حوار شامل مع ياسر السري يكشف فيه عن الكثير دون مانشيتات مثيرة

حوار شامل مع ياسر السري يكشف فيه عن الكثير دون مانشيتات مثيرة

للجميع حق النشر دون تحريف

شبكة المرصد الإخبارية

فيما يلي نص الحوار الذي أجراه الصحفي منير أديب مع ياسر السري مدير المرصد الإعلامي الإسلامي والذي ننشر تزامناً مع النشر في مجلة السياسي الأسبوعية وقد تم إجراء الحوار قبل ثلاثة أسابيع ونظراً لتسارع الأحداث في أرض الكنانة تأجل النشر ، في هذا الحوار يكشف الاسلامي المصري الكثير من الأمور التي لم يكشف عنها من قبل ، ويوضح حقيقة اقامته في بريطانيا وموقفه من الحكومة البريطانية ويكشف تواطؤ بلير مع المخلوع مبارك، وحقيقة الأحكام الصاردة بحقه، كما يوضح حقيقة علاقته بالقاعدة أو اي من التظيمات الإسلامية ، كما وضح ما يجب أن يكون من دور للتيارات الإسلامية بعد ثورة 25 يناير ، كما أجاب عن معركة الدستور والجدل حول المادة الثانية من الدستور والخاصة بمبادئ الشريعة الإسلامية وأحكامها وأيهما مصدر التشريع ، كما تحدث عن ملف السجناء السياسيين وعودة الطيور المهاجرة وفيما يلي نص الحوار :

1- كثيرا ما تصف بريطانيا بأنها تضع قيودا على حريات رعاياها وتدعي أنها تحمي حقوق الإنسان وهي من سمحت لك بالإقامة على أراضيها رغم صدور أحكاما بالإعدام ضدك ورفضت أيضا تسليمك للولايات المتحدة الأمريكية ونفس الشيء مع مصر؟

كنت أقول دوما وفي وسائل الإعلام البريطانية أن الحكومة البريطانية حولت المملكة المتحدة من بلد عريق في مجال حقوق الإنسان إلى مقبرة لحقوق الإنسان . وهذا ملف طويل وموضوع لا يغطيه هذا الحوار الصحفي لكشف ملابسات واسباب ذلك .
ويجب التفريق بين أني مقيم في بريطانيا هذا شيء يقره القانون لكن الحكومة البريطانية غير سعيدة بهذه الاقامة وتود التخلص مني في أقرب وقت بأي طريقة ، فأنا مقيم بحكم القوانين التي تحكم البلاد ، والتي تسعى الحكومة البريطانية بين الحين والآخر تعديلها بل وأحياناً تطبيقها بطريقة تعسفية.
بريطانيا لم ترفض تسليمي لأمريكا وإنما القضاء البريطاني المستقل حتى الآن عن سياسات الحكومة ، ولهذا كما قلت يغيرون القوانين ، وتم تغيير قانون التسليم لامريكا بعد أن قضى القضاء البريطاني بعدم تسليمي ليتسنى للحكومة بعد ذلك التسليم بسهولة ودون تدخل القضاء وهذا ما تم تطبيقه على من طلبت أمريكا تسلمهم بعد ذلك!
معاملة السلطات البريطانية معاملة سيئة لكني والحمد لله لا أشتكى ولم أكن أشتكى حتى لا يشمت المخلوع مبارك ونظامه . . وحتى اليوم على عكس ما يتردد لم احصل على حق اللجوء السياسي وتعتبرني الحكومة البريطانية بناء على ضغوط أمريكية اني اشكل خطر على الأمن والسلم الدوليين وبناءً على ذلك لم يتم منحي حق اللجوء .

