رسالة من سجين سياسي الى الساخطين على العفو عن المعتقلين الاسلاميين

رسالة من سجين  سياسي الى الساخطين على العفو عن المعتقلين الاسلاميين

شبكة المرصد الإخبارية

في آواخر التسعينيات بلغ عدد السجناء ضحايا مبارك ما يقارب السبع وعشرون الفا ، ثم جاءت الثورة فأخرج المجلس العسكري قرابة الثلاثة آلاف ، ثم جاء الرئيس مرسي وأخرج ستة عشر فردا!!. أي ان مرسي يتعبر بخيلا ومقصراً في حق الإسلاميين ضحايا حسني مبارك ولم يف بالوعد بغلق الملف وإصدار عفو عام عن ضحايا مبارك.
ولقد وصلتنا في المرصد الإعلامي الإسلامي رسالة من السجين السياسي / أكرم أحمد فوزي فؤاد والمحكوم عليه بالمؤبد في قضية تفجيرات الأزهر عام 2007م ، من وراء جدران سجن العقرب شديد الحراسة بمنطقة طرة بالقاهرة .
أكرم فوزي اعتقل عدة مرات في عصر الرئيس المخلوع مبارك حتي سنة 1993، إلا انه أفرج عنه وبقي في الخارج حتي اعتقاله مرة أخري علي ذمة قضية تفجيرات الأزهر عام 1997، لتتهمه وزارة الداخلية بإمداد هذه المجموعة بالمعلومات العسكرية ، ليحكم عليه بالمؤبد .
ينفي أكرم فوزي جملة هذه الاتهامات ويعتبرها بلاغات كيدية من ملفات مباحث امن الدولة لاطلاعها علي نشاطه القديم مع الجماعات الإسلامية في فترة الثمانينيات .
رسالة أكرم يرد فيها علي الساخطين والناقمين علي الإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين ضحايا نظام مبارك ويدافع فيها عن وجهة نظره هو وإخوانه في سجن العقرب شديد الحراسة بشان الإفراج عنهم .وقد حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة من بيانه تحت عنوان ” الى الساخطين على العفو عن المعتقلين الاسلاميين” وفيما يلي نص البيان دون إضافة أو تعديل أو تصحيح:
بسم الله والحمد لله ، وبعد :
فإن الساخطين على خروج الاسلاميين من السجون إما عدوا حاقدا ، او جاهلا مضللا.
ولهذا وذاك اكتب هذه الكلمات ، أما الحاقد لفضحه وتزيف دعوته فيهم.
واما المضلل فلنصرته التي قال فيها النبي صلى الله عليه :”انصر اخاك ظالما او مظلوما” ونصرته ظالما بأن نرده عن ظلمه ، بأن نبين له حقيقة الاسلاميين والظلم الواقع عليهم من الدعوة لعدم خروجهم ، ومن الله وحده التوفيق.
1- الاسلاميون في السجن لانهم خرجوا على مبارك ، وقد خرج على مبارك شعب مصر كله ، وحصل منهم تجاوزات في دماء ، وهذا امر ملازم لعملية الخروج ، فهلا سجنا شعب مصر كله ، كما سجن الاسلاميون؟!.
2- شعب مصر كله نادى بحل جهاز امن الدولة لعلمه بتجاوزاته وفساده ، وهذا الجهاز هو الذي صنع قضايا الاسلاميين المسجونين!.  افنرضى بحل امن الدولة ، ولا نرضى بحل ما افسدته امن الدولة بقضاياهم الملفقة ، فنخرج الاسلاميين الذين سجنوهم؟.
3- لقد أعيد بعد الثورة محاكمة العشرات من القضايا التي حكم بها نظام مبارك على اصحابها بالاعدام والمؤبد ، فبرؤو جميعهم دون استثناء من اول جلسة  -اقول برؤو لا خفف عن الحكم- ، وهذا يعني انه قد لفقت لهم القضايا!.
وما هذا الا لأن مبارك بامتلاكه للسلطة القضائية امتلك فزاعة ارهاب القضاة ، بأن يكون مصير من لا يرضى عنه من القضاة هو المعاش المبكر او التغريب والاقصاء ، وقد شاهدنا شكوى القضاة من ذلك بعد الثورة.
4- ومن نجا من الاسلاميين من رهبة القضاة ، فلا يكاد ينجو من حبكة القضايا الملفقة بإحكام تام من أمن الدولة التي سطوتها وجبروتها لا يخفى على الكل.
5- انه من المعلوم المشاع لدى الكل ان أمن الدولة ونظام مبارك قد نكلوا بالاسلاميين تنكيلا ليس له نظير ، ومارسوا معهم تجاوزت وصلت للدماء والاعراض والبهيمية ، حتى ان كل من خرج منهم يحتاج تأهيلا نفسيا وبدنيا لسنين عديدة ، فإن كان قد حصل من الاسلاميين تجاوزا فهلا وضعنا تجاوزهم ازاء تجاوز الأمن واغلقنا الملف بكامله! ، خصوصا وان المشهد الجديد لمصر يتطلب العفو والصفح وعدم التخوين.
6- ان الاسلاميين الموجودين بالسجون الآن من المجاهيل الذين لا يعرفهم احد ، هل سمع احدكم عن جمال حسين او سعيد ابراهيم او محمد رباع ، هؤلاء مثال لمن في السجن ، فهل يقارن هؤلاء بالظواهري وغيره من المشاهير الذين عفا عنهم المجلس العسكري حين كان حاكما للبلاد ، فالذي يفرضه العقل والمنطق انه اذا عفي عن الكبار من الرؤساء فما هم دونهم من الشهرة والتبعية المرؤوسين اولى بالعفو!.
7- كل الموجودين في السجون من الاسلاميين لا يبلغ العشرين فردا من المجاهيل ، فهل أمن مصر مهدد بخروج أقل من عشرين مجهولا ، وقد خرج الآلاف من الاسامي الذائعة الصيت؟!
ومع ذلك لم نسمع أن أحدا ممن خرج منهم قد هدد أمن مصر ، او ادرج اسمه في قضية تهدد أمن مصر ، وهذا بشهادة بيان الرئاسة الذي صدر مؤخرا نافيا ان يكون لأحد ممن خرج ضلوعا في اي أحداث تمس أمن مصر.
فأي استخفاف بالعقول ان نمنع خروج أقل من عشرين مجهولا بائسا بهذه الحجج الواهية؟!

