سد النهضة قنبلة نووية مائية بعد الفيضانات ماذا لو فُتِحَت البوابات كلها؟.. الأحد 5 أكتوبر 2025م.. بلير في خطة غزة يقترن بالإمارات في خدمة المصالح الصهيو-أمريكية ويزور القاهرة خلال أيام

سد النهضة قنبلة نووية مائية بعد الفيضانات ماذا لو فُتِحَت البوابات كلها؟.. الأحد 5 أكتوبر 2025م.. بلير في خطة غزة يقترن بالإمارات في خدمة المصالح الصهيو-أمريكية ويزور القاهرة خلال أيام

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*محاكمة بلا مرافعات: سجن الخبير الاقتصادي “عبد الخالق فاروق” 5 سنوات يثير صدمة وجدلاً واسعاً

أصدرت محكمة جنح الشروق، حكمًا بالسجن خمس سنوات على الخبير الاقتصادي المعروف الدكتور عبد الخالق فاروق (67 عاماً)، وذلك في القضية رقم 4527 لسنة 2025 جنح الشروق، المرتبطة بالقضية رقم 4937 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، وسط انتقادات حادة واتهامات بانتهاك حق الدفاع وحرمانه من المرافعة والاطلاع على أوراق القضية.

الحكم، الذي وصفه مراقبون بـ”المفاجئ والصادم”، أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية والاقتصادية، خاصة أن المحكمة لم تسمح لهيئة الدفاع بتقديم مرافعاتها أو الاطلاع على المستندات، وهو ما اعتُبر “سابقة خطيرة في قضايا الرأي”.

اتهامات على خلفية مقالات نقدية

تواجه فاروق تهمًا بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتحريض ضد الدولة وقياداتها.

غير أن الاتهامات تستند بالأساس إلى مقالاته وكتاباته البحثية التي انتقد فيها السياسات الاقتصادية للنظام ومن أبرزها:

  • “الجنرال السيسي.. وسرقة القرن – العاصمة الإدارية نموذجاً”.
  • “هل تقاضى الجنرال السيسي ثمن موقفه في محرقة غزة؟”.
  • “الجنرال السيسي وحكاية جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة: استيلاء على أراضي الدولة”.
  • “قصة صعود يوسف بطرس غالي إلى سلم السلطة والحكم في مصر”. 

هيئة الدفاع: محاكمة غير مكتملة الأركان

المحامي نبيه الجنادي، عضو هيئة الدفاع عن فاروق، قال إن الحكم صدر “من دون استكمال الإجراءات الجوهرية”، موضحًا أن المحكمة رفضت طلب الدفاع بالاطلاع على أوراق القضية قبل سماع مرافعة النيابة، وأصرت على المضي قدمًا في الجلسة.

وأضاف الجنادي أن الدفاع أثبت اعتراضه رسميًا، لكن المحكمة استمعت فقط لمرافعة النيابة، ثم غادر القاضي والسكرتير القاعة من الباب الخلفي دون إعلان الحكم في حينه، قبل أن يتفاجأ فريق الدفاع صباح اليوم التالي بصدور حكم بالسجن خمس سنوات. 

مراقبون: ضربة جديدة لحرية التعبير

يرى حقوقيون ومتابعون للشأن القضائي أن هذا الحكم يمثل “انتهاكًا صارخًا لمعايير العدالة”، خصوصًا أن المحكمة كانت قد أجّلت الجلسة السابقة لإتاحة الفرصة للدفاع، لكنها عادت وأصدرت الحكم من دون مرافعة.

مراقبون وصفوا ما حدث بأنه “محاكمة استثنائية”، تهدد ما تبقى من هامش حرية التعبير في مصر، لا سيما في ما يتعلق بالنقد الاقتصادي للسياسات الحكومية.

ظروف احتجاز قاسية وأزمات صحية

خلال جلسات التحقيق، شكا فاروق من ظروف احتجازه في سجن العاشر من رمضان، حيث يقضي 23 ساعة يوميًا في زنزانة مغلقة، محرومًا من التريض والعلاج المناسب، على الرغم من معاناته من قصور في الشريان التاجي وأزمات قلبية متكررة. وقد نُقل مرتين مؤخرًا إلى مستشفى السجن إثر تدهور حالته الصحية


خلفية تاريخية

يُذكر أن عبد الخالق فاروق سبق أن اعتُقل في أكتوبر 2018 بعد نشره كتابه “هل مصر بلد فقير حقاً؟”، والذي شكك في الرواية الرسمية حول موارد الدولة الاقتصادية. الإفراج عنه حينها لم يمنع استمرار الملاحقات بحقه، إذ يرى محاموه أن القضية الحالية تأتي في السياق نفسه، مؤكدين أن استهدافه “فكري وليس جنائي”.

 

*إعلام عبري: إسرائيل تنوى البقاء في محور فيلادلفيا

نقلت وسائل إعلام عبرية أن جهات إسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة مساء السبت بعدد من الأماكن التي تنوي إسرائيل الاحتفاظ بها في قطاع غزة لسنوات مقبلة من بينها البقاء في محور فيلادلفيا

ونقلت القناة العبرية العاشرة عن المراس العسكري لهيئة البث الرسمية إيتاي بلومنتال، أن الجهات الإسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة نية تل أبيب في الاحتفاظ بثلاثة أماكن في قطاع غزة وذلك في إطار المفاوضات حول مستقبل القطاع بعد الحرب.

وتشمل هذه المواقع المنطقة العازلة المحيطة بالقطاع، ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، والذي ترفض مصر الوجود الإسرائيلي فيه، حيث طالبت القاهرة رسميا إسرائيل بسحب قواتها منه أكثر مرة، منذ تحقيق القوات الإسرائيلية السيطرة العملياتية الكاملة عليه في مايو 2024.

وتشمل تلك المناطق تلة الـ70 (المعروفة أيضا بتلة المنطار) في منطقة الشجاعية، التي ترتفع 70 مترا فوق سطح البحر وتوفر سيطرة نارية ورصدية على مناطق واسعة في شمال غزة مثل مدينة غزة، الشجاعية، الزيتون، جباليا.

وأوضحت القناة العبرية أن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بتلك الأماكن بالإضافة إلى المستوطنات الإسرائيلية مثل ناحل عوز، كفار عزة، ومفلسيم.

وأكدت إسرائيل أن الأمريكيين يتفهمون الحاجة الإسرائيلية للبقاء في هذه المواقع لأسباب أمنية، وسط استمرار التوترات في المفاوضات حول وقف النار وخطة إعادة الإعمار.

وتشكل هذه المواقع جزءا من استراتيجية إسرائيلية للسيطرة الأمنية على غزة، حيث يعد محور فيلادلفيا (المعروف أيضا بالممر الفيلادلفي) شريطا حدودياً ضيقاً طوله 14 كم وعرضه 100 متر على الحدود مع مصر، يهدف إلى منع التهريب والتسلل، وقد سيطرت عليه إسرائيل منذ مايو 2024 رغم معارضة مصرية وفلسطينية شديدة، معتبرة إياه عقبة رئيسية أمام اتفاق وقف إطلاق النار.

 

*الخارجية المصرية: القاهرة تستضيف وفدي حماس وإسرائيل الاثنين 6 أكتوبر لبحث تطبيق خطة ترامب بشأن غزة

أعلنت الخارجية المصرية عن استضافة مصر لوفدين من إسرائيل وحماس يوم الاثنين 6 أكتوبر لبحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل الأسرى.

وأوضحت الخارجية المصرية في بيان رسمي لها أن تلك المباحثات تأتي طبقا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي إطار الجهود المصرية المتواصلة بالتنسيق مع الوسطاء والرامية لإنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة،

وأكدت أن هذا الاجتماع يأتي “أملاً في وضع حد للحرب” ووقف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق والتي استمرت على مدار عامين متصلين.

وأشار بيان للخارجية المصرية أن هذه المشاورات في إطار الجهود المبذولة للبناء على الزخم الإقليمي والدولي الذي تحقق عقب طرح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” لوقف الحرب في قطاع غزة.

وجاء الإعلان بعد موافقة حماس المشروطة على الخطة، حيث أعربت عن استعدادها لإطلاق جميع الرهائن (حوالي 20 حيا وجثامين آخرين) مقابل إفراج إسرائيلي عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، بشرط توفير ضمانات لانسحاب إسرائيلي كامل ووقف النار الدائم، مع طلب توضيحات حول جدول الانسحاب ونزع السلاح.

ومن المتوقع مشاركة مبعوثين أمريكيين مثل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين كرون ديرمر، في مشاورات غير مباشرة، حيث أعدت إسرائيل قوائم الأسرى وخرائط الانسحاب.

وتتكون خطة ترامب من نحو 20-21 بندا أعلن عنها في 29 سبتمبر 2025، وتشمل وقفا فوريا لإطلاق النار، إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين (حوالي 20 حيا وجثامين آخرين) مقابل إفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وانسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية ونزع سلاح حماس، وإنشاء حكم انتقالي مؤقت للجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية تحت إشراف “مجلس سلام” دولي برئاسة ترامب نفسه، مع مشاركة شخصيات مثل توني بلير.

كما تتضمن برنامج إعادة إعمار بتكلفة تصل إلى عشرات المليارات، وخطة اقتصادية لتحويل غزة إلى منطقة مزدهرة، مع رفض الضم الإسرائيلي للضفة الغربية ومنع التهجير القسري، مما يمهد لمسار نحو دولة فلسطينية موحدة.

 

*إعلام عبري يكشف عن نوايا إسرائيلية قد تغضب مصر لسنوات 

نقلت وسائل إعلام عبرية أن جهات إسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة مساء السبت بعدد من الأماكن التي تنوي إسرائيل الاحتفاظ بها في قطاع غزة لسنوات مقبلة من بينها البقاء في محور فيلادلفيا

ونقلت القناة العبرية العاشرة عن المراس العسكري لهيئة البث الرسمية إيتاي بلومنتال، أن الجهات الإسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة نية تل أبيب في الاحتفاظ بثلاثة أماكن في قطاع غزة وذلك في إطار المفاوضات حول مستقبل القطاع بعد الحرب.

وتشمل هذه المواقع المنطقة العازلة المحيطة بالقطاع، ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، والذي ترفض مصر الوجود الإسرائيلي فيه، حيث طالبت القاهرة رسميا إسرائيل بسحب قواتها منه أكثر مرة، منذ تحقيق القوات الإسرائيلية السيطرة العملياتية الكاملة عليه في مايو 2024.

وتشمل تلك المناطق تلة الـ70 (المعروفة أيضا بتلة المنطار) في منطقة الشجاعية، التي ترتفع 70 مترا فوق سطح البحر وتوفر سيطرة نارية ورصدية على مناطق واسعة في شمال غزة مثل مدينة غزة، الشجاعية، الزيتون، جباليا.

وأوضحت القناة العبرية أن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بتلك الأماكن بالإضافة إلى المستوطنات الإسرائيلية مثل ناحل عوز، كفار عزة، ومفلسيم.

وأكدت إسرائيل أن الأمريكيين يتفهمون الحاجة الإسرائيلية للبقاء في هذه المواقع لأسباب أمنية، وسط استمرار التوترات في المفاوضات حول وقف النار وخطة إعادة الإعمار.

وتشكل هذه المواقع جزءا من استراتيجية إسرائيلية للسيطرة الأمنية على غزة، حيث يعد محور فيلادلفيا (المعروف أيضا بالممر الفيلادلفي) شريطا حدودياً ضيقاً طوله 14 كم وعرضه 100 متر على الحدود مع مصر، يهدف إلى منع التهريب والتسلل، وقد سيطرت عليه إسرائيل منذ مايو 2024 رغم معارضة مصرية وفلسطينية شديدة، معتبرة إياه عقبة رئيسية أمام اتفاق وقف إطلاق النار.

أما المنطقة العازلة المحيطة بالقطاع، فقد امتدت إلى 62 كم² (17% من مساحة غزة) منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، لتشمل مناطق حدودية لمنع عودة السكان وتعزيز السيطرة.

وتأتي هذه الإفصاحات في سياق ضغوط أمريكية متزايدة على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، حيث حذرت واشنطن من وقف المساعدات العسكرية إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مع بيع أسلحة بـ8 مليارات دولار لإسرائيل مؤخرا، لكنها تؤكد دعما “مطلقا” مع التركيز على السيطرة الأمنية.

 

*بلير في خطة غزة يقترن بالإمارات في خدمة المصالح الصهيو-أمريكية ويزور القاهرة خلال أيام

يعود اسم توني بلير إلى الواجهة مجددًا في سياق ترتيبات “اليوم التالي” لوقف الحرب في قطاع غزة، حيث يُطرح كمندوب سامٍ لإدارة مرحلة انتقالية ضمن خطة أمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

السياق العام يشير إلى أن العلاقة بين توني بلير والإمارات متبادلة ومبنية على مصالح مشتركة، وليست من طرف واحد فقط، لكن من خلال الوثائق والتقارير، يبدو أن بلير هو من بادر بالاقتراب من دول الخليج، وخاصة الإمارات، في إطار دوره كمبعوث دولي وصاحب شبكة علاقات واسعة في المنطقة.

وللفلسطينيين تاريخ طويل مع بلير، الذي شغل منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية منذ عام 2007 وحتى 2015، بعد استقالته من رئاسة الوزراء البريطانية. اللجنة الرباعية، التي تأسست عام 2002، ضمت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وكانت مهمتها دعم عملية السلام، لكنها وُصفت بشروطها المهينة.

وخلف بلير جيمس وولفنسون، الذي استقال بسبب فوز حركة حماس في الانتخابات، لكنه رفض تجويع الفلسطينيين كوسيلة ضغط سياسي. أما بلير، فقد ارتبط اسمه بتبني سياسات المحافظين الجدد في واشنطن، وساند الغزو الأمريكي للعراق والعدوان “الإسرائيلي” على لبنان عام 2006، مما كشف عن انحيازه الكامل للسياسات الأمريكية و”الإسرائيلية”.

وخلال عمله كمبعوث للجنة الرباعية الدولية، ركز بلير على مشاريع اقتصادية بدلاً من الدفع الحقيقي نحو السلام، وسوّق لفكرة “السلام الاقتصادي” عبر تحسين ظروف الفلسطينيين مقابل التنازل عن الحقوق السياسية، كما دعم فكرة الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة. في الوقت نفسه، أسس شبكة علاقات استشارية في المنطقة، وشارك في جهود تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وعدد من الدول العربية، عبر لقاءات سرية بدأت عام 2015، وأدت لاحقًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.

وطرح بلير رؤية جديدة لقلب معادلة التسوية، في عام 2020، داعيًا إلى إحلال “السلام” بين “إسرائيل” والدول العربية أولًا، ثم معالجة القضية الفلسطينية لاحقًا، وهو ما تبناه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لاحقًا. وهذه الرؤية عززت موقع بلير لدى الإدارة الأمريكية، التي كلفته بلعب دور محوري في صياغة مستقبل غزة بعد الحرب، بالتعاون مع شخصيات نافذة مثل جاريد كوشنر وستيف ويتكوف.

خطة الثقة العظيمة

ومن جديد ظهر بلير في أغسطس الماضي في اجتماع عقده ترامب في البيت الأبيض لمناقشة أفكار حول كيفية إنهاء الحرب، التي تقترب من عاميها الثاني، وما الذي سيأتي بعد ذلك. وكان من بين المشاركين وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف؛ ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي طُلبت آراؤه بشأن مستقبل غزة؛ وصهر ترامب جاريد كوشنر الذي تولّى كثيرًا من مبادرات الرئيس في الشرق الأوسط خلال الولاية الأولى وله مصالح خاصة واسعة في المنطقة.

وأفرز الاجتماع الذي جمع توني بلير بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر في البيت الأبيض يوم 27 أغسطس، وصف بلير الحرب في غزة بأنها “فرصة لا تتكرر إلا مرة في القرن” لبناء مشاريع ضخمة بقيمة 324 مليار دولار على أنقاض الضحايا.

وأعاد كوشنر طرح رؤيته القديمة لتحويل غزة إلى منطقة اقتصادية دولية، تستغل موارد الغاز وتضم مشاريع مثل “قناة بن جوريون” كبديل لقناة السويس.

وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن خطة بعنوان “الثقة العظيمة” أعدتها مجموعة بوسطن الاستشارية ومعهد توني بلير، وتتضمن مشاريع ضخمة في غزة مثل “ريفيرا ترامب”، ومناطق صناعية ذكية، ومرافق لوجستية تربط غزة بالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، الوثيقة لم تشر إلى إعادة توطين الفلسطينيين، لكنها اقترحت تهجير نصف مليون شخص مقابل 9 آلاف دولار للفرد.

وتضمنت الخطة الأمريكية 21 بندًا، معظمها غامض ويحتاج إلى مفاوضات، باستثناء بند واحد يتعلق بإعادة الأسرى الصهاينة خلال 48 ساعة، أما بند انسحاب الاحتلال من غزة، فهو تدريجي، ويعيد إلى الأذهان تجارب فلسطينية مريرة مع إعادة الانتشار في الضفة الغربية، التي لم تكتمل بسبب مماطلة تل ابيب.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ما سبق وتناولته صحف صهيونية عبرية من أن الخطة أُعدت بقيادة رجال أعمال “إسرائيليين”، منهم مايكل أيزنبرج وليران تانكمان، وضابط استخبارات سابق، بالتعاون مع مجموعة بوسطن الاستشارية، وقد التقى بلير سابقًا بخالد مشعل في الدوحة ضمن تحركات سياسية متصلة بالخطة.

الدول العربية والإسلامية مطالبة بالحذر في التعامل مع هذه الخطة، وعدم التسرع في منحها الشرعية، خاصة مع الغموض المحيط بدور منظمة التحرير الفلسطينية، كان من الأفضل البناء على المبادرة المصرية، رغم عيوبها، لضمان وحدة غزة والضفة والقدس كإقليم واحد، خصوصًا بعد الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين.

الإمارات وبلير مصالح مشتركة 

وأسس بلير “معهد توني بلير للتغيير العالمي” الذي يعمل على تقديم الاستشارات السياسية والاقتصادية، وكان يبحث عن شركاء إقليميين لتمويل وتنفيذ مشاريعه.

وشارك في صياغة خطط اقتصادية ضخمة لما بعد الحرب في غزة، بالتعاون مع رجال أعمال “إسرائيليين” وصناديق استثمار خليجية، ما يدل على سعيه لتأمين دعم مالي وسياسي من الإمارات والسعودية حتى إنه أطلق مشاريع تحمل أسماء زعماء الخليج مثل “MBS Ring” و”MBZ Central“، مما يوحي بمحاولة استرضاءهم أو جذبهم للمشاركة أو بالاتفاق معهم قبل ترميزهم ضمن عناوين مشاريعه.

وقال مراقبون: إن “الإمارات وتحديدا محمد بن زايد أيضًا كانت يبحث عن دور إقليمي مؤثر، خاصة في ملفات التطبيع، والاستثمار، وإعادة الإعمار. وجود شخصية مثل بلير، ذات علاقات دولية واسعة، يخدم أهدافها الاستراتيجية”.

وخلص المراقبون إلى أن بلير بادر بالاقتراب، لكنه وجد في الإمارات شريكًا راغبًا وطموحًا، فباتت العلاقة بينهما أشبه بتحالف مصالح، حيث فتش كل طرف عن الآخر في الوقت المناسب.

وعمل بلير كمستشار غير رسمي لعدد من الحكومات، من بينها السعودية، عبر “معهد توني بلير للتغيير العالمي”، وشارك في مشاريع اقتصادية واستشارية تهدف إلى إعادة هيكلة السياسات العامة، خاصة في ظل رؤية السعودية 2030.

ووظف بلير مشروعيه السالفين لمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان في خطة “الثقة العظيمة” لإعادة إعمار غزة، حيث كان الاستثمار الخليجي حاضرًا بقوة، خصوصًا من السعودية عبر صناديق سيادية.

وقالت تقارير: إن “هذه الثقة “العظيمة” جاءت من لعب بلير دورًا في التقارب بين إسرائيل ودول عربية، وكان له نشاط سري في هذا المجال منذ 2015“.

وأنه في نشاطه السري؛ عمل وسيطا دوليا له قبول في بعض الدوائر الخليجية، ويُستخدم أحيانًا كقناة خلفية للتواصل مع الغرب، خاصة في ملفات حساسة مثل إيران، وفلسطين، والتطبيع.

 

*لماذا تثير إسرائيل عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة عن طريق مصر الآن؟

نشرت تقارير إسرائيلي مزاعم جديدة حول استمرار تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية، من خلال ما توصف بـ”تلال الصحراء الذهبية” في سيناء، تزامنا مع تواصل حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.

وادعت الكاتبة اليمينية سارة هعتسني كوهين، أنّ “العديد من التقارير في الآونة الأخيرة تتحدث عن استمرار تهريب الأسلحة على نطاق واسع على الحدود المصرية بواسطة طائرات دون طيار ثقيلة، مع العلم أنها ليست الطائرات الصغيرة التي تُحلق في السماء كهواية شخصية، وليست التي تُقاتل في غزة ولبنان، بل طائرات ضخمة مُسيّرة تحمل سعتها عشرات الكيلوغرامات، وبلغة الأسلحة، فهو يعني القدرة على حمل 4 مخازن ذخيرة، أو 10 بنادق طويلة، أو 30 مسدسًا“.

وأضافت أن “عشرات الطائرات المسيرة تمرّ في الأجواء الاسرائيلية الحدودية مع مصر ليلًا ونهارًا، محملة بالأسلحة، ولا أحد على الأرض من الجنود يوقفها، مما يعني إن المهربين يعملون كعصابة منظمة وممولة جيدًا، مع مراقبين ومركبات متعددة التضاريس، مما يُصعّب على الوحدات النظامية الاسرائيلية التعامل معها، وفي يوم واحد أحصى المستوطنون المقيمون هناك 25 طائرة مسيرة فقط، فماذا عن تلك التي مرت دون رصدها“.

وأوضحت أن “طول الحدود بين إسرائيل ومصر يبلغ 200 كيلومتر، ويتم التهريب عبرها من خلال السكان البدو، لكن وجهته مجهولة، والافتراض السائد لدى جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه حتى الأسلحة المخصصة لأغراض إجرامية أو شخصية ستُوجَّه لأغراض معادية عند صدور الأوامر من القوى التي تتربص بتل أبيب

وقد تلقينا بالفعل عرضًا ترويجيًا صغيرًا في حرب سيف القدس في مايو 2021، حين اندلعت المواجهات في جميع أنحاء الدولة“.

وأشارت إلى أننا “قد نكون أمام حدث استراتيجي، مُوَجَّه من الأعلى، سواء على الحدود المصرية أو الأردنية، ويتعامل معه الجيش الإسرائيلي بأدوات تكتيكية دقيقة، فهناك وحدات في الميدان، بدون أفراد أو معدات مناسبة، وتنهار تحت وطأة العبء، أما جودة معدات المهربين على جانبي الحدود فقد تفوق معدات وحدات الجيش بعدة أضعاف، مع وجود مشكلة أخرى تتمثل بأنه لا يوجد من يستطيع إيقافهم، حيث يجوب المهربون البدو صحراء النقب، ويفعلون ما يحلو لهم، وليس لديهم ما يخسرونه“.

وأضافت أن “كل طائرة مسيرة والمركبة التي تحملها على الجانب الإسرائيلي تكلف مئات آلاف الشواقل، واليوم، حتى في حال القبض على المركبة، تُصادر لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم تُعاد لصاحبها، مما دفع بوزيرة الاستيطان أوريت ستروك، لإثارة هذه القضية بعمق أمام مجلس الوزراء، دفعت بالأضواء الحمراء لأن تظهر سريعا، وتومض باستمرار“.

وأوضحت أن “الوزيرة أشارت لما وصفتها بـ”غيبوبة منهجية تؤدي إلى فشل ذريع”، لأن الجيش لا يستطيع التعامل مع الظاهرة بمفرده، لأنه بحاجة للشرطة وجهاز الشاباك ووزارة القضاء، وما يحصل اليوم أمام ما تشهده الحدود المصرية يفتقر للتفكير والعمل الاستراتيجيين“.

ونقلت عن “أوساط عسكرية أن تقديراتها الميدانية تشير إلى أنه خلال عامي الحرب على غزة، مرّ حوالي 7000 قطعة سلاح عبر الحدود المصرية، وهذه كمية فلكية من الأسلحة غير القانونية والقاتلة، ولم تتمكن وحدات الجيش من إحباط إلا بضع مئات منها، ومؤخرًا، مع انخفاض نشاط هذه الوحدات، ازدادت وتيرة التهريب بشكل كبير“.

 

*بعد الفيضانات.. خبير مصري: سد النهضة قنبلة نووية مائية

جدد الخبير المصري في الموارد المائية الدكتور عباس شراقي، تحذيراته من خطورة سد النهضة الإثيوبي وأضراره المحتملة على مصر والسودان، وذلك بعد الفيضانات التي أغرقت بعض المناطق مؤخرا.

ووصفه شراقي، الأستاذ بجامعة القاهرة، سد النهضة بأنه “القنبلة النووية المائية” التي قد تنفجر في أية لحظة، إن لم يتم التعامل معها بحكمة ومسؤولية، مؤكدا أن الفيضانات التي ضربت السودان مؤخرا، ليست طبيعية بل هي نتيجة مباشرة لقرارات أحادية الجانب اتخذتها إثيوبيا في إدارتها سد النهضة.

وأوضح أن إثيوبيا فتحت بوابات السد فجأة ومن دون تنسيق مسبق مع مصر أو السودان، ما تسبب في إطلاق كميات هائلة من المياه إلى نهر النيل الأزرق بدفع هائل لا تقوى سدود السودان على تحمله، وهو ما أدى إلى كارثة إنسانية تشهدها البلاد اليوم.

وأضاف أن الوضع الفني للسد يعاني من مشاكل كبيرة، لأن التوربينات التي تم تركيبها قليلة وغير كاملة التشغيل، ما أدى إلى تراكم مياه الأمطار في البحيرة التي لم تستطع التوربينات تفريغها، الأمر الذي اضطر إثيوبيا لفتح بوابات السد بشكل مفاجئ وعشوائي.

ونوه إلى أن إثيوبيا ظلت ترفض الدخول في اتفاقيات ملزمة تنظم عملية ملء وتشغيل السد، رغم مرور أكثر من 14 سنة على المفاوضات، مؤكدا أن السد لا يفي بوعوده في توفير الكهرباء للدرجة التي يحتاجها 130 مليون إثيوبي، بل يركز بشكل أكبر على تصدير الكهرباء للدول المجاورة، ما يزيد الأعباء على المنطقة ويعقد الملف المائي والسياسي أكثر.

وعن زيادة منسوب المياه في مصر، قال شراقي، إن الأمر لم يكن مفاجئة بالنسبة لمصر التي تتابع الوضع بدقة عبر لجان مختصة تعمل على احتواء الأضرار، لكنها تبقى قلقة جدا من تكرار سيناريوهات مماثلة قد تكون كارثية إن استمرت إثيوبيا في قراراتها الأحادية بدون تعاون أو إشراك للدول المتضررة.

وضربت السودان مؤخرا موجة فيضانات هائلة بعد استقبال البلاد كمية ضخمة تصل إلى 80 مليون متر مكعب من المياه يوميا، ما أضطرها إلى فتح السدود مثل الروصيرس حتى لا يتعرض لكارثة نتيجة الضغط الهائل، وفي مصر اضطرت السلطات إلى تصريف كميات أكبر من مياه السد العالي لاستيعاب الفيضان القادم؛ ما أدى إلى ارتفاع منسوب نهر النيل وغرق بعض المناطق في “طرح النهر“.

 

*مياه الجحيم من أديس أبابا.. ماذا لو فُتِحَت البوابات كليًّا؟

يشهد حوض النيل أزمة غير مسبوقة بعد أن فتحت إثيوبيا بوابات سدّ النهضة خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى فيضانات عارمة اجتاحت مناطق واسعة في السودان، وتسببت بغرق قرى وحقول ومنازل، قبل أن تمتد آثارها إلى مصر، حيث سُجّلت أضرار في قرى بمحافظتي أسوان والمنوفية.

وقالت وزارة الري المصرية إن ما حدث ليس فيضاناً طبيعياً، بل نتيجة قرار إثيوبي منفرد بإطلاق كميات ضخمة من المياه دفعة واحدة، من دون تنسيق أو إخطار مسبق، معتبرة ذلك “عدواناً مائياً يهدد الأمن القومي المصري”.

وأشارت القاهرة إلى أن المخزون داخل السد يكفي لإطلاق تدفقات مماثلة لعامين قادمين، ما يعني أن الخطر لا يزال قائماً ويتصاعد مع مرور الوقت.

في المقابل، يرى مراقبون أن أزمة سد النهضة تحوّلت من قضية تنموية إلى ورقة ضغط جيوسياسية، وأن المياه التي كانت تمثل رمزاً للحياة في وادي النيل، أصبحت أداة تهديد واستنزاف لدول المصب.

الحدث أعاد تسليط الضوء على “اتفاق المبادئ” الذي وقعته القاهرة وأديس أبابا قبل أعوام، والذي اعتبره منتقدون تفريطاً في الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، بعدما تحولت من دولة منبع التأثير إلى طرف مهدد بالغرق والعطش في آن واحد.

 

*قروض حكومية لمستثمرين أجانب لتطوير فندق مجمع التحرير بعد تعثر المشروع

بعد أربع سنوات من توقف مشروع تحويل “مجمع التحرير” إلى فندق ومشروع سياحي يحمل اسم “كايرو هاوس” عبر تحالف إماراتي – أميركي، ألقت الحكومة المصرية بطوق نجاة للشركاء الأجانب، عبر طلبها من بنك مصر المملوك للدولة تشكيل تحالف مالي بقيادته والبنك العربي الأفريقي، وبمشاركة بنكي القاهرة و”نكست” أو بنك الاستثمار العربي” لمنح التحالف المسؤول عن مشروع تطوير المجمع 15 مليار جنيه قرضاً مالياً يسدد على سبع سنوات.

وبحسب تقرير، ألزمت الحكومة بنك القاهرة و”نكست” بتوفير الأموال المستحقة من القرض بما يعادل 312 مليون دولار، متضمناً جزءاً منه بالعملة الصعبة، لصالح الصندوق السيادي للدولة، بضمان ملكية مبنى المجمع وأصول عامة، ليبدو، كما يرى الخبراء، استثماراً أجنبياً مباشراً رغم كونه تمويلاً محلياً بالكامل.

تمثل قيمة التمويل الجديد خمسة أضعاف قيمته التعاقدية التي أعلنتها منذ 4 سنوات، وأصبحت قابلة للزيادة مع الارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء ومستلزمات التشغيل التي يتوجب استيرادها من الخارج.

غير القرض الجديد جوهر الصفقة التي أبرمها الصندوق السيادي، الذي آلى إلى ملكيته مبنى مجمع التحرير ضمن عشرات المباني العامة ومقار الوزارات والمكاتب الحكومية بقرار جمهوري، فأصبح ممثلاً عن الدولة مع الشركاء الإماراتيين، فبدلاً من ضخ استثمارات مباشرة في التحالف الأجنبي، سيتم تمويل المشروع عبر بنوك محلية بالدولار من أموال المودعين المصريين، للصرف على أعمال التطوير وإعادة التأهيل الشامل للمبني.

يفرض عقد التمويل على الصندوق السيادي تقديم ضمانات بقيمة عقار وأرض مجمع التحرير للبنوك المقرضة للمشروع.

وأكد الخبير الاقتصادي أحمد خزيم أن الواقعة تكشف غياب الرؤية الحكومية للاستخدام الأمثل للاستثمارات وتعاملها مع الفرص الاقتصادية بطرق ملتوية، مبيناً أن هذه الفرص الاستثمارية ضائعة مثل غيرها من الصفقات التي صبت في صالح الأجانب، وعلى رأسها بيع مدينة رأس الحكمة، التي خصصت لشركة أجنبية من دون مبرر واضح، إلا المشاركة بقيمتها في سداد الدين العام، بينما كان يمكن استغلالها في الاستثمار المحلي أو الأجنبي بأفضل السبل التي تحقق عوائد مرتفعة وبقيمة مضاعفة بما يدعم اقتصاد الدولة.

ودعا خزيم رئيس الحكومة إلى مراجعة سياساته في إدارة الأصول العامة، واصفاً صفقة تمويل مشروع مجمع التحرير بأنها” ضياع للأصول” وإهدار لمقدرات الدولة، التي تسير وفق منهج واضح يسند ملكية وإدارة الأصول العامة إلى الأجانب، من دون أن تحقق أي عائد حقيقي للاقتصاد، وبلغ الأمر أن تتجه تلك الشركات إلى استخدام التمويل المحلي واقتراض الدولار من البنوك المحلية، لتطوير تلك المشروعات، من دون أن تأتي بأية إيرادات حقيقية من العملة الصعبة للدولة، ما يعني إمكانية أن تتولى الشركات المحلية تلك الفرصة من دون مخاطر إسنادها إلى الأجانب.

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد أعلن، في ديسمبر 2021، عن فوز تحالف يضم شركة “العتيبة للاستثمار” الإماراتية و”أكسفورد كابيتال” المؤسسة في الولايات المتحدة بعدة أشهر لإدارة ملف الشركة بالقاهرة، و”غلوبال فينتشرز” و”زوسر كابيتال” بعقد تطوير المجمع عبر صندوق مصر السيادي، بقيمة استثمارات أولية تجاوزت 3.5 مليارات جنيه، لإقامة فندق “كايرو هاوس” بمجمع التحرير الذي سيضم 500 غرفة فندقية وشققاً فاخرة ومطاعم ومرافق ترفيهية، تديره مجموعة “ماريوت إنترناشيونال” تحت العلامة التجارية “أتوغراف كولكشن“.

وروجت الحكومة المشروع بوصفة نموذجاً لـ”تعظيم الاستفادة من أصول الدولة، وجذب رؤوس أموال أجنبية مباشرة، من دون تحميل المالية المصرية أعباء إضافية، وبعد مرور أربع سنوات على توقيع العقد، لم يكتمل التنفيذ وفق الجداول الزمنية المعلنة، فيما ظل المبنى الذي يعد أحد معالم وسط القاهرة مغلقاً.

وفاجأت الحكومة شركة العتيبة للاستثمار بمنح شركة “الشريف” السعودية للاستثمار السياحي حق استغلال موقف سيارات “عمر مكرم” المواجه لفندق المجمع بعقد يمتد 15 عاماً، ليكون في خدمة نزلاء فندق” شبرد” المطل على نيل القاهرة، وتشغيله للعامة بأسعار مرتفعة، رغم عدم قدرتها على توفير ملاذ بديل لنزلاء فندق المجمع، أو اقتطاع جزء من ميدان التحرير – طبقاً لطلب “العتيبة” – لتحويله إلى حديقة خاصة بالفندق، بعد ثبوت ملكيته مشروع مترو أنفاق القاهرة، وعدم قدرة الحكومة على إدخال أية تعديلات فنية بالميدان الشهير، تتعارض مع مسار مترو الأنفاق ومشروع التنسيق الحضاري للميدان ومنطقة وسط القاهرة الخديوية.

وكشفت مصادر عن تحول الحكومة إلى ممول ذاتي لمشروع تديره شركة “العتيبة الإماراتية” بالمخالفة لنصوص العقد المبرم عام 2021، حيث أصبح الصندوق السيادي هو الممول الحقيقي للمشروع، عبر استدانته من البنوك بضمان الأصل الذي يمثل المبنى التاريخي، ما وصفوه بأنه يمثل ضعفاً في قدرة الشريك الأجنبي على توفير السيولة على مدار أربع سنوات متصلة، ما يتطلب إلزامه بالتنفيذ أو إلغاء عقد الامتياز الممنوح له وتحميله تكاليف فسخ العقد وقيمة التأخير الناتج عن توقف المشروع طوال المدة السابقة.

وأشار المصدر المطلع على مسار صفقة “فندق المجمع” إلى مواجهة المستثمر الإماراتي ارتفاعاً بتكلفة التمويل الخارجي، عقب توقيع العقد عام 2021، الذي شهد تشديد السياسة النقدية عالمياً وارتفاع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية فاقت 8% على الدولار، فأصبح الاقتراض الدولي أكثر كلفة، ما أظهر عدم قدرته على تحمل كامل التمويل للمشروع ذاتياً.

الحكومة تريد الإسراع بالمشروع المعطل، الذي أبقى مبنى المجمع رمزاً للتعثر في مشروعات الطروحات العامة، المدفوعة باتفاق مسبق مع صندوق النقد الدولي، فاندفعت لتدبير التمويل بالعملة الصعبة عبر البنوك المحلية، لا سيما أن بعثة صندوق النقد الدولي، التي وصلت إلى البلاد صباح الخميس، ستجري مقابلات مع رئيس الوزراء ووزيري قطاع الأعمال والاستثمار، لمراجعة المشروعات المعطلة في الطروحات العامة، لكتابة تقرير عن الأداء الحكومي للطروحات، ضمن تقييم شامل لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، تنتهي منه منتصف أكتوبر الجاري.

في السياق، عبر الخبير الاقتصادي أحمد خزيم عن خشيته من أن يتسبب القرض الكبير لمشروع مبنى المجمع الفندقي في ضغوط على البنوك المصرية، التي تعاني من أعباء تمويلية ونقص في  العملات الأجنبية، بينما تظل الاستفادة الأكبر من نصيب الشريك الأجنبي الذي سيحصد عوائد التشغيل لاحقاً عبر إسناد إدارة الفندق مباشرة لعلامة عالمية، من دون أن يبذل أي مجهود، مبيناً أنه عندما تحل فترة سداد القرض، فإن الشركة المطورة ستضطر إلى شراء الدولار من السوق المحلية، حيث يحتاج الفندق إلى سنوات حتى يبدأ في تحقيق أرباح تشغيلية تكفي فوائد وأقساط الدين، ما يخلق طلباً إضافياً على الدولار، مع توجيه إيرادات التشغيل لاحقاً لشراء مستلزمات التطوير والتشغيل، وفي حالة تضرر النشاط السياحي، سينقل العبء فعلياً إلى الدولة، التي قد تضطر للتدخل لضمان الاستقرار المصرفي.

 

*مصر تطالب “صندوق النقد” بتأجيل برنامج الطروحات

طالبت الحكومة بعثة صندوق النقد الدولي للقاهرة بتأجيل تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية إلى الربع الأول من عام 2026، بداعي تأثيرات الأوضاع الجيوسياسية المتوترة في المنطقة على جاذبية السوق، بحسب موقع المنصة

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن لقاءات تمهيدية مصغّرة عُقدت صباح الخميس الماضي، بين وفد من بعثة خبراء الصندوق وعدد من الوزراء، لمناقشة المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج التعاون الممتد بين مصر والصندوق.

والأربعاء الماضي، وصل وفد من صندوق النقد الدولي للقاهرة لإجراء المناقشات حول الشريحتين الخامسة والسادسة من برنامج التمويل، فيما تنضم باقي البعثة منتصف الشهر الجاري.

وبحسب المصدر، فإن وفدًا حكوميًا يضم وزراء المالية والتخطيط والتعاون الدولي والاستثمار، إلى جانب محافظ البنك المركزي، سيتوجه إلى واشنطن نهاية الشهر الجاري، لعقد لقاءات مع المجلس التنفيذي للصندوق، من أجل الاتفاق على تفاصيل المرحلة المقبلة من البرنامج وفق المستجدات التي طرأت مؤخرًا، واستدعت مراجعة خطة الحكومة لتنفيذ التزاماتها أمام الصندوق.

وأجّل صندوق النقد الدولي في يوليو/تموز الماضي، صرف الشريحة الخامسة من البرنامج وقرر دمج مراجعتها مع المراجعة السادسة بسبب تأخّر الحكومة في التخارج من ملكية الشركات العامة لصالح القطاع الخاص، منتقدًا استمرار توسع الدولة في الأنشطة الاقتصادية ومنافستها للقطاع الخاص في الحصول على التمويلات.

وأوضح المصدر أن الحكومة قررت تأجيل تنفيذ برنامج الطروحات نتيجة العروض المالية المتدنية التي تلقتها لشراء بعض الشركات المستهدفة للبيع، سواء لمستثمرين استراتيجيين أو عبر البورصة، من بينها صفقة بنك القاهرة التي جرى تعليقها.

وأشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن طرح 10 شركات جديدة قبل نهاية عام 2025، بينها خمس شركات تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، لكن الحكومة فضلت التريث على أمل الحصول على عروض أفضل خلال العام المقبل، في ظل توقعات بانحسار تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأطلقت مصر في مارس/آذار 2023 برنامجًا لطرح حصص في 40 شركة وبنكًا موزعة على 18 قطاعًا اقتصاديًا، كان من المقرر أن يمتد حتى مارس 2024، قبل أن يُمدد إلى ديسمبر من العام نفسه. ووفق تصريحات سابقة لمدبولي، نفذت الدولة 21 صفقة عبر البرنامج بإجمالي عوائد بلغت نحو 6 مليارات دولار، دون احتساب صفقة رأس الحكمة.

وأكد المصدر أن صندوق النقد لم يطلب من الحكومة تأجيل الزيادة المقررة في أسعار الوقود خلال الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن الزيادة قد لا تكون الأخيرة في أسعار البنزين، بينما ستواصل الدولة دعم السولار حتى نهاية العام المقبل، بتكلفة تقدَّر بأكثر من 50 مليار جنيه.

 

*صعود جنوني للذهب واستقرار وهمي للجنيه.. حين تتحكم “عصابات السيسى” في سوق المعدن النفيس

شهدت الأسواق المصرية، السبت، حالة غير مسبوقة من الاضطراب، مع ارتفاع قياسي في أسعار الذهب وتثبيت غامض لسعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، رغم قرار البنك المركزي بخفض الفائدة بنسبة 1%.

هذا التناقض الفجّ بين هبوط الفائدة وصعود الذهب واستقرار الجنيه يعكس ـ وفق مراقبين ـ طبيعة الاقتصاد في عهد عبدالفتاح السيسي، حيث تتحكم عصابات مالية مرتبطة بدائرة الحكم في مفاصل السوق، بعيدًا عن أي منطق اقتصادي أو قواعد عرض وطلب حقيقية.

احتكار منظّم برعاية عائلية

وبلغ سعر غرام الذهب عيار 24 نحو 5971 جنيهاً للبيع (نحو 125 دولاراً) و5942 جنيهاً للشراء، بينما سجل عيار 21 الأكثر تداولاً 5200 جنيهاً للشراء و5225 جنيهاً للبيع. كما قفز سعر الجنيه الذهب إلى نحو 41800 جنيه، وسط توقعات باستمرار الارتفاع خلال الأيام المقبلة.

ورغم التبريرات الرسمية بربط الصعود بالأسعار العالمية وتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، فإن خبراء اقتصاد معارضين يؤكدون أن السوق المحلية تُدار باحتكارٍ منظم لصالح مجموعة من كبار التجار المقربين من السلطة، تحت حماية شقيق السيسي، المستشار أحمد السيسي، الذي تشير مصادر مصرفية إلى أنه يشرف بشكل غير مباشر على شبكات تجار الذهب في مصر، ما جعل الأسعار خارج السيطرة الحقيقية للعرض والطلب.

وقال الخبير الاقتصادي المعارض د. محمود صادق، إن “ما يجري في سوق الذهب ليس تفاعلاً طبيعياً مع الاقتصاد العالمي، بل انعكاس مباشر لسيطرة دائرة السيسي العائلية على تجارة المعدن النفيس عبر واجهات تجارية وإعلامية متنفذة”، مضيفاً أن “الارتفاع الجنوني للذهب أحد مظاهر اقتصاد الريع والفساد الذي يغيب عنه أي شكل من أشكال الرقابة أو الشفافية”.

شبه دولة.. بلا معايير اقتصادية

ويرى اقتصاديون أن استقرار الجنيه أمام الدولار رغم خفض الفائدة ليس دليلاً على قوة الاقتصاد، بل على التدخل الأمني المباشر في السوق ومنع حركة العملات الحرة، مشيرين إلى أن هذه السياسات المصطنعة لا يمكن أن تصمد طويلاً أمام ضغوط الدين والتضخم.

وقال مصدر حقوقي معارض إن “نظام السيسي خلق طبقة احتكارية جديدة تسيطر على الذهب والعقارات والمواد الخام، لتتحول الدولة إلى سوق مغلق تديره عائلة السيسي وشركاؤها العسكريون”، مشيراً إلى أن ذلك “يقتل أي فرصة للتنافس الحر أو الاستثمار الحقيقي، ويحوّل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد عائلي بوليسي يخدم قلة محدودة على حساب الشعب”.

بورصة ترتفع.. وجيوب المواطنين تفرغ

وفي المقابل، أنهت البورصة المصرية أسبوعها على ارتفاع جماعي لمؤشراتها، إذ صعد المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 3.45% ليغلق عند نحو 36,900 نقطة، فيما ارتفع مؤشر EGX70 بنسبة 2.59%. لكن مراقبين يعتبرون أن تلك المكاسب “ورقية”، تعكس عمليات ضخ أموال حكومية ومؤسسية لتلميع صورة الأداء الاقتصادي في ظل التراجع الفعلي لقوة الجنيه الشرائية وتآكل الدخول.

مفارقة الاقتصاد المصري 

بين ارتفاع الذهب واستقرار الجنيه، تتجلى مفارقة الاقتصاد المصري في عهد السيسي: أسواق بلا منطق، ومؤشرات بلا مصداقية، وسلطة تحتكر كل شيء حتى المعدن الأصفر.

ففي زمن “شبه الدولة”، كما وصفها السيسي نفسه، لم يعد الاقتصاد المصري يحكمه علم أو قانون، بل ولاء وشبكات نفوذ عائلية تحوّل ثروات المصريين إلى غنيمة تُقتسم بين المقربين من السلطة.

 

*حكومة الانقلاب تقرر رفع أسعار الوقود نهاية أكتوبر وتجامل صندوق النقد على حساب الغلابة

يحبس المصريون خاصة الغلابة الذين لا يستطيعون الحصول على لقمة العيش والاحتياجات الضرورية اليومية أنفاسهم ترقبا لقرار لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية برفع أسعار الوقود وهو ما يتبعه موجة غلاء تشمل كل السلع والمنتجات ما سيؤدى إلى مزيد من تراجع مستوى المعيشة وزيادة أعداد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر .

يشار إلى أن حكومة الانقلاب تستعد لاستقبال بعثة صندوق النقد الدولى لإجراء المراجعتين الخامسة والسادسة المؤجلتين ضمن ما يسمى برنامج الإصلاح الاقتصادى من أجل الحصول على شريحتين من قرض الصندوق المقدر بـ 8 مليارات دولار ومن أجل هذا الهدف تعمل حكومة الانقلاب على ارضاء الصندوق عبر قرارات بالغاء الدعم وخفض قيمة الجنيه ورفع الأسعار وتجويع المصريين . 

فى هذا السياق قالت مصادر مسئولة بحكومة الانقلاب إن سعر بنزين 95 قد يرتفع إلى 21 جنيهًا بنهاية شهر أكتوبر الجاري، فيما سيتخطى سعر البنزين 92 مبلغ 19 جنيهًا، بنسب زيادة تتراوح بين 10 و15%، ولم تستبعد المصادر تثبيت سعر السولار أو رفعه بنسبة طفيفة. 

وزعمت أن زيادة أسعار الوقود الهدف منها استرداد تكلفة الاستيراد وتحقيق التوازن في السوق المحلي، بما يتسق مع خطة دولة العسكر الرامية إلى إنهاء دعم الوقود تدريجيًا بنهاية العام الجاري. 

يذكر أن لجنة التسعير التلقائي كانت قد أقرت في اجتماعها الأخير خلال أبريل الماضي رفع أسعار البنزين والسولار بواقع جنيهين للتر، ليصل سعر بنزين 80 إلى 15.75 جنيهًا، وبنزين 92 إلى 17.25 جنيهًا، وبنزين 95 إلى 19 جنيهًا، فيما ارتفع السولار إلى 15.50 جنيهًا للتر، قبل أن تقرر حكومة الانقلاب تثبيت الأسعار لمدة ستة أشهر متتالية. 

كان مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب، قد زعم أنه إذا استمرت المعدلات بالوضع الحالي في أسعار الوقود، فمن الممكن أن تكون الزيادة المقبلة هي الأخيرة، مشددًا على أنه رغم ذلك فإن أسعار الوقود ستظل مدعومة وفق تعبيره. 

وقال مدبولى خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الإدارية الجديدة ان حكومة الانقلاب خصصت 150 مليار جنيه في الموازنة العامة الحالية لدعم المحروقات والكهرباء، بواقع 75 مليار جنيه لكل قطاع، زاعما أن هذا الدعم يتضمن زيادة أسعار المحروقات المخطط لها كخطوة أخيرة . 

وأوضح أن توقف زيادات أسعار المحروقات خلال السنوات الماضية جاء بسبب تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والأزمات الإقليمية، معترفا أن هذه الأزمات أدت إلى فجوة كبيرة في الدعم .

 

*فوضى المخدرات أمام قسم عين شمس ومستشفى الشرطة العسكرية.. غضب شعبي وسخرية من غياب الأمن والمسؤولية

تنتشر ظاهرة تعاطي المخدرات بين بعض المواطنين بصورة مأساوية أمام قسم شرطة عين شمس ومستشفى الشرطة العسكرية في قلب القاهرة، حيث وثقت صور ومقاطع فيديو آثار هذه الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه المشاهد تظهر بوضوح غياب وعي تام واستسلامًا خطيرًا لممارسة تعاطي المخدرات في مناطق حساسة، ما أثار موجة قلق ورفض عارمين بين رواد مواقع السوشيال.

النشطاء أعربوا عن الحالة المزرية التي وصل إليها بعض المواطنين نتيجة تعاطي المخدرات وسط شوارع العاصمة.

فقد تم تداول صور قريبة للشخصيات المتأثرة، وبعضهم يظهر في حالة شبه فقدان للوعي، وهذه اللقطات تقع بجوار مؤسسات أمنية وصحية كان من المفترض أن تكون مناطق آمنة.

فوصف محمد الموقف بـ “بركات المخابرات العسكرية.. وأفلام محمد رمضان”، في تعبير ساخر من الوضع الأمني المحيط بالمنطقة.

بينما علق حساب “كل شئ” قائلاً: “الأمن والأمان في ظل سيادة الرئيس”، في إشارة نقدية إلى الوضع الأمني الراهن.

وشجب كريم الحالة، وقال: “حرام ولله أوروبا نفسها في شباب ومصر بتموت شبابها”، معبراً عن حزن عميق على فقدان الجيل صاعد.

وغردت كوبيبة بتعليق موجه نحو التشابه مع أوضاع ضربتها المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية: “أخيراً بقينا زي أمريكا”.

وطالب رضا باتخاذ إجراءات صارمة، حيث قال: “المفروض اللي زي دول يتاخد ويترمى في حوش كبير في الصحراء”.

وأضاف المصري رواية حول المواد المخدرة، مشيرًا إلى أنها “شديدة لتحضير الجاثوم في اليقظة، واحد دكتور في السحر والتنجيم هو اللي مصنع المواد ديه”.

ألقى أحمد اللوم على النظام قائلاً: “السيسي يتخذ أسلوب بشار الأسد وينشر المخدرات بين الشباب لينسى حقوقه”. 

تحليل وتقييم
ظهور هذه الظاهرة بهذا الشكل الصريح في أماكن حساسة، يقرب أشكال التراخي الأمني والاجتماعي، ويعكس فشل الجهات المختصة في توفير بيئة آمنة وصحية. بالإضافة إلى المصاعب التي يواجهها الشباب في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعلهم هدفًا سهلًا لغواية المخدرات.

الملاحظ أيضًا هو مدى الإحباط والغضب الشعبي من سوء الوضع، واللجوء إلى التعليقات الساخرة والإدانة الصريحة للسلطات، مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الحكومة والأجهزة الأمنية والصحية لتحمل دورها الفعلي في معالجة هذه الأزمة.

 

إدارة غزة من العريش دور السيسى فى تسهيل احتلال القطاع وتثبيت أركان صفقة القرن.. السبت 4 أكتوبر 2025م.. مصر ضمن أسوأ 4 دول عالميًا في جودة الحياة تحت حكم السيسي

إدارة غزة من العريش دور السيسى فى تسهيل احتلال القطاع وتثبيت أركان صفقة القرن.. السبت 4 أكتوبر 2025م.. مصر ضمن أسوأ 4 دول عالميًا في جودة الحياة تحت حكم السيسي

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* الحكم على الدكتور عبد الخالق فاروق بالسجن خمس سنوات دون سماع الدفاع أو تمكينه من الاطلاع على أوراق القضية

أصدرت محكمة مصرية حكمًا يقضي بحبس الخبير الاقتصادي المعروف الدكتور عبد الخالق فاروق لمدة خمس سنوات، وذلك دون تمكين هيئة الدفاع من تقديم مرافعاتها أو الاطلاع على أوراق القضية.

غياب ضمانات المحاكمة العادلة

أثار الحكم جدلًا واسعًا بسبب غياب أهم ضمانات المحاكمة العادلة، حيث لم يُسمح لمحامي الدكتور فاروق بالاطلاع على ملف القضية أو تقديم دفوعهم القانونية أمام المحكمة. وأكد مقربون من هيئة الدفاع أن هذا الإجراء يمثل انتهاكًا صريحًا للحق في الدفاع المكفول دستوريًا وقانونيًا.

خلفية عن عبد الخالق فاروق

يُعد الدكتور عبد الخالق فاروق من أبرز الاقتصاديين المصريين، وله العديد من المؤلفات والدراسات حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعالم العربي. كما اشتهر بانتقاداته الجريئة للسياسات الاقتصادية الرسمية ودعوته للإصلاح والعدالة الاجتماعية.

من المرجح أن يثير الحكم ردود فعل قوية في الأوساط الحقوقية والسياسية، خاصة مع تزايد الانتقادات بشأن أوضاع حرية الرأي والتعبير في مصر، وحرمان المعارضين والخبراء من حقهم في محاكمات عادلة وعلنية.

*محكمة الجنايات تؤجل النظر في 6 قضايا وإعادة إجراءات اثنتين لاستكمال الشهود والمرافعات

انعقدت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة بدر، حيث أصدرت قرارات بتأجيل النظر في عدد من القضايا البارزة والمقيدة تحت بند “أمن الدولة”، إلى آجال لاحقة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام استدعاء الشهود أو حضور المتهمين أو استكمال المرافعات.

وبحسب ما أعلنته هيئة المحكمة، فقد شملت القرارات تأجيل أربع قضايا رئيسية، بالإضافة إلى إعادة إجراءات في قضيتين أخريين، ليبلغ إجمالي القضايا التي تمت مناقشتها خلال الجلسة ست قضايا. 

تفاصيل القضايا المؤجلة

  • القضية رقم 305 لسنة 2022 حصر أمن دولة والمقيدة برقم 12925 لسنة 2024 جنايات التجمع الخامس، تقرر تأجيلها إلى 24 نوفمبر المقبل، وذلك لإحضار الشهود وسماع أقوالهم.
  • القضية رقم 517 لسنة 2020 حصر أمن دولة، تم تأجيلها إلى 8 نوفمبر المقبل للسبب ذاته.
  • القضية رقم 657 لسنة 2021 حصر أمن دولة، تم تحديد جلسة 9 نوفمبر المقبل للنظر فيها.
  • القضية رقم 2544 لسنة 2021 حصر أمن دولة، والمقيدة برقم 760 لسنة 2025 جنايات النزهة، تم تأجيلها إلى 25 نوفمبر المقبل. 

إعادة الإجراءات في قضيتين قديمتين
إلى جانب القضايا الأربع، قررت المحكمة إعادة فتح ملفين قضائيين قديمين:

  • القضية رقم 6967 لسنة 2015 جنايات حلوان، حيث أعيدت الإجراءات وتم تحديد 8 نوفمبر المقبل لانعقاد الجلسة بحضور المتهمين من محبسهم.
  • القضية رقم 2628 لسنة 2014 جنايات الطالبية، التي تقرر تأجيل جلستها إلى 9 نوفمبر المقبل لاستكمال المرافعة.

 

*جهاد الحداد مأساة إنسانية تكشف الوجه القبيح للإهمال الطبي بسجون السيسي

جهاد الحداد، الناشط السياسي والإعلامي المصري، يعاني اليوم في سجونه من أوضاع صحية كارثية متدهورة بعد سنوات من التنقل بين زنازين النظام. يبلغ الحداد من العمر 44 عامًا، وهو نجل عضو مكتب الإرشاد الدكتور عصام الحداد، وكان الناطق الإعلامي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين قبل اعتقاله. الآن، يرزح تحت وطأة إهمال طبي متعمد أدى إلى فقدانه القدرة على المشي بشكل شبه كامل، ويعاني من آلام مزمنة في الركبتين. 

أرقام تعكس حجم الكارثة
فقدان القدرة على المشي جاء بعد سنوات من عدم توفير علاج لأمراض مزمنة مصاحبة للفشل الكلوي والكسور الناتجة عن الإهمال في العلاج.
وفق تقارير حقوقية، يعاني ما لا يقل عن 60% من المعتقلين السياسيين من مشاكل صحية خطيرة نتيجة نقص الرعاية الطبية.
الحداد محروم من الزيارات، وهو ما يزيد من تأثير الوحدة النفسية على حالته، حيث إن العزل الاجتماعي يفاقم مشاكل الصحة العقلية والجسدية للمعتقلين. 

محاكمات غير عادلة
القضايا الموجهة ضده كلّفت باتهامات متعددة تشمل “التحريض على العنف” و”الانتماء لجماعة إرهابية”، وحُكم عليه بالسجن لفترات متباينة وصلت إجمالًا إلى 15 سنة، في محاكمات وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها غير عادلة وتعمدت تسييس القضاء لإسكات المعارضين. 

تحذيرات الأطباء والخبراء
من جانب الأطباء، هناك تحذيرات واضحة: استمرار الإهمال في الحالة الصحية للحداد وغيره من المعتقلين يعني ارتفاع احتمالات الوفاة المبكرة، مع الحرمان من أدوية أساسية كالتي تستخدم في علاج آلام العظام والمفاصل وضبط الألم المزمن، خصوصًا في ظل ضعف النظام الصحي داخل السجون. كما أن نقص المعدات الطبية يزيد جراح المرضى ويقلل من فرص شفائهم. 

تناقض صارخ مع تصريحات الحكومة
الحكومة الانقلابية تحت قيادة مصطفى مدبولي تدعو في بياناتها إلى أن قطاع الصحة والتعليم يستحوذ على النصيب الأكبر من استثمارات الدولة، لكن الواقع في السجون يعكس تناقضًا صارخًا، حيث تخفض الموازنات المخصصة للصحة في المرافق السجنية، وتفتقد لشروط الرعاية الطبية الأساسية. 

إهمال منهجي وفساد ممنهج
وفشل الحكومة في إدارة ملف حقوق الإنسان والقطاعات الصحية أضيف إليه سوء إدارة مؤسسات السجون، مما جعل حياة المعتقلين، وعلى رأسهم جهاد الحداد، على المحك. وتشير تقارير حقوقية إلى أن الإهمال الطبي لا يزال أحد أكثر أدوات القمع المستخدمة ضد المعارضين بشتى الطرق. وتزامن ذلك مع زيادة شكاوى مرضى الغسيل الكلوي من نقص الأدوية الأساسية، ما يعكس منظومة مترابطة من الفشل والفساد. 

أرقام مخفية وحقائق دامية
اختفاء الأرقام الرسمية الدقيقة يعمق حالة التستر على حجم الأزمة، لكن أرقام غير رسمية تقدر أن أكثر من 10 آلاف معتقل سياسي قد يعانون نقصًا في الرعاية الصحية، في ظل تقارير تؤكد وفاة ما لا يقل عن 200 معتقل خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الإهمال.

وفي النهاية فمعاناة جهاد الحداد هي صورة واضحة لمسلسل طويل من الانتهاكات الحقوقية والصحية داخل السجون المصرية، تدعو المجتمع الدولي للضغط على السلطات وضمان حق المعتقلين في العلاج والعيش بكرامة. إذ أن استمرار تجاهل هذه القضية يشكل جريمة إنسانية تستوجب محاسبة المسؤولين.

*كورونا يفاقم مأساة سجن أبو زعبل مع تكدس غير مسبوق للمعتقلين

كشفت تقارير حقوقية موثقة عن تدهور خطير للأوضاع داخل سجن أبو زعبل شمال القاهرة، حيث تجاوزت أعداد المحتجزين القدرة الاستيعابية بأضعاف، في ظل ظروف معيشية وصحية وصفت بـ”غير الإنسانية“.

ووفق شهادات محامين وحقوقيين، فإن الزنازين المخصصة لـ12–15 شخصًا باتت تضم ما لا يقل عن 45 محتجزًا، ما يجعل نصيب الفرد من مساحة النوم لا يتجاوز 40 سنتيمترًا على الأرض. هذا الاكتظاظ أدى إلى حالات اختناق وانتشار أمراض جلدية، بينما تجاهلت مصلحة السجون مناشدات إدارة السجن بعدم استقبال معتقلين جدد.

بيئة خصبة لانتشار كورونا

أفادت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” بتوثيق ارتفاع إصابات فيروس كورونا داخل عنبر “أ” بسجن أبو زعبل 2، وسط غياب العزل الطبي للحالات وحرمان المصابين من العلاج اللازم. ويعتمد المعتقلون المرضى على ما تجلبه أسرهم من أدوية خلال الزيارات الشهرية، فيما يحوّل التكدس الكبير الزنازين إلى بؤرة مثالية لانتشار العدوى.

وأشارت التقارير إلى ظهور إصابات سواء بالمتحورات السابقة أو الأحدث عالميًا مثل “نيمبوس”، مع أعراض تقليدية كالسعال والحمى وفقدان الشم والتعب، إلى جانب أعراض غير نمطية. ورغم أن الوضع لم يصل إلى مستوى جائحة 2020، إلا أن عودة هذه الأعراض تؤكد أن الفيروس لا يزال حاضرًا بقوة.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية لم تسجلا حتى نهاية سبتمبر 2025 دخول متحور “نيمبوسإلى مصر، في ظل وجود منظومة ترصد وبائي قادرة على رصد المتغيرات الجديدة.

تكدس غير مسبوق

كشف تقرير حقوقي أن عدد المعتقلين في عنبرأ” وحده تجاوز 1100، أي أكثر من ضعف الطاقة الاستيعابية. كما وصل عدد المحتجزين في غرف “الإيراد” (المخصصة لاستقبال المعتقلين الجدد) إلى نحو 80 شخصًا، ما دفع إدارة السجن إلى إحالة معتقلين جدد إلى سجني العاشر من رمضان ووادي النطرون.

وتبلغ مساحة الزنزانة في أبو زعبل نحو 5×9 أمتار فقط، ورغم ذلك تضم 45 شخصًا على الأقل، في ظروف وصفها الحقوقيون بأنها “غير آدمية وخطيرة“.

إهمال طبي ومعاملة قاسية

رصدت منظمات حقوقية استمرار سياسة الإهمال الطبي داخل السجن، حيث لا يُسمح للمعتقلين بالذهاب إلى العيادة إلا بعد تقييدهم بالكلبشات، في إجراء اعتبرته تقارير حقوقية “قاسيًا ومهينًا“.

كما تلقت الشبكة المصرية استغاثات عديدة من أسر المعتقلين، محذّرة من أن استمرار الأوضاع الحالية يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة المحتجزين، وانتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

تقرير مايو 2025: حياة المعتقلين في خطر

وكان مركز “الشهاب لحقوق الإنسان” قد أصدر في مايو 2025 تقريرًا أكد فيه أن سجن أبو زعبل يشهد تهديدًا مباشرًا لحياة المعتقلين، مطالبًا بفتح تحقيق مستقل والسماح بزيارات حقوقية للسجن.

ورصد التقرير جملة من الانتهاكات أبرزها:

  • تدهور صحي عام وانتشار للأمراض في ظل نقص الأطباء والأدوية ومنع تحويل الحالات الحرجة للمستشفيات.
  • حملات تفتيش تعسفية متكررة للزنازين بهدف التكدير، مع مصادرة وإتلاف متعلقات المعتقلين.
  • تزايد الإيداع في غرف التأديب بلا أسباب واضحة، وسط ظروف قاسية بلا إضاءة أو مرافق صحية.
  • سوء معاملة للمعتقلين وأسرهم أثناء الزيارات، تصل إلى التفتيش المهين وسرقة محتويات الزيارة.
  • انقطاع متكرر للكهرباء والمياه، ورداءة الوجبات من حيث الكمية والجودة.
  • اكتظاظ غرف التأديب بما يصل إلى 50 شخصًا في غرفة واحدة، وتعرض المعتقلين لمخاطر صحية بسبب الأجهزة الأمنية والبوابات الإلكترونية.

أزمة أوسع في السجون المصرية

لم يقتصر التكدس على أبو زعبل وحده، إذ تعاني معظم السجون المصرية من الظروف ذاتها، ما يعكس أزمة أعمق في ملف الاحتجاز بمصر. وتثير هذه التطورات تساؤلات جدية حول التزام السلطات بمبادئ العدالة والكرامة الإنسانية، في وقت تتزايد فيه المطالبات المحلية والدولية بتدخل عاجل لوقف التدهور وإنقاذ حياة الآلاف من المعتقلين.

*انتهاكات متصاعدة وأحكام اعدام متسارعة”حصاد القهر” في سبتمبر

أصدر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب تقريره الشهري بعنوان “حصاد القهر”، والذي رصد استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال شهر سبتمبر الماضي، مع تسجيل حالات قتل وتعذيب وإهمال طبي داخل أماكن الاحتجاز، بالإضافة إلى تصاعد أحكام الإعدام.
قتلى في الحملات الأمنية
التقرير أشار إلى وقوع سبع حالات قتل في حملات أمنية شنتها قوات الشرطة بمحافظتي أسيوط وأسوان. من بين الضحايا:

  • أسامة محمد سليمان فراج المعروف بـ”أسامة ناصح”، والذي لقي مصرعه خلال حملة أمنية في مركز ساحل سليم بأسيوط.
  • عادل عون الله فرج سعيد الذي قُتل داخل منزله إثر إطلاق النار عليه من قبل ضباط مباحث بني شقران.

أما الخمسة الآخرون، فقد ظلّت هوياتهم مجهولة، حيث لقوا حتفهم جميعًا في قرية وادي الصعايدة بمركز إدفو بأسوان.

وفيات داخل السجون والإهمال الطبي
وثّق التقرير حالتَي وفاة داخل أماكن الاحتجاز:

  • الأولى للمعتقل إبراهيم عيد صقر، الذي توفي في سجن وادي النطرون نتيجة الإهمال الطبي.
  • الثانية لمواطن مجهول، فارق الحياة تحت التعذيب في قسم شرطة منيا القمح بالشرقية.

وأكد التقرير أن تلك الحالات ليست استثناءً، بل تعكس نمطًا متكررا من التعذيب والإهمال الطبي الممنهج في السجون وأقسام الشرطة. 

أنماط انتهاكات متعددة
تضمن التقرير أيضا أرقاما صادمة للانتهاكات خلال سبتمبر، شملت:

  • 161 حالة تدوير فردي و18 حالة تدوير جماعي (إعادة اتهام محتجزين صدر قرار بالإفراج عنهم).
  • 11 حالة تعذيب فردي.
  • 28 حالة إهمال طبي.
  • 47 حالة إخفاء قسري.
  • 114 حالة ظهور بعد الإخفاء القسري.
  • 49 حالة عنف دولة.

هذه الممارسات، بحسب المركز، أصبحت جزءا من منظومة أمنية ممنهجة تستهدف المعارضين والنشطاء السياسيين. 

تصاعد أحكام الإعدام
بالتوازي مع ذلك، وثّقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية صدور 39 حكما بالإعدام خلال شهر أغسطس، في 30 قضية مختلفة، من بينها حكمان نهائيان غير قابلين للطعن، بينما أُحيلت أوراق 21 متهما آخرين إلى المفتي.

وأكدت المبادرة أن هذه الأرقام تمثل الحد الأدنى الممكن التحقق منه، في ظل غياب الشفافية وتقييد المعلومات. 

مصر بين الدول الأكثر تنفيذا للإعدام
تشير تقارير دولية صادرة عن العفو الدولية ومراسلون بلا حدود إلى أن مصر باتت ضمن أكثر خمس دول في العالم تنفيذا لأحكام الإعدام، وغالبا في قضايا سياسية أو مرتبطة بالتظاهرات المعارضة.
وترافق ذلك مع مخاوف واسعة من غياب ضمانات المحاكمة العادلة، بما في ذلك انتزاع الاعترافات تحت التعذيب وحرمان المتهمين من التواصل مع محاميهم. 

دعوات دولية متكررة
سبق لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن دعا الحكومة مرارًا إلى تجميد العمل بعقوبة الإعدام، في ظل المخاوف الدولية من استخدامها كأداة سياسية لقمع المعارضين.

*”حماس”: مصر ستستضيف مؤتمرا فلسطينيا حول مستقبل غزة

أكد قيادي في “حماس”، اليوم السبت، أن الحركة جاهزة لبدء مفاوضات “لاستكمال كافة القضايا”، بعد موافقتها على الإفراج عن الرهائن في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

وقال القيادي إن “حماس أبلغت الوسطاء أنها جاهزة للبدء الفوري بتنفيذ التبادل عندما يتم الاتفاق مع إسرائيل لتهيئة الظروف الميدانية“.

وأضاف أن مصر ستستضيف مؤتمرا للفصائل الفلسطينية لتحديد مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، بعد موافقة الحركة على الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين بموجب خطة دونالد ترامب لوقف إطلاق النار.

وأكد القيادي على أن مصر “سوف تبدأ قريبا بالتحضيرات والدعوة لاستضافة ورعاية حوار فلسطيني فلسطيني شامل حول الوحدة الفلسطينية ومستقبل غزة، بما في ذلك إدارة قطاع غزة من خلال لجنة أو هيئة مستقلة مكوّنة من كفاءات مستقلة لإدارة القطاع بشكل مؤقت إلى حين توحيد السلطة في كافة الأراضي الفلسطينية“.

وأضاف كذلك: “نحن جاهزون لبدء مفاوضات فورا لاستكمال كافة القضايا“.

وأمس الجمعة، أعلنت “حماس” موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن، لكنها لم تأت على ذكر نزع سلاحها وخروج مقاتليها من قطاع غزة في نهاية الحرب، وهما من البنود الرئيسية في خطة ترامب.

من جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف فوري للقصف الإسرائيلي على غزة، مشيدا بما وصفه بـ”التحرك الإيجابي” من جانب “حماس، ومشيرا إلى أن هذه التطورات قد تمثل أفضل فرصة لتحقيق السلام منذ قرابة عامين.

*الحكومة المصرية توضح سبب غرق أراض بمياه النيل وتوجه اللوم إلى إثيوبيا

قال المتحدث باسم وزارة الري المصرية محمد غانم، إن غرق أراض زراعية يعود إلى تصريف كميات مياه كبيرة من السد العالي إلى نهر النيل استعدادا لاستقبال الفيضان القادم من إثيوبيا والسودان.

وأوضح المتحدث في تصريحات تلفزيونية، أن العشوائية التي تدير بها إثيوبيا سد النهضة، دفعت الجانب المصري للاستعداد لاستقبال كميات كبيرة للغاية من المياه خاصة بعد افتتاح السد واتخاذ إثيوبيا خطوات غير محسوبة بهدف “اللقطة الإعلامية”، على حد وصفه.

وأضاف غانم، أن إثيوبيا خزنت مياه بكميات أكبر من المتوقع في سد النهضة نهاية أغسطس الماضي مع تقليل كبير في تصريف المياه من السد، خلافا لما كان معتادا من تخزين تدريجي على مدى عدة أشهر حتى أكتوبر، موضحا أن عملية التخزين المكثفة جاءت بهدف تحقيق “لقطة إعلامية” خلال افتتاح السد الإثيوبي، حيث أرادت أديس أبابا إظهار السد ممتلئا بالكامل “لتكتمل الصورة الدعائية بمرور المياه من الممر الأوسط“.

وواصل أنه بعد امتلاء السد، اضطرت إثيوبيا إلى إطلاق كميات كبيرة من المياه دفعة واحدة، بلغت نحو 2 مليار متر مكعب، وهو ما لم يكن ضروريا لولا امتلاء السد وغياب سعة تخزينية إضافية مع تزامن موسم الأمطار الغزيرة.

وشدد على أن ما حدث يمثل تجاوزا فنيا يفتقر إلى التنسيق مع دول المصب، ما أدى إلى تضرر السودان بغرق بعض المناطق.

وفي مصر استعدت السلطات بتفريغ كميات من المياه من بحيرة السد العالي استعداد لاستقبال المياه هائلة قادمة من السودان وإثيوبيا، ووجهت وزارة الموارد المائية والري في 7 سبتمبر الماضي خطابات إلى جميع المحافظات النيلية، لتحذير المواطنين المتعدين على أراضي طرح النهر من احتمالية ارتفاع المناسيب؛ ما قد يؤدي إلى غمر هذه الأراضي.

وقالت وزارة الري في بيان، إنها تتابع الموقف المائي في أعالي النيل، لتحدد الوقت المناسب لتصريف المياه سواء بالزيادة خلال موسم أقصى الاحتياجات الزراعية (مايو – أغسطس)، أو ضبط كميات المياه في فترة الفيضان (يوليو – أكتوبر)، أو تخفيضها في موسم السدة الشتوية (يناير – فبراير)، لتحقيق التوازن بين الاستفادة المثلى من المياه وحماية أمن الشعب المصري في مواجهة أي تصرفات عشوائية من الجانب الإثيوبي.

وأشارت إلى أن الأراضي التي غمرتها المياه مؤخرا هي بطبيعتها جزء من أراضي طرح النهر التي اعتاد النهر استيعابها عند زيادة التصرفات المائية عبر العقود الماضية، لكن التعديات عليها بزراعات أو مبانٍ بالمخالفة أدت إلى وقوع خسائر عند ارتفاع المناسيب، رغم أن هذه الأراضي غير مخصصة للزراعة الدائمة.

