
السيسى على خطى نتنياهو حصار غزة يمتد إلى الفلسطينيين العالقين فى مصر وسيناء مقابل الغاز .. الخميس 4 سبتمبر 2025م.. دنيا سمير صحفية رفضت تحرش اللواء خالد فودة فعاقبها “صهره” السيسي بثلاثة سنوات حبس احتياطي
شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري
*ظهور الناشط السيناوي “سعيد اعتيق” في نيابة أمن الدولة العليا.. بعد 10 أيام من الاختفاء القسري
ظهر الناشط السيناوي سعيد اعتيق حسان اعتيق (44 عامًا) من سكان مدينة الشيخ زويد، شمال سيناء، اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، في نيابة أمن الدولة العليا، بعد اختفائه القسري لمدة عشرة أيام منذ إلقاء القبض عليه بتاريخ 24 أغسطس 2025.
ووفقًا لمصادر حقوقية، جرى التحقيق مع “اعتيق” في القضية رقم 6469 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، حيث وجهت له النيابة اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وإذاعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة.
وأصدرت النيابة قرارًا بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع احتجازه في سجن العاشر رقم 6، على أن يُعرض مجددًا للنظر في أمر تجديد حبسه.
*دنيا سمير صحفية رفضت تحرش اللواء خالد فودة فعاقبها “صهره” السيسي بثلاثة سنوات حبس احتياطي!!
في مشهد يعكس مأساة متكررة في مصر، أُفرج أمس عن الصحفية دنيا سمير بعد أن قضت ثلاث سنوات كاملة رهن الحبس الاحتياطي، على ذمة إحدى القضايا السياسية التي باتت تُعرف بين الحقوقيين بقضايا “الثلاجة”، حيث يُحتجز المتهمون لسنوات بلا محاكمة فعلية.
الإفراج عنها أثار موجة واسعة من التفاعل، خصوصًا أن قصتها ارتبطت باتهامها العلني لأحد كبار المسؤولين، اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء وصهر عبد الفتاح السيسي، بالتحرش بها، لتتحول بعدها من شاهدة وضحية إلى متهمة خلف القضبان.
بداية القصة: من التحرش إلى الاعتقال
تعود جذور القضية إلى عام 2020، حينما نشرت دنيا سمير عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تحدثت فيها عن تعرضها للتحرش الجنسي من قبل المحافظ خالد فودة، ووجهت له اتهامات مباشرة، مؤكدة أنها لن تصمت رغم نفوذ الرجل وصلاته العائلية بالسيسي.
https://x.com/i/status/1640232181829074945
https://x.com/i/status/1742496817114169775
هذه الفيديوهات، التي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع، وضعت دنيا في مواجهة مباشرة مع السلطة، حيث شنت الأجهزة الأمنية حملة ضدها.
لم يمض وقت طويل حتى اعتُقلت هي نفسها، ووجهت إليها اتهامات فضفاضة من قبيل “نشر أخبار كاذبة” و”الانضمام لجماعة إرهابية”، وهي الاتهامات التي باتت سيفًا مسلطًا على كل من يرفع صوته بالنقد أو الفضح.
اعتقال الأبناء وإسكات الصوت
اللافت أن الانتقام لم يتوقف عند دنيا وحدها، بل طال أيضًا أسرتها.
فقد نشرت لاحقًا مقاطع أخرى توثق اعتقال اثنين من أبنائها، في محاولة للضغط عليها وإجبارها على التراجع عن أقوالها.
هذه المشاهد زادت من تعاطف الرأي العام معها، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن ثمن التجرؤ على كشف الفساد أو التحرش على مستوى كبار المسؤولين قد يكون باهظًا.
ثلاث سنوات من الحبس الاحتياطي
منذ اعتقالها، تنقلت دنيا بين أكثر من سجن، وظلت لثلاث سنوات قيد الحبس الاحتياطي دون محاكمة عادلة، في خرق صريح للقانون المصري نفسه الذي يحدد مدة الحبس الاحتياطي بعامين كحد أقصى.
ورغم النداءات الحقوقية المتكررة، تجاهلت السلطات هذه المطالب، لتظل الصحفية خلف القضبان إلى أن جاء قرار الإفراج عنها أخيرًا في سبتمبر 2025.
ردود الفعل الحقوقية
منظمات حقوق الإنسان، محلية ودولية، أدانت بشدة اعتقال دنيا. فقد اعتبر حقوقيون بارزون مثل جمال عيد ومحمود رفعت أن اعتقالها “رسالة تخويف” لكل صحفي يفكر في الاقتراب من دائرة السلطة أو كشف أي فساد أو انتهاكات جنسية تطال كبار المسؤولين.
وأكدوا أن إطلاق سراحها بعد كل هذه السنوات لا يُلغي الانتهاك الذي تعرضت له، بل يضيف إلى سجل النظام المزيد من الأدلة على طبيعته القمعية.
غضب السوشيال ميديا
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تحولت قصة دنيا سمير إلى قضية رأي عام، حيث تداول النشطاء هاشتاغات حملت اسمها، مذكرين الناس بأنها “سُجنت لأنها قالت لا للتحرش”، بينما كتب آخرون أن الإفراج عنها لا يُعتبر منّة أو مكسبًا، بل حق أصيل انتُزع منها ظلمًا. بعض المغردين شبّهوا حالتها بحالات أخرى لصحفيين وصحفيات مثل صفاء الكوربيجي وسولافة مجدي، ممن واجهن المصير ذاته بسبب آرائهن.
الكاتب الصحفي جمال سلطان كان قد كتب ” بمناسبة الإفراج عن ثلاث صحفيات مصريات قبل يومين، كن تحت قيد الحبس الاحتياطي بدون جريمة ولا تهمة حقيقية، يذكر أن الصحفية دنيا سمير فتحي، كانت قد اشتكت في فيديو من تحرش محافظ جنوب سيناء اللواء أركان حرب خالد فودة بها جنسيا، فودة المعروف بصداقته للإسرائيليين أوعز للنيابة للتنكيل بها، فأمرت بالقبض عليها وحبسها في مايو 2022 ، ووجه لها النائب العام “الشامخ” تهمة الانضمام لجماعة إرهابية!!!، “دنيا” أم لأربعة أطفال منعت من رؤيتهم، وما زالت في سجن القناطر حتى اليوم، بلا جريمة ولا تهمة، فقط لإرضاء السيد اللواء أركان حرب !”
وقال نوح ” الصحفية “دنيا سمير” اشتكت من تحرش محافظ جنوب سيناء بها، اللواء أركان حرب خالد فودة، فتم اعتقالها فى 27 مايو 2022 ولُفق لها تهمة الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ويُذكر أن الصحفية دنيا لديها أربعة أبناء لم تراهم منذ اعتقالها. #الحرية_لدنيا_سمير”.
الصحفية غادة نجيب ايضا كانت قد كتبت ” امن الدولة اعتقل السيدة دنيا سمير من منزلها ف شرم الشيخ اول امبارح لمن لا يعرف مشكلة السيده دنيا هى ام لاربع اطفال وهى العائل الوحيد ليهم عملت فديو من كذا يوم بتستغيث من تحرش محافظ جنوب سينا اللوا خالد فوده نسيب السيسي نظام قذر مسابش دنيئيه الا ما عملها”
دلالة سياسية
يرى مراقبون أن الإفراج عن دنيا بعد ثلاث سنوات ليس إلا محاولة من السلطة لتخفيف الضغوط الدولية التي تزايدت في الآونة الأخيرة بشأن ملف حقوق الإنسان في مصر، خصوصًا مع تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الأوروبية التي تنتقد بحدة أوضاع المعتقلين السياسيين.
