أمير سعودي يتعهد بإيقاف مسلسل عمر ويهاجم العودة والقرضاوي

أمير سعودي يتعهد بإيقاف مسلسل عمر ويهاجم العودة والقرضاوي

دلشاد ياسر – شبكة المرصد الإخبارية

قال الأمير عبد العزيز بن فهد إنه سيبذل قصارى جهده لإيقاف بث مسلسل “عمر” حتى وإن تطلب الأمر وصوله للقضاء، وأضاف “أشهدكم أني بريء من أعمال إم بي سي وأخص مس الفاروق بأذى”.
وقال في تغريدته : سأحاول بكل ما أوتيت من قوه إيقاف مسلسل عمر إبتغاء لما عند الله و الله خير الشاهدين.
وشدد الأمير عبد العزيز في تغريدات له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على أن قطر لا بد أن تنصاع لحكم الله.
وكان الأمير عبدالعزيز يشير في ذلك للمسلسل الذي تنتجه كل من “إم بي سي” و”تلفزيون قطر” والذي يجسد شخصية الفاروق عمر رضي الله عنه.
وطالب الأمير متابعيه بالدعاء له حتى يتمكن من إيقاف المسلسل، معتبرا أن الشيخ سلمان العودة والشيخ القرضاوي إن كانا قد أفتيا بإجازة “المسلسل” فهما شريكان مع قناة mbc في المعصية ، قائلا : “يقولون إن العودة و القرضاوي مفتين لهم. إن كان كذب فلتذهب “إم بي سي” و”قطر” إلى الله شديد المحال ، وان صدقا فمعهم إلى لعنة الله. وترون فعلي ادعولي”.

استقالة جميع نواب الشورى من تأسيسية الدستور

استقالة جميع نواب الشورى من تأسيسية الدستور
لأجل قطع الطريق على محاولات حلها

أعلن جميع أعضاء نواب الشورى، الأعضاء بالجمعية التأسيسية للدستور، استقالتهم من الجمعية.

وتقدم كل من النواب: علي فتح الباب زعيم الأغلبية بالمجلس، وطاهر عبد المحسن عن الحرية والعدالة، وحسن عمر، وعبد السلام راغب عن حزب النور، باستقالتهم من عضوية الجمعية، اليوم الأحد.

وقال النواب في خطاب استقالتهم: “إن الاستقالة جاءت لإبطال حجية القضاء الإداري في الحكم ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وإجهاض أي طعن مقدم ضدها؛ بسبب ما يبديه البعض حول وجود أعضاء من مجلس الشورى داخل تشكيل الجمعية التأسيسية.”
وتنظر محكمة القضاء الإداري، الثلاثاء، الطعن المقدم لبطلان الجمعية التأسيسية للدستور.

توني بلير مستشاراً لحكومة جنوب السودان

توني بلير مستشاراً لحكومة جنوب السودان

ذكرت صحيفة (صندي تلغراف) الأحد أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وسَع إمبراطوريته الأفريقية إلى دولة جنوب السودان الغنية بالنفط، وأصبح مستشاراً لحكومتها.
وقالت الصحيفة إن مؤسسة بلير الخيرية (مبادرة الحكم في افريقيا) لديها الآن مكاتب في الإدارات الرئاسية ضمن خمسة بلدان افريقية هي، سيراليون و رواندا وليبيريا وغينيا وجنوب السودان.
وأضافت أن الاتفاق بين مؤسسة مبادرة الحكم في افريقيا ورئيس جنوب السودان سيلفا كير تم إبرامه رسمياً الشهر الماضي، في أعقاب زيارة استغرقت أربعة أيام إلى جوبا قام بها وزير الخارجية في حكومة حزب العمال البريطانية السابقة ديفيد ميليباند بطلب من بلير كممثل عن مبادرته في افريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ديفيد براون، الذي عمل خمس سنوات في الوحدة الإستراتيجية لدى بلير أثناء توليه منصب رئاسة الحكومة البريطانية ويتولى الآن رئاسة عمليات مؤسسة بلير في جنوب السودان، رافق ميليباند في الزيارة.
وقالت إن إضافة بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، جنوب السودان إلى محفظة اهتماماته سيمنحه تأثيراً قوياً على الدولة الأحدث في العالم التي تم الاعتراف بها رسمياً قبل 12 شهراً فقط وبعد سنوات من الحرب الأهلية.
وأضافت الصحيفة أن بلير يقدّم أيضاً مشورات لحكومات أجنبية أخرى تحقق مكاسب مالية لمؤسسته الاستشارية (طوني بلير وشركاه) والتي تملك مكتباً في كازاخستان وآخر في الكويت، ووسّع في الآونة الأخيرة نشاطاته في الصين، حيث أقام صداقات مع مسؤولي هيئة الاستثمار الصينية، التي تُعتبر صندوق الثروة السيادية وتملك محفظة استثمارية تحتوي على 265 مليار جنيه إسترليني.

وقالت إن بلير يعمل أيضاً مستشاراً بأجر لدى المصرف الامريكي (جي بي مورغن) ولدى صندوق أبو ظبي للثروة السيادية.

