خطاب الرئيس محمد مرسي فى جامعة القاهرة (متلفز)

خطاب الرئيس محمد مرسي فى جامعة القاهرة (متلفز)

مرسي: علي الجيش العودة لثكناته للتفرغ لحماية حدود الوطن وأمنه

مرسي: سنقف خلف الشعبين الفلسطيني والسوري إلى أن يستعيدا حقوقهما كاملة

أكد الرئيس محمد مرسي على ضرورة عودة الجيش المصري إلى دوره الأساسي، والتفرغ لحماية حدود الوطن وأمنه، موجهًا تحية كبيرة للقوات المسلحة على دورها في المرحلة السابقة .
كما أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على أن مصر وشعبها سيقفون خلف الشعبين الفلسطيني والسوري، إلى أن يستعيدا حقوقهما كاملة.

وأضاف، خلال خطابه من جامعة القاهرة، أن مصر ستعمل على توحيد العرب في كافة المجالات، كما سنعمل على إقامة السوق العربية المشتركة، ومنظومة الدفاع العربي المشترك وغيرها من المجالات.

وأشار إلى أن مصر إذا نهضت سينهض العرب جميعًا، مشددًا على أن مصر فى عهدها الجديد لن تقبل بإهانة الأمن القومي العربي، ولن تلجأ لسياسة العدوان، وستقف أمام التحديات والأخطار التي تهدد أمتنا العربية.
أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي أن مصر لن تعود للوراء أبدا وقال إننا نبدأ معا صفحة جديدة في تاريخ مصر نطوي بها صفحة بغيضة ونسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ من آلاف السنين .

جاء ذلك في أول كلمة للرئيس مرسي ألقاها اليوم في الاحتفال الشعبي في جامعة القاهرة عقب تنصيبه رئيسا لمصر بعد أدائه اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية العليا.

وفي لفتة هامة حرص الرئيس مرسي على الاعتذار لطلبة كليتي الآداب والحقوق بجامعة القاهرة لتأجيل امتحاناتهم بسب احتفال اليوم.

وفي مستهل كلمته .. قال الرئيس محمد مرسي:
بسم الله الرحمن الرحيم ..والحمد الله رب العالمين ..والله أكبر فوق الجميع ..”قل بفضل الله وبرحمته وبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” ..الشعب المصري العظيم ..الحفل الكريم ..الحضور الكرام السيدات والسادة أحييكم جميعا بالتحية الخالدة ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تابع مرسي قائلا “إلى أبنائي طلاب جامعة القاهرة الذين أجلت امتحاناتهم اليوم، وهم فقط في كليتي الحقوق والآداب وسوف يؤدون الامتحان في الفترة المسائية.. وتأجل الامتحان الذي كان في الصباح إلى يوم الخميس 11 من شهر يوليو المقبل، فأرجو أن يتقبلوا مني اعتذاري عن تأجيل امتحاناتهم”.

أرحب بكم جميعا أيها الأخوة ونحن في جامعة القاهرة التي تعد جامعة الأمة التي كانت أولى خطواتي للتعليم العالي في رحابها والتي أشرف بالانتماء إليها طالبا ومعيدا ومدرسا مساعدا ثم بعد ذلك رحلة الدارسات العليا فإنني اشرف بهذا الانتماء لجامعة القاهرة ،جامعة القاهرة معهد العلم العريق حيث التعليم والبحث العلمي والعلماء الإجلاء في كافة المجالات .

وقال الرئيس الدكتور محمد مرسي : هانحن نبدأ معا مرحلة جديدة في تاريخ مصر نطوي بها صفحة ونستفتح بها صفحة مضيئة أن شاء الله، نسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين حيث عاشت مصر عصور ازدهار نفخر بها ويفخر بها ملايين العرب والمسلمين كما عانت أحيانا لحظات انكسار سنعمل بقوة على إلا يعود.. فمصر لن تعود إلى الوراء.. لن تعود إلى الوراء.