كما أن القضية تكشف بجلاء التناقض بين الخطاب الرسمي عن “تمكين المرأة” وحماية حقوقها، والواقع الذي يُسجن فيه الضحايا بدلًا من محاسبة المتحرشين النافذين.
قصة الصحفية دنيا سمير تعكس مأساة مركبة: ضحية تحرش تحولت إلى متهمة، وأم دفعت ثمن شجاعتها بحرمانها من حريتها وأبنائها لسنوات.
الإفراج عنها اليوم يطرح أسئلة أعمق حول العدالة الغائبة، وحول ما إذا كانت مصر تستطيع أن تفتح صفحة جديدة تقوم على حماية النساء والصحفيين بدلًا من التنكيل بهم.
لكن الأكيد أن تجربتها ستظل علامة فارقة في سجل الانتهاكات، ودليلًا إضافيًا على أن الحبس الاحتياطي في مصر لم يعد وسيلة قانونية، بل صار أداة انتقامية لإسكات الأصوات الحرة.
* حجب السيسي نسب الفقر وادعاء وجود فائض بالموازنة “تدليس”
يتعمد نظام عبد الفتاح السيسي حجب نسب الفقر في البلاد وادعاء تحقيق فائض في الموازنة العامة للتغطية على ارتفاع الديون والفشل والتخبط في إدارة الاقتصاد.
فقد حجب النظام نسب الفقر الرسمية وتجاهل نشرها لمدة 3 سنوات ثم غيّر طريقة حسابه منتقلا من “المؤشر النقدي” أي بما ينفقه المواطن، إلى طريقة “متعدد الأبعاد“.
كما احتفت الحكومة في 17 أغسطس 2025، بتحقيق “أعلى فائض أولي” في الموازنة الحالية بلغت قيمته نحو 629 مليار جنيه (قرابة 13 مليار دولار)، وفق مجلس الوزراء.
وهو ما عدته منظمات مجتمع مدني “تدليسا”؛ لأن الصورة الحقيقية للفائض والموازنة ككل، تجاهلت الديون، والتي تستحوذ أقساطها وفوائدها على نحو ثلثي النفقات الحكومية الإجمالية.
منذ عام 2009 اعتاد “الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء” في مصر أن يصدر بانتظام تقريرا سنويا كل عامين، حول نسب ومعدلات الفقر، تحت عنوان “بحث الدخل والإنفاق“.
لكنه منذ تقرير 2020-2021، توقف عن إصدار هذه التقارير، مدة 3 سنوات، ثم عاد لإصدار تقرير يونيو 2025، في 5 أغسطس 2025، بدون تحديد نسبة الفقر أيضا.
وبعدما رفض الجهاز نشر نتائج بحث 2021-2022، أخفى أيضا نتائج بحث جديد أجراه في 2023-2024، ولم يُنشر حتى الآن، وسط توقعات أن يكون السبب هو ارتفاع نسبة الفقر في البحث الأخير.
وجاء ذلك بعد الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرّت بها مصر منذ 2022، والتي تسبَّبت في ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم.
عقب انتقادات من صحفيين وباحثين، أصدر جهاز الإحصاء تقرير 2025، لكنه لم يحدد نسب الفقر وتحايل بعوامل مختلف، غير الإنفاق النقدي للأسرة، كي يقلص النسبة الإجمالية.
وحين عادت الانتقادات أعلن جهاز الإحصاء أنه سيصدر تقريرا مفصلا في أكتوبر 2025، دون أن يُجيب عن الأسئلة التي طرحها الباحثون وهي:
كم عدّد الفقراء في مصر؟ ما هو خط الفقر الذي يتم القياس عليه؟ وكيف تغير مستوى معيشة المصريين في السنوات الأخيرة؟
فقد اكتفى الجهاز بنشر مختارات من هذه النتائج خلال نشرته في يونيو 2025 تحت عنوان “مصر في أرقام”، ولم تتضمن النسبة المعتادة، مكتفيًا بمؤشر آخر يُعرف بـ “الفقر متعدد الأبعاد“.
وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا المؤشر في البحث، ما يجعل قياس معدل الزيادة في نسبة الفقر غير صحيح.
ويأتي ذلك رغم تأكيد الجهاز أن البحث جرى بمنهجية جديدة تتضمن مؤشرات الصحة والسكان والتعليم والأمن الغذائي وغيرها.
وأصرّت الحكومة المصرية على إجراء تعديلات جديدة على أرقام الدخل الفردي، من خلال إدراج دعم برنامجي تكافل وكرامة، ومساعدة الأمهات العازبات، ضمن الدخل السنوي للأسرة.
وهو ما جرى عبر تغيير طريقة حساب جهاز الإحصاء للفقر بموجب “الإنفاق النقدي”، إلى “متعدد الأبعاد“.
وهذا على الرغم من أن مؤشرات الفقر ومستويات المعيشة للأسر المصرية أدوات أساسية لتحديد خط الفقر، والكشف عن عدد ونسبة الفقراء.
وبعدما كان جهاز الإحصاء طوال الخمسين عاما الماضية يعتمد على “الفقر النقدي” كأداة رئيسة لقياس نسبته، غاب هذا المؤشر عن تقريره الأخير الصادر في 5 أغسطس 2025.
ويقيس المؤشر الجديد الفقر عبر 7 أبعاد تشمل 19 بندًا، ما يجعل الأرقام المتوقعة غامضة ولا تعبّر عن الحقيقة.
ووفق مصادر حكومية، أصدر مجلس الوزراء تعليمات لجهاز الإحصاء، باعتماد آلية جديدة لاحتساب دخل الأسرة، تتضمن احتساب كل ما تتلقّاه الأسر من دعم حكومي، مثل برنامج “تكافل وكرامة”، إلى جانب الأجور الأساسية للأفراد.
وانعكس ذلك في مؤشر الفقر متعدد الأبعاد، الذي ضمَّ بند “الإنفاق الفعلي”، شاملا إجمالي التحويلات العينية، وتحويلات فرق الخبز وبطاقة التموين.
ووفق خبراء، لا يمكن الاعتماد على مؤشر الفقر “متعدد الأبعاد”، لقياس نسبته في مصر؛ لأنه مُضلل، ويركز على محاور غير حجم دخل وإنفاق الأسرة، مثل سوء تغذية الأطفال، وعدم امتلاك تأمين صحي، ومستوى الحرمان من بعض الحقوق.
بينما يقيس “مؤشر الفقر النقدي” مدى قدرة دخل الفرد أو الأسرة الشهرية على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وفي بحث الدخل والإنفاق لجهاز الإحصاء لعام 2019- 2020، بلغت نسبة الفقر 29.7 بالمئة، بينما سجَّل مؤشر “متعدد الأبعاد” منه لعام 2021- 2022 نسبة 21.2 بالمئة فقط.
ويرى محللون اقتصاديون أن “تغييب” إحصاءات الفقر، سببه ارتفاعها الحاد وعدم رغبة السلطات السياسية والأمنية في إعلانها لإظهار أن “الإصلاح” الذي تَعِدُ به يحقق نتائج.
وفي 10 أكتوبر 2024 كشف موقع “صحيح مصر” عن تدخل “جهات أمنية” لمنع نشر أحدث تقرير لمسح الدخل والإنفاق لعام 2021-2022، والذي شمل عدد الفقراء ونسبة الفقر، وهذا سبب تأخر صدوره.
