أرشيف سنة: 2025

حبس 60 مواطناً بعد شهور من الإخفاء القسري واتهامات نمطية دون أدلة وغياب دور النيابة العامة.. الجمعة 30 مايو 2025م.. مجلس العسكر يُقر تعديلات قوانين الانتخابات ضربة جديدة للعملية السياسية في مصر

حبس 60 مواطناً بعد شهور من الإخفاء القسري واتهامات نمطية دون أدلة وغياب دور النيابة العامة.. الجمعة 30 مايو 2025م.. مجلس العسكر يُقر تعديلات قوانين الانتخابات ضربة جديدة للعملية السياسية في مصر

 

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* اعتقال 9 مواطنين من العاشر وبلبيس وحبس 39 مختطفا بعد إخفائهم قسريا لفترات متفاوتة

ظهر المواطن محمود محمد حسنين، من قرية إنشاص التفتيش التابعة لمركز بلبيس، في نيابة مركز بلبيس بعد اختفاء قسري دام 15 يومًا.

وقررت النيابة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه في مركز شرطة بلبيس.

وأمام نيابة أمن الدولة العليا  ظهر 38 معتقلا آخرين أثناء التحقيق معهم، بعد إخفائهم لفترات متفاوتة وهم: 

  1. منى محمد نظيم سالم
  2. أحمد البيومي السيد علي داوود
  3. أحمد ثابت حسين محمد
  4. أحمد محمد سعيد عبد الحليم خليل
  5. أحمد محمد عمار سيد فرج
  6. أحمد هشام سعد أحمد محمد فراج
  7. أحمد يحيى إسماعيل مهران
  8. أشرف عابدين أحمد شحاتة الشارود
  9. أيمن عبد الرحمن عبد التواب قرني
  10. حسن أشرف فاروق عبد الجواد
  11. دسوقي علي فرج دسوقي
  12. دياب حمادة شبيب متولي رضوان
  13. السيد أحمد سيد أحمد جاد
  14. طارق سعيد مرسي حسن
  15. عاطف محمد دسوقي عمر
  16. عبد الرحمن شريف عبد البديع شلبي
  17. عبد الرحمن عبد العليم سعد حسانين
  18. عبد الرحمن قرني عبد اللطيف علي
  19. عبد الرحمن مصطفى أحمد محمد أحمد
  20. عبد الفتاح عبد الوهاب عبد العال محمود
  21. عبد الله محمد حسان عيسى
  22. عماد الدين دكروري محمود إسماعيل
  23. عمر مجدي رمضان علي أبو عليقة
  24. عمر محمد مصطفى فتوح
  25. عمرو فتحي محمد السيد الشناوي
  26. الفاروق عمر أحمد عباس عيد
  27. محمد السيد العوضي السيد
  28. محمد حسن إبراهيم السيد
  29. محمد حسين محمد عبد الفتاح
  30. محمد صبحي سلطان عبد الله السيد
  31. محمد عبد الرحيم محمد حسن
  32. محمد محمد محمود عبد النبي
  33. المدثر محمد سالم أحمد عبد الله
  34. مصطفى إبراهيم أحمد عمر
  35. مهند سرحان عادل سرحان محمد
  36. مؤمن محمد علي حسين علي
  37. ياسين جابر ياسين محمد
  38. يوسف خميس بسطاوي محمد 

حملات أمنية

وعلى صعيد استمرار داخلية السيسي في حملات الاعتقال، ففي محافظة الشرقية اعتقلت قوات أمن مركز شرطة بلبيس 3 مواطنين من قرية العدلية التابعة، وهم:

  • صلاح محمد عبد الغني، الشهير بـ”صلاح أبو ستة”
  • مصطفى حسن مصطفى السلاوي
  • علي أمين الجلودي

وبعد التحقيق معهم في نيابة مركز بلبيس، قررت حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، إيداعهم في مركز شرطة بلبيس.

ومن مدينة العاشر من رمضان اعتقلت قوات داخلية السيسي 5 مواطنين، وهم:

رجب محمد طلبة

هشام السيد محمد

أحمد عزت أبو المجد السيد

أشرف أحمد فيصل

هاني محمد الصغير

وبعد التحقيق معهم  أمام نيابة قسم ثانٍ العاشر من رمضان، قررت حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعهم بـمعسكر قوات الأمن بمدينة العاشر من رمضان.

كما اعتقلت داخلية السيسي بمركز شرطة ههيا فجر اليوم المواطن: ياسر عبد الرحمن محمد عكاشة، والشهير ب”ياسر أبو عوف”، من قرية المهدية التابعة.

* محكمة الجنايات تحدد جلسة لنظر القضية رقم 1633 حصر أمن دولة عليا

قررت محكمة الجنايات تحديد جلسة يوم 11 يونيو 2025 لنظر القضية رقم 1633 حصر أمن دولة عليا لسنة 2022، أمام الدائرة الثانية إرهاب.

تعود وقائع القضية إلى نحو ثلاث سنوات، حين بدأت التحقيقات في عام 2022، بناءً على محضر تحريات أعدّه ضابط في جهاز الأمن الوطني، دون وقوع أحداث أو وقائع ملموسة. وقد وجّهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين في القضية اتهامات تتعلق بالانضمام إلى جماعة إرهابية.

ويُشار إلى أن المتهمين قد تخطّوا المدة القانونية للحبس الاحتياطي، إذ استمرت تجديدات حبسهم لأكثر من عامين دون إحالتهم للمحاكمة حتى نوفمبر الماضي. وكان آخر قرار بتجديد حبس المتهمين في القضية قد صدر بتاريخ 20 سبتمبر 2024، حيث قررت المحكمة استمرار حبسهم لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات، قبل أن تُحال القضية رسميًا للمحاكمة بتاريخ 20 نوفمبر 2024.

* غياب دور النيابة العامة : حبس 60 مواطناً بعد شهور من الإخفاء القسري واتهامات نمطية دون أدلة

في واقعة جديدة تسلط الضوء على غياب دور النيابة العامة في حماية حقوق المواطنين والتحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها الأجهزة الأمنية، قررت نيابة أمن الدولة العليا، بسلطة الانقلاب  اليوم الخميس، حبس 60 مواطناً، بينهم فتاة، لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق، وذلك بعد ظهورهم لأول مرة عقب فترات متفاوتة من الإخفاء القسري امتدت لأسابيع وأشهر.