دستور الحق والعدل

وتابع مرسي قائلا “السيدات والسادة لقد أنجز الشعب المصري بفضل الله تعالى ثم بتضحيات شهدائه الأبرار انجازات عظيمة سنحافظ عليها.. ولن نفرط فيها أبدا لأنها ولدت من رحم المعاناة وتكبد الشعب فيها مئات الأرواح وآلاف الجرحى.

وقال مرسي لقد فرض الشعب المصري إرادته وسيادته ومارس لأول مرة في تاريخه الحديث سلطاته الكاملة فانتخب مجلسا للشعب ومجلسا للشورى في انتخابات حرة نزيهة عكست تمثيلا حقيقيا لكافة مكونات المجتمع المصري واختار البرلمان المنتخب جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد لمصر .. بدأت هذه الجمعية عملها وستستعين وأنا على يقين من ذلك بكافة الخبراء في كل الاتجاهات ليأتي الدستور معبرا عن التوافق الوطني ومرسخا للدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية ومحافظا على هوية الأمة والمقومات الأساسية للمجتمع وحارسا للحريات العامة والخاصة.

وقال الرئيس محمد مرسي “دستور يقوم على الحق والعدل والقانون ويحمي استقلال القضاء ومطلقا لحرية الفكر والتعبير والتنظيم والإبداع …دستور يحقق العدل الاجتماعي وينقل مصر إلى مصاف الدول الحديثة التي يكون الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب”.

وأضاف الرئيس مرسي “سيكون في مصر الجديدة: الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب وهذه من أولى مهماتي معكم حكما بين السلطات راعيا للدستور والقانون وبعد أن أولاني الشعب ثقته في انتخابات حرة نزيهة أشرف عليها قضاة مصر العظام العدول وحرستها القوات المسلحة ورجال الشرطة الأمناء وأعلن شيوخ القضاء المصري نتيجتها النزيهة التي جاءت بها صناديق الانتخاب.

وتابع الرئيس محمد مرسي قائلا “يا أبناء مصر جميعا أعاهد الله وأعاهدكم وأقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون وأن ارعي مصالح الشعب رعاية كاملة.. وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، ومن تمام المحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه واستقلاله.. حيث أنه من الضروري أن أحافظ على القوات المسلحة والشرطة والقضاء وأن أحافظ على كل أبناء مصر وشعبها.

وأضاف  “السيدات والسادة سوف أبذل كل جهدي للحفاظ على أمننا القومي وحماية حدود هذا الوطن مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه الذي يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنها القومي وأعاهد الله تعالى أن أحافظ على هذه المؤسسة وأحافظ على أبنائها جندا وقيادات وأن اعلي من شأنها وأن ادعمها وأن اتخذ كل الوسائل والأسباب لتكون أقوى مما كانت ولتستمر راسخة وليكون الشعب معها في كل ما تعمل أن شاء الله”.

وقال “أعاهد الله وأعاهدكم والعالم يسمع ويرى والله فوق الجميع يسمع ويرى على أن يكون أمن البلاد واستقرارها نصب عيني ومسؤوليتي مع رجال الشرطة الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لحماية الأرواح والمنشات والممتلكات العامة والخاصة وأن نستكمل معا استقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل ..وأن يحصل كل مصري ومصرية على حقه أمام منصة العدالة العالية.

وأضاف الرئيس مرسي “لقد وفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذي اخذه على نفسه الا يكون بديلا عن الإرادة الشعبية”.

عودة الجيش لثكناته

وتابع الرئيس مرسي قائلا : “إن المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها ويعود الجيش المصري العظيم ليتفرغ إلى مهمته لحماية أمن وحدود الوطن والحفاظ على قواتنا المسلحة قوية عزيزة متماسكة تعمل مع باقي مؤسسات الدولة في إطار الدستور والقانون فتحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عنت وما تكبدوه من مشاق.