وأشار الموقع إلى أن “جهات أمنية نافذة” منعت نشر التقرير، رغم اكتمال جمع بياناته؛ نظرًا لما تضمنه من أرقام صادمة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الفقر.
أيضا نقل موقع “مدى مصر” في 9 أغسطس 2025، عن مصدر حكومي، أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لم ينشر تفاصيل نتائج البحث “بسبب ضغوط حكومية وارتفاع نسبة الفقر به”.
*سيناء مقابل الغاز… كيف أخضع السيسي مصر لنتنياهو؟
كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بعدم المضي قدمًا في اتفاقية الغاز الضخمة بين حقل “ليفياثان” ومصر، مشترطًا خفض قوات الجيش المصري في سيناء كشرط أساسي لاستمرار التعاون.
هذا التطور الخطير يضع ملف الطاقة في قلب الصراع السياسي والأمني بين القاهرة وتل أبيب، ويكشف كيف تحوّل الغاز إلى ورقة ابتزاز تستخدمها إسرائيل لإخضاع مصر لشروطها.
نتنياهو يبتز القاهرة بورقة الغاز
قرار نتنياهو يعكس إدراك إسرائيل لمكانتها الجديدة كطرف ممسك بمفاتيح الطاقة التي تحتاجها مصر بشدة.
فالقاهرة، التي تعاني من أزمة ديون خانقة واحتياجات متزايدة للطاقة، تجد نفسها اليوم أمام معادلة صعبة: إما الرضوخ لشروط إسرائيل الأمنية في سيناء، أو مواجهة شلل اقتصادي محتمل إذا توقفت إمدادات الغاز.
مصر رهينة بعد صفقة الغاز
المفارقة المؤلمة أن مصر، التي كانت في الماضي مصدّرًا أساسيًا للغاز، أصبحت رهينة للغاز الإسرائيلي. الحكومات المتعاقبة فرّطت في ثروات الغاز الطبيعي المكتشفة في شرق المتوسط، وصدّرت الغاز لإسرائيل بأسعار زهيدة أقل من السعر العالمي.
ومع مرور الوقت، ووسط سوء إدارة وفساد ممنهج، وجدت مصر نفسها مضطرة للاستيراد من إسرائيل بأسعار مرتفعة.
اليوم، أي قرار من تل أبيب بوقف الإمدادات كفيل بإغراق مصر في أزمة كهرباء وطاقة، وهو ما يضع السيادة المصرية تحت رحمة قرار سياسي من نتنياهو.
نتنياهو يستدير نحو مصر.. الغاز ورقة ابتزاز جديدة
في تغريدة مطولة، أشار المحلل السياسي ياسر الزعاترة إلى أن قرار نتنياهو بتأجيل تنفيذ اتفاق الغاز مع مصر لم يكن مجرد خلاف اقتصادي، بل جزء من استراتيجية أوسع للضغط على القاهرة وابتزازها. فقد ربطت الصحف العبرية القرار بما وصفته “خرق شروط كامب ديفيد”، بينما الحقيقة الأعمق أن إسرائيل تدرك حاجة مصر الماسة للغاز، وأنها على استعداد لدفع أسعار أعلى بكثير مما يدفعه المستهلك الإسرائيلي.
الزعاترة شدّد على أن هذا الابتزاز يكشف حجم الارتهان الخطير الذي تورطت فيه مصر، إذ أصبح أمنها الطاقوي مرتبطًا مباشرة بقرار سياسي إسرائيلي، يمكن استخدامه في أي لحظة كأداة ضغط لتحقيق أهداف أبعد من مجرد عقود اقتصادية.
عدم ثقة بمصر.. وقلق صهيوني دائم
كما أوضح الزعاترة أن الخلاف لا يقتصر على ملف الغاز، بل يمتد إلى ملفات استراتيجية أوسع.
فالمؤسسة المصرية، على الرغم من علاقتها المعقدة مع إسرائيل، ما زالت ترى في الكيان الصهيوني تهديدًا وجوديًا لمصالحها القومية، خصوصًا مع ضغوط تهجير الغزيين إلى سيناء وخطط نتنياهو التوسعية التي تستهدف الضفة وسوريا ولبنان.
الإعلام الإسرائيلي، بحسب الزعاترة، لا يتوقف عن التعبير عن قلقه من تطور القدرات العسكرية المصرية، ما يعكس حقيقة أن إسرائيل لا تثق بأي طرف عربي مهما كانت طبيعة العلاقة معه.
ويختم بالتأكيد أن الارتهان إلى “عدو تاريخي” في قضايا حيوية مثل الغاز أو المياه أو النفط، هو خطيئة كبرى تُهدد الأمن القومي المصري على المدى البعيد.
آراء السوشيال
الإعلامي هيثم أبو خليل:
“من يهن يسهل الهوان عليه… بعد تمديد اتفاقية الخيانة والعار لاستيراد الغاز مع العدو حتى 2040 بقيمة 35 مليار دولار، العدو المجرم يمارس عملية إذلال لمصر! حذرنا كثيرًا… الغاز أمن قومي، لا تجعله تحت رحمة عدو غدّار!”
https://x.com/haythamabokhal1/status/1963154038872059908
عصام:
“قلت الكلام ده قبل كده عن صفقة الغاز أم ٣٥ مليار دولار، بعنا بيهم رأس الحكمة ودفعناهم في الصفقة (هذه أموالكم رُدّت إليكم).”
https://x.com/Q1Ud8iCqzNOuDkr/status/1963178624074354748
د. محمد الصغير:
“صفقة الغاز مع الاحتلال كانت بـ 35 مليار دولار، ومع ذلك #نتن_ياهو يمارس الإذلال العلني بإعادة النظر في الاتفاقية! وأبلغ رد – لو كان في القوم رشد – هو فتح #معبر_رفح وتقديم الإغاثة الواجبة لأهل #غزة الذين يموتون جوعًا من شدة الحصار الخانق. بالمناسبة، في مثل مصري شهير يلخص قصة الغاز مع #نتنياهو، هل تعرفونه؟”
https://x.com/drassagheer/status/1963161097164173811
الناشطة نسرين نعيم:
“العالم المحترم بيقطع علاقاته التجارية والاقتصادية مع الكيان، في الوقت اللي معرصينا أصرّوا يمرمغوا كرامتنا في التراب والعار ويتمّموا اتفاق الغاز مع الكيان، يقوم الكيان هو اللي يقطع العلاقة معانا ويجمّد الاتفاق! يعني حتى الخيانة فشلتم فيها!!!!”
https://x.com/nesrinnaem144/status/1963005965336510935
كيف فرطت مصر في غازها؟
العودة إلى الخلفية التاريخية تكشف حجم الخسارة. منذ العقد الأول من الألفية، وقّعت مصر عقود تصدير الغاز لإسرائيل والأردن بأقل بكثير من الأسعار العالمية، في فضيحة مدوّية. وبعد ثورة يناير، طُرح الملف، لكن دون محاسبة حقيقية. ومع وصول السيسي إلى السلطة، ورغم اكتشاف حقل “ظُهر” العملاق، لم تُستثمر الثروات الوطنية بالشكل الأمثل، بل جرى توقيع اتفاق لاستيراد الغاز الإسرائيلي بحجة “تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة”. لكن الواقع أثبت أن هذه الصيغة مجرد غطاء سياسي لصفقة إذعان اقتصادي.