وبدلاً من أن تفتح النيابة تحقيقاً في واقعة اختطاف هؤلاء المواطنين واحتجازهم في مقار غير قانونية دون إخطار ذويهم أو تمكينهم من التواصل مع محام، قررت مباشرة التحقيق معهم على الفور، دون أي مساءلة للجهاز الأمني المسؤول عن احتجازهم خارج القانون.

وأكدت مصادر حقوقية أن العرض على النيابة تم دون مراعاة الحقوق القانونية الأساسية للمحتجزين، حيث لم يُمنح معظمهم فرصة حقيقية للتواصل مع محام أو تقديم شكوى عن الانتهاكات التي تعرضوا لها، بما فيها التعذيب وسوء المعاملة، وهو ما يشكل مخالفة صارخة للدستور المصري، وتحديداً المادة (54) التي تلزم بعرض المقبوض عليه على جهة تحقيق خلال 24 ساعة، مع ضمان حقوقه القانونية.

اتهامات نمطية.. دون أدلة

وأسندت النيابة إلى المتهمين اتهامات متكررة ومعممة، أبرزها الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهي اتهامات وصفها حقوقيون بأنها “مطاطة” وتُستخدم بشكل جماعي لتقنين الحبس الاحتياطي دون تقديم أدلة حقيقية.

وفي سياق متصل، حذرت منظمات حقوقية من تصاعد الانتهاكات ضد النساء، بعد إدراج فتاة واحدة ضمن قائمة المحتجزين، وهي منى محمد نظيم، في مؤشر على توسع دائرة القمع لتشمل النساء في قضايا ذات طابع سياسي، وسط ظروف احتجاز موثقة بأنها غير إنسانية وتفتقر لأدنى المعايير القانونية.

تجاهل بلاغات الأسر

وكانت أسر المختفين قد تقدمت ببلاغات رسمية إلى مكتب النائب العام فور اختفائهم، وطالبت بالكشف عن أماكن احتجازهم ومحاسبة المتسببين في ذلك، إلا أن النيابة العامة تجاهلت تلك البلاغات، ولم تبادر بفتح أي تحقيق مستقل، ما يكرس حالة الإفلات من العقاب، ويدعم استمرار ممارسات الإخفاء القسري كأداة قمع سياسي.

وفيما يلي رسم بياني يوضح توزيع المحتجزين حسب الجنس وفترة الاختفاء القسري:

 رسم بياني: نمط الإخفاء القسري لـ 60 مواطناً

النوع:

  • ذكور: 59
  • إناث: 1

مدة الاختفاء:

  • أقل من شهر: 12 حالة
  • من شهر إلى 3 أشهر: 28 حالة
  • أكثر من 3 أشهر: 20 حالة

وأسماء المحتجزين كما وردت في قرار النيابة: منى محمد نظيم، أحمد البيومي السيد، أحمد ثابت حسين، أحمد محمد سعيد، أحمد محمد عمار، أحمد هشام سعد، أحمد يحيى مهران، أشرف عابدين الشارود، أيمن عبد الرحمن عبد التواب، حسن أشرف فاروق، سوقي علي فرج، دياب حمادة شبيب، السيد أحمد جاد، طارق سعيد مرسي، عاطف محمد دسوقي، عبد الرحمن شريف عبد البديع، عبد الرحمن عبد العليم سعد، عبد الرحمن قرني عبد اللطيف، عبد الرحمن مصطفى أحمد، عبد الفتاح عبد الوهاب عبد العال، عبد الله محمد حسان، عماد الدين دكروري محمود، عمر مجدي رمضان، عمر محمد مصطفى، عمرو فتحي الشناوي، الفاروق عمر عباس، محمد السيد العوضي، محمد حسن إبراهيم، محمد حسين عبد الفتاح، محمد صبحي سلطان، محمد عبد الرحيم حسن، محمد محمود عبد النبي، المدثر محمد سالم، مصطفى إبراهيم عمر، مهند سرحان عادل، مؤمن محمد علي، ياسين جابر محمد، يوسف خميس بسطاوي، إبراهيم السيد محمد، أحمد جمال فؤاد، أحمد حسن علي، أحمد قايد عبد الستار، أسامة ماهر عباس، حسن السيد إسماعيل، حسين السيد حسين، خالد حنفي فهيم، سيد محمد محفوظ، سيف ممدوح أحمد، شعائر الله حسام محمد، عادل محمد مصباح، عبد الحكيم عبد الله عبد اللاه، عبد الرحمن عرفان عبد الرحمن، عبد الرحمن محمد محمود، عبد العظيم السيد المادوني، علاء الدين محمد عبده، علاء سيد بسيوني، كمال محفوظ عبده، محمد إبراهيم قنديل، محمد بدير السعيد، محمد عبد العزيز مبروك، محمد عبد الله رواش، محمد عبد اللطيف شلبي، محمد يحيى عبد الوهاب، محمد يحيى إبراهيم، محمود أحمد علي، محمود صالح الجارحي، ناجي حمزة سعد، نور الدين مصطفى أحمد، وياسر أحمد علي، ويوسف يحيى عبد الوهاب.

* مجلس العسكر يُقر تعديلات قوانين الانتخابات.. ضربة جديدة للعملية السياسية في مصر

بعد إقرار تعديلات قانون مجلس “النواب” (برلمان العسكر) بظل توافق نيابي واسع (أحزاب الأجهزة والموالاة) بعد مناقشات قصيرة من حيث المبدأ، إلا أن ما كشف عوار التعديلات أن الدعاية والترويج لها قالت إن: “مجلس النواب أقر مشروع القانون في مجموعه، قبل أن يعلن الموافقة النهائية عليه”!

وانتقل النواب بعدها لمناقشة تعديلات قانون مجلس الشيوخ، الصادر بالقانون رقم 141 لسنة 2020، والذي نال أيضًا الموافقة النهائية بعد جلسة نقاش اتسمت بالتركيز على التمثيل العادل والتوازن المؤسسي.!

الباحث د. حسام مؤنس قال رايا رأيا معتبرا بحسب متابعين له على منصة فيسبوك عن تعديلات قوانين “الانتخابات” وقال “مؤنس”: “إقرار مجلس النواب اليوم للتعديلات المقدمة (والتي تقتصر على تعديلات شكلية لا تمس من قريب أو بعيد جوهر القانون القائم أو النظام الانتخابي) على قانوني انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، ينهى تماما أي حديث عن إمكانية لانتخابات جادة أو تنافسية أو بها الحد الأدنى من فرص التمثيل السياسي المتنوع والواسع بما يعبر عن تنوع المجتمع، ويوجه ضربة جديدة (تضاف لما سبقها فى ملفات أخرى) لكل المحاولات والمساعي التي بذلت منذ الدعوة للحوار الوطني في حلحلة الكثير من الملفات والقضايا التي قد تمثل بوادر وخطوات نحو إصلاح سياسي جاد”.

