خلال البواخر والقوارب الإيرانية )
 
( إنَّ امتلاك شيعة البحرين للسلاح والتدرب عليه،  جعل المجتمع الشيعي في البحرين مجتمعا شبه عسكري ،  ينتظر  ( يوم الحسم والمفاصلة )  وما يزيد الأمر خطورة ، أنَّ شيعة البحرين استعملوا السلاح ضد بلدهم مرات عديدة ) .
 
( دعت الخطة العملاء إلى شراء الأراضي ، والبيوت ، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة ، وإمكانياتها ، لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ، ويزيدوا عدد السكان ، وقد جاء في الخطة القول: ( ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السُنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكني والعمل والتجارة)
 
( وفي شهر سبتمبر/ أيلول سنة 2006، اكتشفت الحكومة قضية سعي الشيعة من ذوي الأصول الإيرانية إلى شراء مناطق ، وأحياء بأكملها في مدينة المحرق ، من خلال تمويل مالي بأقساط ميسرة ، قُدم للشيعة من خلال أحد البنوك الإيرانية ) .
 
وذكـر المؤلـف أن تحرك الدولة تجاه هذه القضية جاء متأخراً ، بعد أن سيطر الشيعة على أحياء لم تـزل تعرف بأنها سنيّة ، مثل حي (البنعلي) ، وحي (أبو ماهر) في المحرق ، واشتروا الأراضي ، والمنازل بكثافة في بعض أحياء المنامة ، مثل : الحورة ، والقضيبية ، والذواودة ، إلى أن أصدرت الحكومة قراراً بمنع بيع ، وشراء هذه المناطق إلاّ لأهلهـا ، الأمر الذي لم يعجب شيعة البحرين فشنوا هجوماً كاسحاً على الحكومة واتهموها بالطائفية ، والعنصرية )
 
ثم كشف المؤلـف النـقاب عن مخـطط آخر لشراء الأراضي تم الكشف عنه في السعودية ، وتحديداً في حفر الباطن ، المحاذية للعراق ، ذي الكثافة الشيعية ، حتى يسهل تهريب السلاح وتخزينه، إضافة إلى مراقبة قوات درع الجزيرة ، وإرسال تحركاتها إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية .
 
وقد حـذر المؤلـف من دخول الشيعة في أجهزة الدولة المدنية ، والعسكرية ، بحسب ما جاء في الخطة الخمسينية الخمينية  التي دعت الشيعة إلى ( أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكوميـة ،  والانخراط خاصة في السلك العسكري) .
 
وذكر المؤلـف أنَّ الاختراق في البحرين ، وصـل كافة الأجهزة الحساسة مثل وزارة الدفاع ، ومركز الإحصـاء ، ورئاسة الوزراء ،  وجامعة البحرين ، حتى إنَّ الشيعة صاروا  يعرفون مسبقاً بتحركات سيارات الشرطة ، وكذلك أخبار المسؤولين السنة وتحركاتهم ومهماتهم.
 
وذكر المؤلف أن تكثير النسـل الشيعي من أهـم ما مخططات الشيعة في البحرين ، وذلك من خلال تعدد الزوجات، والتشجيع على التوسع في زواج المتعة .
 
وكذلك الحراك المحموم في تجنيس الشيعة خلال عقود مضت في البحرين ، وسط غفلة المسؤولين .
 
ثم ذكر المؤلف تطبيق شيعة البحرين للخطة الخمسينية في ناحيتها الإقتصادية حيث طالبـت الشيعة بإقامة علاقات مع أصحاب رؤوس الأموال وذوي النفوذ ، وذكر أن الشيعة في البحرين طوّروا من ثقلهم الإقتصادي ، حتى سيطروا على أسواق مثل الذهب ، والدواء ، والمواد الغذائية  والصناعات الخفيفة.
 
وأنّ أثرياء الشيعة نشطوا في مساعدة شيعة البحرين  عبر الصناديق الخيرية، ودعم المشاريع الإسكانية ، و تزويج الشباب ، وتمويل البعثات الدراسية للطلبة الشيعة.
 
ثم ذكر المؤلف تطبيقهم لشعار ( بالعلم ، والعمل ، والولد سوف نحكم البلد ) وكيف أستغلوا  نظام البعثات ، لتقديم الشيعة على السنة ، وكذلك إستغلالهم فتـرة إبراهيم الهاشمي رئاسة جامعة البحرين ، حـيث  كان إذا أرسل سبعين طالبا للبعثات يجعل خمسة منهم فقط من أهل السنة !
 
ولاريب أنّ كلّ متابع لنشاط الجيوب الإيرانية في الكويت ، من شيعة الكويت ،  يلحظ بوضوح أنَّ كل ما حدث ،  ويحدث في البحرين ، يجري مثله تماما في الكويت ، ويزيد الطين بلـّة في الكويت أنّ الدولة لازالت في غيّها سادرة ، وتنظر إلى هذا الخطر العظيم نظر المنقاد إلى حتفه وهو كالأبله لايدري ما الذي يقدم عليه !
 
هذا وإنَّ من أعظم الأخطار الإعتماد على التجاذب الغربي الإيراني في حـلّ الملف الإيراني ، وعلى حماية الغرب مصالحه في المنطقـة ، ذلك أنّ الغرب لايهمه في المنطقة إلاّ نفوذه ، وثرواتها ، فخطر إيران ليس على الكيان الغربـي نفسه ، بل على مصالحه المادية ، وحينـذٍ متى ما ضمن هذه المصالح سينتهي عنده الخطر ، وهذا ما يجري التفاوض عليه مع النظام الإيراني سـرّا !
 
أما الخطر على الخليج ، وعلى البلاد العربية ، من إيران ، فهو خطر على الكيانات نفسها ، ولا أعني هنا الأنظمة السياسية فحسـب ، بل كلِّ الكيان الإجتماعي ، فالمشروع الإيراني يستهـدف أسس الحضارة الإسلامية ، وهويتها ، ومعالم ثقافـتها ، وهو يهدد العروبة حاملة الإسلام ، ووعائه ، كما يهـدد الإسلام ،  كما بينا ذلك في عدة مقالات سابقة ، كما يهدد النسيج الإجتماعي ، والأمن ، والإستقرار الحاضر ، والمستقبل.
 
والواجـب التحرك السريع لتطويق هذا الخطـر ، وأهـم وسيلة لحربه هو تحريك الملفات الداخلية في إيران لتشغل النظام بنفسه .
 
ذلك أنه لايوجد دولة في المنطقة فيها تعدد أعراق تتعرض لظلم داخلي مثل إيران ، وعلى رأسها الشعب الأحوازي ، ولهذا السبب يلجأ النظام إما إلى الحرب ، أو الإستعداد لها ، والتهويل بالخطر الخارجي ، لتصدير مشكلات النظام الناشئة من البون الشاسع بين شعارات الثورة ، وواقع الشعب الإيراني المزري ، تصديرها إلى الخـارج .
 
كما أنَّ فضح هذا النظام ، وكشف أهدافه ، وتعرية حقيقته من أهـم الأسلحة في إحباط خططه الشيطانية ،
 
هذا .. وإنَّ من أعجب الأشياء هذه الأيام ، عمى من يعمى عن شر النظام الإيراني ، وخطورته على الإسلام وأمـّة الإسلام ، ودجـله ، ونفاقـه  وإسراره الأحـقادَ على المسلمين.
 
وقد سألني ذات مرة مشتغل بالفكر السياسي ، لماذا تتكلم عن خطر إيران على الخليج ، وليس تهديده لهـا إلاَّ لأنهـا ليست دولا إسلامية ، فقلت له فما بال هذا التحالف الإيراني مع النظام السوري هـل هو نظام إسلامي ؟! أليس هو نظام علماني ، ومن أشد الأنظمة العربية وحشية
 
فأجاب : لكنه نظام مقاوم للهيمنة الغربية ، فقلت : فلماذا إذاً عادى النظام الحاكم في إيران ، النظامَ العراقي السابـق ، وكان أشدَّ من النظام الإيرانـي والسوري عداءً للغرب ، وأوضـح منهما ، وأصدق ، حتى المواجهة العسكرية التي انتهت بإعدام رئيس الدولة قائد الجيش العـراقي فـي أول معركـة عربيـة ضـدّ الإستعمار الإمبريالي الغربـي الحـديث ، بل كان النظام الإيراني بإعترافه السبب الرئيس في هزيمة هذا الجيش العربي ، ونجاح الإحتلال الأمريكي للعراق ؟!
 
