البيت الأبيض: منع الفيلم المسيء للإسلام “أمر مستحيل”

البيت الأبيض: منع الفيلم المسيء للإسلام “أمر مستحيل”

تجمعات سلمية بعد صلاة الجمعة واستمرار الصدامات قرب السفارة الامريكية بالقاهرة

الجزائر: تعزيزات أمنية أمام السفارة الأمريكية تحسبا لمظاهرات بعد صلاة الجمعة

في تصريحات غير مقبولة قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: “إن الإدارة الأمريكية، ليست لديها سيطرة على المبادئ التي تحكم حرية التعبير، تمكنها من وقف الفيلم المسيء للإسلام.”
وأضاف كارني: “نحن ندرك أنه من الصعب على بعض الناس في أنحاء العالم، أن يفهموا لماذا لا تقوم الولايات المتحدة بمنع أفلام كهذه”، موضحًا أن هذا “أمر مستحيل”.
ووصف الفيلم، بأنه «مقزز، ويستحق الإدانة»، مشيرًا إلى المبادئ الأمريكية بالتسامح مع الأديان، بما فيها الإسلام.
وقال كارني: “من يهتمون بالتسامح الديني، ويحترمون المعتقدات الدينية، يجب ألا يسمحوا لأقلية بسيطة من الناس، أن تثير النزاع بين مختلف الأديان، والثقافات والدول.”
استمرت صباح الجمعة في محيط السفارة الأميركية في القاهرة الصدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين يحتجون على فيلم اميركي مسىء للاسلام.

ويرشق متظاهرون شباب في مجموعات من عشرات الأشخاص بالحجارة قوات الأمن المكلفة منع الوصول الى مقر البعثة الدبلوماسية والتي ترد بالقاء قنابل مسيلة للدموع.

وتناثرت في محيط السفارة الحجارة ومقذوفات أخرى رشقها المتظاهرون بينما يبدو هيكل متفحم لسيارة في جادة قريبة.

من جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين اكبر قوة سياسية في البلاد والتي كان الرئيس المصري محمد مرسي ينتمي اليها، الى “تجمعات سلمية” في البلاد بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على الفيلم.
من ناحية أخرى رأى علماء أن الفيلم المسيء للرسول تقف وراءه جهات مشبوهة تحاول إثارة الفتنة والطائفية لتفريق صفوف المجتمع وتحقيق مصالحهم السياسية والاقتصادية والآيديولجية، ووجه الشيخ عبدالله بن بية ثلاث رسائل لعقلاء العالم من المسلمين وغير المسلمين، فيما أكد الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي والأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول الدكتور عادل الشدي أن الفيلم استجابة يائسة ووضيعة ابتدأها وتتابع عليها الأراذل من الناس.
وفي سياق متصل، فجر فريق عمل الفيلم المسيء للرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أمس مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أوضح الفريق المكون من 80 شخصا أن منتج الفيلم ضللهم وغير نص الفيلم الأساسي الذي مثلوا فيه، والذي كان عن الحياة في مصر قبل ألفي عام ولم يكن عن النبي ولا عن الإسلام، مشيرين إلى أن الحوار الذي ظهر في النسخة الترويجية للفيلم مدبلج وأضيف اسم «محمد» إليه، كما أضيفت إليه إشارات مسيئة للإسلام لم تكن في النص الأساسي.
وقال الممثلون وفريق عمل الفيلم الذي أشعل احتجاجات في العالم العربي؛ لأنه اعتبر مسيئا للنبي، والبالغ عددهم 80 شخصا، في بيان إنهم غاضبون جدا ويشعرون أنهم استغلوا من قبل المنتج الذي تشير العديد من المصادر إلى أنه إسرائيلي حاصل على الجنسية الأمريكية، ويدعى سام باسيلي، ويبلغ من العمر 52 سنة، ويقيم في كاليفورنيا التي اختفى منها منذ الثلاثاء الماضي، بعد أن قام بدور المخرج والمنتج وكاتب السيناريو في الفلم المسيئ للرسول.
وأضاف فريق العمل في البيان «نحن بالكامل لسنا وراء الفيلم، وتم تضليلنا حيال نواياه وأهدافه.. لقد صدمنا من التعديلات الجذرية في نص الفيلم والأكاذيب التي قيلت لنا.. ونحن مصدومون من المآسي التي وقعت».
وقالت سيندي لي غارسيا إنها وفريق العمل في الفيلم قيل لهم أن المشروع هو عن الحياة في مصر قبل ألفي عام.
وأشارت إلى أنه «لم يكن يستند إلى أي شيء يتعلق بالدين بل كان فقط عن الحياة في مصر ولم يكن عن (النبي) محمد ولا عن المسلمين».
وقالت إن الفيلم الذي مثلت نصه في يوليو 2011 كان يحمل اسم «مقاتلو الصحراء»، وكان البطل فيه والذي يلعب دور النبي محمد في الفيلم الذي أثار الضجة، يحمل اسم «السيد جورج».
وأضافت أن الحوار الذي ظهر في النسخة الترويجية للفيلم مدبلج وأضيف اسم محمد إليه، كما أضيفت إليه إشارات مسيئة للإسلام لم تكن في النص الأساسي.
وقالت غارسيا إنها سترفع دعوى بحق منتج الفيلم الأمريكي الإسرائيلي سام باسيلي، والذي توارى عن الأنظار منذ انتشار الأخبار حول فيلمه.
وقالت غارسيا إنه تم تصوير الفيلم في صيف عام 2011 داخل كنيسة قرب لوس أنجلوس، وأن الممثلين كانوا يقفون أمام «شاشة خضراء» تستخدم لتركيب صور في الخلفية. وأضافت أن نحو 50 ممثلا شاركوا في العمل.
وأضافت «أبلغوني أن الفيلم قائم على أحداث وقعت قبل ألفي عام… في عهد المسيح».
وقالت عدة وسائل إعلام أمريكية إن الفيلم أنتجه رجل يدعى سام باسيلي عرف نفسه بأنه أمريكي إسرائيلي يعمل في مجال التطوير العقاري. وكان قد صرح لوسائل إعلام بأن الفيلم تكلف خمسة ملايين دولار دفع جزءا منها نحو 100 متبرع يهودي.
وأورد موقع باكستيدج دوت كوم المتخصص في ترشيح الممثلين للأعمال الفنية اسم رجل عرفه باسم سام باسيلي، بوصفه المنتج، بينما قال إن اسم المخرج الان روبرتس. ولم يتسن الاتصال بروبرتس. ولم تستطع التأكد من جهة مستقلة، ما إذا كان باسيلي هو اسمه الحقيقي أو أنه اسم مستعار.
وقال ستيفن كلاين، وهو رجل من جنوب كاليفورنيا يعمل بمجال التأمين (وصف نفسه بأنه مستشار للمشروع ومتحدث باسمه لكنه ليس من صناع الفيلم) إنه يعتقد أن الاسم مستعار.
وأضاف لـ «رويترز» في مقابلة أمام منزله بكاليفورنيا «قابلته مرتين، ولا أعلم إلى أي دولة ينتمي. أعرف أنه يهودي إسرائيلي، وأتصور أنه فعل هذا لحماية عائلته التي أعلم أنها موجودة في الشرق الأوسط».
وقال كلاين الذي وصف نفسه بأنه عضو سابق في مشاة البحرية الأمريكية إنه نصح منتج الفيلم بالاختباء.
وقالت جماعة «ساذرن بوفرتي لو سنتر» المعنية بمكافحة الكراهية إن كلاين مسيحي له صلات بيمينيين متطرفين، وهو الأمر الذي ينفيه. وأضاف أنه لم ير الفيلم خلال تصويره، ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من اشتراك كلاين في المشروع.

وتجلت مظاهر الإنتاج المنخفض التكاليف في حوار الممثلين المتكلف والتمثيل الذي يفتقر إلى الحيوية. وقال كلاين إنه كانت هناك محاولة لعرض الفيلم بالكامل في دار للعرض بكاليفورنيا تحت عنوان مختلف قليلا، ولكن بعد بدء العرض بثلاثين دقيقة لم تبع أي تذاكر.
وقالت غارسيا التي ظهرت في لقطات من الفيلم على الإنترنت والتي كان أول من كشفه المرصد الإعلامي الإسلامي إن شخصيتها في الفيلم أجبرت على التخلي عن طفلها لشخصية تدعى «ماستر جورج» في أحد المشاهد. ويصف موقع ترشيح الممثلين شخصية تدعى جورج بأنه «قائد قوي» و«طاغية»

ولكن في مقطع مدته 13 دقيقة على موقع يوتيوب يظهر صوت تم تركيبه على شخصية جارسيا في ذلك المشهد يشير إلى محمد بدلا من جورج.

وقالت شركة جوجل إنها حجبت مقاطع الفيلم في مصر وليبيا على موقع يوتيوب الذي تملكه.
وقالت غارسيا إنها تتذكر أن منتج الفيلم رجل يدعى سام باسيلي، وصفته بأنه متقدم في السن شعره أشيب ويتحدث بلكنة. وأضافت أنه سدد أجرها بشيك.

