
بريطانيا تجمّد أصول أبو قتادة لتغطية تكاليف معركته القانونية قبل ترحيله إلى الأردن
شبكة المرصد الإخبارية

بريطانيا تجمّد أصول أبو قتادة لتغطية تكاليف معركته القانونية قبل ترحيله إلى الأردن
شبكة المرصد الإخبارية

واشنطن تلغي التهم ضد سعودي الطنجرة وترحّله
شبكة المرصد الإخبارية
بعد أن ظل رهن التوقيف أربعة أسابيع إثر اعتقاله في مطار ديترويت، في أعقاب هجمات بوسطن، قررت السلطات إلغاء التهم التي وجهتها للسعودي حسين الخواهر، 33 عاما وأب لثلاثة أطفال، وفق ما نقل محاميه.
أفرجت المحكمة الفيدرالية في ديترويت بولاية ميتشيجان، البارحة الأولى، عن المبتعث حسين آل خواهر، البالغ من عمره 33 عاما، بعد شهر من اعتقاله في مطار ديترويت بسبب حمله «قدر ضغط»، حيث اتهمته إدارة الهجرة والجمارك بحمل قدر ضغط والإدلاء بمعلومات مغلوطة للضباط العاملين في مطار ديترويت في ميتشيجان، بعد أن رصدوا نزع صفحتي 33 و34 من جواز السفر وطنجرة ضغط. وأقر قاضي المحكمة منع المواطن من البقاء في الولايات المتحدة، وإلزامه بالمغادرة.
بعد أسابيع قضاها في أحد سجون ديترويت، من المقرر أن يكون المواطن السعودي حسين الخواهر قد أُبعد عن الولايات المتحدة إلى السعودية أمس (السبت)، إثر قرار النيابة الأميركية إسقاط التهم التي وُجهت إليه بعد ضبط «طنجرة ضغط» في أمتعته لدى وصوله إلى مطار ديترويت في 11 آذار (مارس) الماضي، ما أثار مخاوف من احتمال استخدامها في عمل تخريبي كالذي حدث في بوسطن.
ونقلت الصحف الأمريكية عن المحامي جيمس هوارد قوله إنه تلقى اتصالا من مكتب المدعي العام في وقت متأخر من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، يبلغه فيه بأن موكله لم يعد محل متابعة قضائية في الولايات المتحدة.
وكان الخواهر، وفقا لمحاميه ينوي زيارة أحد أقاربه ويحمل له معه طنجرة ضغط من أجل إعداد وجبات سعودية، من دون أن يكون على علم بأنه تم استخدام جهاز مماثل في تنفيذ الهجمات الإرهابية التي استهدفت ماراثون بوسطن قبل تلك الواقعة بأيام قليلة.
وأضاف أن عدم امتلاك الخواهر لمهارة اللغة الإنجليزية كان السبب في “الخلط الذي انتهت عليه الأمور.”.
غير أنه لن يكون بإمكان الخواهر تنفيذ الهدف من زيارته إلى الولايات المتحدة وهو زيارة قريبه، حيث أن المحققين قرروا نقله فورا إلى سلطات الهجرة “لترحله فورا خارج البلاد، نظرا لاستظهاره غير ملائم وفشله في الإجابة عن أسئلة عند وصوله.”

قاض المحكمة الجزائية: المحكمة لا تتعمد التأخير .. وأعماركم في الاعتبار
شبكة المرصد الإخبارية
فيما وضعت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة فاصلا يعزل ما بين المدعى عليهم وممثلي الصحافة وحقوق الإنسان ومندوبي السفارات، شدد ناظر إحدى القضايا الأمنية على أن القضاء ينظر بعين “التأمل والاعتبار” لسن المتهم عند ارتكابه الجريمة، ناهيك عن الأخذ أيضاً بعين الموضوعية لمكان ارتكاب المدعى عليه لجريمة سواء أكانت خارج أو داخل البلاد.
واستأنفت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أمس جلساتها، إذ مثل أمس بعض أفراد خلية تضم 94 مدعى عليهم، وهم المتهمون “51.52.54.55.58.60.59” سعوديي الجنسية، منهم مدعى عليه مطلق السراح (59)، فيما امتنع أحد المتهمين من المثول أمام المحكمة أو تقديم رده على الاعترافات المنسوبة إليه، في حين طلب المدعى عليه 59 مهلة إضافية للرد على الاعترافات المنسوبة إليه، الأمر الذي قوبل بالموافقة من قبل ناظر القضية.
وأجمع المتهمون خلال ردهم على سؤال لناظر القضية عن صحة اعترافاتهم المصدقة شرعاً، بأن الإقرار أتى بإملاء من قبل المحققين، منكرين ما جاء فيه جملة وتفصيلاً.
وأكد أحد المتهمين أن الاعترافات كتبت من قبل أحد المحققين، فيما أبان المتهم رقم 58 بأنه أخبر القاضي بأن اعترافاته أخذت تحت الإكراه، وأن القاضي ذيل في نهايته بأنه رجع عن التكفير، وأنه براء إلى الله منه. كما طالب بتدوين رده على اعترافاته التي قدمها في وقت سابق للمحكمة.
بدوره، دعا ناظر القضية المتهمين إلى إبعاد القصد من أن المحكمة أو القضاء يتقصد تأخير أو إرجاء المحاكمات، مبيناً أن المحكمة تنظر بعين التأمل في سن المدعى عليه عند أخذ اعترافاته أو الحكم عليه، أو في حال ارتكاب الجرم داخل أو خارج البلاد.
وأفصح ناظر القضية خلال رده على المتهمين أنه أصدر بحق عدد منهم في خلية الـ94 أحكاما بإطلاق السراح، مبيناً في ذات الوقت أنه في حال تقديم الردود على الاعترافات يسمح للمدعى عليه بمعرفة ما إذا كان أصدر بحقه أمر إطلاق سراح من عدمه.
يذكر أن المحكمة الجزائية المتخصصة في أمن الدولة فتحت ملف قضية خلية الـ94، إذ واجهت المتهمين بتهم التخطيط لقلب نظام الحكم عبر التواصل مع منشقين في الخارج. وجرى خلال المحاكمة الكشف عن مخطط لاستئجار عدد من المواقع في مدينة حائل شمال البلاد، وتحويله إلى مأوى لأعضاء تنظيم القاعدة في المملكة، إضافة إلى تعاون عدد من المتهمين مع زعيم اللجنة الشرعية في تنظيم القاعدة السعودي، التي كفرت بدورها الحكومات في العالم الإسلامي، والمحاكم التابعة لها والمجالس التشريعية، والهيئات الأممية.
وكشفت مجريات المحاكمة كذلك عن وجود تواصل بين أفراد الخلية ومنظري ما يسمى بـ”حركة الإصلاح” خارج البلاد، وتبادل الرسائل مع المسؤول الأول (سعد الفقيه) ومتابعة ما يسمى “قناة الإصلاح” التي تعمد إلى إثارة الفتنة وزعزعة الأمن وعصيان ولي الأمر والخروج عليه.

البشير يأمر بوقف ضخ النفط من جنوب السودان وفتح باب الجهاد
شبكة المرصد الإخبارية
أمر الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس بوقف نقل نفط جنوب السودان عبر أراضي السودان ابتداء من اليوم الأحد ، وذلك بعد أقل من شهرين على عودة تدفق النفط الجنوبي عبر الأراضي السودانية.
أمر الرئيس السوداني عمر حسن البشير بوقف ضخ جميع صادرات النفط من جنوب السودان من يوم الأحد قائلا إن جوبا تدعم المتمردين في بلاده وذلك في خطوة قد تدفع الجارتين إلى شفا المواجهة من جديد بعد سلام نسبي دام شهورا.
وحث البشير الشباب على الالتحاق بالجيش والاستعداد “للجهاد”. ولم يحدد الرئيس السوداني العدو في هذا الصراع لكن قائد قوات الدفاع الشعبي في السودان قال إن رجاله مستعدون لمواجهة جنوب السودان.
وجاء الأمر بإغلاق خط أنابيب النفط بعد ثلاثة أشهر من إنهاء البلدين خلافا عميقا بشأن تصدير الخام. ويحمل خط الأنابيب النفط من جنوب السودان عبر السودان إلى ميناء على البحر الأحمر وهو الطريق الوحيد لتصدير نفط الجنوب إلى الأسواق العالمية.
وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) إن البشير أمر وزير النفط السوداني عوض الجاز “بمخاطبة الشركات العاملة في نفط جنوب السودان بإغلاق الأنبوب الناقل لبترول الجنوب اعتبارا من يوم غد الأحد.”
وانفصل جنوب السودان عن السودان في عام 2011 بعد حرب استمرت عقودا واتفقا في مارس آذار على استئناف ضخ النفط بعد توقف دام 16 شهرا بسبب خلاف على رسوم العبور وخلافات على ترسيم الحدود.
وبدأ استئناف ضخ النفط عبر خط الأنابيب في مايو أيار استعدادا لتصديره من ميناء بورسودان.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن البشير قوله “السودان لن يسمح بتصدير نفط دولة الجنوب لاستخدام عائده في دعم المتمردين والمرتزقة ضد السودان.”
وأضافت الوكالة “دعا البشير الشباب إلى الانخراط في صفوف الجهاد ووجه بفتح معسكرات القوات المسلحة والدفاع الشعبي اعتبارا من الغد.”
ومن شأن تأكيد وقف ضخ النفط أن يبدد الآمال في شريان اقتصادي للبلدين الفقيرين اللذين كانا يعتمدان في السابق على صادرات النفط والرسوم الخاصة بها في تحصيل جزء كبير من دخل الدولة.
وقالت وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) أن البشير وجه وزير النفط بمخاطبة الشركات العاملة في نفط جنوب السودان باغلاق الانبوب الناقل لبترول الجنوب اعتبارا من اليوم الأحد.
وأوضح البشير لدى مخاطبته احتفالا جماهيريا بمنطقة الشلعاب بمناسبة افتتاح كهرباء قرى شمال بحري (شمال الخرطوم) أن القرار الخاص بإغلاق أنبوب نفط الجنوب جاء بعد دراسة متأنية لكل تبعاته وآثاره المتوقعة.
وذكر البشير أنه كان قد أمهل دولة جنوب السودان لوقف ممارساتها التي وصفها بالخرقاء في التعامل مع السودان في إشارة منه (لدعم التمرد) مبينا أن السودان لن يسمح بتصدير نفط دولة الجنوب لاستخدام عائده في دعم المتمردين والمرتزقة ضد السودان.
وقال إن السودان سيمضي في قراراته بعد دراستها ولن يهمه أن يتم تصدير نفط الجنوب عبر كينيا أو أي دولة أخرى مشيرا إلى أن السودان كان يأمل أن يكون هناك حسن جوار مع دولة الجنوب لكنها رأت غير ذلك.
كما دعا البشير الشباب إلى الانخراط في صفوف الجهاد ووجه بفتح معسكرات القوات المسلحة والدفاع الشعبي اعتبار من اليوم. وقال نحن “لا بنتلاك ولا بنبتلع” (لا يمكن مضغنا ولا بلعنا) . ومضى يقول: نحن منحنا الجنوب دولة كاملة الدسم بكل الخدمات والمال لكنهم اختاروا أن (يعضوا) اليد التي (مدت) لهم. وهدد ممن أسماهم “الخونة والمارقين” بأن يفقأ عيونهم إذا (رفعوها) على السودان وأن يقطع أصابعهم ويقتلع ألسنتهم.
ورقص البشير ملوحا بعصاه الشهيرة وحث الشباب في خطاب بثه التلفزيون على الالتحاق بالجيش وقوات الدفاع الشعبي.
وقال عبد الله الجيلي المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي – وهي وحدة شبه عسكرية مفتوحة للمتطوعين – لوكالة سونا إن رجاله سيعملون على “التصدي لمحاولات دولة جنوب السودان لزعزعة استقرار البلاد“.
وجدد وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا بنجامين نفي بلاده دعم المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالبشير أو تسليحهم.