فقال : لأنَّ النظام العراقي السابق كان محاربا لإيران من منطـلق قومي وهو الذي صنع هذا الجدار بينه وبين (الثورة الإسلامية) في إيران ، فقلت لـه فلماذا إذاً عادى النظام الإيراني نظام طالبان الإسلامي الذي لايحمل إلاّ مشروعا إسلاميا ، ومعـلوم أن طالبان حركة إسلامية نقيـّة خالصة ، وهـي من غير العرب أصلا ، ونظام طالبـان أيضا أشـدَّ عداوة للمشروع الغربي من النظام الإيراني ، وحركة طالبـان لازالت في حالة حرب مع الدول الغربية ، وتضـرب أروع الأمثلة في جهاد إسلامي مشرف ضد الإمبريالية الغربية الإستعمارية الحديثة ، بينما إيران أصـلا ليست في حالـة حرب ،
 
لماذا عادت إيران نظام طالبان ، وأعلنت متبجّحة أنها لولاها ما سقط نظام (طالبان الإرهابي) ؟!
 
فبُهـت ، ولم يـدر ما يقول ؟!!
 
وقلت له أيضا :  ولماذا كلّ هذا التعصـب الإيراني المهووس ضـد تسميـة الخليج بالعربي ؟!! ولماذا يحارب النظام الإيراني الأقلية العربية في الأحـواز حربا عنصرية مقيتة لاتعرف الرحمـة ، وكذا يحـارب السنـّة من غير العـرب في إيران ، ويبطش بهـا بطش مـن لايرقب في مؤمـن إلاَّ ولا ذمـّة .
 
ولماذا جرائـمه في العراق منذ إجتياحها جرائـم من يتمنّـى تدميـر كلَّ ما يمت إلى العرب ، وأهل السنة بصـلة ؟! ويبتغـي أن لاتقوم لهـم قائمة  وحتـَّى الفلسطينيين الذين كانوا في العراق سامهم سوء العـذاب قبل تهجيرهـم.
 
ولماذا ينفق كـلّ هذه المليارات التي لاتحصى لنشر الرفض ، وعقائده الباطنية في الدول السنيّة ، لتحريك الفتن فيها ، أليس يزعم أنه لافرق بين السنة والشيعة ؟!
 
إذاً لماذا يدسُّ فتنـه بين الشعوب السنية ، بتحريك الشيعة في البلاد الإسلامية ، وبإغـراء الفقراء السنـّة بالمال ، مستغـلاّ فقرهم ، وعوزهـم ليحولهم إلى الرفض ، وعقائده الخرافية الباطنية ، ليكونـوا مع الشيعة الذين يتم تجنيدهـم بؤر أضغـان ، وأوكـار أحـقاد على المسلمين ، ثم أذرعة سياسية له ، وشبكات للتجسّس ؟!

وقلت له : لأنه نظام توسعي يريد أن يبني مشروعه على أنقاض أمتنا ، ويريد أن يهـدمها ، في أحلام كسروية لا تمت إلى الإسلام بصلة ، بل تستتـر بالإسلام للهيمنة على أمتنا ، وهو من هذه الناحية أخطـر من المشـروع الغربي .

ولما سألني فلماذا يتبنّي النظام الإيراني القضية الفلسطينية ، قلت له إنه شعار يستفيد منه ثلاثة أشـياء ، ورقة يفاوض بها الغرب ليرفع شروط صفقته لتقاسم النفوذ ، وشعار يدر عليه تأييد الشعوب السنية ليمرر من تحته مشروعه التوسعي ، وغطاء يستر جرائمـه التي لاتحصى في داخل إيران وخارجها .
 
وبعد هذا أصبح هذا المحاور يقرأ عن المشروع الإيراني وفكره الباطني من زاوية أخرى ، متحررا من زيف شعاراته ، فتبين له كم كان مخدوعا به ، وتحول إلى داعية ضده.

حقيقة الدنيا الفانية

حقيقة الدنيا الفانية

ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – خطبة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف بتاريخ 22 يونيو 2012م 2/8/1433 هـ بعنوان: “حقيقة الدنيا الفانية”، والتي تحدَّث فيها عن الدنيا وحقيقتها التي ينبغي أن تكون راسخة في قلبِ كل مؤمنٍ، وهي أنها زائلةٌ فانيةٌ، وأن الآخرة هي الباقيةُ، مُذكِّرًا في ذلك بأكبر واعظٍ في تلك الحياة الدنيا، ألا هو الموتُ الذي هو حقٌّ على كل حيٍّ، وقد سردَ شيئًا من الأدلةِ الواردة في الوحيَيْن عن الموت والفناءِ والاستعداد للآخرة بالزهدِ في الدنيا، وفعلِ الطاعات، وترك المُنكرات.

الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ  [سبأ: 1]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ القديرُ، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الهادي البشير، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ خيرِ من اتَّبعَ المُصطفَى النَّذيرَ.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا  [الأحزاب: 70، 71].
أيها المسلمون:
إن الدنيا مزرعةٌ للآخرة؛ فالسعيدُ من زهَدَ في هذه الدار، وأشغلَ جوارِحَه بمُراقبة العزيز الغفَّار، وألزَمَ نفسَه الاتِّعاظَ والادِّكارَ، ودأَبَ في طاعة الأوامر والاستجابةِ والمُحافظة على ذلك مع تغايُرِ الأحوال والأطوارِ.
المُوفَّقُ في هذه الدنيا من تأهَّبَ لدار القرار، وكان على حذَرٍ من سخَطِ الجبَّار:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  [آل عمران: 102].
فيا أخي المُسلم:
سلْ نقسَك: هل أعددتَ للموت عملًا صالِحًا؟ أم الدنيا شغلَتك عن المَنِيَّة والإعداد للآخرة؟!
ويا مَن تُحبُّ نفسَك! تذكَّر وقوفَك بين يدَي الرحمن وأنت تُسألُ عن مظالِمِ فُلان وفُلان، وعن ماذا عمِلتَ في الاستجابةِ لأوامر العزيز المنَّان.
أيها المُسلمون:
إن هذه الدنيا دارُ ممرٍّ وليست بدار قرارٍ،  قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا  [النساء: 77].
المُوفَّقُ في هذه الحياة هو من يُسارِع إلى طاعة ربِّه – عز وجل -، وإلى الاستجابة لأوامر رسولِه – صلى الله عليه وسلم -،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ  [الأنفال: 24].
إن الكَيِّسَ الذي تيقَّنَ تلك الحقيقةِ، فكان مُغلِّبًا لآخرته على دُنياه، مُحكِّمًا هواه بتقوَى مَولاه،  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ  [فاطر: 5]،  وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ  [العنكبوت: 64].
إن الفَطِنَ هو من حَظِيَ بتوفيق ربِّه، فبادرَ قبل العوارِضِ، وسارعَ قبل الشواغِلِ، واستعدَّ لدار القرارِ، ولم ينشغِل بدار البَوار،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ  [المنافقون: 9، 10]،  حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  [المؤمنون: 99، 100].
ورسولُنا – صلى الله عليه وسلم – يُحذِّرُ من الانشغالِ عن يوم الحِسابِ، فيقولُ – فيما رواهُ البخاري -: «نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ».
ورُوِيَ عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «بادِروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسِيًا؟ أو غِنًى مُطغِيًا؟ أو مرضًا مُفسِدًا؟ أو هرَمًا مُفنِّدًا؟ أو موتًا مُجهِزًا؟ أو الدَّجالَ فشرُّ غائبٍ يُنتَظَر؟ أو الساعةَ فالساعةُ أدهَى وأمَرُّ؟»؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ”.
وفيما أوصَى به النبي – صلى الله عليه وسلم – أحدَ الصحابة – وهي وصيةٌ لجميع الأمة -، حينما وصَّى ابنَ عُمر – رضي الله عنهما -، قال ابنُ عمر: أخذ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكِبَيَّ ثم قال: «كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ». وكان ابنُ عُمر – رضي الله عنهما – يقول: “إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخُذ من صحَّتك لمرضك، ومن حياتِك لموتِك”؛ رواه البخاري.
إخوة الإسلام:
الدنيا دارٌ يجبُ أن تُعمرَ بكل ما يُقرِّبُ إلى الله – جل وعلا -، ويجبُ على المُسلم فيها أن يكون فائزًا برضا الله – سبحانه -، فبذلك يحصُلُ الخيرُ المُطلقُ، وبفُقدان ذلك يحصُلُ الشرُّ المُحقَّق – والعياذ بالله -،  وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ  [العصر: 1- 3].
وفي الحديث: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «خيرُ الناسِ من طالَ عُمره وحسُنَ عملُه، وشرُّ الناسِ من طالَ عُمرُه وساءَ عملُه»؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ”.