وأضاف أنه “بغض النظر عن أقاويل البعض حول أنه لا توجد مشروعات ومقترحات بديلة طرحت تحقق نظام انتخابي أكثر ملائمة وعدالة وأقدر على التمثيل الأوسع من خلال نظام القوائم النسبية، وهو ما يعرف كثيرون أنه ليس صحيحا ولا حقيقيا، لكن الأهم والأكثر لفتا للانتباه أن هذه التعديلات بالغة الأهمية التي تأخرت وغابت لشهور ثم ظهرت فجأة”.

واستدرك أنه “وبدلا من أن تأخذ (التعديلات) وقتها في النقاش والحوار مع الأطراف السياسية المختلفة، وبدلا من أن يسعى أحد من هؤلاء (الذين صوروا الأمر على أن هذا هو التصور الوحيد والنظام الانتخابي الممكن والمتاح) للبحث حقا عما إذا كانت هناك مشروعات جاهزة ومعدة تبلور وتحقق إمكانية نظام انتخابي مختلط يتضمن القائمة النسبية، أو يفكر مجلس النواب مثلا في دعوة أصحاب تلك الرؤى ووجهات النظر والمشروعات لطرحها وتقديمها، جرت بسرعة بالغة إقرار التعديلات المقدمة من الأحزاب المحسوبة على السلطة، واستمرار فرض بقاء الحال على ما هو عليه، فهنيئا لهم ولمن يبحثون عن مقاعد في مجالس تشريعية دون انتخابات حقيقية وفرص تنافس جاد وإمكانيات تنوع فى التمثيل والحضور السياسي والاجتماعي لمختلف القوى والتوجهات. 

الناس عزفت عن الانتخابات

“نائب” برلمان العسكر المهندس ايهاب منصور، عبر كـ”رئيس هيئة برلمانية” عن رفض “قانون” “الانتخابات ” أو مشروعي القانونين بشأن “تعديلات قوانين الانتخابات” و”تقسيم الدوائر لمجلسي النواب والشيوخ”.

وأكد أن “الأرقام كاشفة وتقول إن الناس عزفت عن هذه الانتخابات، وإن كانت تعبر عن الناس بصورة ما لكن ليس بصورة حقيقية، الناس بتنزل تشارك بطلوع الروح، ومع السنوات عدد الناخبين بيقل أي أنهم فقدوا ثقتهم في العملية الانتخابية”. والدليل أن نسبة المشاركة في الانتخابات بعد ثورة يناير تخطت ٦٠ ٪ وللأسف تناقصت النسب إلى العشرينات !

وقال منصور: “نحن لا نتحدث عن مصلحة شخصية، ولو هيحصل انتخابات بأي نظام يرضي الشعب ، وأنا ما اجيش فى المجلس مش مهم، لكن لما نسب المشاركة تقل بهذه الصورة على مدار هذه السنوات هي دي المشكلة التي تحتاج لبحث” ، انا ابحث عن المصلحة العامة لمستقبل مصر السياسي”.

وأوضح أنه “في جلسات الحوار الوطني تم طرح رؤى كثيرة حول هذا الأمر، وكل الفئات الدستورية يمكن تحقيقها من خلال القائمة النسبية سواء المرأة ، المسيحيين، النساء، ذوي الهمم، مصريين الخارج، فنحن نتحدث عن مستقبل السياسة في مصر”.

بيان مشترك

وفي بيان مشرتك بشأن مشروع قانون الانتخابات الذي تقدم حزب المخابرات مستقبل وطن رفض “الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي”، و”حزب الإصلاح والتنمية”، و”حزب العدل”، رفضها لمشروع قانون الانتخابات البرلمانية الجديد

وعن سلبيات “القانون الجديد” قالت إن: “نظام القوائم المغلقة المطلقة، يتعارض بشكل واضح مع المبادئ الديمقراطية السليمة، وعلى رأسها مبدأ التعددية، ويفرض واقعًا انتخابيًا يهدر أصوات الناخبين ويمنع تمثيل قطاعات واسعة من الشعب ويؤدي في النهاية إلى إقرار برلمان غير سياسي، عاجز عن التعبير عن هموم المواطنين أو تمثيلهم تمثيلًا عادلًا أو العمل على تطوير الحياة السياسية في البلاد”.

وأضافت أن “استمرار تبني هذا النظام يساهم في جمود الحياة السياسية، ويكرس لفكرة أن الانتخابات البرلمانية ليست وسيلة حقيقية للتغيير أو المشاركة الفعالة، بل مجرد إجراءات شكلية تفتقر إلى الروح الديمقراطية الحقيقية. وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية، فإننا نجدد رفضنا لأية تعديلات تُعيدنا إلى الوراء”.

وعن عدم جدوى ما يسمى “الحوار الوطني” أشارت إلى أن القانون الخاص بتعديلات الانتخابات “تجاهل لمخرجات الحوار الوطني” وأن ذلك “الحوار”، تناول هذا الملف الهام، وكان من أبرز مخرجاته الطرح المتوازن الذي يجمع بين النظام النسبي والنظام الفردي، بما يضمن التمثيل العادل والتنوع السياسي المطلوب.

وأكدت أن تجاهل هذه المخرجات يهدد بفقدان الثقة في العملية السياسية ككل، ويفرغ فكرة الحوار الوطني من مضمونها الحقيقي ويطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى المشاركة السياسية ما لم تترجم مخرجات الحوار إلى سياسات وتشريعات واقعية تحترم الإرادة الوطنية الجامعة.

 

* أحمد الطنطاوي في أول ظهور له يكشف كواليس الإفراج عنه: لم يريدوا أحدا من أنصاري استقبالي

كشف المعارض السياسي أحمد الطنطاوي كواليس الإفراج عنه وذلك بعد خروجه من الحبس أول أمس الأربعاء اثر انقضاء عقوبته بالحبس مدة عام كامل.

