فيديو: الحوثيون يقتلون الناس في صعدة ويدوسون المصحف الشريف بأرجلهم

شاهد فيديو: الحوثيون يقتلون الناس في صعدة ويدوسون المصحف الشريف بأرجلهم

هذا شريط فيديو للشهداء الأربعة الذين قتلهم الحوثيون في منطقة رحبان بصعدة وهم من طلاب العلم في دار الحديث بدماج؟!
فلم يكتفوا بقتلهم بل شوهوهم وسحبوهم وداسوهم وليس هذا فقط بل داسوا على المصحف الشريف الذي كان على كتف أحد الشهداء.
الشهداء هم: مالك البريهي, ومحمد الذبحاني, وعبد النور البيضاني, وعمر الصباحي الذي كان معه المصحف وأسماؤهم مرتبة على حسب التصوير.
تنبيه: التصوير من قبل الحوثيين أنفسهم

حسبنا الله ونعم الوكيل

جنود سعوديون يعتدون بالضرب على سجين يمني حتى الموت و800 سجين يمني يعلنون الإضراب عن الطعام

جنود سعوديون يعتدون بالضرب على سجين يمني حتى الموت و800 سجين يمني يعلنون الإضراب عن الطعام

شبكة المرصد الإخبارية

لقى سجين يمني مصرعه عصر امس في أحد سجون المملكة العربية السعودية الخاصة بالمجهولين .
وقال سجناء يمنيون ان جنود سعوديون قاموا بالاعتداء بالضرب الشديد عصر أمس على السجين اليمني العزي ناجي احمد الذماري حتى أردوه قتيلاً.
وأكد السجناء أن الحادثة جاءت عقب عراك جماعي كان قد نشب في احد العنابر داخل أحد السجون في منطقة نجران السعودية وتم إخراج بعض السجناء اليمنيين لخارج العنبر والاعتداء عليهم بالضرب من قبل حراسة السجن مما أدى إلى أصابة العديد من السجناء بما فيهم السجين “العزي الذماري”الذي نقل إلى إحدى مستشفيات المملكة وهو فاقداً للوعي في غيبوبة تامة قبل أن يفارق الحياة.
وقد تضامن السجناء اليمنيين في سجن نجران الذين يقدر عددهم بـ 800 سجين مع المجني عليه وأعلنوا إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على سوء المعاملة للسجناء مطالبين حضور القنصل اليمني وكشف ملابسات واسباب قتل زميلهم وتقديم الجاني للعداله.

خطورة التكالُب على الدنيا

خطورة التكالُب على الدنيا

ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – خطبة الجمعة في المسجد النبوي:6 /6/1433 بعنوان: “خطورة التكالُب على الدنيا”، والتي تحدَّث فيها عن الدنيا وفتنتها، وأن التكالُب عليها سببُ كل محنةٍ وفتنةٍ وبليَّةٍ، وعاقبةَ ذلك وخيمةٌ في الآخرة، وذكرَ العديدَ من الآيات والأحاديث المُحذِّرة من الانشغالِ بها والسعي خلفَها.

الخطبة الأولى
الحمد لله المُتفرِّد بالكبرياء والبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صاحبُ العِزَّة والبقاء، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه سيدُ الأنبياء، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ أهل الخيرِ والتُّقَى، اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا ورسولِنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أهلِ الخير والتُّقَى.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله – جل وعلا -؛ فالتقوى سبيلُ الفلاح، وطاعةُ الرحمن أساسُ كل فوزٍ ونجاحٍ.
أيها المُسلمون:
أخطرُ شيءٍ اليوم على المُسلمين: تكالبُهم على الدنيا، والتنافُس فيها تنافُس السِّباع على الفريسة، كل ذلك لِذاتِ الدنيا بدون إيثار الآخرة الباقية، ودون أن يكون هذا الحبُّ لهذه الدنيا الفانِية محكومًا بضوابِط الشرعِ وتوجيهاتِه وتعليماتِه.
ولقد حذَّرَنا ربُّنا – جل وعلا – من هذا المسلَكِ:  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ  [فاطر: 5].
المؤمنونُ أصحابُ رسالةٍ سامِيةٍ ينظُرون لهذه الدنيا على أنها مزرعةٌ للآخرة، فيتزوَّدون منها، ويطلبون فضلَ الله – جل وعلا – وفقَ أوامره – عزَّ شأنه -، قلوبُهم مُتعلِّقةٌ بالآخرة والعملِ لها، مع أخذِهم بنصِيبهم من الدنيا بالعمل النافعِ المُثمِر، والتجارةِ المحكومةِ بتقوى الله – جل وعلا -،  فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  [الجمعة: 10]،  وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ  [القصص: 77].
إن المُتابِعَ لأحوال الأمة اليوم على مُستوى أفرادها ومُجتمعاتها، وحُكَّامها ومحكوميها يجِدُ أن سببَ الشقاء وأصلَ المصائبِ والعَنَاء عند كثيرٍ من الناس، وأن أساسَ المِحَن والفِتَن: تغليبُ حُبِّ الدنيا، والافتِتانُ بها، وجعلُها محكومةً للتوجُّهاتِ والإراداتِ والمقاصِد، ومُسيطرةً على الأفعالِ والأقوالِ والتصرُّفات، فأصبحَ كثيرٌ يُوالِي على الدُّنيا، ومن أجلها يُعادُون، ولِذاتِها يُقاتِلون، فحينئذٍ وقعَ لهم الشقاءُ بأنواعه، وفقَدوا السعادةَ والفلاحَ، والعِزَّ والنجاحَ.
ومن أجل هذا حذَّرَت نُصوصُ الإسلام من هذا المسلَكِ الوَخيم والمنهجِ الأثيم، قال – جل وعلا -:  وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ  [العنكبوت: 64].
ورسولُنا – صلى الله عليه وسلم – يقول في قصةٍ مع الصحابة – رضي الله عنهم -: «فواللهِ ما الفقرَ أخشَى عليكم، ولكن أخشَى عليكم أن تُبسَطَ الدنيا عليكم كما بُسِطَت على من كان قبلَكم، فتتنافَسُوها كما تنافَسُوها، فتُهلِكَكم كما أهلكَتهم»؛ متفق عليه.
وفي حديثٍ آخر: أنه – صلى الله عليه وسلم – جلسَ على المنبَر، قال أبو سعيد: وجلسنا حولَه، ثم قال – عليه الصلاة والسلام -: «إن مما أخافُ عليكم من بعدي: ما يُفتَحُ عليكم من زهرةِ الدنيا وزِينتِها»؛ متفق عليه.
إن الفلاحَ الدنيوي والأخروي إنما يكونُ في تحقيقِ تقوى الله – جل وعلا – وطاعتِه، والحَذَر من مزالِقِ حبِّ الدنيا، أو أن تُؤثِّرَ على تقوى الله – جل وعلا – بنقصٍ أو تفريطٍ يُؤثِّرُ على هذه الحُقوق اللازِمة،  إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  [يونس: 7، 8].
وحبيبُنا ونبيُّنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن الدنيا حلوةٌ خضِرةٌ، وإن اللهَ مُستخلِفَكم فيها فينظُر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ»؛ رواه مسلم.
وفي حديثٍ آخر: يُخبِرُ – صلى الله عليه وسلم – عن فتنةِ هذه الأمة، فيقول: «إن لكل أمةٍ فتنةٌ، وفتنةُ أمتي: المال».
أي: أنهم يُمتَحَنون بهذه الدنيا؛ هل يجعلونها في طاعة الله – جل وعلا -؟ هل يقومون بواجبِ الله وحقوق رب العالمين، أم يُؤثِرون الدنيا وتُفضِي بهم – والعياذُ بالله – إلى المُحرَّمِ والمذموم؟
أمة الإسلام:
أشدُّ الأمور خطرًا على العبدِ: أن يُزهِقَ أرواحًا بريئةً، أو أن يهتِكَ أعراضًا نقِيَّةً، أو أن يسلبَ حقوقًا مرعِيَّةً، أو أن يقعَ في ظلمٍ للخلقِ بأيِّ وجهٍ من الوجوه من أجلِ دُنيًا فانِية، ومتاعٍ زائلٍ.
من أقبَحِ الأفعالِ: فعلٌ يُبعِدُك عن رِضا ربِّ العالمين من أجلِ دُنيا حقيرةٍ وعَرَضٍ زائلٍ.
من أشنعِ المسالِكِ: مسلَكٌ يُلقِي بأوامرِ الله – جل وعلا – ظِهريًّا من أجل منصِبٍ زائفٍ أو كرسيٍّ لا يبقَى.
قال – صلى الله عليه وسلم – قولًا ينبغي أن يكون نُصبَ أعيُننا: «ما ذِئبان جائِعانِ أُرسِلا في غنَمٍ بأفسَدِ لها من حِرصِ المرء على المالِ والشرفِ لدينه».
فحبُّ المال وحبُّ الشرف إذا لم يكن محكومًا بطاعة الله – جل وعلا – فإنه يكونُ من مُفسِدات الدين – والعياذ بالله -.
إن من يُقدِمُ على إفساد دينه لأجل دُنياه؛ من جمعِ مالٍ، أو حِرصٍ على منصبٍ أو وظيفةٍ، فهو ساعٍ في هلاكِ نفسِهِ عاجِلًا أم آجِلًا، سنَّةٌ إلهيَّةٌ ماضِيةٌ، لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّرُ؛ فقد دعا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – على من كان هذا شأنُه: «تعِسَ عبدُ الدينار، تعِسَ عبدُ الدرهم، تعِسَ عبدُ القَطيفَة والخَميصَة، إن أُعطِيَ رضِي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ»؛ رواه البخاري.
إن حبَّ الدنيا، إن حبَّ الزعامة، إن السعيَ إلى المناصبِ والقيادَة مذمومٌ لذاته، لاسيَّما حينما يُساوِمُ المرءُ فيها على أمرٍ من أمور دينه، أو يتنازَل عن واجبٍ من واجباتِ خالِقِه؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «إنكم ستحرِصون على الإمارة، وستكونُ نَدامةً يوم القيامة»؛ رواه البخاري.
وحينما قال له أبو ذرٍّ: ألا تستعمِلني يا رسول الله؟ قال: «يا أبا ذرٍّ! إنك ضعيفٌ، وإنها أمانةٌ، وإنها يوم القيامة خِزيٌ ونَدامةٌ إلا من أخذَها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها».
اللهم اجعلنا ممن يستمِعُ القولَ فيتَّبِعُ أحسنَه، وممن إذا أذنبَ استغفَر، وإذا أُعطِي شكَر، وإذا ابتُلِي صبَر.
أقولُ هذا القولَ، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
إن الواجبَ على المُسلمين اليوم وهم يُعانون من هذه المِحَن ومن هذه الفِتَن التي لا يعلمُ عاقِبَتها إلا اللهُ – جل وعلا – أن يستدرِكوا أمرَهم، وإن على أهل الحلِّ والعقدِ من حُكَّامٍ وعلماء وأُمراء ووُجهاء في دِيار المُسلمين أن يسعَوا إلى لمِّ الشمل وجمعِ الكلمة بإصلاحِ الوَضعِ وفقَ منهج الإسلام الذي لا تصلُحُ الأمةُ إلا بهِ، وعلى من تحمَّلَ مسؤوليَّةً في بلادِ المُسلمين أن يقودَهم بالإسلام، أن يسيرَ بهم وفقَ الوحيِ المُطهَّر والسيرةِ النبويَّة العظيمةِ، وسيرةِ الخُلفاء الراشدين.
فيجبُ علينا أن نقرأَ هذه السِّيَر، وأن نقتدِيَ بها، وأن نجعلَها حاكِمةً لنا في تصرُّفاتنا وفي مسالِكِنا.
إن الأمورَ لا تصلُح ولن تعيشَ المُجتمعات الإسلامية في رغَدٍ ورفاهِيَةٍ وخيرٍ وصلاحٍ إلا بهذا المنهَجِ، وبتقريبِ أهل الخير والصلاحِ وأصحابِ الإخلاص والصدقِ والنزاهة، قال – صلى الله عليه وسلم -: «ما بعَثَ الله من نبيٍّ ولا استخلَفَ من خليفةٍ إلا كانت له بِطانَتان: بِطانةٌ تأمرُه بالمعروف وتحُضُّه عليه، وبِطانةٌ تأمرُه بالشرِّ وتحضُّه عليه، والمعصومُ من عصمَ اللهُ».
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا أرادَ الله بالأميرِ خيرًا جعلَ له وزيرَ صدقٍ؛ إن نسِيَ ذكَّرَه، وإن ذكَرَ أعانَه، وإذا أرادَ به غيرَ ذلك جعل له وزيرَ سُوءٍ؛ إن نسِيَ لم يُذكِّره، وإن ذكَرَ لم يُعِنهُ»؛ رواه أبو داود بإسنادٍ جيِّدٍ.
فإن ما أصابَنا في بلاد المُسلمين إنما هو بالبُعد عن المنهجِ الذي خطَّه نبيُّنا – صلى الله عليه وسلم -، وسطَّرَه أبو بكرٍ وعمرُ وعُثمانُ وعليٌّ، وغيرُهم من الصحابة ممن تولَّى للمُسلمين ولايةً أو مسؤوليَّةً، ولا يهلَكُ على الله – جل وعلا – إلا هذا، وقال قائلُهم:
نصحتُ قومي بمُنعَرَج اللِّوَى فما استبَانُوا النُّصحَ إلا في ضُحَى الغَدِ

ويقول الآخرُ:
أمرتُك أمرًا جازِمًا فعصيتَني فأصبحتَ مسلُوبَ الإمارةِ نادِمًا
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا ورسولِنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الآل والصحابةِ أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أصلِح أحوالنا وأحوال المسلمين.
اللهم اجمع كلمةَ المُسلمين على حبِّ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وعلى تغليبِ سنَّتِه في حياتهم، اللهم وفِّقهم للعمل بالقرآن والسنة، اللهم وفِّقهم للعمل بالقرآن والسنة، اللهم اخذُل من خذَلَ هذا الدينَ، اللهم اخذُل من خذَلَ هذا الدينَ.
اللهم من أراد بمُجتمعاتنا تغريبًا فعليك به، اللهم من أراد بمُجتمعاتنا غيرَ الإسلامِ فعليك به، اللهم من أراد بمُجتمعاتنا سوءً أو معصيةً فعليك به فإنه لا يُعجِزُك.
اللهم وفِّق المُسلمين لكل خيرٍ، اللهم احفَظهم في كل مكانٍ، اللهم احفَظهم في كل مكانٍ، اللهم احفَظهم في كل مكانٍ.
اللهم ارفَع السوءَ والضرَّاء عن إخواننا في سُوريا، وفي فلسطين يا حي يا قيُّوم، اللهم ارفع عنهم هذه السوء، اللهم ارفع عنهم الضُّرَّ، اللهم ارفع عنهم الضُّرَّ، اللهم ارفع عنهم الضُّرَّ، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم عُمَّ بالرخاءِ بلادَ المُسلمين، اللهم اجعلهم في رخاءٍ وسخاءٍ، وفي أمنٍ وإيمانٍ يا أرحمَ الراحمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه ونائِبَه لكل خير، اللهم وفِّقهما لكل خيرٍ، اللهم ارزُقهما البِطانةَ الصالِحة الناصِحةَ يا حيُّ يا قيُّوم.
اللهم احفَظ بلادَ الحرمين، اللهم احفَظها بالإسلام، اللهم احفَظها بالتوحيد والعقيدة الصافِية، اللهم احفَظها بالتوحيد والعقيدة الصافِية يا حيُّ يا قيُّوم، وجميعَ بلاد المُسلمين.
اللهم اغفر للمُسلمين والمُسلِمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا، اللهم أغِثنا وأغِثِ المُسلمين، اللهم أغِثنا وأغِثِ المُسلمين، اللهم أغِثنا وأغِث دِيارَ المُسلمين، يا حيُّ يا قيُّوم يا غنيُّ يا حميدُ.
سبحان ربِّك ربِّ العِزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رب العالمين.

نعمة الرضا

نعمة الرضا

ألقى فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد – حفظه الله – خطبة الجمعة في المسجد الحرام : 6/6/1433 بعنوان: “نعمة الرضا”، والتي تحدَّث فيها عن نعمةٍ من أعظم نعم الله على العبد، وهي: نعمةُ الرضا؛ حيثُ بيَّن أن العبدَ لا يزالُ يسعَى لتحصيلِه ونيلِه في هذه الدنيا، ويدأبُ حتى يبلُغَه، وأن المالَ الكثيرَ ليس دليلًا على السعادة والرضا، كما أن الفقرَ وقلَّة ذات اليد ليس دليلًا على عدمِه؛ بل ربما كان العكسُ هو الصوابُ، ولم ينسَ أن يُعرِّج على قضية الاختطاف، وأنها مُنافِية ومُخالِفة لشرع الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -.