واعتبرت الوزارة أن ما يتم تداوله عبر بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى “غرق المحافظات” هو ادعاء باطل ومضلل، إذ يقتصر الأمر على غمر بعض أراضي طرح النهر (أراضٍ واقعة داخل مجرى نهر النيل)، موضحة أن هذه الأراضي بطبيعتها جزء من حرم النيل ومعرضة للغمر عند ارتفاع المناسيب، وليست المحافظات كما يُروج خطأ.

وحذرت الوزارة من أن التعديات على مجرى النهر تؤدي إلى عواقب فنية جسيمة، أهمها تقليص القدرة التصريفية للنهر الذي يمثل مصدر الحياة للمصريين، مضيفة أن استمرار هذه التعديات من قلة من الأفراد يضر بإيصال المياه لعشرات الملايين من المواطنين والمزارعين، وينعكس سلبا على النشاط الزراعي والاقتصاد الوطني بأسره.

وأكدت الوزارة أن الدولة المصرية بكل أجهزتها تتابع الموقف على مدار الساعة، وأن السد العالي بما يملكه من إمكانيات تخزينية وتصريفية يمثل الضمانة الأساسية لحماية مصر من تقلبات النيل والفيضانات المفاجئة.

وذكرت أن إدارة موارد مصر المائية تتم بكفاءة عالية وبصورة مدروسة تراعي جميع الاحتمالات، بما يضمن تلبية الاحتياجات المائية وحماية الأرواح والممتلكات.

* مصر ضمن أسوأ 4 دول عالميًا في جودة الحياة تحت حكم السيسي

في تصنيف Numbeo لنصف عام 2025 جاءت مصر في المركز 85 من أصل 88 دولة مُقيّمة، بمعدل مؤشر “جودة الحياة” 83.2 نقطة، ترتيبٌ يضعها بين الدول الأدنى تصنيفًا عالميًا، بالرغم من مزايا مناخية وتكلفة معيشة منخفضة.

هذا المزيج (مناخ ممتاز + تكلفة منخفضة + ضعف أمان ورعاية صحية) يشرح ثنائية الواقع: عناصر جذب طبيعية لكن أداءً معيشيًا مترديًا.

المؤشرات الفنية.. ما الذي يقوّض النتيجة؟
تفصيل أرقام Numbeo يبيّن تباينًا حادًا؛ مؤشر المناخ عالٍ جدًا (~90.8)، ومؤشر تكلفة المعيشة منخفض جدًا (~21.1)، في حين أن مؤشر الأمان ومؤشر الرعاية الصحية متدنّيان (مؤشرات سلامة وصحة في حدود متوسطة إلى منخفضة).

هذا يعني أن المشكلة ليست في قابلية العيش الطبيعية بل في الخدمات العامة والأمن والصحة المتاحة للمواطنين.

أسباب اقتصادية مباشرة.. التضخم، الدين، وسياسات التقشف
منذ 2022 دخلت مصر برنامج إصلاح مع صندوق النقد، برنامج EFF الذي تمت الموافقة عليه في 16 ديسمبر 2022، وتلقّت قروضًا وسحوبات مدفوعة بمتطلبات إصلاحية.

ومع ذلك، واجه المواطنون موجات تضخمية حادّة بلغت ذروتها في 2023 ثم خفّت تدريجيًا (تذبذبات وصلت إلى أكثر من 30% سنويًا في بعض الفترات)، ما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية وتفاقم الفقر.

كما أن السياسات الأخيرة لتقليص الدعم ورفع أسعار الوقود وتأجيل شبكات الحماية الاجتماعية ضغطت مباشرة على جودة الحياة.

الأسباب المؤسسية والسياسية.. مركزية الدولة وسيطرة الجيش على الاقتصاد
التحليل للمشهد الاقتصادي يُظهر توسعًا لدور الدولة والكيانات العسكرية في الاقتصاد (مشروعات كبرى، عقود بنية تحتية، مؤسسات اقتصادية مملوكة للدولة/الجيش).

هذا النموذج، بحسب باحثين ومراكز تحليل مثل Carnegie، أنتج “رأسمالية دولة” تُهمّش القطاع الخاص وتحدّ من الشفافية والمساءلة، ما يؤدي إلى استغلال الموارد لصالح شبكات قريبة من السلطة بدلًا من تحسين الخدمات العامة.

سياسات الإنفاق على المشروعات الضخمة لم تُترجم إلى خدمات صحية وتعليمية أفضل للمواطنين.

دور الانقلاب العسكري في الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية

إدارة الانقلاب العسكري للبلاد ركّزت على الصورة والمشروعات الكبرى (مياه، مبانٍ، مشروعات “قومية”) وعلى مكاسب جيوسياسية، بينما أهملت إصلاحات حقيقية في التعليم والصحة والأمن الاجتماعي.

تصريحات القائد الانقلاب العسكري المتكررة التي تربط الصبر بالإيمان أو تشدّد على “ضرورة تحمّل الأعباء”، اعتُبرت محاولة لتبرير إجراءات اقتصادية قاسية بدلًا من تقديم حلول ملموسة للمواطنين. مثال: تصريحاته حول ضرورةالصبر” وتحميل الشعب تبعات السياسات رُصِدَت وتناقلتها وسائل إعلام دولية.

الأمن والرعاية الصحية.. لماذا يشعر المواطن بعدم الأمان؟
الأرقام تفيد بأن مؤشرات الأمان والصحة في مصر أقلّ بكثير من المعدلات التي تتناسب مع مستوى الدخل القومي؛ ضعف الإنفاق العام الفعّال على الصحة، ونقص الأدوية، وازدحام المستشفيات العامة، وظهور شواهد فساد أو سوء إدارة في بعض المرافق كلها عوامل تُضعف جودة الحياة.

تقليص الإنفاق على الخدمات مقابل ضخّ الأموال في مشروعات رأسية يفسّر التنافر بين مناخ جذّاب وحياة يومية متدهورة.

منظمات حقوقية وتحليلية (Human Rights Watch، مراكز عربية وغربية) تشير إلى أن تدهور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مرتبط بتقليص المساحات المدنية والسياسية، ما يمنع مساءلة السياسات وترتيب أولويات الإنفاق لمعالجة الاحتياجات الأساسية. تقارير الصندوق والبنك الدولي تُشير إلى أن المسألة لا تُحلّ فقط بالقروض، بل بإصلاحات مؤسسية حقيقية.

كيف يُصلَح المسار؟
التقرير الختامي يرى أن تحسين مؤشر جودة الحياة يتطلب:

  1. إعادة توجيه الإنفاق العام إلى الصحة والتعليم والشبكات الاجتماعية.
  2. زيادة الشفافية وتقليل احتكار الاقتصاد من قبل جهات قريبة من الحكم.
  3. سياسات نقدية ومالية تُوازن بين استقرار سعر الصرف والتحكم في التضخم دون خنق القدرة الشرائية.
  4. مساحة مدنية تسمح بالمساءلة.

دون هذه التحولات البنيوية، سيبقى التباين بين “مناخ ممتاز وتكلفة معيشة منخفضة” من جهة، و”أمان ورعاية صحية متردية” من جهة أخرى، مسيطرًا على حياة المصريين. ومعظم العبء سيبقى على المواطن العادي بدلًا من أن يقع على بنية السلطة نفسها.

* إدارة غزة من العريش دور السيسى فى تسهيل احتلال القطاع وتثبيت أركان صفقة القرن

منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن خطة من 20 بنداً لوقف حرب الإبادة ضد غزة في أكتوبر 2023، يبرز التساؤل حول الدور المصري في تلك الخطة المثيرة للجدل، والتي حظيت بترحيب عربي ودولي رغم تهميشها للفلسطينيين.

أحد أخطر ملامح الخطة هو ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية، من أن السلطة الانتقالية المقترحة لحكم غزة – والمعروفة اختصاراً باسم (GITA) – ستعمل من مدينة العريش شمال سيناء، وليس من داخل القطاع، وهو ما يعيد للأذهان مشروعات “صفقة القرن” التي تمتد من غزة حتى العريش.

لماذا العريش؟

منذ انقلاب السيسي عام 2013، بدا واضحاً أن هناك سياسة ممنهجة للتهجير من رفح والعريش، والسيطرة على مطار العريش ومينائها، تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”. هذه الخطوات لا يمكن فصلها عن التمهيد لاستخدام العريش مركزاً لإدارة غزة، لتصبح سيناء جزءاً عضوياً في مشروع أمريكي-إسرائيلي لإعادة تشكيل المنطقة.

العريش تبعد 40 كم فقط عن غزة، وتملك ميناءً يجري تطويره ومطاراً دولياً ومخازن لوجستية ضخمة، إضافة إلى مشروعات عمرانية في “رفح الجديدة”. كل ذلك يجعلها قاعدة مثالية للسلطة الانتقالية، ولكن على حساب السيادة المصرية وأمنها القومي.

ساويرس و”قائمة بلير”

كشفت وثائق مسربة تداولها توني بلير وصهر ترامب جاريد كوشنر، عن إدراج رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس كعضو محتمل في إدارة غزة، بصفته مطوراً عقارياً. ورغم عدم ذكر أي شخصية فلسطينية، ضمت الوثيقة أسماء غربية وإسرائيلية بارزة، ما يكشف عن طابع استعماري صريح للخطة.

وجود ساويرس في هذه القائمة يثير شبهة تكرار دور “المعلم يعقوب” خلال الاحتلال الفرنسي لمصر، خاصة مع دعمه العلني لانقلاب السيسي وتمويله لحملة “تمرد” وعلاقاته الوثيقة بتوني بلير.

دور السيسي المرسوم

يُجمع محللون على أن انقلاب السيسي عام 2013 حظي بدعم إقليمي ودولي مقابل أدوار وظيفية في ملفات حساسة، أبرزها تصفية القضية الفلسطينية عبر ما عُرف بـ”صفقة القرن”.

إدارة غزة من العريش ليست تفصيلاً عابراً، بل هي جوهر هذه الصفقة: تهجير تدريجي، سيطرة على الحدود، وإحلال قوة انتقالية تدار بأموال غربية وإسرائيلية، بمشاركة شكلية من مصر. 

المخاطر على مصر

الخطة – رغم ادعاء عدم التهجير – تفتح الباب لوجود قوات دولية وإسرائيلية على الحدود المصرية، ما يعني تهديد السيادة على محور “فيلادلفيا”. كما أنها تنقل مركز الثقل الاقتصادي والسياسي إلى سلطة أجنبية قرب سيناء، مع مكاسب محتملة للنظام المصري من ملف الإعمار، لكن على حساب مستقبل غزة ومكانة مصر الإقليمية.

إضافة إلى ذلك، يتزامن الحديث عن الخطة مع مشروع “ممر بايدن” التجاري البديل لقناة السويس، ما يعمق خسائر مصر الاستراتيجية ويجعل دورها مجرد وكيل أمني واقتصادي في مشروع يحقق انفراجة لـ”إسرائيل” مقابل أزمة لمصر.

التحليل يشير إلى أن ما يجري ليس صدفة:

تهجير أهالي العريش ورفح منذ 2013.

السيطرة على المطار والميناء وتجهيز بنية لوجستية.

ترتيبات سياسية واقتصادية تضع ساويرس ورجال السيسي في قلب ملف الإعمار.

كلها حلقات في مسار واحد: جعل سيناء – والعريش تحديداً – بوابة لإدارة غزة ضمن خطة أمريكية-إسرائيلية، بدور مصري وديع لا يتجاوز تسهيل الاحتلال وتثبيت أركان “صفقة القرن”.

*اجتماع السيسي وقيادات عسكرية الخميس… مزيد من البزنس والامتيازات المالية مقابل الولاء لمواجهة سيناريو مظاهرات المغرب بمصر

اجتمع عبد الفتاح السيسي الخميس مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار السيسي للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والدكتور طارق الخضيري مدير مصنع “إبداع” للرخام.
وجاء اجتماعه مع اللواء أمير سيد أحمد، المعروف بكونه أحد كبار مستشاري رئاسة الجمهورية وممسكًا بملف استثمارات الجيش وامتيازاته الاقتصادية، في أجواء توتر وقلق داخلي يعتري دوائر الحكم، ويأتي في ظل مخاوف متصاعدة من امتداد احتجاجات جيل زد المغاربية إلى أرجاء مصر.
يعتبر اللواء أمير سيد أحمد رابطًا أساسيًّا بين القصر والجيش، إذ يدير استثمارات ضخمة للجيش ويشرف على مشاريع استراتيجية تجعل المؤسسة العسكرية لاعبًا رئيسيًّا في الاقتصاد المصري، الأمر الذي جعل الاجتماع بمثابة لقاء لتأكيد ولاءات الجيش لصالح النظام ومناقشة آليات مواجهة التحديات القادمة.

يرتبط هذا الاجتماع ارتباطًا وثيقًا بارتفاع رقعة القلق من توسع الاحتجاجات الشبابية من المغرب إلى مصر، والتي يتسلح النظام بحالة تأهب أمني مشددة لمنع انتشار أي تظاهرات مماثلة. يعكس الاجتماع رغبة السيسي في حشد الدعم من البيروقراطية العسكرية والاقتصادية لضمان استقرار نسبي في الداخل.

تضمنت المناقشات وفق المصادر الرسمية رصد تطورات المشروعات الكبرى مثل “مستقبل مصر”، والتأكيد على أهمية التنسيق بين الجيش ومؤسسات الدولة لمواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع تفاقم المشكلات الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر، التي تعتبر العامل الأساسي لانفجار الغضب الشبابي في الشارع.

تم إبلاغ اللواء أمير سيد أحمد بتوجيهات مباشرة من السيسي لضمان تنفيذ مشاريع الجيش بشكل يضمن عودة الاستقرار، ويُقلل من أي تأثير للاحتجاجات على المشهد العام، مع تعزيز القدرات الأمنية وتحسين أداء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في ذات الوقت.

يرى محللون أن اجتماعات من هذا النوع تعكس حالة خوف واضحة من النظام تجاه تمدد ظاهرة الاحتجاجات الشبابية التي وقعت في المغرب بين جيل زد 212، والتي تتحرك بطرق رقمية وشبابية مختلفة، وتثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المنطقة.

تشير تقديرات اقتصادية إلى أن استيلاء الجيش على ما يقرب من 30% من الاقتصاد يزيد من تعقيد المشهد ويمنح المؤسسة العسكرية نفوذًا كبيرًا في لعب دور الوسيط بين النظام والمجتمع، خصوصًا في أوقات الأزمات، التي تهدد استقرار الحكم في ظل تصاعد وتيرة الغضب الاجتماعي.

في الوقت نفسه، يقيم النظام القيادات العسكرية كدُعامة مركزية، ويعمل على تجنب أي أزمة اتصال أو ثغرة تهدد ولاءها في الأوقات التي يزداد فيها الاحتقان الشعبي. ويظهر اجتماع السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد كخطوة استراتيجية لشراء الولاءات وإعادة تأكيد تحالفاتهم في مواجهة تحديات الداخل والخارج.

ختامًا، جاء الاجتماع في توقيت حساس يواكب تحركات شبابية غير مسبوقة بالمنطقة، حيث تتابع السلطة تحركات الشباب عبر الشبكات الرقمية، وتستعد لتظاهرات قد تحدث ارتدادات داخلية مخيفة بالنظر إلى الأزمات الاقتصادية والفقر وهشاشة النظام الانتخابي والقضائي.

*بسبب التصعيد العسكرى فى قطاع غزة..الاقتصاد المصرى على حافة الانهيار

مع تصاعد العمليات العسكرية الصهيونية فى قطاع غزة والهجمات الحوثية على السفن المتجهة إلى دولة الاحتلال يواجه الاقتصاد المصرى حصارا خانقا بسبب تراجع الموارد الدولارية خاصة من قناة السويس وعائدات السياحة مع تراجع الصادرات والاستثمارات وهروب الأموال الساخنة وزيادة الواردات بالإضافة إلى أعباء وأقساط الديون التى تقدر بنحو 40 مليار دولار خلال العام المالى الحالى .

هذه الأوضاع تهدد بتدهور الأوضاع وانهيار الاقتصاد المصرى وعجز حكومة الانقلاب عن سداد الديون بجانب حدوث ارتفاع جنونى فى الأسعار وتراجع مستوى المعيشة للمصريين الذىن يعيش نحو 65% منهم تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولى  .

اقتصاد ريعي

من جانبهم أعرب خبراء اقتصاد عن مخاوفهم من توسيع المواجهة العسكرية فى المنطقة، التي امتدت لخمس دول عربية، وإصرار دولة الاحتلال على تهجير أهالي غزة، بما يمثل كارثة اقتصادية جديدة، قد تدفع العسكر إلى توجيه الإمكانات المتاحة إلى تمويل برامج التسليح وزيادة الإنفاق العسكري، بما يضغط على كل الأنشطة الاقتصادية وكذا على موارد النقد الأجنبي. 

وقال الخبراء إن اعتماد دولة العسكر على الاقتصاد الريعي يجعلها عرضة للتأثر الشديد بالتقلبات الخارجية، موضحين أن العدوان على غزة، الذي تزامن مع توترات جيوسياسية في أوروبا أدت إلى ارتفاع أسعار كل السلع الأساسية والواردات، دفع دولة العسكر إلى بيع الأصول العامة للأجانب، ومزيد من الاستدانة من الدول وصندوق النقد الدولي، الذي يفرض شروطه القاسية للإقراض، والتي تبدأ بخفض قيمة العملة، ورفع أسعار السلع وخفض الدعم للكهرباء والمحروقات، وتقييد الإنفاق الحكومي على الاستثمارات التي تستهدف النمو وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وتوقعوا أن يؤدي تصاعد الصراع وتوسع الهجمات على السفن إلى استمرار تجنب الملاحة بقناة السويس حتى منتصف العام المقبل، وضعف إيرادات السياحة، في وقت يصعب تعويض تلك الخسائر من إيرادات أخرى كتحويلات المصريين في الخارج والتعهيد، بجانب انخفاض الاستثمار الأجنبي وزيادة تكاليف الاستيراد، وتدهور صورة مصر الاقتصادية أمام المستثمرين، وفقدان الوظائف. 

قناة السويس 

يشار إلى أن إيرادات قناة السويس سجلت تراجعا حادا في العوائد خلال عام 2024، بلغ 61% من جملة الإيرادات، لتحقق 3.9 مليار دولار فقط مقارنة بنحو 10.2 مليار دولار عام 2023 وذلك بسبب استمرار العدوان الصهيوني على غزة وامتداده إلى الأراضي اليمنية، وتأجيج العمليات العسكرية بمنطقة البحر الأحمر ومدخل باب المندب، ما دفع أكبر شركات النقل البحري خاصة الألمانية والهولندية والفرنسية، إلى تأجيل عودة مرور سفن الشحن التابعة لها إلى ممر البحر الأحمر وقناة السويس. 

السياحة

فى هذا السياق أكدت مصادر بغرفة شركات السياحة إلغاء العبارات السياحية العملاقة” الكروز” الأمريكية والأوروبية، التي تدور برحلاتها حول العالم، مع زيارة عدة موانئ أوروبية وعربية مرورا بالبحرين المتوسط والأحمر، عبر قناة السويس، خلال الصيف الحالي، متأثرة بإطلاق صواريخ الحوثيين ضد قوات الاحتلال في إيلات وحيفا وتل أبيب. 

وقالت المصادر إن حالة القلق من الحرب وتوسعها تثير مخاوف قطاع عريض من السائحين خاصة القادمين من مناطق بعيدة .  

خسائر

وقدر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، متوسط الخسائر في إيرادات مصر من السياحة وقناة السويس خلال العامين الماليين 2023/ 2024 و2024/ 2025، بحوالي 9.9 مليار دولار .

وحذر البرنامج في تقرير له من أن استمرار حالة الحرب أو توسع الصراع العربي الصهيوني سيرفع تلك الخسائر إلى 13.7 مليار دولار. 

فيما كشفت دراسة اقتصادية تقديرية موازية لمكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، أن الناتج المحلي الإجمالي المصري انخفض بنحو 2.6% و1.3% على التوالي في السنتين الماليتين الماضيتين، مؤكدة أن توسع النزاع أو توسيع الصراع الإقليمي سيزيد من حجم الخسائر، بينما يتوقع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أن يكون تراجع النمو أكبر خلال الفترة المقبلة.

زيادة الأسعار 

 من جانبه قال خبير التمويل والاستثمار الدكتور رشاد عبده، إن توسيع دائرة العدوان الصهيوني على غزة واجتياحها بريا وامتداد العدوان إلى لبنان واليمن وإيران وسوريا وقطر، وامتداد تهديداته أخيرا على لسان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لكل من العراق ومصر وتركيا، تؤثر على منظومة الحياة في المنطقة بالكامل، وتصيب الاقتصاد المصري في مقتل. 

وتوقع عبده فى تصريحات صحفية تزايد الخسائر في الفترة المقبلة، لاستمرار حالة الصراع الجيوسياسي، وتطور الأطماع الصهيونية ليمثل شبح طرد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أرضهم نحو سيناء، خطورة على كل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في مصر.   

وأوضح أن العدوان الصهيوني زاد من الأعباء الاقتصادية على المواطن المصري، الذي أصبح يعاني من زيادة الأسعار، جراء ارتفاع الشحن البحري الذي يأتي بنحو 90% من احتياجات المصريين من الغذاء والواردات الصناعية والنفطية، بالتوازي مع زيادة رسوم التأمين والنولون، على الشحنات. 

وأعرب عبده عن مخاوفه من أن تضطر دولة العسكر إلى توجيه موارد مالية ضخمة بالدولار للإنفاق على التسليح، لمواجهة التهديدات التي يطلقها نتنياهو، بدلا من توفير تلك الأموال لتحسين الاقتصاد والمعيشة الصعبة التي يحياها المصريون، بسبب تدهور الجنيه وزيادة التضخم وارتفاع قيمة الواردات. 

ولفت إلى أنه رغم تأثير حالة الحرب على الاقتصاد الصهيوني، فإن التمويل السخي بالمال والسلاح الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الداعمة للاحتلال، يعوضها عن تلك الخسائر، بينما تقلل حالة العدوان على غزة، من قدرة مصر على تدبير الدولار، وتربك كل القطاعات الإنتاجية، خاصة أن حكومة الانقلاب تتبنى الاقتصاد الريعي، الذي يعتمد على موارد هشة، كالسياحة وخدمات المرور بقناة السويس، والتعهيد والعقارات، وتحويلات المصريين بالخارج، فى الوقت الذى تعتمد المشروعات الصناعية والزراعية، على استيراد مستلزمات الإنتاج من الخارج. 

*هل مصر آمنة من تدفقات مياه سد النهضة؟

مع تزايد الحديث عن غرق أجزاء واسعة من الأراضي السودانية نتيجة الفيضانات بسبب فتح خزانات سد النهضة الإثيوبي بشكل مفاجئ، تصاعدت المخاوف في مصر من احتمال تكرار سيناريو مشابه وغرق مساحات من الأراضي المصرية، وسط تقديرات إعلامية تشير إلى ضخامة كميات المياه القادمة من إثيوبيا، في الوقت الذي تبادلت فيه السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى المسؤولية عن الفيضان في السودان.

القاهرة من جانبها، وعلى لسان بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، حَمّلت إثيوبيا مسؤولية المعاناة التي يتضرر منها السودانيون الآن في عدة مناطق سودانية جراء فيضانات مدمّرة نتيجة ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، مؤكدًا أن ذلك بسبب غياب التنسيق بشأن سد النهضة. وقال عبد العاطي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المصرية إن عدم التنسيق مع إثيوبيا بشأن سد النهضة أدى إلى الفيضانات المروعة في السودان، متهمًا إثيوبيا بانتهاك القانون الدولي. وأضاف أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدًا أن المشكلة ستتفاقم في حال حدوث جفاف ممتد قد يستمر خمس سنوات، والذي يحدث مرة كل خمسين سنة، مما سيؤدي إلى أضرار كارثية لمصر والسودان، لأن نهر النيل نهر دولي يخضع للقوانين الدولية وليس لأي سلطة محلية.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تتابع الأزمة عن كثب، وأن سد النهضة لم يُفرغ المياه تدريجيًا، بل تم ملؤه بشكل كامل منذ أغسطس 2024، ما أدى إلى تراكم المياه فوق السعة وفرض ضغوط هائلة على السدود السودانية، خصوصًا سد الروصيرص.

في المقابل، رفضت إثيوبيا هذه الاتهامات، وقال وزير المياه والطاقة الإثيوبي، هبتامو إيتيفا جيليتا، إن وجود السد حال دون وقوع أضرار كارثية في السودان جراء موجة الفيضانات الأخيرة، مؤكدًا أن العواقب لولا السد كانت لتكون أكثر خطورة. وشدد على أن السد يساهم في الحد من الكوارث الطبيعية من خلال تنظيم تدفقات المياه وتقليل حدة الفيضانات ومنع وصول كميات هائلة مفاجئة إلى المجرى الطبيعي.

في حين أوضح مدير مشروع سد النهضة، كيفليو أهورو، أن الأمطار الغزيرة كانت استثنائية، وأن إدارة السد اتخذت إجراءات احترازية شملت إغلاق البوابات، مع التنسيق المباشر وتبادل البيانات مع الجانب السوداني، موضحًا أن كميات المياه التي كانت ستصل إلى السودان كانت ستفوق ثلاث أضعاف الكميات الحالية بفضل السد. وأكد التزام بلاده بنشر البيانات اليومية حول تدفقات المياه الداخلة والخارجة من السد وجودة المياه.

ما حدث غير طبيعي

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة ، إن الفيضانات التي اجتاحت السودان مؤخرًا جاءت في توقيت غير معتاد، إذ ضربت البلاد في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، وهي فترة يفترض أن تشهد تراجعًا في معدلات الأمطار، لا ارتفاعها. وأوضح أن هذا الخلل المناخي ترافق مع تدفقات استثنائية من سد النهضة الإثيوبي، ما ضاعف من حجم الأزمة.

وبحسب شراقي، فإن معدل الأمطار الطبيعي في النيل الأزرق عند موقع السد يُقدّر بحوالي 300 مليون متر مكعب يوميًا، إلا أن التصريف خلال الأسبوع الماضي تخطى 750 مليون متر مكعب. وهذا يعني أن نحو 450 مليون متر مكعب جاءت من مخزون بحيرة السد بعد اكتمال عملية الملء، مؤكدًا أن أربع بوابات طوارئ تولت تصريف هذه الكميات، في ظل توقف التوربينات المخصصة لتوليد الكهرباء، رغم إصرار السلطات الإثيوبية على الإعلان عن تشغيلها.

وأضاف أن التدفق الهائل للمياه تسبب في أزمة مباشرة داخل السودان، حيث أعلنت وزارة الري هناك حالة “الإنذار الأحمر” بعد أن تجاوز منسوب النيل في الخرطوم 17 مترًا، وهو مستوى خطير يهدد السكان والبنية التحتية. ومع ذلك، شدد شراقي على أن مصر بعيدة عن دائرة الخطر بفضل السد العالي في أسوان، القادر على امتصاص أي زيادات مفاجئة في المياه. وأوضح أن القرى والمدن المصرية على ضفاف النيل محصنة بخطط طوارئ دائمة وشبكة مائية مرنة، تضمن استمرار الأنشطة الزراعية والصناعية دون تأثير يُذكر.

وفي ما يتعلق بسد النهضة، أكد الخبير المصري أن السد يعاني من أعطال أساسية منذ إنشائه، لافتًا إلى أن إثيوبيا أعلنت اكتمال الملء في 5 سبتمبر 2024، لكن واقع الأمر يكشف أن من أصل 13 توربينًا كان مقررًا تركيبها، لم يُثبت سوى أربعة، وهي متوقفة تمامًا. وأرجع ذلك إلى سبب جوهري وراء تأجيل افتتاح السد رسميًا، معتبرًا أن أديس أبابا سعت إلى إخفاء هذه الحقائق أمام شعبها. وأوضح أن امتلاء البحيرة فوق طاقتها خلال موسم الأمطار أجبر إثيوبيا على فتح بوابات الطوارئ، ما أدى إلى فيضان مفاجئ اجتاح الأراضي السودانية، وبخاصة عند سد الروصيرص الذي كان ممتلئًا أصلًا.

وأكد شراقي أن الفيضانات الحالية ليست طبيعية، بل مرتبطة مباشرة بتصرفات إثيوبيا المائية. وأوضح أن كميات المياه المصرفة يوميًا وصلت إلى 750 مليون متر مكعب، وهو ما فاقم الضغط على سد الروصيرص، محذرًا من أن استمراره على هذا النحو كان قد يهدد استقراره لولا خفض التصريف لاحقًا إلى أقل من 400 مليون متر مكعب.

أما على صعيد مصر، فقد شدد شراقي على أن السد العالي لعب دورًا تاريخيًا في حماية البلاد من كوارث مماثلة. فبدون وجوده، يقول، كانت مصر ستواجه غرقًا واسعًا في مناطقها الزراعية، وربما فقدت ما يصل إلى نصف أراضيها المزروعة نتيجة حجز إثيوبيا لنحو 100 مليار متر مكعب من المياه خلال السنوات الخمس الماضية. وتوقع شراقي أن تشهد المناسيب تراجعًا تدريجيًا خلال الأيام المقبلة، لتتلاشى الأزمة تدريجيًا. لكنه اعتبر أن ما جرى يمثل مؤشرًا خطيرًا على سوء إدارة سد النهضة، داعيًا إلى اعتماد نهج أكثر شفافية واحترافية في تشغيله، خصوصًا خلال موسم الأمطار، لتفادي كوارث مستقبلية قد تطال السودان بشكل مباشر، ومصر بشكل غير مباشر.

كارثة كبيرة

في السياق نفسه، وصف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الفيضانات العارمة التي اجتاحت السودان بأنها “فيضان من صنع البشر”، مؤكدًا أنها ليست مجرد كارثة طبيعية. وحمّل نور الدين إثيوبيا المسؤولية الكاملة نتيجة سوء إدارتها لملء وتشغيل سد النهضة، مشيرًا إلى أن الخطأ الأساسي تمثل في ملء بحيرة السد بكامل سعتها التخزينية البالغة 75 مليار متر مكعب، بينما لم تكن كل التوربينات جاهزة للعمل.

وقال في تصريحات خاصة ، إن السد كان يجب أن يحجز كمية لا تتجاوز 55 مليار متر مكعب بما يتناسب مع التوربينات المركبة بالفعل. وأضاف أن إثيوبيا بالغت في الملء بهدف إعلان أنها حولت مجرى النهر إلى بحيرة ضخمة، وعندما جاء الفيضان الطبيعي، لم يكن أمامها سوى فتح البوابات بشكل مفاجئ وغير منسق، ما أدى إلى تحويل الفيضان المعتاد إلى فيضان مدمر وجارف أغرق القرى والحقول في ولاية النيل الأزرق وسواها من المناطق المتأثرة.

وأشار نور الدين إلى أن هذا الواقع يؤكد صحة المطلب المصري والسوداني بضرورة وجود اتفاق ملزم ومنسق حول قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، لضمان عدم تكرار كوارث مشابهة مستقبلًا. وأكد أن وجود المياه في بحيرة السد يمكن أن يكون مفيدًا لمصر والسودان إذا تم تشغيل جميع التوربينات بشكل كامل ومنظم، مع ضرورة التنسيق لتجنب أي تأثير سلبي على المجاري النهرية والفيضانات المستقبلية.

كما أشار إلى أن منسوب المياه في السودان بدأ يتراجع تدريجيًا، وأن الأزمة لم تصل إلى مستوى فيضان شامل، بل صنفت وفق النظام السوداني على أنهاإنذار أحمر”، حيث تجاوزت المياه ضفاف النهر بوتيرة بطيئة دون تهديد مباشر للسكان أو المحاصيل، على الرغم من شدة الكميات المصروفة.

السودان تتهم إثيوبيا

في السودان، أعلنت وزارة الزراعة والري أن ست ولايات تأثرت بشكل مباشر بفيضان النيل هذا العام، وهي: الجزيرة، سنار، النيل الأزرق، الخرطوم، نهر النيل، والشمالية. وأوضحت الوزارة أن مناسيب المياه تجاوزت مستوى الخطر في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، من بينها الشقيلاب والكلالكلة والريف الجنوبي على النيل الأبيض، إضافة إلى جزيرة توتي على النيل الأزرق.

ودعت السلطات السكان المقيمين على ضفاف النهر والجزر النهرية إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم من خطر السيول والفيضانات، مؤكدة أن إدارة الدفاع المدني التابعة لقوات الشرطة تتحمل المسؤولية الرئيسية سنويًا في التعامل مع تداعيات هذه الكوارث.

وفي سياق غير معتاد، صاحب فيضان هذا العام جدل واسع حول تأثيرات سد النهضة الإثيوبي، الذي افتتح رسميًا في سبتمبر/أيلول 2025. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن السد ساهم في رفع مناسيب المياه بعد تصريف كميات كبيرة من بحيرته عبر إحدى قنوات الطوارئ، ما فاقم معاناة السكان، لا سيما في منطقة الروصيرص بولاية النيل الأزرق، الواقعة على بُعد نحو 120 كيلومترًا من موقع السد.

ورغم حرص الحكومة السودانية على تجنب الدخول في هذا الجدل بشكل مباشر، أقرّ بيان وزارة الزراعة والري ضمنيًا بوجود صلة بين ارتفاع منسوب المياه وسد النهضة، مشيرًا إلى أن: “ارتفاع مناسيب النيل والأنهار الفرعية في البلاد تزامن مع تصريف مياه بحيرة سد النهضة في إثيوبيا، إضافة إلى التغيرات المناخية وتأخر هطول الأمطار“.

في الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، أن حكومته ستقوم بإجراء دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية لملف سد النهضة الإثيوبي بالتنسيق مع كل من القاهرة وأديس أبابا. وأكد متابعة الحكومة للملف عن كثب لضمان مصالح السودان والمجتمع الإقليمي. وأشار إدريس إلى وجود تنسيق مستمر مع مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، مؤكداً أن الهدف هو تحقيق المصالح المشتركة وحماية حقوق دولتي المصب. وقال إن الحكومة ستقوم بدراسة دقيقة ومراجعة تفصيلية للملف بالتعاون مع البلدين، لافتًا إلى علاقات التعاون التاريخية التي تربط الخرطوم بالقاهرة وأديس أبابا.

إثيوبيا تتهم مصر والسودان بـ “التشنيع” على سد النهضة

في سياق متصل، أوضح موسى شيخو، نائب المسؤول في مكتب الاتصالات الحكومي بإقليم أوروميا، في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست” أن الفيضانات في السودان ليست ظاهرة جديدة، بل هي أحداث معتادة تاريخيًا، وغالبًا ما تكون مدمرة. وأشار شيخو إلى أن السودان شهد على الأقل ستة فيضانات كبيرة قبل بناء سد النهضة، كان أكبرها في عام 1988، مؤكدًا أن هذه الفيضانات كانت تحدث بشكل طبيعي ودون تدخل السد الإثيوبي.

ويقول شيخو إن ما يتم ترويجه إعلاميًا حول مسؤولية سد النهضة عن الفيضانات جزء من حملة إعلامية مشتركة بين مصر والسودان تهدف إلى الضغط على إثيوبيا للحصول على اتفاق يضمن مصالح مصر بطريقة قد تضر بالجانب الإثيوبي. وأوضح أن هذه الاتهامات ترافقها نشر صور قديمة ومضللة، تم إثباتها من قبل منصات إعلامية مستقلة، فيما تبقى الحقائق الملموسة هي أن هناك زيادة في منسوب المياه بسبب تأخر موسم الأمطار، وليس نتيجة لأي تغييرات جوهرية في تشغيل السد.

وأكد شيخو أن المشرفين على سد النهضة يطبقون الخطط التشغيلية المعتادة منذ سنوات، مشيرًا إلى أن الأمطار الزائدة هذا العام جاءت ضمن المعدلات الطبيعية للزيادة الموسمية، وأنه لم يحدث أي تعديل أو تصرف غير روتيني أدى إلى الفيضانات. ومع اكتمال مشروع السد وإعلان افتتاحه، لاحظت إثيوبيا انطلاق حملة إعلامية مكثفة من الجانب المصري، تركز على ما وصفوه بعدم قانونية السد، وذلك بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة في أعالي النيل، النيل الأبيض، وشمال إثيوبيا وأجزاء من السودان، مما ساهم في زيادة منسوب المياه.

وأشار شيخو إلى أن مثل هذه الفيضانات تحتاج إلى تقييم شامل يأخذ في الاعتبار الظروف الطبيعية الموسمية، مؤكدًا أن سد النهضة لم يغير من الروتين التشغيلي للسدود في السنوات الماضية، وأن جميع الإجراءات تمت وفق خطط مسبقة لإدارة تدفق المياه. وأكد أن الإثيوبيين ملتزمون بالشفافية في إدارة السد، وأن أي تضخيم إعلامي لمخاطر السد على السودان هو جزء من الحملة الإعلامية المصرية التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام الدولي والسياسي.

وقال شيخو إن جميع التوربينات المخصصة لتوليد الكهرباء تعمل بكامل طاقتها، وتم إعلام المواطنين والزائرين بذلك بشكل واضح، مشددين على الشفافية في إدارة السد وتشغيله. وأوضح أن تشغيل جميع التوربينات في وقت واحد ليس أمرًا ضروريًا، بل يتم تنظيم التشغيل وفق الحاجة الفعلية للكهرباء أو زيادة الطلب على الطاقة، لضمان استخدام موارد السد بشكل مثالي دون إهدار. وأشاروا إلى أن هذا الأسلوب يسمح بتحقيق توازن بين توليد الكهرباء وإدارة المخزون المائي، بما يضمن الأمن المائي والكهربائي للمنطقة.

وأضاف أن هذه الإجراءات تتوافق مع الخطط التشغيلية الروتينية المعتمدة منذ سنوات، ولا توجد تغييرات مفاجئة أو تصرفات غير روتينية تؤثر على مستوى المياه أو تصريفها، مؤكدين أن الهدف هو الحفاظ على كفاءة السد وسلامة المنشآت والمجتمعات المحيطة. وأشار إلى أن هذه السياسة التشغيلية تتيح المرونة في مواجهة أي زيادة مفاجئة في الطلب على الكهرباء، أو ارتفاع مستويات المياه نتيجة الأمطار الموسمية، دون التأثير على الأمان العام للسد أو سلامة المناطق المجاورة.

ويجري نهر النيل لمسافة تصل إلى 6650 كيلومترًا، ويشترك في مياهه 11 دولة هي: بوروندي، رواندا، الكونغو الديمقراطية، كينيا، أوغندا، تنزانيا، إثيوبيا، إريتريا، جنوب السودان، بالإضافة إلى السودان ومصر.

*هل تحلّ استثمارات الساحل الشمالي أزمة ديون مصر؟

منذ 2015 تضاعفت ديون مصر الخارجية بسرعة، ووصلت إلى نحو 168 مليار دولار في الربع الرابع من 2023، رقم يُظهر ذروة تراكم الاقتراض قبل سلسلة من الصفقات الكبرى.

هذه القفزة لم تُحَلّ بنهج نمو حقيقي وإنما بتكتيك تحصيل سيولة فورية عبر صفقات أرض وحقوق تطوير وبيع حصص. 

صفقة الساحل الشمالي: بيع أم شراكة؟
في 23 فبراير 2024 أعلن الجانب المصري توقيع اتفاق شراكة مع جهة إماراتية بقيادة صندوق
ADQ لتطوير رأس الحكمة / Ras al-Hekma بمليارات الدولارات، المبلغ الإجمالي المعلن تراوح في التغطيات بين 24 مليارًا (قيمة حقوق التطوير) و35 مليارًا إجمالاً تشمل التزامات استثمارية أوسع؛

وفي مايو 2024 أعلن رئيس حكومة الانقلاب عن تسلم شقّ ثاني بقيمة 14 مليار دولار كدفعة ثانية أو تحويلات متعلقة بالاتفاق.

هذه الأرقام تبدو مفرحة إعلاميًا للحكومة لكنها لا تجيب عن سؤالين أساسيين: من يكسب على المدى البعيد، ومن يخسر السيادة والأصول الاستراتيجية؟ 

هل تُقلِّص هذه الصفقات الديون فعلاً؟
نُقل أن جزءًا من المبالغ الواردة في صفقات مثل رأس الحكمة سيُحوّل كودائع أو استثمارات طويلة الأمد لا كإيراد مباشر للخزينة، علاوة على ذلك، تراجع الدين في ربع أول 2024 كان مرتبطًا بجزء من تحويلات/تصفية أرصدة وليس بإصلاح هيكلي للاقتصاد.

باختصار؛ سيولة مرحلية مقابل خصخصة أو تنازل عن موارد عامة، كما تحذّر مؤسسات دولية من أن عائدات هذه المشاريع قد تحتاج سنوات لتتحقق وقد تُحوّل إلى أرباح خاصة وخدمات محدودة الطبقة.

لم تخلُ الساحة من ردود فعل غاضبة؛ نشطاء سياسيون وصفوا الصفقة بأنها بيع لمناطق مصر الجميلة واعتبروا أن القرار اتُّخذ بعيدًا عن الشفافية العامة؛ أمثال الممثل المعارض عمرو واكد تساءل كيف يملك أحد الحق في بيع السواحل المصرية، فيما دعا محللون غربيون وعرب إلى دراسة أثر هذه الصفقات على المدى البعيد وحقوق السكان المحليين.

باحثون ومنظمات إعلامية وصفوا العملية بأنها جزء من اتجاه أوسع لتحويل الأراضي العامة إلى منتجعات نخبوية تلائم رؤوس الأموال الخليجية.

حكومة الانقلاب تصرّح أن الدولة تحتفظ بحصة (ذكرت مصادر أن الحكومة ستحافظ على نحو 35% في بعض صفقات التطوير) وأن الصفقات تأتي لجلب دولارات وتحفيز النمو، ومع ذلك تثير طريقة التعاقدات أسئلة قانونية حول مدفوعات مُقيدة، تحويل ودائع بنوكٍ أجنبية إلى استثمارات، ومدى صحة إجراءات تخصيص الأراضي.

تقارير مصرف مصر المركزيّ تُشير إلى أن خدمة الدين الخارجي قفزت إلى مستويات قياسية (بما في ذلك مدفوعات فوائد وسداد أصل القروض) مما يجعل الاعتماد على صفقة أو صفقتين حلاً قصير المدى وليس سياسة مستدامة. 

الأرقام.. ماذا تعني للمواطن العادي؟

  • 168 مليار دولار: تقريبًا حجم الدين الخارجي بنهاية 2023/ بدايات 2024، رقم ضاغط على الموازنة والليرة.
  • 14 مليار دولار: دفعات مُعلنة وصلت في إطار صفقة رأس الحكمة (مايو 15، 2024).
  • مدفوعات خدمة الدين ارتفعت وأثّرت على عجز الموازنة الذي توقّعته جهات دولية أن يتسع، مما يجعل الحكومة تلجأ لتنازلات مؤقتة مقابل تمويل خارجي.
    ماذا تبقى في مصر لم يُبِع؟
    تُشير التغطيات والتحليلات إلى أن ما تبقّى من سواحل وممتلكات عامة ذات قيمة استراتيجية بدأ يتقلص، وأن الخزانة لجأت إلى موارد أرضية محدودة كانت تُعتبر من المقدسات الوطنية اقتصادياً وبيئيًا.

سؤال ماذا بقي؟ ليس مجرد مثلبة بل تساؤل عن مستقبل السيادة الاقتصادية؛ إذا استمرّت التسويات وبيع الحقوق، ستتحوّل موارد الجمهور إلى أصول تدار خارج الرقابة الوطنية. 

خلاصة تقييمية.. حلّ مؤقت أم تفريط دائم؟
الاستحواذات والاستثمارات الخليجية الكبرى في الساحل الشمالي قد تمنح الحكومة سيولة مؤقتة وتخفف بعض ضغوط السيولة الخارجية، لكنّها ليست بديلاً عن إصلاحات اقتصادية حقيقية: زيادة موارد صادراتية، إصلاح نظام تحصيل الضرائب، ترشيد الإنفاق ودعم نمو القطاع الخاص المنتج، بدون هذه الإصلاحات، ستبقى مصر مدينة للأموال وتحكمها عقود طويلة الأمد تخضع لشروط مستثمرين أجانب أو صناديق سيادية.

مصر تنتظر الكارثة بسبب سد النهضة وتحذير رسمي من غرق أراض حول النيل والسودان يغرق.. الجمعة 3 أكتوبر 2025م.. العريش بين الإدارة الدولية والسيادة الوطنية هل تُباع سيناء بالتقسيط في صفقة ترامب؟

مصر تنتظر الكارثة بسبب سد النهضة وتحذير رسمي من غرق أراض حول النيل والسودان يغرق.. الجمعة 3 أكتوبر 2025م.. العريش بين الإدارة الدولية والسيادة الوطنية هل تُباع سيناء بالتقسيط في صفقة ترامب؟

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*حكايات المعتقلين السياسيين في مصر.. بين جدران الزنازين وأحلام الحرية

في الزنازين الضيقة، حيث يختلط صدى الأبواب الحديدية بصوت الأنين المكتوم، يعيش آلاف السجناء السياسيين في مصر سنوات طويلة من الحرمان والتجريد من الحقوق الأساسية. قصصهم لا تتوقف عند حدود التهم الرسمية أو المحاكمات الجماعية، بل تمتد إلى تفاصيل إنسانية يومية: حق مهدور في العلاج، زيارة عائلية محرومة، أو محاكمة يشوبها الغموض. بين هؤلاء السجناء يبرز خمسة أسماء من أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، تحوّلت حكاياتهم إلى رموز لمعاناة سياسية وإنسانية ممتدة منذ 2013 حتى اليوم. 

الدكتور محمد بديع.. مرشد الإخوان في مواجهة السجن المؤبد

تجاوز الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الثمانين عامًا، وهو يقضي أحكامًا متراكمة تصل إلى المؤبد في قضايا متفرقة. الرجل الذي كان يقود الجماعة الأكبر في مصر، يقبع اليوم في عزلة شبه تامة داخل أحد السجون شديدة الحراسة.

الاتهامات الرسمية بحقه تتراوح بين التحريض على العنف والمشاركة في أحداث دامية أعقبت فضّ اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013. غير أن منظمات حقوقية محلية ودولية أكدت أن المحاكمات التي خضع لها شابتها خروق إجرائية، بينها غياب الضمانات الكافية لحق الدفاع.

عائلته تقول إنه حُرم من الرعاية الطبية اللازمة لأمراض مزمنة في القلب والمعدة، وأن زياراته تُقيد بشكل صارم. صموده في السجن يُروى على لسان محاميه وذويه، لكنه في نظر الكثيرين أصبح رمزًا لجيل كامل من السجناء السياسيين الذين يواجهون محاكمات جماعية وظروف احتجاز قاسية. 

الدكتور محمود عزت.. قليل الكلام كثير الفعل

على مدى سبع سنوات، ظل الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام بعد اعتقال بديع، مطاردًا حتى ألقي القبض عليه في أغسطس 2020.

القضاء الانقلابي أدانه في قضايا وُصفت بالإرهاب، أبرزها التخطيط لأعمال عنف بعد 2013، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد. لكن تقارير المنظمات الحقوقية أكدت أن جلسات محاكمته اتسمت بالسرعة، وأن الأدلة لم تكن كافية لتبرير العقوبات القاسية.

ومنذ اعتقاله في أغسطس 2020، يعيش محمود عزت، البالغ من العمر 81 عاماً، في زنزانة انفرادية داخل سجن بدر 3، وسط ظروف صحية قاسية. تقارير حقوقية أكدت أنه ممنوع من الزيارة والاتصال بأسرته أو محاميه، وتتم محاكمته داخل قفص زجاجي خاص يعزله عن التواصل الطبيعي مع الدفاع.

وتؤكد أسرته أن حالته الصحية تتدهور مع تقدمه في العمر. بالنسبة لحقوقيين، يمثل عزت مثالًا صارخًا على «الحبس الانتقامي» الذي يستهدف رموز المعارضة أكثر مما يسعى إلى العدالة. 

الدكتور محمد البلتاجي.. الطبيب الذي حوّل زنزانته إلى منصة احتجاج

محمد البلتاجي، الطبيب والبرلماني السابق، اعتُقل منذ 2013 على خلفية اتهامات بالتحريض على العنف. صورته الشهيرة إلى جانب ابنته أسماء، التي قُتلت خلال فضّ اعتصام رابعة، لا تزال محفورة في الذاكرة الجمعية للمعارضة المصرية.

البلتاجي حكمت عليه محاكم انقلابية في أكثر من قضية، بينها السجن المؤبد. غير أنه اختار وسيلة احتجاجية مختلفة: الإضراب المتكرر عن الطعام. عبر تلك الخطوة حاول أن يلفت الأنظار إلى ظروف احتجازه التي وصفها محاموه بـ«القاسية والمهينة».

التقارير الحقوقية تحدثت عن حرمانه من العلاج اللازم لآلام مزمنة، ومنع عائلته من زيارته لفترات طويلة. قصته تعكس صورة إنسانية مؤلمة: أب ثكِل، طبيب مسجون، ومعارض سياسي يعيش سنوات شبابه الأخيرة خلف القضبان دون محاكمة عادلة. 

المهندس خيرت الشاطر.. رجل الأعمال وإستراتيجيي التنظيم

يعتبر المهندس خيرات الشاطر، نائب المرشد السابق، من أحد أبرز رجال الأعمال في مصر، وهو من أكثر الشخصيات التي أثارت جدلًا بعد اعتقاله عام 2013. الرجل الذي كان يمتلك شركات ومشاريع تجارية واسعة، وجد نفسه بين ليلة وضحاها متهمًا في قضايا «إرهاب وتمويل».

القضاء الانقلابي حكم عليه بالسجن المؤبد في أكثر من قضية. مصادر حقوقية أكدت أن ممتلكاته صودرت وأن عائلته تعرضت لمضايقات عديدة.

اليوم، يعيش الشاطر سنوات سجنه الطويلة في ظروف مشددة، مع حرمانه من متابعة حالته الصحية أو لقاء عائلته بشكل منتظم. قصته تحولت إلى مثال على كيف يمكن أن تُفقد الحرية والثروة والمكانة الاجتماعية دفعة واحدة، في ظل نزاع سياسي محتدم. 

أنس البلتاجي.. الحكاية الأكثر وجعًا

أنس، نجل الدكتور محمد البلتاجي، يُعتبر من أبرز النماذج على سياسة «التدوير» أو إعادة فتح قضايا جديدة للإبقاء على المعتقلين خلف القضبان رغم حصولهم على البراءة. اعتُقل أنس وهو في مقتبل العمر، وقضى أكثر من عشر سنوات متنقلًا بين السجون، رغم صدور أحكام بالبراءة في قضايا عدة.

منظمات حقوقية اعتبرت حالته «تجسيدًا للفشل القضائي»، حيث لم يعد مجرد متهم في قضية واحدة، بل بات رهينة لدوامة لا تنتهي من الاتهامات والتجديدات. عائلته تروي معاناته من الحبس الانفرادي وحرمانه من التعليم الجامعي ومن حقه في حياة طبيعية.

قصته تُعيد إلى الأذهان الوجه الإنساني الأكثر قسوة للاعتقال السياسي، حين يُسجن الشباب لأنهم أبناء معارضين أو مرتبطون بهم. 

صورة أوسع: انتهاكات ممنهجة

ما بين هذه القصص الفردية، تبرز صورة أكبر من الانتهاكات الموثقة:

  • محاكمات جماعية تضم مئات المتهمين دفعة واحدة، ما يقوّض معايير العدالة.
  • الحبس الاحتياطي الممتد الذي يتحول إلى عقوبة بحد ذاته، عبر تجديد متكرر يمنع السجناء من الخروج.
  • العزل الانفرادي لفترات طويلة، والذي يُعتبر شكلًا من أشكال سوء المعاملة بحسب المعايير الدولية.
  • الحرمان من الرعاية الصحية، حيث وثقت منظمات مثل «أمنيستي» و«هيومن رايتس ووتش» حالات وفاة وإهمال طبي متعمد.
  • تقييد الزيارات ومنع العائلات من التواصل مع أبنائها، ما يزيد من الضغط النفسي على السجين وأسرته على حد سواء. 

الحرية المؤجلة

حكايات بديع وعزت والبلتاجي والشاطر وأنس ليست سوى نماذج من آلاف السجناء السياسيين في مصر. كل اسم يحمل خلفه قصة من الألم والفقد والحرمان، وكل زنزانة تخفي وراء جدرانها إنسانًا يعيش بأمل الخروج إلى النور.

المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تواصل دعواتها للإفراج عن السجناء السياسيين وضمان محاكمات عادلة، فيما تستمر السلطات الانقلابية في مصر بالتمسك بروايتها الرسمية حول «مكافحة الإرهاب». لكن الواقع الإنساني يقول شيئًا آخر: أن السجون تحولت إلى مقابر صامتة للأحلام والحقوق.

إنها ليست قضية سياسية فحسب، بل قضية إنسانية ووطنية وحقوقية في المقام الأول، حيث يقف حق الإنسان في الحرية والكرامة في مواجهة آلة القمع والقيود الحديدية. وبين هذه الثنائية، يظل صوت الأسرى وعائلاتهم يطالب بالحرية، كحق لا يُمنح، بل يُنتزع

* 2000 يوم من القهر خلف القضبان.. “نرمين حسين” بين سجنٍ بلا تهمة وأمٍ تحتضر بانتظار ابنتها

تقترب سجينة الرأي نرمين حسين من إتمام يومها رقم 2000 داخل الزنزانة، وسط ظروف إنسانية وصحية بالغة القسوة. نرمين التي فقدت والدها أثناء احتجازها، تُصارع اليوم للحفاظ على ما تبقى من حياتها النفسية والجسدية، فيما تُكابد والدتها المسنّة رحلة المرض والوحدة، آملة أن ترى ابنتها حرة قبل فوات الأوان. 

سنوات من الحرمان والخسائر

كانت نرمين عونًا لوالدها في عمله، وذراعه الأيمن في مواجهة قسوة الحياة، قبل أن يتحطم كل شيء لحظة اعتقالها. لم يحتمل الأب وقع الصدمة، فاستسلم للمرض، ورحل تاركًا ابنته بين القضبان وأمها المسنة بلا عائل. منذ ذلك الحين، تعيش الأم صراعًا مع المرض والشيخوخة، لا يخفف منه سوى زيارات شاقة متكررة إلى السجن، محمّلة بالأدوية والملابس والطعام، وكلها تكاليف تثقل كاهلها وحدها. 

رحلة الاعتقالات المتكررة

ليست هذه المرة الأولى التي تدخل فيها نرمين السجن. فمنذ 2013، تعرّضت لعدة اعتقالات متفرقة، على خلفيات سياسية مرتبطة بتظاهرات ومعارضة سياسات الدولة.

  • 2013: أول اعتقال لها أمام قصر الاتحادية، وأُخلي سبيلها بعد أيام.
  • 2016: اعتقال جديد بسبب احتجاجها على التنازل عن تيران وصنافير.
  • 2018: اقتحام منزل أسرتها والقبض عليها مجددًا، قبل أن تُخلى سبيلها لاحقًا.
  • 2020: اعتقال رابع بينما كان والدها يصارع المرض.
  • 2021 وحتى الآن: أعيد تدويرها على ذمة القضية رقم 65 لسنة 2021، وما تزال رهن الحبس الاحتياطي دون محاكمة، بتهم متكررة تتعلق بـ”نشر أخبار كاذبة” و”إساءة استخدام وسائل التواصل”. 

انتقادات حقوقية واسعة

المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وثّقت مسار معاناة نرمين، مؤكدة أن ما تتعرض له يُعرف قانونيًا بـ”التدوير”، حيث يُعاد حبسها في قضايا جديدة بنفس الاتهامات بمجرد اقتراب موعد الإفراج عنها، المبادرة شددت على أن استمرار حبسها يخالف نصوص القانون، خاصة المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية، التي تحدد الحد الأقصى للحبس الاحتياطي بعامين فقط. 

تدهور صحي ونفسي

بحسب إفادات محاميها، تعاني نرمين من أمراض في العظام والمفاصل ومشاكل في التنفس، إلى جانب معاناة صحية نسائية لم تلق أي رعاية طبية مناسبة داخل السجن. أما نفسيًا، فقد انعكست سنوات القهر على حالتها، حيث بدت في الجلسات الأخيرة صامتة يائسة، حتى أنها لم تعد ترد على محاميها بالتحية. 

شهادات قانونية

المحامي إسلام سلامة وصف استمرار حبسها بأنه “غير قانوني بشكل صارخ”، لافتًا إلى أن المحكمة تجدد حبسها رغم تجاوزه الحد الأقصى المسموح به. وأشار إلى أن الأم، وهي امرأة مسنّة، باتت تتحمل وحدها عبء العمل لتوفير احتياجات ابنتها، إضافة إلى مشقة التنقل بين البساتين ومدينة العاشر من رمضان لإجراء الزيارات.

*انتهاكات متصاعدة بسجون السيسي.. وفيات وإضرابات ورسائل: نموت واحدًا تلو الآخر

شهد شهر سبتمبر 2025 تصاعدًا خطيرًا في حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون وسجناء الرأي داخل سجون عبدالفتاح السيسي، وفق ما رصدته شهادات أهالي المعتقلين ورسائل استغاثة متكررة خرجت من وراء القضبان.

وتنوعت الانتهاكات بين الإهمال الطبي المتعمد الذي أودى بحياة معتقلين، واستمرار سياسة الإخفاء القسري، والتضييق على الزيارات، وتدوير المحتجزين، فضلًا عن الإضرابات المفتوحة عن الطعام بسبب سوء الأوضاع.

هذه الوقائع، التي وصفها حقوقيون بأنها “جرس إنذار جديد”، لم تعد مجرد تجاوزات فردية، بل باتت سياسة ممنهجة تهدف – بحسب أسر الضحايا – إلى كسر إرادة المعتقلين ومعاقبة عائلاتهم. 

وفيات داخل السجون

في 3 سبتمبر توفي المعتقل إبراهيم عيد صقر (63 عامًا) داخل سجن وادي النطرون، إثر أزمة قلبية حادة، بعد سنوات من المعاناة مع الحرمان من التريض والرعاية الصحية. شهادات رفاقه أكدت أن وفاته جاءت نتيجة مباشرة للظروف القاسية، ليكون ثالث حالة وفاة خلال فترة قصيرة في نفس السجن. 

رسائل استغاثة تكشف الواقع

خرجت رسالة جماعية من سجن وادي النطرون 440 يوم 9 سبتمبر، وصفت الأوضاع بأنها “غير إنسانية”، وتحدثت عن منع التريض وتقييد الزيارات ونقص العلاج، وسط عبارة صادمة من المعتقلين: “نحن نموت واحدًا تلو الآخر”.

وفي سجن العاشر من رمضان – سيدات، كشفت رسالة أخرى عن حرمان المعتقلات من التريض، وإجبارهن على الاحتكاك بجنائيات، إلى جانب التضييق الشديد على أسرهن خلال الزيارات. 

انتهاكات بحق شخصيات بارزة

هدى عبد المنعم، الحقوقية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، تعاني أزمات قلبية متكررة وسط تجاهل لطلب الإفراج الصحي عنها.

عائشة الشاطر، تواصل إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، وسط حرمان كامل من الزيارة والعلاج.

الدكتور محمد البلتاجي وعدد من معتقلي سجن بدر (قطاع 2) يعيشون عزلة تامة منذ إعلانهم الإضراب عن الطعام.

صحفيون مثل سيد صابر ونورهان دراز يتعرضون للتجديد المتكرر للحبس رغم تدهور أوضاعهم الصحية. 

قضايا أثارت الرأي العام

اعتقال تعسفي للناشط عبد الله محمد من الإسكندرية على خلفية احتجاج أهالي طوسون ضد التهجير.

استمرار احتجاز الشاب محمود جمال أبو سريع بسبب حضوره مباراة كرة قدم، ما أدى لفقدان عمله ومستقبله في ظل ظروف قاسية دفعت أسرته للتحذير من خطورة وضعه. 

نداءات عائلية ودولية

عائلات المعتقلين وجهت مناشدات عاجلة للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية، فيما بعث المعتقلون أنفسهم رسائل للقضاة محذرين من تحويل القضاء إلى أداة بيد السلطة التنفيذية. 

تدهور صحي خطير

أمين الصيرفي يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سجن بدر 3، وسط حرمان متعمد من العلاج.

جهاد الحداد، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، يعاني عجزًا شبه كامل نتيجة الإهمال الطبي. 

تناقض القرارات القضائية

على الرغم من صدور قرارات إفراج عن عشرات المعتقلين خلال سبتمبر، استمرت سياسة “التدوير” وإعادة الحبس، إلى جانب مد قوائم الإرهاب التي تضم مئات الأسماء. 

عفو رئاسي محدود

صدر عفو رئاسي عن الناشط علاء عبد الفتاح وآخرين، لكن حقوقيين وصفوا القرار بأنه “جزئي” لا يعكس حجم الكارثة الحقوقية المستمرة داخل السجون.

*المعتقل أمين خليل: 6 سنوات من الإخفاء القسري ومرارة الفقد والمجهول يقتلان أسرته

مرّت ست سنوات ثقيلة على اختفاء المواطن أمين عبد المعطي أمين خليل، البالغ من العمر خمسين عامًا، دون أن تملك أسرته أي معلومة مؤكدة عن مصيره أو مكان احتجازه، في واحدة من أبرز قضايا الإخفاء القسري التي تعكس واقع الانتهاكات الحقوقية.

ففي الرابع من يونيو 2019، وبينما كان أمين يمارس حياته اليومية في شوارع مدينة برج العرب، اعترضه رجال أمن تابعون لمحافظة البحيرة، بعضهم بالزي الرسمي وآخرون بملابس مدنية، قبل أن يقتادوه إلى وجهة مجهولة داخل ميكروباص كان بانتظارهم. ومنذ تلك اللحظة، انقطعت كل أخباره، ليبدأ فصل طويل من المعاناة لزوجته وأبنائه وذويه. 

بلاغات وشهادات بلا جدوى

رغم تقديم الأسرة عشرات البلاغات إلى الجهات الرسمية، لم تعترف وزارة الداخلية حتى اليوم باعتقاله، بينما وثقت شهادات عيان أن عملية الاختطاف تمت على يد رجال أمن.

وتؤكد الأسرة أنها تلقت اتصالًا هاتفيًا قصيرًا منه بعد ساعات من اعتقاله، بدا خلاله صوته مرهقًا، وألمح بعبارات مقتضبة إلى أنه محتجز، قبل أن ينقطع الاتصال ويُغلق هاتفه نهائيًا.

وفي مشهد لا يقل قسوة عن لحظة الاعتقال، اقتحمت قوات الأمن منزل الأسرة فجر اليوم التالي، لتثير الفزع بين النساء والأطفال وتفتش كل أركانه، تاركة وراءها حالة من الرعب والارتباك. 

سوابق اعتقال متكررة

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أمين خليل للاعتقال التعسفي؛ فقد اعتقل عام 2014 لستة أشهر، ثم أعيد اعتقاله في 2016 لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن تعود الأجهزة الأمنية وتختطفه مجددًا في 2019، لتبقى هذه المرة الأطول والأكثر قسوة، إذ تجاوزت ست سنوات بلا أي سند قانوني أو مثول أمام جهة تحقيق. 

موقف حقوقي متصاعد

في تقرير حديث، أعربت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” عن قلقها البالغ إزاء استمرار احتجاز أمين خليل في طي المجهول، مؤكدة أن حالته تمثل مثالًا صارخًا على سياسة الإخفاء القسري التي توسّعت فيها السلطات الأمنية المصرية خلال السنوات الأخيرة.

الشبكة وصفت ما يحدث بأنه “انتهاك صارخ للدستور والقوانين فضلًا عن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان”، وطالبت النائب العام بفتح تحقيق عاجل، والعمل على الكشف عن مصير خليل وبقية المختفين قسرًا، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. 

أسرة تبحث عن بصيص أمل

تعيش أسرة خليل، المقيمة في مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حالة من الحيرة والألم الممتد منذ سنوات، إذ لم تيأس من طرق أبواب المؤسسات الرسمية والإعلامية والمنظمات الحقوقية، مطالبة فقط بـ”معرفة الحقيقة”، وسط غياب العدالة واستمرار الإنكار الرسمي.

وتبقى قضية أمين خليل شاهدًا حيًا على معاناة مئات الأسر التي لا تزال تبحث عن أبنائها المختفين قسرًا، في وقت تتصاعد فيه المطالبات المحلية والدولية بضرورة إنهاء هذه الممارسات التي تحوّل حياة الضحايا وذويهم إلى مأساة ممتدة بلا نهاية.

*إسرائيل تعتقل 443 ناشطًا بينهم مصريتان ضمن أسطول الحرية من 47 دولة

اعترضت البحرية الإسرائيلية “أسطول الصمود العالمي” المتوجه إلى غزة، محملة بالمساعدات الإنسانية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 18 عامًا على القطاع. شملت العملية اعتراض أكثر من 21 سفينة واحتجاز مئات النشطاء والمتطوعين من حوالي 47 دولة، ما أثار موجة واسعة من الإدانات والاحتجاجات على الصعيد الدولي، مع تسجيل بيانات رسمية من عدة حكومات ومنظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن المحتجزين ووقف الانتهاكات. 

عدد المحتجزين والدول المشاركة

  • أعلن “أسطول الصمود” عن احتجاز 443 متطوعًا ناشطًا بينهم مواطنون من 47 دولة مختلفة.كما احتجزت إسرائيل حتى الآن 21 سفينة من إجمالي ما يقرب 50 سفينة مشاركة في الأسطول، والتي كانت تقل نحو 532 مشاركًا.
  • ماليزيا كانت من بين الدول التي أكدت احتجاز 23 من مواطنيها على متن السفن، وفق تصريحات رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
  • تركيا أعلنت احتجاز 25 ناشطًا من سفن الأسطول، بالإضافة إلى احتجاز مواطنين من دول أخرى بينها الكويت وإسبانيا وجنوب أفريقيا.
  • الكويت أصدرت بياناً رسمياً أعلنت فيه احتجاز عدد من مواطنيها على السفن وتتابع أوضاعهم بالتنسيق مع البعثات الدبلوماسية.
  • كولومبيا اتخذت قرارًا بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية احتجاجًا على الاعتراض.

بينما أعلنت الناشطة نسرين نعيم ” صباح الخير يا مصر، بالأمس تم أسر مواطنين مصريين من سفن أسطول الصمود، ويُرجَّح أنهما سيدتان. ما هو موقفنا تجاههما؟!”

بيانات رسمية وردود فعل

  • رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أصدر بيانًا أكد فيه تطلعه لتدخل الدول للتحرك للإفراج عن النشطاء المحتجزين، مشيرًا إلى تواصله مع رؤساء تركيا ومصر وقطر ووزير الخارجية الأمريكي.
  • وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت الهجوم الإسرائيلي واعتبرته انتهاكًا للقانون الدولي وأعراف البحار.
  • وزارة خارجية تركيا وصفت العملية بأنها “هجوم إرهابي” من البحرية الإسرائيلية.
  • الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية أدانت العملية ودعت لضمان سلامة المحتجزين وإطلاق سراحهم فورًا.
  • إسرائيل وصفت أسطول الصمود بأنه عمل استفزازي وأنه سيتم ترحيل النشطاء إلى أوروبا بعد احتجازهم.

وفي النهاية فإن عملية اعتراض “أسطول الصمود العالمي” وتحرير المئات من النشطاء من نحو 47 دولة، أزمة إنسانية وسياسية حادة مع موجة واسعة من التضامن الدولي المطالب بوقف الانتهاكات ورفع الحصار عن غزة. وتؤكد البيانات الرسمية والدولية على ضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين واحترام القانون الدولي.

*العريش بين الإدارة الدولية والسيادة الوطنية هل تُباع سيناء بالتقسيط في صفقة ترامب؟

في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، تلعب مدينة العريش المصرية دورًا محوريًا واستراتيجيًا، إذ تُطرح كمقر إداري ولوجستي للسلطة الانتقالية الدولية المقترحة لإدارة القطاع بعد توقف العمليات العسكرية.

ورحبت مصر، إلى جانب سبع دول عربية وإسلامية (الأردن، الإمارات، السعودية، تركيا، قطر، باكستان، إندونيسيا)، بالخطة الأميركية عبر بيان مشترك لوزراء الخارجية، تضمن موافقة ضمنية على إدراج العريش ضمن الخطة، ما اعتبره مراقبون موقفًا رسميًا يلامس جوهر السيادة المصرية على أراضيها.

وصدر البيان عن وزارة الخارجية المصرية، الجهة المخولة تمثيل الدولة في المحافل الدولية، متضمنًا صيغة ترحيب واضحة بالخطة، من دون إبداء تحفظات على بنودها، بما في ذلك البند المتعلق بالعريش.

كما رافقت البيان تصريحات لمسؤولين مصريين عن “ضرورة إنهاء الحرب” و”دعم إعادة الإعمار”، وهي مفردات تتطابق مع نصوص الخطة. بينما جاءت تصريحات وزير الخارجية المصري، مستخدمًا لفظة “مناقشات، أقرب إلى خطاب ملتبس لا ينفي صراحةً إمكانية إدخال العريش في ترتيبات دولية مؤقتة، بما يفتح الباب لتوظيفها إداريًا في إطار الصراع، من دون إعلان رسمي لشروط أو ضوابط.

ويرى مراقبون أن القبول باستخدام العريش في ترتيبات دولية من دون توضيح رسمي يضعف الموقف المصري تجاه سيناء، بالنظر إلى حساسيتها التاريخية والأمنية. وطالب هؤلاء بضرورة صدور بيان منفصل من القاهرة يوضح وضعية العريش كأرض خاضعة للسيادة المصرية الكاملة، وإلا فإن إدراجها كمقر إداري قد يفتح الباب أمام التزامات سياسية وأمنية خطيرة.

ومن جانب آخر، سلّمت مصر والدول المشاركة في الاجتماع نص الخطة إلى حركة حماس عبر وسطاء في الدوحة والقاهرة، وبعد أقل من ساعة صدر البيان المشترك المرحب بالخطة، وهو ما اعتُبر ضغطًا علنيًا على الحركة للقبول بها من دون مناقشة أو تعديل، وإطارًا لعزلها سياسيًا إذا رفضت، عبر إظهار توافق إسلامي–عربي واسع، في تكتيك دبلوماسي هدفه تسريع القبول قبل أن تتشكل معارضة داخلية أو شعبية.

العريش.. عاصمة شمال سيناء في قلب الخطة

تتضمن الخطة الأميركية إنشاء هيئة مؤقتة باسم “السلطة الانتقالية الدولية لغزة” (GITA)، تتولى إدارة القطاع لسنوات تحت إشراف الأمم المتحدة، على أن يكون مقرها الإداري في العريش، عاصمة شمال سيناء، لقربها من غزة (40 كم فقط) وتوفر بنيتها التحتية.

وتحتوي العريش على ميناء بحري قيد التوسعة ليستوعب مواد الإعمار والوقود والمساعدات، ومطار دولي مهيأ لاستقبال الدبلوماسيين والطائرات الإغاثية، إضافة إلى منشآت أمنية ومخازن لوجستية ضخمة ومدينة جديدة قرب رفح. وتُستخدم المدينة أصلًا كبوابة رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، ما يجعلها مؤهلة لمثل هذا الدور الدولي.

مراقبون: موضع العريش في خطة ترامب.. ميوعة في الموقف الرسمي المصري بشأن السيادة

الأكاديمي المصري مأمون فندي (جامعة جورج تاون) تساءل عبر حسابه على منصة إكس:
تحت سيادة مَن ستكون العريش بعد خطة ترمب لغزة؟” مشيرًا إلى أن الخطة نصت على أن مقر السلطة سيكون في العريش، وهي مدينة مصرية خاضعة للسيادة الكاملة.

وأضاف: “هل سيكون هناك اتفاق مصري–أميركي يضمن أن وجود هذه السلطة لا يمسّ السيادة المصرية؟ أم أن الأمر يمهّد لربط رفح بالعريش وخلق وعي جديد بأن المسافة بينهما يمكن أن تُصبح غزة الجديدة، وفقًا لتصور كوشنر؟”. محذرًا من أن ذلك “أمر بالغ الخطورة يستحق كل الانتباه والتحليل“.

حدود السيادة على سيناء

سيناء بكاملها أرض مصرية خاضعة للدستور واتفاقية كامب ديفيد (1979). غير أن الاتفاقية قيّدت الوجود العسكري المصري، فقسمت المنطقة إلى:

  • المنطقة أ: تشمل العريش وتسمح بوجود قوات كاملة.
  • المنطقة ب: بوجود أمني محدود.
  • المنطقة ج: قرب الحدود مع إسرائيل، يقتصر على قوات شرطة خفيفة ومراقبين دوليين.

قانونيًا، لا يمكن لأي جهة دولية فرض سلطة على مدينة مصرية من دون موافقة الدولة. لكن إدراج العريش كمقر إداري للسلطة الدولية أثار مخاوف من تحويلها إلى مركز خارج السيطرة المباشرة، وتوسيع الدور المصري في غزة بما يتجاوز الدعم الإنساني.

جدل على منصات التواصل

طرح ناشطون عدة تساؤلات:

  • سمير الجندي تساءل عن وضعية موظفي السلطة: “هل سيكون وجودهم بفيزا عمل أم بتمثيل دبلوماسي؟ ومن سيؤمنهم: قوات مصرية أم أجنبية؟ الوضع أقرب لمنطقة محمية كالمنطقة الخضراء في بغداد“.
  • غسان حسنات ذكّر بخطة أميركية قديمة تعود لعام 2000 حول “غزة الكبرى”، بضم أراضٍ من سيناء إلى غزة مقابل تبادل أراضٍ مع إسرائيل.
  • حسابات أخرى انتقدت السيسي بحدة، معتبرة أن من “باع النيل” يمكنه التنازل عن العريش.