وقال الطنطاوي إن النظام لم يرد أن يعرف أحدا من أنصاري أو اهلي التوقيت الدقيق لخروحي ولا من أى مكان سأخرج منعا لاستقبالي.

وأوضح الطنطاوي أن مجموعة أشخاص محدودة من القائمين على عملية الإفراج هى من كانت تعرف فقط خط سير الإفراج.

وعن إخلاء سبيله في فضية التظاهر من أجل فلسطين قال الطنطاوي إن الذي دعا لها هو السيسي نفسه وليس أنا.

ولفت الطنطاوي إلى أن قانون التظاهر يفيد بأنه إذا كان هناك عقوبة على من قام بفعل التظاهر فهناك عقوبة أيضا على الداعي لها مشيراً إلى أنه لم يشارك في الأساس بتلك المظاهرة.

ويوم الأربعاء تم الإفراج عن المرشح الرئاسي السابق أحمد طنطاوي بعد انتهاء مدة حبسه، والتي تنتهي مساء الثلاثاء. وذلك بعد أن أيدت محكمة مصرية في وقت سابق حكم السجن لمدة عام عليه في القضية المعروفة بقضية التوكيلات الشعبية.

* أسباب تعثر اتفاق صندوق النقد مع مصر

بينما صدر بيان رسمي مشترك يتحدث عن “تقدم جيد”، تكشف مصادر عن بروز خلافات جوهرية، تعرقل التوافق الكامل بشأن الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة. 

خلافات خلف الكواليس
استمرت بعثة صندوق النقد الدولي أسبوعين في القاهرة، أنهت خلالهما المراجعة الخامسة لبرنامج “تسهيل الصندوق الممدد”.
ورغم ما وصفته رئيسة البعثة، إيفانا هولار، بـ”المحادثات المثمرة”، لم يُحدد الصندوق موعدًا دقيقًا لصرف الشريحة الخامسة، التي تبلغ 1.3 مليار دولار، تاركًا الأمور معلّقة حتى إشعار آخر، قد يمتد إلى يونيو المقبل.

وراء التصريحات الدبلوماسية، برزت خلافات جوهرية حول قضايا حساسة، في مقدمتها التزام مصر بوثيقة “سياسة ملكية الدولة” التي تعهدت فيها بتقليص دور الحكومة والمؤسسات السيادية في النشاط الاقتصادي، وإتاحة المجال للقطاع الخاص، عبر برنامج طروحات عامة لم يتحقق منه سوى القليل رغم إعلان خطط لطرح 11 شركة في بداية العام الجاري. 

الجيش في قلب المفاوضات
يشكل دور القوات المسلحة في الاقتصاد نقطة خلاف شائكة بين الطرفين، إذ يشدد الصندوق على ضرورة خضوع الشركات التابعة للجيش لسياسات الإفصاح والضرائب، والانخراط في بيئة تنافسية، بينما تماطل الحكومة في تنفيذ التخارج الكامل، بحجة ظروف السوق و”الاعتبارات الفنية”، كما قال مسؤولون في تصريحات غير رسمية.

وتخشى الحكومة من تداعيات اجتماعية وسياسية قد ترافق عمليات بيع الأصول العامة، خصوصًا في القطاعات الاستراتيجية، وسط وضع اقتصادي هش وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، ما يدفعها إلى تبنّي نهج أكثر تدرجًا من ذلك الذي يطالب به الصندوق. 

ملف الضرائب.. “تابو أمني”
أحد الملفات التي شكلت ساحة جدل صريحة كان توسيع القاعدة الضريبية.
فرغم إشادة البعثة الدولية بتبسيط الإجراءات الضريبية والجمركية، فإنها طالبت الحكومة بمراجعة الإعفاءات الممنوحة لبعض الجهات، وعلى رأسها المؤسسات الأمنية والهيئات العامة، وهو ما اعتبرته مصادر حكومية “طلبًا بالغ الحساسية”، يمسّ أسس النظام الإداري القائم في مصر منذ عقود.

وبحسب خبير التمويل والاستثمار وائل النحاس، فإن دمج الاقتصاد غير الرسمي في المنظومة الضريبية، وإخضاع الشركات التابعة للجيش للضرائب، يواجه مقاومة بيروقراطية، وتعقيدات تتصل بـ”الدولة العميقة”، ما يجعل هذه الخطوة شديدة التعقيد سياسيًا وأمنيًا. 

تحديات العملة الصعبة والضغط الزمني
من ناحية أخرى، تواجه الحكومة ضغطًا ماليًا متصاعدًا، مع الحاجة إلى توفير نحو 3 مليارات دولار من العملة الصعبة بحلول يونيو المقبل، بالتزامن مع تراجع إيرادات قناة السويس، وتباطؤ تدفقات الاستثمار الأجنبي، وتصاعد الدين الخارجي.

وحذر وائل النحاس من أن الحكومة قد ترضخ في نهاية المطاف لكل شروط صندوق النقد، بسبب احتياجها العاجل للسيولة، في وقت تتراجع فيه شهية المستثمرين العالميين لشراء الأصول، ويفضّلون اللجوء إلى الذهب وسط اضطرابات الأسواق العالمية، بفعل الحرب التجارية التي فجرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد عودته القوية إلى المشهد الاقتصادي العالمي.

هل تنجح مصر في الموازنة؟
وفي خضم هذه المشهد المعقد، تحاول الحكومة، الموازنة بين تنفيذ المطالب الدولية، والحفاظ على استقرار داخلي هش.
لكن الصندوق بات أقل صبرًا، بحسب تصريحات بعثته، التي أكدت أن “الاستقرار الكلي لم يعد كافيًا”، مطالبة بـ”إصلاحات أعمق” تضمن نموًا مستدامًا، وخلق وظائف، وزيادة مناعة الاقتصاد أمام الأزمات.

مع ذلك، يبقى مستقبل المراجعة الخامسة معلّقًا على قدرة الحكومة على تقديم ضمانات واضحة بتنفيذ الإصلاحات، أو على الأقل إقناع الصندوق بجدية النوايا، وهو ما ستكشفه الأسابيع المقبلة التي يُتوقع أن تشهد مفاوضات إلكترونية مكثفة.

