شهادات مرافقين ومعتقلين مع آلن هيننغ في رحلاته الإغاثية إلى سوريا تؤكد براءة آلن من التجسس
ياسر السري – شبكة المرصد الإخبارية
إحقاقاً للحق وللتوضيح لمن يكن لي أن تدخل من أجل إنقاذ حياة آلن هيننغ لولا قناعتي بأنه كان يشارك في أعمال إغاثية وأنه دخل بآمان ولم تثبت عليه تهمة التجسس ، فضلا عن تثبتي بشهادات شهود كانوا ممن رافقوا آلن واعتقلوا معه وتم اخلاء سبيلهم .
واترك للمنصفين والذين يريدون التعاطي مع الموضوع بتجرد الاطلاع على هذه الشهادات والتي تؤكد أن :
– آلن ليس جاسوسا
– آلن لم يأتي إلى سوريا لأي أسباب سياسية
– آلن رجل إنساني قدم إلى سوريا لمساعدة الناس و لم يرتكب أي جريمة
وفيما يلي نص الرسائل :
الرسالة الأولى :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا عامل إغاثة مسلم بريطاني من إنجلترا. عملت مع ثلاث قوافل إغاثة إلى سوريا في ٢٠١٣ حيث جلبنا سيارات إسعاف مليئة بالدواء و الغذاء و الملابس.
صاحبت أسيركم ألان هينينغ في رحلتين. يسافر أعضاء القافلة دوما مع بعضهم البعض. ألان سافر بالقافلة تحت حمايتنا و مسوؤليتنا في تلك الرحل إلى سوريا.
أذكر أنه عندما أسر ألان من قبل الدولة الإسلامية في الدانا ظننت أنه ألتبس الأمر و أنه عندما يتكلموا معه فإنهم و بلا شك سيعرفون أنه عامل إغاثة بريء و أنهم سيطلقون سراحه بالتو.
في الأيام التي تلت إلقاء القبض على ألان الكثير من الناس و عمال الإغاثة و وجهاء و علماء الدانا ذهبوا إلى المحاكم الشرعية و سعوا لإطلاق سراح ألان لأن الجميع يعرف أنه بريء. من ضمن الذين ذهبوا كان شيخاً ضريراً كبير بالسن و أنه يحظى على احترام شديد بالمنطقة و من أعضاء الدولة الإسلامية. في بدء الأمر تلقى الجميع نفس الجواب بأنه سيطلق سراح آلن ‘غداً’ أو ‘عن قريب جداً’. استمر هذا الحال بضعة أيام. في أثنائها زارنا تقريبا كل يوم أخّان في العشرينيات من العمر من الدولة الإسلامية أحدهم اسمه أبو عبد الله اليمني و صاحبه التونسي و أكّدا لنا أنه سيتم إطلاق سراح ألان عن قريب و أنهم يبذلون جهدهم لهذا. استمر هذا الحال على مدى أسبوع و مع كل هذا لم يخل سبيل ألان. ظننت أن تأكيد محاكم الدولة الإسلامية بأنه سيتم إطلاق سراح آلن ‘غداً’ كان يعني أنهم على علم ببرائته.
اشتد القتال في الدانا لمدة ٤٨ – ٧٢ ساعة غادر بعدها أعضاء الدولة و هكذا لم نكن نستطيع أن نتواصل معهم بعد هذا.
بعد بضعة أيام قدم إلينا الأخ محمد سيجة المتزوج من إمرأة أندونيسية الأصل و الذي كان على صلة بالدولة ليزودنا بالأخبار. أخبرنا أنه وصله خبر من حلب بأن الدولة الآن ترى أن آلن جاسوس لوجود شريحة إليكترونية في جواز سفره البريطاني. شرحت له بالحال أن هذه الشرائح موجودة في كل جواز بريطاني جديد و حتى جواز سفري و أن محاكم الدولة الشرعية تستطيع التأكد من هذا بالنظر إى جوازات سفر مقاتليهم البريطانيين حيث سيجدوا هذه الشرائح في جوازاتهم أيضا و الذي يبرهن أنه لا علاقة بوجود هذه الشرائح و بأن آلن جاسوس. و أخبرته أن هذه الشرائح توجد في جواز كل مسلم بريطاني. ثم طلب مني أن يأخذ جواز سفري البريطاني حتى يريه للأمير في حلب و يشرح له الأمر. وافقت على هذا بالحال و قال لي أنه متى استطاع أن يبرهن للأخوة أن هناك سوء تفاهم فسيرجع مع آلن. ومن ثم فإنه ذهب مع الآخرين إلى حلب ورجع بعد عدة أيام وأخبرني أن الأمراء بحلب فحصوا جواز السفر واقتنعوا بما يلي:
– أن آلن ليس جاسوسا
– أن آلن لم يأتي إلى سوريا لأي أسباب سياسية
– أن آلن رجل إنساني قدم إلى سوريا لمساعدة الناس و لم يرتكب أي جريمة
و أنه بعد ما تأكدوا من الحقائق و أزالوا الشكوك و الملابسات فإن أمير من حلب سيكتب رسالة لإخلاء سبيل آلن،ولكن عندما بدأ القتال في حلب و اضطروا لأن يتفرقوا وعدنا الأمير بأن يوصل الرسالة إلينا بشكل أو آخر و التي تضمن إطلاق سراح آلن. و للآن لم يصلنا أي رسالة و انقطعت الأخبار منهم بتاتا.