2- لماذا تضع المملكة المتحدة في قوائم الدول التي تحارب الإسلام رغم أنها استقبلت كل الإسلاميين المضطهدين في مصر من مختلف التيارات السياسية والدينية؟

نظام مبارك الديكتاتوري حاول عدة مرات وتقدم بطلبات تسليم عدة مرات وفشل في جميع المرات بسبب أن السلطات البريطانية كانت تطلب أدلة على الاتهامات وفي كل مرة لا أدلة . . ثم حاول مبارك مع الفاسد المرتشي بلير الذي استضافه مبارك في شرم الشيخ وأسرته على نفقة شعب مصر الذي يتضور جوعاً ، ووعد بلير مبارك عام 2002 لكن بعد أن عاد للندن ناقش النائب العام ومستشاره فأبلغاه عدم امكانية التسلم دون أمر قضائي فأحس بالإهانة . . في بريطانيا على كل حال بلد قانون ولا يستطيع رئيس الوزراء انتهاك القانون.
ومن ثم لجأ مبارك ونظامه لأمريكا للضغط على بريطانيا من أجل الحد من نشاطي ثم تطور الأمر لأن تقدمت أمريكا بطلب تسليمي لأمريكا ورفض القضاء البريطاني وليس الحكومة البريطانية التي حولت المملكة المتحدة من بلد عريق في مجال حقوق الإنسان إلى مقبرة لحقوق الإنسان.
الحكومة البريطانية خاصة بعد أحداث سبتمبر قامت بانتهاكات متكررة وممنهجة ضد الإسلاميين والعرب وقامت بتغيير وتعديل القوانين وقامت باعتقالات تعسفية وسنت قوانين تتعارض مع أبسط قواعد حقوق الإنسان ويبدوا تعلموا من نظام مبارك؟

3- وجهت لكم تهما كثيرا بأنك تمول شبكة القاعدة، فضلا عن انتمائك الفكري ففي أكثر من مناسبة تدعو لقيادات هذا التنظيم بالنصر؟

القضاء البريطاني أسقط هذه التهمة وكافة التهم عني بعد ثمانية أشهر من الاعتقال في سجن سجن بلمارش . . وكان هذا الاعتقال بإيعاز من أمريكا للحد من نشاطي العلني والذي كان متمثلا في فضح الانتهاكات الأمريكية تجاه المسلمين في أفغانستان.
أن الحرب الأمريكية هي ضد الإسلام والمسلمين، وأمريكا بين الحين والآخر تستهدف المسلمين والشعوب العربية والإسلامية، وأقولها صراحةً كما وهي واضحة للجميع إن محور الشر في العالم الآن هو أمريكا بريطانيا اسرائيل،  فللأسف الشديد هذه الحرب ضد الإسلام والمسلمين لن تشملني فقط وإنما تشمل كل الإسلاميين، وجميع المسلمين والعرب في المنطقة العربية وما يحدث على أرض فلسطين شاهد عيان على ما يحدث في ظل رعاية الإدارة الأمريكية والبريطانية، بريطانيا هي التي منحت وعد بلفور، أمريكا هي التي ترعى الإرهاب في فلسطين.
أقول ما قاله فريق الدفاع عني للقاضي عندما قال له لو أن تنظيم القاعدة ولو أن تنظيم القاعدة ينتظر مساعدة من السري، فمعنى ذلك ما تقولونه وما تقولونه عن هذا التنظيم هو كذب وافتراء، لأن تنظيم القاعدة غير منتظر إلى مئات الجنيهات من مساعدة من السري، وأن من ضمن أعمال المرصد الإعلامي الإسلامي هو مساعدة أسر المعتقلين والمعتقلين في السجون خاصة الذين يقبعون تحت الاعتقال .. تحت هيمنة أنظمة ديكتاتورية. وكان الأمر يتعلق ببعض المساعدات لأسر المعتقلين وثبت للقاضي البريطاني ان كل التحريات والتحقيقات التي قام بها جهاز المخابرات البريطانية ” اسكوتلاند يارد ” التي شملت التحويلات في عدة دول ثبت أنها جميعاً لأسر معتقلين أو تم تحويلها لمعتقلين في سجون ، ولجأ الادعاء للخدعة الأمريكية التي تقول اني ادعم القاعدة بتحويلي مبلغ لنجل الشيخ عمر عبد الرحمن في أفغانستان وأنه تابع للقاعدة ! فرد عليه القاضي : أليس الشيخ عمر عبد الرحمن سجين إذن ابنه من أسر السجناء ولم يقتنع بالأمر .
الذي يجمعني بالقاعدة وأي جماعة إسلامية قاسم مشترك واحد وهو الإسلام فهم مسلمون ولا ينبغي أن نقف في صف الأعداء ضدهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.

