استغاثة الأقصى الضائعة

استغاثة الأقصى الضائعة

رانية عبد الرحيم المدهون

في قمة الوَهَن، واليأس، والتخاذُل؛ العربي، والإسلامي؛ تم تجاهُل آهات الأقصى الأخيرة؛ التي صدرت عن تكريس اقتحامه، بشكل مُمنهج، أدى إلى اقتسام الصلاة بساحاته، بين المسلمين واليهود.

ما كُنَّا لنُصدِّق يومًا، أن يتم استباحه حرمة الأقصى، والعالم ساكن في حالة صمت؛ لا شجب، أو إدانة، أو استهجان، مثلما كان يحدث في الماضي ، عند تعرُّض مقدساتنا للقهر الصهيوني.

ففي شاهدة هي أكثر الممارسات تطورًا نوعيًا، في تاريخ الصراع العربي – “الإسرائيلي”؛ اقتحم نحو 50 مستوطنًا يهوديًا، باحة قبة الرحمة، داخل المسجد الأقصى، يوم الخميس، 4/10/2012، وقاموا بممارسة شعائرهم التلمودية، تحت حراسة وحدات شرطة الاحتلال الخاصة.

فيما جابهت شرطة الاحتلال دخول المصلين العرب المسلمين للمسجد، وتحتجز هويات من تسمح لهم بالدخول.

كما اقتحم عدد كبير من قوات الاحتلال “الإسرائيلي” ، باحات المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة 5/10/2012، و فرضت حصارًا مشددًا على المدينة، وعرقلت حركة وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لإقامة صلاه الجمعة، بدعوى الأعياد اليهودية، حيث أصابت عددًا من المصلين واعتقلت عددًا آخر منهم.

ولقد واصل المستوطنون اقتحاماتهم لباب المغاربة، تحت حماية الشرطة “الإسرائيلية”.

وحين تساءلنا؛ لِمَا هذا الصمت؛ حتى لو بلغنا أوج حالاتنا العربية، والإسلامية ضعفًا؛ حيث وجَّهنا السؤال في البداية للعامة من الشعب العربي؛ فرد علينا المواطن المصري عمرو خالد، بأنه يعلم جيدًا أن: “حُلم (إسرائيل) الكبرى امتلاك المنطقة من النيل للفرات؛ فيما العرب يستكينونَ في ثباتٍ عميق ، فأمراء و أثرياء العرب خائفون على أموالهم، التي نهبوها من الشعوب المسكينة، التي لا بأس بها ولا قوة؛ خائفونَ من أن يتم حتى لا يتم تجميد أرصدتهم من قِبَل (ماما أمريكا)”.

وأضاف خالد: “ومن العرب من هم خائفون من الاغتيالات التي قد يقوم بها الموساد (الإسرائيلي). إن (إسرائيل تحاول إظهار عضلاتها، عن طريق بعض المناوشات الموجهة للعرب، معتمدة على فكرة تهديد الجميع ، إلى جانب إلهاء الجميع عن مشاكل وممارسات أخطر من قِبلها”.

ردود الفعل على الانتهاكات:
فلسطينيًا
حذرت شخصيات مستقلة، وتابعة لفصائل فلسطينية من خطورة ما يحدث بالقدس ، حيث أدان صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الهجوم على المصلين العرب المسلمين ، داخل المسجد الأقصى ، وقال عريقات، في بيان له: “هذا الهجوم الأخير والمتكرر ضد المصلين هو مثال حي على إرهاب وعنصرية الاحتلال الإسرائيلي. ونحن نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا الإرهاب والعنف من قبل عساكر الاحتلال ضد شعبنا الأعزل في القدس المحتلة. هذه الهجمات والاعتداءات المدفوعة بفكر عنصري وثقافة عدائية هي جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى ترهيب الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه. لقد صمد الشعب الفلسطيني في أرضه طيلة العقود التي مضت رغم الاعتداءات على مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

أحذر من المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية؛ وأدعو المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على سياساتها الاستيطانية والهجمات من قبل المستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال. إن تقاعُس المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته خلق ثقافة الإفلات من المحاسبة في إسرائيل وشجع استمرارها بانتهاك القانون الدولي ولكن لا يجوز للعالم بعد الآن التعامل بذات التساهل مع إسرائيل وتجاهل ما يحدث من إرهاب بينما يعيش الفلسطينيون تحت ظل هجمات مستمرة ، وتداعيات ثقافة الكراهية والعنصرية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي”.