شهادة شيخ القضاة

شهادة شيخ القضاة

محمد سيف الدولة

كتب المستشار الراحل الجليل / يحيى الرفاعى ، شيخ القضاة ومؤسس تيار الاستقلال معلقا على سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء مقالا بعنوان ((جرجرة)) قال فيه :
((فى بعض بلاد العالم يصبح القاضى المتمسك باستقلاله كالقابض على الجمر … فلا يستطيع ان يعلن حكما تستاء منه الحكومة قبل ان يراجع نفسه الاف المرات ، فليس صحيحا على اطلاقه انه لاسلطان على القضاء الا للقانون وضمائرهم ، فالسلاطين كثير . وفى هذا المناخ لابد ان يشك الناس فى استقلال القرار القضائى سواء من حيث مضمونه او توقيته .
فقد نشرت روز اليوسف بعدد 15 يوليو 2000 حوارا شيقا مع الاستاذ الدكتور رئيس مجلس الشعب ، جاء فيه انه كان يتوقع صدور الحكم بعدم الدستورية محل التعليق وان تقرير المفوضين كان معدا منذ ست سنوات وانه فى الاجتماعات المغلقة التى تراسها الرئيس مبارك نوقش توقيت الحكم ، فسأله المحرر : (كلامك يعنى انه كان هناك اتفاق بينكم وبين المحكمة الدستورية العليا لاصدار الحكم فى هذا التوقيت حرصا على الصالح العام من وجهة نظركم وذلك بدلا من صدوره اثناء انعقاد المجلس …ما رأيك ؟)
فاجاب سيادته : لن ازيد على ذلك ولا تجرجرنى.. المحكمة الدستورية راعت المصالحة العامة ومتطلبات الاستقرار السياسى ))
كتب المستشار الرفاعى هذا الكلام تعليقا على حكم المحكمة الدستورية الصادر فى 8 يوليو 2000 ببطلان مجلس الشعب لبطلان قانون الانتخابات ، بعد ست سنوات من رفع الدعوى امامها ، والذى لم يصدر الا بعد أن سمح مبارك باصداره !
***
وتحت عنوان “اهمية الثقة العامة فى القضاء” كتب الرفاعى يقول ((ولا مراء فى ان غياب الثقة العامة فى القضاء والقضاة ، لا يؤدى فقط الى عودة العنف وتفشى الظلم والفساد والكساد والتخلف ، وانما يؤدى كذلك الى انحلال جميع الروابط الاجتماعية والقيم الاخلاقية وشيوع البلطجة وانهيار القانون وتقويض دعائم الحكم .
صفوة القول انه بغير قضاء كفء ومستقل تماما اداريا وماليا عن السلطتين الأخريين ، وموثوق به تبعا لذلك ، تتعرى حقوق المواطنين من الحماية القضائية ، ويفسد تكوين السلطة التشريعية ، وتتغول السلطة التنفيذية السلطتين الاخريين ، وتنعدم حريات المواطنين وحقوقهم العامة الخاصة ، ومن باب اولى يكون الحديث عن نزاهة الانتخابات او الاستقرار السياسى او الاصلاح الاقتصادى او الدولة العصرية حديثا للتلهى والتضليل والخداع ومضيعة الوقت
ومن هنا قام حق الامة فى ان تتعرف بكل دقة على احوال قضائها وقضاتها كما تتعرف على احوال جيشها ورجاله وقدرته على حماية الوطن
ومن هنا ايضا كان الدفاع عن استقلال القضاء فى كل فقه وفى كل الاعلانات العالمية . لهذا الاستقلال هو واجب الامة باسرها وواجب كل فرد فيها لانهم يدافعون بذلك عن حرياتهم وشرعهم وسائر حقوقهم وحرماتهم ))
***
وفى موضع آخر كتب ((كيف يقال ان القضاء عندنا مستقل والقضاة مستقلون ، لمجرد النص على ذلك فى الدستور ، فى حين ان كل شئون القضاء والقضاة الادارية والمالية بل الصحية والاجتماعية .. بيد وزير العدل اى بيد السلطة التنفيذية ..
بل ان ادارة التفتيش القضائى التى تحاسب القضاة فنيا واداريا وتاديبيا وتمسك بزمام ترقياتهم وتنقلاتهم وانتداباتهم واعاراتهم ومكافآتهم بالعمل الاضافى ، هى جزء من مكتب الوزير اى جزء لا يتجزا من السلطة التنفيذية .))
***
ولقد ترأس المستشار يحيى الرفاعى مؤتمر العدالة الأول عام 1986 حين كان رئيسا بحق لنادى القضاة ، وهو المؤتمر الذى قدم تصورا كاملا لاستقلال القضاء ومن توصياته ما يلى :
(( اسناد الرقابة على دستورية القوانين واللوائح الى احدى هيئتى محكمة النقض المنصوص عليهما فى المادة الرابعة من قانون السلطة القضائية بحسب الاحوال ، واعادة سائر اختصاصات المحكمة الدستورية العليا الى القضاء وهو ما يستتبع الغاء الفصل الخامس من الدستور وقانون المحكمة الدستورية العليا الصادر بالقانون رقم 48 لسنة 1979 اذ لا مبرر لقيام هذه المحكمة فى دولة موحدة ))
***
وفى نهاية هذه السطور القليلة التى أخذناها من رسائل التحذير الكثيرة التى اطلقها شيخ المناضلين مبكرا من اجل استقلال القضاء ، والتى حملها بعده الجيل الحالى من القضاة الشرفاء الذين تصدوا لنظام مبارك من خلال ناديهم برئاسة المستشار زكريا عبد العزيز ، و كانوا راس حربة فى مواجهته ، مما عجل بسقوطه ، وذلك قبل ان تحاصرهم الدولة وتنقض عليهم لانجاح قائمة المستشار الزند فى انتخابات نادى القضاة مرتين : الاولى قبل الثورة فى 13 فبراير 2009 ، والثانية ،ويا للعجب، بعد الثورة فى 24 مارس 2012..
فى نهاية هذه السطور نقول انه قد آن الأوان أن نضع معركة تحرير القضاء وتطهيره ، على رأس أولوياتنا بعدما رأينا ، فى أكثر من مناسبة ، كيف يمكن ان يكون القضاء التابع و المخترق والمقيد ، سلاحا بتارا فى وجه الثورة والثوار .

قرار بالإفراج عن الصحفية شيماء عادل بعد لقاء مرسى والبشير

قرار بالإفراج عن الصحفية شيماء عادل بعد لقاء مرسى والبشير

أعلنت الصفحة الرسمية للرئيس محمد مرسى على موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” أنه بعد لقاء الرئيس الدكتور محمد مرسى والرئيس البشير، تقرر الإفراج عن الصحفية المصرية شيماء عادل.
ولم تذكر الصفحة موعدا محددا للإفراج عن شيماء عادل أو عودتها إلى القاهرة.
كانت السلطات السودانية قد اعتقلت الصحفية المصرية شيماء عادل منذ أسبوعين، على خلفية تغطيتها للاحتجاجات التى اجتاحت السودان اعتراضا على غلاء المعيشة وسوء الأحوال الاقتصادية، وكانت وزارة الخارجية قد أجرت العديد من الاتصالات مع السلطات السودانية للإفراج عن الزميلة، إلا أن تلك المفاوضات باءت بالفشل.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس السوداني عمر البشير أصدر توجيهات مباشرة للسلطات الأمنية المختصة في بلاده لإطلاق سراح شيماء عادل.
وذكرت الإذاعة السودانية اليوم الأحد – في نبأ لها من أديس أبابا- أن توجيهات البشير جاءت استجابة لطلب الرئيس محمد مرسي خلال لقائهما اليوم الأحد بالعاصمة الإثيوبية على هامش القمة الإفريقية المنعقدة هناك.
وأشارت الإذاعة إلى أن الرئيسين بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، وجدد البشير تهنئته للرئيس مرسي بانتصار الإرادة المصرية، كما بحثا القضايا والملف الاقتصادي بكل جوانبه.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن اللقاء بحث كذلك قضايا الحريات الأربع (السفر والإقامة والعمل والتملك)، حيث أكد الطرفان على مراجعتها ودفع كل الخطوات بشأنها.
من جانب آخر  صرح الدكتور ياسر علي القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس محمد مرسي اتفق خلال لقائه مع ‏الرئيس السوداني عمر البشير في أديس أبابا على الإفراج اليوم عن الصحفية المحتجزة بالسودان شيماء عادل .‏

نص خطاب مرسي امام القمة الافريقية

نص خطاب مرسي امام القمة الافريقية

شبكة المرصد الإخبارية

القي الرئيس محمد مرسي كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية في القمة الافريقية أمام زعماء إفريقيا في القمة الإفريقية التي يحضرها رئيس مصر لأول مرة من 18 عاما بعد حادث محاولة اغتيال المخلوع حيث تناول قضايا هامة ومن أهمها التنمية والمياه ودول حوض النيل والتعاون معها.
وتعتبر زيارة الرئيس مرسي إلى أديس أبابا هي أول زيارة لرئيس مصري إلى اثيوبيا منذ عام 1995يرأس خلالها وفد مصر في فعاليات القمة ال`19 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي

ويضم الوفد المرافق لمرسي وزير الخارجية محمد كامل عمرو ووزير الري والموارد المائية هشام قنديل ووزير الزراعة رضا إسماعيل ونحو 60 فردا من كبار المسؤولين ورجال الأمن.

وقد بدأ الدكتور محمد مرسي بدأ خطابه بآية قرآنية وختمه بآية قرآنية .. وفيما يلي نص الخطاب :

بسم الله الرحمن الرحيم
” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.. صدق الله العظيم

يطيب لي في مستهل كلمتي أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لفخامة السيد “ميليس زيناوى”، رئيس وزراء إثيوبيا، ولشعب وحكومة إثيوبيا الصديقة، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي خصوا بها وفد بلادي منذ أن وطأت أقدامنا هذه الأرض الطيبة، وكذلك على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لضمان نجاح اجتماعاتنا.

