حوار مع االمعتقل الإسلامي رشيد القرموطي بسجن سلا 2 بالمغرب

حوار مع االمعتقل الإسلامي رشيد القرموطي بسجن سلا 2 بالمغرب

شبكة المرصد الإخبارية

من وراء أسلاك وجدران السجن تم عمل حوار مع المعتقل الإسلامي رشيد القرموطي المتواجد حاليا بسجن سلا 2 بالمغرب والذي اعتقل على خلفية مشاركته في مظاهرة سلمية احتجاجية ، لتلفق له فيما بعد تهمة الإرهاب ويوضح المعتقل رشيد القرموطي من خلال هذا الحوار ملابسات اعتقاله وما تعرض له في مخفر الشرطة من تعذيب وهذا نص الحوار :

سؤال 1 : كيف كانت المظاهرة التي شاركت فيها ؟

جواب : المظاهرة التي شاركت فيها كانت سلمية ومعلن عنها للتنديد بمقتل السجين الإسلامي أحمد بن ميلود بعد إهمال طبي دام لأكثر من 70 يوما بسجن سلا 2 حيث كان يخوض إضرابا مفتوحاعن الطعام وكانت المظاهرة يوم السبت 19/5/2012 أمام سجن سلا 2 ، إلا أن قوات الأمن اعترضتنا من كل مداخل سجن سلا 2 بقوات كثيرة العدد وطاردتنا بالهراوات وحوصرنا من كل جانب، فجاءالقرارمن اللجنة المشتركة بالتحول إلى وجهة أخرى وهي المجلس الوطني لحقوق الإنسان حيث اعتصمنا هناك سلميا .

سؤال 2 : كيف تم اعتقالك ذلك اليوم ؟

جواب : بعد حلول منتصف الليل من يوم السبت 19/7/2012 بدقائق معدودة وبعد انتهاء مهرجان موازين ظهر جيش عرمرم مدجج بالهراوات والواقيات لم يمهلنا حتى العشر دقائق القانونية لإخلاء المكان ، وبدأت القوات تضربنا بالحجارة فخفت على نفسي وهربت تجاه محطة  القطار، وأمام وزارة العدل حاصرتني ستة دراجات نارية لقوات الأمن حيث أمروني بالوقوف وطرحوني أرضا على بطني وفتشوني تفتيشا مهينا ثم اقتادوني بعد ذلك مكبل اليدين ولسانهم لا يكف عن سب الدين والملة والذات الإلهية .

سؤال 3 : ما صحة الأخبار التي تتحدث عن اقتلاع أسنانك أثناء التحقيق ؟
جواب : اقتادوني من الرباط إلى المعاريف بالدار البيضاء من أجل استكمال التحقيق وكانت الأسئلة تتركز حول معرفتي بسجناء سابقين كانوا بالإعتصام ونوع العلاقة التي تربطني بهم، فلما نفيت معرفتي بهؤلاءالأشخاص بدأ مسلسل التعذيب النفسي والجسدي حيث أخذت اللكمات والركلات تأتيني من كل حذب وصوب ، ثم هددوني إما أن أعترف على بعض من ذكروهم لي وإما سيستمر التعذيب إلى ما لا نهاية ، فلما رفضت طرحوني أرضا ووضع أحدهم رجله على رقبتي والآخرون يضربون قدماي بعصا حديدية حتى تورمتا وفقدت الوعي من شدة الألم .
وفي اليوم الموالي أخذوني محمولا إلى قاعة التحقيق لأنني لم أعد أستطيع الوقوف على قدماي ، وإذ ذاك أخذوا يسألونني حول محورآخر يتعلق بمدى التزامي الديني والتزام زوجتي ومدى تأثيرذلك على مظهري الخارجي في إعفاء اللحية وارتداء القميص وارتداء زوجتي للحجاب . وما إن بدأت أجيبهم حتى أخذوا يستهزؤوا بلحيتي وهم يجرونها لنتف بعض الشعر منها فلما اعترضت على هذا الفعل ، وجه لي أحدهم لكمة قوية إلى فمي على حين غرة حتى سال دمي وهم يضحكون ويقولون افتح فمك لنرى مصدر الدم ، فلما فتحت فمي وأنا معصب العينين ومكبل اليدين من الخلف إذا بي  أحس بكلاب حديدي يمسك بأحد أسناني الأمامية ليقتلعه بقوة ،أما السن الثاني فلا زال يتزعزع من شدة اللطمة وقوة انتزاع السن الآخر. وهكذا استمر التحقيق طيلة 12 يوما حاولوا فيها انتزاع اعتراف مني يمكن أن يدينني فلما لم يفلحوا لفقوا لي تهمة الإشادة بالإرهاب .
  سؤال 4 : وزير العدل والحريات فتح تحقيق في هذه الملابسة وكلف الوكيل بلقائك ، كيف تم ذلك ؟
جواب : ذات صباح أخذتني سيارة الشرطة إلى مقر النيابة العامة بالرباط دون سابق علمي ، فما إن دخلت إلى مكتب الوكيل حتى بدأ يسألني دون أن يكلف نفسه عناء تقديم شخصه إلي ،أوالسبب الذي يحقق من أجله معي ، فلما بدأت أشرح له ظروف اعتقالي والتعذيب الذي تعرضت له من أجل انتزاع معلومات مني بالقوة وصلت درجة قلع سن من أسناني . 
أخذ الوكيل يستهزأ بي وينادي الموظفين الذين معه فيقول لهم تعالوا انظروا إلى أسنانه تتساقط ،ثم يخاطبني مستهزءا : لا تتكلم ربما تتساقط أسنانك من كثرة الكلام .
سؤال 5 : قاموا بإجراء خبرة طبية لأسنانك للتأكد من صحة روايتك ، فما حقيقة ذلك ؟
الجواب : إن الطريقة التي أجروا بها هذه الخبرة الطبية جد مضحكة حيث اقتادتني شرطة الرباط إلى مستشفى السويسي ، حيث كان الطبيب في انتظاري وكان جد خائف وجد مرتبك ، فما إن بدأ بفحص فمي حتى أخذ أحد أطراف الشرطة يملي عليه ما يجب أن يفعل وعندما أرادوا أن يأخذوا صورة لفمي صوروا أسنان الجهة السليمة التي لم تتعرض للضرب واللكم  ، فلما اعترضت على الطبيب قال لي بصوت خافت لا أريد مشاكل مع الشرطة ، علمت بعدها  أنه كما لفقوا لي ملف الإشادة بالإرهاب في المعاريف ، فلا يصعب عليهم فبركة ملف طبي مزور يعكس واقع أسناني والله المستعان . لكن من خلال هذا الحوار أؤكد على أنني أريد إجراء خبرة طبية يقوم بها أطباء محايدون كجمعية أطباء بلا حدود مثلا وانا أقبل مسبقا بنتائجها مهما كانت ، فهل يقبل الطرف الآخر بهذا التحدي .

عن marsad

اترك تعليقاً