4- سجنت قبل ذلك لمدة 8 شهور بسجن “بل مارش” وتحديدا في الجناح الذي يسمى بجناح بن لادن، هل أنت من الخطورة لهذه الدرجة؟، وهل ذلك دليلا على تبنيك أفكار “القاعدة”؟

الإدعاء البريطاني كان يعمل على فبركة وتلفيق بعض الأدلة، وكان الغرض من هذا ليس وجود مشكلة معينة مع الأراضي البريطانية، وإنما رضوخاً للضغوط الأمريكية على السلطات البريطانية لاتخاذ إجراء من أجل تكميم أفواه المرصد الإعلامي الإسلامي الذي اسسته وأديره ، خاصة بعد بداية الهجمة الشرسة على.. على المسلمين في أفغانستان.
حكومة بلير سعت وقامت بتغيير القوانين، وهذا كما كان الكفار في الجاهلية يعبدون الأصنام، يصنعون الصنم من الحلوى ثم يعبدونه ثم بعد ذلك إذا جاعوا يأكلونه، هذا الوضع الآن يحدثمع القوانين البريطانية، وأقول كما قلت في السابق نحن في بريطانيا في حماية الله سبحانه وتعالى أولاً ثم القوانين البريطانية الذين هم الآن يسعون إلى تغييرها لتصبح خناك قوانين استثنائية مثل قانون الطواريء في مصر ليتاح لهم حرية الانتهاك والاعتقال خارج نطاق القضاء.
أنا لا أنتمي للقاعدة ولا لغيرها من التظيمات وهذه تصنيفات أمنية غير صحيحة . . العبد لله إسلامي يريد الخير للبلاد والعباد.

5- كيف ترى دور التيارات الإسلامية “الجهادية” بعد ثورة 25 يناير، ألا تدل هذه الثورة أن فكرة التغيير التي ذهبت إليها هذه التنظيمات بهذا الشكل غير صائبة وأن التغيير السلمي هو الحل الناجح، وكيف تعمل هذه التيارات في المستقبل وتندمج في المجتمع؟

كنتُ دائماً وأبداً في السابق وحالياً أتبنّى، وعن قناعة، عدم جدوى العمليات العشوائية، التي كانت في الحقيقة تشوِّه صورة العمل الإسلامي وتعوق عملية التغيير، وكنت أدعو إلى تثقيف الشعب وتوعيته للقيام بثورة شعبية، أو حضّ الجيش المصري على القيام بتغيير النظام. ولقد سبق ووجهت نداءات عدة إلى الجيش المصري بهذا الخصوص. يجب العمل على نشر تعاليم الإسلام السمحة، والعمل على إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ونشر مبادئ العدل والحرية والمساواة بين الناس.
إن مصر الحبيبة تحتاج إلى سواعد أبنائها من أجل التعمير والتنمية، ومن لا يؤمن بهذا فلا وجود له بيننا، وليبحث عن كوكب آخر. مصر، بإذن الله ثم بفضل تكاتف الجهود، لا تحتاج إلى المعونة الأمريكية ولا إلى المساعدات الدولية التي تمس السيادة. وليكن التعمير والتنمية والحرية شعار المرحلة.

