رثاء أبو محد الشامي فراس العبسي رحمه الله

رثاء أبو محد الشامي فراس العبسي رحمه الله

إنا لله وإنا إليه راجعون ..
أحقاً رحل الغريب أبو محمد الشامي !؟ ..
أحقاً ترجل الفارس النبيل ؟! أحقاً أغمد المهند الأصيل ؟! ..

يا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَرَكتَ لي عَيناً مُسَهَّدَةً وَجَفناً أَرمَدا
وَلظىً تُؤَجَّجُ في حشايَ تَأَسُّفاً وَيَزيدُها ماءُ الدُموعِ تَوَقُّدا
فَيَلومُني العُذّالُ فيكَ لأَنَّني مِن بَعدِ فَقدِكَ ما عَرَفتُ تَجَلُّدا
وَتَقولُ؛ ” هذا الدَربُ دَربُ رِجالِنا فَاِصبِر فأيَّ مُهَنَّدِ لن يُغمَدا ؟
إن كُنتَ لن تَقوى على لأواءِهِ فَاسلُك سَبيلَ القاعِدينَ مُعَبَّدا

ودع دنيانا الفانية مقتولاً مغدوراً شهيداً بإذن الله تعالى الشيخ المجاهد أبو محمد الشامي (فراس العبسي) – رحمه الله وتقبله في الشهداء

رحمك الله أبا محمد وأخلفنا خيراً منك ..
كنت أبياً عزيزاً شامخاً بتوحيدك معتزاً بعقيدتك .. صادعاً بالحق جاهراً بالتوحيد .. متبرئاً من الطواغيت مستعلناً لهم بالعداوة ..
ولد في الحجاز وتخرج من كلية طب الأسنان ، وهاجر للجهاد في أفغانستان ، ثم عاد للسعودية ثم اعتقل لمدة عام في السعودية وكادوا يسلمونه للنظام النصيري ثم تركوه فذهب للسودان وعاش بها سبع سنوات وأسرته حتى اعتقل أشهر قبل أن يطلق سراحه إثر إضراب عن الطعام وعاد لسوريا

ولد رحمه الله في أرض الحجاز في جدة حيث كان يعمل والده في العام 1973 ونشأ وترعرع فيها. وبعد تخرجه من الثانوية عاد إلى موطنه في حلب الشهباء والتحق بجامعتها ليتخرج في كلية طب الأسنان.
طُلب من قبل النظام السوري النصيري فأنجاه الله تعالى بفضله ولم يصلوا إليه. ولكنه حُرم من دخول موطنه بعدها حتى عاد إليه مع الفاتحين بعد إندلاع الثورة السورية المباركة.

