أصلان مسخادوف .. الجهاد في زمن الاستسلام

أصلان مسخادوف .. الجهاد في زمن الاستسلام

يعد الرئيس الشيشاني السابق أصلان مسخادوف، من أبرز قادة المجاهدين الشيشان الذين قادوا الجهاد المسلح للدفاع عن الشيشان المسلم، خلال أعوام طويلة، شملت الحربين الرئيستين بين الشيشان والاحتلال الروسي.

كما يعد من أبرز القادة المطلوبين لجهاز الأمن الروسي؛ بسبب أعماله الباسلة ضد قوات الاحتلال الروسية، وقيادته السياسية والعسكرية التي ساهمت في دحر الاحتلال الروسي بعد الحرب الأولى؛ إذ رصد جهاز الأمن الروسي الاتحادي مبلغ 300 مليون روبل (حوالي 10.3 مليون دولار) مقابل اعتقال أو اغتيال أصلان مسخادوف، وقائد المجاهدين الميداني شامل باساييف.

أصلان مسخادوف 54 عاما من الجهاد والنضال  . .هي سنوات عمره كلها قضاها مجاهدا في سبيل الله ساعيا لتحرير بلاده رافعا راية الإسلام واضعا روحه على كفه غير مبال بقتل أو اغتيال..
نعم ولد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادف مجاهدا .. ومات مجاهدا بعد أن دوخ قوات الاحتلال الروسية والتي رصدت ملايين الدولارات ثمنا لرأسه المجاهدة .. فعلى درب المجاهدين استشهد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف، في عملية نفذتها القوات الروسية، استخدمت فيها كل أساليب الحرب القذرة من التجسس وتعذيب المعتقلين للخروج بمعلومات تقودها إلى الرئيس مسخادوف..
استشهد مسخادوف في ميدان المعركة شامخا عزيزا بعد أن سطر صفحات مضيئة من البطولة والشجاعة في ساحات القتال لتبقى عملية استشهاده وسام نصر لكل مسلم يرفض الخيانة والمهادنة أو الدنية في دينه .. ووصمة عار في جبين الروس الذين احتلوا الأرض وانتهكوا العرض وقتلوا الأبرياء دون جريمة سوى أنهم قالوا ربنا الله .
كانت الشيشان ولا تزال ضحيه التاريخ الذى فرض عليها ان تنشأ فى الأحضان السوفيتيه التى حكمت البلاد بالحديد والنار .. وكان موقعها المتميز سلاحاً ذو حدين فقد جعلها مطمع فلم تشعر بالحد الآخر من كثره الطعنات التى تتلاقاها، فضلا عن مخزونها النفطى الهائل كل ذلك جعل حملا ثقيلا على الشيشانين فأستدعوا الفرسان العربية الأصيله التي تمثلت في المجاهدين العرب القائد خطاب وخليفته من بعده أبوالوليد الغامدي وغيرهما الكثيرمن الذين ضحوا بدمائهم رخيصة نصرة للحق ودفعا للمعتدين الغازين لنيل الشيشان استقلالها من براثن الاستعمار الروسي..
وكان آخر هؤلاء المجاهدين الأوفياء لدينهم ووطنهم الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف، الذي جمعت شخصيته بين الالتزام بدينه وصلابته العسكرية التي تكونت منذ نشأته الأكاديمية في كلية تبليسي العليا لسلاح المدفعية، ثم ما لبث أن أرتدى ثوب الدبلوماسي السياسي الذي قاد البلاد بعد اختياره رئيسا للشيشان في فبراير 1997.

ولأنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها أحد قادة الجهاد في الشيشان، فإن عملية اغتيال مسخادوف ستبقى مسألة رمزية بالنسبة للمجاهدين، ومن غير المتوقع أن تؤثر سلبًا على عزيمتهم في الجهاد، أو تحبط من معنوياتهم أو تفرقهم.

حياة أصلان مسخادوف

ولد الرئيس أصلان مسخادوف عام 1951م في جمهورية كازخستان، وغادرها مع والديه، وهو في سنِّ السادسة، للعيش في قرية زبير يورت، وبالتحديد في مقاطعة نادترشني بجمهورية الشيشان وإنجوشيا، والتي كانت تتمتع آنذاك بالاستقلال الذاتي اسميًّا ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، ثم عاد مع عائلته إلى الشيشان عام 1957م.

