التفاف القيادة خلف الرئيس الكوري الشاب

الإدارة الأمريكية تتعامل ببرود حيال التهديدات الكورية وجهلهم بالزعيم الكوري الشمالي الشاب

التفاف القيادة خلف الرئيس الكوري الشاب
التفاف القيادة خلف الرئيس الكوري الشاب

الإدارة الأمريكية تتعامل ببرود حيال التهديدات الكورية وجهلهم بالزعيم الكوري الشمالي الشاب

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

 

التقييم الاستخباري الأمريكي يفيد بأن زعيم كوريا الشمالية الشاب يحاول تعزيز رصيده الداخلي وفرض نفسه كلاعب إقليمي قادر على وضع بيونغ يانغ على الخريطة الدولية. وعلى الأرجح تلميح البيت الأبيض قبل أيام انه لا يأخذ بجديّة تهديدات كوريا الشمالية، دفع جونغ – أون إلى رفع وتيرة التهديدات والإعلان عن خطط جاهزة لضرب الولايات المتحدة.

كأن هناك شعورا أن البيت الأبيض لا يأخذ بجدية تهديدات كوريا الشمالية بضرب الولايات المتحدة نووياً، في وقت تحدث فيه البنتاغون عن «تهديد واضح ومباشر» من بيونغ يانغ مكتفياً بتسريع نقل صواريخ دفاع بالستية إلى جزيرة غوام بالتزامن مع تواصل أميركي مع الصين لدفع كوريا الشمالية إلى تخفيف وتيرة لهجتها.

التهديد الكوري لأمريكا
التهديد الكوري لأمريكا

الخرائط والصور الأخيرة التي بثها التلفزيون الكوري الشمالي تشير إلى أن مدينة أوستن في ولاية تكساس على لائحة المدن الأميركية التي يمكن استهدافها، ما أدى إلى تهكم متواصل من سكان المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي. وصل الأمر حتى إلى حكومة المدينة التي كتبت على تويتر: «لا داعي للقلق أوستن، نحن مستعدون»، مع شريط فيديو من العام 1951 تحت عنوان: «توارَ وتغطَّ» من بطولة «السلحفاة بيرت». وهو فيلم بثته الإدارة الأميركية حينها لتثقيف الأطفال حول مخاطر القنبلة الذرية.

سخرية الأميركيين طالت أيضا حاكم ولاية تكساس ريك بيري الذي حاول استغلال الحدث لترويج إنجازاته قائلا: «اقتصاديا، ما حصل في تكساس خلال العقد الماضي جعل هذه المدينة مركز الكثير من التكنولوجيا والتنمية الاقتصادية، وأعتقد أن الأفراد في كوريا الشمالية يفهمون أن أوستن الآن مدينة مهمة جداً في أميركا”.

واشنطن تتعامل منذ عقود مع تهديدات كوريا الشمالية بطريقة متأنية، حيث تعلن دعمها العلني والملموس لكوريا الجنوبية واليابان مقابل تنسيق مكثف مع الصين حول المسألة. إضافة إلى ذلك تجري بين الحين والآخر محاولات انخراط مع كوريا الشمالية ضمن إطار الأطراف السداسية مقابل مساعدات غذائية لتشجيع بيونغ يانغ على الحوار. ومع ذلك لم تتمكن الإدارات الأميركية المتعاقبة من التوصل إلى صيغة لنزع السلاح النووي الكوري الشمالي.
الإدارة الأميركية تؤكد أن المنطقة ليست «على مشارف حرب» حتى الساعة، وبالتالي تتعامل ببرودة وحذر حيال هذه التهديدات. والإعلام الأميركي تجاهل الحدث الكوري الشمالي، ولم يكن بالأمس حتى على الصفحة الأولى لـ«واشنطن بوست» أو “نيويورك تايمز”.