أما الصحفية شيرين عرفة فأعادت التذكير بعمليات التهجير القسري في رفح والشيخ زويد والعريش منذ 2013 بذريعة “مكافحة الإرهاب”، معتبرة أن هذه الإخلاءات المبكرة كانت تهيئة للمدينة كي تصبح جاهزة لاحتضان إدارة دولية لقطاع غزة. وأشارت إلى أن السيسي أعلن عام 2017 من واشنطن دعمه لصفقة القرن، ثم أطلق حملة “سيناء 2018″ التي رافقها تهجير واسع للسكان.

*السودان يغرق في مياه سد النهضة الأثيوبي ومصر تنتظر الكارثة

يواجه السودان كارثة إنسانية بسبب الفيضانات وتصريف مياه سد النهضة من جانب أثيوبيا، دون تنسيق مع دولتي المصب مصر والسودان، ويعاني السودان من أقصى الشمال إلى الغرب والوسط، بعدما اجتاحت السيول والفيضانات 13 ولاية، وأغرقت آلاف القرى والمنازل، وشردت عشرات الآلاف من الأسر. 

كانت اللجنة الفنية السودانية لطوارئ الخريف والفيضانات قد أعلنت أن موجة الأمطار والسيول الأخيرة تسببت في دمار واسع النطاق، مشيرة إلى أن عدد الأسر تجاوز المتضررة 25 ألف أسرة تضم أكثر من 125 ألف شخص. 

وأكدت اللجنة أن مناسيب النيل ارتفعت في جميع الأحباس إلى مستويات قياسية، فيما حذرت وزارة الزراعة والري السودانية من فيضانات وشيكة خلال الأيام المقبلة بسبب الارتفاع الخطير في تصريف المياه من السدود الإثيوبية. 

يشار إلى أن إيراد النيل الأزرق تجاوز مؤخرًا 730 مليون متر مكعب يوميًا، ما يعكس حجم التصريف القادم من إثيوبيا، والذي يؤثر مباشرة على استقرار تدفق المياه في السودان، مسبّبًا فيضانًا هائجًا في مجرى النهر. 

تحذيرات رسمية

مياه الفيضانات اجتاحت 6 ولايات سودانية ، مع ارتفاع غير مسبوق في مناسيب النيل وروافده، نتيجة الأمطار الغزيرة وتدفق المياه من السدود المحلية، إضافة إلى كميات كبيرة متدفقة من سد النهضة الإثيوبي.

وخرجت المياه عن مجرى النهر الرئيسي، ما أدى إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمباني السكنية، وتسرب المياه بارتفاع نصف متر في عدد من المدن والبلدات على ضفاف النيل.

وكررت وزارة الزراعة والري السودانية تحذيراتها للمواطنين القاطنين على طول الشريط النيلي، داعيةً إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات.

ومع تزايد الضغوط على السدود والبنى التحتية، يسابق السكان على ضفتي النهر الزمن لنقل مواشيهم ومحاصيلهم إلى مناطق مرتفعة، وسط مشاهد تعكس حجم التحديات المائية.

مفيض توشكى

في المقابل تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع أنباء تفيد فتح مفيض توشكى لتصريف كميات ضخمة من مياه نهر النيل، بهدف حماية السودان من الفيضانات المتزايدة نتيجة ارتفاع منسوب النهر وتدفقات المياه القادمة من سد النهضة الإثيوبي. 

ورغم عدم إعلان سلطات الانقلاب رسميا عن فتح المفيض، إلا أن آلاف المستخدمين شددوا على ضرورة اتخاذ هذه الخطوة والتضامن مع السودان في أزماته، خصوصًا في ظل ما يعانيه حاليًا من كوارث إنسانية بسبب غمر المياه لآلاف المنازل وتشريد المواطنين. 

سد النهضة الإثيوبي

وحذّر خبراء الموارد المائية من أن استمرار تصريف سد النهضة الإثيوبي بمستويات تفوق المعدلات الطبيعية قد يضاعف من حجم الكارثة، ويرفع المخاطر على المدن السودانية الواقعة على ضفاف النيل.

ووفق بيانات رسمية، بلغت مناسيب المياه حد الفيضان في الخرطوم ومدني وشندي وعطبرة وبربر وجبل أولياء، إضافة إلى مناطق في دنقلا شمال البلاد.

كما أظهرت المؤشرات تذبذبًا يوميًا في تصريف السدود السودانية: انخفاض في «الروصيرص» إلى 540 مليون متر مكعب، وارتفاع في «سنار» إلى 706 ملايين، فيما سجل «مروي» أعلى تصريف منذ سنوات عند 750 مليون متر مكعب.

في ولاية النيل الأبيض، أعلنت غرفة الطوارئ المحلية بجبل أولياء أن المياه اجتاحت الحواجز وغمرت مناطق مثل العسال، وطيبة الحسناب، والشقيلاب، والكلاكلات، مهددة مئات المنازل بالانهيار.

كما عُزلت بلدات وقرى عدة نتيجة استمرار التدفقات المائية لليوم السادس على التوالي، في وقت طمرت فيه المياه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية شمال البلاد.

موسم الأمطار

في هذا السياق أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن الفيضانات مرتبطة بتصريف كميات ضخمة من سد النهضة بعد امتلاء بحيرته بالكامل.

وقال شراقي في تصريحات صحفية: إن “إثيوبيا لم تشغّل التوربينات الأربعة الموجودة، ولم تفرغ المياه تدريجيًا كما كان متوقعًا، ما اضطرها إلى فتح أربع بوابات إضافية عند ذروة موسم الأمطار”.

وأضاف أن التصريف الحالي بلغ 750 مليون متر مكعب يوميًا، مقارنة بمعدل طبيعي لا يتجاوز 300 مليون، وهو ما فاقم الوضع في السودان.

وشدد شراقي على أن السد العالي قادر على استيعاب أي كميات إضافية، وبالتالي لن تواجه مصر مخاطر مباشرة من هذه التصريفات. لكن السودان هو المتضرر الأكبر، مؤكدا أن سد الروصيرص يواجه ضغوطًا غير مسبوقة قد تعرضه لخطر الانهيار إذا استمرت الكميات المتدفقة بالوتيرة ذاتها.

وأشار إلى أن إثيوبيا لم تحقق حتى الآن أي استفادة ملموسة من السد، لا على مستوى توليد الكهرباء ولا على مستوى التنمية الزراعية، بينما يتحمل السودان التكلفة الأكبر من الأضرار.

*الإمارات تضخ 22 مليار دولار موزعة على أكثر من ألفي شركة في مصر

كشف الوزير المفوض التجاري المصري في الإمارات، الدكتور عبد العزيز الشريف، أن الاستثمارات الإماراتية في مصر بلغت حتى نهاية فبراير 2025 نحو 21.8 مليار دولار، موزعة على 2139 شركة.

وأكد أن هذا الرقم يعكس ثقة المستثمر الإماراتي في الاقتصاد المصري ورغبته في التوسع عبر مختلف القطاعات.

وتواصل الإمارات السيطرة على قطاعات حيوية في مصر تشمل الأمن الغذائي، الأراضي المملوكة للدولة، وموانئ استراتيجية على البحر المتوسط والبحر الأحمر، بما فيها ميناء أبو قير، أحد أكبر المشاريع في الجيل الخامس للتنمية في مصر.

الإماراتيّون لا يقتصرون على الاستثمارات العقارية والفندقية فقط، بل دخلوا قطاع الاتصالات، البنوك، وشركات الأدوية، مما جعلهم يحتلون موقعاً محورياً في الاقتصاد المصري.

إعلان مبلغ الاستثمارات جاء خلال اجتماع نظّمه المكتب التجاري المصري في دبي، برئاسة الوزير المفوض التجاري منال عبد التواب، بين الفريق المهندس كامل الوزير – نائب رئيس الوزراء للتنمية الاقتصادية ووزير الصناعة والنقل المصري – وفريد بلبواب، الرئيس التنفيذي لشركة Gulftainer الإماراتية، بحضور السفير عصام عاشور، سفير مصر لدى الإمارات، وحسين عبد المنعم حسين، نائب رئيس المكتب التجاري في دبي.

وعقد الاجتماع على هامش مشاركة الوزير في فعاليات مؤتمر النقل البحري العالمي المنعقد في دبي خلال الفترة من 30 سبتمبر إلى 1 أكتوبر، حيث استعرضت الشركة خطتها الاستثمارية في السوق المصرية، والتي تُقدّر بمليار دولار أمريكي، وتشمل الاستثمار في أحد الموانئ المصرية (شرق بورسعيد، الإسكندرية، دمياط).

وتعتبر Gulftainer من أبرز الشركات العالمية العاملة في مجال إدارة محطات الحاويات والخدمات اللوجستية، وتقدّم خدماتها في 10 دول، من بينها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

من جانبه، أكد الوزير المصري الفريق كامل الوزير أهمية دخول الشركة إلى السوق المصرية، موضحًا أن الموقع الاستراتيجي لمصر على البحرين المتوسط والأحمر، ومرور قناة السويس باعتبارها أحد أهم الممرات الملاحية العالمية، يجعلها وجهة مثالية للاستثمارات الكبرى في قطاع النقل البحري واللوجستيات.

كما شدّد على أن الفرص الاستثمارية لا تقتصر على موانئ الإسكندرية أو دمياط فحسب، بل تمتد لتشمل مختلف الموانئ والمناطق اللوجستية بما يتناسب مع حجم وإمكانات الشركة الإماراتية.

واتفق الجانبان على قيام وفد من Gulftainer بزيارة مصر قريبًا للتعرّف ميدانيًّا على فرص الاستثمار، تمهيدًا لتوقيع العقود وبدء تشغيل وإدارة إحدى محطات الحاويات أو المناطق اللوجستية.

*تحذير رسمي من غرق أراض حول النيل بسبب مياه سد النهضة

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن مصر أعدت خططها لاستقبال كميات المياه الضخمة القادمة من إثيوبيا، منذ استعداد الأخيرة لافتتاح السد رسميا وتخزينها كميات كبيرة من المياه.

وأوضح مدبولي، في مؤتمر صحفي الخميس، أن مصر توقعت حدوث تصريف كبير للمياه من سد النهضة ملء السعة الكاملة لبحيرة السد بسبب الاستعداد لافتتاحه رسميا، بالتزامن مع فترة هطول الأمطار؛ متابعا: “توقعنا تصريف كميات كبيرة من المياه وكانت لدينا خطط لتصريف المياه من السد العالي“.

وأشار إلى اتخاذ الحكومة هذا القرار مبكرا بزيادة تصريف المياه من السد العالي في أسوان إلى نهر النيل، مؤكدا أن هذه العملية مستمرة مع استمرار تدفق المياه القادمة من السودان وإثيوبيا جنوبا طوال شهر أكتوبر.

وحذر من أن بعض الأراضي المحيطة بنهر النيل في الدلتا شمالي البلاد، ستغمرها المياه بسبب ارتفاع منسوب النهر مع استمرار تصريف كميات مياه أكبر المعدلات السابق.

ونوه بأن “بعض المناطق تحديدا في محافظتي المنوفية والبحيرة ستغمرهما المياه”، موضحا أن “هذه الأراضي حرم نهر النيل ومتعدى عليها من المواطنين، وتواجدهم فيها غير قانوني“.

وواصل: “بعض الأهالي يزرعون هذه الأراضي التي هي أساسا جزء من نهر النيل وتظهر مع انحسار المياه”، مشيرا إلى أن حديثه يأتي استباقا للشكاوى التي قد تظهر في الفترة المقبلة نتيجة غرق هذه الأراضي بالمياه.

وأوضح أنه وجه المحافظين بالتنبيه على المواطنين باحتمالية زيادة منسوب المياه، موضحا أنه يتم الاستفادة من هذه الزيادات في تحسين جودة المياه في الترع والقنوات المائية وضخ المياه الزائدة إلى المزارعين.

وانتقد مدبولي الإدارة الإثيوبية المنفردة لسد النهضة، وقال إن غياب التنسيق والإدارة المشتركة تسبب في فيضانات في السودان، مضيفا أن مصر لا تعارض التنمية في حوض النيل، لكن دون الإضرار بالآخرين، كما أنها تتحفظ على التصرفات الإثيوبية الأحادية.

*انهيار عقار في مصر القديمة وحريق بمصنع نسيج بالغربية وانقلاب ملاكي بمصر–الإسكندرية الصحراوي

تتواصل الكوارث اليومية التى يواجهها الشعب المصرى فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي  فى هذا السياق شهدت منطقة مصر القديمة انهيار عقار مكون من 3 طوابق خالي من السكان نظرا لأنه من العقارات القديمة الآيلة للسقوط.

كانت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الانقلاب بالقاهرة قد تلقت بلاغا بانهيار عقار بدائرة قسم شرطة مصر القديمة، و انتقلت قوات الشرطة وسيارات الاسعاف لمحل البلاغ للوقوف على أسبابه ولمعرفة وكشف ملابسات الحادث وفرض كردون أمنى فى محيط موقع العقار المنهار.

تبين من خلال المعاينة، أن العقار خالى من السكان ومن المنازل القديمة، وتم إخلائه من السكان منذ فترة ، وانتقلت لوادر محافظة القاهرة لرفع الركام من الطريق. 

حريق مصنع قطن

فى محافظة الغربية اندلع حريق هائل داخل أحد مصانع نسيج القطن بقرية ميت بدر حلاوة التابعة لمركز سمنود ، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي واستنفار للأجهزة التنفيذية والأمنية.

تلقت أجهزة أمن الانقلاب بمحافظة الغربية، إخطارا من شرطة النجدة بورود بلاغ من أهالي قرية ميت بدر حلاوة بنشوب حريق بأحد المصانع.

انتقلت القيادات التنفيذية إلى موقع الحادث لمتابعة الموقف ميدانيًا.

ودفعت قوات الحماية المدنية بمحافظة الغربية بـ 5 سيارات إطفاء للسيطرة على النيران ومنع امتدادها للمصانع والمنازل المجاورة. 

انقلاب ملاكي  

شهد الكيلو 47 بطريق مصر – الإسكندرية الصحراوي بدائرة مدينة الشيخ زايد، حادث انقلاب سيارة ملاكي، ما أسفر عن مصرع 3 أشخاص، وسط توقف الحركة المرورية بشكل نسبي لحين رفع آثار الحادث.

كانت غرفة عمليات النجدة بالجيزة قد تلقت بلاغًا بانقلاب سيارة على الطريق الصحراوي، وانتقلت قوات المرور والحماية المدنية والإسعاف إلى موقع الحادث.

تبين بالفحص أن الحادث أسفر عن مصرع 3 أشخاص، جرى نقلهم إلى مستشفى أكتوبر المركزي تحت تصرف  جهات التحقيق.

السيسي يحتفل بنصر أكتوبر بافتتاح أكبر عنبر للمعتقلين بسجن “أبو زعبل 2” بتوسيع بنيتها التحتية العقابية لاستيعاب المزيد من المعارضين.. الخميس 2 أكتوبر 2025م.. السيسي مص “دم الشعب” لبناء عاصمة الخراب للأغنياء وملاذ لعصابته وإعادة تسعير أراضي الساحل صفعة جديدة من” العصابة”على وجه الملاك الأصليين

السيسي يحتفل بنصر أكتوبر بافتتاح أكبر عنبر للمعتقلين بسجن “أبو زعبل 2” بتوسيع بنيتها التحتية العقابية لاستيعاب المزيد من المعارضين.. الخميس 2 أكتوبر 2025م.. السيسي مص “دم الشعب” لبناء عاصمة الخراب للأغنياء وملاذ لعصابته وإعادة تسعير أراضي الساحل صفعة جديدة من” العصابة”على وجه الملاك الأصليين

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* إجراء إداري يخص الماضي ولا يغير من الوضع الحالي شيئاً إنهاء إدراج 296 من الإخوان على قوائم الإرهابيين ومحامون: لن يُنفذ

نشرت الوقائع المصرية، ملحق الجريدة الرسمية، أمس الأربعاء، قرار النيابة العامة بإنهاء أثر قرار أصدرته محكمة جنايات القاهرة عام 2017، بإدراج 296 شخصًا على قائمة الإرهابيين لمدة 3 سنوات، في القضية التي كانت معروفه وقتها باسمالجناح العسكري للإخوان” وضمت أعضاء بمكتب إرشاد الجماعة وصحفيين وإعلاميين خارج مصر، إلى جانب علا يوسف القرضاوي وزوجها حسام خلف.

واستند القرار، الصادر عن رئيس مكتب تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين بالنيابة العامة، إلى حكم سابق أصدرته محكمة النقض عام 2019 بإلغاء قرار الإدراج المشار إليه.

ويضم قرار الإدراج، الذي أنهت المحكمة أثره، من أعضاء مكتب الإرشاد كلًا من محمود عزت ومحمد عبد الرحمن المرسي ومحمود حسين، والقيادي بالتنظيم الدولي للجماعة إبراهيم منير، الذي توفى في نوفمبر 2022، ويضم من الصحفيين والإعلاميين كلًا من بدر محمد بدر المحبوس احتياطيًا منذ 8 سنوات، ومن خارج البلاد قطب العربي وأسامة جاويش.

وفي الوقت الذي بدا فيه واضحًا اختلاف صيغة القرار والجهة المصدرة له عن القرارات الخاصة برفع أسماء الأشخاص من قوائم الإرهابيين والتي تقتضي انتهاء الآثار المترتبة على إدارجهم بتلك القوائم ومنها التحفظ على الأموال وحظر السفر، وآخرها قرار رفع اسم الناشط علاء عبد الفتاح، الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة وليست النيابة العامة، أكد المحامي الحقوقي خالد علي، أن القرار الجديد يقتضي هو الآخر رفعًا فعليًا لآثار الإدراج، ولكنه شدد على أن هذا الإجراء لا يعني بالضرورة رفع جميع الأسماء المذكورة بشكل كامل.

وأوضح “عليلـ المنصة أن استخدام مصطلح “إنهاء الأثر” بدلًا من “الرفع” هو تمييز قانوني دقيق تستخدمه النيابة للتعامل مع الحالات المختلفة، موضحًا “إذا كان الشخص مدرجًا فقط بموجب هذا القرار الذي تم إنهاء أثره فإنه بذلك يُرفع تمامًا من القوائم وتعود إليه كل حقوقه، لكن إذا كان مدرجًا أيضًا بموجب قرارات أخرى أو حكم محكمة نهائي، فإن إنهاء أثر هذا القرار لا يغير من وضعه، حيث يظل مدرجًا استنادًا إلى القرار أو الحكم الآخر الساري

وأضاف علي أن الإدراج الصادر من النيابة يكون مؤقتًا لمدة خمس سنوات ويتطلب تجديدًا، أما الإدراج الصادر كعقوبة تبعية في حكم قضائي فيستمر طوال مدة العقوبة، قائلًا “لهذا السبب، قد تلجأ النيابة لإنهاء أثر قرارها الإداري بحق شخص صدر ضده حكم قضائي بالإدراج، لأنه أصبح مدرجًا بالفعل بموجب الحكم، ولا حاجة لتجديد قرار النيابة كل خمس سنوات

أيضا استبعد أحمد أبو العلا ماضي، محامي علا القرضاوي وزوجها حسام خلف، أن يستفيد أيًا من الوارد أسمائهم في القرار “لأنهم لا يزالون مدرجين بموجب قرار أحدث، أصدرته محكمة جنايات القاهرة أغسطس 2025.

ويرى ماضي أن القرار الجديد “لا يمثل رفعًا من الإدراج، بل هو مجرد إنهاء أثر لقرار قديم انتهت مدته”، مؤكدًا أن قرارات الرفع من الإدراج تصدر بشكل مختلف وتحمل مسمى (رفع إدراج)، لافتًا إلى أن ما حدث “هو إجراء إداري يخص الماضي ولا يغير من الوضع الحالي شيئاً

وأكد أنه وفريق الدفاع عن هؤلاء الأشخاص سيمضي قدمًا في إجراءاته القانونية للطعن على قرار المد الجديد الصادر الشهر الماضي، وسيستند إلى هذا القرار الأخير.

*السيسي يحتفل بنصر أكتوبر بافتتاح أكبر عنبر للمعتقلين بسجن “أبو زعبل 2” لاستيعاب المزيد من المعارضين

تواصل سلطات عبدالفتاح السيسي، توسيع بنيتها التحتية العقابية مع اقتراب موعد افتتاح عنبر ضخم جديد في سجن أبو زعبل 2، مخصص لاستقبال المزيد من المعتقلين السياسيين، وذلك في ظل تزايد أعداد المعتقلين وتكدس العنابر القديمة، وعلى رأسها عنبر “أ” المخصص للسجناء السياسيين. 

وبحسب ما رصدته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان من مصادرها، فإن المبنى الجديد – الذي يخضع حاليًا للمسات الإنشائية الأخيرة – جرى تجهيزه بأنظمة مراقبة متطورة، تشمل كاميرات عالية الدقة وأسوار مرتفعة لتعزيز السيطرة الأمنية. ومن المقرر أن يستوعب المبنى أكثر من ألف معتقل سياسي، وسط توقعات بافتتاحه رسميًا في السادس من أكتوبر المقبل، تزامنًا مع ذكرى عيد النصر. 

توسع في الاعتقالات

توثّق تقارير حقوقية مستقلة أن السلطات نفذت خلال السنوات الماضية حملات اعتقال واسعة شملت آلاف المواطنين من مختلف المحافظات. وقد تنوعت دوافع الاعتقال بين التعبير عن الرأي السياسي، أو المشاركة في أنشطة جماهيرية ورياضية، وصولًا إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض المجازر في غزة. ولم تقتصر الاعتقالات على فئة الشباب فقط، بل طالت أطفالًا ونساءً، وحتى شيوخًا تجاوزوا السبعين عامًا، ما أثار انتقادات حقوقية داخلية ودولية.

 حل خاطئ لمشكلة التكدسترى الشبكة المصرية أن بناء مزيد من السجون لا يمثل حلًا حقيقيًا لمعضلة التكدس داخل المعتقلات، مشددة على أن الآلاف من المحبوسين احتياطياً يستحقون الإفراج بضمان محل إقامتهم أو وفق بدائل قانونية مثل التدابير الاحترازية. 

وأضافت الشبكة أن النهج القائم على التوسع في الاعتقالات وبناء عنابر وسجون جديدة لا يعالج جوهر الأزمة، بل يزيد من حدتها، داعية السلطات إلى تبني مسار مختلف قائم على العدالة والإنصاف والإصلاح السياسي، بدلاً من إهدار الموارد في تشييد سجون جديدة. 

جدل يتصاعد

الخطوة الأخيرة بإضافة عنبر جديد في أبو زعبل 2 أعادت إلى الواجهة النقاش الدائر حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وملف الاعتقال السياسي الذي يثير انتقادات متكررة من منظمات محلية ودولية. ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار سياسة التوسع في الاعتقالات إلى مزيد من الاحتقان الاجتماعي والسياسي، خصوصًا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها المواطن المصري.

*زوجة المعتقل علي عبد الونيس تناشد نيجيريا: لا تسلموه لمصر فمصيره التعذيب والإخفاء القسري

أطلق مركز الشهاب لحقوق الإنسان نداءً عاجلًا للسلطات النيجيرية، مطالبًا بعدم ترحيل المواطن المصري علي محمد محمد عبد الونيس، الموقوف في نيجيريا منذ التاسع عشر من أغسطس الماضي، وسط مخاوف جدية من تعرضه للتعذيب والانتهاكات حال تسليمه إلى القاهرة.

وعبد الونيس، من مواليد 20 ديسمبر 1991، متزوج ولديه طفل صغير يُدعى “محمد”، وهو طالب في كلية الزراعة بجامعة الأزهر. وتشير المعلومات إلى أنه تم توقيفه في مطار نيجيريا قرابة الساعة الثامنة مساءً من يوم وصوله، بعدما كان قد غادر الأراضي التركية ظهر اليوم نفسه.

وفي بيان رسمي، أكد مركز الشهاب أن أي محاولة لترحيله إلى مصر تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتهديدًا مباشرًا لحياته وحريته، خاصة في ظل ما تشهده السجون المصرية من أوضاع متردية وانتهاكات موثقة بحق المعتقلين السياسيين.

وطالب المركز السلطات النيجيرية بمنع تسليمه وضمان تمتعه بحقه في الحماية، محذرًا من أن ترحيله قد يجعله عرضة لخطر التعذيب أو الاختفاء القسري. كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل السريع والضغط لوقف أي إجراءات من شأنها المساس بسلامته.

وفي سياق متصل، أطلقت زوجة المعتقل استغاثة مؤثرة عبر مقطع فيديو، ناشدت فيه السلطات النيجيرية والمجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف إجراءات ترحيله، خوفا من تعذيبه.

الفيديو أظهر الزوجة وهي في حالة من الانهيار، مؤكدة أن زوجها ليس مجرمًا بل معارض سياسي يواجه تهديدًا مباشرًا لحياته إذا عاد إلى مصر.
ويأتي هذا النداء في وقت تتزايد فيه التحذيرات الحقوقية بشأن أوضاع سجون عبدالفتاح السيسي، التي وثقت منظمات دولية عدة تقارير عنها، مشيرة إلى انتشار التعذيب الممنهج، سوء المعاملة، والإخفاء القسري.

*السجون المصرية بين تصاعد الاحتجاجات ومعوقات الإصلاح

أفرجت الإدارة المصرية عن علاء عبد الفتاح بعد عفو رئاسي، ولكنها قبضت بعدها مباشرة على الباحث إسماعيل الإسكندراني، الذي سبق أن قضى سبع سنوات وراء القضبان بالاتهامات نفسها. هي الطريقة نفسها في إدارة السجون المصرية التي تراوح بين زيارات مبرمجة، فتبدو أشبه بأن تكون فنادق خمس نجوم، وواقع مأساوي غير مسبوق يعيشه آلاف السجناء، ما يمثّل مأزقًا وجوديًا لوضعية الحرّيات وحقوق الإنسان في مصر في السنوات الماضية.

سبّبت هذه الأوضاع تزايد معدّلات الاحتجاج في السجون من خلال الإضرابين الفردي والجماعي عن الطعام، ومحاولات الانتحار. وهو ما رأيناه خصوصًا في سجون الوادي الجديد ووادي النطرون، وبدر 3 الذي يُضرِب فيه عشرات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، الذين تجاوزت مدد حبسهم 12 عامًا، احتجاجًا على ظروف السجن ومنع الزيارات. يتوازى ذلك مع تزايد عدد الوفيات في السجون ومقارّ الاحتجاز لتصل إلى 50 حالة سنويًا، منهم مواطنون غير مسيّسين، قبض عليهم في تهم جنائية، يشتبه بأنهم توفوا تحت التعذيب أو بسبب سوء الرعاية الصحيّة. وهناك غياب لآليات قانونية نزيهة ومستقلة تحقّق في تلك الحالات، وتصدر تقاريرها للرأي العام.

وبالرغم من بناء عدة سجون جديدة في السنوات الماضية، ومنها مُجمَّعا سجون بدر ووادي النطرون، وإجراء عدة تعديلات على القانون المنظّم لها بتغيير تسمية “قطاع السجون” إلى “قطاع الحماية المجتمعية”، و”السجين” إلى “النزيل”، و”السجون” إلى “مراكز الإصلاح والتأهيل”، إلا أن هذه التعديلات لم تتجاوز مدلولها الشكلي، ولم تؤدِِّ إلى تحقيق أيّ إصلاح حقيقي في هذا المرفق، بل بالعكس؛ أصبحت المعاملة العقابية أكثر سوءًا، وغابت حقوق السجناء المنصوص عليها قانونًا، خاصّة الحقّ في الاتصال بالعالم الخارجي والحرمان من الزيارات، والرعاية الصحية، والمعاملة الإنسانية. واستمرار العقوبات التأديبية التعسّفية، كالحبس الانفرادي المطوّل أو النقل إلى سجون بعيدة من محلّ إقامة العائلة.

هذه الممارسات أصبحت لا تمثّل تجاوزات فردية فقط، بل تكشف نهجًا رسميًا داخل تلك المقار التي يمثّل فيها السجين الطرف الأضعف. وهناك عوامل تسهم في ذلك من هيمنة جهاز الأمن (بفرعيه العام والوطني) على إدارة السجون، وغياب شبه كامل للإشراف القضائي، يتمثّل في رؤساء المحاكم الابتدائية وأعضاء النيابة العامة. باستثناء عدة زيارات محدودة للنائب العام، تنتهي بالتأكيد إلى عدم وجود شكاوى من السجناء.

هناك أيضًا شكلية التعامل الحقوقي مع واقع السجون المتردّي إلا في حدود الزيارات المبرمجة سلفًا من المجلس القومي لحقوق الإنسان، التي لا يسمح فيها بمقابلة السجناء أو تلقّي شكاواهم، وتتم بغرض تجميل وجه الإدارة، ناهيك عن الغياب شبه الكامل لاستقلال السلطة القضائية بسبب تعديلات دستور عام 2019، أضف إلى إحالة الناشطين الذين يتحدّثون عن تجاربهم السابقة في السجون على محاكمات بتهم “نشر أخبار كاذبة”، في تغييب للحقّ في تداول المعلومات.

ويلاحظ في هذا السياق استمرار ردّة فعل وزارة الداخلية بنفي وإنكار أيّ إشارات إلى تلك الاحتجاجات، وغياب أيّ فعل من الجهات الرقابية على السجون. من جهة أخرى، تعبّر هذه التحرّكات اليومية عن فقدان الثقة في إدارة السجون، إذ يدرك المحبوسون أن الوسائل القانونية العادية (من شكاوى أو طعون قضائية) غير فعّالة، ومنحازة، ما يدفعهم إلى الاحتجاج. من ناحية أخرى، تقابل الإدارة المحبوسين بسياسات انتقامية مثل العزل أو الحرمان من الرعاية الطبية، وهذا يؤدّي إلى اتساع دائرة الاحتجاج.

ويمثّل تحوّل الاحتجاج داخل السجون المصرية إلى حدث شبه يومي دليلًا دامغًا على عمق الأزمة الحقوقية، مهما حاولت السلطات إنكار حجم الانتهاكات أو تقديم صورة مغايرة. كما أن هذه الظاهرة تُعمّق الشكوك في جدّية الإرادة الرسمية للإصلاح، اذ لم تنجح المبادرات التي نظّمتها الدولة، “الحوار الوطني” و”لجنة العفو الرئاسي” في حلّ المشكل الحقوقية. وما يزيد الأمر سوءًا استخدام آلية التدوير، أي إعادة إدراج المحتجزين في قضايا جديدة فور انتهاء فترة الحبس الاحتياطي، لتتحول مدّة الاحتجاز عقوبةً بلا حكم قضائي.

والاحتجاج أداة للفت انتباه الداخل والخارج إلى ما يحدّث من انتهاكات في السجون. وفي ظلّ وجود السجناء في وضع أضعف عمليًا، يصبح هذا الإضراب وسيلةً للضغط على السلطات أو لجذب تضامن دولي ومحلي. ويؤدّي المنع من الزيارة إلى حرمان آلاف العائلات من الحقوق الأساسية في التواصل مع ذويهم، ويولّد شعورًا متزايدًا بالظلم الاجتماعي والسياسي، ويصبح ملفّ السجناء عنصر احتقان مجتمعي دائم يؤثّر سلبًا في العلاقة بين المجتمع والدولة.

وهناك سيناريوهان مطروحان لحلّ المشكلة من جذورها: الأول متفائلٌ يتعلّق بما يمكن تسميته “تبييض السجون” من سجناء الرأي والمحبوسين احتياطيًا تمامًا، وإصدار قرارات عفو جماعية من مجلس النواب، وهذا مستبعد في الوقت الحالي.

وإلى أن يصبح هذا ممكنًا ينبغي القيام بعدة إجراءات، أهمها تحقيق إصلاحات أولية من خلال فتح السجون أمام منظّمات حقوق الإنسان المستقلّة، واحترام حقوق السجناء المنصوص عليها في القانون، وفتح تحقيقات مستقلّة في أسباب هذه الإضرابات ومحاسبة المسؤول عنها، وكذلك التحقيق في حالات الوفاة داخل مقارّ الاحتجاز.

أيضًا ينبغي تأكيد احترام ضمانات المحاكمة العادلة، وإنفاذ بنود الاستراتيجية الوطنية في أرض الواقع بمؤشّرات قياس وتقرير سنوي مستقل، واستغلال فرصة إعادة مشروع قانون الإجراءات الجنائية إلى مجلس النواب لإعادة دراسته بشكل كامل ووضع التحفّظات عليه في الاعتبار.

إذا لم يتم ذلك، ستزيد وضعية السجون سوءًا، ليظلّ الملفّ الحقوقي المصري مطروحًا بقوة أمام الهيئات المتخصّصة بمراقبة اتفاقات حقوق الإنسان، ويزيد من عمق الأزمة المجتمعية

* تعليمات إسرائيلية: “5 رصاصات من كل جندي تجاه أهداف قادمة من الأراضي المصرية”

كشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية، في تقرير لها، عن أرقام وصفتها بأنها “لا تصدق” حول حجم عمليات التهريب على الحدود المصرية – الإسرائيلية.

وقال مراسل القناة العبرية إن عشرات الطائرات المسيرة تدخل إلى إسرائيل كل ليلة، وتحمل معها – من بين أمور أخرى – أسلحة ومخدرات وسجائر وحتى حيوانات.

ونشر مراسل i24NEWS العبرية في الجنوب، أرنولد نتييف، أرقاما حول عمليات التهريب على الحدود مع مصر، مشيرا إلى أن ما بين 20 إلى 40 طائرة مسيرة تعبر في المعدل كل ليلة الحدود، وتحمل أسلحة ومخدرات وذخيرة وسجائر وحتى حيوانات.

وأضاف: “أحيانا، تقوم طائرة مسيرة واحدة بعدة رحلات ذهابًا وإيابًا دون إعاقة، وكل رحلة تحسب بشكل منفصل. وفي كل شهر، يعبر في المعدل بين 700 و1000 طائرة مسيرة الحدود الإسرائيلية“.

وقالت القناة العبرية في تقريرها إن الطائرات المسيرة تعبر فوق مناطق مأهولة في فتحة نيتسانا.

وقال مصدر محلي في المنطقة للقناة العبرية: “ما يحدث من عمليات تهريب في نيتسانا مجرد نقطة في البحر مقارنة بما يمر في المناطق المفتوحة على طول الحدود التي تمتد لعشرات الكيلومترات“.

وأشارت القناة العبرية إلى أنه في ظل هذا الواقع غير العادي، فقد اتضح أن التعليمات الموجهة للجنود الإسرائيليين تقضي بإطلاق خمس رصاصات فقط على الطائرة المسيرة لإسقاطها، إذ إن المخاوف وراء هذه التعليمات تتمثّل في أن يؤدي إطلاق النار على المسيرة إلى انزلاق الرصاصات إلى الأراضي المصرية، ما قد يسبب حادثا أمنيا.

وفي هذا السياق، صرح جندي إسرائيلي لـi24NEWS: “الوضع على الأرض أسوأ بكثير مما يصفونه“.

واعترف جندي آخر: “رأيت 40 طائرة مسيرة أمام عيني، ولم يكن لدي ما أفعله“.

* منسق أسطول الصمود المصري: أوقفنا محاولات الإبحار لغزة بسبب التضييق الأمني

قررت مبادرة أسطول الصمود المصري إيقاف محاولات الإبحار والالتحاق بالأسطول العالمي، في ظل التضييق الأمني، وتعثر الحصول على التصاريح وعلى مراكب للإبحار، حسبما قال المنسق العام للأسطول، خالد بسيوني.

بسيوني أوضح أن هذا هو فحوى البيان الذي أصدره الأسطول، أمس، وطالب فيه بالإفراج الفوري عن عدد من أعضائه، الذين ألقي القبض عليهم فجر 30 سبتمبر، من أسفل مقر الأسطول في الدقي، رغم أنهم «لم يرتكبوا مخالفة قانونية واحدة تستدعي القبض عليهم»

أشار في بيان، إلى التزام الأسطول منذ انطلاقه بالإجراءات القانونية المطلوبة للحصول على الموافقات الأمنية، وهو ما لم ينته بالنجاح بعد كثير من المحاولات

ويدرس الأسطول حاليًا آليات بديلة لتسليم المساهمات العينية التي جُمعت من قِبل الأحزاب والقوى المشاركة، سواء عبر منظمات دولية أو مؤسسات مجتمع مدني محلية، على أن يتم الإعلان عن التفاصيل قريبًا، بحسب البيان، مثل تنظيم قافلة برية إلى رفح، وإن أشار إلى أن تفاصيل هذا المقترح لم تتضح بعد.

كان بيان الأسطول شدد على أن أنشطته تنطلق من «دعم الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض عليه»، وأنها لا تستهدف «استغلال أي خصومة داخلية أو تبني مواقف تطهرية»، مؤكدًا في الوقت نفسه «إدراك خطورة المخططات الصهيونية على الأمن القومي المصري

وأعلن الأسطول، القبض على ثلاثة من المشاركين فيه، متطوع في فرز المساعدات واثنان من اللجنة التحضيرية، وذلك بعد أسابيع من إعلانه تراجع مالك مركب عن اتفاقه معهم للانضمام للأسطول، ما أتى في أعقاب تهديدات أمنية للمشاركين في مؤتمر نظمه الأسطول، أدت إلى إلغائه.

*مصر أعلنت دعمها لخطة ترامب لكن أزعجتها كثيراً.. ما الذي أغضبها؟

في الوقت الذي أعلنت فيه دول عربية وإسلامية، من بينها مصر، عن دعمها لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل علني، كشفت تقارير أن القاهرة أبدت انزعاجها من الخطة بسبب تهميشها للسلطة الفلسطينية، وبسبب التعديلات التي أجرتها الإدارة الأمريكية على الخطة بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض قبل عدة أيام.

وفي وقت سابق من يوم الإثنين 29 سبتمبر/أيلول، استعرض ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أبرز بنود خطته لوقف الحرب، ومنها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ونزع سلاح حركة “حماس“.

وكان ترامب قد عرض ملامح خطته في البداية خلال اجتماع عقده مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصدرت هذه الدول قبل يومين بياناً مشتركاً رحّبت فيه بـ”الجهود الصادقة” التي يبذلها ترامب لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.

ومع ذلك، لا تبدو الأمور جيدة بالنسبة لمصر خلف الكواليس. وقالت تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية إن القاهرة أرجأت زيارة نادرة كان من المقرر أن يقوم بها السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، يوم الأحد المقبل لمناقشة الأوضاع في غزة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن هاكابي قوله إنه أرجأ الزيارة إلى مصر بناءً على طلب مسؤولين مصريين، مضيفاً أن الزيارة كانت من المفترض أن تبدأ يوم الأحد، لكنها تأجلت إلى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ما أسباب الانزعاج المصري من خطة ترامب؟

وفقاً للتقارير، فإن الانزعاج المصري من خطة الرئيس الأمريكي مدفوع بالأسباب التالية:

أولاً: تهميش السلطة الفلسطينية

أعربت مصر عن غضبها بسبب تهميش السلطة الفلسطينية في خطة ترامب للسلام في غزة، وفق ما ذكره مسؤول عربي ومصدر مطلع لموقع ميدل إيست آي البريطاني.

وقالت القاهرة إنها لن ترسل قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام الدولية إذا لم يكن هناك مسار واضح للسلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية، حسبما قال مصدر مطلع على رد الفعل المصري على الخطة.

وأضاف المسؤول العربي أن “القاهرة غاضبة”، مشيراً إلى أن خطة ترامب تتطلب تحديداً موافقة مصرية، لكنها “ضعيفة” للغاية فيما يتعلق بمسألة السيادة الفلسطينية.

وأضاف المسؤول أن مصر من غير المرجح أن ترسل قوات إلى غزة دون تفويض واضح بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

وعندما كشف ترامب عن خطته، اعتمد بشدة على الدعم الذي قال إنه يحظى به من القادة العرب والمسلمين. وقال إنهم ملتزمون بنزع سلاح غزة وتفكيك القدرات العسكرية لحركة “حماس“.

وقال ترامب: إنها دول غنية للغاية ويمكنها تحقيق أشياء كثيرة.

وبينما لا تتمتع مصر بالثقل المالي الذي تتمتع به دول الخليج، إلا أن خطة ترامب تدرج مصر والأردن على وجه التحديد كشريكين أمنيين أساسيين قادرين على توفير القوى العاملة والمعرفة العسكرية.

وتتضمن الخطة، المكونة من 20 بنداً، إرسال قوة استقرار دولية مؤقتة إلى غزة لتدريب قوات الشرطة الفلسطينية هناك وتقديم الدعم لها.

وستعمل قوة الاستقرار الدولية مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً.

وكانت تقارير قد أشارت إلى أن مصر بدأت في تدريب مئات الفلسطينيين ليكونوا جزءاً من قوة يصل قوامها إلى 10 آلاف جندي لتوفير الأمن في قطاع غزة بعد الحرب.

وقال المسؤول العربي لموقع ميدل إيست آي: أشار ترامب إلى مصر كجزء لا يتجزأ من خطته للسلام، لكنه لم يفكر في التحقق من مدى قبول الشروط. وأضاف: إنها بداية سيئة.

يذكر أن مصر كانت قد طرحت في مارس/آذار الماضي خطة لإعادة إعمار غزة، شملت تعزيزاً لدور السلطة الفلسطينية عبر البنود التالية:

  • تشكيل لجنة من الخبراء الفنيين من مختلف أنحاء غزة لإدارة القطاع.
  • تولي قوات فلسطينية تدربها دول عربية مهمة حفظ الأمن في قطاع غزة.
  • دعم السلطة الفلسطينية بكل ما يلزم لتدريب أفرادها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، وبموجب خطة ترامب، “ستحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين”، على الرغم من أنه لا يذكر بالاسم أي فلسطيني أو مجموعة فلسطينية قد تشارك في المرحلة الانتقالية.

وستُشرف على اللجنة هيئة انتقالية دولية جديدة تُسمى “مجلس السلام، وسيرأسها ترامب، وستضم رؤساء دول وأعضاء آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

ثانياً: التعديلات الإسرائيلية على الخطة

من جانب آخر، قالت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس الأمريكي إن خطة السلام الخاصة بغزة، التي قدمها ترامب الإثنين الماضي، تضمنت تغييرات كبيرة طلبها رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما أثار غضب المسؤولين العرب المشاركين في المفاوضات.

وأضاف موقع أكسيوس أن بنود الخطة التي سلّمها الوسيطان المصري والقطري لحركة “حماس” تختلف بشكل كبير عن الخطة التي وافقت عليها الولايات المتحدة ومجموعة من الدول العربية والإسلامية في السابق، بسبب تدخل نتنياهو.

وكان مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، قد التقيا لمدة ست ساعات مع نتنياهو ومساعده المقرّب، رون ديرمر، قبل لقائه بالرئيس ترامب في البيت الأبيض.

وتمكن نتنياهو من التفاوض على عدة تعديلات في النص، خاصةً فيما يتعلق بشروط وجدول زمني للانسحاب الإسرائيلي من غزة.

ويربط الاقتراح الجديد انسحاب إسرائيل بالتقدم المحرز في نزع سلاح “حماس”، ويمنح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على هذه العملية.

وأفاد أكسيوس أنه حتى لو استوفيت جميع الشروط وتم تنفيذ المراحل الثلاث من الانسحاب، ستظل القوات الإسرائيلية موجودة ضمن محيط أمني داخل غزة “حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل من أي تهديد إرهابي متجدد”، وهذا قد يعني بقاءها إلى أجل غير مسمى.

وخلف الكواليس، أعرب مسؤولون من السعودية ومصر والأردن وتركيا عن غضبهم إزاء التغييرات، بحسب مصادر مطلعة.

وبحسب أكسيوس، حاول مسؤولون قطريون إقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة المفصلة يوم الإثنين بسبب تلك الاعتراضات، لكن البيت الأبيض نشرها، وحث الدول العربية والإسلامية على دعمها.

وقال مسؤول عربي كبير مشارك في المفاوضات إنه في حين تمكن نتنياهو من تغيير بنود الخطة، فإنها لا تزال تحتوي على الكثير من العناصر الإيجابية للغاية بالنسبة للفلسطينيين، بالإضافة إلى وقف القتل في نهاية المطاف.

*عاصمة الخراب لماذا  نهب السيسي “دم الشعب” لبناء مدينة للأغنياء وملاذ لعصابته؟

في الوقت الذي يئن فيه ملايين المصريين تحت وطأة الغلاء والفقر وانهيار الخدمات الأساسية، يواصل السيسي ونظامه ضخ المليارات في مشروع “العاصمة الإدارية”، الذي تحوّل إلى رمز لنهب المال العام وبيع الوطن. فالمشروع لم يكن يومًا من أجل الشعب، بل لتأمين حياة رفاهية لنحو خمسين ألفًا من عصابة السيسي من جنرالات الجيش والشرطة والقضاء وشركائهم من رجال الأعمال الفاسدين، فيما يُهجَّر الشعب من وسط القاهرة وتُباع وزاراتها ومؤسساتها للإمارات ومن ورائها إسرائيل.

شراء إجباري.. استثمار قسري لصالح العصابة 

تكشف المعلومات أن النظام يفرض على رجال الأعمال والمستثمرين شراء حصص وأراضٍ في العاصمة تحت ذريعة استكمال الخدمات، بينما الحقيقة أن الأموال تُستنزف لصالح شبكة مصالح مغلقة تُحابي المنقلب. الإعلام الموجه والبرلمان المصنوع من “أقذر الشخصيات”، كما يصفه معارضون، يغطيان على هذه الجريمة، فيما الأحزاب الموالية – عسكرية كانت أو مدنية – لا هم لها سوى اقتسام الغنيمة. 

100 مليار جديدة من دم الشعب

بحسب مصدر مطلع، تخطط شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية لطرح أراضٍ جديدة في “حي المال والأعمال” باستثمارات تقارب 100 مليار جنيه، رغم تعثر مشروعات سابقة في منطقة “الداون تاون” بسبب الأزمة الاقتصادية وتحرير سعر الصرف المتكرر. الأراضي المطروحة تتراوح مساحتها بين ألفين وخمسة آلاف متر، وتخصص لمشروعات تجارية وإدارية وفندقية، في وقت يعاني فيه ملايين المصريين من العجز عن شراء قوت يومهم. 

استثمار للأغنياء.. خراب للفقراء

“حي المال والأعمال” يضم مقر البنك المركزي والبورصة ونحو 20 بنكًا وشركات كبرى، وقد بيع بالكامل بمساحة 320 فدانًا، والآن يجري توسيعه ليصبح مركزًا مغلقًا للأثرياء. في المقابل، تُباع 4 آلاف فدان أخرى من المرحلة الأولى باعتبارها “أراضٍ مميزة”، لضمان أكبر عائد مادي للنظام الفاسد.

العاصمة.. سبب مباشر في خراب مصر

العاصمة الإدارية لم تكن مجرد مشروع عمراني، بل عنوان لمرحلة كاملة من بيع الوطن ونهب ثرواته. فمن أجل إرضاء حاشيته، أهدر السيسي مليارات الجباية والضرائب، بينما ينهار التعليم والصحة وتغرق مصر في الديون. كل ذلك فقط لتأمين ملاذ لعصابته بعيدًا عن الشعب الغاضب.

*إعادة تسعير أراضي الساحل صفعة جديدة من” العصابة”على وجه الملاك الأصليين

أوقفت حكومة السيسي تخصيص أراضٍ بالساحل الشمالي تمهيدا لإعادة تسعيرها، وتأتي هذه الخطوة ضمن إعادة النظر في تسعير أراضي الساحل الشمالي.

وقال مراقبون إن القرار بمثابة صفعة على وجه أصحاب الأرض يعكس شعورًا بالمرارة والظلم حيث ان كثيرا من الملاك الأصليين في الساحل الشمالي باعوا أراضيهم في وقت كانت فيه الأسعار منخفضة، دون أن يتوقعوا الطفرة العقارية الهائلة التي ستحدث لاحقًا.

والآن، مع إعادة التسعير ومشروعات ضخمة مثل رأس الحكمة، يشعر البعض أن الثروة الحقيقية انتقلت إلى المطورين الكبار والمستثمرين الجدد، وجيوب أعضاء الحكومة ذاتها بينما تُرك أصحاب الأرض الأصليين خارج المعادلة.

وتعيد حكومة السيسي تسعير الأراضي لصالح مشروعات ضخمة، دون أن يكون للملاك السابقين أي نصيب، رغم أن بعضهم بل غالبيتهم باع تحت ضغط قانون نزع الملكية للمنفعة العامة أو غياب القدرة على التجمع للوقوف أمام انتهاك قيمة الأرض المستقبلية.

وطالب مراقبون بالعدالة في توزيع العوائد العقارية، وضرورة وجود سياسات تحمي حقوق الملاك الأصليين في المستقبل، سواء عبر الشراكة أو التعويض أو التمكين.

تعديل وتقييم الأسعار

واعلنت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وقف تخصيص أراضٍ جديدة في الساحل الشمالي، تمهيدا لإجراء إعادة تقييم شاملة لتعديل سياسات تسعير الأراضي الواقعة حول منطقة رأس الحكمة وصولا إلى منطقة علم الروم، وفق ما قالته مصادر حكومية لإنتربرايز.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تراجع فيه الحكومة تقييمات الأراضي في ضوء شبكات الطرق الجديدة ومشروع رأس الحكمة الضخم، حيث المتوقع لحملة إعادة التسعير هذه أن تعيد تحديد قيم الأراضي للمشروعات المستقبلية في المنطقة، في حين تخطط هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أيضا لإلغاء آلية سحب الأراضي الخاصة بها.

وأبدت السلطات أيضا مرونة في شروط رسوم التحسين البالغة ألف جنيه للمتر المربع المفروضة على المطورين المحليين في الساحل الشمالي ورسوم الـ 20 دولارا للمتر المربع على الشركات الأجنبية، حسبما قالته مصادر إنتربرايز 

وقالت إنه ستطبق الرسوم الآن على الأراضي غير المطورة فقط. وفي الحالات التي استحوذ فيها المطورون على أراضٍ عن طريق التنازل، فإن الهيئة تراجع كل حالة على حدة.

ولا تزال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تراجع عددا من التظلمات المتراكمة، فقد تلقت نحو 50 تظلما من 33 مطورا، وجرى تسوية جزء منها بالفعل. ومضت 123 شركة أخرى قدما في مشروعاتها بعد تسوية المستحقات المالية والحصول على التراخيص، وفقا للمصادر.

وبوقت سابق من هذا الشهر، اعتمدت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة شروطا أكثر تساهلا تسمح للمطورين بسداد 20% من الرسوم مقدما والباقي على مدى خمس سنوات. ولا يزال المطورون الأجانب ملزمين بسداد الرسوم دفعة واحدة.

ماذا يعني القرار؟

ويعني القرار إعادة تقييم شامل للأراضي حيث تسعى الحكومة لتحديث أسعار الأراضي بما يتماشى مع القيمة السوقية الجديدة الناتجة عن تطوير البنية التحتية (طرق، ومرافق، ومشروع رأس الحكمة). ما يعني أن الأراضي التي كانت تُباع بأسعار منخفضة نسبيًا قد تُصبح أغلى بكثير، مما يرفع تكلفة الاستثمار في المنطقة.

وكانت الهيئة قد سحبت الأراضي من المطورين غير الملتزمين بالشروط، لكن يبدو أن هناك توجهًا لتعديل هذه السياسة، ربما لتشجيع الاستثمار أو لتجنب النزاعات القانونية.

وكذلك تخفيف شروط رسوم التحسين (1000 جنيه للمحليين، 20 دولارًا للأجانب) وتطبيقها فقط على الأراضي غير المطورة، ويُعد محاولة لتخفيف العبء المالي على المطورين الحاليين. إضافة لـ”السماح بسداد 20% مقدمًا والباقي على 5 سنوات يُعطي المطورين المحليين فرصة للتنفس المالي، بينما يُبقي الضغط على المطورين الأجانب الذين يُلزمون بالدفع الكامل مقدمًا.”.

وعلق فخري ركن Fakhry Rockn “يبدو أن هدف الحكومة الاول والأخير ان تعمل مساواة بين المصريين فى ان تجعلهم جميعا سواسية في الفقر… قانون نقل ملكية الساحل الشمالي من محافظة مطروح إلى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبالتالي اعادة تسعير كل الأراضي التي تم تمليكها في الماضي من قبل محافظة مطروح ونحن نتحدث هنا عن مليارات فروق الاسعار“.

وأضاف “هذا الذكاء اللي غلب الذكاء الصناعي في كيفية اخذ الفلوس من جيوب المطورين العقاريين والمستثمرين في الساحل وطبعا الناس دي مش حتخسر فهيضطروا يرفعوا اسعار العقارات في الساحل لتعويض فروق الأسعار اللي دفعوها للدولة المهم في الاخر المواطن الغلبان هو اللي حيدفع الثمن… “.

وتساءل “أنا مش عارف لحد امتي حتفضل تتعامل هذه الحكومة مع الشعب المصري علي انها تاجر ونحن الصيده بتاعتهم واللي عاجبه هوه ده اللي عندنا واللي مش عاجبه يروح يشوف له بلد تانيه… انا عارف انكم بتعملوا لمصلحة البلد وعايزين أموال تدخل خزينة الدولة بس المفروض ما يبقاش كل حاجه تقع في الاخر على رأس المواطن لأنكم عارفين ان المطور العقاري والمستثمر مش ممكن يخسر إذا زودتوا عليه مليارات حيرفع أسعاره بنفس الوتيرة ويمكن اكتر لانه لا يأمن الزمن ولا القرارات الحكومية اللي ممكن تحصل في المستقبل…”.

وأشار إلى تساؤل  “هل هذا القرار سيتم تفعيله على رأس الحكمه تبع الامارات وسيتم اعادة تسعير ارض رأس الحكمه والا حيبقي في استثناءات للأخوه العرب والمستثمر الأجنبي كما هي العادة دائما وأهل البلد هما بس اللي بتطبق عليهم القوانين… علي رأي الاغنيه اللي بتقول عن مصر يا كل حاجه وعكسها توري الأجنبي وشك الجميل واهلك تديهم الوش الخشب… اه يا بلد“. 

ومن أشد المتضررين 4 فئات:

المطورون الذين لم يحصلوا بعد على تخصيص وتوقف التخصيص وتجمدت خططهم الاستثمارية، وتأخر دخولهم السوق، وربما خسارة فرص تنافسية.

ويتضرر أيضا المطورون الأجانب الذين لا يستفيدون من التسهيلات في الدفع، مما يجعلهم في وضع أقل مرونة ماليًا مقارنة بالمحليين.

كما يتضرر الذين حصلوا على أراضٍ بالتنازل، وتخضع حالاتهم للمراجعة الفردية، مما يفتح الباب أمام إلغاء أو تعديل العقود، ويخلق حالة من عدم اليقين.

والفئة الرابعة من المتضررين هي  المشروعات التي كانت تعتمد على أسعار الأراضي القديمة وقد تؤدي إعادة التسعير إلى زيادة التكلفة الإجمالية للمشروعات، مما يؤثر على جدواها الاقتصادية وربما أسعار البيع للمستهلك النهائي.

ما يعني ان القرار قد يكون مفيدًا للملاك الأصليين إذا احتفظوا بأراضيهم واستفادوا من ارتفاع القيمة، لكنه قد يخدم فئة محددة من المطورين والمستثمرين الكبار بشكل أكبر، خاصة من لديهم علاقات قوية أو قدرة على التفاوض مع الجهات الحكومية.

الموجة الأولى من البيع كانت بين عامي 2005 و2015، حين بدأ المستثمرون في شراء الأراضي بأسعار منخفضة نسبيًا، وبعد ذلك، ومع توسع الدولة في مشروعات مثل محور الضبعة وظهور خطط تطوير رأس الحكمة، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، لكن كثيرًا من الملاك الأصليين كانوا قد باعوا بالفعل كما أن بعضهم باع بأسعار زهيدة مقارنة بالقيمة الحالية، مما جعلهم خارج دائرة الاستفادة من إعادة التسعير.

*ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه وكيلو الطماطم بـ 30 جنيهًا

قبل إعلان حكومة الانقلاب قرار رفع أسعار الوقود والكهرباء والمياه تشهد أسواق بيع الخضر والفاكهة موجة ارتفاعات جديدة طالت العديد من الأصناف، وعلى رأسها الطماطم التي تراوحت أسعارها ما بين 20 و30 جنيهًا للكيلو في أسواق التجزئة، فيما قفز سعر الفاصولياء إلى 60 جنيهًا، إلى جانب ارتفاع أسعار البصل والبطاطس، في حين وصلت أسعار الفاكهة لمستويات مرتفعة تراوحت بين 20 و100 جنيه للكيلو.

أسعار الطماطم. 

فى هذا السياق كشفت بوابة الأسعار المحلية والعالمية التابعة لمركز معلومات مجلس وزراء الانقلاب أن أسعار الطماطم تتراوح بين 19.36 جنيهًا و25 جنيهًا للكيلو الواحد ومع ذلك، هناك بعض الأسواق يصل فيها سعر الكيلو إلى 30 جنيهًا أو أكثر. 

أسعار الطماطم في أسواق الجمهورية: 

أسواق التجزئة: 17.6 جنيه للكيلو كمتوسط سعر، وقد يصل إلى 30 جنيهًا في بعض المناطق. 

المنافذ الحكومية: 15.5 جنيه للكيلو. 

سوق العبور للجملة: بين 10 جنيهات و17 جنيهًا للكيلو. 

المحال التجارية والسلاسل الغذائية: 

1- طماطم سائبة: من 13.5 جنيه إلى 23 جنيهًا. 

2- طماطم درجة أولى معبأة: 34 جنيهًا. 

3- طماطم فاخرة “أورجانيك”: من 45 إلى 65 جنيهًا.  

العروة الشتوية

يشار إلى أن هناك عدد من الأسباب أدت إلى ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق منها: 

انهيار أسعار العروة السابقة وتأثيرها على المزارعين.  

تأخر ذروة إنتاج العروة الشتوية.  

ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية وتأثيرها على الإنتاجية.  

نقص المعروض 

من جانبه قال حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، إن أسواق الجملة والتجزئة تشهد وفرة كبيرة في أغلب المنتجات الزراعية ولا تواجه أي أزمة في الإمدادات، باستثناء الطماطم التي ارتفعت أسعارها نتيجة انتهاء موسم العروة الصيفية، مؤكدًا أن الفجوة بين العروة الصيفية والشتوية تمثل السبب الرئيسي وراء هذه الموجة السعرية.

وأوضح نجيب، في تصريحات صحفية أن هذه الفجوة أدت إلى نقص المعروض من الطماطم، ما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، وهي ظاهرة موسمية تتكرر سنويًا في مثل هذا التوقيت.

وتوقع أن تستقر الأسعار مطلع شهر نوفمبر المقبل، مع دخول العروة الشتوية وضخ كميات أكبر من الطماطم بالأسواق، ما يساهم في تراجع الأسعار تدريجيًا، مؤكدًا أن الأسعار الحالية لن تستمر طويلًا، وعلى المستهلكين عدم التكالب على الشراء أو تخزين المنتجات.

وأشار نجيب إلى أن أسعار الطماطم لن تتجاوز 30 جنيهًا للكيلو خلال الفترة الانتقالية، فيما تظل أسعار البطاطس والبصل والخيار والفلفل والباذنجان مستقرة حتى نهاية العام، مؤكدا أن أسعار الفاكهة مثل المانجو والليمون شهدت استقرارًا نسبيًا هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس قدرة الأسواق على التوازن رغم الضغوط.

السيسي يوفر على نتن ياهو المواجهة ويعيق أسطول الصمود المصري ويُسهّل مهمة الاحتلال في حصار غزة .. الأربعاء 1 أكتوبر 2025م.. مصر وقطر وتركيا حثت “حماس” على قبول خطة ترامب بشأن غزة

السيسي يوفر على نتن ياهو المواجهة ويعيق أسطول الصمود المصري ويُسهّل مهمة الاحتلال في حصار غزة .. الأربعاء 1 أكتوبر 2025م.. مصر وقطر وتركيا حثت “حماس” على قبول خطة ترامب بشأن غزة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* اعتقال ثلاثة ناشطين بينهم عضوين باللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري

شهدت القاهرة مساء أمس تطورًا لافتًا في مسيرة أسطول الصمود المصري، الذي أعلن عن إطلاق مبادرته الشعبية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. إذ أكد المتحدث الإعلامي باسم الأسطول، حسام محمود، أن قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة أشخاص، بينهم اثنان من أعضاء اللجنة التحضيرية للأسطول، وذلك بعد ساعات من انتهاء فعاليات تسلّم المساعدات القادمة من المحافظات إلى المقر الرئيسي بالدقي. 

تفاصيل الاعتقال
بحسب محمود، وقعت عملية التوقيف في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث جرى اقتياد العضوين دون توجيه أسئلة أو إبراز أسباب واضحة، في ظل تواجد أمني كثيف حول المقر الرئيسي. كما أشار إلى أن شخصًا ثالثًا من المتطوعين اعتُقل في محافظة أسيوط خلال حملة أمنية منفصلة، وفق ما أبلغهم أحد أقاربه.

وأوضح المتحدث أن الأسطول ما زال يجري عملية حصر دقيقة لتحديد العدد النهائي للمقبوض عليهم، فيما لم تُعلن السلطات المصرية بعد عن مكان احتجازهم. وأضاف أن اللجنة القانونية للأسطول بدأت بالفعل اتصالاتها لمحاولة معرفة أماكن الاحتجاز وحضور التحقيقات أمام النيابة.

صدمة داخل صفوف المنظمين
أكد محمود أن الاعتقالات جاءت مفاجئة، حيث لم يتلق المنظمون أي تحذيرات أو إشارات سابقة من الأجهزة الأمنية بشأن فعاليات الأسطول منذ الإعلان عنه وحتى يوم أمس. وقال: “اتفاجئنا بالقبض على الشباب، مكنش فيه أي بوادر ولا مؤشرات لده”، مشددًا على أن اللجنة دخلت في حالة انعقاد دائم داخل المقر الرئيسي للتشاور مع قوى سياسية وحقوقية وشعبية حول الخطوات القادمة إلى حين الإفراج عن المقبوض عليهم.

وفي رد فعل سريع، نشرت الصفحة الرسمية للأسطول على فيسبوك مقطع فيديو يظهر فيه عدد من النشطاء وهم يرددون هتافات مثل: “إحنا هنا رافعين الراية” و”إحنا كرهنا الصوت الواطي”، في إشارة إلى تصميمهم على الاستمرار في المبادرة رغم الضغوط.

كما أعلنت لجنة أسطول الصمود المصري دخولها في حالة انعقاد دائم داخل المقر الرئيسي في القاهرة، وتشاور مع القوى السياسية والحقوقية والشعبية، وذلك إلى حين الإفراج عن الزملاء، وبهدف بحث التحركات والخطوات القادمة.

خلفية عن أسطول الصمود المصري
كانت اللجنة التيسيرية لأسطول الصمود المصري قد أعلنت في 6 سبتمبر/أيلول الجاري عن بدء التجهيز لسفن مصرية تشارك في الجهد العالمي لكسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ سنوات. ودعت اللجنة القباطنة والطواقم البحرية والمتطوعين للانضمام، معتمدة على تبرعات عينية ولوجستية لتأمين المستلزمات.

كما وقّع 55 ناشطًا مصريًا بيانًا أكدوا فيه أن المشاركة المصرية في الأسطول تعد “واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا” لدعم الشعب الفلسطيني، في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على القطاع وازدياد المعاناة الإنسانية. 

السياق الدولي: أسطول الصمود العالمي
يأتي هذا الحراك المصري متوازيًا مع انطلاق أسطول الصمود العالمي مطلع الشهر الجاري من ميناء برشلونة، بمشاركة أكثر من 300 ناشط من جنسيات مختلفة. الأسطول توقّف في ميناء سيدي بوسعيد التونسي حيث انضمت إليه سفن إضافية، قبل أن يواصل رحلته نحو غزة.

ووفقًا للجنة الدولية لكسر الحصار، يهدف الأسطول إلى إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي. لكن الرحلة لم تخلُ من المخاطر، إذ تعرضت ست سفن الأسبوع الماضي لهجوم بطائرات مسيّرة أطلقت قنابل صوتية ومقذوفات، ما أدى إلى أضرار مادية طفيفة دون إصابات بشرية. وقد دفع ذلك إيطاليا وإسبانيا إلى إرسال سفن حربية لتأمين الأسطول ومرافقته. 

دلالات سياسية وأمنية
الاعتقالات في صفوف الأسطول المصري تحمل أكثر من معنى. فمن جهة، تعكس حساسية الدولة المصرية تجاه أي نشاط شعبي مستقل يتجاوز الأطر الرسمية في ما يخص القضية الفلسطينية، خصوصًا مع تعقيدات المشهد الإقليمي والضغط الدولي. ومن جهة أخرى، تشير إلى وجود تخوّف من تحوّل الأسطول إلى منصة تعبئة جماهيرية قد تتسع خارج نطاق السيطرة.

مع ذلك، فإن حجم التضامن الشعبي المصري، والذي ظهر في شكل تبرعات ومشاركة مئات المتطوعين، يؤكد أن القضية الفلسطينية ما تزال جزءًا حيًا من الوعي الجمعي المصري، رغم محاولات تقييد الحراك المدني. 

استمرار الزخم رغم العقبات
رغم الاعتقالات والضغوط، أكدت قيادة الأسطول المصري أنها ماضية في خطتها، وأن التنسيق مستمر مع القوى الشعبية والسياسية، بالإضافة إلى التواصل مع اللجنة الدولية لأسطول الصمود لضمان مشاركة مصرية فعالة.
ويبدو أن هذه التطورات لن توقف المبادرة، بل قد تمنحها زخمًا إضافيًا، إذ يرى كثيرون أن التضييق على المتطوعين يعكس أهمية الحراك وفاعليته، ويدفع بمزيد من الأصوات إلى المطالبة بحرية العمل المدني لدعم غزة.

وأخيرا فاعتقال ثلاثة من أعضاء أسطول الصمود المصري يشكل اختبارًا جديدًا للتوازن بين الحسابات الأمنية للدولة، وبين الإرادة الشعبية المتجذرة في نصرة فلسطين. وبينما تواصل السلطات تحركاتها في مسار غامض، يصر النشطاء على المضي قدمًا في مهمتهم، في مشهد يعكس أن الحرب على غزة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل أيضًا عبر مسارات الدعم الشعبي والضغط السياسي والإعلامي.

*منظمة الشهاب لحقوق الإنسان تطالب بعدم ترحيل المواطن علي محمد محمد عبد الونيس من نيجيريا

أدان مركز الشهاب لحقوق الإنسان ما يتعرض له المواطن المصري علي محمد محمد عبد الونيس، من مواليد 20 ديسمبر 1991، والمتزوج ولديه طفل يُدعى محمد، وطالب في بكالوريوس الزراعة بجامعة الأزهر، وذلك عقب توقيفه يوم 19 أغسطس الماضي في تمام الساعة الثامنة مساءً أثناء وصوله إلى نيجيريا، بعدما كان قد غادر من تركيا ظهر اليوم نفسه.

ويؤكد المركز أن أي محاولة لترحيله تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوقه الأساسية وتهديدًا مباشرًا لحياته وحريته، خاصة في ظل ما تشهده السجون المصرية من انتهاكات ممنهجة بحق المعتقلين السياسيين.

وطالب مركز الشهاب السلطات النيجيرية بعدم تسليمه إلى السلطات المصرية، وضمان تمتعه بحقه في الحماية وعدم تعريضه لخطر التعذيب أو الاختفاء القسري.

وجدد مركز الشهاب دعوته إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للضغط من أجل وقف أي إجراءات من شأنها المساس بحياة وسلامة المواطن علي محمد عبد الونيس.

*تقرير حقوقي يكشف انتهاكات سجون بدر

أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تقريرًا جديدًا أثار جدلًا واسعًا حول أوضاع المحتجزين داخل مجمع سجون بدر، مطالبةً السلطات القضائية والتنفيذية بالتحرك العاجل للتحقيق في ما وصفته بـ”انتهاكات خطيرة ومنهجية” تهدد حياة النزلاء وحقوقهم الأساسية.

التقرير، الذي حمل عنوان “بين الدعاية والحقيقة.. انتهاكات حقوق نزلاء سجون بدر”، جاء ليضع السلطات أمام روايتين متناقضتين: الأولى رسمية تروج لـ”مراكز إصلاح وتأهيل” حديثة تراعي المعايير الدولية، والثانية صادرة عن أهالي السجناء ومحاميهم، تتحدث عن ظروف احتجاز قاسية وتضييقات ممنهجة وصلت حد “القتل البطيء”. 

شهادات تكشف “واقعًا مختلفًا”

رصد التقرير الصادر أن عملية نقل مئات السجناء من سجون متفرقة إلى بدر شابتها فوضى وغياب تام للتخطيط؛ إذ لم تُخطر الأسر بمواعيد النقل أو وجهاته، مما دفع الأهالي للتنقل بين السجون بحثًا عن ذويهم.

وأشار إلى أن أغلب المحتجزين وصلوا إلى بدر بملابسهم فقط، بعد حرمانهم من متعلقاتهم وأثاثهم الشخصي، بينما واجهوا صعوبة في الحصول على الطعام أو الأموال اللازمة بسبب تعطل الكانتين وعدم تخصيص رقم بريدي للسجن في البداية.

ووفقًا للتقرير، استخدمت الإدارة “التكنولوجيا” في غير موضعها، حيث جرى تركيب كاميرات مراقبة داخل الزنازين الجماعية والفردية، مع تشغيل إضاءة ساطعة ليلًا ونهارًا بشكل مستمر، ما حرم السجناء من النوم وخصوصيتهم. 

أوضاع معيشية وصحية “متدهورة”

وثّقت المبادرة خمس وفيات على الأقل في سجن بدر 3 خلال الربع الأخير من عام 2022 بسبب الإهمال الطبي، تلتها حالات أخرى في 2023 و2024، ليرتفع العدد إلى ثماني وفيات مؤكدة. وأكدت أن ما يجري ليس حالات فردية بل “ممارسة مؤسسية” للإهمال.

ولفت التقرير إلى أن المحتجزين لم يجدوا سبيلًا للاحتجاج سوى الإضراب عن الطعام أو محاولات الانتحار، في ظل غياب قنوات تقليدية للشكوى أو الرقابة. 

رد رسمي بالإنكار

وزارة الداخلية، من جانبها، كانت قد نفت في أكثر من مناسبة صحة هذه الاتهامات، مؤكدة أن جميع مراكز الإصلاح والتأهيل مزودة بأحدث الخدمات الطبية والمعيشية، وأنها تراعي أعلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

لكن المبادرة شددت على أن “الإنكار لن يفيد”، مؤكدة أن الوقائع الموثقة تكشف العكس تمامًا، وأن استمرار الوضع الحالي يعني “استمرار محاولات القتل البطيء داخل الزنازين”. 

مطالبات بتحقيق عاجل وإصلاح تشريعي

التقرير لم يكتفِ بالرصد، بل قدّم سلسلة توصيات أبرزها:

التحقيق الفوري في البلاغات والشكاوى المقدمة من الأهالي والمحامين.

إيقاف المسؤولين المشكو ضدهم عن العمل لحين انتهاء التحقيق.

إلزام النيابة العامة بالتفتيش الشهري على أماكن الاحتجاز ونشر نتائج الزيارات علنًا.

تعديل القوانين لضمان حق الزيارة والاتصال الهاتفي والرسائل، وتعيين أطباء مستقلين من وزارة الصحة داخل السجون.

الانضمام للبروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب لتعزيز الرقابة الدولية. 

إدانات وتحذيرات متكررة

المبادرة ليست الجهة الوحيدة التي دقت ناقوس الخطر. فقد سبق أن حذرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات في يوليو الماضي من “تدهور خطير” داخل بدر 3، وربطت بين محاولات الانتحار والإضرابات وسياسة العزل والحرمان من الزيارة.

كما أدانت 14 منظمة حقوقية مصرية ودولية في مارس 2023 تصاعد الانتهاكات، وطالبت بالسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة السجن. وفي أغسطس الماضي، أبدت 10 منظمات قلقها من “التدهور السريع”، داعيةً إلى الإفراج عن المحتجزين السياسيين دون شروط.

*مطالب متصاعدة بالإفراج عن الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق

مع اقتراب الخبير الاقتصادي البارز الدكتور عبدالخالق فاروق من إتمام عام كامل داخل الحبس الاحتياطي منذ توقيفه في أكتوبر 2024، تتجدد المطالب الحقوقية والسياسية بالإفراج عنه، وسط مخاوف متزايدة على صحته المتدهورة، خاصة مع معاناته من قصور في الشريان التاجي وأزمات قلبية متكررة. 

توقيف مفاجئ وتحقيقات مطوّلة
ألقت قوات الأمن القبض على فاروق يوم 21 أكتوبر 2024، وأحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا التي وجهت إليه اتهامات ثقيلة شملت “الانضمام إلى جماعة إرهابية”، و”نشر أخبار ومعلومات كاذبة”، و”إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”، إضافة إلى “نشر بيانات مثيرة ومحرضة ضد الدولة وقياداتها”.

ومنذ ذلك التاريخ، ظل فاروق رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 4937 لسنة 2024، حتى فوجئ فريق دفاعه في 25 سبتمبر 2025 بإحالته إلى محكمة جنح الشروق في القضية رقم 4527 لسنة 2025، دون إخطار مسبق – بحسب ما ذكره المحامي كمال أبو عيطة عضو هيئة الدفاع، والذي أوضح أن هذا التطور أُبلغ به عبر رسالة نشرتها زوجة فاروق، السيدة نجلاء سلامة، على صفحتها في “فيسبوك”. 

جلسات محاكمة ومرافعات الدفاع
في أولى جلسات المحاكمة، تحدث فاروق مطولاً أمام القاضي عن ظروف وملابسات القبض عليه، والاتهامات التي اعتبرها “ملفقة”، إضافة إلى ما وصفه بـ”المضايقات” التي يتعرض لها داخل محبسه. وأكدت المفوضية المصرية للحقوق والحريات أن شهادته عكست وضعًا إنسانيًا وصحيًا مقلقًا.

