اعتقالات وإخفاء قسري وتجديد حبس وتأجيل قضايا سياسية ونزع ملكية وتشريد ماذا يفعل السيسي ولماذا السكوت عنه؟.. الثلاثاء 28 أكتوبر 2025م.. من سجون الصهاينة لقمع السيسي أسر فلسطينيون مبعدون يشكون من سجنهم بفنادق مصر وحرمانهم من حرية الحركة والكلام

اعتقالات وإخفاء قسري وتجديد حبس وتأجيل قضايا سياسية ونزع ملكية وتشريد ماذا يفعل السيسي ولماذا السكوت عنه؟.. الثلاثاء 28 أكتوبر 2025م.. من سجون الصهاينة لقمع السيسي أسر فلسطينيون مبعدون يشكون من سجنهم بفنادق مصر وحرمانهم من حرية الحركة والكلام

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*نيابة أمن الدولة تجدد حبس الصحفية صفاء الكوربيجي 15 يوما

قررت نيابة أمن الدولة العليا، تجديد حبس الصحفية صفاء الكوربيجي لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 7256 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا، وذلك في ثاني جلسات تجديد حبسها. ألقت قوات الأمن، في 7 أكتوبر 2025، القبض على الزميلة الصحفية صفاء الكوربيجى، وجرى عرضها على نيابة أمن الدولة التي قررت حبسها على ذمة التحقيقات في القضية رقم 7256 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا.

وأعلنت نقابة الصحفيين أن النقيب خالد البلشي ولجنة الحريات يتابعون تطورات قضية الزميلة الصحفية صفاء الكوربيجى منذ فجر الإثنين، عقب إلقاء القبض عليها مجددًا وعرضها على نيابة أمن الدولة العليا. ووفق بيان للنقابة، تم عرض الزميلة صفاء الكوربيجى الإثنين على نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة، والتي قررت حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 7256 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا. وحضر معها التحقيق محامي النقابة والأستاذ نبيه الجنادى المحامي.

ووجهت النيابة للزميلة اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، ارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، واستخدام حساب خاص على شبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب جريمة نشر أخبار كاذبة. وقد تم مواجهة الزميلة بـبوست واحد فقط بتاريخ ديسمبر 2024، خاص بتهجير بعض أهالي مطروح (شاليهات عجيبة) من منازلهم.

وطالبت نقابة الصحفيين، بالإفراج الفوري والعاجل عن الزميلة الصحفية صفاء الكوربيجى، ومراعاة وضعها الصحي والنفسي وظروفها الإنسانية في محبسها، خاصة في ظل الاتهامات المرتبطة بمحتوى صحفي. وأكدت النقابة رفضها استمرار حبس الزملاء على خلفية قضايا النشر أو الرأي، وشددت على أن حرية الصحافة ليست جريمة.

وسبق وألقت قوات الأمن القبض على الكوربيجي، في أبريل 2022، حيث وجِّهت لها نيابة أمن الدولة اتهامات منها بث أخبار وبيانات كاذبة، وقررت حبسها احتياطيا، إلى أن جرى الإفراج عنها في فبراير 2025

وبالقبض على الكوربيجي، يرتفع عدد الصحفيين المحبوسين إلى 23 صحفياعلى الأقل –  على ذمة قضايا سياسية، بين حبس احتياطي دون إحالة إلى المحاكمة أو حبس بقرارات من محاكم جنح وجنايات أمن الدولة الاستثنائية. وتباينت فترات حبس الصحفيين المحبوسين بين أشهر وسنوات

وتحتل مصر المركز 170 في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2025، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” ويقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً، وهو نفس ترتيب العام الماضي، لتستمر مصر بذلك في موقعها بين الدول العشر “الأسوأ عالمياً” بسبب القمع والتضييق الحكومي على تغطية الأحداث والأزمات. وفي عام 2024، كان لدى مصر سادس أكبر عدد من الصحفيين السجناء على مستوى العالم، بحسب لجنة حماية الصحفيين.

*اعتقال 70 سيدة وفتاة وإخفاؤهن قسريًا

كشفت مؤسسة “جوار” الحقوقية عن واحدة من أوسع حملات الاعتقال التي تستهدف النساء منذ سنوات، حيث أكّد المدير التنفيذي للمؤسسة عبد الرحمن البدراوي أن الأجهزة الأمنية تشن حملة موسعة منذ نحو أسبوعين، طالت حتى الآن ما لا يقل عن 70 فتاة وسيدة من مختلف المحافظات، تم اعتقالهن من منازلهن وإخفاؤهن قسريًا في أماكن غير معلومة.

وقال البدراوي، في تصريحات صحفية، إن المؤسسة تلقت خلال الأيام الماضية شكاوى عديدة من أسر معتقلات انقطعت أخبار بناتهن فجأة بعد مداهمات ليلية نفذتها قوات الأمن في عدد من المحافظات، أبرزها الشرقية والإسكندرية، مشيرًا إلى أن “الاعتقالات تتجدد بشكل يومي، وكل ليلة هناك أسماء جديدة تُضاف إلى قائمة المختفيات قسريًا”.

وأوضح البدراوي أن بعض الفتيات ظهرن بعد فترة من الاختفاء وعُرضن على نيابة أمن الدولة العليا التي وجّهت إليهن اتهامات فضفاضة، بينما لا تزال الأغلبية – وعددهن يتجاوز السبعين – رهن الإخفاء التام دون تمكين ذويهن أو محاميهن من التواصل معهن.

وأضاف أن المؤسسة لا تملك بعدُ قوائم كاملة بالأسماء بسبب السرية التي تحيط بهذه الحملة، لكنه أكد أن “الاعتقالات تجري بتنسيق مركزي من القاهرة، بينما يتم تنفيذها على الأرض بقوات من المحافظات المستهدفة”.

وأشار إلى أن التحقيقات الأولية مع من تم عرضهن على النيابة ركّزت على علاقتهن بالمعارضين المصريين في الخارج أو تضامنهن مع أسر المعتقلين السياسيين داخل مصر، في ما اعتبره “محاولة لتوسيع دائرة الترهيب لتشمل النساء والفتيات اللواتي يقمن بأي نوع من النشاط أو التعبير عن التضامن”.

ولفت البدراوي إلى أن مؤسسة “جوار” وجهت تحذيرات خاصة إلى نساء وأهالي المعتقلين السياسيين بضرورة توخي الحذر في هذه المرحلة، موضحًا أن الحملة الأخيرة “تدل على توتر أمني واضح وسعي لإسكات أي صوت نسائي قد يساند قضية حقوق الإنسان أو يعبّر عن معاناة المعتقلين”.

تصاعد القمع في مصر

تأتي هذه التطورات في سياق عام يشهد تصاعدًا في الانتهاكات ضد النشطاء والمعارضين، لا سيما مع اقتراب مواعيد حساسة على الساحة السياسية والاقتصادية، وسط انتقادات دولية متكررة لملف حقوق الإنسان.

ورغم نفي السلطات المستمر لوجود معتقلين سياسيين، تؤكد منظمات حقوقية محلية ودولية أن آلاف السجناء محتجزون لأسباب تتعلق بالرأي والتعبير، وأن الإخفاء القسري أصبح أحد أبرز أدوات القمع خلال السنوات الأخيرة.

قضية تقادم الخطيب.. مؤشر آخر على “تكميم الأفواه”

وفي سياق متصل، كشف المحامي الحقوقي خالد علي الأسبوع الماضي عن إحالة الباحث والأكاديمي الدكتور تقادم الخطيب إلى المحاكمة الجنائية بقرار من نيابة أمن الدولة العليا، بتهم تتعلق بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية والمشاركة في اتفاق جنائي”.

ورغم أن الخطيب يعيش خارج مصر منذ عام 2013، إلا أنه تعرض – بحسب علي – لإجراءات تعسفية متواصلة منذ عام 2017″، عقب مشاركته في جمع وثائق قضية تيران وصنافير التي أثارت جدلاً واسعًا حول السيادة المصرية على الجزيرتين.

وأوضح خالد علي أن تلك الإجراءات شملت إنهاء منحة الخطيب الدراسية لنيل الدكتوراة، وقرار وزارة التعليم العالي بإلزامه بالعودة إلى مصر، قبل أن يتم فصله من الجامعة واستصدار حكم ضده برد قيمة المنحة التي حصل عليها، وهو ما وصفه المحامي بأنه “نموذج واضح للانتقام السياسي من الأكاديميين المعارضين”.

مخاوف حقوقية وتحذيرات من تصعيد جديد

من جانبها، أعربت منظمات حقوقية عن قلق بالغ إزاء اتساع رقعة الاعتقالات لتشمل النساء والفتيات، معتبرة أن ما يحدث يمثل “تصعيدًا خطيرًا” في نهج القمع الممنهج الذي تنتهجه السلطات بحق الأصوات المعارضة.

وطالبت هذه المنظمات بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلات والمعتقلين على خلفيات سياسية، والكشف عن أماكن احتجازهم، واحترام الدستور الذي يجرّم الإخفاء القسري ويكفل حق المواطنين في التعبير عن آرائهم دون خوف أو تهديد.

وختم البدراوي تصريحه بالقول: “ما نشهده اليوم هو مرحلة جديدة من القمع، تستهدف النساء والفتيات في محاولة لإخماد أي حراك اجتماعي أو تضامن إنساني. لكن التاريخ أثبت أن القهر لا يولّد إلا الإصرار على المطالبة بالحرية والعدالة”.

* جنايات القاهرة تنظر اليوم الثلاثاء تجديد حبس متهمين في 10 قضايا سياسية

تنظر محكمة جنايات القاهرة – المنعقدة في غرفة المشورة – اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، أمر تجديد حبس عدد من المتهمين على ذمة التحقيقات في عدد من القضايا ذات الطابع السياسي، بحسب ما نشره المحامي الحقوقي محمد أحمد عبر حسابه على فيسبوك، مساء الأحد.

وتتضمن هذه القضايا اتهامات بالانضمام إلى جماعات محظورة، ونشر أخبار كاذبة، وغير ذلك من التهم المرتبطة بنشاط سياسي أو حقوقي.

وتشمل القضايا المعروضة على المحكمة الأرقام التالية:

– 915  لسنة 2021

– 2174 لسنة 2021

– 2135 لسنة 2022

– 2152 لسنة 2023

– 281  لسنة 2024 

– 665  لسنة 2024 

– 2490 لسنة 2024 

– 3434 لسنة 2024 

– 4356 لسنة 2024  

– 924  لسنة 2025

* تجديد حبس طالب من العريش 15 يومًا على ذمة القضية رقم 1602 لسنة 2025

أفادت مصادر حقوقية بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت، اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025، تجديد حبس “أمير سليمان سلمي سلامة” لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1602 لسنة 2025.

يُذكر أن “أمير” (23 عامًا)، طالب بالفرقة الأولى في كلية التربية بجامعة العريش، كان قد ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة في 21 سبتمبر 2025، بعد اختفائه قسريًا لنحو ثلاثة أسابيع عقب القبض عليه في 27 أغسطس 2025.

وبحسب المصادر، خضع “أمير” للتحقيق في القضية ذاتها على خلفية اتهامه بالانضمام إلى جماعة تكفيرية، وقررت النيابة حينها حبسه احتياطيًا لمدة 15 يومًا.

*”معندناش معتقلين سياسيين” وحقوقي: الاعتقال انتهاك باطلٌ حوّله الانقلاب لقانون بختم النسر

يؤكد المراقبون أن ما يجري في مصر ليس مجرد انتهاك للحقوق، بل هو إعادة هندسة قانونية للانتهاك ذاته، فبدلًا من إنهاء الاعتقال التعسفي، تُعيد الدولة تعريفه، وتُغلفه بملفات قضائية، وتُقدمه في قاعات محاكم شكلية، وتُودعه في سجون حديثة التصميم، إنها شرعية ديكورية تُستخدم لتجميل القمع، لا لإنهائه.

وقالت منصة المحامي المعتقل السيد خلف: إن “مصر كنظام انقلابي قمعي، لم تُلغِ الاعتقال التعسفي، بل منحته شهادة ميلاد قانونية، ولم تُنهِ الانتهاك، بل صادقَت عليه بختم الجمهورية معتبرا أنها إنها الدولة التي لا تُخطئ فقط بل تُقنّن أخطاءها“.

وأبرز تحليل قانوني كيف تُستخدم أدوات القانون لتقنين الظلم، ويُسلط الضوء على التناقض بين الشكل القانوني والمضمون الحقوقي، في مشهد يُعيد تعريف العدالة كديكور سياسي.

وقالت منصة (السيد خلف المحامي): “في السنوات الأخيرة، قررت الدولة المصرية أن تواجه الانتقادات الحقوقية الدولية بطريقة مبتكرة، بدلًا من أن تُنهي الاعتقال التعسفي، قررت ببساطة أن تُعيد تعريفه”.

وأوضح “هكذا وُلدت السياسة العبقرية المسماة “تقنين أوضاع المعتقلين، أو كما يمكن وصفها بدقة أكبر: فن تحويل الانتهاك إلى إجراء قانوني مُنمّق“. 

أولًا: من الزنزانة إلى القضية… رحلة المعتقل الذي لا يخرج أبدًا.

عندما تنتهي مدة الحبس الاحتياطي القانونية، لا تقلق الدولة. الحل بسيط: ملف جديد، رقم جديد، والتهم نفسها — “انضم لجماعة محظورة”، “نشر أخبار كاذبة”، وربما “نشر الأمل في غير موضعه”.

هكذا يدخل المعتقل في حالة تدوير أمني لا نهائية، يخرج من قضية ليجد نفسه داخل أخرى، وكأن النظام ابتكر صيغة جديدة للخلود السياسي داخل الزنازين.

ثانيًا: القضاء كواجهة عرض

من قال: إننا “نعتقل خارج القانون؟ لدينا محاكم وجلسات وملفات، كل شيء يبدو قانونيًا تمامًا،

فقط لا تسأل عن حق الدفاع، أو عن القضايا التي لا يراها أحد، أو عن تلك الجلسات التي تُدار وكأنها مراسم لا محاكمة”.

العدالة هنا تُعرض في واجهة أنيقة، لكنها في الحقيقة تماثيل شمع فقدت روحها منذ زمن بعيد.

ثالثًا: مراكز الإصلاح… بالديكور فقط

بالتوازي مع “التقنين”، دشّنت الدولة مجمعات السجون الجديدة تحت شعار “الإصلاح والتأهيل” — بدر، العاشر، وادي النطرون، وغيرها.

واجهات لامعة وتصريحات رسمية مطمئنة بأن “السجين في أيدٍ أمينة”.

لكن خلف الواجهات الحديثة: نفس الزنازين، نفس القمع، نفس المنع من الزيارة، ونفس الحرمان من الدواء.

الفرق الوحيد أن الانتهاك أصبح الآن مزوّدًا بتكييف قانوني.

رابعًا: من معتقل إلى “مسجون”

بلغت العبقرية ذروتها حين نجحت الدولة في تحويل آلاف المعتقلين السياسيين إلى “محبوسين احتياطيًا” أو “سجناء محكومين”.

بهذا الإنجاز اللغوي، انتهت أزمة “وجود معتقلين سياسيين” تمامًا — لكن على الورق فقط.

أما في الواقع، فما زالوا في الزنازين ذاتها، لكنهم صاروا الآن “محكومين قضائيًا”.

كأن العدالة صارت تشتغل بالتوصية.

خامسًا: خلاصة السياسة

بهذه الحيلة اللغوية القانونية، نجحت السلطة في ابتكار نوع جديد من الشرعية: الشرعية الديكورية، حيث يُستخدم القانون لا لرفع الظلم، بل لتلميعه.

وحين تُسأل الدولة عن تقارير الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان، يكون الرد ثابتًا وواثقًا: “إحنا ماعندناش معتقلين سياسيين.”

أبرز قوانين الاعتقال التعسفي

ويعد من أبرز القوانين التي تُستخدم لتقنين الاعتقال التعسفي في مصر؛ قانون الطوارئ، وقانون الإجراءات الجنائية، وممارسات مثل “تدوير المعتقلينالتي تُستخدم للتحايل على القيود القانونية وتُستخدم لتبرير أو تقنين الاعتقال التعسفي في مصر:

قانون الإجراءات الجنائية ونسخته الأولى في 1950               والصيغة المعدلة منه في 2025 يُستخدم لتبرير الحبس الاحتياطي والتدوير والمادة 143 منه كمثال تنص على أن الحبس الاحتياطي لا يجب أن يتجاوز سنتين. في حين تتحايل الأجهزة على ذلك عبر “تدوير المعتقلين” في قضايا جديدة قبل انتهاء المدة، مما يُعيد احتجازهم بشكل قانوني ظاهريًا.

ويستخدم قانون الطوارئ الصادر في 1958 ونسخه المعدلة على مدار أكثر من 70 سنة؛ للاعتقال الإداري وتعطيل الرقابة القضائية.
يُمنح الرئيس صلاحيات استثنائية تشمل الاعتقال دون أمر قضائي.

وبقانون الطوارئ تبرر حكومة السيسي الاحتجاز الإداري لفترات طويلة دون محاكمة ورغم إعلان إنهاء حالة الطوارئ في بعض الفترات، تُمارس السلطات صلاحيات مشابهة عبر قوانين أخرى.

أما قانون مكافحة الإرهاب الصادر في 2015 فهو يُوسع صلاحيات الأمن ويُضعف الرقابة القضائية.

تدوير المعتقلين

يُعاد إدراج المعتقل في قضية جديدة بنفس التهم أو تهم مشابهة، ويُستخدم لتفادي الإفراج القانوني بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي، ويُعد انتهاكًا للحق في الحرية ويُستخدم بشكل ممنهج ضد المعارضين السياسيين.

ولا يوجد نص قانوني مباشر يجيز “التدوير”، لكنه يُنفذ عبر ثغرات في قانون الإجراءات الجنائية رقم 150 لسنة 1950، خاصة المادة 143 التي تحدد مدة الحبس الاحتياطي.

وعند اقتراب انتهاء مدة الحبس، يُعاد إدراج المعتقل في قضية جديدة بنفس التهم أو تهم مشابهة، مما يُعيد الحبس الاحتياطي من جديد. وهذه الممارسة تُعد تحايلاً على القانون، وتُستخدم بشكل موسّع منذ عام 2013 ضد النشطاء والمعارضين.

الاعتقال الإداري

لا يستند إلى أدلة أو تحقيقات جنائية ويُستخدم ضد النشطاء والمعارضين تحت ذرائع أمنية ويُعتبر من أبرز صور الاعتقال التعسفي في ظل قانون الطوارئ.

ويُستند الاعتقال الإداري إلى قانون الطوارئ رقم 162 لسنة 1958، الذي يمنح السلطات صلاحية الاعتقال دون إذن قضائي وقانون مكافحة الإرهاب رقم 94 لسنة 2015، الذي يوسع صلاحيات الأمن في الاحتجاز والتحقيق دون رقابة قضائية فعالة  ويُنفذ دون توجيه تهم أو محاكمة، ويُبرر بأنه “إجراء وقائي” ضد تهديدات الأمن القومي.

بلا رقابة قضائية

في كثير من الحالات، لا تُعرض القضايا على قضاة مستقلين، ويُستخدم الحبس الاحتياطي كأداة عقابية بدلًا من كونه إجراءً احترازيًا. بظل أن المعتقلين يُمنعون (في أغلبهم) من التواصل مع محاميهم أو أسرهم، ويُحتجزون في ظروف غير إنسانية.

ورغم وجود نصوص تتيح الطعن في القرارات الإدارية أمام القضاء الإداري، إلا أن الرقابة القضائية على قرارات التوقيف الإداري ضعيفة أو شكلية، كما أظهرت دراسة منشورة في مجلة البحوث القانونية والاقتصادية 2024، أشارت إلى أن قانون الإجراءات الجنائية لا يضمن عرض المعتقلين فورًا على قاضٍ مستقل ويعطل قانون الطوارئ؛ الرقابة القضائية ويمنح صلاحيات واسعة للسلطة التنفيذية.

* تأجيل محاكمة عدد من أبناء سيناء في القضية رقم 760 لسنة 2022 إلى ديسمبر المقبل

نظرت الدائرة الثانية جنايات إرهاب، المنعقدة بمركز الإصلاح والتأهيل ببدر، يوم الأحد 26 أكتوبر 2025، جلسة القضية رقم 760 لسنة 2022 حصر أمن الدولة العليا، والمتهم فيها عدد من أبناء سيناء.

وقررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى إلى جلسة 29 ديسمبر 2025، للاطلاع.

وتعود القضية إلى محضر تحريات أعدّه ضابط بجهاز الأمن الوطني، دون وقوع أحداث أو وقائع ملموسة. ووجّهت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتهمين اتهامات تتعلق بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها.

 

* المهندس أحمد شريفة 6 سنوات من الإخفاء القسري بسجون السيسي

وثّق مركز الشهاب لحقوق الإنسان استمرار اختفاء المهندس المدني أحمد عبد المحسن شريفة، البالغ من العمر 46 عامًا، من مدينة الشروق بمحافظة القاهرة، منذ أكثر من ست سنوات دون أي تواصل أو معرفة بمصيره حتى اليوم.

تعود بداية القصة إلى أبريل من عام 2019، حين اختفى شريفة في ظروف غامضة، وانقطعت أخباره تمامًا عن أسرته التي بدأت رحلة شاقة للبحث عنه في مقار الأمن المختلفة، وتقديم البلاغات الرسمية إلى النيابة العامة ووزارة الداخلية، دون أن تتلقى أي ردود أو إشارات تدل على مكان احتجازه.

ورغم مرور أكثر من نصف عقد على اختفائه، فإن عائلته لا تزال تتمسك بخيط الأمل في عودته، إذ تقول أسرته – بحسب ما ورد في بيان مركز الشهاب – إنهاطرقت جميع الأبواب الممكنة لمعرفة مصيره، لكن دون جدوى، وكأن الأرض ابتلعته”.

تعيش الأسرة اليوم وضعًا إنسانيًا بالغ القسوة؛ فوالدته، التي تجاوزت السبعين من عمرها، تعاني من أمراض مزمنة وتنتظر عودته بفارغ الصبر، فيما تتحمل زوجته مسؤولية إعالة أربعة أبناء وحدها، في ظل غياب رب الأسرة ومصدر دعمهم الأساسي.

ويؤكد مركز الشهاب أن ما يتعرض له شريفة “يُعد جريمة إخفاء قسري مكتملة الأركان”، محمّلًا وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن سلامته، ومطالبًا بـ:

الكشف الفوري عن مكان احتجازه، وتمكينه من التواصل مع أسرته ومحاميه، وضمان كافة حقوقه القانونية والدستورية، بما في ذلك عرضه على النيابة العامة وتمكينه من الدفاع عن نفسه وفقًا للقانون.

ويشير المركز إلى أن قضية شريفة ليست حالة فردية، بل واحدة من مئات الحالات التي وثّقتها منظمات حقوقية محلية ودولية خلال السنوات الأخيرة، ضمن ما وصفته بتصاعد “ظاهرة الإخفاء القسري” في مصر، والتي تمثل خرقًا واضحًا للدستور وللاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدولة، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.

من جانبهم، يواصل نشطاء حقوقيون ودوائر قانونية المطالبة بتدخل عاجل من النيابة العامة والمجلس القومي لحقوق الإنسان للتحقيق في مصير أحمد شريفة، مؤكدين أن استمرار الصمت الرسمي حول قضيته يمثل “تواطؤًا غير مباشر” مع جريمة تهدد أبسط معايير العدالة والكرامة الإنسانية.

*بعد طلب السيسي اعتقالهما خلال زيارته الأوروبية.. بروكسل تواصل حبس أنس وطارق حبيب دون سند قانوني

كشفت الناشطة الحقوقية البريطانية سارة ويلكينسون في بيان لها، أن السلطات البلجيكية قامت باعتقال الشقيقين أنس وطارق حبيب في العاصمة بروكسل، وذلك بناءً على طلب مباشر من النظام المصري، بالتزامن مع زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي. 

الواقعة التي لم تعلن عنها الحكومة البلجيكية بشكل رسمي حتى الآن، أثارت قلقًا واسعًا في أوساط حقوق الإنسان الأوروبية، وسط تساؤلات عن مدى تورط حكومات غربية في ملاحقة معارضين أو نشطاء مصريين على أراضيها، بناءً على “مذكرات سياسية” أكثر منها قانونية.

سياق الاعتقال: زيارة سياسية وظلال أمنية

زيارة السيسي إلى بروكسل جاءت في إطار تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في ملفات الأمن والهجرة والطاقة. لكن بحسب ما أوردته سارة ويلكينسون، فإن الزيارة لم تخلُ من صفقات أمنية خلف الأبواب المغلقة، أحدها كان يتعلق بتسليم أو توقيف شخصيات مصرية معارضة.

وقالت ويلكينسون في بيان نُشر عبر منصات منظمات حقوقية: “ما حدث مع أنس وطارق حبيب ليس سوى دليل إضافي على أن بعض الحكومات الأوروبية على استعداد للتعاون مع أنظمة سلطوية مقابل مصالح استراتيجية. اعتقال مواطنين لاجئين، دون إعلان أو تهم واضحة، فقط لأن القاهرة طلبت ذلك، أمر خطير ومخالف لأبسط معايير العدالة الدولية.”

وبحسب مصادر حقوقية مقربة من عائلة المعتقلين، فإن أنس وطارق يحملان إقامات قانونية في بلجيكا، ولا توجد بحقهما إدانات جنائية، وهو ما يزيد من الشكوك حول الطابع السياسي لعملية الاعتقال.

من هم أنس وطارق حبيب؟

أنس وطارق شقيقان مصريان ينشطان في مجالات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، وقد غادرا مصر قبل عدة سنوات، بعد حملة أمنية طالت نشطاء وأكاديميين على خلفية تعبيرهم عن آرائهم. يقيمان في بروكسل منذ عام 2018، وشاركا في عدد من الفعاليات الحقوقية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، خصوصًا ملف الاختفاء القسري واعتقال الصحفيين.

بحسب ما أكدته منظمات حقوقية أوروبية، فإن الأخوين حبيب كانا تحت المراقبة من قبل أجهزة أمنية دولية بطلب من القاهرة، وتم استخدام ملف “الإرهاب” كمبرر للتعاون الأمني، رغم غياب أي أدلة مادية ضدهما. 

هل أوروبا تُسلّم المعارضين مقابل مصالح؟ 

يأتي هذا الحادث في وقت حساس للغاية، إذ يواجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متزايدة من منظمات حقوق الإنسان بسبب استمرار التعاون مع أنظمة متهمة بانتهاكات واسعة، وعلى رأسها النظام المصري.

فبينما تعلن بروكسل التزامها بحرية التعبير وحماية اللاجئين، تتزايد الأدلة على صفقات خلف الكواليس تسمح بتوقيف أو ترحيل معارضين، مقابل تعاون في ملفات مثل الهجرة غير النظامية، ومكافحة الإرهاب، وصفقات الطاقة.

ويلكنسون، التي كانت من أبرز الأصوات الداعية إلى وقف بيع السلاح لمصر بعد أحداث رابعة، قالت: “إذا أصبحت أوروبا ملاذًا للسلطوية بدلًا من أن تكون ملاذًا للهاربين منها، فإننا نخون القيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي”.

صمت رسمي.. وضغوط متزايدة

حتى اللحظة، لم تصدر السلطات البلجيكية بيانًا رسميًا يوضح أسباب الاعتقال أو المدة المتوقعة للاحتجاز أو إن كان سيتم تسليم الأخوين حبيب إلى القاهرة. كما لم يصدر عن وزارة الخارجية المصرية أي تعليق.

لكن منظمات حقوقية بلجيكية، مثل اللجنة البلجيكية لدعم الحريات (CBFL)، طالبت الحكومة بتوضيح موقفها، والتحقيق في مدى قانونية الاستجابة لطلب تسليم سياسي كهذا، محذّرة من أن ذلك قد يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات ضد اللاجئين والمعارضين.

مخاوف من الترحيل.. ومطالب بتدخل أممي

الخوف الأكبر الآن هو إمكانية ترحيل أنس وطارق إلى مصر، حيث يواجه المعارضون خطر المحاكمات غير العادلة، والتعرض لسوء المعاملة أو التعذيب. وتدعو عدة منظمات، من بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، الاتحاد الأوروبي إلى التدخل الفوري، وضمان عدم تسليم أي معارض سياسي إلى دولة تُسجّل فيها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. 

اختبار حقيقي لقيم أوروبا 

اعتقال أنس وطارق حبيب يضع بلجيكا والاتحاد الأوروبي أمام اختبار صعب: هل تلتزم أوروبا بمبادئ اللجوء والحماية؟ أم أنها تُغلب حساباتها السياسية والأمنية على حقوق الأفراد؟ 

وإن ثبت أن الاعتقال جاء استجابة لضغط مباشر من زيارة رسمية، فإن ذلك يشكّل سابقة خطيرة في العلاقة بين الأنظمة السلطوية والديمقراطيات الغربية.

 في انتظار نتائج التحقيق، يبقى المعتقلان قيد الاحتجاز، وتبقى القيم الأوروبية أمام لحظة حاسمة من المحاسبة.

*الاشتراكيون الثوريون يطالبون بوقف الإهمال الطبي والإفراج الفوري عن هدى عبد المنعم ومروة عرفة

تتصاعد المطالب الحقوقية والشعبية بإنهاء معاناة المحامية الحقوقية هدى عبد المنعم والمترجمة مروة عرفة، بعد أن دخلت حالتهما الصحية مرحلة بالغة الخطورة داخل محبسهما، وسط اتهامات للنظام بانتهاج سياسة الإهمال الطبي الممنهج ضد المعتقلين السياسيين، وتحويل السجون إلى مقابر بطيئة للمحتجزين.

في بيان شديد اللهجة، دعت حركة الاشتراكيين الثوريين إلى وقف ما وصفته بـ”جريمة الإهمال الطبي المتعمد”، مطالبة بالإفراج الفوري عن هدى ومروة، اللتين تمثلان رمزًا لمعاناة آلاف النساء خلف القضبان، في ظل نظام عقابي لا يرحم المرضى ولا يراعي أدنى معايير الإنسانية.

 تدهور خطير في الحالة الصحية لمروة عرفة

شهدت جلسة تجديد حبس المترجمة مروة عرفة في 18 أكتوبر 2025، مشهدًا مؤلمًا أثار قلق الحاضرين، بعد أن ظهرت في حالة إعياء شديد إثر الاشتباه في جلطة رئوية، دون أي استجابة من السلطات لمطالب نقلها إلى مستشفى لتلقي العلاج اللازم.

تعاني مروة، المعتقلة منذ أبريل 2020، من أمراض قلبية مزمنة، وتُحرم من التريض والعلاج والرعاية الطبية الأساسية، رغم تجاوزها المدة القانونية للحبس الاحتياطي، والتي تنص القوانين المصرية على ألا تتجاوز عامين.

وتروي أسرتها أن الانتهاكات بدأت منذ لحظة اعتقالها، حيث تعرضت للعنف أثناء القبض عليها، في مشهد صادم لم تنجُ من آثاره طفلتها الرضيعة، التي انتُزعت من أحضان والدتها بشكل مباغت وقاسٍ، تاركة جرحًا إنسانيًا لا يلتئم في ذاكرة الأم والطفلة معًا.

اليوم، تكبر الصغيرة بعيدًا عن والدتها، محرومة من التواصل الطبيعي معها، في حين تبقى مروة عاجزة عن أداء دورها كأم، ومجردة من حقها الإنساني في الحضور إلى جانب ابنتها في مراحل نموها الأولى.

هدى عبد المنعم.. صوت الحقوق الذي تحاول السلطة إسكاتَه

أما المحامية والحقوقية هدى عبد المنعم، المعتقلة منذ نوفمبر 2018، فتعيش وضعًا أكثر مأساوية داخل السجن، بعد أن تعرضت لتدويرٍ أمني ثلاث مرات، رغم حالتها الصحية الحرجة.

في السنوات الأخيرة، أصيبت هدى بجلطة في القدم اليسرى، وتوقف في الكلية اليسرى، وارتجاع في الكلية اليمنى، إضافة إلى أزمات قلبية متكررة، بحسب ما أفادت به أسرتها ومحاموها.

وفي 12 أكتوبر الجاري، تقدمت الأسرة بالتماس للإفراج الصحي، لكن حتى الآن لم تتلقَّ أي رد من النيابة أو مصلحة السجون.

هدى، التي تجاوزت الستين من عمرها، كانت لسنوات طويلة مدافعة شرسة عن حقوق الإنسان، وتولت الدفاع عن مئات المعتقلين والمظلومين، قبل أن تجد نفسها اليوم خلف القضبان في ذات الظروف التي طالما حاربت من أجل كشفها.

سياسة إهمال ممنهج.. “القتل البطيء” داخل السجون

تؤكد حركة الاشتراكيين الثوريين أن ما تتعرض له هدى ومروة ليس استثناءً، بل امتداد لسياسة قمعية ممنهجة تمارسها الدولة منذ عام 2013، أدت إلى وفاة العشرات من السجناء بسبب الإهمال الطبي، وحرمانهم من العلاج اللازم أو حتى فرصة النقل للمستشفى.

وترى الحركة أن الإهمال الطبي ليس سوى أداة جديدة من أدوات التعذيب، تُستخدم لإرهاب المعارضين وكسر إرادتهم، إلى جانب العزل الانفرادي، ومنع الزيارات، والحرمان من التريض، والمماطلة في المحاكمات.

ويصف حقوقيون هذه السياسات بأنها تمثل جريمة مركبة، إذ تجمع بين الحرمان من الرعاية الطبية والتعذيب النفسي والجسدي، وتشكل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري والاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان. 

تضامن واسع ودعوات للتحرك

أعادت القضية إلى الواجهة موجة تضامن جديدة من شخصيات حقوقية ومنظمات مصرية ودولية، طالبت السلطات بوقف سياسة العقاب الجماعي والإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية سياسية، وعلى رأسهم النساء المرضى والمسنون.

وأكدت الحركة في ختام بيانها أن “أجساد المعتقلين ليست ساحات للانتقام السياسي، ولا أدوات لترسيخ الخوف في المجتمع”، مشددة على أن الصمت على هذه الجرائم يعني المشاركة فيها.

 

*من سجون الصهاينة لقمع السيسي… أسر فلسطينيون مبعدون يشكون من سجنهم بفنادق مصر وحرمانهم من الحركة والكلام

تتزايد الشهادات والشكاوى لِفلسطينيين خرجوا من جحيم غزة إلى مصر، ليجدوا أنفسهم في دائرة جديدة من القيود: إقامة قسرية داخل فنادق أو مساكن مُراقَبة، مصادرة وثائق، تعنّت بيروقراطي يجمّد الحياة اليومية، ومنعٌ فعلي للحركة والتنقّل.

خلفية المشهد أن عشرات الآلاف دخلوا مصر خلال الحرب، فيما تطلب السفارة الفلسطينية في القاهرة وضعًا قانونيًا مؤقتًا يُتيح لهم ترتيب حياتهم الأساسية، بعد أن وجد كثيرون أنفسهم بلا قدرة على العمل أو تسجيل الأبناء في المدارس أو حتى فتح حسابات مصرفية أو السفر، وهي مطالب إنسانية قبل أن تكون سياسية. 

تفاصيل الشكاوى: إقامة قسرية ومصادرة جوازات ومنع تنقّل

تفيد تقارير ميدانية وحقوقية بأن نموذج “الاحتجاز الناعم” ظهر في أكثر من حالة: مجموعات أُبقِيَ عليها داخل فنادق تحت رقابة أمنية مع تقييد التواصل أو الحركة، وأُبلِغ بعضهم بتسليم الجوازات والانتظار “لحين البتّ في أوضاعهم”.

وقد وثّقت منصّة “منصة” (Manassa) واقعة مصادرة جوازات عشرات المتضامنين خلال طريقهم إلى سيناء، مع الإشارة إلى احتجاز 15 منهم داخل فنادق؛ كما نُقل عن وسائل أخرى تسكين مجموعات فلسطينية أُفرج عنها من سجون إسرائيل في فنادق بالقاهرة تحت إشراف أمني مصري.

هذه الوقائع — رغم اختلاف الفئات — تُظهر نمطًا واحدًا: التحكم الصارم في الحركة والإقامة عبر آلية “مبيت إجباري” بمسمى فندقي.

السياق الأوسع يُظهر سياسة أشمل لتقييد التنقّل: من منع أو ترحيل المشاركين في مسيرات داعمة لغزة، إلى تشديدات على الوصول إلى مناطق حساسة قرب رفح، مرورًا بمصادرة جوازات وإعادات قسرية من المطارات.

وثّقت بذلك وكالات كبرى مثل رويترز ووكالة أسوشييتد برس، فضلًا عن تقارير “العفو الدولية” التي طالبت بالإفراج الفوري عن المحتجزين بسبب التعبير السلمي عن التضامن. 

سوء معاملة وبيروقراطية تُجمّد الحياة اليومية

على المستوى الإنساني، تَصف تقارير ميدانية حياة آلاف الفلسطينيين في مصر بأنها “مُعلّقة”: لا عمل نظامي، صعوبات في التسجيل المدرسي والرعاية الصحية، وانعدام وضوح قانوني لسنوات الإقامة.

طالبت السفارة الفلسطينية بوضع إقامات مؤقتة لنحو 100 ألف من أبناء غزة دخلوا أثناء الحرب، غير أن إجراءات الإقامة والرسوم المُتصاعدة تجعل التسوية فوق طاقة كثير من العائلات. كما رصدت تقارير مصرية مستقلة زيادات كبيرة في رسوم تجديد الإقامة وغرامات التأخر، ما يضيف طبقة اقتصادية خانقة فوق القيود الأمنية.

وفي الجانب الصحي، وثّقت منظمات دولية حالات مرضى قادمين من غزة ظلّوا في مستشفيات شمال سيناء والقاهرة وسط بطء شديد في تحويلات علاجية إلى دول وعدت بالاستقبال ثم تباطأت في التنفيذ.

ويتقاطع البعد الإنساني مع مسار مالي موازٍ: تحقيقات دولية عديدة وثّقت “رسوم تنسيق” باهظة لعبور رفح عبر وسطاء وشركات مرتبطة بنفوذ محلي، وصلت — وفق شهادات — إلى آلاف الدولارات للفرد.

بالنسبة لعائلات منهَكة، هذه التكلفة تمثل استنزافًا ماديًا يُفاقم شعورهم بأن حركتهم وحقوقهم الأساسية صارت رهينة بوابات ورسوم وبطء إداري لا ينتهي. 

لماذا تُعاقِب السلطةُ هؤلاء؟ قراءة في دوافع السيسي

ما يجري ليس “إدارة أزمة” كما تزعم الحكومة، بل عقاب جماعي يرعاه السيسي ضد الفلسطينيين الذين فرّوا من جحيم الحرب.

فالنظام الذي يتاجر بورقة “دعم غزة” أمام الكاميرات هو نفسه الذي يحتجز أبناءها في غرف مغلقة، يصادر جوازاتهم، ويمنعهم من أبسط حقوقهم في الحركة والعمل والعلاج.

إن ما تمارسه أجهزة الأمن المصرية ليس سوى سياسة إذلال ممنهجة تهدف إلى ترك الفلسطيني يشعر أنه “ضيف غير مرغوب فيه”، وأن وجوده مرهون برضا السلطة وابتزازها المالي والأمني.

السيسي لا يريد لهؤلاء المهجّرين أن يعيشوا بكرامة، بل يريدهم أداة لتلميع صورته الخارجية أمام العالم باعتباره “حارس الحدود”، بينما يمارس داخل البلاد أقصى درجات القمع والإهانة.

هو لا يكتفي بسجن المصريين المعارضين، بل يوسّع القفص ليشمل اللاجئين الفارين من الحرب، محوِّلاً مصر إلى سجن كبير لا فرق فيه بين مواطن وضيف.

تلك سياسة متعمدة لا تنبع من الخوف الأمني كما يروَّج، بل من عقلية انتقامية ترى في كل ضحية فرصة للابتزاز وكل مأساة وسيلة للسيطرة.

إن السيسي الذي أغلق معبر رفح أكثر مما فتحه، وأدار ظهره لصرخات الجرحى والنساء والأطفال، يواصل اليوم معاقبة الناجين وكأن ذنبهم أنهم لم يموتوا تحت القصف. فباسمه تُمنع الحركة، وتُصادر الحرية، ويُحتجز الأبرياء في فنادق أشبه بالمعتقلات.

وما بين الشعارات التي يرفعها النظام عن “الأمن القومي” وواقع القهر الميداني، تتضح الحقيقة: نظام يخاف من إنسان حر، حتى لو كان لاجئًا أعزل.

وفي الأخير فإن عائلات فلسطينية في مصر من حصار ناعم بأدوات صلبة: إقامة مُقيَّدة داخل فنادق أو مساكن مُراقَبة، مصادرة وثائق، منع حركة، وجدار بيروقراطي ومالي يسدّ منافذ الحياة الطبيعية.

وفيما تُعلن القاهرة رفضَها التهجير الدائم، تُدير أزمة إنسانية حسّاسة بمنطق أمني تفاوضي يقدّم الاستقرار والصورة على حساب كرامة أناسٍ خرجوا من حرب مدمّرة إلى انتظار طويل في “غرف مغلقة”.

جوهر مطلبهم واضح: اعتراف قانوني مؤقّت يتيح التعليم والعمل والعلاج والتنقّل، بلا إذلال أو اتجار بمعاناتهم. أما السلطة، فتبدو — حتى الآن — متمسكة بقبضتها على المفاتيح كافة.

*عباس شراقي يحذرمن خطأ كارثي في سد النهضة يهدد مصر والسودان

كشف خبير الموارد المائية المصري عباس شراقي أن هناك فشل فني واضح في سد النهضة الإثيوبي موضحا عدم جاهزيته للتشغيل الكامل، مما أدى إلى فيضانات صناعية وخسائر جسيمة في السودان مصر.

وأكد شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن سوء الإدارة الإثيوبية يهدد الأمن المائي الإقليمي المصري، مشددا على ضرورة إدارة مشتركة ثلاثية والعودة إلى الحوار كحل حتمي، بينما أشاد بمفيض توشكى كـ”خط دفاع أول” أنقذ مصر من كوارث متكررة على مدى 60 عاماً.

وأشار في تصريحات اعلامية، إلى أن إثيوبيا أجلت الافتتاح لعام كامل بعد إعلان اكتمال الملء الخامس لبحيرة السد في سبتمبر 2024، لتركيب تسع توربينات إضافية بعد فشل أربع توربينات فقط في العمل بكفاءة.

وأوضح أنه رغم تركيب تلك التوربينات افتتح السد دون تشغيل معظمها، مما أجبر أديس أبابا على فتح بوابات المفيض لتصريف المياه الزائدة دون إنتاج كهرباء، في محاولة لإخفاء الإخفاق أمام الشعب الإثيوبي.

وشدد على أن هذا الإجراء أدى إلى فيضان صناعي في نهاية سبتمبر الماضي، حيث بلغ تصريف المياه 750 مليون متر مكعب يومياً، مما أغرق مناطق واسعة في السودان وهدد بانتظار سد الروصيرص، الذي لا تتجاوز قدرته الاستيعابية 600 مليون متر مكعب يومياً.

*وثيقة مشروع تطوير القاهرة الفاطمية.. نزع ملكية وتشريد آلاف السكان بالحسين والسيدة والغورية

في وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية موجهة إلى وزارة الأوقاف، والتي كشف عنها الصحفي والمدون وائل عباس، ظهرت ملامح ما وصفه كثيرون بـ”خطة لاقتلاع الذاكرة الحيّة للقاهرة الفاطمية”، تحت لافتة براقة تحمل عنوان: “مشروع تطوير منطقة الحسين والقاهرة التاريخية”.

لكن ما تحمله الوثيقة لا يبدو تطويرًا بقدر ما هو مخطط ممنهج لإزالة منازل المواطنين، وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، بما يمثّل تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي والإنساني في قلب القاهرة. 

الوثيقة: أوامر عليا بإخلاء.. لا حوار مع السكان

تشير الوثيقة إلى أوامر مباشرة بإزالة عدد من العقارات والمنازل المحيطة بمنطقة مسجد الحسين، والشارع المؤدي إلى باب زويلة، والعديد من الحارات والأزقة التاريخية التي ظلت مأهولة منذ قرون، بحجة “فتح المحاور”، و”إعادة التأهيل السياحي”، و”تنظيف الواجهة الحضارية”.

لكنّها لا تذكر أي خطة بديلة لإعادة توطين السكان، أو حتى تعويضهم تعويضًا عادلًا. بل تأتي اللغة جافة، أمنية، وذات طابع فوقي، لا تتيح للسكان حق الاعتراض أو التفاوض، وهو ما وصفه عباس بأنه “إدارة بوليسية للتراث والتاريخ”.

تطهير حضاري؟

مشاريع التطوير عادة ما تأتي مصحوبة بخطاب احتفالي في الإعلام الرسمي: “نريد وجهًا يليق بالحضارة”، “نحو مصر جديدة”، “القاهرة تتحول لعاصمة سياحية عالمية”. لكن هذا الخطاب، كما يراه العديد من النشطاء والباحثين، يخفي وراءه توجهًا واضحًا نحو “تطهير حضاري” — أي التخلص من السكان الأصليين الفقراء، لصالح استثمارات فندقية وتجارية كبرى تستهدف شريحة من الأثرياء والسياح.

يقول أحد سكان حي الخيامية، أحد الأحياء المتأثرة بالخطة، في حديث لاحد المواقع: “هم لا يروننا. نحن مجرد عوائق في طريق الكافيهات الجديدة، والأسواق الفاخرة. كل ما نريده هو بيتنا، حياتنا، لا نمانع الترميم أو التنظيم، لكن لماذا يُزال كل شيء؟”.

أين التراث الحي؟

النقطة الأهم التي تثيرها هذه الوثيقة هي ما وصفه خبراء في العمران والنقد الحضري بـ”الموت البطيء للتراث الحي”.

فالقاهرة الفاطمية ليست مجرد أحجار ومساجد وأبواب تاريخية، بل نسيج اجتماعي واقتصادي حي، فيه العائلات التي توارثت الحرف، الأسواق القديمة، العادات، وحتى الأصوات وروائح المطبخ الشعبي.

ومع غياب السكان، يتحول الحي إلى ما يشبه متحفًا ميتًا، بلا روح، بلا تفاعل. وربما هذا هو التطوير الذي تريده السلطة: أماكن نظيفة، لامعة، فارغة، يمكن التحكم فيها بالكامل، بعيدة عن العشوائية أو التلقائية. 

مشروع مغلق بلا مشاركة مجتمعية

ما يثير القلق أكثر أن المشروع، بحسب الوثيقة، يُدار بالكامل من أعلى، دون أي مشاركة من الأهالي أو المجتمع المدني أو خبراء التراث المستقلين.

ولا توجد أي آلية شفافة للنقاش أو التفاوض، في تجاهل صارخ لكل معايير “التطوير الحضري العادل” التي تضمن للناس الحق في بيئتهم ومنازلهم.

حتى وزارة الأوقاف، التي من المفترض أن تكون مسؤولة عن حفظ الوقف الإسلامي، تبدو وكأنها مجرد منفذة لأوامر عليا، دون اعتراض على إزالة مساجد صغيرة، أو محال وقفية، أو بيوت تاريخية مأهولة.

من يدفع الثمن؟

في النهاية، من يدفع الثمن هم الناس العاديون، الذين سيُهجرون من بيوتهم، بلا ضمانات حقيقية، وبلا صوت. بينما تُفتح المنطقة أمام استثمارات ضخمة، غالبًا ما تحتكرها جهات سيادية أو شركات كبرى، لتتحول القاهرة الفاطمية إلى نسخة “مطهرة” من نفسها، بلا ناس، بلا روح.

هل هذه هي القاهرة التي نريد؟

الوثيقة التي كشفها وائل عباس ليست فقط دليلاً على خطط الإزالة، بل هي مرآة تعكس عقلية الدولة في التعامل مع التاريخ والناس: نُطوّر بالقوة، نُزيل بلا حوار، ونُشيّد على أنقاض الذاكرة.

في هذا السياق، لم تعد المسألة تطويرًا عمرانيًا، بل تطويرًا بالقمع والإقصاء. وإذا لم يُفتح حوار حقيقي مع السكان، وإذا استمر التعامل الأمني مع التاريخ والناس، فإن القاهرة التي نعرفها، بإنسانها وشارعها، ستكون في طريقها للاختفاء.

* تصدير الدواجن والخضروات لماذا تبيع حكومة الانقلاب قوت المصريين لتمويل قصور السيسي؟

في خطوة جديدة تكشف أن المواطن المصري لم يعد ضمن أولويات حكومة الانقلاب، وافقت الحكومة على تصدير الدواجن المذبوحة إلى الخارج، وعلى رأسها الأسواق السعودية والخليجية، في وقتٍ يعاني فيه المواطنون من ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، وسط أزمات متكررة في السلع الأساسية. 

ورغم تبرير رئيس اتحاد منتجي الدواجن، محمود العناني، القرار بأنه يأتي بعد “زيادة الإنتاج المحلي وضعف الطلب الداخلي”، فإنّ المراقبين يرون أن الخطوة لا علاقة لها بـ”تحقيق التوازن في السوق”، بل تهدف إلى جلب العملة الصعبة بأي ثمن، حتى لو كان الثمن هو تجويع الشعب وحرمانه من احتياجاته الأساسية، مقابل تمويل قصور السيسي ومشروعاته الوهمية التي تُعرف بين المصريين باسم “فناكيش السيسي“. 

وقال رئيس شعبة الثروة الداجنة، عبد العزيز السيد، إن التصدير ضروري لتعويض خسائر التجار التي وصلت إلى نحو 6 جنيهات في الفرخة الواحدة، لافتًا إلى أن بيع الكيلو بـ62 جنيهًا يقل عن تكلفة الإنتاج البالغة 65 جنيهًا، مضيفًا: «لما أفتح باب التصدير أقدر أوصل لنقطة تعادل وأوفر دولار للبلد». 

لكن ما لم يقله المسؤولون هو أن زيادة الأسعار السابقة لم تمنع الحكومة من تصدير السلع الأساسية، بل جاءت الخطوة في سياق سياسة ممنهجة لتحويل أي فائض –مهما كان بسيطًا– إلى مصدر عمولات وأرباح لصالح الدائرة المقربة من النظام، بينما يعاني المواطن من غلاء الدواجن والخضروات واللحوم، وتضطر الأسر إلى تقليص استهلاكها اليومي. 

ويشير اقتصاديون إلى أن الحكومة تتعامل مع السلع الغذائية كما تتعامل مع الغاز أو الأراضي، باعتبارها أوراقًا للتفاوض السياسي وجلب الدولارات، لا باعتبارها حقًا للمواطن المصري.

ومع استمرار تصدير السلع الأساسية تحت ذريعة “الفائض الإنتاجي”، يبدو واضحًا أن حكومة الانقلاب لا ترى في المصري سوى ممولٍ صامت لقصور السيسي ومشروعاته غير المنتجة.

النظام المصري يرسل 18 بلدوزر لغزة للبحث عن جثث الإسرائيليين.. الاثنين 27 أكتوبر 2025م.. شبه دولة السيسي تترك القطاع الخاص في فوضى”النفوذ والمال” قانون العمل الجديد يحابى المستثمرين والعمال بلا تأمين ولا حد أدنى

النظام المصري يرسل 18 بلدوزر لغزة للبحث عن جثث الإسرائيليين.. الاثنين 27 أكتوبر 2025م.. شبه دولة السيسي تترك القطاع الخاص في فوضى”النفوذ والمال” قانون العمل الجديد يحابى المستثمرين والعمال بلا تأمين ولا حد أدنى

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*السيسي ينتقم من البلتاجي على طريقة مرسي

البلتاجي ليس حالة فردية، بل عنوان لمعاناة آلاف المعتقلينِ في مصر، حيث يُمارَسُ القـ.مع وتُسـ.حقُ الأصوات الحرة باسمِ الأَمن.. مرحلةٌ سوداء تُختطفُ فيها الحرياتُ، وتُداسُ الكرامة تحت ستار الوطنية الزائف !! الدكتور محمد البلتاجي أستاذ الطب الذي دخل السجنَ بصحةٍ جيدة، فحوّلُوه إلى رقمٍ يجلسُ على كرسي متحرك.. أصبح شاهِدًا على فجور نظام يخشى “الكلمة”.. والسؤال: كمّ معتقلاً يجب أن يُسحق في «مسالخ السيسي» حتى يصحو ضمير هذا الوطن؟

داخل زنازين الموت، يتبدّد جسد الدكتور محمد البلتاجي ويتراكم فيه الألم بعد أكثر من اثني عشر عامًا من السجن الانفرادي والعزلة الممنهجة. كان أستاذ الطب حين اعتُقل صحيًا، واليوم عاجز عن الحركة يجلس على كرسي متحرّك، بعدما نفّذ إضرابًا عن الطعام امتدّ ثلاثة أشهر احتجاجًا على قسوة الاحتجاز وحرمانه من أبسط حقوق الإنسان.

النهج واضح: منع التريض، حجب ضوء الشمس، إلغاء الزيارات وتعطيل الرعاية الطبية — إجراءات عقابية ممنهجة تقصم الجسد قبل أن تكسره آلة السجن. زوجته تصرخ بصوتٍ أنهكه الظلم: “أليس من حقنا رسالة أو اتصال؟” سؤال بديهي لا يجيب عليه نظامٌ يستبدل الإنسان برقم ويغلق على الضمير أبواب السجون.

قضية البلتاجي ليست حالة معزولة، بل مرآة لمعاناة آلاف المعتقلين السياسيين في مصر — سياسة قتلٍ بطيء باسم “الأمن”، حيث الزنزانات تضطرم بصمت والحقوق تُمحى واحدة تلو الأخرى. هنا لا تُحتاج رصاصة لتقضي على إنسان، تكفي زنزانة ضيقة ودواء ممنوع وجدار يحجب الشمس.

البلتاجي أستاذ الطب دخل السجن حيًّا، فحوّلوه إلى رقمٍ على كرسي متحرك ليصبح شاهداً على فجور نظام يخشى الكلمة أكثر مما يخشى الرصاص، والسؤال: كمّ معتقلاً يجب أن يُسحق في «مسالخ السيسي» حتى يصحو ضمير هذا الوطن؟

* 40 يوما لإخفاء الطفل حمدي كامل قسريا وآخرين .. واعتقالات جديدة بالشرقية

منذ اعتقاله في 17 سبتمبر الماضي، وحتى كتابة هذه السطور لم يستجب مكتب الأمن الوطني بالزقازيق لتوسلات بسفيه الانقلاب؛ من والد الطفل حمدي كامل (منتقل من الصف الثالث الاعدادي) من قرية طهرة حميد -مركز الزقازيق والذي قال: إنه “شارك في 30 يونيو للسيسي وتارة يشير إلى أن ابنه “أخطأ”  ولم يذكر الخطأ، وتاره يشير إلى أنه ربما الفضول كان سببا في اعتقال نجله”.

واعتقل جهاز الأمن الوطني بمدينة الزقازيق الطفل “حمدي كامل حمدي محمد إبراهيم” 15 عامًا، والذي لم يبدأ دراسته بالصف الأول الثانوي بعد، وذلك من منزله بقرية طهرة حميد واقتِياده إلى جهة غير معلومة، أمام والديه، ولم يُعرض حتى الآن على أي جهة من جهات التحقيق.

ونقل حساب Mahmoud Abdel Azeem Hosny على فيسبوك استغاثة والده فقال ضمن ما قال: “عملت توكيلا لسيادتكم أثناء الترشح، ونزلت في  ٣٠ /٦  فوضنا حضرتك للقضاء على الإرهاب،  اللي في الصورة دا ابني اتاخد   أمام عيني، وأنا مش قادر أعمل حاجة، حمدي كامل حمدي  عمره 14 سنة لسه متمش 15 من طهرة حميد الزقازيق محافظة الشرقية، قامت مجموعة من قوات الأمن بالقبض عليه يوم ١٧ /٩ /٢٠٢٥ حتي الآن لا أعلم ماهي جريمة  ولا أعرف عنه شيء،  ولم تخطرنا أي جهة بمكانه حتى الآن، ابني أكيد أخطأ بسبب فضوله طفل لسه مخلص الصف الثالث الإعدادي عشرين يوم،  ياسيادة (…) وأنا كل يوم باخد عزاء ابني، ارحم أم هتموت بسبب قهرتها على ابنها هتموت بسببه، حالتها الصحية بتدهور كل يوم عن اللي قبله، عاوز حضرتك تحذر الناس من الصفحات اللي بتهدف أنها تدمر شبابنا وأطفالنا يا سيادة الريس حمدي لو يعرف أن اللي هو عمله دا هيترتب عليه إنذار فصل أو استدعاء ولي أمره، والله ما كان هيعمله،  ابني مستقبله هيضيع وحياته هتدمر، بسبب غلطة لم يدركها بسبب صغر سنة“.

إخفاء قسري
ومن جهة ثانية اعتقلت قوات الأمن بالحسينية 19 أكتوبر الساعة الواحدة صباحًا كل من؛ إسلام رشدي العدوي، والحاج عبدالرحمن حمد

من السعدي التابعة للظواهرية – منشأة أبو عمر واقتادتهم إلى جهة غير معلومة منذ لك الحين وحتى كتابة هذه السطور.

اعتقال تعسفي

واعتقلت قوات الأمن بمدينة العاشر من رمضان كلٍّ من؛ أحمد شعبان محمد عطية، خليفة حسن محمود وأيمن محمد علي الفار والتحقيق معهما أمس أمام نيابة قسم ثان العاشر من رمضان، والتي قررت حبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعهما معسكر قوات الأمن بالعاشر من رمضان.

كما اعتقلت الأجهزة المواطنين محمود محمد محمد سليمان من قرية كفر حمودة، والسيد عبد الرحمن من قرية كفر عجيبة ومحمد كمال من قرية العواسجة وإيداعهم في مركز شرطة أبو كبير بعد التحقيق معهم الخميس الماضي في نيابة ههيا الجزئية.

*على الحدود المصرية “اختصار “أ.ك.ع” يُرعب جنودا إسرائيليين مع فقدان الاتصال والسيطرة

كشف تقرير نشره موقع “سرغيم” الإخباري الإسرائيلي عن تصاعد خطير في ظاهرة تهريب الطائرات المُسيرة عبر الحدود المصرية الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 700 طائرة مسيرة دخلت الأراضي الإسرائيلية من منطقة الحدود مع مصر خلال الأسبوع الماضي وحده، في ظاهرة وصفها الخبراء بأنهاصعدت إلى مستوى غير مسبوق“.

من تهريب سلع إلى تهريب أسلحة وطائرات مسيرة

لفت التقرير إلى أن الحدود المصرية-الإسرائيلية، التي تمتدّ على طول 266 كيلومترًا في صحراء سيناء، كانت دائمًا مسرحًا لتحديات أمنية، بدءًا من تهريب السلع الاستهلاكية، وصولًا إلى تهريب الأسلحة والمخدرات والأشخاص، خاصةً بعد ثورة يناير 2011 وانهيار السيطرة الأمنية في سيناء.

وازدادت مخاوف إسرائيل من استغلال الفجوة الأمنية لنقل أسلحة متطورة إلى قطاع غزة أو إلى خلايا إرهابية داخل إسرائيل.

لكن التهديد الأحدث – والأكثر تعقيدًا – يتمثّل في تهريب الطائرات المُسيرة، التي لم تعد تُستخدم لأغراض الاستطلاع فحسب، بل باتت وسيلة فعالة لنقل:

  • أسلحة صغيرة،
  • متفجرات،
  • وسائل اتصال مشفرة،
    بين التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة.

وبحسب شهادات جنود وضباط ميدانيين تحدثوا مع “سرغيم”، فإن وجود قيادات الجيش والشرطة وعناصر إنفاذ القانون على الحدود “يكاد يكون غير محسوس“.

وأوضحوا أن التقارير التي تُرسل من الميدان غالبًا ما تُهمل، لدرجة أن الجنود ابتكروا اختصارًا مشتركا بينهم: “أ.ك.ع”، وهو اختصار لعبارة عبرية تعني “فقدان الاتصال البصري”، في إشارة إلى أن التقارير تُرسل دون متابعة أو رد فعل.

وأضاف التقرير أن حتى البلاغات التي وصلت إلى قادة الألوية العسكرية أو الجهات الأمنية المختصة لم تُثمر عن أي إجراءات فعلية، ما يخلق بيئة خصبة لاستمرار التهريب دون رادع.

في الوقت الذي ينصبّ فيه اهتمام إسرائيل على:

  • تداعيات الحرب في غزة،
  • التهديدات من الجبهة الشمالية،
  • وأنفاق غزة التي لا تزال “قابلة للاستخدام بنسبة 60%” وفق وزير الدفاع،

فإن تهريب الطائرات المسيرة عبر الحدود الجنوبية يصعد “بصمت”، ليشكل تهديدًا استراتيجيًّا جديدًا.

ويحذر الخبراء الأمنيون في تل أبيب من أن هذه الطائرات، التي تحمل اليوم معدات بسيطة، قد تحمل غدًا أسلحة دقيقة أو متفجرات تُستخدم في هجمات داخل المدن الإسرائيلية.

ودعا الضباط الميدانيون إلى تعزيز الحدود الجنوبية عبر:

  • نشر مزيد من الوسائل التكنولوجية (مثل أنظمة كشف الطائرات المسيرة)،
  • زيادة أعداد الجنود وحرس الحدود وأفراد الشرطة،
  • تفعيل آليات الإنفاذ الفوري عند رصد أي نشاط مشبوه.

وختَم التقرير بتحذير صريح: “الهدف واضح: ألا نستيقظ يومًا متأخرين، لنكتشف أن السلاح والمعدات التي تم تهريبها عبر هذه الطائرات المسيرة قد وصلت بالفعل إلى عتبة منازلنا“.

*”السيسي يشعر بالرضا”.. “هاآرتس” تتحدث عن خطة السيسي في غزة

في مقال تحليلي نشرته صحيفة “هاآرتس، قال الكاتب الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية تسفي بارئيل إن عبد الفتاح السيسي “يمكنه أن يشعر بالرضا“.

وأوضح الكاتب أن خطة السيسي التي قدّمها في فبراير الماضي لتشكيل آليات إدارة مدنية في قطاع غزة “تتجسّد تدريجيًّا على أرض الواقع“.

وأوضح بارئيل أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس الماضي بين الفصائل الفلسطينية — وعلى رأسها فتح وحماس — برعاية مصرية وإشراف رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، يقضي بتشكيل لجنة من الخبراء (تكنوقراط) من أبناء قطاع غزة لتتولى إدارة الشؤون المدنية في القطاع.

واعتبر الكاتب أن هذا التطور يمنح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — على الأقل في جوانبها المدنية — شرعية فلسطينية واسعة، سواء على المستوى المؤسسي أو التنظيمي.
وأشار إلى أن هذه الشرعية قد تمتد لاحقًا لتشمل الجوانب الأمنية، مثل نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة، شرط أن تُوجَّه دعوة رسمية من جهة فلسطينية مخوّلة، وهو ما يوفره الآن هذا الاتفاق.

ولفت بارئيل إلى أن هذا الإعلان يُعدّ تطورًا ملحوظًا مقارنةً بإعلان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قبل أسبوعين، الذي أشار إلى اتفاق على قائمة تضم 15 شخصية لعضوية المجلس المدني الإداري.
لكن الفارق الآن، بحسب الكاتب، أن البيان صادر عن الجانب الفلسطيني نفسه، وليس عن مصر، ما يعزز مصداقيته وشرعيته.

كما أشار إلى أن المشاركين في المحادثات المصرية شملوا شخصيات رسمية من السلطة الفلسطينية، مثل حسين الشيخ (نائب رئيس السلطة) وماجد فرج (رئيس المخابرات الفلسطينية)، بصفتهم ممثلين للسلطة وليس لفتح أو منظمة التحرير، ما يمنح الاتفاق طابعًا رسميًّا.

وأضاف بارئيل أن هذا الاتفاق يُنشئ، تحت “المظلة المصرية”، إطارًا سياسيًّا موازيًا يشبه “مجلسًا فلسطينيًّا أعلى”، قد يحدد طبيعة عمل الآليات الإدارية في غزة، وتركيبتها، وشكلها، ويُرسّخ دور مصر كوسيط رئيسي.

وأكد أن الهدف المصري الأسمى هو ضمان ألا تهدّد أي قوة دولية مصالحها الأمنية، وعلى رأسها منع نزوح مئات الآلاف من سكان غزة إلى الأراضي المصريةوهو “خط أحمر” ثابت في السياسة المصرية.

ورأى الكاتب أن هذا الترتيب يُعدّ تجاوزًا للشرط الأساسي في خطة ترامب، وكذلك لموقف إسرائيل والدول العربية التي ترفض أن يكون لـحماس أي دور في إدارة غزة.

فبالرغم من أن حماس لن تكون شريكًا رسميًّا في “لجنة التكنوقراط”، فإنها أصبحت جزءًا من الكيان الذي يمنح هذه اللجنة شرعيتها، ما يُرسّخ أيضًا مكانة السلطة الفلسطينية كجهة حاكمة في القطاع — وهو ما يُرضي طرفًا دون الآخر، لكنه يحقق توازنًا مؤقتًا.

وأشار إلى أن محمود عباس رفض خطة السيسي في البداية خشية أن “تفصل غزة عن الضفة”، في حين سارعت حماس إلى تبنيها، آملة الخروج من عبء الإدارة دون التفريط في نفوذها.

وأوضح بارئيل أن مصر، التي فشلت في الحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية عام 2017، ترى في هذا الاتفاق فرصة لتعزيز دورها كـ”وصيّ” على الملف الفلسطيني. لكنها في الوقت نفسه تململ من المشاركة العسكرية المباشرة في غزة، خشية أن تُنظر كـ”قوة محتلة” أو كأداة لخدمة المصالح الأمريكية-الإسرائيلية، خاصة إذا اضطرت قوة متعددة الجنسيات لمواجهة فصائل مسلحة.

ولفت إلى أن الحل المحتمل لهذه المعضلة قد يكون عبر قرار من مجلس الأمن الدولي يمنح القوة الدولية تفويضًا واضحًا ومحددًا، مشيرًا إلى وجود تنسيق في هذا الاتجاه بين مصر والفئات الفلسطينية.

ومن الملفت، بحسب الكاتب، صياغة بيان حركة فتح الذي شدّد على أن:

الأمن في القطاع هو مسؤولية الأجهزة الأمنية الفلسطينية الرسمية، وأي قوة دولية — إن وُجدت — يجب أن تعمل على حدود القطاع وليس داخله، وبتفويض واضح من مجلس الأمن. أما السلاح الفلسطيني، فيجب معالجة جذور هذه المسألة في إطار رؤية وطنية واحدة تُرسّس سلطة واحدة، وسلاحًا واحدًا، وقانونًا واحدًا“.

يرى بارئيل أن مصر نجحت في خلق واقع جديد في غزة يسمح لها بالتدخل بشكل مباشر في إدارته، دون أن تتحمل عبء الاحتلال أو المواجهة العسكرية.

وإن كان من المبكر الحكم على نجاح “لجنة التكنوقراط” على الأرض، فإن الطريق أمام القاهرة قد اتضح، وربما تكون هذه الخطوة بداية لعهد جديد من النفوذ المصري في غزة، يخدم أمنها القومي ويُعزّز دورها الإقليمي — حتى لو كان ذلك على حساب تعقيدات سياسية مستقبلية.

* مصر ترسل 18 بلدوزر لغزة للبحث عن جثث الإسرائيليين

وصلت إلى قطاع غزة، مساء أمس الأحد، دفعة ثانية من الآليات والمعدات الثقيلة المصرية، بعدما سمح جيش الاحتلال بدخولها عبر معبر كرم أبو سالم برفقة فرق فنية مصرية، في إطار جهود إعادة الإعمار والبحث عن جثامين المحتجزين الإسرائيليين تحت الأنقاض.

وقال المتحدث باسم اللجنة المصرية لإعادة الإعمار محمد منصور، إن الدفعة الثانية تضم 14 آلية ثقيلة، من المقرر أن تبدأ عملها صباح اليوم الاثنين لإزالة الركام واستخراج جثث المحتجزين الإسرائيليين، وسبق إدخال 4 أخرى.

وكانت أربع آليات مصرية دخلت إلى القطاع السبت الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم، وبدأت عملها في منطقة أبراج حمد شمال غرب خانيونس، حيث تولت مهام رفع الأنقاض والبحث عن جثامين محتجزين إسرائيليين وتسليمها في سبيل إتمام المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، إيذانًا ببدء المرحلة الثانية منه.

وقال منصور أن المعدات ستتجه إلى عدة مناطق متضررة للعمل على فتح الشوارع وإزالة الأنقاض وتسهيل وصول الخدمات للفلسطينيين في القطاع، مشيرًا إلى أن مصر ستعمل خلال الأيام المقبلة على إدخال مزيد من الآليات والمعدات، في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها لخدمة المدنيين الفلسطينيين وتخفيف آثار الدمار في القطاع.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق الذي أعلنه ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري، مفاوضات حول إدارة قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة، وسط تحفظ إسرائيلي على استكمال مراحل الاتفاق حتى تسليم جميع جثث المحتجزين لدى حماس.

وحتى الآن تسلمت إسرائيل 20 محتجزًا أحياء، بالإضافة إلى 15 جثة من بين 28 لمحتجزين آخرين قُتلوا أثناء القصف الإسرائيلي على القطاع، فيما تطالب حماس بمهلة ومعدات لتمكينها من البحث عن الجثث المتبقية.

في سياق قريب، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، لانسحاب جيش الاحتلال من منطقة عمليات البحث عن جثث المحتجزين، وذلك تحت ضغط من وسطاء دوليين، خشية اندلاع مواجهة مع حركة حماس.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل “ستقرر وحدها” متى توجه ضرباتها وأي الدول يمكن أن تشارك ضمن القوة الأمنية الدولية المزمع نشرها في القطاع بموجب الاتفاق.

وتشير الترتيبات الجارية إلى أن القوة الأمنية المنتظر نشرها ستتكون بالأساس من عناصر من دول عربية وإسلامية لتأمين الوضع الميداني في غزة خلال المرحلة المقبلة، فيما ترفض إسرائيل منح تركيا أي دور داخل هذه القوة، معتبرة أن أنقرة “خصم إقليمي” لها.

* البكاء سلاح السيسي الوحيد.. وزير الري : إثيوبيا أطلقت فيضانًا صناعيًا من سد النهضة

في واحدة من أخطر التحذيرات منذ بدء أزمة سد النهضة، كشف وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم أن إثيوبيا أطلقت فيضانًا صناعيًا من السد تسبّب في إغراق مناطق واسعة داخل السودان وتفاقم الأضرار في القرى والمدن الواقعة على ضفاف النيل الأزرق.
تصريح الوزير أعاد الملف إلى الواجهة من جديد، وطرح سؤالًا مُلحًا: أين يقف عبدالفتاح السيسي من هذا الخطر الوجودي؟ 

فيضان من صنع الإنسان

وفقًا لتصريحات سويلم التي تداولتها وسائل إعلام رسمية، فإن التصرف الأحادي من الجانب الإثيوبي «تجاوز كل الأعراف الدولية» بعد أن قررت أديس أبابا فتح بوابات السد بشكل مفاجئ دون إخطار دول المصب، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل حاد في مناطق عدة داخل السودان.
وأكد سويلم أن هذا السلوك يمثل «فيضانًا صناعيًا متعمّدًا»، وليس ظاهرة طبيعية، وأن تدفق المياه بتلك الكميات المفاجئة «يُعرّض حياة الآلاف للخطر ويهدد البنية التحتية ومشروعات الري والزراعة».

بينما مصر مقبلة على كارثة السيسي في واد اخر
لكن بينما كان وزير الري يطلق تحذيرات تُنذر بالخطر، كان عبد الفتاح السيسي مشغولًا بالاستعداد لاحتفالات المتاحف والمشروعات التجميلية.

في الوقت الذي تغرق فيه قرى سودانية بالمياه القادمة من سد النهضة، يتحدث السيسي أمام الكاميرات عن “المتحف هدية مصر للعالم”، وكأن حياة المصريين ومصير نيلهم ليست أولوية.

هذا التناقض الصارخ بين كارثة تهد المصريين وصمت السيسي وتجاهله لهذا الملف الأخطر يثير تساؤلات حول مدى إدراك السلطة لخطورة الملف، وهل يُدار فعلاً كقضية “حياة أو موت” كما قال السيسي نفسه قبل سنوات، أم صار ملفًا مؤجلًا لصالح اللقطات الدعائية والاحتفالات البراقة؟ 

خطر مباشر على مصر

يرى خبراء المياه أن الفيضان الصناعي الأخير ليس مجرد خطر على السودان فحسب، بل جرس إنذار شديد لمصر، لأن استمرار التصرفات الأحادية يعني أن إثيوبيا باتت تتحكم فعليًا في تدفق المياه نحو السد العالي.
ومع اكتمال التعبئة الرابعة وتشغيل التوربينات بشكل كامل، تصبح القاهرة رهينة لقرارات أديس أبابا.
الخبير الهيدرولوجي محمد حافظ حذر من أن أي تصريف غير منسّق أو فتح مفاجئ للبوابات قد يؤدي إلى تغيّر مفاجئ في منسوب النيل داخل مصر نفسها خلال السنوات المقبلة، مما يهدد الأمن الغذائي والزراعي ويُربك إدارة السد العالي.

تجاهل رسمي وغضب شعبي

ورغم هذه التحذيرات، لم يُعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، ولم يصدر بيان من رئاسة الجمهورية، وكأن الأمر لا يعني الدولة المصرية.
وسائل الإعلام الرسمية تعاملت مع الأزمة في الهامش، بينما قال بعض الخبراء “النيل بيغرق السودان بسبب إثيوبيا، والسيسي بيحتفل بالمتحف… هو ده ترتيب الأولويات؟”
آخرون اعتبروا أن تجاهل الكارثة جزء من سياسة “الإنكار الإعلامي” التي تُحاول إظهار أن الأمور تحت السيطرة، بينما الواقع عكس ذلك.

معركة البقاء

الحقيقة أن سد النهضة لم يعد مجرد مشروع إثيوبي، بل أصبح رمزًا لغياب الإرادة المصرية في الدفاع عن حقها التاريخي في النيل.
في كل مرة تُقدِم فيها إثيوبيا على خطوة أحادية، تكتفي القاهرة ببيانات “الرفض والإدانة”، دون إجراءات عملية أو تحرك قانوني قوي.
ويبدو أن النظام الحالي يفضّل الهدوء الإعلامي على المواجهة الدبلوماسية، في وقتٍ يصف فيه المصريون النيل بأنه “شريان الحياة”.
فإذا كان وزير الري يُحذّر من “فيضان صناعي”، فالمطلوب من القيادة السياسية تحرك وطني حقيقي لا أن تنشغل بفعاليات تلميع الصورة أمام العالم.

وفي النهاية فملف سد النهضة ليس مجرد “ملف مائي”، بل قضية سيادة وطنية ووجودية، والسكوت على تصرفات إثيوبيا الأحادية، في وقتٍ يتزايد فيه خطر الفيضان الصناعي والجفاف القادم، هو تقصير سياسي وأخلاقي لا يمكن تبريره بالهدوء الدبلوماسي أو انتظار وساطات بلا نهاية.

*إضراب ووقفة احتجاجية لعمال النادي الأهلي داخل فرعي التجمع والشيخ زايد

شهد نادي الأهلي بفرعيه في التجمع الخامس والشيخ زايد، صباح الاثنين، وقفة احتجاجية وإضرابًا عن العمل نفذها عدد من العمال والعاملات، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية وتطبيق الحد الأدنى للأجور.

مطالب العمال

طالب المحتجون إدارة النادي بسرعة تطبيق الحد الأدنى للأجور أسوة ببقية المؤسسات، مؤكدين أن رواتبهم الحالية لا تتناسب مع حجم الجهد المبذول، ولا مع الأوضاع المعيشية المتزايدة الصعوبة. كما شددوا على ضرورة تحسين ظروف العمل وتعديل اللوائح الداخلية بما يضمن حقوقهم المالية والإدارية.

وأكد العاملون المشاركون في الوقفة أن تحركاتهم جاءت بعد سلسلة من المطالبات السابقة التي لم تلقَ استجابة حقيقية، مشيرين إلى أنهم مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.

تحرك إداري عاجل

وعقب بدء الإضراب، تدخلت إدارة النادي بشكل عاجل لاحتواء الموقف، حيث تم التواصل المباشر مع المسؤولين في فرعي التجمع والشيخ زايد، لبحث سبل التهدئة وتقديم حلول عاجلة للأزمة.