 

*السيسي يُحاكم موظفين بتهمة نهب ٥ ملايين جنيه ويتغاضى عن المليارات في وزراتي كامل

في واقعة جديدة تُبرز ازدواجية معايير العدالة في مصر، أحالت النيابة العامة بسلطة الانقلاب عددًا من موظفي الجمعية التعاونية للبناء والإسكان للعاملين بشركة “أسمنت بورتلاند حلوان” إلى المحاكمة الجنائية، بتهم الاستيلاء على نحو 5.5 ملايين جنيه، عبر تزوير شيكات ومستندات مالية، ورغم خطورة الوقائع، إلا أن المتابعين رأوا فيها رسالة سياسية لا تخطئها العين: “اضربوا الصغار واتركوا الحيتان“. 

إذا سرق فيهم الشريف تركوه 

القضية التي شغلت الرأي العام العمالي، تعود تفاصيلها إلى تورّط 10 متهمين، بينهم قيادات حالية وسابقة في الجمعية، بمحاولة تمرير شيكات مزوّرة من حسابات الجمعية بالبنك الأهلي الكويتي، ما أدى إلى صرف مبالغ مالية لصالح أفراد غير مستحقين، ثم استردادها نقدًا عبر وسطاء خارجيين. 

لكن اللافت في توقيت الإعلان عن القضية، هو أن المبل لا يتجاوز 5.5 ملايين جنيه، وهو مبلغ يُعد ضئيلًا مقارنة بما تتداوله التقارير الرقابية نفسها بشأن وقائع فساد وهدر مالي بمليارات الجنيهات داخل مشروعات يديرها قيادات من الجيش أو محسوبون على دوائر النفوذ، دون أن تطالهم يد القانون. 

كامل الوزير نموذجًا: المليارات بلا مساءلة

 في المقابل، لا تزال قضايا فساد أضخم، وعلى رأسها مخالفات مالية جسيمة ارتبطت بوزارة النقل تحت إشراف اللواء كامل الوزير، تمر دون مساءلة حقيقية، إذ كشفت تقارير برلمانية ومتابعات صحفية عن تجاوزات بعشرات المليارات في مشروعات السكك الحديدية والطرق والموانئ، إلا أن الدولة لم تفتح أي تحقيق علني مع الوزير، الذي لا يزال يتمتع بثقة السيسي ودعمه الكامل. 

ويرى مراقبون أن هذا التمييز في التعامل مع الفساد يعكس منطقًا سلطويًا واضحًا: “إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق فيهم القوي تركوه”، وهو منطق طالما انتُقد داخليًا وخارجيًا باعتباره أحد الأسباب الرئيسية لفشل جهود الإصلاح ومكافحة الفساد في مصر. 

الجمعيات التعاونية: ثغرة مفتوحة للفساد

 من جهتها، أكدت النيابة أن المتهمين في قضية “بورتلاند حلوان” استغلوا مناصبهم في إصدار شيكات بقيم مختلفة، أبرزها 2.5 مليون جنيه و1.63 مليون جنيه، بتواطؤ من موظف على المعاش تولّى تزوير المستندات، في ظل غياب شبه تام للرقابة الداخلية. وسلطت القضية الضوء على ثغرات الرقابة على الجمعيات التعاونية داخل المؤسسات الصناعية، وهي كيانات تعاني منذ سنوات من غياب المعايير الرقابية والمحاسبية، ما يجعلها بيئة خصبة للتلاعب المالي. 

من الخصخصة إلى القلعة: خلفية مشبوهة لشركة الأسمنت 

جدير بالذكر أن شركة “أسمنت بورتلاند حلوان” كانت محل جدل واسع منذ خضوعها لعملية خصخصة مثيرة للريبة عام 2001، حين باعت الحكومة 47.9% من أسهمها لشركة “أسيك” حديثة التأسيس، دون ضمانات كافية، وبعد ثلاث سنوات فقط، اشتراها رجل الأعمال أحمد هيكل، ليضيفها إلى مجموعة شركات “القلعة”، في صفقة وُجهت لها اتهامات باستغلال النفوذ، دون أن تُفتح فيها أي ملفات تحقيق حقيقية. 

عدالة مُنحازة 

في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ووسط حملات دعائية لمكافحة الفساد، تبدو قضايا مثل “أسمنت حلوان” مجرد محاولة لتقديم “أكباش فداء”، بينما تبقى الملفات الكبرى مغلقة بإحكام، ويختم أحد المحامين المتابعين للقضية قائلًا: “العدالة في مصر باتت تفرّق بين لص بثياب موظف، وآخر يرتدي بزّة لواء“.

السيسي يستعد للاستيلاء على ممتلكات الأوقاف لسد عجز الموازنة العامة.. الخميس 29 مايو 2025م.. الأمن الوطني يفصل الطلاب السوريين من الجامعات المصرية

السيسي يستعد للاستيلاء على ممتلكات الأوقاف لسد عجز الموازنة العامة.. الخميس 29 مايو 2025م.. الأمن الوطني يفصل الطلاب السوريين من الجامعات المصرية

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* الأمن الوطني يفصل الطلاب السوريين من الجامعات المصرية

كشفت مقاطع فيديو وصور ضوئية لقرارات عن الطلاب السوريين ممن فصلتهم الأجهزة الأمنية في مصر من الجامعات المصرية دون سابق إنذار بدعاوى أسباب أمنية أو عدم سداد الرسوم، وسط مناخ تحريضي من لجان السيسي على منصات التواصل على السوريين في مصر على غرار “وبلدكوا أولى بيكو” فضلا عن السب والقذف.

وقال مراقبون إن أزمة الطلبة السوريين تتصاعد فبداية الفصل كان لنحو 200 طالبا بسبب جنسيتهم السورية رغم دفعهم أقساط الدراسة (بالدولار والجنيه المصري) و قضاء عام او عامين في مصر.

وقررت حكومة السيسي تسييس مصير الطلاب ضمن ورقة ضغط للانقلابيين في مصر على حكومة دمشق وبعد أن كانت الأزمة تطال الطلبة داخل سوريا توسعت لتشمل الطلبة داخل مصر أيضاً في خطوة تصعيدية من الجانب المصري .

ورصد الطلاب السوريين والمتضامنين قضيتهم عبر هاشتاج #انقذوا_طلاب_سوريا_في_مصر وقال ملهم الخن الدبلوماسي السوري في مصر : “نتواصل وبشكل مستمر مع الجهات الفاعلة في سوريا وفي مصر لايجاد حلول لقضايا الطلاب السوريين الذين تم منعهم من اكمال دراستهم في مصر نتيجة لعدم صدور الموافقات الأمنية الخاصة بهم، اتمنى أن تثمر جهود الجميع بايجاد حلول تحفظ للطلاب مصالحهم.”.