من جانبه، شدد الدفاع على حقه في الاطلاع على كامل أوراق القضية والحصول على نسخ رسمية منها، إلى جانب المطالبة بالإفراج الفوري عنه نظرًا لوضعه الصحي. وأكد أبو عيطة أن لدى فاروق “أدلة ومستندات علمية وأكاديمية” تنفي عن كتاباته وصف “الأخبار الكاذبة”، مشيرًا إلى مكانته الفكرية والأدبية التي تجعله بعيدًا عن أي نشاط مخالف للقانون. 

أوضاع صحية قاسية وظروف احتجاز صعبة
أوضاع فاروق الصحية مثّلت محورًا أساسيًا في جلسات الدفاع عنه؛ حيث يعاني من قصور في الشريان التاجي وأزمات قلبية متكررة، وهو ما دفعه في جلسات تجديد الحبس السابقة إلى التحذير من “خطر داهم على حياته”، خاصة مع حرمانه من التعرض للشمس لفترات طويلة وإغلاق الزنازين على السجناء لمدة تصل إلى 23 ساعة يوميًا، مما انعكس على حالته الجسدية والنفسية. 

خلفية اعتقالات سابقة
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها فاروق للاعتقال؛ ففي أكتوبر 2018 جرى توقيفه عقب نشر كتابه المثير للجدل “هل مصر بلد فقير حقًا؟” الذي تمت مصادرته من المطبعة. وقد وُجهت له حينها اتهامات مشابهة بنشر أخبار كاذبة عبر مطبوعات، لكنه أُفرج عنه بعد نحو أسبوع من التحقيقات. 

جدل مجتمعي ودعوات للإفراج
قضية عبدالخالق فاروق فتحت الباب مجددًا أمام النقاش حول قوانين الحبس الاحتياطي في مصر، والتي يرى حقوقيون أنها تُستخدم في كثير من الحالات كوسيلة “للاحتجاز المفتوح” دون أحكام قضائية نهائية. فيما تتصاعد عبر منصات التواصل الاجتماعي دعوات تطالب بإنهاء حبسه وتمكينه من العلاج، مؤكدين أن مكانه الطبيعي هو “الجامعات ومراكز البحث لا الزنازين”.

ويترقب الرأي العام جلسة 2 أكتوبر 2025، حيث من المقرر أن تستكمل محكمة جنح الشروق نظر القضية، وسط ترقب كبير لمعرفة ما إذا كانت المحكمة ستستجيب لمطالب الدفاع والجهات الحقوقية بالإفراج عن الخبير الاقتصادي الذي يمضي عامه الأول بين جدران الحبس الاحتياطي.

*السيسي يوفر على نتن ياهو المواجهة ويعيق أسطول الصمود المصري ويُسهّل مهمة الاحتلال في حصار غزة

في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، أوقف النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي ثلاثة شبان من اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري الذي كان يهدف إلى كسر حصار غزة. جاء هذا الإجراء الأمني المكثف في القاهرة قبل انطلاق الأسطول، مما منع وصول الدعم إلى القطاع المحاصر.

وقد أكد مراقبون أن النظام المصري لم يكن مجرد متفرج بل شريكًا فعليًا في استمرار الحصار، إذ قام بدور “الدرع الواقي” لإسرائيل عبر قمع التضامن الشعبي ومنع المبادرات الإنسانية، مما أتاح لإسرائيل الاستمرار في حصار غزة دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة.

تأتي هذه التطورات في ظل انقلاب عسكري دعمته تل أبيب بقوة، ما جعل النظام المصري أداة في تنفيذ أجندة الاحتلال وتثبيت حصار غزة، في ما وصفه البعض بـ”زمن الخيانة والانبطاح” الذي تستغل فيه إسرائيل ضعف الأنظمة الإقليمية لتحقيق أهدافها.

*مصر وقطر وتركيا حثت “حماس” على قبول خطة ترامب بشأن غزة

أفاد موقع “أكسيوس” نقلا عن مصدرين مطلعين، بأن قطر ومصر وتركيا حثّت حركةحماس” على تقديم رد إيجابي على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

ووفق المصادر، عقد مسؤولون رفيعو المستوى من الدول الثلاث اجتماعين مع قادة “حماس” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ونقل “أكسيوس” عن مصدر مطلع قوله: “بينما كان ترامب يعرض خطته على العالم، كان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد يعرضانها على قادة حماس في الدوحة، وحثّ كلاهما الحركة على قبولها“.

وأوضح المصدر أن آل ثاني أبلغ قادةحماس” أن هذا “أفضل اتفاق استطاع الحصول عليه لهم، وأن فرص تحسينه ضئيلة“. كما أكد رئيس الوزراء القطري بحسب المصدر، أن محادثاته مع ترامب “جعلته يثق بأن الرئيس الأمريكي جاد في إنهاء الحرب، وهو ما اعتبره ضمانة قوية بما يكفي لحماس”. وأكد قادة “حماس” لآل ثاني أنهم “سيدرسون الاقتراح بحسن نية“.

وتابع المصدر: “التقى آل ثاني ورشاد مجددا بقادة حماس في الدوحة يوم الثلاثاء، وهذه المرة برفقة مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن”. وقبيل ذلك الاجتماع، صرّح ئيس الوزراء القطري لقناة الجزيرة بأنه يأمل أن “ينظر الجميع إلى الخطة بنظرة بناءة ويغتنموا فرصة إنهاء الحرب”، مشيرا إلى أن “حماس بحاجة إلى توافق مع جميع الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة قبل إصدار رد رسمي“.

وأضاف رئيس الوزراء القطري: “لقد أوضحنا نحن ومصر لحماس خلال اجتماع الأمس أن هدفنا الرئيسي هو وقف الحرب. خطة ترامب تحقق الهدف الرئيسي المتمثل في إنهاء الحرب، مع أن بعض النقاط فيها تحتاج إلى توضيح ومناقشة“.

ووفقا لـ”أكسيوس”، تمنح الخطة، “حماس، العديد من المكاسب، مثل الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني وتكثيف المساعدات الإنسانية، لكنها تتضمن أيضا تنازلات كبيرة، بعضها أُضيف بناءً على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

تدعو الخطة إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي ونزع سلاح “حماس” بالكامل، وهو أمر ترفضه الحركة حتى الآن، كما أن “بعض التعديلات في شروط وجدول انسحاب إسرائيل من غزة أثارت غضب المسؤولين العرب، وقد يكون من الصعب على حماس قبولها”، بحسب الموقع.

ويتوقع المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن تُبدي “حماس” ردا إيجابيا بشكل عام على اقتراح ترامب، مع بعض التحفظات. فيما أوضح مسؤولون أمريكيون، أنهم مستعدون لمناقشة طلبات الحركة، الخاصة بالتوضيحات أو التعديلات الجزئية، لكنهم لن يعيدوا فتح الخطة كاملة للنقاش.

وأعلن الرئيس الأمريكي الثلاثاء، أنه يمنح “حماس” مهلة من ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على مقترحه، مضيفا أمام حشد من الجنرالات والأدميرالات في قاعدة مشاة البحرية الأمريكية بولاية فرجينيا: “نحن بحاجة إلى توقيع واحد فقط، ومن يرفض التوقيع سيدفع الثمن باهظا. آمل أن يوقعوا لمصلحتهم وأن يفتحوا الباب أمام شيء عظيم“.

*تقرير عبري يتحدث عن “نقطة ضعف في الجيش المصري”

أشار تقرير إسرائيلي إلى أن مصر تزداد قوة عسكرية وأن هذه الحقيقة لم تعد قابلة للتجاهل من صنّاع القرار في تل أبيب، لافتا رغم ذلك إلى “نقطة ضعف كبيرة يعانيها الجيش المصري“.

وقال التقرير، الذي نشره موقع “بِهُول” الإخباري العبري، إن قوة مصر لا تخلو من ثغرات استراتيجية عميقة، أبرزها سد أسوان، الذي وصفه بأنه “نقطة ضعف قد تغيّر مجرى أي صراع مستقبلي برمته“.

وأكد التقرير أن سد أسوان، رغم كونه رمزًا للتقدم والسيادة الوطنية المصرية، يمثل في الوقت نفسه هدفًا استراتيجيًا حساسًا للغاية. فوراءه تقع بحيرة ناصر، الخزان المائي الحيوي الذي يُعد شريان الحياة للزراعة، وإمدادات المياه، والطاقة الكهربائية في مصر. وأي ضرر يطال السد — سواء عبر هجوم مباشر أو أضرار جانبية في المنشآت المحيطة — قد يؤدي إلى فيضانات كارثية، وشلل في إمدادات المياه والكهرباء، وانهيار في سلسلة الأمن الغذائي، ما يهدد بانهيار هياكل الدولة ذاتها في غضون أيام.

ولفت التقرير إلى أن الجيش المصري يشهد تحوّلًا نوعيًا، خصوصًا في شبه جزيرة سيناء، حيث كُشف عن حفر أنفاق واسعة تحت قناة السويس، وتوسيع مدارج الطائرات، وإنشاء قواعد عسكرية متطورة تتيح نقلًا سريعًا للدبابات والمعدات الثقيلة، وتدعم بنىً لوجستية قادرة على تحمل أعباء حرب مكثفة. وقال إنالاستنتاج الواضح هو أننا نواجه جيشًا منظمًا ومعززًا، بترسانة وقدرة على الحركة لم تكن موجودة في الماضي“.

مع ذلك، حذّر التقرير من الاغترار بالصورة الظاهرة للقوة، مشيرًا إلى أنالقوة العسكرية الكبيرة لا تقضي على نقاط الضعف الاستراتيجية”، وأن الحروب الحديثة لا تُحسم فقط في ساحات القتال، بل أيضًا عبر العوامل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. فمصر، بحسب التقرير، تعاني من اعتماد كبير على واردات القمح، وضغوط تضخمية، وارتفاع في البطالة، ما يحدّ من قدرتها على خوض حرب طويلة الأمد. كما أن الاضطرابات الاجتماعية، ووجود جيوب للجماعات المسلحة في سيناء، قد تتحول إلى عوامل تقويض داخلية في حال اندلاع أزمة وطنية كبرى.

وأشار التقرير إلى أن فكرة استهداف سد أسوان لم تكن جديدة، بل كانت حاضرة بقوة في الحروب السابقة بين مصر وإسرائيل، لكن تل أبيب آثرت تجنبها خشية تفجير كارثة إنسانية تثير ردود فعل دولية عنيفة، وتدفع الصراع إلى منعطفات لا يمكن السيطرة على عواقبها. ومع ذلك، فإن مجرد التفكير الجدي في هذا السيناريو — حتى كاحتمال نظري — يُظهر مدى حساسية الموقع وخطورته الاستراتيجية.

وخلص التقرير إلى طرح سؤال جوهري أمام القيادة الأمنية الإسرائيلية: “هل نستعد لسيناريوهات متطرفة، حتى لو بدت فرص حدوثها ضئيلة؟”، داعيًا إلى إعادة تقييم مستوى الاستعداد على الحدود الجنوبية، وضمان توفر قدرات دفاعية متحركة، وتغطية استخباراتية مستمرة، وخطط وطنية واضحة للتعامل مع أي أضرار واسعة النطاق قد تطال البنية التحتية المدنية، مع تحديد آليات للرد تخفف من العواقب الإنسانية والاقتصادية المحتملة.

*خبير مائي ينذر مصر والسودان بكارثة مائية لتفرد إثيوبيا بتشغيل سد النهضة

حذر الخبير الدولي في الموارد المائية الدكتور خالد أبو زيد من أن غياب اتفاق إطاري ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن تشغيل سد النهضة يهدد الوارد المائي إلى دولتي المصب كما وتوقيتا

وأكد “أبو زيد” الذي يشغل منصب المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة سيداري، وهي منظمة دولية حكومية تعرف باسم مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا، أن إدارة إثيوبيا المتفردة للسد تزيد من تعقيد إدارة السدود السودانية والمصرية، محذرا من سيناريوهات كارثية مثل جفاف الخزانات أو فيضانات مفاجئة في السودان، مع فواقد تصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنوياً بسبب البحيرة الاحتياطية.

وبدأ بناء سد النهضة الإثيوبي في 2011 على نهر النيل الأزرق، بتكلفة 5 مليارات دولار، ويعد أكبر سد هيدروكهربائي في أفريقيا بسعة إنتاج 5,150 ميغاواط، قادر على مضاعفة إنتاج الكهرباء في إثيوبيا وتصدير الطاقة إلى المنطقة.

واكتمل الملء الخامس في أكتوبر 2024، وتم افتتاحه رسميا في 9 سبتمبر بحضور قادة إقليميين، وسط احتفالات وطنية وصفها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بـ”إنجاز تاريخي للشعب الأسود كله”، ومع ذلك أثار الافتتاح توترات حادة مع مصر والسودان، اللتين تعتمدان على النيل بنسبة 85% و97% من إمداداتهما المائية على التوالي.

وأوضح خبير الموارد المائية الدولي أنه “في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم بقواعد التشغيل والملء وإعادة الملء، يؤدي عدم التنسيق إلى مشاهد الفيضانات التي تغمر الآن مناطق عديدة في السودان، وهذا الوضع غير مقبول تماماً”.

ولفت أبو زيد إلى أن “السد تتكون خلفه بحيرة بسعة قصوى تصل إلى 74 مليار متر مكعب، أي حوالي مرة ونصف متوسط تصرف النيل الأزرق، ويصاحبها فواقد بسبب التسرب والبخر تصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنويا”، مؤكدا أن “هذه الكميات المخزنة، بالإضافة إلى الفواقد، تستقطع من تصرف النيل الأزرق الذي كان سيصل إلى مصر والسودان للاستخدامات الزراعية والتخزين السنوي في بحيرة ناصر، خاصة في سنوات الجفاف عندما ينخفض إيراد النيل عن المتوسط”.

وشدد على أن “تشغيل السد على متوسط مناسيب مرتفعة خلفه سيؤدي إلى زيادة الفواقد والاستقطاعات، مما يقلل من الوارد إلى مصر والسودان”.

وأضاف خبير الموارد المائية أن إدارة إثيوبيا المنفردة لعمليات التخزين والتفريغ، دون اتفاق أو تشاور مع دول المصب، تزيد من تعقيد إدارة السدود على النيل في مصر والسودان، وهي أكثر خطرا على السدود السودانية مثل الروصيرص وسنار، اللذين يقعان مباشرة في مصب السد الإثيوبي وسعتهما التخزينية صغيرة نسبياً”.

وأشار إلى أنه حسب قرارات إثيوبيا للتشغيل، هناك سيناريوهات عديدة يجب على السودان التعامل معها في وقت قصير، وقد لا يكون هناك الوقت الكافي لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

*ما مصير مليار دولار حولها مصريون من الخارج لشراء أراض؟

وجّه عضو مجلس النواب عبد المنعم إمام سؤالا إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الإسكان شريف الشربيني حول مصير أموال المصريين بالخارج.

وأكد النائب أن آلاف المصريين في الخارج حولوا مدخراتهم بالدولار لصالح مشروع “بيت الوطن”، بما يتجاوز مليار دولار، إلا أنهم لم يحصلوا حتى الآن على الأراضي التي تقدموا للحصول عليها.

وطرح النائب عدة تساؤلات حول آلية تنفيذ المشروع، شملت:

سبب عدم طرح أراضٍ كافية في القاهرة الجديدة والشيخ زايد رغم أنها المطلب الأساسي لنحو 4 آلاف مغترب.

سبب الاكتفاء بإعادة طرح أراضٍ سبق رفضها أكثر من مرة، بدلاً من فتح مربعات جديدة تتناسب مع طبيعة المشروع وأهدافه.

كيفية إعلان الوزارة عن 3500 حجز مبدئي بينما النظام الإلكتروني يسمح لمستخدم واحد بحجز أكثر من قطعة، مما يجعل الرقم غير معبّر عن الطلب الحقيقي.

سبب اقتصار الإضافات الجديدة على أعداد محدودة جداً (4 قطع في دمياط، 25 في مدينة 15 مايو، 28 في مدينة الشروق) رغم ضخامة حجم الطلب.

وحذّر النائب من أن “الحكومة مطالبة بتوضيح الصورة للرأي العام، وتقديم رد رسمي وشفاف حول مصير أموال المصريين بالخارج وحل أزمات مشروع بيت الوطن، حتى لا تتسبب في فشل مشروع طموح وفقدان ثقة المصريين في الخارج في أي مشاريع تطرحها الدولة مستقبلاً“.

* أموال الامارات تبتلع وسط القاهرة…تحويل مجمع التحرير لفندق”كايرو هاوس”

تحوّل حديث عن قرض بقيمة 312 مليون دولار (نحو 15 مليار جنيه مصري) يدار لهدف تحويل “مجمع التحرير” في ميدان التحرير إلى فندق فاخر باسم “كايرو هاوس” يضع سؤالًا بسيطًا: هل تُسوَّق هذه الخطوة على أنها تحديث حضري واستثمار سياحي أم هي عملية بيع رمزي لمساحة عامة بارزة لصالح تحالفات أجنبية ومحلية مرتبطة بالسلطة؟ تقارير صحفية عربية ودولية ذكرت أن تحالفًا أميركيًا-إماراتيًا فاز بعقد التطوير وأن تحالفًا مصرفيًا مصريًا يقود تدبير القرض لتمويل المشروع.

خلفية الصفقة: كيف بدأ كل شيء؟

الطرف الفائز بعقد التطوير كان قد أعلن فوزه في طرح نظمه صندوق مصر السيادي في ديسمبر 2021، ثم ظهرت تفاصيل لاحقة عن البنية الاستثمارية للمشروع، الاسم التجاري “كايرو هاوس” واتفاقات مع سلسلة فنادق دولية لإدارة المنشأة.

تقارير مؤسسة التطوير والمصادر المرتبطة بالمشروع ذكرت استثمارات مبدئية بمليارات الجنيهات ورؤى لتسويق 500 غرفة وشقق فندقية ومرافق ترفيهية في قلب العاصمة. 

تحالف دولي وعقبات التنفيذ وتأخيرات متكررة

يتكون التحالف المطور للمشروع من شركات عالمية وإقليمية منها غلوبال فينتشرز غروب وأوكسفورد كابيتال الأمريكية، وشركة العتيبة للاستثمار الإماراتية، وزوسر كابيتال بارتنرز.

فاز هذا التحالف بعقد تطوير مجمع التحرير في ديسمبر 2021 عبر طرح نظمه صندوق مصر السيادي باستثمارات مبدئية تفوق 3.5 مليار جنيه.

لكن المشروع واجه تأخيرات مستمرة في تنفيذه إذ تعهد الشريك المؤسس في إحدى الشركات التسليم بنهاية 2024 غير أن ذلك لم ينفذ بعد حتى أكتوبر 2025، ما يثير تساؤلات حول الجدية وسير العمل 

من سيدفع الفاتورة؟

المبلغ المطروح كقرض هو 312 مليون دولا، ليس رقمًا معزولًا؛ فهو يضاف إلى سلسلة قروض ومشروعات تحكمت بها شبكة من البنوك المحلية (مصر، والأهلي، والعربي الأفريقي، ونكست ذكرت التقارير مشاركتها) لصالح مشروع قد لا يدرّ فوائد اقتصادية واسعة لعموم السكان.

القروض والسيولة المصرفية تُصرف على تحوّل مساحات عامة إلى وحدات استهلاكية فاخرة بينما يعاني المواطنون من ضغوط معيشية وارتفاعات أسعار وخدمات أساسية محدودة.

لماذا يهم ذلك قائد الانقلاب العسكري؟

هذه القصة ليست فقط عن عقود واستثمار أجنبي؛ إنها عن تحالفات السلطة والاقتصاد، منذ 2013 أظهرت دراسات أن الكيانات العسكرية والجهات المرتبطة بالسلطة توسعت في الاحتكار الاقتصادي، واستحوذت على عقود ضخمة ومشروعات استراتيجية.

تحويل مجمع التحرير؛ رمز الإدارة والحياة العامة إلى مشروع سياحي فاخر يندرج ضمن نمط واسع لتحويل الموارد العامة إلى كيانات رابحة تقربها السلطة والجهات الحليفة.

هذا يطرح اتهامًا واضحًا: أن ما يُسوق استثمارًا حضريًا هو في الواقع استكمال لسياسة اقتصاد سياسي يفضّل القريبين من السلطة.

ماذا عن التراث والهوية؟

مجمع التحرير ليس مجرد مبنى؛ هو مشهد من مشاهد الذاكرة والسياسة المصرية، وميدان التحرير يحوي رمزية ثورات واحتجاجات وفضاء عام، تحويله إلى فندق عالمي يقصّي وظيفة المكان كمرفق إداري وفضاء عمومي، ويجعل من سرد المدينة منتجًا سياحيًا للتداول المالي بدلاً من أن يكون ملكًا للذاكرة الجمعية.

المعمار والهوية يعيدان تشكيلهما وفق رغبات السوق بدلاً من المصلحة العامة.

مبررات داعمي المشروع والقراءة الاقتصادية المضادة

مروّجو المشروع يقدمون وعودًا بأن التطوير سيعلي قيمة وسط القاهرة ويجلب استثمارات وسياحًا ووظائف.

لكن قراءة اقتصادية نقدية تشير إلى أن خلق جيوب رفاهية في قلب مدينة تعاني ضعف خدمات عامة، وارتفاع بطالة وأعباء معيشية، لا يضمن توزيعًا عادلًا للعائدات.

بدلاً من مشاريع ضخمة موجهة لجذب النخبة والسياح الأثرياء، قد تكون الاستثمارات المتوسطة والصغيرة في الصناعة، التعليم، الصحة والمواصلات محفّزات أقوى للنمو الشامل.

كلام مقابل أرقام

الوقائع المعلنة؛ فوز التحالف في ديسمبر 2021، اتفاق إدارة الفندق مع سلسلة ماريوت (أوتوجراف كولكشن) في فبراير 2025، ومنشورات صحفية في سبتمبر 2025 عن تدبُّر قرض بقيمة 312 مليون دولار، كلها تشكّل سردية رسمية تُقدّم الإنجاز الاقتصادي.

لكن تصريحات مسؤولي الاستثمار والسياحة لا تعالج مخاوف السكان حول الإتاحة العامة، ولا تقدم شفافية واضحة عن شروط القرض، مدة الاسترداد، أو الضمانات الحقوقية للملكية العامة.

النهاية.. صراع على المدينة أم صفقة زمنية؟

تحويل مجمع التحرير إلى فندق عالمي بتمويل عبر قرض بقيمة 312 مليون دولار هو فصل آخر في مسلسل تحويل الفضاء العام إلى منفعة رأسمالية ترتبط بمصالح تحالفات محلية وإقليمية ودولية.

تبدو الصفقة كتثبيت لهيمنة نموذج اقتصادي يضع الربح فوق الذاكرة والحق العام في المدينة.

الأرقام والتواريخ، ديسمبر 2021، فبراير 2025، سبتمبر 2025، تدلّ على تسارع تنفيذ المشروع، ولكنها أيضًا تشير إلى أن السؤال الحقيقي: لمن تكون المدينة؟

*”المنصات العقارية” أحدث وسيلة للاحتيال والنصب على المصريين في زمن الانقلاب

وسائل السرقة والنهب والاحتيال على المواطنين انتشرت بصورة غير مسبوقة في زمن الانقلاب الذي لا يجد فيه المواطن حماية من مثل هذه الممارسات، حيث تترك حكومة الانقلاب اللصوص يعملون بحرية، وعندما يتقدم المواطن بشكوى يحملونه المسئولية بزعم أنه يشارك في أعمال غير قانونية أو غير مرخصة وليس لها مقر ثابت، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى هؤلاء اللصوص وتنتهي الأزمة ويخسر المواطن أمواله .

في هذا السياق انتشرت فكرة الجمعيات العقارية أو ما يُعرف بـ«الحصص العقارية»، التي يشارك فيها مجموعة من الأصدقاء أو الشباب أو حتى العائلات في تجميع مبلغ مالي لشراء وحدة سكنية أو تجارية، بهدف إعادة بيعها أو تأجيرها وتقسيم العائد بينهم .

هذه الفكرة تطورت في بعض الحالات إلى مشروعات تديرها شركات ومنصات إلكترونية، لكن هذه المنصات تعمل  خارج الإطار الرسمي والقانوني، وغالبًا بدون عقود واضحة أو رقابة مالية، ما يعرّض المشاركين فيها لمخاطر حقيقية.

على صفحات السوشيال ميديا هناك نماذج لكيانات تعرض حصصًا عقارية للبيع على الإنترنت، وتعد بعوائد ربع سنوية ثابتة، لكنها لا تملك ترخيصًا من الهيئة العامة للرقابة المالية أو أي جهة تنظيمية، وبعضها لا يوضح موقع العقار، أو لا يملك إثبات ملكية حقيقي، وتصف بعض هذه الشركات نفسها بأنها «منصة استثمار»، وتقوم بجمع الأموال دون الإفصاح عن طريقة إدارتها أو المخاطر المحيطة بها.

نزاع قانوني

حول هذه الأزمة قال سعد (29 عامًا) موظف في شركة تسويق رقمي بالجيزة : “قررت مع صديقين مقربين، منذ عامين دخول مشروع استثماري بسيط يتيح لنا الادخار وتحقيق ربح من العقار، دون حاجة لشراء شقة كاملة، موضحا أن الفكرة كانت أن كل واحد فينا يدفع 100 ألف جنيه، وندوّر على شقة صغيرة في منطقة جديدة، نشتريها، نجهزها، ونبيعها بعد كده ونقسم المكسب”.  

وقال سعد: بالفعل وجدنا وحدة في منطقة أكتوبر، وبدأنا إجراءات الشراء من المالك مباشرة، دون وسيط قانوني، فقط بوعد بالبيع وعقد بيع ابتدائي.

وأشار إلى أنه لم يمر الوقت حتى انقلبت الأمور رأسًا على عقب بعد توقيع العقد، إذ اكتشفنا لاحقًا أن الشقة غير مسجلة، وهناك نزاع قانوني بين المالك الحقيقي وشخص آخر، موضحا أنه حاول هو وصديقاه استرداد المبلغ، لكن البائع اختفى، ولم يكن هناك عقد موثق في الشهر العقاري أو أوراق رسمية تساعدهم في رفع دعوى قضائية، وخسر الثلاثة ما يقرب من 300 ألف جنيه.

وقال سعد: كنا متحمسين وعندنا حسن نية، بس ماحدش فينا كان بيفهم قانون، وكلنا اتكسفنا نقول لحد أو نسأل محامي في الأول مضيفا : لو كنا بس خدنا خطوة التوثيق وراجعنا محامى، مكنّاش هنقع في الفخ ده . 

منصة إلكترونية 

وكشف محمد (32 عامًا) – فني شبكات – القاهرة الجديدة أنه شارك من خلال منصة إلكترونية أعلنت عن بيع «حصص عقارية» في مول تجارى جديد، دفع 75 ألف جنيه مقابل وثيقة تؤكد أنه شريك في وحدة تجارية، وسيحصل على أرباح ربع سنوية بنسبة معينة، تبدأ بعد 6 شهور من توقيع العقد الإلكتروني.

وقال محمد : “في الأول كل حاجة كان شكلها محترم، الموقع الإلكتروني منسق، وخدمة العملاء بيردوا، وفيه فيديوهات بتشرح المشروع بالتفصيل، لكن بعد 9 شهور، لم يتلق أي أرباح، وحين حاول التواصل مع الشركة، وجد الردود تتأخر، ثم انقطعت تمامًا.

وأضاف : اتضح لاحقًا أن المنصة غير مرخصة، ولا تخضع للرقابة المالية، والوحدة التجارية التي باعوا حصصها «تحت الإنشاء»، ولم يتم استلامها بعد من الشركة الأم مؤكدا أنه لم يستطع حتى اليوم استرداد أمواله أو الوصول إلى مسئولي المنصة.

وتابع محمد : اللي خدعني مش بس التصميم الاحترافي، لكن كمان فكرة إنه فيه ضمان على الأرباح.. كانوا بيقولوا إن ده زي صندوق استثمار، وأنا بصراحة مفرقتش بين الكلام ده وبين الحقيقة . 

عروض مغرية

وقالت ليلى (35 عامًا) – مدرسة بالمعادي، انها تابعت إحدى الصفحات النشطة على «فيسبوك»، كانت تنشر باستمرار عروضًا مغرية عن فرص استثمار آمنة وصغيرة في العقارات، مشيرة إلى أن الإعلان تحدث عن إمكانية شراء حصة بقيمة 50 ألف جنيه في شقة مفروشة تُدار بنظام الإيجار اليومي في منطقة العين السخنة، مع وعد بعائد شهري ثابت ومضمون.

وأضافت : أنا شفت إن ده أنسب ليّ كأم ومعنديش وقت أدير استثمار بنفسي، موضحة أن التواصل كان سريع، وبعتولي نموذج عقد إلكتروني بسيط فيه نسبة الأرباح ووعد بتحويل شهري .

وأشارت ليلى إلى أنها دفعت المبلغ من مدخراتها، وتلقت إيصالًا إلكترونيًا، لكن بعد 3 شهور، لم يصلها أي عائد، وتواصلت مع من يُسمى «مدير المشروع» ليتضح أن الشقة لم تُجهز بعد، وأن الإيجار لم يبدأ، وبعد شهرين إضافيين، اختفت الصفحة من فيسبوك، وأرقام التواصل أُغلقت تمامًا .

وأكدت أنها لم تحصل على أي مستند رسمي أو إثبات ملكية، وحتى العقد الإلكتروني لم يكن مسجلًا باسم جهة قانونية معروفة معربة عن أسفها لأن المشكلة إنهم كانوا بيكلمونا بنبرة ثقة، وكأن كل حاجة قانونية، وأنا صدقت من غير ما أراجع أو أسأل متخصص .  

استثمار سريع 

وقال هاني (38 عامًا) – محاسب بالإسكندرية، ان حكايته بدأت بمكالمة من أحد أصدقائه عرض عليه فرصة «استثمار سريع» في مشروع عقاري جديد على أطراف الإسكندرية، يتضمن شراء وحدة في مجمع إداري، على أن يتشاركوا فيها مع أربعة آخرين.

وأشار إلى أن الفكرة كانت حماسية، وكل واحد يدفع حوالي 60 ألف جنيه، صاحب الفكرة كان شغال قبل كده في شركة تسويق عقاري، وكان بيبان عليه إنه فاهم .

وأضاف هاني : بالفعل تم جمع المبلغ وتسليمه نقدًا لصديقهم، على أن يتم توقيع العقود لاحقًا، لكن بعد مرور أسابيع، بدأ الشك يتسلل إليهم مع غياب التحديثات، وحين ضغطوا عليه، اعترف بأنه سلّم المبلغ لوسيط عقاري «ثقة»، لكنه اختفى لاحقًا دون أن يترك أثرًا.

وأكد أنه لم يكن هناك أي إيصال أو عقد، فقط رسائل «واتساب» متبادلة، وبعض الصور لوحدة من المفترض أنها «الهدف»، لافتا إلى أنه هو وأصدقاؤه خسروا 300 ألف جنيه دون أن يعرفوا حتى إن كان العقار موجودًا من الأساس أم لا ؟

واختتم هاني قائلًا: تعلمت الدرس… مفيش حاجة اسمها استثمار بدون ورق رسمي ومحامٍ، مؤكدًا أنه لن يكرّر الخطأ مرة أخرى.

*العملية التعليمية تنهار فى زمن الانقلاب بسبب تراجع الإنفاق وعجز المعلمين باعتراف البنك الدولي

تواجه العملية التعليمية فى زمن الانقلاب عجزا كبير فى أعداد المعلمين بسبب وقف التعيينات منذ أكثر من 10 سنوات رغم المسابقات التى تعلن عنها وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب إلا أنها لا تنتهى بتعيين أى معلم أى أنها مجرد مسابقات للاستهلاك المحلى وخداع المصريين بأن هناك تعيينات.

فى ظل النقص الكبير فى أعداد المعلمين لجأت المدارس إلى تشغيل مدرسين بالحصة أو تكليف الإداريين بالتدريس ومع ذلك يقدر نقص المعلمين بنحو 600 ألف معلم فى حين تقدر تعليم الانقلاب النقص بنحو 469 ألف معلم ما أدى إلى انهيار العملية التعليمية واستبدال الطلبة وأولياء الأمور المدارس بمراكز الدروس الخصوصية .

كما يعانى المعلمون من ضعف مرتباتهم ما يدفعهم إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية بجانب تقليص حكومة الانقلاب الانفاق على التعليم .

كانت وزارة تعليم الانقلاب قد أعلنت عن تخصيص 6 مليارات جنيه لتعيين 120 ألف معلم وعامل بالجهات الإدارية المختلفة لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن مسابقة أو أى اجراءات لتعيين هؤلاء المعلمين .

جودة التعليم

فى هذا السياق كشف تقرير للبنك الدولي عن تراجع الإنفاق العام على التعليم في مصر محذرا من هذا التراجع يؤدي إلى نقص حاد في جودة التعليم نتيجة نقص أعداد المعلمين والقائمين على العملية التعليمية .

وأكد التقرير أن المعلمين لا يتجاوز عددهم مليون معلم، في وقت يقدر فيه عدد الطلاب في مراحل التعليم قبل الجامعي ينحو 24 مليون طالب، يزيدون كل عام بمعدلات عالية في السلم التعليمي.

وشدد على أن النسبة المخصصة للرواتب تشير إلى عدم كفاءة الإنفاق، مشيرًا إلى أن البلدان عالية الأداء لا يؤدي الإنفاق على رواتب العاملين إلى مزاحمة عمليات الإنفاق الأخرى على التعليم .  

وقال البنك الدولي إن مصر أعلى من عدة دول في الإنفاق على رواتب أعضاء هيئة التدريس لكن العملية التعليمية تعانى من قلة الانفاق .

وقف التعيينات

وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي،بالمركز القومى للبحوث التربوية أن المدارس تعانى عجزا يصل إلى نحو ستمائة ألف معلم، ترفض دولة العسكر تعيينهم من بين عشرات الآلاف من خريجى كليات التربية الذين يعانون البطالة منذ عشر سنوات، كما أنها ترفض تعيين عمال للحفاظ على نظافة وصيانة المدارس .

وأكد مغيث فى تصريحات صحفية أن المعلم المصرى هو أفقر معلمى الأرض، ولذلك انتقلت العملية التعليمية بكاملها إلى الدروس الخصوصية والسناتر التعليمية حتى يحصل المعلم على دخل كاف لاحتياجاته الأساسية والضرورية . 

رواتب المعلمين 

وقال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة، أن رواتب المعلمين والإداريين بوزارة تعليم الانقلاب تلتهم النسبة الأكبر من الموازنة التي يتم تخصيصها، حيث تصل إلى 92% من إجمالي الموازنة، بينما تحصل الهيئة العامة للأبنية على 2% للإنفاق الرأسمالي، وتتبقى نسبة 6% منها 5.6% للسلع والخدمات.

وأشار حجازى فى تصريحات صحفية إلى أن عجز المعلمين يمثل أزمة كبيرة للعملية التعليمية مشددا على ضرورة التوصل إلى حلول عاجلة لهذه الأزمة حتى نستطيع الحفاظ على الحد الأدنى من جودة التعليم .  

إجراءات استثنائية 

فى المقابل اعترف محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، أن الوزارة تواجه في السنوات الأخيرة أزمة حادة في عجز أعداد المعلمين، مشيرا إلى أن النقص بلغ نحو 469 ألف معلم بحسب تقديره.

وزعم عبداللطيف في تصريحات صحفية أنه لا توجد مادة أساسية داخل الفصل بدون معلم كما ردد عدد من القائمين على العملية التعليمية وأولياء الأمور.

وكشف أن تعليم الانقلاب اتخذت حزمة من الإجراءات الاستثنائية للتعامل مع هذا التحدي من بين  تلك الإجراءات، تمديد العام الدراسي من 23 أسبوعًا إلى 31 أسبوعًا، مع تقليل نصاب الحصص الأسبوعية لكل مادة، وهو ما ساهم في زيادة قوة التدريس بنسبة الثلث، عبر توزيع الحصص بصورة أكثر كفاءة ومرونة داخل المدارس وفق زعمه .

وأشار عبداللطيف إلى أنه يتم الاستعانة بمعلمي الحصة، بجانب تغيير المسمى الوظيفي لعدد من العاملين بالوزارة من أصحاب المؤهلات التربوية لسد العجز، زاعما أن تلك الخطوات تمت بشكل مدروس للحفاظ على جودة التعليم داخل الفصول.

كما زعم أن عدد العاملين بالوزارة يبلغ مليون موظف، من بينهم 823 ألف معلم داخل الفصول، لافتا إلى أن شروط اختيار معلمي الحصة تتضمن أن يكون المتقدم حاصلًا على مؤهل تربوي أو مؤهل عالٍ مناسب، على أن تتم المفاضلة بين المرشحين بناءً على المؤهل العلمي، والخبرة التدريسية، والتوزيع الجغرافي، وتكون الأولوية لمن اجتازوا اختبارات التنظيم والإدارة .

*كشف هشاشة الغرفة الثانية لبرلمان العسكر .. ماذا يعنى تعيين ياسر جلال بـ”الشيوخ” ؟

سخر مراقبون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي لاسيما منصة x   من تعيين المنقلب عبدالفتاح السيسي المشخصاتي ياسر جلال عضوا بمجلس شيوخ السيسي، معتبرين أن ارتباط تعيين ثلث المجلس هو ضمن عوامل القرب والحظوة وليس الأهلية السياسية، ما جدد انتقادات المراقبين والمعارضين لما جرى فيما يسمى “انتخابات 2025”.

حيث الحشد والرقص والرشاوى على نحو 200 مقعد فاز بأغلبها أعضاء حزب مستنقع وطن في ظل غياب شبه كامل للمعارضة المستقلة، حيث لم تتقدم سوى قائمة واحدة وهي “القائمة الوطنية من أجل مصر” التي تضم أحزابًا موالية للسلطة، حتى أن أحزابا تاريخية في المعارضة مثل “الوفد” و”التجمع”، انضمت إلى هذه القائمة، مما أثار تساؤلات حول استقلاليتها!

وفازت ما يسمى بـ”القائمة الوطنية” دون منافس في نظام القوائم، ما يعني فوزها بالتزكية، وهو ما اعتبره البعض تقويضًا للتعددية السياسية، كما أن توزيع المقاعد داخل القائمة تم مسبقًا بين أحزاب موالية، مثل “مستقبل وطنو”الجبهة الوطنية”، مما جعل النتيجة شبه محسومة.

وعلى ذكر تعيين ياسر جلال قال مراقبون إن السيسي يعين 100 عضو من أصل 300، أي ثلث المجلس، ما يمنحه تأثيرًا مباشرًا على تشكيله ضمن تشكيل لا يخضع لرقابة برلمانية أو شعبية، أو شفافية لأسباب “الاختيار” الذي كان سببا مباشرا كعمل درامي أمني في تزكية السيسي للشخص المختار بغض النظر عن موقفه كإنسان.

الشاهد أن برلمان الشيوخ (الغرفة التشريعية الثانية للعسكر) لا يملك بالفعل صلاحيات تشريعية، بل يقتصر دوره على إبداء الرأي في مشروعات القوانين والتعديلات الدستورية، مما يقلل من تأثيره الفعلي!

ويؤكد الجميع بما في ذلك كتاب العسكر أن “الشيوخ” أداة سياسية وليس مؤسسة رقابية فعالة، حتى أن اللجنة المشرفة على ما يسمى “انتخابات” التي أعلنت نسبة المشاركة كانت 14% اعتبرها حقوقيون وكتاب نسبة مشاركة منخفضة عوضا عن ضعف الحماس الشعبي تجاه “البرلمان“.

تعيينات السيسي

والتعيينات التي أعلنت حتى الآن برأي البعض تُستخدم لإضفاء طابع شعبي أو رمزي على المجلس في محاولة لاحتواء رموز مؤثرة في المجتمع داخل الإطار السياسي الرسمي كما حدث باختيار لاعبي الكرة فلا هي مؤثرة على أداء المجلس أو على ثقة الجمهور فيه.

وتقدّم الفنان ياسر جلال (أدى دورا في مسلسل الأجهزة “الاختيار” 2022، قصد به تشويه صورة أول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية) بطلب لاستخراج صحيفة الحالة الجنائية موجّهة إلى مجلس الشيوخ، ما أثار تكهنات حول احتمالية خوضه تجربة العمل النيابي أو السياسي خلال الفترة المقبلة.

وللفنان حظوة عند قائد الانقلاب ففي 22 يناير 2023 منحه السيسي شهادة شكر وتقدير لإسهاماته في دعم صندوق تحيا مصر بعدما تبرع في 12 من الشهر نفسه لصالح صندوق تحيا مصر (تغيب المعلومات عن حجم المبالغ التي يجمعها وسبل إنفاقها والرقابة عليها من الأجهزة الرقابية بالجهاز المركزي للمحاسبات) بـ 3 ملايين جنيه، وهي بمثابة إتاوة يدفعها أصحاب الأموال من المشاهير وسبق أن دفعها اللاعب في ليفربول محمد صلاح مرات ودفعها الشيخ محمد جبريل بل ودفعها صفوان ثابت صاحب شركة جهينة.

وعلى سبيل التقمص الحياتي، يبدو أن “الاختيار” تحول إلى تأثير على نمط حياة الفنان ياسر جلال ففي 5 أغسطس ومع إعلان التصويت في ما يسمى “برلمان الشيخ” ظهر بتصريحات متلفزة ليمدح “الانتخابات” وقال: “حريص على الإدلاء بصوتي في الانتخابات.. ولا بد من تكاتفنا لأن بلدنا مستهدفة وكلنا نساند وندعم (…) السيسي“.

https://x.com/CBCDrama/status/1952797737700720796

وظنت أجهزة السيسي والمتحدة أنهم بمسلسل “الاختيار3”  محوا أثر الرئيس الراحل محمد مرسي فخلد الجميع ذكراه وأعادوا إحياء صورته كأول رئيس مدني منتخب، حيث جاء السيسي القزم بممثل ضخم الجثة مثل ياسر جلال كي يعطي نفسه هيبة لا يملكها ولكن ماذا تفعل الماشطة في القزم العكر، بحسب أسامة جاويش.

وبحسب شيرين عرفة، أشارت إلى أن مشاهد الاختيار3 يظهر فيها المشير ياسر جلال وهو كالأسد في حضرة الرئيس مرسي، يجادله ويوبخه، مفترض لها أن تمحو من ذاكرتنا صور المشير الحقيقي وهو يقف أمامه مطأطيء الرأس خاضعا، أو يجلس كفتاة مُستحية أمام خطيبها، طيب إذا حدث ونسينا كالسمك، ماذا نفعل في تلك الصور؟! واشارت إلى صور شاهدة على كذب التمثيل في تعبيره عن الواقع. 

https://x.com/elnggar_saeed/status/1971314419947933874

الكاتب والباحث أحمد لطفي @AHMADLO13219562 قال: “تعيين “الرئيس” ياسر جلال عضواً بمجلس الشيوخ.. طيب طالما التهريج وصل لكده..  أنا شايف أن بيومي فؤاد أولى وأنسب.. “.

https://x.com/AHMADLO13219562/status/1971364128074891694

أما الباحث عبدالله غلاب  @A_Ghallab10 فكتب غير مصدق، “طب والله بحسبه خبر هزار …طلع بجد .. السيسى يرشح ياسر جلال لعضوية مجلس الشيوخ.. نقلا عن مصدر موثوق”.

https://x.com/A_Ghallab10/status/1971275498547446066

وعلقت الكاتبة والصحفية شيرين عرفة @shirinarafah، “بعد تعيين الفنان “ياسر جلال” نائبا في مجلس الشيوخ المصري بقرار جمهوري من السيسي.. برأيكم من هو الأحق لينضم لعضوية المجلس .. – أنا عن نفسي ..أُرشح الفنانة “فيفي عبده”.. فماذا عنكم؟ … “.

ورد @Hassenm12012178 “ما الإضافة في تعيين ياسر جلال, أو غيره في مجلس الشيوخ ..إذا كنا كـ شعب لانرى تأثيرا لمجلس النواب، فكيف لـ مجلس الشيوخ من أثر  .. ما عاد للأسماء معنى تحت قبة برلمـــان  نواب أو شيوخ إلا مجاملة .. هناك اتهام جاهز بأدراج المكاتب للمُعارض .. أن لم تتفق فأنت اخوان  فكيف لأي نائب أن يُعارض ..!

https://x.com/Hassenm12012178/status/1971790202747355287

https://x.com/shirinarafah/status/1971715976623542515/photo/1

حساب @2Pharon كتب “= إنت عارف يا بني وأنت صغير كنا بنخاف عليك من نباهتك ، كنت سابق سنك ، كنا خايفين عليك من عيون الناس وكنا دايما مخبينك ..الاختيار 3 ” 2022 “ .. ياسر جلال ٢٠٢٥ عضو مجلس الشيوخ بالتعيين لنباهته من هو صغير “.

https://x.com/2Pharon/status/1971245905820168371

واعتبر ابو سيف @sifwahed2 أنها “آه يا بلد مسخرة .. “.

https://x.com/sifwahed2/status/1971552024090255649

https://x.com/DrMousa919/status/1971316813112992120

https://x.com/amr2072369/status/1971299759278497989

وعين السيسي في شيوخ العسكر عمرو موسى، وزير خارجية سابق وأمين عام جامعة الدول العربية وهو لا يفتأ يذكر محاسن السيسي وتاريخه مع النظام السابق.

وعين سامح عاشور، نقيب المحامين السابق، وهو ذو مواقف متقلبة، خاصة في فترة ما بعد 2011.

وعين عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام سابقًا، وهو من المقربين إلى السلطة، وتعيينه اعتُبر تعزيزًا للتيار المحافظ داخل المجلس.

وعين السيسي محمود مسلم، رئيس تحرير صحيفة “الوطن” وعضو مجلس النواب، ضمن الجمع بين الإعلام والسياسة، ودعم الخطاب الرسمي.

وهي كلها مناصب تندرج ضمن ما يُسمى الولاء السياسي البعيد عن الكفاءة التشريعية أو الرقابية وهي ضمن تلميع صورة المجلس أو إضفاء رمزية وطنية دون دور فعلي في التشريع فضلا عن غسيل الانتخابات المزيفة التي جرت في أغسطس الماضي.

ترامب يؤكد خيانة النظام المصري: مصر ساهمت بشكل كبير في الوصول لخطة إنهاء الحرب على غزة.. الثلاثاء 30 سبتمبر 2025م.. تغريب 53 معتقلاً من سجن أبو زعبل إلى “سجن الموت” بالوادي الجديد

ترامب يؤكد خيانة النظام المصري: مصر ساهمت بشكل كبير في الوصول لخطة إنهاء الحرب على غزة.. الثلاثاء 30 سبتمبر 2025م.. تغريب 53 معتقلاً من سجن أبو زعبل إلى “سجن الموت” بالوادي الجديد

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*تجديد حبس ثلاثة متهمين على ذمة قضايا أمن دولة عليا

أفادت مصادر حقوقية أن نيابة أمن الدولة العليا قررت، أمس الاثنين 29 سبتمبر 2025، تجديد حبس إبراهيم محسن عوده محمد لمدة 15 يومًا، على ذمة التحقيقات في القضية رقم 2 لسنة 2025 (حصر أمن دولة عليا)

كما جددت النيابة حبس أمير سليمان سلمي سلامة سويلم، أحد المتهمين في القضية رقم 1602 لسنة 2025 (حصر أمن دولة عليا)، لمدة 15 يومًا.

وفي السياق ذاته، قررت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس أحمد إبراهيم سليمان سالم، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1603 لسنة 2025 (حصر أمن دولة عليا).

*تغريب 53 معتقلاً من سجن أبو زعبل إلى “سجن الموت” بالوادي الجديد

وثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، قيام مصلحة السجون يومي السبت والأحد (27 و28 سبتمبر) بترحيل قسري لـ 53 معتقلاً سياسيًا من سجن أبو زعبل 2 إلى سجن الوادي الجديد، الذي يصفه المعتقلون وذووهم بـ “سجن الموت” نظرًا لبُعده الجغرافي وصعوبة الوصول إليه وما يحمله من قسوة وظروف احتجاز بالغة السوء. 

محاولات انتحار وإشعال حرائق

بدأت الأزمة صباح السبت حينما أعلن عدد من المعتقلين رفضهم قرار التغريب، وهددوا بتنفيذ انتحار جماعي في حال نُقلوا إلى الوادي الجديد. وكان ضابط الأمن الوطني بالسجن – الملقب بـ “عمر عدلي” – قد وعدهم كذبًا بأن الوجهة ستكون سجن المنيا، وليس الوادي الجديد.

لكن بمجرد تجميع المعتقلين، اكتشفوا أن سجن المنيا لم يكن سوى محطة “ترانزيت”، وأن الوجهة النهائية هي بالفعل الوادي الجديد. هنا أقدم بعضهم على قطع شرايينهم بينما أشعل آخرون النار في عدد من البطاطين داخل الزنازين، قبل أن يتم تهدئتهم عبر وعود جديدة لم تصمد طويلًا. 

التنفيذ على دفعتين

في مساء السبت، جرى ترحيل 40 معتقلاً إلى سجن المنيا أولًا، ثم نُقلوا مباشرة إلى الوادي الجديد.

وفي صباح الأحد، لحقت بهم دفعة ثانية ضمّت 23 معتقلاً، تم تغريب 13 منهم إلى الوادي الجديد.

وبذلك ارتفع العدد الإجمالي إلى 53 معتقلاً. 

مأساة الأسر

أغلب المرحّلين من محافظات القاهرة والجيزة والوجه البحري، أي على بُعد مئات الكيلومترات من الوادي الجديد، ما يجعل الزيارة شبه مستحيلة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. فالعائلات تُجبر على السفر يومين كاملين لزيارة لا تتعدى عشر دقائق، وهو ما يُعتبر عقوبة مضاعفة للأطفال والأسر، إلى جانب كونه إجراء مخالف للوائح السجون المصرية التي تشترط مراعاة البعد الجغرافي. 

قائمة المعتقلين بالأسماء

وفقًا لما وثقته الشبكة المصرية، فإن الأسماء التي شملها قرار الترحيل هي:

  1. عبد الله عبد المنعم
  2. أشرف عمر السيد
  3. محمد عبد الله محمد
  4. محمود أحمد عبد الحميد
  5. كريم عطية
  6. خالد يسري زكي
  7. أحمد محمد مراد
  8. أحمد محمد إمام
  9. مصطفى رجب
  10. هاني عزت
  11. خالد رمضان خميس
  12. أحمد عبد الصبور همام
  13. حسن فاروق حسن
  14. محمد شعبان محمود
  15. عبد الرحمن السيد العربي
  16. سامح السيد مختار
  17. خالد أحمد راشد
  18. محمود حمدان محمد
  19. شاكر عثمان بن عفان
  20. عبد الرحمن محمد محب
  21. محمد أحمد راشد
  22. سامح السيد مختار (مكرر بالقائمة الأصلية)
  23. عبد الله صالح
  24. محمد إمام سمير
  25. محمود محمد كامل
  26. أحمد محمود أحمد
  27. محمد رمضان محمد
  28. عبد الله صالح عبد القادر
  29. عبد الله عادل
  30. إبراهيم أحمد محمد قطب
  31. أحمد مصطفى السيد
  32. حسني محمد محمود
  33. سيد محمد سليمان
  34. محمد يسري عبد العزيز
  35. صلاح الدين أحمد محمود
  36. عبده عبد الستار مبارك
  37. أحمد جميل مرعي
  38. أحمد عبد المنعم إسماعيل
  39. طارق وجدي محمد
  40. وليد عصمت حسن
  41. عبد الرحمن محمد حسن
  42. فتحي عبد الفتاح أحمد
  43. أمجد أحمد عبد الصبور
  44. صهيب عماد
  45. علي أمين علي
  46. أحمد محمد أحمد الصغير
  47. مصطفى حسين السيد
  48. عادل جمعة صالح
  49. رجب عبد المنعم عبد القادر
  50. محمد علي حسن
  51. ناصر حامد عبد الستار
  52. فتحي عبد الفتاح أحمد (مكرر بالقائمة الأصلية)
  53. أسامة جابر فرحات 

“مقبرة الأحياء”

سجن الوادي الجديد الذي تم ترحيل هؤلاء إليه، يُعرف بين الحقوقيين باسم “مقبرة الأحياء”، إذ يقع في عمق الصحراء الغربية، ويصعب وصول المحامين أو الهيئات الحقوقية إليه، ما يحوله إلى منطقة معزولة بعيدة عن الرقابة. ويوصف بأنه أحد أسوأ السجون في مصر من حيث الانتهاكات وظروف المعيشة. 

انتقادات حقوقية

أثارت الخطوة ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر حقوقيون أن سياسة التغريب تهدف إلى كسر إرادة المعتقلين وإرهاق أسرهم، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون والدستور والمواثيق الدولية. وطالبوا بوقف هذه الممارسات، وإعادة المعتقلين إلى سجون قريبة من أماكن سكن أسرهم، وتحسين ظروف الاحتجاز.

*ترامب يؤكد خيانة النظام المصري: مصر ساهمت بشكل كبير في الوصول لخطة إنهاء الحرب على غزة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “نحن نمر بيوم عظيم وتاريخي للسلام في الشرق الأوسط، نتحدث عن السلام في الشرق الأوسط بأسره، لا مجرد وقف الحرب في غزة”. 

حيث استعرض ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، تفاصيل خطته لإنهاء الحرب على غزة، وأكد ترامب أن عبدالفتاح السيسي ساهم بشكل كبير في الوصول إلى هذه الخطة.

وأضاف الرئيس الأمريكي: “لقد بحثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كيفية إنهاء الحرب في غزة من خلال هذه الخطة، كما أنني حظيت بدعم كامل من دول الشرق الأوسط، ونشكر الدول العربية والإسلامية على مساهمتها في تطوير خطة السلام، كما أشكر نتنياهو على موافقته على هذه الخطة التي ستفتح صفحة جديدة من الازدهار للمنطقة”.

وتابع الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي على خلفية جلسته مع نتنياهو في البيت الأبيض: “نقترب جدًا من التوصل إلى اتفاق سلام بشأن قطاع غزة، مقترحنا يطالب بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري خلال 72 ساعة”.

وأكد ترامب أنه بموجب خطته ستعود رفات الإسرائيليين فورًا إلى أهاليهم، كما أن خطته تشمل نزع سلاح حماس بشكل فوري وتدمير البنية العسكرية للحركة، مضيفًا: “سنتفق على خط زمني لانسحاب إسرائيل من غزة على مراحل، كما على الدول العربية الإسلامية أن تأخذ وقتها للتعامل مع حماس فيما يخص نزع السلاح”.

وأضاف: “إذا رفضت حماس هذا الاتفاق، فإن نتنياهو سيحصل على دعمنا الكامل للقيام بما يجب، وخطتي تدعو لتأسيس هيئة دولية إشرافية جديدة على قطاع غزة باسم مجلس السلام”.

وقال الرئيس الأمريكي: “سأكون برفقة قادة من دول أخرى، وبمشاركة بلير في رئاسة مجلس السلام، كما أن مجلس السلام سيكون مسؤولًا عن تشكيل حكومة في غزة بمشاركة فلسطينيين وغيرهم، وحماس لن تكون جزءًا منه، فقد حان الوقت لاستعادة المحتجزين لدى حماس.”

معنى خطة دولاند ترامب وخطابه:

خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة تنص على تنصيبه رئيسا لها وبلير مساعده

إدارة بلدية خدماتية فقط للسكان.

ممنوعات ومحظورات فى قطاع غزة:

السلاح

الدين

الوطنية

الهوية

تسهيل الهجرة الارادية.

لا انسحاب من غزة الا ضمن حسابات الحاكم العسكري الإسرائيلي .

لا وجه سياسي ولاوطني ولا حتي شخصيات وطنية أو سياسية حتي في إدارة الشئون البلدية.

لا دولة فلسطينية وغزة قطعة اسرائيلية بحكم قروى ذاتي

بمباركة وتمويل العرب والدول الإسلامية.

اى استثمارات أو مشاريع تجارية أو دخل قومي (الغاز) سيعود ريعه لترامب “رئيس مجلس السلام”.

وافقت حماس أو الفصائل أو السلطة الفلسطينية أو لم يوافقوا

هذا مصير ومستقبل غزة وأهلها بمباركة حكام العرب والمسلمين.

*حملة إعلامية بقيادة النبطشي أحمد موسى ضد السوريين بمصر

لم تتوقف ماكينة الإعلام الموالي للسيسي عن البحث عن “عدو داخلي” تُلقي عليه المسؤولية عن الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبلاد. ومع تفاقم الغلاء والانهيار الاقتصادي، وجد الإعلاميون المقرّبون من السلطة، وعلى رأسهم أحمد موسى، في السوريين المقيمين بمصر هدفًا جديدًا لحملاتهم التحريضية. إذ أعادوا تداول فيديو قديم أو مفبرك يظهر فيه أشخاص يُزعم أنهم سوريون يسبّون السيسي، لتبدأ حملة منظمة تدعو إلى مقاطعة المحلات والمطاعم السورية التي باتت خلال السنوات الماضية متنفسًا للمصريين وسط موجات الغلاء.

موسى واللجان… صناعة كراهية ممنهجة
أحمد موسى، ببرامجه اليومية على الفضائيات، لم يتوقف عن التحريض المباشر، مستخدمًا لغة تعبئة ضد السوريين ومتهمًا إياهم بالثراء غير المشروع أو الإهانة المتعمدة لمصر. هذا الخطاب لم يأتِ بمعزل، بل رافقته حملات إلكترونية من لجان معروفة بارتباطها بالأجهزة الأمنية، لتضخيم الفيديو القديم والترويج لخطاب كراهية ضد السوريين.
https://youtu.be/eGr9sjkUHco

اللافت أن هذه الحملات جاءت في توقيت يشهد غضبًا شعبيًا واسعًا من الغلاء وارتفاع الأسعار، ما يطرح تساؤلات حول الهدف الحقيقي: هل هو حمايةالأمن القومي”، أم صرف أنظار المصريين عن فشل الحكومة وقراراتها الاقتصادية الكارثية؟

الاقتصاد السوري في مصر… نجاح يتحول إلى حسد
منذ وصول آلاف السوريين إلى مصر بعد الثورة السورية عام 2011، أسسوا مشاريع صغيرة ومتوسطة في مجالات المطاعم، الحلويات، النسيج، والتجارة. هذه المشاريع لم تكن فقط مصدر رزق للسوريين، بل ساهمت في توفير آلاف فرص العمل للمصريين وقدمت منتجات عالية الجودة بأسعار تنافسية.

لكن بدلاً من النظر إلى هذه التجربة كقصة نجاح تساهم في دعم الاقتصاد المحلي، تحولت إلى هدف للتحريض. الحملات الحالية التي تدعو لمقاطعة المحلات السورية تكشف عن عقلية مريضة، ترى في النجاح سببًا للاتهام لا للتقدير.

تاريخ من التحريض ضد اللاجئين
ما يجري اليوم ضد السوريين ليس جديدًا؛ فقد سبقه تحريض مشابه ضد السودانيين، وضد العمالة الإفريقية، وضد الفلسطينيين. الخطاب نفسه يتكرر: تصوير اللاجئين كعبء على الاقتصاد، أو كخصم سياسي، بينما يتجاهل النظام أن هؤلاء فرّوا من الحروب والاضطهاد، وأن وجودهم في مصر يخضع لاتفاقيات دولية تلزم الدولة بحمايتهم.
وفي كل مرة يشتد فيها الغضب الشعبي ضد الحكومة، يُعاد استخدام هذه الورقة كأداة لتوجيه السخط بعيدًا عن النظام.

خطورة الانزلاق نحو الكراهية
المحللون يحذرون من أن هذه الحملات ليست مجرد “شوشرة إعلامية”، بل تحمل خطرًا حقيقيًا على النسيج الاجتماعي المصري. فالسوريون اليوم جزء من المجتمع: يتعلمون في المدارس المصرية، يعيشون في الأحياء جنبًا إلى جنب مع المصريين، ويشاركون في النشاط الاقتصادي اليومي. أي خطاب كراهية ضدهم يفتح الباب لعنف اجتماعي مباشر، ويهدد الأمن الداخلي أكثر مما يحميه.

زهدي الشامي، الخبير السياسي، علّق على هذه الحملات قائلًا إن “استخدام فيديوهات مفبركة لتأليب الشارع ضد السوريين يكشف إفلاس النظام الذي لم يعد لديه ما يقدمه سوى صناعة عدو وهمي”. وأضاف أن ما يجري ليس سوى محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الاقتصادية التي صنعتها السلطة نفسها.

حملات “المقاطعة” ضد الفقراء
الدعوات لمقاطعة المحلات السورية تكشف مفارقة عجيبة: هذه المحلات كانت متنفسًا لطبقات فقيرة ومتوسطة، تقدم سلعًا بجودة عالية وأسعار أقل من مثيلاتها. مقاطعتها لن تضر سوى المستهلك المصري، بينما يظل التجار الكبار وأصحاب الاحتكارات محميين بعيدًا عن أي مساءلة.

إلهاء جديد يفشل في إخفاء الحقيقة
الحملة ضد السوريين في مصر ليست سوى ورقة إلهاء جديدة يستخدمها النظام كلما اشتد الخناق الشعبي. من قبل كان “الإخوان”، ثم “شباب السوشيال ميديا، واليوم جاء الدور على السوريين. لكن الحقيقة التي لا يمكن حجبها أن الأزمة في مصر صناعة محلية بالكامل: سياسات فاشلة، قرارات اقتصادية كارثية، وغياب أي رؤية للمستقبل.

وبينما يحاول النظام تحميل السوريين وزر الفشل، يبقى المصريون هم الضحية الأولى والأخيرة لهذه السياسات. فالتحريض لا يُشبع جائعًا، ولا يخفض أسعار الوقود أو السلع، لكنه يكشف بوضوح أن السلطة لم يعد لديها سوى صناعة الأعداء الوهميين.

*المياه تدفقت أعلى سد النهضة والخطر يحدق بالسودان ويقترب من مصر

تعرضت مناطق مختلفة في السودان خلال اليومين الماضيين لفيضانات، جراء ارتفاع منسوب النيلين الأبيض والأزرق، إثر أمطار غزيرة هبطت على الهضبة الإثيوبية، ساهم سد النهضة الإثيوبي في مفاقمة أثرها، ولا تزال المخاوف المتعلقة بسد النهضة قائمة، خصوصًا فيما يتعلق بإدارته وتنسيق تشغيله بين الدول الثلاث: إثيوبيا، السودان، ومصر.

وبشكل عام، الفيضانات في السودان  سواء كانت مرتبطة بسد النهضة أو بالأمطار الموسمية، غالبًا ما تؤدي إلى دمار في البنية التحتية من جانب انهيار المنازل، والطرق، والجسور، خاصة في المناطق الريفية بل وفي العاصمة الخرطوم.

وحذر خبراء سودانيون من تلوث مصادر المياه من حيث اختلاط مياه الفيضانات بمياه الصرف الصحي، مما يزيد من خطر الأمراض وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والملاريا، بسبب المياه الراكدة حيث الخسائر الزراعية وتلف المحاصيل وانجراف التربة، مما يؤثر على الأمن الغذائي ونزوح آلاف الأسر التي تُجبر على مغادرة منازلها بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا. 

ومن المتوقع أن تؤثر الفيضانات على السدود بشكل مباشر، خصوصًا إذا كانت الفيضانات شديدة أو غير متوقعة على السدود السودانية لاسيما سد الروصيرص وسد مروي حيث زيادة الضغط على جسم السد وارتفاع منسوب المياه بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى ضغط هائل على بنية السد، مما يهدد استقراره.

وحذر المراقبون من تجاوز السعة التخزينية إذا لم يكن السد مصممًا لاستيعاب كميات كبيرة من المياه، فقد يؤدي ذلك إلى فيضان المياه من فوقه أو عبر بوابات الطوارئ.

وقال المراقبون: إن “ذلك يأتي من تآكل التربة المحيطة حيث الفيضانات قد تؤدي إلى انجراف التربة حول السد، مما يضعف الأساسات ويزيد من خطر الانهيار”.

ويعطي تأثير على السدود الترابية حيث السدود غير الخرسانية أكثر عرضة للتآكل والانهيار في حال غمرها بالمياه لفترات طويلة مما يعطل  أنظمة التحكم والتصريف وقد تغرق الفيضانات  أو تُعطل المعدات الكهربائية والميكانيكية التي تتحكم في فتح وإغلاق بوابات السد.

مهزلة أثيوبية

وحذر وزير الري الأسبق د.م. محمد نصر علام  من خطر الفيضان المرتبط بسد النهضة، وخصوصًا على السودان.

واعتبر أن ملء مخزون الطوارئ في سد النهضة “مهزلة إثيوبية”، حيث أكدت إثيوبيا أنها بدأت بملء مخزون الطوارئ، وهو الجزء الذي يُفترض استخدامه فقط في حالات الكوارث أو قرب انهيار السد، هذا الإجراء اعتبره علام غير مسؤول، وقد يؤدي إلى غرق مناطق واسعة في السودان

وشدد على أن هناك خطرا مباشرا على السودان، مشيرا إلى أن تشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر تقني أو هيدرولوجي يشكل تهديدًا وجوديًا للسودان، خاصة إذا تزامن مع فيضان مرتفع في نهر النيل.

وأكد أن  السد العالي يحمي مصر مؤقتًا وأن مصر يمكنها استيعاب كميات المياه الزائدة بفضل السد العالي، لكن الخطر الحقيقي يكمن في فترات الجفاف القادمة، حيث تتقلص حصة مصر من مياه النيل بشكل كبير.

وقال: إن “هناك سوء إدارة وتشغيل السد حيث انتقد سياسة إثيوبيا الأحادية في إدارة السد دون تنسيق مع مصر والسودان، محذرًا من أن أي خطأ في التشغيل قد يؤدي إلى مشاكل يصعب تفاديها، خاصة في الأمن المائي والغذائي”.

وأردف، إلى تساؤلات فنية حيث تساءل علام عن سبب استعجال إثيوبيا في ملء السد بالكامل رغم أن معظم التوربينات لا تعمل، مشيرًا إلى احتمال وجود مشاكل فنية في تشغيل السد أو في شبكات نقل الكهرباء موضحا أن تصريحاته تعكس قلقًا عميقًا من أن ما يحدث قد يكون مقدمة لكارثة مائية في السودان، وتفاقم أزمة المياه في مصر، هل ترغب في معرفة كيف يمكن للسودان أن يتعامل مع هذا التهديد؟

وقال وزير الري المصري هاني سويلم: إن “مخزون سد النهضة خصم من حصة مصر والسودان، والإجراءات الإثيوبية الأحادية أثرت سلباً على تدفق المياه”.

الإنذار الأحمر

وقال سودانيون: إن “غياب التنسيق الكامل بين الدول المعنية يزيد من المخاوف، من سد النهضة، وخصوصًا في السودان الذي يقع مباشرة بعد السد على مجرى النيل الأزرق”.

وحذر الخبراء في السودان أنه على وشك التعرض لكارثة كبيرة وفيضان مدمر بسبب سد النهضة الإثيوبي.

وقبل ساعات قليلة، أعلنت وزارة الري السودانية أعلنت “الإنذار الأحمر” على طول الشريط النيلي كله، والولايات من الخرطوم لحد سنار والنيل الأبيض أصبحت في حالة طوارئ، وباتت المواشي والعفش والمتعلقات ليتحركوا ويدوروا على تلال وأماكن مرتفعة يحتموا فيها من فيضان ضخم قادم.

ويعد شهرا أغسطس وسبتمبر من شهور الفيضانات في نهر النيل بسبب الأمطار في دول المنبع والمختلف عن كل مرة، أنه من حوالي شهرين كده، وآبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، قرر يعمل الملء السادس والأخير لسد النهضة، دون تنسيق مع السودان أو مصر، والهدف أن يملأ بحيرة السد حتى آخرها، ليرتفع مستوى المياه وتشغيل توربينات السد لتوليد الطاقة.

وبحسب وزارة الري السودانية ومصادر صحفية، التدفقات اليومية من مياه النيل الأزرق وصلت لـ 730 مليون متر مكعب من المية لمدة 4 أيام متواصلة.

ووصل سد الروصيرص إلى أن يفرغ 670 مليون متر مكعب في اليوم، ووصل تفريغ سد سنار ل600 مليون، وسد مروي وصل ل700 مليون متر مكعب وهو فوق المعدلات الطبيعية اللي تصل للسدود بحوالي 300 مليون متر مكعب في اليوم!

ووصل منسوب النيل لارتفاع 16.9 متر، وهو ثاني أكبر منسوب في تاريخ النهر، بعدما وصل من قبل لحوالي 17.6 متر سنة 2020، وحدثت فيضانات كبيرة ومدمرة في 16 ولاية سودانية على الأقل، أدت لنزوح اكتر من نصف مليون شخص، ودمرت أكثر من 100 ألف بيت!

ورصد خبراء الموارد المائية الوضع الحالي ب”الإنذار الأخير قبل الكارثة“.

*ارتفاع الوقود يشعل أسعار الأسماك ويحرم المصريين من البروتين الرخيص

تواصل سياسات الحكومة في رفع أسعار الوقود وإهمال ضبط الأسواق ضرب حياة المصريين اليومية في تفاصيلها الصغيرة والكبيرة. لم يعد المواطن يعاني فقط من تكلفة المواصلات أو الخضراوات، بل حتى طبق السمك، الذي كان يُعتبر “طعام الفقراء”، صار حلمًا بعيد المنال. تصريحات من داخل شعبة الأسماك بغرفة القاهرة تكشف أن الزيادات الأخيرة في أسعار البنزين والسولار انعكست فورًا على تكلفة المزارع السمكية وأسعار النقل، وهو ما حمّل المستهلك النهائي عبئًا جديدًا، في ظل غياب الرقابة والتخطيط الحكومي. 

الوقود يشعل الأسعار… والحكومة غائبة

أكد محمد عبد الحليم، عضو شعبة الأسماك بغرفة القاهرة، أن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة لارتفاع أسعار الوقود، سواء البنزين أو السولار، إذ أن المزارع السمكية تعتمد على الطاقة في تشغيل مضخات المياه والماكينات، كما أن تكلفة النقل ارتفعت بصورة كبيرة. هذا الواقع يكشف أن كل قرار حكومي بزيادة أسعار الوقود لا يقف عند محطة البنزين، بل يمتد أثره إلى موائد المصريين. ورغم ذلك، لم تضع الحكومة أي خطة لتخفيف هذا العبء أو دعم المزارع السمكية. 

الحكومة تتحدث عن الإنتاج… والمواطن يعاني من الأسعار

رغم أن شعبة الأسماك تؤكد أن “لا توجد مشكلة في إنتاج الأسماك داخل مصر”، فإن المواطن لا يلمس هذا الاستقرار في السوق. فما قيمة وفرة الإنتاج إذا كانت الأسعار تقفز بلا ضابط ولا رابط بسبب سياسات حكومية عشوائية؟ الحكومة تتباهى بالاكتفاء المحلي بينما تغض الطرف عن الزيادات غير المبررة التي أرهقت الأسر المصرية. 

وعود بانخفاض قادم… ولكن من يضمن؟

يرى ممثلو الشعبة أن الأسعار ربما تنخفض في الفترة المقبلة مع زيادة المعروض، مطالبين المواطنين بشراء الأسماك من أسواق الجملة، حيث تكون الأسعار أقل بمقدار الثلث عن المحلات. لكن هذه الوعود لا تصمد أمام حقيقة أن السبب الجوهري في الغلاء ـ وهو رفع أسعار الوقود ـ لا يزال قائمًا، بل مرشحًا لمزيد من التفاقم. المواطن، إذن، يجد نفسه بين نارين: غياب الرقابة الحكومية وارتفاع تكلفة الطاقة. 

العرض والطلب شماعة فاشلة

التبرير الدائم بأن “الأسعار تحددها آلية العرض والطلب” أصبح شعارًا مكررًا يخفي وراءه غياب الدولة عن دورها الأساسي في حماية المستهلك. فالتجار يتحكمون في السوق وفق مصالحهم، بينما المواطن يُترك لمصيره في مواجهة موجات غلاء متتالية. الحقيقة أن العرض والطلب وحدهما لا يفسران الأزمة، بل السياسات الحكومية الخاطئة هي الجذر الحقيقي للكارثة. 

حتى السمك لم يسلم من التخبط

طبق السمك الذي كان رمزًا للغذاء الشعبي لم يعد في متناول البسطاء، والسبب المباشر هو التخبط الحكومي في ملف الطاقة والرقابة على الأسواق. المواطن لا يحتاج خطابات رسمية ولا وعود إعلامية، بل يحتاج سياسات عادلة توقف نزيف الأسعار وتعيد له حقه في حياة كريمة. وحتى يحدث ذلك، سيظل المصريون يدفعون ثمن الفشل على موائدهم كل يوم.

*موجة غلاء جديدة تغرق المصريين والقادم أسوء بزمن المتعاص

مع إعلان حكومة الانقلاب عن ارتفاعات جديدة فى أسعار الوقود والكهرباء والمياه بداية من شهر أكتوبر المقبل خضوعا لإملاءات صندوق النقد والبنك الدولى حذر مواطنون من موجة غلاء جديدة تشمل كل السلع والمنتجات، مؤكدين أن زيادة أسعار المحروقات تشعل أجرة المواصلات وأسعار السلع .

كان مصطى مدبولى رئيس وزراء الانقلاب قد ألمح إلى نية حكومته لزيادة أسعار المحروقات والكهرباء والمياه والغاز فى شهر أكتوبر القادم، وهو ما أثار موجة عارمة من المخاوف بسبب تداعيات هذه الاجراءات المباشرة على حياة المواطنين، خاصةً فى ظل أزمة الغلاء التى أنهكت جيوب الملايين، وفى الوقت الذى يأمل فيه المصريون فى فترة هدوء من ارتفاع الأسعار، تلوح فى الأفق بوادر موجة تضخمية جديدة قد تزيد من أعبائهم المعيشية وتعمق من معاناتهم اليومية.

