التعذيب المعولم: 54 دولة شاركت في التحقيق والتعذيب نيابة عن امريكا منها الاردن والمغرب ومصر والجزائر وحتى ايران

المخابرات المركزية الأمريكية

التعذيب المعولم: 54 دولة شاركت في التحقيق والتعذيب نيابة عن امريكا منها الاردن والمغرب ومصر والجزائر وحتى ايران

شبكة المرصد الإخبارية

كشف تقرير صادر عن منظمة “مبادرة المجتمع المفتوح للعدالة” في نيويورك عن الدور الذي قامت به عدة دول في مساعدة الولايات المتحدة في عملية التهجير القسري، وكشف ان 54 دولة ساعدت الولايات المتحدة في حملتها على الارهاب، من خلال الخطف، والتعذيب والترحيل القسري.

وكشف التقرير ان 25 من هذه الدول اوروبية، و 14 آسيوية، و 13 افريقية. ومن بين الدول العربية التي شاركت في برنامج الترحيل القسري، الاردن وليبيا ومصر والسعودية، والامارات العربية المتحدة واليمن والجزائر والمغرب وسورية، اضافة لتركيا واثيوبيا وبريطانيا وفنلندا ورومانيا وماليزيا وتايلند وايران والباكستان وافغانستان، وملاوي، واذربيجان والنمسا واستراليا.

ومن بين الدول الاوروبية ايضا مقدونيا التي اتهمتها المنظمة الاوروبية لحقوق الانسان باختطاف وسجن مواطن الماني من اصل لبناني، خالد المصري. وكذا بولندا ورومانيا وليتوانيا التي وافقت على فتح وادارة ما عرف بالنقاط السوداء او السجون السرية التي نقلت اليها المخابرات الامريكية- سي اي ايه- مشتبه بعلاقتهم بالارهاب للتحقيق معهم وتعذيبهم بعيدا عن التراب الامريكي. فيما اتهمت ايطاليا في قضية محاولة عدد من عملاء الاستخبارات الامريكية اختطاف مصري.

وقد اعتمدت المخابرات الامريكية على محققي دول مثل الباكستان وافغانستان والاردن وغيرها للتعامل مع المعتقلين حيث يعرف عنها استخدام التعذيب والاكراه. ويقول التقرير ان ‘السجون السرية والترحيل القسري جاء لممارسته خارج التراب الامريكي وبتعاون مباشر مع دول خارجية، وعليه فيجب تحمل هذه الدول المسؤولية‘.

والدعم للبرنامج الامريكي لم يكن فقط بالتعاون المباشر بفتح سجون او نقل معتقلين الى سجونها والتحقيق معهم فهناك فتحت مطاراتها للطائرات المحملة بالمرحلين للتوقف والتزود بالوقود ومن هذه الدول قبرص وايسلندا، وايرلندا.
وفي حالة كندا فهي لم تفتح اجواءها للطائرات السرية بل قدمت معلومات ادت الى اعتقال احد مواطنيها، ماهر عرار الذي اعتقل في امريكا ونقل الى سورية للتحقيق معه. اما عن كيفية تعاون ايران وهي التي لا تقيم علاقات مع الولايات المتحدة فقد جاء من خلال تسليمها 15 من نشطاء القاعدة الى افغانستان.

ويقول التقرير ان سورية كانت المكان المفضل للترحيل القسري للمخابرات الامريكية. اما عن الدور البريطاني فلم يقتصر على التحقيق وفتح مطاراتها بل وسلمت معتقلين ليبيين للمخابرات الليبية، سامي الساعدي. ويعتقد ان تورط العدد الاكبر من الدول الاوروبية الذين ورد اسمها في التقرير جاء نتيجة لقرار اتخذ في اجتماع سري للناتو بعد ايام من هجمات سبتمبر.

وقد اظهر نقاش حول خطط الرئيس الامريكي باراك اوباما ترشيح مستشاره لشؤون الارهاب، جون برينان، مديرا للسي اي ايه تفاصيل جديدة عن التعاون الامريكي- السعودي في مجال مكافحة الارهاب او ملاحقة قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

فقد كشف عن ان برينان الذي كان مدير محطة ‘سي اي ايه’ في الرياض لعب دورا مهما في اقناع المسؤولين السعوديين لاقامة قاعدة تنطلق منها الطائرات الموجهة درونز- لقتل قادة القاعدة والذين كان منهم استهداف مواطن امريكي، وهو انور العولقي.