الخلاصة: غاز مقابل سيادة
اليوم، مصر لا تشتري غازًا فحسب، بل تدفع ثمنًا سياسيًا باهظًا يتمثل في التنازل عن قرارها السيادي. إسرائيل أثبتت أنها قادرة على التحكم بمصير اقتصاد مصر من خلال صمّام الغاز، والصفقة تحولت إلى “قيد استراتيجي” يربط حاضر مصر ومستقبلها بقرار من نتنياهو.
الخبراء يجمعون على أن ما يحدث ليس شراكة طاقة، بل إذعان كامل، يجعل مصر رهينة في قبضة العدو الذي يعرف جيدًا كيف يستخدم ثروات المنطقة لابتزاز جيرانه وإخضاعهم.
*شيخ الأزهر يتعاطف مع غزة أمام السيسي: من يُجَوِّع لا يملك حق البكاء
في ذكرى المولد النبوي، صدح شيخ الأزهر بكلمات مؤثرة عن تجويع أطفال غزة، ووصف كيف التهم الجوع أجسادهم النحيلة وحوّلهم إلى ضحايا أبرياء لحصارٍ ظالم. غير أن وقع هذه الكلمات بدا صادمًا ومتناقضًا، إذ ألقاها أمام عبد الفتاح السيسي، الحاكم الذي يُعَدّ أحد أبرز المحاصرين لغزة وشريكًا مباشرًا في سياسة تجويعها عبر إغلاق المعابر وعرقلة دخول الغذاء والدواء.
فكيف يستقيم أن تُقال كلمات عن الرحمة والعدل والإنسانية في حضرة من حرم الملايين من أبسط مقومات الحياة؟ وكيف يُستساغ أن تُذرف دموع على أطفال غزة في الوقت الذي يساهم فيه النظام المصري في خنق أنفاسهم؟ صرخة ضد الجوع المنظّم
أرقام تشير إلى مجاعة فعلية
تقارير منظمات أممية ووكالات صحية مستقلة أكدت أن قطاع غزة أصبح يعيش فعلاً تحت وطأة مجاعة؛ مؤشرات سوء التغذية ارتفعت إلى مستويات تهدد حياة الأطفال، ووفاة عشرات بسبب مضاعفات نقص الغذاء باتت شبه روتينية.
تم توثيق حالات اضطرابات صحية خطيرة ناتجة عن “هزال عميق”، وارتفاع ملحوظ في وفيات الأطفال دون الخامسة.
المؤسسات الصحية أكّدت أن غزة تجاوزت مرحلة نقص الغذاء، ودخلت بالفعل مرحلة انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يمثل أول تصنيف رسمي من نوعه في المنطقة.
الأرقام تتحدث
أكثر من نصف مليون شخص في غزة يعيشون حاليًا في ظروف «مجاعة فعلية» تكشفها التصنيفات الأممية، وتمّ إعلانها رسميًا من قبل منظمة الأغذية والزراعة UNICEF وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.
وبنهاية سبتمبر، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 640,000 شخص يعيشون في مستوى كارثي من انعدام الأمن الغذائي.
إضافة إلى ذلك، يُعاني أكثر من 1.14 مليون شخص من الجوع الشديد، و396,000 آخرون في وضع أزمة غذائية مزمن.
في يوليو وحده، تم تسجيل وفاة 24 طفلًا دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية الحاد — أي أنهم شكّلوا 85% من وفيات سوء التغذية للأطفال في غزة ذلك العام.
في مايو، تم نقل 5,119 طفلًا يتراوح عمرهم بين 6 أشهر وخمس سنوات لتلقي العلاج من سوء التغذية، بينهم 636 حالة خطيرة. وبمعدل يومي، دخل 112 طفلًا لتلقي الإنقاذ الغذائي.
تُظهر البيانات أن 39% من السكان يقضون أيامًا دون طعام مطلقًا.
منذ بداية النزاع، تشير إحصائيات إلى أن نتيجة المجاعة وتردّي الخدمات الطبية تسببّت بموت آلاف، حيث يُقدّر أن 62,000 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم جوعًا أو بسبب عدم توفر الرعاية الغذائية. ومن بين هؤلاء العدد الأكبر من الأطفال.
كما وثّقت تقارير أن 310 أشخاص، بينًهم 119 طفلًا، توفّوا نتيجة الجوع خصيصًا منذ بداية الحصار.
مشاهد ميدانية لم يتحدث عنها أحد
وسائل الإعلام المحلية والدولية نقلت مشاهد وجع مروعة: أطفال هزيلون، وعائلات ترى أبنائها يحتضرون في أجنحة المستشفيات، وأخرى تسعى بصعوبة شديدة لقطرة ماء أو لقمة الطعام.
مشاهدٌ انتشرت عبر الفيديوهات تُظهر قوافل الموتى الذين يُجلبون إلى الأجنحة في حالات متقدمة من الجوع والمرض.
خطاب القمع الدبلوماسي
حديث شيخ الأزهر وجد صدًى في بيئة ماضية السياسة العالمية بالغضب، خصوصًا أن مجاعة غزة تأتي أثناء ترتيبات دبلوماسية ضخمة تشمل ملفات حقوق إنسان، لكنّ الواقع كشف أن الضغط الدولي أخفق في وقف استخدام الجوع كسلاح.
على الرغم من الدعوات الأممية، ما زال الحصار يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود بحرية، بينما الإمداد الغذائي يتم عبر قنوات محدودة يصعب الاعتماد عليها لإنقاذ حياة مواطنين غارقين في الاحتياجات الأساسية.
الإدانة دون حلول رسمية
استنكر الطيب هذا الوضع بشكل نادر عبر الخطب الدينية الرسمية، لكن تناقض ذلك مع صمت كثير من الخطابات الرسمية التي يكررها النظام في القاهرة.
فبينما يُعلن الرئيس وغيره عن دعم الشعب الفلسطيني، تبقى كلماتهم بلا تأثير مقابل سياسة صارمة تواصل إبقاء غزة في هذه المعاناة الإنسانية.
إن ما قاله شيخ الأزهر عن مأساة غزة يحمل في جوهره صدقًا إنسانيًا لا شك فيه، لكن مأساة الشعب الفلسطيني لا تتحمل هذا النفاق السياسي الذي يجعل الجلاد جالسًا في الصفوف الأولى متظاهرًا بالتعاطف.
أطفال غزة لا يحتاجون خطبًا ولا مراثي، بل يحتاجون وقف الحصار وفتح المعابر وإنقاذ ما تبقى من حياتهم.
والدرس الأهم في ذكرى مولد النبي أن الحق لا يُجزّأ، وأن من يتواطأ في تجويع الناس لا يملك أن يتحدث عن آلامهم، مهما ارتدى من ثوب الدين أو السلطة.
* مصر والسودان: سد النهضة الإثيوبي يمثل تهديدا مباشرا لمصالحنا المائية
أكدت مصر والسودان ، أن سد النهضة الإثيوبي، الذي شيدته أديس أبابا منذ عام 2011 واستغرق أكثر من عقد لإنجازه، يمثل “تهديدا” مباشرا لمصالحهما المائية واستقرار حوض النيل الشرقي.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب الاجتماع الثاني لآلية 2+2 بمقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، حيث شارك فيه وزراء الخارجية والري من البلدين. وعُقد الاجتماع الأول للآلية في فبراير/ شباط الماضي.