الخطبة الأولى
الحمد لله، الحمد لله العليِّ الكبير، تعالى وتنزَّه عن الشبيه والنَّظير والمُعين والظَّهير،  أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ  [الملك: 14]، أحمده – سبحانه – وأشكره أعطى الكثير، وتجاوزَ عن التقصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالِصةً مُخلِصةً أرجو بها النجاةَ من عذابِ السَّعير، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله البشيرُ النذير، والسراجُ المُنير، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه ذوي القدرِ العليِّ والشرفِ الكبير، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وعلى نهجِ الحق يسير، وسلَّم التسليمَ الكثير.
أما بعد:
فأُوصيكم – أيها الناس – ونفسي بتقوى الله – عز وجل -، فاتقوا الله – رحمكم الله -؛ فإن الكرامةَ كرامةُ التقوى، والعِزَّ عِزُّ الطاعةِ، والأُنسَ أُنسُ الإحسان، والوَحشةُ وحشةُ الإساءة، الحياةُ – يا عبد الله – في مُداومة الذكر، والعافيةُ في مُوافقة الأمر، والنجاةُ في لُزوم الكتاب والسنة، والفوزُ لمن زُحزِحَ عن النارِ وأُدخِلَ الجنة،  وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا  [النساء: 69].
أيها المسلمون:
هدفٌ منشودٌ إذا فقدَه الإنسانُ فإنه لا يستقرُّ على حالٍ، ولا يسكُنُ إلى قرار، وغايةُ مُبتغاه بدونها صاحبُها قلِقٌ مُتبرِّمٌ، مُضطربٌ حائر، وأمنيةٌ مُتمنَّاه إذا لم يُحقِّقها طالبُها فهو أشبَهُ بحيوانٍ شرس، أو سبُعٍ مُفترس، والمُجتمع بدونها كذلك مُجتمعُ غابةٍ من غير غاية ولو لمَعَت فيه بوارِقُ حضارةٍ أو أثَارةُ تقدُّمٍ، المقاييسُ فيه للأشدِّ والأقوى وليس للأصلَحِ والأتقى.
هدفٌ وغايةٌ وأمنيةٌ يطلبُها كثيرون في غير موضِعِها، ويتطلَّبُها مُتطلِّبُون من غير مظانِّها، جرَّبوا ألوانًا من المُتَع وصُنوفًا من الشهوات فما وجدُوها، حسِبَها قومٌ في الغِنَى ورغَدِ العيشِ، وظنَّها آخرون في الجاهِ والمقامِ العريض، واعتقَدَتها فئاتٌ في حُسن العلوم والمعارِف، خاضَ في البحث عنها العلماءُ والفلاسِفة، والأغنياءُ والفقراء، والملوك والوُجهاء. إنها – يا عباد الله -: السعادةُ والطمأنينةُ والرضا والسَّكينة.
ما أعظمَ الفرقِ بين رجلَين أحدُهما عرفَ الغايةَ وطريقَها فاطمأنَّ واستراحَ، وآخرُ ضالٌّ يخبِطُ في عِماية، ويمشي إلى غير غاية، لا يدري كيف المَسير، ولا إلى أين المصير؟!  أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ  [الملك: 22].
كم من صاحبِ مالٍ وفير، وخيرٍ كثير، تجلَّى رِضاهُ وطُمأنينتُه وقناعتُه في تحرِّي الحلال وأداء حقِّ الله فرضًا ونَدبًا، أعطَى الأجيرَ أجرَه، ولم يُذِلَّ نفسَه من أجلِ مالٍ أو جاهٍ.
وآخرُ عنده ما يكفيه، ولكن قد ملأَ الطمعُ قلبَه، وانتشرَ التسخُّطُ بين جوانحِه، جزِعٌ من رِزقه، مُتسخِّطٌ على رازِقِه، يبُثُّ شكواه إلى المخلوقين،  هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا  [الفتح: 4].
معاشر الأحِبَّة:
الرِّضا نعمةٌ عظيمةٌ، يبلُغُها العبدُ بقوَّةِ إيمانه بربِّه وحُسن اتِّصالِهِ به، ينالُها بالصبرِ والذكرِ والشكرِ وحُسن العبادة، وقد خاطَبَ اللهُ نبيَّهُ محمدًا – صلى الله عليه وسلم – بقوله:  فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى  [طه: 130].
وفي الحديث الصحيح: «ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمُحمَّدٍ – صلى الله عليه وسلم – رسولًا»؛ رواه أحمد، ومسلم، والترمذي.
الرِّضا – أيها الإخوة – بابُ الله الأعظم، وجنةُ الدنيا، ومُستراحُ العارفين، وحياةُ المُحبِّين، ونعيمُ العابدين، وقُرَّةُ عيون المُشتاقين.
الرِّضا سرُّ السعادة، وطريقُ السَّكينة، وجادَّةُ الطمأنينة. الرِّضا شجرةٌ منبتُها النفس.
يا عبد الله:
السعادةُ والرِّضا ليس بوفرة المال، ولا عِظَم الجاه، ولا كثرة الولد، ولا بنَيْل المُتَع والمنافع، الرِّضَا يحُدُّ من ثَورة الحرص والطمع، وطُغيان الشراهة والجشَع، ويُرشِّدُ الأخذَ بالأسباب: «اتقوا الله، وأجمِلوا في الطلبِ». فالغِنى ليس بكثرة العَرَض، إنما الغِنى غِنى النفسِ.
الرِّضا يُوقِفُ الراضِي عند حُدود قُدراته ومواهِبِه، ويُبصِّرُه بأقدار الله، فلا يتمنَّى ما لا يتيسَّرُ له، ولا يتطلَّعُ إلى ما لا يستطيع؛ فالشيخُ لا يتمنَّى أن يكون شابًّا، وغيرُ الجميل لا يتطلَّعُ إلى أن يكون جميلًا،  وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ  [النساء: 32].
يقول عطاء: “الرِّضا سُكونُ القلبِ باختيارِ الله للعبد، وأن ما اختارهُ الله له هو الأحسنُ فيرضَى به”.
وسُئِلَ أبو عُثمان البِيْكَنْدي عن الرِّضا فقال: “من لم يندَم على ما فاتَ من الدنيا ولم يتأسَّف عليها”.
وقال بعضُ الحُكماء: “من رضِيَ بقضاء الله لم يُسخِطهُ أحدٌ، ومن قنِعَ بعطائه لم يدخله حسدٌ”.
ويقول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: “ارضَ بما قسمَ الله تكن أغنى الناس، واجتنِب محارِمَ الله تكن أورعَ الناس، وادِّ ما فرضَ الله تكن أعبدَ الناس”.
وقيل للحُسين بن عليٍّ – رضي الله عنهما -: إن أبا ذرٍّ – رضي الله عنه – يقول: الفقرُ أحبُّ إليَّ من الغِنى، والسَّقَمُ أحبُّ إليَّ من الصحة. فقال الحسين – رضي الله عنه -: “رحِمَ الله أبا ذرٍّ! أما أنا فأقول: من اتَّكَل على حُسن اختيار الله لم يتمنَّ غيرَ ما اختارَ الله له”.
الرِّضا قناعةٌ وثقةٌ ويقينٌ، من قنِعَ فقد رضِي، ومن رضِي فقد قنِع، وفي الحديثِ: «قد أفلحَ من أسلمَ وكان رِزقُه كفافًا، وقنَّعَه الله بما آتاه».
أيها المسلمون:
السعادةُ والرِّضا إيمانٌ بالله وبرسوله، ورِضا نفسٍ وانشراحُ صدرٍ، المؤمنُ يغمُرُه الرِّضا؛ لأنه عميقُ الإدراكِ لفضلِ الله العَميم، وإحسانِهِ العظيم، إحساسُه بنِعَم الله في نفسه وهي نعمٌ لا يُحصِيها في سمعِهِ وبصرِهِ ويدِهِ وقدمِهِ ومُخِّه وعظمِه، وطعامِه وشرابِه، ونومِه ويقَظَته، وأهلِه وفي شأنه كلِّه.
المؤمنُ يرى ويُشاهِدُ نعمَ الله ورحماته في كل ما حوله،  وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ  [الحجرات: 7].
المؤمنُ المُطمئنُّ الراضِي يلهَجُ بذكرِ الله، ويستشعِرُ نعَمَ الله، «الحمدُ الله الذي أطعمَنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، وجعلَنا مُسلمين». «الحمدُ لله الذي كساني هذا ورَزَقنيه من غيرِ حولٍ مني ولا قُوَّةٍ». و«الحمدُ لله الذي أحياني بعد ما أماتَني وإليه النشور». «الحمدُ لله الذي أذهبَ عني الأذَى وعافاني». «اللهم إني أصبَحتُ منك في نعمةٍ وعافيةٍ وسِترٍ، فأتِمَّ عليَّ نِعمتَكَ وعافِيَتك وسِترَكَ في الدنيا والآخرة». «اللهم ما أصبَحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِكَ فمنك وحدَكَ لا شريكَ لك، فلك الحمدُ ولك الشكرُ». فالحمدُ لله رب العالمين، والحمدُ لله على كل حال.
هذا هو المؤمنُ، يغمُرُه الرِّضا والطمأنينة والسعادةُ في كل حينٍ، وعلى كل حالٍ، مُتعلِّقٌ بربِّه، راضٍ عنه، مُطمئنٌّ إليه، يتلقَّى ويتقبَّلُ أقدارَ الله في نعمائها وبأسائها، والدنيا وتقلُّباتها في إقبالِها وفي إدبارِها، ويعلمُ علمَ اليقين أن الله يُريدُ بعباده اليُسرَ ولا يُريدُ بهم اليُسرَ،  فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا  [النساء: 19]،  وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ  [البقرة: 216].
المؤمنُ الراضِي السعيدُ مُوقِنٌ أن الله معه؛ فهو في معيَّة الله يحفَظُه ويكلؤُه، «أنا عند ظنِّ عبدِي بي وأنا معَه إذا ذكَرَني»،  لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا  [التوبة: 40]،  إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى  [طه: 46]. إن شعورَ المؤمن بمعيَّة الله يجعلُه في أُنسٍ دائمٍ ونعيمٍ موصولٍ.
المؤمنُ وحدَه هو الذي يغمُرُه الإحساسُ بالرِّضا بكل قدَرٍ من أقدار الله؛ فهو مؤمنٌ أن تدبيرَ الله أفضلُ من تدبيرِه لنفسِه. المؤمنُ يملأُ الرِّضا جوانِحَه؛ لأنه يعلمُ أن الخيرَ بيدَي ربِّه، والشر في هذه الدنيا لا يُناقِضُ الخيرَ ولا يُعارِضُه؛ بل قضَت سنَّةُ الله ألا يكون صبرٌ إلا مع شُكرٍ، ولا كرَمٌ من غيرِ حاجةٍ، ولا شجاعةٌ من غيرِ مُخاطَرةٍ؛ فالفضائلُ والخيراتُ لا تظهَرُ إلا بأضدادِها، فالشِّبَعُ مع الجُوع، والرِّيُّ مع الظَّمَأ، والدِّفْءُ مع البَرْدِ، وما عرَفَه المؤمنُ من حكمةِ الله في خلقِهِ وأسرارِ كونِه وآياتِه فهو بفضلِ الله، وما خفِيَ سلَّمَه لربِّه العليم الخبير.
هذا هو نهجُ أُولِي الألباب:  رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا  [آل عمران: 191].
عباد الله:
وليس شرطُ الرِّضا ألا يُحِسَّ السعيدُ بالألم والمكارِه؛ بل المطلوبُ ألا يعترِضَ على مجارِي الأقدار، ولا يتسخَّطُ من الحوادِثِ والنوازِل؛ فهو راضٍ كرِضا المريضِ بشُرب الدواء المُرِّ؛ لأنه يعلمُ العاقبةَ ويرجُو العافيةَ.
والرِّضا والقناعةُ لا تمنَعُ التاجِرَ من تنمِيَة تجارته، ولا المُوظَّف من التطلُّع إلى الترقِّي في وظيفته، ولا العامِلُ في تحصِيلِ مُرتَّبِه، ولا أن يضرِبَ المُسلِمُ في الأرض ليستزِيدَ من فضلِ الله ورِزقِه؛ إنما الممنوعُ التسخُّطُ والتبرُّم.
كما أن أثرَ المادَّةِ في الرِّضا والسعادةِ غيرُ منكورٍ، على حدِّ قوله – صلى الله عليه وسلم -: «من سعادة ابنِ آدمَ: المرأةُ الصالِحةُ، والمَسكنُ الصالِحُ، والمركَبُ الصالِحُ»؛ رواه أحمد بسندٍ صحيحٍ من حديثِ سعد بن أبي وقَّاصٍ – رضي الله عنه -.
وبعدُ، عباد الله:
فالسعادةُ ينبوعٌ يتفجَّرُ من القلبِ والنفسِ الكريمةِ الرَّاقِيَةِ التَّقِيَّةِ الطاهِرة، نفسٌ سعيدةٌ أينما حلَّت في السوق أو في الدُّور، في البَراري أو بين الصُّخور، في الأُنسِ والوَحشة، في المُجتمعِ وفي العُزلَة؛ فمن أرادَ السعادةَ فليسأل عنها نفسَه التي بين جنبَيْه.
وما هذه الابتساماتُ ومظاهرُ السُّرورِ التي تُرَى وتتلألأُ من أفواه المحزونين والمُتألِّمين والفُقراء والمساكين ليس لأنهم سُعداء في عيشِهم؛ بل لأنهم سُعداءُ في أنفسهم، وما هي الزَّفرات والآهات المُتصاعِدةُ من صُدور الأغنياءِ والمُوسِرين وذوِي الوَجَاهاتِ والمُترَفين لأنهم أشقياءُ في معاشِهم؛ بل لأنهم أشقياءُ في أنفُسهم.
فلا تطمَع – رحمك الله -، ولا تهلَع ولا تجزَع، ولا تُفكِّر فيما لا وصولَ إليه، ولا تحتقِر من فضَّلَكَ اللهُ عليه، واعلَم أن كلَّ شيءٍ بقضاءٍ وقدَر، واللهُ أعلمُ بشؤونِ خلقِه يُعِزُّ ويُذِلُّ، ويرفَعُ ويضَعُ، ويُعطِي ويمنَعُ، فهو الذي أغنى وأقنَى، وأضحَكَ وأبكى؛ فمن رضِيَ طابَ عيشُه، ومن تسخَّطَ طالَ طيشُه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [النحل: 97].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهديِ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، الحمد لله الكريم الفتَّاح، أحمده – سبحانه – فالقُ الحبِّ والنوى والإصباح، وأشكرُه على نعمٍ تتجدَّدُ في الغُدُوِّ والرَّوَاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً هي للجنةِ مِفتاح، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه بيَّن لأمته سبيلَ الفلاح، صلّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الجُودِ والكَرَم والسماحِ، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما سجَى ليلٌ وأشرقَ صباح، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، أيها المسلمون:
وإن من مظاهرِ الرِّضا والطُّمأنينة والسَّكينة ما تعيشُه بلادُنا – بلادُ الحرمين الشريفين، المملكةُ العربيةُ السعوديةُ – من أمنٍ وإيمان، وما تضطَلِعُ به من أدوارٍ ومسؤوليَّاتٍ نحو شعبِها ومُواطِنيها والمُقيمين على أرضِها ونحو أشِقَّائها وأصدقائِها.
ومن مظاهرِ ذلك: ما يقومُ به مُمثِّلُوها ودبلوماسيُّوها من مهامَّ ومسؤوليَّاتٍ في كل بلدٍ يحلُّون فيها؛ سواءً في مناطِق آمِنة أو في مواقِع مُضطرِبةٍ مُتوترة، جاعِلين في أولوياتهم مُراقبَةَ الله وتَقواه، ثم القيامَ بمسؤولياتهم، مُتجاوِزين التحديات، مُستسهِلين الصِّعابَ. أعانَهم الله وسدَّدَهم، وبارَكَ في جهودِهم وأعمالهم.
وإن مما يُؤسَفُ له: ما تعرَّض له الدبلوماسيُّ السعوديُّ الأستاذُ عبد الله الخالديُّ الذي يعملُ في اليمن الشقيق؛ فقد تعرَّضَ لاعتداءٍ وخطفٍ، فكَّ اللهُ أسرَه، وأعادَه إلينا آمِنًا سليمًا مُعافَى.
معاشر الإخوة:
إن القيامَ بخَطفِ إنسانٍ بريءٍ أعزَل دليلُ عجزٍ وإفلاسٍ وتخبُّطٍ وتشتُّتٍ، وهو سُلوكٌ إجراميٌّ من تنظيمٍ إجراميٍّ تتولَّاهُ شِرذِمةٌ ضالَّةٌ، تقتاتُ على الحِقدِ، وتُمارِسُ الجريمةَ، وتستهدِفُ أمنَ الديارِ والشعوب، وتُلقِي بنفسِها في أحضانِ الأعداء – أعداء أهلها ودينِها وبلادِها -، شِرذِمةٌ شريدةٌ طَريدةٌ أُلعوبةٌ في أيدي النَّاقِمين على بلادِنا في أمنِها وإيمانها واجتماع كلمتِها، والتِفافِها حول قيادتها.
فئةٌ ضالَّةٌ تلقَّفَهم الأعداءُ فاتَّخذوهم مطايا وجُسورًا لتنفيذِ مُخطَّطاتهم، يعيشون في الكهوفِ، وشعَفِ الجبال، وبُطون الأودِيَة، في شقاءٍ وبلاءٍ، ومُخادَعةٍ للنفوس، وضياعٍ للأعمار، وإفناءٍ للشباب، يُعانُونَ من أزمَاتٍ عاصِفة، ويُشبِعون نَزَعاتٍ إجرامِيَّة؛ بل إنهم يعكِسون حالةَ الانهِيارِ في دواخِلِهم مُشرَّدون، كلما وجَدوا ملجأً أو مغاراتٍ أو مُدَّخَلًا ولَّوا إليه وهو يجمَحون، لا قرارَ لهم ولا إرادة، في تجمُّعاتٍ بائِسة، وتصرُّفاتٍ يائِسة.
أما أحكامُ الدين فهم منها بَراء؛ بل إنهم لا يُقيمون لتعاليم الإسلام وَزنًا، وهم يزعُمون أنهم يحتكِمون إليها.
هل اختطافُ المُسالِمين العُزَّل من الدين؟!
في أحكام الإسلام إذا كان المُسلِمون في أرضِ المعركة، وفي حال القِتال والمُواجَهة، وحين يكون الوطيسُ حامِيًا؛ فإن المُقاتلين المُسلمين ممنوعون من أن يقتُلوا وليدًا أو امرأةً أو شَيخًا أو، يُمثِّلوا بآدميٍّ أو بهيمةٍ، أو يقطَعوا شجرةً، أو يغدرُوا، أو يغُلُّوا. هذا في عموم الناس.
أما الرُّسُل – وهم السفراءُ، والمُمثِّلون، والمندُوبون، والقناصِل – فالحالُ أشدُّ منعًا، وحينما جاءَ رسُولا مُسيلمة إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال: «تشهَدا أني رسولُ الله؟». قالا: أتشهدُ أن مُسيلِمَة رسولُ الله؟! فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «آمنتُ بالله ورُسُله، لو كنتُ قاتِلًا رسُولًا لقتلتُكُما». قال عبدُ الله بن مسعودٍ – رضي الله عنه -: “فمضَت السُّنةُ أن الرُّسُل لا تُقتَلُ”.
وهؤلاء يخطِفون، ويقتُلون في مخالفةٍ صريحةٍ لأحكامِ الله وأحكامِ رسولِه – صلى الله عليه وآله وسلم -، وإفسادٍ في الأرض، وانتِهاكٍ للحُرمات، يجمعُون بين الجهل بدين الله وظُلمِ عبادِ الله، وأيُّ جهلٍ واضطرابٍ وعَبَثٍ أشدُّ من المُطالَبَة بتسليمِ نساءٍ إلى خارجِ بلادهِنَّ في تعدٍّ صريحٍ على أحكامِ الشرعِ، ثم على حقوقِ أهليهِنَّ ومحارمِهنَّ.
إخوتَنا وأحِبَّتنا:
أما دولتُنا فموقفُها ثابتٌ واضِحٌ، حكيمٌ عادِلٌ، فهي ترفضُ الابتِزازَ، ناهِيكُم إذا كان من فِئاتٍ إرهابيَّةٍ إجراميَّةٍ، والمملكةُ لا يُمكِنُ أن تُساوِمَ على عدلِها القضائيِّ، وحُكمِها المَتين، وسياستها الراشِدة، ولن تُسلِّمَ مُواطِنيها لجهاتٍ مشبوهةٍ أو مشبوهةٍ؛ بل تُسلِّمُهم لأهلِيهم وذَوِيهم في ظلِّ وطنِهم الآمِنِ العادِل، البلدِ الذي يُقيمُ شرعَ الله، ويرفعُ رايةَ الكتابِ والسنةِ دستورًا وعملًا، ولا ندَّعِي الكمالَ والعِصمةَ.
أما وزارةُ الداخِلية في بِلادِنا فكم كانت حِصيفةً حين فضَحَت هؤلاء الشِّرذِمة، حين أذاعَت الحديثَ الهاتفيَّ الدائِرَ بين أحد الخاطِفين والمسؤول السعوديَّ ليتجلَّى ما يعيشُه هؤلاء الضَّالُّون من اضطرابٍ وتشتُّتٍ وإجرامٍ وسُوءِ تدبيرٍ. لقد أوضحَت هذه المُكالمةُ ما فيه هؤلاء من تراجُعٍ وإفلاسٍ وضعفٍ وتشتُّتٍ وتخبُّطٍ، قد جُفِّفَت منابِعُهم، وقُتِّلَ رُؤساؤهم، ونبَضَت مصادِرُ تمويلهم.
وإننا من هذا المنبرِ نُصحًا وشفقةً وقُربةً إلى الله – عز وجل – ندعُوهم إلى التوبةِ والإنابةِ، ومُراجعة النفس، والعودة إلى الطريق الحق والهدى المُستقيم، ونبذِ الشر والفساد والإفساد والضلال، ومن قبلُ ناداهُم أُولو الأمرِ ليعُودوا إلى رُشدِهم وإلى بلادهم التي تحتضِنُهم وتُؤويهم. كما ناداهم العلماءُ والدعاةُ والخُطباءُ وأهلُ الرأيِ، وناداهُم كلُّ غَيورٍ ومُحِبٍّ؛ بل لقد ناداهُم آباؤهم وأمهاتُهم وأزواجُهم. فهل يفقهون ويتذكَّرون ويرجِعون؟!
اللهم اهدِ ضالَّ المُسلمين، اللهم اهدِ ضالَّ المُسلمين، وبصِّره بالحق، واحفَظنا اللهم من بين أيدينا ومن خلفِنا وعن أيماننا وعن شمائِلنا، ونعوذُ بعظمتك اللهم أن نُغتالَ من تحتِنا.
ألا فاتقوا الله – رحمكم الله -؛ فإن القلبَ متى خالطَتْه بشاشةُ الإيمانِ واكتحَلَت بصيرتُه بحقيقة اليقين، وحيَّ بروح الوحي، وانقلَبَت النفسُ الأمَّارةُ بالسوء راضِيةً مُطمئنَّةً؛ فقد رضِيَ كلَّ الرِّضا، والسعيدُ من رضِيَ بما عندَه وقنِعَ بما لدَيْه، ومن أطاعَ مطامِعَه استعبَدَته.
هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم، فقال في محكم تنزيله قولًا كريمًا – وهو الصادقُ في قِيلِه -:  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا  [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واحمِ حوزةَ الدين، واخذُل الطغاة والملاحِدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وأمِدَّ في عُمره على طاعتك، واجمَع به كلمةَ المسلمين على الحق والهُدى يا رب العالمين، اللهم وفِّقه ونائِبَه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.
اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتَهم على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم احفظ إخواننا في سوريا، اللهم احفظ إخواننا في سوريا، اللهم اجمع كلمتَهم، واحقِن دماءَهم، فهم مصباحُ الصباح، ورمزُ الثبات، وصورةُ البَسالة، صورةُ بَسالةٍ وعِزَّة أخجَلَت القريبَ والبعيد، اللهم احفَظهم، واجمع كلمتَهم، واحقِن دماءَهم، واحفَظ اعراضَهم، وأطعِم جائِعَهم، اللهم واشفِ مريضَهم، وارحم ميِّتَهم، وآوِي شريدَهم، اللهم فُكَّ حِصارَهم، واربط على قلوبهم، وثبِّت أقدامهم، وانصُرهم على من بغَى عليهم.
اللهم واجعل لهم من كلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كل ضيقٍ مخرَجًا، ومن كل بلاءٍ عافيةً، اللهم أعِنهم ولا تُعِن عليهم، وانصُرهم ولا تنصُر عليهم.
اللهم عليك بالطُّغاة الظلَمة في سُوريا، اللهم إنهم قد طغَوا وبغَوا وآذَوا وأفسَدوا وأسرَفوا في الطُّغيان، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم اجعل تدميرَهم في تدبيرهم، واجعل دائرةَ السوء عليهم يا قويُّ يا عزيزُ.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  [الأعراف: 23]،  رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  [البقرة: 201].
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  [النحل: 90].
فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُرُوه على نِعَمه يزِدكُم، ولذِكرُ الله أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.