كما وجه رئيس مجلس إدارة النادي بعقد اجتماعات طارئة مع المديرين التنفيذيين لمناقشة الموقف، وإيجاد آلية عاجلة لتحقيق التوازن بين التزامات النادي المالية وحقوق العاملين، مؤكداً على أهمية الحفاظ على الاستقرار داخل المؤسسة الرياضية.

تأثر الخدمات داخل الفروع

أدى الإضراب إلى توقف بعض الأنشطة والخدمات داخل فرعي النادي، خاصة في القطاعات الخدمية والإدارية، وسط محاولات مستمرة من الإدارة لإعادة الأمور إلى طبيعتها.

وشهدت الساعات الأولى من الإضراب تجمع عشرات العمال أمام المكاتب الإدارية داخل النادي، مرددين شعارات تطالب بالمساواة والعدالة في الأجور، في أجواء سادها الهدوء والانضباط دون أي تجاوزات.

خلفية الحدث

تأتي هذه الوقفة قبل أيام من انعقاد الجمعية العمومية للنادي، ما أضفى على الاحتجاجات بعدًا تنظيميًا في توقيتها، وسط توقعات بأن تسعى الإدارة إلى معالجة الملف سريعًا تفاديًا لأي تأثيرات سلبية على الأجواء العامة للنادي.

وأكد عدد من المشاركين في الوقفة أن تحركهم لا يستهدف تعطيل العمل أو الإضرار بسمعة النادي، بل يهدف إلى إيصال صوتهم للمسؤولين وتحقيق العدالة بين العاملين.

من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الاجتماعات والمفاوضات بين ممثلي العمال وإدارة النادي للوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف، بما يضمن استمرار الأداء المؤسسي ويحافظ على استقرار بيئة العمل داخل فروع الأهلي المختلفة.

* عمرو أديب: دوائر انتخابات مجلس النواب محسومة مسبقًا والعائلات تسيطر

 طالب الإعلامي عمرو أديب بإجراء إصلاح ديمقراطي حقيقي في العملية الانتخابية، معتبرًا أن الانتخابات الحالية تفتقر إلى المنافسة الحقيقية والتعددية السياسية.

وقال أديب، خلال برنامجه “الحكاية” عبر فضائية “إم بي سي مصر”: “لابد أن تكون هذه الانتخابات آخر انتخابات بهذا الشكل”، مؤكدًا أن ما يحدث قانوني ولكن يغيب عنه جوهر الديمقراطية.

وأضاف أديب: “أين المنافسة؟ أين البرامج؟ أين الانتخابات الحقيقية؟”، مشيراً إلى أن معظم الدوائر الانتخابية “محسومة مسبقًا”، قائلاً: “هي قائمة واحدة وحيدة هتكسب، وباقي 200 مرشح منهم 40 فقط في كذا دائرة ممكن يكون فيها بعض المناوشات ولكنها أيضًا شبه محسومة

ولفت إلى ضعف الحياة الحزبية الحقيقية في مصر، متسائلاً: “أين المعارضة؟.. الأحزاب الموجودة لا تسعى فعليًا للحكم، موضحًا: “الفرق الوحيد بين الحزب وأي تنظيم زي النوادي أنه الكيان الوحيد الذي يسعى للحكم، يريد أن يحكم

ودعا أديب، لبدء حراك سياسي حقيقي، قائلاً: “أنا أعلم أن هناك حراك سياسي وممكن ياخد وقت، فليبدأ.. سيبوا الناس تطلع، خلوا الأحزاب تتحرك، اعملوا كوادر سياسية

وأكد عمرو أديب، أن الظروف الحالية تسمح ببدء تحول ديمقراطي حقيقي بعد أن أصبحت البلاد في وضع أكثر استقراراً.

مقاعد برلمانية عائلية بالوراثة

بالتزامن نشرت صحيفة المصري اليوم، 27 أكتوبر 2025، تقريرا حول المقاعد البرلمانية العائلية التي تنتقل بالوراثة مؤكدة ارتباط الحياة النيابية في مصر بوجود عائلات بعينها حافظت على حضورها السياسي عبر الأجيال، حتى أصبحت ظاهرة «الأسر البرلمانية» واحدة من السمات المميزة للمشهد السياسي ففي مصر.

فمن دوائر الصعيد إلى مدن الدلتا، ورث أبناء تلك الأسر مقاعد آبائهم، حاملين معهم رصيدًا اجتماعيًا وتاريخيًا مكّنهم من الاستمرار داخل قبة البرلمان، في علاقة متبادلة بين الثقة الشعبية والنفوذ المحلى.

ومن بين أبرز هذه العائلات البرلمانية، عائلات مثل «السادات، وأباظة، وأبو شقة، والضبع، ومرتضى منصور، والحريرى، وعائلة طلعت مصطفى

*شبه دولة السيسي تترك القطاع الخاص في فوضى “النفوذ والمال” قانون العمل الجديد يحابى المستثمرين.. عمال بلا تأمين ولا حد أدنى

في الوقت الذي تحكم فيه السلطة قبضتها على الفضاء العام، تواصل حكومة الانقلاب تجاهل معاناة الملايين من العاملين في القطاع الخاص، الذين يُتركون لمصيرهم بلا تأمين اجتماعي، ولا حد أدنى للأجور، ولا حتى وظائف دائمة تضمن لهم الحد الأدنى من الاستقرار.

فأصحاب الأعمال الكبار، من أمثال نجيب ساويرس ومحمد أبو العينين وهشام طلعت مصطفى وغيرهم، يتمتعون بنفوذ واسع يجعل وزارة التضامن الاجتماعي، بل وسائر أجهزة الدولة، عاجزة عن إخضاعهم لأي رقابة حقيقية. وفي ظل ما يسميه السيسي “شبه الدولة”، أصبحت القوانين تُفصَّل لحماية أصحاب المصالح، بينما تُترك الطبقة العاملة فريسة للاستغلال.

تمييز حتى في حضانة الأطفال

لم يسلم حتى الجانب الإنساني من التشريعات الجديدة من هذا الخلل. فمشروع القانون لم ينظر إلى الحضانة باعتبارها حقًا مشتركًا بين العاملين والعاملات، إذ نص على إلزام صاحب العمل بإنشاء حضانة لأبناء العاملات فقط، متجاهلًا أن حضانة الأطفال ليست قاصرة على الأمهات. وهو ما يكشف عقلية تشريعية تقليدية، لا تراعي التطور الاجتماعي ولا العدالة بين الجنسين داخل بيئة العمل.

باب خلفي لعمالة الأطفال

وفيما يخص حماية الطفولة، فتحت الحكومة بابًا خلفيًا لعمالة الأطفال عبر مشروع القانون نفسه.

فبينما نصت المادة على حظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن الخامسة عشرة، سمحت بتدريبهم بدءًا من سن الثالثة عشرة “بما لا يعوقهم عن التعليم”، دون أي تحديد لآلية تضمن عدم استغلالهم.

الأخطر أن القانون استحدث مصطلح “المتدرّج”، وهو من يتراوح عمره بين 14 و18 عامًا، ويُفترض أن يعمل لتعلم مهنة أو صنعة. لكن النص سمح لأصحاب الأعمال بدفع رواتب أقل من الحد الأدنى للأجور في بداية فترة التدريب، على أن تزداد تدريجيًا. وهو ما يعني عمليًا تقنين عمالة الأطفال من سن 13 إلى 18 عامًا، مع إعفاء أرباب العمل من أي التزام حقيقي تجاههم.

غياب الدولة… وحضور رأس المال 

بينما يرفع النظام شعارات “حماية الفقراء” و“العدالة الاجتماعية”، تتكشف حقيقة أكثر قسوة:

الدولة غائبة تمامًا عن رقابة سوق العمل، وتتركه رهينة لسطوة رجال الأعمال الذين يتصرفون كأنهم فوق القانون.

القوانين تُفصّل لخدمتهم، والتشريعات تفتح لهم الثغرات، فيما ملايين العمال بلا أمان وظيفي، ولا ضمان اجتماعي، ولا صوت يُسمع لهم في دولة تُدار لمصلحة أصحاب النفوذ

في ظل حكم السيسي، لا تتشكل “دولة العدالة”، بل “دولة رجال الأعمال”، حيث يُكافأ النفوذ ويُعاقب الضعفاء بالصمت والتهميش.

*باسم عودة فضح الفاشلين والفاسدين.. نجاح وزير الغلابة في خفض الأسعار في 6 شهور وراء “حقد” إعلام المتعاص

تزايدت خلال الأيام الأخيرة موجة الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية، في الوقت الذى نشرت فيه صحيفة اليوم السابع تقريرًا موسعًا هاجمت فيه وزير التموين الأسبق باسم عودة، أحد أبرز وجوه حكومة الرئيس الشهيد الدكتور  محمد مرسي، متهمةً إياه بالشعبوية و«تضليل الناس» — وهو ما فجر موجة من السخرية والغضب الشعبي، بعدما اعتبر كثيرون أن الهجوم لم يكن إلا محاولة للتغطية على فشل المنظومة الحالية فى ضبط الأسواق، في مقابل نجاح وزير الغلابة الذى مكث في منصبه أقل من 6 شهور فقط قبل انقلاب الجيش على أول رئيس مدنى منتخب ، ورفض “عودة ” الاستمرار  في منصبه  ، تحت سلطة الانقلاب فطلب  السيسى  اعتقاله ، عقوبة له على رفضه انقلابه على رئيسه المنتخب  وليس كما فعل  المتعاص “السيسى” نفسه , الذى كان وزير دفاع ،  وزميل باسم عودة في مجلس الوزراء .

من “زيت بـ3 جنيه” إلى “90 جنيه”.. ذاكرة الناس لا تنسى

منشورات المواطنين على “فيسبوك” و”إكس” تحولت إلى ما يشبه سجلاً شعبياً للمقارنة بين “زمن الغلابة” و“زمن الغلاء”.

أحد النشطاء كتب:

“زجاجة الزيت اللي كانت بـ3 جنيه في عهد باسم عودة بقت بـ90 جنيه دلوقتي.. هو ده الفرق بين وزير بيخدم الناس ووزراء بيخدموا رجال الأعمال.” 

آخر علق قائلًا:

 “الناس كانت بتشتري لحمة وسكر وزيت من التموين بجودة محترمة وأسعار في متناول اليد، دلوقتي كيلو اللحمة بـ400 جنيه والتموين بقى رفوف فاضية.”

بينما تساءلت ناشطة:

 “هما بيهاجموا باسم عودة ليه دلوقتي؟ لأن كل ما الأسعار تولع الناس بتفتكره.”

باسم عودة.. “وزير الغلابة” الذي أخاف الفاسدين

باسم عودة، الذي اشتهر بلقب “وزير الغلابة”، كان واحدًا من الوزراء القلائل الذين نزلوا الشارع بين الناس، وتفقدوا الأسواق والمخابز بأنفسهم، وأطلقوا مبادرات لتخفيض الأسعار وتحسين جودة رغيف الخبز.

وفى أقل من عام من توليه وزارة التموين، نجح فى تحقيق توازن فى السوق وضبط الأسعار دون تحميل المواطن أعباء إضافية.

أحد الخبراء الاقتصاديين كتب تعليقًا لافتًا:

 “الفرق بين باسم عودة ووزراء السيسي الحاليين إن الأول كان بيشتغل لخدمة الشعب، والتانيين بيخدموا إمبراطورية الشركات العسكرية.”

“اليوم السابع” وحملة المخابرات: من يهاجم من؟

تقرير “اليوم السابع” لم يمر مرور الكرام، إذ اعتبره كثيرون جزءًا من حملة منسقة لتشويه رموز ثورة يناير، خاصة أولئك الذين ما زالوا يمثلون نموذجًا مضادًا لفشل النظام الحالي.

فبينما تحاول وسائل الإعلام الرسمية تلميع الحكومة الحالية، يرى مراقبون أن إعادة الحديث عن باسم عودة الآن “كارت محروق” كشف عجز السلطة عن تبرير الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار الجنوني.

أحد المعلقين كتب بسخرية:

 “هاجموا الراجل اللي في السجن من 10 سنين.. يمكن الأسعار تنزل!”

الشارع يقارن.. والذاكرة الجمعية لا تموت

 فى جولة ميدانية بين المواطنين، كان الحديث متكررًا حول “زمن باسم عودة”.

سائق ميكروباص قال:

 “الزيت كان بـ3 جنيه.. دلوقتي بقى بـ90.. هما بيضحكوا علينا؟ ده الراجل ده لو كان موجود كان البلد دي اختلفت.”

بينما قال موظف خمسيني أمام أحد منافذ التموين:

 “دلوقتي مفيش لا تموين ولا سلع.. كله غلا وهيصة إعلام. أيام عودة كانت الناس بتحس إن الوزير واحد منهم.”

هجوم الإعلام الموالي للسلطة على وزير انتهت ولايته منذ أكثر من عقد، لم يكن مصادفة.

فنجاح باسم عودة الشعبي والاقتصادي، حتى وهو خلف القضبان، يفضح فشل منظومة كاملة استنزفت موارد الدولة وأفقرت المواطن.

الناس اليوم لا تقرأ الأرقام الرسمية بقدر ما تقارن بين زيت بـ3 جنيه وزيت بـ90، وبين وزير نزل السوق ونظام يعيش فى القصور.

مقررة الأمم المتحدة: مصر ومطبعون عرب بين 60 دولة تورطت بالإبادة الجماعية في غزة.. الأحد 26 أكتوبر 2025م.. صحيفة بريطانية عنصرية تتجسس على الأسرى الفلسطينيين المبعدين في فنادق مصر وتحرض ضدهم

مقررة الأمم المتحدة: مصر ومطبعون عرب بين 60 دولة تورطت بالإبادة الجماعية في غزة.. الأحد 26 أكتوبر 2025م.. صحيفة بريطانية عنصرية تتجسس على الأسرى الفلسطينيين المبعدين في فنادق مصر وتحرض ضدهم

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*استمرار جريمة الإخفاء القسري… محسن وأحمد أبطال قسم المعصرة بين جدران العدم للشهر الرابع

بعد ثلاثة أشهر ومع دخول الشهر الرابع على بطولة نادرة هزّت الرأي العام المصري، ما زالت جريمة الإخفاء القسري تطارد مصير الشابين البطلين محسن محمد مصطفى (27 عامًا) وأحمد شريف أحمد عبد الوهاب (23 عامًا)، اللذين اختفيا قسرًا منذ 25 يوليو الماضي عقب بث مباشر جريء من داخل مقر جهاز الأمن الوطني في المعصرة – جنوب القاهرة.

بثٌّ لم يتجاوز دقائق، لكنه كشف عن وجه من وجوه القمع المسكوت عنها داخل أحد أكثر المقرات الأمنية سوء السمعة في مصر، حيث وثّقت منظمات حقوقية شهادات عن التعذيب والاغتصاب والإخفاء القسري لعشرات المعتقلين على مدى سنوات.

منذ ذلك اليوم، لم تتلقَّ أسرتا الشابين أي اتصال أو إشارة عن مكانهما أو وضعهما القانوني، فيما ترفض السلطات الاعتراف باحتجازهما أو السماح لمحاميهما بالاطلاع على مصيرهما. وهكذا تحوّلت القضية من “احتجاج رمزي” إلى اختبار جديد لضمير الدولة وعدالتها.

خلفية الاعتقال: من بث مباشر إلى اختفاء تام

في 25 يوليو، تداولت منصات التواصل بثًا مباشرًا صادمًا من داخل مقر الأمن الوطني بالمعصرة، ظهر فيه محسن وأحمد وهما يعلنان أن عدداً من ضباط وأفراد الجهاز محتجزون داخل إحدى الزنازين “السرّية” التي تُستخدم، بحسب قولهما، لاحتجاز المختفين قسرًا.

البث، الذي دعا إلى فتح معبر رفح ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، اعتُبر تحديًا مباشرًا لجهاز الأمن الوطني، إذ أظهر وجودهما داخل منشأة سيادية حساسة.

لم تمرّ ساعات حتى أُغلق البث، وتوقّفت كل الإشارات عنهما. ومنذ ذلك اليوم، لم يُشاهد أيٌّ منهما في أي قسم أو سجن أو نيابة، ما يؤكد وفق عائلاتهما أنهما أُخفيا قسرًا على أيدي عناصر الأمن الوطني.

مقر المعصرة.. “القلعة السوداء” للتعذيب والإخفاء

يقع مقر الأمن الوطني بالمعصرة على أطراف القاهرة، في منطقة صناعية مغلقة يُحظر الاقتراب منها، وتعتبره المنظمات الحقوقية واحدًا من أسوأ مقرات الأمن الوطني في مصر. عشرات التقارير الحقوقية وثّقت فيه حالات تعذيب واعتداءات جنسية وانتزاع اعترافات قسرية.

بعض المعتقلين السابقين وصفوه بـ“الثقب الأسود” الذي يدخل إليه المواطن ثم يُمحى من الوجود، فلا زيارة ولا اتصال ولا قيد رسمي في النيابات.

في هذا المكان تحديدًا يُعتقد أن محسن وأحمد احتُجزا بعد بثّهما المباشر. ورغم البلاغات العديدة التي قدّمتها أسرتهما للنائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، فإن السلطات تنكر وجودهما تمامًا، وهو النمط ذاته الذي طال مئات المختفين قسرًا خلال العقد الأخير.

البث الذي فضح المستور

ما فعله الشابان لم يكن عملاً تخريبيًا ولا مسلحًا، بل صرخة احتجاج سلمية انطلقت تضامنًا مع الفلسطينيين ومع سكان غزة المحاصَرة. لكنّ اختراق جدار الصمت داخل أحد مراكز الأمن الوطني كشف هشاشة الصورة التي تسعى الدولة لتسويقها عن “الاستقرار والسيطرة”.

كان هدفهما – كما قالا خلال البث – تسليط الضوء على معاناة المختفين داخل الزنازين السرّية، وإيصال رسالة إنسانية تطالب بفتح معبر رفح، غير أن الرد جاء على شكل اختفاء مضاعف: اختفاءهما هما هذه المرة، عقابًا على كشف المستور.

جريمة مزدوجة: إخفاء وتعتيم إعلامي

منذ اختفائهما، لم تنشر الصحف الرسمية كلمة واحدة عن القضية، فيما اكتفت بعض المواقع المستقلة بالإشارة إلى بيانات حقوقية صادرة عن منظمات مصرية في الخارج. هذا التعتيم الإعلامي المتعمّد يهدف إلى دفن القصة داخل الجدران نفسها التي دفنت فيها أجسادهما.

المنظمات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها “المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا”، طالبت بالكشف عن مصير الشابين فورًا، معتبرةً أن استمرار إخفائهما “يمثّل جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.

مأساة الأسرتين.. انتظار بلا نهاية

والدا محسن وأحمد يعيشان مأساة يومية؛ طرقوا أبواب النيابات، وأرسلوا مذكرات استغاثة لكل الجهات الرسمية، لكنّ الإجابة واحدة: “لا وجود لهما في أي سجن.” كل ما لديهم الآن صور قديمة ورسائل هاتفية من آخر يوم، وأملٌ ضئيل أن يسمع أحد أنينهما خلف جدران المقر الرهيب في المعصرة.

المحامون بدورهم مُنعوا من تقديم توكيلات رسمية أو حضور أي تحقيقات، ما يجعل القضية خارج كل مظلة قانونية ويعني أن مصير الشابين مرهون بإرادة الأجهزة الأمنية وحدها. 

الخلاصة: سياسة الإفلات من العقاب

قضية محسن مصطفى وأحمد شريف ليست حادثة استثنائية، بل حلقة جديدة في مسلسل الإخفاء القسري في مصر، حيث يُستخدم الصمت والتعتيم كأدوات لإدارة الخوف.

ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر، لا يزال الملف بلا إجابة: لا جهة تعترف، ولا دليل حياة، ولا عدالة تلوح في الأفق.

في بلدٍ يتحدث مسؤولوه عن “الجمهورية الجديدة”، ما زالت هناك “جمهورية تحت الأرض” يُختطف فيها المواطن لمجرد أنه تحدث أو بثّ رأيًا.

والسؤال الذي يفرض نفسه: كم من “محسن” و“أحمد” سيُختفون قبل أن يتوقف هذا الجرح المفتوح في وجه الإنسانية؟

 

*محمد البلتاجي على كرسي متحرك.. الإهمال الطبي ينهش أجساد المعارضين في سجون الانقلاب

أعاد الظهور الأخير للقيادي البارز وأحد رموز ثورة 25 يناير الدكتور محمد البلتاجي على كرسي متحرك داخل محبسه في سجن بدر 3 تسليط الضوء على ملف الإهمال الطبي بحق المعارضين السياسيين في مصر، بعد أن كشفت تقارير حقوقية عن تدهور خطير في حالته الصحية وحرمانه من العلاج والرعاية منذ سنوات.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من ممارسة منهجية للإهمال الطبي المتعمّد ضد السجناء السياسيين، الذين يواجهون ما تصفه المنظمات الحقوقية بـ«الموت البطيء خلف الأسوار».

12 عاماً من الحبس الانفرادي والحرمان من الزيارة

بحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، يقضي البلتاجي، السياسي والبرلماني المعروف، عامه الثاني عشر في الحبس الانفرادي داخل قطاع (2) في مركز إصلاح وتأهيل بدر (بدر 3)، وسط حرمان كامل من التريض والتعرض لأشعة الشمس.

وأكدت الشبكة أن البلتاجي فقد قدرته على المشي ويستخدم كرسياً متحركاً بعد تدهور مستمر في صحته نتيجة قصور في وظائف الكلى وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن آثار الإضراب الأخير عن الطعام.

كما أوضحت أن آخر زيارة أسرية له كانت عام 2015، ما يجعله في عزلة تامة عن العالم الخارجي، في مخالفة واضحة لأبسط قواعد معاملة السجناء.

مركز الشهاب وهيومن رايتس إيجيبت: الإهمال سياسة لا صدفة

حمّل مركز الشهاب لحقوق الإنسان وزارة الداخلية المسؤولية القانونية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية للبلتاجي، معتبراً أن الإهمال الطبي يُستخدم كسلاح لمعاقبة المعارضين داخل السجون.

وطالب المركز النائب العام بالتدخل العاجل وتكليف فريق من معاونيه بالانتقال إلى سجن بدر 3 للتحقيق في الانتهاكات الممارسة بحق المعتقلين.

وفي السياق ذاته، أكدت منظمة هيومن رايتس إيجيبت أن البلتاجي «يواجه الموت البطيء في زنزانته الانفرادية»، بعدما تعرّض عدة مرات لنوبات فقدان الوعي دون تلقي أي رعاية طبية حقيقية، مطالبةً بالإفراج الفوري عنه وعن رفاقه في سجن بدر 3.

وذكّرت المنظمة بأن البلتاجي أحد أبرز رموز ثورة يناير 2011، وكان من أشد المدافعين عن استقلال القضاء وحرية الصحافة ورفض المحاكمات العسكرية للمدنيين، كما شارك في «أسطول الحرية» لكسر حصار غزة عام 2010.

وأضافت أن التنكيل لم يتوقف عنده، بل امتد إلى أسرته، إذ قُتلت ابنته أسماء خلال فض اعتصام رابعة، ويقبع نجله أنس في السجن منذ أكثر من 12 عاماً، بينما اضطر باقي أفراد أسرته إلى مغادرة البلاد.

عبد الناصر يوسف.. أكاديمي على حافة الموت

ولم يقتصر الإهمال الطبي على البلتاجي وحده، فقد رصدت منظمات حقوقية تدهور الحالة الصحية للدكتور عبد الناصر مسعود سالم يوسف (65 عاماً)، أستاذ كلية العلوم بجامعة طنطا، والمحتجز في سجن المنيا شديد الحراسة منذ عام 2015.

فقد سقط مغشياً عليه داخل قاعة محكمة جنايات دمياط الأسبوع الماضي إثر نوبة صرع حادة، نتيجة مضاعفات سنوات من التعذيب والإهمال الطبي، حيث يعاني من ضمور في خلايا المخ وتكيس في الغشاء العنكبوتي وقصور في الشرايين التاجية.

وقالت منظمة عدالة لحقوق الإنسان (JHR) إن تقارير طبية رسمية أوصت منذ فترة بعرضه على أطباء متخصصين على وجه السرعة، إلا أن إدارة السجن تجاهلت تلك التوصيات.

وحملت المنظمة النائب العام ووزارة الداخلية ومصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن حياته، مطالبةً بالإفراج الصحي الفوري عنه ونقله إلى مستشفى مجهز قبل فوات الأوان

مسؤولية قانونية وأخلاقية مفتوحة

من جانبه، دعا مركز الشهاب لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق فوري في جرائم الإهمال الطبي المتعمد ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكداً أن استمرار احتجاز المرضى دون علاج يمثل انتهاكاً صارخاً للحق في الحياة والرعاية الصحية ويخالف المواثيق الدولية التي صادقت عليها مصر.

كما طالب بتفعيل آلية الإفراج الصحي لجميع الحالات الحرجة، ومراقبة السجون من قبل جهات مستقلة لضمان توفير الرعاية الأساسية.

إهمال ممنهج لا حالات فردية

وتؤكد تقارير حقوقية دولية، بينها تقارير هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، أن ما يجري داخل السجون المصرية ليس حالات فردية بل سياسة متكاملة، تُستخدم فيها الرعاية الصحية كأداة قمع وانتقام سياسي.

وتشير هذه التقارير إلى أن عشرات السجناء توفوا في السنوات الأخيرة بسبب نقص الأدوية وتأخر نقلهم إلى المستشفيات أو الحرمان من العلاج، في ظل غياب رقابة قضائية فعالة.

ختاما إن صورة محمد البلتاجي على كرسي متحرك ليست مشهداً عابراً، بل رمزٌ لمأساة إنسانية ممتدة داخل السجون المصرية، حيث تتحول الزنازين إلى غرف عزل عن الحياة، والإهمال الطبي إلى حكم بالإعدام البطيء. 

ويحمّل حقوقيون حكومة الانقلاب مسؤولية مباشرة عن تدهور صحة المعتقلين السياسيين، مطالبين بتحقيق شفاف وضمان الرعاية الطبية بوصفها حقاً إنسانياً لا مكرمة من أحد.

 

*تقادم الخطيب والقضية (29) .. 167 خانة مفتوحة لأسماء جديدة واتهامات الملفقة

في إطار ما يصفه مراقبون بـ”تصاعد وتيرة المحاكمات ذات الطابع السياسي” في مصر، والتي تستهدف أكاديميين ومعارضين ونشطاء على خلفية آرائهم أو مواقفهم السياسية، أحالت المحاكم المصرية الأكاديمي المصري تقادم الخطيب (المقيم ببرلين-ألمانيا) إلى الجنائيات بتهمة الانضمام لجماعة “إرهابية” والمثير للدهشة أنه و167 شخصا آخرين في القضية المرقمة ب29 لسنة 2025 لم يكشف عن أسمائهم أو دور كل شخص في القضية.

لماذا لم تعلن الأسماء في القضية؟

وعدم إعلان أسماء المتهمين في القضية رقم 29 لسنة 2025، رغم ضخامة عددهم (167 شخصًا)، يثير تساؤلات قانونية وحقوقية، خصوصًا في ظل نمط متكرر من القضايا السياسية التي توصف بأنها “ملفقة” أو تفتقر إلى ضمانات المحاكمة العادلة.

وتتميز قضايا أمن الدولة العليا والمحولة للجنايات غياب الشفافية في بعض القضايا السياسية رغم أنها معلقة كقضية وكشف المحامون عن اسم الباحث تقادم الخطيب وهي عادة ما تكون قضية رأي أو انتماء سياسي، وتُحجب الأسماء أحيانًا لتجنب الضغط الحقوقي أو الإعلامي.

والمحاكمات الجماعية بضم عشرات أو مئات المتهمين في قضية واحدة يُضعف فرص الدفاع الفردي، كما تعبر الاتهامات الفضفاضة مثل “الانضمام لجماعة إرهابية” عن غياب الأدلة المادية الواضحة.

وفي العادة تمنع جهات التقاضي المتهمين (إن كانوا معتقلين) أو محاموهم من الاطلاع على ملفات القضية كما حدث في قضايا أخرى.

وانتقدت منظمات حقوقية  منها “هيومن رايتس ووتش” نمط القضايا التي تُحجب فيها المعلومات الأساسية وتغيب فيها الأسماء ويُصعّب على الأهالي والمحامين متابعة القضية أو الدفاع عن المتهمين.

لماذا الخطيب؟!

وأخيرا قال الباحث تقادم الخطيب: ” لم يكن لهذه الإبادة (الجماعية في غزة) أن تحدث لو لم يكن السيسي في السلطة” ورغم إقامته في ألمانيا منذ 12 عام، أحيل و 167 آخرين إلى محكمة انقلابية؛ بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، رغم أنه لا ينتمي لأي فصيل سياسي  ولكن في مصر كل من يوجه انتقادا لسياسات النظام الحاكم فهو “إرهابي“.

ويُقيم الدكتور الخطيب خارج مصر منذ عام 2013، لكنه واجه منذ 2017 إجراءات تعسفية متواصلة على خلفية كشفه وثائق تيران وصنافير، شملت إنهاء بعثته الدراسية وفصله من الجامعة المصرية وإلزامه برد قيمة المنحة، إلى جانب قيود على استخراج أوراقه الرسمية التي عطلت مسيرته الأكاديمية وحياته الشخصية.

واعتبرت “منظمة عدالة لحقوق الإنسان” أن إحالة د. تقادم الخطيب للمحاكمة رغم وجوده بالخارج تمثل تسييسًا واضحًا للعدالة واستمرارًا لسياسة الانتقام من المعارضين والباحثين المستقلين عبر القوانين الاستثنائية، مؤكدة أن هذه الممارسات تُعد انتهاكًا صارخًا لحرية الرأي والتعبير وتقويضًا لمبادئ العدالة، داعية السلطات المصرية إلى التوقف عن استخدام تهم الإرهاب كسلاح لإسكات الأصوات المنتقدة، وضمان الحق في المحاكمة العادلة للجميع دون استثناء.

وفي تفاصيل الإحالة نقل ناشطون عن المحامي خالد علي أن القضية مقيدة أيضا أيضا برقم 2 لسنة 2025 كلي القاهرة الجديدة، المقيدة برقم 955 لسنة 2020 حصر، حيث اتهمته النيابة بارتكاب جريمتي الانضمام إلى جماعة إرهابية والاشتراك في اتفاق جنائي.

وتسبب مساهمته في جمع وثائق تيران وصنافير على مساره الأكاديمي والشخصي، حيث تم إنهاء منحته الدراسية لنيل درجة الدكتوراه، وطالبته وزارة التعليم بالعودة إلى مصر، وبالطبع رفض واستكمل دراسته حتى نال درجة الدكتوراه، وتبع ذلك إنهاء خدمته في الجامعة المصرية، واستصدار حكم ضده بإلزامه برد قيمة المنحة الدراسية.

وأضاف أنه تعرض إلى صعوبات إدارية وقانونية في استخراج وثائقه الرسمية، بما في ذلك جواز السفر والبطاقة الشخصية، إضافة إلى قيود متعددة أثّرت على حياته المهنية والشخصية، وكل ما تعرض له قد ترك أثرًا بالغًا على وضعه الإنساني والأسري، رغم أنه لم يكن يطلب إلا إنصافه وتمكينه من ممارسة حقوقه الأساسية في العمل والتعليم والتنقل بحرية، وفقًا لما تكفله القوانين والدساتير الوطنية والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

وسوف تنظر القضية يوم الأحد الموافق 26 اكتوبر 2025 أمام دوائر الإرهاب بمحكمة بدر.

وفي 25 سبتمبر الماضي أنصف القضاء الألماني الأكاديمي تقادم الخطيب بعد حملة تشويه وطرد من الجامعة، وهو الحكم الثاني بعد حكم آخر في أغسطس 2024 ، حيث صدر حكم من محكمة ألمانية بأن ما يحدث في غزة هولوكوست وهو ما اعتبر خطوة أولى في تبرئة تقادم الخطيب  في القضية التي ربحها ضد رئيس اللوبي الإسرائيلي في ألمانيا، وإسقاط جميع التهم الموجهة له، واضطر بسبب القضية وتحين اللوبي الصهيوني للخطيب حتى تسبب في فصله، ما جعله يدشن حملة تبرعات لدعمه في تسديد أتعاب المحامي عبر @taqadum.

الناشطة غادة نجيب  @Ghadanajeb قالت: “إحالة دكتور تقادم الخطيب إلى الجنائية بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية .. جماعة تعالى عارض من جوا البلد بيحصل فيها، حلحلة —إزي الصحة !.. تقادم الدكتور الأكاديمي اللي معروف للجميع، أنه مستقل ولا ينتمي لأي كيان سياسي ولم يشارك في أي حملة سياسية ضد النظام يتحط في قضية إرهاب، تهمة تقادم الوحيدة هي وثائق تيران وصنافير اللي حصل عليها من مكتبة برلين وكانت دليلا دامغا على مصرية الجزر، ودليل دامغ على عمالة السيسي.

 

*تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب.. 5 أفراد من أسرة واحدة معتقلون في سجون السيسي منذ عام ونصف

طالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان بالإفراج عن خمسة معتقلين من أسرة واحدة، بينهم ثلاث سيدات، منذ أكثر من عام ونصف رهن الحبس الاحتياطي غير المبرر، على الرغم من غياب أية أدلة أو مبررات قانونية لاحتجازهم.

والمعتقلون الخمسة هم:

  • آمال عبد السلام إبراهيم حسن (60 عامًا)
  • غادة عبد السلام إبراهيم حسن (54 عامًا)
  • ريهام ناصر عبد المنعم عبد النعيم (37 عامًا)
  • والدها: ناصر عبد المنعم عبد النعيم معوض (63 عامًا)
  • وزوجها: وائل عبد الرازق محمد نصار (43 عامًا)

وفي 20 أكتوبر الماضي، أصدرت غرفة المشورة بمحكمة جنايات القاهرة (المنعقدة بمركز بدر للإصلاح والتأهيل)، قرارًا بتجديد حبسهم 45 يومًا إضافية، ما يمدد معاناتهم المستمرة دون أي ذنب.

وتعود وقائع اعتقالهم إلى ليلة 27 مايو 2024، حين اقتحمت قوات الأمن منازلهم في محافظتي الإسكندرية والقاهرة، واعتقلتهم تعسفيًا دون سند قانوني، قبل أن يتم إخفاؤهم قسريًا لأكثر من ستة أشهر داخل مقرات جهاز الأمن الوطني في الإسكندرية والعباسية بالقاهرة.

وخلال فترة الإخفاء، تعرضوا لأبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، قبل أن يُعرضوا على نيابة أمن الدولة العليا في نوفمبر 2024، حيث تم إدراجهم على ذمة القضية رقم 1939 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، بتهم فضفاضة تتضمن: “الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر أخبار كاذبة”.

وعقب التحقيقات، نقلت السيدات الثلاث إلى سجن العاشر من رمضان (تأهيل 4)، بينما نُقل الرجلان إلى مركز بدر للإصلاح والتأهيل (بدر 3)، حيث يواجهون ظروف احتجاز قاسية ومعاملة غير إنسانية.

وقالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، إن ما تتعرض له هذه الأسرة يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، واستمرار احتجازهم يُعد عقابًا جماعيًا غير مشروع.

لذا، طالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع أفراد الأسرة، وقف كافة أشكال الانتهاكات بحقهم وبحق جميع المحتجزين تعسفيًا، محاسبة المسؤولين عن جرائم الإخفاء القسري والتعذيب التي تعرضوا لها. 

واعتبرت أن استمرار الحبس الاحتياطى هذه الأسرة يُعد شاهدًا جديدًا على تغوّل الحبس الاحتياطي وتحويله إلى أداة للعقاب السياسي، الأمر الذي يتطلب تحركًا عاجلًا من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي لإنهاء هذه المأساة.

 

* صحيفة بريطانية عنصرية تتجسس على الأسرى الفلسطينيين المبعدين في فنادق مصر وتحرض ضدهم

شنت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الداعمة لإسرائيل حملة تحريض ضد الأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما انتقل بعضهم لمصر بعد إبعادهم.

الصحيفة، التي نصّبت نفسها بوقاً للاحتلال، نشرت تقريراً بعنوان: بـ”أهلاً وسهلاً بكم في فندق حماس”، أعدّه رئيس المراسلين الأجانب أندي جيرينغ ومراسلة الصحيفة في تل أبيب ناتالي ليسبونا، أشارت فيه إلى إقامة أكثر من 150 فلسطينياً مُبعداً إلى القاهرة في فندق فاخر في مصر ينزل فيه سياح أجانب.

وذكرت الصحيفة أن 154 فلسطينياً من أصل 250 من الذين أطلق سراحهم بموجب الصفقة، والذين يُعدّون بحسبها “الأسرى الأخطر على الإطلاق”، يُستضافون في فندق ماريوت رينساس ميراج سيتي في القاهرة.

وفي تحريض ضد الأسرى وضد مصر والسياحة فيها، سلطت الصحيفة الضوء على كونه فندقاً خمسة نجوم، يضم مرافق ترفيهية مثل برك السباحة، المطاعم الفاخرة، صالونات تصفيف شعر، والنوادي رياضية. وحذّرت مما وصفته “تهديداً جديداً متطرفاً” على العائلات الأجنبية التي لا يزال بإمكانها حجز غرفٍ في الفندق من دون أن تكون مدركة “مستوى الخطر”.

وأرسلت الصحيفة موفدين لها بشكل سرّي إلى الفندق، حيث حجز الصحافيون غرفاً منتحلين هوية سياح وجالوا بين المبعدين، وزعموا أن بينهم “عضو في تنظيم داعش”، و”قائد رفيع في القوات الخاصة لحماس”، وفق زعم الصحيفة.

وذكرت أنه من المحتمل أن بعض المحررين سينتقلون قريباً للإقامة في دول قريبة مثل قطر وتركيا وتونس، وهي دول “تحظى بشعبية بين البريطانيين والأوروبيين عموماً” باعتبارها وجهات سياحية.

وادعت الصحيفة أن المبعدين قد يقدّمون طلبات للحصول على تأشيرات محلية، وتصاريح إقامة حتّى يتمكنوا من الاندماج مجدداً في المجتمع، رغم أنهم سيكونون مراقبين تحت أعين السلطات وأجهزة الأمن المحلية.

ولم يتوقف التحريض عند هذا الحد، إذ قال البروفيسور أنتوني غليس، وهو أستاذ فخري بجامعة باكنغهام، للصحيفة، إن “هؤلاء الناس هم أعداؤنا اللدودون وسيقطعون رؤوس الجنود البريطانيين ويقتلون شمالاً ويميناً من دون تمييز”!

وتابع مختزلاً الأسرى في صورة وحوش: “لا يجوز لنا السماح لهم بالتجمع معاً، ولا يمكن أن يكون هناك مكان آمن لهؤلاء الناس، وإلا فسنكون أمام جيش إرهابي في المنفى، سيكون لدينا حزب الله النسخة الثانية”، على حد توصيفه.

وذهبت الصحيفة أبعد من ذلك، معطيةً منصة لضابط استخبارات إسرائيلي سابق، نقلت عنه قوله إنه “ليست هناك قيود على تحركاتهم في هذه الدول، ويمكنهم التنقل بحرية، والسفر إلى أوروبا وحتّى إلى بريطانيا للحصول على تبرعات من مؤيدين ساذجين، ودعم من متظاهرين يتعاطفون معهم بالفعل”.

وزعم الضابط الذي لا بد أن له سجلاً حافلاً في الإساءة للفلسطينيين وتعذيبهم بطريقة أو بأخرى أن “أول ما سيفعله المخربون عندما يصلون إلى تركيا أو قطر هو الاتصال بشركائهم في غزة والضفة الغربية، لإرسال الأموال وإعادة بناء شبكاتهم، وسيتنظمون بسرعة ويؤسسون خلايا إرهابية جديدة”، على حدّ تعبيره.

وزعمت الصحيفة أن تركيا وقطر هما من تسددان فواتير الإقامة في الفندق الذي تبلغ قيمة ليلة الإقامة الواحدة فيه 200 جنية إسترليني، وذكرت أن المفرج عنهم أُبعدوا إلى مصر لشدّة خطورتهم، ولأنه لا يمكن السماح ببقائهم في غزة والضفة.

وركزت الصحيفة على مؤسس الوحدة الخاصة بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المُبعد محمود عيسى (57 عاماً) الذي كان اعتقاله يؤرق، بحسبها، زعيم الحركة الذي اغتالته إسرائيل يحيى السنوار، لأنه لم يُفرج عن عيسى معه في صفقة الأحرار عام 2011.

وإلى جانب عيسى، ذكرت الصحيفة أن بين ضيوف الفندق عز الدين الحمرة، وسمير أبو نعمه، ومحمود زواهرة، إلى جانب إسماعيل حمدان، ويوسف داوود، والكاتب الحائز على جائزة البوكر للرواية العربية باسم خندقجي، وقد وصفتهم جميعاً بـ”أنهم عناصر في خلية إرهابية”!!

وفي الإطار نفسه، تابعت الصحيفة أن موفدها السري شاهد المفرج عنهم يسحبون رزماً من النقود من أجهزة الصراف الآلي داخل الفندق، مشيرةً إلى أنهم باتوا أثرياء بفضل سياسة السلطة الفلسطينية “التي تدفع رواتب للمخربين”، مشيرة إلى أنهم يقضون وقتهم في التقاط الصور مع المتضامنين المحليين.

وذكرت أنهم يمضون أوقاتهم معاً ويتحدثون عبر الهواتف، ويجرون مقابلات صحافية، ويستجمون تحت الشمس، ويأكلون ويقضون وقتهم مع أفراد عائلاتهم الذين سافروا للقائهم.

وسلطت الصحيفة الضوء على وجود عناصر من الشرطة المصرية الذين يقومون بدوريات في الخارج، وقالت إن هؤلاء قد يكونون مسؤولين عن تصاريح خروج المبعدين من الفندق، الذي قالت إن طاقمه “لا يعلم بماضي النزلاء”.

ومنحت الصحيفة مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منصة هو الآخر ليدلي بدلوه، حيث قال إن “هؤلاء الرجال هم إرهابيون أُدينوا بتفجير حافلات وقتل طلاب وخطف شبان… إسرائيل لم تفرج عنهم مكافأةً على الشر، وإنما لأننا أنقذنا الأسرى الإسرائيليين ووضعنا حياة الإنسان فوق كل اعتبار

واختتمت ديلي ميل تقريرها بالتعبير عن قلقها الصريح قائلة إنه “من غير الواضح ما الذي سيمنع المخربين المفرج عنهم من إعادة التواصل والعودة إلى النشاط الإرهابي.. فعندما تتناثر هذه العيون المليئة بالكراهية قريباً في أنحاء العالم، لا يسع المرء إلا أن يتساءل: هل سيندم العالم يوماً على الثمن الذي اضطرت إسرائيل لدفعه من أجل هذا السلام؟”، وفق زعمها

يذكر أنّ كاتبي التقرير منحازان إلى الرواية الإسرائيلية منذ بدء حرب الإبادة، بحسب ما تُظهر تغطيتهما، وكان أجريا أول لقاء مع نتنياهو بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

*حميدتي هدد النظام المصرى بـ”الباليستية” للمرة الثانية ولجان “السيسي” الإلكترونية تلمح لعداء الإمارات

ليست المرة الأولى ، منذ أن احتجزت مليشياته جنوداً مصريين عزل في مطار مروى، تجرأ حميدتي (محمد حمدان دقلو) قائد مليشيا الدعم السريع على تهديد مصر أكثر من مرة، كما احتلت قواته، في شهر مايو الماضي المثلث الحدودى شمال غرب السودان، وهو موقع استراتيجي خطير، علي الحدود المصرية مباشرة بمساعدة الإمارات و صديق السيسي المشترك خليفة حفتر!

وقبل يومين أعلن أنه سوف يستهدف أى مطار يمكن أن يهدد قواته، ولو في دول الجوار، ومعروف أن دول الجوار، ليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وإثيوبيا تدعمه إرضاء للإمارات، عدا مصر التي لم تحاول أو عجزت عن منع دعم هؤلاء له.

وأهمل السيسي عن عمد حميدتي منذ أن كان كل سلاحه عبارة عن رشاشات وعربات دفع رباعي حتي تمدد وقوى وبات يملك اليوم وسائل دفاع جوي متقدمة ومسيرات صينية الصنع وكورية حديثة قدمتها له الإمارات يمكن أن يصل مداها إلي 2000 كيلو متر، ويمكنها أن تغطي كل دول المنطقة ولذلك يهدد .

الناشط المنتمي للنظام “فكري زيادة” علق “سبق وتركنا آبي أحمد وكان ضعيفا يخوض معارك داخلية طاحنة مع التيجراى والأورومو والأمهرة ، حتي أقام السد وافتتحه ، والآن يتسلح بأسلحة متطورة حديثة ، بمساعدة الإمارات ، وسائل دفاع جوي متقدمة ، مسيرات حديثة ، طائرات سيطرة جوية سوخوى 30 وأخيراً سوخوى 35 ويمضي قدماً في بناء قوة بحرية تمهيداً للحصول على ميناء علي البحر الأحمر، بمساعدة الإمارات “.

وأضاف “خرج محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد ميليشيات الدعم السريع، بتصريحات علنية يهدد فيها مصر بقصف مطاراتها باستخدام صواريخ باليستية مدمرة! والمصيبة أن هناك من يتعامل مع هذا التهديد بسخرية واستهانة، وهذا أكبر خطأ يمكن أن نقع فيه: أن نستخف بعدونا وعدو وطننا!.. وحميدتي لا يتحرك بمفرده، بل يتلقى دعمًا مباشرًا من أطراف معادية لا تُكنّ لمصر أي ود، بل ومن دول يُفترض أنها “صديقة” للأسف.

https://www.facebook.com/fkry.zyadt/posts/pfbid0Bu7A5gWbE1HNZvVNPDHGQRSEWb7BZyHtYSdmCkQHMJSu5Q5tHpQ2beSNghXFEBzPl

وقال قائد الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو حميدتي،  في مقطع فيديو “أي طيارة أو مسيرة تقلع من أي دولة مجاورة ومتورطة في النزاع السوداني، هتكون هدف مشروع لقواته!”.

وقال حميدتي نصا: “احنا سكتنا كتير.. أي طيارة تقوم من أي مطار من دولة مجاورة، أي طيارة تسقط، تضرب، تقتل، أي مسيرة بتقوم من أي مطار، بالنسبة لينا هدف مشروع”.

وأضاف كمان: “لو ما متأكدين ما كنا قلنا الكلام ده.. أي طيارة تقوم من أي مطار، المطار ده بالنسبة لينا هدف مشروع”..

وتصريحات حميدتي جاءت بعد فترة من اتهاماته القديمة لمصر بدعم القاهرة للجيش السوداني في الحرب، وهذا ما نفته مصر أكتر من مرة، وقالت إن موقفها ثابت وهو الحفاظ على وحدة السودان وعدم التدخل في شئونه الداخلية.

واللافت أن حميدتي لم يذكر مصر بالاسم، رغم أنه في خطاب سابق في يونيو قال صراحة إن الدعم المصري مستمر وإنه عارف تفاصيل نزول الطيارات واحدة واحدة.

وجاء تصريح حميدتي الجديد بعدما تعرض مطار الخرطوم لضربات بطائرات مسيرة لليوم الثاني على التوالي، بعد الإعلان عن إعادة تشغيله لأول مرة من بداية الحرب في أبريل 2023.

وعلى غرار فكري زيادة كتب أيضا منتمٍ للنظام “Haithem Saad Ziane”، وينقلب السحر…!!! ” أيّ مطار أو طائرة تقلع من أيّ مطار مجاور ، هو هدف مشروع لنا”.. مؤشرات كثيرة تدل على أنّ التهديدات تعني  مصر.. بعيدا عن هل هي تهديدات جادة أم لا، لكن الجوهر هو جرأة الطرح.. حميدتي، ناطق رسمي باسم قوى كثيرة تتصارع حول الهيمنة على السودان وخيراته، تدعمه بكل الوسائل ويجب أخذ كلامه بعين الاعتبار لأنّ الفوضى هي التي تحكم العالم ولم يعد هناك صغير أو كبير. حميدتي هم من صنعوه و هم وحدهم من يتحملون تبعات العبث بالشعوب…!!!”.

اللجنة الرسمي محمد نور وعبر Mohamed Nour قال إن تهديدات حميدتي كانت جزءا من لقاء رئيس مخابرات السيسي ونتنياهو “.. تفاصيل الاشتباك بين نتنياهو ورئيس المخابرات العامة المصرية بحسب الإعلام الإسرائيلي، وإسرائيل تشعل الجبهة الجنوبية المصرية حيث قام حميدتي بتهديد مصر بضرب مطاراتها، وحرب مرتقبة في القرن الأفريقي قد تتدخل فيها مصر !”.

وأدلى محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع في السودان، بعدة تصريحات خلال عامي 2023–2025، تضمنت: “اتهامات مبطنة لمصر بالتدخل في الشأن السوداني أو دعم طرف دون آخر في الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.”.

وفي بعض المقاطع المتداولة، تحدث حميدتي عن “دور سلبي لبعض الجيران” دون تسمية مباشرة، لكن كثيرين اعتبروا أن المقصود هو مصر.

ومصر كانت تاريخيًا داعمًا قويًا للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وتربطها علاقات أمنية واستراتيجية مع الخرطوم وتصريحات حميدتي اعتُبرت تحديًا مباشرًا للدور المصري، خاصة حين تحدث عن “عدم السماح لأي دولة بفرض وصايتها على السودان”.

ويرى بعض المحللين أن مصر تتجنب التصعيد مع حميدتي حفاظًا على توازنات إقليمية دقيقة، خاصة في ظل: الدور الخليجي في دعم الأطراف السودانية. والضغوط الاقتصادية التي تواجهها مصر، ما يجعلها أكثر حذرًا في علاقاتها الخارجية. ولذلك، يُفسر البعض هذا الصمت بأنه تفادٍ لإغضاب “الكفيل” الخليجي الذي تربطه علاقات مع حميدتي أيضًا.

واعتبر مراقبون أن هذه المواقف تعكس تعقيد المشهد السوداني، حيث تتداخل فيه مصالح قوى إقليمية كبرى (مصر، الإمارات، السعودية، إثيوبيا). وكما تُظهر تراجعًا نسبيًا في الدور المصري التقليدي في السودان، لصالح لاعبين جدد.

وسبق حميدتي القول: ” ..صمتنا كثيراً على مشاركة الطيران المصري في الحرب حتى يتراجعوا لكنهم تمادوا الآن .. حميدتي يتهم سلاح الجو المصري بدخول الحرب في السودان الى جانب الجيش السوداني وقال أيضاً إن مصر زودت الجيش السوداني بقنابل.. حميدتى يدعي أن معركة جبل موية (التي تسببت في تطويق وحصار قوات الدعم السريع داخل ولاية سنار) حسمت بسبب قصف الطيران المصري.”.

ويصدر بعض مراقبي النظام أنه لا توجد أي أدلة موثقة تدعم هذه المزاعم، فهي مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة. لطالما وقفت مصر إلى جانب استقرار السودان، ولم تدعم يومًا طرفًا على حساب آخر. فموقفها الثابت يتمثل في دعم الحلول السياسية التي تضمن وحدة السودان وأمنه واستقراره.

ويهرب هؤلاء المراقبون من الاعتراف بمشروعية إمداد الجيش السوداني بالسلاح (رغم أنهم قد لا يفعلون) على ادعاء أن مصر تلتزم التزامًا صارمًا بالاتفاقيات الدولية المنظمة لتداول السلاح، ولا يمكنها استخدام أسلحة أمريكية أو غيرها دون التقيد بالشروط والضوابط المتفق عليها. وبالتالي، فإن الادعاء بأن مصر تمد الجيش السوداني بأسلحة أمريكية هو أمر غير واقعي ومنافٍ للمنطق.

إلا أن الاتفاق أن تهديد الضرب بالأسلحة البالستية جديد والترويج الآن أن ما يمد حميدتي بهذا السلاح جهات معادية رغم أن الأمر لا يحتمل إلا أن يكون المتهم أبوظبي!

حيث يُنظر إلى هذا النوع من الصواريخ على أنه معقد أو باهظ التكلفة كما يظن البعض؛ فتكلفته ليست مرتفعة، وتصنيعه ليس مستحيلًا، ومن السهل تزويده به. 

ومنذ اندلاع الحرب، حاول الأعداء مرارًا اختبار قدرات مصر الدفاعية، وفشلوا في كل مرة. والدليل على ذلك هو الطائرات المسيّرة التي تم إسقاطها وهي في طريقها إلى الأراضي المصرية أكثر من مرة.

وافترض مراقبون أن حميدتي قد يندفع ويلبّى أوامر داعميه في الإمارات ووجّه ضربة إلى مصر، فإن ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب صريح، وأن الرد المصري جاهز ضد الدعم السريع .

 

*مقررة الأمم المتحدة: مصر ومطبعون عرب بين 60 دولة تورطت بالإبادة الجماعية في غزة

أكد تقرير أممي أن تعاون استخباراتي مكثف بين “إسرائيل” وعدد من الدول الغربية، خصوصاً المملكة المتحدة، التي نفذت أكثر من 600 رحلة مراقبة فوق غزة، إلى جانب تبادل بيانات ومعلومات عسكرية، ساعدت في العمليات الميدانية وعلى الصعيد الاقتصادي قال التقرير إن استمرار العلاقات التجارية بين “إسرائيل” ودول الاتحاد الأوروبي، ودولٍ عربية مثل مصر والإمارات والمغرب، ساهم في دعم الاقتصاد “الإسرائيلي” خلال الحـرب.”!

وعلى خلفية الحرب في غزة، نددت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي بالعقوبات الأميركية المفروضة عليها، ووصفتها بأنها “أساليب مافيا” هدفها “تشويه سمعتها”، وذلك بعدما أصدرت تقريرا بعنوان “الإبادة الجماعية في غزة، جريمة جماعية”، يتهم 60 دولة بتمكين الاحتلال من ارتكاب إبادة جماعية في غزة، من بينها دول عربية.

ورصد التقرير الفيتو الأميركي المتكرر (7 مرات)، والدعم العسكري المستمر، وازدواجية المواقف الدولية التي اكتفت بإدانات خجولة.

وقالت ألبانيزي متحدثة لوكالة  “أ.ف.ب” من جنوب أفريقيا، حيث تستعد لإلقاء “محاضرة نلسون مانديلا السنوية” غدا “لا أستطيع الذهاب إلى الولايات المتحدة.. تمّ تجميد أرصدتي، ابنتي أميركية وزوجي يعمل في منظمة مقرها الولايات المتحدة، والعائلة بأكملها تدفع الثمن بسبب ذلك”. وأضافت أن “العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليّ هي إهانة، ليس لي فقط، بل للأمم المتحدة أيضا”، مقارنة إياها بـ”أساليب المافيا”.

وصدرت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، تقريرًا في أكتوبر 2025 يتهم أكثر من 60 دولة بتمكين إسرائيل من ارتكاب إبادة جماعية في غزة، من خلال الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي.

اعتبرت المقرّرة الأممية “فرانشيسكا ألبانيزي” أن هدنة غزة الحالية غير كافية على الإطلاق وغير متوافقة مع القانون الدولي، مشددة على أن الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة من جانب الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

وقالت “ألبانيزي” إن الالتزام بالقانون الدولي يتطلب إنهاء الاحتلال، واستغلال الموارد الفلسطينية، وإنهاء الاستعمار، مشيرة إلى أن السيطرة الإسرائيلية على نحو نصف أراضي القطاع تجعل الوضع كارثيًا.

‌وأضافت أن هذه ليست حربًا وإنما إبادة، حيث هناك نية للقضاء على الشعب الفلسطيني، ووصفت الدعم الغربي لـ”إسرائيل” بأنه تتويج لتاريخ طويل من التواطؤ.

ووصف التقرير ما يحدث في غزة بأنه “جريمة جماعية ممنهجة”، مدعومة بتواطؤ دولي وأكدت ألبانيزي أن الفظائع التي تُرتكب بحق الفلسطينيين تُبث أمام العالم، وتُبرر بروايات استعمارية تُجردهم من إنسانيتهم.

وصنفت المقررة الدعم المقدم لإسرائيل إلى أربع فئات:

دبلوماسي: دعم سياسي في المحافل الدولية.

عسكري: تزويد بالأسلحة والذخائر.

اقتصادي: تمويل مباشر وغير مباشر.

إنساني: استخدام المساعدات لتبرير استمرار الاحتلال.

وكانت الولايات المتحدة، ألمانيا، وإيطاليا أكبر مزودي إسرائيل بالسلاح كما شاركت فرنسا، والهند، وإسبانيا، ورومانيا  في إرسال مكونات لمقاتلات F-35 المستخدمة في قصف غزة.

وأشار التقرير إلى أن 18 دولة علّقت تمويلها لوكالة الأونروا، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

هل تنحاز البانيزي عاطفيا ضد 60 دولة ومع غزة؟!

وبحسب (AI) فإن فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، تُعرف بمواقفها الصريحة والناقدة تجاه السياسات “الإسرائيلية” والدول الداعمة لها، لكنها تعمل ضمن إطار قانوني وإنساني يستند إلى القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، وليس إلى الانحياز العاطفي.

وأضاف “لا يمكن وصف موقفها بأنه “انحياز عاطفي”، بل هو موقف حقوقي وإنساني يستند إلى تقارير ميدانية وشهادات وتحقيقات أممية.” وأنه “في تقريرها الأخير، اتهمت أكثر من 60 دولة بـ”تمكين الإبادة الجماعية في غزة” عبر الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، لكنها استندت إلى وقائع موثقة مثل توريد الأسلحة، وتعليق تمويل الأونروا، والمشاركة في عمليات استخباراتية.”

وأكد “الذكاء الصناعي” أن المقررين الخاصين لا يمثلون الأمم المتحدة رسميًا، بل يقدمون تقييمات مستقلة تستند إلى القانون الدولي. ومهمتهم الأساسية هي رصد الانتهاكات وتقديم توصيات، وليس إصدار أحكام سياسية أو تبني مواقف عاطفية.

وأضافت أنه “لأن خطابها يتسم بالحدة والوضوح، ويُخالف مواقف بعض الدول الكبرى، ما يدفع البعض إلى وصفه بالانحياز.. لكنها في الواقع تُسلط الضوء على الجانب الإنساني والقانوني للصراع، وهو جوهر عملها كمقررة أممية.”.
https://www.ohchr.org/ar/special-procedures/sr-palestine

المركزي الصهيوني والتبادل مع مصر

وقال أحدث تقرير رسمي يكشف أن الصادرات المصرية إلى إسرائيل بلغت 25 مليون دولار في مايو 2024، أي ضعف ما كانت عليه في نفس الشهر من عام 2023، مع استمرار النمو خلال عام 2025 في قطاعات الأغذية ومواد البناء والأسمدة.

ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي “الإسرائيلي”، بلغت الصادرات المصرية إلى “إسرائيل” في مايو 2024 نحو 25 مليون دولار، مقارنة بـ12.5 مليون دولار في مايو 2023.

وخلال النصف الأول من عام 2025، ارتفعت الصادرات المصرية بشكل عام بنسبة 21.87% لتصل إلى 24.54 مليار دولار، وكان لإسرائيل نصيب متزايد منها.

وكانت أبرز المنتجات المصدّرة؛  مئات الأطنان من الخضروات والفواكه، تم تصديرها خلال يونيو 2025، في وقت كانت فيه غزة تعاني من المجاعة، ومواد بناء وأسمدة وكيماويات والتي شهدت نموًا ملحوظًا في الطلب “الإسرائيلي”، خاصة بعد تعطل خطوط الإمداد التقليدية بسبب الحرب.

اتفاقات الغاز أثناء الحرب

ورغم التوترات السياسية الناجمة عن الحرب، استمرت صادرات الغاز الطبيعي “الإسرائيلي” إلى مصر، ضمن اتفاقيات الطاقة الإقليمية.

وبلغت إجمالي قيمة اتفاقات الغاز بين مصر وكيان العدو خلال فترة الحرب على غزة (2023–2025):  خلال عامي الحرب نحو 54 مليار دولار، موزعة بين تعديل اتفاق سابق بقيمة 15 مليار دولار، وصفقة توريد طويلة الأجل بقيمة 35 مليار دولار، إضافة إلى اتفاق مد خط أنابيب جديد بقيمة 4 مليارات دولار.

وفي أغسطس 2025، أعلنت وزارة البترول المصرية أن ما جرى لم يكن صفقة جديدة، بل تعديلًا على اتفاق قائم منذ عام 2019، يشمل زيادة الكميات المصدّرة من إسرائيل إلى مصر.

والتعديل يُقدّر بنحو 15 مليار دولار، ويأتي ضمن صفقة موسعة بقيمة 35 مليار دولار لتوريد 130 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2040.
بلغت قيمة الاتفاق نحو 4 مليارات دولار، تشمل عقود شراء ونقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر خط أنابيب نيتسانا الجديد.

وجرى اتفاق بقيمة 4 مليارات دولار، تم توقيعه في أكتوبر 2025 بين شركة إنرجين البريطانية وشركة تشغيل خطوط الأنابيب المملوكة للدولة في “إسرائيل” يتضمن نقل مليار متر مكعب من الغاز سنويًا إلى مصر، مع خيارات للتمديد أو الإنهاء المبكر. ويمتد خط الأنابيب من رامات حوفاف جنوب “إسرائيل” إلى الحدود المصرية في منطقة نيتسانا.

الأعلى في التبادل

وكان التبادل التجاري بين مصر والكيان العدو خلال الحرب هو الأعلى منذ عقد ، من حيث قيمة التبادل التجاري مع الكيان (بدون الألماس) خلال الحرب على غزة، وبلغت قيمة التبادل (من أكتوبر 2023 وحتى نهاية أغسطس 2024): 548.4 مليون دولار، في حين كان حجم التبادل بين الجانبين خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023: 326 مليون دولار.

وبلغت صادرات مصر إلى الكيان (من أكتوبر 2023 وحتى نهاية أغسطس 2024): 193.9 مليون دولار، في حين كانت قيمة الصادرات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023: 179.2 مليون دولار.

وكانت أقل قيمة للصادرات المصرية إلى الكيان في أكتوبر 2023، وبلغت 7.8 مليون دولار، ثم تضاعفت خلال أشهر الحرب مرات عدة، فخلال شهر يوليو 2024، بلغت الصادرات 30.6 مليون دولار، أي أن صادرات يوليو تضاعفت نحو 4 مرات عما كانت عليه بداية الحرب.

وضاعفت مصر من قيمة وارداتها مع تل ابيب خلال الحرب، وبلغت (من أكتوبر 2023 وحتى نهاية أغسطس 2024)، 354.5 مليون دولار، أي بزيادة 141%، عما كانت عليه خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023 (146.9 مليون دولار).

كان شهر ديسمبر 2023 هو الأعلى من حيث الواردات الصهيونية لمصر، وبلغت قيمتها 89.5 مليون دولار، ومع استمرار الحرب تضاعفت قيمة الواردات الصهيونية إلى مصر مرات عدة، إذ تظهر البيانات:

أنه في شهر أبريل 2024، استوردت مصر من تل ابيب بـ8.3 مليون دولار، لكن في شهر يوليو 2024، بلغت قيمة الواردات الإسرائيلية 45.4 مليون دولار، أي بزيادة 446.9%.

4 مليارات دولار خلال عام واحد من الحرب.

وصدرت الإمارات لـ”إسرائيل” ما قيمته 2.8 مليار دولار، وهو أعلى رقم منذ توقيع اتفاقيات أبراهام. وسجلت مصر أعلى معدل تبادل تجاري مع “إسرائيل” منذ عقد، رغم التوترات السياسية.

وضاعفتا المغرب والبحرين وارداتهما من “إسرائيل”، والبحرين تحديدًا زادت صادراتها 9.5 مرة.

ورغم الانتقادات الشعبية، لم تُلغِ أي من الدول المطبّعة اتفاقياتها مع “إسرائيل” كما كانت رحلات المراقبة البريطانية والأمريكية فوق غزة بمشاركة دول عربية عبر ضمن تبادل معلومات استخباراتية.

وقال تقرير DW إن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لدى العديد من الحكومات العربية، رغم تصاعد المأساة الإنسانية. حتى أن بعض الدول اكتفت ببيانات عامة دون اتخاذ إجراءات دبلوماسية أو اقتصادية ضد إسرائيل.

وبحسب فرانس24، تلقى مسلسل التطبيع ضربة معنوية بسبب الحرب، لكنه لم يتوقف فعليًا كما لم تُسحب السفراء أو تُجمّد الاتفاقيات، بل استمرت اللقاءات الاقتصادية والتقنية في بعض العواصم.

راعي السلام

ويأتي تقرير مقررة الأمم المتحدة الذي يكشف تورط مصر في الإبادة الجماعية في غزة ليعكس مفارقة سياسية صارخة بين الواقع الفعلي وبين الخطاب الرسمي أو الإعلامي الذي يُروّج لصورة “راعي السلام” و”القائد القوي”.

ووصف إعلام محلي عبد الفتاح السيسي في عدة مقالات وتصريحات إعلامية بأنه “راعي السلام في الشرق الأوسط”، خصوصًا في سياق جهود الوساطة في غزة.

وفي خطاب رسمي بتاريخ 30 يونيو 2025، قال السيسي: “السلام لا يولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب” وأضاف أن “مصر تؤمن بالسلام القائم على العدل والإنصاف”.

وبعد كم من الاتفاقات الاقتصادية مع الاحتلال، في ظل حرب تُوصف دوليًا بأنها إبادة جماعية، يصبح من الطبيعي أن يتساءل المواطن أو المحلل: هل السلام يُقاس بالصفقات، أم بالمواقف؟ وهل القوة تُثبت بالصمت، أم بالمواجهة؟

 

*السيسي ينتظر الفرج من واشنطن لإنهاء أزمة سد النهضة

خلال مؤتمر المياه الدولي الذي عُقد بالقاهرة الأسبوع الماضي، حاول نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي تجميل صورته القبيحة أمام المصريين عبر تقديم شو إعلامي حول سد النهضة، وتكرار التصريحات التي صدرت عنه من قبل دون اتخاذ موقف فعلي على أرض الواقع، رغم أن أثيوبيا انتهت من بناء السد وملء الخزانات، بل وتشغيله، ما يمثل خطرا كبيرا على حصة مصر وحقوقها التاريخية في مياه النيل والأمن القومي المصري .

السيسي كان قد زعم أن الأمن المائي لمصر خط أحمر، وأن القاهرة لن تتهاون في حقوقها التاريخية في مياه النيل .

وشدد على أن الصبر المصري له حدود، وأن المرحلة القادمة ستشهد تحركات حاسمة ومفاجئة في مواجهة أي تجاوزات تمس الحقوق المائية، أو المصالح القومية، وفق تعبيره.

لكن السيسي يُعوّل على تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويأمل أن يأتي الفرج من واشنطن، دون أن يتخذ هو خطوة عملية على الأرض تمثل ردعا للجانب الأثيوبي، وتوقف تطاوله واستهانته بدولتي المصب مصر والسودان .

الأمر الواقع

في نفس سياق الأكاذيب الانقلابية، زعم بدر عبد العاطي وزير خارجية الانقلاب أن مصر مارست أقصى درجات ضبط النفس طوال السنوات الماضية، لكنها ترفض سياسة فرض الأمر الواقع.

وقال عبد العاطي في تصريحات صحفية: إن “التحركات المصرية في المحافل الدولية، والتنسيق الإقليمي مع السودان ودول حوض النيل، تعكس رؤية مدروسة ومشكورة في التعامل مع الأزمة، تجمع بين الدبلوماسية الهادئة والحزم الدفاعي المشروع”، وفق تعبيره . 

حقوقنا التاريخية

في الوقت الذي قال فيه هاني سويلم، وزير ري الانقلاب: إن “الموقف المصري من أزمة سد النهضة لم يتغير، زاعمًا أن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل غير قابلة للتفاوض أو التهاون، وأن دولة العسكر لن تسمح بالمساس بحصة مصر من المياه، أو تهديد أمن وسلامة الشعب المصري”. 

وشدد سويلم على أن باب المفاوضات بشكلها الحالي مع أثيوبيا قد أُغلق تمامًا، وأن الانقلاب لن يعود إلى دائرة تفاوضية مغلقة لا تفضي إلى نتائج، موضحًا أن أي حوار قادم يجب أن يكون مبنيًا على أسس واضحة وإطار قانوني ملزم يحفظ حقوق الجميع وفق تعبيره. 

وزعم أنه لا مساس بنقطة مياه واحدة من حصة مصر، ولن نتنازل عن حقوقنا التاريخية في مياه النيل مهما كانت الظروف، داعيًا إلى تحمل المسؤولية الجماعية في حفظ حقوق شعوب حوض النيل، وتحقيق التنمية المستدامة دون الإضرار بأي طرف. 

وأضاف سويلم: أن الإصرار على بناء سد بهذا الشكل وبدون اتفاق مُلزم بين الأطراف، يُعد مخالفة صريحة، كما أن طريقة الإدارة الإثيوبية لسد النهضة اتسمت بالعبث والتهور، وأدت إلى إرباك حسابات نظام نهر النيل، خصوصًا في فيضان النيل الأزرق بحسب تصريحاته. 

وحذر من أن استمرار إثيوبيا في هذا المسار سيكون له ثمن، ولن تمر هذه الممارسات دون مساءلة مشددًا على أهمية توثيق كافة الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا، باعتبارها تمس أمن دول المصب وتهدد الاستقرار الإقليمي وفق تعبيره . 

جريمة أثيوبية

من جانبه قال الدكتور أحمد عبد القادر ، أستاذ هندسة المياه بكلية الزراعة جامعة جنوب الوادي: إن “بناء السدود على النيل الأزرق دون تنسيق أو اتفاق ملزم يمثل خرقا للقانون الدولي، مطالبا حكومة الانقلاب بالرد على الجريمة الأثيوبية بدءا من المسار الفني ثم المسار القانوني والدبلوماسي، وأيضًا بخيارات دفاعية مشروعة حال المساس بحياة المصريين”. 

وأكد عبد القادر في تصريحات صحفية أن المجتمع الدولي بدأ يدرك الآن أن الموقف المصري منطقي،  وأن سياسة التريث التي اتبعتها القاهرة لم تكن ضعفاً، بل حكمة مشكورة، وفق تعبيره.

وشدد على أن إدارة ملف المياه تتطلب علما وخبرة، وليس شعارات سياسية أو استعراضات إعلامية. 

وطالب عبد القادر حكومة الانقلاب بالتكشير عن أنيابها، بلغة القانون والعقل، لتؤكد أنها قادرة على حماية حقوقها المائية دون تهور في آنٍ واحد. 

تحول استراتيجي 

في المقابل اعتبر الدكتور محمد العشماوي ، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة بني سويف أن ما جرى في مؤتمر المياه يمثل تحولا استراتيجيا مفاجئا في الخطاب الانقلابي، إذ تجاوز مرحلة التحذير إلى مرحلة الإجراء. 

و أوضح العشماوي في تصريحات صحفية: أن حديث السيسي حول التحرك وفق خطط واضحة لحماية الحقوق المائية يعبر عن أن مصر تملك الآن أوراق ضغط حقيقية، سواء في الاتحاد الإفريقي أو عبر الشراكات الدولية، مشيرًا إلى أن مصر لن تسمح بتهديد حياة أكثر من مئة مليون مواطن يعتمدون على مياه النيل كمصدر رئيسي للحياة وفق تعبيره . 

وأضاف:  أن القاهرة باتت تمتلك اليوم قدرة تفاوضية غير مسبوقة، لأنها تتحدث بلغة الأرقام والمشروعات لا بلغة الانفعال ، وهذا ما جعل المجتمع الدولي يميل إلى الاقتناع بالموقف المصري بحسب تصريحاته .

واعتبر العشماوي البيان الختامي لمؤتمر المياه «وثيقة وطنية بامتياز»، لأنه يضع الخطوط الحمراء بوضوح، ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن المائي في حوض النيل، وفق تعبيره . 

 

*شوقي علام رئيسًا للجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ

أسفرت انتخابات لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ عن فوز الدكتور شوقي علام، المفتي السابق للجمهورية، برئاسة اللجنة خلال دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني، في جلسةٍ سادتها روح التوافق بين الأعضاء.

كما فاز النائب محمد سليم السيد عطية أبو الخير بمنصب الوكيل الأول، والنائب محمد طه عليوة بمنصب الوكيل الثاني، بينما تولى أحمد تركي موقع أمين سر اللجنة، في تشكيل يعكس تنوعًا بين الخبرات الدينية والقانونية والتشريعية داخل اللجنة.

دور اللجنة في دعم الخطاب الديني وتحديث آليات العمل الدعوي

من المنتظر أن تضطلع لجنة الشئون الدينية خلال الدورة البرلمانية الحالية بدور محوري في مراجعة التشريعات المرتبطة بالشأن الديني والأوقاف، إلى جانب دعم جهود الدولة في تجديد الخطاب الديني ومواجهة مظاهر التطرف الفكري.

كما يتوقع أن تعمل اللجنة على تعزيز التنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء والأزهر الشريف لتطوير المنظومة الدعوية، وتنظيم إدارة الموارد الوقفية بما يحقق الاستخدام الأمثل لها في خدمة المجتمع والتنمية المستدامة.

اللجان النوعية ودورها في دعم العمل البرلماني

تُعد لجنة الشئون الدينية والأوقاف إحدى اللجان النوعية الأربع عشرة المنصوص عليها في اللائحة الداخلية لمجلس الشيوخ، وفقًا للقانون رقم 2 لسنة 2021، والتي تشكّل الركيزة الأساسية في أداء المجلس لاختصاصاته التشريعية والرقابية.

وتضم اللجان النوعية لمجلس الشيوخ:

  • لجنة الشئون الدستورية والتشريعية.
  • لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار.
  • لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية.
  • لجنة الدفاع والأمن القومي.
  • لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
  • لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة.
  • لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل.
  • لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
  • لجنة الشباب والرياضة.
  • لجنة الصحة والسكان.
  • لجنة الزراعة والري والموارد المائية.
  • لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي.
  • لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام.
  • لجنة الشئون الدينية والأوقاف.

استكمال البنية التنظيمية للمجلس

وبانتهاء انتخابات لجنة الشئون الدينية والأوقاف، يكون مجلس الشيوخ قد استكمل إجراءات تشكيل هيئات مكاتب اللجان النوعية كافة، تمهيدًا لانطلاق دورة برلمانية جديدة تركز على دعم التشريعات الوطنية وتعزيز مسار الحوار المؤسسي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في إطار من التعاون لخدمة قضايا الوطن والمواطن.

 

*قانون الإيجار القديم مفصل على مقاس كبار الملاك والمستثمرين و8 نوفمبر نظر دعوى تطالب بإلغاء تعديلاته

يعيش المستأجرون حالة ذعر وغضب مكتوم، محذرين من أن قانون الإيجار القديم الذى صدق عليه قائد الانقلاب الدموى عبدالفتاح السيسي سيؤدى إلى تشريد مئات الآلاف من الأسر التى لا تملك مأوى بديلًا . وقال المستأجرون إن دولة العسكر ملزمة بحمايتهم من غول السوق العقارى ومنطق من لا يملك يُطرد .

ويتزامن مع هذا الغضب أجواء غليان غير مسبوقة تعيشها الساحة القانونية والاجتماعية بعد أن تصاعدت وتيرة المواجهة بين ملاك العقارات القديمة والمستأجرين، على خلفية دعاوى قضائية متتالية أمام مجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا، تطالب بإعادة النظر فى قانون الإيجار القديم الذى يصفه الملاك بـالقانون الجائر الذى صادر حقوقهم لعقود طويلة.. فى وقتٍ تشتعل فيه الأسعار وتختنق الطبقة الوسطى. وتعود قضية الإيجار القديم لتُشعل فتيل أزمة جديدة بين الملاك والمستأجرين، معركة تقترب من الانفجار بعد أن تحولت ساحات القضاء إلى ميادين صراع طبقى يختلط فيها الحق بالوجع، والقانون بالعجز الحكومى.

وبين من يدافع عن الملاك ومن يتضامن مع المستأجرين تحول الملف إلى حرب كلامية ساخنة على المنابر الإعلامية ومواقع التواصل، بين من يرفع شعار «الحق لأصحابه» ومن يتمسك بالاستقرار الاجتماعى كأولوية وطنية، القضية لم تعد مجرد خلاف قانونى، بل صراع طبقى واجتماعى مكتمل الأركان، يكشف حجم الفجوة بين المالك والمستأجر.

