إفك حزب النور ودستور لجنة السفهاء

7ezb zoorإفك حزب النور ودستور لجنة السفهاء

تمهيد :

كلما كففت قلمي أو يدي عن أولئك الطغمة الفاسدة من علماء الزور الذين فسدوا كما يفسد ملح البلد ، ويساهمون في إفساد البلد ، ولي أسباب خاصة وعامة في ذلك ، وكلما جاهدت نفسي لعدم الخوض فيهم إذا بي أصطدم مع كارثة من كوارثهم .

آخر ما استفزني للكتابة – وهو كثير كثير كثير – أمران في أسبوعين متتالين  ، الأول : فتوى الإمام المجاهد المجتهد ياسر برهامي حول الطعن فيمن يطلق على عبيد العسكر أنهم عبيد العسكر . ( هو أنا كده كفرت ؟ ! ) طبعاً حتى لا يتنطع أحدهم ويحكم علي بالشك في إيماني أنا أقولها ساخراً ولست شاكاً بل أنا مسلم مؤمن سني موحد أعتقد ما اعتقده سلفنا الصالح صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان كأحمد بن حنبل وابن تيمية وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأسأل الله أن أموت على ذلك .

ثاني ما استفزني كلمة ممثل حزب الزور في لجنة ” المخمسين ” والتي شكر فيها اللجنة لمراعتها الشريعة الإسلامية والحفاظ عليها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ، تبع ذلك بيان من الحزب بإقرار الحزب للدستور وأنه سيصوت عليه بنعم ودعوته للناس بالتصويت بنعم !

الموضوع :

لم يكتف السادة الأشراف مؤسسوا حزب النور خاصة الشامخ البطل المقدام شيخ الأولين والآخرين علامة الزمان ووحيد العصر والأوان الحاج ياسر برهامي وتلميذه المجاهد تحفة السلف والخلف بقية العلماء الصالحين المسمى بالصبي نادر بمشاغباتهم ضد الإخوان منذ تأسس حزبهم بعد الشهيدة ثورة 25 يناير 2011 حتى وقع الانقلاب الفاشل في 3 يوليو 2013 ..

لم يكتفوا بتلك المشاغبات والمشاركة في الانقلاب وموالاة الظالمين وأغلبهم أعداء الشريعة والإسلام ضد فريق المؤمنين بالإسلام والمناصرين للشريعة ، وإنما ما زالوا يؤدون دورهم المرسوم وخطواتهم الموضوعة في أروقة أجهزة المخابرات ( المصرية – الصهيونية – الأمريكية – الإماراتية – السعودية ) المشتركة .

 

جهودهم السابقة ضد الإخوان ( توثيق وتذكير )

لن أحكي لكم عن مآسي ما قبل 25 يناير ، ولكني أكتفي هنا بسرد جزء من مشهد جهودهم ضد الإخوان بعد 25 يناير كنوع من التذكرة والتوثيق :

1. الفتاوي السيالة المنهالة بعدم النزول للشارع درءاً للفتنة في أحداث ثورة 25 يناير ، وهو نوع من التخذيل ضد الإخوان وضد فصائل الثورة .

2. تأسيس حزب النور ( الزور والظلام ) بعد قيام الإخوان بإنشاء حزبهم الحرية والعدالة مباشرة بحجة أن الإخوان والحرية والعدالة لا يمثلان الإسلام ولا الشريعة الإسلامية كما يراها السلفيون ، مع ما في فكرة تأسيس هذا الحزب من الضرار .

3. منافسة الإخوان في انتخابات مجلس الشعب والشورى بصورة شرسة ، وصلت للمشاحنة والشد والجذب في كثير من أماكن الجمهورية المختلفة ، وهو ما أثر على عدم حصول الإخوان على الأغلبية المطلقة في انتخابات مجلس الشعب ، وهو ما أثر بالتالي وبصورة كبيرة جداً على أداء المجلس ، ووصلت أراؤهم في أحيانٍ كثيرة للسذاجة وتشويه صورة الإسلامي .

4. فتاوي شيوخ سلفية الإسكندرية بتحريم التصويت للإخوان لتحالفهم مع أحزاب علمانية وليبرالية وهو ما يتناقض مع الشريعة الإسلامية ( في زعمهم ) ، وهو ما وقعوا في أفظع منه بتأييدهم للانقلاب ووضعهم لأيديهم في أيدي العسكر والعلمانيين والنصارى والشيوعيين … الخ .

