البيض يعترف بتلقي اموال من ايران ويدافع عن دعوات الانفصال

البيض يعترف بتلقي اموال من ايران ويدافع عن دعوات الانفصال

ويقول : ” إن تسلمت أموالاً من إيران فإني أفعل ذلك لمساعدة شعبي”

كان علي سالم البيض أحد المهندسين الرئيسيين للإتفاقية التي وحدت الجمهورية العربية اليمنية في الشمال و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب لتصبح الدولة الموجودة اليوم.

عندما تم الإعلان عن الإتفاقية في العام 1990, أصبح علي عبدالله صالح الذي كان رئيساً للشمال ذو الكثافة السكانية الأكبر، رئيساً، أما البيض الذي كان أميناً عاماً للحزب الماركسي الذي حكم الجنوب، أصبح نائباً للرئيس.

تم الإحتفال بالوحدة اليمنية واعتبرت لحظة تاريخية، لكن سرعان ما تلاشى ذلك الإحتفال، لتندلع بعده حرب أهلية في 1994.

أعلن القادة الجنوبيون الإستقلال وأعلن البيض رئيساً للجنوب ثانية، لم تدم الدولة المعلنة طويلاً، حتى استولت القوات الموالية للوحدة على محافظات جنوبية اعلنت الاستقلال خلال أشهر. فر البيض وباقي القادة الجنوبيين إلى خارج البلاد ليعيشوا في المنفى.

يعود البيض اليوم إلى الساحة السياسية في اليمن, ليضع نفسه على رأس الحراك الجنوبي، ذلك الإئتلاف المنقسم الذي يفتقد إلى قيادة رسمية، والذي يدعو إلى إستقلال الجنوب.

متحدثاً في مقابلة نادرة من مقر إقامته في شقة مطلة على البحر من العاصمة اللبنانية بيروت، البيض الذي مازالت تصفه مطبوعاته (قرطاسياته) برئيس الدولة المعلنة التي لم يكتب لها النجاح، نعت الوحدة بـ”الفاشلة”. بالرغم أن الجنوب كان متحمساً للوحدة، إلا أنه لم يتم التعامل معه بالتساوي كشريك مع الشمال. الجنوبيون شعروا أنهم تحت إحتلال حقيقي من الحكومة المركزية في صنعاء. عائدات النفط تم نهبها من قبل المسؤولين الفاسدين، كما يقول البيض، وتمت مصادرة آراء الجنوبيين السياسية وهويتهم الثقافية، وقوبلت إحتجاجاتهم السلمية بالعنف.

يقول البيض “الموضوع ليس له علاقة بالإنفصال. نحن نطالب بإستعادة دولتنا وإنهاء الإحتلال الشمالي.”

و يرى البيض نفسه ممثلاِ شرعياً للشعب الجنوبي، بالرغم من إعترافه بعدم إعتقاده بإنهاء 18 عاماً من العيش في المنفى قريباً. لكن بالرغم من بعده، إستطاع البيض الإحتفاظ بنفوذه – بعض قيادات الحراك الجنوبي يسافرون إلى بيروت بشكل منتظم للإلتقاء به وهناك قناة فضائية موالية له تتمتع بقاعدة مشاهدين كبيرة في كل أنحاء الجنوب.

يظل البيض شخصية مثيرة للجدل، حتى بين الذين يتبنون فكرة الإنفصال، كثيرون يرون أن البيض – الرجل السبعيني المسن – أنه من بقايا مرحلة مختلفة، كثيرون لم ينسوا أنه صعد إلى القيادة على أهوال الحرب الأهلية الدموية في اليمن الجنوبي عام 1986، إلا أن بعضهم ما زالوا يقولون أن إصراره على الإنفصال الكامل عن اليمن، يعد أمراً غير واقعي.

القادة الآخرون أمثال علي ناصر محمد، الذي كان رئيساً للجنوب من 1980 إلى 1986 وحيدر أبوبكر العطاس، حليف سابق للبيض والذي شغل منصب رئيس الوزراء عقب الوحدة، إقترحوا أن يكون للجنوب حكم ذاتي في ظل نظام فيدرالي.

يرفض البيض أن يكون جزءاً من صفقة من ذلك النوع، ويقول عن الإتفاقية التي أبعد صالح بموجبها من الرئاسة، أنها متحيزة ضد المصالح الجنوبية. ويضيف “نحن لا نريد أن ينظر لنا على أننا (بقايا الطعام) بإنتظار ما تبقى من فتات صنعاء.”

ويتهم دبلوماسيون وسياسيون محليون إيران بالعمل على تعزيز نفوذها في اليمن سعياً للضغط على منافسيها، الجارة الشمالية لليمن، العربية السعودية، التي تسيطر على شخصيات دينية و قبلية و سياسية.

ورفض البيض الإجابة المباشرة حول إن كان قد تلقى أموالاً من إيران مقابل مواقفه المتصلبة؛ “إن كنت قد تسلمت أموالاً من إيران، فإني كنت أفعل ذلك لمساعدة شعبي”، قال البيض، واصفاً من يثيروا تلك المسألة بأن لهم أهدافاً سياسية. و شدد على أن الأساس في كل مواقفه ينبثق من إرادة الشعب الجنوبي.

و قال البيض أنه سيستمر في المطالبة بالإنفصال، وأن ليس لديه تخوف من إحتمالية أن يسعى المجتمع الدولي الذي يريد أن يرى يمناً موحداً، إلى فرض حالة عزلة على الجنوب الجديد المستقل.

وأضاف البيض “لن أتخذ موقفاً بناءاً على مطالب المجتمع الدولي، الأمر المهم هو مطالب شعبي، القول أن المجتمع الدولي يريد ذلك .. أمر جيد، ذلك ما يريده المجتمع الدولي، لكن نحن أصحاب القضية – نحن أبناء الجنوب.”

*صحيفة ماكلاتشي الأمريكية – تقرير آدم بارون

*ترجمة مهدي الحسني

عن marsad

اترك تعليقاً