معاشر المسلمين:
إن الخسارةَ الكُبرى في تضييع الحياة في المُشتهيات والملذَّات، والإعراضِ عن العملِ للدار الباقيةِ والحياةِ التي هي السعادةُ الحقيقيةُ لمن أصلحَ وأخلَصَ، والشقاءُ الأكبرُ لمن أعرضَ وأدبَرَ،  أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ  [الشعراء: 205- 207].
فيا أيها المسلم! ما أسعدكَ بهذا الدين إن التزمتَ به؛ فبه الفوزُ العظيمُ والفلاحُ الأتمُّ،  وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا  [الأحزاب: 71].
ونبيُّنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: «كل أمتي يدخلُ الجنةَ إلا من أبَى». قيل: يا رسول الله! ومن يأبَى؟! قال: «من أطاعني دخلَ الجنةَ، ومن عصاني فقد أبَى»؛ رواه البخاري.
أيها المسلمون:
اعلموا بأن الحركات والسَّكَنات محسوبةٌ مكتوبةٌ، وأن العبدَ مسؤولٌ في آخرته عن دُنياه، فالسعادةُ لمن أعدَّ للسؤال جوابًا، وللجوابِ صوابًا،  فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الحجر: 92، 93].
ورسولُنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: «لا تزولُ قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمُره فيم أفناه، وعن علمِه فيم فعلَ فيه، وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيم أبلاه»؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ”.
فيا أيها المُسلم! لن تجنِيَ ثمرةً طيبةً في هذه الحياة، ولن تحذرَ من خزيٍ وخيبةٍ في الآخرة إلا بالالتزامِ الأوفَى بوصيةِ سيدنا ونبيِّنا محمدٍ – عليه أفضل الصلاة والتسليم -: «اتقِ اللهَ حيثُما كنتَ».
فعليك بالخوفِ من إلهكَ ومولاكَ، وراقِبه في علَنك ونجواك؛ تسعَد وتفُز وتغنَم،  إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا  [النبأ: 31]، رسولُنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: «من خافَ أدلجَ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ، ألا إن سلعةَ الله غاليةٌ، ألا إن سلعةَ الله الجنةُ»؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ”.
فيا مَن أشغلَته دُنياه عن آخرته، يا مَن هو ساعٍ في الغفلة، لاهٍ في الملذَّات والمُشتهَيَات، يا مَن بارزَ ربَّه بالعِصيان، ولم يقُم بأوامر الرحمن! اعلَم أنك على خطرٍ عظيمٍ؛ فبادِر بالتوبةِ والإنابةِ إلى الربِّ الرحيمِ،  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ  [الزمر: 53، 54].
بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والهُدى والفُرقان، أقولُ هذا القولَ، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
أحمد ربي وأشكرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
إن المؤمنَ لا يركنُ إلى هذه الدنيا الفانيةِ، ولا يجعلُها شُغلَه الشاغلَ وهمَّه الأكبر؛ فقد وصفَها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – حينما قال ابن مسعودٍ: نام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على حصيرٍ فقام وقد أثَّر في جنبه، فقلنا: ألا نتخِذ لك وِقاءً؟ فقال: «مالي وللدنيا، إنما أنا كراكبٍ استظلَّ تحت دَوحةٍ ثم راحَ وتركَها».
فيا أيها المُسلم! هل من العقلِ الراجحِ أن تظلِمَ الخلقَ بسببِ هذه الدنيا؟! هل من الرأيِ الحصين أن تجمعَ المالَ من الحرام؟! هل يليقُ بالمُسلمِ وهو يعلمُ أن هذه الدارَ دارُ فناءٍ وأن هناك دارٌ هي دارُ البقاء، هل يليقُ بالمُسلم أن يغشَّ، أو أن يسرِقَ، أو أن يخونَ، أو أن يرتشِي؟! كلا ثم كلا.
في الحديث: عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرَ الله، وما والاه، وعالمًا ومُتعلِّمًا»؛ وهو حديثٌ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ”، وحسَّنه بعضُ المُحقِّقين من أهل العلم.
معاشر المُسلمين:
مُصابٌ جَللٌ فُجِع به الناسُ، وهو وفاةُ الأمير الجليلِ نايفِ بن عبد العزيز وليِّ عهد هذه البلاد، فلا نقول إلا ما يُرضِي ربَّنا، وإنا لله وإنا إليه راجِعون، نسأل اللهَ – جل وعلا – أن يجزِيَه على ما قدَّم لدينه ولوطنه خيرَ الجزاء، وأن يُدخِلَه جناتِ النعيم، ويرفعَ درجتَه في المهديين، وأن يجزِيَه خيرًا على ما قدَّم للحُجَّاج والمُعتمِرين.
ونسأل اللهَ – جل وعلا – أن يُبارِكَ في خلفِه نائبِ خادمِ الحرمين الشريفين: الأميرِ سلمان بن عبد العزيز، وأن يُعينَه ويُسدِّده ويُوفِّقَه لخدمة الإسلام والمُسلمين، وأن يُحقِّقَ به كلَّ خيرٍ ورغَدٍ ورخاءٍ لهذه البلاد ولسائر بلاد المُسلمين.
كما نسألُه – جل وعلا – أن يُعينَ وزيرَ الداخلية الأميرَ أحمد، وأن يُسدِّده ويُوفِّقه إلى ما فيه الخير، وأن يجعلَه خيرَ خلفٍ لخير سلَف، وأن يُبصِّرَه بما يُحقِّقُ الأمنَ والعدلَ والرخاءَ، وأن يرزُقَ الجميعَ الصحةَ والعافيةَ ورضا الخالقِ – جل وعلا -.
ثم إن الله – جل وعلا – أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وحبيبِنا وقُدوتِنا محمدٍ، اللهم ارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمةِ المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم اعفُ عنا بعفوِك، اللهم اعفُ عنا بعفوِك، اللهم اعفُ عنا بعفوِك، اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المُسلمين، اللهم اكشِف همَّنا وهمَّ المُسلمين، اللهم نفِّس كُرُبات المُسلمين، اللهم احفظ المُسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المُسلمين في كل مكان، اللهم اجعل لهم من كل كُربةٍ فرَجًا، اللهم اجعل لهم من كل همٍّ مخرجًا، اللهم اجعل لهم من كل همٍّ مخرجًا.
اللهم آمِنهم في أوطانهم، اللهم آمِنهم في أوطانهم، اللهم آمِنهم في أوطانهم يا أرحمَ الراحمين يا أكرمَ الأكرمين.
اللهم اجعل هذه البلادَ آمنةً مُطمئنَّةً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المُسلمين.
اللهم عليك بأعداء المُسلمين، اللهم عليك بأعداء المُسلمين، اللهم شتِّت شملَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، اللهم زلزِلِ الأرضَ من تحت أقدامهم، اللهم أرِنا فيهم ما يسُرُّنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضى، اللهم ارزقه الصحةَ والعافيةَ والعُمرَ المَديدَ على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم بارِك لنا في شعبان وبلِّغنا رمضان، اللهم بارِك لنا في شعبان وبلِّغنا رمضان، اللهم بارِك لنا في شعبان وبلِّغنا رمضان يا أرحم الراحمين، اللهم بلِّغنا رمضان وقد عمَّ الأمنُ والأمانُ جميعَ بلاد المُسلمين، اللهم وقد عمَّت الوحدةُ والاتفاقُ بين المُسلمين يا حيُّ يا قيوم.
عباد الله:
اذكُروا اللهَ ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلًا.

