تشومسكي: أمريكا والكيان الصهيوني أكثر الدول كراهية في العالم

تشومسكي: أمريكا والكيان الصهيوني أكثر الدول كراهية في العالم

وسط حضور آلاف الشباب المصري والشخصيات العامة وسفراء دول عربية وأجنبية بالقاهرة، وجَّه المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي انتقادات حادَّة للولايات المتحدة وإسرائيل، وغضّ الطرف عمَّا تمتلكه من أسلحة نووية، على الرغم من تأكيد كافة الاستطلاعات الأوروبية بخطورة هذه الأسلحة على الأمن والسلم العالميين.

وقال خلال محاضرته بالجامعة الأمريكية في القاهرة بعنوان “النظام العالمي الناشئ والربيع العربي” إذا قرأنا ملف السياسات الأمريكية والإسرائيلية المختلفة فإنَّه يبدو أنَّه ملف حافل بالممارسات القمعية ومن خلال هذه الممارسات يعملان على التدخُّل في شئون الدول على نحو ما كان يتمّ فعله من دعم الأنظمة الديكتاتورية التي أسقطتها الثورات العربية، حتى وجدت الولايات المتحدة نفسها أمام ضرورة لدعم الربيع العربي.

وأضاف أنَّ الولايات المتحدة تعدّ ثاني دولةٍ ذات كراهية في العالم بعد إسرائيل منتقدًا بشدَّة عدم انضمام الكيان إلى معادة خطر الأسلحة النووية و”لذلك فإنَّ سِجلّها مليء بالقمع والعنف، فضلاً عن أنَّها والولايات المتحدة يضربان بميثاق الأمم المتحدة عرض الحائط، ورغم ذلك تتحدث أمريكا عن الإرهاب الدولي والحروب الاقتصادية في الوقت الذي توجّه فيه تهديداتها إلى الدول مستخدمة أحدث وسائلها الإلكترونية، وهذا يعدّ شكلاً جديدًا من القمع.

ولفت تشومسكي إلى أنَّ صفقة الأسلحة المقاتلة التي استوردتها إسرائيل من ألمانيا قبل شهور قادرة على حمل أسلحة نووية تعبّر من خلالها البحار والمحيطات، وذلك في حال اندلاع حرب ضد إيران، “الأمر الذي يعكس أنَّ هناك نوايا عدائية جادة ضد إيران من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.

وانتقد سياسة الإمبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة منذ عقود و”هي السياسة التي تعدّ خطرًا على حركة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”. وقال: إنَّ أمريكا تستند في ذلك على أنه لا توجد سلطة تضاهيها في العالم، فضلاً عن اقتصادياتها، “فهي تمتلك أكبر المطارات في العالم، وكذلك شبكة طرق، غير أنَّها تمتلك في الوقت نفسه تداعيات انهيارها وتحللها”.

وتطرَّق إلى دعم السياسة الأمريكية للأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، وعلى رأسها النظام المصري السابق، “الذي ظلّت تدعمه الولايات المتحدة وهذا ما ظلّ يفعله الرئيس باراك أوباما حتى يناير 2011،  الى أن وجد ثورة شعبية على هذا النظام، فشعر أنَّ الأمور أصبحت عصية على امتلاك زمامها، فكانَ الحديث عن ضرورة إعادة المنظومة الأمريكية وفق ما شهده العالم العربي من ثورات.

ومن وقت لآخر، حرص تشومسكي خلال الندوة على التحذير من خطورة امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية. مؤكدًا أنَّها الدولة الأخطر على العالم في هذا المجال، وتأتِي بعدها إيران، وذلك حسب استطلاعات الرأي الأوروبية، لافتًا إلى إقصاء بلاده لإيران من المنظومة المالية الدولية، وهو ما يعنِي أنَّ التهديدات التي توجه لإيران ليست مجرَّد كلام، بل هي الحرب، في ظلّ ما ترعاه الولايات المتحدة من حرب على الإرهاب الدولي والانفراد بالساحة الاقتصادية العالمية، على الرغم من الصعود الصيني ودول شرق آسيا.