كما يسعدني أن أعرب عن خالص تقدير مصر لفخامة الرئيس، بوني ياي، رئيس جمهورية بنين، وذلك لقيادته الحكيمة لمنظمتنا ولجهده البارز في إدارة مسار العمل الإفريقي خلال العام الحالي. وإنني لعلى ثقة في قدرته على إدارة منظومة الاتحاد الإفريقي بنجاح، متمنياً لسيادته خالص التوفيق في رئاسته للاتحاد الإفريقي خلال المرحلة المقبلة.

أصحاب الجلالة والفخامة،،،

السيدات والسادة الحضور،،،

لقد كنت حريصاً أشد الحرص على أن أكون متواجداً هنا اليوم بينكم، وعلى أن تكون لقاءاتي مع أشقائي قادة وزعماء دول القارة الإفريقية في مقدمة لقاءاتي الخارجية، وعلى أن تكون شواغل القارة وقضاياها في طليعة اهتمامات وأولويات مصر ورئيسها المنتخب ديمقراطياً.

أتحدث إليكم اليوم بإسم شعب عظيم صاحب تاريخ عريق وحاضر مبشر ومستقبل مشرق. شعب مصر الذي شرفني بانتخابي أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير المجيدة. إن شعبنا يقدر كثيراً المؤازرة التي استشعرها خلال ثورته، كما يثمن عالياً تفاعل الشعوب الإفريقية الصادق مع تطلعاته وآماله.
 
أيها القادة الأشقاء، لقد جئت هنا اليوم حاملاً رسالة حب وتحية من ملايين المصريين، الحالمين بوطن مزدهر، في عالم تسوده قيم العدالة والحرية والكرامة وأواصر التآخي والتعاون، وفي القلب منه إفريقيا مستقرة، تنعم بالسلم والرخاء والتقدم. رسالة تأكيد بأن ثورة 25 يناير قد أعلنت عن ميلاد مرحلة جديدة في تاريخ مصر الحافل، وسوف تشهد تلك المرحلة تبوأ القارة الإفريقية لمكانتها الطبيعية في طليعة الاهتمامات الخارجية المصرية.

إننا في مصر، كما تعلمون جميعاً، أصحاب ميراث مشهود ومقدر من الإسهام في تاريخ القارة الإفريقية والعالم اجمع، وكما كان إسهامنا منذ فجر الحضارة، فإن لدينا العزم والنية الخالصين على المساهمة مع أشقائنا في مختلف ربوع إفريقيا في رسم مستقبل القارة وحضارتها المعاصرة. نستلهم في ذلك من ديننا وثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الإفريقية باعتبارها تمثل عناصر القوة لتعزيز وتنمية العلاقات في مختلف ربوع القارة وتحقيق مصالح شعوبها. وكما كانت مصر داعماً قوياً لحركات التحرر والاستقلال، فإن مصر عازمة على أن تكون محور ارتكاز قوي وفاعل لدعم أشقائها في أنحاء القارة، وان تكون سنداً لهم على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم.

القادة الأشقاء..

إننا وإذ نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وبمرور عشر سنوات على إنشاء الاتحاد الأفريقي، نجد أن إفريقيا تخوض غمار تحديات لا تقل في أهميتها وضراوتها عن معركة التحرر الوطني، ألا وهي تحديات مسيرة التنمية والتقدم، وهي المعركة التي لم يعد كسبها رفاهية، وإنما ضرورة ملحة لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا. ونحن نفتخر بنجاح العديد من الدول الإفريقية في الصمود مؤخراً في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية، وتمكن القارة، ككل، رغم هذه الأزمة من تحقيق معدلات نمو فاقت الـ(7%) خلال السنوات الأخيرة، إن ذلك هو خير برهان على ما تزخر به إفريقيا من إمكانيات، وعلى قدرتها على التجاوب مع كافة المتغيرات العالمية.

إن أفريقيا قارة غنية بشعوبها ومواردها، ولها إسهام وافر عبر التاريخ في تحقيق النمو والثراء العالمي، وقد آن الأوان لأن تجني نصيبها العادل من ثمار ذلك. إن الأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها النظام العالمي تُبرز أن المعيار الحقيقي للنمو ليس تراكم رأس المال فقط، وإنما المعيار الصحيح هو الإنسان، وتمكينه من التنمية، وحماية حقوقه في أن يحيا حياة كريمة، إن الحاجة الآن ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنسانية.
 
وإنني أؤكد لكم هنا اليوم أن مصر ملتزمة بالتواصل مع أشقائها الأفارقة تجارةً واستثماراً وتعاوناً في كافة المجالات، وهي تسعى إلى تعزيز هذا الالتزام وذلك التواصل. كما أن مصر، وبذات القدر، ملتزمة بدفع العمل الإفريقي المشترك في إطار الاتحاد الإفريقي ومن خلال الجهد الجماعي القائم لتأسيس منطقة تجارة حرة بين تجمعات “الكوميسا” و”السادك” و”شرق إفريقيا”. وسوف تُسخّر مصر إمكاناتها البشرية والمادية لخدمة قاطرة التنمية في أفريقيا للوصول بها إلى آفاق جديدة، كما أنها ستستمر في مساندة التنمية الاقتصادية في دول القارة حتى يتحقق في إفريقيا الطفرة المنشودة وبالذات في مجالات الغذاء والصحة، وكذلك التعليم والبنية الأساسية.

السيدات والسادة..
 
نبحث اليوم خلال قمتنا موضوع “تعزيز التجارة البينية” بين دول قارتنا، مرتكزين في ذلك على ما اتخذناه من قرارات في قمتنا الماضية، التي رسمت خارطة طريق للوصول إلى إقامة منطقة تجارة حرة إفريقية. لقد أصبح تعزيز التجارة البينية بين دولنا أمراً حتمياً لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي في إفريقيا، خاصة في ظل تنامي التحديات التي تواجه قارتنا في منظومة الاقتصاد العالمي.

إن استكمال عملنا الجاد صوب تعزيز التجارة البينية الإفريقية يتطلب اتخاذ قرارات جريئة تذلل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، كما يستوجب التزام دولنا بتطوير منظومة البنية التحتية فيها، وخاصة تلك المتعلقة بالتجارة في قطاعات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

واتصالاً بذلك، فإن مصر بما لديها من خبرات وكوادر بشرية، ومن مستثمرين ورجال أعمال، على استعداد للمساهمة في بناء القدرات البشرية، وفي عمليات تطوير البنية التحتية في كافة الدول الإفريقية الشقيقة. لقد ساهمت مصر بالفعل من خلال قطاعيها الحكومي والخاص في دعم الجهود القائمة على هذا الصعيد، حيث ساعدت الشركات المصرية في إنشاء العديد من الطرق التي تربط بين دول القارة الإفريقية، كما كانت لهذه الشركات المصرية إسهامات بارزة في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أنحاء القارة. إضافة إلى ذلك فإن مصر، ومن خلال تواجدها النشط كأحد الدول الرئيسة الأعضاء في مبادرة “النيباد”، حريصة على أن تساند بكل السبل المتاحة الجهود القائمة من خلال المبادرة لتدعيم البنية التحتية في الدول الإفريقية، وبالأخص في مجال النقل. إننا نأمل في أن يتحول حلم محور “الإسكندرية/كيب تاون” إلى واقع ملموس في اقرب فرصة، كمؤشر على ذوبان المسافات والحواجز بين دول قارتنا.