 

الاستقرار وأهميته في حياة المسلمين

الاستقرار وأهميته في حياة المسلمين

ألقى فضيلة الشيخ سعود الشريم – حفظه الله – خطبة الجمعة بالمسجد الحرام بتاريخ 22 يونيو 2012م 2/8/1433 هـ بعنوان: “الاستقرار وأهميته في حياة المسلمين”، والتي تحدَّث فيها عن أهمية الاستقرار في حياة كل مسلمٍ؛ بل كل إنسانٍ على وجه هذه البسيطة؛ إذ النفوسُ تهفُو إليه، وتسعَى بكل ما تملِك لتحقيقه ونَيْلِه، وبيَّن أن الكتابَ والسنةَ جاءا مُجلِّيان هذه المعاني، مُنبِّهًا إلى أن الدعوةَ إلى الاستقرار لا تعنِي عدم التصحيحِ للأخطاء، مُشيًا إلى خطأ بعض المُصطلحات التي تناثَرَت في وسائل الإعلام في هذه الآونةِ بشأن الفوضى والاستقرار.

الخطبة الأولى
الحمد لله الواحد الأحد، الفردِ الصمد، الذي لم يلِد ولم يُولَد، ولم يكن له كُفُوًا أحَد، خلقَ فسوَّى، وقدَّر فهدَى،  لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ  [القصص: 70]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، وخليلُه وخِيرتُه من خلقه، بعثَه الله بين يدَي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا، فبلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّة، وجاهدَ في الله حقَّ جهاده، فصلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى الصحابة والتابعين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فأُوصيكم – أيها الناس – ونفسي بتقوى الله – سبحانه -؛ فإنها مفتاحُ السعادة، وبريدُ النجاةِ والفوزِ بالنعيم المُقيم،  أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  [يونس: 62، 63].
عباد الله:
مطلبٌ منشود، وحاجةٌ مُلِحَّة، وغايةٌ تركَنُ إليها الخلائِقُ على هذه البسيطة؛ لعلمِها وإدراكِها بأن الحياةَ بدونها خِداجٌ. هو مطلبٌ شرعيٌّ ودنيويٌّ، وهو مطلبٌ دُوليٌّ ومحليٌّ، وأُسريٌّ، وسياسيٌّ، واقتصاديٌّ، وتربويٌّ. إنه – يا رعاكم الله -: الاستقرار؛ نعم، الاستقرار بكل ما تحمِلُه هذه الكلمة من المعنى الكبير والمِفصلٍ المُهمِّ في تحديدِ المصير؛ حيث إن جميعَ شؤون الحياة مرهونةٌ به وجودًا وعدَمًا.
إنه الاستقرار الذي يعني: الهدوءَ والثبوتَ، والسُّكونَ والطمأنينةَ، والتكامُلَ والتوازُنَ. إنه الاستقرار الذي يُقابِلُ الشَّغَبَ والاختلالَ، وإنه الانتظام الذي يُقابِلُ الفوضى والاستِهتار، فبالاستقرار يسودُ الأمنُ، وبالأمن يؤدِّي المرءُ أمرَ دينه ودنياه بيُسرٍ وسهولةٍ، وطمأنينة بالٍ.
والاستقرارُ نعمةٌ كُبرى يمُنُّ الله بها على عباده في حين أن فُقدانَه بلاءٌ وامتِحان، كما قال الله تعالى:  وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  [البقرة: 155].
ومن تأمَّل نعمةَ الاستقرار حقَّ التأمُّلِ فسيرَى بصفاءِ لُبِّه وفِكره أن هذه الضرورةَ يشترِكُ فيها الإنسُ والجنُّ والحيوانُ الأعجَمُ، كلُّ هذه المخلوقاتِ تنشُدُ الاستقرارَ، ولا حياةَ هانِئةً لها بدونِه؛ فقد جاء النهيُ عن البولِ – أجلَّكم الله – في الجُحْرِ؛ لأنه من مساكنِ الجنِّ، والبولُ فيه سببٌ في إيذائِها المُفرِزِ إيذاءَها للإنسِ.
وأما الحيوانُ الأعجمُ؛ فقد قال أبو مسعودٍ – رضي الله عنه -: كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفرٍ، فانطلقَ لحاجته، فرأينَا حُمَّرةً معها فَرْخان، فأخذنا فرْخَيْها، فجاءت الحُمَّرة فجعلَت تفرُشُ، فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: «من فجَعَ هذه بولدَيْها؟ رُدُّوا ولدَيْها إليها»؛ رواه أبو داود.
وأما أثرُ الاستقرار، وحاجةُ بني الإنسان إليه؛ فقد جاء في كلماتٍ يسيراتٍ من فمِ صاحبِ الرسالةِ – صلوات الله وسلامه عليه – الذي أُوتِيَ جوامعَ الكلِم؛ حيث قال – صلى الله عليه وسلم -: «من أصبحَ آمنًا في سِربِه، مُعافًى في بدنه، عنده قُوتُ يومه؛ فكأنَّما حِيزَت له الدنيا بحذافِيرها»؛ رواه الترمذي، والبخاري في “الأدب المفرد”.
ولما كان الإسلامُ هو شِرعَةَ الله ومنهاجَه، وصِبغتَه وفِطرتَه التي فطَرَ الناسَ عليها، وهو – سبحانه – أعلمُ بخلقه وبما يصلُحُ لهم في حياتهم ودينهم ودنياهم، وعاقبةِ أمرِهم وآجِلِه؛ فقد شرعَ لهم من الدين ما يكونُ سببًا للاستقرار.
ولما كانت نُظُمُ المُجتمع المُختلفة – سياسيَّةً واقتصاديَّةً، ودينيَّةً وتربويَّةً – تُشكِّلُ البناءَ الاجتماعيَّ الذي يُشبِعُ احتِياجَ المُجتمعات دون تنغيصٍ؛ فقد جعلَت الشريعةُ الغرَّاءُ الاستقرارَ مِقياسًا رئيسًا في كل مشروعٍ، ووجودُه سببٌ في النجاحِ، وفُقدانُه فشلٌ في السيرِ الآمِن في مَهامِهِ الحياة ودُرُوبِها، واختلالٌ لكل مشروعٍ مطروحٍ؛ لأن الاستقرارَ هو التكامُلُ والتوازُنُ وحارِسُ المسيرة.
وعندما نرى أن الأُسرةَ مُجتمعٌ صغيرٌ؛ فقد ظهرت عنايةُ الإسلام بالاستقرارِ في رِحابِها، ورأْبِ كل صَدعٍ يُخِلُّ بمنظومةِ الأُسرةِ التي هي لبِنَةٌ من لبِناتِ المُجتمع الكامِلِ؛ فقد حرِصَ الإسلامُ على توطيدِ الاستقرارِ فيها، وبَذلِ الجهود في ألا تخسرَه أيُّ أُسرةٍ إلا في حالاتِ الفَشَلِ الذَّريعِ وتعذُّر الاجتماع، فقد قال الله – جل وعلا – عن الزوجين:  وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا  [النساء: 35].
فإذا كان هذا هو موقفَ الإسلام في حقِّ الأُسرة الصغيرة؛ فما ظنُّكم بحقِّ الأُسرة الكبيرة التي هي المُجتمعُ المُسلِم المُجتمِعُ تحت لواءٍ واحدٍ وإمامٍ واحدٍ؟ ولا شكَّ أن  الأمر أشدّ والثُّلْمَةَ فيه أخطرُ من أيُّ ثُلْمَة؛ لأن بانعِدامَ الاستقرار فيه انعِدامًا لقيمةِ الحياة الحقيقية.
وربُّ أسرةِ المُجتمع الكبير هو قائدُها وإمامُها ووليُّ أمرها الذي يرعَى شُؤونَها بالعدلِ والحقِّ والرحمة، ولأجل هذا جاءت شريعتُنا الإسلاميةُ سادَّةً لكل ثغرٍ يُمكنُ أن يُنغِّصَ هذا المفهومَ، أو أن يتسلَّلَ من خلاله  لِواذًا؛ فقد قال – صلوات الله وسلامه عليه -: «من أتاكم وأمرُكم جميعٌ يُريدُ أن يُفرِّقَ جماعتَكم فاقتُلُوه»؛ رواه مسلم.
وما ذاكَ – عباد الله – إلا حمايةً للمُجتمع، وتوطيدًا للاستقرار؛ لأن في قتلِ المُزعزِعِ وحده حياةَ المُجتمع كلِّه.