كما دعا المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، عبر كل وسائل الإعلام، كل من الحركة ومناضليها وكوادرها وشعبنا، إلى حماية المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف وكل المقدسات في القدس والمدن الفلسطينية؛ ولفت القواسمي النظر إلى “نوايا حكومة الاحتلال لدفع المنطقة إلى توترات واحتكاكات مباشرة في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، تؤدي لاشتعال صراعات دينية خطط لها في إسرائيل وتنفذها جماعات تحت سمع وبصر وحماية قوات الاحتلال”؛ قائلاً: “إن عملية اقتحام المستوطنين وجنود الاحتلال لباحات الحرم القدسي وتعطيل صلاة الجمعة، وإصابة العشرات من المصلين الذين تصدوا للحملة المبيتة أثبت أن الاحتلال يحاول فرض مخططاته لتهويد القدس ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية على حد سواء”.

فيما استهجن النائب قيس عبد الكريم “أبو ليلى” رئيس لجنة القضايا الاجتماعية في المجلس التشريعي، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ ما فعله قوات الاحتلال “الإسرائيلي” على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين؛ مؤكدًا أن ما تقوم به حكومة الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة المدعومة منها في القدس المحتلة يعتبر انتهاكا خطيرا، وتصعيدا استفزازيا متعمدا لجر المنطقة بأكملها في دوامة عنف تسعى إسرائيل من خلالها إلى تقويض كافة الانجازات التي حققها شعبنا على الصعيد الدولي.

وقال أبو ليلى: “إن الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة تستوجب من الدول التي ما زالت تراهن على أن إسرائيل تسعى إلى السلام لإعادة حساباتها، وإجبار إسرائيل على الخضوع لقرارات الشرعية الدولية التي تواصل حكومة الاحتلال إدارة الظهر لها وتجاهلها، إن الرد على ما يقوم الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك وسائر الأراضي الفلسطينية يتطلب تصعيد المقاومة الشعبية ، إضافة لدعم صمود أبناء شعبنا في القدس، مشيرا إلى أهمية انجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام للتصدي لمخططات الاحتلال التوسعية الاستعمارية.

وفي لهجة بالغة التحذير، أنذر حاتم عبد القادر، مسؤول لجنة القدس في مكتب التعبئة والتنظيم بحركة فتح من التداعيات الخطيرة لأية خطوة حمقاء يرتكبها الاحتلال بالقدس، بوضع إسرائيل عند مسؤولياتها ومحاسبتها على الانتهاكات بشأن الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وصرح رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية مهدي عبد الهادي ، بأن “اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم للمسجد الأقصى فور انتهاء صلاة الجمعة ما هو إلا تثبيت الوجود الإسرائيلي المسلح في المكان، إن الرؤية الإسرائيلية واضحة ، وتطبق على الأرض”.

ولقد صرح، أيضًا، د.واصل أبو يوسف، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن “هذا العدوان يأتي في سياق الهجمة العدوانية المبيتة لتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية”، وطالب الشعوب العربيةَ والإسلاميةَ “بالاستمرار في تفاعلها ووقفتها التضامنية مع القدس، مؤكدا أهمية هذا التضامن الشعبي، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بهذه السياسة سيؤسس لوضع خطير يجر المنطقة برمتها إلى حالة صراع ديني وينذر بإشعال فتيل الحرب فيها من جديد، تتحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها، وإن الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في المسجد الأقصى بمثابة إرهاب دولة يمارس على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة وعلى الشعب الفلسطيني، كما إن شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي وسيدافع بكل قوة عن مقدساته”.