المواطن العادى لا يرى فى هذا القرار مجرد زيادة فى تكاليف الوقود، بل يدرك أنه سيشعل فتيل موجة غلاء جديدة تطال كل السلع والخدمات، من السلع الغذائية الأساسية وحتى وسائل النقل.

السولار

فى هذا السياق قال أحمد سامى سائق أجرة: كل جنيه زيادة فى سعر السولار يعنى زيادة فى كل شيء، الخضراوات، الفواكه، وحتى أبسط احتياجات البيت، كلها مرتبطة بتكلفة النقل.

وأضاف سامى : اللى بيحصل ده مش مجرد رفع سعر، ده غلاء بيولد غلاء .

وقال عبد الرحمن عيسى، شاب عشرينى : تصريحات حكومة الانقلاب الأخيرة عن رفع أسعار الوقود جعلتنى أشعر بـ«قبضة فى قلبي»، مشيرا إلى أن رفع الأسعار لن يقتصر على البنزين وحده، بل سيمتد أثره إلى كل ما يستهلكه من طعام وشراب ومواصلات.

حلم بعيد المنال

وأضاف عيسى : أعمل فى وظيفتين وربما ثلاث، فقط لأكفى قوت يومى لكن رغم جهدى المضاعف، أصبح من الصعب تحقيق أملى فى تكوين أسرة، مؤكدا أن الزواج «أصبح حلمًا بعيد المنال».

وأشار إلى أنه كان يأمل أن يبدأ رحلة بناء بيت صغير، لكن تأتى موجة الغلاء الأخيرة لتكسر ما تبقى من أحلامه، مؤكدا أنه كان يحاول أن يتمسك بأحلامه لكن حكومة الانقلاب كل فترة تتخد قرارات صعبة تحطم الأمل داخل الشباب.

وتابع عيسى : على حكومة الانقلاب أن تدرك أن حياتنا ما بقتش مستحملة أى زيادات جديدة، موضحا أن هدفه اليوم لم يعد شراء شقة أو تأسيس أسرة، بل مجرد أن «يعرف يعدى يومه» بوجبة تكفيه ومواصلات توصله لعمله.

وشدد على أن الكثير من أصدقائه يعانون من الشعور نفسه، بين ضغوط العمل المتواصل وتكاليف المعيشة التى لا تتوقف عن الصعود، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار الوقود ألقى بظلال قاتمة على المستقبل.

وتوقع عيسى أن تسرق موجة الغلاء الجديدة البقية الباقية من أحلام الشباب معربا عن أمله فى أن تتحقق انفراجة اقتصادية قريبًا، قائلًا: «عشمان فى الله إن الخير يعم، وإن الاقتصاد يستقر».

أسعار نار

وأعربت أم محمد، سيدة أربعينية تقيم بالجيزة، عن قلقها من قرارات حكومة الانقلاب برفع أسعار الوقود التى تأتى كإعلان عن بدء موجة غلاء جديدة ستثقل كاهل أسرتها التى تكافح يوميًا لتوفير احتياجاتها الأساسية.

وقالت أم محمد: إحنا ما صدقنا إن الأسعار بدأت تهدى شوية، قامت جات قرارات جديدة بالزيادة فى البنزين. البنزين بيغلى كل حاجة، الأكل والشرب والمواصلات. يعنى كل يوم نصحى على سعر جديد، وإحنا مش عارفين نلاحق على إيه ولا إيه .

وأشارت إلى أنها تعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد، وزوجها يعمل باليومية فى أعمال البناء، وهو ما يجعل دخله غير ثابت، موضحة أن «العيال فى مدارس، والمصاريف زادت. حتى الأكل اللى كنا بنشتريه بالكيلو بقينا نجيب منه نص كيلو. الخضار، اللحمة، الزيت.. كله بقى نار».

شعور بالعجز

وكشفت أم محمد عن أن أكثر ما يؤلمها هو شعور العجز أمام طلبات أبنائها قائلة : «ابنى الكبير داخل الجامعة، والبنات فى المدارس، وكل واحد ليه احتياجات. بقينا نحسب كل جنيه قبل ما نصرفه، وبرغم كده الفلوس مش بتكفى».

وشددت على أن قرارات حكومة الانقلاب برفع أسعار الوقود لا تعنى مجرد رقم يُعلن فى نشرات الأخبار، بل تمس حياتها اليومية فى تفاصيلها الصغيرة: المواصلات التى يستخدمها أولادها، أسطوانة الغاز التى تعتمد عليها فى الطهى، وحتى رغيف الخبز الذى ترتفع تكلفته مع ارتفاع تكاليف النقل والإنتاج.

صندوق النقد

كشف الخبير الاقتصادى الدكتور السيد خضر أن تحقيق التوازن بين برنامج صندوق النقد وبين الاستقرار الاجتماعى يمثل التحدى الأكبر، ويشعر العديد من المصريين بأن حكومة الانقلاب تتجاهل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التى يمر بها الشعب.

وأكد «خضر» فى تصريحات صحفية أن قرار رفع الدعم عن الوقود يأتى ضمن اشتراطات صندوق النقد الدولى لصرف الشريحة الأخيرة من القرض المتفق عليه، موضحا أن كل ما يهم حكومة الانقلاب هو الحصول على الشريحة الأخيرة من التمويل، لكن الصندوق فى المقابل يفرض آثارًا سلبية واسعة النطاق على الأسواق الداخلية وحياة المواطنين اليومية.

وأضاف : الوقود يمثل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد القومى، حيث يدخل فى جميع القطاعات الاقتصادية تقريبًا، بدءًا من النقل والمواصلات وصولًا إلى أسعار السلع الغذائية والاستراتيجية، محذرا من أنه بمجرد رفع أسعار الوقود، ستشهد الأسواق ارتفاعًا فى أجرة المواصلات وأسعار مختلف السلع، ما يضيف أعباء جديدة على المواطن محدود الدخل .

وشدد «خضر» على ضرورة أن تضع دولة العسكر خطة استراتيجية لمواجهة تداعيات هذا القرار، خصوصًا ما يتعلق بمعدلات التضخم ومستوى الأسعار والدخل، موضحا أن هذه المؤشرات الثلاثة مترابطة بشكل وثيق، والتضخم المرتفع يؤدى إلى ارتفاع أسعار السلع، وثبات الدخول يضعف القدرة الشرائية للأفراد، وغياب الرقابة على الأسواق يضاعف من الأعباء .

وتساءل: هل ستتجه دولة العسكر إلى زيادة الدخول ورفع الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار؟ وهل ستكون هناك رقابة صارمة على الأسواق لضبط أى استغلال من جانب بعض التجار؟، مطالبا دولة العسكر بتحقيق توازن بين الدخول والأسعار، عبر رفع القدرة الإنتاجية المحلية للسلع لتقليل الاعتماد على الواردات، ما يسهم فى زيادة المعروض وتخفيف الضغوط التضخمية.  

خطط استراتيجية

وأكد «خضر» أن تعزيز الإنتاج المحلى هو الحل الجذرى لضبط الأسعار وتحقيق استقرار اقتصادى نسبى، لافتا إلى أن أسعار الوقود فى مصر ستظل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأسواق العالمية، وفى حال ارتفاع أسعار النفط عالميًا، قد تضطر دولة العسكر إلى مواصلة رفع أسعار البنزين محليًا، وهو ما قد يؤدى إلى استمرار الضغوط على الأسواق المحلية والسلع الغذائية.

وأوضح  أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى إجراءات جادة من دولة العسكر تشمل: زيادة الدخول ورفع الحد الأدنى للأجور، وتشديد الرقابة على الأسواق، ووضع خطط استراتيجية لخفض التضخم، وتعزيز القدرة الإنتاجية المحلية، قائلًا: لا بد من حلول جذرية لضبط السوق وحماية محدودى الدخل من الأعباء الإضافية المتوقعة خلال الفترة القادمة .

*كوارث حكومة الانقلاب 30.1 مليار دولار فوائد وأقساط ديون خلال 9 أشهر

كشف البنك المركزي المصرى أن فوائد وأقساط الديون الخارجية بلغت 30.1 مليار دولار خلال 9 أشهر، مشيرا إلى أن حكومة الانقلاب سددت هذه المبالغ للدائنين ومؤسسات التمويل الدولية لتواصل الديون الخارجية التى نهبتها عصابة العسكر استنزاف مصر والمصريين . 

وقال البنك المركزى فى تقرير له إن أعباء خدمة الدين قُسِّمت إلى 7.952 مليار دولار خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025، و13.354 مليار دولار في الربع الثاني، و8.784 مليار دولار في الربع الثالث. 

وأوضح التقرير أن أعباء خدمة الدين للربع الثالث فقط من العام انقسمت إلى 2.410 مليار دولار فوائد مدفوعة، و6.373 مليار دولار أقساط مسددة.  

وأشار إلى أن الدين الخارجي لعصابة العسكر سجل 156.689 مليار دولار بنهاية مارس 2025، مقابل 152.88 مليار دولار بنهاية يونيو 2024، ونحو 155.093 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024. 

وأوضح التقرير أن نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي بلغت نحو 44.5% بنهاية الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، مقارنة بـ 38.8% بنهاية يونيو 2024، و42.9% بنهاية ديسمبر 2024. 

السيسى لم يمنح الضوء الأخضر لأسطول الصمود ويطرد مرضى غزة من المستشفيات ومساكن بالقاهرة السيسي يعمل وفق رؤية نتنياهو.. الاثنين 29 سبتمبر 2025م.. وداعا للعلاج المجانى صحة الانقلاب تؤجر العيادات الخارجية ونقابة الأطباء ترفض القرار

السيسى لم يمنح الضوء الأخضر لأسطول الصمود ويطرد مرضى غزة من المستشفيات ومساكن بالقاهرة السيسي يعمل وفق رؤية نتنياهو.. الاثنين 29 سبتمبر 2025م.. وداعا للعلاج المجانى صحة الانقلاب تؤجر العيادات الخارجية ونقابة الأطباء ترفض القرار

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* في أزهى عصور الحرية نيابة السيسي تواجه الصحفي إسماعيل الإسكندراني بـ 18 تدوينة على فيسبوك

عاد اسم الباحث والصحفي الاستقصائي إسماعيل الإسكندراني إلى الواجهة بعد أن أصدرت هيئة الدفاع عنه بيانًا كشفت فيه تفاصيل ما جرى خلال تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، والتي انتهت بقرار بحبسه 15 يومًا احتياطيًا. الاتهامات الموجهة له لم تخرج عن دائرة “نشر أخبار كاذبة” و”الانضمام إلى جماعة إرهابية”، وهي التهم التي طالما استُخدمت كسيف مسلط على رقاب الصحفيين والباحثين في مصر. هذه التطورات تعكس استمرار سياسات القمع الفكري وتكميم الأفواه رغم الوعود الرسمية بالإصلاح والانفراجة السياسية. 

تفاصيل القبض والتحقيقات
أوضحت هيئة الدفاع أن عملية القبض تمت فجر الأربعاء 24 سبتمبر 2025، بعد صدور أمر ضبط وإحضار من نيابة أمن الدولة العليا بناءً على تحريات الأمن الوطني. أوقف الإسكندراني عند كمين في مرسى مطروح أثناء عودته من سيوة، ثم رُحّل إلى مقر الأمن الوطني بالعباسية، قبل عرضه على نيابة أمن الدولة بالقاهرة. هناك واجهته النيابة باتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر شائعات عبر مواقع التواصل، إضافة إلى استخدام الإنترنت في “الترويج لأفكار إرهابية”. 

مواجهة 18 تدوينة
النيابة عرضت على الإسكندراني 18 تدوينة من حسابه الشخصي على فيسبوك، واعتبرتها دليلًا على تورطه في نشر الشائعات. الباحث أقر بملكيته للحساب وكتابته للتدوينات، لكنه شدد على أنها تعبر عن آرائه وأفكاره ولا تتضمن أي أخبار كاذبة. كما أكد أنه لا ينتمي إلى أي حزب أو جماعة سياسية. ورغم ذلك، صدر القرار بحبسه 15 يومًا على ذمة القضية رقم 6469 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا. 

الوضع الصحي والحقوقي
هيئة الدفاع أشارت إلى خطورة وضعه الصحي، إذ يعاني من ضيق تنفس ويحتاج إلى جهاز خاص (سيباب) للنوم، إلا أن “الماسك” الخاص بالجهاز ظل محتجزًا لدى الأمن الوطني، ما يعرض حياته للخطر المباشر. هذا البعد الصحي أضاف بعدًا إنسانيًا إلى القضية، وأثار قلق المنظمات الحقوقية التي أكدت أن استمرار حبسه يمثل تهديدًا وجوديًا لسلامته. 

غضب حقوقي ورسائل سلبية
المنظمات الحقوقية سارعت للتنديد بالقرار، معتبرة أن ما جرى يعيد إنتاج سياسات القمع رغم صدور قرارات عفو رئاسي في الأسابيع الماضية.
وأكدت أن توقيف الإسكندراني بعد يومين فقط من تلك القرارات يرسل رسالة سلبية، مفادها أن المجال العام لا يزال مغلقًا، وأن أي صوت مستقل معرض للاستهداف.
وأشارت إلى أن الباحث سبق أن قضى سبع سنوات في السجون على خلفية عمله البحثي، وأن استمرار ملاحقته يقضي على أي أمل في إصلاح سياسي حقيقي. 

تجريم الرأي ومصادرة الحريات
البيانات الصادرة عن المنظمات الموقعة – ومنها المفوضية المصرية للحقوق والحريات والجبهة المصرية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (
OMCT) – شددت على أن استدعاء منشورات شخصية كأدلة إدانة يكرس لتجريم الرأي وتكميم الفضاء الإلكتروني.
كما اعتبرت أن استخدام الحبس الاحتياطي كعقوبة موازية يقضي على الثقة في أي خطوات إصلاحية، ويجعل مناخ الخوف هو السائد. 

خلفية عن مسيرته ومعاناته السابقة
الإسكندراني سبق أن اعتقل في نوفمبر 2015، وظل عامين في الحبس الاحتياطي قبل أن يحاكم عسكريًا ويحكم عليه في مايو 2018 بالسجن 10 سنوات، خُففت لاحقًا إلى سبع سنوات قضى مدتها حتى الإفراج عنه في ديسمبر 2022.
ورغم هذه التجربة القاسية، عاد ليواجه الملاحقة مجددًا. الباحث الذي نشرت أعماله في صحف مثل السفير اللبنانية والمدن، إضافة إلى المجلات الأكاديمية الدولية، أصبح نموذجًا لما يواجهه الصحفيون الاستقصائيون في مصر من تهديد مستمر.

وفي النهاية فقضية إسماعيل الإسكندراني ليست مجرد ملف قضائي يخص فردًا بعينه، بل تعكس استمرار سياسة تكميم الأفواه وإغلاق المجال العام. حبس باحث لمجرد آرائه المكتوبة على وسائل التواصل يطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير في مصر ومستقبل أي إصلاح سياسي محتمل.

وفي ظل تفاقم الأوضاع الحقوقية وتجاهل الاحتياجات الصحية للمعتقلين، يبدو أن القضية مرشحة لأن تتحول إلى رمز جديد للصراع بين السلطة والحرية، ما يعزز مناخ الغضب والاحتقان بدلًا من بناء مناخ إصلاحي منفتح.

*القمع يدفع المعتقلين السياسيين للتلويح بالانتحار

رصدت منظمات حقوقية مصرية خلال الأسبوع الماضي تصاعدًا خطيرًا في حالة التوتر داخل عدد من السجون، بعد قرارات مصلحة السجون بترحيل عشرات السجناء السياسيين إلى معتقلات نائية، على رأسها سجن الوادي الجديد الذي يُعرف بين الحقوقيين وذوي المعتقلين بـ”سجن الموت”.

هذه القرارات أشعلت احتجاجات غير مسبوقة بين السجناء، وصلت إلى حد التهديد بـ الانتحار الجماعي والإضراب المفتوح عن الطعام، رفضًا لما يصفونه بـ”الترحيلات القسرية” التي تضاعف مأساتهم ومأساة أسرهم.

قرارات عقابية أم سياسة منهجية؟

وفق مصادر حقوقية، أصدرت المصلحة تعليمات بترحيل 53 سجينًا سياسيًا إلى الوادي الجديد. وبمجرد تسرب الأنباء، أعلن عدد منهم الدخول في إضراب شامل، ملوّحين بالموت إذا أُجبروا على الانتقال. ووصف حقوقيون هذه الخطوة بأنها “التغريبة الثالثة” للسجناء السياسيين في سبتمبر وحده.

وفي موازاة ذلك، رصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ترحيل 19 معتقلًا من سجن أبو زعبل 2 إلى سجن برج العرب بالإسكندرية. رسائل مسرّبة من داخل الزنازين لخّصت حجم الغضب، وجاء في إحداها: “موتونا هنا، لأننا إذا رحّلنا سنموت هناك، ولن نرهق أهالينا ونموتهم معنا في طريق الموت إلى سجن الوادي الجديد”.

 معاناة تتجاوز جدران السجن

ترى منظمات حقوقية أن هذه الترحيلات ليست فقط عقابًا للمعتقلين، بل هي أيضًا إرهاق متعمد لعائلاتهم، إذ يضطر ذووهم لقطع مئات الكيلومترات وسط ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة من أجل زيارة لا تتجاوز دقائق. سجن الوادي الجديد يبعد نحو 650 كم عن القاهرة و900 كم عن الإسكندرية، ويقع وسط ظروف مناخية قاسية جعلته أشبه بـ”منفى صحراوي”.

تحذيرات حقوقية: انتحار على الأبواب

منظمة هيومن رايتس إيجيبت حمّلت السلطات المسئولية الكاملة عن أي انتحار قد يحدث نتيجة هذه السياسات التي وصفتها بـ”العبثية”، مؤكدة أن الهدف منها ليس سوى “تكدير المعتقلين وذويهم، ودفعهم إلى أقصى حدود المعاناة”.

تقارير سابقة للعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وثّقت أزمات مزمنة في السجون المصرية: اكتظاظ، وحرمان من الرعاية الصحية، وقيود على الزيارات، وعقوبات جماعية. أما سجن الوادي الجديد فله سمعة أشد سوءًا، إذ يُعرف بأسماء مثل “المحاريق” و*”المنفى”*، وكلها تعكس طبيعة العقاب الجغرافي والإنساني القاسي.

قراءة أوسع: سياسة قطع الأواصر

يرى مراقبون أن الترحيل القسري لا ينفصل عن سياسة أوسع تهدف إلى عزل السجناء عن محيطهم الاجتماعي والحقوقي، وتحويل معاناتهم إلى عبء مضاعف على أسرهم. وبهذا يصبح السجن أداة لإضعاف الروابط الأسرية والمجتمعية، وليس مجرد وسيلة عقابية.

بين خطاب الحكومة وحقيقة الانتهاكات

بينما تؤكد الحكومة أن بناء مجمعات سجون جديدة – مثل مجمع بدر – يأتي في إطار “تطوير المنظومة العقابية”، وتصر المنظمات الحقوقية على أن هذه مجرد واجهة، وأن جوهر الأزمة يكمن في غياب العدالة والكرامة الإنسانية. حتى المجلس القومي لحقوق الإنسان، التابع للدولة، أقر في تقرير عام 2022 بوجود تحديات كبيرة تتعلق بالاكتظاظ وسوء الأوضاع.

الأزمة داخل السجون المصرية مرشّحة لمزيد من التصعيد، خصوصًا مع تمسّك السلطات بخيار الترحيلات القسرية، ورفض المعتقلين لها حتى حد التهديد بالانتحار. السؤال الأعمق الذي يفرض نفسه: هل تتحول سياسات الدولة إلى دفع السجناء نحو الموت البطيء أو الانتحار، بدلًا من الالتزام بأبسط حقوق  السجناء

 

*مقابر جماعية في سيناء دلالات سياسة وإنسانية وجرح مفتوح يلاحق عصابة الانقلاب

أعاد الكشف الأخير عن وجود مقابر جماعية في شمال سيناء فتح ملفٍ مسكوت عنه منذ سنوات، إذ تعالت المطالب الشعبية والحقوقية بضرورة الإعلان عن أماكن الجثامين وتسليمها لذويها، في ظل ما يعتبره أهالي المحافظة تجاهلاً متعمداً من الدولة لقضية تمسّ مئات العائلات.

نجل أحد الضحايا الذين قُتلوا برصاص مسلحين في مدينة الشيخ زويد عام 2016، قال في تصريحات صحيفة ” إنه لا يعرف حتى الآن مكان دفن والده، رغم محاولاته الطويلة للبحث عنه. وأضاف أن الحديث عن المقابر الجماعية أعاد الأمل للأهالي بأن تتحرك السلطات لرفع الغموض عن مصير أبنائهم ودفنهم بما يليق، بدل إبقائهم أسرى “الصندوق الأسود” للقتل والإخفاء.

تحقيق حقوقي يورّط الدولة

مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، بالتعاون مع منظمة Forensic Architecture البريطانية، أصدرت تقريراً تحت عنوان “قُتلوا بدم بارد”، تضمن ما وصفته بالأدلة “الدامغة” على وجود مقبرة جماعية تضم رفات مدنيين، كثير منهم من أبناء القبائل المحلية، قُتلوا بين عامي 2013 و2022.
التقرير اعتمد على صور أقمار صناعية، وشهادات شهود عيان، وتحليلات تقنية متقدمة، كشف من خلالها عن عمليات دفن متسرعة وغير منظمة لجثامين قُتلت خارج نطاق القانون. كما وثّق الانتهاكات من اعتقال تعسفي وتعذيب وإخفاء قسري، انتهت في كثير من الحالات بالقتل المباشر.

الأهالي: الدولة تتجاهل الملف

الناشط السياسي زهدي جواد من العريش وصف ملف المفقودين في سيناء بأنه “صندوق أسود لم يُفتح بعد”، مشيراً إلى أن مئات من أبناء المحافظة ما زالوا مجهولي المصير. وأكد أن استمرار تجاهل الدولة، رغم انتهاء حالة الطوارئ وتحسن الوضع الأمني، يضاعف معاناة الأسر ويثير الشكوك حول مسئولية الجيش والشرطة في هذه الجرائم.

في السياق ذاته، شدد الشيخ أبو محمد السويركي على أن الأهالي يستحقون ردّاً رسمياً واضحاً يحدد مصير أبنائهم، مؤكداً أن الكشف عن المقابر الجماعية “زاد من قلق العائلات” التي تريد فقط دفن ذويها بكرامة، بغض النظر عن الجهة المسئولة عن قتلهم.

دلالات سياسية وإنسانية

الكشف عن هذه المقابر يضع النظام المصري أمام تساؤلات ثقيلة:

من يقف وراء هذه الجرائم التي جرت في الخفاء؟

لماذا يتمسّك الجيش والسلطات بالصمت رغم توفّر الأدلة والقدرة على التحقيق؟

وهل الصمت الرسمي محاولة للهروب من مسئولية محتملة قد ترقى إلى جرائم حرب في نظر القانون الدولي؟

في النهاية، تبقى المقابر الجماعية شاهداً دامغاً على مرحلة دموية في سيناء، وملفاً لا يمكن دفنه تحت التراب، لأنه يخص مئات العائلات التي تطالب اليوم بحقها الطبيعي: معرفة مصير أبنائها ودفنهم بكرامة، ومحاسبة من ارتكبوا هذه الجرائم .

* طرد مرضى غزة من مستشفيات ومساكن بالقاهرة إلى الصعيد السيسي يعمل وفق رؤية نتنياهو

يعيش مئات المرضى والمصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة في مصر مأساة إنسانية متصاعدة، بعد قرارات مفاجئة أبلغتهم بضرورة إخلاء مساكن التضامن الاجتماعي التي كانوا يقيمون فيها، وكذلك غرف داخل مستشفيات القاهرة التي يتابعون علاجهم بها. هذه الخطوة وضعتهم في مواجهة مباشرة مع التشرد في شوارع العاصمة أو الانتقال إلى محافظات نائية في الصعيد، بعيداً عن الأطباء والمراكز العلاجية التي تشرف على حالاتهم الحرجة.

المرضى الذين فرّوا من جحيم الحرب على غزة إلى مصر بحثاً عن العلاج، بينهم مصابون بأمراض مزمنة وخطيرة مثل الفشل الكلوي والسرطان، إضافة إلى مبتوري الأطراف جراء القصف. هؤلاء يجدون أنفسهم اليوم بلا مأوى أو رعاية مناسبة، وهو ما يهدد حياتهم بشكل مباشر، خاصة مع صعوبة تنقلهم لمسافات طويلة أو الاعتماد على إمكانياتهم الخاصة المحدودة. 

شهادات من داخل الأزمة
الفلسطيني “أ.ع”، المقيم في مدينة العبور، يقول: “فوجئت بقرار الإخلاء بعد انتهاء مدة الإقامة المحددة بعام واحد، رغم استمرار الحرب وإغلاق معبر رفح. وجدنا أنفسنا فعلياً في الشارع بلا بديل مناسب، والمسؤولون اقترحوا نقلنا إلى أسيوط، وهو مكان بعيد جداً عن المستشفيات والأطباء الذين يتابعون حالاتنا الصحية، ما يهدد حياتنا مباشرة”.

مصابون آخرون أكدوا أنهم تلقوا إنذارات بإخلاء غرفهم في مستشفيات كبرى مثل “عين شمس الجامعي” و”هليوبوليس”، في وقت يستحيل عليهم تحمل كلفة السكن الخاص بالقاهرة أو التنقل بين الصعيد والعاصمة بشكل متكرر لمتابعة جلسات العلاج. 

انقسام العائلات ومعاناة إنسانية
أحد النشطاء الفلسطينيين المقيمين في القاهرة أشار إلى أن “الأوضاع وصلت إلى مرحلة بالغة الصعوبة بعد انتهاء عقود السكن وتوقف الكثير من أشكال الدعم المالي التي كانت توفرها جمعيات أهلية منذ بداية الحرب”. وأضاف أن الأزمة لا تقتصر على المساكن الحكومية، بل طالت حتى العائلات التي كانت تستأجر شققاً خاصة لكنها اضطرت لمغادرتها بسبب عجزها عن دفع الإيجارات. 

وأوضح الناشط أن هذا الوضع أدى إلى تمزق عائلات كاملة: “قد يكون الأب مع طفل مريض في مستشفى بالقاهرة، بينما تبقى الأم مع طفل آخر في مستشفى مختلف، في ظل غياب أي لمّ شمل إنساني أو دعم منظم”، محذراً من أن “هذه القضية لو كانت معروفة بالكامل للرئاسة أو وزارة الخارجية أو الصحة في مصر، لما تُرك الفلسطينيون يواجهون هذا المصير المأساوي”. 

تراجع التضامن وتدهور الخدمات
المرضى الفلسطينيون في مصر يصفون الخدمات الصحية والمعيشية المقدمة لهم بأنها متواضعة مقارنة بما تقدمه دول أخرى مثل قطر أو تركيا، حيث يحظى المرضى هناك برعاية أفضل وفرص حياة أكثر كرامة. ويؤكدون أن التضامن الشعبي المصري الذي كان واضحاً في الأيام الأولى من الحرب، تراجع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، ما زاد من عزلة المرضى وأسرهم. 

غياب السفارة الفلسطينية
بجانب الغياب الرسمي المصري عن التدخل لحل الأزمة، عبّر المرضى والمصابون عن استيائهم الشديد من موقف السفارة الفلسطينية في القاهرة، التي لم تتحرك لتأمين بدائل سكنية أو لمخاطبة السلطات المصرية بشأن أوضاعهم. وأكدوا أنهم لا يملكون أي إمكانيات مادية تمكنهم من البقاء في العاصمة أو تأمين العلاج من دون دعم حكومي أو رعاية مباشرة من السفارة. 

نداء استغاثة
في مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ناشد المرضى والمصابون عبد الفتاح السيسي التدخل العاجل لإعادتهم إلى المساكن والمستشفيات التي كانوا يقيمون فيها، مشددين على أن نقلهم إلى الصعيد يعني عملياً تركهم للموت البطيء بسبب بُعد المسافة وعدم معرفتهم بالبيئة هناك.

وختم أحد المرضى قائلاً: “لسنا أشخاصاً عاديين يمكنهم تدبير أمورهم. نحن مرضى، بعضنا أطفال ونساء وكبار في السن، كثيرون منا على كراسي متحركة. طردنا من مساكننا ومستشفياتنا هو حكم بالإعدام علينا بعيداً عن أرضنا التي هجّرنا منها القصف والحصار”.

*وصلة من الخنوع والتسول المصري باسم اللاجئين… هذا ما قاله بدر عبد العاطي بالأمم المتحدة

ألقى وزير الخارجية بدر عبد العاطي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، بدت في ظاهرها حافلة بالشعارات عن القانون الدولي والشرعية الأممية، لكنها في جوهرها لم تخرج عن كونها استمرارًا لنهج الخنوع والإذلال الذي تتبناه القاهرة في المحافل الدولية. الكلمة كشفت عجز النظام المصري عن اتخاذ موقف صريح ضد الاحتلال، وبدت أقرب إلى الاستجداء الدولي عبر ورقة “استضافة 10 ملايين لاجئ”، التي يحاول النظام استثمارها في كل منبر باعتبارها شهادة حسن سلوك أمام المانحين، بينما في الحقيقة ليست سوى ورقة شحاتة سياسية تخفي وراءها تقصيرًا في الدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين. 

فلسطين في قلب الخطاب: إدانة شكلية بلا فعل
خصص الوزير مساحة واسعة للحديث عن المأساة الفلسطينية، فأدان الممارسات الإسرائيلية، وأكد على رفض مصر لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم. لكنه في الوقت نفسه ربط تحركات القاهرة بما أسماه “رؤية الرئيس الأميركي ترامب”، مقدمًا الشكر والامتنان لواشنطن، في مشهد يعكس التبعية الكاملة للإرادة الأميركية، بدلاً من تبني موقف وطني مستقل يليق بمصر وتاريخها. 

ورقة اللاجئين: دبلوماسية الشحاتة باسم الإنسانية
من بين أكثر ما أثار الاستهجان في الخطاب، ما كرره الوزير بشأن استضافة مصر “أكثر من عشرة ملايين لاجئ ومهاجر”، مقدماً ذلك كعبء يفوق قدرة الدولة، ومطالبًا بتقاسم الأعباء مع المجتمع الدولي. هذا الطرح لا يعكس فخرًا بقدرة مصر على الصمود، بل يقدمها في صورة “الدولة الشحاتة” الباحثة عن المعونات تحت لافتة إنسانية. استخدام ورقة اللاجئين كوسيلة للضغط والابتزاز السياسي لم يعد مقبولاً، بل يظهر مصر كدولة فاقدة للحلول الحقيقية وتعتمد فقط على لغة الاستعطاف. 

خطاب متناقض بين استجداء الدعم والتلويح بالقوة
تناقضات الكلمة ظهرت بوضوح؛ فمن ناحية تحدث الوزير عن ضرورة القانون الدولي والسلام والتعاون، ومن ناحية أخرى لوّح بالقوة في قضية سد النهضة قائلاً إن مصر “لن تتهاون في حماية حقوقها”. هذه الازدواجية تكشف هشاشة المنطق الدبلوماسي، إذ يُستخدم التهديد في ملف إقليمي بينما يُمارَس الخنوع في قضية فلسطين التي تتعرض لإبادة يومية. 

بيع الاستقلال الوطني تحت غطاء الوساطة
قدّم الوزير نفسه باعتباره شريكًا في جهود الوساطة بين القوى الإقليمية والدولية، مؤكداً دور مصر في غزة، والسودان، وليبيا، واليمن، وحتى الصومال. لكن واقع الحال أن هذا الدور لم يعد قائمًا على استقلال القرار المصري، بل على تنفيذ إملاءات واشنطن وحلفائها. مصر بدت كوسيط تابع لا يملك مبادرة، بل مجرد ناقل لرؤية الآخرين. 

صورة مصر المخزية أمام العالم
بين السطور، لم تقدم الكلمة جديدًا سوى إعادة تدوير خطاب مأزوم: إدانة شكلية للاحتلال، تبرؤ من أي مواجهة مباشرة، تلويح بمظلومية اقتصادية، وتسويق لوهم “السلام خيار استراتيجي”. النتيجة أن صورة مصر بدت أمام العالم كدولة منهكة، تستجدي الدعم المالي مقابل ورقة اللاجئين، وتخشى من أي خطاب قد يثير جماهيرها ضد النظام الحاكم. 

خوف النظام من الشارع المصري
بين ثنايا الخطاب يمكن قراءة هاجس النظام الأساسي: الخوف من الشارع. فالكلمة بدت محاولة لطمأنة الجماهير الغاضبة بأن مصر “لم ولن تسمح بالتهجير”، في حين أن مجمل السياسات العملية تعكس انخراطًا ضمن المعادلة الأميركية – الإسرائيلية. هذا الازدواج يوضح أن النظام لم يعد يتحرك وفق منطق المصلحة الوطنية أو التضامن القومي، بل وفق منطق البقاء السياسي ومنع أي انفجار شعبي ضده. 

خطاب بلا روح قيادية
اللغة التي استخدمها بدر عبد العاطي كانت غارقة في الصياغات الدبلوماسية الرتيبة: “التكافل الدولي”، “الرؤية المشتركة”، “الدعم المستدام”. لكنها خلت من أي نبرة قيادة أو تحدٍّ كما اعتادت القاهرة أن تقدم نفسها في حقب سابقة. هذا الخطاب الفاتر أسهم في تكريس صورة مصر كدولة مستسلمة للأمر الواقع، تقبل بدور ثانوي في معادلة الشرق الأوسط.

وفي النهاية فخطاب وزير الخارجية بدر عبد العاطي في الأمم المتحدة لم يكن إلا مرآة تعكس مأزق النظام المصري الحالي: خطاب يخلو من السيادة، يفيض بالتناقضات، ويستند على “دبلوماسية الشحاتة” بورقة اللاجئين، بينما يغيب عنه أي موقف حقيقي أو شجاع تجاه القضية الفلسطينية. إنه خطاب يُثبت أن القاهرة لم تعد قادرة على لعب دورها التاريخي كمدافع عن حقوق الشعوب، بل اختارت طريق التبعية والارتهان لإرضاء واشنطن وحماية النظام من غضب الداخل.

*”لن أُحارب” اتهامُ خيانةٍ أم حياد مدروس؟

صدق الحاخام الذي طلب من الإسـ.ر.ائيليين أن يصلوا لأجل السيسي.. لا يريد الدخول في صـ.ـراع لإدخال المساعدات، لكن لا مانع لديه في مرور سفن الاحـ.تلال من مصر محمّلة بالسـ.لاح لإبادة الغزيين

أعلن السيسي أمام جنوده بأنه «لن يدخل في صراع لأجل غزة»، وأضاف: «لا يطالبني أحد بالحرب لإيصال المساعدات بالقوة»، ما أثار موجة انتقادات واتهامات بالخيانة بين قطاعات من الرأي العام.

وَصَفَ نصٌّ متداول هذا الموقف بأنه محاولة «لبس الخيانة ثوب الحياد» واتهامه بـ«التواطؤ»، مشدداً على أن الفرق بين الحياد والخيانة يقاس بالأفعال والنوايا لا بالأقوال. المنتقدون يرون أن رفض الخيار العسكري لا يبرر في الوقت نفسه السماح بمرور سفن محملة بأسلحة أو إبقاء الحدود والموانئ مكشوفة لصالح طرفٍ معاد، معتبرين ذلك «خيانة مقنّعة وتسليماً مُنظَّماً للسيادة».

من جهته، يشير مؤيدون إلى أن تجنّب المواجهة قد يكون تكتيكاً لكسب الوقت والبحث عن حلول دبلوماسية لتأمين المساعدات، بينما يتساءل خصوم هذا الموقف: «متى سنكون مستعدين للقتال إذا انتظرنا حتى تصل المواجهة إلى عقر دارنا؟»

يبقى النقاش محتدماً بين من يعتبر الامتناع عن القتال حكمة وتجنّباً لتصعيدٍ قد يضر بالمدنيين، ومن يعتبره تفريطاً بمقدرات الدولة ونفوذها. الحزب السياسي والجهات الرسمية المعنية لم تصدر ردّاً رسمياً بعد على الاتهامات، مما يفتح الباب أمام مزيد من الجدل في الشارع والإعلام.

*السيسى لم يمنح الضوء الأخضر لأسطول الصمود وتهديدات وضغوط أمنية

أكد موقع ميدل إيست آي أن نظام المنقلب عبد الفتاح السيسى لم يمنح بعد الضوء الأخضر لخطة مشاركة المتطوعين في “أسطول الصمود المصري”، الذي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة والانضمام إلى “أسطول الصمود العالمي”، وانحسب أحد مالكي القوارب بالفعل من المهمة بسبب مخاوف أمنية. 

وأضاف الموقع في تقرير له أن مئات النشطاء في مصر يتسابقون مع الوقت لربط الأسطول المحلي بالمبادرة العالمية، التي يقودها المجتمع المدني وتضم متطوعين من 44 دولة مختلفة، من بينهم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ.

وينطلق الأسطول العالمي من إسبانيا وإيطاليا وتونس واليونان، في إطار ما يُعتبر أكبر مهمة بحرية لإيصال المساعدات والإغاثة إلى غزة منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وذكر ميدل إيست آي أن إرسال المساعدات عبر البحر من مصر يبدو غير بديهي، كونها الدولة العربية الوحيدة التي تشترك في حدود برية مع القطاع وتملك معابر مباشرة إليه، غير أن السلطات المصرية تلقي باللوم على إسرائيل في استمرار الحصار، مؤكدة أن الأخيرة هي من تسيطر فعلياً على حركة الأفراد والمساعدات من وإلى غزة.

وفي الأسبوع الماضي، قالت الحملة إن قاربا يُدعى “إيبيزا” سيكون أول من يُبحر من السويس، وهو واحد من خمسة سفن كان من المقرر أن تنضم إلى المهمة. لكن بعد أيام قليلة، أعلنت أنها فقدت الاتصال بمالكه.

وجاء في بيان: “حدث هذا الانقطاع بعد أن نشرت اللجنة صوراً وتفاصيل متعلقة باسم القارب، وهي تفاصيل وافق الشخص نفسه على نشرها خلال اجتماع مع أعضاء اللجنة، حيث أكد أنه لا يعترض على مشاركة هذه المعلومات وهذه الصور”.

“ونتيجة لفقدان الاتصال، توجهت اللجنة التوجيهية إلى مدينة السويس والتقت بنائب سابق من المدينة في محاولة للوصول إلى الشخص المسؤول عن القارب، للاطمئنان على سلامته، ولحل مسألة العقد بين الأسطول والقارب. وتأمل اللجنة أن يكون بخير ولم يتعرض لأي أذى”.

أفاد الموقع أن المتحدث باسم “أسطول الصمود المصري” قال: “حتى الآن، لم يستجب أحد. نحن ما زلنا ننتظر تصريحاً من خفر السواحل وقوات الحدود”.

وفي السياق نفسه، نقل الموقع عن المنصة المحلية أن مالك قارب “إيبيزا” انسحب من المبادرة بعد تلقيه “تهديدات وضغوطاً أمنية”.

وذكر المتحدث باسم الأسطول، حسام محمود، لـميدل إيست آي يوم الجمعة، أن الرحلة من المقرر أن تبدأ بحلول الأحد، رهن موافقة السلطات، لكنه حذر من احتمال حدوث تأخير، مشيراً إلى تغيّر الجداول في المياه اليونانية ومحاولات إسرائيل المتكررة لترهيب السفن.

وأضاف محمود: “نحن نتابع مع زملائنا النشطاء على متن الأسطول العالمي ونتواصل معهم على مدار الساعة. لكن حتى الآن لا يوجد تصريح رسمي من السلطات المصرية”.

وبحسب ميدل إيست آي، فقد تواصل النشطاء حتى الآن مع مجلس الوزراء والرئاسة، إضافة إلى وزارات الخارجية والنقل والداخلية، ومع سلطات الموانئ في دمياط والإسكندرية.

وقال لموقع ميدل إيست آي: “حتى الآن، لم يستجب أحد. نحن ما زلنا ننتظر تصريحاً من خفر السواحل وقوات الحدود. نأمل أن ننهي الإجراءات خلال الأيام المقبلة مع الجهات المعنية، بما في ذلك خفر السواحل وحرس الحدود”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ألغت المجموعة مؤتمراً صحفياً بعد أن تلقى المنظمون تهديدات أمنية، بحسب ما ورد.

تهدف المبادرة، التي يشارك فيها متطوعون من مختلف أنحاء البلاد، إلى إرسال قوارب محملة بالإمدادات الطبية والغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة. ورغم أن الطابع رمزي في معظمه، يؤكد المنظمون أن للمهمة وزناً سياسياً أيضاً: فهي تشير إلى أنه في الوقت الذي تتعثر فيه الجهود الدبلوماسية، يمكن للمصريين العاديين أن يحولوا التضامن الشعبي إلى فعل ملموس.

وأشار الموقع إلى أن المرشح الرئاسي السابق والمعارض البارز أحمد طنطاوي وصف مبادرة “أسطول الصمود المصري” بأنها “محاولة ثمينة تُضاف إلى المبادرات الوطنية الداعمة للقضية الفلسطينية”.

وذكر الموقع أن طنطاوي انضم إلى المبادرة، داعياً الأحزاب السياسية، سواء الموالية للسلطات أو المعارضة، إلى التعامل معها كـ”قضية تتجاوز الانقسامات”.

وقال في تصريح لـميدل إيست آي: “إنها محاولة للوقوف في وجه المحنة المستمرة للفلسطينيين في غزة، والتي تتكشف منذ عامين وتهدف إلى تصفية القضية”.

وبحسب التقرير، جرى حتى الآن التبرع بحوالي أربعة أطنان من المساعدات العينية، حيث يعمل المتطوعون على فرزها وتعبئتها.

وأوضح المنظمون أنه في حال تعذّر الإبحار، سيتم تسليم الإمدادات إلى الهلال الأحمر المصري في العريش أو الإسماعيلية لإيصالها إلى غزة، معلنين أنهم لم يعودوا قادرين على استقبال المزيد من التبرعات.

وأشار الموقع إلى أن العديد من المساهمات جاءت من متبرعين عاديين؛ منهم مواطنون مسنون تبرعوا بجزء من حصتهم الشهرية من الأدوية، ونساء قدمن مواد غذائية وأدوية من مخزونهن الشخصي. وأضاف أن اثني عشر قارباً كبيراً باتت جاهزة للإبحار لكنها بانتظار التراخيص النهائية.

ورغم رفض المنظمين في البداية التبرعات المالية لتجنب الاعتماد المفرط على الأموال، فإنهم يعيدون النظر في هذا الموقف لشراء سفن إضافية إذا لزم الأمر.

وأوضح التقرير أن الحملة، رغم أنها قائمة بشكل صريح على الجهود التطوعية، استقطبت اهتماماً إعلامياً كبيراً، حيث سجّل أكثر من 150 صحفياً للمشاركة أو تغطية المبادرة.

لكن نقابة الصحفيين المصريين التزمت الصمت، فلم تؤيد المبادرة ولم تدنها، وهو ما اعتبره المتحدث حسام محمود مفاجئاً نظراً لمشاركة بعض الأعضاء بالفعل في التحضيرات.

كما لفت الموقع إلى أن المبادرة خاطبت رسمياً شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني، لكن حتى وقت النشر لم يصل أي رد على مناشدات النشطاء.

ولفت الموقع إلى أن “أسطول الصمود العالمي” يمثل تحالفاً مدنياً يضم نشطاء وأطباء ومحامين وبحارة وفنانين وصحفيين، هدفه المشترك تحدي الحصار البحري على غزة وإيصال المساعدات بعيداً عن المعابر البرية التي يقول المنظمون إنها تخضع لقيود إسرائيلية مشددة. وتوحد الحملة جهوداً سابقة، منها أسطول الصمود المغاربي، وائتلاف أسطول الحرية، والحركة العالمية لغزة، و”صمود نوسانتارا” في جنوب شرق آسيا، تحت مظلة واحدة، لإيجاد ممر بحري إلى غزة.

وأضاف الموقع أن السلطات المصرية لم تصدر حتى الآن موقفاً رسمياً من المبادرة، وهو ما يزيد من تعقيد جهود الحصول على التصاريح. كما يواجه المنظمون عقبات كبيرة، تشمل الجمود البيروقراطي ومخاوف من تدخلات إسرائيلية قد تمنع الرحلة بالكامل، خاصة بعد أن تعرض الأسطول العالمي لتأخيرات بسبب حوادث أمنية ومضايقات في المياه الدولية.

وأكد الفريق المصري أنه يتوقع احتمال رفض في اللحظة الأخيرة أو إخضاع السفن لتدقيق مشدد.

وبحسب التقرير، يرى نشطاء أن تسليم المساعدات براً عبر الهلال الأحمر المصري سيكون خياراً أقل قوة إذا فشل الإبحار، لأنه يفتقر إلى الرمزية التي يمثلها كسر الحصار عبر البحر.

وأشاد طنطاوي بالمبادرة قائلاً: “الأجيال القادمة ستحكم على الأمم بما إذا كانت قد تصرفت دفاعاً عن القضايا العادلة، خاصة في مواجهة القمع والظلم”، مضيفاً أن “القضية الفلسطينية يجب ألا تصبح رهينة للصراعات السياسية الداخلية، وعلى الأحزاب التي تزعم تمثيل الشعب أن تدعم أقوالها بالتضامن الفعلي”.

*وزير الري: إثيوبيا خصمت كميات كبيرة من المياه المخصصة لمصر والسودان دون اتفاق

أكد هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، أن “إثيوبيا خصمت كميات كبيرة من مياه نهر النيل المخصصة لمصر والسودان، خلال سنوات ملء سد النهضة، دون التشاور أو التوصل إلى اتفاق مسبق مع دولتي المصب”، مؤكدًا أنهذه المياه كانت ستصل إلى مصر والسودان، لولا عمليات التخزين التي نفذتها إثيوبيا”.

وخلال حوار أجراه على قناة “النهار” المصرية، أشار سويلم إلى أن “الدولة المصرية اتخذت إجراءات احترازية عززت قدرتها على مواجهة تداعيات هذا الخصم”، موضحًا أن “التصريف اليومي لاحتياجات المواطنين من السد العالي يتم وفق حسابات دقيقة لا تحتمل الخطأ”.

وأكد الوزير المصري أن “هذه الإجراءات حالت دون تأثر المواطن المصري بشكل مباشر بالضرر الناجم عن تصرفات إثيوبيا.

وأضاف وزير الموارد المائية والري المصري أن “إثيوبيا لم تراعِ احتياجات مصر والسودان، ما تسبب في نقص المياه الواصلة إليهما”.

وشدد سويلم على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني لتنظيم تشغيل سد النهضة، حتى بعد اكتمال ملئه وافتتاحه رسميًا، موضحًا أن “إدارة إعادة الملء خلال فترات الجفاف الممتد لا تقل أهمية عن تنظيم التشغيل اليومي للسد”.

*عودة باسم يوسف للشاشة مكايدة في إسرائيل أم تلميع لـ “حريات” السيسي؟

في لجوء جديد إلى “المركونين على الرف” من الإعلاميين المستبعدين وأصحاب الصوت العالي، أعادت “الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية” في مصر المذيع باسم يوسف بعد 11 عامًا من وقف برنامجه.

المتحدةالتابعة للمخابرات المصرية، سيقدم “يوسف” من خلالها فقرة تلفزيونية تستهدف إسرائيل، من مقره في أميركا، وسط تأكيدات إعلامية أنه محظور عليه التطرق لأوضاع مصر، والنظام برئاسة عبد الفتاح السيسي.

العودة للإعلام المصري، أكدها باسم يوسف عبر حساباته على مواقع التواصل، وقال إعلاميون: إن الهدف منها هو استغلال شهرته ومنازلاته الإعلامية الشهيرة مع الإسرائيليين في الفضائيات الغربية، نصرة لفلسطين.

وأكدوا أنها نوع من المكايدة لتل أبيب التي توترت علاقات القاهرة بها بسبب حرب الإبادة المستمرة في غزة منذ عامين.

قصة العودة

وقبل الاستعانة به مجددا، أوقفت القاهرة، قبل انتخابات الرئاسة مايو/أيار 2014 التي فاز بها السيسي، برنامج “البرنامج”، والذي كان يقدمه يوسف ووقتها يذاع على قناة “MBC مصر” السعودية.

وقال “يوسف”: إن “المناخ الذي تحياه مصر الآن غير مناسب لوجود نوعية البرامج الساخرة التي أقدمها، وأعلن عن وقف برنامجي؛ لأنني تعبت من المعافرة (الدخول في مشكلات) من أجل استمرار بقائه

وبعدما أعلن توقف برنامجه بشكل نهائي في الثاني من يونيو/حزيران 2024، قال: إنه قرر عدم الحديث في السياسة مرة أخرى حال تقديمه برامج أخرى.

وبين وقتها أنه سيكتفي بالحديث عن السياسة في مقالاته الصحفية ببعض الصحف، ثم غادر مصر إلى أميركا.

وحاول باسم يوسف الربط بين منع برنامجه من الظهور والسيسي، مستعينا ببعض عباراته، قائلا: إنه سيدشن هاشتاج باسم “يحيا البرنامج” عقب الإعلان عن عدم عودته، في إشارة لشعار رئيس النظام الانتخابي وقتها “تحيا مصر”.

وقال “باسمردا على من طالبوه بعودة البرنامج: “أنا مش قادر أديك”، في إشارة لنفس العبارة التي استخدمها السيسي ردا على الإعلاميين، وهو يعلن مبكرا عن عجزه عن تحسين أحوال المصريين الاقتصادية.

وأوضح السيسي في حوار مع لميس الحديدي وإبراهيم عيسى في برنامج “الطريق إلى الاتحادية، مايو 2014، قبل الانتخابات الرئاسية، عن الاحتجاجات الفئوية: “أنت مش محتاج تقولي هات.. أنا لو أقدر أديك هديك بس أنا مش قادر.. هتاكلوا مصر يعني

وكان أول من كشف استعانة مصر بـ “يوسف” إعلاميا، هو المذيع محمد علي خير الذي كان يعمل، حتى فبراير/شباط 2025، في قناة CBC، التابعة للشركة المتحدة، مؤكدا أنه سيقدم “فقرة في برنامج

وأوضح أن عقده مع شركة المخابرات سيكون بمقابل 22 مليون جنيه مصري شهريا (أقل قليلا من نصف مليون دولار)، وبإجمالي عقد سنوي 264 مليون جنيه (أكثر قليلا من خمسة ملايين دولار).

وبين أنه جرى الاتفاق على أن تكون إطلالة يوسف متعلقة بالشأن الفلسطيني، دون تدخل في الشأن المصري الداخلي.

وقد أكد يوسف قصة تعاقده مع الشركة المتحدة وظهوره “ضيفا” في برنامج المذيع أحمد سالم على قناة “ON”، يوم 7 أكتوبر 2025، ذكرى انطلاق عملية طوفان الأقصى، من مقره في لوس أنجلوس، ولكنه سخر من أنباء تقاضيه 33 مليون جنيه.

كما أكدتالشركة المتحدة” وقناة “ON” أنها ستستضيف باسم يوسف في سلسلة حوارات عبر برنامج “كلمة أخيرة”، وذلك “في سلسلة حلقات خاصة”، وحاولت تبرير ظهوره بـتقديم محتوى نوعي يجمع بين الجرأة والمصداقية”.

ما الهدف الحقيقي؟

وتراجع الإعلام المصري أخيرا مع غياب التنوع أو الآراء المختلفة فيه واعتماده على التلقين عبر تعليمات ما اصطلح على تسميته “إعلام سامسونج”، ليترتب على ذلك خسائر باهظة للشركة المتحدة وفساد.

وبعدها، عين السيسي رئيسا جديدا للشركة هو “طارق نور” إمبراطور الإعلان، وتم طرح خطط لتطوير الإعلام.

وكلف السيسي، أغسطس 2025، الهيئة الوطنية للإعلام بتطوير هذا القطاع وقال صحفيون وإعلاميون: إن الهدف هو السماح ببعض التنوع.

وفي هذا السياق جرى إعادة مذيعين موقوفين مثل محمود سعد ولميس الحديدي وأخيرا باسم يوسف للواجهة.

وقد شرح الإعلامي أحمد سالم، مقدم برنامج كلمة أخيرة على شاشة أون الفضائية، الهدف من عودة باسم يوسف إلى الشاشات المصرية بأنه “مثابة جرعة جديدة من التنوع والمحتوى المختلف

أكد لموقعمصراوي، 27 سبتمبر/أيلول 2025، أن “الفكرة جاءت من الرغبة في طرح جميع الآراء من خلال المنصات المختلفة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من أجل استيعاب واحتواء جميع الآراء”، وهو هدف التطوير المعلن.

ويقول إعلامي كان يعمل في قنوات “المتحدة للإعلام”: إن عودة باسم يوسف، مجرد ديكور لإظهار أن هناك تطويرا في الإعلام المصري وانفتاحا نسبيا على الأصوات المعارضة؛ لأنه سبق أن هاجم السيسي وهو في أميركا وسخر منه.

وأوضح لـالاستقلال” أن الحديث لا يدور عن برنامج كامل ساخر ليوسف كما كان يفعل سابقا، وإنما ظهور سيتم التحكم فيه عبر المونتاج، ومن خلال فقرة في برنامج، بهدف إعطاء انطباع أن هناك تغييرا في قنوات “المتحدة” وجذب الجمهور.

وأشار إلى أن باسم يوسف لمع نجمه مجددا في الدفاع عن غزة، في حواراته ولقاءاته مع عدة فضائيات غربية ومذيعين أجانب، وتحول لصوت قوي مسموع ضد إسرائيل.

 لذا جرت الاستعانة به لزيادة الزخم ضد إسرائيل وإرضاء المصريين الغاضبين على حصار غزة.

وبحسب المصادر الإعلامية، وما أكده “يوسف” عبر مواقع التواصل، فإنه لن يعود للقاهرة وإنما سيتواصل مع البرنامج عبر الإنترنت من لوس أنجلوس وسيكون ظهوره متقطعا عبر حلقات محدودة يظهر فيها كضيف لا مذيع.

كما لفتت إلى أن المفاوضات تركز على القضايا التي سيطرحها يوسف، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها بقوة خلال العامين الماضيين عبر ظهوره في كبرى القنوات الأميركية والأوروبية.

وقد نقل موقعالقاهرة 24″، القريب من السلطات المصرية عن “مصدر مسؤول”، 27 سبتمبر 2025 أن الهدف من استضافته يكمن في “قيمة باسم يوسف وتأثيره العالمي”، ونفى ما يتردّد عن أنه سيحصل على 22 مليون جنيه شهريا.

وقال: إنالاستفادة الحقيقية من انضمام باسم يوسف لا تتوقف عند الجانب المادي، وإنما تكمن في كونه إعلاميا له حضور وتأثير عالمي، وعودته عبر شاشة مصرية تعكس توجهًا مهمًا لفكرة الرأي والرأي الآخر، وفتح مساحات أوسع للنقاش العام

لكن مؤثرين وناشطين مصريين، نفوا أن تكون الاستعانة بـ “باسم يوسف” جزء مما يسمىانفتاح إعلامي”، مؤكدين أن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.

وبينوا أن الانفتاح الحقيقي يعني فتح المجال أمام الجميع، من مختلف الاتجاهات، وترك الجمهور يختار من يشاهد، لا فرض أسماء بعينها تحت لافتة التعددية.

ونصح الإعلامي محمد علي خير المسؤولين في مصر أن يسمحوا لباسم يوسف أن يعود كما كان عبر برنامجه لأن هذا سيحقق لهم جماهيرية يفتقدونها وإلا فسيفقدون ما ينفقونه عليه من أموال، مؤكدا أن الجمهور المصري لا يحتاج لمن يحدث عن قضية فلسطين؛ لأنه يحفظها.

في المقابل، هاجم موالون للنظام المصري الاستعانة بيوسف أو غيره من المعارضين محذرين من عودة من دعموا الإخوان المسلمين وهاجموا الجيش.

لماذا باسم يوسف؟

واستطاع باسم يوسف خلال فترة غيابه عن مصر أن يرسخ حضوره على الساحة الدولية، مستثمرا إتقانه للغة الإنجليزية وخبرته الإعلامية للدفاع عن القضية الفلسطينية وإيصال صوتها إلى منصات عالمية كبرى.

ويأتي ظهوره في إطار تغطية القضية الفلسطينية التي يحتل باسم يوسف دورا كبيرا ومهما في تصديه له وقيامه بمواجهة إسرائيليين ومؤيدين للدولة العبرية في برامج أميركية وأوروبية شهيرة والانتصار للرواية الفلسطينية.

وسبق أن كشفيوسف” تفاصيل مشاركته مع المجموعة الشهيرة التي تُعرف بمحتواها الموجه لشريحة Frat Boys، أو “فرات بويز”، وهم شباب الجامعات في أميركا ممن ينجذبون لأسلوب الحياة الصاخب المليء بالحفلات.

وأوضح، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن ظهوره لم يكن بدافع الإعجاب أو القرب من هذا النوع من المحتوى، بل نتيجة رغبة حقيقية في تفكيك سردية الدعاية الإسرائيلية الموجهة عبر المؤثرين العالميين.

وذلك بعد أن لاحظ تورط المجموعة في حملات دعائية لصالح إسرائيل، بما في عقدهم لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأكد باسم يوسف أنه رفض الهجوم المباشر عليهم، وفضل الظهور في البرنامج لتقديم وجهة نظره بهدوء، وشرح لهم خطورة التورط في دعم نظام احتلال مثل إسرائيل.

وأشار إلى أن ما يحدث الآن من تحول في الرأي العام، لدرجة أن دعم إسرائيل – لا فلسطينقد يُهدد مستقبل بعض المؤثرين، هو أمر جديد وغير مسبوق في أميركا.

ونبَّه يوسف إلى أن “إسرائيل بتصرف صرف رهيب في موضوع المؤثرين العالميين سواء شباب زي دول أو رياضيين مثل بطل الملاكمة السابق فلويد مايويذر ونجوم ومشاهير كثير”، بهدف دعم سرديتها في العالم.

وكان لافتا حرص نتنياهو على لقاء مؤثرين على مواقع التواصل خلال زيارته أميركا لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة ولقاء الرئيس دونالد ترامب.

كما أكد نتنياهو أن “منصات التواصل سلاح بيد إسرائيل لضمان نفوذها”، ودعمها في الولايات المتحدة، وسط تصاعد الإدانات الدولية للإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلال اجتماعه مع المؤثرين الأميركيين في القنصلية العامة لإسرائيل بنيويورك 26 سبتمبر/أيلول 2025، ظهر في مقطع فيديو يصف فيه وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “السلاح الأهم… لضمان قاعدتنا في الولايات المتحدة

نتنياهو المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أخبر المؤثرين الأميركيين أن عليهم أن يركزوا على تيك توك بصفته “السلاح الأهمفي المعركة لتأمين قاعدة إسرائيل لدى اليمين الأميركي.

وقال: “الأسلحة تتغير بمرور الوقت.. ولكن أهمها على منصات التواصل الاجتماعي، ودعاهم للتأثير أيضا عبر منصة إكس التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك الذي وصفه بأنه “ليس عدوًا” لإسرائيل ويجب التواصل معه.

وزعم نتنياهو أنه إذا ما أمكن تأمين النفوذ على “تيك توك” و”إكس”، فإن إسرائيل “ستكسب الكثير

وتزامنت تصريحات نتنياهو مع توقيع الرئيس الأميركي 26 سبتمبر 2025، أمراً تنفيذياً بشأن صفقة تنقل عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة إلى اتحاد شركات أميركي، يضم ثلاثة من اليهود وهم أصحاب شركة أوراكل، ومايكل ديل، وروبرت مردوخ.

وقد كشف موقعتروث أوت” Truthout، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، أن لاري إليسون مالك شركة “أوراكل” من كبار المانحين العسكريين وداعمي الجيش الإسرائيلي.

كما أنه من أبرز المتبرعين لإسرائيل والقضايا اليهودية، وأسهم في تقديم دعم كبير بملايين الدولارات لجمعية “أصدقاء الجيش الإسرائيلي” FIDF

أما “مايكل ديل” مالك شركة Dell Technologies، وهي شركة يهودية أميركية، فقد ضخّ استثمارات ضخمة بإسرائيل في الحوسبة والأمن السيبراني وفازت شركته بعقود مع وزارة الحرب الإسرائيلية لتوريد خوادم ومعدات تكنولوجية عسكرية.

ويعد روبرت مردوخ وابنه لاكلان مردوخ اللذان يملكان شبكة فوكس نيوز اليمينية من الداعمين بقوة لإسرائيل، ويمتلكان مجموعة “نيوز كورب” الإعلامية، وصحيفةنيويورك بوست” التي اعتادت مهاجمة المؤيدين لفلسطين وتلميع صورة جيش الاحتلال.

*وداعا للعلاج المجانى صحة الانقلاب تؤجر العيادات الخارجية ونقابة الأطباء ترفض القرار

انتقدت نقابة الأطباء قرار وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بشأن تشغيل العيادات الخارجية بالمؤسسات العلاجية في الفترة المسائية وتأجيرها لشباب الأطباء وأعلنت النقابة تحفظها على هذا القرار الغريب وعلى آلية التطبيق

مؤكدة أن القرار لا يتسق مع الدور الذى من المفترض أن تقوم به المستشفيات الحكومية فى تقديم الخدمة العلاجية بالمجان للمترددين عليها .

وأعربت عن أسفها لأن حكومة الانقلاب تعمل على الانسحاب من أداء دورها ما يعنى أنه لم يعد هناك علاج مجانى

كان حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة صحة الانقلاب قد زعم، أن الوزارة ملتزمة بتقديم الخدمات الصحية للمواطنين سواء بشكل مباشر أو من خلال الاستعانة بمقدمي الخدمة تحت إشراف دولة العسكر، دون تحميل المواطن أعباء مالية إضافية وفق تعبيره .

المؤسسات العلاجية

وقال عبد الغفار في تصريحات صحفية، إن قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رقم 1210 لسنة 1964 بشأن إنشاء المؤسسات العلاجية، نص على أنها “جهة عاملة بأجر لتقديم خدمات بأجر للراغبين من المواطنين” موضحا أنه يوجد بالقاهرة خمس جهات تابعة للمؤسسة، منها المبرة وهليوبوليس ومصر القديمة.

وأشار إلى أن لائحة أسعار المؤسسة العلاجية يضعها مجلس إدارتها ويقرها وزير صحة الانقلاب، زاعمًا أن أسعارها أقل من القطاع الخاص وتغطي التكلفة على الأقل.

ولفت عبد الغفار إلى أن العيادات الخارجية بالمؤسسات العلاجية لا تعمل في الفترة المسائية، زاعمًا أن الهدف من تشغيلها هو تأجيرها لشباب الأطباء،

نقابة الأطباء

فى المقابل قال الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، إن النقابة ترفض الخلط بين الجهات المختلفة، معربًا عن تحفظ النقابة على موضوع منح الالتزام للمستشفيات الحكومية.

وأوضح عبد الحي فى تصريحات صحفية أن استثمار القطاع الخاص في المجال الطبي يمكن أن يكون في بناء المستشفيات، أو إضافة العيادات والأسرة، مشددًا على ضرورة التكامل بين القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة.

وأكد ضرورة استمرار القطاع الحكومي في ضبط سوق الخدمات الطبية، لافتًا إلى أن الأطباء لن يكونوا مطالبين بدفع إيجار العيادات في الوقت الذي تحدد فيه المستشفى قيمة الكشف .

وتساءل عبد الحي : “إزاي الدكتور يدفع الإيجار لو المستشفى هي اللي هتحدد قيمة الكشف؟” مشددا على أهمية إدارة المستشفيات الحكومية وفق مفهومها الأساسي بتقديم الخدمة للمواطنين .

وشدد على أن قيمة الكشوفات في العيادات المسائية لا يجب أن تزيد على 30% عن الفترة الصباحية، مع وجود نسبة غير مقطوعة للأطباء.

 

*”مستقبل مصر” القوات الجوية يستحوذ على “المنصورة للدواجن” بأقل تقدير لسعر الأسهم

أعلن جهاز مستقبل مصر التابع للقوات الجوية عن صفقة استحواذ جديدة بنسبة أعلى، حيث رفع ملكيته في شركة “المنصورة للدواجن” من  4.76% لأكثر من 22% بعد صفقة استحواذ على أسهم بقيمة 212.6 مليون جنيه.

وبلغ متوسط سعر شراء السهم في الصفقة نحو 1.91 جنيها للسهم، في حين تداول السهم عند سعر 2.1 جنيها مرتفعا بنحو 8.25% منذ بداية تعاملات الأحد 28 سبتمبر، في حين كان رأسمال الشركة 8.8 مليون جنيه، في وقت سابق قبل نحو 7 أعوام موزعاً على 2.2 مليون سهم، بقيمة اسمية 4 جنيهات للسهم.

وفي سبتمبر 2021 ، رفعت شركة “تارجت” للاستثمار العقاري والتنمية والاستصلاح الزراعي والتنمية السياحية حصتها في شركة المنصورة للدواجن إلى 6.22٪ من 3.48٪، بعدما اشترت الشركة 11.09 مليون سهم بقيمة 26.96 مليون جنيه، بمتوسط ​​2.43 جنيه للسهم، بحسب بيان للبورصة المصرية.
وجاء الاستحواذ الجديد بعد أيام من زيادة حصة الجهاز في شركتي “العربية لاستصلاح الأراضي” و”أجواء للصناعات الغذائية حيث استحوذ الجهاز على 89.66% بقيمة 23.311 مليون جنيه في “العربية لاستصلاح الأراضي”، فيما رفع حصته إلى 5.86% في “أجواء للصناعات الغذائية” بعد شراء أسهم بقيمة 21.2 مليون جنيه.

الاستحواذ جاء رغم نفي من المنصورة للدواجن عبر رئيس الشرطة إسلام نجيب في 3 يوليو 2024 ب” وجود عرض شراء على أسهمها“.

ومن جانب آخر كشف شراء عضو مجلس إدارة “المنصورة للدواجن” أسهم من الشركة في 2018 حيث قيمة الدولار أقل بنحو 30 جنيها من اليوم رفع حصته لـ6.2% في نوفمبر من العام ذاته من 5.99% إلى 6.15% بشراء 33 ألف سهم.

واشترى المساهم نحو 33 ألف سهم بقيمة إجمالية 153.7 ألف جنيه، ليبلغ متوسط السهم داخل صفقة الشراء نحو 4.66 جنيهات للسهم في حين كان سعر السهم في 2025 1.9 جنيه.

وسبق لمجلس إدارة الشركة وقتئذ الموافقة على بيع مبنى إدارة الشركة بالمنصورة (قبل الانتقال لمقر جديد للشركة في العاشر من رمضان) ومحطة تسمين بلبيس، وإلغاء نشاط إنشاء مصانع الإنتاج واللقاحات والأدوية البيطرية والأدوية من الأعشاب الطبيعية والإتجار فيها.

استحواذ الجيش

وعلق الخبير في الثروة الداجنة والحيوانية  د. محمد الشريف  @MhdElsherif،جهاز مستقبل مصر يرفع حصته في المنصورة للدواجن (قطاع خاص) إلى 22.5%.. في ثاني صفقة له بالبورصة خلال نحو شهر بعد الاستحواذ على العربية لاستصلاح الأراضي… شايفين تخارج الجيش من الاقتصاد؟“.

https://x.com/MhdElsherif/status/1972283281883513118

وبهاء الغنام هو ضابط في القوات المسلحة المصرية برتبة عقيد، ويشغل منصب المدير التنفيذي لجهاز “مستقبل مصر للتنمية المستدامة”، وهو أحد أبرز المشروعات القومية الزراعية التي أطلقها عبد الفتاح السيسي.

وبدأ بهاء الغنام في الظهور العلني بشكل ملحوظ منذ عام 2022، خاصة خلال افتتاحات مشروعات قومية مثل “مستقبل مصر”، كما ظهر في مناسبات رسمية إلى جانب السيسي، وكانت كلماته توضح مراحل تنفيذ المشروعات، مما يعكس مدى التصاقه بالسيسي أو قل نجله محمود السيسي، بحسب ناشطون على “التواصل“.

ولا توجد معلومات علنية أو موثقة تربطه مباشرة بمحمود السيسي لكن قربه من السيسي واضح وتزامن مع قرب السيسي من العرجاني ويظهر ذلك من خلال التكليفات المباشرة والمناسبات الرسمية التي يشارك فيها.

ويحوذ مشروع “مستقبل مصر للتنمية المستدامة” على عدة مشروعات أبرزها مقره على امتداد طريق محور روض الفرج – الضبعة، ويهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للشباب. يشمل بنية تحتية ضخمة وصوب زراعية متطورة.

ومشروعات تنمية سيناء ومن بينها محطات معالجة الصرف الزراعي، وهي جزء من خطة الدولة لتنمية المناطق الحدودية.

مشروعات في الدلتا الجديدة والمنيا وبني سويف: تركز على الزراعة الحديثة والاستفادة من الموارد المحدودة مثل المياه، باستخدام نظم تشغيل متقدمة.

شركة رابحة

وكما استولى “مستقبل مصر” على البحيرة واستحوذ على أسماك مصر ، يبحث عن الشركات الرابحة مثل “المنصورة للدواجن” بحسب التقديرات المنشورة عن الشركة ففي 27 مايو الماضي، سجلت الشركة نمواً في الأرباح بنسبة 68%  وذلك بصافي ربح بقيمة 45.68 مليون جنيه خلال الربع الأول من 2025، بنمو 68% مقارنة بـ27.09 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2024.

وارتفعت إيرادات الشركة خلال الربع الأول إلى 262.7 مليون جنيه، مقابل 158.83 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ووافق مجلس الإدارة على توزيع أسهم مجانية بقيمة 68.75 مليون جنيه بواقع 0.52 سهم لكل سهم.

وفي 20 مايو الماضي أعلنت الشركة عن توقيع عقد شراء مزرعة دواجن بمساحة 52,474 مترا مربعا بمنطقة النوبارية بقيمة 31,400,000 جنيها، ضمن خطة توسعية بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه.

كما تستعد “المنصورة للدواجن” لتأسيس شركة مشتركة في الإمارات لإنتاج بيض المائدة، بالشراكة مع “الشرقية المتحدة”، بنسبة مشاركة 60% إماراتية و40% مصرية، كما أعلنت أنها تدرس التوسع في الإمارات عبر شراء 250 ألف متر في أبريل 2024.

وفي 24 أبريل أعلنت المنصورة للدواجن ( MPCO) أنها تتوقع أرباحا بقيمة مليار جنيه إيرادات خلال 2025 بعد أن نمت الأرباح المجمعة إلى 42.4% وقيمة 152.7 مليون جنيه في 2024، في يناير من العام الجاري حققت الشركة ارتفاعا بمقدار 6% جاء بعد أن قفزت أرباح الشركة في نوفمبر 2024 وخلال 9 أشهر إلى 223 % وأرباحا 122.2 مليون جنيه.

وأضافت الشركة 3 محطات تسمين جديدة، بإيرادات متوقعة تصل إلى 150 مليون جنيه بنهاية العام الحالي بطاقة مليون طائر في 2023.

ورصد مراقبون دورا متصاعدا لجهاز “مستقبل مصر” التابع للقوات الجوية المصرية، في زمن يُشكل فيه ريفاً جديداً لمصر، حيث يتمدّد “الجهاز” من الضبعة إلى أسوان، ومن سيناء حتى سيوة، حاملاً معه البذور، والنفوذ.

وبينما تتباطأ وزارات وتتعثر مؤسسات، يشق الجهاز طريقه بلا كوابح. يزرع، يستورد، يخطط، وينفذ. لكن مع اتساع صلاحياته، تغيب الشفافية، ولا تُعرف حدود واضحة لمهامه أو سلطاته أو موارده ومصروفاته. كيف تحوّل مستقبل مصر من مشروع تابع للقوات الجوية إلى كيان سيادي يطمح للسيطرة على أراض تقارب نحو نصف أراضي مصر الزراعية ومشروعات متعلقة بحسب المراقبين.

 

السيسي يعترف بخيانته وضعفه ويخلع ستار “الحرب” عن حشده العسكري الزائف في سيناء ويعلن أنه غير مستعد لإدخال المساعدات لغزة بالقوة.. الأحد 28 سبتمبر 2025م.. المعتقلون السياسيون يهددون بالانتحار رفضًا لـ”التغريب”

السيسي يعترف بخيانته وضعفه ويخلع ستار “الحرب” عن حشده العسكري الزائف في سيناء ويعلن أنه غير مستعد لإدخال المساعدات لغزة بالقوة.. الأحد 28 سبتمبر 2025م.. المعتقلون السياسيون يهددون بالانتحار رفضًا لـ”التغريب”

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*المعتقلون السياسيون يهددون بالانتحار رفضًا لـ”التغريب”

في مشهد يعكس تصاعد التوتر داخل السجون المصرية، وثّقت منظمات حقوقية خلال الأسبوع الماضي حالة من الغليان والاحتقان، إثر قرارات جديدة صادرة عن مصلحة السجون تقضي بترحيل عشرات السجناء السياسيين إلى مؤسسات عقابية نائية، أبرزها سجن الوادي الجديد، الذي يُعرف في الأوساط الحقوقية وبين ذوي المعتقلين باسم “سجن الموت”، لما يُنسب إليه من ظروف احتجاز قاسية ومعاناة مضاعفة.

وقد فجّرت هذه القرارات موجة احتجاجات داخل عدد من السجون، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، شملت تهديدات بالانتحار الجماعي، وإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام، رفضًا لما وصفه المعتقلون بـ”الترحيلات القسرية” التي لا تستهدف سوى تعميق العزلة، وزيادة المعاناة النفسية والإنسانية لهم ولأسرهم.

وبحسب مصادر حقوقية، فقد صدرت تعليمات رسمية بترحيل 53 معتقلًا سياسيًا إلى سجن الوادي الجديد، الأمر الذي دفع عددًا منهم إلى إعلان الإضراب الكامل عن الطعام فور علمهم بالقرار، ملوّحين بالانتحار في حال تنفيذ الترحيل بالقوة. وتصف منظمات حقوقية هذه الخطوة بأنها تمثل “التغريبة الثالثة” للسجناء السياسيين خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، في إشارة إلى سلسلة تنقلات قسرية متكررة داخل منظومة السجون.