6- لبعض يؤكد في مصر أن “العنف” قادم وربما يكون أشد مما مضى، وأن هناك تيارات في مصر لم تكن مؤمنه بالمراجعات الفكرية والفقهية التي خرجت من قياداتها في السجون وأن هذه التيارات مازالت مؤمنه بفكرة تكفير الحاكم وهو ما يستتبع الخروج عليه أو مقاومته حتى وإن كانت هذه المقاومة مسلحة؟

سبق وأن قلت وأكرر بعد الثورة انتهت مبررات وجود التنظيمات السرية في مصر الحبيبة. وعلى كل مصري القيام بواجب الجهاد التنموي والجهاد الدعوي بالحكمة والموعظة الحسنة، فمصر تحتاج إلى تضافر جهود الجميع من أجل إعمارها والنهوض بها وتوفير سبل العيش الكريم لكل أبناء الشعب المصري، حتى تعود إلى مصر مكانتها وريادتها للأمة.
والتيارات الإسلامية في مصر مطالبة بتوفير الحرية والكرامة والعدل وسبل العيش الكريم ، وتقديم الرعاية لكافة أبناء الشعب في كافة المناحي . . القضاء على البطالة . . دفع عجلة الإنتاج بأن يتحول المجتمع إلى مجتمع منتج ، وتوفير احتياجات المواطنين كافة وتوفير النظام الصحي والتعليمي والمسكن الذي يليق ببني البشر .
مصر الحبيبة تحتاج إلى سواعد أبنائها من أجل التعمير والتنمية، ومن لا يؤمن بهذا فلا وجود له بيننا، وليبحث عن كوكب آخر. مصر، بإذن الله ثم بفضل تكاتف الجهود، لا تحتاج إلى المعونة الأمريكية ولا إلى المساعدات الدولية التي تمس السيادة. وليكن التعمير والتنمية والحرية شعار المرحلة .
يجب على أبناء الشعب كافة، أفراداً وجماعات، أن يتحدوا من أجل العمل على النهوض بمصر والعمل على إعادة المجتمع إلى الطريق القويم ومكافحة الجهل والفقر والمرض، فلقد حان وقت العمل، ولا مجال للعمل السري أو المسلح.

7- من المعارك الدائرة في مصر معركة الدستور والجدل حول المادة الثانية من الدستور والخاصة بمبادئ الشريعة الإسلامية وأحكامها وأيهما مصدر التشريع، فضلا على ما قيل بخصوص السيادة لله، كيف ترى هذا الجدل؟

الدول الأوربية لا يشك احد في مدنيتها وتنص دساتيرها علي دين للدولة بل ومذهب مسيحي محدد لها
فنجد مثلا “الدستور اليوناني ينص في المادة الأولي: أن المذهب الرسمي للأمة اليونانية هو مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقي، ونصت المادة 47: إن كل من يعتلي عرش اليونان يجب أن يكون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
والدستور الدانمركي ينص في المادة الأولي للبند رقم 5 علي “أن الملك ينبغي أن يكون من أتباع الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، وفي البند رقم3 من المادة الأولي أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي الكنيسة الأم المعترف بها في الدانمارك”.

وفي الدستور الإسباني تنص المادة السابعة علي” أنه يجب أن يكون رئيس الدولة من رعايا الكنيسة الكاثوليكية، وفي المادة السادسة: أن علي الدولة رسميا حماية اعتناق وممارسة شعائر المذهب الكاثوليكي باعتباره المذهب الرسمي لها” .
وتنص المادة الرابعة في الدستور السويدي علي” انه يجب أن يكون الملك من أتباع المذهب الإنجيلي الخالص، كما ينص علي ذلك بالنسبة لأعضاء المجلس الوطني وهو البرلمان “.
وبالنسبة لإنجلترا فلا يوجد دستور مكتوب، وإنما هو دستور عرفي متوارث، والأحكام القضائية أو ما يسمي بسوابق الأحكام القضائية تلعب دورا هاما في هذا الدستور.
والمادة الثالثة من قانون التسوية البريطاني تؤكد في نصها” أن كل شخص يتولي الملك يجب أن يكون من رعايا كنيسة إنجلترا، ولا يسمح بتاتا لغير المسيحيين ولا لغير البروتستانتيين بأن يكونوا أعضاء في مجلس اللوردات” .

