في اثيوبيا .. زيناوي أخر يؤدى اليمين الدستورية

في اثيوبيا .. زيناوي أخر يؤدى اليمين الدستورية

زيناوي صديق الغرب

أوباما يجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبى بالوكالة

أكد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بيريكيت سيمون أن الحكومة ستدعو البرلمان لعقد جلسة عاجلة فى أقرب وقت ممكن، لكى يؤدى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية هيمريام ديسالين خلالها اليمين الدستورية، لكى يشغل مؤقتا بموجب الدستور الإثيوبى مهام منصب رئيس الوزراء، وذلك عقب وفاة رئيس الوزراء ملس زيناوى.
وقال المتحدث – فى تصريح له بأديس أبابا عقب إعلان وفاة زيناوى – إن نائب رئيس الوزراء يتعين عليه أداء اليمين أمام البرلمان لتولى هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات، وهى المدة المتبقية من فترة زيناوى الأخيرة البالغة خمس سنوات بموجب الدستور الإثيوبى، مشيرا إلى أن الحكومة تعتزم دعوة البرلمان لعقد جلسة طارئة فى أقرب وقت ممكن.
وشدد سيمون على أنه لا يوجد أى انزعاج بشأن مستقبل البلاد بعد وفاة زيناوى الذى حكم البلاد لمدة تزيد على 20 عاما.. رافضا المخاوف التى تتردد عن أن هناك فراغا فى السلطة.
وقال “إن السياسات والاستراتيجيات التى مكنتنا من تسجيل نمو وتقدم كبير مازالت فى مكانها، وأن الحزب الحاكم قوى، والحكومة قوية كذلك، كما كانت، ولا يوجد ما يدعو للانزعاج على الإطلاق”.
ويشغل ديسالين (47 عاما) منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية منذ عام 2010، وكان مستشارا خاصا لرئيس الوزراء للشئون الاجتماعية.. ومن المقرر أن يشغل رسميا هذا المنصب بشكل مؤقت عقب أداء اليمين الدستورية فى جلسة برلمانية طارئة لم تحدد بعد بدلا من الجلسة المعتادة المقررة فى 9 سبتمبر المقبل.
قالت الحكومة الاثيوبية يوم الثلاثاء إن رئيس وزرائها ملس زيناوي الذي اعتبره الغرب حائط صد في مواجهة التشدد الإسلامي توفي بعد صراع طويل مع المرض عن 57 عاما.
توفي زيناوي في مستشفى في بروكسل مساء الاثنين بعد مرور 21 عاما على استيلائه على السلطة من المجلس العسكري بقيادة منجيستو هيلا مريم لتنتهي بذلك التكهنات المستمرة منذ أشهر بأنه مصاب بمرض خطير.
وتباينت ردود الفعل على وفاته فقد وصف البيت الابيض رحيله بانه “خسارة مفاجئة” لكن معارضيه ابتهجوا لوفاة “طاغية”.
وسيؤدي نائب رئيس الوزراء هايلي مريم ديسالجن اليمين الدستورية رئيسا للوزراء بالإنابة امام البرلمان وسيجتمع الحزب الحاكم لاختيار خليفة لزيناوي ولكن لم يتحدد موعد لذلك.
وأحجمت الحكومة الإثيوبية عن الكشف عن مكان علاجه أو طبيعة مرضه لكن مسؤولين بالاتحاد الأوروبي قالوا إنه كان يعالج في العاصمة البلجيكية عندما توفي بسبب مرض لم يتم الكشف عنه.
واكتفى بركات سايمون المتحدث باسم الحكومة بالقول بانه كان مريضا منذ عام وتوفي بعد نقله إلى العناية المركزة.
استولى ملس على السلطة عام 1991 من المجلس العسكري بقيادة منجيستو هيلا مريم وأصبح شخصية سياسية بارزة في القارة الافريقية. واعتبر زعيما يمكن للغرب الاعتماد عليه في معركته مع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وينسب كثيرون إليه الفضل في تمكين واحدة من أفقر دول العالم من تحقيق نمو اقتصادي مرتفع وأرسل مرتين قوات إلى الصومال المجاور للتصدي للمتشددين الاسلاميين
زيناوي : رجل ..ولكن ؟
وقال الاتحاد الافريقي الذي يتخذ من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مقرا له في بيان “وفاة رئيس الوزراء (الاثيوبي) ملس حرمت افريقيا من واحد من أعظم ابنائها.”
ومع أن الجماعات الحقوقية انتقدته لحملته الصارمة على المعارضة غض الغرب الطرف عن حملاته القمعية بشكل عام تفاديا لخلاف مع شريك في قتال الجماعات المرتبطة بالقاعدة في افريقيا.
وقدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما التعازي وأشاد بالتزام ملس بمساعدة الفقراء واصفا وفاته بانها “خسارة مفاجئة” لإثيوبيا وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بملس ووصفه بأنه “متحدث ملهم باسم افريقيا”.
وفي أديس ابابا احتشد الاثيوبيون في المقاهي لمشاهدة التغطية التلفزيونية بعد ان اعلنت قناة اخبارية خاصة وفاة ملس. وقال مصدر في الاتحاد الاوروبي ان ملس كان يعالج في مستشفى سان لوك الجامعي في بروكسل.
