ساجد بادات يعترف رسميا بعلاقته مع بن لادن

لندن – شبكة المرصد الإخبارية

بعد أن عقد صفقة مع الادعاء البريطاني ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية اعتبرت أجهزة الأمن البريطانية ساجد بادات (33 عاما)، أول مواطن بريطاني يعترف بعلاقته المباشرة مع الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، في إفادة مسجلة على شريط فيديو أجراها معه في بريطانيا محققون من جهاز الادعاء العام الأميركي بناء على ترتيب خاص مع السلطات البريطانية.
وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت في العام 2003 بادات، وهو أصولي من أصل مالاوي (34 سنة)، بعد أن اتضح لها وجود شبه بين المواد التي استخدمت في تركيب عبوة ناسفة سبق له أن سلمها هو طوعا للشرطة البريطانية العام 2001 مع العبوة الناسفة التي استخدمت في حذاء ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة الخطوط الجوية الفرنسية في رحلتها إلى نيويورك العام 2002.
وكان بادات المولود في بريطانيا سافر إلى باكستان وأفغانستان العام 1999 وحصل على تدريب عسكري في معسكرات تدريب الإرهابيين، وأعطي عبوة ناسفة مصممة على نحو لا يمكن لأجهزة التفتيش في المطارات اكتشافها، وأعدت لاستخدامها في تفجير إحدى الرحلات الجوية. وعاد بادات إلى بريطانيا في ديسمبر العام 2001، وخبأ العبوة الناسفة تحت سريره في بيته في منطقة غلوسترشاير، ثم التحق بالجامعة لإكمال تحصيله العلمي. لكنه شعر بالندم بعد فترة قصيرة فاتصل طوعاً بالشرطة البريطانية وأبلغها بماضيه وبتوبته ورغبته في «العيش حياة هادئة» وسلمها العبوة الناسفة التي كانت بحوزته. ولم توضح الشرطة البريطانية سبب عفوها عنه في ذلك الحين وعدم تقديمه إلى المحاكمة.
لكن عندما ألقي القبض على ريتشارد ريد في الولايات المتحدة العام 2002 حصلت الشرطة البريطانية على معلومات حول العبوة الناسفة التي كانت مزروعة في حذائه، فوجدتها شبيهة بالعبوة الناسفة التي سلمّها بادات لها، فداعبتها شكوك بوجود علاقة لبادات مع تنظيم «القاعدة» أعمق بكثير مما اعترف به لها طوعاً من قبل. فتم توقيفه مجدداً فأدلى باعترافات عديدة عن علاقاته بالتنظيمات الإرهابية وعن مخطط كان من المفروض أن ينفذه مع ريد لتفجير رحلات جوية فوق الأطلسي، ما اضطر السلطات البريطانية إلى تقديمه للمحاكمة، فحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً، جرى تخفيضها لاحقاً لمدة 11 عاماً، تقديراً لسلوكه الحسن داخل السجن، وفقاً للادعاء العام البريطاني.
وكشف، أمس، عن أن الادعاء العام الأميركي طلب من السلطات البريطانية السماح لمحققيه بمقابلة بادات وذلك ضمن التحقيقات التي تجري في الولايات المتحدة استعداداً لمحاكمة الإرهابي أديس مادونغانن، المتهم بمحاولة لتفجير قطار الأنفاق في مدينة نيويورك العام 2009. وجرى اللقاء بين المحققين الأميركيين وبادات في أحد السجون البريطانية القريبة من لندن الشهر الماضي، بعد موافقة بادات على ذلك. يُشار إلى أنه لم تكن هناك علاقة مباشرة بين مادونجانن وبادات ولم يلتقيا أبداً في حياتهما، إذ ان مادونغانن، وهو مواطن أميركي من أصل بوسني (27 عاماً) سافر إلى باكستان العام 2008 وحصل فيها على تدريب في أحد المعسكرات التابعة للإرهابيين ووافق على العودة لتنفيذ التفجيرات الإرهابية في قطار الأنفاق بنيويورك.
ووفقاً لتقارير أميركية، رغب المحققون الأميركيون بمثول بادات كشاهد في محاكمة مادونغانن، لكنه رفض واكتفى بالإدلاء بحديث مصور مع المحققين في سجنه ببريطانيا. ويعود رفض بادات السفر إلى الولايات المتحدة كونه متهماً هناك بتورطه في نشاطات إرهابية من ذيول قضية ريتشارد ريد، وما زالت تنتظره دعوى مقامة ضده في إحدى محاكم مدينة بوستون.
ووفقاً لتلك التقارير تحدث بادات في المقابلة عن موافقته على حمل عبوة ناسفة لتفجيرها في رحلة جوية فوق الأطلسي. لكن ما لفت الانتباه في المقابلة حديثه عن علاقته المباشرة مع أسامة بن لادن واجتماعه به أكثر من مرة في العام 1999 في أفغانستان. وقال انه في تلك الفترة كان يعلم أنه على اتصال مع شبكة إرهابية أطلق عليها سام «جماعة الشيخ»، واكد أن المقصود بالشيخ كان أسامة بن لادن.

عن marsad

اترك تعليقاً