وجاء الكشف عن التفاصيل في الوقت الذي سيظهر فيه برينان اليوم امام لجنة في الكونغرس لتأكيد تعيينه. وقد يؤدي رفض الحكومة الامريكية تقديم تفاصيل والكشف عن برنامجها السري للتاثير لتأجيل المصادقة عليه.

وجاء الجدل حول سياسة الادارة عن القتل المستهدف والطائرات الموجهة السرية في وقت اصدرت فيه وزارة العدل ورقة ‘بيضاء’ حددت فيها موقف الادارة من قتل الامريكيين المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة. ويعتقد ان توقيت التسريبات ما هو الا محاولة للضغط على الادارة كي تكشف عن معلومات جديدة حول برنامج استهداف الناشطين التابعين للقاعدة عبر اغتيالهم بالطائرات الموجهة.

طائرة دون طيار
طائرة دون طيار

ومن ناحية اخرى تأخير قرار المشرعين للمصادقة على جون برينان، كمدير جديد للسي اي ايه في ولاية اوباما الثانية.

ويعتبر برينان من اهم الرموز المؤثرة في سياسة اوباما لملاحقة ناشطي القاعدة حيث اعتمدت الادارة على مجموعة من قواعد انطلاق الطائرات الموجهة في عدد من البلدان والتي ادارتها سي اي ايه وقيادة العمليات المشتركة، ومن بين العمليات التي استهدفت عن قصد وبغرض القتل كانت الغارة التي قتلت انور العولقيالمواطن الامريكي في عام 2011 حيث انطلقت الطائرة التي انهت حياته من قاعدة في السعودية.

وقد تم انشاؤها قبل عامين لملاحقة ناشطي تنظيم قاعدة شبه الجزيرة العربية. وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ انها تعرف مكان القاعدة ولكنها امتنعت عن ذكره حتى لا تتأثر عمليات مكافحة الارهاب، لكن مكان القاعدة يبدو معروفا لعدد من الشبكات الاخبارية والصحافية الامريكية.

تبرير قتل العولقي

وينظر الى الورقة البيضاء التي قال اريك هولدر، وزير العدل معلقا عليها ان الهدف الرئيسي هو حماية الامريكيين لكن باطار القانون على انها محاولة لوضع تصور الادارة حول استهداف الامريكيين حيث قالت الورقة التي كشفت عنها ولاول مرة شبكة انباء ‘ان بي سي’ ان الحكومة الامريكية يحق لها استهداف مواطن امريكي في حالة تأكدت انه واحد من قيادة العمليات في تنظيم القاعدة او اي من فروعها.

ولا تشير الورقة التي تقع في 50 صفحة الى الشروط التي تحدد الطابع العملياتي للمواطن المستهدف، ولا تقول ان انخراطه في التخطيط لهجمات على امريكا يجعله هدفا ام لا، حيث ترى الورقة ان القاعدة منشغلة بشكل دائم بالتخطيط لضرب امريكا ومصالحها.

وفي حالة العولقي الذي قتل في ايلول (سبتمبر) 2011 ظلت الادارة تصفه بالداعية وصوت القاعدة الدعائي والرجل الذي يجند لها الاتباع خاصة من الناطقين باللغة الانكليزية، لكن بعد مقتله وصفته الادارة بانهمسؤول العمليات الخارجية’ لتنظيم شبه الجزيرة العربية.

ولا يعرف ان كانت الورقة البيضاء قد وزعت على المشرعين الامريكيين قبل استهداف العولقي ام بعده. ولكنها بالتأكيد اعدت من اجل تبرير استهدافه، وان صح هذا فستكون اعدت في عام 2010،ولم يكن العولقي الامريكي الوحيد الذي قتل في الغارات التي انطلقت من القاعدة السعودية بل هناك ثلاثة اخرون منهم نجل العولقي البالغ 16 عاما.

ويرى مدافعون عن الحقوق المدنية وحقوق الانسان ان الورقة تظهر القوة التنفيذية للرئيس اوباما خاصة انها تقول ان شخصا ‘مطلعا وفي مركز كبير’ اي الرئيس يحق له اصدار امر بقتل احد قيادات القاعدة او من فروعها، بمن فيهم الامريكيون وحتى ان كان هذا الشخص ليست متورطا بالتخطيط بعمليات محددة ضد امريكا، حيث انها وعلى الرغم من ان الادارة قد قالت في السابق انها تفضل القاء القبض على الارهابيين الا ان قتلهم افضل خاصة انه لا يعرض حياة الجنود الامريكيين الذين يلاحقونهم للخطر، اضافة لتناقض مع ما قالته سابقا وهو ان اي قرار تتخذه الادارة يقوم بناء ‘على وجود تهديد حقيقي وليس قائما على التكهنات‘.


