الخيواني الحوثي : الله سخّر الطائرات الأمريكية لخدمة أوليائه ضد القاعدة!
قتلى وجرحى من الحوثيين في اشتباكات في رداع وفي الحديدة “القاعدة” يسيطر على مديرية ويقتل 8 جنود ويصيب مدير الأمن
شبكة المرصد الإخبارية
صرح قيادي حوثي في جماعة انصار الله ” الحوثيين” ، بأن الله يتدخل لمساعدة من اسماهم “أولياءه الصالحين” من «أنصار الله»، الحوثيين، بتسخير أعدائهم من الأمريكيين لهم عن طريق الطائرات الأمريكية بدون طيار الـــتي تعطي الحوثيين غطاء جوياً اثناء معاركهم مع مسلحي القبائل وأنصار الشريعة في اليمن.
وقال القيادي في الجماعة عبدالكريم الخيواني، على صفحته في الـ«فيسبوك»، إن «الله يُسخّر لأوليائه الصالحين في جماعة أنصار الله حتى أعداءهم من الأمريكيين وطائراتهم بدون طيار في قتالهم ضد تنظيم القاعدة”.
وفيما يرفع الحوثيون ضمن شعارهم الرسمي عبارة «الموت لأمريكا»، ويصفونها بـ«الشيطان الأكبر»، وهو وصف لأمريكا ضمن المحور الإيراني، إلا إنهم لا يترددون في إعلان التنسيق معها فيما يسمونها بالحرب على تنظيم القاعدة.
وعلى صعيد القتال الدائر في محافظة البيضاء سقط قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة اندلعت مساء أمس السبت ، في مدينة رداع وعدد من مناطق قيفة بمحافظة البيضاء.
وذكرت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت قبل مغرب اليوم بين مسلحين قبليين وحوثيين شمال شرق مدينة رداع في محيط نقطة دار النجد العسكرية ، ومنطقة السايلة ، عقب هجوم شنه مسلحو القبائل على نقاط تفتيش تابعة للحوثيين .
وحسب المصادر فقد امتدت الاشتباكات الى حارة “الصبيرة” داخل المدينة ، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين .
وتضاربت الانباء عن عدد القتلى والجرحى ، حيث افاد مصدر محلي ان سيارة اسعاف شوهدت وقت المغرب وهي تنقل قتلى وجرحى من الحوثيين من اماكن الاشتباكات بشمال شرق مدينة رداع – دون معرفة عددهم- ، في حين تحدثت مصادر اخرى عن مقتل 2 من الحوثيين .
الى ذلك افاد مصدر محلي ان انفجارين كبيرين وقعا حوالي الساعة السابعة مساء اليوم في قرية حمة صرار بقيفة شمال رداع ، لم تعرف تفاصيلهما .
وبعد الحادثة بساعتين اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط “جبل الثعالب” الذي يتمركز فيه الحوثيين ، والذي يقع وسط قيفة بين منطقتي “المناسح” و “خبزة” ويطل على معظم مناطق قيفة ، وسمع دوي انفجارات من المنطقة .
وتشهد مناطق مدينة رداع وضواحيها ، ومناطق قيفة معارك مستمرة منذ حوالي 20 يوما بين المسلحين الحوثيين من جهة ، ورجال القبائل ومسلحي القاعدة من جهة اخرى ، خلفت عشرات القتلى والجرحى .
من جهة أخرى سيطر مسلحو تنظيم القاعدة أمس السبت على مديرية جبل راس بمحافظة الحديدة غربي اليمن، بعد هجوم لهم على إدارة أمن المديرية حصد أرواح عشرة أشخاص بينهم ثمانية جنود.
وأكد شهود عيان أن مديرية جبل رأس المحاذية لمحافظ إب أصبحت في قبضة مسلحو القاعدة، وإن مواجهات اندلعت بين عناصر التنظيم وقوات أمنية حاولت منعهم من الوصول الى ادارة الامن، مشيرين الى إن المواجهات لا زالت مستمرة حتى لحظة كتابة الخبر “7:30 مساء“.
وأوضحوا أن مسلحي القاعدة يحتجزون عشرة مواطنين كرهائن بعد اشتراكهم مع رجال الامن في التصدي للهجوم، مؤكدين أن العقيد منصور أبو هادي مدير أمن المديرية أصيب في الهجوم وأن قائد المجموعة المهاجمة يدعى علي البعمي.
وتشهد مدينة الحديدة توتراً ملحوظاً منذ دخول مسلحو الحوثي إلى المدينة في النصف الأول من الشهر الماضي، حيث شهدت المدينة مواجهات بين مسلحو الحوثي، وبين الحراك التهامي الذي يطالب بخروجهم من المحافظة.
على الصعيد السياسي قال الخبير العسكري المتقاعد محسن خصروف أن الاجتماع القبلي الذي عُقد الجمعة الماضية بدعوة من زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، ما هو إلا مرحلة من مراحل الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية، وعلى مؤسسة الرئاسة، وكذا اتمام الصفقة بين الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح في السيطرة على السلطة والمؤسسات وعلى الحيز الجغرافي في شمال اليمن، أو ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية.