وقال بنجامين “لم يتم إبلاغنا بشيء عن ذلك (وقف تدفق النفط) حتى الآن. كنا قد اتفقنا على استئناف ضخ النفط.”
وأضاف أن أي خلافات بين الجارتين يجب حلها عن طريق الاتحاد الإفريقي الذي توسط في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مارس آذار وأفسح المجال أمام استئناف صادرات النفط
وكان الدولتان اتفقتا في مارس الماضي على استئناف صادرات النفط الخام من جنوب السودان عبر منشآت السودان النفطية بعد حل خلافات على رسوم النقل وقضايا أخرى.

الإثنين 10 يونيو غرة شهر شعبان المبارك
شبكة المرصد الإخبارية
أعلنت دار الإفتاء أن يومَ الإثنين الموافق العاشر من شهر يونيو لعام 2013م هو أول أيام شهر شعبان لعام 1434هـ.
وكانت دار الافتاء المصريةُ استطلعَت هلالَ شهرِ شعبان لعام 1434هـ بعد غروب شمس يوم السبت التاسعِ والعشرين من شهر رجب لعام 1434هـ الموافق الثامن من شهر يونيو لعام 2013م بواسطة اللِّجان الشرعيةِ العلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.
وقالت في بيان لها إنه قد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية الشرعية عدمُ ثبوتِ رؤية هلالِ شهر شعبان لعامِ 1434هـ بِالعَيْن المجردةِ، وقد وافَقَ ذلك الحسابَ الفلكي الذي بَيَّنَ أن القمر قد نزل تحت الأفق قبل غروب الشمس بحيث لا يُمكن رؤيته.
وتتقدم الإفتاء بهذه المناسبةِ الكريمةِ بخالص التهنئة لفخامة الرئيس د. محمد مرسي رئيس الجمهورية، ونتمنى له دوام الصحة والعافية، كما نتقدمُ بخالص التهنئة للشعب المصري الكريم، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعين الله سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.
وكان المشروع الإسلامي لرصد الأهلة أعلن أن شهر شعبان سيبدأ في جميع الدول الإسلامية يوم الاثنين المقبل” 10/ يونيو”.
وبين المركز في إعلان أعده د. هيمن متولي رئيس اللجنة العلمية في المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وأستاذ الفلك في جامعة القاهرة أن الاقتران المركزي (المحاق المركزي) لهلال شهر شعبان للعام 1434 هجرية سيحدث يوم السبت 08 يونيو 2013 في الساعة 15:56 بالتوقيت العالمي بمشيئة الله، وفي هذا اليوم تستحيل رؤية هلال شهر شعبان من جميع دول العالم الإسلامي بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أما يوم الأحد 09 يونيو فإن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بسهولة من قارة أمريكا الجنوبية والوسطى، في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من أفريقيا، فيما يشترط التلسكوب لرؤية الهلال من قارة أستراليا والأجزاء الشرقية والجنوبية والغربية لقارة آسيا وجنوب أوروبا.
وعليه فإنه من المفترض أن تعلن الدول الإسلامية والمرجعيات الإسلامية بدء شهر شعبان يوم الاثنين 10 يونيو إذا كانت رؤية الهلال شرطا لبدء الشهر الهجري.
وبإلقاء نظرة على وضع الهلال يوم الأحد 09 يونيو 2013م في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن الحسابات السطحية للهلال عند غروب الشمس كما يلي:
مكة المكرمة: يغيب القمر بعد 39 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 22 ساعة و31 دقيقة. والرؤية ممكنة بالتلسكوب، وقد يُرى بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام.
أبو ظبي: يغيب القمر بعد 36 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 21 ساعة و53 دقيقة. والرؤية ممكنة بالتلسكوب فقط.

تأجيل محاكمة مبارك وقرار صادم بعدم جواز نظر الادعاء المدني ينبيء عن إفلات مبارك ونجليه وأعوانه من العقاب
شبكة المرصد الإخبارية
أجلت محكمة جنايات القاهرة بعد انعقاد استمر دقائق يوم السبت جلسة إعادة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين خلال انتفاضة عام 2011 إلى يوم الاثنين وسط استياء المحامين المدافعين عن المصابين وأسر القتلى لصدور حكم من المحكمة بإبعادهم عن الجلسات.
وقال رئيس المحكمة المستشار محمود كامل الرشيدي بشأن إبعاد عشرات المحامين المدافعين عن مصابي الانتفاضة وأسر قتلاها “حكمت المحكمة بعدم جواز نظر الادعاء المدني أمام هذه المحكمة.”
وكان القاضي رحب قبل صدور الحكم بطلب من أحد المحامين المدافعين عن المدعين بالحق المدني يبدون فيه الاستعداد لتنظيم أفضل لمرافعاتهم خلال الجلسات. ولم يتسن الحصول على تعليق على الفور من رئيس المحكمة لبيان سبب تغيير موقف المحكمة منهم.
وكان الرشيدي قال في الجلسة الأولى التي عقدت يوم 11 مايو أيار إنه سيفض أحراز القضية بما فيها تقرير بأدلة جديدة في جلسة يوم السبت لكنه فاجأ الخصوم في القضية ومتابعيها بالحكم بإبعاد المحامين المدافعين عن المدعين بالحق المدني وتأجيل نظر الدعوى دون إشارة إلى سبب عدم فض الأحراز.
لكن كان باديا أنه يجد صعوبة في إدارة الجلسة لوجود عدد كبير من المحامين المدافعين عن المصابين وأسر الشهداء وعدد كبير من مصوري الصحف ووكالات الأنباء الذين هدد بإبعادهم عن الجلسات التالية.
وجاء تهديد الرشيدي للمصورين بعد أن أمرهم بالابتعاد عن قفص الاتهام الذي مثل فيه مبارك والمتهمون الآخرون في قضية قتل المتظاهرين وقضية استغلال نفوذ وهم علاء وجمال ابنا مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وستة من كبار معاوني العادلي وقت الانتفاضة ورجل أعمال يحاكم غيابيا.
وأطيح بمبارك يوم 11 فبراير عام 2011 بعد 18 يوما من الاحتجاجات التي شارك فيها ملايين المصريين.
وتعاد محاكمة مبارك والعادلي وكبار ضباط الشرطة السابقين بتهم تتصل بقتل المتظاهرين.
وتعاد محاكمة مبارك وابنيه ورجل الأعمال حسين سالم الذي كان مقربا من الرئيس السابق بتهم تتصل باستغلال النفوذ. وكان سالم غادر البلاد بعد اندلاع الانتفاضة التي قتل خلالها نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف بحسب تقرير لجنة حكومية لتقصي الحقائق.
وأشار محامو المصابين وأسر القتلى لدى النطق بحكم إبعادهم من الجلسات التالية بأيديهم رافضين الحكم وهتفوا “باطل باطل” و”القصاص القصاص” و”الشعب يريد تطهير القضاء”.
ورد عليهم أنصار لمبارك في القاعة بهتاف مناويء لكل من الرئيس محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري.
وفي وقت لاحق قال المنسق العام للجنة الحريات بنقابة المحامين المحامي طارق إبراهيم في مؤتمر صحفي إن عددا من زملائه أعضاء اللجنة الذين يدافعون عن مصابي الانتفاضة وأسر قتلاها قدموا قبل بدء الجلسة يوم السبت طلبا إلى سكرتير رئيس المحكمة برد المحكمة عن نظر القضية.
وأضاف أن تقديم طلب رد المحكمة كان من الناحية القانونية مانعا لها من إصدار أي حكم في القضية أو اتخاذ أي إجراء فيها قبل البت في طلب الرد.
وقال المحامي ناصر العسقلاني “هذا (الحكم) مقدمة طبيعية لأن يقضى في هذه القضية لصالح (الرئيس) المخلوع ووزير داخليته ومساعديه.”
وقال عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين والعضو في هيئة المحامين المدافعين عن المدعين بالحق المدني “الحكم صادم ويعطي إشارات تنبيء عن إفلات مبارك ونجليه وأعوانه من العقاب”.
وأضاف أنه يدعو هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني لاجتماع غدا “لدراسة تداعيات الحكم.”
وقال المحامي ياسر سيد أحمد وهو أحد المحامين المدافعين عن المصابين وأسر القتلى “أنا شخصيا حاحضر الجلسة الجاية. محدش حيقدر يمنعني.”
وقال محامون آخرون إنهم سيحضرون بصفاتهم وكلاء عن المصابين وأسر القتلى. وقالوا في تحد لهيئة المحكمة إنهم سيحضرون من واقع علنية الجلسات التي يبطل الحكم بدونها ودعوا المصابين وأسر الشهداء لحضور الجلسة التالية بعدد كبير.
وقال المحامون أعضاء لجنة الحريات إنهم يصرون على طلب رد المحكمة وإنهم يمكن أن يقيموا دعوى مخاصمة ضدها أو اللجوء إلى المحكمة الأعلى في إشارة إلى محكمة استئناف القاهرة ومحكمة النقض أو اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية كاختيار أخير على قول أحدهم.
وتبين القضية الصعوبة التي تواجه العدالة الانتقالية بمصر بعد الإطاحة بمبارك الذي حكم أكبر الدول العربية سكانا 30 عاما.
وكان القاضي قال في الجلسة السابقة إنه تلقى حرزا من محكمة استئناف القاهرة بأدلة جديدة في القضية تتمثل في تقرير لجنة لتقصي الحقائق شكلها مرسي استجابة لغضب مصريين كثيرين من براءة الأغلبية الساحقة من المتهمن بقتل المتظاهرين في القاهرة ومحافظات أخرى.
وقال المحامي عصام البطاوي الذي يدافع عن وزير الداخلية الأسبق إنه تقدم إلى المحكمة “بالعديد من أحكام محكمة النقض التي قضت بعدم جواز حضور المحامين عن المدعين بالحق المدني جلسات إعادة المحاكمة سواء القدامى أو الجدد منهم.”
وأضاف “واضح أن المحكمة استجابت لطلبي.”
لكن المحامين مقدمي طلب رد المحكمة قالوا إن تقديم أدلة جديدة في القضية أو مدعين جدد بالحق المدني (التعويض عن القتل والإصابة) يجعل الدعويين الجنائية والمدنية تسيران معا للنهاية.
ويجوز قانونا فصل الدعوى المدنية عن الدعوى الجنائية إذا كان من شأن الأولى تعطيل الفصل في الثانية لكن المحامين مقدمي طلب الرد قالوا إن التعطيل لم يحدث وإن المحكمة لم تقل إن تعطيلا للفصل في الدعوى الجنائية قد حدث.
ومنذ الإطاحة بمبارك تمر مصر باضطراب سياسي وقضائي وتشريعي وتدهور اقتصادي وانفلات أمني.
وخلال الجلسة الأولى من أعادة المحاكمة التي غلبت عليها اعتراضات محامين شكا موكلون عن مصابين وأسر قتلى من صعوبة دخول قاعة المحكمة. وقال المحامي محمد الدماطي إن المحامين الذين يمثلون مصابي الانتفاضة وأسر القتلى تعرضوا لما سماه “هذه الإهانة المذلة” من جانب رجال شرطة مكلفين بتأمين المحكمة بينما سمح للمحامين الموكلين عن المتهمين بدخول أكاديمية الأمن التي تعقد بها المحاكمة بسياراتهم على حد قوله.
وقال الدماطي إنه يطلب تنحي المحكمة عن نظر القضية إذا كانت معاملة المحامين المدافعين عن الضحايا تمثل توجهها. لكن رئيس المحكمة قال إنه لا يفرق بين المحامين وإن أي شكوى ترد إليه في شأن صعوبة الدخول سيحيلها إلى وزير الداخلية لاتخاذ الإجراء اللازم ومحاسبة المسؤول.
وكانت دائرة بمحكمة جنايات القاهرة حكمت في يونيو حزيران العام الماضي على مبارك والعادلي بالسجن مدى الحياة لإدانتهما بالتهم التي تتصل بقتل المتظاهرين وبرأت ساحة الضباط الستة. كما أسقطت تهم استغلال النفوذ عن مبارك وابنيه وسالم لتقادمها.