السيدات والسادة..

لقد شهدت أفريقيا خلال العام الماضي العديد من التطورات الإيجابية، برز من بينها الانتفاضات الشعبية في شمال أفريقيا، وإجراء عمليات انتخابية برلمانية ورئاسية ناجحة في العديد من الدول الأفريقية، كذلك فقد شهد العام الماضي اتخاذ العديد من الخطوات الملموسة على طريق تحقيق الديمقراطية وتدعيم أسس الحكم الرشيد وتعزيز القيم الإفريقية المشتركة، وهي المبادئ التي دائماً ما نادت بها ودعت إليها قممنا الإفريقية المتعاقبة.

وعلى الرغم من أن العام الماضي قد شهد بالمثل ظهور العديد من التحديات التي واجهت عدة دول افريقية شقيقة، إلا أن هذه التحديات قد أوضحت كذلك قدرة منظمتنا الأفريقية على التعامل مع الأزمات الطارئة، والتطور الذي طرأ على منظومة السلم والأمن الأفريقية خلال السنوات القليلة الماضية. وفى هذا السياق، فإن مصر تتشرف بعضويتها في مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال الفترة من 2012 إلى 2014، حيث انه بالنسبة لنا فلا يوجد هدف أسمى ولا أولوية أعلى من إحلال السلم والأمن في القارة الإفريقية، كركيزة أساسية لتحقيق التنمية وصون استقرار الشعوب.

ومن هذا المنطلق، فإنني مؤمن تماماً بقدرتنا سوياً على حل كافة المشاكل السياسية والأمنية القائمة في قارتنا، وعلى تقريب وجهات النظر في كافة القضايا والشواغل التي تحتل أولوية على سلم اهتماماتنا، بما في ذلك إقامة علاقات قوية وصحية بين السودان وجنوب السودان، وإنهاء حالة الصراع في الصومال، واستعادة الاستقرار في مالي وغينيا بيساو. كما إنني أتطلع في هذا السياق أيها الأشقاء الأعزاء إلى أن نبذل معاً خلال أعمال قمتنا هذه قصارى الجهد في سبيل انجاز عملية انتخاب رئيس وأعضاء لمفوضية الاتحاد الأفريقي، يحظون بتوافق جميع الدول الأفريقية. إن التحديات العاجلة التي تواجه قارتنا بشكل مستمر، تحتاج إلى الإسراع من عملية انتخاب مفوضية لمنظمتنا تحظى بثقة جميع أعضاء الاتحاد، وتكون قادرة على القيام بدورها بحكمة وكفاءة خلال المرحلة المقبلة.

السيدات والسادة..القادة الأشقاء..

إذا كان الطريق أمامنا لا يزال طويلاً، والتحديات متعاظمة، فإن إرادتنا الجماعية أن تكون أعظم، وعزيمتنا المشتركة أقوى. وسوف ننجح بإذن الله في تحقيق أهدافنا المنشودة لرفعة ونماء شعوبنا.
 
واسمحوا لي أن اختتم بقول الله تعالى..

بسم الله الرحمن الرحيم
” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ”
صدق الله العظيم

مرسي لزعماء إفريقيا: لدينا كل الإمكانيات لتحقيق نهضة القارة

مرسي لزعماء إفريقيا: لدينا كل الإمكانيات لتحقيق نهضة القارة

أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي أن دول القارة الإفريقية لديهم من التراث المشترك والمقومات والإمكانيات التي تمكنها من تحقيق مستقبل كبير طالما أن لدينا الإصرار والنية والرغبة في أن نصل.

وقال الرئيس- خلال كلمته أمام قمة الاتحاد الإفريقي-: إن ثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011م عهد جديد ولدت فيه مصر الجديدة.

وأشار إلى أن القارة الإفريقية واجهت الكثير من التحديات منذ إنشاء الاتحاد الإفريقي للوصول إلى الاستقرار والتنمية والتقدم وتمكن من تحقيق نجاحات عدة، مضيفًا أن مصر بحاجة لكل الدول الإفريقية في مرحلة إعادة بناء مصر الجديدة، موضحًا أن مصر تسعى إلى أن تطور نفسها ضمن أسرتها الإفريقية.

وقال إن إفريقيا يمكن أن تفخر أن لديها القوى الكامنة للتعامل مع كل التحديات التي تواجه القارة والعالم كله؛ فإفريقيا ثرية بشعوبها ومواردها، مشيرًا إلى أن الأزمة العالمية أشارت إلى أن النهضة ليست في تراكم رأس المال ولكن في التنمية الحقيقية، قائلاً: “سنعتمد على تنمية الموارد البشرية لأنها المعيار الحقيقي لتحقيق النهضة، والوقت حان لتحقيق النهضة الآن وقت النهضة وتحقيق نظام اقتصادي جديد”.

وأضاف أن مصر ألزمت نفسها أن تسير وتعمل مع الإخوة الأفارقة من خلال التعاون المشترك في المجالات المختلفة، مؤكدًا التزام مصر بذلك وأنها لديها الوسائل والإمكانيات التي تدعم التقدم والتعاون بين الدول الإفريقية بمجرد العمل سويًّا.

وقال: “أعلن رسميًّا أن مصر لديها الرغبة في تقديم الدعم والعمل نحو السوق الإفريقية المشتركة، وستستخدم كل مواردها المالية والبشرية لتحقيق هذا الهدف، ومستمرون لتحقيق التنمية الاقتصادية لكل الدول الإفريقية في الصحة والتعليم والبنية التحتية ومستقبلنا زاهر بفضل وحدتنا”.

وأشار إلى أن موارد إفريقيا كثيرة ومتعددة ونحن بحاجة لاستخدام هذه الموارد ولا يحتاج ذلك إلا الإرادة والإصرار والتكامل، قائلاً: “ننظر إلى هذه الجهود التعاونية لنطورها أكثر فنحن في طور تقوية التجارة بين دول إفريقيا وهذا الأمر هام جدًّا”.

وشدد على أهمية تطوير البنى التحتية بالدول الإفريقية وخاصة المرتبطة بالتجارة والمواصلات والاتصالات، مشيرًا إلى أن مصر بخبراتها واستثماراتها مستعدة لتقوية البنى التحتية بكل الدول الإفريقية ويمكن للقطاع الخاص بمصر القيام بهذا الهدف.

وأعرب عن أمله في تحقق مشروع (الإسكندرية- كيب تاون) في أقرب وقت ممكن ليكون دليلاً لما يمكن تحقيقه بفضل هذا التعاون.

وأضاف أن العالم أصبح قرية صغيرة وإفريقيا شهدت الكثير من التغييرات الإيجابية بما يخص الانتفاضات الشعبية بشمال القارة لتنهي الديكتاتورية بها وأجرت هذه الشعوب انتخابات والكثير من الخطوات لدعم الحكم الرشيد ودعم القيم الإفريقية المشتركة.

وقال: “تشعر مصر بالفخر لأنها عضو في مجلس السلم والأمن الإفريقي، فلا يوجد هدف أكثر أهمية من إحلال السلم والأمن في القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك القدرة والإمكانيات لحل كل مشاكل القارة السمراء من خلال تبادل الآراء بالإضافة إلى القدرات لضمان إحلال السلام”.

