الافراج عن الشيخ العلامة المحدث سليمان العلوان بعد تسع سنوات في السجن

الافراج عن الشيخ العلامة المحدث سليمان العلوان بعد تسع سنوات في السجن

عرضوا عليه منصب المفتى فرفض

شبكة المرصد الإخبارية

تم اليوم الإفراج عن الشيخ العلامة سليمان العلوان أحد كبار علماء الدين في بلاد الحرمين الشريفين بعد تسع سنوات قضاها في السجن الظالم تعرض خلالها لألوان من التعذيب والمساومات.
ولأن الشيخ لم يكن على طريقة حكام آل سعود في تناوله للدين والفتيا فقد تعرض للتجاهل ولم يعرف عنه إلا طلبة العلم الذين أدركوا تفوقه وتأهيله للاجتهاد.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واحتلال افغانستان والعراق تعرض كثير من المشايخ لامتحان لاثبات انهم مع السلطة وإلا فمصيرهم السجن، وقد رفض الشيخ التصريح بذلك فاعتقل ونجحت الداخلية السعودية في حشره بخبث في ثنايا ما يسمى بالحملة ضد الإرهاب فلم يشكل اعتقاله حدثا مهما على المستوى الشعبي، ولأن الداخلية السعودية نجحت في تصنيف معتقلي تلك الفترة بالجماعات الخطرة فلم تكن بحاجة لأن تراعي أي إجراء حقوقي ولا توجه تهما ولا تعرضهم على محاكمات.
وبقي الشيخ في السجن تسع سنوات ثلثيها (6سنوات) حجز انفرادي عزل فيها عن العالم كليا لفترات طويلة وصلت في مرة من المرات أكثر من سنة ونصف.
وإضافة للحبس الانفرادي وعزله عن العالم فقد تعرض لظروف قاسية في السجن من بينها أنه كان يسلط عليه المكيف لدرجة التجمد دون وجود وسائل وقاية، ومع ذلك صمد الشيخ ورفض أن يطلب منهم اغلاق المكيف حتى لا يشعرهم أنه اشتكى لهم أو طلب منهم شيئا ، وكان يقضي وقته بقراءة القرآن وقيام الليل والذكر.
ويكشف المدون السعودي الشهير والعليم بأوساط الأسرة السعودية الحاكمة “مجتهد” أن الشيخ سليمان العلوان أثناء سجنه عرضت عليه عدة عروض مقابل أن يتفاهم مع السلطة منها منصب المفتي ومنها التمكين من كل وسائل الإعلام يتحدث متى شاء فرفض هذا كله.
ويضيف: خلال مدة اقامته -في السجن- دعي حوالي 18 مرة لمقابلة نايف بن عبد العزيز -وزير الدداخلية السعودي- أو ابنه محمد للتفاهم معهم فكان يرفض بشدة لأنه يعلم أن المقابلة لن تكون إلا بثمن.
ولم تفكر الداخلية بتوجيه أي تهمة له او محاكمته إلا بعد أن بدأت الحملة التي قادها الشيخ يوسف الأحمد في المطالبة بتطبيق الاجراءات الجزائية، وبعد ضغط الحملة قررت وزارة الداخلية السعودية محاكمة الشيخ وأرسلت المدعي يقنعه بالحضور فرفض وبرر رفضه بردود شرعية وحقوقية قاتلة وتأجلت المحكمة عدة مرات.
وحين أصيب الشيخ العلوان بالتهاب المرارة قرر محمد بن نايف المسئول عن وزارة الداخلية أن يتركه لحتفه وهي وسيلة استخدمتها الداخلية السعودية مع السجناء بحرمانهم من العلاج إما للقتل أو للتعذيب، ورغم مناشدة الداخلية من قبل أهل الشيخ وفريق المحامين وعدد من المشايخ فقد أصر محمد بن نايف على رفض إجراء العملية طمعا في أن يموت الشيخ، ولم ينقل الشيخ للمستشفى لإجراء العملية إلا بعد حملة إعلامية على موقع تويتر رافقها تجمعات أخافت محمد بن نايف فعلا فاضطر اضطرارا لنقله للعلاج، وأكد الأطباء الذين أجروا العملية أن الشيخ كان حقيقة في آخر مراحل المرض ولربما لو تأخر أكثر لربما تسبب في وفاته .
وقد أسيئت معاملة الشيخ قبل وبعد العملية ثم نقل بعد زيارة أهله لزنزانة صغيرة بلا فراش ولا ماء وعزل مرة أخرى وقطعت عنه الاتصالات لسبب غير معروف، وتسربت المعلومات التي تبين سبب الانقطاع وهو أن محمد بن نايف أصر على حمله بالقوة للمحكمة وإحضاره قسرا رغم رفضه الحضور فماذا فعل الشيخ؟
رفض الشيخ الحديث لأي شخص في المحكمة بمن فيهم القاضي وأشغل نفسه بقراءة القرآن الذي استمر يقرأه منذ أن حملوه للمحكمة إلى أن أعادوه للزنزانة، وفي المحكمة طلب منه التوقيع على بضعة إقرارات فرفض رفضا باتا وقال لن أوقع لكم على شيء ولا أعترف بمحكمتكم ولا ادعائكم ولا تهمكم ولا إجراءاتكم.
وأعيد الشيخ لزنزانته وهو لا يعلم أن القاضي سيصدر قرارا بالافراج عنه ويبدو أن أمر الإفراج سلم للمحامي وبلغ به الشيخ بعد ذلك والله أعلم.
ومن عجائب الشيخ العلوان أنه يقول إنه لا يدعو لنفسه بالفرج لكن يدعو بالثبات ودائما ما ينصح السجناء بهذه النصيحة ويقول ما فائدة اطلاق السراح دون ثبات.
العارفون بالعلامة الشيخ العلوان يصفونه بأنه قد بلغ تأهيله للإمامة تميزا تاريخيا فلم يتفوق على أقرانه فحسب بل تجاوز كل أساتذته ولربما لم تر الجزيرة العربية مثله منذ قرون.
فقد تفوق الشيخ العلوان في الحفظ وفي الفهم والقدرة على الاستنباط والنقاش العلمي وفهم الواقع كما تفوق في أخلاقه وشجاعته وإخلاصه وتجرده في المواقف.
ويقول تلاميذه المباشرون إن حفظه وذكائه يشبه ما نقرأ في الكتب عن الحفاظ المشهورين في التاريخ وذكائهم.

عن marsad

اترك تعليقاً