في تطور جديد يعكس تصاعد الأزمة داخل السجون المصرية، وثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان قيام مصلحة السجون بترحيل 19 معتقلًا سياسيًا من سجن أبو زعبل 2 إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، في خطوة أثارت موجة رفض واسعة داخل الزنازين، عبّر عنها السجناء برسائل مسرّبة حملت نبرة يأس وغضب، جاء في إحداها:

موتونا هنا، لأننا إذا رحّلنا سنموت هناك، ولن نرهق أهالينا ونموتهم في طريق الموت إلى سجن الوادي الجديد.”

هذه الكلمات، كما وصفتها الشبكة، تختصر حجم الرعب الذي يعيشه المعتقلون إزاء قرارات النقل القسري، خاصة إلى سجن الوادي الجديد، المعروف بظروفه القاسية وبعده الجغرافي عن أماكن إقامة معظم أسر السجناء. فالمعاناة لا تقتصر على من يقبعون خلف القضبان، بل تمتد إلى ذويهم الذين يُجبرون على قطع مئات الكيلومترات في ظروف اقتصادية خانقة، فقط من أجل دقائق معدودة من الزيارة، غالبًا ما تكون تحت رقابة مشددة وظروف مهينة.

وطالب المعتقلون، عبر رسائلهم، بوقف هذه الترحيلات التي يرون فيها عقوبة إضافية لا مبرر لها، مؤكدين أنه إذا كان لا بد من النقل، فليكن إلى سجون أقرب إلى محل إقامة أسرهم، لا إلى “منافي داخلية” تزيد من عزلتهم وتضاعف من آلام ذويهم.

في بيان شديد اللهجة، حمّلت منظمة “هيومن رايتس إيجيبت” السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن أي حالات انتحار قد تقع داخل السجون نتيجة سياسات الترحيل القسري، ووصفت هذه الإجراءات بأنها “عبثية”، لا هدف لها سوى “تكدير السجناء وذويهم، ودفعهم إلى أقصى حدود المعاناة“.

هذا التحذير الحقوقي يأتي في سياق أوسع من الانتقادات المتواصلة التي تواجهها منظومة السجون المصرية منذ سنوات، حيث تشير تقارير صادرة عن منظمات دولية مثل “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” إلى مشكلات بنيوية مزمنة، أبرزها الاكتظاظ الشديد، وغياب الرعاية الصحية، والقيود المفروضة على الزيارات، إضافة إلى ممارسات العقاب الجماعي التي تُستخدم كأداة للردع والتأديب.

ويبرز سجن الوادي الجديد كأحد أكثر السجون إثارة للقلق، سواء من حيث موقعه الجغرافي النائي أو ظروفه المناخية القاسية. يقع السجن في مدينة الخارجة، بمحافظة الوادي الجديد، وسط الصحراء الغربية، على بعد نحو 650 كيلومترًا من القاهرة، و900 كيلومتر من الإسكندرية، ما يجعل الوصول إليه شبه مستحيل بالنسبة لأسر المعتقلين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية. وقد أطلق عليه المعتقلون وذووهم أسماء متعددة عبر الزمن، تعكس حجم المعاناة المرتبطة به: “الواحات”، “المحاريق”، “المنفى”، و”توكر”، لكن الاسم الأكثر تداولًا يبقى “سجن الموت“.

في سياق يتجاوز مجرد إجراءات إدارية، يرى حقوقيون أن سياسات الترحيل القسري للسجناء السياسيين في مصر ليست سوى حلقة في سلسلة أوسع تهدف إلى تفكيك الروابط الإنسانية بين المعتقلين وذويهم، وعزلهم عن أي تواصل مجتمعي أو حقوقي. هذه السياسات، بحسب مراقبين، تعكس أزمة مزدوجة: من جهة، تدهورًا مستمرًا في أوضاع حقوق الإنسان داخل السجون، ومن جهة أخرى، ضغطًا اجتماعيًا واقتصاديًا متزايدًا على آلاف الأسر المصرية التي تعاني من تبعات الاعتقال السياسي.

ويبدو أن هذا الغليان داخل السجون مرشّح للتصاعد، في ظل إصرار السلطات على المضي قدمًا في قرارات الترحيل القسري، ورفض المعتقلين لهذه الإجراءات حتى حد التهديد بالانتحار الجماعي، في مشهد يعكس حجم اليأس والاحتقان المتراكم.

ورغم تأكيد الحكومة أن إنشاء سجون جديدة يأتي ضمن خطة “تطوير المنظومة العقابية”، ترى منظمات حقوقية أن هذا التوسع لا يزال شكليًا، وأن جوهر الأزمة يكمن في غياب الضمانات الأساسية للعدالة والكرامة الإنسانية. ففي تقرير صادر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2022، أُقرّ بوجود تحديات كبيرة تتعلق بالاكتظاظ، رغم بناء مجمعات جديدة مثل مجمع بدر. إلا أن منظمات حقوقية تشير إلى أن هذه المجمعات تحوّلت إلى أماكن أكثر عزلة، يُواجه فيها السجناء السياسيون الحبس الانفرادي المطوّل، والحرمان من التريض، ومنع الزيارات لفترات طويلة، ما يجعلها امتدادًا للأزمة لا حلًا لها.

 

*منظمة عدالة: محاكمة مفاجئة للدكتور عبد الخالق فاروق وسط مناشدات للإفراج عنه

قالت منظمة عدالة لحقوق الإنسان إن محكمة جنح الشروق بالقاهرة الجديدة، أحالت بشكل غير متوقع الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الخالق فاروق إلى المحاكمة، في خطوة فاجأت فريق دفاعه الذي لم يُخطر بقرار الإحالة، وعلى إثر ذلك، قررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 2 أكتوبر 2025.

وتعود وقائع القضية إلى رقم 4937 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، والمقيدة برقم 4527 لسنة 2025 جنح الشروق، حيث يواجه فاروق اتهامات بإذاعة أخبار كاذبة بالداخل والخارج. وخلال الجلسة، تحدث عن ملابسات القبض عليه وما تعرض له من تضييقات داخل محبسه، في حين جدد الدفاع طلبه بالاطلاع على أوراق القضية والحصول على نسخة رسمية منها، مؤكدًا أن ما ورد بالاتهامات لا يقوم على أسس قانونية.

يُذكر أن قوات الأمن كانت قد ألقت القبض على فاروق في 21 أكتوبر 2024 من منزله بعد تفتيشه، دون السماح له باصطحاب أدويته أو متعلقاته الشخصية، وهو ما أثار قلقًا بشأن وضعه الصحي داخل الحبس.

وأكدت منظمة عدالة لحقوق الإنسان أن استمرار محاكمة فاروق على خلفية آرائه الاقتصادية يمثل انتهاكًا لحرية الرأي والتعبير، وتطالب بالإفراج الفوري عنه وضمان حقوقه القانونية والإنسانية.

 

*تأجيل أولى جلسات محاكمة الصحفي مصطفى الخطيب و35 آخرين بعد 6 سنوات اعتقال

قررت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمقر مركز إصلاح وتأهيل بدر، يوم الأربعاء، تأجيل أولى جلسات محاكمة الصحافي بوكالة أسوشييتد برس مصطفى الخطيب و35 متهمًا آخرين، في القضية رقم 647 لسنة 2020 حصر أمن الدولة العليا. ويواجه المعتقلون اتهامات عديدة، أبرزها الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 8 ديسمبر 2025، للاطلاع على أوراق الدعوى وإتاحة الفرصة أمام هيئة الدفاع لتقديم طلباتها.

الجلسة التي انعقدت وسط حضور أمني مكثف، بدأت بتلاوة ممثل النيابة العامة لأمر الإحالة الصادر عن نيابة أمن الدولة العليا، الذي تضمن سردًا تفصيليًا للاتهامات الموجهة إلى المتهمين

والتي تنوعت ما بين تولي قيادة جماعة إرهابية، والانضمام إلى جماعة إرهابية، وتمويل جماعة إرهابية ودعم أنشطتها.

أما الصحافي مصطفى الخطيب، فقد اقتصرت الاتهامات الموجهة له على الانضمام إلى جماعة إرهابية، دون اتهامه بالقيادة أو التمويل، وهو ما أثار تساؤلات عديدة بشأن طبيعة القضية وخلفياتها السياسية والإعلامية.

وتقدمت المحامية هالة دومة، بصفتها ممثلة قانونية عن الصحافي مصطفى الخطيب، بعدة طلبات مهمة، كان أبرزها ضم شهادة رسمية تتعلق بالقضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، لإثبات أن الخطيب قد خضع بالفعل للحبس الاحتياطي المطول على ذمة تلك القضية والتي اعتبرت ذات صلة مباشرة بالقضية الحالية.

أوضحت دومة في طلبها أن موكلها قد تجاوز فترة ست سنوات كاملة في الحبس الاحتياطي، وهو ما يمثل انتهاكًا واضحًا وصريحًا للقانون المصري، الذي ينص على أن أقصى مدة للحبس الاحتياطي لا تتجاوز عامين فقط، سواء في مرحلة التحقيقات أو المحاكمة.

كما طالبت المحامية بمنحها أجلاً إضافيًا للاطلاع على ملف القضية وتقديم باقي الطلبات القانونية، وهو ما استجابت له هيئة المحكمة بتأجيل القضية إلى جلسة الثامن من ديسمبر المقبل.

وأعتقل الصحفي مصطفى الخطيب في 12 أكتوبر 2019، بعد نشره عبر وكالة أسوشييتدبرس تقريرًا حول إلقاء السلطات المصرية القبض على طالبين بريطانيين أثناء وجودهما في مصر لأغراض أكاديمية بالقرب من ميدان التحرير، في فترة شهدت تشديدات أمنية استثنائية من جانب السلطات المصرية، تزامنًا مع الدعوات التي أطلقها المقاول المصري محمد علي للتظاهر ضد عبد الفتاح السيسي.

 

*المطالبة بإخلاء سبيل محمد شعلان المحتجز احتياطيًا منذ نحو 4 سنوات

طالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، بإخلاء سبيل محمد شعلان، 25 عامًا، المحتجز منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، على ذمة القضية 662 لسنة 2020، بعدما قررت الدائرة الأولى إرهاب بمجمع بدر، الأربعاء الماضي، تجديد حبسه لـ45 يومًا إضافيًا بالمخالفة لقانون الإجراءات الجنائية الذي يقصر مدة الحبس الاحتياطي لعامين فقط.

بحسب بيان «المبادرة»، الخميس الماضي، ألقي القبض على شعلان في يناير 2021 من مطار القاهرة، فور عودته من إيطاليا، ليختفي قسريًا لأكثر من 15 يومًا، قبل أن يظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة الجديدة، التي اتهمته في 7 فبراير 2021، بـ«الانضمام إلى جماعة إرهابية والتورط في عمليات تهريب سلاح عن طريق ليبيا»، وذلك رغم تقديم المحتجز مستندات تؤكد وجوده في إيطاليا منذ كان عمره 15 عامًا. 

على مدار سنوات احتجازه، لم تواجه النيابة شعلان بأي أدلة كما لم تحقق معه سوى مرة واحدة، وفقًا لـ«المبادرة»، التي أكدت أن الجهات المعنية لم تحاول التأكد من صحة الاتهامات، أو تفحص أي من المستندات التي قدمها الدفاع أكثر من مرة، والتي تؤكد عدم معقولية الاتهامات الموجهة إليه، نظرًا لعمله وإقامته في إيطاليا بصورة قانونية منذ 2015 وحتى عودته في يناير 2021. 

 

*زيارة مفاجئة للسفير الأمريكي لدى الاحتلال إلى مصر

يستعد السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي لزيارته الأولى إلى مصر وفقا لوسائل إعلام عبرية، في خطوة دبلوماسية نادرة لتهدئة التوتر على حدود غزة.

وتأتي زيارة السفير الأمريكي لدى إسرائيل إلى مصر، في زيارة هي الأولى لمسؤول أمريكي يشغل هذا المنصب منذ عقود، حاملا في جعبته “خطة ترامب” لإنهاء الحرب في غزة، وسط مخاوف القاهرة من تدفق لاجئين فلسطينيين إلى سيناء واتهاماتها لإسرائيل بـ”الإبادة الجماعية“.

وأعلن متحدث باسم السفارة الأمريكية في القدس، أن هاكابي – القس الإنجيلي المتشدد الذي عيِن في أبريل 2025 – سيجري محادثات مع كبار المسؤولين المصريين، أبرزهم وزير الخارجية بدر عبد العاطي.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لسفير أمريكي لدى إسرائيل إلى مصر منذ عقود، وتأتي تزامنا مع لقاء الرئيس دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض المقرر يوم 29 سبتمبر، وسط تصعيد إسرائيلي في غزة أسفر عن مقتل 48 فلسطينياً في الـ24 ساعة الماضية، وفقا لدفاع مدني غزة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين بأنه “ستكون الزيارة محورية لمعالجة التوترات بين إسرائيل ومصر، خاصة حول الحرب في غزة”، مشيرين إلى أن هاكابي سيروج للخطة الأمريكية التي قدمها ترامب في 23 سبتمبر أمام قادة عرب وإسلاميين في نيويورك.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، سيزور العاصمة المصرية في الأيام المقبلة، حيث سيجتمع مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي، لبحث تفاصيل خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الرامية إلى إنهاء الحرب على غزة.

كما سيبحث هاكابي مع المسؤولين المصريين التوترات الدبلوماسية بين تل أبيب والقاهرة، في ظل المخاوف المصرية من احتمال تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى أراضيها، والاتهامات الإسرائيلية للقاهرة بتعزيز قواتها في شبه جزيرة سيناء.

ونقلت صحيفة “هآرتس”، اليوم الأحد، عن مصادر دبلوماسية أن مداولات السفير الأميركي ستتناول كذلك إلى التهديدات الإسرائيلية بـ “إعادة النظر” بصفقة الغاز الضخمة مع مصر.

كما سيحاول هاكابي إقناع القاهرة بقبول أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي المعين، أوري روتمان، وهو ما ترفضه مصر منذ مغادرة السفيرة السابقة منصبها العام الماضي.

وأشار أحد المصادر إلى أن الإدارة الأميركية أوفدت هاكابي تحديدًا إلى القاهرة، لاعتقادها بأن السفير الأميركي هناك “لا يمثل مصالح إسرائيل على النحو المطلوب” أمام السلطات المصرية.

وتشمل خطة ترامب التي وصفها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بـ”جيدة” وقف إطلاق نار لأسابيع لإطلاق الـ48 رهينة الإسرائيليين الأحياء والأموات، وزيادة المساعدات الإنسانية، وسحب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا على الحدود مع سيناء، وإعادة إعمار غزة بـ53 مليار دولار دون تهجير، مع دور لقوات عربية في الحفاظ على الأمن.

وبلغت التوترات بين القاهرة وتل أبيب ذروتها بعد هجوم إسرائيلي بري واسع على غزة في سبتمبر، حيث نشرت مصر دبابات في سيناء للدفاع عن حدودها، مما أثار احتجاجات إسرائيلية. و

ووصف عبد الفتاح السيسي إسرائيل بـ”عدو” في قمة طارئة في الدوحة، محذرا من أن “القتل الممنهج والتجويع في غزة يهدد الاستقرار الإقليمي“.

في المقابل يرى هاكابي – الذي زار إسرائيل 50 مرة ودعم ضم الضفة – أن “إسرائيل هي الشريك الوحيد لأمريكا” لكنه سيحاول التوفيق للحفاظ على المساعدات الأمريكية البالغة 1.3 مليار دولار سنوياً لمصر.

 

*السيسي يعترف بضعفه ويخلع ستار “الحرب” عن حشده العسكري الزائف في سيناء

في علامات كآبة واضحة قال السيسي خلال زيارة للأكاديمية العسكرية صباح الجمعة 26 سبتمبر تصريحات لم يطق الانتظار لإعلانها وكان اعترافا أكد فيه توقعات الرافضين والمعارضين لحكمه أنه لن يدخل في حرب مع الكيان وأن حشده العسكري فنكوش مزيف وربما الغرض منه الهجوم على المقاومة أو إنفاذ مخطط ترامب فقال بالفم الملآن ” لا يمكن أن أراهن بحياة المصريين عبر الدخول في صراع من أجل إدخال المساعدات لغزة بالقوة”!!

وكان عبد الفتاح السيسي قد أكد في تصريحات له يوم 28 يوليو الماضي أنه “لا يمكننا أن نمنع دخول هذه المساعدات… لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظرف أو المسئولية الوطنية تسمح بذلك“.

وفي توقيت أسبق قال : لا يمكن أمنع المساعدات عن غزة هاروح لربنا اقول إيه .

الكاتب علاء الأسواني @AlaaAswany علق على قول السيسي:  “لا احد يطلب مني ان أراهن بحياة المصريين وادخل في صراع لادخال المساعدات لغزة بالقوة ” موضحا أن ترجمة هذه الجملة ” لا احد يطلب مني ان اغضب اسرائيل وأخاطر بالسلطة ونعيمها من اجل مساعدة غزةً “

وأكد المستشار التنموي د. مراد علي أن “الخطورة فيما قيل اليوم ليس فقط أنه رسالة ضعفٍ وهوان إلى إسرائيل في الوقت الذي يقف فيه نتنياهو متباهياً بقدرته على فرض سطوته على المنطقة بأكملها، لكن الأخطر أنه قيل لطلاب الأكاديمية العسكرية!!..”.

وتساءل@mouradaly: “فهل نريد أن نزرع فيهم الجبن والخوف من دخول صراع؟.. وما هي القيم التي يتربى عليها طالب الكلية الحربية وهو يرى قائده الأعلى يخاف من خوض حرب، ولا مانع لديه  من القبول  بإبادة أهل غزة أو بهيمنة الصهاينة على المنطقة؟.. ومنذ متى أصبح قادة مصر العسكريون بمثل هذا الخور؟”.

https://x.com/mouradaly/status/1971634735924342931

أما المستشار وليد شرابي  @waleedsharaby فأشار إلى أنه بالتزامن مع تصريح السيسي “أنا مش حأدخل في صراع علشان أوصل مساعدات لغزة” كان العجيب أن الأسبوع ده أكتشفت مقبرة جماعية في شمال سيناء في منطقة كانت تحت سيطرة الجيش عثروا فيها على رفات لـ300 جثة – تقريبا – لمصريين أبرياء.. “.

ورأى أن السيسي ممكن يدخل صراع لكن بشرطين:  ألا يكون ضد الصهاينة والثاني أن يكون الضحايا مصريين أبرياء.

واستعرض الصحفي نظام المهداوي  كيف أن السيسي لا يقدر على دخول صراع لكسر حصار غزة، ولكنه قادر على أن يدفع 35 مليار دولار ثمن غاز فلسطيني مهرَّب.

وقادر أن يسمح للبوارج “الإسرائيلية” بالإبحار في المياه الإقليمية المصرية كيفما شاءت.

وقادر أن يوفّر الإمدادات الغذائية والتموينية للكيان بعد تعطل شحنات البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين.

وقادر أن يقترح تهجير الفلسطينيين إلى النقب.

وقادر أن يحمي أمن المواطن الإسرائيلي، كما صرّح بذلك أكثر من مرة.

وقادر أن يمنع أي قافلة إنسانية، وأي مصري، من الاقتراب من سيناء أو معبر رفح.

وخلص إلى أن “قدرات السيسي لا تُحصى في خدمة الكيان، لكن إيّاكم أن تطلبوا منه دخول صراع مع إسرائيل؛ فقد جِيء به أصلًا ليخدمها، وجيشه غارق في التجارة ونهب الملايين من قوت الشعب المصري.”.

https://x.com/NezamMahdawi/status/1971630837109346305

وعن تفسيره الذي سبق ودون عنه لعدم خوض الصراع (وتعني الحرب) والتي سبق لمتحدثه الإعلامي رئيس هيئة الاستعلامات والحوار الوطني ونقيب الصحفيين الأسبق والباجث بمركز الأهرام والأمنجي ضياء رشوان أن قال إن المسافة بين سيناء وتل أبيب 100 كم وأن حرب 73 كانت نزهة أمام المتوقع في المرحلة القادمة  أشار “المهداوي” إلى أن جيش لم يخض حربًا منذ عام 1973، ولم يطلق رصاصة على عدو .. انشغل بشئون الحكم عقودًا، وحين تولّى السيسي الحكم استبدل عقيدته القتالية، وأفسد قادته بالأموال المنهوبة من قوت الشعب المصري والمهرَّبة إلى بنوك خارجية.. ولم يكتفِ بذلك، بل احتكر تجارة الجمبري والمعكرونة والبسكويت، وسرّح أفراد الجيش ليبيعوا الخضار للشعب في مظهر مهين مقصود، لتشويه صورة الجندي.

ورأى أن “جيشٌ ظل يتفرج على بناء سد النهضة، وكان متواطئًا في التنازل عن تيران وصنافير، ومتواطئًا ومشاركًا في بيع الأراضي والشواطئ والمنشآت الحكومية لوكيل الصهاينة في المنطقة محمد بن زايد.. جيش يُشارك في قمع شعبه، وإفقاره، وقهره، ونهب خيراته… هل يُتوقَّع منه أن يحمي حدودًا أو يقاتل عدوًا؟.. مالكم، كيف تحكمون؟

رفع الجاهزية

وبتصريح السيسي، يكتشف المتابعون أن تقارير رفع الجاهزية الأمنية في رفح والعريش وانتشار الجيش المصري وبشكل مكثف في كامل مناطق سيناء (أ،ب،ج)، ليس للصراع (ليس للحرب مع الكيان) فالسيسي غير مستعد أدنى استعداد لمساعدة من يقتلون يوميا بالعشرات وعلى مدى عامين متجاهلا روابط الدين والجوار والعرق..

وأن تقارير رفع الجاهزية لجيش السيسي مع بدء الحرب بين “إسرائيل” وإيران الجمعة 13 يونيو 2025، كشف أن البرامج كلها ثغرات وأكبرها السيسي نفسه.

شريك كمين المساعدات

ومن غير الخافي على المحللين أن تجميع الفلسطينيين من أجل المساعدات في جنوب قطاع غزة ومن ثم إطلاق النار عليهم من قبل حراس امريكيين أو تركهم فريسة لطائرات كواد كابتر “الاسرائيلية” كان ضمن برنامج مساعدات لغزة التي أعلن السيسي عجزه عن الدخول صراع لإيصالها إلى غزة حين تصل المساعدات مغمسة بالدماء مع شراكة مصرية؟!

حيث كشف حساب “متصدقش” كيف أسهمت مجموعة بوسطن، المستشار الاستراتيجي لعملية بيع شركات الجيش المصري، في تأسيس مؤسسة غزة بالتعاون مع جيش الاحتلال “الإسرائيلي”!

ومؤسسة غزة دورها هو تصميم آلية المساعدات التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “ورقة توت” تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى جنوبي غزة.

وكان الاتفاق مع المؤسسة في 9 أبريل 2025، حيث توقيع اتفاقية بين كل من صندوق مصر السيادي وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية من جهة، وعدد من المكاتب الاستشارية المحلية والدولية من جهة أخرى، وذلك بهدف إعادة هيكلة خمس شركات مملوكة للقوات المسلحة. وبموجب هذه الاتفاقية، تتولى مجموعة بوسطن الأمريكية مهام المستشار التجاري والاستراتيجي لصفقة طرح وبيع شركات: الوطنية، وشيل أوت، وصافي، وسيلو فودز، والوطنية للطرق.

وفي أكتوبر 2024، وبدعم مباشر من الحكومتين “الإسرائيلية” والأمريكية، أسهمت المجموعة نفسها في تأسيس مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي سُجلت رسمياً في فبراير 2025 في كل من ولاية ديلاوير الأمريكية وجنيف السويسرية.

وجاءت المؤسسة لتصمم إطاراً جديداً لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بدلاً من آلية العمل التقليدية التي تقودها الأمم المتحدة. وبعد أن تسببت نقاط توزيع المساعدات التي أنشأتها مجموعة بوسطن، وبدأ تشغيلها في 26 مايو، في استشهاد عشرات الفلسطينيين برصاص جنود الجيش “الإسرائيلي”، ومع تصاعد الإدانة الدولية لهذه الآلية التي تسببت في مجازر، أعلنت المجموعة، يوم الجمعة 30 مايو، انسحابها من خطة المساعدات التي صممتها. 

المساعدات أداة ابتزاز سياسي

في خطوة تكشف مجددًا التبعية الكاملة للمصالح “الإسرائيلية” والأمريكية، تتعاون مصر مع الاحتلال تحت ستار إعادة إعمار غزة، عبر خطة أمنية تهدف إلى فرض مناطق “آمنة” داخل القطاع، في محاولة لفرض واقع يخدم الاحتلال أكثر مما يخدم الفلسطينيين.

وكشف مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط سياسي، والتواطؤ في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، لن يمر دون حساب أمام الشعوب الحرة.

فنكوش التدخلات الأوربية

وفي كل مرة يزور فيها رئيس دولة أوروبية مصر يدعو لإدخال المساعدات وسبق ذلك مرات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما دعا من خان الخليلي إلى دعم الخطة العربية لغزة في مواجهة خطة دونالد ترامب، وعلى إعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى هذا القطاع الفلسطيني المحاصر.

كما فعل ذلك رئيس الوزراء البريطاني ستارمر وقال: “.. سنفعل ما بوسعنا لضمان استئناف الإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار”.

مراقبون وصفوا السيسي بانه يقتل القتيل ويمشي في جنازته عندما استنكر جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني خلال كلمته في القمة العربية، في حين يمنع المساعدات عن أهالي غزة  ويغلق معبر رفح.

 

*السيسي: غير مستعد لإدخال المساعدات لغزة بالقوة.. بعد أن جعل مصر مرتهنة لإسرائيل بلغ الانحطاط هذا المدى

في خطاب جديد يعكس حجم التراجع في الموقف المصري الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، أعلن المنقلب السفيه الفتاح السيسي أنه “غير مستعد لإدخال المساعدات إلى غزة بالقوة”، مدعياً أن ذلك قد يضر بمصر. هذا التصريح، الذي جاء في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر، يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات حول أسباب الانحدار السياسي والأخلاقي الذي يميز حقبة السيسي، مقارنة بمواقف سابقة حافظت – ولو بالحد الأدنى – على دور مصر التاريخي.

مقارنة كاشفة: من مرسي ومبارك إلى السيسي

الرئيس الشهيد محمد مرسي، في فترة قصيرة لم تتجاوز العام، استطاع أن يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة في أيام معدودة، مثبتاً أن لمصر وزناً لا يمكن تجاهله عندما تكون الإرادة السياسية مستقلة. حتى حسني مبارك، رغم تحالفاته الغربية المعروفة، كان يترك الأنفاق مفتوحة بشكل غير مباشر لإيصال الغذاء والدواء للفلسطينيين.

أما في عهد السيسي، فقد وصل الانحدار إلى أن تصبح مصر مجرد وسيط “فني” يرمم معبراً قصفه الاحتلال أربع مرات، لكنها لا تجرؤ على تمرير شاحنة واحدة دون إذن إسرائيلي، بل وتعلن ذلك على الملأ بتبجح وكأنه إنجاز.

ذرائع واهية وتبعية واضحة

تبرير السيسي بأن إدخال المساعدات بالقوة “يضر بمصر” يكشف عن رؤية ضيقة للأمن القومي، تختزله في الرضا الإسرائيلي والدعم الغربي، متجاهلاً أن غزة كانت دائماً خط الدفاع الأول عن سيناء، وأن تركها تنزف جوعاً وحصاراً يمثل تهديداً استراتيجياً لمصر نفسها.

الأدهى أن السيسي لم يتوقف عند حدود التخاذل، بل حاول التغطية على موقفه بالحديث عن “مشاريع التعليم والرعاية الصحية” وإنشاء كلية للطب العسكري، داعياً الأهالي لتشجيع أبنائهم على الالتحاق بها. خطاب داخلي فارغ بدا وكأنه محاولة للهروب من أسئلة كبرى حول غياب الدور المصري وتحوّله إلى تابع لا يمتلك قراراً سيادياً.

وعي الشعب وصلابته.. تناقض فاضح

أشاد السيسي في خطابه بما وصفه “وعي الشعب وصلابته منذ 2011″، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف يتسق هذا مع إغلاق المعابر في وجه المساعدات، وتسليم مفاتيح القرار المصري للإرادة الصهيونية؟ إن حديثه عن “وعي الشعب” يبدو في جوهره تناقضاً صارخاً مع الممارسات الفعلية، التي تُفرغ مصر من دورها وتهمّشها في محيطها العربي.

لماذا بلغ الانحطاط هذه الدرجة؟

يمكن تلخيص أسباب هذا الموقف المتردي في عدة نقاط:

  1. التبعية الكاملة للاحتلال: السيسي ربط مصير نظامه بالدعم الإسرائيلي والأمريكي، فجعل القاهرة تدور في فلك تل أبيب.
  2. توظيف غزة كفزاعة: النظام يروّج لفكرة أن أي دعم للقطاع يمثل تهديداً لمصر، لتبرير القمع الداخلي وتحويل الانتباه عن أزماته الاقتصادية والسياسية.
  3. تفكيك الدور الإقليمي: بدلاً من أن تكون مصر لاعباً محورياً كما كانت في عهد  الرئيس  الشهيد  عهد مرسي أو حتى مبارك، تحولت إلى “منفذ ثانوي” لقرارات الاحتلال.
  4. إعادة تعريف الأولويات: بينما يهدر النظام المليارات على القصور والعاصمة الإدارية، يتهرب من مسئولياته القومية، ويقدّم الأمن الإسرائيلي كأولوية قصوى على حساب المصالح المصرية والعربية. 

خطاب السيسي الأخير لم يكن مجرد تصريح عابر، بل هو انعكاس لطبيعة نظام كامل جعل من مصر دولة مرتهنة لإرادة الاحتلال. وإذا كانت غزة قد شكّلت دائماً معياراً لمدى استقلال القرار المصري، فإن المقارنة بين مواقف مرسي ومبارك من جهة، وموقف السيسي من جهة أخرى، تكشف بوضوح كيف تخلت مصر عن دورها المحوري.

 

*330% زيادة بأسعار الدواء ومديونيات هيئة الجيش 7 مليارات جنيه .. فتش عن “اللواء بهاء

ليست في مصر أزمة أدوية بالمعنى الحقيقي وإنما بالمعنى المصطنع حيث كشف عن ذلك حجم صادرات مصر من الأدوية والمستحضرات الطبية خلال عام 2024/2025 الذي بلغ نحو 1.5 مليار دولار.

وخلال أول شهرين فقط من عام 2025، بلغت الصادرات نحو 135 مليون دولار، بزيادة 28% عن نفس الفترة من 2024. كما تستهدف الحكومة رفع قيمة الصادرات إلى 3 مليارات دولار بحلول 2030، مع توطين صناعة المواد الفعالة وتقليل الفاتورة الاستيرادية.

إلا أنه وحتى منتصف عام 2025، تواجه هيئة الشراء الموحد أزمة مديونيات ضخمة تجاه شركات الأدوية والمستلزمات الطبية، أثّرت بشكل مباشر على توفر الأدوية في السوق، خاصة أدوية الأمراض المزمنة.

وبلغ حجم مديونيات الهيئة نحو 7 مليارات جنيه مصري لصالح شركات الأدوية والمستلزمات الطبية، وفقًا لتصريحات من مسئولين في شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية.

وتراكمت هذه المديونيات بسبب تأخر السداد وتغير سعر الصرف، ما أدى إلى فجوة بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع المعتمد من هيئة الدواء.

وقلصت شركات الأدوية الإنتاج أو أوقفت توريد بعض الأصناف للهيئة، ما تسبب في نقص حاد في أدوية الضغط، السكر، القلب، والمضادات الحيوية.

وطالبت بعض الشركات بإعادة تسعير الأدوية أو تسوية المديونيات بالدولار بدلًا من الجنيه، نظرًا لاعتمادها على مواد خام مستوردة

وطالبت 100 شركة دواء بزيادة أسعار نحو 500 صنف، على أن تتراوح نسب الزيادة المطلوبة في الأسعار بين 10% إلى 30%، تُضاف إلى زيادات بنحو 300% لأسعار الدواء منذ الانقلاب لتصبح الزيادة 330%.

وعبر مراقبون ومنهم نواب ببرلمان السيسي عن مخاوف مثارة من تأثيرات مباشرة على توافر الأدوية مع دخول فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب بشكل ملحوظ على أدوية البرد والسعال والمضادات الحيوية، خاصة في ظل تأكيد رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن السبب الرئيسي وراء أزمة نقص الأدوية، هو ضغوط من بعض الشركات التي تسعى لرفع أسعار الدواء عبر تقليل المعروض في السوق.

وقال د. محمود فؤاد – مدير المركز المصري للحق في الدواء في تصريحات صحفية:

“الزيادات في أسعار الدواء أصبحت تهدد القدرة العلاجية لفئات واسعة، خصوصًا مرضى الأمراض المزمنة الذين يعتمدون على أدوية شهرية”.

وأشار إلى أن أسعار أكثر من 130 صنفًا دوائيًا استراتيجيًا ارتفعت خلال شهر واحد فقط، رغم استقرار سعر الدولار رسميًا، مؤكدًا أن أدوية القلب والسكري والمضادات الحيوية أصبحت تُباع بأسعار مضاعفة دون وجود بدائل حكومية كافية.

وقال د. محمد العبد – عضو مجلس نقابة الصيادلة: “أكثر من 15 ألف صيدلية أغلقت أبوابها خلال السنوات الأخيرة بسبب تآكل هامش الربح وثبات الأسعار رغم ارتفاع المصروفات التشغيلية”. مطالبا بإعادة النظر في سياسات التسعير وهامش الربح، محذرًا من انهيار شبكة الصيدليات التي تُعد خط الدفاع الأول لتوفير الدواء للمواطن.

أما د.علي عوف – رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية- فأوضح أن نقص الأدوية كان نتيجة لتوقف تسعيرها وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب سعر الدولار، ما جعل الشركات تواجه خسائر، مشيرًا إلى أن نحو 3000 صنف دوائي كان مفقودًا في السوق خلال الفترات السابقة.

وفي ظل الهيئة الموحدة للشراء وهيئة الدواء المصرية باتت أزمة الأدوية ذات أبعاد مختلفة ومع بدأ الهيئة مؤخرًا إجراءات لتسوية المديونيات، تشمل جدولة السداد وتوفير سيولة جزئية، أكدت الشركات أن هذه الخطوات غير كافية لتغطية الفجوة، وأن الجهاز العسكري (الانضباط بحسب ما يروج محليا) ليس كافيا ولا بد من جهات مدنية تتدخل مثل وزارة المالية والبنك المركزي لتوفير دعم نقدي عاجل للهيئة فضلا عن الشركات صاحبة المديونية التي ترفع الأسعار في محاولة للاستمرار أمام مصالح اللواءات.

اللواء بهاء الدين زيدان

ويعد بهاء الدين زيدان رئيس هيئة الشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي العسكري (عمل مزدوج تماما كما كامل الوزير) وبات من مهام الهيئة أن تتولى دون غيرها إجراء عمليات الشراء للمستحضرات والمستلزمات الطبية لجميع الجهات والهيئات الحكومية، وإعداد خطط وبرامج وقواعد التدبير والشراء الموحد من الداخل أو الخارج، وإعداد الموازنة التقديرية السنوية اللازمة للشراء، والتنسيق مع الشركات الطبية لتعزيز المخزون الاستراتيجي الطبي للدولة لمواجهة أي ظروف استثنائية، وإدارة التخزين والنقل والتوزيع للمستحضرات والمستلزمات الطبية!

وخبرة “بهاء الدين زيدان” أنه لواء كان يشغل مناصب في الخدمات الطبية للقوات المسلحة، ويتماثل مع الفريق كامل الوزير في الخلفية العسكرية بإدعاء الحزم في إدارة المشروعات القومية، والبنية التحتية والسكك الحديدية.

ويعتبره السيسي وإعلامه رمزا للقيادة العسكرية في القطاع المدني، مع تركيز على الإنجاز السريع والانضباط المؤسسي وانسحب هذا الوصف على بهاء زيدان وبهاء غنام من قيادة القوات الجوية ورئيس جهاز مستقبل مصر.

ويبدو أن المقارنة كانت هذه المرة صعبة فقطاع الدواء المنوط ببهاء زيدان الإشراف عليه أكثر تعقيدًا من حيث التسعير، والتصنيع، والتوزيع، ويعتمد على شركات خاصة بشكل كبير في وقت بدا فيه أداء هيئة الشراء الموحد محل جدل، خاصة في ظل نقص الأدوية وتأخر سداد مستحقات الشركات، وهو ما يتوافق مع مديونيات النقل الأكبر في القطاع المدني والحوادث المتكررة التي باتت مزمنة على طرق (تمسك مصر كدة) تودي بقطاع النقل إلى الهاوية.

من المسئول؟

ولا ينكر المراقبون أن السبب في ارتفاع أسعار الأدوية مؤخرًا لا يعود إلى جهة واحدة فقط، بل هو نتيجة تداخل عوامل متعددة تشمل كلا من شركات الأدوية والجهات الحكومية مثل هيئة الشراء الموحد وهيئة الدواء المصرية.

حيث شركات الأدوية، تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، وصعوبة الإفراج عنها من الموانئ نتيجة نقص السيولة الدولارية، لذلك تطالب الشركات بشكل دوري بإعادة تسعير الأدوية لتعويض تكاليف الإنتاج المرتفعة، خاصة بعد تقلبات سعر الصرف.

وبعض الشركات ترى أن الزيادات الأخيرة لم تكن كافية، وتضغط لمزيد من التحريك في الأسعار.

ويرى مراقبون أن “هيئة الشراء الموحد” ليست مسئولة مباشرة عن التسعير، لكنها تؤثر على السوق من خلال إدارة الإمدادات وسداد مستحقات الشركات وتسبب تأخرها في سداد مديونيات ضخمة للشركات، بخلق فجوة مالية أثرت على استقرار السوق.

ونسب المراقبون لـ” هيئة الدواء المصرية” المسئولية المباشرة عن تحريك الأسعار، حيث منوط بها دراسة طلبات الشركات وتقرر ما إذا كانت تستحق زيادة في السعر، بناءً على دراسة تكاليف الإنتاج وسعر الدولار.

إلا أن انتقادات، وعبر الصحف المحلية قبل المعارضة، تحمل الهيئة ضعف إدارة نواقص الأدوية وعدم عدالة التسعير، بحسب تصريحات من خبراء.

ومن الانتقادات البارزة والتي تحرك الأسعار فرض الهيئة رسوما مرتفعة على الشركات تصل إلى 500% عن السابق، مما يزيد تكلفة الإنتاج، إضافة لتأخر في تطبيق نظام تتبع الأدوية من المصنع إلى الصيدلية، ما يسمح بتسربها إلى السوق السوداء.

وقال أطباء إن تسريب بعض الأصناف النادرة إلى تجار غير رسميين، خاصة أدوية الخصوبة، حيث يُباع 90% منها خارج الإطار القانوني.

 

*الشعب المصري يرفض المشاركة في هزليات السيسي مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس نواب السيسي فى شهر نوفمبر المقبل كشفت استطلاعات رأى أن 64.8% من المواطنين أكدوا أنهم لن يشاركوا فى هذه الهزلية، مقابل 15.6% فقط أعلنوا نيتهم التصويت، فيما أعرب 19.6% عن ترددهم بين المشاركة والمقاطعة .

وأكدت استطلاعات الرأى أن ما يقارب من ثلثي المشاركين عبّروا عن رفض صريح للمشاركة، متوقعة أن تصل نسبة العزوف عن التصويت إلى 84.4%.

وأشارت نتائج الاستطلاعات إلى أن 18.2% من المشاركين سبق أن تعرضوا لضغوط أو إكراه للتصويت، تنوعت بين التهديد بالغرامات المالية ، والضغوط الأمنية، وتقديم الرشاوى الانتخابية، إضافة إلى الحشد القسري للطلبة والموظفين. 

يشار إلى أن الأرقام الرسمية كانت قد اعترفت بأن نسبة المشاركة فى انتخابات مجلس شيوخ السيسي الأخيرة فى أغسطس الماضي لم تتجاوز 17.1% من إجمالي الناخبين المسجلين، أي نحو 11.8 مليون ناخب من أصل أكثر من 69 مليونًا ورغم إعلان أن نسبة الأصوات الصحيحة بلغت 95.6% من نسب التصويت، أكد مراقبون وسياسيون أن الأرقام الرسمية مبالغ فيها، وأن المشاركة الفعلية لم تتجاوز 4% فقط، رغم انتشار المال السياسي وحشد أعداد من الطلاب والموظفين للمشاركة في التصويت عنوة. 

حالة غضب

فى هذا السياق أكد طلعت خليل، -المنسق العام للحركة المدنية أن الشارع المصري يعيش حالة غضب شديد من أداء برلمان السيسي السابق، نتيجة لطبيعة تكوينه عبر نظام القائمة المطلقة المغلقة، الذي يفتح الباب أمام تعيينات قائمة على دفع الأموال، ويأتي بمرشحين بعيدين عن العمل السياسي وعن الشارع. موضحًا أن هذه الطريقة جعلت المواطنين لا يكتفون بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، بل يشعرون أيضًا بالاستياء من مجمل العملية، كما ظهر في ضعف الإقبال على انتخابات مجلس شيوخ السيسي الأخيرة. 

 وقال خليل فى تصريحات صحفية إن ما يسمى بالحوار الوطني شدّد على ضرورة تغيير النظام الانتخابي، غير أن دولة العسكر لم تأخذ بالنظام النسبي أو بالنظام الفردي بما يرضي الناخبين، لكن الناخبين غير راضين لا عن تكوين البرلمان ولا عن أدائه، إذ جاءت معظم القوانين الحكومية المقدمة خلال الدورة الماضية على حساب المواطن، وكان آخرها قانون الإيجار القديم”، مشيرًا إلى أن الناس في حالة سخط شديد على برلمان السيسي. 

فقدان الأمل

وكشف الباحث الاقتصادي إلهامي الميرغني أن القوائم المطلقة وسيطرة أجهزة أمن الانقلاب على القوائم والعملية الانتخابية أعطت المواطنين شعورًا بأن الانتخابات تمثيلية وليست حقيقية، وأن أي تصويت قد يُزوَّر، ما يجعل العزوف عن المشاركة خيارًا أفضل لتجنب التعسف الأمني والتدخل الحكومي.

وأكد الميرغنى فى تصريحات صحفية أن المشكلة الأكبر تكمن في فقدان الأمل في تحقيق التغيير الديمقراطي السلمي عبر صناديق الاقتراع، ما يدفع الملايين للبحث عن بدائل خارج الإطار القانوني، وهو الخطر الحقيقي الذي يواجه المجتمع. 

وأوضح أن تتبّع نتائج الانتخابات منذ عام 2012 وحتى اليوم، يكشف عن تراجع ملحوظ في نسب التصويت، ما يدفع إلى توقع أن تشهد انتخابات 2025 مستويات مشاركة متدنية شبيهة ببرلمان 2010، حين فقد المواطنون ثقتهم في إمكانية التغيير عبر صناديق الاقتراع، وهو ما يمثل خطرًا على مستقبل الإصلاح السياسي في مصر، مشددًا على أن الأزمة لا تقتصر على العملية الانتخابية فحسب، بل تمتد إلى تضييق الخناق على الأحزاب، واحتكار الإعلام والسيطرة عليه، الأمر الذي يعمّق فقدان الملايين للثقة بجدوى المسار الديمقراطي. 

وأشار الميرغني إلى معضلة أخرى تتمثل في تقسيم الدوائر الانتخابية بشكل غير عادل، حيث تعاني المدن الريفية من تكدس انتخابي في مقابل تفاوت واضح بين حجم الدوائر وعدد سكانها. ففي الوقت الذي تُخصص فيه بعض الدوائر نائباً واحداً فقط، تمثل دوائر أخرى بأربعة نواب، وهو ما يعكس اختلالاً واضحاً في العدالة التمثيلية لافتًا إلى أن رفع رسوم الترشح إلى 40 ألف جنيه، حوّل مجلس نواب السيسي من كونه مجلساً للشعب إلى ما يشبه مجلساً للأعيان، مقيداً بذلك فرص المشاركة أمام الفئات الاقتصادية الضعيفة ومحدودي الدخل. 

المال دور محوري

وأكدت تيسير فهمي، -رئيسة حزب التنمية والمساواة-، أن انتخابات مجلس شيوخ السيسي الماضية لم تشهد أي مشاركة تُذكر ، حيث كانت نسبة الإقبال ضعيفة للغاية، مشيرة إلى أن الانتخابات البرلمانية لم تعد قضية مرتبطة بالأحزاب بقدر ما أصبحت مرتبطة بالقدرة على الإنفاق والدعاية، والحصول على دعم عائلي أو قبلي في القرى والبلدات. 

وقالت تيسير فهمي فى تصريحات صحفية : المال أصبح يلعب دورًا محوريًا في العملية الانتخابية، ومن يمتلك القدرة المالية الأكبر هو الأوفر حظًا للفوز، مما يعني أن برلمان السيسي لم يعد في غالبيته معبرًا عن رجل الشارع العادي.

وأشارت إلى أن الكثير من المرشحين ليست لهم علاقة بالسياسة من الأساس، بل يسعون فقط للحصول على “واجهة برلمانية” مؤكدة أن هناك أسماء لم يكن لها أي مواقف سياسية من قبل ومع ذلك تدفع من أجل الحصول على كرسي فى برلمان السيسي . 

 وشددت تيسير فهمي على أن بعض الأعضاء في مجلس شيوخ السيسي الحالي لا صلة لهم بالعمل السياسي، ضاربة المثل بصاحب مطعم أصبح عضوًا في المجلس، وتساءلت: ما علاقته بالتشريع؟ هل سيوزع وجبات مجانية على الناس؟. 

انعدام الثقة 

وكشفت أن هؤلاء استطاعوا بحكم قدراتهم المالية أن ينفقوا على الدعاية ويحشدوا الناخبين بطرق غير مفهومة، قائلة: الظواهر تشير إلى شيء، لكن الواقع يفترض أن يكون شيئًا آخر، لكن عندما نجد شخصًا بعيدًا تمامًا عن السياسة يصبح نائبًا، فهذا أمر غير مفهوم . 

وحول اهتمام الشارع بالانتخابات، أكدت تيسير فهمي أن الغالبية ليست على علم بموعد الانتخابات ولا تثق في العملية الانتخابية أو في النواب، موضحة أن المشكلة ليست فقط في عزوف الناس عن السياسة بقدر ما هي في انعدام الثقة في العملية الانتخابية .

وأشارت إلى أن السياسة تدخل في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن: من لقمة العيش، إلى أسعار الوقود، إلى كل ما يعيشه المواطن منذ لحظة استيقاظه مؤكدة أن المواطنين يدركون أن من ينجح فى مثل هذه الانتخابات الهزلية انما ينجح بماله .

 

*البنك الدولي يحذر: مصر على حافة الشيخوخة فهل تفقد مصر ميزة شبابها؟

حذّر تقرير حديث صادر عن البنك الدولي من تداعيات اجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة على مصر، نتيجة التوجه الرسمي نحو تقليص معدلات الإنجاب، مشيرًا إلى أن البلاد قد تواجه شيخوخة سكانية مماثلة لما تعيشه دول أوروبا الغربية خلال ثلاثة عقود فقط.

التقرير الذي صدر في 18 سبتمبر الجاري تحت عنوان “تبني التغيير وتشكيله: التنمية البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، أشار إلى أن مصر، أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان (108 ملايين نسمة)، تشهد تحوّلًا ديموجرافيًا متسارعًا، يتمثل في انخفاض معدلات الخصوبة، وارتفاع متوسط العمر، وتضاعف نسبة إعالة كبار السن.

وتوقّع التقرير أن تتضاعف نسبة إعالة من هم فوق 65 عامًا إلى الفئة العمرية النشطة (15–64 عامًا) بحلول عام 2050، وهو ما سيؤدي إلى ضغوط كبيرة على أنظمة المعاشات والرعاية الصحية، خاصة مع تراجع معدلات المواليد، ما يهدد بتقلص القوة العاملة مستقبلًا، ويضع الدولة أمام تحديات تمويلية واجتماعية متراكمة.

تقلبات الخصوبة في عهد السيسي

شهدت مصر تغيرات كبيرة في معدلات الإنجاب خلال العقود الماضية. ففي عام 1952، بلغ معدل الإنجاب الكلي 6.7 طفل لكل امرأة، لينخفض تدريجيًا إلى 3.1 عام 2000، ثم يرتفع مجددًا إلى 3.5 عام 2014، قبل أن يبدأ في الهبوط الحاد ليسجل 2.41 طفل في 2024.

قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حمّل مرارًا الزيادة السكانية مسؤولية تآكل جهود التنمية، داعيًا إلى تقليص الإنجاب. ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تراجعت معدلات الزواج، وتأخر سن الزواج، وارتفعت نسب الطلاق، ما ساهم في انخفاض عدد المواليد.

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، انخفض عدد عقود الزواج إلى 800 ألف عقد في 2023، مقارنة بـ870 ألف عقد عام 2015، في مؤشر يعكس تحولات اجتماعية عميقة.

عبء ديموجرافي وفرصة مهددة

يرى خبراء أن مصر تمتلك ثروة بشرية ضخمة، لكنها مهددة بفقدان ميزة التركيبة السكانية الشابة. الدكتور هاني سليمان، الخبير في الإدارة الصحية، أوضح أن 92% من السكان تحت سن 44 عامًا، ما يمثل فرصة هائلة للنمو، لكنه في الوقت نفسه عبء على الدولة في ظل ضعف التعليم وسوق العمل.

سليمان أشار إلى أن انخفاض الخصوبة وارتفاع متوسط العمر سيؤديان إلى تضاعف نسبة الإعالة، ما يفرض تحديات إضافية على دولة نامية تعاني من تباطؤ اقتصادي، وتراجع في معدلات التشغيل، وغياب سياسات فعالة لاحتواء الطاقات الشابة.

أربعة مخاطر مترابطة

الباحث مصطفى خضري حدد أربعة مخاطر رئيسية ناتجة عن تراجع معدلات الإنجاب:

  1. تقلص القوة العاملة المستقبلية: انخفاض معدل الإنجاب يعني عدد أقل من الداخلين لسوق العمل بعد عقدين.
  2. زيادة عبء الإعالة الديموجرافية: كل 100 شخص في سن العمل يعولون 59 آخرين، والنسبة مرشحة للارتفاع.
  3. أزمة في أنظمة التقاعد: انخفاض عدد دافعي الاشتراكات سيؤدي إلى ضغوط تمويلية على صناديق المعاشات.
  4. ضغوط على قطاع الصحة: ارتفاع متوسط العمر وزيادة وفيات كبار السن يعكس الحاجة المتزايدة للرعاية الصحية.

فقدان الميزة الشبابية

رئيس مركز “تكامل مصر” للدراسات الإعلامية، حذّر من فقدان مصر لهبة التركيبة السكانية الشابة، مشيرًا إلى أن نسبة الشباب (18–29 عامًا) تبلغ 21%، لكنها تعاني من بطالة مرتفعة تصل إلى 14.9%، و37.1% بين الإناث.

وأضاف أن مصر تواجه تحديات هيكلية مقارنة بالدول الأوروبية، حيث أن معدل تراجع الخصوبة فيها من بين الأعلى عالميًا، وإذا لم يتم الاستثمار في التعليم والتدريب، فإن البلاد ستواجه فجوة مزدوجة: نقص في العمالة الشابة، وقوة عاملة غير مؤهلة للمنافسة 

منعطف ديموجرافي حاسم

خلص التقرير إلى أن مصر تقف أمام منعطف ديموجرافي حاسم. ورغم أنها لا تزال دولة فتية، فإن المؤشرات طويلة الأجل تنذر بتحول نحو الشيخوخة، ما يستدعي سياسات استباقية تركز على الاستثمار في رأس المال البشري، وتكييف الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية مع هذا الواقع الجديد، قبل أن تتحول الهبة السكانية إلى عبء يصعب تجاوزه.

 

*فساد المحليات يقتل المصريين.. انهيار عقارات فى عين شمس والاسكندرية

تواصلت ظاهرة انهيار العقارات فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي بسبب إهمال المحليات وانتشار الفساد فى الأجهزة المسئولة عن سلامة وصيانة العقارات وتجاهل الأحياء لملف المبانى الآيلة للسقوط.

فى هذا السياق شهدت منطقة عين شمس، اليوم السبت، انهيارا جزئيا في منزل، دون تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية، فيما توجهت أجهزة الحماية المدنية إلى موقع البلاغ للتعامل مع الموقف.

كانت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة قد تلقت بلاغًا بانهيار جزء من منزل في منطقة عين شمس، ووجهت إدارة الحماية المدنية بالقاهرة سيارات الإنقاذ الى موقع البلاغ.

سقوط سقف غرفة

وبحسب المعاينة الأولية، تبين أن الحادث عبارة عن سقوط سقف غرفة بالطابق الأرضي من عقار مكوّن من أربعة طوابق. وتبلغ مساحة الغرفة المتضررة نحو 3 أمتار تقريبًا، بينما انهار السقف على مساحة تقدر بـ 2×2 متر.

ولم يُسفر الحادث عن وقوع إصابات أو احتجاز أي أشخاص، فيما تم تأمين العقار من قِبل فرق الإنقاذ، تحسبًا لأي تطورات.

باشرت الجهات المختصة إجراءات الفحص الفني للتأكد من سلامة المبنى بالكامل، كما تم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمتابعة الموقف والتأكد من عدم وجود خطر على السكان.

عقار الدخيلة

وفى الاسكندرية اصيب ٣ عمال بكسور وجروح خطيرة اثر انهيار عقار قديم بمنطقة الدخيلة التابعة لحي العجمي اثناء قيامهم باعمال ترميم بالعقار المكون من 3 طوابق، مأهول بالسكان، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة

كان قسم شرطة الدخيلة قد تلقى إخطاراً من إدارة شرطة النجدة بورود بلاغ يفيد سقوط سقف عقار، وانتقلت قوات الحماية المدنية رفقة الإسعاف ومسؤولي حي العجمي إلى موقع البلاغ.

بالفحص والمعاينة تبين أن العقار مكون من طابق أرضي، و3 طوابق علوية وسقوط سقف الطابق الأول أثناء ترميمه، ما أسفر عن إصابة 3 عمال بإصابات متفرقة، وتم نقل المصابين إلى مستشفى العجمي العام، لتلقي العلاج اللازم، وتم إخلاء العقار من السكان حفاظاً على سلامتهم لحين العرض على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة الدخيلة، وجارى العرض على جهات التحقيق

مقتل فتاة على يد والدها 

من جانب اخر كشفت أقوال الشهود فى قضية مقتل فتاة على يد والدها والشروع في قتل شقيقها الصغرى، تفاصيل جديدة عن الواقعة التى هزت مشاعر المصريين .

قالت الشاهدة ” ح.ع.م” أمام جهات التحقيق فى الإسكندرية، وهى من جيران الضحايا، فى أقوالها إنها حال نومها بمنزلها فوجئت بقيام نجلتها بافاقتها من النوم تطلب منها التوجه إلي باب الشقة المجاورة، فأبصرت الطفلة المتوفاة ملقاة علي الأرض مصابة بعده جروح طعنية بالرقبة والوجه ووجود دماء حول كامل وجهها ،وحينها أبصرت المتهم يخرج من مسكنه ويقول” أنا عملت كده بسبب أمكوا” ثم عاد مرة أخري الشقة حتي وصلت النجدة والاسعاف.

 

ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه تهجير قسري فى الإسكندرية بأمر لواءات “البحرية” .. السبت 27 سبتمبر 2025م.. شركة المخابرات “المتحدة” تستعين بـ “باسم يوسف” في برنامج جديد ضد إسرائيل فقط

ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه تهجير قسري فى الإسكندرية بأمر لواءات “البحرية” .. السبت 27 سبتمبر 2025م.. شركة المخابرات “المتحدة” تستعين بـ “باسم يوسف” في برنامج جديد ضد إسرائيل فقط

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*ضابط الأمن الوطني مروان حماد يهدد الحقوقي محمد أبوهريرة بالتصفية الجسدية بسجن بدر

تصاعدت الأزمة الإنسانية داخل مركز إصلاح وتأهيل بدر 3، بعد تهديد مباشر وموثق تلقاه المحامي والحقوقي محمد أبو هريرة محمد عبد الرحمن، البالغ من العمر 38 عاماً، والمعتقل منذ 31 أكتوبر 2018، بالتصفية الجسدية على يد أحد ضباط الأمن الوطني المسؤولين عن السجن، والمعروف بالاسم الحركي “مروان حماد“.

التهديد حمل عبارات صريحة وصادمة، مثل: “ممكن تموت هناك قضاء وقدر ومحدش يعرف عنك حاجة”، وكشفت منظمات حقوقية أن ذلك يعكس نية واضحة لاستخدام أقصى درجات القمع لإجبار المعتقلين السياسيين، بينهم أبو هريرة، على إنهاء إضرابهم المفتوح عن الطعام المستمر منذ أكثر من شهرين.

تهديد بالنقل إلى “سجن الموت

أوضحت مصادر حقوقية أن الضابط هدد أبو هريرة صراحة بنقله إلى ما يُعرف داخل الأوساط الحقوقية بـ”سجن الموت” في الوادي الجديد بالصحراء الغربية، وهو أحد أسوأ السجون من حيث ظروف الاحتجاز وعزل المعتقلين عن العالم الخارجي.

الأخطر أن التهديد تضمن احتمال تصفيته الجسدية وتسجيل الوفاة باعتبارهاقضاءً وقدراً”، ما يمثل تهديداً مباشراً لحياته وسابقة خطيرة تعكس تفويضاً أمنياً مفتوحاً بالانتهاك.

تاريخ من الانتهاكات

محمد أبو هريرة، المحامي والحقوقي المعروف، وأحد المتحدثين السابقين باسمالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات”، يقضي حكماً بالسجن 15 عاماً على ذمة القضية رقم 1552 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، بسبب نشاطه في الدفاع عن ضحايا الانتهاكات.

ومنذ اعتقاله، لم يُسمح لأسرته وأطفاله الصغار بزيارته إلا مرتين فقط في العام 2019، ومنذ ذلك الحين حُرم بشكل كامل من أي تواصل مع ذويه، في مخالفة صريحة للدستور ولائحة السجون.

ظروف مأساوية داخل بدر 3

الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وثّقت تصاعد محاولات الانتحار بين المعتقلين في سجن بدر 3، نتيجة الظروف غير الإنسانية وسوء المعاملة المستمرة.

وأشارت التقارير إلى أن مئات المعتقلين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهرين، رفضاً لحرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية، مثل الزيارة الشهرية والتواصل مع العائلات، فضلاً عن غياب المعاملة التي تحفظ كرامتهم وتصون حياتهم.

مطالب عاجلة وتدخل مطلوب

وجهت الشبكة المصرية نداءً عاجلاً إلى النائب العام محمد شوقي للتدخل الفوري لحماية حياة محمد أبو هريرة، كما دعت نقابة المحامين المصرية ونقيبها وأعضائها إلى القيام بدورهم في حماية زميل يتعرض لتهديد مباشر بالتصفية الجسدية.

وفي بيانها، شددت الشبكة على عدة مطالب أساسية، أبرزها:

  • فتح الزيارات الشهرية المقررة قانوناً لجميع المعتقلين.
  • الوقف الفوري لكافة الإجراءات القمعية بحق السجناء السياسيين.
  • تحميل وزارة الداخلية وأجهزة الأمن المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أبو هريرة والمضربين عن الطعام.

*مواطن أمريكي من أصول مصرية ينتقد إسقاط جنسيته ويتوعد بمقاضاة البعثة المصرية في نيويورك

انتقد المواطن الأميركي من أصول مصرية أكرم السماك قرار الحكومة المصرية إسقاط الجنسية عنه وعن اثنين من أبنائه، على خلفية اتهامات وجهتها البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لابنيه ياسين وعلي بمحاولة اقتحام مقر البعثة والاعتداء على موظفيها.

تبرئة من القضاء الأميركي

وقال السماك، في تصريحات خاصة، إن المدعي العام في نيويورك أسقط جميع التهم نهائيًا عن ابنه ياسين بعد مراجعة كاميرات المراقبة التي أثبتت براءته وسحبه بالقوة من الشارع إلى داخل مقر البعثة. وأضاف أن التهم أُسقطت أيضًا عن ابنه علي الأسبوع الماضي “لعدم توافر الأدلة”، مؤكدًا أن الفيديوهات أظهرت أن ابنيه لم يرتكبا أي فعل غير قانوني.

وكانت شرطة نيويورك قد احتجزت الطفل ياسين وشقيقه علي في 21 أغسطس/ آب الماضي بعد مشادات أمام مقر البعثة، قبل أن تُسقط التهم عن الأول في اليوم التالي، وعن شقيقه الأكبر لاحقًا.

انتقاد لاذع للحكومة المصرية

وفي تعليقه على قرار إسقاط الجنسية، قال السماك:

لا أحد يستطيع سحب انتمائي وجنسية المصري مني. حتى لو أسقطوها في أوراقهم فأنا مصري وسأعيش وأموت مصريًا”.

وسخر قائلًا: “لقد تخلوا سابقًا عن تيران وصنافير، وأسقطوا الجنسية عن الأرض، ولن نكون أغلى من الأرض”.

وأضاف أن جواز سفره المصري منتهي منذ عام 1999، ومع ذلك يعتبر نفسه وأولاده “مصريين بالولادة والهوية”، مؤكدًا أن ابنه الثالث أحمد لا يزال يحتفظ بالجنسية المصرية لعدم إدراجه في القرار.

الطعن في مبررات إسقاط الجنسية

وأوضح السماك أن الحكومة بررت قرارها بعدم إخطاره السلطات بازدواج الجنسية، لكنه أكد عكس ذلك، مشيرًا إلى أنه استخرج لابنه ياسين شهادة ميلاد مصرية عام 2003، ما يعني إخطار الجهات المختصة بجنسيته المصرية. وقال: “سأعرض كل هذه المستندات في مؤتمر صحافي قريبًا”.

تزامنت الواقعة مع تظاهرات أمام السفارة المصرية في الولايات المتحدة الشهر الماضي، شارك فيها مصريون وأميركيون للتنديد بإغلاق معبر رفح والمطالبة بإدخال المساعدات إلى غزة. وخلالها، أظهرت مقاطع مصوّرة أفرادًا من البعثة المصرية وهم يحتجزون ابني السماك داخل مقر البعثة.

وأكد السماك أن ابنيه كانا “يتظاهران سلمياً”، وأن التهم الموجهة إليهماملفقة”، متوعدًا بمقاضاة البعثة المصرية في نيويورك بسبب احتجازهما.

*أمن الدولة تستدعي “دومة” بقضية سادسة

 بعد اعتقال وسجن الناشط إسماعيل الإسكندراني، أخطرت نيابة أمن الدولة العليا، أمس، الناشط السياسي أحمد دومة، باستدعائه للتحقيق في قضية جديدة، وحددت جلسة الاثنين المقبل لسماع أقواله، حسبما أعلن دومة عبر فيسبوك.

وأعلن أحمد دومة، تلقيه استدعاء من نيابة أمن الدولة العليا، لجلسة تحقيق في قضية جديدة، هي السادسة التي يواجهها خلال الأشهر الأخيرة، بعد خمسة استدعاءات متتالية في قضايا نشر ورأي أو إبداع، حسبما قال، ما وصفه بـالاستنزاف.

في نهاية يوليو الماضي، أخلت «أمن الدولة» سبيل دومة بكفالة 50 ألف جنيه، بعد أكثر من سبع ساعات تحقيق، على خلفية منشورات على فيسبوك، اتهمته بموجبها بـ«نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام والتشكيك في مؤسسات الدولة»، في مرة هي الثالثة، بعدما أخلت سبيله من الاتهامات نفسها في أبريل، بكفالة 10 آلاف جنيه، وفي نوفمبر السابق عليه، بكفالة 20 ألف جنيه.

عقب آخر إخلاء سبيل، قال دومة إن النيابة لم تلتفت إلى طلبه بتخفيض أو إلغاء الكفالة لعدم قدرته على سدادها، فيما أشار إلى أن التحقيق استند إلى محضر تحريات من الأمن الوطني حول أربعة منشورات كتبها عبر فيسبوك، شملت اتهامه للسلطات ببيع المساعدات لسكان غزة، وانتقادات لإدارة الحكومة لملف الطرق.

وأُفرج عن دومة بموجب عفو رئاسي في 2023، قبل انقضاء خمس سنوات من أصل 15 سنة سجن صدر بها حكم نهائي بحقه في قضية «أحداث مجلس الوزراء»، وغرامة ستة ملايين جنيه.

وعن تزامن قرار استدعائه مع قرار حبس الباحث إسماعيل الإسكندارني، وهل يمكن ربط الحدثين بسياق واحد، قال دومة “العادة جرت على إن أنا عندي استدعاء أو قضية جديدة كل شهرين ونص تلاتة، يعني ده النمط اللي هم حاطينه من اللحظة اللي تقرر فيها الاستدعاءات والكفالات والتحقيقات والقضايا الجديدة

*مؤسسات حقوقية تدين القبض على الباحث إسماعيل الإسكندراني وحبسه في اتهامات بـ”نشر أخبار كاذبة” بعد مواجهته بتدوينات تحمل أفكاره

تعرب المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه عن استنكارها ورفضها لقرار نيابة أمن الدولة العليا حبس الباحث إسماعيل الإسكندراني 15 يوما احتياطيا٬ بعد توقيفه في كمين مرسى مطروح أثناء عودته من سيوة٬ وانقطاع أي تواصل معه لأكثر من 12 ساعة٬ ثم ترحيله إلى القاهرة وعرضه على نيابة أمن الدولة التي حققت معه لساعات قبل أن تصدر قرارها بحبسه.

وبحسب أعضاء بـ هيئة الدفاع عن الإسكندراني٬ فإن توقيفه جاء بناءً على قرار بالضبط والإحضار٬ حيث أدرجته النيابة على ذمة القضية رقم 6469 لسنة 2025، باتهامات تتعلق بـ”إذاعة أخبار كاذبة”، و”الانضمام إلى جماعة إرهابية، و”استخدام موقع إلكتروني للترويج لأفكار إرهابية”. فيما واجهته النيابة خلال التحقيقات بـ 18 تدوينة على حسابه الشخصي والذي أقر الإسكندراني بأنه هو من كتب هذه التدوينات وأنها لا تحمل أي أخبار كاذبة أو شائعات، ولكنها تحمل أفكاره٬ فيما أكد أنه لا ينتمي لأي جماعة سياسية أو حزب أو تنظيم.

يأتي قرار القبض على الإسكندراني وحبسه بعد يومين من قرار العفو الرئاسي الأخير٬ والذي اعتبره البعض مؤشرا على حالة من التهدئة وبداية لحل أزمة الحبس السياسي٬ إلا أن توقيف الإسكندراني يعيد إنتاج نفس السياسات القمعية، ويرسل رسالة سلبية مفادها أن المجال العام لا يزال مغلقا، وأي صوت أو رأي عرضة للاستهداف.

وتشدد المنظمات الموقعة على أن إسماعيل الإسكندراني قضى بالفعل سبع سنوات كاملة في السجون على خلفية عمله البحثي والصحفي، وأن الإفراج عنه في نهاية 2022 كان ينبغي أن يشكل نهاية لمعاناته، لا أن يدخل في دورة جديدة من الحبس والتنكيل. كما أن تدهور حالته الصحية٬ بحسب محاميه٬ واعتماده على جهاز تنفس يجعل استمرار حبسه خطرا مباشرا على حياته، خاصة مع حرمانه من الماسك الطبي الضروري لتشغيل جهازه.

إن استمرار سياسة الحبس الاحتياطي التعسفي ضد الصحفيين والباحثين والمعارضين السياسيين لا يشكل فقط انتهاكا جسيما لحقوق الأفراد وحرياتهم، بل يقضي على الثقة في أي خطوات إصلاحية نحو إنهاء سنوات السجن بسبب الرأي وغلق ملف الحبس الاحتياطي في قضايا حرية التعبير٬ و يعزز مناخ الخوف والرقابة الذاتية، ويبعث برسالة واضحة للمجتمع بأن التعبير عن الرأي، حتى لو كان متزنا وموضوعيا، قد يؤدي بصاحبه إلى السجن.

وتحذر المنظمات من أن الإصرار على ملاحقة أصحاب الرأي لن ينجح في إسكات الأصوات المستقلة، بل يزيد من عمق الأزمة السياسية والحقوقية، ويجعل أي حديث عن انفراج أو حوار سياسي بلا معنى٬ فغياب الحريات لا ينتج استقرارا، بل يراكم الغضب ويبقي على المجتمع في دائرة مغلقة من القمع والحبس السياسي٬ بدلا من بناء مناخ يفتح المجال أمام الإصلاح الحقيقي والخطوات الفعالة لوقف دائرة الحبس السياسي.

وتطالب المنظمات الموقعة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن إسماعيل الإسكندراني وإسقاط جميع التهم ضده٬ ضمان حصوله على الرعاية الصحية العاجلة وإعادة جهاز التنفس الخاص به بشكل فوري حتى الإفراج عنه٬ ووقف استخدام الحبس الاحتياطي كعقوبة ضد الصحفيين والباحثين والنشطاء السياسيين٬ واتخاذ خطوات جادة وشفافة نحو فتح المجال العام وحماية حق الأفراد في التعبير عن رأيهم دون خوف من الحبس أو قمع وتنكيل.

المنظمات الموقعة:
المفوضية المصرية للحقوق والحريات
مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان
إيجيبت وايد لحقوق الإنسان
مركز النديم
المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT)
الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
لجنة العدالة
مؤسسة سيف للقانون
المنبر المصري لحقوق الإنسان
مؤسسة دعم القانون والديمقراطية
معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط
مركز ديمقراطية الشرق الأوسط (MEDC)
منصة اللاجئين في مصر

 

* شركة المخابرات “المتحدة” تستعين بـ “باسم يوسف” في برنامج جديد ضد إسرائيل فقط

 تعاقدت قنوات “المتحدة للخدمات الإعلامية” الاستخبارية المصرية مع الإعلامي المصري “باسم يوسف” لتقديم برنامج تلفزيوني جديد، بقيمة تعاقد تجاوزت الـ 22 مليون جنيه مصري شهريًا، ليصبح “باسم يوسف” الأعلى أجرًا بين الإعلاميين في العالم العربي

وذلك بعد طرده ووقف برنامجه في مصر من 11 عاماً “البرنامج” الذي كان يذاع على قناة “MBC مصر

وقال الإعلامي محمد علي خير أن الشركة المتحدة “المملوكة للمخابرات المصرية” تتعاقد مع الإعلامي الشهير “باسم يوسف” لتقديم برنامج، أو ربما فقرة في برنامج، بإحدى القنوات التابعة لها، مقابل 22 مليون جنيه مصري شهريا (أقل قليلا من نصف مليون دولار)، بإجمالي عقد سنوي 264 مليون جنيه (أكثر قليلا من خمسة ملايين دولار)، والاتفاق أن يكون برنامجه متعلقا بالشأن الفلسطيني، دون تدخل في الشأن المصري الداخلي.

أشارت مصادر إلى أن عودة يوسف  ستكون جزئية، إذ لن يعود للإقامة الدائمة في القاهرة، ولن يقدم برنامجاً أسبوعياً أو موسمياً على غرار “البرنامج”، بل سيكون ظهوره متقطّعاً عبر حلقات محدودة أو كضيف متكرر في برامج قائمة.

كما لفتت المصادر إلى أن المفاوضات تركز على القضايا التي سيطرحها يوسف، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها بقوة خلال العامين الماضيين عبر ظهوره في كبرى القنوات الأمريكية والأوروبية.

أشارت مصادر لموقع القاهرة 24 إلى أن عودة يوسف ستكون جزئية، إذ لن يعود للإقامة الدائمة في القاهرة، ولن يقدم برنامجاً أسبوعياً أو موسمياً على غرار “البرنامج”، بل سيكون ظهوره متقطّعاً عبر حلقات محدودة أو كضيف متكرر في برامج قائمة.

كما لفتت المصادر إلى أن المفاوضات تركز على القضايا التي سيطرحها يوسف، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها بقوة خلال العامين الماضيين عبر ظهوره في كبرى القنوات الأمريكية والأوروبية.

واستطاع باسم خلال فترة غيابه أن يرسّخ حضوره على الساحة الدولية، مستثمراً إتقانه للغة الإنجليزية وخبرته الإعلامية للدفاع عن القضية الفلسطينية وإيصال صوتها إلى منصات عالمية كبرى.

*تهجير قسري فى الإسكندرية بأمر لواءات “البحرية” ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه

تشهد منطقة طوسون بالإسكندرية واحدة من أعنف الأزمات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، بعد أن أصرت سلطات الانقلاب على تنفيذ قرارات إزالة وتهجير آلاف الأسر من منازلهم، تحت لافتة “التطوير” ونقلهم إلى مشروع “بشائر الخير”. لكن ما يبدو في الظاهر تحسينًا عمرانيا، ينكشف في جوهره كعملية تفريغ ممنهجة للأرض من سكانها لصالح مشروعات استثمارية، دون اعتبار لحقوق الناس أو ثمن تصالحاتهم التي دفعوها مسبقًا. 

إصرار عسكري لا مدني

المشهد لم يعد محصورًا في نزاع إداري أو عمراني، بل تحول إلى صراع بين الأهالي وسلطة عسكرية تحكم بعقلية الاحتلال. تساؤلات واسعة أثيرت حول دور لواءات البحرية في إدارة ملف سكني بحت، في وقت يفترض أن تكون الأجهزة المدنية هي المسؤولة. مقاطع مصورة أظهرت ضباطًا بزي عسكري يوجهون إنذارات قاسية للأهالي، في صورة اعتبرها كثيرون “دليلاً على عسكرة العمران وتحويل الجيش إلى أداة قمع داخلي”.