إخوتي بالإسلام تحدثت مع آلن ونحن في الطريق إلى سوريا وأخبرني كيف سمع في نشرة الأخبار أن أطفال سوريا الرضع ماتوا لعدم توفر الكهرباء في المشفى وأنه عندما علم
هذا تأثر كثيرا و بدأ بجمع التبرعات لشراء مولد كهرباء حتى يستطيع المشفى أن ينقذ حياة بعض مرضاه. بالرغم أن آلن كان يعرف أنه لا يستطيع تغير كل ما يجري إلا أنه حاول فعل ما بحوزته لمساعدة أكبر عدد من الناس. نعم الرجل آلن فهو رجل شجاع وغير أناني ذو قلب كبير ترك أهله وبلده لمساعدة المظلومين في سوريا في حين تخلى عنهم المجتمع الدولي.
أناشدكم أن تخلوا سبيل هذا الرجل فوالله هو رجل صادق كبير القلب قدم لليتامى في سوريا أكثر من العديد من المسلمين في أنحاء العالم.
أرجوكم بالنظر في قضية هذا الرجل و إطلاق سراحه وأن لا تقتلوه وجزاكم الله خيرا.
أقسم بالله العظيم أن كل ما في هذه الشهادة صدق بحكم علمي و ما شهدته.
أبو حسام البريطاني
Assalamualaykum warahmatullahi wabarakutu
I am a British Muslim aid worker from England. I have been on 3 aid convoys to Syria in 2013 with ambulances full of medical aid, food and clothes.
2 of my convoys were with Alan Henning, your hostage. We as a convoy always travel together as one unit. Alan was our amaanah and we took responsibility for him on both our convoys from UK to Syria.
I remember when Alan was first taken by ISIS in Ad-dana.. I thought at first that surely there must have been a misunderstanding and that they must have taken him for questioning and once they realise hes a simple innocent aid worker like us ISIS would release him instantly.
In the next few days i remember after Alan was taken many people from ad-dana including local community leaders, aid workers, local sheikhs including a blind well respected elderly sheikh went to the sharia courts in addana to get Alan released as everyone knew he was innocent. The blind sheikh was very well known and respected by ISIS and vice versa. Initially they were all given the same answer, alan will be released “tomorrow” or “very soon”.. This process carried on for the coming days. We also had 2 brothers from ISIS in their mid 20s, Abu Abdullah Yemeni and his friend a Tunisian brother come to see us almost everyday to assure us that Alan would be released very soon and that they were also trying their best to get him released however the process seems to be getting delayed for some reason. They assured us daily for almost a week. The fact that the ISIS sharia courts kept saying alan will be released “tomorrow” again goes to show that ISIS didn’t think Alan was guilty of any crimes.
In the coming days the fighting had started in Addana for almost 48-72 hours and ISIS had left ad-dana so we lost communication with them.
After a few days a local brother Muhammad Sijjee (married to an Indonesian sister) and who was also part of ISIS came to see us with an update. He said that he had news from Aleppo that ISIS now believed Alan was a spy because of the electronic chip they found in his british passport. I immediately explained that these electronic chips and in every new british passport including my own and that the sharia courts could check the passports of their own british fighters if any and they would find the same electronic chip inside them which goes to show that theres no link between the chip and him being a spy. Every british muslim in the UK has the same electronic chip in their passport. He asked me if it was ok for him to take my passport to show the ameer in Aleppo and explain this to him. I immediately said yes. He said if he could prove to them that this is a misunderstanding then he would bring alan back with him. They then left for Aleppo and came back a few days later. They said the ameers in Aleppo examined the passports and were convinced that
a) Alan was NOT a spy
b) Alan was not in Syria for any political reasons
c) Alan was a humanitarian who simply came to help and was not guilty of any crimes.