تخرّج أصلان مسخادوف عام 1972م في كلية تبليسي العليا لسلاح المدفعية في العاصمة الجورجية، تبليسي، ثم التحق بأكاديمية كالينين العسكرية، في مدينة لينينجراد، حيث تخرج بتقدير امتياز عام 1981م.

والتحق بالجيش السوفيتي، ليخدم بين صفوف وحداتها في كل من هنجاريا وليتوانيا، قبل أن يصبح رئيس هيئة أركان الجيش الشيشاني عام 1993م بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

خلال سنوات خدمته في الجيش الروسي، عمل مسخادوف قائدًا لسرية مدفعية، ثم قائدًا لفوج ضمن القوات السوفيتية، التي كانت متمركزة سابقًًا في المجر.

وفي يناير 1991م، وبعد ترقيته إلى رتبة عقيد، شارك مسخادوف على رأس فرقة للصواريخ والمدفعية، في محاولة من الجيش السوفيتي السابق لاحتلال برج التليفزيون في مدينة فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، وذلك في إطار المحاولات الفاشلة التي قام بها الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف لوقف الحركات الانفصالية داخل جمهوريات البلطيق.

وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي إلى دول، عاد مسخادوف إلى الشيشان عام 1992م، ليعمل ضمن القوات المسلحة الشيشانية، حيث رقي إلى رتبة لواء، وأصبح رئيسًا لهيئة الأركان في ديسمبر 1993م.

مسخادوف .. العسكري المحنك يدحر الروس

خلال الحرب الشيشانية الأولى، قاد مسخادوف القوات الشيشانية ضد قوات الاحتلال الروسية، التي حاولت السيطرة على الجمهوريات السوفياتية السابقة، وجعلها تابعة لروسيا.

واستطاع العسكري المحنك، أن يقود الجيش الشيشاني من نصر إلى آخر، ضد القوات الروسية التي أرسلتها موسكو لاحتلال الشيشان، خلال السنوات التي امتدت حتى ديسمبر 1994م.

وأخيرًا وفي عام 1997م، وقّع مسخادوف والرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين، على اتفاقية وصفت بأنها ستنهي (400 عام) من النزاع بين موسكو والمنطقة الشيشانية.

سنوات المفاوضات الساخنة بين مسخادوف والروس

خلال هذه السنوات، شارك مسخادوف كعضو بارز في المفاوضات التي دارت بين القادة الشيشان والمسئولين الروس، تمهيدًا لاستقلال الشيشان عن جمهورية روسيا الاتحادية، وذلك في مدينة جروزني.

وخلال صيف عام 1995م، وقع مسخادوف اتفاقية مهمة بين موسكو وجروزني، تحدد المسائل العسكرية بين الجانبين.

ثم شارك مسخادوف في المفاوضات التي دارت مع ممثّلي الحكومة الفيدرالية الروسية في مدينة نزران، في يونيو 1996م، وفي مدينة نوفيي أتاجي، خلال المدة من 28 يونيو وحتى 4 يوليو 1996م.

وفي يوم 31 أغسطس 1996م، وبعد مفاوضات مع ألكسندر ليبيد (سكرتير مجلس الأمن الروسي السابق) وقّع أصلان مسخادوف ما يُعرف باتفاقيات “خسف يورت”، التي كان يفترض أن تضع حدًّا نهائيًّا للنزاع المسلح مع القوات الروسية.

وتبعت ذلك اتفاقية على المبادئ المنظّمة للعلاقات بين جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية الشيشان، وقّعها مسخادوف يوم 23 نوفمبر 1996م، في أعقاب مفاوضات دارت في ضواحي موسكو مع فيكتور تشيرنومردين (رئيس الوزارء الروسي الأسبق).

الحكومة الشرعية للشيشان

ثم أصبح مسخادوف رئيسًا للوزراء في الحكومة الائتلافية المؤقتة التي حكمت الشيشان خلال المدة من أكتوبر 1996م وحتى 27 يناير 1997م.