اللغز بالنسبة إلى الأميركيين يبقى أن ليس لديهم معرفة بالزعيم الكوري الشمالي الشاب، ما يترك مساحة لعدم اليقين في فهم تحركاته. وزير الدفاع تشاك هايغل قال الأسبوع الماضي: «لقد رأينا مسارات تاريخية هنا حيث تذهب كوريا الشمالية أحيانا في اتجاه محاولة لفت انتباه الولايات المتحدة، لتحاول مناورتنا إلى موقف إيجابي لمصلحتها، سواء كان ذلك بالمزيد من المساعدة أو بانخراط ثنائي». لكن صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور» تساءلت بالأمس عما إذا كانت الولايات المتحدة «يمكنها الثقة بزعيم كوريا الشمالية للتصرف بعقلانية؟».

لكن هناك متغيرات إقليمية تفرض وقائع مستجدة وما يكفي من عدم اليقين، مثل لاعبين جدد في الكوريتين أي الزعيم الشاب في الشمال كيم جونغ ـ أون الذي لم يُختبر بعد، ورئيسة كوريا الجنوبية الجديدة بارك غون ـ هاي، هذا بالإضافة إلى المناورات الجديدة المكثفة والاختبارات النووية التي قامت بها كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة. بيونغ يانغ تسعى بكل بساطة لإقرار من واشنطن بسلاحها النووي يشبه نظرتها إلى باكستان، لكن هذا مستبعد أميركيا نتيجة دينامية المنطقة.

على المسار السياسي، وزير الخارجية الأميركي جون كيري يبدأ جولة آسيوية الأسبوع المقبل تشمل كوريا الجنوبية والصين واليابان لاحتواء التهديدات. البنتاغون لم يعلن عن حالة طوارئ عسكرية، بل اكتفى بتسريع نقل نظام متقدم لصواريخ دفاع بالستية إلى جزيرة غوام غرب المحيط الهادئ، التي تضم قاعدة بحرية وجوية وحوالى ستة آلاف جندي أميركي، على وقع تهديدات كوريا الشمالية التي أعلنت أن «لحظة الانفجار تقترب بسرعة”.

وسيصل كيري إلى المنطقة في محاولة لنزع فتيل الأزمة، قبل الوصول المتوقع لأنظمة الصواريخ بعد حوالى أسبوعين، بعدما كان مقرراً وصول الصواريخ بعد عامين قبل التهديدات الأخيرة. أميركا وصفت الإجراء بأنه «خطوة احترازية» لحماية القوات الأميركية البحرية والجوية، لكن حتى كوريا الجنوبية خففت بالأمس من خطورة الموقف وذكرت أن صواريخ «موسودان» التي نشرتها كوريا الشمالية على ساحلها الشرقي تصل إلى مدى 1900 ميل، فيما غوام تبعد 2200 ميل عن كوريا الشمالية التي بدأت تخفف تدريجيا من وتيرة التهديدات.

كوريا الشمالية تقول إن الصواريخ في ساحل البلاد الشمالي تأتي رداً على القاذفات الأميركية في غوام والطائرات الأميركية المقاتلة «أف 22» المتمركزة في قاعدة في اليابان، والتي قامت مؤخراً بمناورات جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية فوق شبه الجزيرة الكورية. مدى هذه الصواريخ يصل إلى كوريا الجنوبية، وحتى إلى الفيليبين، لكن ليس هناك مؤشرات أنها قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة أو انها محملة برأس نووي. القلق المتزايد من تحركات كوريا الشمالية العسكرية هو في اليابان أكثر من كوريا الجنوبية، وبالتالي تأتي زيارة كيري إلى طوكيو لطمأنة المسؤولين فيها.

هايغل، وزير الدفاع الاميركي، وصف تهديدات كوريا الشمالية بأنها «خطر حقيقي وواضح وتهديد» للمصالح الأميركية، وأوضح «لديهم القدرة النووية الآن، لديهم قدرة الإيصال بالصواريخ الآن… نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد»، مضيفا: «نحن نبذل كل ما بوسعنا لنزع فتيل هذا الموقف في شبه الجزيرة الكورية، وآمل أن تخفف كوريا الشمالية من خطابها الخطير جداً»، لافتاً إلى وجود طريق أمام بيونغ يانغ إذا ما قررت أن تكون «عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي”.

عن Admin

اترك تعليقاً