لعبة وخيوط تتحرك في مصر

لعبة وخيوط تتحرك في مصر

علي عبدالعال

ما الذي يحدث في مصر؟ تساؤل بات عجيبًا وأعجب منه أن تشحذ ذهنك للإجابة عليه .. 

حينما يُقبل تظلم أحمد شفيق، وهو من هو قربًا من مبارك، ويُسمح له بخوض انتخابات الرئاسة، وهو الذي قدم تظلمه بعد انتهاء الوقت المحدد رسميًا لتقديم التظلمات، ويُضرب بالقانون الذي أصدره البرلمان المنتخب من الشعب لعزل فلول النظام السابق عرض الحائط … ويجري ذلك بينما استُبعد خيرت الشاطر وأيمن نور اللذين تعرضا لمحاكمات يعلم الجميع أنها ظالمة في عهد مبارك، فلابد أن تتساءل: ما الذي يحدث في مصر؟!

حينما يُصر المجلس العسكري على استمرار حكومة أجمع البرلمان على فسادها وإفسادها، وينحصر دور الحكومة ـ وهي مؤقتة ـ في العمل على إفشال البرلمان ووضع العراقيل أمام ما يصدره من تشريعات، ثم لا يكون في مقدور أحزاب الأغلبية المنتخبة من الشعب أن تشكل حكومة، وتسمع رئيس مجلس الشعب وهو يحكي: أن رئيس الحكومة المؤقتة هدده بحل البرلمان، قائلا: “القرار في درج المحكمة الدستورية وممكن يخرج في أي وقت”، فلا بد أن تتساءل: ما الذي يحدث في مصر؟!

حينما يشكل المجلس العسكري لجنة يُفترض أنها “قضائية” للإشراف على انتخابات رئاسة الجمهورية، ويكون من بين أعضائها: فاروق سلطان، وبجاتو، وعبد المعز، وتستبعد هذه اللجنة من تشاء وتقبل من تشاء بحجة أن قراراتها غير قابلة للطعن، وكلما أصدر البرلمان قرارا أحالته اللجنة للمحكمة الدستورية، ويحدث هذا الخلط المفضوح بين ما هو سياسي وما هو قانوني، فلا بد أن تتساءل: ما الذي يحدث في مصر؟

حينما يكون لدينا مجلس عسكري كل الشواهد تؤكد أنه يقود ثورة مضادة لعرقلة كل شيء في حياة المصريين، بتواطؤ سافر مع المخلوع وفلوله في الداخل، وتفاهمات مكشوفة مع قوى بعينها في الخارج، بينما لا يزال البعض مُصر على أن العسكر حموا الثورة، وأنهم صمام أمان، فلا بد أن تتساءل: ما الذي يحدث في مصر؟
   

مشهد سياسي عبثي، أشبه بمسرحية هزلية، الضحك فيها كالبكاء، بل عويل وصراخ .. المهرجون لا يُضحكوننا بل يضحكون علينا، لأن حالنا يلزمه البكاء بينما نحن غارقون في متابعة العبث …

صدق أن مبارك ما زال الحاكم بأمره في البلاد، وأن كل خيوط اللعبة في مصر ما تزال بأيدي أزلامه (عسكر، وقضاة، ورجال أعمال، وإعلاميون) يحركونها من وراء ستار، أو حتى من أمامه، لا يهم، فالشعب بليد لم يعد حتى بإمكانه أن يدرك مغزى ما يشاهده ولو كان في وضح النهار ..

وإياك إياك أن تصدق أن ثورة شعبية وقعت، كيف والشعب ما زال مغلوبا على أمره، لا يملك من مصيره كثيرا أو قليلا !! كيف والمصريون مفعول بهم ؟! يدورون في دائرة رُسمت لهم، كلما ظنوا أنهم يتحركون في اتجاه صحيح إلى الأمام يكتشفون سريعا أنهم ما زالوا في نقطة الصفر بل ويعودون للخف. 

محاكمة أركان النظام ضحك على الذقون، فما زلنا لم نتمكن ـ حتى الآن ـ من محاكمة شخص واحد ممن تسببوا في قتل المئات من أبناء الشعب، والعملية السياسية مفرغة من مضمونها، حتى الأموال التي نُهبت منا لم نستطع إعادة ولو قرش فيها … دول العالم تلاعبنا في الخارج وفلول المخلوع يلعبون بنا في الداخل.

حينما يتمكن رجال مبارك من تحويل المسارات لصالحهم، بهذا الشكل، فهي ثورة، لكنها ثورة نظام يُجدد نفسه، يُغير ثوبه، يُبدل خيوطه، يدفع بدماء جديدة في عروقه ليكون أقدر على البقاء والمقاومة وخلق الحيل أمام الشعب.

هي ثورة، لكنها مضادة، لإجهاض كل ما يمكن أن يحلم به المصريون (حرية، استقرار، عدالة، نهضة، تحرر من التبعية) أركانها: المجلس العسكري، ولجنة الانتخابات الرئاسية، وحكومة الجنزوري، وفلول النظام المخلوع، والإعلام الممول من رجال الأعمال، وقوى خارجية لا تريد خيرا لهذا البلد. وضحيتها شعب كان مقهورا وما يزال وسيظل حتى يفيق، شعب ما أحوجه الآن إلى أن يثور، ثورة حقيقية لا ثورة خداعة، ثورة يقتلع فيها النظام لكن من جذوره فلا يبق له بقايا ولا فلول، ثورة يُشعلها الشعب ويحميها فلا يبق فضل لعسكر ولا لمجلس.

قس أمريكي يدرس القرآن داخل كنيسة بفريجينيا وموقف مناقض لأقباط المهجر

قس أمريكي يدرس القرآن داخل كنيسة بفريجينيا وأقباط المهجر يمدحون تيري جونز لأنه سيحرق القرآن الكريم

في الوقت الذي يعلن فيما ما يسمى موريس صادق القبطي المصري رئيس ما يسمى الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية المقيم في أمريكا في بيان وصلتنا في شبكة المرصد الإخبارية نسخة منه ورد فيه : أن خادم الانجيل الشجاع القس تيرى جونز وبمشاركة مجموعات عالمية سيحرق القران وصورة نبى الاسلام اذا لم تفرج ايران عن القس المتنصر يوسف يوم السبت 28 ابريل المسيح نهر الشيطان والقران هو الشيطان . . فإن الواعظ الأمريكي سكوت مرجان على النقيض من ذلك وفي مبادرة شخصية منه، قرر تدريس آيات من القرآن الكريم، داخل إحدى الكنائس في ولاية فرجينيا الأمريكية، واختار سكوت مورجان، الآيات التي تتطرق إلى قضايا المرأة والتعايش السلمي والمواطنة، وقام بشرح معانيها على رواد الكنيسة.

وعرضت إحدى القنوات التليفزيونية الأمريكية، لقطات من شرح مورجان للآيات القرآنية، مشيرة إلى أنه إذا كان في الولايات المتحدة القس تيرى جونز، الذي يريد حرق نسخة من المصحف الشريف في ولاية فلوريدا، ففي الولايات المتحدة أيضا الواعظ الأمريكي، سكوت مورجان، الذي يدرس بعض آيات القرآن الكريم داخل إحدى الكنائس في ولاية فرجينيا الأمريكية.

وقال مورجان، اخترت موضوعين مهمين جدا بالنسبة للأمريكيين وهما العنف والمرأة، ومن خلال الآيات القرآنية الكريمة، أوضح أن الإسلام حرم العنف ضد غير المسلمين واستدل على ذلك بمواقف النبي محمد، وفي موضوع المرأة أعرض تفسيرا لآيات تعظم من شأن المرأة ودورها في بناء المجتمع، إنهما أهم القضايا التي تهم الأمريكيين.

وأوضحت المحطة التليفزيونية، أن قصة مورجان مع الإسلام والمسلمين تعود إلى طفولته، فقد نشأ بالمصادفة في أفغانستان، مرافقا لوالده الذي عمل ضمن بعثة فيلق السلام في أواخر السبعينيات، وتربى وسط المسلمين وتعلم منهم أسس الدين الإسلامي.

وظلت هذه الذكرى هي الغالبة على وجدانه إلى أن كبر ورأى أن الأمانة تقتضى نقل ما تعلمه إلى مجتمعه، آملا في تغيير الصورة النمطية التي يروج لها البعض في وسائل الإعلام عن الإسلام والمسلمين.

ويقول الواعظ الأمريكي، سكوت مورجان، إن تبدلت الصورة الخاطئة التي رسمتها وسائل الإعلام عن المسلمين والإسلام حتى عند فرد واحد، فإن هذا يمثل مكسبا كبيرا لبلده أمريكا.
وأشارت محطة التليفزيون الأمريكية إلى أنه يبدو أن مورجان، حقق ما أراد، حيث بعد أن استمعت إليه سيدة أمريكية في جلسة استمرت ساعتين قالت، إن هذا الدين اعتنى جدا بالمرأة، والمعلومات التي حصلت عليها من قبل كانت غير صحيحة.

وأوضحت المحطة، أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها تدريس بعض آيات القرآن الكريم داخل الكنائس الأمريكية، ففي شيكاغو، كانت هناك تجارب مماثلة حققت نتائج طيبة على حد تعبير المشاركين فيها، حيث أشارت إحدى السيدات الأمريكيات إلى أنه كان وقتا رائعا لنا والحديث كان في موضوعات محظورة.