وطعن مبارك والعادلي أمام محكمة النقض على الحكم بسجنهما وطعنت النيابة العامة على الحكم ببراءة الضباط الستة وإسقاط تهم استغلال النفوذ عن مبارك وابنيه وسالم. وقررت محكمة النقض في يناير كانون الثاني قبول الطعون وإعادة المحاكمة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مبارك (85 عاما) يوم السبت جالسا على كرسي متحرك. وكان ظهر أغلب الوقت منذ بدء محاكمته الأولى في الثالث من أغسطس آب 2011 ممددا على سرير طبي متحرك. لكن صوته بدا خافتا اليوم وهو يرد بكلمة “موجود” على رئيس المحكمة الذي أثبت حضور المتهمين في بداية الجلسة وإن كانت صحته العامة بدت طيبة.
ومبارك هو أول زعيم عربي من بين من أطاحت بهم انتفاضات الربيع العربي يحاكمه شعبه.
ولن تنطوي إعادة المحاكمة على إمكانية تغليظ العقوبة على مبارك والعادلي بحسب محامين يشيرون إلى أن النيابة العامة اكتفت بعقوبة السجن المؤبد التي أنزلت بهما ولم تطعن على الحكم بها.
وكانت النيابة العامة طلبت في المحاكمة الأولى إنزال أقصى العقوبة بالرئيس السابق ووزير الداخلية الأسبق وأربعة من ضباط الشرطة المتهمين وهي الإعدام.
وطلب ابنا مبارك من المحكمة يوم السبت الإفراج عنهما وطلبت النيابة العامة إعادة حبس أربعة من كبار ضباط الشرطة الستة على ذمة المحاكمة لكن المحكمة لم تتخذ قرارا في أي من الطلبين قبل رفع الجلسة.
وكان مبارك نال حكما من محكمة أخرى بالإفراج عنه بعد أن استنفد مدة الحبس الاحتياطي على ذمة القضية لكنه محبوس احتياطيا على ذمة قضايا فساد أخرى.
وأذيعت الجلسة مباشرة على التلفزيون الرسمي.
وكانت جلسة لبدء إعادة المحاكمة تعثرت في شهر ابريل نيسان حين أعلن رئيس المحكمة المستشار حسن عبد الله تنحيه عن نظر القضية قائلا إنه يستشعر الحرج.
وكانت انتقادات وجهت له من سياسيين وووسائل إعلام لإصداره حكما بالبراءة في قضية قتل متظاهرين اتهم فيها عدد من كبار مساعدي مبارك. وأيدت محكمة النقض حكم البراءة الشهر الماضي.
وينزل مبارك في مستشفى سجن طرة في جنوب العاصمة وتنقله طائرة هليكوبتر إلى المحكمة في شرق العاصمة وتعيده إلى السجن.
وكانت الدائرة التي نظرت القضية بمحكمة جنايات القاهرة في المرة الأولى قالت إن المخابرات العامة ووزارة الداخلية لم تتعاونا معها في مجال جمع أدلة الاتهام.
وتجمع أقارب للضحايا ومؤيدون لهم بعدد محدود خارج أكاديمية الأمن التي كانت تحمل اسم مبارك قبل الانتفاضة وحمل أحدهم مشنقة كما تجمع عشرات من أنصار مبارك حاملين صورا له ومرددين هتافات منها “ارفع راسك احنا واثقين في إخلاصك”.
وقالت والدة القتيل معاذ السيد محمد خارج أكاديمية الأمن اليوم “مش متفائلة خير… المحامين قالوا لنا فيه أدلة جديد ظهرت لعل الأدلة دي تغير مسار القضية.”
وقالت المرأة المنتقبة إنها تحمل مبارك ورجاله المسؤولية عن قتل ابنها بأربع رصاصات من مسافة قريبة بميدان التحرير يوم 28 يناير 2011 الذي عرف بجمعة الغضب. وقالت “العصابة بتاعته (هي) اللي نفذت (القتل).”
وقال مؤيد للمصابين وأسر القتلى رفع سلسلة في يديه رمزا لاستمرار القيود في العهد الجديد حسب رأيه “كنا نتمنى ان الثورة تنجح.”
وبحسب مراقبين تبدو التحديات التي تواجه مصر خاصة التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني أكثر إثارة لاهتمام أغلب المصريين من قضية مبارك.

مقتل ثلاثة جنود امريكيين بنيران رجل يرتدي زي عسكري في أفغانستان
شبكة المرصد الإخبارية
قتل رجل يرتدي زي جندي في الجيش الافغاني السبت ثلاثة جنود امريكيين في قوات الحلف الاطلسي شرق افغانستان، وفق ما اعلنت عدة مصادر رسمية في افغانستان.
وقال متحدث باسم قوات الاطلسي في افغانستان ان “ثلاثة عناصر من قوات الاطلسي في افغانستان قتلوا بعد اطلاق رجل يرتدي زي جندي في الجيش الافغاني النار عليهم”.
واوضح مسؤولون عسكريون في كابول ان الجنود الثلاثة القتلى اميركيون. واكد مسؤولون في ولاية بكتيكا الشرقية حصول الحادثة في اقليم خير كوت.
وقال مخلص افغان المتحدث باسم حاكم بكتيكا “حصل هجوم من عنصر من القوات الافغانية، على ما يبدو، استهدف جنودا من الحلف الاطلسي”.
وقتل عشرات من جنود قوة الاطلسي بأيدي عناصر من القوات الافغانية او رجال يرتدون زي القوات الافغانية، في السنوات الاخيرة اغلبها اثر خلافات شخصية.
والسبت قتل جندي ايطالي واصيب ثلاثة بجروح حين القى رجل قنبلة يدوية على عربتهم المصفحة.
وشن مقاتلو طالبان “هجوم الربيع” نهاية نيسان/ابريل في وقت يتعين على القوات الافغانية تسلم المسؤولية الامنية في البلاد من الحلف الاطلسي لمواجهة هجمات المتمردين.

مقتل تسعة أشخاص بطائرة أمريكية دون طيار بباكستان
شبكة المرصد الإخبارية
استدعى رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف المبعوث الأمريكي في باكستان السبت للاحتجاج على الضربة الجوية بطائرة من دون طيار، التي قال مسؤولون باكستانيون أنها أودت بحياة 9 أشخاص في شمال غربي باكستان.
قال مسؤول أمني باكستاني السبت، إن تسعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في هجوم نفذته طائرة أمريكية بدون طيار شمال غرب باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية.
وأضاف المسؤول أنه تم إطلاق نحو 6 صواريخ على مجمع في منطقة شاوال في منطقة وزيرستان الشمالية التي تعد واحدة من سبع مقاطعات قبلية.
وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه “قتل تسعة أشخاص في الهجوم. وينتمي هؤلاء الضحايا إلى قبيلة باكا خل وتم تحديد أسمائهم”.
ويعد هذا الهجوم الأول منذ أداء رئيس الوزراء الجديد نواز شريف اليمين الدستورية يوم الأربعاء الماضي.
وكان شريف أعلن في أول خطاباته كرئيس للوزراء أن “فصل هجمات الطائرات بدون طيار” لابد أن ينتهي.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية إن هذه المطالبة بالوقف الفوري لهذه الغارات قد تم تكرارها السبت.
وأضافت الوزارة في بيان أصدرته “نُقل للمبعوث الأمريكي بأن الحكومة الباكستانية تدين بشدة الغارات بطائرات من دون طيار، والتي تشكل خرقا لسيادة باكستان ووحدة أراضيها”.
وأكمل البيان “وتم التشديد على أهمية وضع حد للغارات بطائرات من دون طيار”.
وتأتي هذه الغارة بعد 10 أيام من ضربة أمريكية أسفرت عن مقتل الرجل الثاني في حركة طالبان الباكستانية ولي الرحمن وستة أشخاص آخرين، الأمر الذي وصف بالضربة الكبيرة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن الشهر الماضي قواعد صارمة لاستخدام الطائرات بدون طيار في الحملة ضد المسلحين المشتبه فيهم. ودعا إلى استخدام مثل هذه الضربات عندما يكون الخطر “متواصلا ووشيكا” فقط.

راغب علامة يتعدى على الذات الإلهية
شبكة المرصد الإخبارية
تجاوز المغني اللبناني راغب علامة على الذات الإلهية بقوله :”الله ما راح يقدر يخلق مثل فيروز”.
علامة قال هذه العبارة عقب محاولة إحدى المشتركات تقليد المطربة اللبنانية ”فيروز”، في البرنامج الغنائي ”اراب ايدول” الذي بثته قناة الـMBC مساء أمس ، ويعتبر راغب علامة عضو لجنة تحكيم في البرنامج.
وقال علامة خلال البرنامج الذي تذيعه قناة “إم بي سي” تعليقاً على إحدى المتسابقات: “بدي أقول أنا بأتعارض مع حسن لإن نحن في فيروز واحدة بالدنيا ربنا ما راح يخلق غيرها”، لتقاطعه المطربة الإماراتية أحلام: “لا.. لا معلهش ربنا قادر يخلق كل شئ“.
واستطرد راغب علامة محاولاً تصحيح ما قاله: ” عندنا بنقول خلقه وكسر القالب.. وبدي أقول إن برواز غنت بأسلوبها وما قرّبت لفيروز“.
يذكر أن البرنامج يحظى بدعم مالي سخي من المشاهدين من خلال التصويت.

نقل نيلسون مانديلا إلى المستشفى في حالة خطيرة
شبكة المرصد الإخبارية

أبو إسماعيل: سد النهضة مخطط أمريكى . . وأمريكا تدعم مشروع سد النهضة منذ 1957
شبكة المرصد الإخبارية
أعرب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، مؤسس حزب الراية الإسلامي، عن استيائه لاستسلام المسلمين للمخططات الأمريكية والصهيونية التي تهدف لإسقاط النظم الإسلامية وتقويض كل ما هو إسلامي لاسيما في منطقة الشرق الأوسط بما يخدم الأهداف الصهيونية في المنطقة.
وأضاف أبو إسماعيل في درسه الأسبوعي بمسجد “أسد بن فرات” اليوم الجمعة إن ضباط المخابرات الأمريكية يتابعون الخطة الجديدة لجهازهم الاستخباراتي والمسماة بـ “سد النهضة” لاسيما أن خيوط اللعبة – مصر وإثيوبيا- تنفذ تعليمات المخابرات الأمريكية بحذافيرها دون تفريط أو إفراط، قائلًا: “إن ضباط المخابرات الأمريكية يجلسون ويضحكون الآن على ما يحدث في قضية سد النهضة، بعد أن وضعت دولتهم الحدود على ما يحدث ونجحوا في أن يسوقوا الغنم“.
وألمح أبو إسماعيل إلى أهمية دور الكنيسة المصرية في التفاوض مع الجانب الإثيوبي لحل تلك الأزمة بعيدًا عن الدخول في معارك خاسرة لكلا الطرفين.
من ناحية أخرى كشفت دراسة للدكتور عباس محمد شراقي، أستاذ الجيولوجيا ومدير مركز تنمية الموارد الطبيعية والبشرية في أفريقيا بجامعة القاهرة، شارك بها في أعمال مؤتمر ‘ثورة 25 يناير 2011’ ومستقبل علاقات مصر بدول حوض النيل المنعقد في 31 – 30 مايو 2011، أن الحكومة الامريكية وافقت علي الطلب الاثيوبي في إمكانية التعاون معها للقيام بدراسة شاملة لحوض النيل الازرق خاصة بعد عزم مصر علي إنشاء السد العالي في ذلك الوقت، وجرى التوقيع على اتفاق رسمي بين الحكومتين في أغسطس 1957.