وتابع: “نريد أن نحقق السلام بين شمال السودان وجنوبه، وننهي على التوترات الموجودة في الصومال، واستعادة الاستقرار في مالي وغينيا”.

وأضاف: “إذا كان الطريق أمامنا طويلاً فان التحديات تزداد صعوبة، ويجب أن نستطيع إدارة أمورنا لتعم الحرية والعدالة وتتحقق التنمية والتي هي أسس التنمية والاستقرار، مستشهدًا بقوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

بن اليعازار يطالب طنطاوي بالحد من صلاحيات محمد مرسي

بن اليعازار يطالب طنطاوي بالحد من صلاحيات محمد مرسي

الاحتلال الصهيوني يوسع أذرعه الاستخبارية لمواجهة الربيع العربي

طالب وزير العمل في حكومة العدو الصهيوني وقاتل الإسرى المصريين الإرهابي بنيامين بن اليعازار رئيس المجلس العسكري في مصر المشير حسين طنطاوي بأن “يواجه الجماعات الاسلامية، وأن يحد من صلاحيات الرئيس المصري محمد مرسي”.
مؤكداً ان “قيادات الجيش المصري على إتصال مستمر مع الكيان الصهيوني للتحاور حول القضايا المشتركة والشائكة بين الطرفين”.
وأضاف الإرهابي بن اليعازار أن “الاخوان لديهم مرونة وإستعداد للتحاور مع أي جهة، حتى إسرائيل، إلا ان أفكارهم وعقيدتهم تجعل هناك خطر مؤكد على الكيان الصهيوني، فهم يزرعون كراهية (إسرائيل) في نفوس أتباعهم وفي نفوس الشعب المصري”.
من جهة أخرى قال تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية إن الأذرع الاستخبارية في الجيش الصهيوني تتوسع مع اتساع “قوس التهديدات”، في إشارة إلى الربيع العربي والتدهور الذي حصل في العلاقات مع تركيا.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن عدد المشاركين في دورة لضباط سلاح الاستخبارات، الذين أنهوا الخميس الماضي دورتهم، قد ارتفع بنسبة 25% بالمقارنة مع الدورات السابقة.

ونقل عن مصادر في الاستخبارات العسكرية قولها إن الزيادة في العدد تنبع من التغييرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وفي سبع ميادين استخبارية جديدة أضيفت، وبضمنها تركيا وليبيا والسودان والسعودية وسيناء، لافتة إلى أن الاستخبارات العسكرية الصهيونية ضعيفة في سيناء التي انطلق منها عمليتان ضد أهداف صهيونية وأطلق منها صواريخ باتجاه إيلات و”متسبي ريمون”.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن زيادة القوى البشرية في الاستخبارات العسكرية تأتي في إطار محاولة لخلق متابعة ودراسة حول ما أسمته “تيارات العمق” – العمليات التي تحصل في الدول العربية والعوامل التي تدفع الجماهير إلى الخروج إلى الشوارع والمطالبة بثورة.

كما أشارت إلى أن هناك تغييرات في مجالات العمل في الجيش أيضا وفي التكنولوجيا والقدرات، خاصة مع اتساع مجال الحرب الإلكترونية (سايبر).

وأشارت أيضا إلى أنه يطلب من الجيش تقديم صورة بدقة عالية لمهمات خاصة تتطلب الحسم.

وتابعت الصحيفة أن سلاح الاستخبارات العسكرية استغل نوعية الضباط الجدد، وجرى دمج أكاديميين وذوي ألقاب علمية عالية وجنود بارزين في الدورة.

ونقلت عن المصادر قولها “يجب أن نتابع ما يجري في الشارع بالأدوات الجديدة التي أضيفت، وتشتمل على جمع معلومات وإجراء دراسات يمكن من خلالها أيضا متابعة من يصوغ الرأي العام.