وبعد هذا السرد لدساتير اوربية مدنية تنص عل دين للدولة  فإني أرى أن لا ضير أن يكون دين الدولة الإسلام وأحكامه هي الحاكمة ، والشريعة الإسلامية الغراء تمتاز بخصائص ترفعها إلى أرقى درجات العظمة والكمال لا يرقى إليها أي قانون وضعي .
عدل الإسلام هو عدل الله، والله لا يظلم أحدا من عباده، فردا أو جماعة، بل هو الحكم العدل وفي ظل شريعة الإسلام يسود العدل.
في ظل نظام شريعة الإسلام يسعد الناس بمساواة قانونية واجتماعية، قل أن عرف التاريخ لها مثيلا، فقد أعلن الإسلام المساواة بين البشر جميعا، فهم عبيد لرب واحد، وأبناء لأب واحد، تساووا في المبدأ، وتساووا في المصير، فلا مجال لبغي ولا فخر ولا تمييز.

ولقد أبطل الإسلام كل الفوارق التي تميز بين الناس: من الجنس، واللون، واللغة، والنسب، والأرض، والطبقة، والمال والجاه، وربط هذه المساواة بشعائره اليومية والأسبوعية والسنوية؛ ليتأكد للناس أنهم سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، ولهذا لم يعرف المجتمع الإسلامي التمييز العنصري، أو اللوني، أو الطبقي الذي عرف في مجتمعات أخرى شرقية وغربية.
يحضرني ما قاله الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي والدراسات العليا اللاهوتية بالكنيسة القبطية وممثل الأقباط الأرثوذكس: “إن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مصر أمر لا شك فيه ولا اعتراض عليه، فالشرائع السماوية نور وهداية للبشر، ونحن نؤمن أن الدين لم يعط للناس إلا ليكون عونا لهم، لتصير حياتهم به أفضل ما تكون بغيره، والهدف من الوحي الإلهي تحديد الطريق الذي يساعد الإنسان على أن يعيش بمبادئ الدين سعيدا كريما”.

إذن شريعة الإسلام تصلح للتطبيق في كل مكان؛ إذ إن لها مؤهلات تؤهلها لصلاحية التطبيق في كل زمان ومكان؛ منها شيوع العدل فيها، والمساواة بين الناس بلا اعتراف بفوارق أو طبقات وهي تضمن حقوق غير المسلمين .

8-  لماذا فشلت في تكيف وضعك القانوني حتى الآن حتى يمكنك ذلك من العودة إلى مصر، وما هو مشروعك في المستقبل؟
أقول للدكتور مرسي أعانك الله ، وتذكر إخوانك السجناء كذلك كنت من قبل فمن الله عليك . .
لما كانت الثورة على فساد نظام اجتثت رموزه فقد كان من اللازم ان تجتث كل مظاهر فساد النظام السابق وكان من أبرزها وأهم صورها قمع المعارضين السياسيين الذين كانوا سباقين في التعبير عن إرادة الشعب المصري لإزاحة نظام مبارك الذي قام نظامه بحرب شعواء على السياسيين والمعارضين مستخدماً قانون الطوارئ والمعتقلات والتعذيب والاعتقال التعسفي والحرمان من المحاكمة أمام القاضي الطبيعي والاستعانة بالقضاء العسكري الذي أصدر أحكاماً قاسية بالإعدام ومدد السجن الطويلة ، ويقبعون حالياً يقبعون في سجن العقرب .
وحيث قدر الله لكم أن تكونوا في سدة الحكم فقد وقع على عاتقكم الآن استكمال مسيرة تطهير البلاد من مظاهر الاستبداد والظلم وخاصة عن من يقبعون خلف جدران السجون لمعارضتهم مبارك ونظامه بأحكام عسكرية بين الاعدام والسجن .
أنتم الآن في موقع المسئولية أمام الله عن كل ما يجرى فى مصر الآن ثم أمام الشعب والتاريخ . . فهل كنتم توافقون على كل ما كان يحدث فى أيام مبارك من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان؟ . . يمكن أن تحاججوا أمام الله بأن تلك الحقبة لم تكن مسئوليتكم . . لكنكم حالياً لن تستطيعوا فأنتم مسئولون عن كل مظلمة تحدث فى مصر سواء حدثت قبل الثورة أم بعد الثورة . . فعليكم رفع الظلم عن المظلومين ضحايا مبارك وقد ثبت لكم حجم التجاوزات في شتى المناحي وكافة الأصعدة . . المسئولية أمام الله ثم الشعب والتاريخ ليس فقط حماية الثورة وتسليم السلطة إلى المدنيين بل أن تصونوا الحريات وتحرصوا على كرامة وحقوق الشعب حتى يسجل لكم في سجلات التاريخ وصفحاته المشرفة . . بل والأهم سجلات حسناتكم عند الله . . صحائف أعمالكم التي تحصي أعمالكم وتفتح يوم لا ينفع مال ولا بنون يوم العرض على الله .
بصفتكم رئيساً للبلاد أدعوك التزاماً منك بالأمانة الملقاة على عاتقك والإخلاص والتفاني في حماية الشعب المصري والانحياز له ورفع الظلم وإزالة الفساد وإقامة العدل والرحمة بالخلق ، و لطي صفحة الماضي المظلمة لممارسات النظام السابق ، أهيب بكم إصدار عفو شامل عن كل السجناء السياسيين المحكومين بالمحاكم الاستثنائية ( العسكرية – أمن الدولة عليا طوارئ ) في ظل النظام السابق وكذلك المحكوم عليهم غيابيا خارج البلاد.
فلا يصح أن يسقط النظام الفاسد و يظل ضحاياه السياسيين في السجون ، و لقد كان أحد عوامل سقوط النظام السابق دعاء المظلومين عليه والذين لا يزالون يدعون إلى الآن حتى يخرج ابنائهم من السجون .