بَيْدَ أن الدعوةَ إلى الاستقرار لا تُلغِي تصحيحَ أي خطأٍ ألبَتَّة، كما أنها لا تقِفُ حجر عثرةٍ أمام السعيِ إلى الانتقالِ من الأمر الفاسدِ إلى الأمر الصالح، أو من الأمرِ الصالحِ إلى الأمرِ الأصلَحِ، أو درء الأمر الفاسدِ بالأمر الصالحِ، أو درء الأفسَد بالأقلِّ فسادًا. فهذه هي أُسُس التصحيحِ المُلائِمِ لمبدأ الاستقرار.
وحُقَّ لنا أن نستلهِمَ هذه السياسة الشرعيَّة واعتبار قيمة الاستقرار في اتخاذ الخُطوات والتدابِيرِ والمُوازَنة بين المصالحِ والمفاسِدِ من قولِ النبي – صلى الله عليه وسلم – لعائشة – رضي الله عنها -: «لولا حداثةُ قومِك بالكُفر لنقضتُ البيتَ – أي: الكعبة – ثم لبنَيتُه على أساس إبراهيم – عليه السلام – ..» الحديث؛ رواه البخاري، ومسلم.
ومثلُ هذه المواقف كلما كانت هادِئةً مُتَّئِدةً مُتدرِّجة فإنها ستُوصِلُ إلى الغايةِ المنشودة؛ لأن الفوضَى لا تُثمِرُ إلا تفكُّكًا، والشغبَ لا يَلِدُ إلا عُنفًا واضطرابًا، والسعيُ الهادئُ بلا التفاتٍ يُوصِلُ إلى المُبتَغَى قبل السعيِ المشُوبِ بالالتفاتِ؛ لأن المُتلفِّتَ كثيرًا لا يصِلُ سريعًا، والالتفاتُ لا يكونُ ما دامَ الاستقرارُ هو المُهيمِنَ على مراحلِ العملِ والمسيرِ، ولقد صدقَ الله:  وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  [الأنفال: 46].
باركَ الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفرُ الله إنه كان غفَّارًا.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه.
وبعد:
فاتقوا الله – عباد الله -.
ثم اعلموا أن عالمَنا اليوم عالمٌ مفتوحٌ يكثُرُ فيه القولُ ويقِلُّ الفعلُ، وتتلاقَحُ فيه المعلومات من كل صوبٍ وفي كل اتجاهٍ، وربما سارعَ الفُضولُ لدى بعضِ الأغرار لينهلَ ثقافةً ليست من بابَته ولا هي من لباسِه؛ فكان مما تأثَّر به بعضُ اللَّهازِمِ من بني مُجتمعاتنا الإسلامية أن أخذَ لَبُوسَ الأجنبيِّ عنَّا واغترَّ بتذويقِه دون أن يُدرِكَ حقيقةَ مُلاءمَته من عدمِها، ودون أن يعرِفَ الأسبابَ والدواعِيَ لهذا اللَّبُوسِ الزائِفِ، فظنَّ البعضُ منهم أنهم بحاجةٍ إلى ثقافةٍ أجنبيَّةٍ تتحدَّثُ عن سبيلِ الوصولِ إلى الاستقرارِ من خلالِ ما يُسمُّونَه: “الفوضَى الخلَّاقة”، أو ما يُسمُّونَه: “الفوضَى البنَّاءة”، وهي خلقُ الفوضَى المُؤدِّية إلى الاضطراب لأجل أن ينشأَ الاستقرارُ من جديدٍ بحُلَّةٍ غير تلك التي خُرِّبَت بالفوضَى والاضطراب.
ويزعُمونَ أنها هي التي تُولِّدُ الشجاعةَ والسِّلْمِ، وما علِمَ أولئك المغرورون أن مبدأَ هذه النظرية إنما هو أساسٌ إلحاديٌّ يُسمُّونَه: “نظريةَ الانفجارِ الكونيِّ”؛ أي: أن الكونَ كلَّه خُلِقَ من الفوضَى، وأن الفوضَى هي التي خلقَت النظامَ في العالَم – تعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا -.
وإن الأسفَ ليشتدُّ حينما يُدرِكُ بعضُ العُقَلاء أن ما يُسمَّى بالفوضَى الخلَّاقة إنما هو مصطلحٌ استخدمَه الغازِي الأجنبيُّ بحُجَّة أن تغييرَ المُجتمعات وتغييرَ حُكوماتهم إنما يكونُ بإحداثِ الفوضَى المُفضِيَة إلى التغيير.
وإن مما يحمَدُه كلُّ غَيورٍ في هذه البلادِ المُبارَكةِ – بلاد الحرمين الشريفين – أن مطارِقَ الحاسِدين والمُتربِّصين إنما تضرِبُ في صخرٍ صلْدٍ لم تُضِرْه، وأوهَى مطارِقَه الحاسِدُ الحاقِدُ؛ فإن اعتزازَ هذه البلاد بتحكيمِ الشريعةِ ورعايةِ الحرمين الشريفين يحُولان – بإذن الله – دون أي تربُّصٍ غاشمٍ، فبقِيَت – بحفظ الله وعنايته – منيعةً أمام التيارات والعواصِفِ. ما يُوجِبُ الشكرَ للباري – جلَّ شأنُه -، ثم يُؤكِّدُ أثرَ الرجوعِ إلى الله، والتكاتُف والاجتماع ونبذ الفُرقة.
وقد مرَّت بلادُنا بأزماتٍ عُضالٍ كادَ بها الكائِدون، فأعانَها الله على الخروج منها كما تخرجُ الشعرةُ من العجين، وهي تُقادُ بأوتادٍ وأطوادٍ من أئمتها وقادتِها، ومهما فقدَت من أركانِها فخلَفُه في دائرةِ المسؤوليَّة صامِدٌ.
وقد رُزِئَت هذه البلادُ في الأيام الماضِية برحيلِ وليِّ عهدها وعضُدِ وليِّ أمرِها: نايفِ بن عبد العزيز بعد عُمرٍ حافلٍ بالرعايةِ والعنايةِ لأمنِ هذه البلادِ، وفي قيادةِ البلادِ من الاستقرار والتوازُن ما يُذكِّرُنا بقولِ القائلِ:
إذا ماتَ منَّا سيدٌّ قامَ سيِّدٌ قؤُولٌ لما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
فرحِمَ اللهُ وليَّ العهد الراحلَ، وأسكنَه فسيحَ جنَّاته، ووفَّقَ خلفَه لكل خيرٍ، ونفعَ به، وسدَّد على الخيرِ خُطاه، وإنا لنُبايِعُه على السمعِ والطاعةِ في المنشَطِ والمكرَه وأثرةٍ علينا.
حمَى اللهُ بلادَنا من كل سُوءٍ ومكروهٍ، وحمَى سائرَ بلاد المُسلمين وأهلِها من كيدِ الكائدين، وعُدوانِ المُعتدين، إنه سميعٌ مُجيبٌ.
هذا وصلُّوا – رحمكم الله – على خيرِ البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بذلك في قوله:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا  [الأحزاب : 56]، وقال – صلوات الله وسلامه عليه -: «من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ، صاحبِ الوجهِ الأنور، والجَبين الأزهَر، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسنةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر إخواننا المُستضعفين في دينهم في كل مكانٍ، اللهم انصرهم على من ظلمَهم ومن خذَلَهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر إخواننا في سُوريا على  من طغَى وبغَى عليهم، اللهم عجِّل لهم بالنصر والفرَج، اللهم ارحم موتاهم، واشفِ مرضاهم، وفُكَّ أسراهم، وارحم ثَكلاهُم يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حيُّ يا قيُّوم، اللهم أصلِح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  [البقرة: 201].
سبحان ربِّنا رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

أنباء عن تسليم السلطة لـ”مرسى” مساء السبت.. عقب أداء اليمين أمام “الدستورية”

رئاسة الجمهورية هى الجهة المنوط بها التحدث باسم الرئيس

أنباء عن تسليم السلطة لـ”مرسى” مساء السبت.. عقب أداء اليمين أمام “الدستورية”