After establishing the facts and clearing up the misconceptions a big ameer from Aleppo was going to write a letter thich would state that alan is free to leave. However the fighting then started in Aleppo and they all had to disperse so the ameer promised he would get the letter to us somehow which gives his word that Alan is a free man and should be released but we never received this letter til this day and lost contact with them and never heard from them again.
My respected brothers & elders in islam, i had a chat with Alan on the way to the convoy and he told me about how he saw on the news in the UK that some Syrian babies had died in a hospital because of lack of electricity.. when alan seen this he felt so moved he started raising money to buy a generator so that the next time a hospital was in such a situation atleast he could try help some lives. He knew he couldn’t change everything however he wanted to help as many people as he could. Alan is a very courageous selfless big hearted family man who left his family to go out and help the oppressed people in Syria who the international community had abandoned. Please released this man.. Wallahi he is a genuine good hearted man who done more to help the orphan children in Syria than many muslims around the world. Please look into his case and don’t kill him unjustly.
Jazakallahu khair
I swear by Allah everything i have said above is the truth according to my experience and my knowledge.
الرسالة الثانية :
إخوتي بالإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد عملت بمجال الإغاثة في سوريا ما يقارب السنتين. في هذه الأثناء تعاونت وعملت مع الكثير من مختلف الجماعات الإسلامية ومن ضمنها أنتم. وأنا على معرفة بالعديد من الأخوة في صفوفكم الذين يشهدوا لي أيضا.
مجال الإغاثة ومساعدة المحتاجين و جميع الجماعات هو عملي في سوريا.
كنت على إتصال مع منظمي القافلة قبل وصولها.
الأخوة في القافلة أخوة صادقين وأمناء في عمل دائم لمساعدة إخواننا بالشام والذين بأمس الحاجة إليها.
عندما وصلت القافلة، وخرجت لمقابلتهم في الدانا وكان أعضاء الدولة قد ألقوا القبض على المتطوع آلن. حاولت أن أهدئ من روعهم و أطمئنهم لما أصابهم من الذعر لما حصل حيث أنهم مسلمون والرجل الذي ألقي القبض عليه ليس مسلما.
خاف الإخوة مما يمكن أن يحصل لهم و لعائلاتهم حين رجوعهم إلى بريطانيا بعد وصول الخبر و لذلك هرب جميع المتطوعون المسلمون رجوعا إلى بريطانيا و لم يوزعوا أي من المواد الإغاثية التي أحضروها.
تكلمت مع منظمي القافلة قاسم وماجد الذين كانوا أيضا قلقين لما حدث و لكن قرروا أن يمكثوا ويوزعوا المواد الإغاثية و يتأكدوا من سلامة آلن و إطلاق سراحه.
أخبرتهم بأنني على صداقة مع بعض أعضاء الجماعة و أنني سأحاول أن أستعلم بعض الأخبار. شكرا جهودي حيث كانا يبحثان عن أي طريقة ليصلوا للأخوة في الدولة.
اتصلت بصديقي أبي سعد السوري الذي كان بمباحث الممحكمة في أطمة والذي وافق على مساعدتي.
في اليوم التالي ذهبت مع أبو سعد إلى المحكمة و السجن في الدانا و تكلمت مع العديد من الأخوة و شرحت لهم الموضوع و أن المسلمين سيتعرضوا لمضايقات كثيرة و حتى السجن إذا لم يطلق سراح آلن إذ أن القافلة نظمها المسلمون.
ردهم أعطانا الأمل حيث طمأنونا بأن آلن سيطلق سراحه و أكدوا بأنه لن يصيبه أي مكروه، حتى أن البعض اعترفوا بأنهم يعلمون أنه ليس جاسوسا و أنه سيطلق سراحه. أنا لست على معرفة سابقة بالإخوة و لذلك لا أذكر أسماءهم و لكن أبو سعد يعرفهم. رجعنا و نحن نأمل الخير إذ كنت على ثقة تامة بالإخوة و لم أظن أبدا أن يكذبوا علي.