9-  طالبت أكثر من مرة ودون جدوى الإفراج عن المحكوم عليهم بالإعدام في مصر وتصفية هذه الملفات الشائكة وعودة الطيور المهاجرة مما صدرت في حقهم أحكاما بالإعدام وغيرها؟
في حقيقة الأمر طبيعة نشاطي يتعلق بحقوق الإنسان من خلال المرصد الإعلامي الإسلامي الذي هو هيئة حقوقية إعلامية تهتم بحقوق الإنسان في كل مكان وخاصة بلدي مصر وأقول أن جميع الأحكام الصادرة بحقي هي أحكام عسكرية غيابية صادرة من محاكم عسكرية تجاهلت كون الاعترافات في جميع القضايا وليدة الإكراه والتعذيب .
والأحكام الثلاثة هي :
الإعدام غيابياً في قضية محاولة اغتيال عاطف صدقي : القضية رقم 1 لسنة1994 جنايات عسكرية

السجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة القضية رقم 13 لسنة 1995 جنايات عسكرية سميت باسم قضية الاتصال بين الجهاد والإخوان
السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة القضية رقم 8 لسنة 1998 جنايات عسكرية قضية العائدون من ألبانيا.
وقمت بتبني قضايا السجناء والمظالبة بالإفراج عنهم لانهم ضحايا مبارك ونظامه ، ولا يستقيم أن يجتمع مبارك وهم في السجن ، ونحن وهؤلاء هم من اشعلوا فتيل الثورة منذ سنوات برفضنا ظلم وفساد مبارك وعائلته وزبانيته.

العبد لله وهؤلاء السجناء السياسيين أصحاب الأيادي المتوضئة أول من عارضوا وثاروا على مبارك ونظامه وهؤلاء السجناء ضحايا مبارك لذا واجب أن يتم اصدار قرار عفو شامل فوري عنهم وليسوا بأقل ممن أصدر المجلس العسكري عفو عنهم وصادر ضدهم أحكام عسكرية نهائية.
الدكتور مرسي يعرف هذا جيداً ووعد بعدم التقصير في حق الأسرى وأنه سيعمل على انهاء وغلق هذا الملف فأسأل الله له التوفيق والسداد وان يجري الله الخير على يديه.