وعن اختلاف القرارات الأمنية مع مشاعر المصريين نشر الموان السوري (رامي أحمد ذوالغنى) عبر “فيسبوك ” أنه ضمن أزمة الطلاب السوريين..  أحد الشباب الجامعيين في مصر ممن تلقى صباح اليوم (الثلاثاء) قرار فصله لأنه سوري فقال: الموظف في الجامعة كاد يبكي وهو يخبرني وصوته يرتجف ويقول: “ما تزعلوش مني“!

وعلق :”مشاعر رقيقة غير مستغربة من الإخوة في مصر التي لم يشعر السوريون فيها بالغربة فجزى الله خيرا كل متعاطف متلطف مع طلاب تسلب أحلامها بغير جرم ولا خطأ. .. “.

وأضاف، “نفهم أن تصدر الدولة قرارات أمنية وفق رؤية نجهلها بفصل الطلاب السوريين من الجامعات!.. كما نفهم أن يخسر الطالب 2150 دولار رسوم التقدم على المفاضلة للتسجيل بالجامعة!.. ونفهم أن لا يجد الطالب جوابا واضحا: هل سيخسر رسوم السنة 30 ألف جنيه أم ستعاد كلها له أم سيعاد جزء منها؟.. ونفهم أن توجه إدارة الوافدين بعدم الاعتراض أو السؤال عن الأسباب لأنه قرار أمني من جهات عليا!”.

واستدرك “لكن غير المفهوم وتعجز جميع خلايا الدماغ عن معالجته هو ما أبلغت به إدارة الوافدين ابن قريبنا من اشتراط دفع 1170 دولار لسحب الملف وحصول الطالب على ما يثبت أن معه شهادة ثانوية ومن لم يدفع فسيبقى بلا شهادة ثانوية!” متساءلا “أين #السفارة_السورية في #مصر من هذا الملف؟ “.

وتساءل مجددا “ماذا أنجزت الجهود الدبلوماسية في #وزارة_الخارجية_السورية لإيجاد حل لمئات الطلاب الذين تحطمت آمالهم وتبخر تعبهم مع هذا القرار؟.. “.

وأكد أن الطلاب السوريين في مصر وأهلهم في حالة يرثى لها ويحتاجون إلى بيان وتوضيح ومساندة ودعم من الجهات الحكومية المصرية والسورية وعسى الحلول تكون منصفة فلا تضيع جهود الطلاب سدى.

وقبل نحو 3 أيام نقلت قناة “العربية” عن “وزارة التعليم العالي تنفي منعهم من الامتحانات وتؤكد: يُعاملون كالمصريين طالما إقامتهم قانونية“.

ونقلت عن “مصدر مصري مسؤول” “أن القاهرة لم تتخذ أي إجراءات ضد الطلاب السوريين داخل الجامعات، نافياً الأنباء المتداولة بشأن منعهم من أداء الامتحانات في بعض المؤسسات التعليمية“.

وأضاف لصحيفة “الشرق الأوسط”، “أن هناك ضوابط محددة لتنظيم تعليم الوافدين في الجامعات، مشدداً على أن الطلاب السوريين المقيمين داخل مصر لا يواجهون أي مشكلات في تقديم امتحاناتهم“.

وتابع: “الإشكالية تتعلق ببعض الطلاب المقيمين خارج مصر، ممن عادوا إلى بلادهم، ولم يتمكنوا من الحصول على تصاريح إقامة سارية، ما حال دون تمكنهم من أداء الامتحانات” مضيفا أن “وأضاف أن قرارات قبول أو رفض الطلاب الوافدين تُتخذ في بداية العام الدراسي، وليس في نهايته، مشدداً على أن المزاعم بشأن منع طلاب سوريين من دخول الامتحانات غير صحيحة.”.

ومن جهته،  قال الرئيس السابق لـ”رابطة الجالية السورية” في مصر، إن بعض الطلاب السوريين توقفت دراستهم مؤخراً في الجامعات المصرية بسبب عدم صدور الموافقات الأمنية وتصاريح الإقامة.

وأضاف أن عدداً من هؤلاء الطلاب يقيمون خارج مصر، ولم يتمكنوا من العودة في الوقت المناسب، نتيجة عدم صدور تصاريح الدخول.

وقال الصحفي السوري قتيبة ياسين  عبر حسابه “‏ما يحدث مع الطلاب السوريين في الجامعات المصرية أمر مؤسف ومخزن.. هل يعقل أن يتم معاقبة طلاب بمستقبلهم وتعب عمرهم لابتزاز حكومتهم سياسيا!.. حتى الآن (قبل أيام من تخطي الرقم) 140 طالب.. هذا عدا عن تضييقات ورقية أخرى للسوريين الراغبين بالعودة..

وعلق، “الشعب المصري وحكومته قدموا نموذجا رائعا باحتضان السوريين في محنتهم واليوم انتهت وبدأ وقت العودة فنرجو أن تكون النهاية كالبداية ليخلدها التاريخ كما تستحق“.

ويوجد للسوريين في مصر جروبات على فيسبوك ومنها جروب (سوريين في مصر (6 اكتوبر) كانت ريم قدري Reem Alkadri في منتصف ابريل الماضي وجهت نداء وللسفارة السورية بالقاهرة ولوزارة التعليم العالي المصرية وللامن الوطني المصري مشيرة إلى بدء الأزمة “نحن الطلاب السوريين بعد ما طلع قبولنا ودافعين 2000 دولار بمنصة ادرس في مصر الوزارية المصرية.. و6 الاف دولار للجامعة ومخلصين اول فصل ومعنا شهادة قيد.. “.

وأوضحت أنه فجأة يطالع الطلاب “بمنصة ادرس في مصر” رفض، معربة عن تحيرها مما يحدث بشأن التأشيرة والاقامة أيضا والفلوس التي أخذتها مصر عن طريق جامعاتهم منهم.

وبحسب وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة السيسي، أيمن عاشور، يدرس نحو 124 ألف طالب وافد في الجامعات المصرية، وبعض الطلاب السوريين مُنع من دخول البلاد من المطارات، والبعض الآخر لم يتمكن من الحصول على تأشيرة من السفارات المصرية، في ظل حالة من التعقيد وعدم توضيح الأسباب.

وتسود حالة من اليأس بين أوساط الطلاب السوريين الذي يواجهون مصيرا مجهولا، على الرغم من محاولاتهم المتعددة للتواصل مع وزارة التعليم العالي ورئاسة الوافدين والجامعات في مصر، ولكن من دون الوصول إلى حلول.

