الجهاديون في شمال مالي يعدون العدة في انتظار “المعركة”

  الجهاديون في شمال مالي يعدون العدة في انتظار “المعركة”

  بقلم سيرج دنيال

يأمر فتى “جهادي” في الرابعة عشر من العمر واصبعه على زناد بندقيته! سيارة بالوقوف على قارعة الطريق المعبدة التي تربط حدود النيجر بغاو! اكبر بلدة في شمال مالي الذي تسيطر عليه حركات اسلامية مسلحة.
  ويقول الفتى المالي عزيز مايغا في بلدة لابيزنغا التي تقع على مسافة 200 كلم من غاو “اتخذنا قرار تشديد التدابير الامنية هنا! واتخاذ الاجراءات الضرورية”.  وعلى الفور يبدأ تفتيش السيارة بكل عناية.
  ويتفقد مسلحون يرتدون الزي العسكري وينتعلون احذية عسكرية غمرها الغبار ويحملون بندقيات على اكتافهم كل امتعة وركاب السيارة.
  والمفاجأة الاولى تتمثل في ان تقريبا كل الجهاديين المنتشرين من الحدود النيجيرية حتى غاو هم افارقة من سكان بلدان جنوب الصحراء! بعد ان كانوا خلال الاشهر الاخيرة خصوصا شبابا مغاربة.
  وقال النيجيري هشام بلال الذي يقود كتيبة مقاتلين في غاو “انا شخصيا فوجئت”.
  واضاف “يأتينا كل يوم متطوعون جدد! يأتون من توغو وبنين والنيجر وغينيا والسنغال والجزائر وغيرها”.
  وتابع “بما ان الناس يريدون ان يعلنوا الحرب علينا! فليعلموا ان هنا لم تعد حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا او انصار الاسلام او القاعدة في بلاد المغرب  الاسلامي! اننا كلنا مجاهدون! وغدا قد يجد احد عناصر حركة التوحيد نفسه في الجنوب او في الشرق او اي مكان اخر! اننا في كل الاماكن في بلدنا”. وكثر عدد الحواجز الامنية على الطريق.
  ويقول شاب عاجي يبدو عليه انه حديث الانخراط في التنظيم المسلح “نحن مستعدون للمعركة! ننتظر وصول القوات الفرنسية والافريقية” وذلك في حين تستعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لارسال قوة افريقية الى مالي لمساعدة باماكو على استعادة شمال البلاد “بدعم لوجستي” فرنسي.
  وفي غاو التي مشطها عناصر حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا نهاية يونيو! تتحرك سيارات بيك-اوب محملة بالاسلحة والمقاتلين باستمرار.
  وترفرف اعلام الجهاديين السوداء على تلك السيارات بينما بدا المقاتلون من وجوههم اصغر سنا من اولئك الذين كانوا قبلهم.
  وفي مقر شرطة غاو الاسلامية يقول متطوعون جدد انهم اتوا لمساعدة “اخوانهم المجاهدين”.
  وقال رجل طويل القامة باللغة العربية “انا خليل المصري اتيت لمساعدة اخواني المجاهدين”.
  وتلاه اخر باللغة الانكليزية مؤكدا انه باكستاني وان “الاسلام ليس له حدود”.
  وفي حين يسيطر المصريون والباكستانيون على مركز شرطة غاو الاسلامية! يظل المقاتلون الجزائريون في الصف الاول جنوب تلك البلدة على الطريق المؤدية الى باماكو.
  واحصى شاهد عشرة منهم اتوا على حد قوله من كتيبة يتزعمها القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الجزائري مختار بلمختار الملقب بالاعور والذي يحكم المنطقة.
  ولمنع طائرات العدو من الهبوط في مطار المدينة وزع الجهاديون حطام سيارات على المدرج كي يصبح غير صالح للاستعمال.
  وقال سكان يقيمون قرب المطار ان في المنطقة معسكري تدريب يأويان عشرات المقاتلين.
  وقال موظف في غاو “رايتهم يتدربون! انهم يمارسون الرماية وتكتيكات الحرب وبينهم العديد من الشبان ويقولون انهم مستعدون للاستشهاد”.
  وفي المدينة واحيائها الثمانية يبدو ان مقاتلين “مموهين” انتشروا في المنازل بحسب بعض الشهود. وقال الشاب جناكو “رايت سلاحين ثقيلين في منزل بالحي الرابع في غاو! انني ارى ذلك لاول مرة”.
  واضاف ان الذين “يحتلون” غو شددوا مؤخرا تطبيق الشريعة الاسلامية! وفي العاشر من سبتمبر بتروا يد ورجل كل من خمسة رجال اتهموا بالسطو على حافلة.
  وتوقفت الاذاعات الخاصة في المدينة عن بث الموسيقى. وفرض الحجاب على النساء تحت طائلة العقاب وحتى السجن ونادرا ما يتجرأ السكان على التدخين امام الملا.
  ولشراء السجائر خلسة اعتمدت كلمة سر جديدة وهي “باراسيتامول”.
  واشتكى رجل قدم من بامبا (245 كلم عن غاو) ان “الجميع عاطلون عن العمل في القرية لان بامبا هي اكبر منطقة لانتاج التبغ الذي يحظر الجهاديون بيعه”.
  ويبدو ان الاسلاميين الذين تحملهم السكان في بداية الاحتلال باتوا لا يحظون بأي شعبية.
  لكن سوق المدينة ما زال يعج بالناس والمواد الغذائية متوفرة.
  ويعلق الزبائن على التدخل العسكري المحتمل بالقول انهم “ضده” اجمالا.
  وفي هذا يقول الموظف المتقاعد مهمان بنبرة لا تخلو من اليأس “عندما يتصارع الفيلة الاشعاب هي التي تعاني! والفيلة هم هؤلاء المقاتلون وجيش باماكو ومن يدعمهم من الخارج! والاعشاب هم نحن المدنيون الفقراء”.

عن marsad

اترك تعليقاً