وفي عام 1997م، عندما جرت الانتخابات الرئاسية الشيشانية الحرة، فاز مسخادوف بنسبة 68.6% من أصوات الناخبين، متقدمًا على منافسه شامل باساييف. ليصبح رئيسًا منتخبًا وشرعيًّا للبلاد، حيث تم تنصيبه رئيسًا لجمهورية الشيشان، خلال حفل رسميّ أقيم في العاصمة جروزني، يوم 12 فبراير 1997م.

وأكد المراقبون الدوليون شرعية الحكومة الجديدة المنتخبة، كما أرسل بوريس يلتسين تهانيه إلى الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف، مؤكدًا حرص موسكو على إعادة بناء العلاقات مع الشيشان.

وأثناء سنوات رئاسته استطاع مسخادوف أن يقوم بسلسلة زيارات خارجية مثمرة إلى كل من بريطانيا وأمريكا وتركيا والمملكة العربية السعودية وجورجيا وأذربيجان وماليزيا وروسيا.

ورغم فرض عقوبة الحصار الاقتصادي الكامل على جمهورية الشيشان، تم إنعاش مجموعة من المشاريع الاجتماعية والصناعية المهمة في الجمهورية، وكل ذلك بجهود ذاتية.

عودة الحرب بين روسيا والشيشان

في عام 1999م عادت القوات الروسية لتشن حربها الثانية ضد الشيشان، ورفض مسخادوف الاستسلام، وقاد النضال الشيشاني ضد الاحتلال الروسي مرة ثانية، الذي حاول تنصيب حكومة موالية له من الشيشانيين في المنفى.

وفي يوم 21 يوليو 2001م لأول مرة بعد الخروج من عاصمة الشيشان من مدينة جوهر، تم عقد اجتماع لهيئة القادة من جميع المستويات في منطقة نجاي يورت، حيث قرر الاجتماع مرحلة جديدة في الجهاد الوطني التحرري للشعب الشيشاني تنتقل بموجبها القوات المسلحة الشيشانية إلى عمليات عسكرية على نطاق واسع في كافة أراضي الشيشان.

وأكد مسخادوف مرارًا معارضته أية شروط مسبقة لبدء المفاوضات السلمية لتسوية النزاع الشيشاني الروسي.

وبعد حصار المسرح الروسي في موسكو، خلال شهر أكتوبر 2002م، أعلن الرئيس الروسي بوتين أنه سيعارض دائمًا الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع المجاهدين، وقام بتنصيب حكومة موالية لموسكو، تسلم قيادتها أحمد قادروف.

إلا أن مسخادوف هدد بأنه سيصل إلى الرئيس الجديد الموالي لموسكو. وبالفعل، وخلال شهر مايو 2004م، نفذ المجاهدون الشيشان عملية تفجيرية نوعية، أسفرت عن اغتيال قادروف، أثناء حضوره حفلاً وطنيًّا في ملعب الاستاد في جروزني.

استشهاد أصلان مسخادوف

خلال سنوات الحرب الطويلة بين الشيشانيين بزعامة مسخادوف، والاحتلال الروسي، عملت موسكو بكل جهودها من أجل اغتيال مسخادوف، الذي نجا عدة مرات من محاولات الاغتيال والاستهداف.

إلى أن كتب الله له الشهادة يوم الثلاثاء 27 محرم 2005م، الموافق 8 مارس 2005م، استشهد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف بنيران القوات الخاصة الروسية الخاصة ، التي استطاعت الوصول إلى مطلوبها الأول في الشيشان، غير أن رحم الأرض التي أنبتت مسخادوف لن تبخل أبدا في إنبات قادة جدد، من غرس دوداييف وخطاب وأبو الوليد الغامدي. وغيرهم من رجالات الجهاد في ارض الشيشان المسلمة التى يردد لسه حالها :
قطفوا الزهر… قالت: من ورائي برعمُ سوف يثور قطفوا البرعم، قالت: غيره ينبض في رحم الجذور قلعوا الجذر من التربة قالت: من أجل هذا اليوم خبأت البذور كامن ثأري بأعماق الثرى وغداً سيرى كل ُ الورى كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور ..تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور!

وليقدِّم مسخادوف صورة مشرقة من صور الجهاد الحقيقي، في زمن الاستسلام.

عن marsad

اترك تعليقاً