الربيش : لا تلوموا أمريكا وليس من هدي الإسلام أن يقتلونا وينتهكوا أعراضنا ثم نتحدث عن سماحة الاسلام

الشيخ الربيش : لا تلوموا أمريكا

وليس من هدي الإسلام أن يقتلونا وينتهكوا أعراضنا ويسخروا من ديننا ونبينا -عليه الصلاة والسلام- ثم نتحدث عن الإسلام وسماحته

شبكة المرصد الإخبارية

قال القيادي البارز في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الشيخ إبراهيم بن سليمان الربيش في كلمة صوتية بعنوان “لا تلوموا أمريكا”: إن من المضحك المبكي أن توجد أقلامٌ وألسنة في وقت السخرية برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تستدل بقول الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) يدعون إلى الدفع بالتي هي أحسن ذاكرين جوانب من رحمة الرسول الكريم -بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم- ونسي أولئك أنه رؤوفٌ رحيمٌ بالمؤمنين، قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وقال تعالى: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
الرسول صلى الله عليه وسلم أقام حرباً لأجل تحرش الكفار بامرأة مسلمة!
وأضاف الشيخ إبراهيم الربيش: لذا أحببت أن أسلِّط الضوء على مواقف من حياة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر فيها ما غفل عنه هؤلاء، لقد ضل أولئك أن قصروا نظرتهم على جانبٍ واحدٍ من هديه عليه الصلاة والسلام ولم ينظروا إلى الجانب الآخر، فهو الضحوك وهو القتَّال، وهو نبي الرحمة ونبي الملحمة، وهو الماحي الذي يمحو الله به الكفر، والذي قال له: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) هو الذي قال له: (جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) وهو الذي قال لأتباعه: (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) وهو الذي قال: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) وهو الذي قال: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ).
إنّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بيَّن الخطوط العريضة لرسالته وأبرز المعالم في طريق دعوته وحال معارضيها فقال: “بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقومٍ فهو منهم” رواه أحمد. فهل يعي ذلك هؤلاء؟
وروى الإمام أحمد أيضًا: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنّ مشركي قريش اجتمعوا عند الحجر فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفّه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرّق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمرٍ عظيم -أو كما قالوا-، قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفًا بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول، قال: فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال: “تسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمدٍ بيده لقد جئتكم بالذبح”، فأين أولئك الذين يريدون منا أن نواجه السخرية بالدعوة؟
في غزوة بدر قتل الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- سبعين من المشركين وأسر سبعين آخرين ثم استشار فيهم أصحابه، فأشار أبو بكرٍ بأخذ الفداء لعل الله أن يهديهم للإسلام، وأشار عمر بضرب أعناقهم، فأخذ بمشورة أبي بكر، ثم عاتبه الله على أخذ الفداء بقوله: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) فندم على ذلك حتى بكى من شدة الندم وتمنى أن لو قتلهم ولم يقبل الفداء.
ومن بين أسارى بدر أقيم النضر بن الحارث ليُقتل لعظيم أذاه لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال مستعطفًا الرسول صلى الله عليه وسلم: من للصبية يا محمد؟ فقال: “النار”.
تحرّش بنو قينقاع بامرأةٍ من المسلمين فقتل رجلٌ من المسلمين الصائغ الذي جلست إليه فقتله اليهود، فحاصرهم عليه الصلاة والسلام حتى نزلوا على حكمه، فأجلاهم بعدما ألح ابن أبيّ في طلب العفو عنهم. ما أعظمها من عبرة! نبي الرحمة يقيم حربًا لأجل تحرشٍ بامرأةٍ واحدة وقتل رجلٍ واحد! فهل يعقل هذا جموع المخذلين؟ قُتِلت أمم وانتهكت أعراضها ولا نرى لهؤلاء نيةً في التحرك.