5. تحريضهم للإخوان على الترشح لانتخابات الرئاسة ، ثم لما ترشح الإخوان إذا بهم يرفضون مرشح الإخوان بحجة أن المرشح الذي كانوا يطلبونه تم رفض أوراقه من قبل لجنة الانتخابات ، وبالتالي فهم في حل من اتفاقهم مع الإخوان ، ثم لما اختاروا أن يدعموا مرشحاً قرروا دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ( عدو سلفية الإسكندرية الأول أيام كان بمعسكر الإخوان ) ، بحجة أن له شعبية أكبر من الإخوان في الشارع وأصلوها فقهياً !

6. إثارة الغبش على بعض مشاريع القوانين التي أعدها الإخوان بمجلس الشعب أو أعدها الرئيس مما أثر على أداء المجلس من نوعية قانون الصكوك .

7. خلف الوعد مع الرئيس ومحاولة استثمار موقف هم المخطئين فيه بصورة انتقصوا فيها من الرئيس الشرعي الحامل لكتاب الله ، بعد إقالة خالد علم الدين ، ورغم إقرارهم في الجلسات الخاصة بصحة ما فعله الرئيس وتسليمهم له ، فإنهم خرجوا في مؤتمر عام ينتقدون الرئيس وينتقصونه لإقالته خالد علم الدين .

8. الوقوف الدائم في خندق معارضة الرئيس مرسي بصورة تتنافى مع العقل الرشيد والذي قد يعارض مرة ويؤيد مرة أو حتى يعارض مرات ويؤيد مرة .. لكنهم اختاروا خندق أن يكون معارضين للرئيس الإسلامي على طول الخط وبما يطعن فيه وفي أدائه .

9. إثارة الغبش واللغط حول قضايا من شأنها تعطيل الرئيس الشرعي وإثارة الشبهات حوله وحول أدائه وإكساب معارضيه ممن دعم الانقلاب لاحقاً نوعاً من الشرعية في اعتراضاتهم وإعطاء صورة توحي للعامة أنه ليس رئيساً إسلامياً خالصاً وأنه يخطئ فيما يتعلق بثوابت الشريعة الإسلامية وأنه لا يحافظ عليها ، من نوعية : قضية الضباط الملتحين وقضية فتح السياحة الإيرانية وخطر الشيعة ، وقضية الصكوك ، وقضية الاقتراض من صندوق النقد الدولي ، والقضية الموهومة المتعلقة بمنع بعض خطباء الدعوة السلفية كأحمد فريد من الصعود للمنبر بالصعيد … الخ

10 . انتقاد الرئيس بصورة دائمة وساخرة على صفحات ومواقع وإعلام سلفيي الإسكندرية حتى وصل الأمر بالصبي نادر إلى أن ينتقد هيئة الرئيس وطريقة كلامه بطريقة ساخرة وينصحه أن يعدل أسلوبه في الكلام .

11. إثارة ما يعرف بأخونة الدولة ، وهي القضية التي أثبتت الأيام كذبها ، حين لم يعترضوا بعد الإنقلاب على علمنة أو شيعنة أو لبرلة أو فسدنة أو وطننة الدولة التي جرت بنفس الصورة التي جرت فيها أيام المخلوع مبارك .

12 . دعم الانقلابيين والتحالف معه على ما يعرف بخارطة الطريق ( الانقلاب ) وتأييده تلميحاً وتصريحاً وفي كل المواقف وعدم معارضته على الإطلاق وتبرير كل أخطائه بما فيها سفك الدماء ، وإعطائه المسوغات لكل ما يفعل ولو مخالفاً للشريعة الإسلامية ( وهل توافق الشريعة على سفك الدماء المحرمة ؟ ) ، ونقد كل من يعارض الانقلاب وانتقاصهم والبراءة منهم .

13 . المشاركة الهزلية في لجنة ” المخمسين ” وإعطائها شرعية بهذا الكلام ، ثم أخيراً ثناء ممثل حزب الزور عليها وأنها حافظت على الشريعة الإسلامية !!!