وأشارت المحطة، إلى أن اللجوء إلى القرآن الكريم دون سواه للتعرف على الإسلام ظاهرة تتنامى داخل الولايات المتحدة، ونقلت عن المتابعين للأمر من المسلمين والأمريكيين إن ذلك ينبع من إيمان الأمريكيين وثقتهم في الكتب السماوية.

من الجدير بالذكر ان البيان بخصوص الدعوة لحرق القرآن الكريم مذيل بتوقيع موريس صادق ونبيل بسادة وإيليا باسيلي وحسب التوقيع يقولان عن نفسيهما بالتالي : المستشار موريس صادق – السكرتير التنفيذى للدوله القبطيه – رئيس الجمعيه الوطنية القبطية الامريكية عضو النقابه العامة لمحامى امريكا American Bar Association عضو نقابة المحامون بواشطن العاصمة DC Bar المحامى لدى محكمة النقض المصريه والمحكمه الاداريه العليا والمحكمه العسكريه العليا والدستوريه بمصر رئيس محكمة حقوق الانسان للشرق الاوسط .
والمهندس نبيل بسادة المنسق الاعلامى للجمعيه الوطنيه القبطيه الامريكيه والامين العام للدوله القبطيه
المهندس ايليا باسيلى المفوض العام للتنسيق الدولى للدوله القبطيه
وكانت محكمة مصرية أصدرت حكماً بإسقاط الجنسية عن موريس صادق استناداً إلى أنه : حرض صراحة ضد مصر لاحتلالها عسكريا من أمريكا وإسرائيل، كما تطاول علي القوات المسلحة وقياداتها ووصفهم بـ«الارهابيين وقتلة الأقباط» علي حد زعمه. . كما استندت المحكمة إلي ضلوع موريس في إهانة وسب المسلمين، والدعوة لنشر الطائفية في مصر، كما وصف عدداً من رموز مصر بالارهاب ومنهم الزعيم أحمد عرابي الذي وصفه موريس بـ«الإرهابي». . ولم يسلم الأقباط من لسان موريس صادق، حيث وصف من رفعوا شعار الوحدة الوطنية أمثال مكرم عبيد وفخري عبدالنور وحنا ويصا بـ«الجهلاء».
ويقول مدير المرصد الإعلامي الإسلامي تعليقاً عن تصرفات موريس أن : أفكار موريس صادق  العنصرية لا تخدم إلا مصالح أسياده فى الموساد والـ “سى آى إيه”، وكلاهما لا يريدان الخير لمصر، ويستخدمان أمثاله لتنفيذ أجندتهما الخارجية التى لا تخفى على أحد، ألا وهى تقسيم مصر على أساس دينى وطائفى . . إن أقباط المهجر يلعبون بالنار .
وفي حقيقة الأمر لم يجد الارهابيون والمتطرفون فى الولايات المتحدة غير اطلاق حملة لحرق القران الكريم ليعبروا بها عن حقدهم على الاسلام وانتشاره بسرعة مذهلة بين الامريكيين والاوربيين ، يقود الحملة المتطرف القس تيري جونز، المشرف على كنيسة “دوف التبشرية” بولاية فلوريدا

وهذه الكنيسة سبق وأن دعت إلى تنظيم حملة “لحرق القرآن”  ووجهت الكنيسة الفاشلة انتقادات لاذعة إلى الديانة الإسلامية، وزعم تيرى جونز ان الاسلام ديناً سماوياً، بل هو من “نتاج الشيطان،” وأن المؤمنين به “سيذهبون إلى النار .
ومن الثابت أن كنيسة دوف التبشيرية فشلت فى اوساط الملونين والمهاجرين من افريقيا وامريكا اللاتينية وكلما نفذت حملة تبشيرية اكتشفت ان عدد الذين يؤمنون بالاسلام اكثر بكثير من الذين يستجيبون للحملات التبشيرية رغم انفاق مئات الملايين من الدولارات .
فى بداية الامر تعجب جونز من قدرة الاسلام على اختراق عقول الناس ورسوخ عقيدة المسلم حتى لو كان عاصيا ولا يلتزم بآداء الفروض وظل يبحث فى الموضوع لماذا يؤمن الفقراء والمعذبون بالاسلام ولا يستجيبون للتبشير الذى يقدم لهم مساعدات ضخمة وما الذى يدفع اثرياء ومشاهير الى الانخراط فى الاسلام؟ وبدلا من الاعتراف بالحقيقة وهى ان الاسلام دين الله ، يروج جونز هذه الايام اكذوبة ان الاسلام دين الشيطان وعندما لم يلتفت اليه احد قرر اطلاق حملته المشبوهة لحرق القران.

معاني أسماء بعض الدول

معاني أسماء بعض الدول

Yasser Al siri
Yasser Al siri

ياسر السري – شبكة المرصد الإخبارية

مصر :
اسم مصر في العربية و اللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامي قديم و قد عرفت منذ فترة مبكرة عند الساميين بتسميات قريبة من كلمة مصر الحالية، مجر أو مشِر و يعني البلد أو “البسيطة (الممتدة)، و يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. الاسم العبري مصرايم מִצְרַיִם مذكور في التوراة على أنه ابن لنوح و هو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية.
الاسم الذي عرف به المصريون وادي مصر او الارض التي على ضفتي النيل هو كمت/كٍمٍت و تعني “ألارض السوداء او السمراء “، كناية عن أرض وادي النيل السوداء الخصبة تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت، و أصبح الاسم في اللغة القبطية كِمي.
الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في الاتينية إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، و هو اسم مشتق من حيت كا بتح اسم معبد بتاح في منف، العاصمة القديمة

القاهرة: نسبة إلى نجم في السماء قدر طلوعه عند البدء في بناء المدينة على يد جوهر الصقلي في يوليو 969 م وهذا النجم اسمه قاهر الفلك .

السعودية:-
نسبة إلى العائلة المالكة آل سعود اما قديما فكانت تسمى باسم المناطق فيها كالحجاز و الطائف و نجد او باسم القبائل و الاشخاص شِعب ابي طالب او بارض العرب .

الكويت:

تصغير كوت وهو قلعه محاطة بسور وخندق تصغيرها كويت والكوت قلعة
بناها ابن عريعر قي الأراضي الكويتية والتي كانت تسمي بالرين فالكويت
نسبة إليها .

البحرين:

نسبة إلى البحر المالح والعيون العذبة
حيث أن البحرين كان يطلق على بلاد
تشمل الأحساء وما جاورها في شرق المملكة

وكانت هناك عيون مياه عذبة تصب في البحر

وكانت عيون مياه عذبه تنبع في البحر ايضاً وتسمى (كواكب)

قطر:نسبة إلي قطر المطر لأنها كانت مشهورة بأمطارها الكثيرة 0 وقيل
نسبة إلي الشاعر القطري بن الفجاءة .

الإمارات العربية المتحدة:

تأتي تسمية الإمارات نسبة إلى الإمارات السبع المشكلة للإتحاد و هي: أبوظبي, دبي, الشارقة, عجمان, رأس الخيمة, أم القيوين و الفجيرة

1- أبو ظبي
سميت بذلك لأنها كانت موطن الظباء وقالوا أيضا بان صيادا اصطاد ظبيا
في تلك الجزيرة بعد عناء ولما امسكه كان متعبا من العطش فذهب يبحث
عن بئر فلما وجده كان البئر قد جف فمات الصياد والظبي واكتشفت
جثتاهما فيما بعد قرب البئر فسموا البئر ( ابو ظبي)

2- دبي
تصغير دبا وهو الجراد الذي لم تثبت له الأجنحة بعد سميت بذلك لأنها
كان ينتشر فيها الجراد آنذاك قبل أن تسكن وكذلك من أسمائها ( الوصل)

 

3- الشارقة
سميت بذلك لوقوعها في أقصى الشرق من الإمارات التي كانت معروفة آنذاك.

4 – عجمان

يقال سميت بذلك نسبة إلي قبيلة العجمان
و عجمان تعني ارض العجم
وقد يكون سبب التسمية بذلك لان آل نعيمي حاكميها ي
قيل انهم لهم اصول فارسية اعجمية .

5 أم القوين

اصل تسميتها ( أم القوتين ) لان موقعها كان نقطة تجمع للوحدات البرية والبحرية أيام الحروب البرتغالية وغيرها .

6 – راس الخيمة
نسبة إلى الخيمة التي كانت تنصبها الملكة الزباء على قمة جبل واسمها القديم ( جلفار) .

7 – الفجيرة
نسبة إلى تفجر الينابيع المائية من تحت الجبال الموجودة هناك .

عُمان

اصلها امان الا ان بعض القبائل العربية كانت تشتهر بالعنعنه فكانت تنطقها عمان

قيل ايضا بأنه اسم رجل وقيل انه من عمن يعمن أي أقام فهو عامٍٍٍٍ أي مقيم .

فلسطين:

هو اسم لقبيلة لاتينية هاجرت من إيطاليا الى كريت ثم ساحل فلسطين الغربي ثم الى جنوب فلسطين ويظن بعض المؤرخين انها كانت لاحقة للنزوح العبري على فلسطين مما ادى الى وجود عداوة بينهما على الارض حيث استقرت وكانت على علاقة تجارية قوية مع الكنعانيين وذلك قبل الاختلاط وكان المصريون القدماء يطلقون عليها قبيلة بلاسطي
اما الاسم الحقيقي هو ارض كنعان نسبة لاهلها الاصليين الكنعانيين العرب

لبنان:
لفظ مستمد من اللغات السامية القديمة، وهو مشتق من جذر ثلاثي مشترك بين جميع اللغات السامية هو “لبن” ومعناه “أبيض” .

ليبيا :
نسبة إلى قبائل الليبو التي سكنتها قديما قبل الآف السنين.

سورية:
يقال سميت نسبة الى لأشور والاشوريين هم سكان شمال العراق ومعنى الكلمة سكان الجبل ،
و الذين اقاموا الامبراطورية الاشورية من الاف السنين و كانت تحكم حذء ن ارض الشام

و قيل نسبة إلى السريان ، الشعب السامي الذي عاش بها و حكمها فترة طويلة
ويقال انها سميت نسبة الى مدينة صور وتحول الاسم الى صوريا ثم سوريا

أما الشام فهو لفظ عربي يرجع الى تسمية العرب ما هو شمال مكة بشآم

يقال من اللغة السنسكريتية وتكتب بالألف الطويلة ( سوريا ) ومعنى الاسم الشمس .

تونس :
عُرفت تونس قديمًا باسم ترشيش، و هو اسم بربري ، فلما أحدث فيها المسلمون البنيان واستحدثوا البساتين سميت تونس؛ وهي كلمة بربرية ومعناها البرزخ

الجزائر:
يرجع أصل التسمية إلى القرن السادس عشر، حين اصبحت مدينة الجزائر عاصمة الدولة السياسية الجديدة التي شكلها الأتراك الجزائريون، فاصبح منذ ذلك العهد يطلق اسم الجزائر على كامل البلاد

جزر القمر :

أرخبيل جزر في المحيط الهندي سكانها خليط من الأفارقة المسلمين و العرب العمانيين ، مكونة من عدة جزر ، و يرجع الاسم الى كلمة القمور ، لأن شكل الجزر كشكل الاهلة ، و قيل لجمال وجوه سكانها كالقمور

السودان :

نسبة للبشرة السمراء لشعبها و اطلقت ارض السودان على كل مناطق وسط افريقيا التي عرفها المسلمون ثم خصت بها ارض السودان اليوم

الصومال :

الارض الخضراء الغنية بالمواشي و يقال انه عندما يحل ضيف لصومالي يقول اصومالا اي احلبوا له اللبن اكراما للضيف و عرفت عند المصريين القدماء بارض بونت او بلاد بونت و كانت مشهورة بالبخور و التوابل و اللبان

جيبوتى :

بمعنى جوب اى المحترق وذلك لشدة الحرارة بها

العراق :

يقال ان سبب تسميتها بهذا الاسم قربها من البحر وكل استواء عند بحر او نهر يسمى عراق

ويقال العراق جمع عرق ، و العروق لكثرة الانهار (دجلة و الفرات و فروعهما )و تشعباتها فيها

الاردن:

ويقال إن معنى الأردن ” الشدة ” و ” الغلبة “، ويقال أطلق العرب عليه اسم الأردن و معناها المنحدر او السحيق

المغرب :

ترجع تسمية المغرب إلى العرب القدماء الأصليين الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية, وتعني بالعربية مكان غروب الشمس, لأن العرب القدماء اعتقدوا أن الشمس تشرق في الصين وتغرب في أرض المغرب. وقد اتصل العرب بالمغرب أثناء غزوهم لشمال أفريقيا أيام الفتوحات الأسلامية و وقفوا عند المحيط الاطلسي ( بحر الظلمات ) و لم تكن بعده أراضي معروفة آنذاك.

إذا كان العرب يستعملون اسم المغرب, أن غير الغرب يستعمل اسم المروك مع تباين بسيط بين مختلف تلك اللغات, واسم المروك اسم محلي مغربي أمازيغي, وهو اختصار لاسم مراكش التي تعني أرض الله بالأمازيغية, ويعتقد أنها استعملت لأول مرة من قبل الأسبان الذين هزمهم الأمازيغ أيام المرابطون, والسبب هو أن مراكش كانت عاصمة المرابطين.

موريتانيا :

أسم لاتيني معناه أرض البيظان كما أن كلمة في “مور” تعني البيظان و “تانيا” أرض

اليمن :

سمي اليمن يمنا لأنه على يمين الكعبة والعرب يتيامنون والجهة اليمنى رمز الفأل الحسن ولايزال بعض أهل اليمن يستعملون لفظة الشام بمعنى الشمال واليمن بمعنى الجنوب

أفغانستان:

كانت تسمي قديما باسم اريان ثم سماها المسلمون بخراسان وهي كلمة فارسية واسمها الأرض التي تشرق منها الشمس .

ايران:
معناها ارض الآريين وهم الجنس الذي ينتسب اليه العديد من الشعوب الاوروبية مثل الالمان و الهولنديين و ايضا شعوب اسيوية مثل قبائل هندية بالهند و باكستان
اي ان الآريين ينتمون الى ارض اجدادهم ايران كما ينتمي العرب و الساميين عموما لجنوب شبه الجزيرة العربية

تركيا:
جاءت هذه الكلمة من الترك وهو شعب بدوي ينتمي الى محموعة قبائل الترك و التتر التي تسكن وسط اسيا وهاجروا الي غرب اسيا و اوروبا و كثير من الدول ينتمي شعبها للترك مثل كزخستان و تركيا و تركمنستان و بلغاريا و دول القوقاز التي اشتقت اسمها من قبيلة الكازاك التركية

 

باكستان :
تعني الأرض النقية أو الأرض الطاهرة.
ويقال انها تعني ارض الاسود

كازاخستان:
تعني ارض الكازاك و هو اسم قبيائل تركية تسكنها وتم تهجير سكان من عدة اعراق اليها عندما كانت من جمهوريات الاتحاد السوفيتي كــتاتار القرم و البولونيون و الشيشانيون والمان الفولجا هذا بالاضافة الى الروس الذين يعيشون فيها

تركمانستان :
نسبة الى شعبها التركمان و الذي ينتمي الى قبائل الترك

اوزباكستان:
نسبة الى شعبها من الأوزبك و هم من القبائل التركية

طاجيكستان :
نسبة الي شعبها من الطاجيك و هم من القبائل التركية

قرغيزستان:
نسبة لشعبها من القرغيز وهم من القبائل التركية

 

تتارستان:
نسبة الي شعبها من التتر

ارمينيا:
واسمها بالارمينية Հայաստան اي هاياستان
و كانت قديما تسمى أراراط ومعناها بالسومرية ” منطقة الجبال العالية ” وتسمي في الأشورية ” أورطو ” أو ” أورارطو ” ” وأوراستو ” وتسمى في المصرية القديمة أرمينيين(وكانت مستعمرة مصرية قديما في عهد رمسيس الثاني و الثالث) ، وفي اليونانية ” أرمينية
و هي جذء من مملكة ارمينيا القديمة والتي كانت تضم اسيا الصغرى

الحبشة:
يقال انه نسبة الى قبيلة عربية او سامية سكنت ارض الحبشة كانت اسمها حبشات ويقال ان القبيلة سميت حبشات اساسا لانها اختلطت بالسكان المحليين و تزاوجت منهم

واثيوبيا:
هو اسم قديم لمملكة كبيرة كانت تحكم في السودان و اخذت الحبشة تلك التسمية عندما تحدت مع ارتريا و احتفظت بها حتى بعد الانفصال عنها
واسم اثيوبيا يقال انه اسم يوناني اطلقوه على ابناء تلك المملكة و معناه اصحاب الوجوه المحترقة

الصين :
اشتق اسمها من أول إمبراطور وهو تسين شي هوانج تي

الهند :
يقال انها تعني البهارات
ويقال نسبة الى نهر اندوس

أثينا :
عاصمة اليونان واشتق اسمها من اسم إله أثينا زيوس إله الحكمة والفنون والعلوم عند الإغريق .