كما قال الخبير الفلسطيني في الشؤون “الإسرائيلية”، صالح هواش: “إن الجماعات اليمينية المتطرفة والجماعات الدينية اليهودية تحاول أن تفرض أمرًا واقعًا جديدًا في القدس وتغير الأمر الواقع الموجود بالنسبة للأماكن المقدسة، وبدعم من حكومة وقوات أمن إسرائيل، موضحا أن وتيرة الاعتداءات على المسجد الأقصى تزداد بسبب الأعياد الدينية اليهودية… يجب الاعتراف بأن مدينة القدس تحت الاحتلال والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها أيضا تحت الاحتلال، وهناك وضع يسمى الأمر الواقع، والحكومة والموقف الرسمي الإسرائيلي يحاول المحافظة عليه. لكن هناك مشكلات تنشأ بين الحين والآخر بأن الجماعات اليمينية المتطرفة والجماعات الدينية اليهودية في المدينة تحاول أن تفرض أمرًا واقعًا جديدًا، وتغير الأمر الواقع الموجود بالنسبة للأماكن المقدسة، وتزداد الاقتحامات للمتدينين والمتطرفين للمسجد الأقصى، وكل ذلك يتم بدعم من حكومة وقوات أمن الكيان الإسرائيلي، والقوات الخاصة أمس تدخلت في الاقتحام… إن وتيرة الاعتداءات على المسجد الأقصى تزداد بسبب الأعياد الدينية اليهودية، منوها إلى أن اليوم كان يصادف مناسبة دينية لليهود وهي عيد المظلة أو عيد (سوكوت)، وهذا العيد كان يعتبر حتى عام 1970 ميلادي عيدا للحج إلى ما يسمى بالهيكل المزعوم الذي تدعي منظمات يهودية بأن هذا الهيكل موجود في مكان المسجد الأقصى ويحاولون أداء صلواتهم وطقوسهم فيه”.

كما وأضاف هواش إن: “إسرائيل تحاول أن تغير من الطابع العربي والإسلامي لمدينة القدس المحتلة، وخلق أغلبية يهودية في القدس من خلال ضم المستوطنات في محيطها إلى المدينة واعتبار أن المدينة يهودية بالدرجة الأولى. هناك إدعاءات لجماعات متطرفة يمينية قومية ويمينية دينية يهودية تدعي بأن لليهود حق في المسجد الأقصى، منوها إلى أن الحاخام الأكبر لإسرائيل يحرم الصلوات اليهودية في باحات المسجد الأقصى، ولكن هذه الجماعات الدينية تحاول فرض أمر واقع جديد وتدعي بأن من حقها زيارة المسجد الأقصى، وأن يكون لها قوة تتمكن من خلالها فرض هذا الأمر الواقع. إن مخطط الهيكل المزعوم يطل علينا كلما كان هناك مناسبات دينية يهودية، فيتحرك المتدينون والمتطرفون اليهود بدعم من جيش وشرطة ومخابرات الإسرائيلية لخلق استفزازات وإدعاءات ودخول الحرم وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين وسدنة المسجد”.

فيما حذرت شخصيات مستقلة، وأخرى تابعة لفصائل فلسطينية، خلال مؤتمر صحفي عقدته شخصيات دينية ووطنية يوم، يوم الجمعة المذكور عاليه (بعد الاقتحام الذي صلى به اليهود بالأقصى بيوم)، من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، ودعت في بيانات لها إلى الوحدة الوطنية، التي تساعد على التصدي لهذه الهجمة الشرسة.

فلقد حذر الشيخ رائد صلاح ، رئيس الحركة الإسلامية في أراضي عام 1948 ، من “الخطر المحدق بالقدس عامة والمسجد الأقصى خاصة، داعياً العالمين العربي والإسلامي لحماية المسجد الأقصى من مطامع الاحتلال، على أن ثوابت الفلسطينيين لن تتغير، وأن الاحتلال فاقد للشرعية والسيادة حتى لو امتلك السلاح، فهو إلى زوال”.