وانتهت تلك الدراسة بتقديم تقريرا الحالة الاجتماعية والجيولوجيا والموارد المعدنية، والمياه الجوفية، استخدام الارض، وأخيرا والاقتصادية لحوالي 35 حوض فرعي وأعلنت الدراسة من خلال 7 مجلدات مكونة من تقرير رئيسي بعنوان ‘الموارد الارضية والمائية للنيل الازرق’ عام 1964، لإنشاء السدود أهمها أربعة سدود على النيل الازرق.
وقالت الدارسة أن تكلفة سد النهضة تبلغ نحو 4,8 مليار دولار أمريكي، والتي من المتوقع أن تصل في نهاية المشروع إلي حوالي 8 مليار دولار أمريكي للتغلب علي المشاكل الجيولوجية التي سوف تواجه المشروع، كما هو معتاد في جميع المشروعات الاثيوبية السابقة، وقد اسند هذا السد بالأمر المباشر إلي شركة سالني الايطالية.
وأضافت الدراسة أن الحكومة الاثيوبية ذكرت أنها تعتزم تمويل المشروع بالكامل بعد اتهامها مصر بأنها تحرض الدول المانحة بعدم المشاركة، وبعد أن شحنت الشعب الاثيوبي بأنه مشروع الالفية العظيم والذي يعد أكبر مشروع مائي يمكن تشيده في إثيوبيا.
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الاثيوبية تعجز منذ عام 2006 في تكملة سد جيبي3 علي نهر أومو المتجه نحو بحيرة توركانا (كينيا) بسبب عدم توفر المبلغ المطلوب والذي يصل إلي حوالي 2 مليار دولار أمريكي.
والان تضع الحكومة الاثيوبية نفسها في مأزق أكبر بإنشاء سد النهضة ليصبح المطلوب توفيره حوالي 7 مليار دولار أمريكي للسدين.
وأشارت الدراسة إلي أن التوربينات ومعدات الكهربائية سوف تتكلف حوالي 1,8 مليار دولار أمريكي، يتم تمويلها من قبل البنوك الصينية، وهذا من شأنه 3 مليار دولار المتبقية سيتم تمويلها من الحكومة الاثيوبية، وأنه كما هو معلن فإن الفترة الزمنية المقررة للمشروع هي أربع سنوات، إلا أن هناك مصادر أخري ذكرت 44 شهرا للانتهاء من إتمام أول مولدين للكهرباء.
ومن المتوقع أن يستغرق ثلاث سنوات إضافية للانتهاء من بناء سد النهضة كما هي العادة في السدود السابقة.
وتوقعت الدراسة فقد مصر والسودان لكمية المياه التي تعادل سعة التخزين الميت لسد النهضة والتي تتراوح من 5 إلي 25 مليار م حسب حجم الخزان، ولمرة واحدة فقط، وفي السنة لان متوسط إيراد النيل الازرق حوالي 50 مليار م.
وأكدت الدراسة أن سد النهضة (الألفية) الأثيوبي المزمع إنشائه علي النيل الازرق بالقرب من الحدود السودانية، والذي يقال أنه سوف يخزن 67 مليار متر مكعب، ليس في صالح إثيوبيا للأسباب سابقة الذكر، وأن الهدف من ورائه هو سياسي بالدرجة الأولي ليجمع رئيس الوزراء الإثيوبي الشعب من حوله والفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية، وشغلهم عن ثورات الاصلاح التي بدأت في الانتشار في بعض الدول الأفريقية والعربية وعلي رأسهم ثورة 25 يناير 2011 المصرية.

نص الحوار الكامل مع الرئيس محمد مرسي
شبكة المرصد الإخبارية
اجري عبد الناصر سلامه رئيس تحرير الأهرام حوارا شاملا مع الرئيس مرسي نشر علي صفحات الأهرام اليوم هذا نصه :
بالفعل، ودون مبالغة، وجدت نفسي أمام رجل من أهل مصر الحقيقيين، ينفعل لآلام أبنائها، يتفاعل مع قضاياهم، يحمل همومهم بصدق، لا لف ولا دوران في الإجابة عن الأسئلة، لا تجميل ولا تذويق للغة الخطاب، علي يقين بأن الله ناصر هذا الشعب ومنصفه، ولديه إيمان كامل بأن مستقبل الدولة المصرية سوف يكون أفضل بكثير وفي المستقبل القريب.. هو يري أن هذا الشعب قد عاني طويلا، وقاسي كثيرا، وآن الأوان لأن يجني ثمار كده وتعبه، وهو يؤمن بأن مصر تستحق أكثر من ذلك، وأن المصريين يجب أن يكونوا في مصاف الأمم الراقية والمتقدمة.
حاولت انتزاع تصريح حول أزمة القضاء يرفع من درجة حرارة الحوار، أو كلمة حول القوي السياسية تتناسب مع حجم الأزمات الراهنة، إلا أنني وجدته حسن الظن بالجميع، يري أنها ظواهر صحية في مجتمع يمر بمرحلة تحول ربما هي الأهم في تاريخه، لا يتوقف طويلا أمام من يسيئون إليه، بل يري أنهم يسيئون إلي أنفسهم، ولا يهتم كثيرا بالمتشائمين، فهو يري أنهم قصار النظر، هو يحلم بمشروعات وآفاق قد نراها صعبة المنال، إلا أنه يري أن مصر دولة كبري، أو يجب أن تكون كذلك، ويري أن المصريين شعب عظيم، ويجب أن يظلوا كذلك.
أتحدث هنا عن الرئيس محمد مرسي، من خلال أول حوار صحفي معه منذ توليه مقاليد منصبه قبل عام تقريبا، وقد اختص به الأهرام العريق في هذا التوقيت المهم، حيث كنت قد طلبت إجراء هذا الحوار قبل عدة شهور، وكنت أتابع الرد طوال الوقت، إلا أنه بدا واضحا أهمية هذا التوقيت لدي الرئيس، وفي هذه الظروف التي يمر بها مجتمعنا لإرسال رسائل عديدة إلي الداخل والخارج معا، ولم لا؟ فمصر الآن في موقف لا تحسد عليه، التحديات عديدة، والرهانات كثيرة، والمتربصون من كل جانب.
إلا أنه، وبقدر هدوء الرجل، ويقينه القوي بمشيئة الله، فإنه كان ينفعل بقوة حين الحديث عن أي محاولة للنيل من مصر أو أمنها، هكذا فعل حين الحديث عن إمكان الإضرار بحصة مصر من مياه النيل، وهكذا فعل حين الحديث عن محاولات الخروج علي الشرعية وإثارة الأزمات في30 يونيو الحالي، وهكذا فعل حين سألته عن التدخل الأمريكي في صناعة القرار المصري، وقد ردد كثيرا وفي أكثر من موقع: إننا شعب أصبح يمتلك إرادته، ولم يعد هناك مجال أبدا للتنازل عن ذلك، وإن التاريخ لن يعود إلي الوراء، وإن القادم أفضل.
وبكل بساطة وتواضع، اعتذر الرئيس لشعبه عن الأزمات الحياتية الحالية، مطالبا إياهم بالصبر قليلا، حتي يمكن تجاوز الأزمات، وداعيا إياهم إلي العمل الجاد، حتي يمكن النهوض من هذه الكبوة، وقد لا يروق للبعض استشهاده بالآيات القرآنية في مثل هذه المواضع وغيرها، إلا أنه إيمان الرئيس الذي لا يتزعزع بأن التوفيق من عند الله، وقد اختتم حواره بالآية الكريمة( ويقولون متي هو قل عسي أن يكون قريبا).
الأهرام: بنهاية هذا الشهر يكون عام كامل قد مر علي توليكم المسئولية، هل ترون أنكم حققتم الهدف الذي كنتم تنشدونه؟
الرئيس: الأمل دائما موجود في أن الله وفق هذه الثورة، ونسـأل الله أن تكتمل لتحقيق أهداف أبناء مصر.
ثورة قامت ضد الفساد، ضد الهيمنة، ضد التزوير والديكتاتورية، ضد غياب الحريات وعدم العدالة في توزيع الثروة، وعدد قليل يمتلكون مقدراته وثرواته، الثورة كانت علي موعد مع رغبات وأهداف الناس، وتحاول تحقيق ما تستحقه مصر من تقدم، وارتقاء في سلم الحضارة.
مصر لها تاريخ طويل وحضارة وموارد، لكن عم فيها الفساد، وبالتالي قامت الثورة وتوحد المصريون علي قلب رجل واحد، التف الناس وتوحدوا لاقتلاع النظام وإزالته، وتحقيق تحول ديمقراطي وتأصيل معني دولة القانون والدستور، وتوفير حاجات الناس، وما يستحقه المصريون أكثر بكثير مما هو موجود.
تحقق بعض الأهداف، والبعض الآخر لم يتحقق، الأمل دائما موجود في الله، ثم في أبناء مصر وقدرتهم علي أن يحملوا المسئولية، وأن يصلوا إلي المستوي الذي يليق بهم، وتكامل كل ذلك ينتج حضارة كبيرة.
إن هذا الأمل الذي يحدونا في الله، ثم في أبناء مصر وإمكانات شعبها ومواردها وتاريخها وموقعها ومعتقدات أبنائها، كل هذه عوامل نمو وازدهار وحضارة، نريد تحقيق الأهداف الكبيرة في إدارة مصر.. الديمقراطية في قيادة مصر، الحرية الكاملة لأبناء مصر، العلاقات الخارجية المتميزة، الانتخابات الحقيقية، العدالة الاجتماعية.
لماذا يستمر الأمل علي الرغم من الصعوبات، لأنه بالفعل والقول تصل الشعوب إلي غاياتها وتحقق أهدافها.
لابد أن نبذل جهدا كبيرا لكي نحقق النهضة والحضارة التي نريد والتنمية لتكون موجودة لنا ولأبنائنا ولأحفادنا ولأهل مصر، اذا كنا قد بذلنا جهدا كبيرا وبعض الدماء الذكية الغالية في الثورة فلابد ان نحافظ علي هذا وإتاحة الفرصة كاملة للجميع للإنتاج والإبداع وإظهار القدرات.
الأهرام: بعد إعلان فوزكم في الانتخابات الرئاسية ذهبتم إلي ميدان التحرير، وأديتم اليمين هناك وأمام المحكمة الدستورية وبجامعة القاهرة، ولوحظ أن لديكم الكثير تريدون تحقيقه، هل مازلتم عند الرغبة والإصرار أنفسهما بعد مرور عام من تولي المسئولية؟
الرئيس: إذا كان عام قد مر علي تولي المسئولية، وكذلك النشوة التي كانت لدي المصريين جميعا فهذا الأمل مازال يملأ صدورنا، لكن المسألة تحتاج إلي جهد، وبالتالي لا نسوف، ولكن نقول الحقيقة.
هذا الأمل أراه في أقوال الناس وتصرفاتهم، لابد أن ندرك أن مصر الكبيرة إذا أردنا لها أن تعبر ـ وإن شاء الله تعبر ـ لابد أن نتعاون ونتكامل، ونجمع الطاقات، ونحسن إدارتها، لكي نصل إلي ما نريد في أقصر وقت ممكن.
الأهرام: ما الذي كنتم تسعون إلي تحقيقه خلال العام المنصرم ولم تسعفكم الأوضاع لتحقيقه؟
الرئيس: يوجد محوران: الأول هو التعامل مع المشكلات في الحال، عندما ينتقل بلد كبير كمصر مما كان عليه من فساد وخلافه إلي حالة من التنمية الحقيقية، وينهض باقتصاده، ويؤسس لنهضة حقيقية، تقوم علي العلم، فلابد أن تكون هناك مشكلات، والمشكلات الحقيقية هذه نوع من العمل، لابد أن تحل المشكلات الطارئة كالوقود والكهرباء والطرق والصحة، هذه مشكلات موروثة، ولابد أن يشعر المواطن بالاطمئنان، والثاني محور التنمية الحقيقية، لتحسين الخدمات والتأمين الصحي والاستقرار الوظيفي والأمن الحقيقي وإعمال القانون والنهضة الزراعية وامتلاك الإرادة والقرار والمشروعات الصناعية وتشجيع الصادرات وتقليل الواردات ودعم التبادل التجاري وتشجيع البحث العلمي ونقل التكنولوجيا.