وتناول المفكر الأمريكي دور بلاده في تعطيل الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية عام 2006، إلى أن قادت مع إسرائيل حصارًا لقمع هذه التجربة، وحصار قطاع غزة نفسه.

وأبدَى عدم ممانعته في صعود التيار الإسلامي للسلطة السياسية، مادام ذلك عن طريق انتخابات ديمقراطية حرة، مشددًا على ضرورة دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية عادلة.

وأكَّد أنَّه لا صحة لما يتردّد عن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في ثورات الربيع العربي، نافيًا ما يقال عن أنَّ اشتعال الأحداث جاء بإيعاز وترتيب أمريكي، وقال: “لا صحة للشائعات حول هذه المسألة، ولا توجد مستندات تقول إنَّ لأمريكا دور في الربيع العربي، كما أن الأحداث التي مرّت بالشرق الأوسط خلال السنوات الماضية كانت تنبئ بهذا الربيع، أما الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة بحق، يتمثل في محاولاتها الحالية إلى إعادة بناء منظومات على غرار التي سقطت لأنَّها تدرك أنَّ الديمقراطية يجب أن تنعكس في السياسات، وهي لا توافق على ذلك، إنَّها تعرف جيدًا توجهات الرأي العام في دول الربيع العربي وتريد السيطرة على الحكومات لتكن تابعة لها”
وأضاف: “أمريكا تريد الحفاظ على تواجدها في الشرق الأوسط، وهي لا ترغب في تحقيق الديمقراطية بقدر رغبتها في تحقيق مصالحها، والأنظمة الديكتاتوريّة هي الأهم بالنسبة لها، إلا أنَّ الحسابات تتغير، حين يخرج المحكومين عن الانصياع، وهنا تنهار منظومة الحكم، وهذا ما رأيناه في ميدان التحرير، لذا من الضروري أن نعيد التفكير فيما أطلق عليهم الحكام (العامة الجهلاء)، واعتبارهم لا يستطيعون التدخُّل في الإدارة والسياسة، فقد ثبت عكس ذلك بسقوط الحكام وقت مشاركة المحكومين في الحكم والقرار السياسي.

وعن تراجع قوة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تفرض بها سيطرتها على العالم، قال المفكر الأمريكي: “قوة أمريكا بلغت قمتها بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم أنَّ هناك تراجعًا بالتأكيد، لكنها لازالت تسيطر على ثلاثة أرباع السوق العالمي، والشرق الأوسط يظل دائمًا في تطلعاتها كما كان هناك مخطط من واشنطن للتحكم في معظم العالم والشرق الأقصى، ولعل قوة أمريكا تأتِي من امتلاكها قوة عسكرية واقتصادية هائلة، وامتلاكها أكبر شبكة اقتصادية في القطارات والطائرات والطرق السريعة في رعاية وتحت مظلة “البنتاجون”،  حيث يتمركز الاقتصاد حاليًا في أمريكا وأوروبا وبعض الدول الغنية فقط، وعدد محدود من الأطراف، لكن إذا ما قُورِن الاقتصاد الأمريكي بالأوربي، سنجد أنَّ البنك المركزي في الولايات المتحدة الأمريكية يحظَى بتقدمية على البنك الأوروبي.”

وقال: “لم تعد الحروب، والأسلحة النووية هي الخطر الوحيد الذي يهدِّد البشرية، فأهم المخاطر التي تهدِّد العالم في الوقت الحالي هي التغييرات المناخية، حيث أثبتت دراسة علمية أنَّ التغيرات المناخية سوف تؤدِّي إلى وفاة حوالي 100 مليون شخص حول العالم، هذا فضلاً عن الملايين الذين يَمُوتون من الأطفال بسبب الصراعات العالمية والحروب الباردة”.

عن marsad

اترك تعليقاً