كما وأكد صلاح أن “ما يجري من اعتداءات داخل ساحات المسجد الأقصى ليس مجرد تصرفات لجمعيات إسرائيلية أو بعض العناصر الإحتلالية بل تنفيذا لمخططات الاحتلال وكافة مؤسساته”، حيث قال: ” الذين يتحدثون ويخططون هم على رأس الهرم الاحتلالي ، فنحن لا نواجه متطرفين وإنما احتلال بكل قوته وأذرعه . اليوم أصبحت القضية مصيرية في مسيرة القدس والمسجد الأقصى ، حيث بات من الواضح أن الاحتلال يتحدث علانية وبأسلوب التحدي لكل الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني والحكومات والشعوب أنه يعمل على تقسيم المسجد الأقصى. بل أن أذرع الاحتلال بدؤوا يتحدثون علانية إنهم يعجلون بمشروع بناء هيكل مكان المسجد ، وتعقد مؤتمرات ولقاءات في مبنى الكنيست لبعض الأذرع الاحتلالية تطالب بتعجيل المشاريع التدميرية للمسجد الأقصى “.

وأكد الشيخ رائد صلاح أن الاقتحام الذي شنته قوات الاحتلال للمسجد الأقصى كان مثابة “تدريب احتلالي لاجتياح قادم كبير جدا، حيث أن ما حصل الجمعة من هجوم إرهابي لم يكن لمجرد الإيذاء وإحداث إصابات واعتقالات، بل كان بمثابة تدريب احتلالي لاقتحام قادم كبير جدا يخططون له في المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة. نحن نعيش الآن لحظات مصيرية في مسيرة القدس والمسجد الأقصى فالهجوم الإرهابي القبيح على المسجد الأقصى ينذر بهذه المخاطر التي بدأ يتحدث عنها الاحتلال الاسرائيلي، وأعِد الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال ، ولن ننكسر لهذا الاحتلال وسنظل نواجهه. إما أن نعيش مع المسجد الأقصى سعداء أو أن ندفن في ساحاته شهداء… وإن إسرائيل كانت تحفر في الماضي الأنفاق تحت الأقصى ولكنها تسعى الآن الى تقسيمه، وتطمع بكل المسجد الأقصى، كما إن أحداث الجمعة والأسبوع التي اتصفت بالهجوم الإرهابي القبيح الاحتلالي على المسجد الأقصى وأهلنا تنذر بهذه المخاطر التي بدأوا يتحدثون عنها، وشدد على أن مخزون حب المسجد الأقصى والقدس لن يموت وسينتصر ، ولا يوجد صمت بل حراك سيزداد يوما بعد يوم نحو القدس والمسجد الأقصى”.

كما نبه حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس بحركة فتح ، إلى أن “ما يجري من اعتداءات داخل ساحات المسجد الأقصى من خلال فرض اقتحام زماني للمتطرفين للمسجد هو توطئه لتقسيم مكاني، وإن ذلك يجري أمام صمت مهيب من قبل الشعوب العربية والإسلامية التي انتفضت لكرامة الرسول عليه السلام ، فلا بد منها أن تنتفض لمسرى الرسول ، معلقا فكيف تكترث وتنتفض الشعوب لأمر فيلم تافه ،بينما تترك مسرى الرسول يدنس!”؛ وأضاف عبد القادر: “مع تقديرنا لجهود الحكومتين الأردنية والمصرية بالنسبة للقدس والمسجد الأقصى ، إلا أن الدولتين تربطهما علاقة مع إسرائيل وعليها أن تتخذ موقفا سياسيا واضحا حيال المسجد الأقصى، فالحريق كان بمحيط وخارج المسجد واليوم داخله “،وأكد أننا أمام عصب حساس فالمسجد الأقصى خط أحمر وعلى إسرائيل أخذ العبر مما جرى خلال 40 عاما ، ونحذرها من فرض أمر واقع جديد داخل المسجد الأقصى،… لن ننهزم وننكسر أمام الوحش الإسرائيلي بالدفاع عن عروبتنا ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية والقدس لنا “.