بورما إذ تُبيد شعب أركان المسلم

بورما إذ تُبيد شعب أركان المسلم

محمد يوسف حسنة

فتيات أرادت أن تتفتح كزهرات في ربيع عمرهن إلاّ أنهن فقدن روح الحياة قتلاً أو اغتصاباً، وشباب أرادت أن تنعُم بخيرات بلادها لتبنى حاضرها وتؤمّن مستقبلها كانت طلقات النيران الأسرع لأجسادهم من إشراقه شمس يومهم، وأئمةُ مساجد ابتغت مرضاة الله نشراً للدعوة وعملاً بالسنة فسارعتهم ألسنة النيران تُحرق عليهم البيوت وتقضى على من يلهج لسانه بذكر الله، الزواج ممنوعٌ إلا بأمر والولاد بإذن، ومواطنون بلا جنسية مُهجرون منسيون.
جزءٌ يسير من صورة تنطق ألما في كل جزئياتها، بل وصادمة لكل ما قد يتوقعه الإنسان من إنسان آخر، والحديث هنا عن فصل جديد من مأساة عمرها بعمر القضية الفلسطينية ونكبةٌ ضحاياها مسلمون وجلادوها بوذيون وشهودها مجتمع دولي لا يعرف إلا نُصرة الظالم على حساب المظلوم.
مسلمي أركان – الدولة الإسلامية التي احتلتها بورما في 28 ديسمبر عام 1784م،وتعد الآن ضمن ولايات بورما الاتحادية – يُعانون الويلات تحت حكم عسكري بوذيٍ ظالم احتل أرضهم وصادر ممتلكاتهم وحرق بيوتهم، رغبةً في زرع الخوف والموت في قلوبهم ليرتّدوا عن دين الله ربهم ومحمد رسولهم، فما وهنت لهم عزيمة ولا لانت لهم قناة، وتمسكوا بدين الحق وهداية الرحمن فغضب أصحاب الأصنام وشرعوا بخطة ممنهجة لاستئصال شأفتهم والقضاء على عرقهم، فمن قتل للأنفس ونهب للممتلكات وتشريد للعباد وطمس للشعائر الدينية ومحاولة تغيير معالمهم، وإلغاء الجنسية حسب قانون صدر في العام 1982 اعتبر شعب أركان شعب دخيل وأجنبي إلى جانب الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية حيث أمعنت السلطات البورمية في القضاء والفتك في المسلمين هناك.
وأمعنت السلطات العسكرية بسياسة هدم المساجد وسجن كل من يرمم جزء ولو يسير من مسجد لمدة 7 سنوات، حتى وصل عدد المساجد المتبقية 300 مسجد من الـ 1538 مسجد ناهيك عن إهانة العلماء وطلاب العلم وقتلهم. وحرمان المسلمين من تأدية فريضة الحج إلا لعدد محدود جداً ووفق أذونات خاصة.
كما وقامت بتحديد سن الزواج للشباب المسلم ب 30 عام ومنعت الفتيات من الزواج قبل 25 ووضعت شروط معقدة للزواج وتضع قيود صارمة على الحمل والميلاد وتحديداً عدد الأسر المسموح لها بالزواج في العام الواحد بحيث لا تتجاوز الـ 20 أسرة في قرية تتكون من 2000 أسرة بهدف تقليل نسبة المسلمين في الدولة وتغيير الديموغرافية السكانية فيها.
كما قامت بتشريد أكثر من مليوني مسلم من دولة أركان المسلمة، حيت يتركز أكثر من نصف مليون لاجئ في بنجلاديش، والآخرون موزعون بين ماليزيا وأندونيسيا وتايلتد وبعض الدول العربية، يعانون فقدان المأوى ونقص الشراب والطعام حيث أن تدخل المؤسسات الدولية والعربية ضعيف ولا يرقى لمستوى الاحتياج ناهيك عن منع بنجلاديش تطوير أي من المخيمات والحدّ من وصول البعثات الإنسانية للمنطقة.
وغالباً ما يلجأ سكان أركان للفرار من الجحيم البوذي عبر البحر إلا أن العديد من القوارب تغرق متسببة بإنهاء حياة الآلاف منهم.
كما قامت السلطات العسكرية بحرمان المسلمين من حق ممارسة التجارة والعمل ومارست بحقهم أساليب السلب والنهب وحرمتهم من حق المشاركة السياسية وتشكيل اللجان المعبرة عن أرائهم والمنادية بحقوقهم.
كارثة إنسانية، وصفعة أخرى في وجهة مجتمع دولي لا يحرك ساكناً أمام جريمة عظمى من جرائم القرن، وتمثل إبادة لجنس بشري كامل، والسكوت عليه – ضمن أن الأمر شأن داخلي- دليل آخر على خذلان المجتمع الدولي للمسلمين هناك ولقضيتهم العادلة.
إنّ ما يحدث لمسلمي بورما عموماً ودولة أركان المسلمة على وجه الخصوص، يتطلب وقفة جادة مع أمة تعيش ربيع مجدها بثورة شعوبها على الظلم والطغيان، ولابد للشباب العربي والمسلم أن يقول كلمته في قضايا المسلمين فما عاد السكوت يُجدي، نساء المسلمين التي تُزوج بالبوذيين تستصرخنا تنادينا فمن للمستضعفين وهم قتلى وأسرى دون أن يهتز إنسان.
إن واجبنا الديني والأخلاقي يحتم علينا أن نتحرك، فلمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان، ونحن مطالبون كشباب الأمة وقادة مستقبلها وبناة حاضرها أن نأخذ دورنا في ما يهمّ أمتنا حتى وإن كان خارج حدود دولتنا، وعلينا ممارسة الضغط على الحكومات وصُناع القرار للتحرك لنُصرة المسلمين في أركان.
كما أن المؤسسات الخيرية في الدول العربية والإسلامية مطالبة بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للاجئين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ويجب أن يُرسل بعثات تقصّي حقائق، خصوصاُ في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش للاطلاع على أوضاعهم والتدخل لدى السلطات الحاكمة بضرورة تسهيل وتوفير أبسط مقومات الحياة للاجئين.
فحسب ما يتوفر من معلومات، تخلو المخيمات من أبسط مقومات الحياة المتعلقة بالصرف الصحي والمياه، ناهيك عن عدم وجود مساكن تؤويهم حر الصيف وبرودة الشتاء.
وعلى المجتمع الدولي الضغط على السلطات العسكرية لوقف تعنّتها في التعامل مع المسلمين وإعادة الاعتبار ومنحهم حق تقرير المصير، وأني أعجب لمجتمع يتحرك لفصل جزء من السودان والمسارعة باعتراف بجمهورية جنوب السودان ولا يتحرك لنُصرة شعب محتل وأرض مغتصبة.
نهاية إلى الشعب المسلم في أركان، علينا نُصرتم بما نستطيع وإن كلفنا ذلك الدماء، ولكن عليكم أن تعلموا أن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وأن الحق يحتاج قوم أقوياء، فكونوا على قدر تطلعات شعبكم وآمال أمتكم وانتقلوا من مشاهدة الحدث والاكتفاء بدور الضحية إلى مربع صناعة الحدث.

المرأة السعودية ، حين تَضرِب و تُضرَب بلندن !!

المرأة السعودية ، حين تَضرِب و تُضرَب بلندن !!

ريم آل عاطف

أنا المُطلَّقة ، أنا المُعلَّقة ، أنا الأرملة ، أنا الفقيرة ،

أنا المُعنَّفة ، أنا المريضة ، أنا المُسنّة ، أنا المُعاقة ، أنا اليتيمة …

فأي مصلحة سأجنيها من إرسال لاعبة تعدو في ميادين لندن ،

و أخرى تتسلق قمم الهمالايا ؟!

 

أنا المظلومة ، والمعضولة ، والمحرومة من حق النفقة والحضانة ، فأين مساعيكم وجهودكم وملايينكم ومشاريعكم وأضواءكم الإعلامية ، لتُنهي معاناتي وتفكّ قضاياي العالقة في المحاكم ؟!!

 

أنا المريضة التي لم تتهيأ لي رعايةً صحيةً جيدة أولم يتوفر لي سريرا بمستشفى حكومي ، أنا من اليتيمات أو المسنّات أو ذوات الاحتياجات الخاصة ، ممن ألقيتمونا في دور ومراكز الرعاية ثم أوليتم مهام الإشراف علينا للعمالة من شتى الأديان والأجناس ، دون رقابة أو متابعة ..

فأين الأمير والوزير والإعلاميّ عنّا ؟!

 

أنا الباحثة عن فرصة عمل أخدم بها نفسي ومجتمعي ، أنا المحتاجة أقاسي وأسرتي العوز وضيق ذات اليد ، أحتاج مالاً يكفيني ويغنيني ، وعملا آمنا مناسبا أحقّق فيه ذاتي وأسدّ به حاجتي ، فلا أجد إلا من يخيّرني بين عمل مع الرجال وبين أيديهم وتحت ناظريهم أو بقائي تحت سياط الفاقة !

ألست أحرى باهتمامكم وحرصكم وقراراتكم يا مسؤولي بلادي ؟!

 

أنا المرأة السعودية لي مشاكلي ككل نساء العالم ، ولي طموحاتي ونجاحاتي وإنجازاتي أيضا ككل نساء العالم ، فمن لطّخ الصورة وعبث بالحقيقة فأوهم الجميع أن غاية المطلب والحلم والهمم أن أصل لملعب دوليّ ؟!

 

أنا المرأة السعودية يعلم الناس في مشارق الأرض ومغاربها ، أن ديني هو الإسلام الذي فرض الحجاب والاحتشام والحياء ، وأن واقعي وفطرتي وعروبتي تأنف الابتذال بالاستعراض والتمايل والتثنّي أمام الرجال ، فما أخطرها وأشدّها من خيانة وإساءة لنا بأن يرسلوا للمحافل الرياضية الدولية من تنقض كل تلك المبادئ والمسلّمات ثم يقولوا تلك تمثّل رسميا المرأة السعودية المسلمة !!

 

ما هذا الاستخفاف بشرع الله ، والامتهان لكرامة المرأة واستغلالها ؟

كيف ندفعها للندن تَضرب وتُضرب ، أو تعدو حتى تلهث ويتصبب عرقها وتنقطع أنفاسها ؟!!

لأجل ماذا ؟

أن نحصد مركزا أو “ميداليةً” لم يحصدها الرجال على ما أنفقنا عليهم من مليارات ! أم ليرضى الغرب ويُقال عنا متحضرون ؟

وسحقا لها من حضارة هذه هي مقاييسها ونتائجها ! .