8- انه لا يوجد مستفيدا من بقاء الرئيس مرسي احوج منا ، فهل يعقل ان نخرج على من بقائنا مرهون ببقائه وخلاصنا مرهون بخلاصه ، او أن نهدد امنه؟!.
9- ومع هذا فالقاعدة العريضة تؤيد خروج الاسلاميين وقد جمعنا توقيع اكثر من ثلثمائة شخصية عامة من المثقفين والليبراليين تلح على وجوب العفو عن الاسلاميين المحبوسين من عهد مبارك ، وعلى رأسهم مرشح الرئاسة ايمن نور ، والمرشح سليم العوا ، وبعض القساوسة والاقباط! ، وقد نشر هذا البيان مع توقيعات اصحابه من قبل.
واليسار كله ايضا يطالب بالعفو عن الاسلامين ، وعلى رأسهم المحامي المشهور سيف الاسلام وولديه علاء عبد الفتاح ومنى سيف ، ومجموعة لا للمحاكمات العسكرية ، وكل المنظمات الحقوقية.
فلا يضر اختلاف القلة ممن ينقمون خروج الاسلامين ، ومن قبل قد اختلف الناس على رب العالمين ورسوله الامين!
10- الذين ينقمون على الرئيس مرسي عفوه عن الاسلاميين ، اقول لهم : بلغ عدد الاسلامين في سجون مبارك من التسعينيات الى الثورة قرابة الثلاثون الفا ، اخرج منهم أمن الدولة قبل الثورة ما يقارب السبع وعشرون الفا ، ثم جاءت الثورة فأخرج المجلس العسكري قرابة الثلاثة الاف ، ثم جاء الرئيس مرسي وأخرج ستة عشر فردا!!.
مما يعني ان أمن الدولة والعسكري اكرم من الرئيس مرسي ، فهلا صببتم جام غضبكم عليهم قبل ان تصبوه على الرئيس مرسي ، مع انهم هم ادرى بمن يخرج لانهم هم من حبسهم فلا وجه لتخطئتهم.

كتبه : اكرم فوزي

عن marsad

اترك تعليقاً