مأساة المعتقلين المغاربة في السجون والمعتقلات وتدهور الحالة الصحية للسجناء

مأساة المعتقلين المغاربة في السجون والمعتقلات وتدهور الحالة الصحية للسجناء

استمرار الحالة المأساوية والانتهاكات الصارخة بحق السجناء والمعتقلين في السجون المغربية حصلت شبكة المرصد الإخبارية من زوجتي مولاي عمر العمراني هادي نزهة العمراني وفتيحة حسني أم آدم المجاطي بهذا البيان المرفق بشهادة المحامي الأستاذ مساعف وفيما يلي  نص البيان :
الحمد لله و حده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده

هكذا كان… جواب الأستاذ عبد الإله بن كيران !!!

جواب رئيس الحكومة الأستاذ عبد الإله بن كيران بعد تسلمه ملف أم ءادم المجاطي من طرف الدكتور عبد الرحمن النعيمي رئيس جمعية الكرامة بسويسرا

وأخيرا، يوم الخميس 17 ماي 2012 و بعد انتظار طويل تمكنت بفضل الله من تسليم ملفي و ملف زوجي مولاي عمر العمراني هادي المعتقل بسجن سلا 2 إلى الدكتور عبد الرحمن النعيمي رئيس جمعية الكرامة بسويسرا و ذلك لحظات قبل لقائه برئيس الحكومة الأستاذ بن كيران. الذي وعدني أنه سيسلمه له يدا بيد، و أنه سيعمل ما في وسعه لإيجاد حل لهذا الملف.
اخترت هذا الأسلوب السلمي الحقوقي الحضاري … لحل مشاكلي مع دولتي… فاستبشرت خيرا و حمدت الله تعالى و قلت عسى أن تكون هذه هي الفرصة لإنهاء معاناتي و معاناة زوجي و ابني إلياس و معاناة إخواني و أبنائي المعتقلين، وطي هذا الملف المفتعل والمفبرك بحق أبناء الشعب المقهورين والمظلومين، والذي من أجله تكبد الدكتور النعيمي مشقة السفر من قطر إلى المغرب للقاء رئيس الحكومة الأستاذ عبد الإله بنكيران ذي التوجه الإسلامي.

مباشرة بعد ذلك اللقاء وتحديدا يوم الثلاثاء 22 ماي 2012 قام وكيل الملك ميمون العمراني بزيارة زوجي المضرب عن الطعام منذ 2 ماي 2012 بسجن سلا 2.  مرة أخرى استبشرنا خيرا لأنه ربما جاء للاستماع له و عمل المتعين قانونا لرفع الظلم عنه لأن الملف أصبح بين يدي رئيس الحكومة. فعلا استمع له و لكن بحضور مصطفى الحجلي مدير السجن.
كلمه عن الانتهاكات التي تعرض لها في سجن تولال 2 و سلا 2 و عن مطالبه لإنهاء الإضراب المفتوح عن الطعام التي تتلخص في :
ــ تنفيذ اتفاق 25 مارس
ــ محاسبة الجلادين المسؤولين عن تعذيبه نفسيا و جسديا.
ــ تمكينه من توثيق زواجنا مع تمكيني من زيارته
ــ ترحيله من سجن سلا 2 و وضعه في ظروف سجنية إنسانية في انتظار إطلاق سراحه.

لكن… !
رغم حصول اللقاء … فقد استمر العناء ! …بل زاد العناء !!!

فور انتهاء الزيارة و انصراف وكيل الملك، وعلى طريقة عصابات المافيا وبعقلية انتقامية سادية مريضة، لا تمت لأساليب الدول والمؤسسات بصلة، بل هي أشبه بأساليب “الشمكارة  “و “البزناسة ” وأباطرة المخدرات، تعرض زوجي للانتهاكات التالية :

ــ نزعوا سرواله و فتشوا عورته بطريقة مهينة و مشينة و لم يرحموا سنه و لا شيبته. رجل بلحية بيضاء تنتهك حرمته بهذا الشكل في دولة ينص دستورها على أن الإسلام دين الدولة و تزعم على أنها على مذهب الإمام مالك. فهل مذهب الإمام مالك يبيح هذه الممارسات الشيطانية ؟ أفتونا مأجورين.

ـــ أتلفوا الكثير من أغراضه أثناء التفتيش الاستفزازي و التي نتكبد عناء في جلبها له نظرا لظروفنا المادية و الصحية و هل هذا الفساد و الإفساد ينص عليه مذهب الإمام مالك أيضا ؟

ـــ رموه في حي باء حيث الجحيم لأنه يعتبر حي العقوبات في … سجن العقوبات… في زنزانة لا تتسع لثلاثة أشخاص فكيف لسبعة أشخاص، ناهيك عن الأغراض. هل هذه هي المساحة المنصوص عليها في القانون التي يتبجح بن هاشم بالحرص على تطبيقه ؟

ـــ بما أن زوجي كان آخر من التحق بهذه الزنزانة، لم يجد متسعا فاضطر إلى النوم على الأرض أمام المرحاض في انسجام كامل مع مبدأ الكرامة للمواطن المغربي الذي رفعه حزب بنكيران أثناء حملته الانتخابية و أيضا تناغما مع مبادئ الديمقراطية و المواثيق الدولية … و الله المستعان. ففوجئ بـ البطانية التي يفترشها مبللة بالماء … بماء …أكيد أنكم تعرفون مصدره !!!.

ـــ الرائحة في الزنزانة كريهة لا تطاق بسبب المرحاض و انعدام التهوية و الاكتظاظ و ذلك  في قبلة السياحة العالمية …في أجمل بلد في العالم !!!