وللأسف خاب ظني عندما طال انتظارنا وامتدت الأسابيع و نحن ننتظر الرد من أعضاء الدولة و هم يماطلوننا و ينقلونا من محكمة إلى أخرى. حزنت كثيرا لهذه المعاملة و شعرت للأسف و كأننا نتعامل مع غير المسلمين و لم نعلم أين نذهب أو مع من نتكلم.
بعد هذا قابلنا أبو عبد الله اليمني وأميره التونسي في دار الدكتور ياسر جيين عدة مرات. أنا حضرت الاجتماع على مدى ثلاثة أيام متتالية.
وفي كل اجتماع كانوا يأكدوا لنا أنه لن يصيب آلن أي ضرر و أنهم سيطلقوا سراحه.
بعد هذا اشتعل القتال بين الجماعات المختلفة و لم أعد أسمع منهم أي شيء.
ادعوا من الله أن يجعلنا من أهل الحق و الصواب.
أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم.
أبو مجيد البريطاني
الرسالة الثالثة :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسمي شمس رئيس، و أصلي من بريطانيا، و أنا عامل إغاثة في سوريا. أكتب هذه الرسالة من أجل رجل اسمه آلن هينينغ، ال محتجز من قبل الإخوة في الدولة الإسلامية.
في شهر ديسمبر ٢.١٣، التحق آلن بقافلة إغاثة قطعت حوالي ٣٠٠٠ ميل براً وهي تحمل مواد طبية وغذائية من قبل الجالية المسلمة في بريطانيا لإخوانهم في سوريا. كانت هذه رابع قافلة إلى بلاد الشام و حيث رافقت آلن بالسفر في ثلاثٍ من هذه الرحلات.
ألقي القبض على آلن مع آخرين من أعضاء القافلة في أدانة، إدلب في يوم ٢٧، وصلني الخبر بعد عدة ساعات من الحدث، حيث لم أكن في إدلب.
بحكم سكني في المنطقة ما يقارب السنتين وعملي في مناطق عدة في شمال سوريا و منها مناطق تحت سيطرة الدولة الإسلامية، كنت على معرفة و علاقة طيبة مع العديد من الأخوة خصوصا على نقاط التفتيش. سافرت من اللاذقية إلى أدانة حال علمي خبر اعتقال آلن آملاً أن أتحدث مع الأمير في المنطقة.
ذهبت مع ثمانية آخرين من أعضاء القافلة، وأئمة و شيوخ من المنطقة وأمراء الكتائب الأخرى والدولة الإسلامية والذين تحدثوا مع الأمير أبو أسامة التونسي مرات عدة. شرحنا له طبيعة عملنا وأسباب وجودنا في سوريا و دور آلن في القافلة.
أكد لنا ما يزيد عن الأربع مرات بأنه سيتم إطلاق سراح المحتجزين بعد التأكد من عدم وجود أي أعمال خاطئة من قبلهم. وفعلا أطلق سراح المحتجزين بعد عدة ساعات إلا آلن، وأخبرت بأنه نقل إلى مكان آخر ولكن طمئنوني بأنه بخير وأن لن يعتريه أي ضرر حيث أنه مسيحي من أهل الكتاب وقد سافر إلى سوريا تحت حمايتنا فهو أمانة عندنا. أراحني هذا الكلام اذ أن الأخ عبد الله اليمني الذي يعرفنا جيدا هو الذي أخبرنا بهذا.
لم يسبق لنا أن تعرضنا لأية مشكلة قبل هذه الحادثة ولم يكن لدينا خوف من الدخول إلى سوريا.
بعد يومين رجعت إلى المقر وأخبرت بأن التحريات عن آلن لم تظهر ما يريب و لكن يوجد شك بأنه جاسوس بما أن جواز سفره البريطاني يحتوي على شريحة إليكترونية والتي من خلالها يمكن تحديد مكانه، أخبرتهم بالتو أن كل جواز سفر بريطاني يحتوي على مثل تلك الشريحة بما ضمنهم جواز سفري. كنت برفقة الشيخ أحمد سعيد الذي كان على معرفة تامة بكل ما يحصل وبأنني أثق بآلن ثقة تامة.
أخبرني الأمير أسامة التونسي بأنه يجب عليّ أن أتكلم مع أمراء حلب إذ أن آلن نقل هناك.