هذه خطط كبيرة، والمحوران يسيران بالتوازي، فإذا طغي أحدهما علي الآخر يصبح هناك خلل.
وستكون هناك مسئولية كبيرة وجهود مطلوبة، مصر مليئة بالعلماء والخبرات العظيمة، إمكاناتهم ضخمة جدا، التجربة والواقع يؤكدان أن الإدارة السابقة لم تكن توظف الخبرات بالشكل الصحيح، وإنما كانت مجرد إطفاء حرائق.
عندما ننظر إلي هذا الحال بعد عام نجد لدينا مشكلات، حجم التحدي ضخم بضخامة الوطن وقيمته وسكانه وأبنائه وشواطئه وأرضه وتاريخه ومعتقدات أهله، وعلاقتهم بالعالم الخارجي وارتباط الناس بهم، كل هذه العوامل والمشكلات التي تواجهنا لننشغل بالمحور الأول، فإذا حدث ذلك كل الوقت فهكذا نلهث وراء التحضر، ونكون بذلك مشغولين عن التنمية الحقيقية، لا يجوز تهميش مصر عالميا، ولذا نحن ننشغل بالمحورين معا، والمحور الثاني مهم جدا، وبالتالي أنا أنظر إلي الاثنين، وأستعين بالكوادر الفنية، والناس الآن يريدون أن ننتقل بسرعة من مرحلة المشكلات إلي مرحلة الاستقرار، وهذا مهم، ولكن القيادة توازن بين دفتي الحركة أو رئتي المسار.
ومن هنا يأتي الحديث عن مرور عام، وماذا تحقق، لدينا مشكلات، ولكن حدثت أمور كثيرة في هذا العام، منذ عشرين عاما يعاني المواطنون صعوبة الحصول علي البوتاجاز، مشكلة رغيف الخبز، حجم الفساد كان ضخما وأكبر مما تصورنا جميعا.
ونحن نرعي حق المواطن في الحصول علي ما يحتاج، منظومة الطاقة نبذل فيها جهودا في كل اتجاه، لضمان وصول الدعم من الدولة إلي من يستحقه.
أهم الإنجازات امتلاك الإرادة، ووضع أقدامنا علي الطريق الصحيح، وإحساس المصريين بأنهم قادرون علي فعل شيء.
لقد وجدت مشكلة الكهرباء والطاقة، وليس لدينا مشكلة في توفير الكهرباء ولكن المشكلة في توفير الوقود، النظام السابق أفرز منظومة غريبة، نصدر غازا رخيص الثمن ونستورد غازا بأسعار أعلي علي الأقل ثلاثة أضعاف.
مصر دولة كبيرة لا يجوز أن تلغي عقودا مع الناس، القصور في وفرة الوقود والطاقة مشكلة، ولا بد أن نتحمل هذه المشكلات بعض الوقت، ونتحرك لكي نعيد النظر ونتعامل بجدية مع هذا الوضع المقلوب والغريب، لا يمكن أن نفك أنفسنا من هذه المسئولية أو هذه العقود.
استيراد السلع والوقود يحتاج إلي عملة صعبة، وهذا أمر ليس سهلا أيضا، استنزفت العملة الصعبة في أمور أخري، ومسائل غير أساسية لفساد النظام القديم. وهذا تحد صعب أيضا.
الاستقرار يحتاج إلي إنتاج، وعندما يكثر الإنتاج يستقر الاقتصاد، وجود المشكلات لا يعني عدم التعامل معها لحلها، ولا يعني ذلك أنه مبرر لتأخير وصول الخدمة للمواطن، نحن والمسئولون نسعي إلي حل المشكلات الحالية بكل السبل والوسائل ليل نهار، ما أتمناه علي أبناء وطني أن يدركوا أننا لا ندخر جهدا لحل تلك المشكلات.
الأهرام: الرأي العام يري أن برنامج المائة يوم لم يتم تنفيذه علي الرغم من مرور عام.. ماذا تقولون؟
الرئيس: عندما نعرض برنامجا في عملية انتخابية يكون العرض بحجم المشكلات الموجودة، أنا قلت إن حجم الفساد لم يكن متصورا، وتجذر حالة الافساد مفهوم، بقايا النظام السابق وتراكم المشكلات بالقدر الكبير.
أنا تكلمت عن خمسة مجالات: مشكلة الخبز تم حلها لضمان وصول الدعم في هذا المجال إلي من يستحق، مشكلة القمامة تم الإنجاز فيها بنسبة كبيرة، ووصلت130 سيارة قمامة من الخارج، وسيؤدي استخدامها إلي نقلة نوعية، وهناك بعض الشركات تحاول استخدامها كمكون من مكونات الطاقة والاستقرار الأمني، لدينا تحديات أمنية كبيرة ممن لا يحترمون القانون، تم ضبط750 ألف حالة سرقة كهرباء خلال ستة أشهر.. أرقام مخيفة في تهريب السولار.. خلال ستة أشهر تم منع تهريب350 مليون لتر سولار، و85 مليون لتر بنزين في الداخل والخارج.
المنظومة الجديدة تقوم علي استخدام الكروت الذكية لتوزيع الوقود، خاصة السولار، وليس المقصود منها تحديد الكمية للمستهلكين وإنما تهدف إلي ضبط التوزيع ومعرفة أين يذهب الوقود، وسوف نبدأ بالتطبيق علي الشاحنات كمرحلة أولي ثم بعد ذلك علي الأفراد، حتي نضمن الوصول بالسعر المخفض المدعوم إلي من يستحق، نحن بصدد تطبيق الكروت الذكية علي الشاحنات، ثم بعد ذلك علي المستهلكين في المرحلة الثانية.
لا يمكن أن يضار مواطن، لكننا نمنع الفساد، نمنع التهريب حتي لا يباع للمواطن مرة أخري بالسوق السوداء.
المحور الأمني منظومة تنهض لاتساع الوطن وظروف الثورة، الحريات جعلت البعض يرتكب أعمال عنف تجهد أجهزة الأمن وتستهلك إمكاناتها.
طبقا للقانون لم يعد هناك عذر، كفانا خروجا علي الشرعية، كفانا مخالفة للقانون، كفانا استخداما للعنف، سنواجه بمنتهي الحزم قطع الطرق واستخدام السلاح وتعويق الإنتاج، هذه جرائم.
عام قارب علي الانتهاء، وشهد الناس أننا لا نستخدم أي إجراءات استثنائية، وبالتالي لا مجال علي الإطلاق لنري أي تجاوز، لا بد أن يأخذ المواطن حقه.
نحن دولة قانون مستقرة ونحترم القانون وسنطبقه بكل حزم، النهوض بالمسائل الأمنية علي اختلاف مستوياتها يحتاج إلي موارد كثيرة ووقت، يحتاج إلي النهوض بالجهاز نفسه من داخله، ونحن نعالج هذا، والمسئولون عن ذلك يعملون الآن ليل نهار لتحقيق الاستقرار الأمني، وهذا مطلب من مطالب الثورة.
ومن الأمور التي أريد أن ينشرها الأهرام أنه لابد أن نمتلك نحن المصريين الغذاء والدواء والسلاح، هذا من خلال المحور الثاني، وهو الإنتاج المعرفي الذي يبني علي العلم.
ما وعدت به أسهر عليه ليل نهار، حجم التحديات أكبر بكثير مما كنا نعتقد ونتحدث، والشعب قادر بإذن الله، ثم بإنتاجه وصبره وتعاونه وتكامله علي الانتقال إلي المرحلة الجديدة.
الأهرام: هل ترون أن بقايا النظام السابق مازال باستطاعتهم إجهاض فرص التقدم؟
الرئيس: هم يحاولون وهي محاولات معوقة، أعطينا الجميع فرصة لمدة عام، وهم ما بين متردد ومرجف ومروج للشائعات ومؤجر للبلطجية ومؤجج للعنف وضد الإنتاج والصناعة، ونحن نتعامل مع هؤلاء بالقانون، ومازلت أقول لكل المصريين إن الفرصة متاحة للجميع للعمل لمصلحة الوطن. الأمر لا يؤخذ بكلياته وإنما بتفاصيله، نظرة إلي المستقبل، لن يكون هناك مكان لفاسد ولا مفسد ولا مرجف ولا محرض لأن يستعدي أو يستأجر أو يدفع في اتجاه العنف، فذلك زمن انتهي ولن يعود مرة أخري.
أقول لهؤلاء إنكم فشلتم وستفشلون وسوف يطبق عليكم القانون بكل حزم، ولن تأخذنا رأفة بمن يتجاوز القانون، كل من يرتكب جريمة سوف يحاسب عليها، لا نغض الطرف عن مخالف للقانون، المسألة تتعلق بتصرفات شخصية سيئة أفسدت الوطن.
الأهرام: هل هناك نماذج مرصودة؟ ولماذا تم التغاضي عنها؟
الرئيس: لم يتم التغاضي، وعندما تكون هناك معلومات وتتحول إلي أدلة ثبوت لا بد أن تتخذ الإجراءات، كل هؤلاء سوف ينالون جزاءهم بالقانون، فقد مضي زمن أخذ الناس بالشبهات، أجهزة الدولة، والعين الساهرة، ووجود النيابة العامة والقضاء، كل هؤلاء يعملون ليل نهار.
الأهرام: كيف ترون الحكم الصادر أخيرا في قضية التمويل الأجنبي؟
الرئيس: قضية التمويل الأجنبي قديمة، وأبعادها ووقائعها تمت قبل انتخابات الرئاسة، وبالتالي القضاء أخذ مجراه، ونحن نقول إنه مستقل وقادر علي أن يصدر أحكامه بشكل موضوعي، وقادر علي أن يحقق العدالة.
وأنا أنظر إلي حكم القضاء بكل احترام وتقدير، فهو حكم قضائي واجب النفاذ و الاحترام، أنا شخصيا أريد لمصر أن تكون دولة قانون بجد، يعني يحترم فيها أحكام القضاء ويطبق فيها القانون ويحترم فيها الدستور وكلنا نعتاد علي هذا والعالم كله يجب أن ينظر إلينا هكذا.
الأهرام: البعض يري أن هناك من بين سلطات وأجهزة الدولة الرسمية من لا يتعاون لتحقيق أهداف وبرامج السلطة السياسية، بل هناك من يري أنها تعوق ذلك في بعض الأحيان، ما تعليقكم؟
الرئيس: نحن في منظومة الانتقال من حالة إلي حالة لابد أن نتوقع تحديات كثيرة، والمهم كيف نتغلب عليها، وكيف نوجد لها الحلول، ولا شك في أن النظام السابق قد بني حكمه علي بعض القواعد الهشة التي تخالف القانون، ولا تحترم الناس، ولا إرادتهم.
وحينما يتحول الوطن من حالة نظام سيئ جدا إلي حالة من الديمقراطية، فهذا انتقال كبير وسوف يكون له معوقات، ربما التعويق بسبب عدم وجود وعي كاف وإدراك لطبيعة المرحلة، أو لاستفادتهم من النظام السابق، ولكن هناك كوادر وطنية تحب بلدها، هناك من يسعي إلي أن تقوم المؤسسات بدورها.
وأري أن هناك تعافيا وخيرا كبيرا، وينبغي أن يعلم الجميع أن المرحلة مرحلة تكامل وتعاون وعمل مؤسسي ولا مكان لمتردد، المكان فيه متسع للجميع ماداموا يحترمون القانون، جميعنا أجراء عند هذا الشعب، وبالتالي علي الجميع أن يؤدي واجبه.
الأهرام: بدا واضحا أن هناك خلافات حادة مع القوي السياسية، إلا أن الأمر يختلف حينما يتعلق بخلافات مع الأحزاب الإسلامية خاصة حزب النور، ألا تري أن هناك شيئا ما خطأ كان يجب علاجه؟
الرئيس: الوطن يحتاج إلي جهود الوطنيين المخلصين، ونموذج سيناء موجود، حينما ناديت بالاصطفاف فلبي معظم الناس النداء وأيضا سد النهضة، ومياه النيل بالنسبة لنا كما قال شوقي وريد الحياة وشريانها.