من أبرز شروط الجامعات لاسترداد الرسوم هي أن لا يكون الطالب قد حصل على تأشيرة دخول بعد، وأنه لم يداوم في الجامعة أبدا، وهو ما يعتبر مستحيلاً بالنسبة للطلاب الذين طلبت منهم السلطات الخروج والعودة بتأشيرة دراسية لمنحهم الإقامة، هذا فضلاً عن كونهم قد داوموا لعدة أسابيع أو أيام في الجامعة.

 

* أحمد الطنطاوي يعود إلى منزله بعد 12 ساعة من “الترحيل المجهول”

عاد السياسي والمرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي إلى منزله بمحافظة كفر الشيخ، بعد اختفاء دام نحو 12 ساعة أعقبت الإفراج الرسمي عنه من سجن العاشر من رمضان، ما أثار تساؤلات واسعة حول ظروف احتجازه ومكان تواجده خلال تلك الفترة الغامضة.

وكان من المقرر الإفراج عن الطنطاوي، النائب البرلماني السابق، يوم الثلاثاء، عقب انتهاء مدة حبسه في القضية المعروفة إعلامياً بقضية “التوكيلات الشعبية”، والتي تعود وقائعها إلى خريف العام الماضي حين قررت حملته الانتخابية اللجوء إلى نماذج غير رسمية لجمع التأييد الشعبي لترشحه في ظل ما وصفوه حينها بـ”القيود الأمنية والتعسفات الإدارية” في مكاتب الشهر العقاري. 

تأخر الإفراج.. ثم اختفاء
أسرة الطنطاوي أكدت أنها كانت تنتظر الإفراج عنه في الموعد القانوني، وقد حصل محاموه بالفعل على ما يُعرف بـ”صحة الإفراج” من النيابة، وهي شهادة رسمية تؤكد انتهاء مدة العقوبة.
إلا أن إدارة السجن أبلغت شقيقه بتأجيل إجراءات الإفراج إلى اليوم التالي، دون تقديم مبرر واضح.

لكن مع ساعات الصباح الأولى، وبعد ما قيل إنه “ترحيل” من السجن، انقطعت أخبار الطنطاوي تماماً، ما دفع محاميه نبيه الجنادي إلى إعلان اختفائه في تصريحات عبر حسابه الشخصي، مؤكدًا أن “12 ساعة مضت دون أن نعرف أين هو، أو في عهدة أي جهة احتجاز”.

غياب الطنطاوي أثار موجة من القلق بين أنصاره ودوائر حقوقية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر البعض أن ما جرى يدخل ضمن نمط متكرر من “الإخفاء الإداري المؤقت” الذي يستخدم في التعامل مع معارضي السلطة. 

خلفية القضية.. توكيلات التحدي
تعود القضية التي حوكم بموجبها الطنطاوي وعدد من أعضاء حملته إلى فترة التقديم للانتخابات الرئاسية، حين لجأ فريقه إلى جمع توقيعات شعبية على نماذج ورقية غير رسمية، اعتبرتها السلطات آنذاك “محاولة لخرق القوانين الانتخابية”.

الطنطاوي برر تلك الخطوة بما وصفه بـ”استحالة العمل في بيئة انتخابية منغلقة”، مشيراً إلى تعرض أنصاره لملاحقات أمنية واعتقالات متكررة أثناء محاولاتهم تحرير التوكيلات الرسمية في مكاتب الشهر العقاري.
الأمر الذي دفع حملته إلى اللجوء لما سُمي بـ”التوكيلات البديلة” كوسيلة رمزية للتعبير عن تأييد شعبي في ظل مناخ خانق.

وقد ألقي القبض بالفعل على عدد من المتطوعين في الحملة، وواجهوا اتهامات بالتحريض على مخالفة القانون والانضمام لكيانات غير شرعية.

* السيسي يستعدُّ لنهب عقارات وأراضي الوقف الإسلامي

في خطوة تعيد إلى الأذهان ما فعله الطاغية المعروف جمال عبد الناصر قبل أكثر من نصف قرن حين صادر أوقاف الأزهر وقلّص من دور التعليم الديني، يستعد المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي اليوم لوضع يده على ما تبقى من الوقف الإسلامي في مصر، وهو إرث عقاري واقتصادي ضخم، أوقفه أثرياء مسلمون عبر القرون لخدمة المساجد والتعليم الشرعي وأعمال الخير. 

أوامر بالحصر تمهيداً للبيع قبل أيام، أعلنت صحف ومواقع مصرية أن رئيس الوزراء الانقلابي مصطفى مدبولي وجّه أجهزة الدولة بإجراء حصر شامل ومميكن لجميع ممتلكات هيئة الأوقاف المصرية، بما يشمل الأراضي والمباني السكنية والتجارية، ودراسة الفرص الاستثمارية المتاحة تمهيداً لطرحها على القطاع الخاص. 

وحضر الاجتماع كل من وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب أسامة الأزهري – الذي شغل سابقاً منصب المستشار الديني للسيسي – ورئيس هيئة الأوقاف خالد الطيب، وناقش المجتمعون ضرورة “تعظيم العائد من أصول الأوقاف واستثمارها بشكل اقتصادي فعال”، وفق ما جاء في بيان رسمي لرئاسة مجلس الوزراء بنظام الانقلاب. 

أموال الفقراء على طاولة القطاع الخاص لم يخرج أي نفي رسمي عن نية الحكومة بيع أصول الأوقاف، والتي تتجاوز قيمتها تريليون جنيه (نحو 20 مليار دولار وفق تقديرات سابقة)، ما يعزز من المخاوف بشأن عملية “خصخصة دينية” لممتلكات حُددت شرعاً لخدمة الفقراء والمساكين واليتامى والتعليم الديني. 

وهنا تثار عدة أسئلة محورية: هل حصلت الحكومة على موافقة أصحاب تلك الأوقاف أو ورثتهم، أو حتى العلماء المختصين؟ أين ستذهب حصيلة البيع؟ هل ستُوجه لسد عجز الموازنة أو سداد فوائد الديون ،أو استكمال مشروعات كالعاصمة الإدارية التي تبتلع المليارات؟ ولماذا تفشل الدولة في إدارة هذه الأصول لصالح أهدافها الشرعية، ثم تلجأ إلى بيعها بحجة تنمية العائد؟ استمرار لتجريف الأزهر ومؤسساته الخطوة تأتي في ظل تراجع حاد لدور الأزهر وهيئة كبار العلماء في الرقابة أو الاعتراض على ما يجري، ما يعكس تحييداً ممنهجاً للمؤسسات الدينية المستقلة، ويُنظر إلى وزير الأوقاف الحالي باعتباره ذراعاً تنفيذياً للسلطة، لا صوت له في الدفاع عن الوقف أو توجيه دفته نحو مقاصده الإسلامية. 