مرسي سيكون حسابه على الله وسيحاسب يوم القيامة على تقصيره بعدم رفع الظلم عن المظلومين . .
قلت للدكتور مرسي في رسالتي له وأكرر : باختياركم رئيساً لأرض الكنانة فقد وقع على عاتقكم الآن استكمال مسيرة تطهير البلاد من مظاهر الاستبداد والظلم ، ومن ذلك إصدار قرار عفو عام شامل عن ضحايا مبارك ونظامه الذين يقبعون خلف جدران السجون لمعارضتهم مبارك ونظامه بين الاعدام والسجن والمحكوم عليهم المقيمين بالمنفى حتى تكتمل الفرحة بالثورة التي قام بها الشعب . .
أنتم الآن في موقع المسئولية أمام الله عز وجل عن كل ما يجرى فى مصر ثم أمام الشعب والتاريخ . . فهل توافقون على كل ما حدث فى أيام مبارك من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان؟ . . يمكن أن تحاججوا أمام الله بأن تلك الحقبة لم تكن مسئوليتكم . . لكنكم حالياً لن تستطيعوا فأنتم مسئولون عن كل مظلمة تحدث فى مصر سواء حدثت قبل الثورة أم بعد الثورة . . فعليكم رفع الظلم عن المظلومين ضحايا مبارك .
بصفتكم رئيساً للبلاد أدعوك التزاماً منك بالأمانة الملقاة على عاتقك والإخلاص والتفاني في حماية الشعب المصري والانحياز له ورفع الظلم وإزالة الفساد وإقامة العدل والرحمة بالخلق ، ولطي صفحة الماضي المظلمة لممارسات النظام السابق ، أهيب بكم إصدار عفو عام شامل عن كل السجناء السياسيين المحكومين بالمحاكم الاستثنائية ( العسكرية – أمن الدولة عليا طوارئ ) في ظل النظام السابق وكذلك المحكوم عليهم غيابيا خارج البلاد. . حتى يسجل لكم في سجلات التاريخ وصفحاته المشرفة . . والأهم سجلات حسناتكم عند الله . . صحائف أعمالكم التي تحصي أعمالكم وتفتح يوم لا ينفع مال ولا بنون يوم العرض على الله .

فلا يصح أن يسقط النظام الفاسد ويظل ضحاياه السياسيين في السجون ، ولقد كان أحد عوامل سقوط النظام السابق دعاء المظلومين عليه والذين لا يزالون يدعون إلى الآن حتى يخرج ابنائهم من السجون .

10-      هل تتوقع أن يكون هناك حل من نوع ما لملفات الإسلاميين وجروحهم التي مازالت غائرة حتى هذه اللحظة سواء في مصر أو الدول الأخرى؟