وأضاف خصروف في تصريحات صحفية بأن قرار المشاركين في المؤتمر الحوثي بشأن تشكيل لجان ثورية بذريعة استعادة حقوق المواطنين المسلوبة وفرض الرقابة على مؤسسات الدولة يمثل إحدى صور الاستيلاء على السلطة وتأميم مؤسسات الدولة، وتعطيل عملها واستكمال صور الانقلاب العسكري.
وأشار إلى أنه في حال لم يعجل الرئيس هادي بتشكيل الحكومة واتخاذ إجراءات عملية لاستكمال هيكلة القوات المسلحة والأمن واستعادة السيطرة عليهما، وإذا لم يسارع إلى مصارحة الشعب بما حدث ويتخذ خطوات عملية فسيمضي مخطط التحالف الحوثي الصالحي وسيتمكنون من الاستيلاء على السلطة.
وتوقع أن تكون المعركة القادمة بين الحوثي وصالح، مضيفاً ” بعد أن يُستكمل مشهد الاستيلاء على السلطة، سيبدأ قريباً الصراع بين المنتصرين في هذه المعركة، بهدف تصفية الحسابات، وقد يمتد هذا الصراع اقليميا في حال سيطر الحوثيون على باب المندب، وخصوصاً إلى الدول المطلة على البحر الأحمر، وفي مقدمتها مصر.
ويرى محللون يمنيون أن اتفاق القوى السياسية اليمنية مساء أمس السبت على تفويض الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء المكلف خالد بحاح بتشكيل حكومة كفاءات وطنية يعكس هيمنة الطرف القوي وهو جماعة الحوثي مما يضعف فرص نجاحها.
ويقضي الاتفاق الذي وقعته القوى السياسية بمشاركة الحوثيين بتشكيل حكومة كفاءات وطنية وفقا لمعايير النزاهة والكفاءة والحياد المنصوص عليها في اتفاق السلم والشراكة الوطنية لإنهاء الأزمة في اليمن الذي تم توقيعه عشية سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 12 سبتمبر الماضي.
وتعهدت هذه القوى بعدم الطعن في ما يتوصل إليه هادي وبحاح في مشاورات تشكيل الحكومة مع تقديم كافة الدعم اللازم لها بما فيه الدعم الإعلامي، غير أن الاتفاق الجديد -الذي أشرف عليه المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر- لم يحسم مسألة حصة كل طرف من الحكومة، وخلا من تحديد موعد للإعلان عنها.
واعتبر بن عمر الاتفاق «خطوة مهمة في مسار تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الذي يعتبر السبيل الأمثل لدفع العملية السياسية ومشروع التغيير السلمي إلى الأمام”.
وتأتي هذه التطورات بعد مرور يوم واحد على «مهلة الأيام العشرة» التي حددها القيادي في جماعة الحوثي ضيف الله رسام للرئيس هادي خلال اجتماع قبلي بصنعاء لتشكيل الحكومة، و«إلا فإن جماعته ستشكل مجلس إنقاذ وطنيا”.
كما تأتي بعد أن وصلت جهود بحاح إلى طريق مسدود في تشكيل حكومة محاصة سياسية إثر خلاف المكونات المختلفة بشأن نسب التمثيل وحصة كل طرف.
وقال المحلل السياسي ياسين التميمي إن تفويض الرئيس ورئيس الحكومة «سيجعلهما حريصين على إرضاء القوى المهيمنة على الأرض وهي جماعة الحوثي، والاتفاق أخرج الأحزاب الرئيسية من التأثير في مجريات الأحداث وطوى اتفاق السلم وأحل الحوثيين من التزاماتهم المتمثلة بانسحابهم من المدن وإعادة الأسلحة المنهوبة”.
وأضاف التميمي «بينما تم الالتزام بتوفير الدعم للحكومة وعدم الطعن عليها لم يتضمن الاتفاق في المقابل إجراءات عقابية بحق الأطراف المعرقلة”.
وحدد عوامل نجاح الحكومة القادمة بـ«مدى الانسجام بين طرفي العلاقة الرئيس هادي ورئيس الوزراء المكلف من جهة والحوثيين من جهة أخرى”.
من جانبه أكد باسم الحكيمي -عضو مؤتمر الحوار الوطني- أن الاتفاق «يتضمن ثغرات وتناقضات ستطيل أمد تشكيل الحكومة ويجعل فرص نجاحها ضئيلة جدا”.
وقال الحكيمي «على الرغم من أن الاتفاق نص على تشكيل حكومة كفاءات إلا أنها أقرب لحكومة شراكة سياسية بدليل ربطه مسألة تشكيلها بالتشاور مع جميع الأطراف، وهذا التناقض سيؤخر تشكيلها لا سيما مع عدم تحديده نسب تمثيل كل مكون وسيجعل أي طرف يتنصل منها تحت أي مبرر بذريعة عدم التشاور معه مثلما حصل من قبل عندما رفض الحوثيون تكليف أحمد عوض بن مبارك بتشكيل الحكومة رغم مشاورتهم بشأنه”.
واستبعد الحكيمي « نجاح هذه الحكومة لعدم امتلاكها أدوات القوة في ظل سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبالتالي فهي ستكون الطرف الأضعف على الأرض وستكون مجرد سلطة منزوعة القرار السياسي والإداري”.