6 آلاف أسرة تواجه المصير المجهول

أكثر من 6 آلاف أسرة مهددة بالإخلاء، يعيش معظمها على أنشطة صغيرة ومحال متوارثة منذ عقود. نقلهم إلى شقق لا تتجاوز 60 مترًا، بنظام إيجار أو انتفاع، يعني تفكيك روابطهم الاجتماعية وضياع مصادر رزقهم. إحدى السيدات لخصت المشهد بمرارة: “بيوتنا ورثناها عن أجدادنا، دفعنا فلوس التصالح، والآن يقولون لنا: اخرجوا”.

القمع سلاح النظام

رفض الأهالي الاستسلام قوبل بسياسة الترهيب. اعتقال المتحدث باسمهم وحبسه 15 يومًا بتهمة ملفقة بالانضمام إلى “جماعة إرهابية” كان رسالة مباشرة لأي محاولة للتنظيم الشعبي. مقاطع أخرى أظهرت تهديدات بتلفيق قضايا مخدرات لكل من يرفض المغادرة، ما يعكس ممارسات ميلشياوية لا تليق بجيش وطني يُفترض أن يحمي شعبه. 

 التهجير جريمة دستورية 

منظمات حقوقية مصرية ودولية وصفت ما يجري بأنه تهجير قسري مخالف للدستور، الذي يحظر مثل هذه الإجراءات تحت أي مبرر. الحقوقي خالد علي أكد أن القضية تتجاوز “التطوير” لتصبح جريمة مكتملة الأركان، هدفها تجريف المجتمع وإعادة تشكيله بالقوة. 

وعود “بشائر الخير” وواقع مرير 

في مقابل الترويج الرسمي لمشروع “بشائر الخير” باعتباره نقلة حضارية، تكشف تجارب الأسر التي نُقلت سابقًا إلى المشروع عن أزمات معيشية خانقة: تكاليف مرتفعة، غياب خدمات أساسية، وتفكك اجتماعي. النتيجة النهائية: حياة أكثر قسوة مما عاشوه في عشوائياتهم القديمة. 

عقلية محتل لا حاكم 

الإصرار على عسكرة ملف الإزالات يطرح سؤالًا أكبر: لماذا يتعامل السيسي وجيشه مع المصريين وكأنهم “غرباء على أرضهم”؟ الإجابة تكمن في منطق اقتصادي-أمني يرى في الأرض فرصة استثمارية، وفي المواطن مجرد عائق يجب إزاحته. الجيش هنا لم يعد مؤسسة وطنية، بل تحول إلى ذراع للسلطة يحكم بمنطق الميلشيات، يستخدم الاعتقال والترهيب لتفريغ مساحات لصالح مشروعات نخبوية وشركات مرتبطة بالسلطة. 

نموذج فجّ لسياسات التهجير القسري

ما يجري في طوسون ليس مجرد أزمة إسكان، بل نموذج فجّ لسياسات التهجير القسري تحت ستار التنمية. هو مشهد يعكس عقلية نظام يرى في الشعب عبئًا، وفي الأرض صفقة مربحة. وبينما يتمسك الأهالي ببيوتهم وحقهم في البقاء، يصر نظام السيسي على أن يسمع الناس صوت الجرافة فقط، في صورة تجسد بوضوح معركة غير متكافئة: شعب أعزل في مواجهة جيش فقد هويته الوطنية.

*أعضاء بالنيابة العامة المصرية يعترضون على تجاوزات للنائب العام لصالح الشرطة

قالت تقارير صحفية عربية أن عدد من أعضاء النيابة العامة في مصر وجهوا شكوى رسمية إلى عبد الفتاح السيسي، ووزير العدل المستشار عدنان فنجري، أعلنوا فيها صراحة اعتراضهم على تجاوزات ارتكبها النائب العام الحالي المستشار محمد شوقي، والتي بحسب نص الشكوى تؤدي إلى “انهيار مؤسسة عريقة نحبها ونكنّ لها كل الولاء”.

وأكدوا أن تلك الوقائع إذا ما وصلت إلى رئيس الجمهورية فلن يرضى عنها إطلاقاً، ووصفوا الجُرم المرتكب نصاً بـ “الفادح”.

قالوا في شكواهم: “نتقدم لسيادتكم نحن أعضاء في النيابة العامة بشكوى ضد النائب العام محمد شوقي لارتكابه وقائع متتالية تؤدي إلى انهيار مؤسسة نحبها وندين لها بالولاء، كما أن تلك الأفعال التي يرتكبها من المؤكد أنها إن وصلت لسيادتكم لن ترضوا عنها أبداً لمعرفتنا بالمبادئ والقيم التي تتصفون بها سيادتكم”.

مدير مكتب السيسي يدافع عن النائب العام

وشكا أعضاء النيابة من أن أي شكوى موجهة ضد النائب العام يتم حجبها عن السيسي أو تحريف مقصدها وتبريرها بالشكل الذي يُخلي مسؤوليته، وذلك ما شاهدناه في الشكوى التي سبق أن تقدّم بها أعضاء في النيابة العامة ضد النائب العام بعد أن فجّرت النيابة العامة قضية المرحوم محمد صلاح الألفي، عضو النيابة، وهو ما أدى إلى انتحاره هروباً من ذلك القهر”.

وأشار مقدّمو الشكوى إلى أن ما يُعرض على السيسي من مكاتبات أو شكاوى للقضاء في مصر يمر عادة عبر مكتب المستشار عمر مروان، مدير مكتب الرئيس، والذي بحسب نص الشكوى: “يدافع عن تصرف النائب العام محمد شوقي حتى لا يُلام من سيادتكم على اختياره له”، الأمر الذي، على حد تعبيرهم، يعطّل وصول الحقائق كاملة إلى الرئيس.

وانتقلت الشكوى بعد ذلك إلى ما اعتبره مقدّموها واقعة صادمة، موضحين أن تفاصيلها تعود إلى تحقيق أُجري قبل خمسة أشهر في قضية مقتل مسجون على يد ضابط شرطة داخل قسم.

وبحسب نص الشكوى، توافرت كافة الأدلة التي تُدين الضابط المتهم، وأعدّ وكيل النيابة مذكرة بإحالته إلى المحاكمة الجنائية، ورفعها على نظام النيابة العامة الإلكتروني. غير أن تدخلات وصِلات شخصية قلبت الموازين.

وبحسب الشكوى، فإن “اتصالاً جرى بين أحد أقارب الضابط المتهم ورئيس المكتب الفني السابق محمد البياع، بحكم علاقة صداقة بينهما، تعهّد فيه القريب بتدبير حفظ القضية وعدم إحالتها للمحاكمة.

وبعد ذلك وفقاً للشهادة تواصل رئيس المكتب الفني مع النيابة الكلية في مصر وطلب إعادة رفع مذكرة جديدة على النظام الإلكتروني، مع تغيير وجهة النظر القانونية من الإحالة إلى الحفظ”.

وعندما اعترض عضو النيابة المسؤول عن التصرف: “تم تهديده صراحة بالتنكيل به في الحركة القضائية المقبلة، وهو ما دفعه تحت وطأة الخوف على مستقبله الوظيفي إلى الرضوخ، فقام بتغيير المذكرة من إحالة إلى حفظ، وأعاد تفعيلها على النظام

ولفتت الشكوى الانتباه إلى أن النظام الإلكتروني للنيابة أظهر مذكرة الإحالة بتاريخ 27 مايو 2025، ثم مذكرة الحفظ في اليوم نفسه، أي أن المذكرة الأولى أُلغيت فعلياً واستُبدلت بالأخرى.

وبعدها بأيام قليلة، وتحديداً في 31 مايو 2025، وقّع النائب العام بالموافقة على ما انتهت إليه النيابة الكلية، من دون أن يحدد بشكل واضح إن كان المقصود موافقته على مذكرة الإحالة الأولى أم على مذكرة الحفظ الثانية. وأضافت الشكوى أن النيابة الكلية حين تواصلت مع مكتب النائب العام للاستفسار عن التأشيرة، جاءها الرد قاطعاً بأن القضية “تم حفظها”.

وعبّر أعضاء النيابة في خطابهم عن استنكارهم الشديد لهذه الواقعة، مؤكدين أنه “بغض النظر عن أن المتهم تاجر مخدرات وسيّئ السمعة، فهل تُدار النيابة العامة بمثل هذا الشكل؟ وهل يجوز التلاعب في مصائر التحقيقات بهذه الصورة الفجّة؟”.

وفي ختام شكواهم، ناشد مقدّمو الرسالة السيسي، بـ”التدخل العاجل وتكليف أي جهة قضائية محايدة أو أي شخصية موثوق بها لدى مؤسسات الدولة، على أن يكون ذلك بعيداً عن المستشار عمر مروان، لفحص تفاصيل القضية والتأكد من صحة ما ورد بالشكوى”.

ووقّع الشكوى في ختامها أعضاء بالنيابة العامة، مؤكدين أن ما دفعهم إليها هو “غيرتهم على مؤسسة العدالة التي يخدمونها، وخوفهم على مستقبلها إذا استمر هذا النهج”، بحسب وصفهم

*من الموانئ والشواطئ إلى الفنادق ثم أرض المعارض… أموال الخليج تبتلع أصول مصر بخيانة السيسي

يبدو أن حكومة الانقلاب عازمة على المضي في سياسة بيع الأصول بلا توقف، وكأنها وجدت في التفريط في ممتلكات الشعب الطريق الأسهل لتسكين أوجاع أزمتها الاقتصادية، دون أي اعتبار لقيمة هذه الأصول أو حقوق الأجيال القادمة.

أحدث فصول هذا المسلسل هو العرض الخليجي الضخم لشراء أرض المعارض بمدينة نصر، تلك البقعة الاستراتيجية التي ارتبطت لعقود بالمعارض الكبرى والفعاليات الاقتصادية التي عكست صورة مصر أمام العالم، حيث قدم تحالف من شركات سعودية وإماراتية عرضًا لشراء أرض المعارض بمدينة نصر المملوكة لبنك الاستثمار القومي المصري في صفقة جديدة للاستيلاء على ممتلكات المصريين 

بيع تحت مسمى “استثمار”
الحكومة تحاول تسويق الصفقة على أنها “استثمار أجنبي مباشر” سيدعم الاقتصاد المصري.
لكن الحقيقة أن ما يحدث لا يمت للاستثمار الحقيقي بصلة، فالاستثمار يعني بناء مصانع ومشروعات إنتاجية تخلق فرص عمل وتضيف للاقتصاد قيمة مستمرة.
أما بيع أرض المعارض فهو ببساطة تسييل للأصول: الحصول على مبلغ مالي لمرة واحدة، مقابل فقدان أصل استراتيجي كان يمكن أن يدر دخلاً متجدداً لعشرات السنين.

إنها ليست استثمارات، بل عمليات بيع مكشوفة، تُدار خلف الأبواب المغلقة وتُعرض على مستثمرين بعينهم، دون شفافية أو منافسة، وكأنها صفقة خاصة وليست ممتلكات دولة وشعب. 

صفقات سابقة تكشف المنهج
صفقة أرض المعارض ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فقد سبقها بيع حصص في عدد من الموانئ  والشواطئ المهمة مثل ميناء العين السخنة وميناء الإسكندرية وراس الحكمة وغيرهم لصناديق سيادية خليجية.

كما تنازلت الحكومة عن فنادق تاريخية تابعة لشركة “إيجوث” السياحية، وطرحت للبيع شركات كبرى مثل الشركة الشرقية للدخان.
كل هذه الصفقات جرى تمريرها تحت عنوان “جذب الاستثمارات”، بينما الحقيقة أنها نزيف مستمر للأصول الاستراتيجية، يجرّد الدولة من مواردها ويحوّلها إلى مجرد وسيط بين المستثمر الأجنبي والمواطن الذي يدفع الثمن. 

فشل حكومي يُغطّى بالبيع
الحكومة تُصرّ على إخفاء فشلها الاقتصادي المتراكم عبر بيع الأصول. فهي عاجزة عن معالجة العجز في الموازنة، وتفاقم الدين الداخلي والخارجي، وانهيار قيمة الجنيه. وبسبب هذا الفشل، تلجأ إلى أسهل الحلول: بيع ما تبقى من أصول الدولة.
بدلاً من إصلاح السياسات المالية، أو دعم الصناعة والزراعة، أو محاربة الفساد والهدر، اختارت الحكومة الطريق الأسهل والأكثر خطراً: التخلص من أصول الشعب قطعة بعد أخرى. 

ضياع للأرض وللسيادة
أرض المعارض ليست مجرد قطعة أرض، بل موقع استراتيجي في قلب القاهرة. بيعها يعني أن مصر تفقد واحدة من أبرز ممتلكاتها العامة في منطقة ذات قيمة اقتصادية هائلة. وفي الوقت الذي تحتفظ فيه الدول بأصولها وتحولها إلى مراكز تنمية، تتنازل مصر عنها في صفقات عاجلة لسد فجوات مالية صنعها سوء الإدارة والديون المتراكمة. 

غياب الشفافية
لا توجد أي تفاصيل واضحة للرأي العام حول قيمة الصفقة أو كيف جرى تقييم الأرض. هل سيُباع الموقع فعلاً بقيمته الحقيقية، أم أن هناك تخفيضات وامتيازات سرية كما جرى في صفقات سابقة؟ لماذا لا تُطرح الأرض في مناقصة علنية تضمن أعلى سعر وأفضل عائد؟

الحكومة تُدار بمنطق “الوصاية” على الشعب، تتصرف في ممتلكاته وكأنها ملكية خاصة، بينما المواطن هو آخر من يعلم. 

آثار اجتماعية وسياسية
بيع الأصول بهذا الشكل يخلق شعوراً بالظلم لدى الناس. المواطن البسيط يُثقل بالضرائب وارتفاع الأسعار، بينما يرى أن حكومته تبيع ما يملكه الشعب للأجانب.
هذا يعمق الفجوة بين الشعب والدولة، ويزيد من الإحباط وفقدان الثقة.

وبينما تتحدث الحكومة عن “مستقبل مشرق” و”مشروعات قومية”، الحقيقة أن المستقبل يُباع الآن في صفقات عاجلة لا تُراعي سوى توفير الدولار بأي ثمن. 

كان يمكن أن تكون قصة نجاح
أرض المعارض في مدينة نصر يمكن أن تتحول إلى مشروع وطني ضخم: مركز دولي للمعارض والمؤتمرات، يجذب آلاف الشركات والزوار، ويوفر دخلاً مستمراً وفرص عمل.
لكن الحكومة اختارت الطريق الأقصر والأفشل: بيع الأصل بدلاً من تشغيله وتنميته.

وختاما العرض الخليجي لشراء أرض المعارض بمدينة نصر ليس سوى جولة جديدة من مسلسل التفريط في ممتلكات مصر.
الحكومة بدلاً من أن تدير أصول الشعب لصالحه، تبيعها تحت مسمى الاستثمار، بينما الحقيقة أنها تصفية شاملة لما تبقى من مقدرات الدولة.

هذه السياسة ليست حلاً، بل كارثة مؤجلة. اليوم تُباع الأرض لسد ديون عاجلة، وغداً ستبقى الديون، لكن من دون أصول ولا موارد. إنها وصفة مؤكدة لفقدان السيادة الاقتصادية، وجعل البلاد رهينة لمستثمرين خارجيين.

* 450 ألف حالة عقر سنويًا.. 20 مليون كلب ضال فى شوارع المحروسة تهدد حياة المصريين

في الوقت الذي تُرفع فيه حكومة الانقلاب شعارات عن تجميل الشوارع والنظافة و “حماية الطفولة”، تُغرس أنياب الكلاب الضالة في أجساد أطفال أبرياء، ليجدوا أنفسهم بين جدران المستشفيات يصارعون الموت البطيء.

مأساة الكلاب الضالة تهدد المصريين الذين لا يجدون من يحميهم ، بينما تكتفي الأجهزة التنفيذية بحكومة الانقلاب بالتصريحات الوردية، تاركة الشوارع غابة مفتوحة تنهش فيها الكلاب الضالة أجساد الصغار والكبار.

 450 ألف حالة عقر

 التقارير الرسمية تكشف أن مصر تسجل نحو450 ألف حالة عقر سنويًا نتيجة هجوم الكلاب الضالة، فى حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن مضؤ شهدت نحو 574 ألف حالة عقر عام 2019 وحده.

كما تسجل مصر قرابة 50 حالة وفاة سنويًا بداء الكلب، معظمهم من الأطفال في الفئة العمرية ما بين 5 و14 سنة، وبعض التقارير قدّرت الوفيات بما يقارب 100 حالة وتلك الوفيات مؤكدة نتيجة الإصابة بداء الكلب، بينما تظل الحلول غائبة، بين وعود حكومة الانقلاب بالتحصين وحملات لا ترَى النور إلا على الورق..

وقدرت تقارير رسمية أن اعداد الكلاب الضالة فى شوارع مصر تتجاوز خمسة عشر مليونا وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لحياة ملايين المواطنين في القرى والمدن على حد سواء

 20 مليون كلب

 وبحسب نقابة البيطريين يقدر عدد الكلاب الضالة في مصر بما يتراوح بين 15 إلى 20 مليون كلب، مشيرة إلى أن تكلفة توفير أمصال داء الكلب وصلت إلى 146 مليون جنيه عام 2019، مع توقع أن تتجاوز 500 مليون جنيه بسبب زيادة الإصابات .

هذه الأرقام تكشف أن الأزمة لم تعد حوادث فردية، بل ملف وطني يلتهم أرواح الأطفال وميزانية دولة العسكر معًا.

صراخ بلا مجيب 

فى هذا السياق تشهد منطقة الاربعين بحي غرب اسيوط كارثة حقيقية بسبب الكلاب الضالة التي اصبحت تهدد حياة الاطفال ليل نهار حيث تكررت حوادث العقر والتى كان ضحيتها اطفال صغار نقلوا الى المستشفى.

شوارع منطقة الأربعين تحولت إلى مصيدة رعب يومية للأطفال…طفل صغير يصرخ من الألم بعد أن نهشت الكلاب الضالة ذراعه، مخلفة جروحًا غائرة قد تلازمه طوال العمر، وطفلة أخرى ترقد في غرفة المستشفى، وجهها ملفوف بالشاش، وعيناها مغمضتان تحت تأثير الأدوية، بعدما نجت من بين أنياب الموت.

أسر مكلومة تعيش على أعصابها، ما بين خوف على أطفالها من الشارع وقلق من نفاد الأمصال داخل المستشفيات، والأزمة لم تعد حادثا فرديا، بل صارت ملفا وطنيا يهدد آلاف الأسر يوميا.

فيما اثار غياب اي اجراءات وقائية من جانب الجهات المعنية بحكومة الانقلاب حالة من الرعب والذعر والغضب بين الاهالي الذين اتهموا المسئولين بالتقاعس عن حماية المواطنين، خاصة بعد تحول الشوارع إلى ساحة خطر دائم . 

إصابات الاطفال

وأكد الأهالي أن المناطق السكنية أصبحت مرتعا لعشرات الكلاب الضالة، التي تتحرك في أسراب، وتهاجم المارة ليلًا ونهارًا .

وقال الأهالى : أولادنا مش عارفين ينزلوا يلعبوا .. حتى الطريق للمدرسة بقى رعب، مشيرين إلى أنهم كل يوم يستمعون إلى صوت أم مفجوعة تعبر عن مأساة مئات الأسر التي لا تجد حماية لأطفالها سوى الدعاء.

فى هذا السياق قال مصطفى كامل عامل إن الكلاب الضالة هاجمت نجله أثناء عودته من المدرسة وتسببت في إصابة عميقة بذراعه مؤكدا أن الاطفال لا يستطيعون اللعب أو السير بأمان.

وأضافت شيماء حسن ربة منزل أن ابنتها تعرضت للعقر أمام المنزل وتم نقلها الى المستشفى العام حيث لم تجد الأمصال بسهولة مما زاد من معاناتهم بينما أشار خالد علي سائق إلى أن الكلاب الضالة تنتشر ليلا ونهارا وتتحرك في أسراب دون أي تدخل من المسئولين.

 الأمصال

 وقال احمد جمال حداد ان نجله تعرض لهجوم من الكلاب الضالة اثناء عودته من الدرس مما ادى الى اصابة غائرة في ذراعه

واضاف ان المستشفى لم يكن به مصل كاف مما جعلهم يبحثون في اكثر من مكان

وقالت فاطمة سيد ربة منزل ان ابنتها الصغيرة تعرضت للعقر امام باب البيت وتم نقلها في حالة حرجة

واضافت ان الكلاب الضالة تتحرك في اسراب وتهاجم الجميع بينما ذكر محمد ابراهيم سائق ان الاطفال اصبحوا لا يذهبون للمدرسة بمفردهم خوفا من الاعتداء

وصمة عار

ورغم خطورة الأزمة، تتعامل الأجهزة المعنية بحكومة الانقلاب مع الملف بمنطق “رد الفعل”، فتتحرك فقط بعد وقوع الكارثة، بينما يظل غياب خطة متكاملة للسيطرة على الظاهرة وصمة عار في جبين الإدارة المحلية.

وأعرب  الاهالي عن أسفهم لان الكارثة مستمرة مؤكدين ان تحرك المسئولين لا يتعدى التصريحات او الحملات المؤقتة دون خطة واضحة للتعقيم او التحصين او الايواء وهو ما يجعل كارثة الكلاب الضالة مستمرة وتتضاعف يوما بعد يوم وسط تجاهل تام لمعاناة الاطفال والاسر.

وحذروا من الأزمة لم تعد مجرد كلاب ضالة .. بل أصبحت قنابل موقوتة تفتك ببراءة الأطفال، ما لم تُوضع آليات عاجلة تتضمن التعقيم، والتحصين، وإيواء هذه الحيوانات، فإن الشوارع ستظل ساحات دماء مفتوحة، والضحايا في ازدياد.

في شبه دولة السيسى استقرار الجنيه على الورق وارتفاع الذهب واقتصاد مشلول .. الجمعة 26 سبتمبر 2025م.. بلدوزر السيسي يواصل محو تاريخ مصر

في شبه دولة السيسى استقرار الجنيه على الورق وارتفاع الذهب واقتصاد مشلول .. الجمعة 26 سبتمبر 2025م.. بلدوزر السيسي يواصل محو تاريخ مصر

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* من “الأمعاء الخاوية” إلى “الأجساد البالية”.. معتقلو بدر 3 يفضحون 12 عامًا من الانتهاكات

أصدر مركز الشهاب لحقوق الإنسان بيانًا مطولًا، نقل فيه شهادة مؤثرة ومفصلة من المعتقلين السياسيين داخل قطاع (2) بسجن بدر 3، الذين كشفوا عن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالتهم على مدار أكثر من 12 عامًا، مؤكدين أنهم انتقلوا من مرحلة “معركة الأمعاء الخاوية” إلى مرحلة “الأجساد البالية”، في إشارة إلى استنزاف قواهم الجسدية والنفسية جراء التعذيب الممنهج والمعاملة القاسية. 

تفاصيل الانتهاكات
البيان الصادر عن المعتقلين سلّط الضوء على انتهاكات وُصفت بالمنظمة والممنهجة، شملت:

  • القضاء والعدالة: تلفيق آلاف القضايا للمعتقلين، وإعادة تدويرهم في قضايا جديدة رغم حصول بعضهم على البراءة أو انتهاء مدة العقوبة. كما أنشئت “دوائر الإرهاب” الاستثنائية لعزلهم عن محاميهم وأهاليهم ووسائل الإعلام، ووضعهم في أقفاص زجاجية عازلة للصوت خلال المحاكمات.
  • التعذيب والحرمان: المعتقلون أشاروا إلى تطبيق برامج تعذيب قاسية في سجن العقرب امتدت لسنوات، تسببت في وفاة العشرات نتيجة الحرمان من الطعام والدواء، إضافة إلى الحبس الانفرادي الكامل لعقد كامل داخل زنازين مغلقة 24 ساعة يوميًا، بلا شمس أو هواء أو مقومات حياة إنسانية.
  • انتهاك الحقوق الأسرية: البيان أشار إلى اقتحام منازل المعتقلين واعتقال زوجاتهم وأبنائهم وأقاربهم، فضلًا عن تشتيت الأسر في سجون متفرقة، مع الحرمان التام من الزيارة منذ عام 2018، رغم صدور مئات الأحكام القضائية التي تقر حقهم في التواصل مع ذويهم.
  • مصادرة الممتلكات: أفاد المعتقلون بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم بقرارات غير قضائية، وإجبار شركاتهم على الإفلاس، ما ألقى بظلال كارثية على أسرهم وحياتهم الاقتصادية.
  • التستر على الجرائم: المعتقلون أكدوا أن السلطات منعت النيابة العامة والقضاء من التحقيق في وقائع قتل وتعذيب بحق أبنائهم وأقاربهم، تحت غطاء “قرارات سيادية”.
  • القمع في المحاكم: لم يقتصر القمع على السجون فقط، إذ تعرّض المعتقلون للاعتداء البدني واللفظي أثناء جلسات المحاكمات، وصلت حدّ سحل بعضهم داخل محكمة بدر 3، مع تهديدات متكررة بإيذاء ذويهم. 

رسالة المعتقلين
في نص البيان، وجّه المعتقلون رسالة مؤثرة جاء فيها:
“لقد مضى أكثر من 12 عامًا على اعتقالنا وتعذيبنا وحرماننا من أبسط الحقوق التي نص عليها الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. نعلن بعزم وتصميم أننا لن نفرّط في حقوقنا أبدًا، ولو كان الثمن حياتنا. ونوجّه نداءً إلى العالم الحر ومؤسساته لزيارة السجون والاطلاع على أوضاعنا وشهاداتنا، وكشف الحقيقة التي يتم إنكارها ونفيها بجرأة منقطعة النظير.” 

موقف مركز الشهاب
مركز الشهاب لحقوق الإنسان أكد أن البيان يكشف صورة حقيقية عمّا يتعرض له عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين داخل السجون، معتبرًا أن ما ورد فيه “يمثل نموذجًا للانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحقهم بشكل يومي”.

وطالب المركز المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بالتحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ”جرائم مستمرة تهدد حياة المعتقلين وتفتك بأسرهم”.

 

*اتهامات إسرائيلية لمصر بتشييد قواعد سرية في سيناء.. بين “الذريعة السياسية” وواقع التنسيق الأمني

نشرت وسائل إعلام عبرية تقارير تتهم الجيش المصري ببناء بنية تحتية عسكرية واسعة النطاق في شبه جزيرة سيناء، تتضمن إنشاء منشآت تحت الأرض يشتبه بأنها مخصصة لتخزين الصواريخ، وتوسيع مدارج القواعد الجوية لتستوعب الطائرات المقاتلة. وتأتي هذه المزاعم في وقت حساس يتسم بتوتر إقليمي واسع، وتزايد القتال في قطاع غزة، وسط محاولات إسرائيلية لإعادة صياغة العلاقة الأمنية مع مصر بما يخدم أهدافها. 

اتهامات متكررة
قناة 
i24NEWS الإسرائيلية ذكرت أن التوسعات الأخيرة في سيناء تتجاوز الحدود المنصوص عليها في اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي تنص على وجود محدود للأسلحة الثقيلة في بعض المناطق. وأضافت القناة أن ما تصفه بـ”المخابئ الصاروخية تحت الأرض” يعكس استعدادات مصرية لاحتمال مواجهة عسكرية، رغم أن التقديرات المصرية – وفق التقرير – لا ترى سوى احتمال ضئيل للغاية لا يتجاوز 1% لاندلاع مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

ورغم الطابع العسكري للاتهامات، يشير محللون إسرائيليون إلى أن الضجة المثارة قد تكون جزءًا من استراتيجية سياسية تهدف إلى كسب دعم أمريكي إضافي. حيث سبق أن كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم شكوى رسمية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب فيها بممارسة ضغوط على القاهرة لتقليص حجم الانتشار العسكري المصري في سيناء. 

مصر ترد بالتنسيق الأمني
في المقابل، شددت القاهرة على أن تحركاتها العسكرية في سيناء تتم بالتنسيق الكامل مع الأطراف الضامنة لاتفاقية السلام، وذلك استنادًا إلى إعلان رسمي صدر في العشرين من الشهر الجاري. وأكدت مصر أن تواجد قواتها يرتبط بضرورات الأمن القومي وحماية الحدود الشرقية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، وعلى رأسها التوترات في غزة ومخاطر التسلل عبر الحدود. 

نقطة خلاف جديدة
صحيفة “
Epoch” العبرية وصفت ما يجري بأنه “نقطة خلاف إضافية” تضاف إلى العلاقات المعقدة بين القاهرة وتل أبيب، في وقت يشتعل فيه القتال داخل غزة. وأشارت إلى أن إسرائيل تسعى إلى تصوير الوجود العسكري المصري في سيناء كتهديد مباشر لأمنها القومي، بينما تصر القاهرة على أن تعزيز حضورها العسكري هناك يخدم الاستقرار الإقليمي ويأتي في إطار حقوقها السيادية.

 

* قائمة المرشحين للتعيين في مجلس الشيوخ.. رجال السلطة بين السياسة والإعلام والفن

كشفت مصادر خاصة عن القائمة الأولية للمرشحين للتعيين في مجلس الشيوخ المصري، والتي تضم مجموعة من رجال السلطة المعروفين في مجالات السياسة والقانون والإعلام والفن.

القائمة أثارت جدلًا واسعًا بسبب طبيعة الأسماء المطروحة، والتي تجمع بين رموز حزبية قديمة، وبرلمانيين سابقين، إلى جانب شخصيات فنية وإعلامية مقربة من دوائر الحكم.

الأسماء والسير الذاتية المبسطة

نبيل دعبس

رجل أعمال، ورئيس حزب مصر الحديثة، سبق أن شغل عضوية مجلس الشيوخ في دورته السابقة.

السيد عبد العال

رئيس حزب التجمع، وعضو برلماني سابق معروف بارتباطه الطويل بالسلطة.

أشرف زكي

نقيب المهن التمثيلية، وأستاذ أكاديمي، لعب أدوارًا بارزة في إدارة شؤون النقابة والدفاع عن الفنانين، وهو شقيق الفنانة روجينا.

ياسر جلال

فنان مصري، برز في السنوات الأخيرة كبطل للعديد من الأعمال الدرامية، ويحظى بظهور إعلامي واسع.

بهاء أبو شقة

رئيس سابق لحزب الوفد، ومحامٍ بارز، تولى رئاسة اللجنة التشريعية بمجلس النواب لسنوات.

عبد السند يمامة

الرئيس الحالي لحزب الوفد، أستاذ جامعي وخبير قانوني، تولى القيادة الحزبية خلفًا لبهاء أبو شقة.

عبد الهادي القصبي

رئيس ائتلاف “دعم مصر” السابق بمجلس النواب، وأحد أبرز رجال السلطة داخل البرلمان.

هاني سري الدين

نائب رئيس حزب الوفد، ورجل أعمال وخبير اقتصادي، شغل عضوية مجالس إدارات بعدة مؤسسات مالية.

يحيى عيسى داوود

نائب سابق، معروف بعلاقاته الواسعة داخل مؤسسات الدولة.

خالد قنديل

قيادي بحزب الوفد، وعضو مجلس الشيوخ السابق، نشط في الملفات الاقتصادية والسياسية.

عاطف ناصر أمين

رئيس لجنة حقوق الإنسان السابق بمجلس النواب، أحد كوادر حزب مستقبل وطن.

محمد مصطفى شردي

إعلامي ونائب برلماني سابق، ينتمي إلى أسرة سياسية وصحفية معروفة، وظهر في قنوات مؤيدة للسلطة.

محمد محجوب

شخصية مقربة من دوائر الأعمال والسياسة، مطروح للتعيين ضمن الحصة الرئاسية.

عمرو عبد الباقي

وجه إداري وحزبي صاعد، شارك في أنشطة مرتبطة بحزب مستقبل وطن.

دلالات القائمة

القائمة الجديدة تعكس مزيجًا واضحًا من رجال السلطة القدامى والجدد، مع إدماج شخصيات إعلامية وفنية تحمل طابعًا دعائيًا، وهو ما يشير إلى استمرار النهج في توظيف البرلمان كأداة لتوازنات سياسية وإعلامية أكثر من كونه مؤسسة رقابية مستقلة.

*استقرار الجنيه على الورق وارتفاع الذهب: اقتصاد مشلول في شبه دولة السيسى

تشهد الأسواق المصرية مشهداً عبثياً يوصف رسمياً بـ”الاستقرار النسبي للجنيه”، بينما الحقيقة على الأرض لا تعكس سوى حالة من الانكماش والشلل الاقتصادي. ففي الوقت الذي تُعلن فيه البنوك أسعار صرف ثابتة تقريباً، يتسع نزيف فقدان الثقة في العملة المحلية، ليتجه المصريون كالمعتاد إلى الملاذ الآمن: الذهب.

استقرار وهمي للجنيه

سعر الدولار الرسمي في البنك المركزي توقف عند حدود 48 جنيهاً تقريباً للشراء و48.22 للبيع، بينما تراوحت أسعار البنوك التجارية في نفس الهامش الضيق. ورغم ذلك، يرى المراقبون أن هذا الاستقرار “مفروض إدارياً” أكثر منه ناتج عن قوة حقيقية في السوق. فغياب الشفافية وتدخلات الأجهزة السيادية في إدارة سوق الصرف يجعلان من أي أرقام رسمية مجرد “ديكور” يخفي واقعاً مضطرباً.

الاقتصاد في مصر لا يستند إلى إنتاج أو صادرات أو تدفقات استثمارية حقيقية، بل إلى قروض متواصلة وبيع أصول الدولة في مزاد مفتوح للخليج والاحتلال الصهيوني. ومن ثم، فإن الحديث عن استقرار الجنيه ليس إلا جزءاً من خطاب دعائي يسعى المنقلب السيسي لتسويقه داخلياً وخارجياً.

الذهب يرتفع كمرآة لفقدان الثقة

في المقابل، يواصل الذهب صعوده محلياً وعالمياً، ليصبح المؤشر الحقيقي لمدى هشاشة الوضع الاقتصادي. فقد سجل غرام عيار 24 نحو 5777 جنيهاً، بينما بلغ غرام 21 الأكثر تداولاً 5055 جنيهاً، وقفز الجنيه الذهب إلى 40,440 جنيهاً في رقم قياسي جديد.

ويعكس هذا الارتفاع المباشر فقدان الثقة في الجنيه، إذ يلجأ المواطنون إلى الذهب لحماية مدخراتهم القليلة، في ظل تضخم يلتهم القدرة الشرائية وتراجع مريع للبدائل الاستثمارية. فالأسواق المحلية خالية من أي مشاريع إنتاجية جادة، فيما جرى تدمير الصناعة والزراعة لصالح الاستيراد والخرسانة والعاصمة الإدارية.

شبه دولة بلا قواعد اقتصادية

الحقيقة الصادمة أن ما يجري في مصر لا يمكن وصفه بسياسة اقتصادية بقدر ما هو إدارة عشوائية تستند إلى أوهام السيسي ورغباته. لا توجد قواعد للسوق ولا أولويات وطنية، بل هناك “مشاريع استعراضية” تبتلع المليارات مقابل تفقير المواطنين.

إن استقرار الجنيه الحالي ما هو إلا هدوء زائف يسبق عاصفة جديدة من الانهيار، بينما الذهب يواصل كشف حقيقة الانهيار الممنهج الذي يعيشه الاقتصاد المصري في زمن حكم العسكر.

*متضررو إزالات محور عمرو بن العاص بالجيزة يتظاهرون مجددًا لصرف التعويضات بعد 3 سنوات من تهجيرهم

شهد مقر هيئة المساحة بالدقي، منذ أيام، توافد مئات المواطنين المتضررين من مشروع محور عمرو بن العاص، في وقفة احتجاجية سلمية رفعوا خلالها شعارات تعكس حجم معاناتهم الممتدة منذ سنوات.

الأهالي، الذين فقدوا منازلهم قبل أكثر من ثلاث سنوات لصالح مشروعات التطوير العمراني، ما زالوا يطالبون بصرف التعويضات العادلة أو توفير بدائل سكنية، وهي وعود حكومية لم تتحقق بعد رغم مرور الزمن.

الهتافات التي صدحت في المكان، مثل: “هديتوا بيوتنا وشردتونا في الشوارع”، عكست حالة الغضب والإحباط التي تسكن صدور هؤلاء المواطنين، بعدما وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا مأوى أو بديل واضح.

ورغم أن الجهات الرسمية كانت قد تعهدت بصرف تعويضات مالية تغطي قيمة المنازل وفق التقديرات الحكومية، إلا أن الإجراءات تعثرت، تاركة مئات الأسر في مواجهة مصير مجهول.

وما يصفه الأهالي بـ”سياسات بلدوزر السيسي” لم يعد مجرد تعبير إعلامي، بل واقع يومي يعيشه سكان مناطق عدة بالقاهرة. إذ تسعى الدولة إلى تنفيذ مشروعات بنية تحتية كبرى على حساب الأحياء القديمة، في مسار “التطوير القسري” الذي يتجاهل الأبعاد الاجتماعية والإنسانية للأسر المتضررة.

ويشير مراقبون إلى أن الأزمة ليست مالية فقط، بل تحمل أبعادًا أعمق تتعلق بثقة المواطن في مؤسسات الدولة، خصوصًا عندما تتأخر أو تغيب الحلول البديلة. فغياب التعويضات العادلة يهدد استقرار المجتمعات المحلية ويزيد من حالة التوتر بين الدولة والمواطنين.

فجوة بين التخطيط والتنفيذ
بحسب خبراء التخطيط العمراني، تكمن المشكلة في الفجوة الكبيرة بين المخططات على الورق وواقع التنفيذ على الأرض. فبينما تؤكد الدولة أن هذه المشاريع تستهدف “تحسين جودة الحياة” و”تخفيف الزحام”، يجد الأهالي أنفسهم في مواجهة تهديد مباشر لأمنهم الاقتصادي والاجتماعي، بعدما أصبحت بيوتهم جزءًا من ثمن هذا التطوير.

استمرار الحراك الشعبي
هذه الوقفة الاحتجاجية ليست الأولى، فقد سبق للأهالي تنظيم مظاهرات مماثلة على مدار الأيام الماضية دون أن تفضي إلى حلول جذرية. ويرى المتظاهرون أن استمرار تجاهل مطالبهم العادلة سيؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات، خاصة مع تزايد أعداد الأسر التي لا تملك مأوى منذ هدم بيوتها.

وبينما اكتفت السلطات بالصمت حتى الآن، يؤكد المتضررون أنهم مستمرون في الضغط حتى استعادة حقوقهم، سواء عبر التعويضات المالية أو بتوفير وحدات سكنية بديلة تعيد إليهم بعضًا من الاستقرار المفقود.

*بلدوزر السيسي يواصل محو تاريخ مصر نقل رفات شيخ الأزهر مصطفى المراغي إلى “15 مايو” بعد 80 عاما من وفاته

في مشهد أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الثقافية والدينية، تم نقل رفات الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الأسبق وأحد أعلام الفكر الإسلامي في القرن العشرين، إلى مقابر مدينة 15 مايو، وذلك بعد أن ظلت مقبرته في منطقة الإمام الشافعي شاهداً على تاريخ طويل ومكانة دينية وعلمية بارزة.
الخطوة جاءت في إطار توسعات وإزالات تنفذها السلطات ضمن ما يُعرف بخطط “تطوير القاهرة”، لكنها قوبلت بموجة غضب وانتقادات واسعة، خاصة مع توسع الجرافات في هدم أجزاء من المقابر التاريخية بمنطقة الإمام الشافعي.

وفي النصف الأول من أغسطس الماضي، طالت أعمال الهدم في مدافن السيدة نفيسة -المستمرة منذ يناير الماضي- مقبرتي شيخي الأزهر السابقين مصطفى المراغي وحسن مأمون، إضافة إلى مقبرة درية شفيق، مؤسسة أول حزب نسائي في مصر، وهو حزب بنت النيل الذي أُنشئ عقب ثورة يوليو 1952. 

مقبرة تاريخية تُمحى
الشيخ المراغي الذي تولى مشيخة الأزهر مرتين (1928 – 1929، ثم 1935 – 1945) عُرف بمواقفه الإصلاحية، وكان رمزاً للاستقلالية الفكرية والدينية. مقبرته بمنطقة الإمام الشافعي لم تكن مجرد مدفن عادي، بل جزء من تراث معماري وروحي يمتد قروناً.
إلا أن قرار الإزالة لم يراعِ هذه الرمزية، فالجرافات دخلت لتزيل ما تبقى من جدران تحمل ذاكرة شخصية ودينية لا تُقدَّر بثمن. 

صرخة العائلة
الكاتبة منى أبوستيت، حفيدة الشيخ المراغي، كتبت بمرارة عن مشهد نقل رفات جدها، ووصفت كيف أن “البلدوزر لا يفرق بين مقام علمي وتاريخي وبين قبر مجهول”، مشيرة إلى أن العائلة لم تتلقَّ سوى إشعارات مفاجئة بضرورة الإخلاء. واعتبرت أن ما يحدث “طمس لتاريخ مصر ورموزها”، مؤكدة أن نقل الرفات إلى 15 مايو، رغم كونه إجراءً عملياً، لا يعوض عن فقدان القيمة التاريخية والمعمارية للمقبرة الأصلية.

وأضافت حفيدة الشيخ المراغي: “اللي حصل حصل خلاص، رفات العائلة كلها اتنقلت لمقابر بديلة وفرتها المحافظة في مدينة 15 مايو”. وأضافت بحسرة: “تخيل الشيخ المراغي مدفون هنا من 1945، ودلوقتي ييجي يتشال عضم في أوفة ويتنقل إلى 15 مايو”. 

بلدوزر الإزالات يواصل تقدمه
منطقة الإمام الشافعي، التي تضم مقابر شخصيات دينية وثقافية بارزة، تشهد موجة إزالات متسارعة في إطار مشروعات الطرق والكباري. المشهد بدا للكثيرين صادماً: بلدوزرات تقتحم أحواشاً قديمة، وتقتلع شواهد قبور بُنيت قبل مئات السنين. ويرى مؤرخون أن هذه السياسات لا تراعي البعد التراثي للقاهرة التاريخية، وتتعامل مع المقابر كمساحات عقارية فارغة، وليست سجلاً حياً لذاكرة الأمة.

تزامنًا مع الإزالات في السيدة نفيسة، استؤنفت أعمال الهدم في مقابر الإمام الشافعي أيضًا. وبحسب أحد المهتمين بمتابعة أوضاع المقابر التراثية في المنطقة، فقد تعهدت الحكومة بفك ثلاث قباب من مقابر الإمام الشافعي وإعادة تجميعها لاحقًا، نظرًا لقيمتها التاريخية.

تشمل هذه القباب، قبة مقبرة قاسم محمد باشا، قائد الأسطول المصري في حرب الحبشة بعهد محمد علي، وقبة مقبرة حسين باشا يسري، سكرتير عام مجلس شورى القوانين، ومقبرة المستشار أحمد الخازندار، وكيل محكمة الاستئناف الأسبق، الذي اغتيل عام 1948.

كما يشمل المخطط حوش الدرمللي -مقبرة الأمير محمد فاضل باشا الدرمللي- المبني عام 1868 على مساحة نحو 900 متر، ويضم 7 مدافن رئيسية و20 فرعية.
وأوضح المصدر أن القباب ستُنقل وتُعاد تجميعها بجوار قبة ابن عطاء الله السكندري في المقطم، بعد مفاوضات طويلة بين الهيئة الهندسية وأسر المتوفين، على أن تتحمل الأسر تكاليف تجميل الواجهات.
لكن في المقابل، فُقدت مقبرة بارزة هي مقبرة يحيى إبراهيم، رئيس وزراء مصر عام 1923، إذ تم هدمها بالكامل، بحسب المصدر. 

بين التطوير ومحو التاريخ
الحكومة تقول إن الهدف هو “التطوير العمراني”، لكن منتقدين يعتبرون أن ما يحدث أقرب إلى “محو للتاريخ”، خاصة حين يتعلق بقبور شخصيات بحجم الشيخ المراغي أو بمناطق مسجلة كجزء من التراث الإسلامي للعاصمة. ويؤكد ناشطون أن هناك بدائل للتوسعة لا تتطلب إزالة رفات الموتى وتشويه هوية المكان.

يبقى نقل رفات الشيخ المراغي إلى مقابر 15 مايو مثالاً صارخاً على التناقض بين خطاب “التطوير” الرسمي، وبين واقع بلدوزر الإزالات الذي يقتلع ذاكرة المصريين من جذورها. وبينما تحاول العائلات التمسك بما تبقى من إرث أجدادها، يظل السؤال مطروحاً: أي مستقبل لمدينة بلا ماضي؟

 

*عجز تجاري متصاعد..مصانع متوقفة و زراعات تنهار واقتصاد يُدار بعقلية السمسار

ارتفع العجز التجاري في مصر بنسبة 20.2% خلال عام 2024، ليصل إلى 50 مليار دولار، في مؤشر صريح على استمرار الأزمة الاقتصادية وتفاقم هشاشة الاقتصاد الوطني تحت إدارة النظام الحالي. ووفقاً لبيانات رسمية، ارتفعت الصادرات بنسبة 6.5% لتسجل 45.3 مليار دولار، بينما صعدت الواردات بنسبة 13.2% لتصل إلى 95.3 مليار دولار، ما يعكس اتساع الفجوة بين الإنتاج الوطني والاعتماد على الخارج.

من الملفت أن الصادرات غير البترولية سجلت ارتفاعاً بنسبة 14.4% لتصل إلى 39.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات السلع غير البترولية 79.2 مليار دولار، بينما شهدت صادرات البترول والغاز تراجعاً 29%، وارتفعت وارداته 38.3%، ما يعكس اختلالاً واضحاً في قطاع الطاقة لا تتحمله السوق المحلية وحدها.

 وتشير البيانات الرسمية إلى أن الذهب والبلاتين المطلي بالذهب تصدرا الصادرات بقيمة 3.2 مليار دولار، تلتها الملابس الجاهزة والإكسسوارات 2.8 مليار دولار، ثم منتجات البلاستيك والحديد بقيمة 2.3 مليار دولار لكل منهما، بينما شهدت بعض السلع الأساسية انخفاضاً في الواردات مثل الذرة والخشب والنفط الخام، ما يعكس سياسات استيراد متذبذبة وغير مستدامة.

لكن وراء هذه الأرقام الرسمية تكمن حقيقة أكثر قتامة: استمرار العجز التجاري مرتبط مباشرة بتحويل مؤسسات الدولة ومقدراتها الاقتصادية إلى أذرع سماسرة وعصابة عسكرية تعمل على تدمير الإنتاج المحلي. آلاف المصانع توقفت، والزراعات الاستراتيجية مثل القطن والسكر تنهار، والمزارع تتحول إلى كتل خرسانية لفائدة مشاريع شخصية ورجال أعمال مرتبطين بالسلطة.

 في ظل هذا الواقع، يبدو أن استهداف الحكومة رفع الصادرات إلى 100 مليار دولار سنوياً من خلال اتفاقيات تجارية وتوسيع الأسواق الخارجية، مجرد شعار إعلامي لا يلامس الأزمة الحقيقية على الأرض، إذ إن السياسات الاقتصادية الحالية لا تهدف إلى تنمية حقيقية للاقتصاد الوطني، بل إلى صب الموارد في أيدي النخبة المقربة من النظام.

الصورة النهائية: عجز تجاري متصاعد، مصانع متوقفة، زراعات استراتيجية تنهار، واستراتيجية اقتصادية قائمة على المضاربات والاستيلاء على الموارد، ما يطرح سؤالاً ملحاً: هل يمكن أن يكون هناك نظام أكثر فشلاً من هذا النظام الذي يُدار بعقلية السمسار على حساب الدولة والمواطن؟

*ارتفاع وفيات انفجار مصنع البشبيشي بالمحلة إلى 11 وإصابة العشرات

شهدت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، واحدة من أبشع الحوادث الصناعية في السنوات الأخيرة، بعدما اندلع حريق هائل داخل مصبغة ومصنع للملابس، ما أدى إلى مصرع ثمانية أشخاص وإصابة خمسة وثلاثين آخرين، وسط مشاهد مأساوية عمّتها الصرخات والاستغاثات، لتتحول المنطقة الصناعية إلى ساحة من الفوضى والرعب. 

تفاصيل الواقعة
بدأت الكارثة في الساعات الأولى من النهار حينما فوجئ العاملون داخل المصبغة بألسنة اللهب تلتهم محتويات المكان بشكل متسارع. شهود عيان أكدوا أن الحريق اندلع بشكل مفاجئ نتيجة ماس كهربائي في إحدى الماكينات، سرعان ما امتد إلى باقي أجزاء المصنع المكدس بالمواد القابلة للاشتعال. وفي لحظات، تحولت جدران المصنع إلى كتلة من النار والدخان الكثيف، بينما حاول العمال النجاة بأنفسهم.

رجال الحماية المدنية هرعوا إلى موقع الحادث بعد تلقي البلاغ، ودفعت مديرية أمن الغربية بعدد كبير من سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على النيران التي استمرت لساعات طويلة، وسط صعوبة بالغة بسبب ضيق الممرات الداخلية وغياب مخارج الطوارئ الكافية.

الضحايا والمصابون
الحصيلة كانت فادحة؛ فقد لقى ثمانية عمال مصرعهم بينهم:
سيف طارق حسن الشريف
وليد حسن مصطفى
أحمد محمد زغلول
محمد السيد الموافي
عمرو مصطفى بركات
إضافة إلى جثتين مجهولتي الهوية لم يتم التعرف عليهما حتى الآن بسبب تفحم الجثث.

أما المصابون، فبلغ عددهم 30 شخصاً من مختلف الأعمار، بينهم شباب في مقتبل العمر وكبار تجاوزوا الستين عاماً، حيث تنوعت إصاباتهم بين حروق بالغة واختناقات وجروح نتيجة التدافع ومحاولات الفرار من الحريق. وقد جرى نقلهم جميعاً إلى مستشفى المحلة العام لتلقي العلاج، حيث وُضعت بعض الحالات تحت العناية المركزة نظراً لخطورة الإصابات. 

قال أحد العمال الناجين: “الغلاية انفجرت فجأة وصوت الانفجار كان مرعب.. الناس جريت في كل اتجاه والدخان غطى المكان كله، فيما أضاف آخر: “النار مسكت بسرعة جدًا في الطوابق، واللي فوق مقدروش يخرجوا بسهولة عشان السلم وقع جزئيًا بعد الانفجار.

وأكد شهود آخرون أن الانفجار تسبب في سقوط أجزاء من المصنع على العمال، ما زاد من أعداد المصابين والوفيات.

 مشاهد مأساوية
المشهد في محيط المصنع كان مؤلماً؛ صرخات الأمهات والزوجات أمام المستشفى، والعمال الذين يركضون بحثاً عن زملائهم، فيما تصاعدت ألسنة اللهب في السماء مخلفة سحابة سوداء غطت سماء المدينة. كثير من الأهالي حملوا هواتفهم لبث مشاهد الحريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للبحث عن أبنائهم أو نقل صورة الكارثة للرأي العام. 

أسباب الحريق الأولية
التحقيقات الأولية تشير إلى أن ماساً كهربائياً كان الشرارة الأولى للحريق، إلا أن شهوداً آخرين تحدثوا عن وجود خلل في أنظمة الأمان والإطفاء بالمصنع، إضافة إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الكيميائية والأصباغ داخل مكان العمل دون اشتراطات وقائية كافية. وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول مدى التزام أصحاب المصانع في المحلة بمعايير السلامة المهنية. 

ردود فعل غاضبة
الحادث أثار موجة غضب واسعة بين أهالي المحلة، الذين اعتبروا أن ما جرى نتيجة طبيعية للإهمال وغياب الرقابة على المصانع التي تعمل بلا ضوابط واضحة. ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا دعوات لمحاسبة المسؤولين، مؤكدين أن دماء العمال لا يجب أن تذهب هدراً. 

أهمية المحلة الصناعية
تعتبر مدينة المحلة الكبرى واحدة من أهم المراكز الصناعية في مصر، حيث تضم عشرات المصانع والمصبغات وشركات الغزل والنسيج، ويعمل بها آلاف العمال. غير أن الحوادث المتكررة هناك تثير علامات استفهام حول واقع الأمان الصناعي، في ظل ضغط أصحاب المصانع على خفض التكاليف على حساب سلامة العمال.

وختاما فكارثة المحلة لم تكن مجرد حادث عرضي، بل جرس إنذار جديد يسلط الضوء على الخطر الكامن في بيئة العمل داخل المصانع المصرية. فبينما فقدت ثماني أسر أبناءها، ويصارع عشرات آخرون الإصابات، تبقى الحاجة ملحة لمراجعة منظومة الأمان الصناعي بجدية. ما حدث اليوم قد يتكرر غداً إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة وحاسمة لضمان سلامة العمال الذين يمثلون العمود الفقري للصناعة الوطنية.

*الجامعات الحكومية ترفع مصروفات الاستعاضة السنية من 15 ألفًا إلى 125 ألف جنيه بأوامر السيسي

تتواصل معاناة أطباء الاستعاضة السنية في مصر، لكن هذه المرة لم تقتصر على أزمة توحيد المسميات العلمية واشتراطات دول الخليج، بل تحولت إلى باب جديد لابتزازهم مالياً، فبدلاً من أن تقوم الجامعات بحل الأزمة، استغلت التعليمات الصادرة من المنقلب عبد الفتاح السيسي لفرض رسوم باهظة، بلغت في جامعة عين شمس وحدها 125 ألف جنيه بعدما كانت لا تتجاوز 15 ألفًا فقط، أي بزيادة تفوق 800%.

الأموال التي تُجبى من الطلاب لا أحد يعرف مصيرها الحقيقي: هل تذهب لتطوير العملية التعليمية، أم تصب في جيوب رؤساء الجامعات ونوابهم عبر مكافآت وحوافز؟ أم أن جزءًا كبيرًا منها يحوَّل إلى الصندوق السيادي التابع للسيسي، كضريبة غير معلنة مقابل المد لهم في المناصب؟ المؤكد أن منطق الابتزاز هو القاعدة الحاكمة، ومن دونها لا يضمن أي مسئول بقاءه في منصبه أو ترقيته، تمامًا كما جرى مع وزيري الكهرباء والأوقاف اللذين احتفظا بمواقعهما لسنوات طويلة لأنهما قدما ما يطلبه النظام من جباية وإفقار للشعب.

الأطباء المتضررون يواجهون وضعًا شائكًا: رسوم خيالية لا تشمل المواد أو الأدوات أو التدريب العملي، مقابل إلزامهم بخدمة المرضى في المستشفيات الجامعية على نفقتهم الخاصة، فضلًا عن عجز الجامعات عن استيعاب الأعداد الكبيرة، حيث لا يتجاوز القبول في بعض البرامج 40 طالبًا من بين نحو ألفي طبيب متضرر. 

ورغم التماسات عديدة، تواصل الجامعات المماطلة، بينما نقابة أطباء الأسنان تخلت عن دورها، وأحالت الأزمة إلى وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات. في المقابل، يكتفي الأخير بالحديث عن “إنجاز” توحيد المسميات، متجاهلًا الكارثة المالية التي يدفع ثمنها الأطباء. 

الأزمة لم تقف عند حد الداخل، بل عطلت مستقبل هؤلاء الأطباء خارجيًا، إذ إن دول الخليج باتت لا تعترف بالشهادات المصرية القديمة، مما أفقدهم فرص عمل وعقودًا مجزية، فضلاً عن تشويه سمعة الشهادات المصرية في الخارج.

في النهاية، تبقى القضية نموذجًا صارخًا على كيفية تحويل السيسي وأذرعه كل أزمة إلى فرصة للجباية، وابتزاز المواطنين عبر منظومة فساد ممنهجة، حيث تصبح الرسوم الباهظة شرطًا للبقاء في التعليم، كما هي الجبايات والضرائب شرطًا للبقاء على قيد الحياة.

 

نظام السيسي يعلن خيانته لدماء الفلسطينيين وموافقته على نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية بغزة .. الخميس 25 سبتمبر 2025م.. جون السيسي طلع “أوفسايد” فشنك وصفقة الغاز مع الصهاينة وبال على مصر

نظام السيسي يعلن خيانته لدماء الفلسطينيين وموافقته على نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية بغزة .. الخميس 25 سبتمبر 2025م.. جون السيسي طلع “أوفسايد” فشنك وصفقة الغاز مع الصهاينة وبال على مصر

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*ظهور الصحفي إسماعيل الإسكندراني بعد توقيفه بكمين في مطروح وحبسه 15 يومًا

اعتقلت قوات الأمن الباحث والصحفي المعروف إسماعيل الإسكندراني عند نقطة تفتيش في محافظة مطروح يوم الأربعاء، ثم نقلته إلى نيابة أمن الدولة العليا في القاهرة. ويُعَدّ الإسكندراني من أبرز الخبراء في النزاع الدائر بسيناء وقضايا الفئات المهمشة هناك، وقد قضى سبع سنوات في السجن بين عامي 2015 و2022، وهو اعتقال وصفته منظمات حقوقية بالتعسفي نتيجة عمله في تغطية أوضاع شبه الجزيرة التي صنفها الجيش منطقة حرب لعقد كامل تقريبًا.

مسيرة صحفية وبحثية دفعت ثمنها

وكان الإسكندراني قد نشر تدوينة على صفحته الشخصية أشار فيها إلى تعرضه للتوقيف على أحد الكمائن بطريق مرسى مطروح، قبل أن تُغلق جميع هواتفه وتنقطع الاتصالات به. وذكر المحامي الحقوقي خالد علي، عبر صفحته على “فيسبوك”، أن “إسماعيل الإسكندراني كان في سيوة، وأثناء عودته تم توقيفه في كمين بمطروح منذ نحو ثماني ساعات. كتب بنفسه أنه أُوقف، ثم أُغلقت هواتفه، ولم يُفلح أحد في التواصل معه منذ ذلك الحين.”

ويُعد إسماعيل الإسكندراني كاتبًا وصحفيًا استقصائيًا وباحثًا في الشؤون الاجتماعية والسياسية، نال عدة جوائز عن أعماله. أُفرج عنه في ديسمبر 2022 بعد سبع سنوات من السجن، عقب حكم صادر عن محكمة عسكرية قضى بسجنه عشر سنوات، أُدين خلالها بتهم شملت “تسريب أسرار عسكرية” و”الانتماء إلى جماعة إرهابية”، وهي التهم التي أيدتها المحكمة العسكرية في ديسمبر 2018.

سبق أن تعاون الإسكندراني مع مؤسسات بحثية عدة، من بينها “المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” و”مبادرة الإصلاح العربي”، وذاع صيته بتحقيقاته حول الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.

ذكرت ميدل إيست آي أن السلطات المصرية أعادت اعتقال الإسكندراني بعد يومين فقط من الإفراج عن الناشط البارز علاء عبد الفتاح بقرار رئاسي. وأكد حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن الباحث ظهر أمام نيابة أمن الدولة وطلب حضور محامٍ للدفاع عنه. بينما أوضح المحامي الحقوقي خالد علي أن الإسكندراني تعرض للإيقاف أثناء عودته من سيوة عبر مطروح، وكتب بنفسه منشورًا على فيسبوك قال فيه إنه أُوقف عند حاجز أمني قرب مرسى مطروح، قبل أن تنقطع الاتصالات به ويُغلق هاتفه، مما أثار قلق أسرته وأصدقائه ومئات المتابعين له. لاحقًا أعلنت منظمات حقوقية نقله من مطروح إلى القاهرة لعرضه على النيابة.

أثار غياب الإسكندراني المفاجئ مخاوف واسعة نظرًا لتجربته السابقة كمعتقل سياسي. فقد اعتقلت السلطات الباحث أول مرة في نوفمبر 2015 فور وصوله إلى مطار الغردقة قادمًا من برلين، حيث كان يُحضّر أطروحته للماجستير في الأديان المقارنة. ووجهت له النيابة العسكرية تهمًا شملت “الانضمام إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة”، وهي اتهامات اعتادت الحكومة استخدامها ضد معارضيها. وأصدرت المحكمة العسكرية في مايو 2018 حكمًا بسجنه عشر سنوات، قبل أن تخفف العقوبة في الاستئناف إلى سبع سنوات.

أفرجت السلطات عن الإسكندراني في ديسمبر 2022 بعد أن أنهى مدة العقوبة كاملة. نقلته آنذاك من سجن بدر إلى الإسكندرية، واحتجزته لفترة قصيرة في قسم شرطة المنتزه 2، ثم أطلقت سراحه. أدانت منظمات دولية كمنظمة العفو الدولية هذا السجن المطوّل، واعتبرت القضية مسيّسة تهدف إلى إسكات أصوات الباحثين المستقلين.

منذ الإفراج عنه، عاد الإسكندراني إلى الكتابة والبحث، وتناول قبل أيام فقط قضية صيادين احتجزتهم السلطات بدعوى دخولهم مناطق عسكرية من دون تصاريح. وجاء اعتقاله الجديد ليؤكد استمرار سياسة السلطات المصرية في ملاحقة الأصوات المستقلة، بحسب الحقوقيين.

يشير ناشطون إلى أن واقعة الإسكندراني جزء من نمط أوسع، إذ تتهم منظمات حقوقية حكومة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي باحتجاز ما لا يقل عن 60 ألف سجين سياسي منذ وصوله إلى الحكم عقب انقلاب 2013. وتشمل هذه الأعداد صحفيين وسياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، ما يعكس حالة القمع الممتدة في البلاد.

يرى مراقبون أن توقيت إعادة اعتقال الإسكندراني بعد الإفراج عن علاء عبد الفتاح يحمل رسائل متناقضة: فمن جهة تسعى السلطة إلى إظهار مرونة أمام الضغوط الدولية عبر إصدار قرارات عفو، ومن جهة أخرى تؤكد استمرارها في تكميم المعارضين الجدد أو القدامى. ويعتبر حقوقيون أن مثل هذه السياسات تزيد من عزلة النظام داخليًا وخارجيًا، في ظل انتقادات متصاعدة من منظمات حقوقية دولية لحجم الاعتقالات والانتهاكات.

هكذا يظل اعتقال الإسكندراني، الذي كرس سنوات بحثه لفهم تعقيدات سيناء وهموم سكانها، مؤشرًا على الضيق الذي تواجهه الأصوات المستقلة في مصر، ورسالة واضحة بأن مجال الحريات لا يزال محاصرًا رغم الوعود الرسمية بالإصلاح والانفتاح.

* تأجيل محاكمة محمد القصاص «الرابعة» إلى ديسمبر

 أجّلت الدائرة الأولى في محكمة جنايات الإرهاب، أمس، نظر القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن دولة، المتهم فيها نائب رئيس حزب مصر القوية، محمد القصاص، وذلك إلى جلسة 7 ديسمبر، للاطلاع والحصول على صورة من أوراق القضية، حسبما أفاد المحامي مختار منير على صفحته عبر فيسبوك، مضيفًا أن القصاص بدا بحالة جيدة خلال الجلسة.

القضية هي الرابعة التي يُحال القصاص على ذمتها للمحاكمة، وجاءت جلستها بعد يوم من جلسة في قضية أخرى، أجلت جنايات أمن الدولة طوارئ نظرها إلى 8 ديسمبر، لاطلاع الدفاع، والتي تضم إلى جانب القصاص، المرشح الرئاسي السابق، ورئيس «مصر القوية»، عبد المنعم أبو الفتوح.

القصاص محتجز منذ فبراير 2018، وحُبس احتياطيًا وتم تدويره في عدة قضايا باتهامات متشابهة، قبل وبعد صدور حكم أمن دولة طوارئ، في 2023، بسجنه عشر سنوات، ضمن قضية حُكم على أبو الفتوح فيها بالسجن 15 عامًا.

*تعذيب وضغوط على البلتاجي واعتداء جسدي على الوزير باسم عودة داخل السجن… ماذا يريد السيسي؟

عادت قضية سجون عبدالفتاح السيسي إلى واجهة الجدل الحقوقي، بعد شهادات كشفت عن تعرض الدكتور محمد البلتاجي، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والمعتقل منذ عام 2013، لانتهاكات جسدية ونفسية وضغوط متزايدة داخل محبسه في سجن بدر 3 (الإصلاح والتأهيل).

وقالت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي، عبر حسابها على “فيسبوك”، إن زوجها يتعرض لـ”تعذيب نفسي وبدني، وضغوط قاسية لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام”، مؤكدة أنه جرى عزله في عنبر منفرد تحت حراسة مشددة، مع تهديده بأنه “انه لو مات تحت ايديهم لن يعلم عنه احد”.

وأضافت أن الانتهاكات لم تتوقف عند زوجها، بل طالت أيضاً نجلهما أنس وعدداً من المعتقلين السياسيين الآخرين خلال جلسات المحاكمة الأخيرة، إذ تعرضوا – بحسب شهادتها – لـ”اعتداء وضرب مبرح داخل غرفة الحجز أسفل قاعة المحكمة، قبل عرضهم على القاضي وهم مصابون من آثار الضرب”. 

هذه الشهادات جاءت متزامنة مع تقارير حقوقية كشفت عن اعتداء جسدي ولفظي على وزير التموين الأسبق باسم عودة داخل السجن ذاته، على يد العقيد أحمد فكري، ضابط الأمن الوطني والمسؤول عن قطاع (2) في سجن بدر 3، حيث اقتحم زنزانته واعتدى عليه بالضرب والتهديد لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام، الذي يخوضه إلى جانب عشرات المعتقلين احتجاجاً على ما وصفوه بـ”حرمانهم من أبسط حقوقهم”.

وخلال الاعتداء، هدد الضابط المعتقلين بجعل بدر 3 “أسوأ من سجن العقرب”، في إشارة إلى السجن سيئ السمعة الذي أغلق قبل عامين، بعدما ارتبط بالتعذيب والإهمال الطبي والوفاة البطيئة لمئات السجناء السياسيين.ورغم أن السلطات نفت هذه الاتهامات ووصفتها بأنها “ادعاءات كاذبة” مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن شهادات معتقلين سابقين وناشطين حقوقيين – من بينهم أحمد دومة – أكدت أن العقيد أحمد فكري تورط مراراً في انتهاكات مماثلة بحق شخصيات بارزة، مثل علاء عبد الفتاح والصحافي محمد إبراهيم (أكسجين) والأكاديمي أحمد سمير. 

حقوقيون أكدوا أن ما يجري في بدر 3 يمثل خرقاً صارخاً للدستور والاتفاقيات الدولية، وأن الانتهاكات الواسعة والمنهجية قد ترقى إلى مستوى “الجرائم ضد الإنسانية”.

وطالبت منظمات عدة، بينها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق عاجل ومستقل في وقائع الاعتداء على كل من البلتاجي وباسم عودة، وضمان حقوق السجناء في العلاج والتواصل مع أسرهم، محذرة من أن استمرار هذه الممارسات “يرسخ واقع الإفلات من العقاب”.

*الصندوق الأسود للحرب على الإرهاب في سيناء

صدر تقرير استقصائي مهم قبل أيام بعنوان “قتلوا بدم بارد” عن مؤسّسة سيناء لحقوق الإنسان بشأن التداعيات الإنسانية للمواجهات التي اندلعت بين السلطات المصرية وتنظيم أنصار بيت المقدس، والذي عرف لاحقًا بولاية سيناء بعد إعلان ولائه لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بين عامي 2013 و2022. قليل من التقارير الحقوقية والإعلامية يسلط الضوء على ما يجري في شبه جزيرة سيناء، وقد ركز هذا التقرير على عمليات القتل خارج نطاق القانون والاختفاء القسري في هذه المنطقة، ونجم عنها وجود مقابر جماعية سرّية، يكشف عنها التقرير أول مرّة. وهو يجسّد تطوّر جيل جديد ومتنوّع من الجماعات الحقوقية المصرية خارج البلاد في العقد الأخير، فقد تشكلت في المهجر مبادرات جديدة وخلاقة في العمل الحقوقي استفادت من مناخ حرية التنظيم والتعبير، والإمكانات الفنية في البلدان الغربية لتطوير العمل الحقوقي المصري.

واحدة من هذه المبادرات كانت مؤسّسة سيناء لحقوق الإنسان والتي تخصّصت في متابعة شأن شبه جزيرة سيناء، معتمدة على شبكة من العلاقات الواسعة التي تربط مؤسسيها بالميدان داخل سيناء. لسنواتٍ طويلة، فرضت السلطات المصرية جدارًا عازلًا مستتبًا على ما عرفه المصريون عن أحوال سيناء وأهل سيناء، وعلاقتهم بالسلطة المصرية، خصوصًا منذ عام 2013 مع تصاعد نشاط الجماعات الإسلامية المسلحة هناك، وإعلان السلطات المصرية الحرب الشاملة على الإرهاب في سيناء.

تعد سيناء المنطقة الجغرافية الأكثر حساسية من الناحيتين، الأمنية والاستراتيجية، في مصر، خصوصًا في الوقت الراهن في سياق الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة، ومخاطر تهجير أهالي غزة سيناء. ونظرًا إلى طبيعتها الجغرافية الشاسعة والمعقدة، وعزلتها الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية عن باقي مناطق مصر فقد أصبحت في العقود الأخيرة حاضنة للجماعات الإسلامية المسلحة، ما دفع السلطات المصرية إلى التعامل مع المنطقة بمقاربة أمنية حازمة تقوم على اعتبار المنطقة تمثل مصدرًا لمخاطر وجودية للدولة المصرية تبرّر الغلاظة الأمنية والعسكرية خارج إطار القانون والمحاسبة ورقابة الإعلام والرأي العام.

من الصعب على الصحافيين المصريين أو الأجانب أو المراقبين الحقوقيين زيارة سيناء، والتواصل مع أهلها وتتبع الوضع السياسي والحقوقي في الميدان هناك. بل إن نشر أخبار سيناء غير الأخبار الرسمية الصادرة عن مؤسّسات الدولة عادة ما يعرض فاعليه للمساءلة القانونية والحبس. في هذا السياق، تعرّضت مؤسّسة سيناء ومؤسّسوها ومديروها لسلسلة مكثفة من التهديدات والحملات الإعلامية التحريضية في القنوات التلفزيونية والصحافة القريبة من الدولة.

من أهم ما كشف عنه تقرير مؤسّسة سيناء هو وجود مقبرة جماعية جنوب مدينة العريش، يُثبت التقرير أنها تضم معتقلين جرى قتلهم خارج نطاق القانون ودفنهم في هذه المقبرة بشكل سرّي. وقد اعتمدت المؤسسة على شهادات تنشر لأول مرة لاثنين من عناصر المليشيات، والتي يعتمد عليها الجيش في سيناء منذ عام 2014 في مواجهة الجماعات المسلحة. وقد شارك أصحاب هذه الشهادات في إحضار المعتقلين لتلك المقبرة قبل تصفيتهم. اعتمدت المؤسّسة، بالإضافة إلى هذه الشهادات، على صور ومقاطع فيديو ومشاهدات ميدانية لتلك المقبرة، وتصوير رفات بشري ظهر على سطح التربة يعود إلى 36 شخصًا قتلوا ودفنوا بكامل ملابسهم المدنية. وقد جرت دراسة (وتحليل) المواد البصرية وصور الأقمار الصناعية للمنطقة سنواتٍ طويلةً لكشف التغييرات التي لحقت بها، والأنشطة العسكرية التي تمت في الموقع. ومن أبرز المفارقات التي كشف عنها التقرير، والتي تؤكد سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحايا لعمليات قتل خارج نطاق القانون في سيناء خلال ما تُسمّى “الحرب على الإرهاب”، تلك الفجوة الواسعة بين الأرقام الضخمة التي كانت تعلنها السلطات المصرية حول أعداد “الإرهابيين” الذين قُتلوا في اشتباكات مسلحة وفق البيانات الرسمية، وبين تقديرات مراكز أبحاث دولية موثوقة لمجمل مقاتلي تنظيم ولاية سيناء، وهي تقديرات كانت أقل بكثير من الأرقام الرسمية، ما يرجح أن ضحايا كثيرين كانوا في صفوف المدنيين.

يكشف تقرير مؤسّسة سيناء، ومعه قلة من التقارير الحقوقية المصرية والدولية التي صدرت عن الأوضاع في سيناء خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، عن الكلفة الاجتماعية الباهظة لإطلاق يد الأجهزة الأمنية في التعامل مع صراعات ذات طبيعة سياسية وجغرافية معقدة، من دون رادعٍ أو مساءلة. وتؤكّد هذه التقارير أن إطلاق مسار شامل للحقيقة والعدالة وجبر الضرر في سيناء يمثل شرطًا جوهريًّا لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، لا يقل أهمية عما تحتاجه من تنمية اقتصادية وبشرية شاملة.

 

*لماذا لا تُمنح الحرية الاستثنائية لمعتقلي التيار الإسلامي؟

ينما احتفت الأوساط الحقوقية بخبر الإفراج عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح بعد سنوات من المعاناة، دوّى صوت الناشط والمحامي الحقوقي هيثم محمدين متسائلًا: “أين الحرية لمعتقلي التيار الإسلامي؟”، في إشارة واضحة إلى التمييز الفج الذي ينتهجه النظام المصري في ملف المعتقلين السياسيين.
فبينما يُفرج عن بعض الرموز المدنية أو الليبرالية تحت ضغط دولي، يُترك الآلاف من أبناء التيار الإسلامي خلف القضبان بلا أفق أو محاكمة عادلة، في سياسة تنكيلية ممنهجة هدفها كسر الخصوم وإرهاب المجتمع. 

آلاف خلف القضبان.. أرقام تكشف المأساة
تشير تقديرات المنظمات الحقوقية المستقلة، ومنها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ومركز الشهاب، إلى أن عدد السجناء السياسيين في مصر يتراوح بين 60 و65 ألف معتقل، يشكل التيار الإسلامي الغالبية العظمى منهم.
ورغم مرور أكثر من عقد على الانقلاب العسكري في يوليو 2013، فإن النظام ما زال يملأ السجون بأحكام قاسية واحتجازات مطولة بلا محاكمة. 