 

لماذا يشنون هذه الحرب الشرسة

حين تتدبر ما سردته آنفاً فإنك تعجب من هذه الشدة والشراسة التي تعامل بها مؤسسو وأتباع حزب الزور مع الإخوان ومع الشرعية ، وحين تطابق فعلهم مع أدبياتهم عن الولاء والبراء التي صدعونا بها ، وغررونا بأنهم يعتقدونها ردحاً من الزمان ، فإن العجب يتملكك ويأخذ من لبك كل مأخذ ، ولا تجد لهم مخرجاً إلا بخمسة .. كلها أو أحدها .. وأي منها يؤدي إلى تقييمٍ قاسٍ لهم – يستحقونه – :

    النفاق والعمالة :

فلا يمكن أن يكون الثبات الدائم على حرب الإخوان والرئيس مرسي وعلى طول الخط والتغبيش عليهم ، والثبات الدائم على دعم الانقلاب وأهله والتبرير لهم ، لمن ألف وكتب مثل ” تمام المنة ” وفيه قواعد عن الولاء والبراء صارخة واضحة وضوح الشمس ، لا يمكن أبداً أن يكون صاحب هذه الأقوال هو نفسه صاحب تلك الأفعال .

كذلك لا يمكن أن تكون هذه الأفعال المتناقضة تمام التناقض مع الأقوال نتيجة إعادة اجتهاد ، فقد أعيد الاجتهاد في مسألة أو مسألتين أو ثلاث ، أما أن أعيد الاجتهاد في كل الأقوال والأدبيات ومنهج الحياة ، فهذا ما لا يمكن أن يدخل إلا تحت بابٍ واحد أعاذنا الله منه ! هل عرفتموه ؟ إنه نفس المعين الذي خرجت منه أ|قوال وأفعال عبد الله بن أبي بن سلول .

    الابتزاز :

وإن أحسنا الظن فلن نجد مخرجاً إلا أنهم تورطوا في مشكلة كارثية سابقاً ، في أحد مراحل حياتهم ، ويبتزهم العلمانيون والعسكر والانقلابيون بها ، ويخشون الفضيحة فيتورطون فيما يتورطون فيه .

    حسد الأقران :
حسد الأقران الذي طالما حذرنا علماء السلف الصالح منه ، وهو عينه الحسد الذي أخرج إبليس من الجنة ، وهو ذاته الذي منع أبا جهل من الاعتراف بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال مقولته الشهيرة : ” كنا وبني هاشم كفرسي رهان ….. فإذا قالوا منا نبي فأنى لنا ذلك ” .

قلة الفقه :

وهذا – رغم أنك ترى بهم من الفائقين في الدراسة والصدارة العلمية – بسبب طريقة المنهج السلفيين في التلقي والفهم ( أقصد طبعاً جل سلفيي الإسكندرية ) وهو منهج نصوصي صارم يتأثر بالمدرسة السعودية التي يعيب كثير من الفقهاء عليها طريقة تعاطيها وتعاملها مع النصوص ، وبالمناسبة فإن المذهب الحنبلي برئ من هذه الطريقة في التلقي أيضاً .

لتعلم ما أقصده – عزيزي القارئ – أحيلك لأدبيات سلفيي الإسكندرية ردحاً من الزمان عن حرمة التصوير الفوتوغرافي ، وحرمة التمثيل ، وحرمة الموسيقى والغناء ، وحرمة مجالسة المرأة المتبرجة ، بعض هذه الأمور تخلوا عنها بواقع الحال مثل التصوير ( فواتوغرافيا وفيديو ) ومجالسة المرأة المتبرجة .

هذه الطريقة والتلقي تؤثر في الطبع وتلقي بظلالٍ من الجمود على صاحبها ، وهذا تلمسه وتراه في كثيرٍ من الأتباع . وهذا مصداق لما قاله ابن خلدون وأمثاله من علماء الاجتماع عن تأثير المهنة والبيئة والأصحاب علي خلق ( وأنا هنا أعني به الفقه والفهم والطباع ) صاحبها .

محدثين نعمة :

فالسلفيون عموماً ، وسلفيو الإسكندرية خصوصاً طالما اهتموا بمسائل العلم الشرعي والدعوة إليه وإلى الفضائل الإسلامية عامة ، وحصروا أنشطتهم في المساجد والعمل الخيري ، ولم ينخرطوا في ساس يسوس إلا على استحياء ، فلما انفتح لهم الباب على مصراعيه كانوا كمن رأى إشارة المرور فقال: هذا صندوق البريد . وإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أفسدوه وأحدثوه وارتكبوه من الجناية في حق العلم وأهله .