الخبراء اعتبروا أن ما يجرى هو أخطر مواجهة فى تاريخ العلاقة بين المالك والمستأجر، وأن الحكم المنتظر من المحكمة الدستورية فى الدعاوى المنظورة قد يكون زلزالًا تشريعيًا يعيد رسم خريطة السكن فى مصر من جديد.

الشقق المغلقة

فى هذا السياق قال المحامى بالنقض محمود عطيه ممثل اتحاد المستأجرين فى تعليق له على الدعوى المقدمة من ملاك الإيجار القديم للمطالبة بالشقق المغلقة أولًا، يجب التأكيد على أن العلاقة الإيجارية تخضع لأحكام القوانين الخاصة المنظمة لعقود الإيجار، وأبرزها: القانون رقم 49 لسنة 1977 بشأن تأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر والقانون رقم 136 لسنة 1981 بشأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن، مشيرًا إلى أن العلاقة الإيجارية تنشأ بعقد، ولا يجوز إنهاؤها إلا بناءً على الحالات التى نص عليها القانون أو بحكم قضائى .

وأضاف «عطية» فى تصريحات صحفية : ثانيًا الشقق المغلقة وامتلاك المستأجر لوحدة بديلة وإثبات أن الشقة مغلقة لا يعنى تلقائيًا أحقية المالك فى استردادها، إلا إذا كانت مغلقة ولمدة طويلة دون استخدام فعلى، وثبت ذلك بأدلة واضحة (مثل فواتير مرافق منعدمة الاستخدام لفترة طويلة).

وأكد أن القانون ينص صراحة على أنه إذا ثبت أن المستأجر أو زوجته أو أولاده القُصّر يمتلكون وحدة صالحة للإقامة فى ذات المدينة، فإن ذلك قد يُبرر إنهاء العلاقة الإيجارية، ولكن لا يكون ذلك تلقائيًا، بل يتطلب حكمًا قضائيًا بعد تقديم الأدلة الكافية، مشددا على أن فواتير الكهرباء والماء والغاز قد تُستخدم كقرائن على غلق الوحدة أو عدم استخدامها، لكنها لا تكفى وحدها لإثبات الإخلاء أو فسخ العقد .

وأوضح «عطية» أن المحكمة تنظر إلى مجمل الظروف والوقائع، وليس مجرد انخفاض أو انعدام الاستهلاك فى فترة معينة، لافتا إلى إن الدعوى أمام مجلس الدولة تعنى أن المدعى يطعن على قرار إدارى، أو يطالب بإثبات حالة معينة تجاه جهة إدارية (مثل شركات المرافق) وهذه الدعوى لا تُنهى العلاقة الإيجارية بذاتها، بل قد تستخدم لجمع مستندات تُقدم لاحقًا أمام محكمة الموضوع المختصة بفسخ عقد الإيجار.

قانون ظالم

وشدد على أن قانون الإيجار القديم فى صورته التى أقرها برلمان السيسي وصادق عليها قائد الانقلاب هو قانون ظالم ومفصل على مقاس كبار الملاك والمستثمرين العقاريين، ويمثل «طعنة فى قلب العدالة الاجتماعية» التى كفلها الدستور.

وقال «عطية» إن القانون الحالى لم يراعِ البعد الإنسانى ولا الاجتماعى، وتم تمريره تحت ضغط لوبى المال والعقار، دون حوار مجتمعى حقيقى، وحكومة الانقلاب تجاهلت ملايين الأسر التى لا تملك سوى هذه الشقق كمأوى وحيد لها، وقررت ببساطة أن ترفع عنها الحماية وتتركها فريسة لجشع السوق .

وأشار إلى أن القانون مهدد بالبطلان الدستورى، لأن مواده تتعارض مع نصوص الدستور الواضحة التى تنص على حماية السكن كحق أساسى للمواطن، وتمنع الإخلاء القسرى دون توفير بديل، مؤكدا أن الدعاوى المقدمة أمام المحكمة الدستورية  تمثل الأمل الأخير فى إنقاذ مئات الآلاف من الأسر من التشريد.

وتابع «عطية» قائلا: نحن لا ندافع عن الإيجار الرمزى، بل عن الحق فى الأمان السكنى، معتبرا قانون السيسي فى صورته الحالية ليس إصلاحًا، بل مؤامرة تشريعية لصالح الأثرياء وسنواجهه قانونيًا فى الدستورية، وسيعلم الجميع أن العدالة لا تُكتب فى برلمان السيسي فقط، بل تُنتزع من ساحات القضاء .

إلغاء التعديلات

وأكد أن الطعون المقدمة أمام المحكمة الدستورية العليا بشأن قانون الإيجار القديم ليست مجرد تحركات شكلية، بل تحمل وجاهة قانونية حقيقية يمكن أن تفتح الباب أمام إبطال جزئى لبعض المواد المثيرة للجدل، خصوصًا تلك المتعلقة بإخلاء المستأجرين دون توفير بدائل مناسبة .

وقال «عطية»  إن المحكمة الدستورية تنظر فى مدى توافق القانون مع مبادئ العدالة الاجتماعية وحق السكن الآمن المنصوص عليه فى المادة (78) من الدستور، التى تلزم دولة العسكر بضمان الحق فى السكن الملائم لكل مواطن، وهناك مواد فى القانون الجديد قد تُفسر بأنها تُميز فئة على حساب أخرى، وهو ما قد يضعها فى دائرة عدم الدستورية، موضحا أن القانون يجب أن يُوازن بين حماية الملكية الخاصة وعدم المساس بالأمن الاجتماعى وإذا ثبت الإخلال بهذا التوازن، فالمحكمة الدستورية قد تتدخل لتعديل المسار.

المحكمة الدستورية 

ولفت إلى أن محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة حددت جلسة 8 نوفمبر المقبل لنظر أولى جلسات الدعوى المقامة، حيث تطالب بوقف تنفيذ وإلغاء تعديلات قانون الإيجار القديم رقم 164 لسنة 2025، بدعوى عدم دستوريتها ومخالفتها لمبدأ المساواة والحق فى السكن، وطالبت الدعوى بقبولها شكلًا، وبصفة مستعجلة بوقف تنفيذ القانون رقم 164 لسنة 2025 بشأن بعض الأحكام المتعلقة بقوانين إيجار الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وبخاصة نص المادة الثانية التى نصت على أن تنتهى عقود إيجار الأماكن الخاضعة لأحكام هذا القانون لغرض السكنى بانتهاء مدة سبع سنوات من تاريخ العمل به، وذلك ما لم يتم التراضى على الإنهاء قبل ذلك .

وحذر «عطية» من أن تطبيق هذه المادة من شأنه أن يؤدى إلى طرد آلاف الأسر من مساكنها بعد انتهاء مدة السبع سنوات، دون توفير بدائل مناسبة أو حماية كافية للمستأجرين القدامى، معتبرا هذا مخالفة للدستور الذى يكفل حق المواطن فى السكن اللائق والآمن .

واكد أن ملف الإيجار القديم لم يُغلق فعليا لأن ساحة القضاء الدستورى قد تعيد فتحه من جديد، مشيرا إلى أن برلمان السيسي أنهى القانون سياسيًا، لكن المحكمة الدستورية قد تُعيد صياغته قضائيًا، والقرار المنتظر سيكون له أثر بالغ على حياة ملايين المصريين.

السيسي يدافع عن التفريط ويسميه “تخارج” ويعلن استعداده لمزيد من بيع أصول الدولة.. السبت 25 أكتوبر 2025م.. عائلة السيسي تعبث بسوق الذهب وتأجيل “نبيو” يفضح الفوضى

السيسي يدافع عن التفريط ويسميه “تخارج” ويعلن استعداده لمزيد من بيع أصول الدولة.. السبت 25 أكتوبر 2025م.. عائلة السيسي تعبث بسوق الذهب وتأجيل “نبيو” يفضح الفوضى

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*تعرض عبدالناصر سالم للقتل البطئ بسجن المنيا

دعا ناشطون إلى إنقاذ حياة المعتقل الطبيب د. عبدالناصر مسعود سالم مطالبين له الإفراج أو العفو الصحي الذي أصبح ضرورة قبل وفاته ببطء والدكتور عبدالناصر مسعود سالم يوسف، يبلغ من العمر 65 عامًا، معتقل منذ عام 2015، ومحكوم عليه بالسجن 15 عامًا في قضية عسكرية، ومعتقل بسجن المنيا إضافة إلى قضية أخرى أمام جنايات دمياط لا تزال قيد التحقيق.

خلال جلسة محاكمته الاخيرة أمام محكمة جنايات دمياط، تعرّض الدكتور عبدالناصر لنوبة صرع شديدة نتيجة المضاعفات المستمرة للتعذيب الذي تعرّض له داخل السجن، ما أدّى إلى إغماءٍ مفاجئ أثناء الجلسة.

وقد أمر القاضي بنقله على وجه السرعة إلى المستشفى العام بدمياط، حيث يرقد حاليًا في حالة حرجة، وسط مطالبات عاجلة بإنقاذ حياته وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له فورًا.

وفاة صالح عايد بالإهمال الطبي

وأقرب حالة موثقة للإهمال الطبي في سجن المنيا (الذي يتعرض فيه عبدالناصر سالم للإهمال الطبي ويكشف تحول السجون بالإهمال الطبي إلى مشانق القتل البطئ) هي وفاة المعتقل السياسي صالح عايد ربيع في أكتوبر 2025، نتيجة تفشي السرطان ورفض إدارة السجن نقله إلى مستشفى متخصص رغم تدهور حالته الصحية.

وفي 13 أكتوبر الجاري توفي صالح عايد داخل سجن المنيا شديد الحراسة  بعدما تفشي السرطان في جسده لمدة 8 أشهر دون تلقي علاج مناسب. ورفضت إدارة السجن نقله إلى مستشفى متخصص رغم طلبات متكررة من أسرته ومحاميه.

وتم دفنه فجراً دون صلاة، وسط تنديد من لجنة العدالة التي حمّلت السلطات مسؤولية وفاته.

الانتهاك: صدور تعليمات من مأمور السجن ورئيس المباحث بمنع دخول الأدوية، حتى أدوية الأمراض المزمنة.

حالات مشابهة

وتتدهور الحالة الصحية والعقلية لعشرات السجناء، وسط مخاوف من انتكاسات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة ووثّقت منظمات حقوقية عدة وقائع لمعتقلين سياسيين في مصر تعرضوا لتعذيب ممنهج وإهمال طبي أدى إلى تدهور حالتهم الصحية أو وفاتهم داخل السجون.

وأخيرا كانت وفاة عبد الفتاح عبد العظيم عبد الفتاح عطية، 70 عامًا، ديسمبر 2024 داخل مركز بدر للإصلاح والتأهيل والسبب كان معاناة من أمراض مزمنة (الكبد، القلب، الكلى) وحرمان من جلسات غسيل الكلى رغم علم السلطات بتدهور حالته.

واستشهد إبراهيم عيد صقر، 63 عامًا، في سبتمبر 2025 في سجن وادي النطرون بسبب أزمة قلبية حادة ومفاجئة أثناء الصلاة، وسط تقارير عن ظروف احتجاز قاسية وغياب الرعاية الطبية.

وتعرض الدكتور عبد الناصر سالم نفسه بحسب تقارير سابقة، تعرض لتعذيب بالكهرباء لمدة أسبوع كامل بعد اعتقاله عام 2015، ما أدى إلى نوبات صرع متكررة وفقدان وعي موثق منذ 2015 وحتى 2021، وفقًا لتقارير طبية داخل سجن جمصة شديد الحراسة.

137 حالة وفاة موثقة خلال 3 أعوام

وثق تقرير صادر عن المفوضية المصرية للحقوق والحريات في فبراير 2025 استشهاد 137 حالة وفاة في السجون ومراكز الاحتجاز خلال 3 سنوات، معظمها بسبب الإهمال الطبي والتعذيب.

والمنظمات الحقوقية مثل الجبهة المصرية لحقوق الإنسان وصحفيات بلا قيود والمفوضية المصرية للحقوق والحريات طالبت مرارًا بوقف الانتهاكات، وتوفير الرعاية الطبية، وإجراء زيارات رقابية للسجون.

الشبكة المصرية
رصدت ووثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان تدهور الحالة الصحية الخطيرة للأستاذ الجامعي الدكتور عبد الناصر مسعود سالم يوسف (65 عامًا)، والمحتجز بسجن المنيا شديد الحراسة، وذلك بعد إصابته بنوبة صرع حادة وسقوطه مغشيًا عليه داخل قاعة المحكمة أثناء حضوره جلسة محاكمته أمام محكمة جنايات دمياط يوم امس الأربعاء الموافق 22 أكتوبر.

وقد أمر القاضي حينها بنقله على وجه السرعة إلى مستشفى دمياط العام نظرًا لخطورة حالته.

توًكد الشبكة المصرية بأن تدهور الوضع الصحي للدكتور عبد الناصر ليس حادثًا فرديًا أو عارضًا، بل يأتي في سياق انتهاكات طبية متكررة وإهمال صحي جسيم تعرض له على مدار السنوات الماضية داخل مقار احتجازه المختلفة، ما أدى إلى تفاقم معاناته ووصول حالته إلى مرحلة الخطر.

ويُعد الدكتور عبد الناصر مسعود، أستاذًا بكلية العلوم – جامعة طنطا، وأحد المعتقلين السياسيين الذين تعرضوا لسلسلة طويلة من الانتهاكات الجسيمة منذ اعتقاله في 19 أبريل 2015، حيث تم اقتياده إلى مقوى  الأمن الوطني بكفر الشيخ ودمياط وتعرض خلالها لـ الاختفاء القسري لمدة 40 يومًا رافقها تعذيب جسدي ونفسي مروّع، نتج عنه اصاباته باصابات خطيرة بضمور في بعض خلايا المخ وإصابته بنوبات صرع متكررة اثرت على حالته الصحية والنفسية .

وبالرغم من حالته الصحية الحرجة، أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكمًا جائرًا بحبسه 15 عامًا، ليتم إيداعه في ظروف احتجاز غير إنسانية داخل سجن جمصة شديد الحراسة، حيث تكررت أزماته الصحية دون أي استجابة طبية جادة من إدارة السجن.

ووفقًا لتقارير طبية صادرة عن طبيب مستشفى سجن جمصة، أظهرت الفحوصات والأشعة المقطعية إصابة الدكتور عبد الناصر بـ تكيس بالغشاء العنكبوتي في أسفل المخ، وهو ما يسبب له فقدانًا متكررًا للوعي ونوبات صرع شديدة، إلى جانب قصور في الشرايين التاجية للقلب وآلام حادة بالصدر.

وقد أوصى التقرير بضرورة عرضه العاجل على استشاري أمراض المخ والأعصاب واستشاري أمراض القلب والأوعية الدموية لتلقي العلاج المناسب، محذرًا من أن تجاهل هذه التوصيات قد يؤدي إلى وفاة مفاجئة.

ورغم خطورة هذه التقارير، امتنعت إدارة السجن عن تنفيذ التوصيات الطبية، وأقدمت  على تغريب الدكتور عبد الناصر قسرًا من سجن جمصة إلى سجن المنيا شديد الحراسة في مايو الماضي، عبر رحلة ترحيل استمرت يومين داخل سيارة ترحيلات تفتقر إلى أدنى معايير السلامة والإنسانية، مما تسبب في إصابته بأزمة قلبية حادة خلال الرحلة، وهو ما وصفه المعتقلون بـ”العقوبة الإضافية المقصودة”.

وتعتبر الشبكة المصرية هذا السلوك انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة والرعاية الصحية المنصوص عليه في الدستور المصري والمواثيق الدولية التي التزمت بها مصر، وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وقواعد نيلسون مانديلا الخاصة بمعاملة السجناء.

* براءة عبدالله أسامة طفل “مذبحة الدخيلة” بعد 10 سنوات من الاتهام بالقتل واستعراض القوة

أصدرت الدائرة الثالثة عشرة لمحكمة جنايات الإسكندرية، يوم الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2025، حكمًا ببراءة عبدالله أسامة عبدالعال، موكل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، من جميع التهم المنسوبة إليه في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “مذبحة الدخيلة”، لتطوي بذلك فصلاً استمر أكثر من عشر سنوات من المعاناة القضائية والاتهامات الملفقة.

القرار الجديد ألغى حكمًا غيابيًا سابقًا صدر ضد عبدالعال بالسجن عشر سنوات، كان قد أُدين فيه بتهم القتل العمد واستعراض القوة والانضمام لجماعة محظورة والتظاهر دون ترخيص، وهي اتهامات نفتها المبادرة المصرية مرارًا مؤكدة أن موكلها كان قاصرًا وقت وقوع الأحداث عام 2014.

تفاصيل القضية: من تظاهرة إلى مأساة قانونية

تعود جذور القضية إلى الثاني من مايو 2014، حين شهدت منطقة العجمي بالإسكندرية مظاهرات تخللتها اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن مقتل شخصين. وفي أعقاب الأحداث، شنّت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة طالت عبدالله عبدالعال و29 آخرين تم توقيفهم عشوائيًا، واتُّهموا بالتجمهر والبلطجة وحيازة أسلحة والتظاهر دون ترخيص.

ورغم أن عبدالعال كان طفلاً حينها، فقد أُدرج اسمه ضمن قائمة متهمين بالغين، ما مثّل مخالفة صريحة لقانون الطفل. وأُحيل جزء من القضية إلى محكمة الطفل التي أصدرت في يونيو 2014 حكمًا بالحبس خمس سنوات بحق عدد من القُصّر، من بينهم عبدالله.
لكن المتهم الصغير لم يستسلم، فاستأنف الحكم ليقضي ثلاثة أشهر فقط تحت الاختبار القضائي، تنتهي في يونيو 2015. 

اتهامات متكررة ومحاكمات مزدوجة

في مفارقة قانونية نادرة، وبعد أن أنهى عبدالعال محاكمته أمام محكمة الطفل، فوجئ في مارس 2015 بإحالته للمرة الثانية إلى محكمة الجنايات ضمن 61 متهمًا في القضية ذاتها، وهو ما وصفته المبادرة المصرية بأنه “انتهاك صارخ لمبدأ عدم محاكمة الشخص عن الفعل نفسه مرتين”.

غياب المتهم عن المحاكمة لظروف خارجة عن إرادته أدى إلى صدور حكم غيابي ضده بالسجن عشر سنوات في 17 سبتمبر 2019، دون علمه. ولم يكتشف الحكم إلا بعد إلقاء القبض عليه لاحقًا في قضية أخرى تتعلق بدعوة المقاول محمد علي للتظاهر عام 2019.

خمس سنوات في الحبس الاحتياطي… بلا مبرر

وبحسب بيان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، فقد أمضى عبدالعال خمس سنوات كاملة رهن الحبس الاحتياطي بسبب القضية، رغم أن القانون المصري يحدد مدة الحبس الاحتياطي القصوى بعامين فقط في جميع مراحل التقاضي.
وأشارت المبادرة إلى أن استمرار احتجاز موكلها كل تلك المدة مثّل انتهاكًا مزدوجًا للقانون والدستور، فضلًا عن مخالفته للمواثيق الدولية الخاصة بالمحاكمة العادلة التي صدّقت عليها مصر.

وطالبت المنظمة الحقوقية السلطات بتفعيل المواد القانونية المعطّلة التي تحدد سقفًا زمنيًا للحبس الاحتياطي، إلى جانب ضمان عدم تكرار محاكمة أي متهم عن الجريمة نفسها مرتين، التزامًا بمبادئ العدالة الجنائية.

المرافعة الأخيرة وحجج الدفاع

في جلسة 19 أكتوبر الجاري، قدّم المحامي حمدي خلف، ممثل المبادرة المصرية، مرافعة وُصفت بأنها حاسمة في مسار القضية.
استند الدفاع إلى بطلان إجراءات القبض على المتهم لعدم توافر حالة تلبّس، وتناقض أقوال الضباط القائمين بالضبط، وانتفاء أركان الجريمة في تهم القتل واستعراض القوة.
كما شدد على أن موكله لم يكن يحمل سلاحًا، ولم يشارك فعليًا في أي أعمال عنف، مستعرضًا شهادات وشواهد تؤكد أن التهم اعتمدت على تحريات غير دقيقة.

وانتهى الدفاع إلى الدفع بعدم جواز نظر الدعوى لسابقة الفصل فيها أمام محكمة الطفل، ليصدر القاضي حكمه ببراءة كاملة لعبدالله عبدالعال من جميع الاتهامات، بعد أكثر من عقد من الزمن.

فرحة مؤجلة ورسائل مفتوحة

عقب صدور الحكم، عبّرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن ترحيبها بقرار المحكمة، معتبرة إياه انتصارًا لسيادة القانون، وإن جاء متأخرًا.
وقالت في بيان رسمي:

“نرحب بالحكم الذي أعاد جزءًا من العدالة لعبدالله بعد سنوات من الظلم والمعاناة، ونأمل أن يكون ذلك بداية لمراجعة شاملة لملف الحبس الاحتياطي والانتهاكات المرتبطة به”.

كما أكدت المبادرة أن قضية عبدالعال ليست حالة فردية، بل تمثل نموذجًا واسع الانتشار في مصر لمواطنين حوكموا مرات عدة عن ذات الوقائع، أو قضوا سنوات طويلة في الاحتجاز الاحتياطي دون أحكام نهائية

*بلير يُلوّح بدور مصري في قوة عسكرية تدخل غزة

رغم ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن دولا عدة باتت مترددة بشأن الانضمام إلى قوات حفظ السلام في غزة، وفقا لخطة ترامب لإنهاء الحرب، خوفا من أن ينتهي بها المطاف إلى القتال نيابة عن كيان الاحتلال.

ووفقا لوقف إطلاق النار -الهش- حسب وصف الصحيفة ترتكز بنود الاتفاق على أن يتخلى مسلحو حماس عن أسلحتهم مع تواجد قوات دولية لحفظ السلام، بينما تسحب “إسرائيل” جيشها من القطاع.

وأضاف تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن دور توني بلير كمستشار للسيسي بتمويل إماراتي، ضمن خطة دولية لإعادة تشكيل غزة سياسياً واقتصادياً، مع اتهامات بمحاولة نزع سلاح المقاومة وتهميش الحركات الإسلامية.

وحذر رفيق عبد السلام، وزير الخارجية التونسي الأسبق، من أن هناك محاولة “أمريكية-إسرائيلية” لتوريط الجيش المصري في غزة، بهدف؛ نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وفرض إدارة مصرية على القطاع بعد الحرب، وخدمة أجندة نتنياهو وترامب دون ضمانات لمصر.

وأشار إلى أن هذا الدور قد يتحول إلى مصيدة سياسية وعسكرية، تشبه تورط مصر في حرب اليمن في الستينيات، التي أضعفتها داخلياً وخارجياً.

وقال د. رفيق عبد السلام @RafikAbdessalem: “ترامب يريد توريط الجيش المصري في الصدام مع أهالي غزة ونزع سلاح المقاومة نيابة عن نتنياهو، وإذا فعلتها مصر  ستكون مصيدة كبيرة  تفوق مصيدة عبد الناصر في اليمن، وأشك أن السيسي يستطيع رد طلب للثنائي ترامب ونتنياهو.”.

https://twitter.com/RafikAbdessalem/status/1981030412198539300

تقارير الموقع البريطاني “Middle East Eye” كشفت بالتوازي ما ذلك أن توني بلير مستشاراً للسيسي بتمويل إماراتي وأنه أُرسل (من محمد بن زايد) إلى القاهرة عام 2014 بدعم إماراتي ليعمل كمستشار سياسي واقتصادي للسيسي.

والعلاقة بينهما ليست تقنية فقط، بل فكرية وسياسية، تجمعهما عداء مشترك للإسلام السياسي، ويعتبر بلير شريكاً في صياغة نموذج “علماني أمني” يناسب الدولة العسكرية الجديدة في مصر.

ومعهد بلير متورط في خطة لإعادة إعمار غزة، وُصفت بأنها تنطوي على تطهير عرقي، وتشمل الخطة مشاريع اقتصادية ضخمة، مناطق خاصة، وجزر اصطناعية على غرار دبي، في مشهد يشبه “ريفيرا ترامب”.

وتشير الاتهامات إلى تهجير جماعي للفلسطينيين وتحويل القطاع إلى منطقة استثمارية تخدم مصالح شركات إسرائيلية وغربية.

والتقى بلير خالد مشعل في الدوحة عام 2015، لمناقشة خطة لإنهاء حصار غزة، مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد وميناء بحري، وعكس اللقاء دور بلير كمفاوض دولي يمثل طرف الكيان الأمريكي الصهيوني، ومُهندس لحلول سياسية واقتصادية تخدم أطرافاً معينة.

وينظر للدور المصري في غزة؛ كأداة لتنفيذ أجندات خارجية، وليس كمبادرة وطنية مستقلة مع التحذير من “مصيدة اليمن” يعكس قلقاً من أن مصر قد تُستنزف في صراع طويل ومعقد، دون مكاسب حقيقية، بل بخسائر سياسية وشعبية.

وتدعم مصر خطة دولية لإعادة إعمار غزة، تتضمن مشاريع اقتصادية ضخمة، لكن هناك اتهامات بأن هذه الخطط قد تنطوي على تطهير عرقي وتهجير جماعي للفلسطينيين، بحسب تقرير “ميدل إيست آي“.

وتورط معهد بلير في مناقشات حول تحويل غزة إلى منطقة اقتصادية خاصة تخدم مصالح شركات “إسرائيلية” ودولية، في مشهد يشبه “ريفييرا ترامب”.

يجمعهما كراهية الإسلام السياسي

وسجل بلير في الشرق الأوسط حافل بدماء العرب، والاقتراح الذي طرحته واشنطن بأن يتولى المساعدة في إدارة غزة بعد الحرب قوبل بالريبة، بل وبالاشمئزاز في كثير من أرجاء العالم العربي، لكن ليس في مصر بحسب “ميدل إيست آي”.

وكشفه “ميدل إيست آي” أن بلير انضم إلى ترامب وعدد من قادة العالم في قمة شرم الشيخ الأسبوع الماضي، واستقبله عبد الفتاح السيسي بحفاوة، في إشارة إلى العلاقات الدافئة الممتدة بينهما.

وفي 7 يوليو 2025 واجهت مؤسسة يقودها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عاصفة من الانتقادات والاتهامات بالمشاركة في مناقشات تتعلق بخطة مثيرة للجدل لإعادة إعمار غزة، تُتهم بأنها تهدف إلى تنفيذ تطهير عرقي بحق الفلسطينيين، من خلال اقتراحات تنطوي على تهجير جماعي وتحويل القطاع المحاصر إلى مشروع استثماري ضخم يخدم مصالح شركات عالمية ومستثمرين إسرائيليين.

وموقع ميدل إيست آي البريطاني أشار إلى أن الاتهامات الموجهة إلى معهد بلير تأتي بعد أن كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن وثائق تفصيلية، من بينها عرض تقديمي بعنوان الثقة العظيمة أعدته مجموعة من رجال الأعمال “الإسرائيليين” بدعم استشاري من مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG).

وتتضمن تلك الخطط تصوراً لإعادة تطوير قطاع غزة المدمَّر، عبر مشاريع تجارية ضخمة ومناطق اقتصادية خاصة وجزر اصطناعية، على غرار ساحل دبي، في مشهد أشبه بـ”ريفييرا ترامب” تحمل أسماء زعماء خليجيين أثرياء.

تكشف الوثائق أن الخطة تعتمد على افتراض خطير مفاده أن 25% على الأقل من سكان غزة سيغادرون طواعيةً ولن يعودوا أبداً، وهو ما اعتبره خبراء حقوقيون وصحفيون خطةً واضحةً للتطهير العرقي بحق سكان القطاع الأصليين.

وولم توضح الوثائق ما إذا كان للفلسطينيين خيار فعلي في هذا الخروج الطوعي ، ما يثير مخاوف كبيرة من إجبار السكان على النزوح في ظروف القصف والحصار.

ويهدف المشروع إلى تحويل غزة إلى مركز استثماري مربح، عبر اجتذاب شركات عملاقة مثل تيسلا وأمازون وإيكيا، وزيادة قيمة اقتصاد القطاع من «صفر دولار اليوم» إلى 324 مليار دولار، وفقاً لتوقعات BCG.

ورغم محاولات معهد توني بلير للتغيير العالمي (TBI) النأي بنفسه عن المشروع، كشفت الوثائق تورط موظفيه في حضور اجتماعات ومناقشات تتعلق بالمبادرة، وأقر المعهد لاحقاً بأن اثنين من موظفيه كانا على علم بالمحادثات وشاركا فيها، رغم تأكيده أنه لم يكتب أو يوافق على العرض التقديمي.

 

*السيسي يدافع عن التفريط ويسميه “تخارج” أعلن استعداده لمزيد من بيع أصول الدولة

في زيارته إلى بروكسل في أكتوبر 2025، صرّح عبد الفتاح السيسي بأن بيع أصول الدولة “ليس خطأ”، مؤكدًا أن سداد الديون أولوية على تنفيذ مشروعات جديدة، وأن التخارج من بعض الأصول هو خيار اقتصادي ضروري في المرحلة الحالية.

وأشار إلى أن “سداد الديون أولى من المشروعات” ، مشددا على أن أولوية الدولة في الوقت الحالي هي سداد الديون الخارجية والداخلية، وليس التوسع في مشروعات جديدة.

وأشار إلى أن بيع بعض الأصول يهدف إلى تعزيز الاحتياطي النقدي وتوفير سيولة لتغطية الالتزامات الدولية.

وقال: إن “الدولة تسعى إلى تمكين القطاع الخاص من قيادة النمو الاقتصادي، من خلال التخارج من بعض الشركات والمشروعات”.

وتواجه مصر رغم بيع 18 أصلا (بين مارس 2022 ويونيو 2024، من بينها صفقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار) ديونًا خارجية تتجاوز 165 مليار دولار، مع التزامات سداد كبيرة لصندوق النقد الدولي خلال 2025 و”2026.

وكشفت حكومة السيسي عن خطة لتصفية أصول إضافية بقيمة 25 مليار جنيه سنويًا، وفقًا للجنة حكومية شكلت لهذا الغرض.

ورأى المراقبين أن هذه السياسة تفتقر إلى الشفافية، خاصة في الصفقات التي تُبرم مع صناديق سيادية خليجية دون إعلان تفاصيلها.

وفي اغسطس الماضي صدّق عبد الفتاح السيسي على قانون جديد يفتح الباب أمام تسهيل بيع أصول الدولة، بعد أن ألغى مادة كانت تمنع بيع أسهم شركات القطاع العام لغير جهات حكومية.

ففي 20 أغسطس، صدّق السيسي على تعديلات تمنح صندوق مصر السيادي صلاحيات أوسع لبيع ممتلكات الدولة مباشرة، في خطوة تُسرّع الخصخصة ضمن “وثيقة سياسة ملكية الدولة”.

وفي يونيو اتخذ اجراءات يوسّع بها بيع أصول الدولة لسداد الديون بعدما صدّق السيسي على قرار بتخصيص نحو 41 ألف فدان من أراضي الدولة في محافظة البحر الأحمر لصالح وزارة المالية، بهدف إصدار صكوك سيادية تُستخدم في خفض الدين العام.

وهذه الأراضي، التي تُعد من أصول الدولة وملكًا عامًا للمصريين، تُحوّل الآن إلى أدوات مالية تُباع أو تُرهن في السوق، وسط غياب الشفافية والمحاسبة. القرار يعكس استمرار نهج بيع الأصول وتعميق التبعية المالية، بدلًا من بناء اقتصاد منتج أو محاربة الفساد.

بدلًا من تقليل الإنفاق العسكري أو مراجعة الأولويات الاقتصادية، يتم اللجوء لبيع ما تبقّى من موارد وأراضٍ لصالح الدائنين، في مسار يُنذر بخطر فقدان السيادة الاقتصادية على المدى الطويل.

وفي تصريح للمتحدث الإعلامي ل”حزب تكنوقراط مصر” يسري عزيز عبر @egy_technocrats قال “السيسي فضح نفسه وأعلن خيانته لمصر وشعبها وكذبه، وأتحداه يُثبت العكس، في زيارة من زيارات تسول “وشحاته” السيسي قال السيسي أمام قادة الاتحاد الأوروبي إنه “يعدهم بالاستمرار في برنامج صندوق النقد وبيع أصول الدولة.”

وأضاف ، “أُكرر أنه قال “الاستمرار في بيع أصول الدولة” السيسي اعترف أنه يبيع وسيستمر في بيع أصول الدولة، إذاً كل ما أعلنه عن بيع حق الانتفاع لأراضي مصريه لدول وجهات أجنبيه هو كذب وخيانة للشعب المصري. “.

واعتبر أن “السيسي بهذا الاعتراف يُثبت أنه قد باع أصول الدولة مثل على سبيل المثال رأس الحكمة. وهو بهذا قد ارتكب جريمة الخيانة العظمى لما لهذه الأرض من أهمية في حماية الأمن القومي، حيث قام ببيعها للإمارات والتي ستقوم ببناء ميناءٌ لها على الأراضي المصرية. “.

وأشار إلى أنه “نعم ، ستقوم الإمارات ببناء ميناءٌ لها علي الأراضي المصرية. . وأتحداك يا سيسي تثبت عكس ما أقوله، كله بالمستندات يا سيسي، ولتعلم أننا لك بالمرصاد ولدينا الدليل ، أرض رأس الحكمة مُباعة بعقدين بيع وليس عقدا واحدا، وعقد أرض الميناء عقدٌ مستقل. “.

وأوضح أن السيسي بهذا الاتجاه أعلن خيانته “.

https://x.com/egy_technocrats/status/1981454489262366950

وعلقت مها حسين @MhaHussein1 “كل كلمة حضرتك قلتها حقيقة دامغة على خيانة السيسي وعمالته، بالإضافة أيضا أن جيشنا بقيادة المجلس العسكري الحالي لم يمنعه، بل وقف متفرجا على ضياع النيل وبيع الأصول وبيع الأراضي المصرية، ولم يوجه له تهمة الخيانة العظمى. #مصر_بأيد_غيرأمينة

ورأى محمد طايع @mtaiea87 أن من يقول “إن السيسي باع أصول الدولة جاهل لا يعرف الفرق بين البيع والاستثمار..” ورأى أن “مفيش شبر من أرض مصر اتباع، لكن في مشروعات استثمارية تجيب عملة صعبة وتخلق شغل وتعمر البلد، رأس الحكمة مش مباعة، دي شراكة بمليارات الدولارات بين مصر والإمارات، والدولة صاحبة الأرض والسيادة الكاملة عليها، وميناء رأس الحكمة مصري الأمن والإدارة، وكل الكلام عن البيع مجرد أوهام يرددها المحبطون أمثالك، الخيانة مش في التنمية، الخيانة أنك تشوه بلدك وتكذب على الناس علشان شوية لايكات.”.

تعظيم عائد البيع

وقالت تقارير: إن “عبد الفتاح السيسي لم يقل حرفيًا “سأبيع أصول الدولة”، بل تحدث عن تعظيم العائد من أصول الدولة من خلال إدارتها بفعالية، بما يشمل شراكات مع القطاع الخاص وصندوق مصر السيادي”.

وفي اجتماع بتاريخ 1 يونيو 2025، وجّه السيسي الحكومة بـ: “مواصلة العمل على تعظيم العائد من أصول الدولة، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري من خلال إدارتها بفعالية، وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص، وتعزيز دور صندوق مصر السيادي في استثمار الأصول العامة.”.

في حين أن بعض المراقبين يرون أن نقل ملكية أو إدارة بعض الأصول إلى القطاع الخاص أو مستثمرين أجانب قد يُفهم على أنه بيع.

بيع فعلي

وكان الرد على مثل هذه الآراء؛ استعراض  أبرز الأصول التي تم بيعها أو التخارج منها في مصر خلال 2024–2025 تشمل مناطق استراتيجية مثل رأس الحكمة، جبل الزيت، الزعفرانة، ومشروعات في الطاقة والتصنيع، لكن بعض المواقع التي ذُكرت في سؤالك لم تؤكد الحكومة رسميًا بيعها.

وفي رأس الحكمة تم توقيع صفقة ضخمة مع شركة إماراتية لتطوير منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، بقيمة تتجاوز 35 مليار دولار، تشمل استثمارات في السياحة والبنية التحتية.

وفي جبل الزيت والزعفرانة: صفقتان في قطاع الطاقة المتجددة، بقيمة إجمالية تقارب 639 مليون دولار، ضمن خطة بيع أصول حكومية.

ووفقًا لصندوق النقد الدولي، تستهدف مصر بيع 4 أصول على الأقل في قطاع الطاقة خلال 2024/2025، بقيمة 3.6 مليار دولار.

كما حددت الحكومة نحو 200 شركة مرشحة للتخارج من أصل 700 شركة مملوكة للدولة.

وضمن المناطق الحضرية والمشروعات عقارية فإن حكومة السيسي تستعد لنقل ملكية مثلث ماسبيرو وجزيرة الوراق إلى شركات إماراتية وسط جدل حول مصير السكان، لكن لم يُؤكد بيعها بالكامل.

كما خضت وسط البلد (وسط القاهرة) بعض المباني لعمليات تطوير وتأجير وبيع لشركات سعودية وإماراتية مثل مبنى الحزب الوطني وفنادق على النيل ومبنى مجمع التحرير ومبنى وزارة الصحة والداخلية بشارع الريحاني.

بيع أصول الدولة = تصفية للوطن

ونص قانون الجديد على السماح ببيع أصول الدولة (أراضي، عقارات، شركات) والتصرف فيها عبر البيع أو الشراكة أو الطرح للمستثمرين، مع إنشاء وحدة مركزية بمجلس الوزراء لإدارة الشركات المملوكة للدولة.

والقانون الذي أقرّه السيسي لا يهدف إلى جذب الاستثمارات كما يُروَّج، بل هو في جوهره بوابة لبيع مقدرات الشعب وتحويلها إلى صفقات مشبوهة لصالح قلة من المنتفعين والمقرّبين من النظام.

ويضم للمزاد أراضي، ومصانع، وشركات، وموانئ، كلها تُعرض للبيع تحت ذريعة سد عجز الموازنة، ما يحدث ليس إدارة رشيدة للموارد، بل هو تجريف اقتصادي يجرّد الأجيال القادمة من أي ثروة وطنية حقيقية.

ولا توجد رقابة حقيقية على عمليات البيع، ولا مشاركة للشعب في القرار، كل شيء يُدار خلف الكواليس، والنتيجة: تفريط في ممتلكات الأمة مقابل استمرار النظام.

 

*نفوذ عائلة السيسي يعبث بسوق الذهب وتأجيل “نبيو” يفضح الفوضى

في تطور يعكس عمق الاضطراب الذي يعيشه سوق الذهب المصري، أعلنت شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية تأجيل معرض “نبيو” الدولي للذهب لأول مرة منذ انطلاقه عام 2020، على أن يُعقد في يونيو/حزيران 2026 بدلًا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب “الاضطرابات السعرية الحادة” التي تضرب الأسواق المحلية والعالمية.

لكن وراء هذا التبرير الرسمي، تتكشف خيوط أزمة أعمق تتجاوز التذبذب العالمي إلى «تلاعب داخلي ممنهج» تقوده مصالح نافذة في دوائر السلطة.

فوضى الأسعار، من يحرك السوق؟

رغم تراجع الأسعار العالمية بأكثر من 8% خلال يومين لتصل إلى نحو 4,013 دولار للأوقية بعد قمة تاريخية تجاوزت 4,380 دولار، هبط سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر من 5915 إلى 5500 جنيه في يوم واحد.

هبوط مفاجئ أعاد إلى الواجهة سؤالاً بات يتردد في أوساط الصاغة والمستهلكين: هل تحكم العرض والطلب فعلاً سوق الذهب، أم أن هناك من «يلعب» بالأسعار من وراء الستار؟ تجار ومحللون أشاروا إلى أن السوق فقد شفافيتها تمامًا، وأن الأسعار لم تعد تُحدد وفقاً للبورصات العالمية، بل وفق مصالح فئة محددة تتحكم في الكميات المعروضة، وتوقيت البيع والشراء، بل وحتى في بيانات الأسعار المتداولة.

بينما اتجه أغلب المصريين إلى شراء السبائك كملاذ آمن، تجمدت مبيعات المشغولات الذهبية، ما أدى إلى ركود كامل في القطاع الحرفي المحلي، وأجبر الشعبة العامة للذهب على تأجيل المعرض الدولي لعدم جدوى تنظيمه تجاريًا في «سوق بلا استقرار.

نفوذ «أحمد السيسي» في الكواليس مصادر اقتصادية وصحفية كشفت عن علاقة المستشار أحمد السيسي — شقيق رأس النظام — بعدد من كبار تجار الذهب والصرافة، بينهم شخصيات خضعت لتحقيقات سابقة في قضايا تهريب عملة وغسل أموال.

وتشير التقارير إلى أن هذه العلاقات أتاحت لشبكة صغيرة من رجال الأعمال المقربين من الدائرة الأمنية احتكار مسارات التوريد والتسعير، بما في ذلك السيطرة على مخزون الذهب الخام، والتحكم في كميات السبائك المعروضة بالأسواق.

تلك المعلومات، رغم أنها لم تُطرح أمام أي جهة قضائية حتى الآن، تفسّر بحسب محللين اقتصاديين جانباً من «الفوضى المصطنعة» في سوق الذهب، حيث تُستخدم المضاربات في الأسعار كأداة لتحقيق أرباح فاحشة وتبييض أموال في آنٍ واحد — وكل ذلك تحت مظلة الغطاء السياسي. تأجيل معرض «نبيو».. فضيحة مموهة قرار تأجيل معرض “نبيو” الدولي للذهب لم يكن مجرد إجراء تنظيمي كما زعمت الغرف التجارية، بل مؤشر على انهيار الثقة في السوق.  

فالمعرض الذي كان يُفترض أن يكون منصة لترويج التصميمات الجديدة للمجوهرات وتحريك المبيعات، أصبح ضحية للفوضى السعرية والتضارب بين كبار التجار.

مصدر من داخل الاتحاد التجاري قال لـ«المنصة»: إن «عقد صفقات في ظل سوق متقلب هو مغامرة غير محسوبة، لأن الأسعار تتغير كل ساعة، ولا أحد يعرف من يحددها أو لحساب من؟”. 

ذهب مصر.. من ملاذ آمن إلى ملعب نفوذ ما كان يُفترض أن يكون «الذهب ملاذ المصريين الأخير» صار ساحة مضاربات وتحكم سياسي واقتصادي، وسط غياب كامل للرقابة والشفافية.

 ويرى مراقبون أن تداخل المصالح بين السلطة وشبكات التجار هو ما يفسر القرارات المفاجئة، والفجوة بين السعر الرسمي والموازي، والتقلبات اليومية غير المبررة. وفيما يواصل النظام ترديد خطاب «الإصلاح الاقتصادي»، يعيش المواطن حالة من انعدام الثقة في كل رقم يُعلن، سواء في أسعار الذهب أو الدولار أو الوقود، جرس إنذار تأجيل معرض «نبيو» ليس قراراً اقتصادياً بقدر ما هو جرس إنذار على أن «الذهب المصري لم يعد معدن القيم الثابتة، بل أداة في أيدي قوى النفوذ.

 وفي ظل صمت الأجهزة الرقابية، وتوسع الدائرة الاقتصادية المحيطة بعائلة الحاكم، يبدو أن بريق الذهب في مصر يُخفي خلفه شبكة فساد تتلاعب بأعصاب السوق وجيوب المواطنين.

 

* تفاصيل إتاوات الأكاديمية العسكرية لتعيين القضاة الجدد تحت شعار “التدريب…تتجاوز 120 ألف جنيه

كشف عدد من القضاة والقاضيات الجدد، المعينين في أغسطس الماضي بمجلس الدولة والنيابة العامة وهيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، عن فرض الأكاديمية العسكرية المصرية رسومًا إلزامية عليهم للتدريب قبل التعيين، بلغت 112 ألف جنيه للذكور و120 ألفًا للإناث.

وأكد القضاة أن قرارات تعيينهم لم تصدر إلا بعد سداد هذه الرسوم، التي تُفرض لأول مرة هذا العام، ما أثار جدلًا واسعًا حول استقلال القضاء وتكافؤ الفرص داخل مؤسسات الدولة. 

قرار رئاسي وتحول هيكلي في منظومة التعيين
تعود بداية القصة إلى خطاب دوري أصدره أمين عام مجلس الوزراء، اللواء أسامة سعد، في أبريل 2023، تضمّن توجيهات رئاسية تُلزم الراغبين في التعيين بأي وظيفة حكومية بالحصول على دورة تأهيلية داخل الكلية الحربية لمدة ستة أشهر، باعتبارها شرطًا أساسيًا للتعيين. وجرى تعميم القرار على الوزارات والهيئات المختلفة، بما فيها الجهات القضائية، ليصبح التدريب العسكري أحد المسوغات الإلزامية للتعيين في الجهاز الإداري للدولة.

منذ يونيو 2024، أُلحق القضاة الجدد بهذه الدورات إلى جانب المعلمين وأئمة الأوقاف والدبلوماسيين والموظفين المدنيين، في ما اعتبره مراقبون «عسكرةً للتوظيف المدني»، وتحويل الأكاديمية العسكرية إلى بوابة إلزامية للالتحاق بأي وظيفة حكومية، بما في ذلك القضاء الذي يُفترض استقلاله التام عن السلطة التنفيذية والعسكرية.

رسوم إلزامية وسخرية من التظلمات: “ادفعي الأول وبعدين اشتكي”
وفق شهادات، فإن الموظفين المختصين بتحصيل الرسوم في الجهات القضائية أكدوا للمرشحين أن «عدم الدفع يعني عدم التعيين». وأوضحت إحدى المندوبات المساعدات بمجلس الدولة أنها حاولت التظلم من القرار، غير أن الرد جاء صريحًا: «ادفعي الأول وبعدين اشتكي».

وبحسب تصريحات رسمية من رئيس نادي قضاة مصر، المستشار أبو الحسين قايد، فإن المبالغ التي جُمعت من القضاة الجدد جاءت «مقابل الإقامة والتدريب داخل الأكاديمية الحربية والمقار التابعة لها»، مشيرًا إلى أن الجهات القضائية تولت تحصيلها لصالح الأكاديمية.

اعتراضات قضائية وتحفظات دستورية
عدد من نواب رؤساء الهيئات القضائية عبّروا عن رفضهم لهذه الإجراءات، معتبرين أنها تمثل عمليًا نقلًا لسلطة التعيين من الهيئات القضائية إلى الأكاديمية العسكرية.
المستشار أحمد عبد الرحمن، النائب الأول الأسبق لرئيس محكمة النقض، وصف الخطوة بأنها «قيد كبير أمام الفقراء»، فيما اعتبر ناصر أمين، رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء، أن فرض الرسوم يمثل «تسليعًا للوظيفة القضائية» وانتهاكًا صارخًا لاستقلال القضاء.

وقال نائب لرئيس مجلس الدولة إن تدريب القضاة على الجري والطوابير العسكرية وركوب الدراجات «لا يفيد القاضي في أداء مهامه القضائية»، داعيًا إلى استبدال تلك الدورات ببرامج تدريبية متخصصة داخل مراكز الدراسات القضائية، تُعنى بإدارة الجلسات والأخلاقيات القضائية والاطلاع على السوابق القانونية.

تآكل استقلال السلطة القضائية
يؤكد الخبراء أن التطور الجديد يعكس تآكل استقلال القضاء المصري، إذ أصبحت الأكاديمية العسكرية طرفًا مباشرًا في مسار التعيين، وهو ما يخالف نصوص الدستور التي تقصر سلطة التعيين على الهيئات القضائية والرئاسة. كما يخالف المبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن استقلال القضاء، والتي تنص على أن «الكفاءة والنزاهة هما المعياران الوحيدان للاختيار».

ويرى ناصر أمين أن اشتراط سداد رسوم للتعيين يفتح الباب أمام التمييز الطبقي داخل الجهاز القضائي، ويقصي أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة، الذين قد لا يتمكنون من تحمّل هذه الكلفة الباهظة، مضيفًا أن ما يحدث يمثل «انحرافًا دستوريًا وتنظيميًا يضرب مبدأ تكافؤ الفرص في مقتل».

*حسام بدراوي: لا جدوى من ولاية رابعة للسيسي ومصر تحتاج إلى تغيير حقيقي لا “مسكنات”

في تصريحات صحفية مثيرة للجدل، عبّر السياسي المصري حسام بدراوي عن رفضه القاطع لترشح ” المنقلب “عبد الفتاح السيسي لولاية رابعة، مؤكدًا أن استمرار النظام الحالي “لن يكون في صالح الاقتصاد المصري ولا في صالح الدولة”.  

وقال بدراوي: إن “هناك بالفعل سياسات معلنة لتخارج الدولة من النشاط الاقتصادي وترك مساحة للقطاع الخاص، لكن هذه السياسات لا تُطبَّق فعليًا، لأن قوة المستفيدين من بقاء الوضع كما هو عليه أكبر من قوة الدفع لتغييره”،

مشيرًا إلى أن بقاء هذه المنظومة يكرّس الشلل الاقتصادي واحتكار القرار داخل دوائر مغلقة.

 وأكد أن استمرار الدولة كمقدم رئيسي للخدمات في مجالي التعليم والرعاية الصحية أمر ضروري في المرحلة الحالية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الدولة لا يمكنها أن تظل اللاعب الاقتصادي الأوحد في كل القطاعات، محذرًا من أن هذا النموذج “أثبت فشله وأرهق الموازنة العامة وأضعف روح المنافسة”.

وتوقف بدراوي عند صفقة رأس الحكمة التي روج لها النظام باعتبارها “إنجازًا اقتصاديًا ضخمًا”، واصفًا هذه النوعية من الصفقات بأنها “إجراءات مسكنة هدفها تجنب خطر التخلف عن سداد الديون الخارجية، وليست حلولًا تنموية حقيقية”.

وأضاف أن التنمية في مصر لا يمكن اختزالها في المشروعات العقارية، بل يجب أن تكون “تنمية شاملة” تشمل الزراعة والصناعة والخدمات الإنتاجية، منتقدًا تغييب الإعلام الرسمي لأي حديث عن “مشروعات زراعية أو صناعية جيدة لا يُلقى عليها الضوء”، معتبرًا أن “الناس فقدت الثقة في أي حديث رسمي عن النجاح”.

وحذر بدراوي من أن انتشار هذه الرؤية السلبية بين المواطنين يمثل خطرًا على الأمن القومي، خاصة في ظل الضغوط الخارجية المتعددة التي تواجهها البلاد، مشيرًا إلى أن “الإصلاح الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالأزمة، لا بتزيينها”.  

وختم تصريحاته بالتأكيد على أن مصر بحاجة إلى تغيير شامل في الفكر والسياسة والقيادة، لأن “البلد لا يحتمل مزيدًا من الدوران في نفس الحلقة المفرغة”، في إشارة واضحة إلى رفضه ترشح السيسي مجددًا واستمراره في الحكم.

* أنور الهواري يهاجم تصريحات المسؤولين: “الشعب هو من ينفق على الدولة وليس العكس”

أثار الكاتب الصحفي الكبير أنور الهواري، رئيس تحرير صحف المصري اليوم والوفد والأهرام الاقتصادي سابقًا، حالة من الجدل والنقاش الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره منشور جديد على حسابه الشخصي بموقع “فيس بوك”، انتقد فيها تصريحات بعض المسؤولين التي تتحدث عن أن “الدولة تصرف على الشعب”.

وجاء في منشور الهواري نصًا:
“أبسط معاني المالية العامة هو أن الشعب ينفق على الدولة ومؤسساتها ومرافقها بما في ذلك بغددة حكامها وذلك لأن الشعب هو مالك البلد وهو قوة الانتاج وهو دافع الضرائب ، مفيش حاجة اسمها الدولة بتصرف على الشعب.”
https://www.facebook.com/anwar.elhawary.3/posts/3349826778500836?ref=embed_post

المنشور، الذي حظي بتفاعل كبير بين الصحفيين والمهتمين بالشأن العام، اعتبره كثيرون تصويبًا لمفاهيم مالية واقتصادية خاطئة تتكرر على ألسنة بعض المسؤولين، وتُظهر الدولة وكأنها كيان منفصل يموّل الشعب، بينما الواقع أن الشعب هو الممول الحقيقي لكل أجهزة الدولة ومؤسساتها ومرافقها.

وأوضح الهواري أن هذا الخطاب الرسمي المتكرر يعبّر عن فهم مغلوط لطبيعة العلاقة بين المواطن والدولة، مؤكدًا أن الأموال التي تُدار بها الدولة وتُصرف على المشروعات والخدمات العامة مصدرها في الأساس الضرائب والرسوم التي يدفعها المواطنون، إلى جانب عوائد عملهم وإنتاجهم.

وأشار الكاتب إلى أن الحديث عن “إنفاق الدولة على الشعب” يُرسّخ فكرة غير واقعية، تهمّش دور المواطن كممول رئيسي، وتُبعده عن حقه في مساءلة الدولة عن أوجه إنفاق أمواله، مؤكدًا أن الدولة ليست إلا جهازًا إداريًا وتنفيذيًا يعمل بأموال المواطنين ومن أجل خدمتهم، لا العكس.

وأضاف أن الاعتراف بدور الشعب كمصدر التمويل هو الخطوة الأولى نحو إصلاح العلاقة بين المواطن والسلطة، وبناء ثقة قائمة على الشفافية والمحاسبة، مشيرًا إلى أن من يدفع هو من يملك الحق في السؤال والمساءلة.

وأكد الهواري أن الخطاب الواعي والمسؤول يجب أن يُعيد ترتيب المفاهيم في الأذهان، وأن يتوقف عن تصوير المواطنين كعبء على الدولة، لأن “الشعب هو الأصل، والدولة فرع من إرادته وماله”، مشددًا على أن العدالة الاقتصادية تبدأ من إدراك هذه الحقيقة البسيطة.

ويأتي موقف الهواري في ظل تزايد النقاشات حول سياسات الإنفاق العام وحقوق المواطنين في الرقابة والمساءلة، ما يجعل منشوره بمثابة تذكير جوهري بمعنى المواطنة الاقتصادية ومسؤولية الدولة تجاه مموليها.

*نزع ملكية مساحات واسعة من حي منتزه ثانٍ بينها “طوسون” لصالح طريق جديد

نشرت الجريدة الرسمية، أمس، قرار رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بنزع ملكية مساحات واسعة من الأراضي والعقارات في نطاق حي منتزه ثانٍ، بمحافظة الإسكندرية، تشمل جزءًا من منطقة طوسون، لتنفيذ طريق دائري بطول 23 كيلومترًا، ومحطة كهرباء السكاكين، «ضمن أعمال تطوير منطقة شرق أبو قير»، بحسب نص القرار المؤرخ في 19 أكتوبر الجاري. 

وأُرفق القرار بمذكرة إيضاحية صادرة عن وزير التنمية المحلية، أوضحت أن إجمالي التعويضات المقررة عن نزع الملكية يبلغ مليارًا و262 مليون جنيه، تُدفع لأصحاب 596 قطعة أرض وعقار، بعضها مملوك لأكثر من فرد، وفقًا لجدول مرفق بالقرار. وبذلك يصل متوسط التعويض إلى نحو مليوني و117 ألف جنيه عن كل عقار أو قطعة أرض، على أن تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سداد هذه التعويضات وتنفيذ المشروع، بحسب نص القرار. 

محمد رمضان، محامي عدد من أهالي منطقة طوسون، التي يشمل قرار نزع الملكية جزءًا منها تحت مسمى «حوض طابية الرمل»، أوضح أنه بصدد التشاور مع الأهالي حول الخطوة القانونية التالية، مشيرًا إلى أنه سيتقدم مبدئيًا باعتراض على القرار إلى الجهة التي يصدر لصالحها المشروع، «وهي في هذه الحالة على الأرجح ستكون وزارة النقل، وذلك خلال 30 يومًا من تاريخ صدور القرار»، وهو ما يعد إجراءً ضروريًا قبل الطعن القضائي الذي يمكن تقديمه خلال 30 يومًا من رد الجهة المختصة على الاعتراض،  في حال رفضته، على حد قوله. 

كان أهالي طوسون حاولوا منع صدور القرار بالتعبير عن رفضهم عبر تعليق لافتات على منازلهم تحمل عبارة «لن نترك منازلنا»، قبل أن تزيلها الشرطة، وتلقي القبض لاحقًا على أحدهم، وهو عبد الله محمد، الذي أُحيل إلى نيابة أمن الدولة التي حبسته احتياطيًا منذ أكثر من شهر. 

ويواجه عبد الله تهم الانضمام إلى جماعة إرهابية، وإذاعة ونشر أخبار كاذبة، وتمويل جماعة إرهابية، وإساءة استخدام حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، حسبما قال محاميه إسلام سلامة، آنذاك.

* دعم مالي أوروبي إضافي لمصر بـ4 مليارات يورو

أعلنت مصر، توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لتقديم حزمة دعم مالي لها بـ4 مليارات يورو.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في بيان، إن عبد الفتاح السيسي شهد مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا توقيع 3 اتفاقيات بين الجانبين.

وأوضحت أن توقيع الاتفاقيات جاء على هامش قمة مصر والاتحاد الأوروبي، التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم.

وذكرت الهيئة أن وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية رانيا المشاط، وقّعت مع مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد والإنتاجية فالديس دومبروفسكيس، بيانا مشتركا، بشأن مذكرة تفاهم لحزمة دعم مالي بقيمة 4 مليارات يورو.

كما وقّع وزير الخارجية والهجرة وشؤون المغتربين بدر عبد العاطي، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للابتكار والبحث والثقافة والتعليم والشباب كاترينا زاخارييفا، مذكرة تفاهم بشأن انضمام مصر إلى برنامج “أفق أوروبا” كدولة شريكة.

ويعد برنامج “أفق أوروبا” برنامج التمويل الرئيسي للاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار.

كما وقعت الوزيرة المشاط، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للديمقراطية والديموغرافيا دوبرافكا سويكا، بيانا مشتركا، بشأن اتفاقية تمويل من الاتحاد الأوروبي لدعم تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية على المستوى المحلي.

وفي مارس 2024، وقّعت الحكومة المصرية مع الاتحاد الأوروبي على حزمة دعم مالي واستثماري بقيمة 7.4 مليارات يورو للفترة بين 2024 و2027.

ولم تشر الهيئة إلى ما إذا كانت الحزمة الجديدة جزء من الحزمة السابقة أم حزمة إضافية جديدة.

وشارك في القمة أكثر من 300 ممثل لشركات أوروبية، وأكثر من 100 شركة مصرية، إلى جانب 15 مؤسسة من مؤسسات التمويل الدولية، وممثلين عن الهيئات الاقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي.

وفي كلمته بالقمة المصرية الأوروبية، قال السيسي: “نحن اليوم، على أعتاب مرحلة جديدة، في مسار التعاون الاقتصادي بين مصر والاتحاد الأوروبي”، داعيا إلى “شراكة استثمارية، قائمة على المنفعة المتبادلة“.

وأضاف أن بلاده “توفر فرصا حقيقية في قطاعات إستراتيجية مثل: الصناعات الدوائية واللقاحات، وصناعة السيارات التقليدية والكهربائية، والأسمدة والبتروكيماويات، والطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر، والشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، والصناعات الدفاعية، والبنية التحتية اللوجستية والنقل“.

وأكد السيسي، على أهمية وثقل الشراكة الاقتصادية بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذى يعد الشريك التجاري والاستثماري الأول لبلاده، بنسبة تصل إلى نحو 27 بالمئة من تجارتها الخارجية في عام 2024، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

كما مثلت استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر نحو 32 بالمئة من إجمالي الاستثمار الأجنبية في 2024، وفق ما ذكره السيسي.

وفي مارس 2024، وقّع السيسي والمفوضية الأوروبية، إعلانا يقضي برفع مستوى العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

أموال طائلة في مهب الريح

ووفق خبراء اقتصاديون، فإن الاتحاد الأوروبي منح نظام السيسي نحو 12 مليار يورو في عام ونصف، إضافة إلى قروض صندوق النقد الدولي التي بلغت نحو 12 مليار دولار، وكذلك الاستثمارات الخليجية، مشيرين إلى أين تذهب هذه الأموال الطائلة، ولا أثر لها في حياة المواطنين.

وأضاف مراقبون، أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل يرفع نظام السيسي الدعم عن المواطنين، مع فرض ضرائب ورسوم على كل مستخلص أو ترخيص على المواطنين مع ارتفاع التضخم بصورة غير مسبوقة.

*موائد المصريين تقاطع الفراخ واللحمة

عقب قرار حكومة الانقلاب برفع أسعار الوقود  تشهد الأسواق موجة غلاء تطال كل مفاصل الحياة اليومية، من المواصلات والنقل إلى المواد الخام وتكاليف التشغيل ..، هذه الزيادات لم تمر مرورًا عابرًا، بل مست حياة الأفراد العاديين الذين يعيشون حالة شظف، ويحاولون جاهدين الموازنة بين طموحات أطفالهم ودخل يومى غير مستقر.

 لهيب الأسعار أصبح  كالنار التى تشتعل فى البيوت من الداخل، وهو ما اضطر الأسر إلى مقاطعة السلع ذات الأسعار المرتفعة كاللحوم والفراخ وتقليص الكميات التى يشترونها من السلع الاخرى .

فى هذا السياق كشف  سعيد أن أبنائه  يسألونه عن نزهة بسيطة أو هدية صغيرة، لكنه لا يملك إلا التهرب بجملة معتادة: إن شاء الله فى الإجازة .

وأضاف:  الجيب فارغ، وعند شراء أى شئ أحسب الجنيهات المتبقية لأحدد  ما إذا كان بإمكانى شراء شيء بسيط.

وجبة دجاج

فى الوقت نفسه، تعيش نسرين وضعًا مشابهًا، إذ حاولت مرة تجهيز وجبة من الدجاج، وعندما علمت ابنتها بالسعر المرتفع، انفجرت باكية وسألت    : ليه كل حاجة غالية يا ماما؟ .

فى داخل البيوت،  تتحول ضغوط الإنفاق اليومى إلى جدال دائم بين الزوجين، سماح، ربة منزل، تروى كيف يتهمها زوجها بالإسراف وعدم التوفير، بينما هى ترى أن الأسعار نفسها لم تترك لها مجالًا لتكون اقتصادية، وتقول إنهم أحيانًا يتخاصمون ليلًا بسبب تعبير جارح أو اختلاف فى نظرة الميزانية .

 التجار الكبار

منى، بائعة فى كشك صغير، تتحدث عن الضغوط التى يفرضها التجار الكبار لرفع الأسعار، إذا رفضت، يقللون الكمية أو يتهمونها بالجشع، أما البائع الصغير، فهو بين نارين: إما أن يرفع السعر ويخسر زبائنه، أو أن يرفض ويرفضه المورد، يروى أحدهم كيف أُجبر على شراء الكرتونة بسعر مرتفع، وأُبلغ بأنه لا يجوز له البيع  بسعر أقل من التاجر الكبير، وإذا خالف، يُعاقب بعدم التوريد فى المرات القادمة،

أبو كريم، مستهلك يقول إنه ناقش أحد التجار حول الزيادات المفاجئة، فقيل له إن هذه هى «أسعار السوق»، لكنه يرى أن تبرير كل شيء بالسوق نوع من المراوغة، الأسعار تُرفع أحيانًا قبل أن تعلن حكومة الانقلاب زيادات رسمية، وبعض التجار يخزنون البضائع عمدًا ليقللوا المعروض ويهيئوا الأجواء لرفع الأسعار لاحقًا،

عمال اليومية

 عمال اليومية معاناتهم صامتة ومستمرة، يقول محمود،  إنه يعمل فى البناء أو النظافة أو النقل حسب الفرص المتاحة، وفى بعض الأيام لا يحصل على أى دخل، وفى أيام أخرى يعود إلى بيته بـ 50 جنيهًا لا تكفى شيئًا،

وكشف أنه يعرض عليه العمل دون تحديد أجر مسبق، ثم انتهى اليوم دون أن يتلقى شيئًا، أما عصام، فيتنقل بين عدة وظائف فى اليوم، من السواقة إلى العمل فى ورشة، لكن دخله لا يكفى حتى ثمن المواصلات،

 كمال، عامل آخر، يحكى عن لحظة ألم حين اضطر إلى إرسال ابنه إلى المدرسة دون مصروف، مكتفيًا بقطعة خبز، وشعر حينها أنه يطفئ نور حلم صغير فى عيون طفله .

سلع بالجملة

فى المقابل، تُولد المعاناة نوعًا من التضامن، هدى، أم لثلاثة أطفال، تقول إنها اتفقت مع جيرانها على شراء سلع بالجملة وتقسيمها، وحتى الطهى المشترك بات وسيلة لتوفير الغاز، كذلك، انتشرت أفكار المقاطعة الجزئية كنوع من الضغط على التجار، رغم صعوبة تنفيذها مع المواد الأساسية .

 حسناء تتحدث عن تخفيف الالتزامات الاجتماعية، ورفضها حضور دعوات لأنها لم تعد قادرة على تحمّل التكاليف، أما أمينة، فتشارك تجربتها مع العائلة فى تنظيم «ديش بارتي» حيث يجلب كل شخص طبقًا مشتركًا، مما يُخفف العبء عن المضيف، ويُعيد روح المشاركة والبساطة،

ميزانية الربع كيلو

«ميزانية الربع كيلو» أصبحت واقعًا يعيشه الملايين. فى سوق شعبى بالدقى، كانت «أم أحمد» تتنقل بين البائعين بحثًا عن أقل سعر للحوم، وتقول: كنت أشترى كيلو لحم أسبوعيًا، أما الآن فلا أقدر على أكثر من ربع كيلو، أقطّعه وأضيفه للخضار حتى يكفى الأسرة .

هذا التحول فى العادات لم يقتصر على أسرة واحدة، بل أصبح نمطًا عامًا. كثيرون اتجهوا نحو تقليل الكميات التى يشترونها، والاعتماد على مصادر بروتين أرخص مثل العدس والفول، لتوفير وجبات مشبعة بأقل تكلفة.

«عم حسن»، سائق وأب لثلاثة أطفال، يقول :ربع كيلو لحمة يخلينى أحس إنى ما حرمتش عيالى، والباقى بنعتمد فيه على البقوليات .

الأرقام والرواتب

الأرقام تعكس بوضوح ما يشعر به الناس، الزيادات الأخيرة فى أسعار الوقود تراوحت بين 12% و33%، مما أدى إلى زيادة فى تكاليف النقل بنسبة تقارب 20%، التضخم بدوره التهم القدرة الشرائية للناس، بينما بقيت الرواتب شبه ثابتة، بعض الأسواق شهدت تراجعًا حادًا فى حركة البيع، وصار الباعة يبيعون بمبالغ بسيطة لا تكفى حتى لتغطية الإيجار أو الكهرباء،

فى عمق هذه الأزمة، تقف عدة عوامل متشابكة، حكومة الانقلاب، ضمن خططها لما يسمى الإصلاح المالى، بدأت بتقليص دعم المواد البترولية لتقليل العجز، مما أدى إلى تحميل المواطن النهائى تكلفة الزيادات، فى المقابل، لا تتواكب الرواتب مع معدل التضخم، مما يخلق فجوة متزايدة فى القدرة الشرائية، أما السوق، فباتت ساحة احتكار واستغلال، حيث تُخزّن السلع وتُرفع الأسعار وفقًا لتوقعات الجشع لا ضرورات الواقع، فى ظل غياب شبكة حماية اجتماعية قوية، يواجه الفقراء يومهم بلا سند، والعامل بلا تأمين، والمستهلك بلا حماية،

أطفال المدارس

تغير النمط الغذائى امتد حتى إلى أطفال المدارس،   تقول معلمة فى مدرسة ابتدائية: لاحظنا أن كتير من الطلاب بيجوا بدون سندويتشات، أو معاهم قطعة صغيرة جدًا من الخبز، وتحكى عن طفلة طلبت أن تشرب من زجاجة ماء زميلتها لأنها لم تحضر حتى زجاجة خاصة بها. الجانب النفسى يتفاقم أيضًا، مع شعور متزايد لدى الآباء والأمهات بالعجز أمام متطلبات أبنائهم، «سعيد»، يعمل فنى صيانة، يقول: ابنى طلب منى جزمة جديدة، وما قدرتش أقول له لأ، فقلت له نستنى شوية لحد ما ينزل عليها خصم، قلبى اتكسر لما شفته ساكت بس زعلان، مشهد يتكرر فى آلاف البيوت، حيث يتحول كل طلب بسيط إلى عبء نفسى وقرار اقتصادى صعب.

زيارة السيسي إلى بروكسل: تلميع دولي لنظام قمعي ينهار داخليًا ورشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. الجمعة 24 أكتوبر 2025م.. تفريط العسكر في أراضي علم الروم: قطر تستعد لإرسال 1.5 مليار دولار لمصر وشراء 5 آلاف فدان

زيارة السيسي إلى بروكسل: تلميع دولي لنظام قمعي ينهار داخليًا ورشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. الجمعة 24 أكتوبر 2025م.. تفريط العسكر في أراضي علم الروم: قطر تستعد لإرسال 1.5 مليار دولار لمصر وشراء 5 آلاف فدان

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* 25 جمعية ومؤسسة أهلية تنتقد فشل حكومة السيسي في مواجهة العنف الإلكتروني ضد النساء المرشحات للبرلمان

تعاني العديد من النساء المرشحات للانتخابات البرلمانية في مصر من تصاعد خطير للعنف الإلكتروني، الذي يهدد بإقصائهن عن المشاركة الفعّالة في الحياة السياسية. فبحسب بيان صادر عن 25 جمعية ومؤسسة أهلية، فإن العنف الرقمي ضد النساء أصبح يشكل عقبة حقيقية أمام وصولهن إلى المناصب القيادية في المجتمع، ويؤدي إلى عزوف الكثيرات عن الترشح للمناصب السياسية.

هذا العنف الرقمي لم يعد مجرد ظاهرة اجتماعية عابرة، بل أصبح سلاحًا قويًا في يد القوى المحافظة التي تسعى لتقييد دور المرأة في المجال العام، وهو ما يعكس فشل الحكومة في حماية النساء العاملات في السياسة.

فشل حكومة مدبولي في مواجهة العنف الإلكتروني ضد النساء

بعد انتشار تسجيل صوتي مسيء لإحدى النائبات عبر مواقع الإنترنت، وتصاعد الحملة ضد المرشحة التي دافعت عن زميلتها، خرجت المنظمات الحقوقية لتحذر من تزايد هذا النوع من العنف ضد النساء. المحامية زينب خير، رئيسة مجلس إدارة الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أكدت أن العنف الإلكتروني يعكس غياب المساءلة الحقيقية للجهات الناشرة، خصوصًا أن حكومة السيسي برئاسة مصطفى مدبولي لم تتخذ خطوات جدية لمكافحة هذه الظاهرة بشكل فاعل. ورغم وجود قوانين مثل قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، فإن تلك التشريعات تعاني من ثغرات كبيرة في التنفيذ والردع، مما يجعلها غير كافية لمواجهة هذا التحدي المتزايد.

هذه الحملة لا يمكن فصله عن الهجوم المتزايد على النساء في المجال العام، سواء كنّ نائبات أو مرشحات أو حتى صانعات محتوى على منصات السوشيال ميديا. بل إن السكوت عن هذا النوع من العنف في الفضاء الإلكتروني، الذي يظل بلا ضوابط حقيقية، يفتح الباب لمزيد من الهجمات الإلكترونية ويُهدد بتقويض مشاركة النساء في الحياة العامة.

التجاهل الحكومي لحقوق المرأة في المجال العام

الحديث عن استراتيجيات الحكومة لمكافحة العنف ضد المرأة، مثل الاستراتيجية المصرية لمكافحة العنف ضد المرأة (2015-2020)، يبدو غير مجدي بالنظر إلى الواقع. فالاستراتيجية التي تم الإعلان عنها تبقى حبرًا على ورق، في وقت لا نجد فيه تطبيقًا حقيقيًا لآليات الحماية والوقاية المزعومة. وعليه، يبقى العنف الإلكتروني جزءًا من نظام متكامل من العنف الرمزي والفعلي ضد النساء في مصر، دون أن تجد هذه الأخيرة دعمًا حقيقيًا من الجهات الحكومية لحمايتها.

الحكومة لم تقدم أي ضمانات ملموسة لحماية النساء العاملات في المجال العام، بل على العكس، تستمر السياسات الحكومية في الإصرار على تطبيق تدابير قانونية غير فعالة لمكافحة هذا العنف. ما نراه اليوم هو تراكم القوانين غير المفعّلة، وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجهات المسؤولة عن نشر المحتوى المسيء.

غياب الحماية القانونية الفاعلة

كما أشار البيان إلى أن هناك ثغرات كبيرة في منظومة الحماية القانونية للنساء العاملات في المجال العام، رغم وجود التشريعات مثل قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية. لكن التشريع يظل عاجزًا عن توفير الحماية الفعلية للنساء من حملات التشهير والعنف الرقمي. الحكومة لم تبذل جهودًا حقيقية لتحسين تنفيذ هذه القوانين، بل على العكس، نجدها تواصل إهمالها لمطالب المنظمات الحقوقية بضرورة وجود استراتيجيات حقيقية لمكافحة العنف الإلكتروني بشكل شامل وفاعل.

الموقف الغامض من الإعلام وغياب المعايير المهنية

التشويه الإعلامي الذي تتعرض له المرشحات للانتخابات يعكس الوضع المتدهور للإعلام في مصر، الذي يفتقر إلى المعايير المهنية الحساسة للنوع الاجتماعي في تغطيته لقضايا النساء. المنظمات الحقوقية دعت إلى التنسيق مع نقابتي الإعلاميين والصحفيين لوضع معايير مهنية تكفل حماية النساء المرشحات من الهجوم الإعلامي غير المهني. في الوقت الذي يتعرض فيه الإعلام للعديد من الضغوطات السياسية، نجد أن السلطة التنفيذية لا تتدخل بشكل جاد لوقف هذا التشويه، بل تترك هذه القضايا تسير في اتجاهات سلبية تشوه صورة الحياة الديمقراطية في مصر.

تجاهل الحكومة لحقوق النساء في الانتخابات

إن التصعيد المستمر لحملات العنف الإلكتروني ضد النساء يُظهر بوضوح أن الحكومة عاجزة عن توفير بيئة آمنة للنساء في المجال العام. في ظل هذه الأجواء، تُظهر الحملات الانتخابية في مصر ملامح واضحة لتقليص دور النساء وإقصائهن من المشاركة السياسية، مما يعكس فشلًا ذريعًا للحكومة في دعم تمثيل النساء في البرلمان وفي المناصب السياسية.

ختامًا، إن استمرار العنف الإلكتروني ضد النساء المرشحات والسكوت عليه من قبل الحكومة يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان في مصر. في ظل غياب الحماية الفاعلة، تظل النساء عرضة لهذه الهجمات التي تعيق مشاركتهن السياسية. وقد حان الوقت للضغط على الحكومة لتغيير هذه السياسات المعيبة، واتخاذ خطوات ملموسة لحماية النساء وتمكينهن من المشاركة بشكل حقيقي في الحياة السياسية دون خوف من التشويه أو العنف الرقمي.

* المعتقل المهندس محمود داود يعاني الاخفاء القسري

استغاثة عاجلة من أسرة المواطن المهندس محمود حسن أحمد داود، تفيد بتعرضه للاختطاف على يد قوات الأمن الوطني، فجر الخميس 10 يوليو 2025، بعد مداهمة منزله الكائن في منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، في واقعة أثارت قلقًا واسعًا بشأن تصاعد حالات الإخفاء القسري التي يتم الإبلاغ عنها من أسر مواطنين خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب ما ورد في البلاغ الذي تلقاه المركز الحقوقي، فقد اقتحمت قوة أمنية الشقة السكنية الخاصة بالمهندس محمود، وجرى تحطيم الأبواب ومحتويات المنزل أثناء عملية التفتيش، قبل أن يتم اقتياده إلى جهة غير معلومة دون إبراز أي إذن من النيابة العامة أو توضيح أسباب القبض عليه.

وأوضحت أسرة المهندس المختفي في استغاثتها، أنها توجهت فورًا إلى مقر الأمن الوطني بمدينة نصر للسؤال عن نجلها، غير أن الضباط هناك أنكروا وجوده لديهم، مما زاد من مخاوفهم حول سلامته ومصيره.