نفى مصدر إعلامى برئاسة الجمهورية اليوم الاثنين، أن يكون الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى قد أجرى أى مقابلات صحفية مع وكالة الأنباء الإيرانية (فارس)

وقال المصدر لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إن كل ما نشرته الوكالة الإيرانية على لسان الدكتور مرسى “ليس له أى أساس من الصحة”.
هذا وقد صرح مصدر مسئول برئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس محمد مرسي لم يدْل بأى تصريحات أو أحاديث صحفية.
وقال المصدر: إن الجهة المنوط بها التحدث باسم السيد الرئيس هى رئاسة الجمهورية.
في سياق آخر ترددت أنباء حول عزم المجلس الأعلى للقوات المسلحة تسيلم السلطة للرئيس محمد مرسى مساء السبت المقبل عقب أدائه اليمين أمام المحكمة الدستورية.
ومن المقرر أن يتم تسليم السلطة فى احتفالية يشارك فيها أعضاء المجلس العسكرى ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء والقوى السياسية ورؤساء الأحزاب، وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين بالقاهرة.
وذكرت الأنباء أن الاحتفالية ستقام فى إحدى الدور التابعة للقوات المسلحة، حيث سيلقى المشير طنطاوى كلمة بهذه المناسبة، ويعلن تسليمه السلطة التنفيذية للرئيس المنتخب

اعتقال سيد ذبيح الدين المخطط لتفجيرات مومباى بالهند

اعتقال سيد ذبيح الدين المخطط لتفجيرات مومباى بالهند

أعلنت وكالات الأمن الهندية انها تمكنت من اعتقال سيد ذبيح الدين المعروف بأبي حمزة، الذي يعد أحد المخططين الـ10 الرئيسيين لتفجيرات مومباي عام 2008 ،وذلك بعد تعقبه لمدة ثلاث سنوات..

ونقلت وكالة “برس ترست” الهندية عن مصادر رسمية هندية قولها ان ذبيح الدين البالغ من العمر 30 سنة والذي يعرف ب”أبي حمزة” و”أبي جندل” اعتقل في 21 يونيو لدى وصوله إلى الهند.

وأشارت المصادر إلى انه باعتقال ذبيح الدين يكون قد تم التعرف على الصوت الذي سجل في المحادثات التي جرت بين 10 عناصر من جماعة “عسكر طيبة” وشركائهم في باكستان.

وبحسب مسؤولين مرتبطين بالتحقيقات، فقد طلب ابى حمزة من عناصر الجماعة الذين ينفذون هجوماً في فندق “نريمان” إبلاغ وسائل الإعلام بأن هذا “الهجوم كان مقدمة والفيلم بكامله سيعرض قريباً”وذلك في إشارة الى حدوث هجمات وشيكة.

يشار إلى ان ذبيح الدين يعد من المخططين الـ10 الرئيسيين لتفجيرات مومباي التي خلفت حوالي 166 قتيلاً وأكثر من 300 جريح في 26 نوفمبر 2008.
ويذكر ان ذبيح الدين مختف منذ العام 2005، وقد خضع لتدريبات في المعهد التقني الهندي ودخل فجأة في صفوف جماعة “عسكر طيبة” التي تبنت المسؤولية عن هجمات مومباي.
وكان المسلح الوحيد الذي نجا، واسمه محمد اجمل امير قصاب، قد ادين بارتكاب جرائم قتل ومحاربة الهند في مايو 2010، وحكم عليه بالاعدام.
وكان الهجوم، الذي استمر ستين ساعة، قد بدأ في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 واستهدف فنادق ومحطة القطارات الرئيسة ومركزا ثقافيا يهوديا في مومباي.
وادى الهجوم الى تدهور العلاقات بين الهند وباكستان، بعد ان وجهت الحكومة الهندية اصبع الاتهام الى تنظيم “عسكر طيبة”، الذي يتخذ من باكستان مقرا له، وحملته مسؤوليته.
واعترفت باكستان في نهاية المطاف بأن التخطيط للهجوم جرى على ارضها وان قصاب مواطن باكستاني.

هروب عمر سليمان

هروب عمر سليمان

هل سيتستقر في ألمانيا أم الإمارات ؟

داليا ورانيا عمر سليمان وصلتا الإمارات

شبكة المرصد الإخبارية

تواترت الأخبار عن مغادرة عمر سليمان لمصر خشية تقديمه للمحاكمة بعد فوز الدكتور محمد مرسي بالانتخابت الرئاسية ، حيث تورط في قضايا تعذيب ، وتمت تحت مسئوليته المباشرة عمليات تعذيب لصالح الاستخبارات الأمريكية ويخشى تقديمه للمحاكمة بتهمة التعذيب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر موقع ديبكا من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تقرير له بعد فوز محمد مرسي برئاسة مصر أن أول من عرف أن تلك الرياح ستهب على مصر، هو اللواء “عمر سليمان” رئيس المخابرات السابق، وزعم التقرير أنه قرر فى العشرين من هذا الشهر عدم إنتظار النتائج النهاية للانتخابات وغادر إلى ألمانيا، عكس ما فعله الرئيس السابق “حسني مبارك”.
وبحسب التقرير الاستخبارتي فإن “سليمان” يعي أن وصول الإخوان للسلطة يعنى تقديم اتهامات ضده بتهم التعذيب وجرائم ضد الإنسانية، ليجد نفسه عالقا في عملية قانونية مثل “مبارك”، لذا فقد قرر المغادرة إلى ميونخ الألمانية.
وأضاف موقع ديبكا على فوز محمد مرسي برئاسة مصر، بأن الإخوان المسلمين حققوا هدفهم التاريخي الذي سعوا ورائهم على مدار حوالى 85 عاما.
وقال: إن الثورة المصرية الآن قد أصبحت ثورة إسلامية، وستكون مماثلة للثورة الشيعية فى إيران منذ 33 عام.
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن إنتصار الإخوان المسلمين فى الانتخابات أضاع فرصة مصر فى الحفاظ على طابعها العلماني الديموقراطي، وأضاع كذلك فرص إسرائيل في الحفاظ على إتفاقية السلام مع مصر. وأشار التقرير أنه في المستقبل القريب ستكون هناك تغييرات، فالدستور المصري سيلغى وسيحل محله الشريعة الإسلامية.
وأضاف أن الإخوان يتهمون المجلس العسكري بمحاولة الاستئثار بالسلطة، وربما سيضطر الإخوان للتوصل لاتفاق مع المجلس العسكري، وربما يكون هذا الاتفاق أيضا قصير المدى، حيث سيقوم الرئيس والبرلمان – المسيطر عليهم من قِبل الإخوان المسلمين – بتمرير دستور يلغى  كافة صلاحيات وقوى الجيش المصري، وهو مايعني في نهاية الأمر تقاعد – أو الإحالة للتقاعد- لعدد كبير من قادة الجيش المصري خاصة المعارضين لجماعة الإخوان.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر مطلعة أسرة اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري المخلوع، غادرت مطار القاهرة الجمعة الماضية متجهة إلى إمارة أبي ظبي، بالإمارات العربية المتحدة، للحاق بوالدهما، الذي سبق وأن وصل الإمارات مطلع هذا الشهر.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مسئول بمطار القاهرة الدولي، أن داليا ورانيا عمر سليمان، أنهتا إجراءات سفرهما علي الطائرة المصرية المتجهة إلي العاصمة الإماراتية.

وكانت تقارير صحافية قد كشفت أن رئيس المخابرات المصرية السابق اللواء عمر سليمان وصل إلى دولة الإمارات العربية في زيارة يرى فيها مراقبون محاولة من السلطات الإماراتية للاستفادة من خبرته الكبيرة في قمع المعارضين الإسلاميين.
ونقلت تقارير إعلامية إماراتية عن ناشطين إماراتيين أن سليمان هو أحد العقول الأمنية التي استعان بها أمن الدولة الإماراتي لقمع المطالبين بالإصلاح، حيث تشن السلطات حملة اعتقالات وتضييق على مجموعة من الإصلاحيين وقامت بتجريد سبعة مواطنين من جنسياتهم واعتقلتهم فيما بعد تمهيداً لطردهم من الإمارات اذا لم يعالجوا اوضاعهم القانونية.