أيضًا؛ فقد تحدث الشيخ جميل الحمامي، عضو الهيئة الإسلامية العليا عن أن ” يوم الجمعة يعتبر يوما مميزًا في القدس بسبب الأحداث التي جرت في المسجد الأقصى ، وهذا المؤتمر جاء ليضع النقاط على الحروف وليضع كل واحد من العرب أمام مسؤولياته، وقال الحمامي: “أوجه رسالة للحكومة الأردنية والمصرية ولجنة العون الإسلامي ولكل من لديه غيره على المسجد الأقصى حيال الاعتداءات التي تجري ضد المسجد، واستنكر الاعتداءات التي جرت على الكنائس المسيحية والإساءة لسيدنا المسيح والكنائس.

وأضاف عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس: “إن الهيئة تعمل على إرسال مذكرة للعالمين العربي والإسلامي لوضعهما بصورة الأوضاع الخطيرة بالقدس، الأقصى ليس لأهل فلسطين بل لجميع المسلمين ونحن نعمل لإيصال آلامه إلى العالم”.

وأوضح الدكتور مهدي عبد الهادي أنه منذ اليوم الأول للاحتلال الاسرائيلي بدأت خطوات الاعتداء على المسجد الأقصى ، من حوار إلى زيارة ثم صلاة بساحات المسجد ، والمحطة الرابعة المشاركة في المكان ، والأخيرة احتلال المكان . وأشار أنه كان أحد شهود العيان على إقتحامات المتطرفين لساحات المسجد الأقصى وشاهد إقتحام القوات الاسرائيلية بكثافة للساحات وإطلاقها القنابل الصوتية والرصاص المطاطي نحو المصلين ،وقال ” الرؤيا الاسرائيلية واضحة يريدون وجود دائم في ساحات المسجد الأقصى ، والسيناريو الذي حصل في المسجد الإبراهيمي في مرحلة تطبيقه بالمسجد الأقصى والقدس “.

رد فعل المؤسسات الدينية العربي والإسلامية
ولقد شجب شيخ الأزهر أحمد الطيب، قيام جنود الكيان الصهيوني باقتحام باحات المسجد الأقصى وتفريق المصلين بالقوة وبقنابل الغاز، وقال: “أحذر من استمرار الكيان الصهيوني في هذه السياسة التي تؤسس لوضع خطر يجر المنطقة برمتها إلى حالة صراع ديني، وينذر بإشعال حروب جديدة، يتحمل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عنها . إن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وإن أي اعتداء عليه من شأنه أن يهدد حتما الأمن والاستقرار، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع . وحذر من تصاعد هذه الانتهاكات والمخططات العدوانية التي تستهدف الأقصى المبارك، وتستفز مشاعر مليار ونصف مليار مسلم، وأطالب المجتمع الدولي بسرعة التدخل لوقف هذه الانتهاكات، والعمل على حماية القدس، باعتبارها تراثا إنسانيا حضاريا”.

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى، وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي: “إن هذا الاعتداء يصيب الأمة في أحد مقدساتها، ويستدعي الوقوف في وجهه ومنع تكراره. وأحذر من خطورة تصاعد الاقتحامات للمسجد وباحاته من جانب الإرهابيين اليهود وقوات الاحتلال في الوقت الذي يمنع المسلمون من دخول المسجد والصلاة فيه، بل وإخراجهم منه واعتقالهم والاعتداء عليهم، إن ذلك يعد تمهيدا لتنفيذ مخططات خطرة تستهدف الحرم القدسي . أهيب بالأمة الإسلامية التنبه إلى ما يتعرض له مسرى النبي محمد من أذى واعتداءات لن تسكت الأمة طويلاً على استمرارها، داعياً المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي والدول الإسلامية الأعضاء فيه إلى تحمل مسؤولياتهم في حمل إسرائيل على وقف اعتداءاتها ومنعها من زيادة التوتر في المنطقة”.

الحركات والاتحادات العربية
أكد اتحاد المصورين العرب فرع فلسطين ، “قلقه من استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المصورين الصحفيين أثناء تغطيتهم لاقتحام القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى المبارك، حيث قال أن قوات الاحتلال، قد اعتدت أمس، على ستة مصورين وصحفيين أثناء تغطيتهم للمواجهات بين قوات الاحتلال ومتظاهرين في المسجد الأقصى المبارك بالقدس”، واعتبر استهداف المصورين الصحفيين والاعتداء عليهم انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير، وقال الاتحاد عبر رئيسه: “إن إسرائيل تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لأمن الصحفيين بشكل يخالف القوانين الدولية”.