وأضافت الأسرة أنها أرسلت عدة شكاوى رسمية إلى كل من النائب العام، ووزارة الداخلية، ورئاسة مجلس الوزراء، مطالبة بالكشف عن مكان احتجازه، إلا أنها لم تتلق أي رد رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وأشار مركز الشهاب في بيانه إلى أن المهندس محمود لم يُعرض على أي جهة تحقيق قضائية منذ اختفائه، ولم يتمكن محاموه أو ذووُه من التواصل معه، ما يجعله — وفقًا للقانون والمعايير الدولية — في حكم المختفي قسريًا.

وأكد المركز الحقوقي أن مسؤولية سلامة المهندس محمود داود تقع كاملة على عاتق وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني، داعيًا السلطات إلى الكشف الفوري عن مكان احتجازه، وتمكينه من التواصل مع أسرته ومحاميه، والإفراج عنه إذا لم يكن متهمًا في أي قضية.

كما شدد المركز على أن استمرار العمل بسياسة الإخفاء القسري يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور  والقوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.

وختم المركز بيانه بمطالبة الجهات المعنية بوقف تلك الممارسات غير القانونية، وضرورة إعمال مبدأ سيادة القانون وضمان حقوق المواطنين في الأمان الشخصي والمساءلة القانونية العادلة.

ويُذكر أن مركز الشهاب لحقوق الإنسان هو من أبرز المراكز الحقوقية المستقلة التي تتابع قضايا الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في مصر، ويصدر بشكل دوري تقارير توثّق الحالات الواردة إليه من أسر الضحايا، مطالبًا الحكومة بضرورة فتح تحقيقات شفافة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.

*أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل

قال الناشط  المقيم في هولندا عبد الغني ناجي الفاجومي أن  أمن الانقلاب بالقاهرة قامت  بشن حملة انتقامية جديدة ضد أسرته، بعد أن اعتقلت فجر اليوم شقيقه الثاني شعبان خميس، في واقعة قال إنها جاءت “ردًا مباشرًا” على نشاطه السياسي ومشاركته في مظاهرة سلمية نظمت أمس أمام مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال زيارة المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي.

وأوضح الفاجومي على حساب على منصة “إكس”، أن قوة أمنية مسلحة داهمت منزل شقيقه فجر اليوم “بعد ترويع زوجته وأطفاله”، مشيرًا إلى أن شعبان يعاني من إعاقة حركية ويستخدم “عكازين” للمشي، ويعمل حارس مدرسة، ولم يسبق له أي نشاط سياسي أو حتى امتلاك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن ما جرى يمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الذي يحظر العقاب الجماعي واستهداف أقارب المعارضين”، محمّلًا السلطات المصرية، وعلى رأسها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، “المسؤولية الكاملة عن سلامة أشقائه وأسرهم”، وداعيًا الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة “فرونت لاين ديفندرز”، إلى التدخل العاجل للإفراج عن أفراد عائلته المعتقلين.

رد انتقامي

وفي تصريحات صحفية” أشار الفاجومي إلى أن الاعتقال الجديد جاء بعد أقل من 24 ساعة من مشاركته في وقفة سلمية ببروكسل، قال إنها هدفت إلى “فضح انتهاكات النظام المصري والمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين”.

قال الفاجومي “كنت مشاركا في الوقفة السلمية أمام مقر الاتحاد الأوروبي مع عدد من النشطاء، وكان هدفنا أن نسمع صوت المصريين المعتقلين الذين تجاوز عددهم 100 ألف بسبب آرائهم، أردنا أن نقول بوضوح للاتحاد الأوروبي: لا تدعموا ديكتاتورا يقمع شعبه ويسجن الأبرياء”.

*ظهور شاب من الشيخ زويد أمام نيابة أمن الدولة العليا.. بعد أربعة أشهر من الاختفاء القسري

ظهر في نيابة أمن الدولة العليا الأربعاء، 22 أكتوبر 2025، “سيف الدين حسن حمدان”، البالغ من العمر 23 عامًا، والمقيم في حي أبو فرج بمدينة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، وذلك بعد فترة اختفاء قسري استمرت أربعة أشهر.

وبعد التحقيق معه، قررت النيابة حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة القضية رقم 1602 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، ووجهت إليه اتهامات تتعلق بـ الانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها.

 

*محاكمات سياسية متصاعدة في مصر.. نظام السيسي يُلفّق التهم للأكاديميين والمعارضين

تشهد مصر في ظل حكم المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي تصعيدًا جديدًا في ملف المحاكمات السياسية التي تحولت إلى أداة انتقام ضد المعارضين وأصحاب الرأي، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية لانتهاكات النظام الواسعة لحقوق الإنسان.

آخر فصول هذه المحاكمات ما كشفت عنه نيابة أمن الدولة، التي قررت إحالة الأكاديمي المصري المقيم في المنفى د. تقادم الخطيب إلى المحاكمة الجنائية ضمن قضية تضم 167متهمًا، بتهم جاهزة لطالما استخدمها النظام لتصفية خصومه، وهي “الانضمام إلى جماعة إرهابية” و”الاشتراك في اتفاق جنائي”، على أن تبدأ جلسات القضية أمام دوائر الإرهاب في محكمة بدر يوم الأحد 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

المحامي الحقوقي خالد علي أوضح أن الخطيب المقيم خارج البلاد منذ عام 2013، تعرّض منذ 2017لحملة ممنهجة من التضييق والملاحقة بعد مشاركته في كشف وثائق قضية تيران وصنافير التي فضحت تنازل النظام عن جزيرتين مصريتين للسعودية.

 وقال: إن “تلك الممارسات أدت إلى إنهاء منحته الدراسية، وفصله من الجامعة، وإلزامه برد قيمة المنحة، فضلًا عن حرمانه من استخراج أوراقه الرسمية.

وأضاف خالد علي أن ما يتعرض له الخطيب يدخل في إطار سياسة الانتقام من الأكاديميين وأصحاب الرأي، مؤكدًا أن هذه الإجراءات لم تقتصر على التضييق المهني، بل امتدت إلى الإضرار بحياته الأسرية والإنسانية.

 وفي مشهد يعكس اتساع دائرة القمع، تأتي إحالة الخطيب للمحاكمة بالتزامن مع استئناف الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق حكمًا جائرًا بسجنه خمس سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، وهي تهمة يستخدمها النظام كغطاء لإسكات كل صوت ينتقد السياسات الاقتصادية الفاشلة التي أغرقت البلاد في الديون.

وتعقد محكمة جنح مستأنف الشروق وبدر غدًا الخميس الجلسة الثانية لاستئناف الحكم، وسط حملة تضامن متنامية أطلقتها منظمات حقوقية وشخصيات عامة تحت وسم#الحرية_لعبدالخالق فاروق، رفضًا لما اعتبروه استهدافًا صريحًا لحرية التعبير.

في السياق ذاته، تتوالى الإدانة الدولية للنظام المصري بعد أن أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مذكرة رسمية كشفت فيها إخفاق القاهرة في تنفيذ التزاماتها الحقوقية، مؤكدة أن معظم التعهدات التي قدمتها خلال الاستعراض الدوري الشامل (UPR) لم تُنفذ فعليًا، وأن النظام يستخدمها فقط كـ”ديكور سياسي” لتجميل صورته أمام الخارج.

المفوضية أوضحت أن مصر تلقت 343 توصية من الدول الأعضاء، وافقت منها على 265 فقط دون تنفيذ ملموس، وحذّرت من استمرار العمل بتشريعات الإرهاب سيئة السمعة التي تُستغل لتبرير القمع، مطالبة بإصلاحات عاجلة تشمل مراجعة قوانين التعذيب، وضمان رقابة مستقلة على السجون، وتقليص نطاق الإعدام تمهيدًا لإلغائه.

 كما شددت على أن الإفراجات المحدودة التي يتباهى بها النظام لا تغيّر من واقع القمع الواسع والاحتجاز التعسفي لآلاف السجناء السياسيين، بمن فيهم الصحافيون والمحامون والمدافعون عن حقوق الإنسان.

من جانبها، رأت منظمة عدالة لحقوق الإنسان (JHR) أن تقرير المفوضية يمثل توبيخًا مباشرًا للنظام المصري، ودليلًا على اتساع الفجوة بين التزاماته الدولية وممارساته القمعية اليومية، داعيةً إلى خطة وطنية ملزمة لتنفيذ توصيات الأمم المتحدة تحت إشراف دولي مستقل.

 وفي ظل هذا المشهد القاتم، يبدو أ ن نظام السيسي ماضٍ في سياسة تلفيق القضايا وتكميم الأفواه، في محاولة يائسة لإسكات المعارضة وإرهاب المجتمع، وسط تآكل متزايد للثقة الداخلية والخارجية في مؤسساته وعدالته.

* اعتقال الكاتب “هاني صبحي” بسبب تدوينة عن عجل بني إسرائيل والسيسي

أقدمت أجهزة الأمن الوطني فجر الأربعاء على اعتقال الكاتب والروائي هاني صبحي من منزله في منطقة المرج بالقاهرة، على خلفية منشورين على صفحته بموقع “فيسبوك”، أحدهما ديني والآخر ساخر من تصريحات إعلامية مؤيدة لـ”إسرائيل”، بحسب ما أفادت أسرته وعدد من المنظمات الحقوقية.

وكتب صبحي قبل توقيفه بلحظات منشورًا مقتضبًا على صفحته الشخصية قال فيه: “بيقبضوا عليا في قسم المرج”.

لكن المنشور حُذف لاحقًا، كما أُغلق هاتفه، وانقطعت كل سبل التواصل معه منذ ذلك الحين، بحسب شهادة زوجته ميري نعيم التي أكدت أن زوجها مختفٍ قسريًا حتى الآن.

تفاصيل عملية القبض

روت زوجة الكاتب تفاصيل ما جرى في تصريحات صحفية، قائلة إن ثلاثة أشخاص بملابس مدنية طرقوا باب شقتهم في الثانية فجرًا، وطلبوا مقابلته بدعوى “أنهم يحتاجونه لخمس دقائق فقط تحت البيت”.

وأضافت: “سألهم هاني حضرتك محتاج إيه؟ قالوا له خمس دقايق بس، ونزل معاهم… ومن وقتها اختفى وهاتفه اتقفل”.

وتابعت قائلة إن القوة الأمنية “كانت تراقبه”، إذ تم توقيفه بعد عودته إلى المنزل بساعة واحدة فقط، مضيفة أنهم طلبوا هاتفه المحمول عند الباب قبل أن يصطحبوه معهم، وحين حاولت الاعتراض، طُلب منها “عدم إحداث ضوضاء حتى لا يستيقظ الأطفال”.

وبحسب ميري، قضت يومها في رحلة بحث طويلة بين أقسام الشرطة والنيابات، “ذهبت إلى قسم المرج وبقيت هناك 3 ساعات حتى تم ترحيل المحتجزين ولم يكن بينهم، ثم توجهت إلى نيابة مصر الجديدة ولم أجده أيضًا”.

وختمت قائلة: “كل اللي عايزينه نعرف هو فين ويطمنونا عليه… معملش حاجة”.

منشوران سببا الاعتقال

وبحسب مصادر حقوقية، فإن سبب توقيف صبحي يعود إلى منشورين فقط على صفحته في “فيسبوك”.
الأول تناول فيه قصة العجل الذهبي في الديانات السماوية، معتبرًا إياها قصة دينية تاريخية لا علاقة لها بالسياسة أو الواقع المعاصر.

https://www.facebook.com/hany.sobhy.792801/posts/122147627450644977?ref=embed_post

أما الثاني، فكان تعليقًا ساخرًا على تصريحات الإعلامية داليا زيادة التي أثارت موجة استنكار حين أشادت بما وصفته “صمود الشعب الإسرائيلي”، متجاهلة ـ وفقًا لمنتقديها ـ معاناة الشعب الفلسطيني تحت القصف والاحتلال.

https://www.facebook.com/hany.sobhy.792801/posts/122147640758644977?ref=embed_post

تنديد حقوقي واسع

من جانبها، قالت منظمة مركز الشهاب لحقوق الإنسان إنها تابعت بقلق بالغ واقعة القبض على الكاتب هاني صبحي، معتبرة أن التوقيف “يمثل انتهاكًا صريحًا لحق المواطنين في حرية التعبير المكفول بالدستور المصري والمواثيق الدولية”.

وطالب المركز في بيان له بـ “الإفراج الفوري عن صبحي، ووقف سياسة الملاحقات الأمنية على خلفية التعبير السلمي عن الرأي عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

كما أشارت المنظمة إلى أن الواقعة “تعكس استمرار تغوّل الأجهزة الأمنية في تقييد الفضاء الإلكتروني، وتحويل وسائل التواصل إلى فخٍ لمعاقبة المعارضين والكتّاب والمثقفين”.

خلفية عن الكاتب

ويُعد هاني صبحي من الأصوات الأدبية المصرية الشابة التي جمعت بين الأدب والهمّ الإنساني.

صدر له في أواخر عام 2024 كتاب “روح الروح”، وهي مجموعة قصصية تلامس مأساة الفلسطينيين في حرب الإبادة الأخيرة على غزة، حيث تساءل في أحد نصوصه: “من الذي لا يحب فلسطين، وهل في فلسطين شيء لا يُعشق؟”

كما أصدر رواية “على قهوة في شبرا” عام 2020، التي تناولت نبض الحي الشعبي العريق من زاوية اجتماعية وإنسانية.

ويؤكد مقربون من صبحي أنه “لم يكن ناشطًا سياسيًا بالمعنى التقليدي”، وأنه “كان يعبّر عن آرائه في قضايا فكرية وإنسانية بهدوء وأدب”.

 

*رشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. أبرز نتائج زيارة المنقلب السيسي إلى بلجيكا

استضاف الأوروبيون في العاصمة البلجيكية بروكسل عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية الأولى، في خطوة وُصفت بأنها رشوة أوروبية جديدة، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة دعم مالي لمصر بقيمة 5 مليارات يورو خلال أكتوبر 2025، لدعم اقتصاد نظام الانقلاب والتعاون في ملفي الهجرة غير النظامية وإعادة إعمار غزة، وفق ما أوردته صحف محلية.

يهدف الاتحاد الأوروبي من هذه الخطوة إلى تقليص تدفقات المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا والشرق الأوسط، وتُعد مصر دولة عبور رئيسية، لذا يسعى الأوروبيون إلى شراء تعاون النظام المصري عبر ضخ أموال لتقوية البنية التحتية وتوفير فرص عمل تخفف من دوافع الهجرة، وفق الخطاب الأوروبي المعلن.

لكن السيسي، وكعادته، يستغل هذه المخاوف الأوروبية لابتزازهم سياسياً ومالياً؛ إذ حذّر في سبتمبر 2025 من أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قد تُطلق موجات نزوح غير مسبوقة نحو أوروبا، في تلويح واضح باستخدام ورقة اللاجئين للضغط على الغرب.

ورغم حالة الغضب الشعبي الواسع من زيارة السيسي، شهدت عواصم أوروبية عدة تظاهرات منددة بنظامه، أبرزها في هولندا، بلجيكا، فنلندا، الدنمارك، النرويج، إسبانيا، ألمانيا، إيرلندا، التشيك، كندا، لبنان، السويد، تونس، إنجلترا وليبيا، حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر وتطالب بوقف تمويل النظام العسكري.

في المقابل، ركّزت لقاءات السيسي في بروكسل مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس على التعاون الأمني وملف الهجرة غير الشرعية، حيث قال إن “مصر تحمي أوروبا من الهجرة منذ عام 2016”، وهو ما قابله الاتحاد الأوروبي بإعلان تقديم 4 مليارات يورو إضافية دعماً للنظام المصري!

وتأتي هذه المنح ضمن ما يسمى “الشراكة الاستراتيجية” التي أُعلنت في مارس 2024، والتي تجاهلت كلياً ملف حقوق الإنسان، إذ ذكرت منصة @Meemmag أن “رغم تصاعد الانتهاكات الحقوقية في مصر، أعلن الاتحاد الأوروبي تمويل نظام السيسي بأربعة مليارات يورو، خلال مؤتمر صحفي في بلجيكا لم يُذكر فيه الملف الحقوقي إطلاقاً، في ظل حكم العسكر“.

في الوقت نفسه، نظمت السفارات المصرية في أوروبا حشوداً مصطنعة لاستقبال السيسي في بروكسل، حيث ظهر تمثال ذهبي مجسم له وضعه ما يُسمى بـ”اتحاد شباب مصر في الخارج”، الذي يرأسه المتهم أحمد عبد القادر ميدو، أمام مقر إقامة السيسي بالتزامن مع زيارته الرسمية، في مشهد أثار سخرية واسعة.

وأظهرت مقاطع مصورة أن أغلب الحاضرين كانوا أطفالاً لا يعرفون حتى من هو السيسي، وفق ما ورد في مقابلة أجراها أحدهم مع مذيع النظام نشأت الديهي.

في المقابل، ترددت أنباء عن اعتقال الناشط المصري أنس حبيب وشقيقه طارق من قبل الأمن البلجيكي، بناء على بلاغ رسمي من السيسي بدعوى وجود تهديدات أمنية أثناء زيارته للعاصمة، بينما وصف النشطاء الإجراء بأنه تحرك وقائي بلا سند قانوني واضح، ولم تصدر السلطات البلجيكية تأكيداً رسمياً حول الواقعة.

لكن أنس حبيب ظهر لاحقاً في بث مباشر أمام مقر إقامة السيسي في بروكسل، مؤكداً أنه حجز غرفة في الفندق المقابل لمتابعة الحشود التي جاءت بدعم من السفارة المصرية.

وتعليقاً على المشهد، كتب الأكاديمي ووزير خارجية تونس الأسبق د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem):

هذه الأيام هناك فائض مديح وثناء على السيسي في واشنطن وسائر العواصم الأوروبية، مع دعم مالي كبير من بروكسل، لكن السؤال: ما السر في هذا السخاء الحاتمي مع مصر السيسي؟

كما أضاف الكاتب حسين عبد الرازق أحمد (@Hussein61Ahmed) قائلاً:

عبد الفتاح السيسي، أقول لك بصدق، كل من توافدوا لاستقبالك في بروكسل ما هم إلا حشود مهزوزة نفسياً جمعتهم المخابرات المصرية إمعاناً في النفاق. هؤلاء منافقون منتفعون مادياً وأمنياً، لا يحبونك ولا يحبون مصر، بل هم السوس الذي ينخر في جسد الوطن. أنت بحاجة إلى مخلصين، لا إلى منافقين يحيطون بك ليل نهار“.

* زيارة السيسي إلى بروكسل: تلميع دولي لنظام قمعي ينهار داخليًا

زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى بروكسل في أكتوبر 2025 لم تكن محطة دبلوماسية طبيعية، بل محاولة جديدة لتبييض صورة نظامٍ غارق في القمع والانهيار الاقتصادي.
ففي الوقت الذي تُغلق فيه السجون على آلاف المعتقلين وتتصاعد معدلات الفقر والانتحار، يسعى النظام لتقديم نفسه أمام أوروبا كحليف ضروري في ملفات الطاقة والهجرة، متجاهلًا الكارثة الحقوقية التي يعيشها الداخل المصري. 

تلميع سياسي تحت غطاء “الشراكة الإستراتيجية”
تُروّج القاهرة للزيارة على أنها “قمة شراكة” تاريخية، بينما يراها المراقبون صفقة نفوذ مقابل صمت.
السيسي، الذي يعتمد على الدعم الأوروبي لتثبيت سلطته، يسعى لتوظيف الزيارة كغطاء سياسي أمام تصاعد الانتقادات المحلية والدولية لملف المعتقلين وحرية الصحافة.
الاتحاد الأوروبي من جانبه يبحث عن موطئ قدم في شرق المتوسط يؤمّن له الغاز والحدود، ولو على حساب حقوق الإنسان والديمقراطية. 

اقتصاد منهار ووعود زائفة بالاستثمار
تتحدث الدعاية الرسمية عن “منتدى اقتصادي موسّع” ووعود استثمارية كبرى، لكن الواقع أن الاقتصاد المصري يعيش واحدة من أسوأ مراحله منذ عقود.
الديون الخارجية تجاوزت (165) مليار دولار، والجنيه فقد أكثر من نصف قيمته في عامين، والاستثمار الأجنبي المباشر يتراجع بشكل مستمر.
يستخدم النظام هذه الزيارات لالتقاط الصور وإصدار بيانات وهمية عن “النمو”، بينما المواطن المصري يواجه ارتفاع الأسعار ونقص الوظائف وانعدام الأمل.
إنها سياسة التجميل الخارجي بدل الإصلاح الداخلي. 

الهجرة كورقة مساومة لا إنجاز
يدّعي النظام أنه “أوقف الهجرة غير الشرعية”، لكن الحقيقة أن مصر تحوّلت إلى حارس حدود بالوكالة عن أوروبا.
يتلقى النظام تمويلات ضخمة من بروكسل مقابل تشديد الرقابة الأمنية على البحر المتوسط، بينما يواصل إهمال الأسباب الحقيقية للهجرة: البطالة والفقر والقمع السياسي.
المهاجرون لا يتوقفون لأن السواحل مغلقة، بل لأن الداخل المصري صار أكثر قسوة من البحر نفسه.
إنها شراكة تقوم على شراء الصمت الأوروبي بالمال والابتزاز السياسي. 

حقوق الإنسان… الثمن المسكوت عنه
تزامنت الزيارة مع بيانات غاضبة من منظمات دولية بينها الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، التي اعتبرت اللقاء الأوروبي مع السيسي “تبييضًا للانتهاكات”.
لم تُبدِ أي مؤسسة أوروبية استعدادًا لربط التعاون الاقتصادي بإفراجٍ حقيقي عن المعتقلين، رغم أن أكثر من 60 ألف سجين سياسي ما زالوا خلف القضبان.
بروكسل اختارت المصالح على المبادئ، والسيسي استغل المشهد ليظهر كـ“زعيم إقليمي” بينما يواصل خنق المجتمع المدني والإعلام في الداخل. 

دور مشبوه في ملفات غزة والسودان
يحاول السيسي تقديم نفسه كـ“وسيط إقليمي” في أزمات غزة والسودان، بينما يرى مراقبون أن هذا الدور ليس سوى محاولة لابتزاز أوروبا سياسيًا وماليًا.
فالنظام الذي فشل في حماية حدوده الجنوبية، وأغلق معبر رفح أمام الجرحى، يستخدم هذه الملفات لكسب شرعية دولية وموارد إضافية، في وقتٍ يعجز فيه عن تأمين حياة كريمة للمصريين داخل بلاده.
الدعم الأوروبي لمصر في هذه الملفات لا يعكس ثقة بقدرة النظام، بل خوفًا من انهياره المفاجئ وما قد يترتب عليه من فوضى في الإقليم. 

نظام يعيش على الدعم الخارجي
زيارة بروكسل تكشف حقيقة النظام المصري: سلطة بلا قاعدة شعبية تعتمد على الخارج للبقاء.
في الداخل، القمع يسكت الأصوات؛ وفي الخارج، تُباع أوراق الهجرة والطاقة لضمان الشرعية السياسية.
لم يعد النظام قادرًا على الإصلاح أو الحوار، بل فقط على المقايضة: الغاز مقابل الصمت، والمعتقلون مقابل الاستثمارات، والسيادة مقابل البقاء في الحكم.

وفي نهاية المطاف، لم تكن زيارة السيسي إلى بروكسل “قمة شراكة” كما وصفتها بيانات الحكومة، بل قمة نفاق سياسي جمعت بين سلطةٍ قمعية تبحث عن الغطاء، وأوروبا خائفة من الهجرة والفوضى.
فبينما تُرفع في بروكسل شعارات “الاستقرار والتعاون”، تُرفع في شوارع القاهرة لافتات الغلاء والبطالة واليأس.
إنها زيارة تُذكّر بأن النظام في مصر لا يعيش بدعم شعبه، بل بفضل شبكة مصالحٍ دولية تُبقيه على قيد الحياة مقابل صمته وولائه، وكلما ازداد التواطؤ الخارجي، ازداد القهر في الداخل.

* تفريط العسكر في أراضي علم الروم: قطر تستعد لإرسال 1.5 مليار دولار لمصر وشراء 5 آلاف فدان

تواصل حكومة مصطفى مدبولي في توسيع دائرة التفريط في ثروات البلاد، حيث تزداد الاستثمارات الأجنبية التي تغزو الأراضي والمشاريع الاستراتيجية في البلاد، في وقت يعاني فيه المواطنون من ضغوط اقتصادية متزايدة. أحدث هذه الصفقات هو استحواذ شركة الديار القطرية التابعة لجهاز قطر للاستثمار على أراضٍ في منطقة علم الروم بالساحل الشمالي، حيث من المتوقع أن تضخ الشركة نحو 1.5 مليار دولار الشهر المقبل للبدء في تنفيذ مشروع سياحي متكامل، بالتزامن مع صفقة أخرى لشراء 5 آلاف فدان بقيمة 4 مليارات دولار. 

بيع الأراضي والمستقبل الاقتصادي

ما يثير القلق أكثر هو أن هذه الاستثمارات الضخمة تأتي في وقت حساس، حيث تتوسع الحكومة المصرية في بيع الأراضي والتفريط في ممتلكات الدولة بشكل غير مسبوق. فمشروع “علم الروم” الذي يضم فنادق سياحية، قرى ترفيهية، مولات، ومناطق لليخوت، لم يعد مجرد استثمار سياحي، بل تحول إلى تسريع لفتح الأبواب أمام الشركات الأجنبية لفرض هيمنتها على أراضٍ كانت ملكاً للدولة، بينما تواصل الحكومة حجب المشاريع الحيوية عن المواطنين. وإذا كانت الحكومة تروج لهذا المشروع كفرصة لاستثمارات ضخمة، إلا أن الحقيقة هي أنها تستمر في بيع الأرض المصرية دون رؤية استراتيجية واضحة لمستقبل الأجيال القادمة.

إهدار الموارد لصالح الأجانب

لا يمكن تجاهل تلك التسهيلات التي تمنحها الحكومة للشركات الأجنبية في مقابل ضخ الأموال، حيث يحصل الأجانب على أراضٍ في مناطق استراتيجية مع حوافز ضخمة، مثل منطقة حرة تقدم خصومات ضريبية وحوافز للقطاعات الحيوية، بينما يغيب عن الساحة المحلية أي دعم مماثل للمستثمرين المصريين. والأسوأ من ذلك، أن الحكومة تتجاهل تداعيات هذا التفريط على الأمن القومي والاقتصادي، حيث تزداد ملكية الأراضي المصرية في أيدٍ أجنبية في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

تفريط في السيادة الوطنية

هذه الصفقات، التي تتم دون ضوابط واضحة، تثير التساؤلات حول السيادة الوطنية التي تتآكل تدريجيًا. في وقتٍ تحارب فيه الدولة من أجل مواجهة أزمة اقتصادية تتفاقم يومًا بعد يوم، نرى أن قرارات البيع والتنازل لا تقتصر على صفقات اقتصادية فحسب، بل تحمل بُعدًا سياسيًا يتمثل في تآكل الهوية الوطنية والسيطرة على الأراضي الحيوية التي قد تشكل يوماً ما جزءاً من أمن البلاد. يبدو أن الحكومة تسير في طريق يتم فيه التوسع في تفريط الموارد على حساب المصالح الوطنية، وسط غياب للشفافية حول تفاصيل تلك الصفقات وأثرها على الاقتصاد المصري.

الهيمنة الخليجية على السوق المصري

هذا التوسع في دخول الاستثمارات الخليجية على وجه الخصوص، يجعل السوق المصري أشبه بمستعمرة اقتصادية لمشاريع الشركات الخليجية. في البداية، كانت المشروعات الخليجية تأتي بتسهيلات وبحث عن شراكات استراتيجية، ولكن الآن، أصبحت تُمنح أراضٍ ومشروعات ضخمة بحوافز ومزايا قد تتسبب في خروج السيولة النقدية من السوق المصري دون عوائد حقيقية للمواطنين.

من أحدث هذه الصفقات، مشروع رأس الحكمة، الذي تم توقيعه مع شركة إماراتية بقيمة 35 مليار دولار، والذي يُعتبر من أضخم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تاريخ مصر. هذه المشاريع التي لا تبني اقتصاداً محلياً مستداماً ولا توفر فرص عمل حقيقية للمصريين، تثير الشكوك حول أولويات الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية.

البنية التحتية والتفريط في الإيرادات

أكثر ما يلفت النظر في هذه الصفقات هو البنية التحتية التي تجهزها الحكومة للمشروعات، حيث تتحمل الدولة تكلفة بناء شبكة الطرق والمرافق الأساسية، وهو ما يعني تحميل الموازنة العامة تكاليف ضخمة دون ضمانات حقيقية لعودة هذه الأموال على شكل إيرادات ضريبية مستدامة. فإذا كانت الحكومة قد قررت منح المستثمرين الأجانب هذه الأراضي بتسهيلات ضخمة، فإنه من المؤسف أن مصر لا تحصل على حصة عادلة من أرباح هذه المشروعات التي تعتمد على ما تقدمه من بنية تحتية أو خدمات.

الحاجة إلى تصحيح المسار

بلا شك، تواصل الحكومة في التفريط في الأراضي والمشاريع الحيوية بما يعكس غياباً كاملاً للرؤية المستقبلية في التعامل مع الثروات الوطنية. ويظل السؤال الأهم هو: هل حقاً تشكل هذه الصفقات “فرص استثمارية” أم أنها مجرد خطوة نحو استنزاف موارد الدولة لصالح شركات أجنبية؟ وبدلاً من منح الأراضي للغزاة الجدد، يجب على الحكومة العمل على حماية السيادة الاقتصادية ودعم الشركات المحلية في التوسع وتوفير بيئة تنافسية، حيث أن هذا النوع من التفريط في الأراضي قد يتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد مستقبل مصر الاقتصادي.

 

*ركن الإسلام الخامس تجارة موسمية تحصد المليارات من جيوب المصريين صراع بين الداخلية والسياحة والتضامن علي جزية الحج

الحج في زمن الجباية العسكرية، ركن الإسلام يتحوّل إلى “ترف” للميسورين فقط في بلدٍ يعيش أغلب سكانه تحت خط الفقر

بات أداء فريضة الحج حلمًا بعيد المنال لغالبية المصريين، إذ حوّل نظام الجباية الذي ابتكرته عصابة العسكر رحلة العمر إلى تجارة موسمية تُدار بعقلية الجابي لا بروح الراعي، حتى صار الركن الخامس من الإسلام حكرًا على القادرين، بعدما تجاوزت تكلفة الحج في مصر حاجز العشرة آلاف دولار، لتصبح من الأعلى عالميًا

جباية لا عبادة  

بينما يواصل النظام العسكري فرض الضرائب ورفع الأسعار على كل ما يمس حياة المصريين، امتدت يد الجباية إلى الشعائر الدينية نفسها، فقد رفعت وزارة الداخلية ووزارة السياحة –المشرفتان على الحج– رسوم وإتاوات الحصول على تأشيرات الحج، لتتحول الفريضة إلى مشروع استثماري مغلق.

 وتصل تكلفة الحج البري إلى 250 ألف جنيه، فيما يتجاوز الحج الفاخر تصنيف خمس نجوم 645 ألف جنيه (بسعر صرف يناهز 47.6 جنيهاً للدولار).

ويعزو خبراء هذا الارتفاع الفاحش إلى تدهور الجنيه أمام الريال السعودي، وارتفاع أسعار الخدمات والإقامة في المملكة، فضلًا عن فرض الحكومة المصرية رسومًا إضافية قدرها 5 آلاف دولار على كل تأشيرة حج خارج الحصة الرسمية.

وتُباع تلك التأشيرات عبر شركات السياحة وفق ضوابط تحددها الوزارة كل عام، لتتحول إلى باب جديد للثراء على حساب الراغبين في أداء الركن الأعظم.

حصة التأشيرات صراع على الغنيمة

أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي فتح باب التقديم لحج الجمعيات الأهلية في الفترة من 22 أكتوبر إلى 6 نوفمبر، ضمن 12 ألف تأشيرة خصصتها اللجنة العليا للحج برئاسة رئيس الوزراء.

أما باقي التأشيرات، فتتقاسمها وزارات السياحة والداخلية والتضامن، في سوق مغلق يُقدَّر عدد تأشيراتها الرسمية بنحو 78.500 تأشيرة سنويًا.

 وتستحوذ وزارة السياحة وحدها على نحو 36 ألف تأشيرة، لتصبح الحصة الحكومية أقرب إلى “مغنم سيادي” تتنافس عليه الأجهزة.

أسعار خيالية ومواطن عاجز  

بلغت تكلفة الحج في المستوى الأول (فنادق خمس نجوم قريبة من الحرم) 460 ألف جنيه، و330 ألفاً للمستوى الثاني، و300 ألفاً للثالث، بينما ارتفع حج القرعة الذي تنظمه وزارة الداخلية إلى 280 ألف جنيه، مقارنة بـ95 ألفاً فقط في عام 2022.

وفي المقابل، لا تتجاوز تكلفة الحج في العراق أو الأردن خمسة آلاف دولار، ما يجعل المصري يدفع ضعف أو ثلاثة أضعاف ما يدفعه غيره في الدول العربية.

صدٌّ عن سبيل الله

 في ظل هذا الغلاء الفاحش، يتساءل كثير من المصريين: هل يقصد السيسي من وراء هذه الجباية الممنهجة صدّ الناس عن بيت الله الحرام؟ فكيف يعقل أن تصبح فريضة مفروضة على المستطيع حلمًا بعيدًا حتى عن الطبقة المتوسطة؟ لقد صار الحج في عهد العسكر امتيازًا طبقيًا، لا شعيرة إيمانية.

 فبينما يُحرم الفقراء من أبسط حقوقهم في العبادة، تواصل السلطة نهبهم باسم “تنظيم المناسك” و”ضبط السوق”. من عبادة إلى سوق سوداء الفساد الذي ينهش جسد الدولة لم يستثنِ حتى الحج، إذ تنتشر سماسرة التأشيرات الذين يبيعون الأمل بأسعار فاحشة، ويهرّبون الحجاج عبر تأشيرات زيارة أو ترانزيت.

وبعد أن ألغت السعودية تلك الأنواع لمصر وعدد من الدول، يضطر آلاف المصريين إلى دخول المملكة قبل الموسم دون سكن أو خدمات، ليؤدوا المناسك سيرًا على الأقدام تحت لهيب الشمس، في مشهدٍ يختصر المأساة.

الحج تجارة مربحة لعصابة الانقلاب

 هكذا حوّل نظام السيسي الحج إلى تجارة مربحة لا عبادة خالصة، وسلب المصريين أحد أعظم شعائر دينهم باسم “التنظيم” و”الرقابة”.

فبينما يُنفق النظام المليارات على قصور وطرق لا يحتاجها الناس، يضطر المواطن لبيع ما يملك أو الدَّين ليقترب من الكعبة، ثم يُمنع أو يُذلّ باسم القوانين الجديدة.

فهل ما يجري مجرد عجز اقتصادي؟ أم سياسة متعمَّدة لصدّ المصريين عن سبيل الله؟

*معاشات تتآكل وحكومة غائبة… كبار السن بين الفقر والإهمال

لم يعد كبار السن في القاهرة الكبرى يحتملون وعود الحكومة الفارغة. فبعد عقود من العمل وخدمة الدولة، يجد المتقاعدون أنفسهم اليوم أمام معاشات تتآكل قيمتها شهراً بعد شهر، وقرارات حكومية لا تواكب تضخم الأسعار ولا تحمي كرامتهم.

في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت موجة غضب واسعة بين أصحاب المعاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّلت إلى حركة احتجاج افتراضية ضد السياسات التي أفقدت دخولهم معناها، بينما تكتفي الحكومة بالحديث عن “إصلاحات هيكلية” لا يراها أحد على أرض الواقع. 

تآكل المعاشات وسط الغلاء… والنتيجة فقر معلن
يقول أصحاب المعاشات إن الزيادات التي تعلنها الحكومة ليست سوى أرقام على الورق. فبعد أن تجاوز التضخم الرسمي 30%، لا تعكس الزيادات السنوية إلا جزءاً ضئيلاً من الارتفاع الجنوني في أسعار الغذاء والدواء والمواصلات.

النتيجة واضحة: انخفاض فعلي في القوة الشرائية للمعاشات بنسبة تتجاوز 40% خلال عام واحد.
كبار السن الذين عاشوا حياتهم في خدمة الدولة أصبحوا اليوم يعتمدون على المساعدات العائلية أو الديون لتدبير احتياجاتهم اليومية، في مشهدٍ يُعبّر عن انهيار منظومة العدالة الاجتماعية التي يفترض أن تحميهم. 

خصومات وتجاهل إداري يزيدان المعاناة
بدلاً من دعم هذه الفئة الهشّة، تستمر الخصومات الشهرية على التأمينات الاجتماعية، ما يقلّل من صافي المعاشات.
الشكوى لا تتوقف عند القيمة فقط، بل تشمل أيضًا الإجراءات البيروقراطية المهينة داخل مكاتب التأمينات، حيث يتلقى المواطنون ردودًا جاهزة: “ارجع لجهة عملك القديمة”.
هذا الإهمال المتعمد يعكس عقيدة حكومية لا ترى المواطن إلا رقماً في خانة الإنفاق، لا إنساناً له حقوق بعد عمرٍ من العمل والعطاء. 

الوعود الحكومية… غطاء للفشل
تواصل الحكومة الإعلان عن زيادات “استثنائية” ورفع الحد الأدنى للمعاش إلى 7000 جنيه “قبل نهاية العام”، لكن هذه الوعود لا تجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي.
حتى مع الزيادات الموعودة، يبقى الحد الأدنى أقل من خط الفقر الفعلي وفق تقديرات المنظمات المحلية والدولية.
الهيئة القومية للتأمينات تتحدث عن “تحديثات في النظام الإلكتروني”، بينما لا يجد المواطن سوى طوابير أمام ماكينات الصرف ورسائل غامضة عن “تعليق الدفعة” أو “تأجيل الصرف”.
إنها سياسة التجميل الإعلامي التي تكررها الحكومة كل عام دون تغيير جذري في واقع الناس. 

صمت رسمي مقابل غضب متصاعد
في الوقت الذي تتصاعد فيه شكاوى كبار السن، لم يصدر أي موقف واضح من البرلمان أو رئاسة الوزراء، واكتفت الجهات الرسمية ببيانات عامة عن “متابعة الرئيس للملف”.
هذا الصمت يعكس انفصالًا كاملاً بين صانع القرار والشارع، ويفسّر تصاعد الدعوات للاعتصام أمام مكاتب التأمينات في القاهرة الكبرى والجيزة.
فقد فقد المواطنون الثقة في مؤسسات الدولة التي وعدت بتحسين الأوضاع ثم حمّلتهم وحدهم ثمن الانهيار الاقتصادي. 

أبعاد اجتماعية خطيرة
تدهور المعاشات لا يمس فقط الجوانب المالية، بل يمتد إلى الصحة النفسية والاجتماعية.
كبار السن اليوم غير قادرين على شراء الدواء أو الحصول على علاج لائق، وتتحول الشيخوخة من مرحلة راحة إلى كابوس دائم من العوز والقلق.
المنظمات الاجتماعية تحذر من ارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار بين كبار السن نتيجة الإحساس بالمهانة والعجز، بينما الدولة تواصل تجاهل الأزمة وكأنها “تفصيل صغير” في أزمة أكبر اسمها سوء الإدارة الاقتصادية. 

غياب العدالة الاجتماعية
هذه الأزمة ليست طارئة، بل نتيجة مباشرة لسياسات مالية فاشلة ركزت على سداد القروض وبناء المشروعات العملاقة، بينما جرى تهميش الفئات التي بنت البلاد.
منذ عام 2014، تُستخدم شعارات “التنمية والإصلاح” لتبرير قرارات قاسية أضعفت الطبقة المتوسطة وسحقت المتقاعدين.
الرسالة التي يقرأها المواطن من هذه السياسات واضحة:الدولة تنفق المليارات على القصور والطرق، لكنها تبخل على من خدموها طوال حياتهم بمعاشٍ يكفيهم دواءهم وطعامهم.

وأخيرا فإن أزمة المعاشات ليست مجرد مشكلة مالية بل فضيحة سياسية وأخلاقية لنظامٍ يرفع شعار “الكرامة” بينما يترك كبار السن في طوابير الذل، كذلك تجاهل الحكومة لهذه الفئة لا يعني ضعف الإدارة فقط، بل سقوط فكرة الدولة الاجتماعية من أساسها.
ففي حين يُهان من بنوا الوطن في شيخوختهم، لا يمكن لأي خطاب رسمي أو “زيادة استثنائية” أن تُخفي الحقيقة: أن الحكومة فشلت في أبسط واجباتها — تأمين حياة كريمة للمواطن بعد عمرٍ من العمل.

*بعد ارتفاع أسعار الخضراوات واللحوم.. من ينقذ المصريين من حكومة الجباية؟

يخوض المصريون صراعات لا تنتهي في مواجهة غول التضخم الذي يلتهم دخولهم، ويؤثر على حياتهم وأحوالهم المعيشية بشكل كبير، دون أن تظهر في الأفق بوادر تحسن، على الرغم من التصريحات الوردية لحكومة الانقلاب التي تزف نجاحات وإنجازات وهمية، لا أثر لها في الواقع على تحسن الحالة الاقتصادية، حتى باتت سلع أساسية خارج أولويات المواطن، في ظل عجزائها عن مواكبة الارتفاع في أسعارها.

وشهدت أسعار الخضراوات في مصر، ارتفاعًا مدفوعًا برفع أسعار الوقود مؤخرًا بقيمة جنيهين في اللتر الواحد، وهي الزيادة الثانية من نوعها خلال العام الجاري، نظرًا لاعتمادها بشكل أساسي على حركة النقل، وسط اتهامات إلى التجار باستغلال الزيادة لرفع الأسعار إلى مستويات غير عادلة، في ظل انعدام الرقابة على الأسواق، مما يضع المواطن بين مطرقة زيادة أسعار الوقود، وسندان ارتفاع أسعار السلع.

ويقول مواطنون إن الارتفاع طال جميع أسعار الخضراوات خلال الفترة الأخيرة، مما يشكل عبئًا متزايدًا عليهم في تغطية تكلفة الاحتياجات الأساسية للمعيشة، ناهيك عن الزيادة في أسعار مواد البقالة، واللحوم، إضافة إلى غاز الطهي، على الرغم من محاولة حكومة الانقلاب التهوين من تداعيات زيادة ارتفاع أسعار الوقود، وغسل يدها من أية محاولات لاستغلال الزيادة في رفع أسعار كثير من السلع الأساسية.

وفقًا للأسعار المعلنة بسوق العبور للجملة، أمس الأربعاء، تراوح سعر الطماطم من 5 إلى 13 جنيهًا، والبطاطس من 4 إلى 16 جنيهًا، البصل الأبيض من 8 إلى 12 جنيهًا، البصل الأحمر من 7 إلى 9.5 جنيهات، الكوسة من 10 إلى 18 جنيهًا، الجزر بدون عروش من 8 إلى 10 جنيهات، الفاصوليا من 15 إلى 30 جنيهًا، الباذنجان البلدي من 7 إلى 12 جنيهًا، الباذنجان الرومي من 6 إلى 12 جنيهًا، الباذنجان الأبيض من 9  إلى 15 جنيهًا، فلفل رومي بلدي من 9 إلى 15 جنيهًا، الملوخية من 6 إلى 9 جنيهات، خيار صوب من 11 إلى 15 جنيهًا، خيار بلدي من 7 إلى 11 جنيهًا، البامية من 20 إلى 40 جنيهًا، والسبانخ من 13 إلى 17 جنيهًا.

زيادة في تكلفة الإنتاج

وقال حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الخضراوات والفاكهة تُحدَّد من خلال آليات العرض والطلب، مشيرًا إلى أن كمية المعروض من الإنتاج هو المؤشر الوحيد لانخفاض أو ارتفاع الأسعار في السوق.

وأوضح أنه قد تكون هناك بعض الارتفاعات في تكلفة الإنتاج، لكن الموسم الشتوي الحالي الذي يدخل للأسواق موجود بالفعل، إلا أنه بعد الموسم الشتوي ستكون هناك زيادة في تكلفة الإنتاج.

وأكد أن أغلب مدخلات الإنتاج في العملية الزراعية تعمل بالسولار، داعيًا إلى تقديم الدعم للمزارعين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من جانب وزارة الزراعة.

زيادة أسعار النقل

وقال أحمد الزيني، رئيس جمعية نقل البضائع بالسيارات، إن الزيادة المتوقعة في أسعار النقل لن تتجاوز 20 بالمائة بعد قرار تحريك أسعار الوقود، الأمر الذي سيكون تأثير على أسعار السلع.

وأشار إلى أن الزيادة في تكلفة النقل لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جدًا من سعر أي سلعة، محذرًا من استغلال هذه الزيادة كذريعة لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.

وأضاف الزيني، أن تكلفة نقل السكر أو الخضروات أو الفاكهة يجب لأا تتعدى 5 قروش في الكيلو كحد أقصى، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في استغلال بعض التجار لهذه الذريعة، ويرفعون أسعار السلع بنسبة تصل إلى 20 بالمائة، بينما الزيادة الفعلية لا تمثل 3 بالمائة من سعر السلعة.

وأكد الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن حرية السوق لا تعني رفع الأسعار بشكل عشوائي دون معايير أو ضوابط، موضحًا أن الأسواق الحرة في العالم تخضع لقواعد تنظيمية صارمة، وهو ما يجب تطبيقه في مصر لضمان عدالة المنافسة واستقرار الأسعار.

أسعار اللحوم

ووصلت أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات تفوق مقدرة كثير من المواطنين، مما يدفع بالبعض إلى التوقف عن تناولها، والبحث عن بدائل أرخص.

وتراوحت أسعار اللحوم الكندوز بين 400 و420 جنيهًا للكيلو، واللحوم البتلو بين 360 و415 جنيهًا للكيلو، واللحوم البلدي من 400 إلى 450 جنيهًا للكيلو، وعرق الفلتو نحو 430 جنيهًا للكيلو، والكبدة البلدي بين 400 و450 جنيهًا للكيلو، وكيلو اللحوم المفروم ما بين 330 و440 جنيهًا، واللحوم الضأن بين 440 و500 جنيهًا للكيلو، كيلو اللحم الجملي بين 290 و340 جنيهًا.

وسجلت أسعار الدواجن البيضاء في البورصة بين 62 و63 جنيهًا للكيلو، لتباع للمستهلك بسعر يتراوح بين 72 و73 جنيهًا. وبلغ سعر الدواجن البلدية في البورصة 110 جنيهات، تباع للمستهلك بـ 120 جنيهًا للكيلو.

وسجل سعر كرتونة البيض الأحمر نحو 147 جنيها جملة، وتباع للمستهلك بـ 157 جنيها. وبلغ سعر كرتونة البيض الأبيض 145 جنيها جملة، وللمستهلك 155 جنيها.

تبريرات حكومة الانقلاب

اللافت أنه على الرغم من الشكاوى المتزايدة من جانب المواطنين، وتحذيرات الخبراء من ارتفاع أسعار السلع بشكل عشوائي، إلا أن حكومة الانقلاب تحاول التكتيم على ذلك عبر الادعاء بأن الأسعار لم تسجل ارتفاعات كما يشكو المواطنون.

مصطفى مدبولي رئيس حكومة الانقلاب قال إنه لم تكن هناك زيادة في أسعار السلع أعقاب رفع أسعار الوقود، داعيًا المحافظين إلى المتابعة لحركة الأسواق وأسعار السلع، مشددًا على أهمية ألا ينعكس تحريك في أسعار المواد البترولية والوقود على زيادة أسعار السلع بشكل غير مبرر وبدون وجه حق.

الواقع يؤكد أن مدبولي يبيع الوهم للمصريين ويعمل على محاولة تهدئة غضبهم المكتوم، في ظل انفلات الأسعار داخل السوق المحلية، محاولاً تجميل صورة الحكومة التي فقدت رصيدها حتى بين الموالين للانقلاب، متخلية عن مسؤوليتها في ضبط حركة البيع والشراء، والتصدي لأية محاولات للتلاعب في أسعار السع.

السيسي وعصابة الأربعين حرامي يستعدون لابتزاز المساعدات لغزة.. الخميس 23 أكتوبر 2025م.. النظام المصري يدعم ترشيح توني بلير لإدارة الحكم في غزة وفصول جديدة من التحالف مع الكيان الصهيونى

السيسي وعصابة الأربعين حرامي يستعدون لابتزاز المساعدات لغزة.. الخميس 23 أكتوبر 2025م.. النظام المصري يدعم ترشيح توني بلير لإدارة الحكم في غزة وفصول جديدة من التحالف مع الكيان الصهيونى

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* استمرار حبس شادي محمد و5 شباب لرفعهم “بانر دعم فلسطين” بعد سنة ونصف من الاحتجاز

لا يزال القيادي العمالي شادي محمد وخمسة من الشباب قيد الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 1644 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميًا باسم “قضية بانر دعم فلسطين”، وذلك بعد مرور أكثر من سنة ونصف على اعتقالهم،  رغم أن القضية بدأت بتعليق لافتة تضامن مع الشعب الفلسطيني في أحد شوارع الإسكندرية.

ففي أحدث تطور للقضية، قررت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في مجمع بدر الأمني، تجديد حبس المتهمين لمدة 45 يومًا، وفق ما صرح به محامي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إسلام سلامة، الذي أكد أن قرار التجديد صدر رغم عدم وجود مبرر قانوني لاستمرار احتجازهم طوال هذه المدة.

من لافتة تضامن إلى اتهامات بالإرهاب

تعود بداية الواقعة إلى نهاية أبريل من العام الماضي، عندما أقدم شادي محمد وعدد من الشباب السكندريين على تعليق لافتة كتبوا عليها عبارات دعم وتضامن مع فلسطين، فوق أحد الكباري في مدينة الإسكندرية، عقب تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

لكن هذا الفعل البسيط، الذي لم يتجاوز دقائق معدودة، تحول إلى قضية أمن دولة، بعدما ألقت قوات الأمن القبض على الشباب الخمسة من منازلهم في 28 أبريل، ثم على شادي محمد في اليوم التالي، ليظهر الجميع أمام نيابة أمن الدولة العليا في 30 أبريل، حيث واجهتهم النيابة باتهامات ثقيلة شملت: تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وتكدير السلم العام، والاشتراك في تجمهر يهدف إلى الإخلال بالنظام العام. 

جلسة تجديد مزدحمة.. ولا صوت للمتهمين

وأوضح المحامي إسلام سلامة أن الجلسة الأخيرة شهدت مثول المتهمين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث ظهر شادي محمد من سجن برج العرب، بينما حضر بقية الشباب من سجن العاشر من رمضان 6. وأضاف: 

“كان اليوم مزدحمًا جدًا وعدد القضايا كبير، ولم يتمكن أي من المتهمين من الحديث أمام القاضي”.

وطالب سلامة خلال الجلسة بإخلاء سبيل المتهمين لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي، مؤكدًا أن الوقائع المنسوبة إليهم لا ترقى إلى مستوى التهم الموجهة، فـ”كل ما فعلوه هو تعليق بانر تضامني مع غزة”. 

أسر تنتظر الأمل.. وزوجة شادي تكشف إحباطها

من جانبها، عبرت سلوى رشيد، زوجة شادي محمد، عن حزنها العميق بعد صدور قرار التجديد، وكتبت عبر صفحتها على فيسبوك:

“مش دايمًا الأمنيات بيبقى لها انعكاس على أرض الواقع، زي أمنية إن ميتمش التجديد مثلًا… بعد ما خرج عدد كبير من المتهمين في قضايا دعم فلسطين، كنا متفائلين، لكن الإحباط رجع تاني.” 

وأشارت سلوى إلى أن الإفراج عن نحو 24 شابًا في قضايا مماثلة الشهر الماضي كان مبشرًا، لكن استمرار حبس شادي وزملائه يثير تساؤلات حول أسباب عدم تطبيق المعاملة نفسها عليهم، خاصة بعد إعلان الدولة دعمها الرسمي للقضية الفلسطينية.

سلسلة إفراجات متزامنة

وكانت النيابة العامة قد أعلنت في السادس من أكتوبر الجاري عن إخلاء سبيل 38 متهمًا على ذمة قضايا تُجري فيها نيابة أمن الدولة تحقيقات، من بينهم متهمون في قضايا تتعلق بـ”دعم فلسطين”.

كما أخلت النيابة في 13 أكتوبر سبيل ثلاثة نشطاء من المشاركين في أسطول الصمود المصري لكسر الحصار عن غزة، بكفالة مالية، بعد القبض عليهم أثناء تنظيم وقفة تضامنية أمام مقر الأسطول بالدقي. 

إضراب عن الطعام.. وحملة تضامن واسعة

في يناير الماضي، دخل شادي محمد في إضراب كلي عن الطعام استمر لأكثر من أربعة أسابيع احتجاجًا على نقله المفاجئ من سجن العاشر 6 إلى سجن برج العرب وتجريده من متعلقاته الشخصية.

أثار هذا الإضراب حملة تضامن واسعة من منظمات حقوقية وأحزاب سياسية طالبت بالكشف عن مكان احتجازه وضمان سلامته الصحية والنفسية، إلى أن أنهى شادي إضرابه بعد تحسن أوضاعه داخل السجن، وفق ما أكدته زوجته بعد زيارته بمستشفى السجن.

خلفية نقابية وسوابق في النضال العمالي

يُعد شادي محمد من القيادات العمالية البارزة في محافظة الإسكندرية، وكان يشغل موقعًا قياديًا في النقابة المستقلة لعمال شركة “لينين جروب” للمنسوجات والمفروشات، قبل فصله تعسفيًا في عام 2019 بسبب نشاطه النقابي.

كما أنه عضو مؤسس في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، وسبق اعتقاله في أكتوبر 2022 على خلفية مشاركته في احتجاجات عمالية، قبل أن يُفرج عنه بعد أسابيع. 

حملات اعتقال على خلفية دعم فلسطين

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، شهدت مصر موجة من القبض على مواطنين تضامنوا مع فلسطين بطرق سلمية، شملت رفع لافتات أو المشاركة في فعاليات رمزية.
وبحسب إحصاءات المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تم القبض على 186 شخصًا في 16 قضية مختلفة أمام نيابة أمن الدولة العليا، على خلفية أنشطة سلمية تتعلق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.

* ضابط شرطة يمزق ملابس محامية داخل محكمة كوم حمادة بالبحيرة

تقدمت المحامية مرام سامي ببلاغ بعد تعرضها لاعتداء بالضرب المبرح والسب وتمزيق ملابسها داخل محكمة كوم حمادة الجزائية بمحافظة البحيرة يوم الأحد الماضي على يد الرائد فوزى المغولي.

كما تقدمت بشكاوى لكل من إدارة الفساد بوزارة العدل ونقابة المحامين اتهمت فيهما رئيس المحكمة ونقيب المحامين الفرعى بتهديدها بالشطب من النقابة إذا لم توقع على مذكرة تصالح مع الضابط المعتدي، وهو ما اضطرت لتنفيذه بالفعل تحت التهديد قبل أن تتمكن من مغادرة المحكمة وتتوجه بشكواها للجهات المعنية. 

وقالت المحامية في منشور عبر صحفتها في موقع “فيسبوك”: “أنا المحامية التي تم الاعتداء عليها من قبل الرائد فوزي المغولي داخل محكمة كوم حمادة بمحافظة البحيرة. الضابط اعتدى عليّ بالضرب، مما تسبب في إصابة بعيني، ومزّق ملابسي، وشتمني بألفاظ نابية”.

وأضافت: “وفوجئت بعد الواقعة بأن رئيس المحكمة قدّم ضدي شكوى في نقابة المحامين بنفس تاريخ الواقعة، وهو 19 / 10 / 2025، واتفق مع نقيب المحامين الفرعي على شطبي من النقابة”.

وتابعت: “كما أُجبرت على مسح المنشور وأنا داخل مكتب رئيس المباحث، وتم إرغامي على التوقيع على مذكرة صلح تفيد بأن ما حدث مجرد “مشادة كلامية”، على خلاف الحقيقة، وذلك تحت وطأة الإكراه المعنوي وتهديدي بالشطب من النقابة”.

لكنها شددت على أنه “رغم ذلك، فأنا مستمرة في إجراءاتي القانونية ضد الضابط، وقد تقدمت بالفعل بشكوى ضد رئيس المحكمة إلى إدارة الفساد بوزارة العدل، وغدًا سأضيف أقوالي في قضية الضابط وسأوجه فيها الاتهام إلى كل من رئيس المحكمة ونقيب المحامين””

وطالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وزارة الداخلية ووزارة العدل بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الواقعة، وضمان حماية حقوق المحامية وتمكينها من اتخاذ الإجراءات القانونية بحرية تامة، دون أي ضغوط أو تهديدات.

ودعت نقابة المحامين إلى القيام بدورها في الدفاع عن أعضائها وحماية كرامة المهنة، وإلى عدم التهاون في مواجهة أي اعتداء على المحامين أثناء تأدية عملهم.

وشددت الشبكة على أن سيادة القانون وحماية الكرامة الإنسانية هما أساس أي دولة تحترم نفسها ومواطنيها، وأن أي محاولة لتكميم الأفواه أو ترويع المدافعين عن العدالة تمثل خطرًا على دولة القانون وتهديدًا مباشرًا للحقوق والحريات.

* احتجاز مسن (65 عامًا) بمركز تمي الأمديد بالدقهلية بعد رفض قيد شكواه

احتجزت قوة تابعة لمركز شرطة تمي الأمديد بالدقهلية رجلًا مسنًا يبلغ من العمر 65 عامًا، عقب حضوره إلى ديوان المركز لتقديم شكوى على خلفية نزاع محلي، قبل أن يُرفض قيد المحضر وتُمنع أسرته من توثيق الموقف، بحسب ما أفاد به ذوو المحتجز وشهود من محيط القسم. وتقول الأسرة إن الواقعة بدأت حين طلب الرجل إثبات تعديات بحقه، لتنتهي – خلال أقل من ساعة – باقتياده إلى داخل غرفة الحجز دون تمكينه من تحرير شكواه.

ووفق تسلسل الأحداث الذي روته الأسرة للمحرر، فقد دخل المسن إلى الاستقبال ومعه نجله لتقديم بلاغ رسمي، غير أن الضابط المناوب “رفض إثبات أقواله”، قبل أن يطلب من أفراد القوة اصطحابه إلى الداخل “لإنهاء الإجراءات”. يضيف نجله: “عندما حاولنا تصوير ما يجري على الهاتف قيل لنا ممنوع التصوير داخل ديوان القسم، وتم تهديدنا بمصادرة الهاتف”، مؤكدًا أن الأب بقي داخل المركز حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
شاهد من محيط ديوان المركز قال إن مشادة دارت بين أفراد من أسرة الرجل وأمناء شرطة أمام شباك الاستقبال، تخللتها مناشدات للسماح بقيد الشكوى أولًا. ويشير الشاهد إلى أنه رأى المسن يدخل برفقة فردين من الشرطة إلى ممر داخلي، ثم أغلق الباب. وتصر الأسرة على أن ما جرى “احتجاز غير مبرر، بينما لم يتسنّ للمحرر الحصول على نسخة من أي محضر إثبات حالة حتى الآن.
وتتهم الأسرة خصومًا في النزاع المحلي بـ“التأثير” على سير الإجراءات داخل المركز عبر دفع مبالغ مالية لأفراد، ما أدى – وفق روايتهم – إلى تعطيل قيد الشكوى والتحفظ على المُبلّغ بدلًا من تمكينه من حق التقاضي. ولم يقدم ذوو المحتجز مستندًا ماليًا يبرهن الواقعة لحظة نشر الخبر، لكنهم أكدوا توجههم إلى النيابة العامة بطلب فحص كاميرات المراقبة في الاستقبال والممرات وسجل الأحوال اليومية ونوبات الخدمة، وإحالة أي شبهة تلقي منفعة إلى جهات التحقيق المختصة.

حوادث مشابهة بالتواريخ

– 6 يونيو 2010 – الإسكندرية: قضية خالد سعيد التي انتهت بإدانة شرطيَّين بعد إعادة المحاكمة في 2014، وأصبحت رمزًا مبكرًا لانتهاكات جسيمة داخل منظومة إنفاذ القانون.

– فبراير–مارس 2015 – قسم المطرية (القاهرة): سلسلة وفيات داخل الحجز أعادت تسليط الضوء على التعذيب وتدهور أوضاع الاحتجاز، مع توثيق حقوقي ومحلي لوفيات متكررة خلال تلك الفترة.

– فبراير 2015 – القاهرة: وفاة المحامي كريم حمدي بعد يومين من احتجازه مع دلائل طبية على تعذيب؛ صدرت أحكام ثم أُلغي بعضها لاحقًا وصولًا إلى تبرئة ضابطين في 2018.

– 11 ديسمبر 2024 – الجيزة: جدل إعلامي حول رفض قسم أول 6 أكتوبر قيد محضر لإعلامي سابق؛ أصدرت الجهات الأمنية لاحقًا رواية مضادّة لملابسات الواقعة.

– 14 أكتوبر 2024 – الإسكندرية: مطالبات حقوقية بالتحقيق في وفاة مفاجئة لمفرجٍ عنه حديثًا، ضمن نمط أوسع لوفيات مرتبطة بالاحتجاز خلال 2024.

– 14 أكتوبر 2025 – مصر (قضية “أبو هبة”): توثيق حقوقي لوفاة شاب داخل قسم شرطة بعد تعذيب مزعوم أعقب توقيفه، مع دعوات للمحاسبة.

تقرير الشهاب لحقوق الانسان (2024): وهو تقرير دوري  أشار إلى تكرار شكاوى التعذيب والوفاة قيد الاحتجاز، وعلى قصور التحقيقات الرسمية وانتهائها غالبًا دون فحص جنائي كافٍ.

تُظهر هذه الوقائع نمطًا متكررًا من انتهاكات مزعومة داخل أقسام الشرطة—من التعذيب والوفيات في الحجز إلى تعطيل حق المواطنين في قيد عمل المحاضر.

*النظام المصري يدعم ترشيح توني بلير لإدارة الحكم في غزة

بعدما قوبل نبأ اختياره لرئاسة الهيئة الانتقالية الدولية أو مجلس السلام، المُرشحة لإدارة الحكم في غزة بعد نهاية الحرب الإسرائيلية، حسبما نصت عليه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بردود فعل غاضبة إقليمياً ودولياً، كشفت مصادر أن مصر تدعم تولي رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، مهمة الإشراف على غزة بصفته “المفوض السامي المعاصر“.

ونقل موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مصدر في الرئاسة المصرية أن القاهرة “من غير المرجح إلى حد كبير أن تعترض على تولي بلير قيادة المجلس الإداري المقترح لقطاع غزة“.

وورد اسم بلير بقوة في الأسابيع الماضية على الساحة الفلسطينية، خاصةً بعد ما زار البيت الأبيض للقاء ترامب. وقال “معهد توني بلير” (TBI) إنهأجرى عدداً من الاتصالات مع مجموعات مختلفة بشأن إعادة إعمار غزة بعد الحرب“.

وكان بلير أيضاً أحد الحضور في قمة السلام التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، وجُرى خلالها التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بحضور الرئيس ترامب وقادة العديد من الدول العربية والإسلامية.

ومنذ أن غادر منصبه في عام 2007، قدم الرجل البالغ من العمر 72 عاماً استشارات لمجموعة من الحكومات، من بينها حكومات عربية.

لماذا تدعم مصر ترشيح توني بلير لإدارة غزة؟

وفقاً لمصدر الرئاسة المصرية، فإن حكومة السيسي “ستدعم بلير بكل إخلاص، فهو معارض شرس للإسلام السياسي، بما في ذلك حماس، ولطالما دعا إلى إقصاء الإسلاميين عن الحياة السياسية“.

وقال محلل سياسي مقيم في القاهرة لموقع ميدل إيست آي: “بالنسبة للسيسي، فإن بلير ليس مجرد حليف بل مرآة؛ فكلاهما يرى الإسلام السياسي باعتباره جذر عدم الاستقرار“.

وأضاف: “أن تحالفهم يوفر الشرعية الغربية للحكم الاستبدادي تحت راية مكافحة التطرف“.

وقال مستشار رئاسي مصري لموقع ميدل إيست آي إن “عودة بلير إلى ملف غزة ليست مصادفة، لأنه يتصرف مثل المفوض السامي البريطاني المعاصر”، وشبهه بهربرت صموئيل، الصهيوني المثير للجدل الذي حكم فلسطين الانتدابية من عام 1920 إلى عام 1925.

وقال المستشار إنه “من المتوقع أن يلعب بلير دوراً رئيسياً في إدارة غزة”، مشيراً إلى أن الاجتماع الأخير بين بلير ونائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ “يحمل أهمية سياسية عميقة، تتجاوز بكثير المشاركة الدبلوماسية العادية“.

وأعرب الشيخ عقب اللقاء عن استعداده للعمل مع ترامب وبلير وشركاء آخرين لم يُسمّهم.

وأشار المستشار الرئاسي المصري إلى أن الإدارة الجديدة في غزة، والتي يُطلق عليها اسم السلطة الانتقالية الدولية في غزة (جيتا)، من المتوقع أن يكون مقرها في مدينة العريش المصرية في شبه جزيرة سيناء.

وأضاف أن “هذا من شأنه ضمان التنسيق اللوجستي والأمني بين غزة ومصر، نظراً لموقعها الحدودي، ما يمهد الطريق لمرحلة إعادة الإعمار“.

وقال المستشار إن القاهرة تُعد خطة خمسية لإعمار غزة، مشيراً إلى أن ذلك يعكس رغبة مصر في قيادة إعادة الإعمار وتعزيز نفوذها في المستقبل السياسي للقطاع.

وفي يوليو/تموز 2025، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن “معهد توني بلير” شارك في مناقشات لتحويل غزة إلى ما وُصف بـ”ريفييرا، بالتعاون مع مجموعة “بوسطن الاستشارية” (BCG)، إحدى أكبر شركات الاستشارات العالمية.

ما هي أشكال التعاون بين بلير وحكومة السيسي؟

لا يقتصر التعاون بين توني بلير والنظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على ما يجري في غزة حالياً، حيث أشارت تقارير سابقة إلى أن بلير قدم المشورة للسيسي في عام 2014 عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.

وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية في يوليو/تموز 2014 أن رئيس الوزراء البريطاني السابق وافق على تقديم استشارات للسيسي كجزء من برنامج مُمَوّل من الإمارات، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة آنذاك.

ونقل ميدل إيست آي عن مصدر الرئاسة المصرية قوله: “في عام 2014، عندما كان بلير يقدم خدمات استشارية للإمارات – التي تمول أيضاً معهده الخاصأرسلته أبو ظبي إلى القاهرة للعمل كمستشار للسيسي بعد وقت قصير من توليه السلطة“.

وأضاف المصدر: “مولت الإمارات عمل بلير وفريقه في مصر، وقدم بلير بالفعل العديد من الاستشارات للسيسي، بما في ذلك المشورة السياسية والاقتصادية، فضلاً عن استراتيجيات لتحسين صورة الحكومة بعد إطاحة السيسي بمحمد مرسي“.

ونفى متحدث باسم “معهد توني بلير” في تصريح لموقع ميدل إيست آي أن يكون قد تلقى أموالاً من الإمارات “أو أي شخص آخر” ليكون مستشاراً للسيسي، “رغم أنه التقى به بشكل متكرر على مر السنين“.

وقال موقع ميدل إيست آي إن علاقة بلير بالحكومة المصرية تمحورت حول الأولويات المتبادلة: مكافحة الإسلام السياسي، والوصول إلى التمويل الخليجي، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وأضاف المصدر أن “بلير قدم المشورة بشكل رئيسي بشأن كيفية التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين وقوى المعارضة وتأثير وسائل الإعلام من أجل استقرار حكومة السيسي“.

وتابع: “كما قدم بلير استشارات اقتصادية، مقترحاً أن يلجأ السيسي إلى جهات إقراض دولية مثل صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، وينسق معهم لتسهيل القروض“.

وقال المصدر إن دور بلير كان رسمياً، ولكنه لم يُعلَن عنه.

وفي البداية، كان بلير مستشاراً مستقلاً يتقاضى أجره من الإمارات. أما الآن، فهو يقدم استشارات للحكومة المصرية عبر مؤسسته، ويتقاضى أتعابه من مصر، وفقاً للمصدر.

يُذكر أن علاقة بلير بدعم الحكومات المصرية تمتد إلى ما هو أبعد من علاقته بحكومة السيسي، حيث أشار تقرير لموقع دي كلاسيفايد البريطاني إلى الدور الذي لعبه رئيس الوزراء البريطاني السابق في تعزيز علاقات المملكة المتحدة مع “النظام الديكتاتوري” المصري في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

ماذا تقول خطة ترامب بشأن الهيئة الانتقالية الدولية؟

يقول المقترح: “ستحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين”، وستُشرف على اللجنة هيئة انتقالية دولية جديدة تُسمى “مجلس السلام”، وسيرأسها ترامب، وستضم رؤساء دول وأعضاء آخرين، بمن فيهم بلير.

وستتولى اللجنة مسؤولية الإدارة اليومية للخدمات العامة والشؤون البلدية في غزة، وستتألف من “فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين” لم يتم تحديدهم. ولن يكون لحركة “حماس” أي دور في حكم غزة.

وسيتم تخصيص ميزانية للهيئة الانتقالية الدولية تقارب 400 مليون دولار، مقسمة على ثلاث سنوات، على أن تكون ميزانية السنة الأولى 90 مليون دولار، و134 مليون دولار في السنة الثانية، و164 مليون دولار في السنة الثالثة (وهذه نفقات إدارية فقط، ولا تشمل إعادة الإعمار أو المساعدات)، وفقاً للوثيقة التي نشرتها صحيفة هآرتس العبرية.

ما هي أبرز ردود الفعل على إشراف بلير على الهيئة الانتقالية الدولية؟

قوبل ترشيح بلير لرئاسة اللجنة المشرفة على إدارة الحكم في غزة بانتقادات واسعة، بسبب تاريخ الإمبريالية البريطانية في المنطقة، وخاصةً مشاركة بلير في غزو العراق، الذي استند إلى مزاعم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وثبت زيفها فيما بعد، بحسب وكالة رويترز.

وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن بلير “شخصية غير مرحّب بها في الحالة الفلسطينية، وارتباط أي خطة بهذا الشخص بمثابة نذير شؤم للشعب الفلسطيني“.

وأضاف بدران في تصريحات تلفزيونية سابقة أن “وجود مثل هذه الشخصيات السلبية، التي ربما تستحق أن تكون أمام المحاكم الدولية للجرائم التي ارتكبتها في سنوات سابقة، ليس مدخلاً حقيقياً أو إيجابياً أو مقبولاً للحديث عن أي ترتيبات متعلقة بالقضية الفلسطينية“.

فيما قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة: “توني بلير؟ بالطبع لا. ارفعوا أيديكم عن فلسطين“.

وشملت الانتقادات الموجّهة لتوني بلير أعضاء من حزب العمال البريطاني، الذي ينتمي إليه بلير، أيضاً.

وفاجأت فكرة قيام بلير بالعمل إلى جانب ترامب في دور صانع السلام في الشرق الأوسط بعض أعضاء حزب العمال، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأبدى بعض أعضاء البرلمان من الصفوف الخلفية عدم تصديقهم للدور المقترح لبلير، نظراً لأن إرثه باعتباره رئيس الوزراء الأطول خدمةً في حزب العمال أصبح مشوّهاً في نظر العديد من أعضاء الحزب بسبب الدور الذي لعبته بريطانيا في العراق.

* فصول جديدة من التحالف مع الكيان الصهيونى

من لقاءات السيسي ونتنياهو إلى زيارة رئيس المخابرات لتل أبيب — فصول جديدة من التحالف بين نظام السيسي والكيان الصهيوني

 في مشهد يكشف عمق التحالف المتنامي بين نظام عبد الفتاح السيسي والكيان الصهيوني، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن لقاء جمع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو برئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في تل أبيب، لبحث ما وصفته بـ”تعزيز التعاون الثنائي ودعم خطة ترامب بشأن غزة”.

 الزيارة التي جاءت بعد أيام من تصريحات أمريكية حول إعادة ترتيب الوضع في القطاع، تمثل حلقة جديدة في مسلسل التطبيع والتنسيق الأمني بين القاهرة وتل أبيب، والذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة، بعدما تجاوز اللقاءات السرية إلى تعاون اقتصادي وأمني معلن، شمل مرور شحنات السلاح الإسرائيلي عبر قناة السويس، ومدّ الاحتلال بالغذاء والمواد الزراعية حتى في أوج عدوانه على غزة.

 علاقات تتعمق رغم الدم الفلسطيني منذ انقلاب السيسي في 2013، تكررت لقاءاته مع نتنياهو سراً وعلناً — في نيويورك، وشرم الشيخ، والعلمين — وسط تكتم مصري رسمي يقابله احتفاء من حكومة الاحتلال التي اعتبرت السيسي “كنزاً استراتيجياً” جديداً بعد مبارك. 

وخلال العدوان الأخير على غزة، التزمت القاهرة الصمت تجاه المجازر التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في الوقت الذي فتحت فيه أجواءها وموانئها أمام شحنات تمرّ للكيان الصهيوني.

 رشاد في تل أبيب: تثبيت الهدنة أم شرعنة الاحتلال؟ اللواء حسن رشاد، الذي وصل اليوم إلى الأراضي المحتلة، يجري مباحثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول ما تصفه القاهرة بـ”تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية”، وهي الصيغة التي اعتاد النظام استخدامها لتغطية دوره الحقيقي في حفظ أمن الاحتلال وضبط المقاومة الفلسطينية داخل غزة وسيناء.

 وبحسب ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” الموالية للنظام، تأتي الزيارة في إطار “تحرك مصري واسع لتثبيت اتفاق الهدنة”، بوساطة مشتركة من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، بعد حرب مدمّرة استمرت أكثر من عامين.

 إلا أن محللين يرون أن تحركات المخابرات المصرية باتت تُدار ضمن أجندة أمريكية – إسرائيلية تهدف إلى فرض ترتيبات جديدة في غزة تُقصي المقاومة وتُكرّس السيطرة الأمنية الإسرائيلية من خلف الستار.

 مؤشرات على تنسيق ثلاثي المصادر العبرية كشفت أن رئيس المخابرات المصرية سيلتقي أيضاً المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لبحث آليات تنفيذ مقترح ترامب بشأن “إعادة إعمار غزة” وبدء مسار تفاوضي جديد بين الاحتلال والفلسطينيين، في إطار ترتيبات ما بعد الحرب.

هذه اللقاءات تكشف عن مرحلة جديدة من التنسيق الثلاثي بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، حيث يسعى السيسي إلى تثبيت نفسه كوسيط لا غنى عنه في الملف الفلسطيني، رغم تورطه في حصار غزة وتشديد الخناق على سكانها لعقد كامل.

خلاصة المشهد بينما يروّج الإعلام الرسمي المصري لخطاب “الوساطة والسلام”، تتسارع الخطوات الواقعية نحو شراكة أمنية واقتصادية كاملة مع الاحتلال، تُفرّغ الموقف المصري التاريخي من معناه، وتحول النظام الحالي إلى شريك فعلي في تثبيت الاحتلال لا في مقاومته.

 فمن مقابلات السيسي المتكررة مع نتنياهو، إلى زيارة رئيس مخابراته لتل أبيب، تتضح ملامح تحالف وظيفي يخدم الكيان الصهيوني في حصار غزة وتطويق المقاومة، مقابل دعم غربي لبقاء النظام وتجاهل سجله الأسود في القمع وحقوق الإنسان.

* السيسي يبتز أوروبا بملف الهجرة غير الشرعية

في محاولة للحصول على أموال وقروض جديدة، صرح عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أنه لولا جهود مصر لتدفق الملايين من اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا.

وأوضح السيسي، أن أوروبا لم تتأثر بشكل كبير بتداعيات الهجرة غير الشرعية، بفضل الجهود المصرية الفعّالة في هذا المجال، وعلى رأسها منع انطلاق أي قوارب هجرة غير شرعية منذ سبتمبر 2016.

وشدّد على أن مصر تستضيف حاليًا نحو عشرة ملايين أجنبي (رقم مبالغ فيه جدا)، نزحوا إليها من دول تعاني من الأزمات وعدم الاستقرار، مؤكدًا أن تحقيق الاستقرار في تلك الدول يظل السبيل الأمثل للحد من ظاهرة الهجرة القسرية.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر محمد الشناوي، بأن السيسي استهل اللقاء بالتعبير عن تقديره للشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكّدًا أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين، لا سيما في المجالات السياسية والأمنية، بما يخدم مصالح منطقة الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي على حدٍّ سواء.