عمر المختار والضابط الإيطالي

عمر المختار والضابط الإيطالي

سأله الضابط: هل حاربت الدولة الايطالية؟
عمر : نعم
وهل شجعت الناس على حربها؟
نعم
وهل أنت مدرك عقوبة ما فعلت؟
نعم
وهل تقر بما تقول؟
نعم
منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الايطالية؟
منذ 10 سنين
هل أنت نادم على ما فعلت؟
لا
هل تدرك أنك ستعدم؟
نعم

فيقول له القاضي بالمحكمة:
أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك

فيرد عمر المختار
بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي

فيحاول القاضي أن يغريه فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين أن يتوقفوا عن جهاد الإيطاليين ، فينظر له عمر ويقول
كلمته المشهورة:
’’إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، لايمكن أن تكتب كلمة باطل‘‘

 

المرزوقي يعتبر تسليم البغدادي المحمودي لليبيا “غير شرعي

المرزوقي يعتبر تسليم البغدادي المحمودي لليبيا “غير شرعي

سلمت الحكومة التونسية رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي المحتجز منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2011 في تونس إلى ليبيا اليوم الأحد، دون استشارة الرئيس منصف المرزوقي الذي اعتبر أن ذلك “قرار غير شرعي ينطوي على تجاوز للصلاحيات”.
سلمت الحكومة التونسية الاحد البغدادي المحمودي (67 عاما) آخر رئيس وزراء في عهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الى ليبيا التي تطالب بمحاكمته، لكن الرئاسة التونسية رفضت هذا الامر متهمة رئيس الوزراء التونسي ب”تجاوز صلاحياته”.
وقالت الحكومة التونسية برئاسة حمادي الجبالي امين عام “حركة النهضة” الاسلامية، في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه “تم اليوم الأحد 24 حزيران/يونيو 2012 تسليم المواطن الليبي البغدادي علي أحمد المحمودي إلى الحكومة الليبية”.
واوضحت ان التسليم جاء بعد “الاطلاع على تقرير اللجنة التونسية الموفدة الى طرابلس لمعاينة شروط توفر المحاكمة العادلة للمواطن البغدادي المحمودي، وبناء على تعهدات الحكومة الليبية بضمان حماية البغدادي المحمودي من كل تعد مادي أو معنوي وتجاوز مخالف لحقوق الانسان”.
واضافت ان التسليم يستند الى حكمين قضائيين صادرين في 8 و25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 عن محكمة الاستئناف في تونس.
وذكرت بان مجلس الوزراء التونسي “وافق” خلال جلستي عمل في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 باشراف رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي، والثانية في 15 ايار/مايو 2012 باشراف حمادي الجبالي “على تسليم المواطن البغدادي المحمودي”.
وسرعان ما نددت الرئاسة التونسية بالقرار الحكومي، متهمة رئيس الوزراء حمادي الجبالي ب”تجاوز صلاحياته”.
واعربت الرئاسة في بيان عن “رفضها” و”ادانتها” لقرار تسليم المحمودي إلى “الحكومة الليبية المؤقتة”، معتبرة ان التسليم “قرار غير شرعي ينطوي على تجاوز للصلاحيات، خاصة وأنه تم بشكل أحادي ودون استشارة وموافقة” الرئيس التونسي المنصف المرزوقي.
وأضافت الرئاسة ان الجبالي سلم المحمودي لليبيا “دون تشاور لا بين الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي) ولا في اجتماعات (أحزاب) الترويكا (التي تشكل الائتلاف الحاكم في تونس) وآخرها ذلك الذي انعقد يوم الجمعة 22 حزيران/يونيو 2012”.
وحملت الرئاسة الجبالي مسؤولية “ما قد يكون لهذه الخطوة من انعكاسات على الائتلاف” الثلاثي الحاكم، مؤكدة ان “أمر التسليم الذي وقعه رئيس الحكومة فيه خرق واضح لالتزامات بلادنا الدولية وتجاه الأمم المتحدة خاصة وأن المنظمة الدولية للاجئين طالبت السلطات التونسية بعدم تسليم السيد المحمودي قبل البت في مطلب اللجوء المقدم من طرفه بحسب ما يجري به التعامل وفق اتفاقية جنيف لسنة 1951”.
وبحسب القانون التونسي، فان تسليم الأشخاص المطلوبين للعدالة خارج تونس لا يتم إلا بعد توقيع رئيس البلاد على مراسيم (قوانين) تسليم.
وكان عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي منصف المرزوقي صرح في وقت سابق ان الاخير الموجود جنوب البلاد للاحتفال بعيد الجيش “لم يوقع مرسوم تسليم” المحمودي وان رئاسة الحكومة “اتخذت بمفردها قرار التسليم من دون أن تأخذ رأي الرئاسة”.
وينتمي المرزوقي الى حزب “المؤتمر” (يساري وسطي) الذي يشكل مع “التكتل” (يساري وسطي) و”حركة النهضة” (إسلامية) الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس.
وكان المرزوقي اعلن في مقابلة مع تلفزيون خاص في 7 حزيران/يونيو الجاري “معارضته المبدئية” لترحيل البغدادي المحمودي.
وقال “ما زلت اعارض الترحيل،انه موقف مبدئي، لا يمكن ان اوقع الترحيل بحق شخص قد يتعرض للتعذيب او للقتل (…)”.
وفي 8 حزيران/يونيو 2012 رد حمادي الجبالي في مقابلة خاصة مع فرانس براس بأن بلاده سترحل المحمودي إلى ليبيا حتى إن لم يوقع الرئيس التونسي قرارا بتسليمه.
ووافقت رئاسة الحكومة التونسية على تسليم المحمودي إلى ليبيا خلال زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب إلى تونس في 17 و18 أيار/مايو الماضي لكنها اشترطت توفير “ضمانات محاكمة عادلة” له.
وقال حمادي الجبالي ان الحكومة الليبية قدمت “ضمانات” شفوية ومكتوبة بشأن “احترام حقوق الانسان، والحرمة الجسدية والمحاكمة العادلة للمحمودي”.
ووصف مبروك كورشيد محامي البغدادي المحمودي، تسليم موكله إلى الحكومة الليبية بأنه “جريمة دولة”.
وقال المحامي الذي يرأس “هيئة الدفاع” التونسية عن المحمودي لفرانس برس “التسليم جريمة دولة (..) الحكومة التونسية لم تحترم القانون التونسي ولا الدولي ولا مبادئ حقوق الانسان”.
وأضاف أن المحمودي “تم ترحيله اليوم عند الساعة الخامسة صباحا بتوقيت تونس (5 تغ) على متن طائرة خاصة، دون علم رئاسة الجمهورية”.
وتابع ان موكله تقدم بطلب إلى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل الحصول على اللجوء السياسي.
وكانت ليبيا وجهت طلبين رسميين بتسليم المحمودي لمحاكمته بتهمة الفساد المالي في عهد معمر القذافي، و”التحريض” على اغتصاب نساء ليبيات خلال ثورة 17 شباط/فبراير 2011 التي أطاحت بنظام القذافي.
ورفض الرئيس التونسي السابق فؤاد المبزع توقيع قرار التسليم مبررا ذلك بخشيته من تعرض المحمودي إلى “التعذيب” أو “القتل” مثلما حصل مع القذافي.
وأعلن رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب ان بلاده تسلمت الاحد البغدادي المحمودي الذي “اودع احد السجون التابعة لوزارة العدل والخاضعة لاشراف الشرطة القضائية وذلك بناء على امر الحبس الصادر بحقه في النيابة العامة بتهمة ارتكاب جرائم ضد ابناء الشعب الليبي”.
واوضح في بيان اصدره مكتبه ان الحكومة الليبية “تجدد تأكيدها بأن يلقى (المحمودي) المعاملة الحسنة بما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف وبما تقتضيه المعايير الدولية لحقوق الانسان”، مضيفا أن رئيس الوزراء الليبي السابق “سيقدم هو وامثاله الى محاكمة عادلة ونزيهة”.
وقبع المحمودي في سجن المرناقية قرب العاصمة تونس منذ اعتقاله في 21 ايلول/سبتمبر 2011 جنوب البلاد عندما كان يحاول التسلل إلى الجزائر المجاورة..