ـــ  الاستفزازات بالليل و النهار في إطار إعادة التأهيل و الإدماج الذي تتغنى به مندوبية بن هاشم التي تقع تحت وصاية رئيس الحكومة الأستاذ بن كيران و الله المستعان !!!

فهكذا كان … جواب الأستاذ بن كيران … مزيدا من الذل و  الهوان
و مزيدا من التعذيب و الحرمان !!!…
و الله المستعان

كل هذا و هو مضرب عن الطعام منذ 20 يوما رغم أن سنه و حالته الصحية لا تسمحان له أصلا بالدخول في الإضراب عن الطعام لأنه يعاني من عدة أمراض مزمنة :

ــ الناسور الشرجي fistule anale،
ــ إمساك مزمن constipation chronique
ــ التهاب المفاصل،
ــ الحساسية مع ضيق في التنفس،
ــ مرض نفسي أصيب به خلال الفترة التي قضاها بسجن الخميسات في جناح سجناء الحق العام .

لكن استمرار تعريضه للتعذيب و التضييق  اضطره للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام لرفع الظلم عنه في إطار موجة إضرابات ذهب ضحيتها الأخ أحمد بن ميلود رحمه الله و اللائحة مرشحة للمزيد لا قدر الله مع سياسة النعامة ( أو الأحرى سياسة التغول والتجبر على الضعفاء ) التي تنتهجها الدولة في هذا الملف.

التعذيب النفسي :
ـ السب، الشتم، الإهانة لدرجة أنهم كانوا يجبرونه، تحت التعذيب، على أن يقول أنه شاذ جنسيا،
ـ تجريده من كل ثيابه و إجباره على هيئة السجود و هو عار تماما،
ـ التهديد،
ـ وضعه تحت ضغط نفسي مستمر،
ـ احتجازه لشهور في معاقل الحق العام حيث دخان السجائر و الكلام النابي و الضجيج الذي يمنعه من النوم،
ـ وضعه لمدة 9 أشهر في زنزانة انفرادية ضيقة جدا تفتقر لشروط الحياة البشرية،
ـ وضعه في الزنزانة العقابية (الكاشو) مرتين في غضون 3 أشهر،
ـ المنع من الزيارة المباشرة و تعذيبه بالزيارة المشبكة لمدة 9 أشهر حتى بالنسبة لطفليه عبد الرحمن (7 سنوات) و زينب ( 5 سنوات)،
ـ حرمانه من  الخلوة الشرعية لحد الآن،
ـ حرمانه من زيارتي (حتى من الزيارة العادية) لمدة أكثر من سنة رغم توفري على ترخيص قانوني صادر عن الوكيل العام للملك،
ـ عرقلة إدارة  السجن و من وراءها لتوثيق زواجنا قانونيا رغم القيام بالإجراءات اللازمة لذلك من طرفنا منذ 28 فبراير2012 للاستمرار في حرماننا من حقنا في الزيارة و التفريق بيننا تحت ذريعة عدم توفرنا على العقد القانوني…

التعذيب الجسدي :
ـ الضرب المتكرر و العشوائي على الرأس و سائر الجسد بالأيدي و الأرجل و العصي من طرف الموظفين الجلادين،
ـ التجريد الكامل من الملابس،
ـ التفتيش المهين مع العبث بعورته،
ـ التجويع مع سوء التغذية كما و كيفا،
ـ المنع من الاغتسال و تغيير الملابس و كل مواد النظافة لمدة 47 يوما في صيف قائظ بمدينة مكناس حتى أصبحت تنبعث منه رائحة لا تطاق حسب شهادة المحامي الذي زاره بسجن تولال 2،
ـ الاستحمام مرة واحدة في الأسبوع و أحيانا بالماء البارد،
ـ التعريض المتعمد للحرارة المفرطة مع انعدام التهوية،
ـ التعريض المتعمد للبرد القارس مع العلم أنه يعاني من التهاب المفاصل،
ـ حرمانه من الماء الساخن للوضوء و الاستنجاء في فصل الشتاء و هو يعاني من الناسور الشرجي،
ـ تعذيبه بأمراضه المزمنة عن طريق الإهمال الطبي و المنع من الأدوية التي نجلبها له،
ـ تكبيل اليدين،
ـ تعصيب العينين. و و و

وحسب شهادة المحامي الحقوقي الأستاذ توفيق مساعف، بعد زيارته لزوجي يوم 28 ماي 2012 والذي حذر من تدهور صحته بشكل ملحوظ حيث قال  في تقريره :

“هذا و أنني أشهد بمعاينة تدهور صحته نتيجة الإضراب عن الطعام لأزيد من 26 يوم متواصلة في ظروف غير إنسانية و غير سليمة إذ أن جسده يرتعش و كلامه يتلعثم و ذاكرته غير مضبوطة و أفكاره غير متناسقة و به عياء كبير و ظاهر و يحس بضيق في تنفسه.”

لهذا، لا قدر الله، إذا حصل أي مكروه لزوجي أو توفي إثر هذا الإضراب عن الطعام كما كان الحال لأخينا أحمد بن ميلود رحمه الله، فإننا لا أحمل المسؤولية لبن هاشم وحده لأنه مجرد موظف كما يقال، عبد مأمور و لكنني أحمل المسؤولية الكاملة  في الدنيا و الآخرة للدولة المغربية كلها من السلطان إلى السجان مرورا ببن هاشم و بن كيران.
لأن النبي محمد صلى الله عليه و سلم يقول في حديثه :
” كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته “
و يقول الله عز و جل في آواخر سورة الشعراء :
” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون “
فتيحة حسني أم ءادم المجاطي
نزهة العمراني

عن marsad

اترك تعليقاً