بريطانيا:
أخذ اسمها من مقاطعة بريطانيا في شمال فرنسا على بحر المانش .

إنجلترا:
معناها بلاد الملائكة .

فرنسا:
نسبة الي امبراطورية الفرنكا في القرن الثالث عشر و كانت تحكم جذء من فرنسا و التي نسبت اساسا لقبيلة الفرنجة

ليبيريا:
معناها الحرية وهي نسبه إلى الأفارقة الذين تحرروا من العبودية في أمريكا ثم عادوا إلى أفريقيا لكي يؤسسوا دولتهم ليبيريا .

بولندا:
اشتق اسمها من القبائل السلافية التي تدعى البولاند ومعناها الحقل لأنهم كانوا يعملوا في زراعة الحقول .

 

تشيلي :
معناها بالهندي(لغة السكان الاصليين من الهنود الحمر هناك)
المكان التي ينتهي به الأرض .

المكسيك :
اشتق اسمها من الحضارات التي عاشت في أرضها وكانت تسمى مكسيكا .

النمسا :
معناها الأراضي المشرقة لأنها كانت واقعة شرق مملكة شارلمان .

ألمانيا :

أي دوتشلاند أي بلاد الرجال .
اما المانيا فقد يكون تحريف لاسم جرماني اي المانيا وهو اسم للقبائل التي كانت تسكن المانيا قبائل الجيرمن

روسيا :
بلاد البحارة وكانت تسمى قديما موسوفيتا لذلك نسبت إليها العاصمة موسكو.

اليابان :

كلمه صينية معناها بلاد الشمس المشرقة واسمها باللغة اليابانية ليبون أي الشمس المشرقة .

جزر الكناري :
اذت اسمها من الجرو… حيث ان اسمها اللاتيني هو Insularia Canaria والذي يعني جزر الجراء. (جمع جرو)

أعلام الدول

هنية يدعو مصر لتنفيذ بنود صفقة التبادل وغزة تنتفض للأسرى

هنية يدعو مصر لتنفيذ بنود صفقة التبادل

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية المخابرات المصرية التي قادت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بإلزام الاحتلال على ما تم الاتفاق عليه في الصفقة من إنهاء العزل الانفرادي وإعادة الزيارات والعيش الكريم وإلغاء قانون شاليط.

وأكد هنية خلال خطبة الجمعة في المسجد العمري الكبير وقوف حكومته خلف الأسرى وتبني مطالبهم العادلة وفي مقدمتها العزل الانفرادي.

وقال :”إننا أمام مفترق طرق في قضية الأسرى لأنهم لم يقرروا خوض المعركة إلا بعد تفكير عميق وبعد نقاش طويل وبعد جهد مع إدارة السجون، مشيرا إلى مطالب الأسرى بإنهاء العزل الانفرادي وإلغاء قانون شاليط وإعادة برنامج الزيارات والعيش الكريم.

وأضاف رئيس الوزراء :” إننا نرى بشائر النصر تلوح من خلال البيئة المحيطة بالإضراب والخطوة الثانية تأتي في ظل تحولات كبيرة تشهدها الأمة، الربيع العربي، والشتاء الإسلامي وروح الثورة ونرى أن الأمة تتفاعل رغم انشغالاتها الداخلية مع قضية الأسرى”.

وطالب هنية أبناء الشعب الفلسطيني إلى زيارة أهالي الأسرى للتضامن معهم وللالتفاف حولهم والتأكيد بان الجرح واحد.

غزة تنتفض للأسرى

على صعيد آخر شارك عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرات نصرة الأسرى المضربين في سجون الاحتلال والتي انطلقت من ساحة فلسطين وسط مدينة غزة بعد أدائهم صلاة الجمعة للزحف نحو ساحة المجلس التشريعي.

ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي جماهير الشعب الفلسطيني إلى الخروج في هذه المسيرات التي انطلقت بعد صلاة الجمعة.

ورفع المشاركون في المسيرات صورا لقادة فلسطينيين أسرى مضربين عن الطعام لنيل حقوقهم المشروعة.

وشارك في المسيرات قادة الفصائل وبعض الوزراء ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني.

ويواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي بالرغم من الاجراءات المشددة التي بدأ الاحتلال باتخاذها ضدهم منذ بداية الاضراب.

مجموعة من الصهاينة يرفعون علم اسرائيل فوق المسجد الابراهيمي

مجموعة من الصهاينة يرفعون علم اسرائيل فوق المسجد الابراهيمي

أقدم مجموعة من المغتصبين الصهاينة على رفع علم “إسرائيل” فوق المسجد الإبراهيمي الواقع بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
ويعد هذا الاعتداء الذي وقع مساء أمس الخميس الأول من نوعه منذ احتلال مدينة الخليل عام 1967، وهو ما اعتبره مدير أوقاف الخليل، زيد الجعبري “اعتداءً على قدسية الحرم الإبراهيمي، ومكانته الدينية والتاريخية لدى المسلمين”.
وقال الجعبري:”لم يسبق أن قام الاحتلال “الإسرائيلي”، بمثل هذا الإجراء منذ احتلاله الخليل، وهذا الاعتداء يثير مشاعر المسلمين وهو عمل استفزازي خطير”.
وفي السياق ذاته، حمَّل محافظ الخليل، كامل حميد، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة، عن ممارسات “المستوطنيين” الذين يحاولون إثارة الفتنة في المنطقة.
وقال: “إن وضع الأعلام “الإسرائيلية”، وكتابة الآرمات باللغة العبرية، وتغيير اسم الحرم، ووضع البوابات الحديدية والإلكترونية، بهدف منع المسلمين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي، لن يؤدي إلى تهويد الحرم، وسيزيدنا تمسكاً به وبكافة الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف: “المستوطنون يدفعون بالمنطقة إلى عدم الاستقرار”.
أما رئيس بلدية الخليل، خالد العسيلي، فقد وصف ما جرى بأنه بمثابة “تجسيد للانتهاكات “الإسرائيلية” تجاه المقدسات الاسلامية، والإرث الحضاري والإنساني، وخطوة نحو تطبيق قرار ضم الحرم لقائمة التراث اليهودي، وهو ما كانت رفضته كل المؤسسات الحقوقية والثقافية في العالم”.
وأضاف: “إن ما تقوم به سلطات الاحتلال، في البلدة القديمة من مدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي، يؤكد من جديد أن الحكومة “الإسرائيلية”، لا تسعى لتحقيق السلام، بل تحاول فرض الأمر الواقع بقوة الاحتلال”.
وطالب العسيلي، المؤسسات الحقوقية والثقافية الدولية، واليونسكو بتحمل مسؤولياتها تجاه ما تحاول “إسرائيل” القيام به من تزوير للتاريخ وطمس للحقائق.
وحذر من خطورة هذا الإجراء الذي “يعمل على إثارة الشارع الفلسطيني، ويدفع نحو دوامة عنف جديد في المدينة”، محملا “إسرائيل” كامل المسؤولية عما ينتج عن هذا الإجراء.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أقر ضم الحرم الإبراهيمي إلى قائمة التراث اليهودي، استباقا لمحاولة الفلسطينيين تسجيل الخليل القديمة على لائحة المدن التاريخية والأثرية لدى اليونسكو.

لندن : مختل عقليا يحتجز اربعة رهائن

شرطي لندن

مختل عقلياً يحتجز اربعة اشخاص في مكاتب شركة نقل بالشاحنات

احتجز مختلّ عقلياً العديد من الاشخاص رهائن منتصف اليوم الجمعة في وسط لندن . حسبما أفادت الشرطة البريطانية.
وقال الشرطي في موقع الحدث في شارع توتنهام كورت في قلب لندن: “أنها حالة احتجاز رهائن”.
وتم اقفال الشارع وهو احد اكبر شوارع وسط العاصمة البريطانية تماما امام حركة المرور بحلول منتصف النهار.
وقالت الشرطة البريطانية: تم استقدام عناصر من الامن الى المكان عند الساعة (10:59 تغ) قبل صلاة الجمعة بعدما ألقى رجل أغراضاً من تافذة في الطابق الخامس لبناية.
وأوضحت الشرطة “لدينا مفاوض في الموقع”، مضيفة “لا نعتقد ان الامر يتعلق بعمل ارهابي”. ورفضت توضيح ما اذا كان المختل مسلحا كما ذكرت وسائل اعلام عدة افادت ايضا ان في حوزته عددا من عبوات الغاز.
وتم اخلاء موظفي موقع الانترنت في “هوفينغتن بوست” الذي تقع مكاتبه قريبا من مكان الحادث. وقال الموقع ان الرجل يحتجز اربعة اشخاص في مكاتب شركة نقل بالشاحنات.

أفغانستان : مقتل وإصابة 20 من جنود الاحتلال نتيجة انفجار تكتيكي بمديرية بنجوايي بولاية قندهار

أفغانستان : مقتل وإصابة 20 من جنود الاحتلال نتيجة انفجار تكتيكي بمديرية بنجوايي بولاية قندهار

شبكة المرصد الإخبارية
أفادت أنباء واردة من ولاية قندهار عن انفجار قوي استهدف جنود القوات المحتلة.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها شبكة المرصد الإخبارية فقد وقع الانفجار في فناء استراحة بقرية “سيدانو” في منطقة “تلوكان” بمديرية بنجوايي، يستخدمها الجنود المحتلون للترفيه.
وذكرت مصادر مطلعة أن المجاهدون قاموا حسب تكتيك تقني خاص بزرع الألغام داخل الاستراحة في الليل، وحينما قدم الجنود المحتلون مرة أخرى إليها ظهر أمس للترفيه، فجر المجاهدون جميع الألغام في آن واحد بالريموت كنترول عن بُعد.
وحسب معلومات دقيقة من المنطقة، قتل في هذا الانفجار الهائل 15 جنديا محتلا وأصيب 5 آخرين بجروح خطيرة.
وذكر شهود عيان: ” أن لحوم الجنود القتلى معلقة في الأشجار في مسافات بعيدة من مكان الانفجار، ولا زالت موجودة في المنطقة”.
وأضاف الشهود بأن القوات المحتلة حاصرت المنطقة بعد هذا الحادث ، واستدعيت مروحيات لنقل الجنود القتلى والجرحى من المنطقة
.
خوست: مقتل 3 محتلين في انفجارين منفصلين

من ناحية أخرى افادت انباء من خوست عن وقوع انفجارين نتيجة الهجوم على دوريتين لقوات الاحتلال في مديرية صبري بولاية خوست.
حيث وقع الانفجار الأول في الساعة الثالثة من ظهر اليوم، في قرية ” نوري ” على دورية راجلة للقوات الاحتلالية، فلقي جندي محتل مصرعه على الفور، كما أصيب 2 آخرين بجروح شديدة.
أما الانفجار الثاني وقع في الساعة التاسعة من صباح اليوم، في منطقة ” كركري غوندي” على دورية المحتلين الراجلة أيضاً، وهنا لقي 3 جنود محتلين مصرعهم، وأصيب عدد آخر بجراحات شديدة.

 

الذهب الأسود في الصومال – تقرير مفصل

الذهب الأسود في الصومال – تقرير مفصل

الباحث: محمود محمد حسن عبدي، أحمد آدن موسى

المقدمة
تقرير مارس ٢٠١٢: الذهب الأسود في الصومال – تقرير مفصل (167)

اضغط للتنزيل

كان الإعلان عن البدء فعليًا في حفر أبار نفط برية منتجة، من قبل تكتل من ثلاث شركات استكشاف في واديي نوغال وطرور، بداية فعلية لعصر البترول في الصومال،  على الرغم من تأخر تحقيق ذلك الإنجاز، ،وما يستحق حقًا بالاحتفاء أن النفط قد بلغ من الأهمية مالم تبلغه من قبل مادة استخرجها الإنسان من باطن الأرض، فقد غدى ذلك السائل العضوي القاتم اللون، محرك الحضارة وأداة التطور التقني الذي حققه الإنسان على مدى ما يزيد عن القرن.

فأعادت الأنباء عن البدأ في أعمال حفر آبار انتاجية للنفط، في إقليم بونت لاند ـ شمال شرق البلاد، إلى ساحة الأحداث الصومالية، مسألة الثروة النفطية الهائلة الكامنة في جوف الأرض الصومالية، والتي تحدث عنها الخبراء مرارًا على مدى القرن الماضي، منذ التقرير الأول الذي رفعته، دائرة المحميات إلى الحكومة البريطانية، بخصوص تسرب نفطي من صخور جنوب مدينة بربرة، وذلك في العام ألف وتسعمة و اثني عشر.

وقد استمر الحديث في أروقة كبرى الشركات نفطية، حول الإمكانية الكبيرة، لوجود إحتياطات نفطية كبيرة، تؤدي إلى إنتاج إقتصادي مربح للنفط في مناطق شتى، رغم أن تلك الأحاديث كان تعلو تخبوا مرتبطة بعوامل خارجية، مرتبطة بأسعار النفط، وتغيرات الظروف الإقليمية، مرتبطة أشد الارتباط بتوجهات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتي كانت متفقة على الأهمية الاستراتيجية، للنفط في المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي المهم، والبعيدة كذلك عن تعقيدات منطقة الخليج، و مخاطر إغلاق مضيق هرمز لسبب أو لآخر، في ظل حالة التوتر المستمر الذي تحياه تلك المنطقة بشكل مستمر منذ العقود الثلاثة الأخيرة.

وقد كان النجاح الذي تحقق في إنتاج النفط بكميات اقتصادية مهمة لدى جمهورية اليمن المجاورة، دافعًا للتأكيد على أهمية الأحواض الجيولوجية بالقرن الإفريقي، نظرًا لكون الأحواض المنتجة للنفط والغاز في اليمن امتدادًا لها، ومرشحًا ذلك منطقة خليج عدن ومحيطها، لأن تكون بحيرة نفطية لا تقل أهمية عن بحر قزوين ومحيطه.

مزايا استخراج النفط من الصومال بكميات اقتصادية:

•  اتساع الرقعة الجغرافية للبلاد، وتنوع التشكيلات الجيولوجية المرتبطة، بأحواض إنتاج فعلية في المنطقة يشير لإمكانية توفر مخزونات نفطية هائلة.
•  طول السواحل والشكل الطولي للبلاد، يجعل كلفة نقل النفط عبر الأنابيب إلى الموانئ، من الحقول المكتشفة أمرًا قليل التكلفة.
•  وقوع سواحل البلاد على بحار مفتوحة، كخليج عدن و المحيط الهندي، يقدم ميزة غير متوفرة في منطقة الخليج أو البحر الأحمر أو بحر قزوين.
•  موقع البلاد على الممرات المائية التجارية الرئيسية، يجعل نقل النفط أكثر اقتصادية، شرقًا وغربًا وجنوبًا.
•  النجاح في بناء بنية تحتية ملائمة لصناعة النفط، يتيح للبلاد للعىمل كمنصة تصدير لنفط إثيوبيا وجنوب السودان.

الصورة 1 : تطابق التكوينات الجيولوجية بين ضفتي خليج عدن (المصدر رانج ريسورسز)

التعريف بالصومال:

الصورة 2: خريطة الصومال

الصومال هو أقصى بلد شرقي إفريقيا، و يحده جسمان مائيان، وثلاثة دول، فالبحارهي المحيط الهندي من الشرق وخليج عدن من الشمال، وتحده جيبوتي من الشمال الغربي، وإثيوبيا من الغرب، وكينيا من الجنوب والجنوب الشرقي[1].

المساحة:

تبلغ مساحة الصومال إجمالًا 637,657 كيلومترات مربعة منها 10,320 كيلومترًا مربعًا تحتلها المسطحات المائية والأنهار.

طول الساحل:

الساحل الصومالي من أطول السواحل بالقارة الإفريقية بخط ساحل يبلغ طوله 3,025 كيلومتر.

الرصيف القاري:

200 ميل أي قرابة 300,003 كيلومتر.

أهم المدن:

مقديشو :

عاصمة البلاد .

 

هرجيسا :

عاصمة الشمال، مركز إدارة أرض الصومال.

 

بوصاصو:

ميناء ومركز تجاري هام.

 

بربرة :

ميناء تجاري رئيسي.

 

كيسمايو:

ميناء هام.

 

بيدوا :

مركز حضري زراعي رئيسي.

 

جالكعيو :

مركز حضري وقعدة مواصلات رئيسية.

 

بلدوين:

مركز حضري وزراعي هام.

 

جروي:

مركز حضري، هام مركز إدارة بونتلاند.

 

التضاريس:

يتسم النصف الجنوبي من الصومال بأنه مستوٍ نسبيا ، مع ارتفاعات أقل من 350 متر فوق مستوى سطح البحر ، في حين أن النصف الشمالي من البلاد شمالا يستمرفي التصاعد  إلى ارتفاع 2000 متر ، حيث ينخفض بحدة هبوطًا إلى خليج عدن.