انتهي بهذا الجزء الأول من المقالة .. وانتظروا في جزئها الثاني إن شاء الله هذه الموضوعات :

أخطاء عقائدية لمن صدعونا بدراسة العقيدة والتوحيد

حزب الزور والطعن في الإخوان ( عداوتهم ما حييت )

كيف يكون ما حدث بلجنة الخمسين تعظيماً للشريعة

سمع الشباب وطاعتهم لقيادة حزب الزور والظلام

——————

boycott2

هذا هو الجزء الثاني من المقالة المتضمنة حديثاً أنوي أن يكون الأخير عن المتوفي إكلينيكياً حزب النور ، وإن سمينا الأشياء بأسمائها الحقيقية أقول حزب الزور والظلام .

ولقد هممت أن أتوقف ولا أكتب هذا الجزء، ليكون المقال في موضوع آخر فإذا بالصبي نادر يتحفني بمداخلة على أحد قنوات الانقلابيين متحمساً داعماً للتصويت بنعم على دستور المخمسين ، وناوياً أن يحشد المواطنين لذلك ، ثم تحدث عن الإخوان وأخطائهم وإجرامهم في حقه هم وفضائية الجزيرة … وجدت أن حديثه ينطوي على أكبر قدر من بجاحة مدعي التدين وهم في الأصل مخبرين لأمن الدولة ..

وعجبت كيف تدور الأيام لدرجة أن مخبر أمن الدولة يمتلك كل هذا القدر من البجاحة كي يلوي عنق الحقيقة ، فبئس دعي التدين أنت يا محفوظ عجب .

وقبلها قرأت تصريحات منسوبة لمخيون أنه يوافق على حل حزب الحرية والعدالة لأنه قام على أساس ديني ؟ وكأن الدين الآن عند مغفلي حزب الزور سبة وعار وكأن حزبهم الذي يفترض أنه حزب ديني قام على أساس علماني ليبرالي .

 

ليسوا سلفيين وليسوا …

لا أستطيع أن أحكم عليهم بالكفر فأكمل الجملة ، وأنا هنا أقتبسها من الإمام حين قال عن البعض : ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .

والسلف الصالح برئ من هؤلاء الأدعياء الذين فقدوا البوصلة ، وانطمست بصيرتهم ، فأصبح الباطل عندهم حقاً يقفون في خندقه ويؤيدونه ويدعمونه ، والحق عندهم باطل ينبغي أن نجعله مرمي سهامنا ما حيينا .

السلف الصالح كانوا مجاهدين ثابتين على الحق ، كان منهم أحمد بن حنبل الذي وقفت ضده الدنيا كلها فسجن كما يسجن المؤمن مرسي الآن وثبت كما يثبت مرسي الآن ، ووجد السلاطين الظلمة حملة علم لا يفقهونه ضللوا وبدعوا وفسقوا المجاهد بن حنبل ، فلم يصرفه ذلك ، والآن وبعد قرون وعقود بقيت سيرة أحمد بن حنبل وذكراه العطرة ، ومحيت سيرة أولئك الفاسدين الذين ادعوا العلم ، والعلم منهم برئ

المجاهد شيخ الإسلام بن تيمية جاهد السلاطين الظلمة والتتار ولم يصرفه عن الحق صارف ، وحبس وسجن وعذب ، ووجد من أدعياء الدين والعلم من يضلله ويبدعه ويفسقه ولم يصرفه ذلك عن الحق الذي معه ، وبعد قرون وعقود بقيت سيرة بن تيمية العطرة ومحيت سيرة أولئك الأدعياء الفاسدين ولم يعرف اسمهم ولا رسمهم .

هذا حال السلف الصالح والمجاهدين في كل عصر وأوان ، وليس كل من ادعى الانتساب للسلف سلفياً ، بل هي الدعوى التي حين احتاجت لدليل افتقدته ، وحين التمست واقعاً لتطبيقه ضلت عنه … إنها سلفية حزب الزور والظلام التي لم تجد لا دليلاً ولا هادياً ولا أثارة من التطبيق للانتساب للسلف الصالح .

 

أخطاء منهجية وعقدية واضحة

أول الأخطاء وأكبرها كارثية : هو ولاؤهم للعلمانيين والليبراليين والعسكر الانقلابيين والنصارى المتطرفين ، رغم أن كل من عنده ” مسكة من عقل ” أو أثارة من علم يعلم باطل هؤلاء ، وبعدهم عن شريعة رب العالمين سواءاً في المناهج والاعتقادات ، أو في الممارسات والسلوك .