سافرت مع الأخ محمد سيجة في اليوم التالي إلى حلب. هو و زوجته الأندونيسية الأصل كانوا على معرفة بالهيئات الإغاثية العديدة التي عملت معهم بالإضافة إلى أنهم كانوا قد تعرفوا على أهلي. عائلة الأخ كانت تسكن في حلب و كان على معرفة بالأمراء هناك و كان على إستعداد أن يصحبني لمقابلتهم و إيجاد الحل للأزمة التي نحن فيها. صدقني الأخ و بعد وصولنا لحلب قابلنا أميرين من الدولة الإسلامية. قدمت جواز سفري البريطاني إلى أخ اسمه أبو بكر الذي أيضا قام بفحصه و فحص جهاز كمبيوتري و وافقني بأن جوازات السفر البريطانية تحوي الشرائح الإلكترونية و أن آلن هو عامل إغاثة مع الهيئة الإغاثية القادمة من بريطانيا. قدمنا أيضا أدلة أخرى و التي كانت مقاطع فيديو على يوتيوب تري العمل الإغاثي الذي كان آلن يقوم به معنا.
بعد هذا أخبرني الأخوة أن مخاوفهم عن وجود آلن بسوريا قد تلاشت و أن عمر الشيشاني سيكتب رسالة تتضمن إخلاء سراحه. أعطيت الميثاق لسلامته و لكن طلبوا مني أن أبقى في حلب ليومين آخرين إذ أن القتال بين الدولة و ‘جيش حور’ كان قد حمي الوطيس و أصبح على أشده. و بما أن عمر كان بالاشتباكات فمكان وجوده لم يكن معروفاً.
بعد مرور يومين طلبوا مني الرحيل من أجل سلامتي حيث أن القتال قد اشتد لدرجة أثرت على سائر شمال سوريا.
أُكد لي محمد سيجة لي بأن الرسالة ستكتب بغيابي و أنها ستسلم للأخوة بالدولة الإسلامية الذين يحتجزون آلن. تركت السيارة التي قدمت بها لحلب حيث نصحني الأخوة بخطورة سفري بها إلى إدلب. أخذت بنصيحة الأخوة إذ لم يكن لدي أي شك بهم و خصوصا أنهم عاملوني بكرم و احترام شديد مدى بقائي معهم.
بعد رجوعي إلى إدلب مرت الأيام ثم الأسابيع و لم يصلني أي رد. و بعد أن أن تحول مركز قوة الدولة إلى الرقة أصبح من المستحيل أن تستمر الاتصالات بيننا. إلى الآن لم يصلني أي رد من الإخوة الذين وعدوني بسلامة آلن و إطلاق سراحه، بالرغم من العديد و العديد من المحاولات للإتصال بهم.
آلن قدم إلى سوريا تحت ميثاق الحماية الذي أعطيناه له. لم نكن نخاف الدخول إلى سوريا و لم نتخيل أن يحدث مثل هذا إذ أننا كنّا نوزع المواد الإغاثية في المناطق التي حررت و هزمت فيها قوات النظام السوري في شمال سوريا.
أناشدكم بأن توفوا بالوعد الذي أعطيتمونا إياه.
أنا على علم بالفيديو الذي نشرته الدولة بخصوص آلن هينيغ.
قتل آلن لَنْ يوقف ما تقوم به القوى الجبانة في الهجوم على المسلمين في العراق، وأفغانستان، وليبيا ومصر وسوريا.
آلن رجل أراد أن يساعد المسلمين والأمة في بلاد الشام مثل رفقائه المسلمين الذين تم إخلاء سراحهم. رجل كان مهتما بالإسلام حيث يقضي الساعات الطويلة يستمع لمكارم الإسلام التي كان يتحدث عنها الأخوة في القافلة وهم في طريق السفر.
رجل ترك أهله و عمله لجمع الأموال للمسلمين بالشام و تحمل مشاق سفر آلاف الأميال لإيصالها بالرغم من سوء صحته.
أنا على استعداد بتوفير أي معلومات أخرى والحضور شخصياً.
بإسم الإسلام التي حث عليها ديننا الحنيف بأن تطلقوا سراح آلن وأن لا تقتلوه.
أدعوا من الله أن تصلكم رسالتي هذه عن قريب وأشهد لله سبحانه وتعالى أن ما تحوي عليه هذه الرسالة صدق على حسب علمي.
شمس رئيس
انتهت الشهادات
واترك للمنصفين الحكم وفي نفس الوقت على قيادة الدولة التحقيق في الموضوع واحقاق الحق.