في هذا الصدد رأينا كيف تتجمع كل القوي، وكيف كان الكل حريصا علي أن يصطف خلف القيادة للحفاظ علي كل قطرة من مياه النيل، يصطف المصريون الآن كما تري في كل ألوان الطيف السياسي والإسلامي والآخر بوطنية عالية، الخلاف في الرأي داخل منظومة المصلحة العامة موجود، الود موجود بيني وبين كل التيارات لكي نصبح جسد فاعلا، لا يمكن أن نتطابق ولكن نتجانس، فهذا يثري التجربة وينفع ولا يضر.
الأهرام: الشارع المصري يتساءل الآن عن استراتيجية التعامل مع أزمة سد النهضة الإثيوبي، ومع الأزمات الخاصة بنهر النيل بصفة عامة، بعد ما تردد عن سدود عديدة تزمع دول أخري إقامتها؟
الرئيس: بقدر حرصنا علي التواصل واستمرار العلاقات الطيبة مع إفريقيا كلها، ومع السودان وإثيوبيا بصفة خاصة، إلا أننا حريصون في الوقت نفسه علي ألا تمس قطرة واحدة من مياه النيل، واستراتيجية التعامل هي التواصل مع إثيوبيا حكومة وشعبا لكي نمنع أي ضرر حتي علي الشعب السوداني الشقيق، وهذا القدر من الحرص يجعلنا نستخدم في ذلك كل الوسائل والسبل سواء مع أثيوبيا والسودان، أو مع باقي دول حوض النيل.
الأهرام: هناك وسائل عديدة لزيادة واردات مصر من المياه، سواء من خلال نهر الكونجو، أو من خلال قناة جونجلي وغيرهما من المشاريع.. هل توجد استراتيجية مصرية في هذا الشأن؟
الرئيس: الإضافة دائما تؤخذ بطريقة أكثر هدوءا في الطرح، وتأخذ وقتها في التنفيذ.
الأهرام: أري أن سد النهضة الإثيوبي أصبح واقعا، وما يجري الآن من مفاوضات إنما يتعلق بتخفيض مستوي الضرر الواقع علي مصر؟
الرئيس( بحدة وغضب): موقفنا ينطلق من عدم المساس بحصة مصر، ومنع الضرر كاملا، والحوار يدور الآن حول تفاصيل كثيرة، فالمعلومات الواردة منهم ليست كافية، ونحن نتحدث عن شعب صديق، المفترض أن يحرص علي مصلحة مصر، كما تحرص مصر علي مصلحته، ونحن من جهتنا لا نسمح لأنفسنا بأن نضر صديقا، وبالتالي نحن لا نتحدث عن منع تنمية دولة صديقة، ولكن السؤال هو كيف تكون التنمية؟ كل هذه المسائل مطروحة وقيد النقاش، ونتحرك في هذه الاتجاهات جميعا، ولا نتوقع أن يكون الصديق سببا في ضررنا، فالنيل هو شريان الحياة ومحور المستقبل للأجيال المقبلة.
الأهرام: متي يعود الأمن للمواطن؟ وألا تري أن الغياب الأمني قد طال أكثر من المتوقع؟
الرئيس: لاشك في أن هناك تحسنا في الحالة الأمنية، جزء من الثورة المضادة والنظام السابق يحاول أن يظهر أن هناك مشكلة أمنية.. خطف هنا، أو اعتداء هناك، نعم موجود، ويؤرقني هذا الشعور، وإنما هي أفضل الآن، لكن مازال هناك جهد مطلوب، ويقع علي عاتقي أيضا، وأتصور أنه سيأخذ بعض الوقت.
نحن علي أبواب مرحلة انتخابات برلمانية، ونحن في حاجة إلي أمن، وإن شاء الله نعمل لتحقيق ما يرضي المواطن قدر المستطاع.
لم يعد هناك أي مبرر لأي خطأ في هذا المجال، ليس هناك مبرر واحد لترك من يحاول الاعتداء علي الناس، قطع الطرق جريمة، التعدي علي الناس جريمة، ترويع الناس جريمة، محاولات وقف العمل جريمة، هذه جرائم يعاقب عليها القانون، نتحرك لتلبية المطالب لكن لا يمكن قبولها لتعطيل العمل.
لدينا أكثر من23 مليونا يعملون بالقطاعين العام والخاص بخلاف3 ملايين فلاح وبخلاف التجار، ولابد من ضمان أمن كل هؤلاء، أي محاولة للتأثير هي جريمة ولن يترك فاعلها، أكرر يكفي عام حدث فيه كثير من التجاوزات.
الأهرام: هناك اتهامات قوية للسلطة الرسمية بالتستر علي قضايا، أو علي معلومات في قضايا مهمة، مثل قتل الجنود في رفح، أو اختطافهم في العريش.. لماذا لا تكون هناك شفافية كاملة أولا بأول في مثل هذه الموضوعات؟
الرئيس: عدم إعلان التحقيقات لا يعني أنه لا توجد شفافية، هذه قضايا تتعلق بالأمن القومي، وفي مواقع لها خصوصيتها، وعندما تكتمل التحقيقات نعلن تفاصيلها، والقضية الأخيرة كلما وصلنا إلي شيء يتم الإعلان عنه، حتي لا نظلم أحدا، أو يؤخذ أحد بجريرة آخر.
إن الإعلان عن التفاصيل أثناء التحقيقات يضر ولا ينفع، الدولة المصرية كبيرة، والأجهزة الأمنية بها إمكانات كبيرة، وهذه الجهات تتعاون مع بعضها البعض علي أعلي مستوي، وكل ذلك يتطلب معلومات.
الأهرام: هل هناك متورطون من خارج مصر؟
الرئيس: أتركها للتحقيقات، فهذه قضايا ليست سهلة، وعندما نتحقق أن هناك أي نوع من التأثير والتدخل من جهات أجنبية لا نتردد في اتخاذ إجراءات حاسمة.
هناك فرق بين أدلة الثبوت وبين التحقيقات، لا ننشغل بالتخمينات، نحن أمام تحديات إقليمية ضخمة ندركها جميعا، مصر دولة ضخمة، مصر أكبر دولة في المنطقة، والجيش المصري أقوي جيش في هذه المنطقة، ونحن نتحرك في إطار تنسيق كامل وكبير بين هذه الأجهزة من أبناء مصر أو من غيرهم، لا نسمح لأحد بأن يتدخل بسوء، وإذا ثبت لنا شيء يقيني فسوف نرد بمنتهي العنف ضد من يتخذ خطوة واحدة ضد الأمن القومي المصري.
الأهرام: كثيرون استقالوا من مواقع قيادية حتي من داخل قصر الرئاسة، بماذا تفسرون هذه الظاهرة؟ وهل هي ظاهرة صحية، أم أنه خطأ الاختيار منذ البداية؟
الرئيس: أري أن هذا أمر طبيعي في سياقه في مرحلة الانتقال من حكم الفرد وديكتاتورية القيادة إلي العمل الجماعي والاستعانة بالكوادر بغض النظر عن انتماءاتها السياسية، فعندما يستعان بأحد المصريين، وبمرور الوقت يتضح أنه لا يرغب في الاستمرار في العمل في هذا الملف ويريد أن يخدم في مجال آخر، فهذا أمر طبيعي.
إنها دولة تنمو وتتطور، من خلال كوادر جديدة شبابية، وهذا أراه طبيعيا ومتفقا مع طبيعة المرحلة، فنحن الآن ندير أنفسنا بأيدينا، والمجالات كثيرة ومتسعة والمشاركة مطلوبة.
الأهرام: هناك أزمات للنظام الحاكم مع القضاء والإعلام، وعدم توافق في أوساط الشرطة، وما يتردد عن علاقات مضطربة مع الجيش.. أين تكمن الأزمة؟
الرئيس: لا.. إطلاقا، لا يمكن.. هناك توافق تام، وهذا كلام سيئ وغير صحيح ومغرض ومن يقول ذلك لا يعرف القوات المسلحة وهي الآن تستكمل بناء ضخما في الوطنية وهي في أحسن حال والطاعة لقياداتها والاتساق مع أهلها، فرئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة والمجلس العسكري والإدارة الوطنية، والمشروعات الكبيرة والتصنيع مؤسسات ضخمة تتكامل مع بعضها البعض بشكل تكاملي في منظومة واحدة، وكذلك العلاقة نفسها مع وزارة الداخلية.
وإذا أتينا للقضاء فله احترامه الكامل بكل من فيه من رجال كبار، فالحفاظ علي القضاء مستقلا مستقرا أحد أهم أهداف رئيس الجمهورية، وينبغي أن يظل كذلك، وإذا حدث فيه عوار فيجب أن يعالج نفسه من الداخل، وأنا حريص علي أن تمر المرحلة وأن يظل القضاء باستقلاله وألا يدخل في صراع مع أحد.
أما الإعلام فهو مكون أساسي للتنمية، وأري أن الإعلام ليس أزمة بقدر ما هو سوء فهم، ويجب أن يتكامل مع الجميع، فأنا لست طرفا في أزمة مع أحد لأنني مسئول عن الجميع، وفي الغالب الحالة تكاملية جيدة، ولكن إذا كان هناك طرف يضر فإن الواجب الوطني يحتم علينا جميعا أن ننظر في مصلحة الوطن لا في مصلحة الأفراد.
فالنقد البناء والرأي الآخر وتوجيه اللوم، كل هذا وارد، أما الهدم والتدمير والأخلاق غير المألوفة فهذا يرفضه الوطن ولن يعيش طويلا، إن من يتجاوزون قليلون، ولا يجوز أن تكون الحرية سبا أو تجاوزا، وكلنا يجب أن ندرك أهمية ألا نترك مجالا لهذه التجاوزات إن وجدت.
هل يستمر التجاوز أو الإساءة أو أعمال التحريف؟ هذا مرفوض، والواجب يحتم أن نعيد النظر فيه، وأدعو الجميع إلي النظر للمصلحة العليا للوطن، فنحن المصريين قادرون علي أن نصلح ما يمكن أن يكون قد فسد في أي مؤسسة من المؤسسات.
الأهرام: الأزمات الاقتصادية داخل المجتمع تلقي بظلالها علي الأسرة المصرية، مما عاد سلبا علي نسبة الرضا علي النظام الحاكم.. هل هناك جزء مفتعل في هذه الأزمات، وهل هناك بارقة أمل في حلها علي المدي القريب؟
الرئيس: أريد في هذا المجال أن أقدم تقديري واحترامي للشعب المصري كله، أقدر له تحمله وصبره علي هذه المشكلات الطارئة، وأريد أن يتأكدوا أني لا أبيت ليلا إلا بهذا الهم والاهتمام به والتفكير في حل المشكلات، وأدعو الشعب إلي التحمل حتي نمتلك إرادتنا، ومشكلاتنا سوف تحل إن شاء الله بالتدريج.
يؤلمني قطع التيار الكهربائي عن الناس، وأنا أوجه وأتصل وأناقش، وهناك تواصل يومي مع مشكلاته وإن شاء الله سوف تزول، والمصريون أهل لذلك، لأنهم يلفظون من وسطهم المتجاوز والفاسد والمجرم والمحبط الذي يبث روح اليأس.. واعتذاري لكل الشعب عن وجود مثل هذه المشكلات فإن شاء الله نسهر جميعا لحلها، لأنه مازال عندنا بقايا فساد في إداراتها.. وإن شاء الله نبذل قصاري جهدنا وليعذرنا الناس.
الأهرام: كيف تنظرون ليوم30 يونيو؟ وكيف ستواجهون الموقف؟ وهل هي زوبعة في فنجان تقف وراءها فصائل معينة، أم أنها رد فعل طبيعي للشارع تجاه أزماته اليومية؟
الرئيس: التعبير عن الرأي، العمل السلمي، الحرية الكاملة للجميع، إعلاء الصوت بالرأي الآخر وكذلك النقد البناء، وتقديم النصح والمشورة، والحركة العامة للمجتمع، وحرية تكوين الأحزاب.هذا كله أمر لا يقلقني بل يسعدني، أما الخروج علي القانون أو استخدام العنف أو الترويج له فلن يقبل ولن يسمح به، فالوطن أكبر من الجميع واستقراره وأمن مؤسساته لن يسمح بتجاوزه.