سلاح اوباما

واشارت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الى ان صمت الديمقراطيين على الموضوع يعكس دعم الرأي العام حسب ما تظهره استطلاعات الرأي. وفي الوقت الذي انتقدت فيه واشنطن سياسة القتل المستهدف او الاغتيالات التي مارستها اسرائيل ضد الناشطين الفلسطينيين في الفترة التسعينات من القرن الماضي، الا ان هجمات ايلول ( سبتمبر) 2001 احدثت تغيرا في موقف الادارة.

وفي استطلاع اجراه مركز ‘بيو’ لاستطلاعات الرأي العام صيف العام الماضي اظهر ان نسبة 62 بالمئة من الامريكيين يدعمون الغارات على الناشطين بالدرونز لكن غالبية المشاركين من الدول الـ 19 الاخرى عارضوا السياسة، واظهر استطلاع لواشنطن بوست في شباط فبراير العام الماضي ان نسبة 83 بالمئة من الامريكيين تدعم سياسة اوباما في اغتيال الناشطين.

وسياسة ملاحقة القاعدة بالطائرات الموجهة بدأها الرئيس السابق جورج بوش لكنه لم يتوسع او يبالغ بها ولم تتعد الهجمات التي صادق عليها 48 خلال ثمانية اعوام من حكمه، لكن في عهد اوباما اصبحت سلاحه الفاعل ضد قادة القادة ومسؤوليها الميدانيين، ويبلغ عدد الغارات التي شنتها سي اي ايه وقيادة العمليات المشتركة في اليمن والباكستان 385 غارة، منذ عام 2009.

وهذا العدد الكبير يتناقض مع تصريحات الادارة وبرينان نفسه الذي قدم في نيسان (ابريل) العام الماضي خطابا مفصلا حول السياسة التي قال انها من اجل تجميد تهديد محد وواضح. مشيرا الى انه لا يتحدث عنتهديد نظري’ يعني ان بعض افراد القاعدة قد ‘يحاولون الهجوم علينا في المستقبل‘.

برينان المحرك

وبالعودة لبرينان فالخبراء يرون انه الشخصية الاكثر تأثيرا في العمليات السرية خلال العشرين عاما الماضية.

ونقلت ‘نيويورك تايمز’ عن دانيال بنجامين المسؤول السابق في دائرة مكافحة الارهاب في الخارجية ان برينان ترك اثرا عميقا على المجتمع الامني وعلى الطريقة التي يقوم بها الجيش عمليات مكافحة الارهاب. وقالت الصحيفة ان برينان اهتم اثناء عمله في الرياض باليمن، حيث ضغط في الاونة الاخيرة مع عدد من القيادات العسكرية للحصول على حرية لملاحقة وضرب نشطاء القاعدة الذين قتل منهم سعيد الشهري والعولقي وغيرهما، لكن الغارات ادت لمقتل مدنيين لا علاقة لهم بالقاعدة مثل الشيخ علي جابرـ الامام الذي قتل في آب (اغسطس) العام الماضي.

وهو نفس الدرس من افغانستان والباكستان حيث ادت الغارات لقتل العديد من المدنيين، واشارت الى ستانلي ماكريستال، قائد القوات العسكرية المشتركة المتقاعد ومايكل هايدن، مدير الاستخبارات الامريكية السابق اللذين عبرا عن قلقهما من ان الغارات تقوم باستهداف مسؤولين في قيادة الوسط او ميدانيين لا علاقة لهم بالتخطيط للعمليات الخارجية ولا يشكلون تهديدا مباشرا على امريكا. لكن برينان دافع عن سياسة الغارات خاصة في اليمن حيث قال ان شركاءنا اليمنيين حريصون على العمل معنا، وكذا المواطنين اليمنيين الذين تحرروا من جحيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وليس اقل من ذلك الحكومة اليمنية’. لكن كريستوفر سويفت الباحث في جامعة جورج تاون والذي قضى الصيف الماضي يدرس اثر الهجمات قال ان برينان يتحدث عن رد فعل المسؤولين الامنيين اليمنيين الذين يلتقيهم عندما يزور اليمن ولا يعكس رأي الشارع الذي يرى ان الحكومة اليمنية تتعاون مع امريكا ضد الشعب اليمني.

عن Admin

اترك تعليقاً