وأشار السيسي إلى أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تشهد اضطرابات متزايدة، مؤكدًا أن مصر تلتزم بسياسة خارجية متزنة وحكيمة تهدف إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، بعيدًا عن المصالح الضيقة. ولفت إلى أن السنوات العشر الماضية أثبتت نجاح هذا النهج المصري في إدارة الأزمات الإقليمية

* السيسي وعصابة الأربعين حرامي يستعدون لابتزاز المساعدات لغزة

بعد دعوة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي من المصريين التبرع لإعادة إعمار غزة، تفاعل ناشطون ومراقبون على منصة إكس يحاولون كشف السبب وراء الدعوة التي تأخرت منه على مدى عامين لم يطلب فيهما التبرع رسميا لغزة، وكان حديثه عن صعوبة إدخال المساعدات وحديث رئيس الحكومة عن تلف المساعدات المتراكمة في العريش وإعدامها مما كلف الخزينة مصاريف الإعدام.

وتزامنت الدعوة مع ضغوط اقتصادية داخلية حيث جاءت دعوة السيسي مباشرة بعد إعلان رفع أسعار الوقود في مصر، ما أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة. البعض رأى أن توقيت الدعوة غير مناسب، خاصة أن المصريين يواجهون تحديات اقتصادية كبيرة.

وأشار إلى أن التحضير لمؤتمر دولي فيها الدعوة بالتزامن مع إعلان مصر عن استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في نوفمبر 2025، ما يشير إلى رغبة في تنسيق الجهود الشعبية مع التحركات الدولية أو اعتباره بوابة للمساعدات (كله بثمنه 35 ألف دولار للشاحنة التجارية و25ألف دولار لشاحنة المساعدات بحسب تقرير الجارديان)

وأثارت الدعوة انقساماً في الرأي العام المصري، بين من اعتبرها واجباً إنسانياً، ومن رأى أنها عبء إضافي على المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية.

ولم تكن هناك آلية وطنية منظمة لجمع التبرعات من المواطنين، وهو ما دفع السيسي الآن لتكليف الحكومة بإنشائها، مما يفسر جزئياً غياب الدعوة في السابق.

وجاءت الدعوة في لحظة حساسة، تجمع بين التحديات الاقتصادية الداخلية والرغبة في تأكيد الدور المصري الإقليمي والإنساني.

 البعض يراها محاولة لإشراك الشعب في قضية قومية، وآخرون يرون أنها جاءت متأخرة أو غير مناسبة.

وذكرّت فدوى بركات بالمساعدات التالفة وقالت عبر @FadwaBarak38586: “يتجرأ على إدخالها و أتلفت بسبب المدة و لأسباب أخرى كان ممكنا أن تشبع الشعب المصري كله قبل شعب غزة، و هذه أعمال ليست للعبيد بغض النظر من هم لك”.

كيف تلقت اللجان الدعوة

والدعوة للتبرع لإعادة إعمار غزة جاءت بعد عامين من الحرب، ويبدو أن توقيتها مرتبط بتطورات اقتصادية داخلية في مصر وظروف سياسية إقليمية، وليس فقط بالأوضاع في غزة، إلا أنه رغم الأسباب المحتملة لتأخر الدعوة هو التخلي عن الدعوة حيث تسلط إعلاميو المتحدة بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية @aawsat_News إلى  انتقاد الدعوة بحجة ما قاله الذراع الإعلامي المحلي وهو ينتقد دعوة السيسي، قائلاً :إن “دخل المواطن المصري أقل بكثير من دخل المواطن الغزاوي”.

وتلقفت اللجان مثل “السوبي” و”سمية عسلة” الدعوة وقال سلوى السوبي إنبس المهم تعرفوا ليه السيسي طالب بالتبرع لغزة علشان يقطع خط التبرع..  لحرامية حماس الإخوانجية“.

وقالت @ssherin_soliman أن “المصري أولى من الفلسطيني.. من السوري.. من السوداني.. من اليمني..  من الليبي.. أولى من كل جنسيات العالم.” والسبب برأيه اللجنة لخصه الهاشتاج #ارفض_التبرع_لإعمار_غزة_من_جيوب_المصريين_الغلابة.

حتى إن بعض اللجان نسب 700 ألف طن دخل للقطاع على مدى عامين لتبرعات جميعات السيسي؟! وادعى أن “الدولة كانت تتحرك على المستوى الرسمي دون دعوة شعبية للتبرع.”؟!

العب غيرها

وعلى النقيض حذر مراقبون من البؤرة المعدومة للتوصل لعاطفة المصريين واستدرار أموالهم لصالح الصندوق المبهم “تحيا مصر” وكتب حساب @AdasaMasr “السيسي بيلعبها صح: يحاصر غزة، يرفع البنزين، وبعدين يقول للشعب “اتبرعوا”! .. بقى اللي واقف على الباب ماسك المفتاح هو نفسه اللي بيطلب التبرع للمفتاح، سياسة جديدة اسمها “خنق وبعدها ترميم”!”.

وقال الكبير أوي @3abersabel75: “إحنا مع التبرع لغزة، ولكن ليس من خلال عصابة السيسي والأربعين حرامي”.

وأوضح الكاتب نظام المهداوي – @NezamMahdawi أنه “.. حين يرفع #السيسي سعر البنزين على مواطنيه الذين يعانون الأمرَّين، ثم يخرج بعد أيام ليطالبهم بالتبرع لإعادة بناء #غزة، فذلك ليس أمرًا عشوائيًا أو مصادفة، بل له دلالات في علم النفس السياسي.

  1. المستوى الاستراتيجي – التحكم في الغضب الداخلي

وتحت هذا البند لفت إلى ان النظام يعيش “في توترٍ دائم مع الشارع بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة، وفي مثل هذه الحالات، تلجأ الأنظمة السلطوية إلى تحويل وجهة الغضب من الداخل إلى الخارج أو إلى طرفٍ ثالث.”.

وأبان أنه “عندما يمنع النظام المساعدات عن غزة، ثم يفتح الباب لما يسميه «تبرعات الإعمار»، فهو يفرّغ الغضب الشعبي في اتجاهٍ آخر: فالمواطن المصري البسيط يرى أن الفلسطينيين سببٌ إضافيٌّ لأزماته، لا أن النظام هو السبب، وهكذا تُنشأ فجوة وجدانية بين شعبين كانا حليفين في الضمير العام.”.

واعتبر أن ذلك “..تكتيك نفسيٌّ متعمَّد لإعادة توجيه المشاعر؛ فالنظام يعلم أن «العدو الخارجي يوحّد الشعوب»، أما «الجار المرهق» فيقسّمها، وهو يختار الثانية لأنها تخدم استقراره الداخلي.”.

  1. المستوى الرمزي – تزييف صورة البطولة

ورأى مهداوي أنه “حين يُحاصر النظامُ غزة، ثم يظهر لاحقًا في صورة «الوسيط الرحيم» أو «باني الإعمار»، فهذه محاولة لترميم صورته أمام الخارج، لا الداخل”.

ورأى أن الرسالة الموجَّهة إلى واشنطن وتل أبيب واضحة من السيسي “أنا الممسك بالمفتاح الأمني لغزة، وأنا الوحيد القادر على إعادة إعمارها، ولا يمكن تجاوزي”.

وأشار إلى أن السيسي يرى “أن إعادة إعمار غزة ستدر عليه مليارات الدولارات، وأن هناك ثمنًا يجب دفعه له مقابل إرسال جيشه إلى القطاع وترؤسه لقوةٍ مكوّنةٍ من عدة جيوشٍ إسلامية.. “.

وأكد أنه بهذا الشكل “.. يصبح أكبر خائني غزة والمتآمرين عليها هو أكبر المستفيدين منها.” مشددا على أن “وقف إطلاق النار منح السيسي دفعةً دوليةً بعد انحسار دور #مصر، وهو لا يريد بعد الحرب أن يحتكر إعادة الإعمار أحدٌ سواه عن طريق العرجاني وشركاتٍ تابعةٍ للجيش المصري.”.

* بالمخالفة للشرع… اجتماع السيسي والأزهري لابتلاع أموال الأوقاف المحفوظة تاريخيا

إن اجتماع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بوزير الأوقاف، متبوعًا بتصريحات عن الحصر المميكن لممتلكات الهيئة تمهيدًا لـ“الاستثمار”، ليس خبرًا إداريًا عابرًا؛ بل حلقة جديدة في مسارٍ حكومي يُحوِّل الملكية الوقفية—ذاكرة المصريين الدينية والاجتماعية عبر قرون—إلى سلعة قابلة للتسييل. في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانعدام ثقةٍ متفاقم، يبدو المشروع أقرب إلى تصفية منظَّمة منه إلى “تعظيم استفادة”، ويعيد طرح سؤال جوهري: هل الدولة وكيلة على الوقف أم وسيطٌ لتسويقه؟

من الحصر إلى التسييل: الاقتصاد السياسي للخطوة

التحوّل الجاري يضع أعيان الوقف—أراضي، عقارات تجارية وسكنية—داخل آلية استثمارية تستبدل الغاية الاجتماعية بمنطق العائد المالي السريع.
بدل حماية المقاصد الشرعية للوقف (رعاية الفقراء واليتامى، دعم التعليم والصحة)، تُدفع الأصول إلى عقود شراكة وبيع وانتفاع طويل الأجل، ما يفتح الباب للتفريط التدريجي في ملكية عامة تراكمت عبر أجيال.

هنا لا تبدو المسألة إصلاح إدارة بقدر ما هي إنتاج سيولة عاجلة تُسكن مؤشراتٍ مالية ولا تعالج عِلل الاقتصاد. 

تبريراتٌ مُعلّبة وواقعٌ مُقاوِم
لغة “الإدارة الرشيدة” و“تعظيم العائد” و“تحسين أحوال الأئمة” تُستخدم كواجهة خطابية لتمرير مشروعٍ جوهره تسليع موارد الوقف.
لو كانت النية إصلاحًا، لبدأت الدولة بجردٍ علنيٍّ مُوثَّق، وتقييماتٍ مستقلة للأصول، وحوكمة تمنع تضارب المصالح، وآلية توزيعٍ مُحكمة تضمن أن كل جنيه عائدٍ يعود إلى نفس مصارف الوقف التاريخية.

لكن ما يُطرح الآن يفتقر إلى الشفافية ويغذّي شُبهات المحاباة والتخصيص لصالح شبكاتٍ نافذة. 

ثغرات الحوكمة: الغموض باب الفساد
لا توجد—حتى الآن—قوائم مفصّلة منشورة بالأعيان، ولا منهج تقييم معلَن، ولا ضمانات ضد صفقات الأطراف ذات الصلة. كيف ستُدار المزادات؟
من يقيّم؟ أين الرقابة البرلمانية والقضائية والمجتمعية؟ وما موقع الأزهر ودوائر الفتوى من أي تحويل لصفة العين أو منفعتها؟

دون إجاباتٍ مُلزِمة، يتحوّل الحديث عن “الاستثمار الأمثل” إلى شعار يُخفي احتمالات تبدُّد الأصول عبر عقودٍ طويلة تُقفل الباب أمام استرداد الفائدة المجتمعية. 

تهديد العقد الاجتماعي والديني
فلسفة الوقف تقوم على تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة للمحتاجين.
نقل الأعيان إلى منطق السوق بدون ضوابطٍ صارمة ينسف هذا المعنى: يُقصي الفقراء عن مواردهم التاريخية، ويُضعف الثقة في المؤسسة الدينية، ويحوّل “المقدّس الاجتماعي” إلى مالٍ خاص.

النتيجة المتوقّعة: تراجع العدالة الاجتماعية، تمدد الريع العقاري، وتآكل شرعية الدولة بوصفها أمينةً على الحقوق لا متصرّفةً فيها. 

لماذا الآن؟ ولمصلحة مَن؟
توقيت طرح الأوقاف—في ذروة عجزٍ مالي وتضخّمٍ أنهك الأسر—يوحي بأن الهدف ليس إصلاحًا هيكليًا بقدر ما هو سد فجوات الميزانية وجذب سيولة سريعة، حتى لو جاء الثمن على حساب الإرث الوقفي.
الشكوك تتسع حول استفادة مستثمرين كبار محليين وإقليميين من مواقعٍ ذهبية بأثمانٍ “مُحسَّنة”، بينما يتحمّل المجتمع كلفة فقدان موردٍ اجتماعي دائم. 

أسئلة مُحرِجة تكشف الجوهر
أين السجلّ الوقفي العام المفتوح للجمهور؟ من يضمن منع البيع الصريح للأعيان المحبّسة؟ كيف ستُحاط عوائد الانتفاع بـ“أسوار قانونية” تُجبر على صرفها حصريًا في مصارف الوقف؟ ولماذا لا يُجرَّب أولًا نموذج “صندوق سيادي وقفي” مُستقل الحوكمة، تديره مجالس أمناء من قضاء وخبراء وأزهر ومجتمع مدني، بدل فتح الأبواب لخصخصة متدرجة؟

وفي النهاية فإن ما يُسوَّق له بوصفه “تعظيم استفادة” هو في الجوهر خصخصة للإرث الاجتماعي والديني لمصر. حماية الوقف ليست رفاهية بل صمّام أمانٍ للتماسك الاجتماعي.

لذلك فإن المطلوب فورًا:

  1. وقف أي إجراءات بيعٍ أو انتفاعٍ طويل الأجل إلى حين إصدار إطار تشريعي خاص بالحوكمة الوقفية
  2. نشر جردٍ تفصيلي مُوثَّق لكل الأعيان وتقييماتها
  3. إنشاء هيئة رقابة مستقلة تضم قضاءً وخبراء وأزهر ومجتمع مدني
  4. تحصين العوائد في صناديق موقوفة مُغلقة المصارف
  5. حظرٌ صريح على تحويل الملكية أو تغيير صفة العين بلا حكمٍ قضائي.

دون ذلك، سيبقى “تعظيم العائد” مجرد اسمٍ حركي لابتلاع الوقف باسم الاستثمار.

*على خطى السيسي في التسوّل..مؤيدون بالأجرة يتظاهرون لمطالبة الاتحاد الأوروبي بالإفراج عن ٤ مليار يورور لمصر

النظام يحشد مؤيديه للضغط على أوروبا من أجل الإفراج عن 4 مليارات يورو في الوقت الذي ينشغل فيه النظام المصري بتجميل صورته أمام الاتحاد الأوروبي، عبر حملات علاقات عامة وحشد أصوات موالية لتلميع وجهه القبيح، تتكشف على الأرض حقائق تعكس حجم الإهمال والفساد الذي ينهش مؤسسات الدولة، وعلى رأسها قطاع الآثار الذي تحول إلى مرآة تكشف انهيار منظومة الحماية وتهريب التاريخ المصري للخارج.

 تزامن نفي وزارة السياحة والآثار لما نشرته وسائل إعلام أجنبية عن تعرض مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون لخطر الانهيار مع تحركات النظام السياسية للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل الإفراج عن دفعة مالية قيمتها 4 مليارات يورو ضمن برنامج الدعم الأوروبي لمصر، الذي جُمد بسبب سجل النظام الكارثي في ملف حقوق الإنسان واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين.

الوزارة سارعت إلى وصف التقارير الأجنبية بأنها “ادعاءات غير صحيحة”، في محاولة مكشوفة لتلميع الصورة في وقت حرج، بينما أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد أن المقبرة “في حالة ممتازة من الحفظ”، وأنها “ليست معرضة لأي خطر”.

لكن خبراء آثار مستقلين كشفوا عكس ذلك تماماً، مؤكدين وجود مشكلات في التهوية وارتفاع الرطوبة وتآكل اللوحات الجدارية، نتيجة الإهمال وسوء الإدارة، وسط صمت رسمي وتضليل إعلامي ممنهج.

ويرى مراقبون أن النظام يستغل هذه البيانات الرسمية لتمرير رسائل “الاستقرار والأمان” إلى بروكسل، على أمل أن تُلين مواقفه وتفرج عن التمويلات الأوروبية، رغم استمرار الانتهاكات الواسعة بحق المعتقلين السياسيين، وتواطؤ السيسي في الحصار المفروض على غزة، الذي كان أحد أدواته لإرضاء العواصم الغربية وإثبات “ولائه الأمني” على حساب دماء الفلسطينيين. ويؤكد مختصون أن ما يحدث في ملف الآثار ليس سوى انعكاس لنظام ينهار من الداخل، يخلط بين الفشل الإداري والفساد المالي، حيث تتكرر فضائح تهريب القطع الأثرية المصرية إلى مزادات أوروبية دون محاسبة، في حين تتباهى الحكومة بشراكات شكلية مع معاهد أجنبية كـ“بول غيتي” لتغطية العجز الفني والبحثي في مؤسساتها.

 ويشير خبراء إلى أن العلامات الظاهرة على جدران المقبرة، التي تزعم الوزارة أنها “قديمة”، تشهد على عقود من الإهمال، وأن أي انهيار محتمل “لن يكون مفاجئاً بل نتيجة طبيعية لسياسات العبث والتجميل الكاذب”.

 وبينما يستعد السيسي لاستقبال وفود أوروبية للتفاوض حول التمويل، تظل مقبرة توت عنخ آمون، التي اكتُشفت عام 1922، شاهدة على مأساة وطنٍ يبيع تاريخه وكرامته مقابل قروض مشروطة، ويتباهى بترميم الماضي بينما يدمّر الحاضر ويعتقل المستقبل.

* كوارث مصر فى زمن الانقلاب..الحرائق تشعل محافظات الجمهورية

 فى سياق الكوارث اليومية التى تشهدها مصر فى زمن الانقلاب الدموى اندلع حريق هائل في إحدى المناطق الزراعية بقرية بربا التابعة لمركز صدفا بمحافظة أسيوط ، وامتدت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وجفاف النباتات، ما أدى إلى اشتعال مساحات واسعة من الأشجار والزراعات.

كان وائل نصار مدير أمن أسيوط الانقلابى قد تلقى إخطارا من غرفة عمليات الحماية المدنية بورود بلاغ من الأهالي بنشوب حريق داخل الأراضي الزراعية بقرية بربا التابعة لدائرة المركز

إخماد النيران

تم توجيه سيارات الإطفاء والإسعاف إلى موقع البلاغ للتعامل مع الموقف والسيطرة على النيران قبل امتدادها إلى المناطق السكنية المجاورة.

تحركت قوات الحماية المدنية نحو موقع الحادث وتم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء المزودة بخزانات مياه ضخمة وخراطيم طويلة للوصول إلى عمق المنطقة المشتعلة.

كما تم فرض كردون أمني حول المكان لمنع اقتراب المواطنين لتسهيل عملية السيطرة على الحريق دون عوائق.

استغرق الإطفاء ساعات في محاولة لإخماد النيران التي تصاعدت أعمدتها بكثافة عالية، ما تسبب في صعوبة الرؤية داخل المنطقة.

وواجه الإطفاء صعوبات مضاعفة للحد من انتشار النيران التي كادت تلتهم بعض الأحواش والمزارع الحيوانية القريبة، إلا أن تدخل فرق الإطفاء حالت دون وقوع أي خسائر في الأرواح أو إصابات بين المواطنين.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الحريق بدأ في إحدى الزراعات الواقعة بأطراف القرية، ورجحت المصادر أن يكون السبب ماس كهربائي أو مصدر حراري قريب تسبب في اشتعال الحشائش الجافة المنتشرة بالمكان.

حريق ضخم بالشرقية

كما اندلع حريق كبير منذ قليل في منطقة قريبة من المعهد العالي والمجزر بطريق بلبيس في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، مما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي والعاملين بالمكان، قبل أن تتمكن الحماية المدنية من السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة.

كان عمرو رؤوف مدير أمن الشرقية الانقلابى قد تلقى إخطارا من غرفة عمليات النجدة باندلاع حريق هائل في محيط المعهد العالي والمجزر بطريق بلبيس أبو حماد

تم توجيه قوات الحماية المدنية وعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع البلاغ للتعامل مع الحريق والسيطرة عليه قبل تفاقم الوضع.

تحركت فرق الإطفاء إلى الموقع وتمكنت من السيطرة على ألسنة اللهب التي امتدت إلى مساحة كبيرة من المكان، وسط تصاعد أعمدة الدخان الكثيف التي شوهدت من مسافات بعيدة، فيما تم فرض كردون أمني حول المنطقة لمنع اقتراب المواطنين وضمان سهولة عمل فرق الإنقاذ والإطفاء.

وكشفت التحريات الأولية أن الحريق اندلع في مساحة مفتوحة بالقرب من المعهد والمجزر، وأن تدخل قوات الحماية المدنية حالت دون امتداده إلى المباني والمنشآت التعليمية أو الصناعية القريبة، مما جنب المنطقة كارثة كبيرة.

استمرت جهود الإطفاء حتى تم التأكد من إخماد جميع بؤر الاشتعال ومنع تجدد النيران مرة أخرى، بينما واصلت فرق البحث الجنائي أعمالها في فحص المكان وجمع المعلومات حول ظروف وملابسات الحادث.

* نائب في البرلمان بالقليوبية يلقي بمياه الصرف الصحي”مياه الكسح” في النيل ويهدد الأهالي

في واحدة من أكثر القضايا البيئية والفساد المحلي إثارة للغضب الشعبي هذا الأسبوع، تصاعدت الأزمة في قرية ميت نما بمحافظة القليوبية بعد أن كشف أهالي المنطقة عن قيام شركة سيارات كسح مملوكة لأحد أعضاء مجلس الشعب بإلقاء مياه الصرف الصحي مباشرة في نهر النيل، وعلى بعد أمتار قليلة فقط من محطة مياه الشرب الرئيسية التي تغذي القرى المجاورة. وقد تناولت قناة الشرق هذه الفضيحة في تقرير مصور أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بالتواطؤ الرسمي والتقاعس عن إنفاذ القانون. 

تفاصيل الواقعة
اشتكى الاهالي من أن سيارات كسح تفرغ محتواها في مياه النيل ليلاً، في منطقة قريبة من سور محطة مياه الشرب بميت نما. ووفقاً لشهادات الأهالي، فإن تلك السيارات تحمل لوحات تابعة لشركة خاصة يمتلكها عضو مجلس الشعب الحالي عن دائرة شبرا الخيمة – ميت نما، والذي يُعرف بتوسيع نشاطه التجاري في مجالات المقاولات والنقل والبيئة. 

تهديدات للأهالي وإفلات من العقاب
أكثر ما أثار الغضب، بحسب ما أكد الأهالي، هو أن المسؤول عن الشركة — وهو نائب حالي في البرلمان — لم يواجه أي مساءلة رغم تقديم شكاوى عديدة للجهات المحلية. تقول منى عبدالعليم، إحدى سكان المنطقة: “روحنا لمجلس المدينة وقدمنا محاضر في البيئة، لكن محدش اتحرك. لما النائب عرف إن الناس اشتكت، بعت رجالة تهددنا، وقال بالحرف: اللي هيفتح بقه هيتحبس”.

هذا النمط من التهديدات ليس جديداً في القليوبية، وفق ناشطين بيئيين تحدثوا للقناة. الناشط حسام ربيع عضو مبادرة “حافظ على نيلك” قال: “القانون واضح، أي تصريف مباشر في النيل جريمة بيئية تستوجب الحبس والغرامة، لكن لما الجاني نائب عنده نفوذ، القانون بيتعطل”. وأضاف أن خطورة الحادث لا تكمن فقط في التلوث بل في مكان التفريغ نفسه، مؤكداً أن “محطة الشرب تبعد أقل من 300 متر من مجرى الصرف، مما يعني انتقال مباشر للبكتيريا والمواد السامة للمياه المخصصة للاستهلاك الآدمي”. 

تحرك محدود من الجهات الرسمية
حتى الآن لم تصدر وزارة البيئة أو وزارة الموارد المائية أي بيان رسمي حول الواقعة. مصدر داخل جهاز شؤون البيئة بالقليوبية، طلب عدم ذكر اسمه، صرح لصحيفة معارضة إلكترونية بأن الجهاز تلقى الشكوى، وتمت معاينة ميدانية أولية، لكن التقرير لم يُرفع بعد إلى النيابة العامة بسبب “الضغوط السياسية المرتبطة بصفة المتهم كنائب برلماني”.

قضية ميت نما أصبحت نموذجاً صارخاً لتزاوج السلطة بالفساد المحلي، حيث يتحول نائب من المفترض أن يمثل المواطنين إلى مصدر تهديد لصحتهم وحياتهم. بين الصمت الرسمي والغضب الشعبي، يظل نهر النيل الضحية الأكبر، في انتظار تدخل حقيقي من الجهات الرقابية والقضائية لإنقاذ ما تبقى من ماء صالح للشرب في محافظة القليوبية.

السيسي ينتقم من “حرائر مصر” تدهور صحة المعتقلات عائشة الشاطر ومروة عرفة ونجلاء مختار.. الأربعاء 22 أكتوبر 2025م.. السيسي يتنزلف لـ “ساويرس” بمهرجان اللحم الرخيص بعد اختيار ترامب له بلجنة “بلير”

السيسي ينتقم من “حرائر مصر” تدهور صحة المعتقلات عائشة الشاطر ومروة عرفة ونجلاء مختار.. الأربعاء 22 أكتوبر 2025م.. السيسي يتنزلف لـ “ساويرس” بمهرجان اللحم الرخيص بعد اختيار ترامب له بلجنة “بلير”

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*السيسي ينتقم من “حرائر مصر” تدهور صحة المعتقلات عائشة الشاطر ومروة عرفة ونجلاء مختار

خصص رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي يوم المرأة المصرية للإدعاء ب”نبله” والزعم ب”شهامته” في حين يعتقل نحو 200 سيدة وأم وفتاة في سجونه لأسباب رفضهم للانقلاب وباحكام مسيسة ومن محاكم استثنائية مشبوهة.

وبحسب القائل أدعى أنه سيحافظ على المرأة، وترقد نساء في سجونه دون حتى محاكمات ومن بين المعتقلات من كل ذنبها أنها إبنة خيرت الشاطر.

وناشدت أخيرا أسرة المهندس خيرت الشاطر المهتمين بشان المعتقلين أن يرفع الله البلاء عاجلا غير آجل عن نجلة المهندس المعتقلة بسجون السيسي عائشة خيرت الشاطر التي أمضت 7 سنوات في سجون الانقلاب وتدهورت حالتها الصحية بشدة إلى أن وصلت

وقال عمها “بهاء سعد”  إن “عائشه خيرت الشاطر الجرح الذى لا يلتئم وتمر الأيام والشهور بل والسنين فقد مر ٧ سنين على اعتقالها  تدهورت فيها احوالها الصحيه فتحولت فيهم الى مريضه بمرض عضال يحتاج الى رعايه طيبه فائقه “، مضيفا “تذكروها بدعوى عسي ان يستجيب الله من احدكم فيرفع عنها البلاء ويردها الى اولادها واهلها سالمه عاجلا غير اجل وماذالك على الله ببعيد”.

وأصيب الدكتور صلاح سلطان في محبسه بنزيف في المخ ولم تنقله إدارة السجن إلى المستشفى، وتحتاج المحامية هدى عبد المنعم إلى تغيير مفصل الركبة ولم تنقل أيضا إلى المستشفى، أما حسيبة محسوب فتحتاج إزالة أورام في الرحم ولم تنقل أيضا للمستشفى في حين يؤكد حقوقيون أن العلاج جزء من حقوق المعتقل وليس منحة.

جلطة مروة عرفة

ومن المرض العضال الذي تعاني عائشة الشاطر إلى انتهاك صارخ للمعتقلة مروة عرفة والتي يضعها السيسي في سجونه منذ عام 2018 رغم تجاوزها المدة القانونية للحبس الاحتياطي.

وظهرت مروة في حالة صحية حرجة بجلسة 18 أكتوبر 2025 وبإعياء شديد، وأبلغت القاضي باحتمال إصابتها بجلطة رئوية  وطالبت بالإفراج الفوري عنها وتوفير الرعاية الطبية اللازمة.

وقال شهود عيان إن مروة عرفة ظهرت بصعوبة في التنفس واضحة وعليه تقدم محاموها في نفس توقيت الجلسة بطلب آخر لتحويلها للمستشفى الجامعي وتلقيها العناية العاجلة.

وتجاوزت مروة مدة حبسها الاحتياطي القانونية، في مخالفة صريحة للمادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية التي تنص على أن الحد الأقصى للحبس الاحتياطي في الجنايات لا يتجاوز عامين. إن استمرار حبسها لهذه المدة يشكل إخلالاً بضمانات العدالة المنصوص عليها في القانون.

ومنذ أغسطس الماضي تعاني مروة من جلطة بالشريان الرئوي حسبما جاء في التشخيص المبدئي، أدت إلى صعوبة في الحركة وتدهور مستمر في وضعها الصحي ولم تحصل إلا على ليلة واحدة من الرعاية في مستشفى مركز الإصلاح والتأهيل قبل إعادتها إلى الزنزانة.

مروة عرفة شابة مترجمة وأم لطفلة صغيرة (ثلاث سنوات) ، مروة محبوسة من أبريل ٢٠٢٠، إحدى ضحايا التهمة الملفقة لأي ناشط في مصر “أخبار كاذبة وجماعة إرهابية” ، مروة محرومة من طفلتها وبيتها أربعة أعياد بلا جريمة ، اسألوا عنها وعن مثيلاتها ، آلاف منسيون في سجون العار

وقال المحامي إسلام سلامة عبر Islam Salama  “انعقدت اليوم ثاني جلسات محاكمة مروة عرفة، وبرغم حضورها إلى محكمة بدر منذ الساعة الحادية عشر صباحًا تقريبًا، إلا أن جلستها لم تنعقد إلا في حوالي الساعة الرابعة عصرًا، دون حضورها قاعة الجلسة في البداية.

أصرَّ الدفاع على حضور مروة جلسة المحاكمة نظرًا لعدم وجودها في القفص الزجاجي، ولعدم الاطمئنان على حالتها الصحية منذ إصابتها بالجلطة داخل محبسها.

بعد نحو عشر دقائق، حضرت مروة إلى قاعة المحاكمة، ويبدو عليها إعياء شديد، وكانت تتنفس بصعوبة، وبدت شاحبة الوجه وصفراء اللون. ظلت تحاول التقاط أنفاسها لتتمكن من طلب زجاجة مياه، ثم طلبت الحديث مع المحكمة، وأوضحت أن ضغطها يبلغ 200/120، وأنها لم تُعرض على أي طبيب استشاري، ولم تتمكن حتى الآن من إجراء أشعة الدوبلر أو الفحص على القلب.

كما ذكرت أنها ممنوعة من أبسط حقوقها التي نصت عليها لائحة السجون، وأنه تم منعها من الخروج للتريض، رغم تأكيد الطبيب سابقًا على ضرورة خروجها للتريض مرتين يوميًا لتجنّب تكرار الجلطة السابقة.

للأسف الشديد، النهاردة مروة كانت حالتها الصحية صعبة جدا ونظرتها لينا كأنها بتقول أنقذوني واعملوا أي حاجة.

السيدة نجلاء مختار

وتحت هاشتاج #الحرية_لنجلاء_مختار أعادت حركة نساء ضد الانقلاب التذكير أن نجلاء مختار يونس محمد عزب أم لثمانية أطفال، يقبعون منذ سنوات بلا أمّهم التي خُطفت من بين أيديهم بعد اعتقالها من داخلية الانقلاب في 18 أغسطس 2018 من مطار القاهرة أثناء استعدادها للسفر لأداء مناسك الحج.

وتواجه بحسب الحركة حكمًا جائرًا بالمؤبد وقضت فعليا بين سنوات اعتقالها 5 سنوات داخل سجن القناطر بظروف قاسية، حرمت حتى من وداع والدها.

ونجلاء مختار “حاملة القرآن” وصاحبة جمعية خيرية لرعاية الأيتام وإطعام المساكين وكفالة الأسر الفقيرة.

وتدهورت حالتها الصحية والنفسية بعد إيداعها في سجن انفرادي في ظروف اعتقال قاسية من نحو 7 سنوات. وهي زوجة المستشار داوود مرجان امريكي الجنسية كما أنها ممنوعة من الزيارة حتى بعدما تنازلت رسميا عن الجنسية المصرية من داخل محبسها.

*إفراجات محدودة لعدد من المعتقلين تخلو من الاسلاميين تجميل لنظام غارق فى القمع وسط ضجيج إعلامي

إفراجات محدودة في سجون الانقلاب ونظام السيسي يواصل سياسة “المنّة”

وسط عشرات الآلاف من المعتقلين في مشهد متكرر لا يحمل جديدًا سوى استمرار الخداع السياسي، أعلنت النيابة المصرية، الثلاثاء، قائمة جديدة لإخلاء سبيل عدد محدود من المعتقلين السياسيين، ضمن ما يصفه نظام السفاح عبد الفتاح السيسي بسياسة “العفو الرئاسي” بينما يقبع عشرات الآلاف من المصريين خلف القضبان لمجرد التعبير عن الرأي، أو كتابة منشور على مواقع التواصل ينتقد الفساد أو تردي الأوضاع المعيشية. 

 ورغم أن السلطة تسوّق هذه الإفراجات على أنها “انفراجة حقوقية”، إلا أن المنظمات الحقوقية ترى فيها مجرد محاولة تجميل لوجه نظام غارق في القمع، يستخدم سلاح الاعتقال كسوطٍ لتكميم كل الأصوات، بما في ذلك بعض مؤيدي 30 يونيو الذين طالهم القمع لمجرد انتقاد بسيط لأداء الحكومة. إفراجات انتقائية ورسائل للخارج القائمة الجديدة التي كشف عنها المحامي الحقوقي خالد علي شملت أسماءً محدودة لا تتجاوز أصابع اليدين، مثل حاتم السيد رشدي عبد اللطيف، ورضا محمد مبروك، ومجدي كامل محروس، وآخرين.  

وهي قوائم انتقائية تخرج من أروقة السجون بين الحين والآخر، لتُستخدم كورقة علاقات عامة أمام المجتمع الدولي، خصوصًا مع اقتراب استحقاقات أو ضغوط خارجية.  

وفي الوقت الذي يروّج فيه النظام لما يسمى بـ”اللجنة الرئاسية للعفو”، تؤكد المنظمات الحقوقية المحلية والدولية أن الإفراجات لا تتجاوز كونها فردية وموسمية، لا تمسّ جذور الأزمة المتمثلة في استمرار الحبس الاحتياطي لسنوات بلا محاكمة، والتوسع في تهم “الانتماء لجماعة إرهابية” لتشمل كل من يعارض النظام.  

السيسي.. عدو الإسلاميين والخصوم جميعًا

وكعادته، لم يُظهر السفاح السيسي أي نية للإفراج عن الإسلاميين، رغم مرور أكثر من عقد على انقلابه الدموي.  

فالرجل الذي يفاخر بأنه “خلّص مصر من الإخوان”، لا يزال يحتجز آلاف الدعاة والأطباء والمهندسين لمجرد انتمائهم أو تعاطفهم مع تيار إسلامي.  

حتى من نجا من المقصلة أو السجن، يعيش تحت تهديد دائم بالملاحقة أو المنع من السفر أو تجميد الأموال.

 انتقادات دولية متصاعدة الإفراج المحدود جاء بالتزامن مع مذكرة جديدة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، انتقدت فيها سجل مصر الحقوقي بعد الاستعراض الدوري الشامل بجنيف، مشيرة إلى أن “الإصلاحات الجزئية” لا تغيّر واقع الانتهاكات البنيوية.

 وطالبت المفوضية بمراجعة تعريفات الإرهاب والتعذيب، ووقف الإخفاء القسري وسوء المعاملة، وتقليص جرائم الإعدام التي تتوسع فيها المحاكم العسكرية والاستثنائية. كما شجعت مصر على إلغاء عقوبة الإعدام تدريجيًا، وضمان حرية عمل المجتمع المدني ووقف ملاحقة الصحافيين والمدافعين عن الحقوق.

 إصلاحات على الورق وقوانين تلتف على الدستور

ورغم تعهد الحكومة بتنفيذ 265 توصية أممية من أصل 343، تجاهلت السلطة مطلبًا جوهريًا بإعادة النظر في قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي صوّت عليه مجلس النواب الأسبوع الماضي، متجاهلاً الضمانات الدستورية للحق في الدفاع والمحاكمة العادلة.

 المنظمات الحقوقية، وفي مقدمتها “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، وصفت هذه التعديلات بأنها “التفاف تشريعي” يكرّس القمع في ثوب قانوني، ويمنح الأجهزة الأمنية غطاءً لاستمرار سياسة القبضة الحديدية. عفو وهمي وقهر مستمر في النهاية، يرى المراقبون أن ما يفعله النظام ليس سوى محاولة لغسل سمعته الحقوقية الملطخة بالدم والانتهاكات. فإفراجات العشرات لا تُغير من حقيقة أن مصر تحولت في عهد السيسي إلى سجن كبير، تُدار فيه العدالة من داخل المكاتب الأمنية، وتُوزن فيه الحريات بميزان الولاء والطاعة.  

وبينما يخرج البعض من الزنازين وسط ضجيج إعلام النظام، يبقى عشرات الآلاف خلف القضبان، لأن تهمتهم الوحيدة أنهم قالوا “لا” في زمنٍ لا يُسمح فيه إلا بـ“نعم يا ريس”.

*المحامي نبيه الجنادي يكشف ظهور الشاب الاسكندراني طلال عبد الله محمد حمودي أمام النيابة ويطلب تواصل أهله

أطلق المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان نبيه الجنادي نداءً إنسانياً عاجلاً عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعد ظهور شاب مجهول الهوية في إحدى النيابات بمحافظة الإسكندرية، دون أن يتمكن من التواصل مع أسرته أو تذكّر أي رقم هاتف يخصّهم.وقال الجنادي في منشوره:
“ظهر في النيابة وحضرنا معه التحقيق شخص من محافظة الإسكندرية، ولا يحفظ أي أرقام تليفونات لأي أحد من أهله، اسمه طلال عبد الله محمد حمودي، وهو مقيم في الإسكندرية – العصافرة – جمال عبد الناصر 21 الكوخ. من يعرفه أو يعرف أحداً من أهله أو يستطيع الوصول لهذا العنوان أن يطمئنهم عليه، وشكراً مقدماً”.

وتداول عدد من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي المنشور على نطاق واسع خلال الساعات الماضية، مطالبين الأجهزة المعنية بسرعة التحرك للتواصل مع ذوي الشاب والتأكد من حالته الصحية، وسط إشادة واسعة بموقف المحامي الإنساني.

وأكد متابعون أن مثل هذه الحالات الإنسانية تحتاج إلى تفاعل مجتمعي أكبر، خاصة في ظل غياب بيانات أو وسيلة اتصال تمكّن السلطات من الوصول إلى ذوي الأشخاص المفقودين أو المجهولين، مشيرين إلى أهمية تعزيز قنوات التواصل بين النيابات وأقسام الشرطة ومنظمات المجتمع المدني في مثل هذه المواقف.

وفي الوقت ذاته، دعا عدد من النشطاء المواطنين القاطنين في منطقة العصافرة شرق الإسكندرية، وتحديداً في شارع جمال عبد الناصر – ٢١ الكوخ، إلى محاولة تقديم أي معلومات قد تساعد في تحديد مكان أسرة الشاب “طلال عبد الله محمد حمودي”، لطمأنتهم وإعادتهم للتواصل معه.

*ذوي الإعاقة يرفضون تعديلات قانون حقوق الأشخاص لتقييدهم حقوقهم

أثار مشروع تعديلات قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، الذي أقره مجلس الوزراء في أغسطس الماضي،جدلًا واسعًا بين المستفيدين والمنظمات الحقوقية، بعدما اعتبر كثيرون أن التغييرات المقترحة قد تمس مكتسبات تحققت بشق الأنفس في السنوات الأخيرة.

فبينما تؤكد الحكومة أن الهدف من التعديلات هو “ضمان وصول الامتيازات إلى مستحقيها الحقيقيين” بعد رصد حالات تزوير وتلاعب، يرى ذوي الإعاقة أن بعض البنود تمثل عبئًا إضافيًا عليهم وتعيد إنتاج منطق الوصاية بدلًا من الدمج والتمكين.

ويتجاوز الجدل البند الأكثر إثارة للانتقادات، وهو رفع مدة استحقاق السيارة المجهزة من خمس سنوات إلى خمس عشرة سنة، إلى قضايا أعمق تتعلق بتعريف الإعاقة ذاته، واستخدام مصطلحات قانونية تحمل دلالات نفسية سلبية، وصولًا إلى تغليظ العقوبات على المخالفين، وفي ظل هذا التباين، يبرز السؤال الأهم: هل تسعى التعديلات إلى تعزيز الحقوق وضبط المنظومة؟ أم أنها تُهدد بتقليص مكتسبات طال انتظارها؟

وأقرّ مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي منتصف أغسطس الماضي مشروع قرار بتعديل بعض أحكام قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، متضمنًا تعديلات على أربع مواد رئيسية.

شملت هذه التعديلات إدخال تعريف محدث للأشخاص ذوي الإعاقة، ووضع ضوابط جديدة لاستحقاق الحصول على سيارة أو وسيلة نقل فردية معفاة من الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة، فضلًا عن تشديد العقوبات على جرائم تزوير أو إساءة استخدام بطاقات الخدمات المتكاملة.

وأثار مشروع التعديلات موجة من الجدل والاستياء في أوساط عدد من ذوي الإعاقة، الذين رأوا أن المقترحات الجديدة قد تُفاقم الأعباء المعيشية والبيروقراطية الواقعة عليهم، في ظل صعوبات يواجهونها بالفعل في الحصول على فرص عمل لائقة أو الاستفادة من برامج الحماية الاجتماعية.

وسبق للحكومة أن أجرت تعديلات سابقة على اللائحة التنفيذية للقانون ذاته بعد عامين فقط من صدورها، إذ أصدر رئيس مجلس الوزراء في مارس 2020 قرارًا بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية، نُشر في الجريدة الرسمية في 31 مارس 2020. وشملت تلك التعديلات مواد تتعلق بإجراءات استخراج بطاقة إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة، وضوابط الإعفاء الجمركي للسيارات المخصصة لذوي الإعاقة، إلى جانب تنظيم عمل صندوق دعم الأشخاص ذوي الإعاقة.

ويُعد قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 محطة تشريعية فارقة في مسار تعزيز حقوق ذوي الإعاقة في مصر، إذ جاء استجابة لمطالب مجتمعية وحقوقية بضرورة تمكين هذه الفئة ودمجها في مختلف جوانب الحياة العامة.

وقد صيغ القانون بما يتسق مع الدستور المصري والالتزامات الدولية للدولة، خاصة اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي وقّعت عليها مصر في 4 أبريل 2007 وصدّقت عليها في 10 أبريل 2008.

كما تؤكد المادة 81 من الدستور المصري المعدل عام 2019 على التزام الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وتعليميًا، وتوفير فرص عمل لهم مع تخصيص نسبة من الوظائف

*عائلة حماس الفار: إخفاء قسري واعتقال وتعذيب انتهى بهدم منزل الأسرة بدمياط

وثّق مركز الشهاب لحقوق الإنسان قيام قوات الأمن الوطني وقوات أمنية تابعة لوزارة الداخلية باقتحام منزل المواطنة حماس سامي فهيم الفار في مدينة دمياط الجديدة، وسط حالة من الذعر بين سكان المنطقة.

وبحسب الشهود، داهمت القوة المنزل دون إذن قضائي، وقامت بتحطيم محتوياته بالكامل قبل أن تُقدم على اعتقال حماس الفار برفقة أحد أقاربها من القُصَّر، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة، لتتعرض حماس لاحقًا لعملية إخفاء قسري استمرت لساعات طويلة دون تمكين أسرتها أو محاميها من معرفة مكان احتجازها أو التواصل معها.

ووفقًا لما أعلنه مركز الشهاب، ظهرت حماس لاحقًا أمام النيابة العامة، التي قررت حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيق في قضية ذات طابع سياسي تتعلق باتهامات بالتمويل، فيما تم الإفراج عن الطفل الذي كان برفقتها. 

سلسلة انتهاكات تطال عائلة الفار منذ 2017
تُعد واقعة اعتقال حماس الفار امتدادًا لنمط قمعي طال العائلة منذ سنوات، إذ سبق أن تم تصفية شقيقيها علي سامي الفار وعماد سامي الفار عام 2017 خارج نطاق القانون، في عملية وُصفت حينها بأنها من أكثر الحوادث المأساوية في محافظة دمياط.

أما الشقيق الثالث، فما زال محتجزًا على ذمة قضايا ملفقة، بينما تُوفي والدهم إثر حادث سير غامض بعد خروجه من المعتقل بفترة قصيرة، حيث كان قد تعرّض خلال فترة احتجازه لانتهاكات جسيمة أفقدته صحته وقدرته على العمل.

لم تتوقف معاناة العائلة عند هذا الحد، فقد أقدمت قوات الأمن بعد ذلك على هدم منزل الأسرة في قرية البصارطة بمحافظة دمياط، بعدما تم حرقه بالكامل خلال حملة أمنية موسّعة، وما تزال السلطات تمنع أفراد الأسرة من العودة إليه أو إعادة بنائه حتى اليوم، في مشهد يوثّق حجم المعاناة المستمرة التي تتعرض لها العائلة. 

نمط ممنهج لاستهداف النساء والعائلات المعارضة
يرى مراقبون أن قضية حماس الفار ليست حالة فردية، بل جزء من نمط متكرر من الانتهاكات التي تستهدف النساء وأقارب المعارضين السياسيين، في محاولة للضغط أو الانتقام من النشاط السياسي لأفراد الأسرة.

ففي السنوات الأخيرة، رصدت منظمات حقوقية مصرية ودولية تزايد حالات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بحق النساء، بالإضافة إلى التنكيل بالعائلات المعارضة من خلال الملاحقات الأمنية، والفصل من العمل، ومصادرة الممتلكات، وهدم المنازل.

ويُشير مركز الشهاب في بيانه إلى أن مثل هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للدستور والقوانين المحلية التي تحظر العقاب الجماعي، فضلًا عن مخالفتها للمواثيق الدولية التي تُلزم الدولة باحترام الحقوق الأساسية للمواطنين وحمايتهم من التعذيب وسوء المعاملة. 

مطالبات بالإفراج ووقف التنكيل
أعرب مركز الشهاب لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء استمرار هذه الممارسات القمعية، مطالبًا السلطات المصرية بـ:

  • الإفراج الفوري عن حماس سامي الفار وجميع المحتجزين على خلفية سياسية.
  • وقف سياسة التنكيل بالعائلات المعارضة، والتي تمثل عقابًا جماعيًا خارج القانون.
  • ضمان سلامة المعتقلين الجسدية والنفسية وتمكينهم من التواصل مع ذويهم ومحاميهم وفقًا للقانون.

وأكد المركز أن ما تتعرض له عائلة الفار يعكس واقعًا مأساويًا لآلاف الأسر المصرية التي دفعت ثمن الخلافات السياسية والقبضة الأمنية المستمرة، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الضغط من أجل إنهاء هذه الانتهاكات وضمان العدالة والمساءلة.

 

*السيسي في بروكسل.. وبرلمانيون أوربيون يطالبون بطرح ملف حقوق الإنسان في مصر

غادر عبد الفتاح السيسي، أمس، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، لترؤس وفد مصر في القمة المصرية الأوروبية غدًا، حسبما أعلنت رئاسة الجمهورية. وتأتي القمة، التي تُعقد للمرة الأولى بين الجانبين، ضمن مسار شراكة استراتيجية أُطلقت رسميًا في القاهرة في مارس 2024، وتشمل ملفات التعاون السياسي والاقتصادي والأمني.

الزيارة التي من المقرر أن يُجري السيسي خلالها لقاءات مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وعدد من القادة الأوروبيين، إلى جانب لقاء مع ملك بلجيكا تشمل بحث ملفات اقتصادية ومحورية تتعلق بالاستثمار والهجرة غير النظامية، وتتضمن منتدى اقتصاديًا موسعًا حول فرص الاستثمار في مصر، بمشاركة ممثلين عن شركات أوروبية وقيادات قطاع الأعمال.

وبحسب مصدر مطلع على المفاوضات في بروكسل، من المنتظر أن يوقّع السيسي خلال زيارته على مذكرة التفاهم التي تمهد لبدء صرف دفعات من الشريحة الثانية من حزمة المساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق العام الماضي، والتي تبلغ قيمتها أربعة مليارات يورو.

وسبق أن تعهد الاتحاد الأوروبي، العام الماضي، بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 7.4 مليار يورو من القروض والمنح والاستثمارات حتى عام 2027، بموجب «الشراكة الاستراتيجية»، وتضمنت الحزمة تخصيص خمسة مليارات يورو كمساندة مالية للاقتصاد الكلي في صورة قروض مشروطة صُرف منها مليار بالفعل في بداية العام الجاري كدعم طارئ، و1.8 مليار يورو استثمارات، و600 مليون يورو كمنح من ضمنها 200 مليون يورو موجهة لشؤون تتعلق بالهجرة.

من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إن القمة تمثل «فرصة لتعزيز الشراكة والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة»، مشيرًا إلى تقدير الاتحاد الأوروبي لدور مصر في استقرار الشرق الأوسط ووساطتها في حرب غزة. وسيشارك في القمة، إلى جانب كوستا، رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لمناقشة ملفات تشمل التجارة والطاقة والهجرة والأمن.

بالتزامن، وجّه أعضاء بالبرلمان الأوروبي رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبي، مطالبين بطرح ملف حقوق الإنسان في مصر بشكل مباشر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة، محذرين من استمرار وجود «انتهاكات واسعة في البلاد» رغم التزامات القاهرة بموجب اتفاق الشراكة المالية الكلية مع الاتحاد الأوروبي.

الرسالة التي أكدت أن السلطات المصرية لم تُظهر تقدمًا ملموسًا في احترام سيادة القانون أو ضمان الحقوق الأساسية، أشارت أيضًا إلى أن اعتقالات المعارضين واستمرار محاكمات المدنيين أمام القضاء العسكري، وتقييد المجتمع المدني، تتناقض مع الشروط المنصوص عليها لصرف المساعدات الأوروبية المقدّرة بـ7.4 مليار يورو. ودعا النواب القمة المرتقبة إلى وضع معايير واضحة ومُلزمة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، كشرط لاستمرار التعاون المالي بين الجانبين.

وفي حين رأى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن القمة تمثل اعترافًا بأهمية الدور الإقليمي لمصر، خصوصًا في جهودها للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة، أكد كذلك أنها تأتي بدوافع اقتصادية وأمنية، من بينها القلق الأوروبي من تداعيات الأوضاع الاقتصادية المصرية على الاستقرار والهجرة، إلى جانب طموح أوروبا في الاستفادة من موقع مصر كمصدر محتمل للطاقة الخضراء والهيدروجين. وفي ملاحظات اطلع عليها «مدى مصر»، حذّر المجلس من أن تعميق التعاون يجب أن يكون مشروطًا بإصلاحات اقتصادية حقيقية تقلل من هيمنة الجيش على الاقتصاد، وإلا فإن الدعم الأوروبي قد يفاقم الأزمة بدلًا من حلها، داعيًا في الوقت نفسه إلى اتباع نهج تدريجي في تعزيز حقوق الإنسان يربط التنمية بالإصلاح السياسي والحقوقي.

*إسرائيل تخفض صادرات الغاز لمصر لنحو الثلث لمدة 12 يوماً

انخفضت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بنسبة ثلث لمدة 12 يوماً بسبب صيانة حقل “تمار”، وطلبت مصر شحنتي غاز مسال إضافيتين لتعويض النقص.

وكانت الاتفاقية بين مصر وإسرائيل تم تمديدها حتى 2040 مع زيادة الكميات الموردة، وتبني مصر تبني خط أنابيب جديد بتكلفة 400 مليون دولار لتعزيز نقل الغاز وتطوير مركز إقليمي للطاقة.

وقال مسؤول حكومي مصري لموقع “الشرق بلومبرغ” السعودي، مشترطاً عدم نشر اسمه، أن واردات الغاز الإسرائيلي إلى مصر هوت لنحو الثلث بداية من اليوم الأربعاء ولمدة 12 يوماً، بسبب أعمال الصيانة في حقل “تمار” بالمياه العميقة في البحر المتوسط.

وكشف المسؤول الذي تحدث مع “الشرق” أنمصر طلبت من الموردين توفير شحنتي غاز مسال إضافيتين على الشحنات المخصصة للشهر الجاري المقدر بنحو 15 شحنة، وذلك لتعويض تراجع كميات الغاز القادم من إسرائيل

وتعمل حالياً ثلاث سفن تغويز في العين السخنة بطاقة نحو 2.25 مليار قدم مكعب يومياً، بجانب سفينة رابعة بميناء دمياط، بجانب السفينة الخامسة في العقبة ضمن اتفاق تعاون بين القاهرة والأردن بطاقة 300 مليون قدم مكعب يومياً، ومن المتوقع أن تدخل وحدة التغويز الخامسة التي تعاقدت عليها مصر العمل هذا الشهر.

وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل عام 2020 بصفقة قيمتها 15 مليار دولار بين “نوبل إنرجي” و”ديليك دريلينغ”، قبل أن يُجدد الاتفاق في أغسطس الماضي ليضيف كميات أكبر ويمد فترة التوريد حتى 2040.

ويُقدَّر إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حالياً بنحو 4.2 مليار قدم مكعب يومياً، بينما يبلغ الطلب المحلي حالياً نحو 6.2 مليار قدم مكعب يومياً، مع تراجع طلب محطات الكهرباء للوقود، وانخفاض درجات الحرارة.

واستقبلت مصر نحو 52 شحنة غاز مسال في الربع الثالث من العام الحالي، وتبلغ تكلفة الشحنة الواحدة بين 54 و57 مليون دولار، فيما يتراوح سعر المليون وحدة حرارية بين 13 و14 دولاراً، بناءً على معادلة تسعير مرتبطة بالسوق العالمية، تشمل تكاليف النقل والشحن.

ينص تمديد الاتفاقية التي وُقعت بأغسطس الماضي بين الجانبين المصري والإسرائيلي على إضافة نحو 4.6 تريليون قدم مكعب (ما يعادل 130 مليار متر مكعب) من الغاز الطبيعي إلى الاتفاق الأصلي، موزعة على مرحلتين، الأولى: تشمل تصدير نحو 706 مليارات قدم مكعب (20 مليار متر مكعب) فور دخول التعديل حيز التنفيذ.

أما المرحلة الثانية، فتنص على تصدير ما يصل إلى 3.9 تريليون قدم مكعب (110 مليارات متر مكعب)، لكنها مشروطة باستيفاء متطلبات استثمارية، وتوسعة في البنية التحتية لنقل الغاز.

وتُعدّ هذه الصفقة هي الأكبر بين اتفاقات الطاقة الموقعة بين مصر وإسرائيل، وتأتي في وقت تسعى القاهرة إلى تعزيز إمداداتها من الغاز لتلبية الطلب المحلي ودعم خططها التصديرية.

وتبدأ مصر إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الكميات الإضافية من الغاز الإسرائيلي بتكلفة تُقدّر بنحو 400 مليون دولار خلال الربع الأخير من العام الجاري.

* مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يكشف ما بحثه نتنياهو ورئيس المخابرات المصرية في تل أبيب

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إن رئيس الحكومة وفريقه المختص التقوا برئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.

وأضاف مكتب نتنياهو في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أن من بين القضايا التي ناقشها اللقاء تعزيز الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والعلاقات الإسرائيلية – المصرية، وتعزيز السلام بين تل أبيب والقاهرة وقضايا إقليمية أخرى.

وكان رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد، وصل إلى إسرائيل في وقت سابق الثلاثاء.

ومن المقرر أن يعقد حسن محمود رشاد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وسيلتقي رئيس المخابرات العامة المصرية على هامش الزيارة، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يزور إسرائيل حاليا.

*تحذير مصري رسمي جديد لإثيوبيا في أزمة سد النهضة

وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي موقف إثيوبيا في مفاوضات أزمة إدارة وتشغيل سد النهضة وضمان حصة مصر التاريخية في المياه بأنه موقف “متعنت ويعكس سوء نية“.

وأكد وزير الخارجية المصري أن بلاده تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها وعن أمنها المائي، مؤكدا أن حماية الموارد المائية تعتبر أولوية استراتيجية وحيوية وجودية للبلاد.

وأشار عبد العاطي خلال حوار له في بودكاست “دبلوكاست” المذاع عبر الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية، إلى أن القاهرة تفضل الحلول الدبلوماسية عبر المفاوضات والوسائل القانونية، لكنها لن تتنازل عن حقوقها الأساسية في مياه النيل، أو أي خطوة قد تؤثر على الأمن القومي المصري.

وشدد على أن مصر تتبنى نهجا سياسيا واقتصاديا في إدارة الأزمات، بعيدا عن الحلول العسكرية التي وصفها بأنها “الأشد فتكا”، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يكرر دائما أن الحوار والتفاوض هما السبيل الأمثل لحل النزاعات.

وفي سياق التحديات الوطنية، أشاد عبد العاطي بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: “الرئيس السيسي مصدر الثبات والاتزان في مواجهة الأزمات، مؤكدا أن “مصر استطاعت تجاوز أزمات وجودية كانت كفيلة بإسقاط دول أخرى، لكن الحضارة المصرية استمرت بفضل إرادة شعبها ومؤسساتها القوية“.

وشدد على أن هذا الثبات ينعكس في السياسة الخارجية، التي تركز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في غزة وليبيا والسودان، حيث تقود مصر جهودا دبلوماسية لإنهاء النزاعات ودعم السلام.

ويعد سد النهضة الإثيوبي الذي بدأ بناؤه عام 2011 على النيل الأزرق، وافتتح رسميا في أغسطس الماضي أحد أكبر المشاريع الهيدروليكية في أفريقيا، بتكلفة 5 مليارات دولار وسعة تخزين 74 مليار متر مكعب، ويهدف إلى توليد 5,150 ميغاواط.

وأثار السد نزاعا ممتدا مع مصر والسودان، اللتين تعتمدان على النيل بنسبة 97% و55% من مواردهما المائية على التوالي، حيث تخشى مصر التي تحصل على 55.5 مليار متر مكعب سنويا بموجب اتفاقيات 1929 و1959 من تأثير السد على الزراعة (80% من استهلاك المياه) والأمن المائي، خاصة مع توقعات بانخفاض تدفق النيل بنسبة 25% بحلول 2050 بسبب تغير المناخ.

ومنذ بدء المفاوضات في 2011 عقدت مصر والسودان وإثيوبيا أكثر من 40 جولة تفاوض، برعاية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، دون التوصل إلى اتفاق ملزم، وفي 2024 أعلنت إثيوبيا إكمال الملء الخامس، مما رفع مخزون البحيرة إلى 64 مليار متر مكعب، وسط احتجاجات مصرية وسودانية على عدم التنسيق.

وحذر تقرير للأمم المتحدة في 2025 من أن إدارة غير منسقة قد تتسبب في فيضانات كارثية تصيب 30 مليون سوداني، أو نقص مياه يهدد 40% من الأراضي الزراعية المصرية.

ونجحت مصر التي تمتلك السد العالي بسعة 169 مليار متر مكعب، في امتصاص تدفقات تصل إلى 750 مليون متر مكعب يوميا في أكتوبر 2025، مما قلل من تأثير الفيضانات، ومع ذلك، حذر خبراء من أن استمرار التوقفات الفنية في السد (مثل توقف التوربينات الـ13 في أكتوبر) قد يؤدي إلى إفراج مفاجئ في 2026، مما يزيد التوترات.

*زيادات الوقود تشعل الغضب العمالي كفاية تحميل الفقراء ما لا يطيقونه

أعربت النقابة العامة للعاملين بالقطاع الخاص في مصر عن قلقها البالغ تجاه قرار الحكومة، برفع أسعار الوقود بأنواعه بنسب تتراوح بين 10% و12%، إلى جانب زيادات جديدة في أسعار الكهرباء والمياه.
وانتقدت النقابة بشدة ما وصفته بـ”نهج تحميل الطبقة العاملة أعباء الإصلاح الاقتصادي”، دون مراعاة لتدهور مستوى المعيشة وانهيار القوة الشرائية للمواطنين. 

النقابة: القرار يفتقر للتوقيت والعدالة
قال شعبان خليفة، رئيس نقابة العاملين بالقطاع الخاص، إن توقيت القرار الحكومي “غير مسؤول”، ويزيد من الضغط على المواطنين، خاصة العمال وأصحاب المعاشات، في ظل ما تشهده البلاد من ارتفاع جنوني في الأسعار وتكاليف الحياة الأساسية.
وأكد خليفة في تصريحات صحفية أن المواطن البسيط لم يعد يحتمل مزيدًا من الأعباء، مطالبًا الحكومة بالكف عن تمويل عجز الموازنة من جيوب الفقراء ومحدودي الدخل، في غياب كامل لأي خطوات حقيقية لتحسين الأجور أو ضبط الأسواق. 

الاقتصاديون يحذرون: التضخم سيلتهم الدخول
من جانبه، قال الدكتور خالد فوزي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن رفع أسعار الوقود بهذا الشكل في ظل غياب زيادات موازية في الأجور سيؤدي إلى موجة تضخمية جديدة، مؤكدًا أن “كل ارتفاع في أسعار الطاقة ينعكس تلقائيًا على تكلفة النقل والإنتاج، وبالتالي على أسعار السلع والخدمات”.

وأشار إلى أن معدل التضخم السنوي في مصر تجاوز مؤخرًا حاجز 34% وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، محذرًا من أن أي زيادات جديدة في الأسعار “ستقضي فعليًا على أية قدرة شرائية للمواطنين، وتوسع رقعة الفقر”.
ودعا فوزي الحكومة إلى إعادة هيكلة أولويات الإنفاق العام، ووقف استنزاف الموارد في مشروعات لا تمس الاحتياجات الأساسية للمواطن، والتركيز بدلاً من ذلك على دعم الفئات الأكثر تضررًا. 

المجلس القومي للأجور في مرمى الانتقادات
ودعا خليفة إلى انعقاد عاجل للمجلس القومي للأجور، للنظر في تداعيات قرارات رفع الأسعار، وتنفيذ ما تنص عليه المادة 102 من قانون العمل الجديد (رقم 14 لسنة 2025)، بشأن مراجعة الحد الأدنى للأجور بما يتماشى مع متطلبات المعيشة. وطالب برفع الحد الأدنى إلى 9 آلاف جنيه شهريًا كحد أدنى لضمان الكرامة الإنسانية للعمال وأسرهم.
وأشار إلى أن المادة (103) تلزم المجلس بالانعقاد بشكل دوري أو عند الحاجة، مضيفًا أن الظرف الحالي استثنائي ويتطلب تحركًا فوريًا. 

دعوة لتشديد العقوبات على المخالفين
وفي سياق متصل، طالب خليفة وزارة العمل باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ قرارات المجلس القومي للأجور، وفقًا للمادة (104) من القانون، وتشديد الرقابة على المنشآت التي تتهرب من تطبيق الحد الأدنى للأجور. ودعا إلى تغليظ العقوبات المنصوص عليها في المادة (287)، والتي تشمل غرامات تصل إلى 20 ألف جنيه عن كل عامل متضرر، مع مضاعفة العقوبة حال التكرار. 

العدالة الاجتماعية… الغائب الأكبر
واختتم خليفة تصريحاته بمطالبة الحكومة بإعادة النظر في سياساتها الاقتصادية التي وصفها بـ”الكارثية”، داعيًا إلى رقابة برلمانية ومجتمعية فعالة على الأسواق، والتسعير، والإنفاق العام.
وأكد أن الاستقرار الاجتماعي لن يتحقق إلا من خلال سياسات عادلة للأجور تراعي الأوضاع الاقتصادية الحقيقية للطبقات الكادحة، مشددًا على أن “الحق في الحياة الكريمة ليس ترفًا، بل استحقاق دستوري وأخلاقي”.

وفي النهاية فإن زيادة أسعار الوقود والخدمات الأساسية في توقيت حساس يشير إلى تجاهل الحكومة لمتطلبات العدالة الاجتماعية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية للمواطنين. رغم الوعود المستمرة بتوفير حياة كريمة للمواطنين، فإن القرارات الأخيرة تساهم في زيادة العبء على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتزيد من الفجوة بين الأثرياء والفقراء.
مع غياب سياسات واضحة لتحسين الأجور وضبط الأسواق، تظل الأزمة الاقتصادية مستمرة، مما يهدد استقرار المجتمع ويدفع الطبقات العاملة نحو نقطة اللاعودة. من الضروري أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها الاجتماعية والاقتصادية وأن تكون أكثر حذرًا في اتخاذ قرارات تلامس قوت الناس اليومي.

*وداعاً للعلاج المجاني بيع25 مستشفى ضمن إملاءات صندوق النقد وماذا تبقي للمصريين بزمن السيسي؟

مع اقتراب موعد المراجعة الخامسة والسادسة لصندوق النقد الدولي لما يسمى برنامج الإصلاح الاقتصادي، تواصل حكومة الانقلاب قراراتها الكارثية من رفع أسعار الوقود إلى زيادة أسعار الكهرباء والمياه، بجانب طرح عدد من الشركات والمستشفيات للبيع، ما يشير إلى إلغاء العلاج المجاني.

في هذا السياق أعلنت حكومة الانقلاب عن حزمة طروحات جديدة في قطاعي الكهرباء والصحة نهاية شهر أكتوبر الجاري، تتضمن 15 مشروعًا بنظام المشاركة مع القطاع الخاص، و10 مستشفيات للإدارة والتشغيل من جانب مستثمرين محليين وعربا وأجانب.

وكشف مصدر مسئول بوزارة مالية الانقلاب مطلع على ملف الطروحات الحكومية، أن طروحات الكهرباء تشمل خمسة مشروعات عبارة عن حق استغلال محطات محولات وشبكات كهربائية في مدن السادات وأسوان الجديدة والمنصورة الجديدة و6 أكتوبر والعياط، إضافة إلى 10 مشروعات أخرى خاصة بالمحولات الكهربائية في القاهرة وعدد من المحافظات. 

10 مستشفيات حكومية

وفي قطاع الصحة، أوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن حكومة الانقلاب ستعلن طرح 10 مستشفيات حكومية لإدارتها وتشغيلها من قبل القطاع الخاص، من بينها مستشفيات الشيخ زايد التخصصي ومبرة المعادي والعجوزة التخصصي والزيتون التخصصي والجلالة الجامعي والبنك الأهلي للرعاية المتكاملة ودار الولادة بالإسكندرية والعبور العام وأبو تيج العام وبني مزار العام ونجع حمادي. 

وكشف أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع لطرح 40 مستشفى حكوميًا أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي، لإدارتها وتشغيلها، مؤكدًا أن الطرح يأتي في إطار تطبيق قانون تنظيم منح التزام وإدارة المنشآت الصحية للقطاع الخاص بحسب تصريحاته.  

نقابة الأطباء

يشار إلى أنه رغم اعتراض نقابة الأطباء وعدد من المؤسسات المهنية والحقوقية، أصدر قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي في 24 يونيو 2024 القانون رقم 87 لسنة 2024 بشأن منح التزام المرافق العامة لإدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، الذي يسمح للمستثمرين المصريين أو الأجانب، سواء أفرادًا أو شركات، بإدارة وتشغيل المنشآت الصحية. 

وزعم المصدر أن حكومة الانقلاب تستهدف من هذه الطروحات تخفيف الأعباء المالية عن الموازنة العامة وإشراك القطاع الخاص في تشغيل بعض الأصول الحكومية.

وقال: إن “المشروعات ستُطرح بنظام حق الإدارة والتشغيل لمدة تتراوح بين 15 و20 عامًا، دون بيع الأصول موضحا أن حكومة الانقلاب تعمل في الوقت نفسه على جذب استثمارات أجنبية جديدة لتوفير عملة صعبة عانت الأسواق من نقصها خلال السنوات الأخيرة، ما تسبب في ارتفاع معدلات التضخم وقتها ونقص بعض السلع” بحسب تصريحاته. 

 خدمات طبية

في سياق متصل قال حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة صحة الانقلاب: إن “القانون الجديد يتيح لوزارة صحة الانقلاب طرح تطوير أكثر من 500 مستشفى من مستشفيات التكامل على مستوى الجمهورية للقطاع الخاص، دون تحديد جدول زمني لطرحها”. 

يذكر أن مستشفيات التكامل أُنشئت في الأساس لتحقيق التكامل بين الرعاية الأساسية والقطاع العلاجي، عبر تقديم خدمات طبية بسيطة للمرضى، لتخفيف الزحام عن المستشفيات العامة والمركزية في المحافظات والمدن. 

*علاء مبارك حين يُحاضر ابن المخلوع في الشرف

أيَظُنُّ أن الناس نسيت من هو ومن أبوه؟.. ذاك الذي حوّل مصر إلى عزبةٍ خاصة وجعل مؤسساتها رهنًا لأهواء أبنائه والمقرّبين منه !!

 خرج ليلْمِزَ رجالًا يعيشون تحت القصف، يودّعون أبناءهم في ساحات القـ.تال ولا يملكون من الدنيا سوى إيمانهم.. لم يعرفوا القصور ولا امتلكوا حساباتٍ في بنوك أوروبا، لكنهم امتلكوا ما لم يمتلكه آل مبارك يومًا: الكرامة والإيمان والوطنية الصادقة.

في مشهدٍ يُثير الضحك أكثر مما يُثير الغضب، خرج علاء مبارك يهاجم المقاومة الفلسطينية، ويشكّك في قادتها والتبرعات التي تجمعها، داعيًا الناس إلى عدم التبرع لغزة. مشهد عبثي لرجلٍ عاش عمره بين المليارات والقصور، ثم قرر فجأة أن يُحاضر الأمة في الأمانة والشرف! المفارقة أن هجومه جاء ردًّا على دعوة عمرو أديب للتبرع لإعمار غزة، ليصبح النقاش بين إعلام السلطة وابنها المدلل… حديثًا عن “الشفافية” في زمنٍ يفتقدها تمامًا.

كلام علاء مبارك بدا في ظاهره غيرةً على المال العام، لكنه ما إن خرج من فمه حتى تحوّل إلى نكتةٍ باهتة ونغمةٍ نشاز في مسرحٍ امتلأ بالمنافقين. ابن النظام الذي حوّل مصر إلى مزرعةٍ خاصة ونهب مع أسرته مليارات الجنيهات، يتحدث اليوم عن النزاهة والرقابة! أيّ وقاحةٍ تلك؟ أيظن الناس نسيت من هو ومن كان أبوه؟ ذاك الذي مزّق هيبة الدولة، وترك مؤسساتها رهينة طغيان العائلة والمقرّبين.

يتحدّث ابن مبارك عن “ثروات قادة المقاومة” وهو لا يدرك أن هؤلاء يعيشون تحت القصف، يودّعون أبناءهم في ساحات القتال، ولا يملكون من الدنيا سوى دمائهم وإيمانهم ووطنهم. لم يعرفوا القصور ولا امتلكوا حسابات في بنوك أوروبا، لكنهم امتلكوا ما لم يمتلكه آل مبارك يومًا: الكرامة والوطنية الحقيقية.

إنه مشهدٌ عبثي بامتياز: حين يصبح اللصُّ واعظًا، والمُترفُ حارسًا على الأخلاق. من وُلد في القصور لا يفهم معنى خيمةٍ تصمد تحت القصف، ومن تربّى على نهب البلاد لن يدرك قيمة التضحية. في زمنٍ اختلطت فيه الأدوار، صار الذئبُ يُلقي خطبةً عن الرحمة بالغنم، وصار من نهبوا الوطن يتحدّثون باسم الوطنية.

* بعد اختبار ترامب له بلجنة “بلير” السيسي يتنزلف لـ “ساويرس” بمهرجان اللحم الرخيص

اعتبر مراقبون أن إعادة مهرجان الجونة السينمائي بالغردقة في نسخته السابعة، بعدما توقفت فعالياته في 2024، محاولة من رئيس الانقلاب لإرضاء نجيب ساويرس، الذي وضعه ترامب وتوني بلير وكوشنر وويتكوف في خطط غزة ما بعد الحرب ضمن 10 رجال على مستوى العالم يساعدون المنجوب السامي، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق.

ونجيب ساويرس هو الممول الرئيسي لمهرجان (الجونة)، المعروف بالابتذال والتعري على مستويات العاملات بالفن، من أصغر فنانة إلى العواجيز من عينة إلهام شاهين، ويشارك في فعالياته. وقد بادل قبل يومين وصلة رقص مع نانسي عجرم ضمن تكريم ضيوف المهرجان، الذين دأب على استضافتهم حتى في جزيرة قبرص، التي افتتحها قبل نحو 4 أعوام، وكانت مقرًا ومستقرًا للسائحين الصهاينة.

ويُستخدم المهرجان كمنصة لإبراز نفوذ ساويرس الثقافي والاجتماعي، خاصة مع حضوره الإعلامي القوي، وتعد مسابقة المهرجان وأفلامه جزءًا من الدعاية التي يضعها بإثارة الجدليات، ويُنظر إليها من زوايا مختلفة: فنية، اجتماعية، وسياسية.

توليفة ماسونية مبتذلة

وبحسب المعلم بيومي (ناشط على فيسبوك متخصص فنيًا)، فإن المهرجان يشكل مجتمعًا من المهنيين الإباحيين الذين يسقطون على المال كما تسقط الفراشات على النار، فقال: “الفنان أحمد زكي رحمه الله قدم مشهدًا عبقريًا جدًا في فيلم ‘اضحك الصورة تطلع حلوة’… ما هو هذا المشهد يا جوو؟ وعن ماذا يتحدث؟ سأخبرك يا سيدي. المشهد يتحدث عن رجل متصابي ثري جدًا يقيم حفلة كبيرة في فيلته، ويطلب من أحمد زكي، الذي يؤدي دور مصور، أن يصور كل شيء.”

وأضاف: “اتضح أن الرجل الثري أقام مسابقة وعرض سيارة كجائزة لكل امرأة تنزل حمام السباحة وتجلب مفتاح السيارة، فتفوز بالجائزة وهي السيارة. كل ذلك لإشباع رغباته وليرى النساء عاريات. المهم يا سيدي، المصور الذي هو محتاج ولا يملك شيئًا، يرى الناس الأغنياء يضحون بأنفسهم من أجل الحصول على السيارة.”

وخلص إلى أن: “العبرة من المشهد، وماذا تريد أن تقول يا جوو من هذه القصة في المشهد؟ هذا بالضبط ما يفعله نجيب ساويرس في مهرجان الجونة. شاهد المشهد في الفيلم، ستجد سامي سرحان يجسد دور نجيب ساويرس، وكل النساء العاريات في الحفلة يجسدن أدوار الفنانات العاريات في مهرجان الجونة.”

وأضاف: “وأنا هنا أكون ظالمًا لنجيب إذا قلت إن هدفه إشباع غريزته فقط، لا، الهدف الأهم هو نشر العري والانحلال في المجتمع، وهذه هي الأجندة الأهم لأعضاء الماسون.”

وعوضًا عن أن يكون المهرجان فرصة لإظهار أن الفن والرياضة باتا لا يفترقان، يتكرر المشهد نفسه مع شوبير وياسر ريان ولاعبي عهد المخلوع وأبناءهم المتعبين، وكذلك الفن، فأبناء الفنانين يكررون آباءهم. حتى أن نجل عادل إمام أعاد فيلمًا لوالده بعنوان “شمس الزناتي”، وكان مهرجان الجونة خير معبر، بتصريح من نجل الفنان ماجد المصري الذي أعجبه مناخ التعري في المهرجان فتعرّى أيضًا وقال: “أيوة أنا بامثل بالواسطة، ح أكذب ليه؟ وهي الواسطة عيب؟ أنا عارف إن فيه طلبة بتتظلم وناس ممكن ما تاخدش فرصة بسببي.. بس حاعمل إيه يعني؟ ده رزق جالي، لازم أستغله.”

في تصريحات حديثة، قال ساويرس: “من حقنا أن نفرح في مهرجان الجونة بعد وقف إطلاق النار في غزة، والسينما أكثر من مجرد فن، هي لغة إنسانية.”

ومتداول أن الجونة مهرجان للعري وإرضاء ساويرس، بل يتردد أيضًا في بعض الأوساط النقدية أن شعار “سينما من أجل الإنسانية” يخفي معاني للإنسانية لا تتعلق بالوضع الطبيعي للإنسان وفق ما خلقه الله، وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بصور وتعليقات تنتقد هذه الإطلالات، وتصف المهرجان بأنه “استعراض للأزياء أكثر من كونه مهرجانًا سينمائيًا“.

تأسس مهرجان الجونة في 2017 على يد نجيب وسميح ساويرس في مدينة الجونة السياحية، وكان يهدف إلى دعم السينما المستقلة والفنانين العرب. يستضيف أفلامًا دولية ومحلية، ويمنح جوائز في مجالات الإخراج والتمثيل والسيناريو.

