الشيخ مؤسس مسجد النور رئيس جمعية الهداية الإسلامية

حافظ سلامة في ذكرى عيد السويس القومي – ألبوم صور

حافظ سلامة في ذكرى عيد السويس القومي

وفاة الشيخ حافظ سلامة
حافظ سلامة المقاومة الشعبية

شبكة المرصد الإخبارية – ياسر السري

ياسر السري

 

تحتفل محافظة السويس بعيدها القومي في يوم الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، ويرجع السبب فى اختيار ذلك اليوم بالتحديد إلى البطولات التى قام بها الشيخ المجاهد حافظ سلامة وأهالى السويس, فى التصدى للعدو الصهيونى الذى حاول احتلال المدينة، فسطرت المقاومة ملحمة كتاب التاريخ.

وشهد هذا اليوم مشاركة للمقاومة الشعبية لأهالي محافظة السويس تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة في التصدي لتقدم القوات الاسرائيلية نحو مدينة السويس وذلك في عام 1973 بعدما تعرضت إسرائيل للهزيمة في بداية الحرب ثم حدثت الخيانة والمؤامرة في ثغرة الدفرسوار العالم وتقدمت القوات الإسرائيلية الغازية نحو مدينة السويس من أجل فصلها وعزلها عن العاصمة ولكن المقاومة الشعبية بفضل الله تصدت لقوات العدو بكل حزم وقوة.

وكان مسجد الشهداء، الذى يؤمه الشيخ حافظ سلامة، هو مقر المقاومة الشعبية، منه تنطلق، وفيه تحفظ إمداداتها، وبما يجرى فيه ترتفع الروح المعنوية للمقاومين جميعاً.

فى ذكرى هذا اليوم العظيم من تاريخ السويس، يقفز إلى صدارته الشيخ حافظ سلامة، الذى كان قائداً شعبياً لمدينة السويس أثناء محاولة احتلالها يوم 24 أكتوبر 1973م، وطوال فترة الحصار الذى أعقب هذا اليوم.

وفى شهادته لمحمد الشافعى، يتذكر: “فى السادسة صباحاً بدأ الطيران الإسرائيلى يدك المدينة، وفى العاشرة بدأت الدبابات تدخل السويس، وتصدى لها محمود عواد، وإبراهيم سليمان، ومحمود طه، وميمى سرحان، وأحمد عطيفى، وكانوا فى كمينين عند سينما رويال، وعند أجزاخانة هلال استطاع الشهيد إبراهيم سليمان تدمير أول دبابة، ثم دمر السيارة المصفحة “طوباز”، فأدرك اليهود أنهم أمام مقاومة شرسة، فتركوا الدبابات وفروا إلى قسم شرطة الأربعين، وحاول بعض الأخوة اقتحام القسم فاستشهد كل من إبراهيم سليمان، وفايز حافظ أمين، وأشرف عبدالدايم، والسيد أحمد أبوهاشم، وإبراهيم محمد يوسف، وأثناء كل ذلك، كنت فى المسجد أوزع الأسلحة والذخائر، وراحت دبابات ومصفحات العدو تحاصر مسجد الشهداء ومبنى المحافظة، ووقفت دبابة أمام المسجد وبها ستة جنود يهود يغنون: آلو آلو إحنا هنا، وكانت فى المسجد قنابل وأسلحة ومن الممكن التعامل معهم، ولكن حرصا على المئات من المدنيين فى المسجد فقد تركناهم، وكان معنا ملازم أول، اسمه صفوت، وجندى اسمه شوقى، وكل منهما معه آر بى جى، فاقتحما الحصار وكل منهما دمر دبابة، واستشهد الملازم أول صفوت، وجاء الليل وجنود العدو فى قسم الأربعين تحت وابل من النيران الكثيفة، لكنهم تحت جنح الظلام انسحبوا على ضوء بعض الإشارات الفوسفورية، وخرج بذلك اليهود من السويس”.

الشيخ حافظ سلامة

“إننا شعب السويس نرفض التسليم، ونقول لكم إن استطعتم أن تدخلوا المدينة مرة ثانية فأهلا وسهلا بكم، فإن أرض السويس الطاهرة عطشى في حاجة أن تُروى من دمائكم القذرة مرة ثانية” كلمات خالدة وجهها شيخ المجاهدين حافظ سلامة، للمحتل الإسرائيلي الرابض على أسوار السويس، ورددتها خلفه مآذن المدينة الباسلة.

تلك الكلمات، صنعت أسطورة الشيخ حافظ سلامة، بعد أن حولها أبطال المقاومة الشعبية بقيادته إلى حقيقة، ورووا أرض السويس الطاهرة بدماء جنود الاحتلال، ونجحوا في تدمير 76 دبابة ومصفحة إسرائيلية بأسلحة المقاومة البسيطة. وأنهوا حلم القائد الإسرائيلي “أرييل شارون” الذي عبر بفرقته قناة السويس، وكان يأمل أن يدخل المدينة في الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر 1973.

الشيخ حافظ سلامة يشارك ويؤم المصلين في جنازة الشيخ عمر عبد الرحمن

وعندما فكرت بعض القيادات التنفيذية المحلية في التسليم لليهود إنقاذا للمدينة وسكانها بدأ الإباء من الشيخ حافظ سلامة، وشاركه فيه رجال المقاومة الشعبية، وارتفع من مكبرات صوت المسجد نداءٌ بصوت الشيخ حافظ سلامة إلى أهل السويس يقول: “إن اليهود قد أنذروا المدينة بالاستسلام، وإن المدينة قد رفضت هذا الإنذار بإذن الله، وقررت مواصلة القتال إلى آخر قطرة من دمائنا، وعلى كل فرد من أفراد المقاومة أن يدافع عن موقعه إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا، وما النصر إلا من عند الله”.