أعرف أن هناك رغبة في التعبير عن الرأي، وأنا أقر ذلك، لكن لا يمكن أن نسمح بالعنف أو التعدي علي مؤسسات الدولة وحركة المواطنين، فأي اعتداء عليها يمثل جريمة ستواجه بالقانون.
الأهرام: هل يخشي الرئيس محمد مرسي من انتخابات رئاسية مبكرة؟ وماذا ترون في مثل هذا المطلب، ومدي مشروعيته؟
الرئيس: نحن دولة فيها دستور وقانون، وأجرينا انتخابات حرة ونزيهة، والحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة أمر عبثي وغير مشروع، نحن نتحدث عن وطن كبير، نريد أن ينصرف الناس إلي الحركة العامة في المجتمع لكي تجري الانتخابات البرلمانية، أما الانتخابات الرئاسية المبكرة فأنا آخذها في إطار حرية الرأي، ولكنها لا تمثل علي الإطلاق أي نوع من أنواع الحقيقة التي يمكن التحدث عنها بشكل شرعي أو قانوني، فهذا مخالف للقانون والدستور والعرف والإرادة الشعبية.
الأهرام: ماذا تتوقعون للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ وهل ترون أن التأييد تغير في توجهات الرأي العام عن ذي قبل؟
الرئيس: أتمني للراغبين في العمل السياسي أن يأخذوا حظهم كاملا، وأن يبذلوا قصاري جهدهم في شرح برامجهم، وأن يكونوا أداة فاعلة، وأن تكون لهذه الانتخابات ضمانات، وأنا مسئول عن أن تخرج بنجاح.
الأهرام: قطاع عريض في الشارع المصري يري الآن أهمية التصالح مع رموز النظام السابق بدءا من الرئيس السابق، وانتهاء بمن تم الحظر عليهم سياسيا من أعضاء الحزب الوطني، كيف تنظرون إلي هذا التوجه؟
الرئيس: هناك فارق كبير بين التصالح المجتمعي وبين غض الطرف عن الجرائم، فمن أفسد وخرب فهو مجرم، وإرادة الثوار والشعب المصري هي أن يعاقب هؤلاء.
وهناك مادة دستورية في هذا الشأن، وهناك قانون ممارسة الحقوق السياسية، ولدينا دستور واجب الاحترام من الجميع، لكن غض الطرف عن الجرائم لا يملكه أحد، فمن تسبب في هذه المشكلات، ومن خرب الوطن لابد أن يعاقب، حجم الفساد فاق أي عقل، نزحوا جهود المصريين إلي خارج البلاد، هؤلاء يجب أن يأخذوا جزاءهم بالقانون، ليس للتصالح معني في هذا المجال لأن هناك إجراما والقانون يأخذ مجراه.
الأهرام: الشارع المصري يتوجس خيفة من قرارات اقتصادية مقبلة تتعلق بارتفاع الأسعار، والضرائب والجمارك، وما شابه ذلك في ظل ظروف يعانيها المواطن أساسا، كيف يمكن التعامل مع هذه المعادلة؟
الرئيس: لن يمس مصري واحد بقرارات اقتصادية في معيشته ومستلزماته وحاجاته وحاجة أبنائه، كل قرار هدفه الأسمي تحقيق مصلحة المواطن، وبالتالي يجب أن يطمئن الجميع إلي أن أحدا لن يمس، قد تكون هناك مناقشات لوصول الدعم إلي مستحقيه، لا بد أن يكون هناك إنتاج، ولا بد أن يكون لكل قرار الهدف الأسمي منه وهو تحقيق مصلحة المواطن، انظر إلي صاحب القرارات إنه المواطن أولا وأخيرا، ونحن لا نتحدث عن حجم ما يأخذه المواطن وإنما نسعي لضبط السوق من السرقة والتهريب حتي يصل الدعم لمستحقيه الحقيقيين.
الأهرام: هناك من يري ـ بعد مرور أكثر من عامين علي الثورة ـ أن حجم الفساد لم يتراجع.. هل توافقون علي هذا الرأي؟
الرئيس: حجم الفساد تراجع كثيرا، لكن مازال هناك من يستحق المتابعة علي مدي الساعة لمنع الاستمرار في الفساد، هناك حركة من الأجهزة ومن داخل الوزارات والمؤسسات، لن نترك فسادا بأي مكان دون أن نصل إليه لمنعه، والمستقبل سوف يكون أفضل بكثير.
الأهرام: بعيدا عن التصريحات السياسية، نريد أن نسمع كلمة حق لله والتاريخ، هل القضاء المصري يقوم بدوره المنوط به دون مواءمات أو توازنات بمنأي عن السياسة، أم أن السياسة قد أفسدت القضاء كما يردد البعض؟
الرئيس: القضاء المصري يقوم بواجبه، وإذا بدا أن هناك من يتجاوز فيتم التعامل معه من داخل مؤسسة القضاء.
أنا أحرص علي الاستقلال بين السلطات الثلاث، ولا نسلك غير هذا، فعندما كان التشريع لدي رئيس الجمهورية لم أفعل، لأني أري أن في ذلك ضررا علي الوطن وعلي المؤسسة ولا بد أن نناقش بشكل واسع، ولكن هناك تنوعا في الآراء تجاه ما يحدث، والسلطة التنفيذية خارج هذا الإطار فضمان الحرية الكاملة للسلطات المختلفة واجب قانوني ودستوري وأحاول أن تكون مؤسسة القضاء فاعلة بدورها.
الأهرام: البعض يردد أن هناك مخططا لأخونة الوظائف العليا بالدولة، هل ترون أن من حق حزب الحرية والعدالة أن يفعل ذلك، أم أن مثل هذا التوجه غير موجود أساسا؟
الرئيس: حزب الحرية والعدالة ليس حزبا حاكما، والحكومة لم تشكل علي أساس نسبة الوجود في البرلمان مع أهمية الوجود في البرلمان، لم يكن مفهوم الأغلبية أو الحزبية هو الذي يحكمنا، وإنما الكفاءة هي الأصل، بعد انتخاب البرلمان يجوز للتشكيل أن يختلف حسب الدستور.
أما الأخونة فهي عنوان مضلل، وكلام غير صحيح بالمرة أو مفهوم يضلل دون أن يدل علي الحقيقة، فهو يناقض الواقع الموجود وما يقال عنه ليس له ظل في الواقع، كم حدث من تغيير في القيادات، لا نريد أن نقف أمام ذلك طويلا، نريد مصريين بغض النظر عن انتماءاتهم.
الأهرام: ارتفعت نبرة الحديث القبطي في الآونة الأخيرة عن الاضطهاد والتمييز، وما شابه ذلك، كيف ترون هذا الحديث؟
الرئيس: أقباط مصر أشقاء الوطن، أحباب الداخل والخارج، مصريون حتي النخاع، والمصريون أمام القانون سواء، وأمام الحقوق والواجبات سواء.
محاولات كثيرة جرت عبر التاريخ لاستغلال مثل هذه العناوين غير الحقيقية وفشلت جميعها، وأنا دائما أقول: ليس هناك في مصر مسلمون وأقباط، وإنما هناك مواطنون، جيران في العمل، وفي المنزل، وفي المدرسة، وفي الجامعة، وفي الحقل، وفي كل مكان، فلا أحد يسأل أحدا: هل هو مسلم أم قبطي؟ والحوادث تحصل بين مسلمين ومسلمين، وبين مسيحيين ومسيحيين، وأثق بأن نسيج الواقع المصري كذلك، فلا يوجد خلاف أبدا بين المصريين علي أنهم مسلمون وأقباط، وقد يختلفون علي أمور عادية، وهذا أمر طبيعي، مع الأخذ في الاعتبار أن الخلافات اليومية بين المسلمين وبعضهم البعض، أو بين المسيحيين وبعضهم البعض أكبر بكثير، ولذلك فإن من يروجون مثل هذه الشائعات خاسرون بالضرورة، ومن يراهنون عليها أيضا خاسرون.
الأهرام: وماذا عن حديث التشيع ومخاوف البعض، خاصة التيارات الإسلامية، في هذا الشأن؟
الرئيس: المسلمون في مصر كانوا ومازالوا وسيظلون ذوي طبيعة خاصة تتميز بالوسطية، وحب أهل البيت لا يتعارض مع كونهم أهل سنة وجماعة، ولذلك أري أن هذا الموضوع يأخذ حجما في غير موضعه، لأننا نحن أهل السنة والجماعة في مصر عقيدتنا مستمرة، ولا مجال لمثل هذه المخاوف، أو مثل هذا الحديث، وطبيعتنا احترام الآخرين، واحترام معتقداتهم.
وأنا أقرر واقع المصريين أنهم أهل سنة وجماعة، بل الأكثر من ذلك أن مصر هي قبلة أهل السنة والجماعة، وهذا أمر معروف مع احترام وتقدير كامل للآخرين.
الأهرام: ماذا عن الوضع الميداني في سيناء الآن؟ وما استراتيجية التعامل معها في المستقبل؟
الرئيس: استراتيجية التعامل مع سيناء تنطلق من محورين: الأول تنموي، والآخر أمني، فمن حق أبناء سيناء أن تكون حياتهم آمنة، وأن يتبوأ أبناؤهم مواقع متميزة.
والمحور التنموي نتعمق في دراسته نظرا لأهميته سواء من حيث الخدمات التعليمية أو الصحية أو حفر الآبار، باختصار الوجود التنموي للدولة.
أما المحور الأمني، فيتعلق بأمن أهل سيناء، والمقيمين، وأمن الحدود، وهو محور مهم أيضا، ونحن من خلاله نتعامل بمنتهي الحزم والقوة، لكي نضمن لأبناء سيناء حياة هادئة، فهم مواطنون شرفاء، حريصون علي أمن الوطن.
وهنا أود أن أقرر أن سيناء لم تغز أبدا من خلال أبنائها، بل كانوا دائما ومازالوا خير عون للدولة، ومن هنا فإن أمن أهل سيناء واجب علينا جميعا، ولذلك فإن وجود القوات بشكل مكثف يستهدف ضمان أمنهم، ومنع الجرائم، وسوف يستمر هذا الوجود الذي هو رغبة أبناء سيناء لوصول القانون إلي كل بقعة فيها.
الأهرام: ما استراتيجية علاقات مصر الخارجية؟ وإلي أي مدي تسير العلاقات مع إيران، وكيف ترون مستقبل هذه العلاقات، وجدواها بالنسبة لمصر؟
الرئيس: نحن نتحرك في السياسة الخارجية انطلاقا من ثلاث قواعد أساسية هي: التوازن، والندية، وتحقيق المصلحة المتبادلة، وعندما نتحدث عن المصلحة المتبادلة، فإننا نتحدث عن فتح آفاق جديدة للاستثمار، والسياحة، والطاقة الشمسية، والطاقة النووية، ونقل التكنولوجيا، والتصنيع المتطور، وتوفير الوقود، وتوفير العملة الصعبة، والاستقرار الإقليمي، وهذه هي محددات السياسة الخارجية لمصر حين يتعلق الحديث بأي دولة كانت.
الأهرام: ما الحقيقة في أزمة العلاقات مع دولة الإمارات؟ وهل هناك في الأفق ما يشير إلي تحسن وشيك؟
الرئيس: جميع الدول العربية لا توجد معها أزمات، فبيننا وبينهم كل محبة ورغبة حقيقية في التواصل، والدول العربية هي الأولي بالعلاقات القوية، وبالتبادل التجاري، لأن العروبة تجري في دمائنا جميعا، وما الإسهام المصري في نهضة وبناء الدول العربية إلا دليل علي ذلك.