ثاني الأخطاء : براؤهم وحرصهم على نقد ومعارضة ومخالفة فصيل من المؤمنين بزعم أن عندهم أخطاء في العقيدة ومنهج التلقي ، وأن عندهم مشاكل في الالتزام الشرعي وأنهم يمارسون السياسة وليسوا عباداً حقيقيين وليسوا من أهل الشريعة ، هذا هو ما ترسخ في كل أدبيات أبناء حزب الزور والظلام حين الحديث عن الإخوان .

ولو أني أردت أن أفترض صحة ما ذهبوا إليه وزعموه عن خطأ الإخوان أو ضعف التزامهم الشرعي ، حتى في هذه الحالة ، أيهم أحق بالولاء ، من يهزأ بالشريعة ويسخر منها ويعاديها في كل الأدبيات والمواقف ، أم من يدعي الانتساب لها ؟ سبحان الله .. ما هذا الإفك والزور ؟ !

الخطأ الثالث : الخروج على حاكم مسلم حافظ لكتاب الله ، معروف عنه التدين يقرب العلماء ويجتمع بهم كل حين وأوان ، يحرص على صلوات الجماعة من بعد سنين عجاف ابتلينا فيها بمن يعادي الشريعة جهاراً نهاراً ويسخر منها ، واتخذت أشكال الخروج أنماطاً عديدة بدءاً من المعارضة بالرأي ومروراً بالسخرية والتهكم ، وانتهاءاً بالاتفاق مع الانقلابيين والقبول بأن يكون تكئة ومطية وديكور لتزيين الانقلاب على الحاكم المسلم المؤمن .

الخطأ الرابع : الفشل المطلق والدائم في تقدير الواقع وتقييمه ، وإنزال نصوص الشريعة على واقع موهوم مظنون يتخيلونه في عقولهم ، وليس هو واقع ما أنزلت فيه هذه النصوص أو اتفق على كيفيتها وتطبيقها العلماء ، خذ هذا على كل قياساتهم وأرائهم في السياسة خلال العامين الفائتين .

الخطأ الخامس : انعدام سلم الأولويات عندهم ، وغيابه التام والمطلق ، ( هذا لو افترضنا حسن النية فيما مضى من تصرفات ، وأنا الآن لا أستطيع أن أراهم في ثوب حسني النية )  ، فحين يبدأ الرئيس المسلم المؤمن في إصلاح منظومة الشرطة إذا بهم يشغلونه بالضباط الملتحين ، وحين يشرع الرئيس المسلم المؤمن في إصلاح الاقتصاد وإنعاش منظومة السياحة إذا بهم ينتقدونه لفتحه لباب التشيع من خلال السياح الإيرانيين ، وحين أخذ الرئيس المسلم المؤمن في إصلاح منظومة الحكم المحلي وتطهير الإدارات الحكومية ( على استحياء شديد وبصعوبة بالغة ) إذا بهم يشغبون عليه بقضية الأخونة .

العجيب في هذه الأخيرة بالذات أنهم حين يشرع الانقلابيون الآن في اعتقال وإيقاف ورفت المتدينين وتسكين الفاسدين والمرتشين في الوظائف المرموقة إذا بهم يصمتون صمت الحملان ، بل ويدعمون الانقلابيين ويؤيدونهم وينوون التصويت والحشد لقبول دستور سكسونيا المصنوع في ورش الانقلابيين الخفية على يد بانجو وبرايز وإلهام !!!!!!!!!!!!!

الخطأ السادس : تغافلهم المطلق عن الدماء المعصومة والتي سالت لمؤمنين مصلين للفجر في جماعة وللصلوات الخمس وملتحين وحريصين على الهدي الظاهر ، ويرفعون راية الله والرسول صلى الله عليه وسلم ويزعمون أنهم أنصار للشريعة ومتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم ، وفيهم سلفيون … بالآلاف ، ولا يصدر منهم أي بيان شجب أو اعتراض أو امتعاض أو إنكار لهذا المنكر الرهيب والجناية الفظيعة في حق الله والرسول والمؤمنين والشريعة .