الخلفية التاريخية لجغرافية الصومال

الصومال شبه جزيرة مثلثة الشكل، ويحتل منطقة شاسعة من القرن الإفريقي، يقع بين خطي عرض 2 جنوبا ، 5ر12 شمالا، وهو العضو الوحيد في جامعة الدول العربية الذي تمتد أراضيه جنوب خط الاستواء ، وتقترب مساحته من مليون كيلومتر مربع ، وتمتد حدوده الشمالية من خليج تاجورة على ساحل البحر الأحمر مارة بخليج عدن حتى رأس عسير ، وفي الجنوب تمتد حدوده من سواحل المحيط الهندي ابتداء من رأس (غاردفوي)[2] ورأس المثلث المواجه لها وحتى مصب نهر تانا ثم تتجه حدوده شمالا عبر الحدود الغربية لمنطقة هرر حتى ساحل خليج عدن المحاذي لباب المندب، والصومال يمتلك أطول سواحل في قارة إفريقيا حيث يزيد طول سواحله عن 3300 كيلومتر وفرض الحدود السياسية الحالية للصومال يرجع إلى الفترة من عام 1885 الى عام 1900م إذ فرضت عليه عن طريق كل من بريطانيا وايطاليا وفرنسا وذلك عندما حصلت بريطانيا على كينيا والصومال البريطاني ، وايطاليا على الصومال الإيطالي الواقع في جنوب الصومال الإنجليزي ، وحصلت فرنسا على الصومال الفرنسي حاليا (جيبوتي).

في عام 1854م وذلك عندما بسطت بريطانيا سيطرتها على ميناء بربرة الصومالي ، واستطاعت فرنسا في عام 1862 شراء وجودها في ميناء أوبوك (حاليا جيبوتي) من رؤساء القبائل الصومالية ، وبعد ذلك تم احتلال جيبوتي وتاجورة بصفة رسمية في الأعوام 1884 – 1885- 1888 بحجة تأمين سفنهم المارة بباب المندب، وعقدت فيما بينها اتفاقيات في عام1897م وعام 1880م في محاولة لتحديد مصالح كل قوة في المنطقة ، وفي عام 1925 أتمت كل من بريطانيا وايطاليا احتلال الصومال وأصبح يعرف كل جزء من الصومال باسم القطر المسيطر عليه ، وظهر اسم الصومال الانجليزي وعاصمته هرجيسه والصومال الايطالي وعاصمته مقديشو والصومال الفرنسي وعاصمته (جيبوتي).

وتشمل أرض الصومال الكبرى هذه الأراضي التي تم تقسيمها بين القوى الاستعمارية الثلاثة السابق ذكرها ، بالإضافة إلى الجزء الذي استقطع لكي يضم إلى الحبشة وهو إقليم (أوغادين) والجزء الشمالي الشرقي من كينيا والذي تم استقطاعه من الصومال ، ومن أجل ذلك يرمز علم الصومال الوطني إلى الصومال الكبير المتمثل في أطراف نجومه الخمس التي تمثل أقاليم الصومال الخمسة آملين في لم الشتات وتوحيدها تحت راية واحدة .

في يوم 26 يونيو 1960م أصبح الصومال البريطاني مستقلا ، وبعد خمسة أيام من ذلك التاريخ استقل الصومال الإيطالي واتحد الصومالان في أول يوليو 1960م ليشكلا جمهورية الصومال الديمقراطية ، وقد وجد الصوماليون المستقلون وقتئذ أن كثيرا من أهل الصومال بقوا خارج بلادهم مستقرين في كل من إثيوبيا وكينيا وجيبوتي ، وبعد الاستقلال شهدت الساحة الصومالية من عام 1960 إلى 1969 ثلاث حكومات منتخبة ، الأولى كانت من 1960 إلى عام1964 برئاسة عبدالرشيد على شرماركي ، والثانية من 1964 إلى 1967 برئاسة حاج حسين ، والثالثة من عام 1967 إلى اكتوبر 1969 برئاسة محمد حاج إبراهيم عقال. وفي 21 اكتوبر 1969 استولى محمد سياد بري على السلطة بانقلاب أبيض  ومن هذا التدرج في اختيار حكومات صومالية بانتخابات حرة نزيهة يتضح لنا أن البناء السياسي في الصومال قد بدأ بصورة حضارية متزنة ، ولولا التدخلات الأجنبية التي حدثت لسار الصومال في بنائه السياسي على هذا المنوال المتحضر الراقي.[3]

أهمية موقع الصومال:

الصورة 3: خريطة للصومال الكبير/ الصومال الطبيعي

إن الخواص الاستراتيجية لموقع الصومال ظلت على مر التاريخ عامل جذب لقوى مختلفة متصارعة ، انغمست في منافسات وصراعات ومنازعات في إطار سعي كل منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية وعسكرية لبلاده .

فالصومال يتميز بموقع جيوبوليتيكي فريد ، فهو متاخم لكل من منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي، كما يقع في نقطة لقاء قارتي إفريقيا من الغرب وآسيا من الشرق ، ويشرف على البحر الأحمر الذي يربط البحر العربي والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط بواسطة مضيق باب المندب ، وهذا الموقع ربط آسيا بإفريقيا عن طريق الموجات البشرية الزاحفة من شبه الجزيرة العربية إلى قارة إفريقيا .

 

الفترة الجيولوجية

الجوراسي و الطباشيري

الجوراسي المبكر

 

 

الجوراسي المتأخر و الطباشيري المبكر

 

 

الطباشيري المتأخر

 

البليوسيني

 

 

الإيوسيني

 

 

الميوسيني

 

 

البليوسيني

 

كما أن أهمية البحر الأحمر من الناحية العسكرية تكمن في أنه المدخل إلى المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب ، والذي يتسم هو والقرن الإفريقي بأهمية حيوية للقوتين العظيمتين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي ومن قبلهما بريطانيا وايطاليا وفرنسا ، إن الصومال بالإضافة إلى دولة ( جيبوتي ) والتي تعتبر ربيبة الصومال وجزءاً منه وشاءت الأقدار وأبت إلا أن تكونا دولتين مستقلتين تقومان حاليا على خليج عدن الذي يعتبر المدخل الطبيعي إلى البحر الأحمر ، وأن ممر البحر الأحمر الذي يربط حاليا ما بين أكبر حقول النفط في الخليج العربي وأكبر مستهلك للنفط في غرب أوربا . وأن الدولتين تشتركان مع البحر الأحمر في خصائصه الطبيعية وأهميته الجيوبوليتيكية لذا يرى المستعمرون أن هذه الأسباب كافية لاستعمارهما.

التاريخ الجيولوجي للصومال:

تنطوي الأراضي الصومالية على مائة وأربعة مواقع، تحمل احتمال وجود النفط أو الغاز أو كليهما، لاحتوائها على طبقات رسوبية ملائمة، وتمتد تلك المواقع والأحواض على تسعين في المائة من مساحة البلاد، في ذات الوقت الذي تتنوع تلك الأحواض في تركيبها الطبقي والبنوي، فالصومال تحتوي على سماكات كبيرة من الطبقات الرسوبية تصل إلى ثلاثين ألف قدم، منتشرة على طول البلاد وعرضها[4]، بما في ذلك طبقات رسوبية دلتوية/بحرية من العصر الجوراسي و الطباشيري[5].

نتائج أعمال الاستكشاف في الصومال:

تحتوي البلاد على صخور خزان مسامية وعالية النفاذية، كالتكوينات العدسية للصخور الكلسية و الحجر الكلسي المرجاني، والصخر الرملي مظهرًا بذلك إمكانية لوجود صخور منشأ للنفط والغاز الطبيعي، ومصائد للنفط متعددة الأحجام، وعلى الرغم من أن بلاد الصومال تحمل إمكانيات هائلة من النفط و الغاز، فإن ذلك يبقى مفتقرًا للبحث والدراسة[6].

و قد تم استكشاف الامكانيات البترولية للبلاد على ثلاث مراحل، حتى وقت البدء بالتقييم الذي موله البنك الدولي، في نحو 54 بئرا تم حفرها كانت في غالبيتها آبار برية، بمعدل بئر لكل 10,000 كيلومتر مربع، وتلك كثافة ضئيلة نسبيًا لأعمال الحفر ، وقد تمت ملاحظة ظهورات متعددة للنفط و الغاز، ولكن لم يتحقق أي اكتشاف على مستوى تجاري. وقد تعرضت كافة أنشطة الاستكشاف للتوقف في الفترة  1977-1979. وبذلت الحكومة المزيد من الجهود  لتتجدد أعمال الاستكشاف في عام 1978 عبر جذب شركات النفط الأجنبية، وبحلول عام 1979، لم تتحقق إلا نتائج هامشية لدى اثنتين من الشركات، واركو في حوض مدغ  وتكساكو في”  لامو”، حيث تفاوضت كلا الشركتين مع الحكومة الصومالية للحصول على امتياز الاستكشاف والتنقيب كل على حدة في عام 1979[7].

و على الرغم من أن أعمال الاستكشاف والتنقيب الابتدائية قد تم تنفيذها في الصومال فعليًا، بدءًا من عشرينيات من القرن الماضي، إلا أنها أخذت شكلًا جديًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، في الصومال البريطاني والصومال الإيطالي السابقين.

محاضر التنقب التي كانت ممنوحة للشركات في ثمانينات القرن الماضي

المصدر[8]

 

 

البلوك

النوع

الشركة

ملاحظة

 

بلوك 06

(بري)

Agip Exploration B.V

 

بلوك 09

(بري)

Agip Exploration B.V

 

بلوك 12

(بري)

Agip Exploration B.V

 

بلوك 25

(بري)

ConocoPhillips

 

بلوك 28

(بري)

Conoco/ Japan / ConocoPhillips

مشترك

 

بلوك 29

(بري)

Conoco/ Japan / ConocoPhillips

مشترك

 

بلوك 31

(بري)

Agip Exploration B.V

 

بلوك 32

(بري)

Chevron Corporation

 

بلوك 33

(بري)

Conoco/ Japan Energy

مشترك

 

بلوك 34

(بري)

Conoco/ Japan Energy

مشترك

 

بلوك 35

(بري)

Gulfstream, Lundin, Murphy

مشترك

 

بلوك م – أ10

(بحري)

BP ,Gulfstream, Lundin ,Murphy

مشترك

 

بلوك م – 11

(بحري)

Chevron Corporation

 

بلوك م – 3

(بحري)

Pecten

 

بلوك م- 4

(بحري)

Pecten

 

بلوك م- 5

(بحري)

Pecten

 

بلوك م- 6

(بحري)

Pecten

 

بلوك م – 7

(بحري)

  Pecten

 

 

أولًا: شمال الصومال ـ أرض البونت وأرض الصومال:

والسمة العامة للشمال الصومالي [9] كونه عبارة عن أرض هضيبة، ترتفع حتى تبلغ في ارتفاعها ألفي متر عن سطح البحر، ومنحدرة بحدة نحو خليج عدن، ونظرًا لموقعه على الجهة المقابلة لشبه الجزيرة العربية، التي انفصلت عن القارة الإفريقية كنتيجة لتشكل الصدع الإفريقي العظيم، فإن التشابه في التاريخ الجيولوجي لضفتي الصدع، جعلت بلاد الصومال عامة، والشمال الصومالي تحديدًا، أكثر الأقاليم المرشحة، لاكتشاف احتياطيات نفطية اقتصادية هائلة.[10]

وبالعودة لاستنتاجات الخبراء حول وفرة الاحتياطيات الموجودة في جوف الأراضي الصومالية شمالًا، فإن الصخور الرسوبية التي تغطي شمال الصومال، تتضمن طبقات صخري قارية وبحرية، من العصور ما بعد ـ الترياسي ، والتي ظهرت في أحواض ما بعد تفكك القارة الأم ـ غوندوانا ـ ، وبناءًا على بيانات منها المنشور ومنها غير المنشور، فإن التركيب الجيولوجي لتلك الأحواض، يثبت أن النفط والغاز قد نتجا مع تكوين خزانات مهمة، و نشأة مصايد طبقية، والجدير بالذكر أن تلك التراكيب الجيولوجية ممتدة عبر خليج عدن، بشكل يتطابق مع الأحواض المنتجة للوقود الأحفوري في اليمن، ممثلة باحواض مأرب ـ هجر و سيؤون ـ المسيلة، مما يضع شمال الصومال بجدية موضع الاعتبار في نظر المهتمين بصناعة النفط والغاز.

يقول السيد توماس إي كونور كبير مهندسي البترول بالبنك الدولي: “إنه موجود”[11])، لا شك بوجود النفط هناك، يعني بذلك شمال الصومال، بعد ان ترأس هو شخصيًا دراسة معمقة حول النفط، واحتمال وجوده في الساحل الصومالي المطل على خليج عن شمالًا،وقد تم ترجيح وجهة النظر المؤيدة لوجود كميات إقتصادية من النفط في الصومال عامة، وشمال البلاد خاصة، عبر أعمال الاستكشاف التاجحة التي تم إنجازها أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، حيث اكتشفت شركة ـ هنت ـ إحتياطيات قدرتها بمليار برميل من النفط، ضمن الأخدود العظيم، الذي يغطي قوسًا واسعًا عبر شمال البلاد.

ونظرًا للمكتشفات المؤكدة فقد تقدمت جمهورية اليمن، بوثيقة لدى الأمين العام للأمم المتحدة، مطالبة بمد الرصيف القاري لليمن، حتى جزيرة سوقطرة، وتم ذلك سنة ألفين وتسعة.

نتائج أعمال الاستكشاف في أرض البونت :

الشركات العاملة حاليًا:

•  أفريكا أويل كورب CANMEX ـ سابقًا ـ .
•  رانج ريسورسز.[12] •  ريد إمبرور.

يقول الخبراء في “مؤسسة إديسون”[13] لأبحاث الاستثمار، تعتبر ولاية أرض البونت واحدة من آخر الأقاليم التي تم استكشافها بريًا، والتي تكمن  فيها أحواض رسوبية ضخمة، قادرة على احتواء إحتياطات نفطية من عدة مليارات من البراميل، فتلك الأحواض الرسوبية مماثلة، لنظيرتها المنتجة للفط في شمال جمهورية اليمن، ونظرًا لتوفر كل الظروف الجيولوجية الملائمة، فإن من المتوقع لولاية أرض البونت أن تصبح قادرة على إنتاج النفط بكميات تجارية.

وقد أعلنت ثلاث شركات متضامنة، عن شروعها في أعمال الحفر ببداية العام الحالي ألفين واثني عشر للميلاد، للبدء باستخراج احتياطي نفطي، قابل للاستخراج، مقدر بثلاثمئة مليون برميل، بعوائد تزيد عن ثلاثين مليار دولار، حسب القيمة الحالية لبرميل النفط، في منطقة ـ وادي نوغال ـ، في حين ستباشر ىمجموعة الشركات ذاتها، أعمال التنقيب لاحقًا في العام الحالي، في منطقة ـ وادي طرور ـ، لاستخراج كمية مماثلة للمتوقعة في منطقة ـ نوقال ـ .

وتبلغ مساحة المطروحة حاليًا، والتي حصلت عليه مجموعة الشركات الثلاثة، قرابة الأربعين ألف كيلومتر، ليس بعيدًا عن ساحل المحيط الهندي، و يشير مسؤولوا تلك الشركات للسهولة البالغة لأعمال الحفر والتنقيب مقارنة بمناطق أخرى نفذوا فيها أعمالًا مماثلة، رغم أن أعماق الحفر المستهدفة تتراوح بين أربعة إلى خمسة آلاف من الأمتار، وستتكلف أعمال الحفر قرابة خمسة وعشرين مليون دولار أمريكي.

من أكثر الأحواض تميزًا في ولاية أرض البونت، حوضا “نوغال” و “طرور”، حيث أن منخفضاتهما واضحة بشكل جلي في صور الأقمار الصناعية، وهناك قناعة بأن الحوضين جزء من تركيب الصدع القاري المماثل للنمط الموجود في الضفة الأخرى من خليج عدن، حيث الأحواض المنتجة للنفط في جمهورية اليمن، ويعتقد الخبراء أن وجود إحتياطيات نفطية في الطبقات الطباشيرية والجوراسية في اليمن، قد يكون مرجحًا كذلك في الطبقات النظيرة لها في الأراضي الصومالية، حيث كلا المنطقتين كانتا متصلتين قبل فترة تقدر بثمانية عشر مليون سنة مضت، وذلك قبل انزياح الصفيحة الهندية مبتعدة عن الصفيحة الإفريقية[14].

وتتميز تلك الأحواض بسماكة الطبقات الرسوبية، تصل لعشرة آلاف قدم في بعض مواضعها، والطبقات المستهدفة في التنقيب عن الاحتياطيات النفطية، متمثلة برسوبيات الصخر الرملي العائد للعصر الجوراسي، خاصة تكوينات ـ غبريدري ـ، وتتموضع تلك الاحتياطيات ضمن صخور رملية، تعلو الصخور الطينية والطفلية لتكوين ـ ورندب ـ، والتي تعتبر الصخور المنتجة لخام النفط، المتسرب بشكل طبيعي والذي تمت ملاحظته، على طول الطيات الواقعة على تخوم التكوين، كما أن الخبراء يعتقدون بوجود احتياطات بحرية ثانوية، ضمن الحجر الرملي في العمق، وكذلك ضمن الصخور الكربونية البحرية الضحلة، والعائدة للعصر الكريتاسي في تكوينات ـ غومبورو ـ، ويمكن اعتبارها أهداف ثانوية كذلك لأعمال التنقيب، و التقدير الأولي لسماكة الطبقات في تكوينات ـ غومبورو و جيسوما ـ بما بين ألف وثلاثمائة وخمسين قدمًا و ألفين وأربعمائة وخمسن قدمًا.