خلفية الخلاف
ويأتي البيان غداة تصريحات لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي أكد رغبة بلاده في العمل مع القاهرة والخرطوم بملف سد النهضة، مشيرا إلى أن السد بعد اكتماله يضمن تدفق المياه على مدار العام ويمنع الفيضانات دون أن يُلحق أي ضرر بدول المصب.
لكن مصر والسودان شددتا على أن الخلاف يتمحور حول آلية الملء والتشغيل، حيث تطالبان باتفاق قانوني ثلاثي ملزم، بينما تعتبر إثيوبيا أن الأمر لا يستلزم توقيع اتفاق، مكتفية بتعهدات أحادية. وأدى ذلك إلى تجميد المفاوضات لثلاثة أعوام قبل أن تستأنف في 2023 ثم تتوقف مجددًا في 2024.
الموقف المصري السوداني
ووفق البيان المشترك، ترأس الوفد المصري كل من وزير الخارجية بدر عبد العاطي ووزير الري هاني سويلم، فيما ترأس الوفد السوداني وزير الدولة بوزارة الخارجية عُمر صديق ووزير الزراعة والري عصمت قرشي.
وأكد الجانبان أن الأمن المائي المصري والسوداني “جزء واحد لا يتجزأ”، وأعادا رفضهما لأي تحركات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها الإضرار بمصالحهما. كما شددا على ضرورة تعزيز التشاور والتنسيق المشترك مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق.
تهديدات السد الإثيوبي
وأشار البيان إلى أن “المشاورات تطرقت إلى التطورات المتعلقة بالسد الإثيوبي”، معتبرًا أنه مخالف للقانون الدولي، وينتج عنه “آثار جسيمة” على دولتي المصب.
كما حذر الطرفان من المخاطر الجدية المرتبطة بالخطوات الأحادية الإثيوبية لملء وتشغيل السد، لا سيما ما يتعلق بـ أمان السد، والتصريفات المائية غير المنضبطة، ومواجهة حالات الجفاف.
رفض إقحام دول الحوض
وأضاف البيان أن “قضية السد الإثيوبي تظل مشكلة ثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا”، مؤكدا رفض أي مساعٍ لإقحام بقية دول حوض النيل في هذه الخلافات.
نهر النيل.. شريان 11 دولة
ويمتد نهر النيل لمسافة 6 آلاف و650 كيلومترا، وتتشارك فيه 11 دولة هي: بوروندي، رواندا، الكونغو الديمقراطية، كينيا، أوغندا، تنزانيا، إثيوبيا، إريتريا، جنوب السودان، السودان، ومصر.
*السيسى على خطى نتنياهو حصار غزة يمتد إلى الفلسطينيين العالقين فى مصر
لم يعد حصار غزة مقتصراً على الاحتلال الصهيونى وحده، بل وجدت حكومة المنقلب عبد الفتاح السيسى لنفسها دوراً موازياً فى إطالة معاناة الفلسطينيين، سواء داخل القطاع أو خارجه. فبينما يغلق الاحتلال المعابر بالقوة، يغلق النظام المصرى أبوابه بقرار سياسى، مانعاً عشرات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم أو حتى الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية داخل مصر.
منذ أكتوبر 2023، وبعد اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة، عبر إلى مصر من أهل غزة عددا كبير ، بعضهم جاء للعلاج وآخرون هربوا من الموت، لكن غالبيتهم وجدوا أنفسهم عالقين لعامين كاملين، بلا إقامة قانونية ولا مصدر رزق ولا أفق للعودة.
حكومة السيسى، التى لم تتوقف عن الترويج لدورها “الوسيط الإنسانى”، لم تتردد فى التنصل من أبسط الواجبات تجاه هؤلاء، بل أمرت بعدم تقديم أى دعم لهم، وتركتهم فريسة للديون والبطالة والإيجارات الباهظة.
نور الشاعر، فلسطينى يعيل أسرة من خمسة أفراد، قال إنه يحتاج شهرياً ما يقارب 40 ألف جنيه مصرى لتغطية إيجار السكن وأبسط متطلبات الحياة، لكنه لا يجد عملاً لأنه بلا إقامة رسمية، تماماً مثل آلاف الفلسطينيين الآخرين. أما مها الكفارنة، فوجدت نفسها عاجزة عن تسجيل أطفالها فى المدارس المصرية، فحُرموا من التعليم لعامين متتالين، ولا تملك بديلاً سوى انتظار مبادرات خيرية محدودة.
المفارقة أن النظام الذى يزعم أن “أمن مصر” يبدأ من حصار غزة، لا يتردد فى اعتقال المصريين الذين يحاولون جمع تبرعات أو دعم القطاع. فإذا كان هذا مصير من يدعم غزة، فكيف سيكون مصير من يحاول دعم العالقين داخل مصر نفسها؟!
الأزمة لا تتوقف عند الأوضاع المعيشية، بل تمتد إلى تقييد حرية الحركة، حيث يفرض النظام على الفلسطينيين “تنسيقات المطار” مقابل مبالغ طائلة إذا أرادوا الخروج أو العودة عبر القاهرة. وفى ظل إغلاق معبر رفح تماماً منذ مايو 2024، باتت حياتهم معلقة بلا أفق، فى مشهد يكشف أن القاهرة الرسمية صارت أكثر تشدداً من تل أبيب نفسها.
حتى سفارة السلطة الفلسطينية فى القاهرة لا تقدم إلا وعوداً فارغة، بحجة “ضيق الإمكانيات”، بينما يكتفى مسؤولوها بإنجاز بعض المعاملات الورقية، تاركين مواطنيهم غارقين فى الديون والتشرد.
يعلق صلاح عبد العاطى، رئيس “الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى”، مؤكداً أن أبرز احتياجات الفلسطينيين العالقين فى مصر تتمثل فى إيجارات السكن ورسوم التعليم والعلاج، محذراً من كارثة إنسانية حقيقية إذا استمر تجاهل أوضاعهم.
لقد بات واضحاً أن السيسى ونظامه اختارا أن يكونا شركاء نتنياهو فى حصار غزة، بل وامتد الحصار ليشمل الفلسطينيين على الأراضى المصرية نفسها، فى سابقة تكشف الوجه الحقيقى للنظام: أكثر صهيونية من الصهاينة.
*نتنياهو يوقف تنفيذ اتفاق الغاز مع مصر
ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن رئيس الاحتلال بنيامين نتنياهو وجه بعدم تنفيذ اتفاقية جديدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر إلا بموافقته.
وقالت الصحيفة، إن هذه الخطوة جاءت على خلفية تقارير عن انتهاك القاهرة الملحق الأمني لمعاهدة السلام التي وقعتها مع تل أبيب في واشنطن في 26 آذار/ مارس 1979.
وأضافت الصحيفة، أن “نتنياهو وجه بعدم المضي قدما في (تنفيذ) صفقة الغاز الضخمة بين الشركاء في حقل ليفياثان ومصر دون موافقته”.
وفي ضوء هذا القرار، سيبحث نتنياهو مع وزير الطاقة إيلي كوهين إمكانية وكيفية المضي قدما في الاتفاقية.
وفي السابع من آب/ أغسطس الماضي، وقّعت شركتا “ريشيو” “ونيو ميد إنرجي”، المملوكتان لمجموعة “ديليك” التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إسحاق تشوفالا، صفقة لتصدير غاز طبيعي من حقل ليفياثان إلى مصر.
وبموجب الصفقة، وهي الأضخم بالنسبة لدولة الاحتلال، ستبيع الشركتان 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040 مقابل 35 مليار دولار.