يتحدث بحرية

وقالت قناة الشعوب عن سبب كون نجيب ساويرس هو الوحيد تقريبًا الذي يتحدث بحرية في مصر: في بلد شهد سجن عدد كبير من رجال الأعمال، ومصادرة أموالهم، وإجبار بعضهم على تسويات ضخمة أو التنازل عن ممتلكاتهم للخروج من السجن، يظهر نجيب ساويرس كحالة فريدة: ينتقد، يسخر، يلمّح… دون أن يقترب منه أحد.

وتساءلت: فهل هي حرية حقيقية؟ أم “استثناء مُدار”؟ ولماذا يظل ساويرس خارج هذه الدائرة؟

وعددت الأسباب، ومنها:

  1. نفوذ دولي وحسابات إقليمية: ساويرس يملك استثمارات ممتدة خارج مصر، وعلاقات وثيقة بعدة أطراف دولية. المساس به قد يفتح أبوابًا من الضغوط الخارجية.
  2. ورقة تجميل سياسي: النظام قد يستفيد من وجود “صوت جريء” مثل ساويرس ليبدو المشهد أكثر تنوعًا وتسامحًا مما هو عليه فعليًا.
  3. ذكاء في الخطاب: ساويرس يتحدث بنبرة ساخرة، ينتقد دون عداء مباشر، ويطرح رأيه بلغة تفلت من الصدام المباشر. هو “معارض ناعميُستخدم، ولا يُستفز منه.

السيسي من ساكتٍ على المجازر إلى راعٍ للمؤتمرات وداع لإعمار غزة بعد عامين من الصمت على دمارها.. الثلاثاء 21 أكتوبر 2025م.. البنوك الحكومية فساد حتى “الحُلقوم” لم تعد أمنة ومصر تغرق في مستنقع النهب المنظّم والسيسي زعيم العصابة

السيسي من ساكتٍ على المجازر إلى راعٍ للمؤتمرات وداع لإعمار غزة بعد عامين من الصمت على دمارها.. الثلاثاء 21 أكتوبر 2025م.. البنوك الحكومية فساد حتى “الحُلقوم” لم تعد أمنة ومصر تغرق في مستنقع النهب المنظّم والسيسي زعيم العصابة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* تجديد حبس الناشط السيناوي سعيد اعتيق 15 يومًا على ذمة القضية رقم 6469 حصر أمن دولة عليا

أفادت مصادر حقوقية بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت أمس الاثنين 20 أكتوبر 2025، تجديد حبس الناشط السيناوي “سعيد اعتيق حسان اعتيق” لمدة 15 يومًا.

وكان “اعتيق” قد ظهر في نيابة أمن الدولة العليا، الأربعاء 3 سبتمبر 2025 بعد تعرضه لاختفاء قسري استمر عشرة أيام منذ إلقاء القبض عليه بتاريخ 24 أغسطس 2025، وقد جرى التحقيق معه في القضية رقم 6469 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، حيث وجهت له النيابة اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وإذاعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

* تجديد حبس ثلاثة متهمين بينهم حدث في قضيتين أمام نيابة أمن الدولة ومحكمة الجنايات

أفادت مصادر حقوقية بأن محكمة الجنايات (غرفة المشورة) المنعقدة في مجمع محاكم بدر قررت، أمس الاثنين 20 أكتوبر 2025، تجديد حبس الحدث “بهاء الدين فتحي محمد” و “إبراهيم محسن عودة محمد” لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 2 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025.

وفي سياق منفصل، قررت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس “أحمد إبراهيم سالم سلامة” لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق في القضية رقم 1602 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025.

 

*قسم شرطة المنزلة تحول لبؤرة قمع ممنهج: المأمور يعتدي على معتقل بوحشية

حصلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان على شهادة موثوقة تكشف تفاصيل اعتداء بدني عنيف تعرّض له أحد المعتقلين السياسيين داخل قسم شرطة المنزلة بمحافظة الدقهلية، على يد مأمور القسم العقيد إبراهيم عوني، الذي تولّى مهامه حديثاً، وذلك مساء السبت 18 أكتوبر الجاري.

وبحسب الشهادة التي وثّقتها الشبكة، فإن الواقعة بدأت بمشادة كلامية بين المعتقل – الذي تحفظت الشبكة على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية – وبين مأمور القسم، بعدما طالب المحتجز بتحسين ظروف الاحتجاز القاسية التي يعاني منها هو وزملاؤه داخل الزنازين.
لكنّ الردّ جاء قاسياً، إذ أقدم المأمور على الاعتداء عليه بالضرب المبرّح أمام عدد من الأفراد، ما تسبب في إصابات واضحة في الوجه والجسد، ثم جرى نقله إلى زنزانة انفرادية بحجة “تهدئة الموقف” في حين بدا القرار عقاباً إضافياً له على مطالبه. 

شهادات تكشف انتهاكات ممنهجة
مصادر من داخل القسم أكدت لـ”الشبكة المصرية” أن ما جرى لم يكن حادثاً فردياً، بل جزءاً من نمط متكرر من الانتهاكات التي تشمل الاعتداء الجسدي والنفسي، وحرمان المحتجزين من الرعاية الطبية الأساسية، فضلاً عن ظروف احتجاز غير إنسانية تتسم بالاكتظاظ الشديد، وانعدام التهوية، وغياب النظافة، وتردّي الخدمات الصحية والغذائية.

وتشير المعلومات إلى أن الانتهاكات لا تقتصر على المعتقلين السياسيين فحسب، بل تمتد لتشمل المحتجزين الجنائيين الذين يتعرضون بدورهم لمعاملة مهينة من قِبل بعض أفراد الشرطة، وسط غياب كامل للرقابة القضائية والحقوقية على أماكن الاحتجاز. 

تاريخ من التجاوزات
ورغم تغيير القيادات الأمنية داخل القسم خلال الأشهر الماضية، إلا أن سياسة القمع وسوء المعاملة ما تزال مستمرة. فقد شهدت فترة تولي العقيد صلاح حمدي – المأمور السابق – وقائع مشابهة، حيث وردت عدة شكاوى عن تعذيب وإهمال طبي متعمّد بحق محتجزين سياسيين وجنائيين، دون أن يُفتح أي تحقيق جاد في تلك الادعاءات.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات يعكس غياب آليات المساءلة الداخلية داخل وزارة الداخلية، واستمرار ثقافة “الإفلات من العقاب” التي تسمح بتكرار مثل هذه الممارسات دون رادع. 

مطالب حقوقية بتحقيق عاجل
وفي ختام تقريرها، حمّلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وزارة الداخلية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن سلامة جميع النزلاء داخل قسم شرطة المنزلة، مطالبة بفتح تحقيق عاجل ومستقل في وقائع الاعتداء وسوء المعاملة التي طالت المعتقل السياسي وغيره من المحتجزين.
كما شددت الشبكة على ضرورة تحسين أوضاع الاحتجاز لتتوافق مع ما نص عليه الدستور والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وضمان الرقابة المستقلة على أقسام الشرطة والسجون لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

واختتمت الشبكة بيانها بالتأكيد على أن الكرامة الإنسانية حق غير قابل للتجزئة أو التنازل، وأن أي انتهاك بحق المحتجزين – بغض النظر عن تصنيفهم القانوني – يمثل خرقاً صارخاً للقانون والدستور والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر.

*كريم صفوت… شاب جامعي متفوق مصيره مجهول بسجون السيسي

في مشهد يلخص المأساة التي يعيشها كثير من الشباب بين الحلم الأكاديمي وواقع القمع، تتحول قصة الشاب كريم صفوت عبدالعظيم السيد فراج، البالغ من العمر 23 عامًا، من حكاية نجاح جامعي مشرق إلى ملف جديد في قائمة قضايا الحبس الاحتياطي، بعدما كان يُنتظر أن يبدأ مشواره الأكاديمي معيدًا بكلية التجارة في جامعة السلاب.

كريم، الذي تخرج في دفعة 2024، عُرف بين زملائه وأساتذته بتفوقه اللافت والتزامه الأخلاقي والعلمي، إذ كان من أوائل دفعته، ومثالًا للطالب المثابر الذي يسعى للتميز العلمي والسلوكي. شهادات أساتذته وزملائه تجمع على أنه كان نموذجًا يحتذى به في الاجتهاد والانضباط، ما جعله من أبرز المرشحين للتعيين الأكاديمي في جامعته.

لكن هذا المسار المشرق انقطع فجأة في 25 نوفمبر 2024، حينما قامت قوات الأمن باعتقاله بشكل مفاجئ، ليُعرض بعدها على جهات التحقيق ويتم حبسه على ذمة القضية رقم 6171 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، وهي القضية التي أدرجت إعلاميًا ضمن ما يعرف بـ”قضايا مشجعي النادي الأهلي”.

ورغم عدم وجود اتهامات واضحة أو مبررات قانونية منطقية تبرر احتجازه، أودع كريم سجن العاشر من رمضان، ليبدأ فصلًا مؤلمًا من المعاناة داخل الزنازين بدلًا من مواصلة مشواره الجامعي الذي كان ينتظره بفخر.

وتقول الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في بيانها إنها تُعرب عن تضامنها الكامل مع أسرة الشاب، مؤكدة أن كريم “كان يستحق أن يكون بين صفوف المعيدين والباحثين، لا بين جدران السجن”، مشيرة إلى أن ما يتعرض له يمثل “ظلمًا بيّنًا وانتهاكًا صارخًا لحقوق الشباب الجامعي في التعبير والانتماء”.

وتضيف الشبكة أن “كريم لم يرتكب جريمة، وكل ما فعله أنه مارس حقه الطبيعي في تشجيع ناديه المفضل – الأهلي، وهو حق يكفله الدستور ولا يجوز أن يتحول إلى سبب للحرمان من الحرية”.

وتؤكد أن ما يُعرف بـ”قضايا مشجعي الأهلي” باتت رمزًا لتوسع دائرة القمع لتشمل شبابًا لا تربطهم أي صلة بالنشاط السياسي أو الحزبي، سوى انتمائهم الرياضي وحماسهم الكروي.

وطالبت الشبكة بالإفراج الفوري عن كريم وجميع معتقلي هذه القضايا، داعية الجهات المعنية إلى إعادة النظر في أساليب التعامل مع الشباب الجامعي الذين يمثلون طاقة الأمة ومستقبلها، لا مصدر تهديد لها.

واختتم البيان بالتأكيد على أن “مكان كريم صفوت هو قاعات الجامعة والمختبرات، لا الزنازين”، مشددة على أن استمرار حبس أمثاله لا يضر فقط بأحلام الأفراد، بل ينعكس على صورة التعليم والعدالة وحقوق الإنسان في مصر.

*مليشيات العرجاني تحكم العريش بعيدًا عن حكم القانون والدولة المصرية

تشهد مدينة العريش في محافظة شمال سيناء تصاعدًا خطيرًا في حالة الانفلات الأمني خلال عام 2025، رغم التصريحات الرسمية المتكررة عن تحقيق الاستقرار و«عودة الحياة إلى طبيعتها». الواقع على الأرض يكشف عكس ذلك تمامًا؛ إذ تعيش المدينة على وقع اشتباكات مسلحة شبه يومية بين مجموعات خارجة عن القانون، تمتلك سيارات دفع رباعي ومعدات ثقيلة، وتتحرك بحرية في وضح النهار تحت غطاء قبلي وأمني غير معلن. هذه الجماعات، التي يُنظر إليها كأذرع غير رسمية للنظام، تمارس عمليات اختطاف وقتل وسط صمت السلطات، ما جعل سكان العريش يعيشون في خوف دائم. 

حادثة مقتل ياسر أبو عمرو: رصاصة تكشف بنية التحالفات المسلحة

أعادت حادثة مقتل الشاب ياسر فراس أبو عمرو برصاصة في الرأس على يد أحد قيادات “اتحاد قبائل سيناء” التابع لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني، الجدل حول الدور الذي تلعبه هذه المليشيات القبلية المدعومة ضمنيًا من السلطة. فالاتحاد، الذي يقدَّم رسميًا كشريك في «الحرب على الإرهاب»، تحول عمليًا إلى قوة موازية للدولة تمتلك السلاح والنفوذ وتفرض هيمنتها على الأهالي.

العرجاني، الذي يُسوَّق له كحليف للدولة في مواجهة التطرف، بات اليوم — في نظر كثيرين من أبناء سيناء — رمزًا للفوضى الجديدة، بعدما تحولت مجموعاته إلى طرف مسلح يُرهب المدنيين بلا رادع. موجة الغضب الشعبي والاحتجاجات التي اجتاحت العريش مؤخرًا تعكس حجم الاحتقان المتنامي تجاه هذه الانتهاكات التي تهدد الأمن المجتمعي وتضعف سلطة الدولة.

الأمن في موقف المتفرج: تواطؤ أم عجز؟

تبدو الأجهزة الأمنية عاجزة — أو ربما متواطئة — أمام تغوّل هذه الجماعات. فحالات الإفراج السريع عن عناصر منتمين إلى تلك المليشيات بعد توقيفهم، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على رجال الشرطة، تؤكد وجود خلل عميق في المنظومة الأمنية.

كما شهدت المدينة اعتصامات متكررة لضباط وأفراد الشرطة احتجاجًا على غياب الدعم اللوجستي ونقص الأسلحة والمعدات الحديثة، في وقت يتزايد فيه نفوذ المجموعات المسلحة. هذا التناقض الفاضح بين ضعف الدولة وتوسع المليشيات يطرح تساؤلات حول دور الحكومة الحقيقي في ترسيخ الأمن أو تقويضه.

خطاب رسمي مضلل وواقع ميداني منفلت

في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الترويج لخطاب «الاستقرار الأمني في سيناء»، تبدو مسؤوليتها المباشرة عن الفلتان الأمني واضحة للعيان. فدعم مجموعات قبلية مسلحة تحت غطاء «محاربة الإرهاب» لم يحقق الأمن، بل أسس لواقع من انعدام القانون، تُمارس فيه السلطة بالعنف لا بالمؤسسات.

إن توفير السلاح والحماية لهذه الكيانات القبلية أوجد شبكات نفوذ خارجة عن الدولة تتحكم في مصائر الناس، لتتحول سيناء إلى اختبار حقيقي لمدى جدية الحكومة في محاربة الجريمة المنظمة واستعادة هيبة الدولة. 

انتهاكات ممنهجة وصمت رسمي

تُوثّق منظمات حقوق الإنسان في شمال سيناء حالات قتل خارج القانون، واختفاء قسري، وإعدامات ميدانية تُنسب إلى هذه المجموعات المسلحة، وسط صمت رسمي مريب. هذا التواطؤ يفاقم الإحباط الشعبي، خاصة في صفوف الأهالي الذين خاضوا لسنوات حربًا ضد الإرهاب، ليجدوا أنفسهم اليوم ضحايا لقوى مسلحة محلية تحظى بحماية ضمنية من الدولة.

أصبح سكان العريش يعيشون بين مطرقة المليشيات وسندان الصمت الحكومي، في مشهد يعكس انهيار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة الأمنية.

فوضى العريش تكشف فشل الدولة في إدارة الملف السيناوي

لم تعد شمال سيناء تُصنَّف منطقة مستقرة كما يروج الخطاب الرسمي، بل منطقة مفلسة أمنيًا نتيجة دعم سياسي غير مباشر للشبيحة والمسلحين الذين يفرضون سيطرتهم على الأرض.

الحل الحقيقي، كما يؤكد خبراء محليون، لا يكمن في المزيد من التسليح القبلي أو الخطابات الإعلامية، بل في إلغاء أي وجود مسلح خارج مؤسسات الدولة، ومحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات، وبناء جهاز أمني حقيقي يخضع للقانون لا للولاءات.

دولة تغض الطرف عن الفوضى

تحولت شمال سيناء إلى مرآة عاكسة للفشل الحكومي في حماية المواطنين وفرض سيادة القانون. فبين صمت رسمي وتواطؤ واضح، تتعمق الفوضى يومًا بعد يوم، مهددة ما تبقى من أمن وتنمية.

إن استمرار هذا النهج القائم على المحاباة القبلية والتحالفات المصلحية سيقود حتمًا إلى تفكك أمني أوسع، ما لم تستعد الدولة احتكارها للسلاح والقوة الشرعية، وتكف عن منح الغطاء السياسي والمالي لمليشيات تزرع الرعب بدل أن توفر الحماية.

*السيسى يطارد المعارضين عبر الحدود.. حملة لمنع قبول اللاجئين المصريين بكوريا الجنوبية

في خطوة جديدة تُظهر إصرار النظام المصري على قمع المعارضين، تواصل السلطات المصرية سعيها للضغط على دول العالم، لمنع اللجوء لمواطنيها الفارين من بطش النظام، في تأكيد جديد على محاولاته المستمرة لملاحقة الأحرار وتقييد الحريات حتى خارج الحدود.

تصاعدت احتجاجات المصريين في كوريا الجنوبية ضد رفض طلبات لجوئهم، وذلك بعد سنوات من الرفض المتواصل من قبل السلطات الكورية الجنوبية.

ويأتي هذا في وقتٍ يواجه فيه العديد من المصريين الذين يسعون للنجاة بأنفسهم من بطش نظام السفاح  عبدالفتاح السيسي مشكلات ضخمة في الهروب من البلاد.

إذ كان العديد منهم قد فرّ من القمع الذي يفرضه النظام المصري، لكنه اصطدم بحواجز أخرى في الدول التي لجأ إليها.

 المفارقة هنا تكمن في أن النظام المصري لا يتوقف عن توجيه الضغوط على الدول الأخرى، في محاولةٍ منه لفرض سياسة الاعتقال والملاحقة ضد المعارضين حتى خارج حدود البلاد. تتجاوز تلك الضغوط مجرد التفاعل الدبلوماسي، إذ يبدو أن مصر تُمارس تأثيرًا متزايدًا على الحكومات الأجنبية، خاصةً في قضايا اللجوء.

وتستمر سياسة السيسي في حبس الأحرار داخل البلاد، ومع محاولاته المستمرة للضغط على الدول لمنع قبول اللجوء لهم، يصبح المشهد أكثر قتامة بالنسبة لكل من يسعى للهرب من اضطهاد النظام.

في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل السلطات المصرية قادرة على فرض سياستها القمعية على الصعيد الدولي، في حين أن حقوق الإنسان تظل محط انتهاك على أراضيها؟، إن ما يحدث اليوم هو تأكيد آخر على أن الاستبداد لا يعترف بالحدود ولا بالحقوق، بل يستمر في ملاحقة الأحرار أينما كانوا، مستخدمًا كافة الوسائل الممكنة لضمان بقاء الهيمنة والقمع في الداخل والخارج.

*إقصاء ممنهج باسم القانون: كيف تحوّل استثناء الخدمة العسكرية إلى أداة سياسية لإبعاد المعارضين؟

تعتبر حادثة استبعاد المهندس هيثم الحريري من الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025، بذريعة “الاستثناء من الخدمة العسكرية”، ليست واقعة قانونية بريئة كما تحاول الحكومة تصويرها، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من تسييس القانون وتوظيفه لإقصاء الأصوات المستقلة. القضية تكشف عن الوجه الحقيقي لمنظومة تدّعي الإصلاح والانفتاح، بينما تمارس في الواقع إغلاقًا محكمًا للمجال العام، وتجعل من كل استحقاق انتخابي مشهدًا شكليًا لإعادة تدوير الولاءات. 

استثناء قانوني تحوّل إلى سلاح سياسي

تقدّم الحريري، النائب السابق عن دائرة محرم بك ومينا البصل، بأوراق ترشحه كاملة، واستلم رمز “الراديو” رسميًا، قبل أن يتفاجأ باستبعاده من القوائم الأولية بحجة أنه “مستثنى من الخدمة العسكرية”.

الحريري حصل على شهادة إعفاء رسمية صادرة من وزير الدفاع المشير طنطاوي عام 1999، ما يعني أن استثناؤه لم يكن قرارًا ذاتيًا، بل إجراء سيادي من المؤسسة العسكرية ذاتها.

لكن اللجنة الانتخابية قررت تفسير هذا الاستثناء بوصفه “عدم أداء”، متجاهلة نص المادة (6) من قانون الخدمة العسكرية التي تعتبر المستثنى في حكم المعفى.

هكذا تحوّل القانون من ضمانٍ للحقوق إلى أداة انتقائية للحرمان منها، في سابقة تفتح الباب أمام أي سلطة لتكييف النصوص وفقًا لأهوائها السياسية. 

دولة تُضيّق على من يتنفس 

القضية لا تتعلق بشخص الحريري فقط، بل تكشف عن منهج شامل في التعامل مع المجال السياسي. 

في الأسابيع الماضية، تم استبعاد عدد من المرشحين المعارضين أو المستقلين لأسباب متشابهة: “تحليل مخدرات”، “نقص أوراق”، أو “عدم صلاحية الموقف العسكري”. 

ما يجمع بين هذه الوقائع ليس القانون، بل النية السياسية في تنقية السباق الانتخابي من أي صوت مختلف. 

النظام الذي وعد بـ”انفتاح سياسي” بعد دعوة الحوار الوطني، عاد ليغلق الباب أمام رموز المعارضة، حتى الإصلاحية منها. 

النتيجة: برلمان بلا صوت، وشعب بلا ممثلين، وديمقراطية بلا مضمون. 

ازدواجية الخطاب.. وموت السياسة 

بينما تروّج الحكومة في إعلامها لخطاب “توسيع المشاركة” و“الفرص المتكافئة”، تمارس على الأرض نقيض ما تعلنه. 

فأي انفتاح يُمكن أن يُصدَّق بينما تُقصى شخصيات خاضت الانتخابات من قبل، وشاركت في العمل النيابي تحت نفس النظام؟ 

السلطة التي تخشى نائبًا واحدًا يحمل فكرًا مستقلاً، تعترف ضمنيًا بأنها تعاني من هشاشة سياسية غير مسبوقة. 

عندما تتحوّل الدولة إلى كيان لا يحتمل رأيًا ناقدًا، ولا يرى في المعارضة سوى تهديد للأمن، تصبح أمام مأزق وجودي: دولة بلا توازن ولا حيوية، تحكمها أجهزة لا مؤسسات. 

برلمان للبيع.. وسياسة بالتقسيط 

خلف الكواليس، تهمس الأحاديث بأن مقاعد البرلمان تُمنح بمقابل مالي قد يتجاوز 70 مليون جنيه للكرسي الواحد. 

وفي الوقت الذي يُقصى فيه المستقلون، يُفتح الباب أمام رجال الأعمال وأصحاب الولاء الأمني ليحصلوا على الشرعية الشكلية. 

هكذا يتكوّن برلمان لا يشرّع ولا يراقب، بل يُوزّع المنافع ويتقاسم الغنائم، بينما تُقصى الكفاءات التي تمثل هموم الشارع الحقيقية. 

فهل هي انتخابات أم مزاد سياسي مغلق لا يُسمح فيه إلا لمن يملك الثمن والولاء؟ 

ديمقراطية بلا مضمون.. ونظام بلا ثقة 

استبعاد الحريري وغيره من المرشحين ليس مجرد إجراء انتخابي، بل مؤشر على أزمة أعمق داخل بنية الحكم:

أزمة ثقة، وأزمة شرعية، وأزمة رؤية.

النظام الذي يطالب الشعب بالصبر والمشاركة في أعباء الأزمة الاقتصادية، هو ذاته الذي يحرمهم من المشاركة في القرار السياسي.

وبينما يختبئ خلف شعارات “الإصلاح”، تتسع الهوة بين السلطة والمجتمع، لتتحوّل الدولة إلى جزيرة مغلقة تحكمها أقلية معزولة عن الواقع.

وفي النهاية فقضية هيثم الحريري ليست استثناءً، بل دليل على أن الحكومة المصرية فقدت القدرة على التمييز بين الدولة والسلطة.

حين يُستخدم القانون لإقصاء الخصوم بدل حماية الحقوق، تتحوّل العدالة إلى أداة قمع، وتتحول الانتخابات إلى مشهد تجميلي بلا مضمون. 

إنها لحظة كاشفة: النظام لم يعد يخشى المعارضة، بل يخشى نفسه، يخاف أن يرى في المرآة صورة بلد كان يمكن أن يكون أفضل، لو احترم أصوات أبنائه بدل أن يقمعهم.

 

* من ساكتٍ على المجازر إلى راعٍ للمؤتمرات السيسي يدعو لإعمار غزة بعد عامين من الصمت على دمارها

في مشهد يعكس قمة التناقض والاستخفاف بعقول المصريين والفلسطينيين معاً، خرج المنقلب عبد الفتاح السيسي ليعلن أن مصر ستستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل، داعياً الشعب المصري – الذي أنهكه الفقر والضرائب – إلى المساهمة في “إعمار القطاع”، بعد عامين من صمته المطبق على المجازر، ورفضه إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، بحجة أنه “لا يريد إدخال مصر في مخاطرات”. 

لكن السخرية الأكبر أن السيسي يتحدث عن “تضامن ومحبة تجاه الأشقاء الفلسطينيين”، بينما كان معبر رفح – المصري الفلسطيني – رهينة بقرار من الاحتلال الصهيوني، لا يُفتح إلا بإشارة من تل أبيب، في إذلالٍ لم تعرفه مصر حتى في أحلك عصورها.

إعمار غزة.. على طريقة السيسي

الحديث عن “إعمار غزة” يبدو أقرب إلى مسرحية رديئة الإخراج، إذ لم ينسَ الفلسطينيون بعد أن أحد أذرع النظام الأمنية، المدعو إبراهيم العرجاني، حوّل معاناة الغزيين إلى تجارة مربحة، بعدما فرض على المرضى والطلاب مبالغ فلكية تتراوح بين 30 و50 ألف دولار للدخول عبر رفح.

ولم تكن تلك “الشركة الأمنية” سوى واجهة لتجارة سياسية قذرة، يديرها العرجاني اسماً، ويملكها فعلياً نجل السيسي الأكبر، محمود السيسي، بحسب مصادر متطابقة، ملايين الدولارات كانت تُجبى يومياً من دماء ومعاناة الفلسطينيين، بينما يتحدث الأب عن “المحبة والتضامن”!

أين ذهبت أموال المصريين؟

يتحدث السيسي عن “الإصلاح الجذري”، بينما تغرق البلاد في الديون والقروض، وتتآكل قيمة الجنيه إلى حدٍ غير مسبوق، في الوقت الذي يشتري فيه طائرة رئاسية جديدة يتجاوز ثمنها نصف مليار دولار من دم الشعب، ويُشيّد القصور بلا توقف، ثم يطلب من الفقراء التبرع لغزة.

فهل يسأل المصريون: لماذا لا يبيع السيسي طائرته الجديدة أو قصور عصابته – من مصطفى مدبولي إلى مصطفى بكري – قبل أن يمد يده لجيوبهم؟

الشعب فقد الثقة في عصابة الحكم

لم تعد خطابات السيسي قادرة على إقناع أحد، ولا سيما حين يتحدث عن “تحمل الظروف الاقتصادية” بينما تتضاعف أسعار الوقود والغاز للمرة العشرين في عهده، ويواصل تحميل ثورة يناير مسؤولية كل أزماته، رغم أنه هو من جرّ البلاد إلى الإفلاس، ورفع الدين الخارجي من 46 ملياراً إلى أكثر من 161 مليار دولار خلال 11 عاماً، تحت شعار “مشروعات قومية” انتهت إلى عاصمة للأوهام وقطار لا يركبه أحد.

الخلاصة

حين يتحدث السيسي عن “إعمار غزة”، فالسؤال البديهي:

من يُعمّر غزة؟ من شارك في حصارها؟ من تواطأ في دمارها؟

إنها نسخة مكررة من سياسة التضليل التي يتقنها النظام العسكري: نهب داخلي، وادعاء بطولات خارجية.

وإذا كان السيسي يريد إعمار غزة، فليبدأ أولاً بإعمار ضميره، وإزالة الركام الذي خلّفه في الكرامة المصرية والفلسطينية على حد سواء.

* ميناء إيلات يطلب مساعدة مصر لوقف ضربات الحوثيين

كشفت وسائل إعلام عبرية، أن ميناء إيلات الإسرائيلي طلب مساعدة مصر للضغط على الحوثيين لوقف إطلاق الصواريخ على الميناء والمدينة.

ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” وصحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية، فإن ميناء إيلات، بالرغم من وقف إطلاق النار، يواصل تعرُّضه لأضرار بسبب استهداف الحوثيين لقناة السويس وترهيب السفن القادمة من وإلى الميناء.

وكشفت الصحف العبرية أن مسؤولي الميناء الإسرائيلي تواصلوا مع السفارة الأمريكية في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، وطالبوا أيضًا بالتواصل مع الحكومة المصرية للضغط على الحوثيين.

وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أنه رغم إعلان انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لم يعد ميناء إيلات إلى حالته الطبيعية بعد، إذ لا يزال التهديد الحوثي قائمًا. وأضافت أنه بالرغم من أن الحوثيين أعلنوا أنهم لن يستمروا في إطلاق النار على إسرائيل طالما استمر الاتفاق بين حماس وإسرائيل، إلا أنهم لم يلتزموا بوقف مهاجمة السفن المارة في اتجاه قناة السويس.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الحوثيين سبق أن هدَّدوا بأن أي شركة شحن تمر عبر سفن دون إذنهم ستجعل سفنها هدفًا في أي مكان في العالم، حتى بعيدًا عن الشرق الأوسط. وفي أعقاب هذا التهديد الذي طال القناة، أُغلق ميناء إيلات، الذي تديره شركة “بفاو” للشحن، بشكل شبه كامل منذ نوفمبر 2023، وانخفضت إيراداته بنسبة 80%.

وأوضحت الصحف العبرية أنه في ظل غياب بيان من الحوثيين بوقف هجماتهم على السفن، ترفض شركات الشحن الدولية المرور عبر قناة السويس والوصول إلى ميناء إيلات أو الدول العربية.

وفي السياق نفسه، علم موقع صحيفة “كالكاليست” أن مسؤولين في ميناء إيلات تواصلوا مع السفارة الأمريكية، طالبين إدراج قضية قناة السويس في الاتفاقية الموقعة برعاية الرئيس دونالد ترامب، كما تم التواصل مع هيئة الملاحة البحرية لطلب حشد جهات دولية للمساعدة في إزالة التهديد الحوثي لهذا الممر البحري المهم.

وأضاف تقرير الصحيفة العبرية أن إدارة ميناء إيلات لا تكتفي بهذا، وتسعى للتواصل مع مصر، صاحبة قناة السويس، حيث يأمل ميناء إيلات أن يتعاون المصريون مع الدول العربية والولايات المتحدة للضغط على الحوثيين وإقناعهم برفع الحصار عن الملاحة البحرية.

وقالت “كالكاليست” إن الميناء الإسرائيلي يُدرك أن سيطرة الحوثيين على القناة لا تؤثر سلبًا على إسرائيل فحسب، بل تؤثر أيضًا على مصر، التي تفرض رسومًا على عبور القناة، وتأمل في إيجاد شريك هناك لمعالجة هذه المشكلة.

وأشارت إلى أنه منذ بداية عام 2024، لم تقترب السفن الأوروبية من قناة السويس. ويُسمح فقط للسفن الروسية والإيرانية بالمرور عبرها، بشرط عدم نقلها بضائع إلى إسرائيل، كما تتمكن السفن الصينية من عبور القناة بين الحين والآخر من خلال إيجاد حلول مثل تغيير الأعلام أو الدفع والمخاطرة.

وكانت قناة السويس قد حققت إيرادات لمصر بلغت حوالي 8 مليارات دولار في عام 2022، وفي عام 2023 قفزت الإيرادات إلى 10.25 مليار دولار. ومع ذلك، في عام 2024، انخفض الدخل إلى 3.99 مليار دولار فقط. وفي الصيف الماضي، أفادت مصادر عربية أن مصر خسرت نحو 60% من دخلها من قناة السويس في عامَي 2024 و2025.

ووفق التقارير العبرية، فإن هذه خسارة فادحة، فقبل الحرب، كان ما يقرب من ثلث ميزانية مصر يعتمد على دخل قناة السويس، حيث شكّلت القناة مصدر دخل مهمًا ومستقرًا لمصر لسنوات.

وكان صندوق النقد الدولي قد حذّر من أن انخفاض دخل القناة يُشكّل تحديًا كبيرًا لدخل مصر، وأنه يجب عليها تحقيق ميزانية متوازنة وإيجاد طريقة لتقليل اعتمادها على الدخل الأجنبي.

ودفعت هذه التوصية الحكومة المصرية إلى تطبيق إصلاح شمل، من بين أمور أخرى، تحسين نظام تحصيل الضرائب في البلاد وخفض دعم الوقود والكهرباء والغذاء. وبالإضافة إلى ذلك، تلقت مصر مليارات الدولارات دعمًا من دول الخليج، وذلك جزئيًّا لمواجهة خسارة دخل قناة السويس.

ووفق التقرير العبري، فلا تزال مصر تُواجه التضخم والديون المرتفعة، وبالطبع تهديد الحوثيين لأحد مصادر دخلها الرئيسية.

وأضافت أن ميناء إيلات يأمل أن يُفلح الضغط المصري على الدول العربية، والذي سيؤدي إلى الضغط على الحوثيين، في انتزاع إعلان منهم بوقف استهداف الممر البحري والسماح للسفن بالوصول إلى إيلات.

وأشارت “كالكاليست” إلى أنه منذ بداية الأزمة في ميناء إيلات، حوّلت إسرائيل 15 مليون شيكل إلى الميناء، ويُخصص جزء من هذا المبلغ لسداد ديون للدولة وضرائب الأملاك لبلدية إيلات.

كما وفّر الهستدروت – النقابة العامة لعمال إسرائيل – قروضًا من صندوق المساعدات التابع له. مع ذلك، يسعى الميناء للعودة إلى نشاطه الكامل وإثبات ربحيته، لا مجرد البقاء

*فساد حتى “الحُلقوم” البنوك الحكومية لم تعد أمنه ومصر تغرق في مستنقع النهب المنظّم والسيسي زعيم العصابة

لم يعد الفساد في مصر «للركب» كما كان يُقال في العقود الماضية، بل تجاوز الرأس إلى الحلقوم، بعد أن التهمت منظومة السيسي كل ما يمكن نهبه من أموال القروض والمعونات والمشروعات الوهمية التي أرهقت المصريين.

فبينما خرج المنقلب عبد الفتاح السيسي في ذكرى انتصار أكتوبر يبرر رفع أسعار الوقود بزعم “وقف الاقتراض”، يتساءل المصريون:

أين ذهبت المليارات التي تدفقت على مصر منذ انقلابه؟

وأين حصيلة بيع أصول الدولة والضرائب ورفع الدعم؟

وكيف ينفق النظام على “عاصمة الخيبة والندامة” – كما يسميها المصريون – العاصمة الإدارية، ومشروعات العلمين وتفريعة قناة السويس التي أفلست البلاد، بينما يستمر مسلسل الفساد بلا رادع؟

من الواضح أن القدوة في هذا العهد ليست إلا عصابة العسكر، التي جعلت من النهب والسمسرة في القروض والسلاح أسلوب حكم. فحين يشتري السيسي أسلحة بمئات المليارات لا لحماية الوطن بل لضمان عمولاته وولاء الموردين، فليس غريبًا أن يتحول الفساد إلى ثقافة تمتد إلى أصغر موظف في مؤسسة الدولة، بل إلى البنوك نفسها التي لم تعد آمنة على أموال المصريين.

فضيحة جديدة بالبنك الأهلي: مدير فرع وموظفون ينهبون أموال العملاء.

كشفت نيابة الأموال العامة العليا عن واحدة من أكبر قضايا الفساد المصرفي في تاريخ البنوك الحكومية، إذ أحالت مدير فرع بالبنك الأهلي المصري وموظفين اثنين إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الاستيلاء على عشرات الملايين من أموال العملاء، عبر مخطط مصرفي احتيالي استخدم فيه المتهمون طلبات مزورة للسحب والتحويل النقدي، وتلاعبوا في النظام الإلكتروني للبنك لإخفاء آثار الجريمة.

القضية التي حملت رقم 51 لسنة 2025 أموال عامة عليا، ضمت تسعة متهمين، سبعة منهم هاربون، بعد ثبوت تورطهم في شبكة تزوير مصرفي متكاملة استهدفت حسابات عملاء البنك الأهلي المصري.

تزوير وتلاعب بالنظام الإلكتروني

التحقيقات كشفت أن المتهمين الرئيسيين – مدير فرع الوراق ومراقبة خدمة العملاء بفرع نجيب محفوظ – استغلا سلطاتهما الوظيفية وقدما طلبات سحب وتحويل نقدي مزورة نُسبت زورًا إلى عملاء البنك، لتظهر كأنها عمليات شرعية نفذها أصحاب الحسابات.

ولم يكتفيا بذلك، بل تلاعبا في النظام الإلكتروني للبنك لتغطية آثار الجريمة وإظهار العمليات كأنها تمت بموافقة العملاء، في جريمة مزدوجة من التزوير الورقي والإلكتروني.

كما تبين أن المتهمين حوّلا الأموال المنهوبة إلى حسابات تابعة لمتواطئين آخرين داخل وخارج البنك، استخدموها كواجهة لإخفاء مصدر الأموال قبل سحبها نقدًا وتقسيمها فيما بينهم.

عصابة منظمة داخل مؤسسة الدولة

وتبيّن من التحقيقات أن الجريمة لم تكن تصرفًا فرديًا، بل عملية منظمة شارك فيها موظفون من داخل البنك وأشخاص من خارجه، من بينهم موظفة بالبنك الأهلي زوّدت المتهمين بطلبات سحب نقدي ووقعت عليها بتوقيعات مزورة منسوبة للعملاء، ثم تولت صرف الأموال وتسليمها لشركائها.

كما أثبتت النيابة أن باقي المتهمين، ومعظمهم من عائلة واحدة، قدّموا بيانات حساباتهم لاستخدامها كغطاء لتمرير التحويلات وصرفها نقدًا، لإخفاء معالم الجريمة وإضفاء مظهر قانوني عليها.

أدلة قاطعة وفساد بلا سقف

اعتمد قرار الإحالة على تقارير فنية ومصرفية دقيقة أكدت وجود عمليات تزوير ممنهجة في النظام الإلكتروني للبنك، واستغلال سافر للسلطة الوظيفية في نهب أموال العملاء.

وطالبت النيابة بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمين، مؤكدة أن ما حدث يمثل اعتداء صارخًا على المال العام وثقة المودعين في الجهاز المصرفي.

عندما تصبح السرقة سياسة دولة

ليست هذه القضية إلا حلقة صغيرة من مسلسل النهب الذي ينهش جسد الدولة المصرية، فحين يغيب الحساب من القمة، ويُكافأ كبار اللصوص بالمناصب والرتب، لا غرابة أن يتجرأ صغار الموظفين على نهب أموال المواطنين.

إنها منظومة فساد تبدأ من رأس السلطة وتنتهي عند موظف البنك، حيث يتحول الوطن كله إلى ضحية واحدة: شعب تُنهب أمواله ليُبنى بها مجد الزعيم الزائف وعصابته.

*منتدى أسوان الاقتصادي: خطاب السيسي يكشف طمعاً في ثروات أفريقيا وتسولاً غير مسبوق

في لقاء مسجل تم عرضه في منتدى أسوان الاقتصادي ، قدم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي خطاباً دبلوماسياً يفيض بوعود الشراكة ودعم القارة، لكن قراءة ما بين السطور تكشف عن حقيقة مغايرة: استراتيجية مدروسة للنفاذ إلى ثروات القارة ومشروعاتها.
فخلف عبارات مثل “تفعيل القدرات”، تختبئ أجندة اقتصادية وسياسية تجمع بين الطمع في الموارد والتسول المبطن للنفوذ عبر تولي ملفات إعادة الإعمار، مما يحول أفريقيا من شريك إلى مجرد ساحة لتوسيع التسول

في كلمته، رسم السيسي صورة وردية لمستقبل القارة، مشدداً على أنها “تزخر بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة”، وأن اتفاقية التجارة الحرة القارية هي “ركيزة” هذا المستقبل.
كما سلط الضوء على جهود إعادة الإعمار بعد النزاعات، مؤكداً أن مصر “تتولى هذا الملف” في الاتحاد الأفريقي، ومنتقداً في الوقت نفسه عجز المجتمع الدولي عن مواجهة الأزمات الإنسانية.

بين الطمع في الموارد وتسول النفوذ
الخطاب الذي يبدو داعماً، يحمل في طياته أهدافاً موازية تجمع بين الطمع في الثروات وطلب النفاذ إلى المشروعات:

  1. الطمع في الثروات الطبيعية والبشرية
    عندما يصف السيسي أفريقيا بأنها “تزخر بالموارد”، فإنه عملياً يضعها في خانة “مخزون الموارد” الذي ينتظر من يستثمره. هذا التعبير، في سياق سعي مصر لتعزيز نفوذها، يقدم ثروات القارة كـ”نعمة” تُعرض للاستغلال لا كقاعدة لتعاون متكافئ. ويأتي ذكر اتفاقية التجارة الحرة ليعزز هذا الطمع، إذ تفتح الأسواق لمن يملك القدرة على اختراقها، مما يمنح مصر أفضلية واضحة للاستحواذ على حصة الأسد من الفرص.
  2. تسول النفاذ إلى مشروعات إعادة الإعمار
    إن تأكيد السيسي على أن مصر “تقود” ملف إعادة الإعمار ليس مجرد إعلان عن دور دبلوماسي، بل هو “طلب ضمني” لتفويضها كشريك مركزي في هذه المشروعات المربحة. لغة “قيادة الملف” تعني امتلاك مكانة ومحورية بين المانحين والمشروعات، مما يضمن لمصر النفاذ المالي والإداري. إنه شكل من أشكال “تسول النفوذ”، فمصر لا تطلب المساعدة صراحة، بل تطالب بالتمكين تحت عباءة المسؤولية، قائلة بلسان الحال: “دعونا في مركز القرار لنضمن حصتنا”.
  3. من استغلال الثروات إلى النفاذ عبر الإعمار
    ملف إعادة الإعمار يتضمن مشروعات ضخمة وبنية تحتية وعقوداً واستثمارات. بوضع مصر نفسها في موقع “المعالج” لهذه الأزمات، فإنها تمهد الطريق للاستفادة من ثروات المناطق التي يتم إعادة إعمارها عبر عقود واستثمارات. وهنا يبرز السؤال: هل تسعى مصر للمساعدة حقاً، أم أنها تخلق “فرصاً استثمارية” باسم إعادة الإعمار، لتنفذ من خلالها إلى ثروات تلك الدول؟
  4. تناقض فاضح: تنمية شاملة أم مصلحة استراتيجية؟
    يفتقر خطاب السيسي إلى أي تفصيلات حول كيفية ضمان مشاركة عادلة للدول الأفريقية أو منع الهيمنة. عندما يُطرح أن مصر “تتولى ملفاً”، يظل السؤال معلقاً: هل هو تولي قائم على الشراكة، أم تولي يهدف إلى ضمان نفاذ مصري للمشروعات؟ هذا الغموض يفسر على أنه طموح توسعي وليس مجرد شراكة متوازنة، ويترك حقوق الدول الأفريقية في التحكم بمواردها في مهب الريح.

*إعلامي الانقلاب أحمد موسى يحاول امتصاص غضب المصريين من غلاء الوقود… ماذا قال؟

في منعطف يكشف الكثير عن ديناميكيات الإعلام والسلطة والرأي العام في مصر، تحول خطاب الإعلامي أحمد موسى، الذي طالما كان الحصن الإعلامي المنيع للدفاع عن سياسات الدولة الاقتصادية، إلى منصة تبث شكوى المواطن من غلاء الأسعار.
تصريحاته الأخيرة، التي وصفت بألم حقيقي معاناة الأسر المصرية بقوله إن “وجبة الفول والطعمية بـ 70 جنيه” وإن “المرتبات مش مكفية وكل البيوت تعبت”، ليست مجرد تبدل في الآراء، بل هي انعكاس لحقيقة دامغة: أن موجة “الاختناق” الاقتصادي والاجتماعي في الشارع المصري وصلت إلى مستوى لم يعد من الممكن تجاهله أو تبريره بالأساليب القديمة.  

من التبرير إلى التنفيس: عندما يصبح الواقع أقوى من السردية
في السابق، كان خطاب أحمد موسى يرتكز على تبرير الإجراءات الاقتصادية الصعبة، وربطها بالسياق العالمي أو بضرورات الإصلاح طويل الأمد. كان غالباً ما يقارن الأوضاع في مصر بدول أخرى، أو يذكر المواطنين بنعمة الأمن والاستقرار التي تستحق التضحية.
لكن هذا النهج لم يعد فعالاً أمام ضغط الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن. لقد أصبحت حالة السخط أكبر من أن يتم احتواؤها بالتبريرات، وهنا يأتي “تلون” الخطاب كضرورة تكتيكية وليس كقناعة جديدة.
يعترف موسى اليوم صراحةً بأن “الأسعار غالية وبتزيد ومفيش رقابة كاملة” وأن “المواطن بيدفع تمن مرحلة صعبة”.

هذا الاعتراف ليس نقداً حقيقياً بقدر ما هو محاولة ذكية لإعادة التموضع. فهو ينتقل من دور المدافع عن القرار إلى دور المشارك في الشعور بالألم، وهو ما يخدم عدة أهداف متزامنة:

  • امتصاص الغضب وتوجيهه: يعمل هذا الخطاب كـ”صمام أمان” يمتص شحنات الغضب المتراكمة في الشارع. عندما يجد المواطن أن معاناته يتم التعبير عنها على منصة إعلامية كبرى، فإنه يشعر بأن صوته مسموع، مما قد يقلل من حالة الاحتقان ويمنع تحولها إلى أفعال احتجاجية غير محسوبة.
  • خلق عدو مشترك: يتم توجيه اللوم ببراعة نحو أهداف محددة: جشع التجار، غياب الرقابة الكاملة، أو الضغوط الخارجية من مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي. هذا يخلق “أعداء” مشتركين يمكن للجمهور توجيه غضبه إليهم، مع إبقاء صورة صانع القرار الأساسي بمنأى عن النقد المباشر.
  • الحفاظ على المصداقية: استمرار الإعلامي في إنكار حقيقة يعيشها ملايين المصريين يومياً هو انتحار مهني. هذا “التلون” هو محاولة للحفاظ على ما تبقى من مصداقية لدى الجمهور، وإعادة بناء جسور الثقة مع شريحة واسعة شعرت بأن الإعلام الرسمي منفصل تماماً عن واقعها. 

أبعاد هذا التحول: ليس تغييراً بل تكيّفاً
سر هذا التحول لا يكمن في تغيير القناعات، بل في التكيف مع متغيرات المشهد. يمكن قراءة أبعاده كالتالي:

  • إدراك خطورة التجاهل: يبدو أن هناك إدراكاً في دوائر ما بأن تجاهل حالة “الاختناق” الشعبي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. لذلك، أصبح السماح بمساحة من “النقد الموجه” ضرورة للحفاظ على الاستقرار. أحمد موسى هنا يقوم بدور وظيفي، فهو يعبر عن هذا الغضب لكن ضمن حدود مرسومة بعناية.
  • تأطير المعاناة كجزء من السردية الوطنية: لا يقدم موسى الشكوى بمعزل عن سياقها. فهو يربطها دائماً بأن “القيادة تشعر بكم” وأن هذه المعاناة هي “ثمن” ضروري للحفاظ على الدولة ومنجزاتها في الأمن والبنية التحتية. بهذا، تتحول المعاناة من دليل على فشل السياسات إلى “تضحية وطنية” مؤقتة في سبيل هدف أسمى.
  • التمهيد للمستقبل: يصبح هذا الخطاب النقدي أداة لتمرير رسائل الدولة بشكل أكثر سلاسة. عندما يعترف موسى بصعوبة الوضع، ثم يبشر بـ”انفراجة قادمة”، يكون للرسالة تأثير أكبر. إنه يمهد الطريق نفسياً للجمهور لتقبل أن “المرحلة الصعبة” الحالية هي فترة انتقالية ستعقبها أيام أفضل.

في التحليل النهائي، فإن “تلون” خطاب أحمد موسى هو استجابة حتمية لواقع أصبح من المستحيل إنكاره. إنه ليس تمرداً أو تغييراً جذرياً، بل هو تطور في الأداء الإعلامي ليصبح أكثر ذكاءً وقدرة على احتواء المشاعر العامة. انتقل دوره من “المبرر” الصريح إلى “المعبر” عن الألم الشعبي، ولكن بشكل وظيفي يخدم في نهاية المطاف استقرار السردية الرسمية في وجه موجة “اختناق” شعبي غير مسبوقة.

  

النظام المصري يتخلى عن وساطته المُحايدة في غزة ويعمل وكيلاً عن الاحتلال في التهدئة الأمريكية.. الاثنين 20 أكتوبر 2025م.. فايننشال تايمز والايكونوميست: الإصلاح أبعد ما يكون عن سياسات حكومة الانقلاب

خريطة غزة وحدودها مع غزة

النظام المصري يتخلى عن وساطته المُحايدة في غزة ويعمل وكيلاً عن الاحتلال في التهدئة الأمريكية.. الاثنين 20 أكتوبر 2025م.. فايننشال تايمز والايكونوميست: الإصلاح أبعد ما يكون عن سياسات حكومة الانقلاب

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* عشرات المعتقلين يواصلون إضرابهم للأسبوع الثاني بسجن الوادي الجديد احتجاجًا على النقل القسري والمعاملة القاسية

يواصل عشرات المعتقلين في ما يُعرف بـ”سجن الموت” بالوادي الجديد إضرابهم المفتوح عن الطعام للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجًا على ما وصفوه بالنقل القسري من سجن المنيا إلى هذا السجن الصحراوي النائي في الرابع من أكتوبر الجاري. ويأتي هذا التحرك ضمن سياق من الضغوط والانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون وسجناء الرأي في مصر، في ظل أوضاع احتجاز توصف بأنها بالغة القسوة وغير إنسانية.

بدأت شرارة الإضراب عقب قرار مصلحة السجون نقل ما يزيد على خمسين معتقلًا من سجن المنيا شديد الحراسة إلى سجن الوادي الجديد دون إبداء أسباب واضحة، في خطوة وُصفت بأنها عقابية وانتقامية. وأفاد مركز الشهاب لحقوق الإنسان، الذي يتابع القضية، أن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث حُرم السجناء من متعلقاتهم الشخصية، وتم احتجاز بعضهم في زنازين انفرادية فور وصولهم.

المعتقلون المضربون أكدوا في رسائل تسربت إلى ذويهم ومحاميهم، أنهم يتمسكون بمواصلة إضرابهم حتى تتحقق مطالبهم التي وصفوها بـ”الإنسانية البحتة”، أبرزها إعادتهم إلى سجون قريبة من أماكن سكن أسرهم، ووقف الانتهاكات اليومية الممارسة بحقهم، وتحسين ظروف الاحتجاز التي تنذر بالخطر على حياتهم. وأشاروا إلى أن إدارتهم الجديدة تتعامل معهم بقسوة، وتمنع الزيارة عن البعض منذ أسابيع، كما تحرمهم من العلاج والغذاء الكافي، في انتهاك واضح لقانون تنظيم السجون المصري وللمواثيق الدولية.

وتبرز أهمية مطلب التقريب الجغرافي بوصفه جزءًا من الحقوق التي نصت عليها اللائحة الداخلية للسجون، حيث تنص على أن “يُراعى في تسكين النزلاء بعد السجن أن يكون السجن قريبًا قدر الإمكان من دائرة محل إقامتهم”. ولكن، بحسب منظمات حقوقية، غالبًا ما تستخدم السلطات البُعد الجغرافي كوسيلة للضغط والعقاب الجماعي، إذ تقع منطقة الوادي الجديد على مسافة تزيد عن 700 كيلومتر من القاهرة، مما يجعل الزيارات مرهقة ومكلفة للغاية للأسر. 

أهالي المعتقلين عبّروا عن معاناتهم الكبيرة في الوصول إلى السجن الذي يقع في عمق الصحراء الغربية. فالمسافة الطويلة، وسوء الطرق، وغياب وسائل النقل المباشر، كلها عوامل تجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر، وقد سجلت بالفعل حالات وفاة خلال رحلات الزيارة، كان آخرها وفاة مدير أمن الوادي الجديد نفسه في حادث على الطريق ذاته. كما أشار ذوو المعتقلين إلى أن تكلفة الزيارة الواحدة أصبحت تتجاوز 10 آلاف جنيه بالنسبة للعائلات القادمة من المحافظات الشمالية، في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود والمواصلات.

انضمام بعض المعتقلين من محافظات القاهرة والجيزة والوجه البحري إلى الإضراب يعبّر عن حالة تضامن نادرة داخل السجون المصرية. هؤلاء السجناء أعلنوا أن حراكهم لا يحمل أي طابع سياسي، بل هو احتجاج إنساني ضد المعاملة المهينة والحرمان المتعمد من الحقوق الأساسية، مطالبين بإشراف قضائي على السجون، والسماح للجنة من المجلس القومي لحقوق الإنسان بزيارة الوادي الجديد لمعاينة الأوضاع بأنفسهم.

من جانبها، أكدت منظمات حقوقية عدة، على رأسها مركز الشهاب ومؤسسة عدالة ومجموعة “نحن نسجل”، أن الوضع في سجن الوادي الجديد يمثل أزمة إنسانية حقيقية تستوجب تدخلاً عاجلاً. واعتبرت استمرار الإضراب مؤشراً على انسداد كل قنوات الحوار داخل منظومة السجون المصرية، ما قد ينذر بتدهور صحي خطير بين المضربين، خاصة مع تزايد حالات الإغماء وضعف البنية الجسدية لدى العديد منهم.

وتطالب تلك المنظمات المجتمع الدولي والجهات الأممية بممارسة ضغط حقيقي على السلطات المصرية للالتزام بالحد الأدنى من المعايير الدولية لمعاملة السجناء، لا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب التي صدّقت عليها مصر. كما شددت على ضرورة الإفراج عن المعتقلين الذين تجاوزت فترات حبسهم القانونية، أو إعادة النظر في أوضاعهم الإنسانية، لوقف نزيف المعاناة المستمر منذ سنوات.

إن الإضراب القائم في سجن الوادي الجديد ليس مجرد احتجاج محدود داخل الأسوار، بل هو انعكاس مأساوي لصورة أوسع من تدهور أوضاع حقوق الإنسان بمصر. وفي ظل غياب الشفافية وتقييد الإعلام المستقل، تبقى شهادات الأهالي والمنظمات الحقوقية المصدر الأساسي لتوثيق حجم الانتهاكات. وبينما يستمر السجناء في مقاومة الجوع كآخر أشكال الاحتجاج السلمي المتاحة لهم، تبقى استجابة السلطات اختبارًا حقيقيًا لمدى احترامها للقانون والدستور والكرامة الإنسانية.

*المعتقلة “مروة عرفة”..5 سنوات من الحرمان من طفلتها وفاء

في سجن “تأهيل 4” بمدينة العاشر من رمضان، تقبع الشابة مروة أشرف عرفة، البالغة من العمر 32 عامًا، منذ أكثر من خمس سنوات، بعد أن تجاوزت الحد الأقصى لفترة الحبس الاحتياطي التي يقرها القانون المصري بعامين فقط.

ورغم تدهور حالتها الصحية والنفسية، ومرور سنوات دون صدور حكم قضائي بحقها، لا تزال مروة رهن الاحتجاز، تنتظر الإفراج عنها لتحتضن طفلتها الوحيدة “وفاء”، التي كبرت بعيدًا عن أمها، وسط معاناة إنسانية تفطر القلب. 

بداية القصة: اعتقال دون إذن أو مبرر قانوني
في مساء الاثنين 20 أبريل 2020، داهمت قوة من الأمن الوطني منزل مروة عرفة في مدينة نصر بالقاهرة دون إذن من النيابة أو مذكرة ضبط وإحضار، وصادرت بعض متعلقاتها الشخصية وهواتفها ومبلغًا ماليًا، قبل أن تُقتاد إلى جهة غير معلومة.

اختفت مروة قسرًا لمدة 15 يومًا، قبل أن تظهر لاحقًا أمام نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في القضية رقم 570 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، باتهامات فضفاضة تتعلق بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة” و”إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.

منذ ذلك اليوم، تتنقل مروة بين عدد من السجون، ويُجدَّد حبسها احتياطيًا كل 45 يومًا، في دورة لا تنتهي من الإجراءات التي حولت حياتها إلى انتظار طويل بلا أفق. 

ظروف احتجاز قاسية وحرمان إنساني
تؤكد الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن مروة عرفة تتعرض لظروف احتجاز غير إنسانية، إذ تم تجريدها من متعلقاتها الشخصية، ونقلها إلى عنابر تفتقر إلى أدنى مقومات النظافة أو الحياة الكريمة.

كما تم حرمانها من أدوات النظافة الشخصية، ومنعها من تلقي العلاج المناسب رغم معاناتها من التهاب مزمن في الأعصاب، وارتجاع في المريء، والتهاب في الجيوب الأنفية.

وفي أغسطس الماضي، سقطت مغشيًا عليها داخل السجن بسبب تدهور حالتها الصحية، ونُقلت إلى مستشفى السجن لتلقي العلاج المؤقت. 

“حفيدة البنا… مفيش إخلاء سبيل”
تكشف مصادر حقوقية أن استمرار حبس مروة مرتبط بانتمائها العائلي، فهي حفيدة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وهو ما أكده أحد القضاة أثناء جلسة تجديد حبسها حين قال لها صراحة: “أنتِ حفيدة البنا… مفيش إخلاء سبيل.”

ذلك التصريح، كما تقول منظمات حقوقية، يعكس الطابع الانتقامي والسياسي في التعامل مع قضيتها، بعيدًا عن أي أساس قانوني أو عدالة إجرائية. 

طفلة وحيدة تكبر في غياب الأم
خلف القضبان، تمر الأيام ثقيلة على مروة، لكنها أشد قسوة على ابنتها الوحيدة وفاء، التي كانت في الثانية من عمرها عند اعتقال والدتها، وأتمت عامها السابع هذا العام دون أن تعرف حضن أمها.

تؤكد أسرتها أن الطفلة أصيبت بـاضطراب طيف التوحد نتيجة الصدمة والحرمان العاطفي الطويل، وتخضع لجلسات علاج نفسي متكررة، لكنها تظل تردد سؤالاً واحدًا: “ماما هترجع إمتى؟” 

انتهاكات جسيمة موثقة
على مدار السنوات الماضية، وثقت الشبكة المصرية ومصادر حقوقية أخرى سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها مروة عرفة داخل السجون، منها:

  • تجريدها من متعلقاتها الشخصية وملابسها.
  • نقلها إلى عنبر المخدرات بسجن القناطر.
  • إجبارها على النوم على الأرض في الشتاء دون غطاء كافٍ.
  • حرمانها من الزيارة الإنسانية الطبيعية، إذ لا تتجاوز مدتها عشر دقائق خلف حاجز مزدوج من الأسلاك.

وقد تسبب ذلك في تدهور حاد في صحتها الجسدية والنفسية، ما جعلها تطلب من المحكمة إعفاءها من حضور الجلسات نظرًا لتدهور حالتها. 

خمس سنوات من الحبس بلا حكم
بعد مرور أكثر من خمس سنوات، لم يصدر أي حكم بحق مروة عرفة حتى الآن، ورغم عقد أولى جلسات محاكمتها في 6 يوليو 2025 أمام الدائرة الأولى إرهاب برئاسة المستشار محمد الشربيني، لا تزال القضية تراوح مكانها، دون أن يُبت فيها بشكل نهائي.

ويعتبر حقوقيون استمرار احتجازها مخالفة صريحة للدستور المصري الذي يحدد مدة الحبس الاحتياطي بعامين كحد أقصى. 

المطالب الحقوقية والنداءات الإنسانية
جددت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان دعوتها إلى:

  • الإفراج الفوري عن مروة أشرف عرفة، احترامًا للقانون والدستور.
  • تمكين طفلتها وفاء من حقها في الرعاية الأسرية.
  • فتح تحقيق عاجل في الانتهاكات التي تعرضت لها داخل السجن.
  • ضمان محاكمة عادلة وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وأكدت الشبكة أن قضية مروة ليست مجرد ملف سياسي، بل قضية أم وطفلة حُرمتا من حق الحياة الطبيعية، وأن استمرار احتجازها “وصمة إنسانية” تتنافى مع القيم والمواثيق الدولية.

 

*جدل واسع بعد إحالة الصحفي محمد طاهر للتحقيق لكشفه سرقة الأسورة من المتحف المصري

أثارت واقعة إحالة الصحفي محمد طاهر، المحرر بجريدة الأخبار المسائي منذ 15 عامًا، إلى نيابة العبور على خلفية بلاغات تقدم بها وزير السياحة والآثار ضده، حالة من الجدل والغضب في الوسط الصحفي والإعلامي، بعد أن ربط كثيرون بين الاستدعاء الأمني وبين التقارير الصحفية التي نشرها طاهر مؤخرًا، والتي تناولت قضايا فساد وإهمال داخل الوزارة، من بينها سرقة أسورة ذهبية فرعونية من المتحف المصري بالتحرير.

الصحفي المعروف بتخصصه في تغطية شؤون السياحة والآثار، استُدعي أمس إلى مباحث الإنترنت بدعوى “الاستعلام والدردشة” حول بعض المنشورات، لكنه فوجئ – بحسب نقابة الصحفيين – بوجود بلاغ رسمي من أحد معاوني الوزير يتهمه بنشر معلومات غير صحيحة تسيء إلى الوزارة. وتم التحقيق معه لعدة ساعات قبل أن يُفرج عنه في ساعة متأخرة من الليل بكفالة 2000 جنيه، عقب تدخل نقابة الصحفيين. 

نقابة الصحفيين تتدخل وتندد بالإجراءات

قال خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن “الزميل محمد طاهر تم استدعاؤه بطريقة غير قانونية دون إخطار النقابة، وهو ما يعد مخالفة صريحة لقانون الصحافة والإعلام”، مشددًا على أن “استدعاء الصحفيين للتحقيق يجب أن يتم بحضور ممثل عن النقابة”.

وأشار البلشي إلى أن النقابة أوفدت اثنين من أعضائها، هما إيمان عوف، رئيس لجنة الحريات، ومحمد الجارحي، وكيل النقابة، لحضور التحقيقات، مؤكدًا أن ما حدث “يعكس انحيازًا في الإجراءات لصالح أحد المسؤولين لمجرد أنه يحمل صفة وظيفية داخل الوزارة”. 

وأضاف البلشي أن الزميل طاهر كان من أوائل من كشفوا عن واقعة سرقة الأسورة الذهبية من المتحف المصري، وسبق أن تناول في تقاريره عدداً من ملفات الفساد والإهمال الإداري داخل الوزارة، وهو ما “يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء البلاغ المقدم ضده”. 

خلفية الواقعة: من سرقة أثر ذهبي إلى مواجهة قضائية

القضية بدأت عندما نشر محمد طاهر تقريرًا صحفيًا تناول فيه ما وصفه بـ”التعتيم غير المبرر” على واقعة سرقة أسورة ذهبية فرعونية من المتحف المصري، مشيرًا إلى أن بعض المسؤولين داخل الوزارة حاولوا التغطية على الحدث. 

التقرير أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع الوزارة لإصدار بيان رسمي ينفي حدوث أي سرقة داخل المتحف، مؤكدة أن “جميع مقتنيات المتحف تخضع لرقابة دقيقة”. 

غير أن الجدل تصاعد بعدما تقدّم أحد معاوني الوزير ببلاغ ضد طاهر، متهماً إياه بنشر أخبار كاذبة، وهو ما فُسّر في الأوساط الصحفية على أنه محاولة لترهيب الصحفيين ومنعهم من تناول ملفات الفساد داخل المؤسسات الحكومية. 

تضامن واسع من الصحفيين.. ومطالب بمحاسبة المسؤولين

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تضامن واسعة مع محمد طاهر، إذ عبّر عدد من الصحفيين والنشطاء عن رفضهم لما وصفوه بـ”استخدام سلاح البلاغات” ضد الصحفيين بدلاً من الرد الإعلامي أو اللجوء للشفافية.

وقال أحد الصحفيين في تدوينة على منصة “إكس”: “إحالة صحفي للتحقيق لأنه كشف سرقة أثر من المتحف المصري، تمسّ سمعة مصر أكثر من أي تقرير صحفي. المطلوب هو المحاسبة لا الملاحقة.” 

كما أكد محمد الجارحي، وكيل نقابة الصحفيين، أن النقابة ستواصل متابعة القضية حتى النهاية، مضيفًا أن “تكرار مثل هذه الوقائع ضد الصحفيين مؤشر خطير، ويجب أن يتوقف نهائيًا”.

حوادث مشابهة.. والوزير في مرمى الانتقادات

ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها وزير السياحة والآثار أو وزارته لانتقادات بسبب الجوء إلى البلاغات ضد مواطنين أو صحفيين. فقد سبق أن تقدم الوزير نفسه ببلاغ ضد شاب نشر فيديو ترويجيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم صورة مبتكرة عن المتحف المصري الكبير، ما أدى إلى القبض على الشاب قبل أن يتنازل الوزير لاحقًا عن البلاغ بعد موجة غضب شعبي.

ويرى مراقبون أن تكرار هذا النمط من التعامل مع الإعلاميين يضع الوزارة في مواجهة مفتوحة مع الصحافة، ويثير تساؤلات حول مدى احترام حرية التعبير، خصوصًا في القضايا التي تتعلق بالتراث الوطني والرأي العام.

 

*النظام المصري يتخلى عن وساطته المُحايدة في غزة ويعمل وكيلا عن الاحتلال في التهدئة الأمريكية

رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتعثّر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كشفت مصادر مصرية مطلعة لصحيفة الأخبار اللبنانية عن “تحسّن ملحوظ” في العلاقات بين نظام المنقلب السفاح عبدالفتاح السيسي وتل أبيب، في خطوة وُصفت بأنها عودة صريحة للتحالف الأمني والسياسي مع الاحتلال على حساب دور مصر الوطني والتاريخي كوسيط عربي.

وقالت المصادر: إن “هذا التقارب الجديد مدفوع بجملة من التفاهمات السرية التي أعادت فتح قنوات التواصل الدبلوماسي بين الجانبين، وسط ترتيبات لإعادة تفعيلها رسميًا خلال الأسبوع المقبل، بالتوازي مع وعود بفتح معبر رفح مؤقتًا أمام المساعدات الإنسانية. “

وساطة “مُعطّلة” وتطبيع نشط

وربط النظام المصري — وفق المصادر — إعادة انخراطه الدبلوماسي مع الاحتلال بما سماه “استمرار الالتزام باتفاق إنهاء الحرب”، في وقت تتواصل فيه الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في القطاع.

وتؤكد هذه الشروط الشكلية أن القاهرة لم تعد وسيطًا محايدًا، بل طرفًا متواطئًا في تنفيذ أجندة تل أبيب وواشنطن.

وخلال قمة شرم الشيخ الأخيرة، أبدت الرئاسة المصرية استعدادها الصريح للتواصل مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والمشاركة في ما يُعرف بـ“الخطة الأمريكية للتسوية” التي تُعيد إنتاج مشروع “حل الدولتين” بصيغة تخدم الأمن الإسرائيلي أولاً، وتمنح السيسي موقعًا شكليًا في المسرح السياسي الإقليمي.

تبادل السفراء.. ومغازلة نتنياهو

  ووفق التسريبات ذاتها، تدرس القاهرة اعتماد سفير لتل أبيب قريبًا، في مؤشر على تسريع وتيرة التطبيع رغم استمرار الحرب.

فيما استبعد مسؤولون مصريون أن يتحقق “تطور سياسي حقيقي” قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، في محاولة لتبرير المضي في علاقات دافئة مع الاحتلال دون التزام سياسي فعلي. وفي المقابل، تواصلت الاتصالات بين النظام المصري وشخصيات إسرائيلية معارضة لنتنياهو، ضمن ما وصفته المصادر بـ“جهود لتنسيق المواقف” مع أنقرة والدوحة، تمهيدًا لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي تحت الرعاية الأمريكية.

شراكات اقتصادية على حساب دماء الفلسطينيين ورغم استمرار الحرب، أكدت المصادر أن المسارات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل لم تتأثر، وأن المشاريع المشتركة — بما فيها تلك التي تشارك فيها جهات سيادية مصرية — مؤجلة لأسباب سياسية مؤقتة فقط، على أن تُستأنف “في حال استمرار التهدئة”.

  ويرى مراقبون أن هذه الصيغة تعني عمليًا أن النظام المصري يتعامل مع دماء الفلسطينيين كمتغير اقتصادي يمكن تجاوزه بمجرد هدوء القصف الإسرائيلي. 

نهاية الدور المصري المستقل بهذا المشهد، يرى محللون أن القاهرة لم تعد “عرّاب التسوية” كما كانت، بل تحوّلت في عهد السيسي إلى وسيط منحاز يعمل ضمن منظومة التطبيع الإقليمي، ويمهّد الأرض سياسيًا وأمنيًا لاندماج إسرائيل الكامل في المنطقة العربية.

ويؤكد هؤلاء أن نظام السيسي فقد شرعية الوساطة بعد أن رهن قراره السياسي لإملاءات واشنطن وتل أبيب، في الوقت الذي تتصاعد فيه معاناة سكان غزة المحاصرين، وتُغلق القاهرة معبر رفح بوجه الجرحى والمساعدات الإنسانية.

 

*السيسي تبريرا لفشله: ثورة يناير سبب الفوضى وضياع الدولة وأحداثها كلفت مصر 450 مليار دولار

في مشهد بات مألوفًا في خطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عاد مرة أخرى خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بربط أزمات مصر الحالية بثورة يناير 2011، واصفًا تلك الأحداث بأنها “شكل من أشكال الحرب” على الدولة، ومؤكدًا أن البلاد “نجت بفضل الله” من مصير مشابه لما واجهته دول أخرى. لكن حديث السيسي الذي حمّل الثورة مسؤولية الخراب والفوضى، أثار موجة جديدة من الجدل، إذ اعتبره مراقبون استمرارًا لنهج تبريري يتجاهل إخفاقات السلطة في إدارة الدولة على مدى أكثر من عقد.

السيسي تحدث عن كلفة الأحداث بين 2011 و2014، زاعمًا أنها بلغت نحو 450 مليار دولار، إلى جانب مئة مليار جنيه أنفقت على مواجهة الإرهاب. غير أن هذه الأرقام الضخمة أثارت تساؤلات عديدة حول دقتها ومصدرها، خصوصًا في ظل غياب أي تقارير رسمية أو دراسات اقتصادية مستقلة تؤكدها. ويرى اقتصاديون أن الخطاب لم يكن سوى محاولة لتحويل الأنظار عن الأزمات الراهنة التي يعيشها المواطن المصري، من تضخم غير مسبوق وارتفاع أسعار الوقود والسلع، إلى عجز الدولة عن ضبط الدين العام الذي تجاوز 10 تريليونات جنيه.

في الوقت الذي تحدث فيه السيسي عن “الأشرار” الذين تسببوا في أزمات البلاد، تجاهل الإشارة إلى السياسات الحكومية التي فاقمت معاناة المصريين، سواء عبر موجات الاقتراض المتواصلة أو الإنفاق المفرط على مشروعات ضخمة غير إنتاجية. فبدلًا من مناقشة أسباب الانهيار الحقيقي في بنية الاقتصاد، كرر الرئيس سردية “المؤامرة” التي يستخدمها النظام منذ سنوات لتبرير فشله في تحقيق وعوده بالإصلاح والتنمية.

كما لفت السيسي إلى الانتقادات التي وُجهت لموقف مصر من الحرب على غزة، مدافعًا عن سياسة الحياد التي انتهجها، قائلاً: «نحط مستقبل 120 مليون على المحك؟». لكن هذا الطرح، الذي يقدّم “الاستقرار” على حساب الموقف الإنساني والسياسي، اعتبره محللون استمرارًا لسياسة خارجية تتجنب أي تكلفة سياسية أو اقتصادية، حتى لو كان الثمن فقدان الدور الإقليمي التاريخي لمصر في قضايا المنطقة.

وفي جانب آخر من كلمته، تحدث السيسي عن ما سماه “حرب تغيير الواقع الاقتصادي”، مؤكدًا أن المصريين استوعبوا الإجراءات القاسية وأنهم يتحملون الأعباء “بقلوبهم”. إلا أن الواقع على الأرض يكشف عكس ذلك؛ فالشهور الأخيرة شهدت تصاعدًا في الغضب الشعبي نتيجة الزيادات المتتالية في أسعار الوقود والسلع، وتراجع الأجور الحقيقية، واتساع رقعة الفقر. وبينما تطالب الحكومة المواطنين بالصبر على إجراءات “الإصلاح”، يزداد شعور المصريين بأنهم يدفعون وحدهم فاتورة سياسات فاشلة اتخذت دون مشاركتهم أو مراعاة لمعاناتهم اليومية.

ويرى مراقبون أن حديث السيسي عن “عمل حساب للرأي العام” يتناقض مع طبيعة النظام الذي أغلق المجال العام، وقيد الإعلام، وجرّم أي شكل من أشكال المعارضة أو النقد. فكيف يمكن الحديث عن احترام الرأي العام في ظل غياب الشفافية والمحاسبة؟ وكيف يُطالب الشعب بالتحمل بينما تُنفق المليارات على القصور والعواصم الإدارية ومشروعات تجميل المدن التي لا تمس حياة المواطن البسيط؟

تصريحات السيسي الأخيرة أعادت إلى الأذهان خطابًا سياسياً يحمّل الماضي مسؤولية الحاضر، دون أن يقدّم حلولًا حقيقية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم يومًا بعد يوم. فبدلًا من أن يناقش أسباب فشل سياساته الاقتصادية، يفضّل الرئيس اللجوء إلى تبريرات “المؤامرة” و”الأشرار”، في محاولة لإقناع المصريين بأن معاناتهم قدر لا مفر منه.

وفي النهاية، يبدو أن السلطة ماضية في نهجها القائم على تبرير الإخفاق وإلقاء اللوم على التاريخ والثورات، بينما تغيب أي رؤية حقيقية لمستقبل اقتصاد ينهار، وشعب يزداد فقرًا، ودولة فقدت الثقة في وعود قيادتها. تصريحات السيسي عن “الحرب” ليست سوى استمرار لحرب أخرى — حرب ضد الوعي والمساءلة، يخوضها النظام لتثبيت شرعيته، حتى لو كان الثمن تدمير ما تبقى من ثقة المصريين في دولتهم.

*بعد رفع أسعار الوقود”كل حاجة بقت غالية فى زمن العصابة”

الارتفاع الأخير فى أسعار المواد البترولية لم يكن مجرد رقم على ورق أو قرار اقتصادى يُتداول فى نشرات الأخبار، بل كان زلزالًا صامتًا ضرب تفاصيل الحياة اليومية لملايين المصريين فكل زيادة فى سعر لتر الوقود تعنى خصمًا جديدًا من ميزانية الأسرة، وارتفاعًا فى أسعار كل شىء بدءًا من رغيف العيش حتى تذكرة المواصلات، كيلو الطماطم يقفز، وأجرة التوصيل ترتفع، وسائق التاكسى يعتذر عن المشوار القصير لأنه «مش مكسب»، بينما المواطن يكتفى بالجملة المعتادة : «كل حاجة بقت غالية فى زمن العصابة».

فى المقابل تبرر حكومة الانقلاب قراراتها بأنها ضرورة لإصلاح المنظومة الاقتصادية وتقليل عبء الدعم عن الموازنة العامة، وتزعم أن دولة العسكر ما زالت تتحمل مليارات الجنيهات سنويًا لتوفير الوقود بأسعار تقل عن تكلفته الفعلية.

لكن بين مبررات الأرقام وصرخات الواقع، يقف المواطن عاجزا، يطارد لقمة العيش التى تبتعد كلما ارتفع سعر لتر البنزين أو السولار.

الطرف الأضعف

فى هذا السياق حذر جلال معوض عمران، النائب الأول لشعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، من أن كل ارتفاع فى أسعار البنزين والسولار ينعكس مباشرة وبشكل سلبى على أسعار السلع والخدمات، مؤكدًا أن المستهلك هو الطرف الأضعف الذى يتحمل دائمًا التكلفة النهائية فى هذا الواقع الاقتصادى المؤلم.

وقال «عمران» فى تصريحات صحفية إن أى تحرك فى أسعار الطاقة ينعكس على تكاليف النقل والشحن والتخزين، وهو ما يؤدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية فى الأسواق، سواء المحلية أو المستوردة، مشيرًا إلى أن المنتجين والتجار يستجيبون بسرعة لأى زيادات فى الأسعار، بينما تكون الاستجابة بطيئة جدا عند انخفاض الأسعار، ما يجعل المواطن لا يشعر بأى تحسن فعلى حتى مع استقرار المؤشرات الاقتصادية.