الأهرام: ولكن هناك من يهاجم مصر ويسيء إليها بتصريحات تحمل الكثير من التجاوزات؟
الرئيس: من يسيء هو الذي يخسر، والإساءة تصيب صاحبها، ويجب أن نضع في الاعتبار دائما أن مصر هي الدولة الكبيرة، أو الشقيقة الكبري، ولا يمكن أن يغضب قادتها من خطأ يرتكب هنا أو هناك، فنحن نتعامل علي أساس الثقة والمودة والصفح، ما لم يتضرر أمن مصر، فكل ما عدا ذلك نصفح عنه.
(وبعد أن توقف الرئيس للحظة، واصل الحديث بقوة ونبرة حادة) قائلا: أنا أكلمك كلاما جادا، وليس إجابة سياسية، لدينا90 مليون مصري في الداخل والخارج لهم قيمة كبيرة، نحن جغرافيا وتاريخ، ولا مجال أبدا للحديث عن خلاف مع الأشقاء العرب، وإلا فما معني الكبير، الكبير هو الذي يتحمل، وهذه مسائل تتلاشي، ولا تقوي علي الصمود.
الأهرام: هناك من يري أن العلاقات مع دول الخليج بصفة عامة ليست علي المستوي الذي يأمله المواطن، هل تري أن ذلك يتعلق بمخاوف هذه الدول من ثورات الربيع العربي بصفة عامة، أم تتعلق بشخص الرئيس السابق، أم مخاوف من الإخوان المسلمين؟
الرئيس: أؤكد ما ذكرته قبل أن أكون رئيسا، وبعد أن أصبحت رئيسا، من أن مصر لا تصدر الثورات، مصر الشعب والنظام لا تتدخل في شئون أحد بالقدر الذي لا نسمح فيه لأحد بأن يتدخل في شئونها، فالشعوب والحكومات في دولها أحرار يقررون لأنفسهم ما يشاءون، وإذا تقول أحد علينا سلبا بمثل هذا الحديث، فهو مفهوم خاطئ.
الأهرام: المراقبون لا يرون جهودا تبذلها السياسة الخارجية المصرية في هذا الصدد لطمأنة الآخرين بعدم التدخل في شئونهم؟
الرئيس: علي العكس.. بذلنا جهودا كثيرة، ومستمرون في ذلك، ومقتنعون به، ولن نقبل غيره.
الأهرام: كيف تنظرون لتوجس البعض من العلاقات مع دولة قطر علي الرغم من المساعدات التي قدمتها لمصر؟
الرئيس: لا أعتقد أن هناك توجسا بهذا المعني، وأنا أري أن قطر شعبا وحكومة يحبون مصر، ويحرصون علي مساعدتها، وعلي علاقات متميزة معها، ويقفون معنا بدعم نقدره في هذه المرحلة الانتقالية بشكل واضح، فلا مجال علي الإطلاق لأي توجس أو قلق، بل علي العكس كل التقدير لهذا الدور.
الأهرام: كيف تنظرون لتأثير ما يحدث في تركيا الآن علي الأوضاع في مصر؟
الرئيس: ما يحدث في تركيا خاص بتركيا، ولا أري علاقة له بمصر، فتركيا دولة كبيرة، بها أحزاب وبرلمان، وإدارة حكم رشيدة، وبالتالي ما يحدث شأن داخلي.
الأهرام: كان لكم رأي في السابق في العلاقات مع الولايات المتحدة، ومحاذير من هذه العلاقات، كيف تنظرون إليها الآن من علي كرسي الحكم؟ وما مدي التدخل الأمريكي في صناعة القرار المصري؟ ولماذا لم تقم بزيارة رسمية للولايات المتحدة حتي الآن؟
الرئيس: الولايات المتحدة دولة كبيرة، ولها معايير السياسة الخارجية المصرية نفسها، ونحن حريصون علي العلاقة الجيدة معها، وحريصون علي أن تقوم بدورها في العالم بشكل فعال، وبالتالي فإن محددات وعناصر التعامل معها تنطلق من تقوية هذه العلاقات، بالتوافق في كثير من الأمور.
وقد لا نكون متطابقين في الرأي في بعض القضايا مثل السلام في الشرق الأوسط، إلا أنني أراهم يحترمون إرادة الشعب المصري، ويتعاملون مع القيادة المصرية علي أنها نتاج الديمقراطية، فلا يوجد تدخل من أي نوع.
أما بالنسبة للزيارة فهي مسألة ترتيب ليس أكثر، حيث كانوا منشغلين حتي نهاية العام الماضي بالانتخابات الرئاسية، ولكن ليس هناك ما يمنع الآن من القيام بزيارة، وقد تحدث في المستقبل القريب، وهناك دول كثيرة زرتها خلال الشهور الماضية، ودول أخري كثيرة أيضا لم أزرها حتي الآن، فلا أستطيع فعل كل شيء في وقت واحد، إلا أن ما أود تأكيده هو أنني حريص علي العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأريد أن أوضح شيئا مهما وهو أن لدينا في مصر روحا جديدة، ولسنا قلقين، فنحن الآن فقط نمتلك إرادتنا، وبالتالي لابد أن نتعامل مع العالم كله بحرية كاملة، وإرادة كاملة، ولدينا الآن منظومة عمل كبيرة جدا تنشد التنمية الحقيقية، والمصريون يحملون رسالة سلام إلي هذا العالم بثورتهم، ويستعدون بالإنتاج لكي يكونوا في مصاف الدول المتقدمة، ونحن نعمل علي جميع المحاور، ولا ننسي إفريقيا ودول حوض النيل التي هي جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي.
وسوف نحقق إنجازات كبيرة بإرادة كاملة، ولا مجال للعودة أو التراجع عن هذه الإرادة التي نستحق أن نمتلكها الآن في المجالات المختلفة السياسية، والتجارية، والاستثمارية، والتنموية، مما يجعلنا نتعامل بندية كاملة، خاصة أننا ندرك تماما ما يجري في هذا العالم.
ومن هنا فقد آن الأوان لهذا الوطن أن ينطلق إلي آفاق جديدة، ولن يستطيع أحد أن يوقف انطلاقه.. قال تعالي:( وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان).. وقال تعالي:( ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).. وعندما نأخذ بالأسباب يفتح ربنا علي هذا الشعب فتحا واسعا..( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
الأهرام: العلاقات مع إسرائيل كيف تسير في ظل احتلال أراض عربية، خاصة القدس الشريف، في ظل موقف الإخوان المسلمين التاريخي من احتلال هذه البقعة ذات الخصوصية لدي المسلمين؟
الرئيس: كان هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة أخيرا، وكان الموضوع الرئيسي حول شركتين فرنسيتين تقومان بإنشاء خطوط مترو في المدينة المقدسة وتغيران من معالمها، ولذلك فقد اتصلت بالسيد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي باعتبار مصر رئيس الدورة، وقد خرجنا ببيان يدين هذا الفعل.
وأستطيع أن أؤكد أن القضية الفلسطينية كانت وستبقي عقل الشعب المصري ووجدانه، ونحن لا نتخذ قرارات بالنيابة عنهم، وإنما هم يقررون ونحن ندعمهم، سواء في المحافل الدولية، أو بفتح الحدود، وندعم أيضا حكومتهم في رام الله، ونرعي مصالحهم، فقضيتهم بالنسبة لنا محورية.
وأما فيما يتعلق بارتباطنا بمنظومة المنطقة واتفاقية السلام، فنحن دولة كبيرة نحترم الاتفاقيات، لكننا نرصد ولا نسمح بأي تجاوز أو عدوان يتجاوز هذه الاتفاقية بحال من الأحوال.
الأهرام: بدا واضحا في الآونة الأخيرة أن هناك تغيرا طرأ علي الموقف المصري تجاه الأزمة السورية، هل هذا صحيح؟ وكيف ترون الحل الأمثل لهذه الأزمة في ظل التطورات الجارية؟
الرئيس: لم يحدث أي تغيير في الموقف المصري، بل نحن أكثر إصرارا علي تغيير هذا النظام بعد ما ارتكبه من جرائم في حق شعبه، ونحن ندعم الشعب السوري، وإراقة دمائهم تؤلمنا جميعا، والسوريون منا ونحن منهم، ولابد أن يحصل الشعب هناك علي حقه كاملا، ويمتلك إرادته كاملة أيضا.
الأهرام: في الختام، نود توجيه كلمة للشعب المصري في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخه؟
الرئيس: الشعب المصري شعب عظيم، أجله وأقدره، وأطمئنه بأن هدفنا هو الاستقرار، والتنمية، والعلم، والتكنولوجيا، ومصلحة المواطن هي التي تقود حركتنا، وتدفعني شخصيا إلي بذل كل ما أملك من علم ودراية لتحقيق هذا الهدف، وهذه المنظومة سوف تقودنا إلي الاستقرار في المستقبل القريب إن شاء الله.. قال تعالي:( ويقولون متي هو قل عسي أن يكون قريبا).صدق الله العظيم
_________________________________________________________
الساعات الثلاث
استمر الحوار مع السيد الرئيس ثلاث ساعات كاملة بالتمام والكمال، أجاب خلالها عن كل الأسئلة المطروحة بالوتيرة القوية نفسها، والذهن الحاضر طوال الوقت، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم، وأبيات الشعر، والحكم، والأمثال، وفي منتصف الوقت عرض عليه أحد المساعدين أن يتناول مشروبا ما فرفض، داعيا إياي لذلك، فاعتذرت، فقرر الرئيس استمرار الحوار.
هاتف الرئيس
خلال حديثه قال الرئيس: أنا لم أقم بتغيير رقم هاتفي الذي كنت أستخدمه قبل أن أكون رئيسا، وحتي الآن يتواصل معي الناس بالرسائل والاتصالات، وأهتم برسائلهم جيدا، كما أني أستمع أيضا للناس جيدا، وأسمع نبضهم، وأعرف مشكلاتهم، ولي معهم تواصل وإصرار علي قيادة هذا الشعب بإرادة قوية، فهو شعب يستحق الخير، فقد عاني ظلما كبيرا، ولذلك فأنا مصمم علي قيادة هذا الوطن إلي تنمية حقيقية وإرساء مبادئ الدولة الحديثة.
قناة السويس
في معرض حديثه عن الإرادة المصرية، قال الرئيس: إن قناة السويس تصل العالم كله ببعضه، و25% من تجارة العالم تمر من خلالها، بما يؤكد أهمية الجغرافيا المصرية، وأهمية مصر، ومن هنا كان لابد أن نستفيد من هذه الميزة بإنشاء المشروعات المطلة علي القناة.
أول حوار صحفي
قلت للرئيس: إن هذا أول حوار لصحيفة عربية منذ توليكم المسئولية، فقال، ولماذا عربية؟ قلت: لأنكم أجريتم حوارا لصحيفة كندية قبل أسابيع قليلة، قال: لا، لم يكن حوارا صحفيا بالمعني المتعارف عليه، فقد كان لقاء عاديا، ثم تم استخدامه كحوار، أو ما شابه ذلك، ولذلك فإن حوار الأهرام هو أول حوار صحفي بالفعل.
متي تبدأ يومك؟
في بداية الحوار سألت السيد الرئيس: متي تبدأ يومك؟، فأجاب قائلا: مع صلاة الفجر، قلت: ومتي ينتهي؟ قال أغادر المكتب عادة في نحو التاسعة مساء، قلت: ويمكن أن يمتد العمل إلي ما هو أكثر من ذلك؟ قال نعم.
وقد امتد الحوار مع السيد الرئيس حتي الحادية عشرة وعشر دقائق مساء.
أرحب بك.. وأشكر الأهرام
في مستهل الحوار قال الرئيس: أولا.. أحييك، وأرحب بك، وأشكر الأهرام علي المهنية والأداء الجيد في هذه المرحلة، وأتمني لك التوفيق، ولكل مصر، وفي نهاية الحديث قال الرئيس: أعلم أن أمامك جهدا كبيرا لإعادة صياغة الحوار وإعداده، والله يوفقك.