قَدِم نفرٌ إلى المدينة مسلمين، أصابتهم حمى المدينة فأمرهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يخرجوا مع راعي الإبل يشربون من أبوالها وألبانها فلما صحّوا قتلوا الراعي واستاقوا الإبل فبعث في آثارهم حتى جيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وكحل أعينهم بمسامير محماةٍ بالنار لأنهم فعلوا ذلك بالراعي ثم تركهم حتى ماتوا يستسقون فلا يُسقون، وهكذا يعاقب الغادرون.
القاعدة: لو أن المجاهدون فعلوا مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في بني قريظة ماذا سيقال عنهم؟!
وأضاف الشيخ إبراهيم الربيش: ولما همَّ بنو النضير بقتل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حاصرهم وخرّب نخيلهم وحرّقه حتى قبلوا بالجلاء من المدينة ولهم من أموالهم ما حملت الإبل إلا السلاح.
ولما غدرت بنو قريظة بعد الخندق استنفر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- المسلمين إلى قتالهم واستعجلهم حتى قال: “لا يصلينَّ أحدكم العصر إلا في بني قريظة” فحاصرهم حتى اشتد عليهم الحصار فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فحكم بقتل رجالهم وسبي النساء والذرية، فأُخذوا وكانوا ستمائة أو يزيدون على اختلاف الروايات، وقُتِل رجالهم حتى إنه ليأتي الغلام الذي اشتبه في بلوغه فيكشف عنه فإن كان قد أنبت قُتِل حتى فرغ منهم. ولنا أن نتخيل لو أنّ المجاهدين فعلوا هذا مع اليهود الصهاينة؛ أي كلامٍ سيقوله عنهم مدعو العلم؟
كان رجلٌ أعمى وكانت له جارية وكانت به رفيقةً وله منها غلامان وكانت تقع في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فينهاها فلا تنتهي، فوقعت في الرسول -عليه الصلاة والسلام- يومًا فقتلها، فلما بلغ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: “اشهدوا أنّ دمها هدر”.
ولما فعل كعب بن الأشرف ما فعل قام عليه الصلاة والسلام في أصحابه قائلًا: “من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله” فانتدب إليه محمد بن مسلمة -رضي الله عنه- في نفرٍ فاستدرجوه حتى قتلوه. ثم بعد ذلك جاء نصيب ابن أبي الحقيق فأرسلت إليه سرية فقتلوه وهو في بيته نائمٌ بين عياله.
ولما بلغه عليه الصلاة والسلام عن قومٍ أنهم منعوا الزكاة جهّز لحربهم حتى جاءه من يخبره أنّ القوم لم يمنعوها وفي ذلك نزل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا).
الرسول صلى الله عليه وسلم كان سيقيم حرباً لأجل رجل مسلم واحد!
وأضاف الشيخ الربيش: وفي صلح الحديبية بعث الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عثمان بن عفان رسولًا إلى المشركين، فأُشيع خبر مقتل عثمان فدعا أصحابه إلى البيعة، فتبايعوا تحت الشجرة على أن لا يفروا، ناوين مناجزة قريشٍ بسبب مقتل عثمان.
ولك أن تتأمَّل: كان سيقيم غزوةً لأجل قتل رجلٍ واحد، ولو كان بعض مدعي الحكمة من قومنا حاضرًا ذلك اليوم لقام خطيبًا ينادي الناس: الحكمة أن نرجع بقتيلٍ واحد لا أن نتسبب في قتلى كثير! يَحسِبون النصر والهزيمة بعدد القتلى ولا ينظرون إلى هيبة المسلمين وإخافة أعدائهم منهم.
وكذلك في مؤتة بعث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل في مخاطرةٍ بصفوةٍ من أصحابه حيث بعثهم إلى أطراف الشام، مكان بعيد وعدو شديد وتعريض ثلاثة آلافٍ من الصحابة لخطر استئصالهم، وكان سبب كل ذلك قتل رجلٍ واحدٍ من المسلمين أراد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يأخذ بثأره لأن العدوان عليه عدوانٌ على المسلمين، وهكذا تقام معركةٌ لأجل رجلٍ واحد، فيا لدماء المسلمين التي ارتوت منها الأرض ويدعي بعضنا أنّ المصلحة تقتضي خذلانهم.
ولما فُتِحت مكة جيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقيل له ابن خطل متعلقٌ بأستار الكعبة فقال: “اقتلوه” وكان أسلم ثم ارتد واتخذ جاريتين تغنيان بهجاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ولما قاتله أهل الطائف وتحصَّنوا في حصنهم حاصرهم ونصب عليهم المنجنيق وأمر بتخريب عنبهم ثم تركه لما سألوه أن يدعه لله وللرحم.