وأوضح أن الأسواق شهدت خلال الشهور الماضية زيادات متلاحقة فى سعر الصرف، كانت تُستخدم كـ«مبرر» من جانب بعض التجار لرفع الأسعار، لافتا إلى أننا الآن نشهد استقرارًا فى سعر الدولار، لكن وتيرة انخفاض الأسعار ضعيفة مقارنة بسرعة زيادتها من قبل .

وأشار «عمران » إلى سوق السكر قائلًا : سعر الكيلو وصل إلى 35 جنيهًا، ومع استقرار الأوضاع تراجع إلى 30 جنيهًا فقط، رغم انخفاض تكاليف النقل وسعر الصرف، وهو ما يؤكد أن مرونة السوق فى اتجاه الانخفاض محدودة جدًا .

تكلفة الشحن

وشدد على أن مصر تنتج نحو 50% من احتياجاتها من السكر محليًا من خلال زراعة قصب السكر والبنجر، بينما يتم استيراد ما بين 50% و65% من الخام من الخارج لتغطية الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلى، مؤكدًا أن أى تغير فى تكلفة الشحن أو أسعار الطاقة العالمية ينعكس مباشرة على سعر السكر والمنتجات المرتبطة به.

وفيما يخص القمح ومشتقاته، أوضح «عمران» أن السوق المحلية تأثرت بشدة أثناء الحرب الروسية الأوكرانية، حين قفز سعر طن الدقيق إلى نحو 26 ألف جنيه، قبل أن يتراجع مؤخرًا إلى قرابة 15 ألف جنيه بعد استقرار الإمدادات العالمية.

وذكر أنه رغم هذا التراجع الكبير، لم نلحظ انعكاسًا واضحًا على أسعار الخبز أو الفينو أو منتجات المخابز معتبرًا أن غياب الرقابة الحقيقية جعل المستهلك لا يجنى ثمار أى انفراجة.

ودعا «عمران» إلى ضرورة تفعيل الدور الرقابى للأجهزة المعنية، وفى مقدمتها جهاز حماية المستهلك، ووزارة تموين الانقلاب، وغرف التجارة بالمحافظات، لضبط الأسواق ومنع التلاعب بالأسعار.

أسعار السلع والخدمات

وأكد الخبير الاقتصادى الدكتور شريف دلاور، أن كل جنيه زيادة فى لتر السولار يضيف عبئًا مباشرًا على قطاعات النقل والتوزيع والصناعة، وهو ما ينعكس فى النهاية على أسعار السلع والخدمات الأساسية التى يستهلكها المواطن يوميًا.

وقال «دلاور» فى تصريحات صحفية : الحديث الرسمى عن عدم تأثر أسعار السلع والخدمات بالزيادة الأخيرة فى أسعار الوقود «غير واقعى»، مؤكدًا أن التأثير يمتد إلى كل ما يعتمد فى نقله أو إنتاجه على الطاقة، بدءًا من وسائل المواصلات العامة والخاصة، وصولًا إلى الخضروات والفاكهة.

وأشار إلى أن اتجاه رفع أسعار المواد البترولية يتناقض مع سياسات البنك المركزى الرامية إلى خفض سعر الفائدة، والتى تستهدف بدورها كبح جماح التضخم، مؤكدا أن رفع الوقود يضيف تكلفة تشغيلية ضخمة على كل حلقات الإنتاج والتوزيع، وبالتالى يُضعف أثر أى سياسات نقدية تستهدف خفض الأسعار أو تحفيز النمو .

وأوضح «دلاور» أن المشكلة لا تكمن فى الزيادة نفسها فقط، بل فى وتيرتها السريعة وسهولة انعكاسها على الأسواق، حيث تُسارع شرائح كثيرة من التجار والموردين إلى رفع الأسعار فور الإعلان عن أى تعديل، بينما يغيب الدور الرقابى الحقيقى الذى يضمن أن تكون هذه الزيادات مبررة ومنطقية . 

الخاسر الأكبر

وقال : النتيجة أن الفئات محدودة الدخل وأصحاب المرتبات الثابتة هم الأكثر تضررًا، لأن دخولهم لا تتحرك بالسرعة نفسها التى تتحرك بها الأسعار مؤكدا أن الموظف الحكومى أو العامل بأجر يومى هو الخاسر الأكبر، إذ تتآكل قدرته الشرائية يومًا بعد يوم.

وشدد «دلاور» على أن الأزمة الاقتصادية لا تُقاس فقط بالأرقام والنسب المئوية، بل بما تخلّفه من آثار اجتماعية ونفسية على المواطنين، حين يعمل الإنسان طوال اليوم ولا يكفى دخله لتلبية احتياجاته الأساسية، تبدأ حالة من الإحباط الجماعى، ويشعر كثيرون أن المستقبل لا يحمل لهم شيئًا أفضل.

وحذر من أن الضغوط الاقتصادية المتراكمة تولّد شعورًا عامًا بالقلق وانعدام الثقة، وتجعل الأسر المصرية تعيش فى ترقّب دائم لأى زيادة جديدة قبل أن تتأقلم مع الزيادة السابقة، ما يخلق حالة من التوتر المستمر فى الشارع.

وطالب «دلاور» حكومة الانقلاب بمراجعة آليات التسعير وتخفيف حدة القرارات المتتابعة، مؤكدًا أن معالجة الأوضاع الاقتصادية لا يجب أن تأتى فقط عبر الأرقام، بل عبر رؤية شاملة توازن بين الإصلاح المالى والعدالة الاجتماعية، حتى لا يتحول الغلاء إلى أزمة ثقة بين المواطن ودولة العسكر.

*فايننشال تايمز والايكونوميست: الإصلاح أبعد ما يكون عن سياسات حكومة الانقلاب

عاد رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي أمس  الأحد في الندوة التثقيفية ال42 بقوله للاحتفال بذكرى 6 أكتوبر بعد 13 يوما من الذكرى! ليقول: “أثمّن صبر الشعب المصري وتحمله للضغوط، والإجراءات التي تتخذها الدولة تهدف إلى تحقيق إصلاح حقيقي وجذري، بعيدًا عن سياسة التأجيل أو التجاهل”.

مضيفا في احتفال بذكرى 52 لنصر أكتوبر المجيد، “أنا بدّعم الوقود بالسلف، فأصبح الجنيه اللي بحطه في الوقود مش جنيه.. أصبح جنيه بفوائده وأقساطه، والتحدي الاقتصادي هينتهي بإرادة الشعب واستعدادهم لتحمل مشاق الإصلاح، وأنا واحد منكم ومش بعيد عن الواقع اللي بتعيشوه”.

وأردف، “علشان أنا بحبكم بعمل اللي بعمله دا (الإصلاح الاقتصادي). عمري ما فكرت أبدا حتى في أصعب الأوقات أخدكم وادخل بيكم في الحيط. كل قرار بيتم دراسته بدل المرة 100″. في حين سبق أن أكد أنه لا يعتمد دراسات الجدوى في مشاريعه و”انجازاته”.

التعليقات كانت أشبه بمقارنة الخطاب الرسمي من أن الزيادات في الأسعارمشاق إصلاح”، أي أنها جزء من تكلفة الإصلاح الاقتصادي واعتبار الصحف الغربية (طرف غير ذي مصلحة هنا) أن هذه التبريرات لا تصمد أمام الواقع المعيشي، حيث يعاني المواطنون من تدهور القدرة الشرائية، وتراجع الخدمات، وغياب العدالة الاقتصادية.

ووصفت صحيفة “فايننشال تايمز” الوضع الاقتصادي في مصر بأنه أزمة حقيقية، مشيرة إلى أن أكثر من 60% من السكان باتوا فقراء أو ضعفاء اقتصاديًا بسبب التضخم وتراجع قيمة الجنيه.

وانتقدت الصحيفة تدخل الجيش في الاقتصاد، ودعت السيسي إلى تخفيف دور الدولة في السوق، معتبرة أن هذا التدخل يعيق القطاع الخاص ويزيد من الأعباء على المواطنين.

وأشارت إلى أن المصريين يعانون من نقص الطعام وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مثل البيض واللحوم، وأن الأجور لم تعد تواكب الغلاء.

وأكدت أنها أزمة تضرب كل الطبقات وأن 3 تخفيضات للجنيه في عام 2022، ثم تعويمه في يناير، فاقمت الأزمة بدلًا من حلها.

وسبق أن انتقدت الإيكونوميست غياب الثقة في الإصلاحات ووصفت ما يدعيه السيسي بـ”الإصلاحات الشكلية” التي لا تعالج جذور الأزمة.

وركزت الايكونوميست على أن الاعتماد على القروض الخارجية مثل قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، لا يكفي لإنقاذ الاقتصاد دون إصلاحات هيكلية حقيقية.

وحذرت من أن الزيادات في الأسعار ليست مجرد تبعات إصلاح، بل نتيجة سوء إدارة الموارد، وتضخم الإنفاق الحكومي، وتراجع الإنتاج المحلي.

وقالت هند سليم @hamed_selim8: “.. انت غرقتنا لم عومت الجنيه اكر من مرة ودخلت بينا فى الحيط لما استدانت من صندوق البنك الدولى ودخلت بينا فى القطر لما ابقيت على حكومة فاشلة وعينت كامل الوزير اللى خللى اسعار المواصلات كسعر الطيران الداخلى من5 سنين ودخلنا فى نفق مظلم منذ تولى لواءات ورتب عصب الاقتصاد والمشاريع”.

أما الباحث إسحاق @isaac30208171 فتساءل “رفعنا دعم الوقود علشان ندعم فوائد القروض.. انت بتستلف ليه من الأساس ؟ علشان عندك عجز! .. عملت ايه لحل مشكلة العجز ؟ صناعة ؟ سياحة ؟ .. لما الدعم أترفع من 2021، انخفض العجز و الدين ؟.. مشاريع المونوريل و الكباري كانت بالسلف – صح؟.. هل تم تحويل مبالغ الدعم للتعليم و الصحة ؟! .. الطرق و الكباري – لماذا يدفع الناس كارتة لاستخدامها – إذا كانت من فلوس الدعم؟!

الكاتب عصام لالا وعبر فيسبوك Essam Lala قال:  كفى وعودًا مؤجلة: الأزمة ليست في صبر الشعب بل في فشل الإدارة..  منذ أكثر من اثني عشر عامًا، لم يمر عام إلا وسمع المصريون خطابًا من النوع نفسه: “الأزمة مؤقتة… القادم أفضل… بالإرادة سنتجاوز الصعاب.”

واستدرك،  “لكن الأرقام لا تكذب، والواقع لا يرحم. فمنذ أن كان الدولار عند حدود 8 جنيهات في 2013 حتى لامس اليوم 50 جنيهًا، ارتفعت أسعار الوقود من 3 إلى 20 جنيهًا، وقفز الدين الخارجي إلى 160 مليار دولار، فيما تتوسع الدولة في طباعة النقود بلا ضوابط نقدية، لتزداد الأسعار اشتعالًا وتنهار القدرة الشرائية للمواطن.”.

وأكد أن ما يحدث ليس “.. نتيجة “مشاق الإصلاح”، بل نتيجة فشل الإدارة الاقتصادية في تحديد الأولويات وتوجيه الموارد نحو الإنتاج الحقيقي بدلًا من التوسع في الاقتراض والمشروعات غير ذات العائد الاقتصادي المباشر“.

وبين أنه “..تحولت السياسة الاقتصادية إلى إدارة يوم بيوم، بلا رؤية متكاملة أو خطة تنموية مستدامة، بينما تُحمَّل الشعوب فاتورة الأخطاء، وتُطلب منها كل مرة مزيد من “الصبر” ومزيد من “الإيمان بالمستقبل”، وكأن المشكلة في الناس لا في من يدير مواردهم.”.

وأشار إلى أنه “..في عهد عبدالناصر والسادات ومبارك، رغم اختلاف التوجهات، كانت هناك دائمًا عقول اقتصادية كبرى تُستدعى وقت الأزمات: من عزيز صدقي إلي عبدالعزيز حجازي إلى عاطف صدقي، ومن سياسات الانفتاح إلى برامج الإصلاح، كان هناك دائمًا من يمتلك الكفاءة والخبرة والرؤية لقيادة الاقتصاد بواقعية وتدرّج، لا بالارتجال والتصريحات الشعبوية.”.

وتابع: “اليوم، ولأول مرة منذ عقود، نجد غيابًا شبه كامل للكفاءات الاقتصادية القادرة على رسم سياسات حقيقية للإنتاج، والاستثمار، والتصدير، وتوليد العملة الصعبة. المشهد الحالي يدار بعقلية تنفيذية لا اقتصادية، وبخطاب تعبوي لا إصلاحي، وكأن التحديات يمكن تجاوزها بالشعارات لا بالأفكار والسياسات.”.

وأكد أن “الإصلاح الحقيقي لا يحتاج إلى صبر الشعب بقدر ما يحتاج إلى إرادة الإدارة في تصحيح المسار:  إعادة الاعتبار لأهل الخبرة والتخصص ليتولوا ادارة البلاد اقتصاديا. .  وقف النزيف المالي في المشروعات القومية غير المنتجة..  استعادة الانضباط المالي والنقدي…  تبني نموذج اقتصادي إنتاجي قائم على التصنيع والتصدير لا الجباية والديون والعقارات.”.

وأوضح أن السنوات الماضية أثبتت “أن الأزمة ليست في إرادة المصريين، بل في غياب من يملك الرؤية والقدرة على إدارة تلك الإرادة لصالح الوطن. وحين يُطلب من الشعب مزيد من التحمل، فعلى الإدارة أن تقدم أولًا ما يثبت أنها تتحمل نصيبها من المسؤولية، وتفتح الباب للكفاءات، لا للولاءات“.

 

*رفع أسعار الوقود بمصر غير مبرر وصندوق النقد تبرأ منه

أكد د. حسن الصادي الخبير الاقتصادي المصري أن قرار الحكومة رفع أسعار الوقود هو قرار غير مبرر وأن “صندوق النقد الدولي تبرأ منه” في ظل وجود مؤشرات عدة كانت تدعم خفض أسعار الوقود لا رفعها.

و قال الصادي: “هو رفع غير مبرر لأسعار المحروقات وكما نعلم أن رفع المحروقات يؤدي إلى ارتفاع مجموعة كبيرة من السلع التي تدخل في قياس معدلات التضخم”.

وأضاف الصادي أن ذلك الأمر يحدث في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة المصرية تخفيض معدلات التضخم التي يعانيها الاقتصاد المصري بسبب الارتفاعات المتتالية لأسعار الصرف خلال الفترة السابقة.

وأوضح الصادي أن تراجع سعر صرف الدولار خلال الأسابيع الماضية يأتي في ظل تدفق مبالغ من العملة الصعبة على مصر مؤخرا وهو ما يمكن أن يقود إلى مزيد من الانخفاض ليصل سعر صرف الدولار إلى أقل من 45 جنيه مصري للدولار الأمريكي الواحد.

وأعلنت الحكومة المصرية رفع أسعار المحروقات بنسب وصلت إلى 13% الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مباشر لأسعار كثير من السلع والمواصلات العامة.

بأمر السيسي قاضى الإعدامات المجرم “عصام فريد” رئيسًا لـ”مجلس شيوخ العسكر” مكافأة على سجله الأسود بخدمة الانقلاب.. الأحد 19 أكتوبر 2025م.. السيسي يُغيّر جواربه القديمة وجعل مقاعد البرلمان سلعة للفاسدين

بأمر السيسي قاضى الإعدامات المجرم “عصام فريد” رئيسًا لـ”مجلس شيوخ العسكر” مكافأة على سجله الأسود بخدمة الانقلاب.. الأحد 19 أكتوبر 2025م.. السيسي يُغيّر جواربه القديمة وجعل مقاعد البرلمان سلعة للفاسدين

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*عصابة العسكر تنتقم…حكومة الانقلاب تعتقل صحفيا بتهمة الكشف عن سرقة أسورة فرعونية من المتحف المصري

واصلت حكومة الانقلاب انتهاكاتها لحقوق الإنسان وحرية الصحافة وألقت القبض على الزميل محمد طاهر، الصحفي بجريدة الأخبار المسائي بتهمة الكشف عن جريمة سرقة إسورة فرعونية ذهبية من المتحف المصرى بالتحرير وتورط عصابة العسكر بقيادة عبدالفتاح السيسي فى هذه السرقة .

كان محمد طاهر قد تم استدعاؤه إلى مباحث الإنترنت عصر أمس السبت بحجة “الدردشة والاستعلام عن بعض التفاصيل”، قبل أن يُفاجأ بوجود بلاغ من معاون وزير السياحة والآثار بحكومة الانقلاب ضده ثم إحالته من مباحث الانترنت إلى النيابة وهو ما يكشف ان الاستدعاء كان مجرد خدعة وحيلة لألقاء القبض عليه .

القبض على طاهر أثار حالة من الجدل في الأوساط الصحفية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ترددت أنباء عن أن شريف فتحي وزير السياحة والآثار بحكومة الانقلاب هو من تقدّم ببلاغ أدى إلى التحقيق مع الصحفي.

ورغم أن سياحة الانقلاب سارعت إلى نفي الاتهامات، زاعمة في بيان رسمي أن الوزير لم يتخذ أي إجراء قانوني ضد أي صحفي، فيما دخلت نقابة الصحفيين على خط الأزمة لمتابعة الموقف والدفاع عن عضوها خاصة بعدما تكشف أن معاون وزير سياحة الانقلاب هو من تقدم بالبلاغ .

أخبار مغلوطة

من جانبه كشف خالد البلشي نقيب الصحفيين ، أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من شريف فتحي، وزير السياحة والآثار بحكومة الانقلاب زعم خلاله أنه لم يتقدم بأي بلاغ ضد الصحفي محمد طاهر، وأنه بصدد التقدّم بشكوى إلى النقابة ضد من زج باسمه في البلاغ .

وقال فتحى إنه يرفض التعامل مع الصحافة عبر البلاغات وفق تعبيره .

كما أصدرت وزارة سياحة الانقلاب بيانًا زعمت فيه أن ما تم تداوله عن تقدّم الوزير ببلاغ ضد أحد الصحفيين ادعاءات لا أساس لها من الصحة .

وقال البيان إن الوزير الانقلابى أعرب عن استيائه من تداول أخبار مغلوطة، وأكد احترامه الكامل للمؤسسات الصحفية وحرية الإعلام وفق البيان.

ودعت الوزارة إلى تحرّي الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية تجنبًا لنشر معلومات مغلوطة أو إثارة البلبلة بحسب تعبيرها.

إجراءات تعسفية

وأوضح البلشي أن الزميل محمد طاهر تم استدعاؤه إلى مباحث الإنترنت عصر السبت بحجة “الدردشة والاستعلام عن بعض التفاصيل”، قبل أن يُفاجأ بوجود بلاغ من معاون وزير السياحة والآثار بحكومة الانقلاب.

وقال إن طاهر تم استجوابه دون إخطار النقابة ودون حضور محامٍ، كما جرى تفتيش هاتفه المحمول دون إذن قانوني، ثم أُحيل إلى النيابة متحفظًا عليه داخل سيارة ميكروباص بصحبة أمين شرطة، واصفًا ما حدث بأنه “كمين معدّ سلفًا وإجراءات تعسفية مخالفة للقانون”.

وأعلن البلشي إن النقابة ستتقدّم ببلاغ رسمي إلى وزير داخلية الانقلاب للتحقيق في الواقعة، مؤكدًا أن ما جرى يكشف عن انحياز واضح في الإجراءات لمجرد أن مقدم البلاغ معاون وزير .

الإسورة الفرعونية 

وأشار إلى أن الزميل محمد طاهر كان من أوائل من كشفوا واقعة سرقة الإسورة الفرعونية الذهبية، إلى جانب نشره عددًا من الملفات المتعلقة بوزارة السياحة والآثار بحكومة الانقلاب ما يثير تساؤلات حول دوافع البلاغ والإجراءات المتخذة بحقه.

وأضاف البلشي أن الطريقة التي جرى بها التعامل مع الزميل تُسيء إلى أي جهد للإصلاح أو لتطوير الإعلام، مؤكدًا أن التعامل الصحيح مع الصحافة يكون عبر الرد وإتاحة المعلومات، لا عبر البلاغات أو الأكمنة المعدة سلفًا .

واختتم بالقول إن ما جرى مع محمد طاهر يمثل انتكاسة لملف تطوير الإعلام المطروح حاليًا، معتبرًا أن القضية ستُرفع إلى لجنة التطوير بالنقابة باعتبارها تكشف أحد أبرز مكامن الخطر التي تهدد مستقبل المهنة وحرية الصحافة في مصر.

 

*قبل يوم من النطق بالحكم رصد انتهاكات بحق “سمية حزيمة” المعتقلة منذ 8 سنوات

تستعد محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، المنعقدة بمأمورية مركز الإصلاح والتأهيل ببدر، للنطق غدًا الإثنين بالحكم في القضية رقم 955 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميًا بـ “قضية التخابر مع تركيا”.

ويحاكم في القضية 35 حضوريًا و46 غيابيًا، وتضم نساءً من بينهن سمية ماهر حزيمة، ابنة البرلماني السابق ماهر حزيمة، المعتقلة منذ 8 سنوات.

ووجهت نيابة أمن الدولة العليا طوارئ، للمتهمين اتهامات تشمل “التخابر مع دولة أجنبية للإضرار بمكانة مصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية”، و”المشاركة في اتفاق جنائي يهدف إلى قلب نظام الحكم”، و”الانضمام إلى جماعة إرهابية مخالفة للدستور والقانون”.

8 سنوات من الاعتقال والانتهاكات

واعتقلت سمية فجر 17 أكتوبر 2017، وذلك عندما داهمت قوة أمنية كبيرة منزل القيادي العمالي وعضو مجلس الشورى السابق ماهر أحمد حزيمة في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.

واقتحمت القوة المنزل وفتشته لعدة ساعات، وصادرت هواتف وأجهزة حاسوب تخص أفراد الأسرة، قبل أن تلقي القبض على زوجته وابنته الشابة سمية (26 عامًا)، التي تم اقتيادها إلى جهة مجهولة، بينما أُفرج عن والدتها في وقت لاحق.

وبحسب “الشبكة المصرية لحقوق الانسان”، ظلت سمية مخفية قسريًا لمدة سبعين يومًا، في أماكن احتجاز غير رسمية، تبين لاحقًا أنها كانت داخل زنزانة انفرادية بإحدى مقرات جهاز المخابرات العامة، حيث تعرضت خلالها لانتهاكات بدنية ونفسية بالغة القسوة.

وفي ديسمبر 2017، عُرضت على نيابة أمن الدولة العليا، التي قررت حبسها على ذمة القضية المذكورة، رغم نفيها الكامل لجميع الاتهامات الموجهة إليها.

إخفاء متواصل وحرمان من الحقوق الأساسية

خلال عام كامل بعد التحقيق الأول، لم تتمكن أسرتها أو محاموها من معرفة مكان احتجازها أو التواصل معها، في انتهاك صارخ للقانون والدستور.

تم إبقاؤها رهن الحبس الانفرادي داخل أحد مقرات المخابرات العامة، حيث تعرضت لضغوط نفسية وجسدية قاسية وصلت إلى حد التنكيل المتعمد.

وفي سبتمبر 2018، نُقلت سمية إلى سجن النساء بالقناطر، لكن استمرار منعها من الزيارة بأوامر عليا حرم أسرتها من أي تواصل معها لسنوات طويلة، رغم محاولاتهم القانونية المتكررة وتمسكهم بحقهم في زيارتها والاطمئنان عليها.

خلال تلك الفترة، تدهورت حالتها الصحية والنفسية نتيجة سوء المعاملة والإهمال الطبي الممنهج، وسط غياب أي رقابة قضائية أو حقوقية فعالة.

نقلها إلى سجن العاشر من رمضان

بعد أكثر من 6 سنوات على منع الزيارة، سُمح لأسرتها أخيرًا، عقب نقلها إلى سجن العاشر من رمضان (تأهيل 4)، بزيارتها بشكل دوري مرة واحدة شهريًا.

ورغم هذا الإجراء المحدود، لا تزال سمية تخضع لظروف احتجاز قاسية، وتتعرض لقيود غير مبررة على تواصلها مع محاميها وأفراد أسرتها.

تشير شهادات معتقلات سابقات إلى أن سمية وغيرها من المعتقلات السياسيات في سجن القناطر تعرضن لاعتداءات بدنية، وحرمان من أبسط مقومات الكرامة الإنسانية، واحتجازهن داخل زنازين مشتركة مع سجينات جنائيات بأوامر مباشرة من ضابط الأمن الوطني وتحت إشراف رئيس مباحث السجن عمرو هشام.

انتهاك صارخ لحق المحاكمة العادلة

في 17 نوفمبر 2021، أُحيلت القضية إلى محكمة الجنايات مع استمرار حبس سمية، رغم تجاوزها الحد الأقصى للحبس الاحتياطي المقرر قانونًا.

وفي 8 يناير 2022، بدأت أولى جلسات المحاكمة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، ضمن 81 متهمًا آخرين، بينهم 29 محبوسًا احتياطيًا.

ورغم تقدم فريق الدفاع بطلبات رسمية لتمكينها من التواصل مع محاميها والسماح لأسرتها بزيارتها، رفضت المحكمة هذه الطلبات، مما يعد إخلالًا جسيمًا بحقوق الدفاع وضمانات المحاكمة العادلة.

محاكمة عادلة

وطالبت الشبكة المصرية بضمان الحق في محاكمة عادلة لسمية، والتأكد من أن جميع إجراءات المحاكمة تتوافق مع المعايير الدولية، بما في ذلك حقها في الدفاع والتواصل المباشر مع محاميها دون قيود.

كما دعت إلى تمكين الأسرة من الزيارة المنتظمة لها، وبشكل مباشر، وفقًا للقانون والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

وشددت على توفير الرعاية الصحية والنفسية العاجلة اللازمة، ومتابعة حالتها الصحية بصورة مستمرة.

كما دعت إلى إنهاء الحبس الانفرادي التعسفي، “كأداة للعقاب أو الانتقام السياسي”.

وطالبت أيضًا بإعادة النظر في التشريعات التي تسمح بتمديد الحبس الاحتياطي لفترات غير محدودة، وضمان عدم استخدامه كعقوبة مقنّعة.

وحمّلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن سلامة سمية حزيمة الجسدية والنفسية، ودعت كافة الجهات الوطنية والدولية، بما فيها: 

النيابة العامة المصرية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وقطاع مصلحة السجون، ومكتب النائب العام، ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرك العاجل لضمان الإفراج الفوري عنها أو تمكينها من محاكمة عادلة تحترم كرامتها وحقوقها القانونية.

 

*منظمات حقوقية ترفض تعديلات النواب على قانون الإجراءات الجنائية

أصدرت حملة “نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية”، المكونة من تحالف واسع من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والنقابات، بياناً شديد اللهجة عبرت فيه عن رفضها التام للتعديلات الأخيرة التي أقرها مجلس النواب على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، وذلك بعد إعادة صياغة بعض مواده إثر اعتراضات عبد الفتاح السيسي.

ووصفت الحملة التعديلات المصاغة بأنها “رِدَّة وتراجع عن المبادئ الحاكمة لمواد المشروع”، مؤكدة أنها “لم تضاعف الضمانات المقررة للحقوق والحريات، بل أضعفتها وانتقصت منها”، مطالبة على نحوٍ حاسم السيسي بعدم إصدار القانون، وإحالته لمجلس الشيوخ لإعادة النظر فيه على نحوٍ متأنٍ وشامل.

وأعربت الحملة، في ورقة موقف اليوم السبت، عن خيبة أمل كبيرة إزاء طريقة تعامل مجلس النواب مع المشروع برمته، وخاصة بعد عودته من رئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أنها كانت تأمل في أن يغتنم المجلس الفرصة لإعادة النظر في المواد المثيرة للجدل، وأن يترك مناقشة القانون للمجلس القادم بعيداً عن “حالة الريبة السياسية” وقرب انتهاء الفصل التشريعي.

وحدّدت الحملة المآخذ المنهجية الرئيسية بـ”القصور على المواد المعترض عليها”، إذ انتقدت الحملة مبدأ عمل مجلس النواب الذي اقتصر على النظر في المواد التي اعترض عليها رئيس الجمهورية فقط، وأرسى مبدأ “عدم جواز التصدي لباقي مواد المشروع”.

واعتبرت الحملة ذلك خطأ منهجياً ينافي مقاصد التشريع الدستوري، مؤكدة أن عودة المشروع للمجلس تعني عودة ولايته كاملة للتصدي لجميع المواد التي اعتراها النقد، وخاصة المواد المرتبطة بالمواد موضوع التعديل والتي تحتاج إلى تناسق تشريعي.

بخلاف انتقاد الحملة لما وصفته بـ”التناقض والتسرع”، إذ أشارت الحملة إلى أن التسرع في معالجة الاعتراضات الرئاسية أدى إلى تناقض صريح في صياغة مواد المشروع، مثل إغفال التعديل اللازم على المادة (64) الخاصة بسلطات مأمور الضبط القضائي المنتدب، مما يخل بالتناسق مع التعديل الذي أُجري على المادة (105).

وقدمت الحملة عرضاً تفصيلياً لثلاث مواد رئيسية جرى تعديلها، مؤكدة أن صياغتها الجديدة مثلت تراجعاً جوهرياً عن المبادئ الدستورية. أولها المادة (112)، التي اعتبرتها الحملة “خلقَ بديل التفافي للحبس الاحتياطي”

وقالت: تُعتبر المادة (112) هي أشد نقاط الاعتراض خطورة، إذ جرى تعديل صياغتها لتجيز “الأمر بإيداع المتهم أحد مراكز الإصلاح والتأهيل أو أماكن الاحتجاز” إذا تعذر استجوابه لعدم حضور محامٍ، على أن يسري على هذا الإيداع قواعد الحبس الاحتياطي.

ورأت الحملة أن هذا التعديل يمثل “مخالفة جسيمة لنص المادة 54 من الدستور”. وأن الخطر المترتب، هو إنشاء بديل جديد للحبس الاحتياطي (الأمر بالإيداع) بتقدير غير منضبط لسلطة التحقيق “تعذر استجوابه”، وهذا الإيداع يتحول إلى “حالة اعتقال للمتهم دون استجوابه”

ويشكل التفافاً على المدد القصوى للحبس الاحتياطي، إذ إن الفترة التي يقضيها المتهم في الإيداع لا تُحتسب ضمن مدة الحبس الاحتياطي إذا ما أمرت سلطة التحقيق بالحبس بعد الاستجواب، مما يطيل من فترة سلب الحرية ويهدر حقوق المتهمين.

 

*السيسي يُغيّر جواربه القديمة وجعل مقاعد البرلمان سلعة للفاسدين

في مشهد يُعيد إنتاج الوجوه المطيعة ويُقصي من انتهت صلاحيتهم، كشفت مصادر برلمانية مطلعة أن المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب الحالي، لن يكون ضمن قوائم “القائمة الوطنية من أجل مصر”، التي يقودها نظام عبد الفتاح السيسي وتضم 12 حزبًا مواليًا أبرزها “مستقبل وطن” و”حماة الوطن” و”الجبهة الوطنية” و”الشعب الجمهوري”. استبعاد جبالي، البالغ من العمر 76 عامًا، يعني إنهاء خدمته السياسية بعد خمس سنوات من رئاسته للمجلس الذي لم يعرف المعارضة ولا التشريع، بل كان مجرد أداة لتمرير قرارات السلطة التنفيذية، من اتفاقية بيع تيران وصنافير إلى تعديلات الدستور التي مددت حكم السيسي بلا حدود.

وبحسب المصادر، لم تشمل القوائم أيضًا رئيس البرلمان الأسبق علي عبد العال، الذي لعب الدور نفسه قبل جبالي في تمرير التنازل عن الجزر المصرية للسعودية، بعدما تجاهل طلبًا موقعًا من 150 نائبًا بالتصويت بالاسم، وأقر الاتفاقية في جلسة مثيرة للجدل عام 2017.

ورغم أن عبد العال عُيّن قبل شهور نائبًا لرئيس حزب الجبهة الوطنية – الممول من رجل الأعمال المقرب من النظام إبراهيم العرجاني – إلا أنه خرج هو الآخر من المشهد، في ما يشبه عملية “تدوير” داخلية للوجوه الموالية. تلك التغييرات، كما توضح المصادر، لا علاقة لها بالمحاسبة أو الكفاءة، بل برغبة رأس النظام في تجديد الواجهة السياسية وإظهار “برلمان جديد” يضم خليطًا من رجال الأعمال الذين اشتروا مقاعدهم بملايين الجنيهات، وضباط سابقين وإعلاميين وأكاديميين تم اختيارهم بالتعيين أو التزكية من الأجهزة الأمنية.

المرشح الأوفر حظًا لرئاسة البرلمان القادم هو المستشار أحمد سعد الدين، الوكيل الحالي للمجلس، والذي سبق أن شغل منصب الأمين العام للبرلمان قبل أن يطيحه عبد العال عام 2019، غير أن بعض المصادر لم تستبعد أن يأتي رئيس المجلس الجديد من بين المعينين مباشرة بقرار من السيسي، في إشارة إلى تحكم السلطة المطلقة في كل مفاصل المؤسسة التشريعية.

ولم يختلف الحال في مجلس الشيوخ، إذ تقرر استبعاد رئيس حزب مستقبل وطن ورئيس المجلس عبد الوهاب عبد الرازق، البالغ من العمر 77 عامًا، رغم أنه كان من أبرز رجال النظام القضائي الذين خدموا أجندته منذ عهد عدلي منصور، بإصدار أحكام بحل برلمان 2012 وإسقاط قانون العزل السياسي الذي أعاد أحمد شفيق إلى سباق الرئاسة.

وتشير المعلومات إلى أن المنصب مرشح له كل من المستشار عصام الدين فريد، الرئيس السابق لمحاكم جنايات أمن الدولة، والمستشار حسني أبو زيد، رئيس محكمة النقض السابق والمعين بقرار رئاسي.

وتستعد “القائمة الوطنية” اليوم لتقديم أوراق ترشحها في الدوائر الأربع المخصصة للقوائم المغلقة، وسط غياب أي منافسين حقيقيين، بعد أن أحجمت الأحزاب والمستقلون عن المشاركة، لعلمهم أن النتائج محسومة مسبقًا بأوامر أجهزة الدولة.

فالقانون يمنح رئيس الجمهورية تعيين 5% من الأعضاء، بينما يُحسم الباقي عبر قوائم مغلقة لا تسمح بأي صوت خارج سرب النظام.

وهكذا، يبدو أن السيسي الذي جعل البرلمان مزادًا علنيًا للولاء والمال، يسعى الآن لتغيير “قشرة” السلطة فقط، ليُعيد تشكيل المشهد بوجوه أكثر خضوعًا وولاءً، في نسخة جديدة من “قلب شرباته النتنة” كما يصفها المصريون ساخرين.

 

*بأمر السيسي قاضى الإعدامات المجرم “عصام فريد” رئيسًا لـ”مجلس شيوخ العسكر” مكافأة على سجله الأسود بخدمة الانقلاب

لإصداره أحكام هزلية ومغلظة بحق قيادات الإخوان .. عصام فريد رئيسًا لـ”مجلس شيوخ العسكر” بأمر السيسى

في خطوة تعكس طبيعة النظام القائم وتكريس تحكم المنقلب عبد الفتاح السيسي في مفاصل الدولة، أعلن مجلس الشيوخ اليوم السبت اختيار القاضي عصام الدين فريد، الرئيس السابق لمحكمة جنايات أمن الدولة العليا، رئيسًا للمجلس بالتزكية، إذ لم يتقدم أي نائب لمنافسته في الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي الجديد، في سابقة لم تحدث منذ عام 2010 حين فاز صفوت الشريف برئاسة مجلس الشورى بالتزكية.

وجاء ترشيح فريد المدعوم مباشرة من السيسي عرفانًا بدوره المشبوه في إصدار أحكام هزلية ومغلظة ضد قيادات جماعة الإخوان المسلمين عقب انقلاب يوليو 2013 على الرئيس المنتخب الشهيد محمد مرسي، وهي الأحكام التي كانت عنوانًا لمرحلة القمع القضائي في مصر.

سجل أسود في خدمة النظام

تدرّج فريد في المناصب القضائية حتى التحق بالمكتب الفني للنائب العام بين عامي 1990 و2000، ثم انتُدب لجهاز الكسب غير المشروع، وأعير إلى البحرين رئيسًا للمحاكم العسكرية الاستئنافية. ومع عودته إلى مصر، تولى رئاسة محكمة جنايات أمن الدولة العليا بالقاهرة، حيث أصدر أحكامًا بالإعدام والسجن المؤبد بحق العشرات من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، في قضايا وصفتها المنظمات الحقوقية بأنها “سياسية وانتقامية تفتقر لأدنى معايير العدالة”.

وبرغم تقاعده قبل ثلاث سنوات وابتعاده عن أي نشاط سياسي، فوجئ مراقبون بإدراج اسمه في قائمة “القائمة الوطنية من أجل مصر” التابعة لحزب “مستقبل وطن”، الذراع السياسية للنظام، تمهيدًا لتوليه رئاسة المجلس مكافأة على خدماته السابقة في “القضاء المسيس”.

مكافأة جديدة لرجال أحكام النظام

وأعلن النائب محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري وأكبر أعضاء مجلس الشيوخ سنًا، فوز فريد برئاسة المجلس بإجمالي 299 صوتًا من أصل 300، بعد تشكيل لجنة صورية لإدارة العملية الانتخابية. وكان فريد قد فاز بعضويته عن حزب “مستقبل وطن” بمحافظة المنيا ضمن قائمة الحزب في قطاع الجيزة والصعيد.

يأتي هذا التعيين على خطى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، الذي تولى رئاسة مجلس الشيوخ عام 2020 مكافأة له على إجهاضه أحكام بطلان اتفاقية تيران وصنافير، التي بموجبها تنازل المنقلب السفيه السيسي عن الجزيرتين المصريتين للسعودية.

وكلاء المجلس: عسكري وقاضٍ لخدمة النظام

كما فاز اللواء أحمد العوضي، نائب رئيس حزب “حماة الوطن” ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي السابق، بمنصب الوكيل الأول للمجلس بالتزكية أيضًا، بعد تعيينه بقرار من السيسي ضمن قائمة المئة نائب. ويعد العوضي من القيادات العسكرية القديمة، إذ تخرّج في الكلية الحربية عام 1970 وشارك في حرب أكتوبر 1973.

أما منصب الوكيل الثاني فذهب إلى المستشار فارس سعد حنضل، نائب رئيس مجلس الدولة السابق وعضو أول تشكيل للهيئة الوطنية للانتخابات، التي أشرفت على مهزلة انتخابات 2018 واستفتاء 2019، اللذين مهدّا لتمديد حكم السيسي حتى عام 2030.

مجلس بلا صلاحيات.. وامتيازات ضخمة

يحصل عضو مجلس الشيوخ على مكافأة شهرية تعادل الحد الأقصى للأجور (42 ألف جنيه)، مع إعفائها من الضرائب والرسوم، إضافة إلى امتيازات عينية وطبية وسفرية فاخرة، بينما يُحرم الشعب من أبسط مقومات الحياة. وباتت عضوية المجلس وسيلة للتمتع بالحصانة القانونية والهروب من المساءلة، خصوصًا لرجال الأعمال المقربين من السلطة.

يُذكر أن تعديلات دستور 2019 التي أعادت إنشاء مجلس الشيوخ كانت ترضية للنخبة الموالية من سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال، إذ حُرم المجلس من أي سلطات تشريعية أو رقابية، واقتصر دوره على “إبداء الرأي غير الملزم” في القوانين المحالة إليه. 

وعلى مدى خمس سنوات، لم يُصدر المجلس أي توصيات أو تشريعات مؤثرة، في تكرار لدور مجلس الشورى المنحل عام 2012، ما يجعل اختيار فريد على رأسه مجرد تعيين شكلي في مجلس بلا صلاحيات، هدفه تلميع واجهة الانقلاب وإعادة تدوير رموزه القمعية في مؤسسات الدولة.

 

*تحذير السيسي من ثورات الجوعى تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر

مع احتفال دول العالم باليوم العالمي للقضاء على الفقر الذى يوافق السابع عشر من أكتوبر والذى أقرته الأمم المتحدة عام 1992، تخليدًا لذكرى التجمع الإنساني الذي شهده ميدان تروكاديرو في باريس عام 1987، حين وقف الآلاف تضامنًا مع الفقراء حول العالم، مطالبين حكومات الدول بتحقيق بالكرامة الإنسانية وتلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين. تزامنا مع هذا الاحتفال حذر خبراء اقتصاد حكومة الانقلاب من تزايد معدلات الفقر بصورة غير مسبوقة فى مصر ما يهدد باندلاع احتجاجات وثورات ضخمة ضد نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي  .

وقال الخبراء ان هذا اليوم لا يمثل فقط احتفالًا رمزيًا، بل هو دعوة سنوية إلى مراجعة السياسات الاقتصادية العالمية، والبحث في أسباب اتساع فجوة الدخل بين الأغنياء والفقراء. 

خط الفقر

وأكدوا أن العدالة الاجتماعية هي أساس التنمية ومحور استقرار المجتمعات الحديثة موضحين أن القضاء على الفقر ليس حلمًا بعيدًا، بل هدف يمكن تحقيقه عبر التخطيط السليم والإرادة السياسية والإنسانية المشتركة. 

وشدد الخبراء على أن إصلاح السياسات هو الأساس لأي تحول حقيقي مؤكدين أنه لا تنمية بلا مساواة، ولا تقدم بلا إنصاف للفقراء.

وأوضحوا إن محاربة الفقر تحتاج إلى شراكة متكاملة بين الحكومات والمجتمعات المدنية والقطاع الخاص، وإلى إرادة سياسية تدعم الكرامة الإنسانية قبل أي شيء. 

يشار إلى أن أكثر من 70 مليون مصرى فى زمن الانقلاب يعيشون تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولى ما يعنى أنه لا تتوفر لهم حتى الوجبات الأساسية اليومية فضلا عن عجزهم عن توفير المسكن والملبس والعلاج

شو إعلامى

من جانبه قال الدكتور محمد عبد الرازق أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: أن إعلان الأمم المتحدة لليوم العالمي للقضاء على الفقر كان رسالة قوية إلى كل حكومات العالم خاصة حكومات العالم الثالث لتضع التنمية البشرية في مقدمة أولوياتها. 

 وأكد  “عبد الرازق”  فى تصريحات صحفية أن الاستثمار في الإنسان هو أقصر طريق لمحاربة الفقر، مشيرًا إلى أن التعليم الجيد والرعاية الصحية المتكاملة وتمكين المرأة اقتصاديًا هي مفاتيح التنمية الحقيقية. 

وأشار إلى أن مبادرات مثل مبادرة “حياة كريمة”، التي تستهدف القرى الأكثر فقرًا وتعمل على تحسين مستوى المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية مجرد شو إعلامى لأنها تقدم مساعدات محدودة لا تكفى حاجة الفقراء كما أن الأعداد التى تستفيد منها محدودة أيضا مقارنة بملايين الفقراء والجوعى . 

وشدد “عبد الرازق” على ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص عمل جديدة، وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات، موضحًا أن الحل الحقيقي للفقر هو بناء اقتصاد يعتمد على المعرفة والإبداع وليس على المعونات الخارجية. 

حرمان متعدد الأبعاد

وقالت الدكتورة منى الشناوي أستاذة الاقتصاد بجامعة الإسكندرية ان العدالة الاجتماعية هي الركيزة الأساسية لأي عملية تنموية ناجحة، معتبرة أن اليوم العالمي للقضاء على الفقر يمثل فرصة سنوية لمراجعة التوجهات الاقتصادية العالمية من منظور إنساني .

وأكدت ” منى الشناوي ” فى تصريحات صحفية أن الفقر في مصر لم يعد مجرد نقص في الدخل، بل هو حرمان متعدد الأبعاد يشمل ضعف التعليم، وسوء الخدمات الصحية، وغياب المساواة بين الجنسين، وعدم العدالة في توزيع الفرص . 

وأضافت : أن التحول الرقمي يمثل أداة واعدة لمواجهة الفقر، إذا تم توجيهه لتوسيع الوصول إلى التمويل الصغير، وتسهيل الخدمات الإلكترونية للفقراء، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة مشددة على ضرورة دمج النساء والشباب في الاقتصاد الرسمي لتحقيق التنمية الشاملة. 

وأوضحت  ” منى الشناوي ” إن أهداف التنمية المستدامة 2030 لن تتحقق دون تبني سياسات تحمي الفئات الضعيفة وتمنحها فرص المشاركة والإنتاج مشددة على أن القضاء على الفقر ليس مجرد أرقام في التقارير، بل هو معركة كرامة إنسانية تتطلب شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص . 

سياسات رشيدة 

فى ذات السياق قال الدكتور أحمد فوزي أستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف إن القضاء على الفقر يتطلب سياسات اقتصادية رشيدة توازن بين النمو والتوزيع العادل للثروة.  

وأشار “فوزي” فى تصريحات صحفية إلى أن الدروس المستفادة من تجارب دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية توضح أن تحقيق النمو وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون نموًا شاملًا ينعكس على الفئات الأقل دخلًا. 

وأضاف: أن محاربة الفقر تبدأ من تبني رؤية اقتصادية طويلة الأمد، تعتمد على تنويع مصادر الدخل القومي، وتحفيز التصنيع المحلي، وتقوية منظومة التعليم الفني. موضحا أننا إذا أردنا مستقبلًا خاليًا من الفقر، فعلينا أن نبني اقتصادًا يعتمد على العمل والإنتاج وليس على المساعدات والقروض .  

وأوضح “فوزى” أن برامج الحماية الاجتماعية في مصر مثل “تكافل وكرامة” دعمت يعض الأسر الفقيرة، لكنها تحتاج إلى ربط الدعم بالإنتاج لضمان الاستدامة وأن تمتد لكل الأسر الفقيرة مع استمرارية الدعم.

ودعا إلى توسيع قاعدة الاقتصاد الرسمي ودمج العمالة غير المنتظمة ضمن منظومة الحماية، لخلق مجتمع أكثر عدلًا واستقرارًا. 

 

*رحلة الموت إلى أوروبا: غرق 20 مهاجرًا بينهم مصريون هربًا من القمع والفقر

لم يعد البحر المتوسط مجرّد ممر للهاربين من الفقر واليأس، بل تحوّل إلى مقبرة جماعية لأحلام المصريين الذين دفعتهم سياسات القهر الاقتصادي وانسداد الأفق في عهد عبد الفتاح السيسي إلى ركوب قوارب الموت.

آخر فصول هذه المأساة تجسّد في حادث غرق مأساوي جديد قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث أعلنت منصة “هاتف الإنذار”، الجمعة، أن نحو عشرين مهاجراً لقوا حتفهم بعد غرق قارب يقل 35 شخصاً في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لجزيرة مالطا.

المنصة أوضحت أنها أبلغت السلطات المالطية بوجود القارب في حالة استغاثة منذ مساء الخميس، لكن “لم تكن هناك أي استجابة من السلطات، وغرق القارب، ونخشى وفاة العشرين شخصاً، بعد أن تُركوا عمداً ليموتوا”.

ورغم أن جنسيات الضحايا لم تتضح بعد، تشير شهادات أولية إلى أن من بينهم مهاجرين مصريين كانوا قد انطلقوا من سواحل ليبيا، في رحلة يائسة نحو أوروبا.

صمت رسمي وتواطؤ غير معلن

كالعادة، لم تصدر السلطات المصرية أي بيان رسمي حول الحادث، في استمرار لنهج التجاهل الذي تتبعه القاهرة إزاء مأساة المهاجرين.

ويرى مراقبون أن هذا الصمت يعكس فشلاً بنيوياً في معالجة جذور الأزمة، فبدلاً من خلق فرص عمل حقيقية أو تحسين ظروف المعيشة في القرى المهمشة، تكتفي الحكومة بإطلاق مبادرات شكلية وشعارات مثل “حياة كريمة” التي لم تغيّر واقع البطالة ولا الفقر.

ويؤكد خبراء الهجرة أن مصر، رغم توقيعها اتفاقيات تعاون مع الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة غير النظامية، تغض الطرف عن الأسباب الحقيقية التي تدفع آلاف الشباب إلى المخاطرة بحياتهم في البحر، وهي غياب العدالة الاقتصادية، وتدهور التعليم، وغياب الحريات، وانسداد الأفق السياسي.

خمس حوادث دامية سبقت الحادثة

لم يكن حادث لامبيدوزا الأخير سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المآسي التي حصدت أرواح مئات المصريين منذ تولي السيسي السلطة عام 2014.

وفيما يلي أبرز خمس كوارث مشابهة:

1 – كارثة رشيد – سبتمبر 2016:

غرق مركب للهجرة غير الشرعية قبالة سواحل مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، أسفر عن وفاة أكثر من 200 شخص معظمهم من المصريين، في واحدة من أبشع المآسي التي عرفها البحر المتوسط.

2 – غرق مركب الإسكندرية – نوفمبر 2019: 

غرق قارب يقل عشرات الشبان المصريين أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا من الساحل الشمالي، بعد انطلاقهم من قرية برج مغيزل بكفر الشيخ، وسط تجاهل رسمي تام

3 – حادث سواحل ليبيا – يونيو 2022:

انتشال جثث نحو 30 شاباً مصرياً بعد غرق مركب كان يقل أكثر من 60 مهاجراً متجهين إلى إيطاليا، بينهم أطفال وقُصَّر، ومعظمهم من محافظات المنيا والفيوم وسوهاج.

4 – مأساة طبرق – سبتمبر 2023:

فقدان عشرات المصريين إثر غرق قارب للهجرة قبالة مدينة طبرق الليبية، كان يقل أكثر من مئة شخص، في حين تم إنقاذ 14 فقط.

5 – كارثة بنغازي – فبراير 2024:

وفاة ما لا يقل عن 15 مصرياً بعد غرق قارب خشبي انطلق من سواحل بنغازي في طريقه إلى إيطاليا، في ظل تزايد محاولات الهجرة من ليبيا بعد انهيار فرص العمل داخل مصر.

الهجرة كصورة للفشل الوطني

تتكرر هذه الحوادث بوتيرة مفزعة، لكن السلطة المصرية تتعامل معها ببرود لافت، وكأن الضحايا ليسوا من أبنائها.

ويرى محللون أن استمرار مأساة الهجرة غير الشرعية يعكس فشل النظام في بناء اقتصاد منتج، وفقدان الثقة في المستقبل داخل البلاد، حتى أصبح البحر خياراً أفضل من البقاء تحت حكمٍ يغلق الأبواب أمام الكرامة والعدالة. 

في الوقت الذي تفاخر فيه الحكومة بإنجازات “وهمية”، يختار آلاف الشباب المصريين الهرب نحو المجهول، في مشهد يلخص عشر سنوات من الإفقار والقمع والتهميش، حيث لم يعد الموت غرقاً أكثر قسوة من الموت البطيء داخل الوطن.

 

حل القضية الفلسطينية “مفتاح” مشروع ممر العبور بين الهند وأوروبا ونظام السيسي في ورطة بعد تنازله للصهاينة عن غاز المتوسط.. السبت 18 أكتوبر 2025م.. عضوية مصر بمجلس حقوق الإنسان الأممي بين النفاق الدولي وغضب المنظمات الحقوقية

حل القضية الفلسطينية “مفتاح” مشروع ممر العبور بين الهند وأوروبا ونظام السيسي في ورطة بعد تنازله للصهاينة عن غاز المتوسط.. السبت 18 أكتوبر 2025م.. عضوية مصر بمجلس حقوق الإنسان الأممي بين النفاق الدولي وغضب المنظمات الحقوقية

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*تأجيل محاكمات في قضايا أمن دولة وسط انتقادات لتدوير المتهمين

شهد مركز الإصلاح والتأهيل ببدر، يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، انعقاد جلستين قضائيتين أمام الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، للنظر في قضيتين من قضايا أمن الدولة العليا، وسط جدل واسع بشأن استمرار العمل بما يُعرف بـ”تدوير المتهمين” وتجاوز فترات الحبس الاحتياطي المنصوص عليها قانونًا.

في الجلسة الأولى، قررت المحكمة تأجيل نظر القضية رقم 1935 حصر أمن دولة عليا لسنة 2021، إلى جلسة 27 ديسمبر 2025، للاطلاع واستكمال المرافعات. وتعود القضية إلى نحو أربعة أعوام، حيث تم فتحها بناءً على محضر تحريات أعدّه ضابط بجهاز الأمن الوطني، من دون أن تتضمن وقائع محددة أو أحداثًا ملموسة.

ووفقًا لمصادر حقوقية تابعت سير الجلسة، فقد أُحيلت القضية إلى المحاكمة بتاريخ 22 أكتوبر 2024، أي بعد سنوات من احتجاز المتهمين على ذمة التحقيقات دون صدور حكم قضائي نهائي. وتضم القضية عددًا من أبناء شمال سيناء، الذين وُجهت إليهم اتهامات تتعلق بالانضمام إلى جماعة إرهابية، على الرغم من أن بعضهم تجاوز الحد الأقصى لفترة الحبس الاحتياطي التي حددها القانون بعامين كحد أقصى.

وأكدت منظمات حقوقية أن استمرار تجديد حبس المتهمين في مثل هذه القضايا “من دون وقائع مادية أو أدلة واضحة” يمثل انتهاكًا صارخًا لمبدأ المحاكمة العادلة، مشيرة إلى أن كثيرًا من هذه القضايا “تُبنى على تحريات أمنية فقط، دون وجود دلائل مادية أو شهود إثبات”.

وفي الجلسة الثانية، بدأت محكمة جنايات القاهرة أولى جلسات محاكمة المتهمين في القضية رقم 750 حصر أمن دولة عليا لسنة 2019، والتي تعود وقائعها إلى نحو ست سنوات مضت. وقررت المحكمة تأجيلها إلى جلسة 13 يناير 2026 للاطلاع واستكمال الاطراف تقديم المستندات اللازمة.

ووفقًا لمتابعين، فإن القضية 750 تضم أيضًا عددًا من أبناء وبنات سيناء، وتستند هي الأخرى إلى محضر تحريات من إعداد أحد ضباط الأمن الوطني، دون وجود أحداث أو وقائع محددة، حيث وجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين تهمًا تتعلق بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها.

المثير للجدل في هذه القضية، كما يؤكد حقوقيون، أن عدداً من المتهمين تم تدويرهم من قضايا أخرى، أي أنهم كانوا محبوسين احتياطًا بالفعل على ذمة قضايا مختلفة وقت إعداد محضر التحريات الجديد، وهو ما يثير تساؤلات حول مشروعية الإجراءات المتبعة ومدى التزامها بالقانون.

ويرى مراقبون أن هذه القضايا تُسلط الضوء على أزمة العدالة الجنائية لا سيما في القضايا ذات الطابع السياسي أو الأمني، حيث يتم حبس المتهمين لفترات طويلة دون محاكمة فعلية، أو يُعاد إدراجهم في قضايا جديدة بعد انتهاء مدة حبسهم في قضايا سابقة.

من جانبها، تكرر منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية دعوتها إلى مراجعة شاملة لملف المحبوسين احتياطيًا، وإلى تطبيق نصوص الدستور والقانون التي تضمن حق كل متهم في محاكمة عادلة خلال فترة زمنية معقولة، مع احترام مبادئ العدالة والإجراءات القانونية الواجبة.

ويأتي انعقاد الجلستين الأخيرتين ليؤكد استمرار النمط المتكرر في قضايا أمن الدولة، حيث تعتمد الاتهامات في الغالب على تحريات أمنية غير مدعومة بأدلة مادية، في ظل غياب الشفافية حول مجريات التحقيقات، ما يجعل مئات المتهمين وأسرهم يعيشون حالة من الترقب والقلق المستمر بين أمل الإفراج وخشية التدوير من جديد.

 

* كيف قتل نظام السيسي المعتقل صالح عايد ببطء داخل سجن المنيا؟

في فصل جديد من فصول القتل البطيء الممنهج داخل سجون نظام عبد الفتاح السيسي، لفظ المعتقل السياسي صالح عايد ربيع، البالغ من العمر 40 عامًا، أنفاسه الأخيرة داخل سجن المنيا العمومي.
لم تكن وفاته طبيعية، بل كانت تتويجًا مأساويًا لثمانية أشهر من الصراع المرير مع مرض السرطان، وثمرة لإهمال طبي متعمد وإصرار من قبل إدارة السجن على حرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية: الحق في العلاج.

قصة صالح عايد ليست مجرد حالة فردية، بل هي نموذج صارخ لسياسة “التصفية غير المباشرة” التي ينتهجها النظام ضد معارضيه خلف القضبان. 

صراع مع المرض وتجاهل متعمد
بدأت رحلة معاناة صالح عايد، المعتقل منذ أغسطس 2013، قبل قرابة عام من وفاته بظهور ورم في رقبته. تجاهلت إدارة السجن حالته تمامًا، واكتفت بتقديم المسكنات كحل لكل آلامه.
ومع مرور الوقت، وكما كان متوقعًا في غياب أي تدخل طبي حقيقي، بدأ الورم السرطاني بالانتشار في أنحاء جسده، لتتدهور حالته بشكل دراماتيكي.

وفقًا لاستغاثات أسرته والتقارير الحقوقية، عانى صالح في أيامه الأخيرة من أعراض خطيرة شملت انخفاضًا حادًا في ضغط الدم وارتفاعًا مستمرًا في درجة الحرارة، وهي مؤشرات كانت تستدعي نقله الفوري إلى مستشفى متخصص.
لكن كل محاولات الأسرة وطلباتها الرسمية المتكررة لنقله إلى مستشفى أورام أو حتى مستشفى حكومي، قوبلت بالرفض التام واللامبالاة من قبل إدارة السجن. لقد كان القرار واضحًا: ترك صالح عايد ليموت ببطء داخل زنزانته. 

إدانة حقوقية ومسؤولية كاملة
حمّلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، التي وثقت الحالة منذ بدايتها، المسؤولية الكاملة عن وفاة صالح عايد لكل من مصلحة السجون، وإدارة سجن ليمان المنيا، والنائب العام.

وأكدت الشبكة أن ما حدث هو “نموذج صارخ” لتدهور الرعاية الصحية في السجون، وهو ما يعرض حياة آلاف المعتقلين للخطر، في انتهاك واضح وصريح للدستور المصري والمواثيق الدولية، وعلى رأسها “قواعد نيلسون مانديلا” التي تكفل للسجين الحق في الحصول على رعاية صحية تماثل تلك المتاحة خارج السجون.

إن وفاة صالح عايد لم تكن نتيجة مرض عضال فقط، بل كانت جريمة مكتملة الأركان بطلها الإهمال المتعمد الذي وصفته أسرته بأنه يهدف إلى “تصفية المعتقلين سياسيًا بطريقة غير مباشرة”. 

إهانة حتى بعد الموت
لم تتوقف وحشية النظام عند ترك صالح يواجه الموت وحيدًا دون علاج، بل امتدت إلى ما بعد وفاته. فقد احتجزت السلطات جثمانه لمدة يومين قبل أن تسلمه لأسرته. وفي إمعان في إذلال الأسرة ومحو أي أثر عام للضحية، أُجبرت العائلة على دفنه فجرًا، في حراسة أمنية، ودون السماح بإقامة صلاة الجنازة عليه.

إن قصة وفاة صالح عايد هي شهادة دامغة على أن السجون في عهد السيسي لم تعد أماكن للاحتجاز، بل تحولت إلى مقابر بطيئة، يُستخدم فيها الإهمال الطبي كسلاح لقتل المعارضين بصمت، بعيدًا عن أعين الكاميرات وضجيج المحاكمات.

 

*معتقلو “الوادي الجديد” يواصلون إضرابهم عن الطعام للأسبوع الثاني رفضًا للتغريب

القسري

يواصل عشرات المعتقلين  داخل ما يُعرف بـ”سجن الموت” في محافظة الوادي الجديد إضرابهم المفتوح عن الطعام للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجًا على ما وصفوه بعمليات النقل القسري والتنكيل الممنهج بحقهم بعد ترحيلهم من سجن المنيا في الرابع من أكتوبر الجاري.
الإضراب، الذي دخل مرحلة متقدمة وسط ظروف احتجاز قاسية، يعكس حالة من الاحتقان الإنساني داخل السجن الواقع في عمق الصحراء الغربية، والذي اكتسب سمعته القاتمة بسبب قسوته وبُعده الجغرافي عن المدن، ما جعله رمزًا لمعاناة المعتقلين وأسرهم على حد سواء. 

مطالب إنسانية لا سياسية
المعتقلون المضربون أكدوا في رسائل نقلتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن تحركهم ليس سياسيًا، بل إنساني بحت. فهم يطالبون فقط بتطبيق ما تنص عليه اللائحة الداخلية للسجون من تسكين النزلاء في أماكن قريبة من محل إقامتهم، رحمةً بعائلاتهم التي تتحمل أعباء مادية وجسدية هائلة في سبيل زيارة ذويهم.

وتشير الشهادات إلى أن العديد من الأسر تضطر إلى قطع أكثر من 1500 كيلومتر ذهابًا وإيابًا لزيارة أحبّتها في الوادي الجديد، وسط أوضاع اقتصادية صعبة وارتفاع كبير في أسعار الوقود وتكاليف النقل. كثير من العائلات، وفق الشبكة، باتت عاجزة عن تحمل هذه المشقة المتكررة، مما يعني عمليًا حرمانها من حق التواصل الأسري والزيارة. 

رحلات محفوفة بالمخاطر
لا تتوقف معاناة الأسر عند البعد الجغرافي والتكاليف الباهظة، بل تمتد إلى خطورة الطرق المؤدية إلى الوادي الجديد، حيث سجلت تقارير حقوقية وقوع حوادث مأساوية راح ضحيتها عدد من الأهالي أثناء رحلات الزيارة.
ويُذكر أن من أبرز تلك الحوادث وفاة مدير أمن الوادي الجديد قبل أشهر قليلة على الطريق ذاته، ما يسلط الضوء على واقع مرير يشمل الجميع دون استثناء. 

قوانين غائبة وعدالة منقوصة
ورغم عدم وجود نص قانوني يُلزم مصلحة السجون بتسكين النزلاء بالقرب من أماكن إقامتهم، فإن الأعراف الإدارية والإنسانية داخل المنظومة العقابية تفرض مراعاة هذا البُعد الإنساني. غير أن الواقع يكشف عن ممارسة مغايرة، إذ يتحول السجن إلى عقوبة مزدوجة تطال المعتقل وأسرته في آن واحد.

فالحرمان من الزيارات المنتظمة، وفق الحقوقيين، يشكّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ولحق السجين في التواصل الأسري، وهو ما يتعارض مع المعايير الدولية ومع روح القانون المصري نفسه. 

تضامن حقوقي ودعوات للاستجابة
من جانبها، أعربت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن تضامنها الكامل مع المعتقلين المضربين، معتبرة أن مطالبهم المشروعة تستحق استجابة فورية من وزارة الداخلية ومصلحة السجون.
وأكدت الشبكة في بيانها أن استمرار تجاهل هذه الأزمة الإنسانية يفاقم من حالة الاحتقان داخل السجون، ويزيد من معاناة مئات الأسر التي تدفع ثمن البُعد والإهمال.

وطالبت الشبكة السلطات المصرية بـاحترام مبادئ العدالة الإنسانية، ونقل المعتقلين إلى سجون أقرب إلى أماكن إقامتهم، حفاظًا على النسيج الأسري ومنعًا لتفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية التي تخلفها هذه الإجراءات. 

“سجن الموت”.. اسم يعكس الواقع
يطلق الحقوقيون والمعتقلون السابقون على سجن الوادي الجديد اسم “سجن الموت”، في إشارة إلى الظروف القاسية داخله من حيث درجات الحرارة المرتفعة، والعزلة التامة، وصعوبة التواصل مع العالم الخارجي.

وتشير تقارير متطابقة إلى أن إدارة السجن تتبع سياسات صارمة في التعامل مع النزلاء، تتراوح بين الحرمان من التريض ومنع الزيارات والرقابة المشددة على الرسائل، ما يجعل الحياة داخله أقرب إلى العزلة القسرية التي تمتد لأشهر وربما لسنوات.

*عضوية مصر بمجلس حقوق الإنسان الأممي بين النفاق الدولي وغضب المنظمات الحقوقية

أثار فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للفترة من 2026 إلى 2028، جدلًا واسعًا وانتقادات حادة من منظمات حقوقية دولية، اعتبرت أن هذا الفوز يعكس خللًا في آلية اختيار الدول الأعضاء، ويقوّض مصداقية المجلس الأممي المعني بحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ففي الانتخابات التي أجرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أول أمس، حصلت مصر على 173 صوتًا من أصل نحو 190 دولة، لتفوز بعضوية المجلس الذي يضم 47 مقعدًا مقسّمة بحسب المناطق الجغرافية، في عملية وُصفت بأنها “غير تنافسية”، حيث لم تواجه مصر أي منافس إفريقي مباشر ضمن المقاعد المخصصة للقارة.

وشملت قائمة الدول المنتخبة، إلى جانب مصر، كلًا من أنغولا وموريشيوس وجنوب إفريقيا عن إفريقيا، والعراق وباكستان والهند وفيتنام عن آسيا والمحيط الهادئ، وسلوفينيا وإستونيا عن شرق أوروبا، وإيطاليا وبريطانيا عن أوروبا الغربية، وتشيلي والإكوادور عن أمريكا اللاتينية.

ويُعدّ مجلس حقوق الإنسان الهيئة الأممية الرئيسية المسؤولة عن مراقبة وتعزيز حقوق الإنسان حول العالم، ومقرّه في جنيف، وتُجدد عضوية ثلث أعضائه سنويًا، بحيث تمتد ولاية كل دولة لثلاث سنوات. 

انتقادات دولية وتشكيك في نزاهة الاختيار
أعربت عدة منظمات دولية عن استيائها من نتائج التصويت، معتبرة أن انضمام دول تُتهم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل مصر وفيتنام، يشوّه سمعة المجلس ويقوض فاعليته.

وقالت مادلين سينكلير، مديرة الخدمة الدولية لمكتب حقوق الإنسان في نيويورك، إن “الانتخابات التي لا تقوم على المنافسة تقوّض سمعة المجلس وتسمح لبلدان أقل من مناسبة بالوصول إليه وتعطيل مبادرات حقوق الإنسان”.

أما لوي شاربونو، مدير قسم الأمم المتحدة في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فصرّح قبل التصويت بأن “هذا النمط من الانتخابات غير التنافسية يمنح حكومات تنتهك حقوق الإنسان – مثل مصر – غطاء شرعيًا لممارساتها، ويحول المجلس إلى ما يشبه المهزلة السياسية”. 

موقف حقوقي: “فوز بلا قيمة حقيقية”
وفي الداخل، علّق حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، على فوز بلاده قائلًا إن حصول مصر على 173 صوتًا جاء نتيجة اتفاقات شكلية داخل القمم الإفريقية، حيث يتم توزيع الترشيحات بالتوافق أكثر من التنافس.

وأوضح بهجت أن هذا الفوز لا يعني بالضرورة التزامًا بتحسين سجل حقوق الإنسان، بل يمنح القاهرة فرصة لإثبات جديتها في معالجة “الأزمة الحقوقية المستمرة منذ سنوات”.

وأضاف أن المشاركة في المجلس يجب أن تكون فرصة لتبني إصلاحات ملموسة في مجالات حرية التعبير، واستقلال القضاء، وأوضاع السجون، بدلًا من الاكتفاء بتقديم مشروعات قرارات لا تعكس الواقع المحلي.

*معارض الآثار الخارجية “بوابة فساد وسرقة ونهب” فى زمن عصابة العسكر

نهب وسرقة الآثار فى زمن عصابة العسكر يأخذ شكلا قانونيا وترويجيا يتمثل فى المعارض الخارجية التى تشارك فيها دولة العسكر ليس من أجل الحصول على مكاسب أو عوائد لخزانة الدولة أو للترويج السياحي وانما لتهريب بعض القطع وبيعها تحت ستار حدوث حريق أو زلزال أو تدمير القطع أثناء نقلها أو غير ذلك .

لذلك يطالب خبراء الآثار حكومة الانقلاب بعدم المشاركة فى المعارض الخارجية حتى لا نفقد مزيدا من القطع الأثرية التى لا تقدر بثمن  .

وقال الخبراء : إذا كانت بعض القطع الأثرية تتعرض للسطو والسرقة والاختفاء والتلف داخل حدود الوطن، فكيف نضمن تأمينها وحمايتها من التلاعب والتدمير والتشويه خارج حدود مصر؟ 

وحذروا من أن هذه المعارض تعد منفذاً للتلاعب والفساد وتبديدا وتشويها للآثار والتراث المصري، مؤكدين أنها تحولت إلى “بوابة فساد” تستغلها بعض الشركات الخاصة للاحتيال والتلاعب بالكنوز المصرية .

يُشار إلى أن هذا الفساد ليس وليد اللحظة بل كانت له جذور قديمة، برزت خلال حملات أطلقها نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، كان أبرزها حملة “كنوزنا متطلعش بره” للمطالبة بإلغاء تلك المعارض التي تعرض آثار مصر لأخطار لا حصر لها. 

تبديد وسرقة وتشويه

من جانبه اعتبر الدكتور محمد الكحلاوي رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب ، أن خروج الآثار من مصر لعرضها في متاحف ومعارض العالم بالخارج كارثة بكل المقاييس، مؤكدا أن الآثار تصبح عرضة للتبديد والسرقة والتشويه، مثلما حدث في واقعة تدمير قطع أثرية في زلزال اليابان من قبل وعدم حصول مصر على تعويضات عن كنوزها المدمرة آنذاك . 

وقال الكحلاوي فى تصريحات صحفية انه عارض فكرة إقامة تلك المعارض الأثرية بالخارج لأعوام طويلة، ولجأ إلى ساحات المحاكم لرفع دعوى قضائية في عهد وزير ثقافة الملخوع فاروق حسني، للمطالبة بعدم نقل الآثار المصرية إلى الخارج منعاً للتلاعب بها وخشية على التراث المصري الذي لا يقدر بأي ثمن، متسائلاً هل أموال الدنيا تكفي تعويض كنوز فريدة ونادرة تكون عرضة للأخطار والتلف بالخارج؟ ولماذا تصر حكومة الانقلاب على تبديد التراث المصري الذي يعد حقاً لأبناء الشعب، فى حين أن الواجب عليها الاحتفاظ به في بيئته الأصلية؟. 

وحمل الكحلاوي، حكومة الانقلاب المسئولية عن ذلك، مشيراً إلى أنها أصبحت تتنازل عن القيم والكنوز الأثرية والتراثية، مثلما فعلت بالسماح بإزالة بعض المقابر التراثية من أجل إنشاء وتوسيع الطرق .

وأضاف قائلاً : أتمنى أن تعف حكومة الانقلاب نفسها عن جمع المال على حساب التراث المصري، لأن قيمة التراث المصري داخل الدولة المصرية لا خارجها، متسائلا ما الضمانات لخروج القطع الأثرية الأصلية وعودتها بهيئتها نفسها مرة أخرى دون التلاعب بها لا سيما في ظل التطور التكنولوجي الهائل وتطور أساليب وألاعيب المزورين؟ وهل لو طلبت دولة العسكر استعارة القطع المصرية الأصلية التي تزين متاحف العالم لمدة ثلاثة أشهر، مثل حجر رشيد والكاتب المصري وعصا نفرتيتي لعرضها أثناء افتتاح المتحف المصري الكبير هل سيجري الموافقة؟ .

وأوضح أنه اذا كانت بعض القطع الأثرية تتعرض للسطو والسرقة والاختفاء والتلف داخل حدود الوطن، فكيف نضمن تأمينها وحمايتها من التلاعب والتدمير والتشويه خارج حدود الوطن؟  

شبهات فساد

وقالت عالمة المصريات وأستاذ الآثار والتراث الحضاري الدكتورة مونيكا حنا : المعارض الخارجية رغم أنها تشكل مصدر دخل للعملة الصعبة، فإنها أصبحت أيضاً تمثل عنصر خطورة على المقتنيات الأثرية، منوهة إلى أن هناك معارض لا تحقق دولة العسكر أي استفادة منها مثلما حدث في معرض الصين الأخير الذي استضاف مقتنيات أثرية لإبراز الحضارة المصرية القديمة .

وأكدت مونيكا حنا فى تصريحات صحفية أن أغلب الأموال العائدة من هذا المعرض دخلت في جيب الشركة المنظمة للحدث وقليل منها إلى خزانة دولة العسكر، مشيرة إلى شبهات فساد تشوب تلك المعارض، إذ يلجأ البعض لعمل شركات من الباطن ويقومون بالتأثير في صناع القرار في الجهات المعنية بالقطاع الأثري لإخراج قطع أثرية للخارج وفي النهاية لا تستفيد دولة العسكر من ورائها أي شيء .

وطالبت بضرورة إيقاف هذه المعارض لحين ضبطها وفتح تحقيق في ملفات فساد المعارض منذ عام 2002. 

أماكن خطرة

وطالب المؤرخ والمحاضر الدولي في علم المصريات بسام الشماع، بمنع المعارض الخارجية مرجعاً ذلك إلى أننا نعيش في عالم غير آمن ومتاحف العالم أصبحت “أماكن خطرة”، ومهددة إما بالحرائق أو سقوط طائرات أو السرقة أو التشويه أو حدوث اضطرابات سياسية. 

وأرجع الشماع فى تصريحات صحفية مطالبته هذه إلى حدوث عمليات سطو وحرق للآثار فى أكثر من مكان من ذلك حرق وتدمير 20 مليون قطعة أثرية في متحف ريودي جانيرو أكبر متاحف أمريكا اللاتينية وليس البرازيل فحسب، وكان يحوي قطعاً أثرية من الفنون والرسومات والنيازك والأحفورات والديناصورات، ومن بينها 700 قطعة مصرية تضم ممياوات دُمرت وحُرقت، ولم تعوض البرازيل مصر عن تلك المقتنيات، وأيضاً حينما حدث زلزال في كاليفورنيا تزامناً مع الترويج لقطع أثرية مصرية، وكذلك حينما أعلن مدير المتحف البريطاني العام الماضي في استقالته المسببة أن السبب يرجع إلى سرقة 2000 قطعة أثرية من المتحف جرى بيعها على “الإي باي”، إضافة إلى أنه قبل خمسة أعوام، شهد موقع جزيرة المتاحف الشهير في برلين هجوماً وصف بأنه “الأكبر من نوعه في تاريخ ألمانيا”، إذ جرى رش قطع أثرية وفنية تضمها المتاحف الخمسة التي تعدها “يونيسكو” أحد مراكز التراث العالمي، بسائل يشبه الزيت ترك عليها علامات مرئية. 

*حل القضية الفلسطينية “مفتاح” مشروع ممر العبور بين الهند وأوروبا

أكدت مصر انفتاحها على أن تكون جزءا من الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، لكنها أكدت في ذات الوقت أهمية حل القضية الفلسطينية لتحقيق تقدم في هذا المشروع.

ومشروع النقل هذا تدعمه الولايات المتحدة لربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط من خلال طرق بحرية وسكك حديدية، وأعلن على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين في سبتمبر 2023، وكان يُنظر إليه على أنه بديل أمريكي لمبادرة الصين “الحزام والطريق“.

وخلال زيارته للهند، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الجمعة للصحفيين، إن حل القضية الفلسطينية أمر أساسي لتحقيق تقدم في مشروع الممر الاقتصادي، مؤكدا أنه يجب الوضع في الاعتبار أن التواصل مهم للغاية في إطار التسوية النهائية للقضية الفلسطينية.

وأوضح أنه ناقش مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا خلال محادثاته مع نظيره الهندي، مؤكدا أن مصر منفتحة على أن تكون جزءا من المشروع.

وأضاف: “الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا هو مشروع مهم ولكن علينا أن نفهم ما حدث خلال العامين الماضيين.. (أن نفهم من ذلك) أن أي تصعيد سيؤدي إلى إعاقة التعاون والتواصل“.

وأشار إلى تكبد مصر خسائر تزيد على 9 مليارات دولار منذ أن بدأت جماعة الحوثي المسلحة في اليمن هجماتها على السفن في البحر الأحمر، والتي تقول إنها نفذتها تضامنا مع الفلسطينيين.

وتابع: “ندفع ثمنا باهظا. كنا نستقبل يوميا ما لا يقل عن 75 سفينة تعبر قناة السويس في كلا الاتجاهين. أما الآن، فلا يتجاوز عدد السفن 25 سفينة، بل 50 سفينة كحد أقصى، ما يعني انخفاضا بنسبة 60% على الأقل“.