 

رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ يعرب عن سعادته وترحيبه بالقرار التاريخي الذي اتخذته السعودية بالسماح للاعبتين سعوديتين “جودو ، عدو 800م ” بالمشاركة في أولمبياد لندن ، وقبل هذه التصريحات لروغ كانت قد عبّرت كثير من المنظمات الغربية عن احتفائها بهكذا قرار ! ولا يُلامون على مواقفهم فقد سارت المركب وفق مايشتهون فقد ضمنوا أن من أرسل المرأة السعودية لتصارع بلندن أمام ملايين الرجال لن يضيره أو يستثير غيرته ونخوته واعتراضه أي أمر تفعله او يُفعل بها بعد ذلك ! ولكن ماذا عنّا نحن السعوديات الرافضات لمسألة تمثيلنا رياضيا في الخارج ، لماذا يتجاهل المسؤول قيمنا ورغبتنا ويفرض علينا مايؤذينا ويسيء إلينا فالأغلبية الغالبة من نساء البلد يرفضن رفضا قاطعا هذا الأمر .

 

الرئيس العام لرعاية الشباب تحدّث عن شروط إشراك السعوديات دوليا “
اللاءات الثلاث” : لا مشاركة بدون حجاب شرعي ، لا مشاركة إلا بوجود مَحْرم ، لا مشاركة مع الاختلاط .. وهذا كله مجرد هُراء واستهانة بالعقول ! فأين الزي الرياضي عن الحجاب الشرعي الساتر الذي لا يصف ولا يشف ؟ وأيُّ محرم سيُسمح له بمخالفة القوانين وكسر الأنظمة التي تمنع دخول غير الرياضيين للمنشآت والمراكز والأسكان المخصصة فقط للاعبين ومدربيهم ؟ وأيُّ فصل بين الجنسين في لندن ؟!!

 

ومع ذلك أليست ” لا ” واحدة يا سمو الأمير كانت خيرٌ من ” لاءاتك ” الثلاث ؟!

” لا ” واحدة كانت ستكفينا وتكفيك شرّ هذا الباب الذي فتحته علينا بيديك ، ” لا ” ليتك قلتها لكل ما يُرضي الغرب ويغضب الرب ، “لا” تقولها ونقولها لكل أمر ترفضه المرأة السعودية لأنه لايتوافق مع قيمها الدينية والاجتماعية التي تفتخر بها .

 

رسالة أخيرة أوجّهها للقيادات النسائية المؤثرة في بلادي وداعيات الفضل والصلاح فأقول :

الشأن شأننا والمسألة تتعلق بنا قبل أن تتعلق بصاحب القرار ، وإن كان المسؤول قد خالف رغبتنا وأصدر ما يضرّ بمصالحنا ويصادم قناعاتنا فولاة الأمر لن يرضيهم ذلك ، أطالب بتشكيل عاجل لوفد نسائي من الداعيات والأكاديميات للقاء خادم الحرمين حفظه الله أو ولي عهده لطرح القضية وإيصال صوت ورأي المرأة السعودية وحقها في درء هذا الباطل والمكر عنها ، ورغبتها وإرادتها الجادة في أن تقرر مصيرها ومستقبلها وخياراتها بما تريده هي لا ما تمليه عليها قوى الإفساد في الداخل والخارج .

 

عندما تفقد إيران الحياء!!

عندما تفقد إيران الحياء!!

احمد النعيمي

في الثالث والعشرين من شهر مارس عام 2007م قامت الجمهورية الإيرانية بالقبض على خمسة عشر بحاراً بريطانيا، بعد أن ادعت دخلوهم مياهها الإقليمية، فيما نفت بريطانيا أن يكونوا دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية، وأن اعتقالهم تم في المياه العراقية حيث كانوا في مهمة روتينية بتفويض من الأمم المتحدة، لتبدأ معركة إعلامية مخيفة بين الجانبين، أدت إلى أزمة عصفت بأسواق المال العالمية، ورفعت أسعار النفط ارتفاعات مثيرة، بحيث كان يتوقع حصول

معركة وشيكة، وخصوصاً أن الرئيس الإيراني “محمود أحمدي نجاد” عمل على تكريم القائد البحري الذي احتجز البحارة بميدالية، وانتقد بريطانيا بشدة، مطالباً إياهم بأن يعترفوا بخطأ بحارتهم، والعمل على الاعتذار قبل إطلاق سراحهم، وبدأت الأمور وكأن نجاد لن يفرج عن البريطانيين، حتى يحدث الاعتذار، ووصلت الأمور إلى تهديد رئيس الوزراء البريطاني “توني بلير”
يوم الثلاثاء الثالث من نيسان بأنه إذا لم يتم إطلاق البحارة خلال الثمانية وأربعين ساعة المقبلة، فإن هذا سيؤدي إلى منعطف حرج في مسار الجهود الدبلوماسية القائمة لإطلاق سراح البحارة.

ولم تكد ساعات تنقضي حتى جرى اتصال بين “نايجل شينوالد” مستشار بلير و”علي لارجاني” أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مساء اليوم نفسه ليذوب الثلج، ويخرج نجاد في الرابع من نيسان في مؤتمر صحفي غير اعتيادي استمر لمدة تسعين دقيقة أعلن فيه العفو عن البحارة، بالرغم من أن بريطانيا “لم تتحل بالشجاعة الكافية” للاعتراف بأنها ارتكبت خطأ، وأن بحارتها قد ضلوا الطريق داخل المياه الإيرانية، على حد وصفه.

منهياً بهذا حرب كلامية من الحروب التي تشتعل كثيراً بين الجانب الإيراني والجانب الغربي، والتي غالباً ما يتم فيها تمريغ انف إيران بالوحل، وتراجعها عن جميع تهديداتها ونفيها، وتحقيق ما يطلب منها، بكل هوان وانكسار.

 

وبعد هذه المعركة الكلامية بأقل من سنة، قام نجاد بزيارة للعراق يوم الأحد الثاني من آذار  2008م، واستقبل بكل حفاوة من المحتل الأمريكي في المنطقة الخضراء، وكأن أحاديثه وبطولاته للغرب وأمريكا لم تكن سوى بطولة “دون كيشيوتية”.

وخلال العام الحالي جرت حربين كلاميتين بين الأطراف نفسها، هددت فيها إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال تم فرض حظر على صادراتها النفطية، ووجهت إنذاراً نهائياً للبارجة الأمريكية التي خرجت من الخليج العربي بأن لا تعود إليه، وقامت بإجراء مناورات عديدة في محاولة من إيران إظهار جديتها وأنها لن تكرر التهديد مطلقاً، ولكن البارجة الأمريكية عادت وعبرت المضيق، ولم يطلق عليها صاروخ واحد، واكتفى الإيرانيون بإغراق سفنهم أمام البارجة الأمريكية، التي أنقذت خلال هذه الحرب الكلامية أكثر من ثلاثة سفن مع طواقمها، وإعادتها إلى إيران بسلام.

 

إلى أن أعلنت إيران سحبها للتهديد بإغلاق المضيق على لسان “حسين سلامي”
قائد الحرس الجمهوري، في تصريح له يوم السبت الواحد والعشرين من كانون الثاني 2012م جاء فيه: ” إن السفن الحربية والقوات العسكرية الأمريكية تتواجد في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط منذ زمن بعيد، ومن هذا المنطلق فإن قرار إرسال سفن جديدة إلى المنطقة ليس موضوعاً جديداً، إن الإجراء ينظر إليه في إطار التواجد الأمريكي المستمر في المنطقة”.