الصحف الإسرائيلية تعرب عن قلقها بعد انتخاب مرسي رئيسا لمصر

الصحف الإسرائيلية تعرب عن قلقها بعد انتخاب مرسي رئيسا لمصر

أعربت الصحف الإسرائيلية عن قلقها غداة إعلان فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في مصر لرغم تعهده باحترام المعاهدات الدولية لبلاده.
اعربت الصحف الاسرائيلية الاثنين عن قلقها بعد فوز مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في مصر.

وعنونت صحيفة “يديعوت احرونوت” الاكثر انتشارا صفحتها الاولى “الظلام في مصر”، في اشارة الى احدى الضربات على مصر الفرعونية كما جاء في سفر الخروج في الكتاب المقدس.

وقالت الصحيفة ان “اسرائيل قلقة من وصول الاسلام المتطرف الى الحكم في مصر”، وذلك على الرغم من تعهد مرسي احترام المعاهدات الدولية لبلاده.
وشدد سمادار بيري في افتتاحيته على ان فوز مرسي هو “انتصار خطير”، مذكرا بان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين كان يترأس في السابق لجنة تدعو الى “محاربة الصهيونية” وان حركة حماس الاسلامية تابعة للاخوان المسلمين.

وحذر اليكس فيشمان المتخصص في الشؤون العسكرية من ان على “اسرائيل ان تعيد التاكيد على موقفها وان تستعد لكل الاحتمالات”، في اشارة الى مراجعة ممكنة للاتفاقات السلام والمعاهدات الاقتصادية.

وعنونت صحيفة “معاريف” (وسط اليمين) ان “المخاوف اصبحت حقيقة فالاخوان المسلمون باتوا على راس السلطة في مصر”، مؤكدة ان “معاهدة السلام باتت في خطر”.

اما ياكوف كاتز خبير الشؤون العسكرية في صحيفة “جيروزالم بوست” الصادرة بالانكليزية (يمين) فاعتبر ان “شيئا لن يتغير على المدى القصير في العلاقات مع مصر لان مرسي امامه تحديات اكثر الحاحا من الدخول في حرب مع الدولة العبرية”.

واضاف ان وصول الاخوان المسلمين الى الحكم “سيكون له تاثير على التهديد الارهابي المتزايد في سيناء، ولا بد ان نرى ما اذا كان مرسي سيتخذ اجراءات لتصحيح الوضع ام لا”.

اما صحيفة “هآرتس” (يسار) فخصصت ايضا صفحتها الاولى لفوز مرسي و”القلق” الذي يثيره في اسرائيل انتخاب رئيس اسلامي في مصر.

الا ان الصحيفة نقلت عن مسؤول اسرائيلي قوله ان حكومة بنيامين نتانياهو “تامل سرا” في ان يدرك مرسي ان “المهم بالنسبة الى مصر هو النهوض بالاقتصاد بدلا من اعادة النظر في العلاقات الثنائية”.

كما ذكرت صحف إسرائيلية أن المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل تتخوفان من تراجع العلاقات مع مصر وتصاعد الهجمات من سيناء ضد جنوب إسرائيل في أعقاب فوز محمد مرسي برئاسة مصر.
وقالت صحيفة (معاريف) إنه يوجد تخوفات كبيرة لدى المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل لأن للعلاقات مع مصر، وهي أكبر وأهم دولة مجاورة لإسرائيل، تأثيرا هاما للغاية على العلاقات مع كل العالم العربي.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من قول مرسي بعد الإعلان عن فوزه بالرئاسة أمس أنه سيحافظ على جميع الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر، إلا أن جهاز الأمن الإسرائيلي يتخوف من أن تكون لانتخاب مرسي تبعات سلبية وخصوصا على المدى البعيد.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا مساء الأحد قال فيه إن “إسرائيل تقدّر العملية الديمقراطية في مصر وتحترم نتائجها، وتتطلع إسرائيل إلى مواصلة التعاون مع الحكومة المصرية بناءً على معاهدة السلام بين البلدين التي تعتبر مصلحة للشعبين وتقدم كثيرا إلى الاستقرار في المنطقة”.

رغم ذلك قالت الصحيفة إنه في إسرائيل يأملون بأن التحديات الماثلة أمام الحكم الجديد في مصر ستكون كثيرة وصعبة، وأن يولي كل جهده في ترميم الاقتصاد الذي تضرر كثيرا خلال العام ونصف العام الماضي، وأن يعي الحكم الجديد في مصر أهمية المساعدات الخارجية التي ستكون مشروطة باستمرار اتفاقية السلام بين الدولتين.

وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الإسرائيلي بدأ قبل عدة شهور بالاستعداد والجهوزية لنشوء وضع مختلف في مصر، وفي الوقت نفسه الحذر من المس بالعلاقات الحساسة بين الدولتين والامتناع عن إطلاق تصريحات يمكن تفسيرها بشكل يثير إشكاليات.

ووفقا للصحيفة فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قالوا خلال اجتماعات مغلقة أنه إذا غيّرت مصر سياستها فإن إسرائيل ستواجه مشكلة أمنية أصعب من تلك التي تواجهها مع حزب الله والفصائل الفلسطينية في غزة سوية، وهذا الأمر يعني رصد ميزانيات كبيرة جدا خاصة وأنه منذ حرب العام 1973 لم تكون هناك جهوزية إسرائيلية في هذه الجبهة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش المصري هو “نقطة ضوء” كون التقديرات الإسرائيلية ترى أنه يؤيد اتفاقية السلام في هذه المرحلة.

وأضافت أن التقديرات الإسرائيلية هي أن الحكم الجديد في مصر لن يبذل جهودا كبيرا في المحافظة على الحدود بين الدولتين وأنه قد تقع هجمات من سيناء ضد أهداف إسرائيلية إضافة إلى أن إسرائيل ستواجه صعوبة في العمل بحرية ضد حماس في قطاع غزة من أجل الامتناع عن احتكاك مع الحكومة المصرية الجديدة.

وبدورها نقلت صحيفة (هآرتس) عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن “العالم ضحك علينا لأننا وصفنا الربيع العربي بأنه شتاء إسلامي، والآن يرى ويدرك الجميع إلى أين وصل الوضع”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي “سننتظر الآن لنرى ما إذا كان النظام الجديد سيحاول استعراض نفسه كمعتدل والتقرب من الغرب، أم أنه سيتجه نحو التطرف في أعقاب سيطرته على الحكم والبرلمان”.

ومن جانب قال عضو الكنيست عتنيئيل شنلر من حزب كديما إنه “على إسرائيل أن تحيي الشعب المصري على إجراء العملية الديمقراطية، وردود الفعل الأولى التي ستصدر عن إسرائيل من شأنها أن تكون هامة لبلورة علاقتنا مع الجارة في الجنوب”.

“الدعوة السلفية”: تهنيء مرسي وتدعوه إلى إتمام مصالحة وطنية

قالت نحن معه في كل الأحوال

“الدعوة السلفية”: تهنيء مرسي وتدعوه إلى إتمام مصالحة وطنية

علي عبدالعال – شبكة المرصد الإخبارية

هنأت “الدعوة السلفية” الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي والشعب المصري على ما مَنَّ به الله مِن فوز “مرشح التيار الإسلامي والثورة” ، ووجهت الجماعة الشكر لجميع طوائف الشعب التي تسامت على انتماءاتها: الفكرية والحركية، واتحدت لإنجاح “مرشح الثورة”.

وفي بيان رسمي لها وجهت “الدعوة السلفية” الشكر للدكتور مرسي ولحزب “الحرية والعدالة” ولجماعة “الإخوان المسلمين” على سرعة الوفاء بأول وعودهم، وهو استقالته من الحزب والجماعة؛ ليكون رئيسًا لكل المصريين، وعلى رأسهم الذين انتخبوا المرشح المنافس.

ودعت الجماعة الدكتور “محمد مرسي” أن يكون على رأس أولوياته في المرحلة القادمة: إتمام المصالحة الوطنية، وإنجاز تقدم ملموس في ملفات: “الأمن، والوقود، والغذاء”. وختمت الدعوة بيانها مؤكدة أنها معه (د.مرسي) في كل الأحوال… في الصواب: بالدعم والتأييد. وفي الخطأ: بالنصح والإرشاد.