وقال نائبه هيلا مريم انهما تحادثا في الاونة الاخيرة وأضاف “كان يتعافى بشكل جيد لدرجة انه كان يقوم بانشطة رياضية خفيفة. كنا دائما على اتصال اثناء فترة تعافيه وكنا متفائلين من انه سيشفى تماما.”
واضاف قوله “ملس كان شخصا ودودا ومن الصعب تعويض رجل في مثل منزلته.”
زيناوي : عدو ماكر
أما حركة الشباب الإسلامية بالصومال والتي واجهت القوات الإثيوبية مرتين في عهد ملس إحداها من عام 2006 إلى 2009 والأخرى من ديسمبر كانون الأول 2011 فقد رحبت بوفاة ملس.
وقال الشيخ علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب لرويترز “لقد قاد الزعماء الأفارقة الذين كانت لهم أصابع في الصومال لعقدين.. لكن كل ذلك ذهب سدى.”
وأعلن بركات حدادا عاما إلى حين عودة جثمان ملس. وقال إن بلاده التي بها ثاني أكبر كثافة سكانية في افريقيا تنعم بالاستقرار وستواصل السير على الطريق الذي رسمه ملس.
وقال للصحفيين “أؤكد لكم أن كل شئ مستقر وكل شئ سيستمر كما رسمه رئيس الوزراء.”
وستنعقد الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية وهي الحزب الحاكم في البلاد لاختيار خليفة دائم لكن لم يتحدد موعد بعد لانعقادها.
وأعرب نيجاسو جيدادا الذي تولى رئاسة البلاد أثناء رئاسة ملس للوزراء والذي يرأس الآن حزب الوحدة من أجل الديمقراطية والعدالة المعارض إنه يأمل في انتقال سلمي للسلطة.
وقال “نحن نحث الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية على تغيير الوضع السياسي والديمقراطي ووضع حقوق الإنسان نحو الأفضل في البلاد.”
وتوقع ديفيد شين السفير الأمريكي السابق في اثيوبيا أن تستمر الكثير من سياسات الدفاع التي انتهجها ملس كما هي.
وقال “لأسباب امنية داخلية سيكون هناك تركيز مستمر على الصومال ولا أتصور أي تغير كبير في اتجاه اريتريا” مشيرا إلى العدو اللدود لاثيوبيا الذي دارت بينهما حرب حدودية استمرت عشر سنوات.
زيناوي : طاغية العصر
وفي المقابل وصف موقع اثيوبيان ريفيو المعارض على الانترنت ملس بأنه “طاغية مولع بالإبادة” وقال “اليوم يوم فرحة لأغلب الاثيوبيين وكل محبي الحرية في أنحاء العالم”.
وقالت المفوضية الأوروبية إن ملس عمل بدأب في مجال الوحدة الإفريقية والتغير المناخي والتنمية لكنها عبرت عن أملها في أن تحسن إثيوبيا من سجل حقوق الإنسان.
وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية في بيان “أرجو بشدة أن تدعم إثيوبيا طريق الديمقراطية وأن تعزز حقوق الإنسان ورفاهية شعبها والاستقرار والتكامل بالمنطقة.”
وللجبهة الصومالية .. رأي أخر
أما الجبهة الوطنية لتحرير أوجادن الإثيوبية فقالت إن وفاة ملس قد تمهد لمرحلة جديدة من السلام في البلاد إلا أنها أكدت مجددا استعدادها للقتال من أجل تقرير المصير.
وأضافت الجبهة في بيان “قد تمثل وفاة الدكتاتور الإثيوبي مرحلة جديدة للاستقرار والسلام في إثيوبيا ومنطقة القرن الإفريقي بأكملها.”
وتابعت “ستعمل أيضا الجبهة الوطنية لتحرير أوجادن مع أي قوى معارضة تقدمية متفتحة تكون مستعدة للاعتراف بحق تقرير المصير لكل الأمم والجنسيات.”
وبرز ديسالين سريعا فى صفوف الحكومة، عندما تحول إلى عالم السياسة، ليشغل منصب حاكم (ولاية أمم وشعوب جنوب أثيوبيا) الواقعة فى جنوب غرب البلاد فى الفترة من 2001 إلى 2006، وعين بعد ذلك مستشارا لزيناوى.. واختاره نائبا له بشكل مفاجئ فى عام 2010، كما حل محل زيناوى فى رئاسة عدد من اللجان البرلمانية خلال السنوات القلائل الماضية.
من ناحية أخرى أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أجرى محادثات هاتفية أمس الخميس مع هيليمريم ديساليغن الذى يتولى رئاسة وزراء إثيوبيا بالوكالة إثر وفاة ميليس زيناوى مطلع الأسبوع الجارى.
وخلال هذه المحادثات، تقدم أوباما “بتعازيه باسم الشعب الأمريكى” لوفاة ميليس، مشيدا “بالمساهمات المهمة فى التنمية والسلام فى منطقة” القرن الأفريقى، وفق بيان للرئاسة الأمريكية.
وأضاف المصدر نفسه، أن أوباما دعا هيليمريم إلى تحسين دعم الحكومة الإثيوبية للتنمية، الديمقراطية، وحقوق الإنسان والأمن الإقليمى.
وأبدى أوباما “حزنه” إثر إعلان وفاة ميليس زيناوى و”إعجابه” بالزعيم الذى توفى عن عمر 57 عاماً ليل الاثنين.
وخلال عهد ميليس الذى استمر أكثر من 20 عاماً، أصبحت إثيوبيا أحد الحلفاء الأساسيين للولايات المتحدة فى محاربة التطرف الإسلامى، خصوصا مع منحها واشنطن حق استخدام مطار لإقلاع الطائرات الأمريكية بدون طيار إلى الصومال المجاورة.

عن marsad

اترك تعليقاً