الأسباب الحقيقية للتهديات الاسرائيلية ضد إيران

الأسباب الحقيقية للتهديات الاسرائيلية ضد إيران

تكررت التهديدات الاسرائيلية حول احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد ايران في الاعلام خلال الاعوام الماضية واخذت تتكرر خلال الاشهر الماضية بشكل لا مثيل له. للصحافي الاميركي والتر بينكس رأيه الخاص في هذا المجال، نشره يوم امس في صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية. وجاء في مقاله المنشور تحت عنوان “السيناريو بات معروفا”: “يقرع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاسابيع الاخيرة التي تواجه فيها بلاده مشاكل داخلية، على الطبول دائماً قائلا: اُهدد بانني سأُهاجم ايران.
احد اسباب هذا الامر الذي اتضح ايضا للاميركيين في الولايات المتحدة، ان نتنياهو يواجه مشاكل في ميزانية الدولة. وفيما على حكومته ان تاخذ القرارات بشأن التكاليف الدفاعية، عليها ايضا وبشكل متزامن ان تكافح المشاكل الاقتصادية التي نحن ايضا نعاني منها في الولايات المتحدة الاميركية.
كمؤيدي البنتاغون في بلادنا، يهتم نتنياهو وحلفاؤه بالتكاليف الدفاعية اكثر من اي شيء اخر، ولهذا يقومون بالادوار في رفع التهديدات. فالسيناريو الجديد هو ان نافذة الهجوم على المنشآت العسكرية الايرانية اخذت تنغلق، وان اسرائيل ستفتحها حتى اذا قامت بذلك لوحدها.
وجاء في المقال الافتتاحي لصحيفة “هآرتس” الاسرائيلية ليوم الجمعة الماضي: “منذ قيام اسرائيل وحتى الان، يقوم الجيش كل عام بارعاب الحكومة والرأي العام، وذلك باستخدام تهديدات مختلفة كي يزيد من ميزانيته العسكرية. كانت مصر في وقت ما، التهديد الرئيسي، من ثم جاء دور سوريا، والاردن، والعراق، وحزب الله، والانتفاضة الفلسطينية. وحاليا جاء دور القنبلة الذرية الايرانية”.
ومنذ اليوم الاول لشهر آب (اغسطس) الذي اصدر فيه نتنياهو بيانا قال فيه “ان الوقت يوشك على الانتهاء من اجل الحل السلمي لهذا الموضوع، وحتى يوم الخميس الماضي الذي قال فيه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك “توجد اخطار في ظروفنا هذه، لكن الاخطر جدا من ذلك هو ان نشاهد في المستقبل ايران نووية”، صعدت اسرائيل من قرعها على طبول الحرب اكثر فاكثر.
وقد افضى اختيار آفي ديختر، القائد المخضرم في الجيش الاسرائيلي الى رواج قصص جديدة حول اخذ ميزانية اكبر من اجل اقنعة واقية للغاز والملاجئ للتحضير امام الرد الايراني الحتمي على الهحوم ضد منشآتها النووية.
وفي العام 2012 بلغت ميزانية الدفاع الاسرائيلية نحو 14.9 مليار دولار ويُتوقع ان ترتفع الى 15.4 مليار دولار في العام المقبل. لكن رغم ذلك هناك خلافات بين وزير الشؤون المالية ووزير الدفاع حول استمرار القيود المفروضة على الميزانية العسكرية التي تمت المصادقة عليها العام الماضي، وذلك من اجل احتواء المظاهرات الواسعة المندلعة ضد الازمة الاقتصادية في اسرائيل. وقبلت الحكومة بان تقلل من النفقات الدفاعية وان تفرض ضرائب اكبر على الشركات.
ووفقا لتقارير وسائل الاعلام الاسرائيلية، فقد طالب وزير الشؤون المالية ووزراء اخرون بتقليص الميزانية الدفاعية لإسرائيل.
لكن الاميركيين ليسوا متفرجين فقط على الصراع الداخلي في اسرائيل حول التكاليف الدفاعية او تهديدات نتنياهو بشأن قصف ايران.
ويرى كاولين كال المسؤول السابق لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الدفاع الاميركية ان 3.1 مليار دولار، المساعدة السنوية الاميركية لإسرائيل والتي خطط برنامجها الرئيس السابق جورج بوش تشكل نحو خُمس ميزانية الدفاع الاسرائيلية.
وتُعد عملية قرع طبول الحرب من قبل نتنياهو في الامد المتوسط، اداة لكفاحه من اجل ميزانية دفاعية وكذلك تستهدف باراك اوباما كي يتخذ مواقف اكثر هجومية عسكرية تجاه طهران.
وقد كشف عاموس يالدين مدير المعهد الاسرائيلي لدراسات الامن القومي عن هذا السيناريو. فقد كتب في “واشنطن بوست” الاحد الماضي: “على اوباما ان يعلن للكونغرس انه يتمتع بحق استخدام القوة من اجل الحيلولة دون امتلاك ايران الامكانات العسكرية النووية”.
لاهذه الخطوات ضرورية ولا يجب ان تجد هذه الاحاديث طريقها الى حملات الانتخابات الرئاسية الاميركية، وان مشاكل الميزانية الدفاعية لنتنياهو يجب ان تُحل بواسطة الاسرائيليين وليس دافعي الضرائب الاميركيين.

عن marsad

اترك تعليقاً