في الوقت ذاته الذي أصدروا فيه بيانات الشجب والإنكار والتهديد والوعيد والإدانة عندما قام أحد الشباب بصفع امرأة صفيقة شتامة بذيئة أثناء حصارها هي ومجموعة من المتشردين لمكتب الإرشاد اعتراضاً على قلة مروءة ذلك الشاب الذي لو كنت مكانه لفعلت ما فعل وأكثر تديناً وعبادة واحتساباً للأجر .

هذه الأخطاء التي أذكرها في عجالة كتابة مقالة ومن الذاكرة ودون محاولة قدح زناد الفكر والجهد كباحث أو محلل ، تبين لك عزيزي القارئ وبوضوح كيف انعدمت البوصلة ، وكيف فقد العبيد من حزب النور ( برهامي ومخيون ونادر وشريف طه – الذي يدور الآن على سلفيي الخليج لإقناعهم بصحة موقف النور من الدستور- وغيرهم ) ميزان تحديد الحق من الباطل ، وكيف انعدم في تصرفهم ميزان الولاء والبراء ، وكيف اختفى عندهم النور داخل الظلام ليصبح المسمى الحقيقي لهم هو الزور والظلام ، وليثبت بالقطع واليقين والممارسة الواقعية انعدام صلتهم بالسلف الصالح إلا في استحضار النصوص وحفظها دون فهمها وتطبيقها …

 

كيف يدعمون دستور لجنة المخمسين ؟

حين أفكر في الأمر ملياً أعجب تمام العجب من موقف هؤلاء الأدعياء ، وأعجب من البجاحة التي تملكت هؤلاء القوم ، حتى أنهم أصبحوا يتعامون عن الحقيقية ويزيفون الباطل للناس .

هؤلاء الذين يريدون أن يدعموا دستور لجنة المخمسين ( المحششين ) الذي حذفوا منه المادة التي تتعلق بتفسيرات الشريعة الإسلامية ، وهي ذاتها المادة التي ناضلوا من أجلها وعارضوا وارتفعت عقيرتهم بالبكاء والعويل أثناء مناقشات لجنة المحترمين بتأسيسية العظيم الغرياني ، والذين كانوا يعملون بجد وإخلاص وصلاح .

كيف يبتجح هؤلاء بدعمهم لدستور حذفت منه مواد الأخلاق كلها ، وسيطرت الكنيسة على مواده ، بل أزعم – بمعلومات – أن مواده صيغت في الأديرة والكنائس وفي حفلات مخصوصة بين قادة الكنيسة المتطرفين مع حثالة العلمانيين والعسكر الذين يحكمون مصر الآن .

لا يمكن أن يبتجح هؤلاء بهذا القدر إلا لأن منهم المخبر لأمن الدولة ، والمنافق عليم اللسان ، والبذئ ” البجح ” الذي أصبح يرى الباطل حقاً ويزيفه للناس .

 

سمع وطاعة بعض الشباب

وإن أعجب فمن سمع وطاعة بعض شباب الحزب الذين طالما صدعونا بأن الإخوان المسلمين عندهم مشكلة السمع والطاعة العمياء لقيادتهم ، مع أن الإخوان بريئين من هذه الفرية الباطلة ، فرية أن يكون السمع والطاعة على عمى .

هؤلاء الذين طالما وصموا الإخوان بهذه النقيصة وقعوا فيها بحذافيرها ، فهم على درب الفاسدين الأدعياء من قيادة الحزب الذين قلبوا الحقائق وزيفوا الأمور ، ويدافعون بالباطل عن قرارات قادتهم ومشايخهم ، ويقعون فيما يقع فيه عميان الصوفية ومخرفي الكنيسة .

أنا هنا أتكلم عن فئة محدودة أعرفها ، وأكاد أعدها على أصابع اليد الواحدة ، وهم الثلة القليلة الباقية لحزب النور بعد أن انفض عنه جل السلفيين والصالحين ، وعرفوا أنه حزب الزور والظلام …

لذا ستكون إن شاء الله ، وآمل أن تصدق عزيمتي ، المقالة الأخيرة عن هذا الحزب الفاسد الآسن ، وعن أمثال الصبي الفاسد نادر ، والشيخ الذي كان .. فانحرف ، أعني برهامي ، والقيادات المجهولة التي أصبحت مشهورة بفضل شتمها وسبها ومعارضتها للإخوان من أمثال المغمور المجهول مخيون .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

————

حازم سعيد

Hazemsa3eed@yahoo.com

عن Admin

اترك تعليقاً