وبحسب “إسرائيل اليوم”، فإن شركة الطاقة المصرية “بلو أوشن إنرجي” هي الجهة المشترية.
وتنضمّ هذه الصفقة إلى سلسلة توريد الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر خلال السنوات الخمس الماضية.
وبحسب القانون، فإن وزير الطاقة الإسرائيلي مخوّل بالتصديق على الصفقة نيابة عن تل أبيب، ومن دون توقيعه لن تدخل حيز التنفيذ.
وأشار الصحيفة إلى أن “الآن أُعيد النظر في الصفقة من جانب أعلى المستويات في الدولة حتى أصدر نتنياهو تعليماته بطرحها عليه”.
وأردفت أن “هناك تقارير أفادت بأن مصر انتهكت الملحق الأمني لاتفاقية السلام مع إسرائيل في السنوات الأخيرة”، مبينة أن “قوة المراقبة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، توقفت عن مراقبة الانتشار العسكري المصري في سيناء”.
وتحدثت تقرير الصحيفة، عن مناشدة سفير الاحتلال لدى واشنطن يحيئيل لايتر إدارة ترامب مع بداية ولايته استئناف المراقبة.
وأردفت، ان “هذه المناشدة جاءت عقب سلسلة طويلة من تقارير أفادت بأن مصر بنت أنفاقا في سيناء قادرة على تخزين أسلحة، ووسعت مدارج المطارات كما أدخلت مصر قوات مشاة ومدرعات تتجاوز المسموح به في الملحق، ودون الحصول على موافقة إسرائيلية كما هو منصوص عليه”.
وتابعت أن “مصر لم تستجب للضغوط الأمريكية، ولا تزال بعض الانتهاكات مستمرة”.
وأكدت أن “إسرائيل يبدو أنها تستخدم لأول مرة ورقة اقتصادية فعّالة في مجال الطاقة، عبر ربط امتثال مصر لالتزاماتها باستعداد إسرائيل لتزويدها بالغاز الذي تحتاجه بشدة”.
وأردفت، “لسنوات عديدة عانت مصر من نقص في مصادر الطاقة، لدرجة انقطاع التيار الكهربائي أحيانا في بعض مناطق البلاد لساعات عدة. وتهدف زيادة الإمدادات من إسرائيل إلى تخفيف هذا النقص”.
*رئيس وزراء إثيوبيا يتحدى مصر والسودان: سد النهضة لن يكون الأخير
قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن مشاريع ضخمة مثل سد النهضة الإثيوبي ستُطلق خلال 5 إلى 15 عاما، معتبرا أن “الاستفادة من النيل ليست خطأ ولا جريمة”، وفق قوله.
وأضاف آبي أحمد، في مقابلة تلفزيونية، أن اكتمال بناء سد النهضة وبدء تشغيله أنهى مرحلة مهمة في التاريخ الجيوسياسي لإثيوبيا، وحسّن من مكانة البلاد الجيوسياسية بشكل كبير.
وذكر أن التحدي الأكبر الذي واجهته إثيوبيا عبر العصور كان مرتبطا بنهر النيل، مضيفا أن “إثيوبيا عوملت كثيرا في قضية سد النهضة وكأنها أخذت شيئا لا يخصها، في حين أنها بدأت باستخدام موارد النهر بشكل محدود فقط“.
وتحدث عن الوجود الإثيوبي في البحر الأحمر، والذي تتطلع أديس أبابا إلى استعادته، قائلا إن “البحر الأحمر كان بحوزتنا قبل 30 عاما، والأخطاء الماضية سيتم تصحيحها”، لكنه أشار إلى أن قضية نهر النيل أكبر بكثير من المشاكل الأخرى.
وزعم رئيس الوزراء الإثيوبي، أن من يخشون من تأثير بناء سد النهضة سيكتشفون أنه لن يضرهم، مؤكدا أن مشاريع ضخمة مثل سد النهضة ستنفذ خلال السنوات القادمة.
وتابع: “رأينا أنه يمكننا البدء وإنهاء المشاريع الآن، وإذا تمكنا من تحقيق حلم سد النهضة وحل مشكلاته، فيمكننا حل المشكلات الصغيرة الأخرى، وهذا سيحسن وضعنا الاقتصادي“.
وأشار إلى أن الرد على الحديث عن إيقاف السد لجريان المياه هو أن “السد ليس مصمما لذلك”، وأنه يخزن حاليا 74 مليار متر مكعب من المياه، ورغم ذلك يستمر النيل في التدفق إلى دول الجوار، وفق قوله.
وجدد آبي أحمد، التأكيد على أن “ما تحقق في سد النهضة ليس إلا بداية“، موضحا أن بلاده “بدأت بمشروع واحد، لكن يمكننا بناء المزيد من السدود في حوض النيل لتوليد كميات هائلة من الطاقة، ليس لصالح إثيوبيا وحدها، بل لصالح المنطقة بأسرها ولحماية البيئة”، على حد قوله.
وقال آبي أحمد، إن إثيوبيا ملتزمة التزاما كاملا بعدم الإضرار بدول المصب، وأن الهدف من السد هو توليد الكهرباء وإدارة المياه بما يخدم التنمية المشتركة.
وترى إثيوبيا أن سد النهضة يُقام داخل أراضيها، بينما تطالب مصر والسودان بالتعاون وتبادل المعلومات حول السد باعتباره يقام على نهر دولي مشترك.
وتؤكد مصر مرارا تمسكها بالحفاظ على حقوقها المائية في نهر النيل، ورفض الإجراءات الأحادية التي تنفذها إثيوبيا في الحوض الجنوبي للنهر، وتطالب بتوقيع اتفاقية ملزمة تحقق مصالح جميع الأطراف وتسمح لإثيوبيا بالاستفادة من المياه دون الإضرار بمصالح مصر.
وذكرت في بيان صادر عن وزارتي الخارجية والري الشهر الماضي، أن “مصر لطالما تمسكت بالتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة مع جميع الأشقاء من دول حوض النيل، وأننا علي يقين من أن الحفاظ علي الأمن المائي المصري لا يعني التأثير علي المصالح التنموية لدول حوض النيل الشقيقة“.
وأكدت أنه “يمكن تحقيق التوازن المطلوب عن طريق الالتزام بقواعد القانون الدولي لحوكمة نهر النيل، وضرورة التعاون لتحقيق المنفعة المشتركة علي أساس القانون الدولي“.
كما صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أيام، قائلا إنه “مُخطئ من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي”، مؤكدا أن مصر لن تتخلى عن حقها المائي لأن ذلك “يعني التخلي عن حياتنا“.
وأكد السيسي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوغندي عقب مباحثات في القاهرة، أن مصر ستظل تتابع هذا الملف وستخذ جميع التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على المقدرات الوجودية للشعب المصري، مشددا على رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، “الذي سعت القاهرة إلى أن يكون مصدرا للتعاون لا للصراع”، وفق قوله.
وتحدث السيسي عن حجم مياه الأمطار التي تتساقط على حوض النيل والتي تقدر بـ1600 مليار متر مكعب، ولا يصل منها إلى السودان ومصر سوى 85 مليار متر مكعب، بما يعادل 4% فقط، مستطردا: “حينما نطلب أن هذا الحجم من المياه يصل إلى مصر والسودان من أجل العيش بهم، لأن ليس لدينا مصدر آخر بخلافهم، هل يعني ذلك رفض التنمية في دول الحوض أو رفض الاستفادة من المياه المتاحة لديهم سواء كان في الزراعة أو في إنتاج الكهرباء؟ لا بالطبع“.