وقال “إن النهوض بمصر هي مسؤوليتنا جميعا لا مجال للانتظار فمصر في حاجة ماسة إلى كل يد تبني مستقبلها المشرق …وان الأمم لا يمكن أن تحقق نهضتها إلا بمشاركة كل أبنائها والتعاون المثمر بين المجتمع ومؤسسات الدولة وعلى هذا الأساس فإننا سنفتح الأفاق في الفترة المقبلة لتمكين المجتمع بكل مكوناته وفئاته وتوسيع دور المجتمع الأهلي والمدني للمساهمة بجد في كل قضايا الوطن”.

وتابع  قائلا: “إنني من موقعي هذا أتعهد أمام المصريين جميعا بأن تقوم الدولة بكامل مسئولياتها تجاه المجتمع وتجاه أبناء مصر في الداخل والخارج ..وان تسهر على ما يخص أمنه واستقراره وسلامته …وأن ترعى كل فئات هذا المجتمع وأبذل غاية وسعى لدعم وسائل التعاون والمحبة بين كل أطياف هذا المجتمع المصري الأصيل وتفعيل مفهوم المواطنة بين المصريين جميعا”.

وأضاف الرئيس مرسي “إننا بحاجة ماسة إلى إزالة اثأر الفوضى في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي هذه الفوضى التي أسهم فيها النظام السابق على مدار العقود المنصرمة.. ولابد أن نحقق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار والأمن للمجتمع المصري”.

وقال  “السيدات والسادة ..إن الأمة المصرية على طول تاريخها قامت بدور الحارس الأمين على مسار الدولة فان حاد النظام الحاكم على المسار التاريخي الحضاري فان هذا الشعب قادر على تقويمه ، وها هو الشعب المصري الأصيل الذي خرج ثائرا ..في ميادين العزة والكرامة ..في ميادين الشهداء ..في ميادين التحرير وكل ميادين مصر ..استطاع هذا الشعب تقويم مسار السلطة بل أسقط هذه السلطة الظالمة بشكل سلمي حضاري ضاربا بذلك أروع النماذج التي عرفتها الأمم في رقابة المجتمع على السلطة الحاكمة”.

أنني من هذا المنطلق أقول لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية إلى مسارات أخرى أن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة ولا أريده أن يقبل.

أعاهد الله وأعاهدكم بان أبذل غاية الوسع والطاقة للحفاظ على الدولة المصرية وإصلاحها بما يجعل مؤسساتها أكثر تعبيرا عن المصريين وقربا منهم وأن تعمل أجهزة الدول على حماية ورعاية مصالح المواطنين في الداخل والخراج باعتبار أن المواطن المصري هو محور اهتمامها وهو العمود الفقري لتنمية الشاملة.

أيها الشعب المصري العظيم أن النظام السابق فرط في أمن مصر القومي وأدى إلى تقزيم دورها الدولي والإقليمي ولكننا نقول اليوم إننا سوف نبني مصر القوية ونعيد تشكيل منظومة أمنها القومي بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقي في الدوائر العربية والإسلامية والإفريقية والدولية.

سوريا وفلسطين

إننا نحمل رسالة سلام للعالم ونحمل قبلها ومعها رسالة حق وعدل..وكما تعهدنا دوما نؤكد على احترام التزامات الدولة المصرية في المعاهدات والاتفاقيات الدولية.. إنني أعلن من هنا أن مصر الشعب والأمة والحكومة ومؤسسة الرئاسة تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كافة حقوقه المشروعة، وسنعمل على إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ليكون الشعب الفلسطيني صفا واحدا لاستعادة أرضه وسيادته.

نحن لا نصدر الثورة ..المصريون لا يصدرون الثورة ، ولا نتدخل في شئون أحد ولا نسمح في نفس الوقت أن يتدخل أحدا في شئوننا .. إذا كنا ألان في مصر نبني مصرنا الجديدة فإننا لا ننفك أبدا على أمتنا العربية والإسلامية ولا نعادى أحد في هذا العالم.

نحن نعلن دائما كمصريين تأييدنا للشعوب في حصول على حريتها وأن تحكم نفسها بنفسها هذه هي المبادئ العامة التي يؤمن بها جميع الناس في العالم مصر اليوم داعمة للشعب الفلسطيني وأيضا للشعب السوري.

عن Admin

اترك تعليقاً