هذه طائفةٌ من أخبار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فإذا استشهدتم بقوله: “اذهبوا فأنتم الطلقاء” وبقوله: “إنما بُعثت رحمةً” وبعفوه عمن أراد قتله، وبزيارته لليهودي عند مرضه، وبإحسانه وتحمله لأذى عبد الله بن أبيّ، وبحلمه على من أساء إليه، إذا ذكرتم تواضعه للمسكين والفقير، ومداعبته الطفل والعجوز، وعطفه على الخادم واليتيم، وأكله اليسير ونومه على الحصير، إذا ذكرتم مهاداته الكفار وقبوله هداياهم واستدللتم بحديث “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا” إذا ذكرتم هذه وغيرها فاذكروا تلك؛ فإنّ الجميع من هدي محمدٍ -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي هو خير الهدي، والذي فعل هذه هو الذي فعل تلك، وجميع تلك السنن من شريعةٍ واحدة، وإذا أنكر علينا منكر مستدلًا بأنّ الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يقتل بيده غير رجلٍ واحد فلنرد عليه بأنه قد قُتل بأمره وتحت إشرافه مئات، وهو الذي بكى لأنه أخذ الأسرى قبل أن يُثخن في الأرض بكثرة القتل في المشركين.
لنأخذ الدين بكامله ولندخل في السلم كافة، وليس من هدي الإسلام أن يقتلونا وينتهكوا أعراضنا ويسخروا من ديننا ونبينا -عليه الصلاة والسلام- ثم نتحدث عن الإسلام وسماحته ونردد (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
من هو إبراهيم بن سليمان بن محمد الربيش.
.
ولد حفظه الله في عام 1401 من الهجرة، الموافق 1981م في مدينة بريدة بجزيرة العرب وبها نشأ.
تخرج الشيخ من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود، وبعدها هاجر إلى أفغانستان للجهاد في سبيل الله عز وجل وكان وقتها لم يتجاوز العشرين.
ولكن قدر الله سبحانه أن قبض عليه داخل الأراضي الباكستانية بواسطة بعض الباكستانيين المرتزقة الذين بدأوا ينتفعون من القبض على أكبر عدد من العرب وتسليمهم إلى الصليبيين، واستلمه الأمريكان وأودعوه معتقل غوانتنموا الرهيب. وهناك قال له الأمريكان: “لن تخرج من السجن حتى تبلى عظامك”.
ولبث الشيخ حفظه الله في سجن جوانتناموا بضع سنين قضاها صابرًا ثابتًا محتسبًا.
وفي يوم الثالث والعشرين من ذي القعدة عام 1427هـ وبعد سنوات من سجنه تزينت بالثبات وعلو المباديء جاء الفرج للشيخ من سجنه .. بعد أن علم الأمريكان أن اغلب ما تتلقاه قواتهم من عمليات إنما بسبب الثأر للسجناء في غوانتناموا.. عندها قررت الحكومة الأمريكية صاغرة تسليمه هو وستة عشر مجاهدًا لحلفائها العملاء في الحكومة السعودية.. ليعيش في سجونها فصولا أخرى من الامتحان.
لم يكن هناك من فرق بين سجن إبراهيم الربيش في غوانتناموا وبين سجنه في سجون السعودية لأنه كان سجينا من اجل هدف وقضية واحدة عند جهة واحده وإن اختلفت الأشكال والمسميات ..
ولم يكن سهل عند الأمريكان وحلفائهم أقتلاع جذور الإيمان إذا رسخت.. وتغيير مفاهيم الصادقين.. من مجاهدين شرفاء إلى متراجعين مهزومين وعملاء.. وبعد عدة شهور قضاها الشيخ في برنامج الإصلاح والمناصحة خرج.. خرج وكانه لم يدخل فيها..خرج ويقينه بالهجرة والجهاد لم يتزعزع.. رغم كثرة الشبهات والشهوات التي عرضت عليه..
والشيخ إبراهيم الربيش حفظه الله من خواص طلاب الشيخ الفقيه خالد الميشقح -أحد كبار فقهاء القصيم- وقد اجازه الشيخ في كتاب “زاد المستقنع” وكان إبراهيم الربيش يقرأ على الشيخ خالد المشيقح كثيراً في كتب أهل العلم.. بل إن الشيخ خالد المشيقح لم يشفع و لم يسع في فكاك أحد من الأسرى لدى الحكومة السعودية إلا للشيخ إبراهيم ولذك لمكانته عند الشيخ خالد .. وكان يحبه حب عظيما.
رحل الشيخ إبراهيم الربيش للالتحاق بإخوانه المجاهدين في اليمن -تاركًا زوجته وأولاده الثلاثة- هو وبعض من رفقاء دربه في أفغانستان وفي سجن غوانتاناموا.. تركوا الدنيا بعد أن تزينت لهم واقبلوا على الآخرة يطلبونها في كل حين كلما سمعوا هيعة أو فزعه قاموا إليها يطلبون الموت مظانه.

عن marsad

اترك تعليقاً