وواصل: “أقول للمصريين إن موقفنا منذ البداية أننا لسنا ضد التنمية، ولم نتحدث حتى عن الاقتسام العادل للمياه، حيث إن ذلك سيعني التحدث عن الـ1600 مليار متر مكعب من المياه، وإنما نتحدث عن المتبقي وهو لا يزيد عن 4% أو 5% وذلك أمر مهم جدا“.
والأربعاء، أكدت مصر والسودان في بيان مشترك، ارتباط الأمن المائي السوداني والمصري كجزء واحد لا يتجزأ، وأعادا تأكيد رفضهما التام لأية تحركات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية.
وذكرت الدولتان في بيان بعد اجتماعات آلية 2+2 التشاورية لوزراء الخارجية والري في البلدين، “ضرورة تأمين الأمن المائي لدولتي مصب نهر النيل، والعمل المشترك للحفاظ على حقوق واستخدامات البلدين المائية كاملة، وفقا للنظام القانوني الحاكم لنهر النيل في إطار مبدأ مجتمع المصالح المشتركة والمساواة في الحقوق، طبقا للقانون الدولي واتفاقية عام 1959 المُبرمة بين البلدين“.
*خارجية الرشاوى تسريب جديد يفضح “عبد العاطي”: إهداء الآثار مقابل تصويت اليونسكو
أحدث تسريب جديد لوزير خارجية السيسي بدر عبد العاطي فضيحة مدوية، بعد أن ظهر فيه وهو يتحدث عن “التابوت الكامل لتوت عنخ آمون” وهدايا أخرى مثيرة للجدل، عقب اقتراح قدّمه له عماد حنا، سفير مصر في هولندا، بتقديم هدايا لأعضاء اليونسكو لتعزيز حظوظ مرشح مصر.
وكشفت #حملة_300 (قطاع من داخل السلطة) عن التسريب المصوَّر لاجتماعات مطوّلة داخل وزارة الخارجية، حيث اقترح عبد العاطي تقديم هدايا مثل السجاد والقطع الفرعونية لدول أجنبية، لضمان التصويت لمرشح مصر لليونسكو “خالد العناني”، معترفًا بفشل محاولات سابقة لترشيح حنان مرسي لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
ردود الفعل
علق المستشار د. مراد علي (@mouradaly) قائلًا:
“ردود فعل مؤيدي الحكومة على التسريب غريبة؛ يناقشون إن كان التابوت أصليًا أم مقلدًا، بينما الكارثة هي تسريب اجتماع سري لوزير خارجية مصر مع سفرائه! الفضيحة الأكبر أن تصبح اجتماعاتك منتهكة، ثم القبول بالرشوة كأسلوب عمل، وأخيرًا المستوى المتدني من الحوار بين الدبلوماسيين.”
من جهته قال الناشط أنس حبيب (@AnasHabib98):
“التسريب الثاني لاجتماع بدر عبد العاطي وحرامي السجاجيد أخطر ما شاهدته؛ إنه إسقاط لأي شرعية للنظام المجرم، وواجب الثورة عليه فورًا!”
وأشار إلى أن عماد حنا اقترح على عبد العاطي “رشوة اللجنة الثقافية لليونسكو” لدعم مرشح مصر، كما تفعل دول أخرى، فوافق عبد العاطي معترفًا بأنه سبق أن قدّم “التابوت الكامل لتوت عنخ آمون” لدولة أجنبية، ومستعد لتقديم ما هو أكبر لضمان دعم ملف مصر.
تساؤلات خطيرة
أثار التسريب شكوكا بشأن:
- سرقة الآثار: هل يقوم النظام بسرقة آثار وتاريخ مصر وتقديمها كهدايا؟ وهو ما يفسر ظهور قطع مصرية اختفت فجأة داخل متاحف أجنبية، مثل متحف اللوفر في أبوظبي عام 2019.
- مصير التابوت: هل التابوت المعروض في المتحف المصري الجديد أصلي فعلًا؟ عبد العاطي قال إن التابوت أُعطي للسنغال، وسط احتمال أن تكون مجرد “محطة عبور” قبل أن يُسلَّم لدولة أخرى.
ويُذكر أن مقبرة توت عنخ آمون احتوت على ثلاثة توابيت بقيت في مكانها منذ اكتشافها عام 1922، حتى نقلها رسميًا إلى المتحف المصري الجديد عام 2019، وهو ما يثير تساؤلات عن صحة تصريحات عبد العاطي وربطها بظهور آثار مماثلة بالخارج.
تسريبات متواصلة
يأتي هذا التسريب بعد تسريب سابق لعبد العاطي حول حصار السفارات المصرية في أوروبا، حين هدد:
“اللي يلمس سور السفارة ولا يحط بوية على قفل، أسحبه واطلع عين أبوه بالمعاملة بالمثل.”
وظهر الوزير في الفيديو وهو يوبّخ السفير المصري في هولندا على ما اعتبره تقصيرًا في حماية السفارة بلاهاي، مؤكدا أن الأجهزة في مصر “مستاءة” مما جرى، وأن المساس بأي سفارة يجب أن يُقابل برد صارم.
أبعاد التسريب
علق د. عصام عبد الشافي (@essamashafy) على التسريب بالقول:
- إنه يكشف حجم الاختراق داخل مؤسسات السيادة.
- يوضح مدى الصفعة التي تلقاها النظام من حصار السفارات.
- يفضح لغة البلطجة التي يستخدمها وزير الخارجية.
- يثبت أن استمرار حصار السفارات ضرورة لكشف الانتهاكات، سواء ضد غزة أو ضد الشعب المصري.
وأكد أن النظام “هش” ولا يجد من يردعه، داعيًا إلى استمرار مبادرة #حصار_السفارات.
*إتاوات وقهر جديد للمزارعين.. جهاز مدينة أسيوط الجديدة يفرض 750 ألف جنيه لتقنين الفدان
في مشهد يعكس حجم العبث الذي يطال ملف استصلاح الأراضي في مصر، فوجئ مزارعو أسيوط الجديدة بقرار صادر عن جهاز المدينة بفرض مبلغ 750 ألف جنيه لتقنين الفدان الواحد من الأراضي المستصلحة والمزروعة منذ سنوات بجهد الأهالي وعرقهم.
القرار، الذي جاء بعد فضيحة إزالة مساحات مزروعة بالفعل، بدا للكثيرين وسيلة تعجيزية لإجبار المستصلحين على ترك الأرض تمهيدًا لنزعها وتسليمها إلى شركات ومضاربين مقربين من السلطة.
وفي الوقت الذي ترفع فيه الحكومة شعارات “تشجيع الزراعة” و”تحقيق الأمن الغذائي”، تكشف هذه الممارسات عن سياسة ممنهجة لطرد صغار المزارعين وإعادة توزيع الأرض بما يخدم مصالح فئة ضيقة من رجال الأعمال، وسط تجاهل صرخات المتضررين الذين يرون في القرار حكمًا بالإعدام على جهد سنوات طويلة من الكفاح.
وسيلة قهر جديدة ضد المزارعين
يرى المزارعون أن المبلغ المطلوب لتقنين الفدان ضربٌ من المستحيل، حيث يفوق بأضعاف ما استثمروه في استصلاح الأرض وزراعتها.
