الشيخ خليفة ومحمد بن زايد

انقلاب أبيض في الامارات

الشيخ خليفة ومحمد بن زايد
الشيخ خليفة ومحمد بن زايد

انقلاب أبيض في الامارات

شبكة المرصد الإخبارية

في وضع غير طبيعي وشاذ فيما يشبه الانقلاب ينفرد ولي عهد امارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالمشهد في بلاده، ويظهر على الدوام على أنه الآمر الناهي، فيما يغيب الرئيس الفعلي للبلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن المشهد السياسي والاعلامي بصورة شبه كاملة، كما يغيب نائبه حاكم امارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن المشهد أيضاً .

وتقول مصادر اماراتيه مطلعة إن الشيخ محمد بن زايد الذي يعتبر الرجل الأول والأقوى في الامارات حالياً نفذ انقلاباً أبيض داخل مؤسسة الحكم في بلاده، وإنه بموجب هذا الانقلاب أقصى شقيقه الأكبر الشيخ خليفة عن الحكم بشكل فعلي، مع ابقائه في المنصب تقديراً له واحتراماً فقط.

وتزايدت التساؤلات في الامارات منذ عدة شهور عن أسرار وأسباب تصدر الشيخ محمد بن زايد المشهد السياسي في بلاده، وغياب الرجلين اللذين يُفترض أنهما الأعلى في سلم السلطة ويُفترض أن السياسة الخارجية منوطة بهما، فضلاً عن أن الساعد الأيمن للشيخ محمد هو شقيقه الأصغر عبد الله بن زايد الذي ظهر دوره في الملف المصري بوضوح وتحديداً في رعايته ودعمه لحركة تمرد، اضافة الى محاولته لقاء القيادي في جماعة الاخوان خيرت الشاطر داخل السجن، وهو اللقاء الذي لم يتم بسبب رفض الشاطر استقبال الوزير الاماراتي.

ولقد ظهر الوضع الاستثنائي الشاذ واضحاً جلياً بعد حضور الشيخ محمد بن زايد لقاء القمة الذي ضم الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والملك الأردني عبد الله الثاني، حيث أن وجود الشيخ محمد يمثل خروجاً عن التقاليد الدبلوماسية والبروتوكولات المعمول بها بين الدول، اذ أن الرئيس يستقبله الرئيس، وما دام الاجتماع لملكين فمن المفترض بديهياً أن يكون الشيخ خليفة بن زايد هو الحاضر ممثلاً عن الامارات، كونها رئيسها .. الا أن الأمور عكس ذلك .

وبحسب المصادر فإن الشيخ خليفة أصبح منذ شهور مجرد “كبير العائلة” يحظى بالاحترام والتكريم، لكنه لا يحكم، حيث أن السلطة الفعلية تتركز في يد محمد بن زايد الذي أصبح يتحكم في البلاد طولاً وعرضاً، وليس فقط بإمارة أبوظبي.

أما بخصوص غياب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن المشهد في الامارات، وتركه الساحة للرجل الأول في أبوظبي، قد يكون مرجعه الى الأزمة المالية التي أدت الى انكسار دبي أمام أبوظبي في العام 2009 عندما دفعت امارة أبوظبي لدبي عشرة مليارات دولار من أجل أن تتمكن مجموعة “دبي العالمية” من الوفاء بالتزاماتها المالية وتتجنب الانهيار المالي، وحينها دفعت دبي الثمن غالياً عندما اضطرت لتغيير اسم أهم معلم فيها من “برج دبي” الى “برج خليفة”.

قمة سعودية اماراتية اردنية
قمة سعودية اماراتية اردنية

من ناحية أخرى كشف مصدر مطلع في الديوان الملكي الأردني أن الزيارة المفاجئة للملك عبد الله الثاني الى السعودية ولقائه العاهل السعودي بحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليس سوى اجتماع طارئ للبحث في كيفية انقاذ الانقلاب العسكري في مصر ودعم قائده الفريق عبد الفتاح السيسي.

وقال المصدر الأردني إن الملك عبد الله الثاني طلب لقاء نظيره السعودي قبل عيد الأضحى الا أن العاهل السعودي طلب تأجيل القمة الى ما بعد العيد، ولذلك انعقدت على عجل في أول يوم عمل بعد اجازة عيد الأضحى.

وبحسب المعلومات فإن الأردن يشعر بقلق بالغ من الأوضاع في مصر، وتصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد الانقلاب ، كما ان الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجامعات وخاصة جامعة الأزهر أظهرت حجم تأييد واسع للرئيس المنتخب مرسي ورفض قوي للانقلاب، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية في مصر والعديد من الأزمات الأخرى.

ويقول المصدر : أن الملك عبد الله الثاني تلقى تقريراً متشائماً جداً وسوداوياً من جهاز مخابراته بشأن الأوضاع في مصر واحتمالات أن يتأثر بها الأردن، اضافة الى الأوضاع في سوريا التي لا يبدو أنها تسير حسب ما يخطط له آل سعود وأبناء زايد ، وهو ما حدا بالملك عبد الله الثاني لطلب عقد القمة التي انعقدت بالفعل في قصر العاهل السعودي بمدينة جدة.

من الجدير بالذكر يعتبر محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي مهندس الانقلاب العسكري في مصر، الا أن مقربين منه نقلوا عنه قوله : ” لولا مساعدة الأردن لما نجح السيسي في المهمة”، في اشارة الى أهمية الدور الأردني الذي كان يجري بصمت.

أما السعودية فهي أهم وأكبر وأقوى الداعمين للانقلاب العسكري، وذلك على الصعيد السياسي والمالي على حد سواء.

فهل الانقلاب في الامارات وقع ولن تحدث ردود أفعال ؟ أم أن هناك انقلاب ابيض حدث ورضي به أبناء زايد ؟

عن Admin

اترك تعليقاً