أسماء بارزة.. أحكام قاسية وظروف مأساوية
من بين أبرز المعتقلين المنتمين للتيار الإسلامي يبرز اسم محمد البلتاجي، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، الذي يقضي حكمًا بالمؤبد في قضايا وُصفت بأنها “مسيسة”، وصفوت حجازي الذي يواجه ظروفًا صحية متدهورة، إضافة إلى خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة، المعتقل منذ 2013.

وتؤكد أسر هؤلاء وغيرهم أن حرمانهم من العلاج والزيارة المنتظمة يمثل شكلًا من أشكال التعذيب البطيء، وهو ما وثّقته منظمات كـ هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية. 

انتهاكات ممنهجة داخل السجون
تقارير حقوقية حديثة كشفت عن تزايد محاولات الانتحار في سجن بدر 3 نتيجة الظروف غير الإنسانية، إضافة إلى دخول مئات المعتقلين في إضرابات مفتوحة عن الطعام لأشهر متواصلة احتجاجًا على الحرمان من أبسط الحقوق: الزيارة، التريض، العلاج.
هذه الانتهاكات لا تقتصر على التيار الإسلامي، لكنها تطالهم بشكل مضاعف، مع سياسة “التدوير” المستمرة التي تعيد المعتقلين إلى قضايا جديدة بعد انتهاء أحكامهم. 

أرقام صادمة: وفيات وتدهور صحي
بحسب تقرير صادر عن مركز النديم، شهدت السجون المصرية خلال عام 2023 وحده 38 حالة وفاة لمعتقلين، معظمها نتيجة الإهمال الطبي.

وتقدّر المنظمات أن ما بين 800 إلى 1000 معتقل يعانون من أمراض مزمنة خطيرة كالسرطان وأمراض القلب والكلى، بينما يُحرم أغلبهم من العلاج المناسب.
ويصف حقوقيون هذه السياسات بأنها “إعدامات بطيئة خلف القضبان”. 

ازدواجية صارخة.. ضغط دولي وانتقائية داخلية
إفراج النظام عن شخصيات بارزة من غير الإسلاميين –مثل علاء عبد الفتاح أو بعض الصحفيين– جاء بعد ضغوط دولية وملفات مرتبطة بالمساعدات الغربية.
لكن حين يتعلق الأمر بمعتقلي التيار الإسلامي، يغيب أي تحرك مماثل، وكأن الدولة تعتبر ملفهم “خطًا أحمر”.

هذه الازدواجية، كما يصفها هيثم محمدين، تكشف أن النظام لا يتعامل مع قضية الحريات وفق مبادئ العدالة، بل بمنطق المساومة السياسية. 

العدالة لا تتجزأ
إن استمرار بقاء عشرات الآلاف من المعتقلين الإسلاميين خلف القضبان، وسط صمت محلي وتواطؤ دولي، يمثل جرحًا نازفًا في ضمير العدالة.
فلا معنى للحرية إن كانت انتقائية، ولا قيمة لأي إصلاح سياسي يُستثنى منه التيار الإسلامي وأبناؤه.

وكما يؤكد الحقوقيون: الحرية لا ينبغي أن تكون جائزة تُمنح للبعض وتحجب عن آخرين، بل حق أصيل تكفله كل القوانين والمواثيق الدولية.

 

* نظام السيسي يعلن خيانته لدماء الفلسطينيين وموافقته على نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية بغزة

بعد ساعات من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة عرب ومسلمين في نيويورك، بينهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أعلنت القاهرة أنها لا تعارض مبدئياً نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أو نشر قوة دولية في قطاع غزة المحاصر.

في لحظة فارقة من عمر القضية الفلسطينية، خرج رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بتصريحات صادمة خلال اجتماع حول ما سُمّي بـ”اليوم التالي في غزة”، مؤكدًا أن مصر تدعم وجود ضمانات أمنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل وتذهب أبعد من ذلك بالدعوة إلى سحب السلاح من حركة حماس أو أي فصيل مقاوم آخر.
كلمات تكشف انحراف البوصلة المصرية عن مسارها الطبيعي، إذ يُفترض أن تكون القاهرة سندًا للمقاومة الفلسطينية لا أداة ضغط عليها لصالح الاحتلال. 

لكنها شددت على أن أي ترتيبات من هذا النوع مشروطة بإطار سياسي شامل يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وبضمانات دولية صارمة في مقدمتها التزام أميركي يضمن إلزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه.

وأعلنت مصر، على لسان رئيس وزرائها مصطفى مدبولي، موافقتها المبدئية على مناقشة نزع سلاح “حماس” ونشر قوة دولية في قطاع غزة، لكنها ربطت هذا الموقف بإطار سياسي متكامل يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وبضمانات دولية واضحة تضمن التزام جميع الأطراف.

وجاء ذلك خلال مشاركة مدبولي في اجتماع بشأن “اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة”، أمس الثلاثاء، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وشدد مدبولي على أن “أي ترتيبات أمنية في غزة، سواء نزع السلاح أو نشر قوة دولية، لن تنجح إذا جرى التعامل معها بمعزل عن جذور الصراع”، مؤكداً أن الأساس هو التوصل إلى حل الدولتين. وأضاف أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم

محذراً من أن ذلك من شأنه “توسيع رقعة الصراع وتهديد استقرار المنطقة بأكملها”. ووفقاً لبيانه الرسمي الموجه لوسائل الإعلام المحلية، أكد مدبولي، أنّ “السلاح يجب أن يكون حكراً على أجهزة الدولة الفلسطينية الشرعية، وأنّ الفصائل المسلحة كافة مطالَبة بتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية”، مشيراً إلى أن مصر بدأت بالفعل في تدريب قوات الأمن الفلسطينية ومستعدة للتوسع في ذلك بدعم من المجتمع الدولي.

وأوضح رئيس الوزراء المصري أنّ “التجارب السابقة في نزع سلاح الجماعات المسلحة لم تنجح عندما اعتمدت فقط على الحلول العسكرية”، قائلاً: “التدمير الكامل لقطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لعامين لم تُنهِ وجود حماس أو سلاحها”، مضيفاً أن نزع السلاح لا بد أن يأتي ضمن اتفاق سياسي متكامل يضمن حقوق الفلسطينيين.

بين “الضمانات الأمنية” و”الخنق السياسي”
تسويق مدبولي لفكرة “الضمانات الأمنية للطرفين” يعكس عقلية تُساوي بين الضحية والجلاد.
فبينما تستمر إسرائيل في قصف غزة وحصارها وقتل أهلها، تأتي مصر الرسمية لتطرح مقاربة تجعل أمن الاحتلال على قدم المساواة مع أمن الشعب الفلسطيني، بل وتشترط تجريد المقاومة من سلاحها.

هذه الصيغة ليست سوى محاولة لتسويق ما يريده البيت الأبيض وتل أبيب: غزة منزوعة السلاح تحكمها سلطة شكلية، تحت رقابة إقليمية ودولية. 

تماهي خطير مع مشروع ترامب الجديد
المفارقة أن تصريحات مدبولي جاءت متزامنة مع ما طرحه الرئيس الأمريكي السابق – والمرشح الحالي – دونالد ترامب من مشروع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

الفكرة ذاتها: دولة تُرفع فيها الأعلام الفلسطينية، لكن دون جيش ولا مقاومة ولا قدرة على الدفاع عن نفسها.
مجرد كيان هشّ يخدم أمن الاحتلال ويمنع أي تهديد مستقبلي له. حين يدعو رئيس وزراء مصر إلى ما يشبه هذه الرؤية، فهو في الواقع يشارك في شرعنة “صفقة القرن” بثوب جديد. 

مصر من “الوسيط” إلى “الضاغط”
لطالما قدّمت القاهرة نفسها كوسيط بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، لكنها اليوم تتحول من الوسيط إلى الضاغط المباشر على حماس، في انسجام مع متطلبات واشنطن وتل أبيب.
لا يبدو أن المسألة مجرد اجتهاد سياسي، بل جزء من استراتيجية واضحة: احتواء المقاومة، وتصفية بعدها العسكري، وفتح الطريق أمام تسوية هشة تُعيد إنتاج أوسلو في نسخة أكثر إذلالًا. 

خيانة لدماء الشهداء
أي حديث عن “اليوم التالي” يتجاهل حقيقة أن آلاف الفلسطينيين قُتلوا تحت القصف خلال العام الأخير، وأن المقاومة صمدت بدماء أبنائها.
كيف يمكن تبرير تجريد الشعب من سلاحه بينما الاحتلال لا يزال يسيطر على الأجواء والمعابر ويحتجز الأسرى ويستولي على الأرض؟!

ما يقترحه مدبولي ليس “سلامًا” بل استسلامًا قسريًا، وخيانة صريحة لدماء الشهداء الذين أثبتوا أن السلاح وحده هو الضمان الحقيقي للبقاء. 

لعبة “الضمانات” وأمن إسرائيل
التجارب السابقة تكشف أن أي ضمانات أمنية في ظل ميزان القوى الحالي ستخدم طرفًا واحدًا: إسرائيل.

فماذا تعني “الضمانات” إذا لم يكن هناك رادع عسكري يحمي الفلسطينيين؟ وماذا تبقى من السيادة إذا كانت مصر والأردن وأطراف عربية أخرى تتعهد بفرض الأمن بالنيابة عن الاحتلال؟
الحقيقة أن هذه الضمانات ليست سوى أداة جديدة لخنق غزة، وإفراغ المقاومة من مضمونها، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مسرحية سياسية بلا روح. 

مقاومة لا تُكسر
على الرغم من كل هذه الضغوط، أثبتت المقاومة أنها عصيّة على الكسر.
فكما فشلت محاولات الحصار والتجويع والتضييق على مدى عقود، ستفشل محاولات “نزع السلاح” عبر الطاولة السياسية.

إن سلاح المقاومة ليس ترفًا ولا ورقة مساومة، بل هو عنوان لكرامة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه، وهو السطر الأخير الذي يحمي غزة من التحول إلى سجن مفتوح تديره قوات الاحتلال بواجهة عربية. 

اليوم التالي في عيون القاهرة وتل أبيب
بينما يروّج مدبولي لخطط “اليوم التالي”، يعرف الفلسطينيون أن اليوم التالي الحقيقي لا يُبنى إلا على قاعدة الصمود والمقاومة. فالتاريخ علّم أن كل المفاوضات بلا قوة تحميها تنتهي بالخذلان.
أما مصر الرسمية، فبانحيازها إلى منطق نزع السلاح، فإنها تضع نفسها في خانة الخيانة، لا الوساطة.

إن دماء الفلسطينيين لا يمكن أن تُستغل لتمرير صفقات سياسية، ولا يمكن أن تُختصر القضية في “ضمانات أمنية” تمنح الاحتلال ما عجز عن انتزاعه بالقوة.

 

*مباحثات مصرية أمريكية في نيويورك حول إنهاء الحرب على غزة

شهدت مدينة نيويورك مباحثات مصرية أمريكية بشأن سبل إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ عامين، وذلك خلال لقاءين لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الأمريكي مارك روبيو، ومبعوث واشنطن للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وفق بيانين للخارجية المصرية الخميس.

تثمين جهود ترامب

جدد عبد العاطي خلال لقائه بروبيو تثمين عبد الفتاح السيسي لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لوقف الحرب في غزة بشكل فوري، مؤكداً أن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لوقف نزيف الدماء ومنع محاولات تهجير الفلسطينيين.

أرقام الخسائر في غزة

وبالتزامن مع هذه التحركات، تواصل إسرائيل حربها على غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في إطار ما اعتبرته الخارجية المصرية إبادة جماعية، أسفرت عن استشهاد 65 ألفاً و419 فلسطينياً، وإصابة 167 ألفاً و160 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أودت المجاعة الناتجة عن الحصار بحياة 442 شخصاً، بينهم 147 طفلاً.

القمة العربية الإسلامية – الأمريكية

وفي لقائه مع ويتكوف، بحث عبد العاطي تطورات غزة في ضوء اجتماع القمة بين المجموعة العربية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، الذي عُقد في نيويورك يوم 23 سبتمبر الجاري.
وأكد أن مصر تعوّل على جهود ترامب لإنهاء الحرب، وضمان إدخال المساعدات بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني، والبدء في إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

إعلان السيسي

وكان عبد الفتاح السيسي قد أعلن مساء الأربعاء تقديره لجهود ترامب لوقف الحرب، مثمناً ما طُرح في اجتماع مع قادة الدول العربية والإسلامية، واعتبره “أساساً مهماً يمكن البناء عليه لتحقيق السلام في الفترة المقبلة”.

خطة أمريكية ودعم دولي

وكان ترامب قد عرض، مساء الثلاثاء، على قادة دول عربية وإسلامية خطة أمريكية بشأن غزة، التي تتعرض لحرب مدمرة منذ عامين. وأكد القادة في الاجتماع المشترك على ضرورة إنهاء الحرب في القطاع، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وإدخال مساعدات إنسانية كافية كخطوة أولى نحو سلام عادل ودائم.

المشاركون في الاجتماع

شارك في القمة كل من: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، وأمير قطر تميم بن حمد، وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيسا وزراء باكستان محمد شهباز شريف ومصر مصطفى مدبولي، إلى جانب وزيري خارجية السعودية فيصل بن فرحان والإمارات عبد الله بن زايد.

*جون السيسي طلع “أوفسايد” فشنك وصفقة الغاز مع الصهاينة وبال على مصر

مع تطورات حرب الإبادة في قطاع غزة والعملية البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال في مدينة غزة والمخطط الصهيوني الرامي إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، تكشفت التداعيات السلبية لاتفاق الغاز الذي وقّعه نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي مع دولة الاحتلال لاستيراد الغاز، والذي يقدر بنحو 35 مليار دولار ويمتد حتى عام 2040.

هذا الاتفاق الكارثي تحوّل إلى ورقة ضغط في أيدي الصهاينة على سلطات العسكر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفي نفس الوقت لم يحقق هدفه الاقتصادي، بل تحول إلى مصدر توتر جديد، مع محاولات الصهاينة استغلاله لدفع عصابة العسكر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء .

كارثة استراتيجية

من جانبه وصف -الخبير الاقتصادي زهدي الشامي الصفقة بأنها “كارثة استراتيجية جديدة” و”تكبيل طويل الأمد لقرار مصر في مجال الطاقة”، معتبرًا أنها تمثل استمرارًا لسياسات خاطئة أدت إلى وضع البلاد تحت رحمة الغاز الصهيوني. 

وقال الشامي في تصريحات صحفية: إن “سلطات الانقلاب كان يفترض أن تتعلم من أخطائها السابقة، حين وقّعت قبل سنوات صفقة لاستيراد الغاز من الصهاينة بقيمة 15 مليار دولار، ثم تم رفعها لاحقًا إلى 20 مليار، بدلاً من الاستثمار في تطوير حقول الغاز المصرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، موضحًا أن المفارقة أن الحقول الصهيونية، التي نصدر منها اليوم، تقع جغرافيًا بالقرب من المياه المصرية، وهناك شكوك مشروعة بأنها تحتوي على غاز مصري تمت السيطرة عليه بفعل غياب الحسم في ترسيم الحدود البحرية في وقت مبكر . 

وانتقد التناقض الصارخ في سياسات الانقلاب، موضحًا أن اعتماد الانقلاب على الغاز الصهيوني يقيد قدرته على اتخاذ مواقف حازمة تجاه العدوان والبلطجة الصهيونية، حيث يمكن لدولة الاحتلال استخدام هذا الاعتماد كورقة ضغط سياسية واقتصادية في أوقات الأزمات.

وأضاف الشامي: بدلاً من أن تخطط حكومة الانقلاب لإنهاء هذا الوضع المهين وإصلاح سياساتها في مجال الطاقة، نجدها اليوم توسع نطاق الاعتماد على نفس المصدر، وبصفقة أكبر بكثير، لتصل إلى 35 مليار دولار وتمتد حتى 2040 ، معتبرًا أن ذلك يرهن جزءًا من الأمن القومي المصري لاعتبارات السوق الصهيونية .

واعتبر أن اتفاق الغاز ليس مجرد اتفاق تجاري، بل إعادة صياغة لعلاقات القوة بين سلطات الانقلاب ودولة الاحتلال على أسس تجعل الأخيرة شريكًا إجباريًا في معادلة الطاقة المصرية.

وتساءل الشامي : ما معنى أن نربط احتياجاتنا من الطاقة بمصدر واحد في دولة تحتل أرضًا عربية وتخوض حربًا مستمرة على حدودنا؟ وأي منطق يجعلنا نضاعف الاعتماد بدل أن نبحث عن بدائل؟ معتبرا ما يحدث ليس مجرد خطأ في التقدير، بل جريمة كبرى بحق مصر وأمنها القومي، لأنها تضعنا في وضع التابع لا الشريك، وتلزمنا بسياسات تتعارض مع مصالحنا الوطنية، إنه عبث سياسي واقتصادي سيدفع المصريون ثمنه لعقود قادمة  . 

بدائل إقليمية

وقال السفير معتز أحمدين، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة: “حسنا فعل نتنياهو بتجميد الصفقة، فذلك قد يفتح المجال لمناقشة مجتمعية وبرلمانية أوسع حولها، مؤكدا أن المكاسب المروج لها غير مؤكدة، وتعتمد على متغيرات لا يمكن ضمانها، مثل أسعار الغاز المستقبلية أو استمرار الطلب الأوروبي المرتفع”.

وتوقع أحمدين في تصريحات صحفية أن تتجه أوروبا مستقبلا إلى تخفيض اعتمادها على الغاز لصالح مصادر الطاقة المتجددة، مما يقلص فرص مصر في الاستفادة من التصدير عبرها، مشيرا إلى أن السلوك الصهيوني يجعل أي تعاون إستراتيجي محفوفا بالمخاطر، في ظل انتهاكات دولة الاحتلال المتكررة للاتفاقيات الدولية، سواء مع مصر أو مع دول أخرى مثل لبنان وسوريا، فضلا عن خروقاتها المتواصلة في غزة. 

واعتبر أن الموقف الحالي يمثل فرصة لمصر للتراجع عن الصفقة، وربط أي اتفاقات مستقبلية بوقف الحرب على غزة وإعادة إعمارها، مطالبا بتوجيه جزء من عوائد الغاز لصالح التعويضات والإعمار .

وأشار أحمدين إلى أن أمام حكومة الانقلاب بدائل إقليمية تتمثل في السعودية وقطر والجزائر، إضافة إلى ما ينتج محليا، مشددا على أن الظروف الطارئة تمنح مصر حق تعديل حجم صادراتها بما يخدم استقرار السوق الداخلي . 

ورقة ضغط 

وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن دولة الاحتلال تنظر إلى الاتفاقية باعتبارها ورقة ضغط على نظام الانقلاب، مشيرا إلى أن هذا ورد صراحة في مقالات صهيونية أشارت إلى أن دولة الاحتلال تمتلك أدوات عديدة للضغط على السيسي، من بينها العلاقات مع الولايات المتحدة، وموقف المؤسسات المالية الدولية، وأزمة سد النهضة، وأخيرا اعتماد مصر على الغاز الصهيوني . 

وقال السيد في تصريحات صحفية: إن “توقف الإمدادات خلال الحرب الصهيونية الايرانية أجبر حكومة الانقلاب على وقف نشاط مصانع الأسمنت والأسمدة وغيرها، الأمر الذي استخدم لاحقا كورقة ضغط علنية في خطاب نتنياهو حين هدد باستخدام الغاز كسلاح لإجبار السيسي على قبول تهجير الفلسطينيين”. 

وتساءل السيد إذا كانت هذه المخاطر واضحة للجميع، فلماذا تقدم حكومة الانقلاب على إبرام اتفاق طموح يمتد 15 عاما بقيمة 35 مليار دولار مع دولة الاحتلال، في حين تشن الأخيرة حربا مدمرة على الفلسطينيين في غزة؟ . 

*بتعويضات هزيلة نزع ملكية عقارات كورنيش النيل في 7 مناطق من “روض الفرج” لـ”التبين”

تسارع  حكومة الانقلاب حاليا ومنذ نهاية اغسطس في نزع ملكية عدد من العقارات المطلة على كورنيش النيل ضمن خطة “تطوير” عمراني واسعة، خاصة في منطقة مثلث ماسبيرو وسط القاهرة.

وقال مراقبون إننا الآن أمام المرحلة الثانية من تطوير مثلث ماسبيرو تشمل نزع ملكيات عقارات خارج حدود المثلث الأصلي، بهدف إعادة استغلال الأراضي المطلة على الكورنيش في مشاريع استثمارية وسياحية.

ونشرت هيئة المساحة المصرية خرائط وكشوف نزع الملكية، ودعت المواطنين إلى مراجعتها والاعتراض خلال المدة القانونية المحددة. 

وقرار المنفعة العامة رقم 4505 لسنة 2022 يشمل مناطق مثل أثر النبي – مصر القديمة، ويمتد من كورنيش النيل حتى الأوتوستراد.

وتلقى السكان والأهالي عروض التعويضات بحسرة معتبرين أنها تعويضات “هزيلة”، مثل 250 ألف جنيه للشقة، رغم أن قيمتها السوقية قد تصل إلى 3 ملايين جنيه.

ولجأ بعض الأهالي إلى المحاكم لتحصين موقفه القانوني، ولكن السلطات بدأت بالفعل في إزالة بعض المباني وتجريف الأراضي المحيطة بمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون.

وفقًا للقانون المصري رقم 10 لسنة 1990 بشأن نزع الملكية للمنفعة العامة، يحق للمواطنين الاعتراض على قرارات النزع خلال 15 يومًا من عرض الكشوف، كما يمكنهم الطعن على قيمة التعويض أمام المحكمة الابتدائية خلال 4 أشهر.

وقالت منظمات حقوقية ومحامون مستقلون إن التعويضات المقدمة لا تتناسب مع القيمة السوقية للعقارات، خاصة تلك المطلة على النيل، بين المعروض من الدولة لثمن الشقة، وقيمتها الحقيقية التي تصل إلى 3 ملايين جنيه.

بعض السكان لجأوا إلى القضاء لتحصين موقفهم القانوني، وقد صدرت بالفعل أحكام قضائية لصالحهم، لكن الجهات الحكومية استمرت في تنفيذ خطط التطوير، مما أثار جدلاً واسعًا.

واعتبر السكان أن ما يحدث هو مرحلة من “التهجير القسري”، مشيرين إلى أن الدولة تتجاوز العقارات العشوائية لتطال المباني المرخصة والمخططة. مؤكدين أن هذه المناطق ستتحول إلى مشاريع استثمارية لا تخدم سكانها الأصليين، بل تُباع بأسعار مرتفعة لا يستطيعون تحملها.

وكانت مجمل الاعتراضات الحقوقية حول؛ ضعف التعويضات، وغياب الشفافية في تحديد المناطق المستهدفة، وتجاوز القانون في بعض الإجراءات التنفيذية، وتهديد النسيج الاجتماعي للمناطق المطلة على النيل.

ومن المرجح ان تتجه حكومة السيسي إلى إقامة أبراج سكنية ومشروعات تجارية على أنقاض العقارات القديمة.

وقال المحامي والناشط عمرو عبد الهادي @amrelhady4000: “السيسى باع كل المساحات الي على النيل وهينزع ملكية العقارات المطلة على كورنيش النيل في سبع مناطق.. الساحل، روض الفرج، بولاق أبو العلا، دار السلام، المعصرة، حلوان، والتبين.. يعني لا الملاك هتفرح ولا المستأجرين هتفرح..”.

وأضاف “قلت لكم ان المؤجر مش هيلحق يفرح لان غرض الجيش يجعل الملاك تخلص من المستأجرين وبعدين ينزع ملكية العقارات من الملاك اسهل بدل ما يواجه ملايين العائلات المؤجرة هيواجه بس الاف الملاك اسهل“.

وفي مشروع توسيع الطريق الدائري الذي يشمل مناطق من كورنيش النيل حتى الأوتوستراد، تم تخصيص 2.5 مليار جنيه كتعويضات إجمالية، لكن لم تُفصّل بدقة قيمة التعويض لكل وحدة سكنية.

وباع بعض المستثمرين وحدات جديدة في نفس المناطق بأسعار تصل إلى 20 مليون جنيه للشقة الصغيرة المطلة على النيل.

ووصف السكان وصفوا التعويضات بأنها “هزيلة”، ولجأ بعضهم إلى القضاء في حين تستمر الحكومة بإجراءات تنفيذ خطط “التطوير”.

ويشهد محيط “مثلث ماسبيرو” وسط العاصمة المصرية القاهرة توترًا متصاعدًا، بعدما تعرّض سكان العقارات المطلة على كورنيش النيل لضغوط كبيرة لمغادرة منازلهم مقابل تعويضات حكومية، اعتبرها السكان هزيلة.

وبدأت السلطات أعمال هدم السور المحيط بمبنى الإذاعة والتلفزيون، في خطوة تفتح الطريق أمام مشاريع عمرانية جديدة تسعى الحكومة المصرية إلى تنفيذها ضمن خطة إعادة استغلال الأراضي المطلة على كورنيش العاصمة.

ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية أعلنها مصطفى مدبولي، رئيس حكومة السيسي وتهدف إلى تحويل ضفتي النيل إلى واجهة استثمارية وسياحية حديثة، الأمر الذي يثير جدلاً بين سكان المنطقة، المهددين بالتهجير وخسارة منازلهم.

وبالتوازي هناك تحركات حكومية تتعلق بنزع ملكية بعض العقارات في مناطق مثل حلوان والتبين، وذلك ضمن خطط تطوير البنية التحتية والمشروعات القومية. مع تصدير أن نزع الملكية لصالح تنفيذ مشروعات ذات منفعة عامة، مثل إنشاء طرق، محاور مرورية، أو مرافق خدمية.

وتدور العملية القانونية كالتالي:

تبدأ العملية بـ تنبيه رسمي بنزع الملكية يُعلن للمالك أو الحائز، ويشمل وصف العقار، موقعه، وحدوده، ومقدار الدين إن وجد.

يتم تسجيل التنبيه في الشهر العقاري، مما يُعد بمثابة حجز على العقار ويمنع التصرف فيه. 

يحق للمالك أو الحائز الاعتراض أو التظلم من القرار أو من قيمة التعويض، خاصة إذا كانت العقارات غير مسجلة رسميًا باسم الساكنين.

بعض العقارات في حلوان والتبين غير مسجلة باسم الساكنين، مما يخلق تعقيدات قانونية في تحديد المستحقين للتعويض.

هناك شكاوى من أن قيمة التعويضات لا تتناسب مع القيمة السوقية للعقارات، ما يدفع البعض إلى اللجوء للقضاء.

 

مصر تعلن البدء في تجهيز قوات السلطة الفلسطينية وتنتظر دعما دوليا.. الأربعاء 24 سبتمبر 2025م.. وفد للاحتلال في القاهرة لمناقشة الحدود مع غزة

مصر تعلن البدء في تجهيز قوات السلطة الفلسطينية وتنتظر دعما دوليا.. الأربعاء 24 سبتمبر 2025م.. وفد للاحتلال في القاهرة لمناقشة الحدود مع غزة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

 *بعد العفو عن علاء عبد الفتاح التحقيق مع أبو الفتوح والقصاص في قضية جديدة باتهامات مكررة: عدالة عرجاء

شهدت محكمة جنايات القاهرة في بدر، أمس الاثنين، أولى جلسات القضية رقم 786 لسنة 2020 حصر أمن الدولة، والمقيدة برقم 1023 لسنة 2024 جنايات أمن الدولة، والتي يُحاكم فيها كل من عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب “مصر القوية” والمرشح الرئاسي السابق، ونائبه محمد القصاص، إلى جانب آخرين، في قضية جديدة تضاف إلى سلسلة من المحاكمات التي يواجهها الرجلان منذ اعتقالهما قبل أكثر من ثماني سنوات.

ورغم أن أبو الفتوح والقصاص ما زالا رهن الاحتجاز على خلفية قضايا سابقة، فإنهما يمثلان أمام القضاء مجددًا، في ما وصفته منظمات حقوقية بظاهرة “تدوير القضايا” الهادفة إلى إبقاء السجناء السياسيين خلف القضبان إلى أجل غير معلوم. ويخضع أبو الفتوح منذ لحظة اعتقاله عام 2018 لحبس انفرادي متواصل، فيما يقضي القصاص عقوبات متفاوتة على خلفية قضايا مماثلة. 

اتهامات متكررة

بحسب لائحة الاتهام الصادرة عن النيابة العامة، يواجه المتهمون تهمًا تتعلق بـ”تولي قيادة في جماعة أُسست على خلاف القانون” و”ارتكاب جرائم تمويل”. ورغم تكرار هذه الاتهامات في معظم القضايا السياسية، فإنها ما زالت الأساس القانوني لإعادة تدوير المحاكمات بحق معارضين سياسيين، وهو ما أثار انتقادات حقوقية واسعة النطاق.

القضية الأخيرة تعد الثانية ضد أبو الفتوح بعد الحكم الصادر بحقه بالسجن 15 عامًا في القضية رقم 440 لسنة 2018 حصر أمن الدولة، بينما تُعد الثالثة بحق محمد القصاص، الذي سبق أن صدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات، ويواجه غدًا الثلاثاء جلسة محاكمة أخرى في قضية منفصلة. 

انتقادات حقوقية

منظمة “عدالة لحقوق الإنسان” وصفت هذه الملاحقات القضائية بأنها “انتهاك صارخ للحقوق الأساسية”، مؤكدة أن “إصرار السلطات على ملاحقة السجناء السياسيين بقضايا جديدة يعكس استخدام القضاء كأداة سياسية لإسكات الأصوات المعارضة”.

أما الشبكة المصرية لحقوق الإنسان فاعتبرت القضية “أغرب القضايا”، مشيرة إلى المفارقة في توجيه تهم تأسيس وتمويل جماعة لأبو الفتوح في الوقت الذي يقبع فيه داخل زنزانة انفرادية منذ سبع سنوات متواصلة. وأضافت الشبكة: “أي منطق هذا؟ وأي قضاء هذا؟”. 

الوضع الصحي للمعتقلين

المحامي الحقوقي خالد علي قال إن الجلسة شهدت حضور أبو الفتوح رغم حالته الصحية المتدهورة، إذ يعاني من أمراض مزمنة بينها تضخم في البروستاتا، إضافة إلى مشكلات في القلب والضغط والسكر. وأكد أن المحكمة قررت تأجيل القضية إلى 8 ديسمبر 2025 للاطلاع وتصوير أوراقها، معربًا عن أمله في صدور قرار عفو. 

وعود رسمية مقابل واقع مغاير

تتزامن هذه التطورات مع حديث السلطات المتكرر عن وجود انفراجة سياسية مرتقبة، وحلحلة ملف السجناء السياسيين من خلال “الحوار الوطني” ولجنة العفو الرئاسي. لكن في المقابل، تستمر المحاكم في نظر قضايا سياسية جديدة، ما يثير تساؤلات حقيقية حول جدية الإرادة السياسية لإنهاء هذا الملف الشائك.

وتختلف الأرقام بشأن أعداد السجناء السياسيين إذ لا تعترف السلطات بوجودهم رسميًا، بينما تشير تقديرات منظمات محلية ودولية إلى أن عددهم يتجاوز 60 ألفًا، بين محبوسين احتياطيًا ومحكوم عليهم. ورغم الإفراج عن بعض المعتقلين خلال الأعوام الأخيرة، فإن وتيرة اعتقال معارضين جدد وإعادة تدوير القضايا تجعل المشهد في حالة من “الجمود المستمر”، بحسب مراقبين.

* وفد للاحتلال في القاهرة لمناقشة الحدود مع غزة

كشفت مصادر مصرية مطلعة على ملف الاتصالات بشأن الحرب على قطاع غزة، أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى قام بزيارة سرية إلى القاهرة مساء الاثنين، استغرقت نحو أربع ساعات، لبحث عدد من الملفات الشائكة المرتبطة بالترتيبات الأمنية في المناطق الحدودية بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.

وبحسب المصادر، فإن الوفد الإسرائيلي ضم مسؤولين بارزين من المؤسستين العسكرية والاستخبارية، حيث التقى بنظرائهم المصريين المكلفين بملفات الوضع في غزة والأوضاع الأمنية على الحدود. وأوضحت أن الزيارة جاءت بترتيب إسرائيلي مباشر وبتنسيق أميركي، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة الحدودية، خصوصاً على محور فيلادلفيا الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب الأخيرة. 

تنسيق أميركي وضغوط سياسية
تأتي هذه الزيارة بعد ساعات قليلة من تخفيف القاهرة خطابها السياسي والإعلامي تجاه تل أبيب، بناءً على طلب مباشر من واشنطن، التي تسعى – وفق المصادر – إلى ضمان استمرار قنوات التنسيق الأمني بين الجانبين المصري والإسرائيلي، ومنع أي تصعيد قد يفاقم الوضع المتدهور في قطاع غزة.

وقالت المصادر إن من بين أبرز القضايا التي جرى بحثها خلال اللقاء “ملف المنطقة الحدودية”، لا سيما في ظل اعتراضات مصرية متكررة على إجراءات إسرائيلية وُصفت بأنها تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة أبدت امتعاضها من قيام الجيش الإسرائيلي بنصب أبراج اتصالات مزودة بكاميرات مراقبة بارتفاعات كبيرة على طول محور فيلادلفيا، بعد سيطرته على المثلث الحدودي الملاصق للأراضي المصرية. 

ملف “كامب ديفيد” يعود إلى الواجهة
وفيما يتصل بالتسريبات الإعلامية حول وجود خلافات تتعلق باتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979، أكدت المصادر أن “كل الملفات كانت مطروحة على الطاولة”، بما في ذلك الاتهامات الإسرائيلية لمصر بمخالفة بنود الاتفاقية عبر نشر أسلحة ثقيلة في المنطقة (ج) التي يُفترض أن تكون منزوعة السلاح أو مقيدة التسلح.

وكان موقع “أكسيوس” الأميركي قد نقل قبل أيام عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب من واشنطن ممارسة ضغوط على مصر لتقليص الحشد العسكري الأخير في سيناء، متهماً القاهرة بإنشاء بنية تحتية عسكرية تشمل مدارج موسعة للطائرات الحربية ومنشآت تحت الأرض قد تُستخدم لتخزين الصواريخ، وهو ما تعتبره تل أبيب انتهاكاً مباشراً للاتفاقية.

كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن نتنياهو توجّه شخصياً إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطلب رسمي لممارسة ضغط على مصر من أجل وقف ما وصفه بـ”التعاظم العسكري” في سيناء، بعد فشل المحادثات المباشرة بين الجانبين في إحراز أي تقدم.

من جانبها، ترى القاهرة أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود – وخصوصاً نشر أبراج المراقبة والتوغلات العسكرية – تمثل إخلالاً بالتوازن الأمني الذي تحرص مصر على تثبيته في تلك المنطقة الحساسة، معتبرة أن أي تغيير في قواعد الاشتباك أو المعادلة الأمنية قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الاستقرار في شبه جزيرة سيناء، التي شهدت خلال السنوات الماضية عمليات واسعة ضد الجماعات المسلحة.

*مصر تعلن البدء في تجهيز قوات السلطة الفلسطينية وتنتظر دعما دوليا

أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، أن مصر بدأت إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، مؤكدا الاستعداد للتوسع في ذلك بدعم دولي.

وصرح مدبولي، في اجتماع بشأن اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة، بمقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك: لقد بدأت مصر إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، ونحن على استعداد للتوسع في ذلك بدعم من المجتمع الدولي.

وأضاف: من ناحية أخرى، فإن مصر على استعداد لدعم أية جهود لإنشاء بعثة دولية لدعم عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وبناء الدولة الفلسطينية، ونرى ضرورة لإمكانية تحقيق ذلك والعمل على التوصل لإطار سياسي توافق عليه إسرائيل والولايات المتحدة قبل الدخول في مناقشة تفاصيل ومهام البعثة، وهي التفاصيل التي ستتشكل بطبيعة الحال، وفقًا لما سيتم الاتفاق عليه سياسيًا.

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في الاجتماع كل من: أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور عبد العاطي بدر، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وعدد من مسئولي الدول العربية والأجنبية.

يأتي حضور رئيس مجلس الوزراء هذا الاجتماع، على هامش مشاركته على رأس وفد رفيع المستوى، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مؤتمر حل الدولتين، وافتتاح أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُعقد تحت شعار معًا أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان.

وبدأ مدبولي حديثه، خلال الاجتماع، بتوجيه الشكر لـ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعوته لهذا الاجتماع، وجهوده من أجل دعم الحقوق الفلسطينية، التي أثمرت مع الجهود المقدرة للمملكة العربية السعودية عن عقد مؤتمر حل الدولتين بالأمس، مؤكدا أن ذلك ما تعتبره مصر نقطة انطلاق على طريق التوصل إلى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس من حل الدولتين وإنشاء الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كما تقدم رئيس الوزراء بالشكر لفخامة الرئيس ماكرون على القرار التاريخي باعتراف فرنسا بدولة فلسطين.

* كشوف سرية لاستبعاد أعضاء بالنيابة الإدارية بسبب زيادة الوزن تثير الجدل والغضب

في تطور أثار جدلاً واسعاً في الأوساط القانونية والحقوقية، تداولت مصادر مطلعة أنباء عن إعداد كشوف سرية داخل بعض الهيئات القضائية، وبالتحديد النيابة الإدارية، تضم أسماء أعضاء تم رصد زيادة في أوزانهم بعد التعيين، تمهيداً لاتخاذ قرارات بإقالتهم أو استبعادهم من أعمالهم. هذه الخطوة ـ إن صحت ـ تفتح باباً واسعاً للنقاش حول معايير الكفاءة المهنية، والخلط بين الجوانب الصحية والشكلية وبين القدرة الفعلية على أداء المهام القضائية. 

الكفاءة المهنية أم الشكل الخارجي؟

منذ عقود، ارتبطت الهيئات القضائية في مصر بمعايير صارمة في اختيار الأعضاء، ترتكز على السمعة الطيبة، المؤهل العلمي، والسلوك الشخصي. غير أن إدخال معيار “الوزن” ضمن أسس تقييم الأداء يثير علامات استفهام حول أولويات المؤسسات. فهل زيادة الوزن تمثل تهديداً مباشراً لسلامة العمل القضائي أو القدرة على البت في القضايا؟ أم أنها مجرد ذريعة لإحكام السيطرة وإقصاء بعض الأعضاء تحت ستار “اللياقة البدنية”؟ 

البعد القانوني والإداري

قانون النيابة الإدارية لم يتطرق في أي من مواده إلى اشتراط وزن معين أو قياسات جسدية محددة لاستمرار العضو في منصبه. وبالتالي، فإن أي محاولة لإقالة الأعضاء بسبب السمنة قد تفتقر للسند القانوني، وتفتح المجال أمام طعون قضائية يمكن أن تُربك المشهد القانوني برمته. عدد من الخبراء القانونيين يرون أن مثل هذه الإجراءات ـ إذا اتخذت بالفعل ـ قد تُمثل تعدياً على حقوق مكتسبة، بل وتتناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص الذي يكفله الدستور. 

انعكاسات على صورة القضاء

لا يمكن إغفال أن القضاء يمثل واجهة الدولة أمام المواطنين. وإثارة أخبار حول “كشوف سرية” مرتبطة بأوزان الأعضاء قد يضعف ثقة الرأي العام في جدية المؤسسات القضائية، ويعطي انطباعاً بأن الانشغال بالمظاهر الشكلية يطغى على جوهر العدالة. كما أن ربط الكفاءة المهنية بمقاييس الجسد قد يُفسر كنوع من التمييز، بما يضر بصورة مصر في المحافل الدولية، خاصة في ظل تزايد الحديث عالمياً عن حقوق الموظفين ورفض سياسات التمييز في بيئات العمل. 

البعد الاجتماعي والنفسي

علم النفس الإداري يؤكد أن الشعور بالاستهداف لأسباب شكلية، مثل الوزن أو المظهر، يؤثر سلباً على الروح المعنوية للعاملين. وإذا وصل هذا الشعور إلى قضاة أو أعضاء في مؤسسة قضائية، فإن تأثيره سيكون مضاعفاً، لأنه ينعكس على استقلاليتهم وثقتهم في أنفسهم، وبالتالي على أدائهم. كما أن فرض ضغوط متصلة بـ”اللياقة البدنية” دون مراعاة الظروف الصحية أو الوراثية قد يضع الأعضاء تحت ضغوط إضافية، لا علاقة لها بجوهر العمل. 

أصوات معارضة داخل الوسط القانوني

عدد من القضاة وأعضاء النيابة السابقين ـ وفق ما يتداول في الكواليس ـ عبّروا عن رفضهم التام لمثل هذه الإجراءات، معتبرين أنها “تدخل غير مقبول” في الحياة الشخصية للأعضاء. هؤلاء يرون أن الحل الأمثل للحفاظ على الصحة العامة داخل المؤسسات هو توفير برامج دعم غذائي ورياضي اختيارية، وليس إصدار كشوف سرية تُستخدم كأداة للترهيب. 

احتمالات سياسية وإدارية

لا يستبعد مراقبون أن يكون الحديث عن “كشوف الوزن” مجرد أداة لإعادة فرز داخل النيابة الإدارية، أو تمهيداً لتغييرات أوسع في تركيبة الجهاز القضائي. فغالباً ما تُستخدم قضايا جانبية كغطاء لإجراءات إدارية أعمق، سواء لإحالة البعض للتقاعد المبكر أو لإعادة هيكلة المؤسسة على نحو يخدم مصالح دوائر بعينها.

وختاما يبقى السؤال الأساسي: هل تتحول النيابة الإدارية من مؤسسة وظيفتها الرقابة على الجهاز الإداري وتحقيق العدالة إلى هيئة تحاسب أعضاءها على أجسادهم بدلاً من أعمالهم؟ إذا صحت هذه الأنباء، فإن الأمر لا يخص أصحاب الوزن الزائد وحدهم، بل يخص المجتمع كله الذي يترقب نزاهة مؤسساته القضائية. فالعدالة ـ في جوهرها ـ لا تُقاس بالكيلوجرامات، وإنما تُقاس بميزان الحق والإنصاف

* لغز اختفاء صاحب مركب قافلة الصمود المصري ترهيب أمني أم ضغوط أخرى؟

في واقعة أثارت صدمة في أوساط المشاركين والمتابعين، أعلن القائمون على “أسطول الصمود المصري” فقدان التواصل مع الشخص الذي أكد سابقًا مسؤوليته عن أحد المراكب المشاركة في الإبحار نحو غزة. المفارقة أن الانقطاع جاء بعد نشر صور وتفاصيل المركب بموافقة مسبقة من صاحبه، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان ما جرى مجرد سوء تفاهم، أم أن وراءه رسالة مقصودة لترهيب المبادرين بكسر الحصار عن غزة. 

بيان رسمي يكشف الانقطاع

اللجنة المنظمة قالت في بيانها: “يُعلن أسطول الصمود المصري عن انقطاع التواصل مع المسؤول عن اتفاق مركب (إيبيزا)، حيث وقع هذا الانقطاع عقب نشر اللجنة صورًا وتفاصيل تتعلق باسم المركب، وذلك بعد موافقة الشخص ذاته خلال مقابلة مع أعضاء لجنة الأسطول”. هذا التوقف المفاجئ فتح الباب على مصراعيه للتكهنات، إذ رأى البعض أنه ربما كان نتيجة ضغوط مباشرة مورست على المالك لإجباره على التراجع. 

أصوات غاضبة: صدفة أم ترهيب؟

الغضب الشعبي تجلى في تصريحات ومواقف داعمين للأسطول. حساب “جوار غزة” كتب: “حتى المبادرة الوحيدة التي تحركت — أسطول الصمود المصري — المركب الوحيد المتاح… اختفى صاحبه. هل هذا صدفة؟ أم امتداد لمنع كل محاولة حقيقية لنصرة غزة؟”، مضيفًا أن النظام قد يكون جزءًا من منع أي تحرك مستقل نحو كسر الحصار. هذه اللغة الحادة عكست إدراكًا عامًا بأن ما يحدث قد لا ينفصل عن سياسات رسمية تهدف لإبقاء المبادرات الشعبية تحت السيطرة. 

تضارب مريب في هوية المالك

ممدوح جمال، مسؤول اللجنة القانونية، أوضح أن الشخص الذي تواصل بداية مع أعضاء اللجنة وأكد ملكيته للمركب أبدى استعدادًا كاملًا ووافق على تحرير عقد إيجار. لكن سرعان ما اختفى دون مبرر، ليظهر مقطع مصور لشخص آخر يدعي ملكية المركب وينفي أي علاقة له بالأسطول. ثم اكتشفت اللجنة أن المالك الحقيقي طرف ثالث لا علاقة له بالاثنين. هذا التضارب دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأن القضية أكبر من مجرد “سمسرة” وأن هناك محاولات متعمدة لخلط الأوراق وإرباك التحضيرات. 

تداعيات خطيرة على التحضيرات

التعثر الحالي يهدد بعرقلة الجدول الزمني لأسطول الصمود المصري، الذي كان يعوّل على مشاركة قوارب محلية في الإبحار جنبًا إلى جنب مع الأسطول العالمي. ومع أن القائمين ما زالوا مصرّين على استكمال الخطوات، إلا أن ما جرى ألقى بظلال ثقيلة من الشك على مصداقية بعض الشركاء، وفتح الباب أمام فرضية أن تكون الضغوط السياسية أو الأمنية هي السبب وراء تراجع المالك المفترض. 

دعوة للتحدي والمواصلة

اللجنة المنظمة لم تستسلم للانتكاسة، بل أطلقت دعوة جديدة إلى أصحاب المراكب والمواطنين للمساهمة عبر التبرع أو التأجير، مؤكدة أن فشل الاتفاق مع مركب واحد لن يوقف مسيرة الأسطول. الرسالة كانت واضحة: “المعركة ليست معركة مراكب، بل معركة إرادات”. 

السياق السياسي الأوسع

التوقيت الحساس يجعل كثيرين يربطون بين ما جرى وبين محاولات النظام المصري لاحتواء المبادرات الشعبية حتى لا تتحول إلى أداة ضغط خارج سيطرته. فالمشاركة في “أسطول الصمود” لا تحمل فقط بعدًا إنسانيًا، بل تمثل أيضًا رسالة سياسية قوية ضد الحصار الإسرائيلي على غزة، وهو ما قد لا ترغب السلطات في أن يخرج من رحم مبادرات مستقلة.

وختاما يبقى السؤال معلقًا: هل اختفاء صاحب مركب قافلة الصمود المصري مجرد ارتباك عابر أم أنه رسالة ترهيب مقصودة من النظام لكل من يفكر في تحدي الخطوط الحمراء؟ ما هو مؤكد أن اللجنة المنظمة لم تفقد الأمل، وأن الدعوات الشعبية ما زالت تتصاعد لدعم الأسطول، حتى ولو كان الثمن مواجهة عراقيل وضغوط مستمرة. ففي النهاية، كما يردد أنصار الأسطول: “كسر الحصار لا يحتاج إذنًا من أحد”.

*ماذا خسرت مصر بعد إنشاء إثيوبيا لسد النهضة؟

قالت مصادر مصرية قريبة من ملف التفاوض المصري حول سد النهضة مع إثيوبيا تحدثت لـ”عربي بوست” إن “مراوغة” أديس أبابا خلال السنوات الماضية بخصوص آلية تشغيل السد تسببت في خسارة مصر ما يقارب 74 مليار متر مكعب من المياه طوال سنوات ملء السد، مبدين تخوفهم من أن السدود الثلاثة الأخرى التي تنوي إثيوبيا الشروع في بنائها قريباً سوف تتسبب في أزمة مائية كبيرة لمصر.
المصادر قالت إن مصر أنفقت 500 مليار جنيه على مسارات تخص تقليل إهدار المياه في الزراعة بسبب حجم العجز الضخم في مياه نهر النيل، ما تسبب في استنزاف الميزانية المصرية.
في هذا التقرير نستعرض أهم التساؤلات حول مصير حصة مصر من مياه نهر النيل وتأثير السد على مستقبل مصر المائي، ونستعين في الرد على ذلك بخبراء ومستشارين للحكومة المصرية.
ماذا خسرت مصر جراء إنشاء سد النهضة؟
يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إنه وفق أحدث البيانات والتقارير الإثيوبية، فإن حجم التخزين خلف سد النهضة بلغ 74 مليار متر مكعب من المياه. هذه الكمية الضخمة، لو لم تُحجز في بحيرة السد، لكانت بطبيعة الحال قد تدفقت إلى مصر عبر مجرى النيل الأزرق. ويشير شراقي بوضوح: “لو مفيش سد النهضة كانت المية دي هتروح فين؟ هتروح مصر طبعاً، فطبيعي دا خسارة كبيرة لمصر“.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الرقم فقط، إذ أضاف شراقي أن هناك 40 مليار متر مكعب أخرى فُقدت نتيجة عمليات التسريب والتبخر خلال سنوات بناء السد الخمس الماضية، ليصل إجمالي ما حُرمته مصر من المياه إلى نحو 100 مليار متر مكعب. وبالنظر إلى أن حصة مصر السنوية الثابتة من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب فقط، فإن هذا الفقدان يعادل ما يقارب ضعف الحصة السنوية تقريباً، وهو ما يعكس حجم التحدي القائم.


ما هي البدائل التي لجأت إليها مصر لتعويض الخسائر المائية من سد النهضة؟
يرى شراقي أن البعض يحاول التهوين من حجم الأضرار عبر القول إن مصر لم تتأثر فعلياً، مستشهداً بقدرة الدولة على إيجاد بدائل لتعويض النقص، سواء عبر الاعتماد على المخزون الاستراتيجي في بحيرة السد العالي أو من خلال سياسات ترشيد وإعادة استخدام المياه.

لكن الحقيقة – كما يوضح – أن هذه البدائل جاءت بكلفة باهظة. فقد اضطرت مصر إلى إعادة استخدام نحو 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها، لتدخل مجدداً في منظومة الري. هذه الخطوة وحدها كلفت الدولة استثمارات هائلة تقدر بحوالي 500 مليار جنيه مصري. ويضيف شراقي: “25 مليار صرف زراعي مصر اضطرت تستخدمها في الزراعة بسبب العجز اللي حصل في المياه نتيجة سد النهضة“.

بهذا المعنى، وفق كلام عباس شراقي، فإن مصر لم تنجُ من الخسائر كما يعتقد البعض، بل دفعت ثمناً اقتصادياً ضخماً لتقليل حجم الضرر الواقع عليها، وهو ما يمثل عبئاً إضافياً على الموازنة العامة في وقت تعاني فيه الدولة من تحديات اقتصادية متراكمة.

هل عمليات ملء بحيرة السد أثرت على حصة مصر؟
مع اكتمال عملية الملء التدريجي لخزان سد النهضة، يؤكد شراقي أن مرحلة التخزين قد انتهت فعلياً. وبداية من العام الحالي، لم يعد هناك تراكم إضافي في بحيرة السد، بل ستقتصر العملية على تمرير المياه القادمة من الأمطار السنوية.

هذا التطور، في رأيه، يخفف نسبياً من الضغوط المباشرة على مصر، لكنه لا يلغي المخاطر بالكامل. فإذا عملت التوربينات بكامل طاقتها، ستعتمد على الإيراد السنوي من الأمطار، وفي حال كان معدل الأمطار أقل من المتوسط، فإن حصة مصر ستتأثر حكماً. أما في حال وفرة الأمطار، فقد تصل لمصر كميات إضافية. وهنا يوضح شراقي أن التأثير الأكبر كان خلال سنوات الملء الخمس الماضية، حيث تحملت مصر العبء المالي والفني الأكبر لتعويض العجز.


من النقاط المهمة التي يطرحها شراقي أن مصر تعاني من عجز مائي مزمن يعود إلى عقود طويلة، وليس فقط بسبب سد النهضة. فمع زيادة عدد السكان إلى أكثر من 105 ملايين نسمة، وصل العجز المائي في مصر إلى نحو 50 مليار متر مكعب سنوياً. هذا العجز ظل قائماً منذ أكثر من ستة عقود، ما دفع مصر إلى الاعتماد بشكل متزايد على إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي، وكذلك تحلية مياه البحر في بعض المناطق. إلا أن سد النهضة – بحسب شراقي – كان بمثابة عامل ضاغط إضافي، أجبر مصر على تسريع استثماراتها في مجال معالجة المياه، وتحمل أعباء مالية إضافية.

هل كان هناك تنسيق بين إثيوبيا ومصر في إدارة السد؟
إحدى النقاط الجوهرية التي يشدد عليها شراقي هي أن مصر لا تعرف بدقة كيف تدير إثيوبيا السد: هل تفتح بوابة واحدة أم أربع بوابات؟ هل تغلقها بالكامل في بعض الفترات؟ ويقول: “لازم يكون فيه تنسيق كامل بين إثيوبيا ومصر والسودان“.

غياب الرقيب الدولي، أو أي آلية مشتركة لإدارة السد، يثير القلق في القاهرة. فالمياه – كما يشرح عباس شراقي – تصل حالياً إلى بحيرة سد النهضة بمعدلات ضخمة تصل إلى 400 مليون متر مكعب يومياً، لكن مع توقف موسم الأمطار في نوفمبر 2025 ستتحكم إثيوبيا بالكامل في تدفق النيل الأزرق لفترة قد تصل إلى ستة أشهر حتى الصيف التالي.

هل تستطيع إثيوبيا ابتزاز مصر بعد افتتاح سد النهضة؟
رغم المخاوف المصرية، يرى شراقي أن إثيوبيا لا تستطيع ابتزاز مصر بشكل كامل أو إغلاق النهر نهائياً، لأن الطبيعة الهيدرولوجية للنيل الأزرق تفرض عليها تمرير المياه. ففي مواسم الأمطار الغزيرة، تضطر أديس أبابا إلى فتح بوابات السد لتصريف الفائض وتقليل الضغط على جسم السد، وإلا تعرضت لخطر فيضان وتصدع.

لكن الخطر الأكبر يكمن – بحسب شراقي – في خطط إثيوبيا لبناء سدود إضافية، فقد أبلغت أديس أبابا القاهرة بالفعل نيتها بناء سد جديد قريباً، ولديها خطة لبناء ثلاثة سدود أخرى مستقبلاً. هذه المشاريع ستؤثر مجدداً على حصة مصر خلال فترات الملء، وتعيد الأزمة إلى المربع الأول.


يشير شراقي إلى أنه لو كان هناك تشاور مسبق مع مصر، ربما كانت القاهرة ستتقبل بناء سد النهضة أو أي سدود أخرى بشروط معينة. لكن غياب التفاهم والشفافية يجعل الأمر مقلقاً. الأخطر من ذلك أن نجاح إثيوبيا في فرض أمر واقع قد يغري دولاً أخرى بالانسحاب من اتفاقية عنتيبي والسير على النهج ذاته، ما يفتح الباب أمام فوضى مائية في حوض النيل.

غير أن شراقي يرى عاملاً طبيعياً يصب في مصلحة مصر: الطبيعة الجغرافية لدول حوض النيل، فالمياه – بحكم التضاريس – لا تجد طريقاً سوى الجريان شمالاً نحو السودان ومصر، ما يمنح القاهرة ورقة طبيعية في مواجهة أي محاولات لحرمانها كلياً من حقوقها.

كما أنه لا يمكن فصل قضية سد النهضة عن أبعادها السياسية والإقليمية. فإثيوبيا تعتبر السد مشروعاً قومياً ورمزاً لنهضتها الاقتصادية، بينما تراه مصر تهديداً مباشراً لأمنها القومي. هذا التناقض في الرؤى جعل المفاوضات تراوح مكانها لسنوات، رغم الوساطات الدولية والإفريقية، وان استمرار أديس أبابا في سياساتها الانفرادية قد يدفع دولاً أخرى إلى تبني السلوك ذاته، وهو ما يهدد استقرار الإقليم بأسره. وهنا يبرز البعد الاستراتيجي في تصريحات شراقي، الذي يحذر من أن “صمت مصر” قد يشجع الآخرين على إقامة سدود جديدة دون اتفاقيات ملزمة.

شراقي يقول إنه يمكن القول إن أزمة سد النهضة دخلت مرحلة جديدة بعد اكتمال الملء. لم يعد الخطر الأكبر في حجم التخزين ذاته، بل في كيفية إدارة وتشغيل السد، ومدى التزام إثيوبيا بالتنسيق مع دولتي المصب. وفي الوقت نفسه، تبقى مصر أمام تحديات داخلية ضخمة لمواجهة عجزها المائي المزمن، سواء عبر التوسع في مشروعات تحلية المياه، أو عبر تطوير نظم الري والزراعة لتقليل الفاقد.

هل هناك متسع من الوقت لإبرام اتفاق يضمن حقوق مصر؟
يرى شراقي أن الفرصة ما زالت قائمة إذا ما توافرت الإرادة السياسية لإبرام اتفاق شامل وملزم يضمن حقوق جميع الأطراف. فالنيل – في النهاية – نهر مشترك، ولا يمكن لأي طرف أن يستأثر به دون مراعاة مصالح الآخرين. ويقول شراقي إن “التأثيرات السلبية لسد النهضة على مصر واقعية وملموسة”، سواء عبر فقدان مليارات الأمتار المكعبة من المياه خلال سنوات الملء، أو عبر الكلفة الاقتصادية الباهظة التي تكبدتها الدولة لتعويض العجز. لكن في الوقت نفسه، تبرز هذه التصريحات أن السد – في مرحلته الحالية – لن يكون قادراً على حرمان مصر بالكامل من حصتها، بل يظل الخطر الأكبر في غياب التنسيق وغيوم الشك حول إدارة إثيوبيا للمشروع وخططها المستقبلية لبناء سدود جديدة.

هل استفادت مصر من فترات الملء لسد النهضة؟
نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، له وجهة نظر أخرى تتعلق باستفادة مصر من ملء سد النهضة، حيث يقول إن سنوات الملء السابقة لافتتاح سد النهضة لم تؤثر فعلياً على حصة مصر من مياه النيل، والسبب في ذلك أن الملء تزامن مع فيضانات غزيرة على مدار خمس سنوات متتالية. فقد كان الفيضان وفيراً بما يكفي لتغطية احتياجات مصر والسودان، بينما كانت إثيوبيا تخزن حصتها من المياه دون أن تخصم فعلياً من حصة مصر التاريخية.

بل إن القاهرة – وفقاً لتقديره – استفادت مرتين: الأولى من الفيضانات الكبيرة التي عوضت أي نقص محتمل، والثانية من الظروف السياسية التي شهدها السودان، حيث أدت الصراعات الداخلية إلى تراجع قدرة الخرطوم على استغلال كامل حصتها، الأمر الذي سمح لمصر باستخدام جزء منها.

بهذا المعنى، لم تكن إثيوبيا هي التي وفرت الحماية لمصر من تداعيات التخزين، بل الطبيعة نفسها عبر فيضانات نادرة الحدوث. ويؤكد نور الدين أن أديس أبابا كانت ترفع جدران السد قبل الفيضانات بفترة وجيزة، من دون أن تعرف حجم التدفقات المائية المقبلة، وهو ما جعل المفاجأة مفيدة لمصر أكثر مما أفاد إثيوبيا.
أحد أكثر الأرقام التي جرى تداولها في السنوات الأخيرة هو الحديث عن خسارة مصر 70 مليار متر مكعب من المياه بسبب سد النهضة، غير أن نور الدين يرى أن هذا الكلام غير صحيح، موضحاً أن الفيضانات العالية لو كانت قد تجاوزت قدرة السد العالي على الاستيعاب، لتم تصريفها في بحيرات مثل توشكى، لكن ذلك لم يحدث. بل على العكس، مصر لم تخسر شيئاً خلال فترة الملء، لأن وفرة الأمطار والتدفقات عوضت أي نقص محتمل.
ويضيف أن إثيوبيا خزنت هذه الكميات على مدى ست سنوات، وليس دفعة واحدة، وهو ما ساعد على امتصاص الصدمة تدريجياً. لذلك، فإن تصوير المسألة على أنها خسارة كارثية لمصر لا يستند إلى أساس علمي أو ميداني، بل مجرد مبالغات إعلامية أو سياسية.
أين يكمن الخطر الحقيقي على مصر من سد النهضة؟
رغم هذا التطمين بشأن الماضي، فإن المخاوف المصرية الحقيقية – كما يوضح نور الدين – تتعلق بالمستقبل، وتحديداً بما يسميه سنوات العجاف. ففي فترات الجفاف التي قد تتكرر كل عدة عقود، قد تهبط التدفقات القادمة من النيل الأزرق إلى النصف تقريباً، أي من 55 مليار متر مكعب إلى 25 مليار فقط. في هذه الحالة، تتعرض مصر لمخاطر وجودية إذا استمرت إثيوبيا على موقفها الرافض لأي تنازل.
وتكشف تصريحات نور الدين أن القاهرة تقدمت بمقترح عملي يراعي حق إثيوبيا في توليد الكهرباء، لكنه يخفف الضرر على دول المصب، بأن تكتفي أديس أبابا بتوليد الكهرباء بنسبة 80% في سنوات الجفاف، بما يضمن مرور كميات إضافية من المياه. غير أن إثيوبيا رفضت هذا العرض، وأصرت على التشغيل بكامل الطاقة 100%، وهو ما يعني أن مصر وحدها ستتحمل تبعات تلك السنوات القاسية.
هل إثيوبيا تضمر النية السيئة بالفعل لمصر بعد تهربها من توقيع اتفاق حول سد النهضة؟
يذهب نور الدين إلى أبعد من مجرد الخلافات الفنية، ليؤكد أن هناك نية في الأذى والغدر من جانب إثيوبيا تجاه مصر والسودان. فلو كانت إثيوبيا حريصة على التعاون الإقليمي لبادرت إلى توقيع اتفاق ملزم وشامل، يتضمن بنوداً واضحة لمعالجة سنوات العجاف. غير أنها رفضت إدراج المقترحات المصرية ضمن الاتفاق، ما يعكس رغبة في فرض الأمر الواقع وليس البحث عن تسوية عادلة. وهذا السلوك، بحسب نور الدين، يعزز المخاوف من أن يكون المشروع الإثيوبي أداة سياسية أكثر منه مجرد مشروع تنموي لتوليد الكهرباء.
هل تستطيع إثيوبيا إقناع دول حوض النيل الأبيض بتغيير اتفاقية عنتيبي؟
جانب آخر من تصريحات نور الدين يتعلق بما سماه خديعة إثيوبيا لدول منابع النيل الأبيض وإقناعهم بضرورة المطالبة بتغيير اتفاقية عنتيبي وتغيير حصصهم من نهر النيل الأبيض. فالمياه الجارية لا يمكن أن تتجه نحو الهضاب الإثيوبية، بسبب ارتفاع الهضاب الإثيوبية إلى مستوى 1800 متر فوق سطح البحر، في حين إن مستوى سطح دول منابع النيل الأبيض هو 570 متر. فكيف تعود المياه إلى الخلف، أو إن تذهب إلى إثيوبيا؟ بل مسارها الطبيعي يتجه شمالاً إلى مصر. ومع ذلك، نجحت أديس أبابا في إقناع عدد من الدول الإفريقية بضرورة تعديل اتفاقية عنتيبي لتوزيع حصص جديدة من مياه النيل. ووفقاً لرؤية نور الدين، لم يكن لهذا الموقف الإثيوبي أن يلقى صدى لولا غياب الخبراء والعلماء المصريين عن الساحة الإفريقية خلال سنوات ما بعد 2011، حين انشغلت القاهرة بأزماتها الداخلية وتركت فراغاً استغلته إثيوبيا لتمرير خطابها.
هل اقتصرت أزمات المياه لمصر على سد النهضة فقط؟
نادر نور الدين يقول إن الأزمة مرشحة للاستمرار، خاصة في ظل تصلب الموقف الإثيوبي ورفضه توقيع اتفاق ملزم. وفي الوقت ذاته، نية إثيوبيا إنشاء ثلاثة سدود أخرى على نهر النيل، وقد أخبرت إثيوبيا مصر بالفعل بنيتها البدء قريباً في إنشاء سدود على نهر النيل، في حين تراهن القاهرة على مزيج من المسارات: الدبلوماسية، والقانونية عبر المؤسسات الدولية، إضافة إلى تعزيز قدراتها الداخلية على إدارة الموارد المائية، سواء عبر مشروعات تحلية المياه أو إعادة استخدام الصرف الزراعي والصحي. لكن كل هذه الإجراءات تظل حلولاً تكميلية، ولا يمكن أن تعوض بالكامل أي نقص حاد في التدفقات القادمة من النيل الأزرق.

*احتجاجات عمالية فى محافظات الجمهورية للمطالبة بزيادة المرتبات وعمال البناء بدون تأمينات

تصاعدت الاحتجاجات العمالية بصورة غير مسبوقة خلال شهر أغسطس الماضى للمطالبة بزيادة المرتبات لتواكب الارتفاع الجنونى فى الأسعار وكفالة حقوق العمال التى تشهد انتهاكات كبيرة فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي وذلك عقب دخول قانون العمل الذى أصدرته حكومة الانقلاب حيز التنفيذ .

فى هذا السياق ، قاد أكثر من ألف عامل بشركة “مصر تايوان” للملابس الجاهزة في مدينة شبرا الخيمة اعتصامًا واسعًا على خلفية تأخر صرف رواتبهم، في واحد من أبرز التحركات العمالية التي لفتت الأنظار.

وفي الإسكندرية، تمكن عمال “العامرية للغزل” من تعليق إضرابهم بعد مفاوضات انتهت بحصولهم على أجر أيام الإضراب كاملة بتاريخ 14 أغسطس، ما يعُدّ انتصارًا لهم في مواجهة إدارة الشركة. 

أما في محافظة الدقهلية، فقد شهدت مدينة شربين تسوية ودية لنزاع عمالي، بعد حصول عاملة على تعويض يتجاوز 200 ألف جنيه عقب تقديمها شكوى فصل تعسفي، في مؤشر على حضور المسارات القانونية والودية لحل النزاعات الفردية. 

حقوق العمال

في المقابل أعلنت وزارة العمل بحكومة الانقلاب عن تكثيف أنشطتها الميدانية خلال شهر أغسطس، مشيرة إلى أنها أطلقت ندوات توعوية في عشر محافظات، إلى جانب تحديث بيانات اللجان النقابية وتنفيذ حملات تفتيش داخل مواقع العمل .

وزعمت الوزارة أن هذه الأنشطة تستهدف ضمان حقوق العمال وتعزيز معايير السلامة المهنية. كما أعلنت عن إصدار 87 قرارًا تنفيذيًا مكمّلًا لقانون العمل الجديد 2025، الذى دخل حيز التنفيذ مطلع سبتمبر الجارى بما يحمله من بنود تسعى لحماية حقوق العمال وتحسين بيئة العمل وفق مزاعم الوزارة. 

على الورق 

من ناحية آخرى وثق تقرير معاناة آلاف عمال البناء في مصر، ممن يقفون يوميًا على السقالات تحت شمس قاسية أو برد قارس، بلا مظلة قانونية تضمن حقوقهم، أو حماية فعلية تقيهم من السقوط والخطر.

ويعد أحمد عبد الحميد، 42 عامًا –اسم مستعار بناءً على طلبه– واحد من هؤلاء، يتنقل بين الورش والمشروعات في القاهرة الكبرى منذ سنوات، بنظام اليومية، دون عقد أو تأمين صحي، يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل لقاء أجر بالكاد يكفي المعيشة والمواصلات. 

أوضاع عبد الحميد ليست استثناءً، بل صورة متكررة لقطاع يضم مئات الآلاف من العمالة غير المنتظمة، وفق تعريف قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025، الذي يضع عمال البناء ضمن الفئات الأكثر هشاشة إلى جانب الباعة الجائلين وموزعي الصحف.

ورغم تقديرات وزارة العمل  بحكومة الانقلاب بوجود نحو 1.1 مليون عامل غير منتظم، تذهب تقديرات نقابية وأممية إلى أرقام مضاعفة تتجاوز 12 مليونًا، أي أكثر من نصف القوة العاملة في مصر داخل القطاع غير الرسمي. 

أسماء وهمية

 وتتعمق المعضلة أكثر مع ملف التأمينات الاجتماعية. وبحسب كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، تُحصّل اشتراكات تأمينية كشرط للحصول على تراخيص البناء، لكن بأسماء وهمية أو لعمال غير موجودين على أرض الواقع، فيما يبقى العامل الحقيقي على السقالة خارج المظلة.

وقال كمال فى تصريحات صحفية : المفتشون لا يزورون مواقع العمل، والبيانات تُؤخذ من الشركات، لكن الميدان مختلف تمامًا مؤكدا أن هذه الفجوة بين النص القانوني والممارسة تُبقي ملايين العمال بلا حماية حقيقية، رغم أن المادة 17 من الدستور تنص بوضوح على حق كل مواطن في التأمين الاجتماعي. 

*جامعة عين شمس تستقبل طلابها الجدد بفقرة رقص أثارت جدل وطلب إقالة رئيسها

تسببت حفلات جامعة عين شمس لاستقبال الطلاب الجدد للعام الدراسي 2025-2026، حالة واسعة من الجدل لما تضمنته من عروض للرقص الشرقي داخل الحرم الجامعي، وهو ما قابله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحالة واسعة من الغضب وصلت لحد المطالبة بإقالة رئيس الجامعة.

وأشعلت حفلات الرقص الشرقي داخل جامعة عين شمس غضب المواطنين وفق موقع أوان مصر.

ويرى الرافضين لتلك المشاهد، أن ما رصدته الكاميرات من رقص شرقي غير لائق تماما بالحرم الجامعي ويعد اختراق غير مقبول من جامعة عريقة كجامعة عين شمس.

ودافع مسؤولون بالجامعة عن هذه العروض، مؤكدين أنها تمثل جزءاً أصيلاً من التراث الثقافي المصري، ووسيلة هادفة لتعزيز الروح الجماعية ودمج الجوانب الثقافية والفنية ضمن التجربة التعليمية.

وأصدرت جامعة عين شمس بياناً رسمياً أكدت فيه أن حفل الاستقبال يهدف إلى خلق بيئة تعليمية شاملة تجمع بين المنهج الأكاديمي الصارم والتعبير الفني الإبداعي، مشددة على أن جميع العروض الفنية الشعبية كانت ذات طابع ثقافي بحت، والتزمت بالحدود والضوابط الأخلاقية.

*الجنيه المصري بين انتعاش وهمي وتعويم جديد يلوح في الأفق

شهد الجنيه المصري خلال الأيام الأخيرة تحسناً نسبياً في قيمته، عقب الإعلان عن صفقة مراسي البحر الأحمر مع شركات سعودية وإماراتية، التي قُدّر حجمها بأكثر من 20 مليار دولار، بينها ودائع خليجية لدى البنك المركزي.

غير أن هذا الهدوء في سوق الصرف لا يبدو سوى استراحة قصيرة قبل عاصفة متوقعة، إذ تتصاعد التقديرات بأن النظام يستعد لتعويم جديد للجنيه، بما يحمله ذلك من خراب اقتصادي وتضخم متصاعد وغلاء ينهش ما تبقى من دخول المصريين.

التجارب السابقة ترسم صورة قاتمة: ففي فبراير/ شباط 2024، ضخت الإمارات 35 مليار دولار عبر صفقة رأس الحكمة، هدّأت السوق مؤقتاً، ثم سرعان ما تهاوى الجنيه من 30 إلى 50 جنيهاً للدولار، في واحد من أعنف الانهيارات منذ تعويم 2016. السيناريو ذاته تكرر مراراً منذ تدفقات الخليج الكبرى عام 2015، التي أعقبها أول زلزال في سوق الصرف بتعويم الجنيه إلى 19 جنيهاً مقابل الدولار. 

تعويم لخدمة الدائنين لا الشعب

يطرح اقتصاديون تساؤلات ملحّة: لماذا يتبع كل تدفق ضخم من العملة الصعبة انهيار لاحق للجنيه؟ الإجابة الأقرب أن النظام يستخدم هذه التدفقات كغطاء لقرارات التعويم، تلبية لضغوط صندوق النقد والممولين الخليجيين، الذين يدفعون باتجاه “سعر صرف مرن” يعكس فجوة العرض والطلب، حتى لو كان الثمن سحق القوة الشرائية للمصريين.

الخبير المصرفي محمد عبد الهادي يرى أن استقرار الجنيه الحالي هش، قائم على تدفقات مؤقتة مثل الأموال الساخنة – أكثر من 45 مليار دولار – التي يمكن أن تُغادر فجأة وتترك فجوة يصعب سدها. ويضيف أن سعر الدولار قد ينخفض إلى 42 جنيهاً مؤقتاً، لكن الأساسيات لا تدعم استقراراً طويلاً.

أما الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح فيؤكد أن أي تعويم جديد لن يجلب سوى الخراب، لأنه يرفع قيمة الديون الخارجية وكلفة الاستيراد، فيما يتحمل المواطن العبء الأكبر عبر موجات غلاء وتضخم لا تنتهي.

استقرار مصطنع وسيناريو مكرر

الخبير عبد النبي عبد المطلب يصف الوضع الراهن بأنه “استقرار إداري موسمي”، قائم على موسم السياحة والتحويلات وصفقة مراسي، وليس على زيادة إنتاجية أو نمو في الصادرات. ويذكّر بأن صفقة رأس الحكمة الضخمة أعقبها تعويم مدمر، ما يجعله يتوقع تكرار السيناريو ذاته قريباً.

حتى الآراء التي تقلل من احتمالات التعويم الفوري، مثل الخبير هاني عادل، تعترف بأن الحديث عن استقرار طويل الأمد للجنيه “سابق لأوانه”، لأن السوق عرضة لهزات خارجية قد تدفع البنك المركزي لتحريك سعر الصرف مجدداً.

فقاعة قصيرة العمر 

كل المؤشرات توحي بأن صعود الجنيه الحالي ليس إلا فقاعة قصيرة العمر، يسبق انفجاراً جديداً عبر تعويم وشيك، يفتح أبواب التضخم والغلاء على مصراعيها. النظام، الذي يواصل جباية الشعب وإرضاء الممولين، يكرر ذات السياسات الكارثية منذ انقلاب 2013: ترقيع مؤقت يليه انهيار أكبر، بينما يدفع المصريون الثمن من أقواتهم ومدخراتهم ومستقبلهم.