كما حذر رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي من المساس بالمسجد الأقصى المبارك، حيث قال: ” القدس خط أحمر لا يجوز المساس به. يتعين على الكيان الصهيوني عدم التعرض لمدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى لأية تغيرات في طبيعتها العربية الإسلامية، لأنها ما زالت أراض واقعة تحت الاحتلال منذ عام 1967. يجب حماية المدينة والمحافظة عليها وفقًا لاتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، واتفاقية لاهاي عام 1905 ومبادئ وقواعد القانون الدولي ووفقًا للقرارات الدولية وخاصة قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية . إن تصاعد التوتر والصدام بين الفلسطينيين في الأقصى وقوات الاحتلال، واقتحامها لباحات المسجد بعد صلاة الجمعة، واستخدامها القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وما أدى إليه ذلك من سقوط عدد من الفلسطينيين، ومحاولة اقتسام باحاته لإقامة ما يسمى بــ (عيد العرش اليهودي) ، هو احتلال وتهويد ليس المسجد الأقصى فحسب، وإنما الأراضي الفلسطينية بكاملها”.

وقال رئيس الاتحاد: “أناشد رئيس البرلمان العربي البرلمانات والمنظمات المعنية، وخاصة جامعة الدول العربية ومنظمات التعاون الإسلامي و اليونسكو و الاليكسو، اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لوقف الاعتداءات المستمرة على القدس والأقصى، ومنع عمليات حفر الأنفاق تحت المسجد وحوله، بهدف هدمه وتحويله إلى جزء من الكيان”.

كما حذرت جامعة الدول العربية من “تحول الصراع في القدس إلى نزاع ديني ويزج العالم في مستقبل مظلم، في ظل الهجمة (الإسرائيلية) الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصى ؛ حيث قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، السفير محمد صبيح، أمس: “يجب أن يكون الرد حازما قبل أن يتحول الصراع في القدس إلى نزاع ديني ويزج العالم في مستقبل مظلم أسود في منطقة عاشت بها الأديان في تسامح وتعادل. كما أحذر من أن هذه الهجمة في غاية الخطورة، وقد تسبب انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط، وأؤكد أن قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي ليس الأول، لكن العدوان صار سمة يومية تتعرض إليها المقدسات والرموز الإسلامية والمسيحية تحت حماية الجيش (الإسرائيلي) . كما أنبه إلى أن هناك قوى (إسرائيلية) تخطط بالفعل لأشياء خطرة تمس أمن المنطقة والسلام في العالم، وتريد شطب ثقافة المنطقة التي عاشت بها الأديان الإسلامية والمسيحية، بل وتتمادى في مخططاتها لأنها تعتقد أنها تتمتع بحماية من بعض الدول الكبرى في العالم”.

إسرائيليًا
وفي ذكر لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أكدت المذكورة أن العديد من مستخدمي جهاز “آى فون 5” الجديد فى “إسرائيل” قد اشتكوا من عدم اعتراف خرائط شركة “أبل” الجديدة بالقدس عاصمة “لإسرائيل”! فيما تظهر الخرائط التي استخدمتها أبل لتكون بديلا لبرنامج خرائط “جوجل” عواصم الدول على شكل نجمة على الخريطة، ولا تظهر إشارة النجمة على أى من المدن سواء تلك التي تتبع السلطة الفلسطينية أو
“إسرائيل”. وأكدت الصحيفة أن إحدى الخاصيات الأخرى فى جهاز آى فون الجديد هي إتاحة المستخدم اختيار مدينة لضبط التوقيت الزمنى يدرج الهاتف اسم القدس دون ربطها بفلسطين أو (إسرائيل).

هكذا؛ بعدما استباح العدو الإسرائيلي الحجر والشجر والإنسان؛ استباح المقدسات؛ وما بقي سيء لننتفض، إلا العزم، ونية الكفاح العربي والإسلامي، والحرية والتحرر من كل هادر للحقوق، والكرامة، والحرية.

عن marsad

اترك تعليقاً