وفقد الاسرائيليون في مدينة السويس 67 دبابة ومصفحة، من الدبابات التى حاولوا أن يحتلوا بها مدينة السويس. هذا غير العربات المصفحة والعادية. وسحب اليهود كل ما استطاعوا سحبه من قتلى الجيش الصهيونى وجرحاه ومع ذلك فقد تركوا خلفهم 33 جثة لم يستطيعوا سحبها، وصرح الناطق العسكرى للجيش الصهيونى بأن قواته لم تدخل إلى مدينة السويس، ولم تسيطر عليها في تكذيب صريح لتصريحاتهم السابقة.

نجح الشيخ حافظ ورفاقه في طرد قوات الاحتلال، وإنقاذ المدينة الباسلة من السقوط بعد أن تخلى عنها الجميع بمن فيهم القادة العسكريون ومحافظ المدينة، الذي قرر إعلان الاستسلام، خوفا من تهديد شارون بهدم المدينة على رؤوس أهلها، لولا رفض الشيخ النحيل ورفاقه من أبطال المقاومة، الذين كتبوا أسماءهم بحروف من نور في تاريخ مصر.

عطاء الشيخ حافظ سلامة لم يتوقف عند دوره في حرب أكتوبر، حيث تواصل على أصعدة أخرى، فقام من خلال جمعية الهداية الإسلامية بتأسيس عدد من المساجد والمراكز الإسلامية الكبيرة والمتميزة في عدد من مدن مصر، أشهرها وأكبرها مسجدي الفتح الإسلامي بميدان رمسيس، والنور بالعباسية في قلب القاهرة.

الشيخ حافظ أثناء الحج في مسجد الخيف بمنى

كما قام الشيخ حافظ سلامة من خلال الجمعية ذاتها بإنشاء عدد كبير من المدارس والملاجئ ومراكز رعاية المعوقين، ومراكز التأهيل المهني، وتعليم الحرف للأولاد والبنات.

وقام الشيخ حافظ سلامة عام 1984 بالدعوة إلى مسيرة شعبية للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وقد استجاب لندائه عدد كبير من المصريين الذين تجمعوا في مسجد النور بالعباسية، واعتقل الشيخ واعتقلت معه وقتها.

المشاركة في ثورة يناير

ولم يتخلف الشيخ حافظ سلامة، عن المشاركة في ثورة 25 يناير 2011، وانضم إلى المطالبين بتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في ميدان التحرير، وأصدر بيانا يناشد فيه الجيش المصري بالتدخل الفوري لإنقاذ مصر.

مسجد الشهداء مدون عليه أسماء أبطال معركة السويس

كما شارك الرجل في قيادة وتنظيم مجموعات الدفاع الشعبي ضد عمليات السلب والنهب التي انتشرت بمدينة السويس في أعقاب الفراغ الأمني، الذي أحدثه غياب الشرطة المصرية عقب جمعة الغضب في رابع أيام ثورة يناير.

مشاركة الشيخ حافظ في الثورة ورحيل مبارك

وفي العام التالي، شارك الشيخ حافظ سلامة في جمعة الزحف بالعباسية في مايو 2012، للمطالبة بالقصاص لشهداء العباسية، الذين قتلوا على أيدي البلطجية بدون تدخل من قوات الشرطة العسكرية التي اكتفت بمشاهدة ما يحدث حينها، وكان الشيخ موجودا بمسجد النور عند فض الاعتصام.

الشيخ حافظ في أحد شوارع السويس
الشيخ حافظ سلامة في زيارة الشيخ أحمد المحلاوي
الشيخ المجاهد

دعم الربيع العربي

كما لم يتوقف نضال الشيخ حافظ سلامة لدعم الربيع العربي داخل الحدود المصرية، فقد عبر الشيخ الحدود بين مصر وليبيا عام 2011، متوجها إلى بنغازي لدعم الثوار الليبيين، حاملا معه مواد غذائية ومساعدات طبية وأدوية، بصحبة عدد من المتطوعين للمشاركة في توزيع المساعدات.

الشيخ حافظ مع اسماعيل هنية في زيارة لغزة

وفي عام 2011 أيضا، أكد الشيخ دعمه لفعاليات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، كما قام في العام التالي بالسفر إلى سوريا عبر الحدود التركية للمشاركة في الثورة السورية، “من أجل تطهير جميع البلاد العربية من الطغاة والمنتفعين من ثرواتها” ، مصطحبا معه كمية كبيرة من المعونات لمؤازرة اللاجئين السوريين.

رحم الله الشيخ الحاج / حافظ سلامة ، وأسأل المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويتقبله في الصالحين، وأن يرزقه الفردوس الأعلى، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء، وليتقبل جهاده وسائر عمله وأن يجازيه خير الجزاء.

تشييع جثمان الشيخ حافظ سلامة
جنازة الشيخ حافظ سلامة

كان رحمه الله رجلا ً وطنياً من الطراز الأول، وقد جمع بين الوطنية والإسلام في ثوب جميل من العطاء للدين والوطن.. وهو صاحب وجه منير مشرق مضيء ..

فاللهم اغفر له وارحمه ، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان.

الشيخ مؤسس مسجد النور رئيس جمعية الهداية الإسلامية

عن Admin