القضاء الأمريكي يرفض كشف تفاصيل مقتل العولقي ولايرى في مقتله انتهاكاً حقوقياً

القضاء الأمريكي يرفض كشف تفاصيل مقتل العولقي ولايرى في مقتله انتهاكاً حقوقياً

شبكة المرصد الإخبارية

رفضت محكمة في نيويورك طلبا تقدمت به المنظمة الاميركية اتحاد الحريات المدنية وصحيفة نيويورك تايمز، للحصول على معلومات عن مقتل ثلاثة اميركيين في اليمن في 2011 بينهم الإمام المتشدد انور العولقي.
وكان الاميركيون الثلاثة قتلوا في ضربات جوية شنتها طائرات اميركية دون طيار في اليمن، واثارت جدلا حول شرعية قتلهم.
وأقامت صحيفة نيويورك تايمز واثنان من محرريها هما تشارلي سافيدج وسكوت شين إضافة إلى منظمة اتحاد الحريات المدنية، دعوى ضد الحكومة لكشف تفاصيل عن برنامجها لاستخدام طائرات دون طيار، بما في ذلك قتل المواطنين الاميركيين أنور العولقي وابنه عبد الرحمن البالغ من العمر 16 عاما في هجومين منفصلين في اليمن اواخر عام 2011، لكن محكمة المنطقة الجنوبية في نيويورك قالت ان طلب منح الحرية في الحصول على هذه المعلومات تم رفضه وإن الابقاء على سرية المعلومات قانوني.
وقالت القاضية بالمحكمة الجزئية الاميركية كولين مكماهون في مانهاتن الأربعاء ان ادارة الرئيس باراك اوباما لم تخالف القانون برفضها طلب صحيفة نيويورك تايمز ومنظمة اتحاد الحريات المدنية، الإفصاح عن المبررات القانونية لعمليات القتل المستهدف، وهي استراتيجية قالت نيويورك تايمز ان ادارة الرئيس السابق جورج بوش هي التي فكرت فيها اولا بعيد هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001.
وبدت مكماهون مترددة بشأن الحكم الذي أصدرته، وأشارت في قرارها الى ان الكشف عن هذه المعلومات يمكن ان يساعد الجماهير في فهم “هذه العملية الكبيرة المتنامية التي نخوضها منذ أكثر من عشر سنوات بتكلفة كبيرة من الارواح والأموال.. (وفي أذهان البعض على الأقل) من الحرية الشخصية”.
لكنها قالت إن الحكومة ليست ملزمة بتسليم المواد التي طلبتها الصحيفة والمنظمة الاميركية بموجب قانون حرية المعلومات الاتحادي على الرغم من ان هذه المواد في حيازتها.
وكانت عائلات القتلى الثلاثة ادعت على مسؤولين اميركيين، معتبرة ان قتلهم يشكل “انتهاكا للحقوق الاساسية التي يتمتع بها كل المواطنين الاميركيين بما في ذلك حق عدم حرمانهم من الحياة دون اطار قانوني”.
ويقول مراقبون إن رفض طلب حرية الحصول على المعلومات في هذه القضية، بما في ذلك وثائق من مكتب المجلس القانوني في وزارة العدل الذي يقدم تبريرا لقتل العولقي، يشكل ضربة لاتحاد الحريات المدنية.
وقالت المنظمة في بيان انها ستستأنف قرار محكمة نيويورك لأنه “ينكر حق الاطلاع على معلومات اساسية تتعلق بقتل مواطنين اميركيين خارج اطار القضاء”.
وقال نائب المدير القانوني للمنظمة جميل جعفر ان الحكم “يعطي عمليا الضوء الاخضر” لقيام الحكومة “بكشف معلومات بطريقة انتقائية وتخدم مصالحها”.
واضاف “من حق الجمهور معرفة المزيد عن الظروف التي ترى الحكومة انها تسمح لها قانونيا بقتل اشخاص بما في ذلك مواطنين اميركيين بعيدين عن اي ميدان قتال ولم يتهموا بأي جريمة”.
وانتقدت منظمات الحريات المدنية برنامج الطائرات دون طيار على اعتبار أنه من الناحية الفعلية يعطي الضوء الأخضر للحكومة لقتل أميركيين دون خوض العملية المناسبة وفقا للدستور.
ورفض وزير العدل الاميركي اريك هولدر هذا الرأي.
ومن بين المواد التي طلبتها صحيفة نيويورك تايمز مذكرة قالت الصحيفة في اوائل اكتوبر/تشرين الاول 2011 ان مكتب الاستشارات القانونية بوزارة العدل الاميركية أعدها.
واستشهدت الصحيفة بأشخاص قرؤوا الوثيقة.
وقالت نيويورك تايمز ان هذه المذكرة فوضت “بالاستهداف القانوني” لأنور العولقي، وهو رجل دين أميركي المولد انضم الى جناح تنظيم القاعدة في اليمن، وأصدر توجيهات بتنفيذ العديد من الهجمات.
وبرر الرئيس الاميركي باراك اوباما قتل العولقي في الضربة الجوية التي اودت بحياة اثنين من ابنائه ايضا، مبررا ذلك بانه كان يخطط لشن هجمات على اميركيين بصفته احد قادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.
وكانت واشنطن تشتبه بان العولقي على صلة بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي يقف وراء محاولة الهجوم الفاشلة على طائرة اميركية في 25 كانون الاول/ديسمبر 2009.
كما كان على تواصل مع العسكري الاميركي نضال حسن، الذي يقف وراء اطلاق النار الذي ادى الى مقتل 13 جنديا في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس في تشرين الثاني/نوفمبر 2009.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز انها تعتزم الطعن على قرار القاضية بالمحكمة الجزئية الاميركية كولين مكماهون.

عن marsad

اترك تعليقاً