أحد المستصلحين قال: “زرعنا الأرض وحولناها من صحراء إلى خُضرة، فجاءت الدولة لتساومنا على تعبنا، وكأننا لصوص سرقنا الأرض”، مضيفًا أن القرار ليس سوى وسيلة قهر لإجبارهم على ترك الأراضي التي ارتبطت حياتهم بها.
ويشير آخرون إلى أن هذا النهج يأتي امتدادًا لسياسة الإزالات التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، حيث تم هدم مساحات مزروعة دون أي اعتبار للخسائر الفادحة التي تكبدها أصحابها.
خبراء: استهداف متعمد لصغار المستصلحين
الخبراء المعارضون يؤكدون أن ما يحدث ليس مجرد عشوائية إدارية، بل سياسة متعمدة تستهدف صغار المستصلحين لإفساح المجال أمام كبار المستثمرين.
الخبير الزراعي الدكتور حسين الشافعي وصف القرار بأنه “اغتيال للأمن الغذائي”، مشددًا على أن الدولة بدلًا من أن تدعم من يحول الصحراء إلى أرض منتجة، تفرض عليهم إتاوات غير قابلة للدفع.
ويرى آخرون أن هذه الممارسات ستؤدي إلى تقليص الرقعة الزراعية بدلًا من زيادتها، ما يفاقم أزمة الغذاء التي تعاني منها مصر أصلًا نتيجة الاعتماد المتزايد على الاستيراد.
شكاوى الأهالي: التمهيد لنزع الأراضي
بينما تحاول الجهات الرسمية تبرير القرار على أنه “إجراء قانوني لتقنين الأوضاع”، يرى الأهالي أن الهدف الحقيقي هو نزع الأراضي بحجة العجز عن السداد.
أحد المزارعين تساءل: “كيف يطلبون منا 750 ألف جنيه للفدان ونحن لم نجنِ من الأرض سوى بالكاد قوت يومنا؟”، مشيرًا إلى أن أغلب المستصلحين من محدودي الدخل الذين وضعوا كل مدخراتهم في الأرض.
ويضيف آخر: “الدولة لا تريد أن ترى الفلاح الصغير مالكًا، بل تريد أن تنزع منه الأرض لتسلمها للمحسوبين على النظام.”
هذه الشكاوى تتناغم مع تجارب سابقة، حيث تم الاستيلاء على مساحات زراعية في مناطق مختلفة تحت ذرائع مشابهة.
تناقض الشعارات مع الواقع
المفارقة الكبرى تكمن في أن الحكومة لا تكف عن التفاخر بمشروعات “مستقبل مصر الزراعي” و”التوسع الأفقي في الزراعة”، بينما على الأرض تُفرغ هذه الشعارات من مضمونها عبر ممارسات طاردة للمزارعين الحقيقيين.
يقول أحد الحقوقيين: “الدولة تريد صورة إعلامية لمشروعات عملاقة، لكنها في الواقع تدمر كل مبادرة شعبية حقيقية للزراعة.”
ويرى مراقبون أن قرار جهاز مدينة أسيوط الجديدة ليس مجرد خطأ إداري، بل انعكاس لرؤية اقتصادية منحازة لطبقة من رجال الأعمال على حساب الفلاحين، وهو ما يهدد بتحويل أزمة الغذاء في مصر إلى كارثة.
وفي النهاية ففرض 750 ألف جنيه لتقنين الفدان ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل استهداف المزارعين الصغار وتجريدهم من أراضيهم.
هذه السياسات، التي تجمع بين القهر والتعجيز، تكشف عن فجوة هائلة بين خطاب السلطة حول “التنمية الزراعية” وبين الواقع الذي يعيشه الفلاح المصري.
ومع استمرار هذه الممارسات، تتضاءل فرص تحقيق الأمن الغذائي ويزداد اعتماد مصر على الخارج، فيما يظل الفلاح الذي استصلح الأرض وزرعها هو الضحية الأولى لنظام لا يرى في جهده سوى فرصة للاستيلاء والإقصاء.
*عيدية السيسي للمصريين بالمولد النبوي… زيادة 25% بأسعار الكهرباء والطاقة خلال سبتمبر
تستعد حكومة عبدالفتاح السيسي، لإقرار زيادة جديدة في أسعار الكهرباء اعتبارًا من أكتوبر المقبل، وسط جدل واسع حول تأثيرها المباشر على المواطنين والقطاعات الإنتاجية.
ووفق مصدر مطلع بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فإن الخطة الجديدة التي باتت جاهزة تتضمن زيادات تتجاوز 25% على معظم شرائح الاستهلاك، في إطار خطة إعادة هيكلة الأسعار والتوجه نحو إنهاء الدعم تدريجيًا.
أوضح المصدر أن مقترح الزيادة سيُرفع إلى مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة لاعتماده رسميًا، على أن يتم الإعلان النهائي عن القرار بالتنسيق الكامل مع المجلس نظرًا لحساسية الملف.
وتعود خطط رفع أسعار الكهرباء إلى عدة سنوات مضت، إذ أعلنت الحكومة منذ 2014 عن توجهها التدريجي نحو إلغاء الدعم بحلول 2019، غير أن تداعيات جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية دفعت لتأجيل القرار. ومع اشتداد الضغوط المالية، يبدو أن الحكومة لم تعد في وضع يسمح بتأجيل جديد، خاصة مع عجز الموازنة وتزايد أعباء خدمة الدين.
يؤكد خبراء اقتصاديون أن ملف دعم الطاقة يُعد من أبرز نقاط المفاوضات بين مصر وصندوق النقد، إذ يشدد الأخير على ضرورة إنهاء الدعم تدريجيًا لتقليص عجز الموازنة.
وكانت الحكومة قد تعهدت أكثر من مرة للصندوق بإعادة هيكلة منظومة دعم الكهرباء، لكن جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية فرضتا تأجيلات متكررة.
تأثيرات متوقعة على المواطنين
يرى خبراء أن أكبر تحدٍ أمام الحكومة يتمثل في الموازنة بين تخفيف الضغط على الموازنة العامة وحماية الشرائح الأكثر احتياجًا.
ويؤكد خبير الطاقة مدحت يوسف أن الزيادة الجديدة ستؤثر بشكل مباشر على فواتير الأسر، وهو ما قد يثير استياءً اجتماعيًا واسعًا.
انعكاسات على القطاع الصناعي والتجاري
لن تقتصر التأثيرات على الاستخدام المنزلي فقط، إذ من المتوقع أن ترتفع تكاليف التشغيل في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الحديد والأسمنت والأسمدة.
ويرى محللون أن ذلك قد يؤدي إلى زيادات إضافية في أسعار السلع والخدمات، ما يعمّق أعباء التضخم التي يعاني منها المواطنون أصلًا.
أما بالنسبة للأنشطة التجارية، فإن أصحاب المحال والمطاعم والفنادق سيواجهون ارتفاعًا في فواتير الكهرباء، ما قد يدفع الكثير منهم إلى إعادة تسعير منتجاتهم وخدماتهم لتعويض التكلفة الإضافية.
الشرائح الحالية قبل الزيادة
وفق آخر قرار صادر عن جهاز مرفق الكهرباء، فإن أسعار الشرائح للاستهلاك المنزلي تبدأ من 68 قرشًا للكيلووات (0-50 كيلووات)، وتصل إلى 2.3 جنيه للاستهلاك الذي يتجاوز 1000 كيلووات، أما النشاط التجاري، فيبدأ من 85 قرشًا، ويصل إلى 2.33 جنيه، بينما يبلغ سعر الكيلووات للصناعة نحو 2.33 جنيه.