وعلى الرغم من محدودية المعلومات المتوفرة، فإنه من المؤكد أن الصخور الرسوبية في حوض نوغال، تمتلك كافة المواصفات المطلوبة، لتعتبر حاوية للاحتياطات النفطية، ومن خلال الآبار الاختبارية الخمسة المحفورة، والصور المستخلصة من التقييمات الجزئية لبئري ـ نوغال/واحد و كاليس/ واحد ـ، فإن سجلات الحفر لهاذين البئرين، تشير إلى أن الصخور الرملية المستهدفة من العصر الجوراسي لم يتم بلوغها بعد، رغم وجود آثار للنفط في الصخور الرملية الضحلة التي تم بلوغها، حيث تم إجراء أعمال حفر في بئر نوغال/ واحد بعمق عشرة آلاف وسبعمئة وستة وثلاثين قدما، وذلك في العام ألف تسعمائة وتسعين للميلاد، أما بئر ـ كاليس/ واحد ـ فقد تم إجراء حفر لعمق خمسة آلاف ومائة أقدام، إذ كان المخطط له إتمام الحفر حتى عمق أربعة عشر ألفًا و ثمانمئة وخمسين قدمًا، وذلك في نفس العام.
وقد تكررت التقارير التي تتحدث عن التسربات والآثار النفطية الظاهرة، في العدد من الآبار التجريبة التي تم حفرها، من قبل شركات استكشاف نفطية، في الفترات السابقة، مشيرة بذلك لوجود صخور المنشأ التي أنتجت المواد الهيدروكربونية، وكذلك حدوث هجرات للنفط عبر التكوينات، التي تم الحفر خلالها، لكنه لم تكن توفرت بعد البيانات الكافية، لتحديد دقيق لمواقع تكوينات مصائد النفط والغاز، وحول إن كانت تلك التكوينات كانت سابقة لمرحلة هجرة الهيدروكربونات لصخور المنشأ، وتشير البيانات المجموعة حول العدد المحدود من الآبار المحفورة في الحوض، إلى أن الحوض منتج للنفط.

الصورة 7: محاضر التنقيب عن النفط في أرض البونت

وقد تم بنجاح إنجاز برنامج معالجة زلزالية شامل، متضمنًا مراجعة متكاملة لكافة البيانات الجيوفيزيائية والجيولوجية، التي تم استخلاصها من قطاع نوغال موضوع الامتياز، وقد توصلت شركة ـ هورن أويل كورب ـ ، لإمضاء عقد لجلب حفار، للبدء بأعمال الحفر ضمن الامتياز الذي حصلت عليه الشركة، في ولاية أرض البونت، وذلك خلال عام ألفين وثمانية، ليصار إلى البدء بحفر بئرين اختباريين بتاريخ التاسع عشر من شهر فبراير/ شباط سنة ألفين وثمانية.

وقد أعدت تقديرات غاية في الأهمية حول الموارد النفطية غير المكتشفة في الموقع، خلال شهري يناير وفبراير 2007، من قبل المقيمين المؤهلين ومدققي الحسابات من شركة سبرول الدولية المحدودة (“سبرول”)، إذ تحمل شركة أفريقيا أويل كورب ثمانين في المئة من امتيازات قطاعي واديي نوغال وطرور كتل، والتي تم العمل على أن تشمل نوغال وأحواض  دارين  الرسوبية بوادي طرور على التوالي.

و باستخدام البيانات المقدمة من الشركة  والبيانات المتاحة للعموم، ومن الملفات غير سرية الصادرة عن شركة سبرول، والتي قدمت تقييما لموارد النفط غير المكتشفة في قطاع  وادي نوجال، إلا أن  شركة سبرول قد عجزت في ذات الوقت، عن إنجاز تقييم مماثل للموارد غير المكتشفة بما بخص مع قطاع وادي طرور و (حوض دارين) تحديدًا وذلك بسبب نقص في البيانات، لكن نتيجة للاعتقاد بأن حوض دارين والأحواض الرسوبية في نوغال يحملان تاريخًا جيولوجيًا شديد التشابه، فإن الموارد غير المكتشفة بوادي طرور قد تكون مماثلة لتلك التي من قطاع وادي نوغال[15].

وتستند تقديرات التي أجريت على قطاع وادي نوغال على نموذج احتمالي قياسي، جعل بالإمكان تكوين صورة واضحة حول الاحتياطات المحتملة، في الخزانات والمصائد البترولية، التي من المرجح أن تكون ضمن القطاع. وقد استندت التقديرات على معلمات أساسية محددة للاحتياطيات النفطية،  كالمسامية والتشبع بالمياه، سماكة الطبقة المنتجة، ومساحة وحجم التكوين الذي تم اختياره استنادا إلى البيانات المتاحة، وممثلة بذلك مجموعة من القيم المحتملة التي يمكن الوصول إليها لدى إنجاز الآبار الاستكشافية لاحقًا[16].

نتائج أعمال الاستكشاف في أرض الصومال:

الشركات العاملة حاليًا: لا يوجد

بدأت أعمال الاستكشافات البترولية في أرض الصومال، منذ عام الف وتسعمائة وإثني عشر 1912، حين تم الإبلاغ عن رشح نفطي، متسرب من صخور في منطقة ـ طاقاح شبيل Shab l Dagah ـ، على بعد ثمانية وثلاثين كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة بربرة، وفي العام ألف وتسعمائة و تسعة خمسين للميلاد، قامت شركة ستاندرد فاكيوم Vacuum Standard ، المنبثقة عن شراكة بين شركتي ـ موبيل وإسسو and Esso Mobil ـ  بحفر ثلاثة آبار جافة ـ طاقاح شيل واحد، وإثنين و ثلاثة (Dagah Shabel -1, -2, and -3) ـ، قرب الرشح النفطي بطاقاح شبيل، دون اعتماد نظم التحكم الجوفي، وقد تم استخراج النفط الحر من أحد تلك الآبار، الذي كان في منطقة من الصخر وندرر الجبسي limestone Wanderer ـ الجوراسي الأعلى ـ و الصخر الرملي النوبي Nubian sandstone ـ الكريتاسي الأعلى ـ، وعلى الرغم من ذلك فإن الآبار التالية لم تنتج أيًا من النفط.[17]

الصورة 8: محاضر التنقيب وجيولوجيتها بشمال البلاد

عاد الاهتمام الجاد بالاستكشافات البترولية في نهاية السبعينيات، وفي عام الف و تسعمائة وثمانين ميلادية 1980، قامت شركة جيكو GECO بأعمال تخمين و مسح زلزالي بحري مكثف  في خليج عن لصالح الحكومة الصومالية، وفي ذات العام تم منح الامتيازات على مساحة واسعة من منطقة ـ جوبن ـ لتكتل مكون من شركتي نفط إحداهما شركة كوينتانا للنفط Quintana Oil Company وكانت الثانية شركة هنت للنفط Hunt Oil Company، وقد قامت الشركتان ببرنامج استكشاف تفصيلي تضمن مسحًا جويًا مغناطيسيًا، وبرنامجًا للمسح الزلزالي على القطاعين البريين 32 و 35، و على الرغم من ذلك فقد تخليتا عن الامتياز الممنوح لهما[18].

و ازداد التركيز على أعمال الاستكشاف منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، حيث منحت نطاقات الامتياز لشركات متعددة، حيث تم نقل امتيازي شركتي هنت و كوينتانا، وقسمتها الحكومة إلى قسمين، منحت أحدهما لشركة شيفرون، أما القسم الآخر فتم منح الامتياز فيه لشراكة قامت بين شركتي أموكو وانترناشيونال بتروليوم كوربوريشن، وقد حصل كل من لبس وأجب على امتيازات في البلد، ومنحت شركة شيل امتيازًا بحريًا، حيث شمل معظم الخط الساحلي لخليج عدن، لكنها تخلت عن الإمتياز الممنوح لها بعد الفشل في بئري  (Bandar Harshau-1 and Dab Qua-1), و ذلك سنة 1984، وذلك على الرغم من وجود دلائل قوية على وجود النفط صخور الكربونات العائد للعصر الإيوسيني ما قبل الصدع، وتشققات ما بعد الصدع، وقد تم حفر البئرين في النطاق M-10 في مياه بلغ عمقها ثلاثمائة متر.
في الحادي عشر من يوليو عام ألف وتسعمائة وتسعة ثمانين  July, 1989 11 أعلنت كل شركات النفط العمالة في البلاد تعليق أعمالها بفعل القوة القاهرة، نظرًا للاضراب الداخلي المستمر في جميع مناطق الدولة.

وترجع قلة النجاحات في آبار الاستكشاف المبكرة بشكل رئيسي، للتعقيد في التركيب الجيولوجي الجوفي، وما كان من قلة تطبيق نطم التحكم الجوفي  subsurface control من خلال بيانات المسح الزلزالي، وطبيعة الرتكيب الجيولوجي للبلد تفرض تغيرات مفاجئة في طبقات الصخور، نظرًا للحركة الصدعية، والحركات الرأسية للصخور في الحقب الميسوزوية والترتيارية  Mesozoic and Tertiary ، وبالعودة لتحليلات ما بعد أعمال الحفر للآبار غير الناجحة، فقد أثبتت النتائج أن سبب الإخفاق ناتج عن العجز الواضح عن تحديد صحيح لموقع مصيدة النفط، أو وصول الحفر لخزان نفط ضئيل او منعدم وغيرها من العوامل الناشئة عن عدم اكتمال التحقق من الموقع الدقيق للبئر المنتجة، ويضاف إلى ذلك أن العديد من تلك الآبار كان قد تم فحصها جيولوجيًا بشكل شب مؤكد، وتل كالآبار تتضمن  Zaila-1, Zaila-2, Las Dureh-1, and Dagah Shabel-3.
•تم حفر واحد وعشرين 21 بئرًا استكشافية، تسعة عشر 19 برية و إثنتين 2بحريتين، ولم يتم فحص تلك الآبار سوى طبقيًا stratigraphic.
•إلا أن قليلًا من تلك الآبار أظهر تقييمًا حقيقًا للكميات الوقود الأحفوري الموجودة في البلد بصفة عامة، و للأحواض التي تم الحفر فيها خاصة.
•كما أن المسح السسمي الحديث لم يطبق في أعمال الاستكشاف سوى على نطاق محدود.
•لذا يبقى قطاع كبير من التكوينات الجيولوجية الحاوية للنفط في عداد غير المستكشف نهائيًا[19].
•ويمكن تقسيم السجل الجيولوجي للصخور المرشحة لأن تكون دلالة على وجود كميات اقتصادية من المخزون النفطي إلى ثلاث مستويات جيولوجية:

الصدع الجوراسي:

التكوينات الجوراسية تحتوي على تتابعات سميكة من الرواسب القارية، كالحجر الرملي القاعدي المتموضع مباشرة على السطح نتيجة لعوامل الحت، تعلوه تتابعات من الحجر الجيري ـ مجموعة بهندولا ـ مع تداخلات من الطمي والغرين، والرواسب الجوارسية توجد في وهاد ممتدة باتجاه جنوبي ـ شرقي/ شمالي ـ غربي، ومثال على ذلك وهدة بهندولا (graben Bihendula) ، الناتجة عن القوى الجيولوجية لدى انفصال شبه القارة الهندية من القارة الإفريقية.

وقد كانت الصخور الناتئة سطحيًا، والمتكونة في العصر الجوراسي في تكوينات  (بهندولا Bihendula)  خمسة وثلاثين كيلومترًا جنوب مدينة بربرة، أولى المواقع الدالة على وجود النفط، التي تمت ملاحظتها ، ونتيجة لذلك فقد كانت تلك المنطقة أكثر المناطق عرضة للدراسة الجيولوجية المركزة منذ ذلك الحين، وقد ظهر احتواؤها على أسمك طبقات الصخرية ـ ألف و مائتي متر (1200 م)  ـ لمتحجرات السرير الصخري الجوراسي السطحية في البلاد.

الطباشيري:

الصورة 9: طبقات رسوبية مكشوفة بشمال البلاد قرب التسرب النفطي بطاقا شبيل

تتميز الرسوبيات الطباشيري في الإقليم، بتنوع كبير في التكوين الصخري، يتراواح بين الطغيان البحري في الشرق للبحار القديمة، مما أدى إلى تكوين طبقات ممتابعة من الكربونات والطفل الصفحي، في حين أن التكوينات الرسوبية النظيرة في الغرب تتكون من طبقات الصخر الرملي، باعتباره صخرًا رمليًا نوبيًا  ‘Nubian sandstone’، رغم أن بعض الباحثين قد توصلوا إلى وجود تمايز بين نوعين من الصخر من العصر الطباشيري، فأدرجوا تصنيفين أحدهما الصخر الرملي ـ يسومما Yesomma ـ وثانيهما صخور الكربونات ـ تيسيجي Tisje ـ، رغم صعوبة التمييز بين التشكيلات الصخرية نظرًا للتداخلات المعقدة بين الصخور المتحولة و الصخور الكربونية.

الإيوسين:

تتكون مواقع الصخور المتشكلة في العصر الإيوسيني، بصفة خاصة من تشكيلات هائلة من الصخور الكلسية، في تكوينات ـ أورادو و كركار/ and Karkar Auradu ـ ، مقسمة بتشكيلات من الجبس والأنهيديريت، تتراوح في حجمها بين الضخمة والشريطية الضيقة، وذلك نتيجة لطغيان البحار من جهة الشرق في العصر الإيوسيني، مكونًا التكوينات الكلسية في ـ أورادو/Auradu ـ ، وكان نتيجة للطغيان البحري الدوري في العصر الإيوسيني الوسيط بموضع ـ كركار Karkar ـ  أن نشأت ترسبات الأنهيدريت، بفعل تبخر المياه، ونتج عنه سلسلة تتابعات الأنهيدريت بمنطقة كـ ـ تليح (Taleh)  ـ، وقد أدى الطغيان البحري في العصر الإيوسيني المتأخر لظهور تكوينات من صخور الصوان الجبسية البحرية في تشكيل ـ كركار ـ.

الأوليجوسين ـ الميوسين:

تنحصر التكوينات الرسوبية للعصري الأوليجوسين والميوسين، ضمن نطاقات ضيقة ومعزولة في ما لا يرقى لاعتباره أحواض، ممتدة تلك النطاقات في الشريط المحاذي لخليج، لكن لا يخلو الأمر من امتدادها في البر باتجاه المناطق المنخفضة، وتتموضع في وهدات محلية، ناشئة عن التصدع المستمر لخليج عدن.
وتحتوي التكوينات على تتباعات صدعية سميكة تصل لألفين وخمسمئة متر،  محتوية على رمال بنية محمرة، ورمال خضراء، والطمي وصخر الرملي محتوية على الجبس، وتلك الرواسب شبه بارزة كليًا ومتموضعة في البركات والدلتا والبيئات الغرينية، وأهم تمثيلًا لتلك التكوينات الأوليجوسينية ـ الميوسينية موقع ـ حوض دبن basin Daban ـ جنوب شرق مدينة بربرة، في تشكل صخري مطوي للأسفل وملوي  محاذيًا بذلك صفيحة أرض الصومال[20].

ثانيًا: وسط وجنوب الصومال.

الشركات العاملة حاليًا: لا يوجد

الجوراسي المبكر:

تموضع تكوين ـ أدغيرات ـ يستمر دون مقاطعة من العصر الترياسي عبر بدايات الجوراسي ، حيث يحتوي ذلك التكوين على سماكات تصل إلى 130 مترًا من الحجر الرملي المتبلر ـ كواتز ـ مع تقطعات من الجبس والطفل الصفحي القاتم، والمثير للاهتمام أن بئر قوريولهQoryoley 1 يصل في قاع إلى صخور نارية، بعض اختارق آخر أجزاء تكوين أدغيرات، وقد يكون ذلك دلالة على عملية التصدع التي أدت في الناية لانفصال مدغشقر عن القارة الإفريقية ، في الفترة الوسطى من العصر الجوراسي، ويتموضع فوق طبقة الحجر الرملي ممتدًا إلى وسط أعلى العصر الجوراسي الوسيط، طفل سطحي حوضي بلون رمادي قاتم،  حجر كلسي طيني متحجر بلون رمادي قاتم كذلك، متدرجًا لحجر كلسي نقي باتجاه البحر، وفيما يخص بئر ماري عاشا حيث جزء من تكوين هامانلي، تبلغ السماكات 1,525 مترًا، وليس ببعيدٍ عن بئر هوبيو Hobyo 1 شمالَا حيث تبلغ السماكات ما لا يقل عن 2,175 مترًا[21].