للأسف الشديد يبدو أن هذه الملفات ستزل عالقة ،حيث ان اللجنة الأمنية التي شكلها الرئيس مرسي يشوبها العوار وأصبحت الملفات في أيدي غير أمينة أجهزة شاركت في ظلم هؤلاء هم رجالات نظام المخلوع . . هم رجال العادلي ويتعاملون بنفس العقلية القديم هؤلاء من لفقوا وشاركوا في تلفيق وفبركة التهم للإسلاميين هؤلاء خصوم فكيف تحيل الملفات ليصبحوا الخصم والحكم !
أحزنني هو أن يقول المستشار محمد فؤاد جاد الله مستشار الرئيس القانوني أنه تم العفو عن الداعية الدكتور وجدي غنيم، الذى صدر ضده حكم بالسجن لمدة 5 سنوات فى القضية المعروفة إعلاميا باسم قضية التنظيم الدولى للإخوان، بعد موافقة الجهات الامنية!! ومع ذلك فهذا حق الداعية الشيخ وجدي والذي أبارك له أن أسقط الله عنه الحكم الجائر وإن شاء الله يعود لمصر ليصدع بكلمة الحق .
كيف يمكن القبول بمثل هذه التصريحات إنها مأساة حقيقية ، من يمسك بأهم الملفات وهي القانونية كمستشار للرئيس مرسي، يقر ويعترف بأن الإفراج تم بعد موافقة الأمن العام والقومي ، والمعلوم هؤلاء هم بقايا النظام القديم وهم رجالات حبيب العادلي وهؤلاء هم الخصوم ومن لفقوا التهم للسجناء السياسيين ضحايا مبارك !! فكيف يستقيم الأمر ؟! وهل الرئيس مرسي كلف الذئاب برعي الأغنام ؟!
وقال المستشار جاد الله : “شكلت لجنة اخري عن لجنة المعتقلين بمشاركة جهات امنية متنوعة من بينها الامن العام والقومي، ونتج عنها صدور قرار رئاسي بالعفو عن عدد من السجناء السياسيين والمحكومين السياسيين ومنهم من حبس لمدد كبيرة امتدت الي 17 سنة وخاصة القضاء العسكري.
واضاف المستشار جاد الله أن اللجنة مارست عملها وعقدت اكثر من اجتماع وتم استطلاع اراء علي عدد من السجناء السياسيين وتحفظت الجهات الامنية علي بعض السجناء السياسيين، فيما تم الموافقة علي البعض الاخر ومنهم الدكتور وجدي غنيم .
كما أسأل الله العلي القدير أن يفرج عن بقية السجناء السياسيين ضحايا مبارك الذين لم تنصفهم الثورة حتى الآن ولا الرئيس مرسي الذي وعد . . ولكن سيخرج هؤلاء السجناء بإذن من يقول للشيء كن فيكون . . وقد يتم الانقلاب على مرسي ولم يصدر عفو عام عنهم أو عن المنفيين بالخارج ويكون مرسي لم يحظ بشرف إصدار قرار العفو عنهم ، ويكون للأسف حنث بالوعد الذي قطعه على نفسه .
وليعلم الرئيس مرسي أن ترك الملف أو تشكيل لجنة غير مؤهلة لدراسة الملفات هي مسئوليته هو ذاته أمام الله ولا يحمل وزر وجود هؤلاء في السجون والمنافي إلا هو .
أهمس في إذن الرئيس مرسي : إنها أمانة فاتق الله ولا تفرط فيها . . هناك عوار في اللجنة الأمنية المشكلة لدراسة ملفات السجناء ضحايا مبارك الذين حوكموا أمام محاكم استثنائية ( عسكرية وأمن دولة طواريء) .
هناك تمييز بين أبناء الشعب . . لا أدري تمييز عنصري أم تمييز عرقي أم تمييز على اي أساس ؟!! كيف يتم التمييز بين اثنين متهمين في قضية واحدة وحصلا على نفس الحكم وقضيا نفس المدة . . يتم الإفراج عن أحدهما  ويترك الآخر في السجن دون مبرر واضح أو سبب منطقي إلا أن الأخير ليست له علاقة جيدة مع الأمن القومي.

11-      في النهاية، ما الجديد الذي تابعتموه من خلال المرصد الإسلامي الذي تتولونه في قضية الدكتور، عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية ومحاولات عودته لمصر؟

الأمر متروك حالياً للقنوات الدبلوماسية فهي التي يمكنها مخاطبة الإدارة الأمريكية والموافقة على استقبال الشيخ عمر في مصر ، أيضا لا ننسى ان هناك سجناء آخرين في امريكا مثل سيد نصير وأحمد عبد الستار وغيرهم بالإضافة إلى طارق السواح أخر معتقل مصرى موجود في معتقل جوانتانامو، والدكتور العقيد محمد الغنام المسجون في سويسرا.
وأتمنى من الرئيس مرسي الوفاء بوعده بخصوص الشيخ عمر وكافة السجناء والمعتقلين في بلدان العالم السعودية وأمريكا وبريطانيا وسويسرا وغيرها من البلدان.
في الأخير : أسأل الله أن تعود لمصر قيادتها وريادتها . . وتعود مصر واحة من الامن والامان والعز.
حفظ الله مصر وشعب مصر ورحم شهداء مصر الأبرار . . اللهم اجعل مصر بلداً آمناً مطمئناً ، سخاءً رخاءً.

عن marsad

اترك تعليقاً