ووصل عبد العاطي إلى الهند يوم الخميس في زيارة تستغرق يومين لإجراء محادثات ثنائية، التقى خلالها أيضا مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وبمسؤولين تنفيذيين من شركات هندية في إطار سعي مصر لجذب المزيد من الاستثمارات الهندية.

وقال عبد العاطي: “لدينا منطقة صناعية للصين في هذه المنطقة، ولروسيا أيضا. ونحن نشجع على أن تكون هناك منطقة صناعية هندية بامتداد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس“.

ومن شأن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا أن يمتد من الهند عبر بحر العرب إلى الإمارات، مرورا بالسعودية، قبل أن يصل إلى أوروبا عبر الأردن وإسرائيل، ووقعت الهند والإمارات اتفاقية إطارية للمشروع العام الماضي.

*بدلا من محاسبة إثيوبيا وزير ري السيسي يحمل الفلاحين مسئولية غرق منازلهم

أشعلت تصريحات الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، حول أسباب غرق منازل الفلاحين في عدد من المحافظات، موجة من الغضب الشعبي والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ألقى الوزير باللوم على الأهالي، مؤكدًا أن المياه “لم تذهب إلى بيوت الناس، بل الناس هم من بنوا بيوتهم داخل نهر النيل”.
تصريحات الوزير جاءت بالتزامن مع استمرار معاناة مئات الأسر الريفية التي فقدت منازلها ومحاصيلها، في وقت يرى فيه مراقبون أن الحكومة تسعى لتحويل الأزمة إلى قضية “تعديات”، بينما تتجاهل مسؤوليتها عن القرارات الفنية والإدارية التي فاقمت الوضع. 

الوزير: تعديات المواطنين وراء ارتفاع المناسيب وغرق بعض القرى
قال الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن مصر تواصل العمل على تعزيز قدرة منظومتها المائية في مواجهة أي صدمات محتملة، سواء بسبب الإجراءات الأحادية في إدارة سد النهضة أو نتيجة التغيرات المناخية.
وأوضح أن أعمال تطوير مفيض توشكى تهدف إلى رفع قدرته التصريفية، بما يمنح المنظومة المائية مرونة أكبر في التعامل مع كميات المياه الزائدة وقت الحاجة.
وأكد سويلم أن الدولة تنفذ خطة شاملة لإزالة التعديات على مجرى نهر النيل، بعد أن تبين أن بعض المواطنين أقاموا منازلهم داخل مجرى النهر نفسه، ما يؤثر على حركة المياه ووصولها إلى ملايين المواطنين.

وقال الوزير نصًا:«المياه لم تذهب إلى بيوت الناس، بل الناس هم من بنوا بيوتهم داخل نهر النيل»، مشددًا على أن نهر النيل هو «قدس الأقداس»، ولا يجوز بأي حال من الأحوال الردم أو البناء داخل مجراه.
وأشار سويلم إلى أن عدد المتعدين على النهر يتراوح بين 300 إلى 400 شخص فقط، لكن أفعالهم تؤثر على ما يقرب من 50 مليون مواطن في الدلتا، مضيفًا: «ليس معقولاً أن يتضرر 40 أو 50 مليون إنسان بسبب من يخالف القانون ويردم داخل النيل». 

الفلاحون يردون: بيوتنا مقننة والدولة تتقاضى الإيجار
ردود الأفعال على تصريحات الوزير جاءت غاضبة من الأهالي والخبراء، الذين أكدوا أن معظم المنازل الواقعة في مناطق طرح النهر مقنّنة قانونيًا، ويدفع أصحابها إيجارات سنوية للدولة منذ عقود.
ويؤكد الأهالي أن الدولة كانت على علم تام بتلك المناطق، بل شجّعت في فترات سابقة على استصلاحها واستغلالها زراعيًا، ثم عادت اليوم لتتهم سكانها بالتعدي.

يقول أحد المتضررين من قرية العوامية بأسيوط في حديثه لأحد المواقع : “إحنا بندفع إيجار سنوي لوزارة الري، ومعانا إيصالات رسمية. الحكومة كانت بتقبض الإيجار وبتسكت، ولما المية غرقت بيوتنا، بيقولوا إحنا السبب؟”.
كما أشار عدد من المزارعين إلى أن إغلاق مفيض توشكى في فترات معينة تم بقرار حكومي دون دراسة كافية لتأثيراته على توازن تصريف المياه، وهو ما تسبب في ارتفاع المناسيب بمناطق متعددة. ويعتبرون أن تحميل الفلاحين المسؤولية هو محاولة للتغطية على خلل إداري وفني في إدارة المنظومة المائية. 

خبراء: أزمة الإدارة لا التعديات
يرى خبراء الري والزراعة أن جوهر الأزمة لا يكمن في وجود بيوت أو أراضٍ على حواف النيل، بل في غياب الإدارة الرشيدة للمياه، وسوء التنسيق بين أجهزة الدولة في تشغيل المفيضات وشبكات التصريف.
ويقول أحد أساتذة هندسة الري بجامعة القاهرة إن تصريحات الوزير “تتناسى السبب الحقيقي”، مشيرًا إلى أن تدهور البنية التحتية للترع والمصارف وغياب خطط الصيانة الدورية جعل المنظومة أقل قدرة على استيعاب أي زيادة في مناسيب المياه. 

اتهامات للحكومة بمحاولة السيطرة على أراضي طرح النهر
يذهب بعض المراقبين إلى أن تصعيد خطاب “التعديات” ليس بريئًا، بل يأتي في سياق محاولات حكومية متكررة لإخلاء أراضي طرح النهر وطرحها للمستثمرين ضمن مشروعات عقارية وسياحية ضخمة.
ويؤكدون أن الدولة تسعى منذ سنوات لإعادة ترسيم حرم النهر وتخصيص أجزاء منه لصالح مشروعات استثمارية، ما يجعل تحميل الأهالي المسؤولية تمهيدًا لإزالة مساكنهم دون تعويض كافٍ.
وفي الختام يطالب الفلاحون المتضررون بفتح تحقيق شفاف في أسباب الكارثة، ومراجعة القرارات الحكومية المتعلقة بتشغيل مفيض توشكى، وصرف تعويضات عادلة للأسر التي فقدت منازلها.

*نظام السيسي في ورطة بعد تنازله للصهاينة عن غاز المتوسط

خبراء يرصدون تبعات الخطوة يواجه النظام المصري بقيادة المنفلب السفيه عبد الفتاح السيسي أزمة حقيقية بعد التنازل عن حقوق مصر في حقل غاز البحر المتوسط، الذي يعد أحد أبرز الموارد الطبيعية في المنطقة، لصالح إسرائيل. الخطوة التي أثارت موجة من الاستنكار، تُضاف إلى سلسلة من السياسات التي وصفها العديد من الخبراء والمراقبين بأنها تندرج ضمن “التنازلات المشبوهة” التي يقدمها النظام، بما في ذلك اتفاقيات مع الكيان الصهيوني في مجال الطاقة.

التنازل عن حقوق الغاز في البحر المتوسط يعتبر بمثابة ضربة موجعة للسيادة الاقتصادية لمصر، حيث كان يُفترض أن يكون هذا الحقل من أبرز مصادر الدخل القومي للبلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر.

إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن القاهرة تحت ضغط سياسي واقتصادي قد أجبرت على اتخاذ هذه الخطوة، ما يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار السياسي في مصر.

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد الشامي، أن الاتفاق الأخير مع إسرائيل حول غاز البحر المتوسط يشكل “خيانة للثروات الطبيعية المصرية”.

وأضاف الشامي أن النظام المصري قد ضحى بمصالح الشعب المصري مقابل تحقيق مصالح سياسية قصيرة المدى، لافتًا إلى أن “التعاون مع إسرائيل في هذا السياق يعكس تراجعًا في السيادة المصرية في منطقة البحر المتوسط”.

وفي تصريح آخر، أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور سامي يوسف، أن “التنازل عن الغاز المصري لصالح إسرائيل لا يقتصر فقط على تقديم تنازلات سياسية، بل له تبعات اقتصادية خطيرة على المدى الطويل”.

 وأضاف يوسف أن “مصر كانت قادرة على استغلال هذه الموارد لتعزيز الاقتصاد المحلي ودعم احتياطيها من العملة الصعبة، لكن السياسات الحالية أسهمت في إضعاف القدرة التفاوضية للبلاد”.

هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث كانت الحكومة المصرية قد أعلنت مؤخرًا عن التوجه نحو زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة لتعزيز موقفها الاقتصادي، ولكن يبدو أن هذه السياسات تعكس تضاربًا واضحًا بين الخطاب الرسمي والتطبيق على أرض الواقع.  

في الختام، يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى سيستمر النظام في تقديم التنازلات؟، وهل سيواجه الشعب المصري المزيد من الضغوط نتيجة لهذه السياسات التي تضع مصلحة العدو الصهيوني أولا ؟ .

*وزير النقل ينفي بيع أرض الحديد والصلب للسعودية.. وتصريحاته تثير جدلاً واسعًا: “أتمنى شخصيًا أن تطلبها الرياض”

أثار تصريح الفريق كامل الوزير، وزير النقل والصناعة ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، حول أرض مصنع الحديد والصلب بحلوان، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن قال إنه يتمنى شخصيًا أن تطلب المملكة العربية السعودية الحصول على الأرض لإنشاء مجمع صناعي متكامل، رغم نفيه وجود أي طلب رسمي من الجانب السعودي حتى الآن.

وخلال كلمته على هامش مشاركته في المؤتمر السعودي الدولي الثالث للحديد والصلب، المنعقد في العاصمة الرياض، أوضح الوزير أن ما يُثار بشأن تخصيص أرض الحديد والصلب للسعودية غير صحيح تمامًا، مؤكدًا أن القاهرة والرياض تربطهما شراكة صناعية قوية ومفتوحة على جميع أوجه التعاون المشترك.

وقال الوزير في تصريحاته التلفزيونية: «لم يحدث إطلاقًا أن السعودية طلبت الحصول على أرض الحديد والصلب في حلوان لإقامة مجمع صناعي، لكن أنا شخصيا أتمنى».

وأضاف موضحًا استعداد مصر للتجاوب الفوري مع أي طلب رسمي من الجانب السعودي قائلاً: «مصر مستعدة لدراسة المسألة في نفس اليوم، إذا طلبت السعودية ذلك، والعرض على عبدالفتاح السيسي، في إطار التعاون القائم بين الشقيقتين».

وتابع الوزير بتأكيده على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين بقوله: «الأرض المصرية هي أرض سعودية، والأرض السعودية هي أرض مصرية.. إحنا في الأصل بلد واحدة وقسمها البحر الأحمر».

الجدل الشعبي وردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
ورغم النفي الرسمي، فقد قوبلت تصريحات الوزير بموجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد من المواطنين أن حديثه يعكس ما وصفوه بـ”رغبة المسؤولين في بيع أصول الدولة للأجانب”، خاصة بعد إغلاق مصنع الحديد والصلب التاريخي في حلوان الذي يُعد أحد أبرز رموز الصناعة الوطنية.

فقد كتب عبد العال الحاج مجدي تعليقًا ساخرًا على الخبر قائلًا: «بيع ياعواد»
وقالت وفاء إسماعيل بأسلوب ساخر أيضًا: «بللا نبيع اللى باقى»

أما استبشار البساطي فكتبت موجهة كلامها إلى الوزير: «بيع ياكامل»

وعبّر إبراهيم السيد عن غضبه قائلاً: «أنا مش عارف هي البلد دي مفيهاش شرفاء خايفين على البلد؟ احنا هنفضل كده لغاية ما هيحصل إيه في البلد؟»

كما كتب محمد روبي في تعليق غاضب: «هتقفل قلعة من قلاع الصناعة علشان السعودية؟ اختشي على دمك يا غبي» 

أرض الحديد والصلب.. من رمز الصناعة إلى ساحة جدل سياسي واقتصادي
تُعد أرض مصنع الحديد والصلب بحلوان أحد الرموز التاريخية للصناعة المصرية، إذ أنشئ المصنع في خمسينيات القرن الماضي كأحد مشاريع الدولة الكبرى ضمن خطة التصنيع القومي. وبعد توقفه عن العمل قبل عدة أعوام وبدء إجراءات تصفيته، ظلت مسألة مستقبل الأرض البالغة مساحتها نحو 6 ملايين متر مربع محل نقاش مستمر بين مؤيدين لاستثمارها صناعيًا ومعارضين لبيعها للقطاع الخاص أو لمستثمرين أجانب.

*تجميد أموال 48 رجل أعمال يربك سوق الأسهم المصرية

أعلنت البورصة المصرية، عن تجميد أموال وممتلكات رجل الأعمال محمود لاشين و47 شخصًا آخرين، في خطوة وُصفت بأنها “الأكثر صرامة منذ سنوات”وإجراء أثار حالة من الجدل داخل أوساط المال والاستثمار.

ووفق التعميم الرسمي الصادر عن البورصة برقم (192) لسنة 2025، فإن القرار يشمل “منع التصرف الكامل” في الأموال والحسابات البنكية والأصول المالية والعقارية المملوكة للمشمولين بالقرار، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وأكد التعميم أن التنفيذ سيتم على الفور، وأن جميع شركات السمسرة مُلزمة بوقف أي تعاملات مالية تخص تلك الأسماء حتى إشعار آخر.

وقالت وسائل أعلام محلية أن مصادر بالبورصة أكدت أن الإجراء جاء كجزء من مراجعة شاملة يجريها جهاز الرقابة المالية على تعاملات عدد من المستثمرين خلال الأشهر الماضية، مشيرةً إلى أن المنع لا يعني بالضرورة وجود شبهة جنائية، بل يهدف لضمان الشفافية وحماية أموال المساهمين في ظل تقلبات السوق الأخيرة.

وأضافت المصادر أن محمود لاشين، الذي يعد من أبرز الوجوه النشطة في البورصة المصرية خلال السنوات الأخيرة، يشغل مواقع تنفيذية بعدة شركات مدرجة، وأن تجميد أمواله سيحدث أثرًا واضحًا في حركة بعض الأسهم المرتبطة بتلك الشركات.

وفي تعليق مقتضب، أكدت البورصة المصرية أن القرار يأتي “ضمن الإجراءات الاحترازية المعتادة لحماية السوق ومتابعة سلامة التداولات”، موضحة أن المنع من التصرف مؤقت لحين الانتهاء من التحقيقات والمراجعات القانونية الجارية.

ويُذكر أن محمود لاشين برز خلال الأعوام الماضية كرجل أعمال مؤثر في سوق المال المصري، واستحوذ على حصص في عدد من الشركات الاستثمارية الناشئة، قبل أن يصبح اسمه حاضرًا في أكثر من ملف اقتصادي مثير للجدل.

القرار الأخير، الذي يطال أيضًا رجال أعمال آخرين من قطاعات متنوعة، يعيد إلى الواجهة ملف الرقابة على الأسواق وأسلوب التعامل مع تحركات رؤوس الأموال داخل البورصة المصرية

النظام المصري يتهم أثيوبيا بتصرفات “متهورة وغير مسؤولة” في إدارة سد النهضة ويحمّلها مسئولية فيضانات السودان.. الجمعة 17 أكتوبر 2025م.. موجة غلاء جديدة تدهس المصريين بعد رفع السيسي أسعار الوقود للمرة الـ 12 وسيزيده مجدداً بعد سنة

النظام المصري يتهم أثيوبيا بتصرفات “متهورة وغير مسؤولة” في إدارة سد النهضة ويحمّلها مسئولية فيضانات السودان.. الجمعة 17 أكتوبر 2025م.. موجة غلاء جديدة تدهس المصريين بعد رفع السيسي أسعار الوقود للمرة الـ 12 وسيزيده مجدداً بعد سنة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* قتل تحت التعذيب وتعتيم أمني أسرة “خليل أبو هبة” تطالب بمحاسبة الضابط المجرم قاتل ابنها

توصل ناشطون وأهالي مدينة المحلة الكبرى إلى هوية الضابط المتورط في جريمة قتل المواطن خليل محمد خليل عيد أبو هبة، تاجر السيارات وأب لأربعة أطفال، داخل قسم ثالث المحلة الكبرى.
الضابط هو النقيب أحمد رفعت الصعيدي، معاون مباحث القسم، بمشاركة مساعده إبراهيم صنقر، بحسب شهادات ومصادر محلية.

وقالت أسرة الضحية إن الضابط المذكور أوقف خليل أثناء جلوسه مع أصدقائه على أحد المقاهي، وطلب منه مفاتيح سيارته دون مبرر، وعندما رفض، اقتاده بالقوة إلى القسم. وتشير روايات الأسرة إلى أن الضابط قام بتعذيبه بوحشية باستخدام الضرب والصاعق الكهربائي حتى فارق الحياة.

وأكد ناشطون أن الضابط أحمد رفعت الصعيدي هو نجل عمدة قرية بلقينا بالمحلة الكبرى، وله شقيق طيار يدعى محمد رفعت، وينتمي كلاهما لمنطقة أبو راضي بالمحلة الكبرى – محافظة الغربية.

بلاغ لمن يهمه الأمر

تقدم والد الضحية، المواطن محمد خليل عيد، بشكوى رسمية إلى وزارة الداخلية والنيابة العامة، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل في وفاة نجله داخل قسم ثالث شرطة المحلة الكبرى، بعد تعرضه لما وصفه بـ”تعذيب وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان” على يد أحد الضباط.

وبحسب نص الشكوى، بدأت الواقعة حين كان الشاب يتناول طعامه في أحد المطاعم، قبل أن يتعرض لتعدٍّ لفظي وجسدي من ضابط يُدعى أحمد. ر. ا.، الذي اقتاده إلى القسم دون إذن قانوني، حيث دخل الضحية سليمًا، ثم خرج بعد ساعة جثة هامدة.

وأكدت الأسرة وجود آثار ضرب وصعق كهربائي على جسده، وطالبت بمحاسبة الجاني “أيا كانت رتبته”، معتبرة ما حدث “طعنة في قلب العدالة وإساءة لهيبة الشرطة المصرية“.

تعذيب حتى الموت

تفاعل عدد من النشطاء الحقوقيين مع القضية، مطالبين بالكشف عن تسجيلات كاميرات المراقبة وتشريح الجثة ومحاسبة المتورطين. وحتى الآن، لم تصدر وزارة الداخلية بيانًا رسميًا بشأن الواقعة.

ووفق تقارير حقوقية، وقعت الوفاة بين 8 و10 أكتوبر 2025 داخل حجز قسم ثالث شرطة المحلة الكبرى، بعد أن تم اعتقال خليل دون تهمة واضحة، أثناء محاولة الشرطة الاستيلاء على سيارته، ورفضه تسليم مفاتيحها.

وتشير الروايات إلى أن خليل تعرض لـ”تعذيب وحشي” على يد عناصر من الشرطة، أدى إلى وفاته داخل الحجز. كما تعرضت أسرته للتهديد لعدم الحديث عن تفاصيل الجريمة.

وقال والد الضحية:

جالي تليفون قالولي الحق ابنك… الضباط خدوه وكتفوه وودوه قسم تالت المحلة، ولما رحت لقيت المحامي بيقولي شُفته واقع في الممر، كله جروح وكدمات، قالولي في العناية وهيتحسن، بس قلبي مقاليش كده.”

وأضاف:

ضابط من قسم تاني رقّ لحالي وخلاني أشوفه، لما شُفته صُدمت.. جسمه كله علامات حمراء وكان بالملابس الداخلية بس. استدعاني وكيل النيابة عشان أحرر محضر، لكنهم كانوا بيماطلوا عشان ياخدوا الجثمان من الباب الخلفي ويودوه المشرحة في طنطا من غير ما نعرف.”

واتهم الأب الضابط المعروف بلقب داعش، بممارسة التعذيب الكهربائي لإجبار المحتجزين على الاعتراف.

رواية مؤلمة

كتب حساب DrSayed Gamely على فيسبوك أن خليل كان يتناول طعامه في مطعم “الفخراني” بالمحلة الكبرى، وأوقف سيارته بالقرب من المكان. فجأة حضر الضابط أحمد رفعت الصعيدي وطلب منه مفتاح السيارة دون سبب واضح. وعندما رفض، فتح السيارة بالقوة ولم يجد بداخلها شيئًا، لكنه أصرّ على اقتياده للقسم بالقوة، واستدعى “ونش” لسحب السيارة.

وبحسب الأسرة، تعرض خليل (35 عامًا) داخل القسم لتعذيب مروّع بالصاعق الكهربائي، وهو أسلوب يُعرف عن الضابط المذكور استخدامه، وقد تسبب سابقًا في وفاة ثلاثة أشخاص، وفقًا للرواية.

بعد أقل من ساعة، تم نقله إلى مستشفى المحلة العام (القصر)، وأُبلغت الأسرة بأنه “تعبان”، لكن تبين لاحقًا أنه توفي داخل القسم. وعند وصولهم، مُنعوا من رؤيته، ثم سُلّم إلى ثلاجة الموتى. وبعد إلحاح، تمكن والده من رؤيته ليجد جسده مغطى بالكدمات وآثار الصعق.

يقول شاهد:

قالوا لأبوه إن ابنه تعب واتنقل القصر، لكن الحقيقة إنه مات وهما ودّوه التلاجة علطول. لما شُفناه كان جسمه أزرق ومكهرب، وضربينه في وشه.. العالم الكفرة حسبنا الله ونعم الوكيل.”

آثار التعذيب

شهود العيان أكدوا أن الضابط اقتاد خليل إلى القسم عن طريق “توك توك” دون إذن نيابة أو سند قانوني.
وبعد ساعة واحدة فقط، أُنزل جثة هامدة لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية، ونُقل إلى مستشفى المحلة العام.
آثار التعذيب على الجسد شملت:

  • كدمات وسحجات في الوجه، خاصة جهة العين اليمنى.
  • ضربات في الكتف وأعلى الظهر والرقبة.
  • آثار صاعق كهربائي تحت الذراع الأيمن.
  • جروح غائرة من الكلابشات في المعصمين، خصوصًا اليد اليمنى.

وطالبت الأسرة بـ”العدل ومحاسبة الجاني أيًا كان موقعه أو رتبته”، مؤكدة أن الجريمة تمثل طعنة في العدالة وإهانة لهيبة الشرطة المصرية الشريفة.

لجان أمنية وتعتيم رسمي

نُقل الجثمان لاحقًا إلى الطب الشرعي في طنطا، لكن التقرير لم يصدر حتى الآن وسط مخاوف من التلاعب أو التستر.
وأثناء الدفن، لاحظ الأهالي تأمينًا أمنيًا مشددًا حول القسم تحسبًا لأي احتجاجات، خاصة أن الضحية كان محبوبًا في مدينته.

وفي المقابل، نشرت بعض الحسابات الموالية للسلطة منشورات تحاول تهدئة الرأي العام، منها ما كتبه “خالد فوزي أبو العزم” وآخرون، داعين إلى “الهدوء والحكمة، ومحذرين مما وصفوه بـ”تجار الحروب الذين يستغلون الحوادث لإثارة الفتن“.

وزعمت هذه الحسابات أن “التحقيقات جارية على أعلى مستوى من جهة سيادية، وأن “المخطئ سيُعاقب بأقصى عقوبة”، فيما حاولت تبرير ما حدث بالقول إنالدولة لن تسمح بعودة التجاوزات“.

عودة الأساليب القمعية

الحادثة تأتي ضمن سلسلة متكررة من حالات القتل تحت التعذيب والتصفية الجسدية داخل أقسام الشرطة، خصوصًا في محافظات الصعيد والوجه البحري، ما يثير مخاوف من عودة الأجهزة الأمنية إلى أساليبها القديمة في التعامل مع المواطنين.

هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية ولحرمة المواطن المصري، وتعيد طرح السؤال حول غياب العدالة والمساءلة داخل وزارة الداخلية.

وفي مقطع مصور متداول، قال شقيق الضحية:

قبضوا عليه دون ذنب، واقتادوه للقسم مكتوف الأيدي، واعتدوا عليه حتى مات لأنه رفض يديهم مفتاح عربيته. الضابط اسمه أحمد الصعيدي، وهددوني بالقتل لو اتكلمت.”

العدالة الغائبة

رغم وضوح الأدلة وشهادات الشهود، تبقى الحقيقة محاصرة خلف تعتيم أمني وصمت رسمي، بينما ترفع الأسرة صوتها مطالبة بالقصاص، في بلدٍ بات فيه “المتهم بريئًا نظريًا فقط”، أما على أرض الواقع، فـ”البراءة لا تنتظر إثباتها، لأن الإدانة سابقة ومستمرة“.

* 53 يومًا من الإخفاء القسري للطالب بالثانوية “يوسف إبراهيم” في الشرقية

تعيش أسرة الطالب يوسف إبراهيم السيد عبد السميع، البالغ من العمر 19 عامًا، حالة من القلق والرعب منذ ما يقارب الشهرين، بعد اختفائه قسرًا عقب اعتقاله تعسفيًا على يد قوات الأمن الوطني بمحافظة الشرقية، دون أي سند قانوني أو توجيه تهم رسمية إليه.

الطالب، الذي كان يحلم ببدء عامه الجامعي الأول بعد نجاحه في الثانوية الأزهرية، تحول بين ليلة وضحاها إلى رقم جديد في قائمة ضحايا الإخفاء القسري بمصر، وسط صمت رسمي يفاقم معاناة أسرته التي لا تعرف عنه شيئًا منذ 53 يومًا. 

مداهمة ليلية واقتحام متكرر
وفقًا لما وثقته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وشهادات الجيران وأفراد الأسرة، فقد داهمت قوة من الأمن الوطني مساء الأحد 24 أغسطس الماضي منزل الأسرة الكائن بقرية المساعدة الصغيرة التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية.
القوة – التي لم تُبرز أي إذن قضائي – قامت باعتقال يوسف من داخل منزله، واقتادته إلى جهة غير معلومة، دون الإفصاح عن سبب الاعتقال أو وجهة نقله.

وفي مساء اليوم ذاته، عادت القوة الأمنية نفسها لاقتحام المنزل مرة أخرى، وفتشته بشكل دقيق، بحثًا عن أشياء لم يتم توضيحها، لكنها غادرت دون العثور على أي ممنوعات أو أوراق مثيرة للشبهة.

منذ ذلك اليوم، لم تتلق الأسرة أي اتصال أو إخطار رسمي من أي جهة أمنية أو قضائية يفيد بمكان احتجاز يوسف أو حالته الصحية، رغم البلاغات المتكررة التي تقدمت بها إلى الجهات المعنية، بما في ذلك مكتب النائب العام ووزارة الداخلية.  

صرخات واستغاثة أسرة تبحث عن ابنها
في حديثها للشبكة المصرية، عبّرت أسرة يوسف عن ألمها العميق، قائلة بمرارة: “إحنا بنموت والله، عاوزين نعرف هو فين وليه اعتقلوه؟ إحنا عايشين في رعب.”

وتضيف والدة يوسف، التي لا تفارقها دموعها منذ الحادثة، أن نجلها “شاب خلوق، هادئ الطباع، لا ينتمي لأي تيار سياسي، ولا يشارك في أي نشاط عام”.
وتابعت قائلة: “يوسف كان نفسه يدخل الكلية الحربية، وراح فعلاً يقدم للاختبارات، لكنه انسحب بسبب ظروفه الصحية. حتى موبايل ما عندوش، كان بيتكلم من تليفوني.”

وتقول والدته بحرقة: “ابني ملوش ذنب، كل اللي عايزينه نطمن عليه.. هو لسه طفل، حياته ومستقبله راحوا!”.

الأسرة المكلومة فقدت عائلها منذ سنوات، وكانت ترى في يوسف الأمل الوحيد الذي سيحمل عنها أعباء الحياة، لكن حلمها انهار بعدما تم اعتقاله دون سبب. 

صمت رسمي وتجاهل للبلاغات
ورغم مرور أكثر من 53 يومًا على الواقعة، لم تتلق الأسرة أي رد على البلاغات المقدمة، فيما ترفض الجهات الأمنية الاعتراف بوجود يوسف في أي من مقارها.
محامون تابعون للشبكة المصرية يؤكدون أن ما حدث يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري والقوانين الدولية، لاسيما المواد التي تجرّم الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري.

ويشيرون إلى أن استمرار احتجازه بمعزل عن العالم الخارجي “يُعد جريمة مركّبة، تستوجب فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين فيها”. 

يوسف.. حلم الجامعة الذي تحوّل إلى كابوس
كان يوسف قد أنهى دراسته الثانوية الأزهرية مؤخرًا بتفوق، وكان يستعد لتقديم أوراقه للالتحاق بكليات جامعة الأزهر، إلا أن اعتقاله المفاجئ حطم آمال الأسرة، التي أصبحت لا تفكر سوى في نجاته وعودته سالمًا.

“مستقبله ضاع، وكل يوم بيمر بنحس إننا بنفقده أكتر” – يقول شقيقه الأكبر، مضيفًا: “إحنا مش عايزين غير حقه في الحرية.” 

منظمات حقوقية: أوقفوا الإخفاء القسري
في بيان صدر مؤخرًا، طالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان النائب العام المصري ووزير الداخلية بالتدخل الفوري والعاجل من أجل:

  • الكشف عن مكان احتجاز الطالب يوسف إبراهيم.
  • تمكين أسرته ومحاميه من زيارته.
  • الإفراج الفوري عنه إذا لم تثبت عليه أي تهمة.
  • محاسبة المسؤولين عن واقعة الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري.

وأكدت الشبكة أن مثل هذه الانتهاكات تمثل “خرقًا واضحًا للمادة (54) من الدستور التي تنص على أن الحرية الشخصية حق طبيعي لا يجوز المساس به، ولا يُقبض على أحد أو يُحبس إلا بأمر قضائي مسبب”، إضافة إلى مخالفتها للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر، وفي مقدمتها الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.

*النظام المصري يتهم أثيوبيا بتصرفات “متهورة وغير مسؤولة” في إدارة سد النهضة وتحمّلها فيضانات السودان

اتهم النظام المصري، الجمعة، إثيوبيا بالتصرف بـ”شكل متهور وغير مسؤول” في إدارة سد النهضة، معتبرة أن الخطوات الأحادية التي تقوم بها أديس أبابا تسببت في أضرار جسيمة للسودان وتشكل تهديدًا مباشرًا لأراضي وأرواح المصريين.

بيان رسمي مصري

وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية في بيان رسمي، إن الاتهامات تأتي “في ضوء فيضان نهر النيل والإدارة الأحادية للسد الإثيوبي المخالفة للقانون الدولي”، مؤكدة أن هذه الممارسات “تفتقر إلى الشفافية وتعرض حياة شعوب دول المصب للخطر”.
ولم يصدر أي تعقيب إثيوبي رسمي على البيان حتى الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش.

فيضانات السودان ومخاطر على الأراضي المصرية

شهدت الأيام الأخيرة فيضانات واسعة في السودان جراء ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، كما غمرت المياه أراضي محاذية لمجرى النهر في بعض المحافظات المصرية.
وأوضحت الوزارة أن “الفيضان هذا العام أعلى من المتوسط بنسبة 25%”، مشيرة إلى أن الوضع تفاقم بسبب التصرفات الأحادية لإثيوبيا في تشغيل السد.

مخالفة للقواعد الفنية والعلمية

أكدت وزارة الري أن إثيوبيا خزّنت كميات أكبر من المتعارف عليها من مياه الفيضان، حيث خفضت التصريفات من نحو 280 مليون متر مكعب يوميًا إلى 110 ملايين في 8 سبتمبر/ أيلول 2025.
وأضافت أن مشغلي السد تعمدوا الوصول إلى منسوب 640 مترًا فوق سطح البحر ثم فتح المفيض الأوسط ومفيض الطوارئ لبضع ساعات فقط، بهدف “الاستعراض الإعلامي والسياسي” في ما سُمي بـ”احتفال افتتاح السد” في 9 سبتمبر، دون اعتبار لمصالح دول المصب أو السلامة المائية.

فيضان صناعي مفتعل

أوضحت الوزارة أن الإدارة العشوائية للسد تسببت في تغيير مواعيد الفيضان الطبيعي الذي تبلغ ذروته عادة في أغسطس، ما أدى إلى حدوث فيضان صناعي متأخر وأكثر حدة في سبتمبر، فاقم من الأضرار في السودان ومصر.
وأكد البيان أن “المنسوب في بحيرة السد انخفض بمقدار متر واحد تقريبًا”، أي ما يعادل تصريف نحو ملياري متر مكعب من المياه دون مبرر، وهو ما يدل على عدم الانضباط الفني والعشوائية في التشغيل.

نفي مصري لغرق المحافظات

نفت وزارة الري ما تم تداوله عبر بعض المنصات الإعلامية حول غرق محافظات مصرية بالكامل، مؤكدة أن ما جرى هو غمر طبيعي لأراضي طرح النهر، وهي مناطق منخفضة تتكون على جانبي النيل نتيجة الترسيب، ومعرضة للغمر الموسمي خلال فترات ارتفاع المناسيب.
وأكدت الوزارة أن “الدولة المصرية بكافة أجهزتها تتابع الموقف على مدار الساعة لضمان سلامة المواطنين والمنشآت”.

تصريحات الخارجية المصرية

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني في بورتسودان الأربعاء، إن “عدم التنسيق بشأن تشغيل السد تسبب في فيضانات عارمة خلال الفترة الأخيرة بالسودان”، مؤكدًا أن “التحركات الأحادية الإثيوبية تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي”.

خلفية أزمة سد النهضة

تعود أزمة سد النهضة الإثيوبي إلى عام 2011 حين بدأت أديس أبابا بناءه على النيل الأزرق، ما أثار خلافًا مع دولتي المصب، مصر والسودان، حول قواعد الملء والتشغيل.
وتطالب القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن عدم الإضرار بحصص المياه، بينما تصر إثيوبيا على أن السد مشروع سيادي لا يتطلب توقيع اتفاق ملزم.
وتوقفت المفاوضات عدة مرات منذ 2021، قبل أن تُستأنف لفترة قصيرة عام 2023 ثم تُجمد مجددًا في 2024.

توتر إقليمي متجدد

يرى مراقبون أن الأزمة دخلت مرحلة جديدة من التصعيد بعد اتهامات القاهرة الأخيرة، خصوصًا مع استمرار الفيضانات التي ضربت السودان وامتداد آثارها إلى الأراضي المصرية.
ويحذر خبراء من أن غياب التنسيق الفني والسياسي بين الدول الثلاث قد يؤدي إلى أزمات مائية وإنسانية متكررة في حوض النيل خلال الأعوام المقبلة.

*القاهرة تضغط على حماس لاحتواء الانفلات الأمني ووقف الإعدامات الميدانية في القطاع

وصل وفد قيادي من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة ، لبحث عدد من الملفات المتعلقة بإدارة قطاع غزة، في وقت تكثّف فيه القاهرة جهودها السياسية والأمنية لاحتواء الوضع الميداني في القطاع.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام فلسطينية، فإن الوفد يضم شخصيات بارزة من الحركة، ومن المقرر أن يجري مباحثات مع مسؤولين مصريين بشأن الملفات الأمنية والإدارية المتعلقة بمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.

ضغوط مصرية لوقف الإعدامات الميدانية

ذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا نقلًا عن مصادر مصرية مطلعة، أن مصر تمارس ضغوطًا مباشرة على حركة حماس لوقف الإعدامات الميدانية في غزة، في إطار مساعٍ لضبط الأوضاع الأمنية وتهيئة الأجواء لإعادة إعمار القطاع.

وأشارت المصادر إلى أن الوفد ناقش كذلك إمكانية إدخال أفراد أمن تابعين للسلطة الفلسطينية إلى القطاع، موضحة أن هؤلاء الأفراد سبق تدريبهم في القاهرة وعمان استعدادًا لهذه المرحلة.

تحضيرات لتشكيل لجنة لإدارة القطاع

في السياق ذاته، أفادت مصادر فلسطينية بأن القاهرة ستشهد خلال الساعات المقبلة لقاءً فلسطينيًا موسعًا، يُنتظر أن يضم ممثلين عن عدة فصائل، لبحث تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة بشكل مؤقت إلى حين التوصل إلى تفاهمات سياسية شاملة.

وترى مصادر مطلعة أن هذا التحرك المصري يأتي في إطار خطة متكاملة لإعادة هيكلة إدارة القطاع وضمان استمرار وقف إطلاق النار، بالتوازي مع الجهود الدولية لتأسيس ترتيبات أمنية جديدة.

تحركات دولية لتشكيل قوة أممية في غزة

بالتوازي مع التحركات المصرية، كشفت فرنسا الخميس أنها تعمل بالتعاون مع بريطانيا والولايات المتحدة على صياغة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يهدف إلى تأسيس قوة دولية لحفظ الأمن في غزة خلال المرحلة المقبلة.

وقال باسكال كونفافرو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في مؤتمر صحفي بباريس، إن هذه القوة “تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة لضمان شرعية دولية قوية، وتسهيل مشاركة الدول الراغبة في المساهمة”.

وأوضح أن “المناقشات لا تزال جارية مع الأميركيين والبريطانيين لطرح مشروع القرار خلال الأيام المقبلة”، مؤكدًا أن الهدف من الخطوة هو ترسيخ الاستقرار ومنع تجدد المواجهات المسلحة داخل القطاع.

خلفية المشهد

تأتي هذه التحركات بعد أسابيع من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، بوساطة أميركية ومصرية، وسط محاولات حثيثة لإرساء ترتيبات سياسية وأمنية تضمن إدارة مدنية مستقرة للقطاع.

ويرى مراقبون أن المرحلة الحالية تشهد سباقًا بين المساعي الإقليمية والدولية لوضع أسس جديدة لإدارة غزة، تجمع بين المسؤولية الفلسطينية والإشراف الدولي، بما يمنع انهيار الهدنة ويتيح البدء في عملية إعادة الإعمار.

*بعد أن تحول “اتفاق شرم الشيخ” إلى زفة لترامب تداعيات تفرّيط السيسى في معبر رفح وتسليم مفاتيحه للاحتلال؟

في حلقة جديدة من مسلسل التفريط والخضوع، أقدم المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي على تسليم القرار في معبر رفح المصري إلى الاحتلال الإسرائيلي، ليؤكد مرة أخرى أن سيادته على حدود بلاده مجرد شعار أجوف. فالرجل الذي خرج في مشهد مهين ليقول “لا أستطيع إدخال المساعدات بالقوة”، تناسى أن المعبر مصري بالكامل، وأنه لا يحق لإسرائيل التحكم فيه إلا بإذعان القاهرة التام. 

فمنذ أن وضعت قوات الاحتلال يدها على الجانب الفلسطيني من المعبر في مايو 2024، ودمرت منشآته وأحرقت مبانيه، لم تحرك مصر ساكناً. بل صمت السيسي تماماً أمام الخروقات الإسرائيلية لاتفاق الهدنة الذي رعته إدارة ترامب، ذلك الاتفاق الذي رُوِّج له إعلام السيسي باعتباره إنجازاً دبلوماسياً، بينما لم يكن أكثر من زفة سياسية في قاعة شرم الشيخ، لعب فيها السيسي دور مؤجر القاعة لا الضامن للاتفاق. 

واليوم، تتحدث خارجية الاحتلال عن احتمال إعادة فتح المعبر الأحد المقبل، وفق ما أعلنه وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر خلال مؤتمر في نابولي، مؤكداً أن “الاستعدادات جارية”، دون أن يوضح إن كان السماح سيمتد للمساعدات الإنسانية أم سيقتصر على عبور الأشخاص. 

وتزامناً مع ذلك، أعلن مكتب منسق أنشطة جيش الاحتلال أن “فتح المعبر سيتم بتنسيق كامل بين تل أبيب والقاهرة”، مشدداً على أن المساعدات الإنسانية لن تمر عبر رفح، بل ستدخل فقط عبر معبر كرم أبو سالم بعد التفتيش الإسرائيلي، في إشارة فاضحة إلى انتزاع القرار المصري من جذوره. 

اللافت أن الاحتلال لا يخفي هيمنته المطلقة، إذ يربط فتح المعبر بتسليم “حماس” جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقية، وكأن رفح المصرية تحوّلت إلى ورقة مساومة إسرائيلية، لا إلى معبر سيادي يفترض أن يخضع لإرادة القاهرة. 

ورغم مرور أشهر على سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر، لم يتدخل السيسي لوقف الانتهاك أو لتذكير تل أبيب بالتزاماتها وفق ما سُمّي “اتفاق ترامب”، الذي نصّ على بقاء مصر وقطر وتركيا ضامنين لآليات الهدنة، إلا أن إسرائيل نسفته مراراً عبر قصفها للأهداف المدنية وتعليقها المتكرر لفتح المعبر. 

وتتواصل المأساة في غزة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن الاحتلال قتل أكثر من 67 ألفاً و938 فلسطينياً وأصاب 170 ألفاً آخرين منذ بدء الإبادة في السابع من أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال، بينما أزهقت المجاعة أرواح 463 شخصاً بينهم 157 طفلاً، في ظل صمت رسمي مصري لم يعد يثير سوى الغضب والعار. 

رمز لتنازل السيسى

لم يعد معبر رفح مجرد ممر إنساني مغلق بقرار الاحتلال، بل أصبح رمزاً صارخاً لتنازل السيسي عن السيادة المصرية، وتعبيراً عملياً عن شراكة النظام مع آلة الإبادة الصهيونية، في الوقت الذي يكتفي فيه بترديد العبارات المهينة عن “عدم القدرة على إدخال المساعدات بالقوة”، وكأن مصر لم تعد دولة تملك قرارها، بل بوابة خاضعة لإرادة المحتل.

*تجاهل أمن مصر القومى تجنبًا لإغضاب الإمارات.. السيسي يتجنّب ذكر المثلث الحدودي الجنوبي في لقائه بالبرهان

تجنّب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي الإشارة صراحة إلى المثلث الحدودي الجنوبي (منطقة جبل العوينات بين مصر والسودان وليبيا) خلال لقائه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2025، رغم أن القضية كانت حاضرة بقوة في خلفية اللقاء.

ورجّح محللون أن تجنّب السيسي التطرق إلى الملف يأتي في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) على أجزاء من المثلث، ما تسبب في توتر بين السودان وليبيا. وأشاروا إلى أن السيسي كان قد التقى خليفة حفتر قبل لقائه بالبرهان، في العلمين، خلال يونيو ويوليو الماضيين، في محاولة لاحتواء التصعيد بين الطرفين.

وتناولت مقالات وتحليلات سياسية في يونيو 2025 صمت السيسي تجاه قضية المثلث الحدودي، وربطته بـ”حسابات دقيقة” تتعلق بعلاقته بمحمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات.

ووصفت صحيفة الراكوبة السودانية معركة المثلث بأنها بؤرة صراع تعيد رسم خرائط النفوذ الإقليمي، مؤكدة أن سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث تمنحها ممرًا لوجستيًا حيويًا يثير قلق القاهرة.

وأضافت أن صمت النظام المصري يعكس رغبة في عدم التصعيد مع الإمارات، التي يُعتقد أنها تدعم حميدتي سياسيًا ولوجستيًا.

وتساءل الكاتب السوداني عمار العركي:

هل جاء الهجوم على حدود مصر الجنوبية عقابًا على رفضها إغلاق معبر غزة؟

مشيرًا إلى أن مصر تواجه تحديًا غير مسبوق عند مثلث حدودها الجنوبي، وأن السيسي يتجنب التصعيد العلني لعدم توتير علاقته بمحمد بن زايد.

ونقل موقع الجزيرة نت عن السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، قوله إن العدوان المشترك بين قوات الدعم السريع وحلفائها الليبيين هو محاولة لـ”جر مصر إلى الحرب“.
وأشار إلى أن الصمت المصري قد يكون جزءًا من استراتيجية “ضبط النفس”، خاصة أن الإمارات طرف غير مباشر في الصراع عبر دعمها لحفتر وحميدتي.

العلاقة مع البرهان

يرى مراقبون أن تجنّب السيسي ذكر المثلث علنًا ربما جاء لتفادي إحراج حفتر أو البرهان، خاصة أن القاهرة تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع الطرفين، وتفضل إدارة الملف عبر قنوات مغلقة ومحادثات غير معلنة، كما حدث في لقاءات العلمين.

وذكرت تقارير أن محادثات غير مباشرة جرت بين البرهان وحفتر بوساطة مصرية لتهدئة الأوضاع في المثلث الحدودي، وأن تجنّب السيسي ذكر القضية علنًا يهدف إلى تهيئة المناخ لحل دبلوماسي هادئ بعيدًا عن الضغوط الإعلامية.

وأشار المحلل السياسي السوداني مكاوي الملك إلى أهمية استقلال القرار السوداني، محذرًا من النفوذ الإقليمي غير المتوازن، ومرجحًا أن يكون لقاء البرهان – السيسي محاولة مصرية لتثبيت نفوذها في السودان، خاصة في ظل التوتر مع الإمارات بسبب دعمها لحميدتي.

وأوضح أن اللقاء يحمل رسائل مزدوجة: دعم للجيش السوداني، وفي الوقت نفسه محاولة لضبط إيقاع الصراع بما لا يضر المصالح المصرية.

أما الكاتب السعودي عبد العزيز الهندي، فانتقد التحركات الإماراتية في السودان وليبيا، معتبرًا أنها غير منسقة مع المصالح العربية الكبرى.

ورأى أن لقاء السيسي والبرهان يمثل خطوة إيجابية نحو استعادة التوازن العربي في الملف السوداني، بعيدًا عن التدخلات الأحادية.

لتجنّب إغضاب الكفيل

يُستخدم تعبير “تجنّب إغضاب الكفيل” في الخطاب السياسي الشعبي أو النقدي للدلالة على علاقات النفوذ أو التبعية بين الدول، خصوصًا عندما تتجنب دولة ما اتخاذ موقف علني تجاه قضية حساسة خشية الإضرار بعلاقاتها مع دولة داعمة اقتصاديًا أو سياسيًا.

ويرى محللون أن صمت السيسي عن قضية المثلث الحدودي خلال لقائه بالبرهان جاء نتيجة “حساب دقيق” للعلاقة مع الإمارات، التي يُعتقد أنها تدعم قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، ومحاولة لتفادي إحراج محمد بن زايد أو الدخول في مواجهة غير مباشرة معه، خاصة أن الإمارات طرف مؤثر في الملفين السوداني والليبي.

كما أن القاهرة تسعى للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف، دون انحياز علني قد يُفسَّر على أنه تصعيد.

اللقاء مع حفتر

كان السيسي قد التقى بخليفة حفتر وعبد الفتاح البرهان في مدينة العلمين خلال أسبوع واحد في يونيو–يوليو 2025.
وأشارت تحليلات في الصحف والمواقع الموالية للنظام إلى أن هذه اللقاءات جاءت بعد اتهام البرهان لحفتر والإمارات بدعم قوات الدعم السريع في السيطرة على المثلث الحدودي.

وذكرت صحف محلية أن “مصر تسعى إلى تهدئة التوتر بين الجيش السوداني والجيش الليبي لتجنب تصعيد عسكري على حدودها الجنوبية“.

وأثارت سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة جبل العوينات مخاوف أمنية مصرية من تهريب السلاح والمهاجرين، فيما حمل توقيت اللقاءات رسائل ضمنية إلى الإمارات، التي يُعتقد أنها الداعم الرئيس لحميدتي، بأن مصر تراقب الموقف عن كثب.

وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه

استقبل السيسي، الخميس 16 أكتوبر، في قصر الاتحادية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، واللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة.

ومن الجانب السوداني حضر محيي الدين سالم وزير الخارجية، والفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير عام جهاز المخابرات العامة، والسفير الفريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي سفير السودان بالقاهرة، واللواء الركن عادل إسماعيل أبو بكر الفكي مدير مكتب رئيس مجلس السيادة.

ناقش اللقاء تطورات الأوضاع الميدانية في السودان والجهود الدولية والإقليمية الرامية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار، حيث أكد السيسي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض القاهرة القاطع لأي محاولات تهدد أمنه أو تنال من تماسكه الوطني أو تسعى لتشكيل كيانات موازية للحكومة الشرعية.

من جانبه، أعرب البرهان عن تقديره للدعم المصري المتواصل وجهود السيسي في مساعدة السودان على الخروج من أزمته الراهنة واستعادة الأمن والاستقرار، وفق ما نشرته بوابة الأخبار.

*بعد زيادة أسعار الوقود صندوق النقد يكشف موقفه من صرف شريحة الدعم لمصر

قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إنه يجري مناقشة عدة قضايا مع مصر حاليا، استعدادا لإجراء المراجعات القادمة ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي.

وأوضح أزعور، في مؤتمر صحفي بواشنطن اليوم الجمعة على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، أن الصندوق يبحث مع فريق الحكومة المصرية الموجود حاليا في واشنطن، عدة قضايا وبناء على النتائج سيحدد موعد المراجعتين الخامسة والسادسة.

وتأتي هذه التطورات بعد قرار الحكومة المصرية رفع أسعار الوقود بنحو 13% اعتبارا من اليوم الجمعة وبلغت الزيادة جنيهين لكل نوع. وبعدما قرر الصندوق في يوليو الماضي إرجاء المراجعة الخامسة وترحيلها إلى أكتوبر الجاري ودمجها مع المراجعة السادسة؛ حتى تنفيذ مصر بعض الإصلاحات المتفق عليها.

وفي تصريحاته اليوم، قال أزعور إن مؤشرات الاقتصاد المصري تتحسن منذ عامين، ومنذ بدء تنفيذ البرنامج مع الصندوق، مشيرا إلى تراجع التضخم والذي من المتوقع أن يهبط إلى 11.2%، فيما بلغت معدلات النمو للعام المالي 2024_2025، نحو 4.4%، ومن المتوقع ارتفاعها إلى 4.5%، في العام المالي الجاري، فضلا عن انخفاض الدين.

وأكد أزعور أن كل هذه المؤشرات ضمنت استقرار الاقتصاد، موضحا أن العمل مع مصر يرتكز حاليا على دعم النمو وخلق فرص العمل وتحسين بنية الأعمال وتوسيع فرص القطاع الخاص، بحيث تكون الدولة داعمة له وغير منافسة.

وأوضح أن هناك مناقشات حالية مع مصر، وبناء عليها سيتم تحديد موعد زيارة الصندوق لمصر لإتمام المراجعتين الخامسة والسادسة.

وبجانب دعم الوقود، يعد برنامج طرح الشركات الحكومية أمام القطاع الخاص أحد النقاط الخلافية بين مصر والصندوق، وتسبب في تأجيل الموافقة على المراجعة الخامسة في يوليو الماضي ودمجها مع المراجعة السادسة الشهر الجاري.

وأكد الصندوق أن مصر أحرزت تقدما في برنامج الإصلاح الاقتصادي، لكنه يرغب في أن يرى سرعة إنجاز الحكومة لبرنامج الطروحات.

وأوضح أزعور، في تصريحاته، أن الجهود تتركز في الوقت الراهن على تسريع تنفيذ محورين أساسيين ضمن البرنامج، هما تعزيز دور القطاع الخاص لخلق فرص عمل جديدة ولحماية الاقتصاد المصري من أي تقلبات إقليمية أو دولية محتملة، بالإضافة إلى تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية عن طريق تحويل جزء من الإنفاق العام ليصبح أكثر استهدافا للفئات الأكثر احتياجا.

وأعلنت الحكومة المصرية، الجمعة، زيادة جديدة في أسعار الوقود بجميع فئاته بنحو 13% وبلغت الزيادة جنيهين لكل نوع، وأكدت الحكومة أنه لن تكون هناك زيادات أخرى لمدة عام على الأقل.

وينتهي البرنامج الحالي للتعاون بين مصر وصندوق النقد الدولي وقيمته 8 مليارات دولار، بنهاية ديسمبر 2026.

*من مرسي إلى السيسي: كيف صعدت أسعار الوقود في مصر؟

رفعت حكومة عبد الفتاح السيسي في مصر سعر بيع البنزين والسولار في الأسواق بداية من صباح اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 بواقع جنيهين للتر الواحد، وكذا أسعار أنابيب البوتاجاز وسط توقعات بارتفاع جنوني آخر مرتقب في أسعار المواصلات العامة والخاصة.

على مدى أكثر من اثني عشر عامًا، شهد المصريون تحولًا جذريًا في واحدة من أكثر الملفات تأثيرًا على حياتهم اليومية: أسعار الوقود.
منذ أن كان البنزين والسولار سلعتين مدعومتين ومتاحتين للفقراء ومتوسطي الدخل في عهد الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي، إلى أن أصبحتا رمزين للغلاء والمعاناة في عهد عبد الفتاح السيسي والعسكر، الذين اتبعوا سياسات “تحرير الأسعار” بدعوى الإصلاح الاقتصادي، فكانت النتيجة: ارتفاعات متتالية تجاوزت حدود المنطق، وتآكل في القوة الشرائية، وتدهور في معيشة المصريين.

أولاً: عهد الدكتور محمد مرسي – دعم قائم واستقرار نسبي

حين تولى الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية عام 2012، كانت الدولة لا تزال ملتزمة بسياسة دعم الطاقة.
كان سعر بنزين 80 أقل من جنيه واحد للتر، وسعر بنزين 92 نحو 1.85 جنيه، فيما بلغ سعر بنزين 95 نحو 5.85 جنيه.
أما السولار، الذي يعتمد عليه النقل العام والمصانع والخبز، فكان سعره لا يتجاوز 1.10 جنيهًا للتر.

ورغم الأزمة الاقتصادية آنذاك، حافظت الحكومة على استقرار الأسعار مراعاة للمواطنين.
لم تحدث زيادات متكررة أو مفاجئة، وظل الدعم يغطي الجزء الأكبر من التكلفة الفعلية للوقود.
كانت الدولة ترى في دعم الطاقة وسيلة لحماية الفقراء وكبح التضخم، وليس عبئًا يجب التخلص منه بأي ثمن.

ببساطة، كان المصري يستطيع أن يتحرك، ويعمل، وينقل بضاعته دون أن يشعر أن “التنقل” نفسه أصبح رفاهية.

ثانيًا: عهد عبد الفتاح السيسي – بداية الزيادات المتتالية والجنونية

منذ وصول السيسي إلى الحكم في يوليو 2014، بدأت مرحلة جديدة عنوانها:
رفع الدعم التدريجي، ثم تحرير الأسعار الكامل، حتى أصبح سعر لتر البنزين في مصر اليوم من الأعلى في تاريخها الحديث.

في أول عام لحكمه، قررت الحكومة رفع أسعار الوقود بنسب وصلت إلى 70٪ دفعة واحدة، بحجة تخفيف عبء الدعم على الموازنة العامة.
ومنذ تلك اللحظة، لم تتوقف الأسعار عن الارتفاع، عامًا بعد عام، حتى تجاوزت بعض الأنواع 18 ضعفًا عمّا كانت عليه قبل 2014.

ثالثًا: التسلسل الزمني لارتفاع الأسعار خلال حكم السيسي

السنة بنزين 80 بنزين 92 بنزين 95 سولار نسبة الزيادة التقريبية
2014 1.60 جنيه 2.60 جنيه 5.85 جنيه 1.80 جنيه +70٪
2016 2.35 جنيه 3.50 جنيه 6.25 جنيه 2.35 جنيه +35٪
2017 3.65 جنيه 5.00 جنيه 6.75 جنيه 3.65 جنيه +40٪
2018 5.50 جنيه 6.75 جنيه 7.75 جنيه 5.50 جنيه +35٪
2021 6.50 جنيه 7.75 جنيه 8.75 جنيه 6.25 جنيه +15٪
2022 8.00 جنيه 9.25 جنيه 10.75 جنيه 7.25 جنيه +25٪
2023 9.00 جنيه 10.25 جنيه 11.75 جنيه 8.25 جنيه +12٪
2024 12.25 جنيه 13.75 جنيه 15.00 جنيه 11.50 جنيه +30٪
2025 15.75 جنيه 17.25 جنيه 19.00 جنيه 15.50 جنيه +25٪

النتيجة:

  • تضاعف سعر البنزين 80 من 0.90 إلى 15.75 جنيهًا (زيادة أكثر من 1600٪).
  • ارتفع السولار من 1.10 إلى 15.50 جنيهًا (زيادة تقارب 1300٪).
  • تجاوزت الزيادات التراكمية لكل الأنواع عشرة أضعاف خلال 12 سنة فقط.

رابعًا: من الأرقام إلى الواقع – معاناة المصريين في التفاصيل

1. المواصلات أصبحت كابوسًا يوميًا

كل زيادة في الوقود كانت تعني زيادة في أجرة المواصلات العامة والخاصة.
أصبح العامل الذي كان ينفق 10 جنيهات يوميًا للوصول إلى عمله، يحتاج الآن إلى 40 أو 50 جنيهًا.
وسائقي الأجرة، والميكروباص، والنقل الثقيل باتوا بين مطرقة تكاليف التشغيل وسندان الركود الاقتصادي.

2. موجات الغلاء تضرب الأسواق

لم يقتصر تأثير ارتفاع الوقود على البنزين، بل امتد إلى كل شيء.
أسعار الخضروات واللحوم والسلع الغذائية ارتفعت مع كل موجة زيادة في السولار المستخدم في النقل والتبريد.
حتى رغيف العيش الذي كان رمزًا للدعم الشعبي، تأثر بارتفاع تكلفة الدقيق والنقل والطاقة.

3. تآكل الأجور والقوة الشرائية

لم ترافق زيادات الوقود زيادات حقيقية في المرتبات.
فبينما تضاعفت الأسعار أكثر من عشر مرات، لم تزد رواتب الموظفين سوى بنسب محدودة لا تغطي حتى جزءًا بسيطًا من التضخم.
المواطن المصري أصبح يحسب خطواته اليومية، ويؤجل شراء الأساسيات، ويبحث عن أي وسيلة لتقليل استهلاكه.

4. ضغط على الطبقة الوسطى وازدياد الفقر

أكثر من نصف المصريين اليوم يعيشون تحت خط الفقر أو قريبين منه.
الطبقة الوسطى، التي كانت عماد المجتمع، بدأت تتآكل تدريجيًا تحت ضغط الغلاء والضرائب ورفع الدعم.
أصبح امتلاك سيارة، أو حتى التدفئة في الشتاء، حلمًا بعيدًا لكثير من الأسر.

خامسًا: قراءة اقتصادية – من الإصلاح إلى الإفقار

تُبرر الحكومة هذه الزيادات تحت شعار “الإصلاح الاقتصادي”، وضرورة “رفع الدعم الذي يستفيد منه الأغنياء،
لكن في الواقع، الفقراء وحدهم من دفعوا الثمن.

رفع الدعم لم يترافق مع نظام دعم بديل فعّال، ولا مع إصلاح في الإنتاج أو النقل العام.
بل تحوّلت كل زيادة إلى عبء إضافي على المواطن، في حين ظل الفساد وسوء الإدارة يلتهمان ما وفّرته الدولة من أموال الدعم.

كما أن انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار جعل أي تعديل بسيط في سعر النفط العالمي كفيلاً بإشعال موجة غلاء جديدة.
وبدلًا من تحفيز الاقتصاد المحلي وزيادة الإنتاج، أصبحت الحكومة تعتمد على رفع الأسعار لتغطية العجز المالي.

سادسًا: مقارنة شاملة بين الفترتين

المؤشر عهد مرسي (2012–2013) عهد السيسي (2014–2025)
سعر بنزين 80 أقل من 1 جنيه 15.75 جنيه
سعر بنزين 92 1.85 جنيه 17.25 جنيه
سعر بنزين 95 5.85 جنيه 19.00 جنيه
سعر السولار 1.10 جنيه 15.50 جنيه
عدد الزيادات زيادة واحدة طفيفة أكثر من 12 زيادة
متوسط الزيادة السنوية أقل من 10٪ أكثر من 120٪ في بعض السنوات
الوضع المعيشي استقرار نسبي تضخم ومعاناة متصاعدة
سياسة الحكومة دعم الطاقة للفقراء رفع الدعم والاعتماد على القروض

النتيجة واضحة:
في عهد مرسي، كان الوقود في متناول يد المواطن العادي؛ أما في عهد السيسي والعسكر، أصبح الوقود رمزًا لمعاناة المعيشة وضيق الحال.

سابعًا: البُعد الاجتماعي والسياسي للأزمة

ارتفاع أسعار الوقود لم يكن مجرد إجراء اقتصادي، بل تحوّل إلى قضية اجتماعية وسياسية كبرى.
فهو يمس حياة كل مواطن، من الفلاح إلى الموظف، من السائق إلى العامل.
وبات المصري يشعر أن كل زيادة في البنزين تعني خصمًا من طعام أطفاله.

الزيادات المتتالية خلقت حالة من الإحباط العام، ورسّخت الإحساس بأن “الإصلاح” يُطبّق على الفقراء فقط،
بينما تظل مكاسب السلطة والطبقة الثرية بعيدة عن أي تضحيات.

ثامنًا: الآثار بعيدة المدى

  1. ارتفاع التضخم إلى مستويات تاريخية تجاوزت 40٪ في بعض السنوات.
  2. تراجع الإنتاج المحلي بسبب ارتفاع تكلفة النقل والطاقة.
  3. انكماش الاستهلاك الداخلي وهو ما أثر سلبًا على الأسواق.
  4. زيادة القروض والديون لتغطية عجز الموازنة رغم تقليص الدعم.
  5. تراجع الثقة في جدوى السياسات الاقتصادية مع غياب الشفافية والمحاسبة.

منذ عام 2012 وحتى 2025، تحوّل ملف الوقود في مصر من رمزٍ للدعم الاجتماعي إلى أداةٍ للجباية.
فبينما حافظت حكومة الدكتور محمد مرسي على توازنٍ بين احتياجات المواطن والقدرة المالية للدولة،
اختارت حكومة السيسي طريقًا مغايرًا تمامًا: رفع الأسعار بلا هوادة، وتعويض العجز على حساب الناس.

اليوم، لم تعد الأزمة مجرد بنزين وسولار، بل أزمة معيشة وهوية.
المصري الذي كان يملأ سيارته بعشرين جنيهًا، يحتاج اليوم إلى مئات الجنيهات ليصل إلى عمله،
والأسرة التي كانت تعتمد على دعم الدولة أصبحت تعتمد على “الصبر” وحده.

إنها رحلة 12 عامًا من التحوّل

من عهدٍ كان يرى في المواطن قوة، إلى عهدٍ يرى فيه عبئًا.

من دولة كانت تدعم الناس… إلى دولة أصبحت تستنزفهم.

 *موجة غلاء جديدة تدهس المصريين بعد زيادة البنزين والسولار

في الوقت الذي يعيش فيه المصريون واحدة من أصعب المراحل الاقتصادية في تاريخهم الحديث، جاءت قرارات الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار وغاز السيارات في أكتوبر 2025، لتشعل موجة جديدة من الغلاء.
وعلى إثر ذلك، أعلنت المحافظات المصرية رفع تعريفة المواصلات بين 10% و15%، بحجة “تحقيق التوازن وضمان استمرار الخدمة”.

لكن ما حدث فعلياً هو أن تكلفة الحياة ارتفعت من جديد، بينما اكتفت الحكومة بالتصريحات المطمئنة دون أن تقدم حلولاً عملية لحماية محدودي الدخل أو ضبط الأسواق، مما يكشف فشلاً حكومياً في إدارة آثار القرار وتجاهلاً لمعاناة المواطن البسيط. 

زيادات متفاوتة في المحافظات
في القاهرة الكبرى، ارتفعت أجرة سيارات السرفيس والنقل العام والتاكسي الأبيض بنسبة تراوحت بين 10% و15%.
وفي بورسعيد، تم تعديل تسعيرة الأجرة لتتراوح بين 5 جنيهات للسرفيس داخل الأحياء وحتى 27 جنيهاً بين المناطق.
أما الأقصر، فطبقت زيادة قدرها 13%، بينما شهدت أسوان تعديلاً شاملاً في تعريفة السرفيس والتاكسي والتوك توك مع وعود برقابة مشددة.
وفي البحيرة والسويس، جرى اعتماد زيادات مماثلة، في وقت يعاني فيه المواطن من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ما جعل حتى التنقل اليومي عبئاً إضافياً لا يحتمل. 

الحكومة ترفع الأسعار وتترك المواطن وحيداً
ورغم أن الحكومة بررت القرار بأنه “ضرورة اقتصادية استجابة لارتفاع تكلفة الوقود”، فإنها فشلت في توفير أي آليات دعم أو تخفيف حقيقي للأعباء.
لم تُفعّل برامج حماية اجتماعية جديدة، ولم تُقدّم بدائل نقل ميسّرة للفقراء، بل اكتفت بالقول إن الزيادة “عادلة ومتوازنة”.

لكن الحقيقة أن المواطن يتحمل وحده نتائج سياسات اقتصادية تفتقر للتخطيط والرؤية، في وقت أصبحت فيه الرواتب عاجزة عن مواكبة أبسط متطلبات الحياة اليومية. 

غياب الرؤية الشاملة لإصلاح منظومة النقل
رفع تعريفة المواصلات دون تطوير وسائل النقل العام أو تحديث بنيتها التحتية يكشف غياب الرؤية الحكومية طويلة المدى.
فبدلاً من الاستثمار في مشروعات النقل الجماعي أو تشجيع وسائل النقل المستدامة مثل الدراجات والنقل الكهربائي، تكتفي الحكومة بمعالجة الأزمات بقرارات جزئية تزيد الوضع سوءاً.

إن غياب استراتيجية واضحة يترك المواطن فريسة بين مطرقة الغلاء وسندان ضعف الخدمات، ويؤكد أن السياسات الحالية تعتمد على الجباية لا الإصلاح. 

ضعف الرقابة واستغلال الركاب
على الرغم من البيانات الرسمية التي تحذر السائقين من تجاوز التعريفة، فإن الرقابة الميدانية شبه غائبة.
ففي كثير من المحافظات، يفرض بعض السائقين أجوراً أعلى دون التزام بالزيادات المعلنة، بينما تعجز الجهات التنفيذية عن تطبيق القانون بفعالية.

هذا المشهد يعكس عجز الدولة عن ضبط أبسط الملفات الخدمية، ويؤكد أن القرارات الحكومية تظل حبراً على ورق طالما لا توجد آلية رقابية فعالة أو عقوبات رادعة. 

تأثير القرار على الأسر الفقيرة
زيادة تعريفة المواصلات بعد ارتفاع أسعار الوقود تؤثر بشكل كبير على ميزانيات الأسر محدودة الدخل، التي تعاني بالفعل من قيود مالية صارمة.
غالبًا ما تشكل تكاليف النقل جزءًا هامًا من الإنفاق الشهري لهذه الأسر، ويتحمل معظم أفرادها التنقل باستخدام وسائل النقل العامة أو الخاصة منخفضة التكلفة.
زيادة أسعار المواصلات تعني أن الأسر ستحتاج لتخصيص جزء أكبر من دخلها لتغطية هذه النفقات، مما يقلص الدخل المتبقي لبنود أساسية أخرى مثل الغذاء والصحة والتعليم.

عندما ترتفع تكلفة النقل، يضطر الأسر إلى اتخاذ خيارات اقتصادية صعبة، مثل تقليل النفقات على الغذاء الصحي أو التعليم أو الخدمات الصحية، أو حتى تأجيل شراء ملابس واحتياجات أساسية أخرى.
هذا يسبب تراجعًا في مستوى المعيشة وقد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية والتعليمية لأفراد الأسرة على المدى الطويل.
المصروفات المتزايدة على المواصلات تضغط أيضًا على الأسر التي تعتمد على تنقلات يومية للذهاب إلى العمل، مما يزيد من خطر البطالة أو تقليل فرص العمل المتاحة بسبب كلفة التنقل الأعلى.

المواطن يدفع الثمن دائماً
ما بين رفع أسعار الوقود وتعريفة المواصلات وتراجع الدعم، يعيش المواطن المصري تحت ضغط غير مسبوق، بينما تغيب عن الحكومة رؤية العدالة الاجتماعية والإصلاح الحقيقي.
إن القرارات الأخيرة ليست سوى إخفاق جديد في إدارة الاقتصاد، عنوانه العريض: تحميل المواطن الفاتورة.
ولن تتحقق أي نهضة اقتصادية حقيقية ما لم تضع الدولة الإنسان المصري في قلب سياساتها، وتكف عن اتخاذ القرارات التي تُعمّق الفقر بدل أن تُخففه.

*نزيف العقول بسبب سوء الإدارة… هروب 243 ألفً مهندس مصري للخارج

في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة المصرية عن خطط “الإصلاح الاقتصادي” و”الاستثمار في رأس المال البشري”، تتكشف الأرقام عن كارثة وطنية صامتة تهدد مستقبل التنمية في البلاد. فخلف الشعارات البراقة، تنزف مصر كفاءاتها واحدة تلو الأخرى، بينما تقف الدولة متفرجة أمام أكبر موجة هجرة للعقول في تاريخها الحديث.

فبحسب عضو في المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، يعمل نحو 40% من إجمالي المهندسين المصريين المسجلين بالنقابة خارج البلاد. ومن بين أكثر من 608 آلاف مهندس، يوجد ما يقارب 243 ألفًا في الخارج، يساهمون في بناء اقتصادات الدول العربية والأجنبية بدلاً من وطنهم. وحدها السعودية تستقطب حوالي 70 ألف مهندس مصري، تليها الإمارات بنحو 35 ألفًا، ثم قطر بما بين 15 و20 ألفًا.

هذا النزيف البشري لا يُقاس فقط بعدد المهاجرين، بل بحجم الخسارة الفادحة التي تتكبدها مصر نتيجة إهدار استثمارات ضخمة في التعليم والتأهيل دون عائد حقيقي. فكل مهندس يغادر البلاد يحمل معه سنوات من الخبرة، وملايين الجنيهات من الإنفاق العام على التعليم، ويترك وراءه فراغًا لا يسده خريجو اليوم، الذين يدخلون سوق العمل بمعدل 25 ألفًا سنويًا، معظمهم دون المهارات المطلوبة. 

رواتب متدنية.. وهجرة قسرية نحو الكرامة
لا يحتاج الأمر إلى كثير من التحليل لفهم الدوافع وراء هذا النزوح الجماعي؛ فالأرقام وحدها كفيلة بتفسير المشهد. في مصر، لا يتجاوز راتب المهندس حديث التخرج 5 إلى 8 آلاف جنيه شهريًا (ما يعادل 105 إلى 168 دولارًا فقط)، بينما يحصل المهندس صاحب الخبرة الكبيرة على نحو 30 ألف جنيه (حوالي 630 دولارًا). في المقابل، يتقاضى نظيره في الخليج ما بين 3 إلى 5 آلاف دولار شهريًا، إذ يصل متوسط راتب المهندس المصري في السعودية إلى 17,550 ريالًا (نحو 4,680 دولارًا)
.

في ظل هذا التفاوت الهائل، تبدو الهجرة ليست خيارًا بل ضرورة معيشية. فحتى بعد إعلان الحكومة عن رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7,000 جنيه (147 دولارًا)، اعتبر خبراء الاقتصاد القرار تجميليًا لا يمس الواقع، مشيرين إلى أن حد الكفاية الفعلية للمواطن المصري لا يقل عن 12 ألف جنيه شهريًا (252 دولارًا). ما يعني أن المهندس – وغيره من أصحاب المؤهلات العليا – يعمل في وطنه تحت خط الكرامة الإنسانية. 

فشل حكومي في إدارة سوق العمل
الأزمة أعمق من مجرد أرقام رواتب. إنها نتاج فشل هيكلي مزمن في إدارة سوق العمل. دراسة صادرة عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية (2024) كشفت عن ظاهرة أسمتها “هرم البطالة المقلوب”، حيث ترتفع معدلات البطالة بين خريجي الجامعات وتنخفض بين العمالة الأقل تعليمًا، في انعكاس صادم لاختلال هيكل الاقتصاد الوطني
.

وتشير الدراسة إلى وجود “فائض مزدوج” في سوق العمل: خريجون بلا وظائف من جهة، وشركات تبحث عن كفاءات لا تجدها من جهة أخرى. هذه الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق تُعد السبب الجوهري في هروب الكفاءات، إذ يجد المهندس نفسه غير قادر على تحقيق ذاته داخل منظومة تفتقر إلى التخطيط والرؤية.

مديرة المركز، عبلة عبد اللطيف، انتقدت ما وصفته بـ”الجمود الهيكلي” في سياسات الحكومة، مؤكدة أن الأخيرة تكتفي “بمسكنات مؤقتة” بدلًا من إصلاح جذور الأزمة، مع غياب التنسيق بين مؤسسات التعليم وسوق العمل، وعجز القطاع الخاص عن استيعاب أكثر من 1.5 مليون شاب يدخلون السوق سنويًا. 

نزيف بلا أفق
الهجرة اليوم لم تعد حلمًا أو مغامرة، بل ملاذًا أخيرًا من واقع خانق. المهندسون الذين يتركون مصر لا يبحثون فقط عن المال، بل عن بيئة تحترم الكفاءة وتكافئ الجهد. ومع استمرار غياب سياسات تحفّز الإبداع وتحمي الكفاءات، سيظل الوطن ينزف عقولًا ويستورد حلولًا
.

لقد فشلت الحكومة في تحويل الثروة البشرية إلى قوة إنتاجية. وبدلًا من الاستثمار في الإنسان المصري، تركته يتآكل بين تضخم الأسعار، وتدني الأجور، وغياب الأمل. هجرة المهندسين ليست مجرد أرقام في تقرير، بل شهادة إدانة لنظام اقتصادي عاجز عن الحفاظ على أبنائه، ودليل على أن مصر، رغم كثرة مواردها، تفقد أثمن ما تملك: عقولها.

* مشاجرات المواطنين بمحطات الوقود قبيل تطبيق زيادة الوقود

قررت لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية في اجتماعها الأخير زيادة أسعار البنزين والسولار، وذلك اعتبارًا من صباح اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025.

ووفقًا للبيان الصادر عن اللجنة، جاءت الأسعار الجديدة على النحو التالي:

  • بنزين 80: من 15.75 جنيه إلى 17.75 جنيه للتر (زيادة 2 جنيه).
  • بنزين 92: من 17.25 جنيه إلى 19.25 جنيه للتر (زيادة 2 جنيه).
  • بنزين 95: من 19 جنيهًا إلى 21 جنيهًا للتر (زيادة 2 جنيه).
  • السولار: من 15.5 جنيه إلى 17.5 جنيه للتر (زيادة 2 جنيه).

وشهدت محطات الوقود في عدد من المحافظات مساء الخميس وفجر الجمعة، زحامًا شديدًا من المواطنين الذين سارعوا إلى ملء خزانات سياراتهم قبل دخول الزيادة حيز التنفيذ، في مشهد تكرر مع كل إعلان عن تعديل أسعار المحروقات خلال السنوات الأخيرة. 

صدى القرار في الشارع المصري

القرار الجديد جاء في وقت يعاني فيه المواطن من ضغوط معيشية خانقة، نتيجة ارتفاع الأسعار وغلاء فواتير الكهرباء والمياه والغاز، فضلًا عن تراجع القدرة الشرائية.

يقول أحد المواطنين فضل عدم ذكر اسمه: “إحنا مش قادرين نلحق على المصاريف، البنزين غلي والأكل غلي، ودايمًا المواطن هو اللي بيدفع التمن”.

وفي مشهد متكرر، اضطر العديد من أصحاب السيارات إلى ركن سياراتهم والتوقف عن استخدامها بسبب التكلفة العالية للتشغيل. بعضهم لجأ إلى المواصلات العامة أو الدراجات النارية كبديل أقل تكلفة، بينما عبّر آخرون عن استيائهم من تتابع الزيادات دون تحسّن في مستوى الدخل.

تأثير مباشر على الأسعار والأسواق

الخبراء الاقتصاديون يحذرون من أن زيادة أسعار الوقود ستنعكس فورًا على تكاليف النقل والإنتاج، مما يعني ارتفاعًا جديدًا في أسعار السلع الغذائية والمنتجات الصناعية خلال الأيام المقبلة.

وقال خبير اقتصادي إن “كل جنيه زيادة في سعر الوقود يضيف عبئًا مباشرًا على المواطن، لأن النقل يدخل في تكلفة كل سلعة تقريبًا، من الخضار والفاكهة إلى المواد الأساسية”.

وتوقع أن تشهد الأسواق موجة جديدة من الارتفاعات في الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%، خاصة في السلع الغذائية والمواصلات العامة، الأمر الذي يزيد من حدة التضخم في البلاد.
أزمة متجددة ومعاناة متصاعدة

تأتي الزيادة في وقت تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن بين ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتآكل الدخول، مما جعل شريحة واسعة من الأسر تكافح لتأمين احتياجاتها اليومية.