وأضافت أنها اتصلت به أمس بعد الاحتجاجات. وقالت «سألته لماذا فعل هذا ووضعني في موقف سيئ، بحيث يقتل كل هؤلاء الناس من أجل فيلم ظهرت فيه..»، وذكرت أن الرجل الذي تعرفه باسم باسيلي قال لها إن هذا ليس خطأها.
يذكر أن الفيلم يبدأ بتصوير هجوم من وصفهم بالمستوطنين المسلمين في مصر على طبيب قبطي وتحطيم عيادته وذبح ابنته بتصريح ومباركة من الشرطة الإسلامية في مصر ــ كما ادعى الفيلم ــ ثم يسترسل الفيلم ويجسد حياة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ ملصقا به الكثير من التهم والافتراءات.
من جانب آخر نشرت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية استثنائية بالقرب من محيط السفارة الأمريكية بالجزائر تحسبا للمظاهرات المرتقب تنظيمها بعد صلاة الجمعة انطلاقا من المساجد، احتجاجا على الفيلم المسيء إلى الرسول الكريم.
كما تستعد قوات الأمن للانتشار بالقرب من مساجد الأحياء الشعبية بالعاصمة، التي يتوقع أن ينطلق منها المتظاهرون، مثل باب الوادي وبلكور والقبة، سعيا منها لمنعهم من الوصول إلى مقر السفارة الأمريكية، والتي تقع بحي الأبيار بأعالي العاصمة.
وانتشرت الدعوات طوال اليومين الماضييين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، داعية الشعب الجزائري للخروج إلى الشارع والتظاهر السلمي أمام مقر السفارة الأمريكية، احتجاجا على صدور الفيلم المسيء إلى نبي الإسلام، وضرب أصحاب هذه الدعوات المثل بدول أخرى نزل مواطنوها إلى الشارع احتجاجا على الفيلم.
وتخشى السلطات الجزائرية من وقوع انزلاقات أمنية، علما وأن المظاهرات ممنوعة بالعاصمة، بموجب قرار حكومي منذ عام 2001، وحتى وإن كانت السلطات قد ألغت قانون الطوارئ العام الماضي، في إطار القرارات الاستباقية التي أعلنت عنها لمنع انتقال شرارة الربيع العربي إلى الجزائر، إلا أنها أبقت على قرار منع المظاهرات في العاصمة خوفا من وقوع تجاوزات.
جدير بالذكر أنه على الرغم من قرار منع المظاهرات، إلا أن الآلاف من الجزائريين نزلوا إلى الشارع في عام 2009، احتجاجا على الاعتداء الذي شنه الجيش الصهيوني على غزة، ورغم التعزيزات الأمنية الكبيرة التي كانت السلطات قد نشرتها آنذاك، إلا أنها فشلت في منع المتظاهرين الذين انطلقوا من المساجد.
وكانت السفارة الأمريكية بالجزائر قد بثت أمس الأول تحذيرا لرعاياها بتوخي الاحتياط والحذر في تنقلاتهم، وذلك في أعقاب عملية اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا، وكذا الدعوات التي أطلقت لتنظيم مظاهرات احتجاجية على صدور الفيلم المسيء إلى الرسول.
وفي الأردن عززت الأجهزة الأمنية الأردنية، عصر الخميس، من إجراءاتها الأمنية في محيط السفارتين الأمريكية والصهيونية غرب العاصمة عمّان ومساكن أطقمهما.

وقال مصدر أمني رفيع فضل عدم الكشف عن اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘الأجهزة الأمنية عززت وجودها حول محيط السفارة الأمريكية الكائنة في ضاحية ديرغبار الراقية، والمركز الثقافي الأمريكي ومنزل السفير ستيوارت جونز، الكائن داخل السفارة ومساكن الدبلوماسيين الأمريكيين’.

وأوضح المصدر أن ‘الأجهزة الأمنية عززت كذلك من وجودها حول محيط السفارة الصهيونية الكائنة في ضاحية عبدون الراقية، وسكن السفير داني نيفو، ومنازل الدبلوماسيين الصهاينة.

ولفت المصدر الى أن هذه التعزيزات ‘مرئية وغير مرئية’.

يذكر أن هناك تعزيزات أمنية دائمة تحيط بالسفارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، ولكن شهدت السفارتان الأمريكية والصهيونية عصر امس الخميس تعزيزات أمنية كبيرة، حيث أثار فيلم أنتج في أمريكا واعتبر مسيئاً للرسول محمد، احتجاجات عارمة أمام السفارات الأمريكية في مصر وليبيا والمغرب واليمن، وأدّى هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي إلى مقتل 4 دبلوماسيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.

عن marsad

اترك تعليقاً