ولم تكد تمضي شهور عديدة على تهديد إيران السابق بإغلاق مضيق هرمز، وتمريغ أنفها في الوحل، حتى عادت لتنفش ريشها من جديد، وكأنها لم تهن من قبل، أو يمسح بكرامتها الأرض، مهددة بإغلاق المضيق بعد أن وقع أكثر من مئة نائب إيراني على مشروع قانون يحمل الحكومة على منع مرور أي سفينة تنقل النفط إلى أوروبا عبر مضيق هرمز وذلك يوم الاثنين الثاني من تموز 2012م، رداً على الحظر النفطي للاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من تموز، وإجراء مناورات جديدة حملت اسم “الرسول الأعظم” استمرت مدت يومين.

 

ويوم الثلاثاء الثالث من تموز ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بنقل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الخليج، لردع إيران عن أي محاولة محتملة لإغلاق المضيق، وزادت عدد الطائرات المقاتلة القادرة على توجيه ضربات في العمق الإيراني، ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية، قوله:”الرسالة إلى إيران، لا تفكري حتى في إغلاق المضيق، سنقوم بإزالة الألغام، لا تفكري حتى في إرسال قواربك السريعة للتحرش بسفننا الحربية أو التجارية، سنسقطها في قاع الخليج”.

لتعود إيران – من جديد–  إلى سحب تهديداتها السابقة بإغلاق المضيق، مؤكدة بأنها ستتصرف “بعقلانية” ولن تتخذ قرار الإغلاق إلا إذا تعرضت مصالحها لتهديد خطير، وذلك في تصريح لرئيس أركان القوات الإيرانية الجنرال “فيروز آبادي” يوم السبت السابع من تموز، حسب ما نقلته وكالة “إيسنا” الإيرانية، مضيفاً في تصريح لصحيفة “خراسان”: “الأمر بتنفيذ هذه المهمة لا يمكن أن يصدر إلا بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي يوافق عليه المرشد الأعلى علي الخامنئي”.

 

وهكذا تنتهي واحدة من المعارك “الدون كيشيوتية”  الكثيرة بين الغرب وإيران، بتمريغ الأنف الإيراني في الوحل، بينما سيوفهم تسلط – دون خوف أو تردد –  إلى رقاب المسلمين في كل مكان، في إيران والعراق وسوريا وأفغانستان، بعد أن سمح لهم الغرب بالاستحواذ على الدول الإسلامية واحدة تلو الأخرى، وكلمات اللواء “إسماعيل قائاني” القائد العام لفيلق القدس يوم الثامن والعشرين من أيار، بأنه: “لولا وجود الجمهورية الإيرانية في سوريا لأصبحت دائرة المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري أوسع” ماثلة في الأذهان.

ولو كان بهم ذرة من حياء، لتوجب عليهم ابتلاع ألسنتهم، وقصها من جذورها، بدل أن تمرغ أنوفهم في الوحل، مرة تلو الأخرى، ثم يعودون إلى تهديداتهم الفارغة، ثم تمرغ أنوفهم من جديد، وإن كانوا قد عجزوا عن إظهار أسلحتهم إلا أثناء المناورات فقط، فأفضل شيء يفعلوه أن يخرسوا أبد الآبدين، إلا إذا وصل بهم الحال إلى ما وصلت إليه….

وليست فضيحة تسجليهم الصوتي المكذوب على لسان الرئيس المصري “محمد مرسي”
ببعيد، منطبقاً عليهم قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”!!

 

غزة تعرف قاتل ياسر عرفات!

غزة تعرف قاتل ياسر عرفات!

د. فايز أبو شمالة

يقول الناس في قطاع غزة: نصحنا ياسر عرفات ـ قبل أن يحاصره “شارون” في المقاطعة برام الله ـ نصحناه أن يأتي إلى قطاع غزة، ويقيم على ترابها، فهي أكثر أمناً له، ولكن المقربين جداً من ياسر عرفات رفضوا الفكرة، ونصحوه بأن يبقى في الضفة الغربية، فهي أحوج له من قطاع غزة. وقد استجاب ياسر عرفات للنصيحة، وكان ما كان للرجل. 
ويقول الناس في قطاع غزة: إننا نشك في أقرب المقربين من  ياسر عرفات، حتى أولئك الذين أشاروا عليه بان يبقى في الضفة الغربية، فإن لم يكونوا هم من دس له السم مباشرة، فإنهم يعرفون ملامح اليد التي دست له السم.
ويقول الناس في قطاع غزة: إننا نتهم كل أفراد دائرة القرار السياسي الفلسطيني التي أحاطت بياسر عرفات عشية مقتله، فمن دخل المقاطعة على ياسر عرفات، هو متهم، ومن بات ليلة واحدة في المقاطعة، هو متهم، وكل من تردد على المقاطعة في تلك الفترة غير بريء، وكل من كانت له علاقة مع أحد المقيمين في المقاطعة، هو متهم أيضاً، وكل من لمعت عيناه لغد يتصدر فيه المشهد السياسي، هو شريك للقاتل، وليس هنالك من شخص كبير فوق الشبهات، فالذي قتل عرفات كان يهدف إلى تصفية الانتفاضة، وقتل المقاومة!
مقتل ياسر عرفات يؤكد أن الشك مطلق، وأن الثقة نسبية، لذلك تحسسوا رؤوسكم أيها  المقربون من ياسر عرفات، وقدموا للناس كشف براءتكم، وسيرة أيامكم بصحبة الرجل، واكشفوا طريقة تنقلاتكم، وتحركاتكم، وهمساتكم، يا شركاء ياسر عرفات في القرارات والاجتماعات واللقاءات، جميعكم متهم بالقتل حتى يثبت براءته الشخصية، ولشعبنا الفلسطيني الحق في التحقيق معكم فرداً فرداً، حتى ينتزع الحقيقة التي يعرفها من أفواهكم. 
ويقول الناس في قطاع غزة: إننا نعرف الحقيقة، ونعرف القاتل بالاسم، ولدينا الدلائل التي تشير إليه، ولسنا بحاجة إلى لجنة تحقيق دولية لتكشف أمراً قد كشفناه من اليوم الأول، فما دواعي تتبع الأثر، ونحن نرى الذئب بأم أعيننا، ونبصر دم الضحية على شدقيه؟
ويقول الناس في فلسطين: إننا سنعاقب كل من عرف الحقيقة وكتم السر، وسنعاقب كل من عرف التفاصيل ولاذ بالصمت، وسنعاقب كل من عرف بالأمر وآثر السلامة، فسارعوا إلى تطهير أنفسكم يا أيها المقربون، واهربوا من المركب الذي يغرق في الشك والخوف والخيانة، فقد كشف عرفات سر قاتله وهو حي يرزق، وقد أشار إليه بالاسم والسلوك والتعامل، وراجعوا جملة “سأكون شهيداً” “شهيداً” “شهيداً” التي كررها ياسر عرفات ليل نهار، واسترجعوا بذاكرتكم الأسماء التي فرضتها عليه أمريكا، والذين أوصوا صديقهم شارون بأن يشدد الحصار على الرجل، حتى يتمكنوا من بسط نفوذهم، وتذكروا الأسماء التي كانت تتجول في الساحة الدولية بينما كان عرفات يقبع تحت الحصار، وتذكروا الأسماء التي شاركت في مؤتمر شرم الشيخ الدولي، بينما كان عرفات حبيس مكتبه، وتذكروا من شارك في مؤتمر القمة في بيروت بينما منع عرفات من الاتصال الهاتفي، تذكروا، وتذكروا، وأشيروا بإصبعكم إلى القاتل، فالنهايات تشير إلى البدايات، والنتائج تفضح المقدمات.