عاد رحمه الله إلى أرض الحجاز وعمل واستقر بها ثم هاجر إلى أرض خراسان العز بعد ظهور الإمارة الإسلامية وتمكنها فيها ومكث فيها فترة من الزمن والتقى في تلك الفترة بعدد من رموز الجهاد .
ثم عاد مجدداً إلى الحجاز لبعض الأعمال والمهام وذلك قبيل الغزوات المباركة في الحادي عشر من سبتمبر.
وبعد الأحداث بفترة قصيرة قدر الله تعالى له أن يدخل مدرسة يوسف عليه السلام، فمكث في الأسر فترة فوق العام ذاق فيها من ألوان الأذى والنكال قضاها صابراً محتسباً. ثم زادت محنته واشتد بلاؤه مع ورود إرهاصات بقرار وشيك بتسليمه إلى النظام النصيري المجرم وكلنا يعلم سجون النظام النصيري وقصصها المرعبة، ولكن الله سلّمه ونجاه.
ثم منّ الله تعالى عليه بخروج غير متوقع ولكنه مشروط بمغادرته لجزيرة العرب بلا عودة.
فخرج رحمه الله صابراً محتسباً مع زوجه وبنتيه متوكلاً على الله ليستقر به المقام في السودان التي قضى فيها سبع سنوات تقريباً حتى أُخرج منها.
وفي السودان كان شغله الشاغل رحمه الله الدعوة إلى الله تعالى وبيان الحق والصراط المستقيم، وبث روح الجهاد والعزة، وصناعة الرجال، وكان هذا الفن أي صناعة الرجال الموحدين الصناديد فناً أتقنه أبو محمد. فدعا وخطب وناظر وناقش مختلف التيارات الإسلامية.
ورغم أنه كان غريباً في بلد ليس له فيه قريب ولا صاحب. ولكنه صنع فيه أحباباً وطلاباً له وتلاميذ تتلمذوا عليه ونشأوا على عينه.
ولما كانت دعوته رحمه الله تقوم على تجريد التوحيد لله رب العالمين وتجريد المتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد تعرض للأذى من قبل خصوم الدعوة وأعدائها وتعرض للإفتراء والطعن في عرضه، سوى المضايقات المستمرة من قبل أجهزة الأمن السودانية.
فضاق بهم ذرعاً وضاقوا به، ثم قدر الله تعالى بتقديره أن ينكشف أمره في العمل في التنسيق للنفير للجبهات إثر نفير شابين سودانيين عن طريقه إلى أفغانستان فاعتقله جهاز الأمن السوداني وأرادوا ابتزازه ومساومته على دينه وعقيدته فأبى إلا الجهر والصدع بالحق في وجوههم والاستعلان بالبراءة منهم. وقد أوذي في الله في هذه المدة ولكن من بعد أن آذاهم وأسمعهم ما يكرهون.
وبعد أن طالت مدة الاعتقال هذه المرة وتطاولت به الشهور ووضع أسرته في الخارج قد ساء وتدهور حيث ليس لهم من عائل بعد الله عز وجل إلا هو وليس لهم من معارف أو أو أقارب في البلد. أعلن الإضراب عن الطعام وصمد وصابر وامتد إضرابه قرابة الشهر فقد فيها الكثير من الوزن. حتى ترجاه المجرمون أن يفك إضرابه على وعد أنه سينال ما يريد.
وبعد ضيق وعناء وعنت أُطلق سراحه .. ليتكرر ما حدث له من قبل .. الخروج بلا عودة ..
وكان هذا الخروج قبل أشهر قلائل من اندلاع الثورة السورية المباركة ولكنه لم يكن كالخروج الأول من جزيرة العرب. حيث له من الأبناء في هذه المرة خمسة أصغرهم (محمد الفاتح) الذي سماه بذلك تيمناً واستبشاراً. وكل الذين ولدوا في السودان بلا أوراق أو هويات لرفض سفارات النظام النصيري التعامل معه.
فخرج وخلف فلذات كبده خلفه ثم يسر الله أمرهم وجمع الله شملهم ،،
وبعد اندلاع الثورة السورية المباركة بفضل الله تعالى.. كان شهيدنا رحمه الله من أوائل المسارعين للانضمام إلى الركب وبعد أن ظهرت بوادر العمل الجهادي المسلح كون مع مجموعة من إخوانه (مجلس شورى المجاهدين في الشام) وبدءوا في سعي حثيث لجمع شمل أهل التوحيد في بلاد الشام لتوحيد الصف وجمع والكلمة. وقد اجتمعت فيه بالفعل العديد من المجموعات الناشئة. وقام المجلس لعدة عمليات مباركة كان من بينها عملية السيطرة على معبر باب الهوى الشهيرة.
وفي يوم الإثنين السابع عشر من شهر شوال 1433 الموافق 3 / 9 / 2012 ترجل الفارس النبيل أبو محمد الشامي على يد فئة باغية غادرة مجرمة جبانة قامت باختطافه قبل ثلاثة أيام ثم قتلوه قتلهم الله رغم المساعي والجهود التي بذلت للحيلولة دون ذلك من قبل بعض المشايخ .
والجهة المتهمة في هذه القضية هي مجموعة تسمى كتائب فاروق الشمال تابعة للجيش السوري الحر.
حيث حدثت بينهم وبين الشيخ ومجموعته احتكاكات بعد السيطرة على المعبر.
هل ما حدث هو اختراق من قبل النظام النصيري للمجموعة المنتسبة للجيش الحر للتخلص من الشيخ أم هو فعل غادر خائن جبان من قبل بعض الحاقدين الحاسدين الناقمين على دعوة التوحيد ومشروع الدولة الإسلامية من قبل بعض المنتسبين للجيش الحر.
وعلى كل حال فإن هذه العملية الغادرة الجبانة لن تمر مرور الكرام بإذن الله ولا بد من الاقتصاص من القتلة المجرمين بحول الله وقوته ..
وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن قد قال : ” يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يُقَالُ : هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانٍ ”
وفي خاتمة المطاف فإن شيخنا رحمه الله قد نال ما تمنى وخرج من الدنيا ثابتاً شامخاً لم يغير ولم يبدل بفضل الله
فاللهم تقبله في زمرة الشهداء وارفع درجته في عليين واخلفه في عقبه في الغابرين.
اللهم آمين ..

ونعزي زوجه أم محمد الفاتح الصابرة المحتسبة التي صبرت معه على الشدة والغربة والمحنة والرباط فأحسن الله عزاءها وعظم الله أجرها وأخلف الله لها خيراً ..
ونعزي والده وإخوانه وأهله وأحبابه وطلابه …

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..

عن marsad

اترك تعليقاً