الجوراسي المتأخر والطباشيري  المبكر :

تشكيلات ورندب Warandab الأوكسفوردية والكامبريدجية، تتكون من حجر كلسي طيني مصفر اللون، تحتوي على متحجرات حبارية وحلزونية في الجنوب الصومالي، وذلك التكوين يظهر جليًا عن طريق الحفر عبر الركائز المتدرجة للحجر الكلسي الطيني الرمادي القاتم، وفي بئر ماري عاشا حي بلغ إجمالي سماكة التكوين المسجل 538 مترًا،  أما بقية مظاهر الجوراسي المتأخر فتتمثل بطفل صفحي يتراواح لونه بين البني والرمادي القاتمين، تنتهي بحجر كلسي رمادي محتويًا على أحافير لمتحجرات ترجع لكائنات منخارية بلورية، في تكوينات جربهاري، حيث تبلغ سماكته العظمى  350 مترًا.

أما في الجنوب الأوسط من الصومال فإن مظاهر العصر الطباشيري المبكر تتمثل بسلسلة من الجبس والحجر الجيري، مبطنًا داخليًا بالطفل الصفحي، ويكون الحجر الجيري البحري والطفل الصفحي الساحلي تكوينًا قطنيًا، حيث تعود بمجملها للكريتاسي المبكر.

الطباشيري المتأخر:

في موقع ماري عاشا Marai Asha ، يتمثل العصر الطباشيري المتأخر بطبقة من 1,025 مترًا من الطفل الصفحي وطين المياه العميقة رمادي اللون من تكوينات سغاله  Sageleh، ويستمر ذلك في الترقق باتجاه البحر، و بالتوغل جنوبًا حيث بئر مركة Marka ، فإن عمود الطباشيري المبكر لم تم اختراقه، إنما تم انتشال طفل صفحي مترافق مع شوائب من البازلت المتصدع، على عمق 360 متر، وتتمر تكوينات العصر الطباشيري المتأخر بذات السماكة في جنوب الصومال، مماثلة لما في ماري عاشا، لكنها تحتوي الحجر الرملي والغريني للبحار المفتوحة، مع على تداخلات من الطفل الصفحي، كما أن تكوين سغاله على غني بأحافير للمنخيريات المتحجرة.

الباليوسيني:

تكثر صخور الباليوسين في حفر الاستكشاف بالحوض الساحلي للصومال، ففي بئر ماري عاشا تتواصل تلك الصخور على هيئة صخور الطفل الصفحية و الطينية الغنية بمستحاثات المنخاريات خلال تكوين سغاله، مستمرة عبر الباليوسيني من الطباشيري المتأخر، في سماكات تبلغ قرابة 100 متر، متموضعة فـــوق صخور الطفل الصفحي في طبقة ضمن المنطقة الانتقالية بسماكة 200 متر، أما مستحاثات تكوين مراي عاشا المنخرية، بين الطفل الصفحي وحجر أورادو الكلسي التي تم بحفرها وجد أنها بسماكة 320 متر، فقد وجــــدت ضمن حجر كلســـي ناعما الحبيبات مـــدمج قـــاسٍ ولونه بين البني الضـــارب للصفرة والبني، مع ملاحظة تكرر امتدادت أفقية رقيقة ومحلية من الطين الصفحي الرمادي.

وتتدرج تلك الوحدة أعمق في البحر، مواجهة الامتداد القاري للصومال، و تستمر في غناها بمستحاثات المنخريات، وصولًا إلى الإيوسين، أما في بئر مركة، فإن القسم البليوسيني يحتوي على 960 مترًا من  حجر رملي ـ كوارتز ـ كلسي متماسك، تتدرج حبيباته بين المتوسطة والناعمة، تتلون بألوان بين البني والرمادي القاتم، وتخترقه عتبات من البازلت متصدع، ويمكن ملاحظة آثار لهذا العصر مع الإيوسيني المبكر بعمق 2,745 متر بئر حليمة عدي Halima Addey مثلًا، التي يغلب عليها صخور الموارتز الرملية القارية، المتداخلة مع الطفل الصفحي، والصخر الطيني والأنهيدريت.

الإيوسيني:

الصورة 10: تطابق جيولوجية جنوب البلاد مع مناطق منتجة للغاز والنفط بمدغشقر

الترسبات العائدة لتكوين أورادو Auradu الكلسي التي تم بحفرها وجد أنها بسماكة 320 متر، فقد وجــــدت ضمن حجر كلســـي ناعما متبلر الحبيبات مـــدمج قـــاسٍ ولونه بين البني الضـــارب للصفرة والبني، مع ملاحظة تكرر امتدادت أفقية رقيقة ومحلية من الطين الصفحي الرمادي، محتويًا على مستحاثاتٍ للمنخريات، في استمرار غير منقطع من فترة الباليوسين حتى بداية الإيوسين في المرحلة الأبريسينية Ypresian، وتتدرج تلك الوحدة أعمق في البحر، بواجهة من الطفل الصفحي.

في موقع ماري عاشا يظهر على عمق 320 متر استمرار للباليوسين والإيوسين المبكر، في تكوين أورادو، في حين أن تكوين تليح Taleh يمكن الوصول إلى نطاقٍ من الكوارتز الكلسي من الحجر الرملي وردي اللون ناعم الحبيبات وقاس، يمتد لمدى 117 مترٍ، يعلو تكوين أورادو مباشرة.

إلى الجنوب حيث موقع حفر مركة Marka 1، فقد تم تسجيل 430 مترًا من الطفل الصفحي ذي اللون الرمادي القاتم من الفترة الإيوسينية المبكرة، ضمن تكوين أورادة، حيث يحتوي الطفل الصفحي طبقات من الحجر الجيري الرمادي القاتم إلى البني، وقدرًا من أسرة  حجر رملي ـ كوارتز ـ كلسي متماسك، تتدرج حبيباته بين المتوسطة والناعمة، تتلون بألوان بين البني والرمادي القاتم، متموضعة على تكوين أورادو من ضمن تكوين تليح، مكونة من  طفلٍ صفحيٍ طلقيٍ micaceous shale ناعم، محتويًا الجلاوكونيت الطلقي والبيريت، وبضع قواعد رقيقة من الحجر الرملي، كما أن تشكيلًا أحفوريًا مماثلًا من تكوين كركار  Karkar بسماكة 268 يعلو تكوين تليح ويمتد حتى قمة الفترة الإيوسينية، وكما سبق وورد فإن صخورًا رسوبية متفككة غير متمايزة تمتد من الحقبة الثالثية / السينوزية، وتمتد عبر فترة الإيوسين المبكر، حيث يمكن ملاحظتها في بئر حليمو عدي Halimo Addey، في أقصى جنوب البلاد.

الميوسيني:

المقطع غير المتمايز المستخلص من بئر مركة Marka 1 بسمك 837 مترًا، مكون في قاعدته من 91 مترًا من الطفل الصفحي متعدد الألوان، يعلوه  213 مترًا من الحجر الرملي ، ويلي ذلك الطفل الصفحي والغرين تلون بالوان حمراء وخضراء ورمادية بسمك 107متر، وفي القمة  426 مترًا من حجر رملي كلسي ذي حبيبات بين الناعمة والمتوسطة، بألوان تتدرج من البياض إلى الرمادي، مع بعض الطبقات من الصلصال الطري المتفاوت في اللون بين الرمادي المخضر والبني، أسفل 91 مترًا، برفقة سرير من الحجر الجيري أحفوري بين الأبيض واللبني، يحتوي جبسًا.

الصورة 11: حوض لامو الذي يشمل الصومال، والإقليم الصومالي والساحل بكينيا

في بئر براوة Brava 1 وجد 914 مترًا من الحجر الجيري الطيني الميوسيني، متقاطع معع طفل صفيحي كلسي، وشيء من أسر الحجر الرملي، تعلو ـ بشكل غير مؤكد ـ صخورًا من العصر الكريتاسي ـ المبكر ـ، أما في حفريات حليمة عدي Halimo Addey، فقد وردت صخور من الطفل الصفحي الكلسي، و تتغير السحن الصخرية، فتتحول للحجر الكلسي البحري بسماكة تتجاوز العدة أمتار.

البليوسيني:

تظهر في بئر مركة Marka 1 رسوبيات البليوسين بسماكة 11 مترًا،  على هيئة ترسبات المتفتتة والكربونيت، وشمالًا حيث وجدت طبقات من الحجر الكلسي والطيني والرملي بسماكة 500 متر، إلى الشمال من خليج لامو Lamu Embayment[22].

النفط والأوضاع السياسية في الصومال

مما لا جدال حوله أن النفط قد أصبح السلعة السياسية الأولى على وجه الأرض، لا ينافسه في ذلك سوى الذهب والمخدرات، ولارتباطه بالسياسة الخارجية لكبريات الدول في المجتمع الدولي، خاصة مع الدور الخطير لعبه النفط في برهة من الصراع، على الأرض المقدسة بفلسطين.

فبقي التنقيب عن ذلك الخام الأحفوري اللزج واستخراجه، خاضعًا بصفة مباشرة لعوامل أبعد ما تكون عن منطق الجيولوجيا، واقتصادية مشاريع الانتاج، وكل تلك الدراسات التي ترتبط بموضوعية العمل على الانتفاع بما خلق الله ـ تعالى ـ للإنسان، ليحسن به حياته ويعمر به أرضه.

وقد كانت الظروف المحيطة بالصومال أرضًا وشعبًا، وما تكرر من تجارب للقوى الغربية، ومن تجمعه معها المصالح والمصائر، سببًا رئيسيًا في تأخر التنقيب الفعلي عن النفط في البلاد الصومالية، ناهيك عن سلسلة من الخيارات غير المدروسة، للمتصدين لشؤون السياسة والدولة، مما جعل البلاد كلها في حال من الجمود، تتلوا فورات متتابعة يحاول من خلالها الشعب الصومال بفئاته المختلفة، الخروج من حالة الحجر التي تقع فيها بلادهم، ومعظم أبناء شعبهم.

وقد كان غياب أساس تاريخي سياسي لوحدة ذلك الشعب الرعوي العنيف، الذي تمكن من حيازة مساحة شاسعة من الأرض تقارب المليون كيلومترًا مربعًا، بما يدعم عوامل الوحدة الثقافية، سببًا أساسيًا في حالة كسر النصال على النصال، خلال القرن الفائت، وقد يكون مرد عجز الجميع عن الخروج من نطاق الصراع الداخلي، هو حالة الانغلاق التي أبتلي بها ذلك الشعب، والتي في ذاته حافظت له على ثقافته وتقاليده من ناحية، خلال القرون العشر الماضية، لكنها منعته كذلك من تكوين تصور واضح لما يجب أن يكون له من وجود كيان موحد بكل مكوناته وعلى سائر أرضه، وفي بيئة مماثلة يسهل استثمار حالة انعدام الثقة، و تنبت بذور الوقيعة حقولًا ممتدة من الكراهية والحقد، ترويها سيول الدماء الوطنية التي تسال على يد وطنية، وتتدهور القيم، وتصبح الملزمات  الأخلاقية والدينية، مجرد قشور لمراسم وشعائر، أفرغتها طرق التفكير والممارسات اليومية، من أي قيمة لها أو وجود أو تأثير.

بدايات القرن الماضي حتى الاستقلال

ترددت تقارير عن تسرب نفطي على بعد بضعة وثلاثين كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة بربرة بشمال الصومال، سنة ألف تسعمائة واثني عشر، مما فتح المجال للبدء بأعمال بحث جيولوجي لبلاد الصومال قاطبة، وكانت البلاد في حالة غليان إذ استعرت أعمال المقاومة في غير إقليم، على امتداد البلاد، متزامنًا ذلك مع الحرب العالمية الأولى مما اضطر بالنتيجة الإدارات الاستعمارية البريطانية والإيطالية والفرنسية إلى تأجيل العمل عل إنجاز أعمال المسح والاستكشاف.

إلا أن أعمال المسح والاستكشاف استؤنفت لاحقًا، لتتوقف باشتعال فتيل الحرب العالمية الثانية، ولم يتجدد العمل سوى في خمسينيات القرن الماضي، بعد أن وضعت الحرب أوزارها وبدأت القارة العجوز تزيل غبار الحرب ورماده عن وجه مدنها.

لكن تلك الفترة لم تمر دون أن يدفع الشعب الصومالي، ثمن التسويات التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية، فكانت مكافأة الصوماليين الذين شاركوا بالحرب على جبهتيها، منح واحدٍ من أهم أقاليم بلادهم ـ أوغادين ـ للجارة، المملكة الإثيوبية وعلى عرشها هيلاسيلاسي، ومع استمرار الحراك السياسي، الذي كان يصارع قيود القادة التقليديين وقصر نظرهم، و انعدام وسائل الاتصال الفعالة بين أجزاء البلد، فلم يكن من مخرج من ذلك الوضع الخانق، سوى وضع كل ما في جعبة الصوماليين من أوراق ـ مع قلتها ـ على طاولة المطالبة بتوحيد البلاد، مما استفز المملكة المتحدة، فردت باقتطاع جزء جديد من البلاد ـ هود ـ وضمه لإثيوبيا، لتولد في تلك اللحظة التاريخية قضية الصومال الغربي التي سترسم مستقبل المعاناة والدمار اللاحق الذي ستعيشه ثلاثة أجيال من الصوماليين.

الصورة 12: الوحدات السياسية بالصومال إبان فترة الاستعمار

وقد كانت الضغوط شديدة على الصوماليين، الذين مكنت بريطانيا إثيوبيا من خاصرة بلادهم، وكانت فرنسا في تواطئٍ مع إثيوبيا، تحكم الخناق على إقليم جيبوتي بقوميتيه الصومالية والعفرية الشقيقتين، في حين استمرت الحملة البريطانية، بمنع الرعاة الصوماليين من عبور نهر مانديرا، ليكون ذلك حجة لتهشيم أي مقاومة صومالية للضم الذي حدث لأقصى جنوب الصومال، وما أفرزه من قمع للصوماليين وتهجير قومية الرنديله الشقيقة بالجملة إلى جنوب إثيوبيا، لتضمحل وتذوب تحت ضربات الحروب القبلية والتنصير.

أوجادين:

يعتبر حوض أوغادين جزءًا من رقعة جيولوجية أكبر يطلق عليها الخبراء، أوغاكينيا Ogadkenya والتي يحتمل أن تحتوي على احتياطات مهمة من النفط الخام والغاز الطبيعي، ويغطي الحوض مساحة 350,000 كيلومترًا مربعًا، ويتكون من صخور رسوبية تصل سماكتها إلى 10,000 مترٍ، ولها تركيب جيولوجي مماثل لنظيرتها في أعلى المناطق إنتاجًا للوقود الأحفوري في الشرق الأوسط.

تم تنفيذ أول أعمال الاستكشاف في الحوض بيد شركة ستاندرد أويل في العام 1920، وقد أنجز المزيد من أعمال الاستكشاف بواسطة شركة تيننيكو، كانت نتيجتها اكتشاف ما تم تقدير بـ ستة وثمانين ملون متر مكعب من الغاز سنة 1974، و يتم تطوير الاحتياطات في حقلي غاز كالوب وهلالا عبر مشروع جازويل إثيوبيا، وهو شراكة بين الحكومة الإثيوبية وشركة سيكور الأمريكية حسب ما تم إعلانه في نهاية سنة 1999.

الصورة 13: محاضر التنقيب بالصومال الغربي

وقد تم تقسيم الحوض إلى واحد وعشرين محضر، وقد منحت حقوق التنقيب في الكثير منها، لشركات ذات الامتياز في الحوض، ومن ضمنها شركة بيكسكو الهولندية وبتروناس الماليزية و لاندين لشرق إفريقيا السويدي، ساوث وسيت للطاقة من هونج كونج و أفار للتنقيب من الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد اندلعت حروب متعددة بين الصومال وإثيوبيا، للسيطرة على الإقليم بدءًا بحرب 1964 مرورًا بحرب 1977 ـ 1978، و تجددت المواجهات سنة 1988، أما في السنوات الأخيرة فقد نشطت الجبهة الوطنية لتحرير الأوغادين (ONLF)، وقد أعلنت بانها لن تسمح بالمساس بموارد الإقليم[23]، داعية شركات البترول إلى عدم توقيع العقود مع الحكومة الإثيوبية المحتلة للإقليم، وقد نفذت الجناح العسكري للحركة تهديداته في الرابع والعشرين من إبريل سنة  2007[24]، حين هاجمت عناصر الحركة إحدى منشآت التنقيب في حوض أوغادين، قريبًا من أوبالا وأبولي[25]، مما أدى لمقتل خمسة وستين من الدخلاء الإثيوبيين، وتسعة عمال صينيين ممن كانوا يباشرون أعمال المشروع الذي كان من تنفيذ شركة صينية، بالنيابة عن بتروناس الماليزية[26].

منطقة إن. إف. دي NFD :

بدأت أعمال الاستكشاف في الصومال إن. إف. دي NFD الكيني[27] في الخمسينيات، وأنجز حفر أول بئر سنة 1960 وقامت شركتا النفط البريطانية (BP) و شل Shell بأعمال التنقيب سنة 1954، في منخفض لامو حيث حفرت عشرة آبار، ولم يتم إجراء تقييم كامل لأي من تلك الآبار، أو اتمام العمل فيها للوصول لمرحلة الإنتاج، على الرغم من وجود مؤشرات على وجود النفط والغاز، والتي لم تسكمل أعمال اختبارها.