نهب مؤسسيٌّ لميراث القرون الوقف الإسلامي في مصر ليس مجرد عقارات وأراضٍ، بل هو منظومة متكاملة أنشأها المجتمع المدني منذ قرون لحماية الفئات الأكثر احتياجاً، وسد الثغرات التي تعجز الدولة عن تغطيتها، من رعاية الأرامل والأيتام، إلى تمويل التعليم والمساجد. 

وإذا ما تم تحويل هذا الوقف إلى “سلعة حكومية” مطروحة للبيع تحت اسم الاستثمار، فإن الدولة تكون قد أجهزت على أحد آخر الحصون المتبقية للعمل الخيري المنظم في مصر، في غياب شبه تام لأي اعتراض من المؤسسات الدينية أو منظمات المجتمع المدني. 

أين المجتمع المدني؟

 في ظل هذا الصمت المُريب، يتساءل كثيرون: أين المثقفون والعلماء؟ أين الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية؟ وأين الجمعيات الخيرية الكبرى من خطة “بلطجة قانونية” على أموال وقف الفقراء؟

إن ما يجري ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل هو سطو مُقنن على منظومة خيرية إسلامية عمرها قرون، يُخشى أن تنتهي في “كرش السلطة” كما انتهت من قبل شركات وممتلكات ومؤسسات كانت قائمة على خدمة الناس قبل أن تُلتهم باسم الإصلاح وإعادة الهيكلة.

*من عبدالناصر إلى السيسي حكومة الانقلاب تستعد للاستيلاء على ممتلكات الأوقاف لسد عجز الموازنة العامة

فى ظل العجز الكبير الذى تعانى منه الموازنة العامة لدولة العسكر والذى يصل إلى 1.2 تريليون جنيه، ومن المتوقع أن يزيد في حدود 300 مليار جنيه ليصل إلى 1.5 تريليون خلال الموازنة القادمة بدأت عصابة العسكر البحث عن كارثة جديدة لبيع كل ما تقع عليه يدها وكانت الكارثة هذه المرة من نصيب ممتلكات الأوقاف التى ضيع الانقلابى الأول جمال عبدالناصر أكثر من نصفها وبددها فيما لا طائل من وراءه ويأتى التبديد هذه المرة على يد الانقلابى الثانى فى تاريخ العصابة عبدالفتاح السيسي الذى انقلب على أول رئيس مدنى منتخب فى التاريخ المصرى الشهيد محمد مرسي فى 30 يونيو 2013 .

كان مصطفى مدبولى رئيس مجلس وزراء الانقلاب قد وجه حكومته بإجراء حصر شامل ومميكن لجميع أملاك هيئة الأوقاف، بما يشمل الأراضي والمباني السكنية والتجارية وغيرها .

وزعم مدبولى فى تصريحات صحفية أن هذه الخطوة تمثل بداية مهمة نحو تحقيق الاستغلال الأمثل لأصول دولة العسكر وتعظيم عوائدها.

أصولً ضخمة

حول توجه حكومة الانقلاب قال الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي : وزارة الأوقاف تمتلك أصولًا ضخمة يمكن – إذا تم استغلالها بشكل كفء – أن تغطي احتياجاتها بالكامل، بما في ذلك أجور العاملين وصيانة المساجد، دون اللجوء للدعم المالي من دولة العسكر .

وأضاف الإدريسى فى تصريحات صحفية :  نحن أمام عجز كبير في الموازنة العامة وبالتالي فإن تعظيم الإيرادات الذاتية للوزارات والهيئات لم يعد خيارًا بل ضرورة، خاصة في ظل زيادة مستمرة في جانب المصروفات .

وشدد على الحاجة الملحة لحصر دقيق وشامل لأملاك الأوقاف، مؤكدا أن الكثير من هذه الأملاك لا تزال قائمة على تقديرات تقريبية دون وجود قاعدة بيانات واضحة، وهو ما يجعل المال العام عرضة لسوء الاستخدام أو حتى شبهات الفساد .

وأشار الإدريسي إلى حادثة خاسرة شهدتها الهيئة قبل نحو أربع سنوات، تسببت في فقدانها ما بين 3 إلى 4 مليارات جنيه نتيجة بيع أسهمها في شركة لصالح بنك آخر.

تجارب فاشلة

وقال الباحث الاقتصادي مصطفى عادل إن هيئة الأوقاف تمتلك أصولًا تتجاوز قيمتها تريليون جنيه موضحا أن الهيئة تدير أصولًا ضخمة موقوفة من أفراد وجهات لصالح العمل الخيري والصدقات، تشمل أراضي زراعية ومباني سكنية وتجارية وسيولة نقدية، فضلًا عن حصص في شركات وبنوك، مثل مجموعة “المحمودية” وشركات أخرى.

وأشار عادل فى تصريحات صحفية إلى أن هذه الأصول لم يتم حصرها حتى الآن بشكل دقيق، وأن معظم مديريات الأوقاف لا تملك بيانات واضحة عن الأراضي التابعة لها، ما يعرقل حسن إدارتها وتحقيق العوائد المرجوة منها.

وأكد أن العائد المحقق من هذه الأصول “هزلي”، وأن سوء الإدارة على مدار عقود طويلة، إضافة إلى البيروقراطية والتشابكات مع جهات متعددة، تسببا في ضياع فرص استثمارية ضخمة، موضحًا أن الهيئة لا تتمكن من تحصيل سوى نسبة ضئيلة من الإيجارات المستحقة، خاصة في الأراضي الزراعية، ما يؤدي إلى اضمحلال هذه الأصول بمرور الوقت.

وأوضح عادل أنه كان هناك تجارب سابقة لمحاولات تطوير الهيئة، لكن كثيرًا منها فشل بسبب غياب خطة واضحة وتغليب المصالح الشخصية، مطالبًا بوضع إطار حوكمة صارم يخضع له كل من يتعاون مع الهيئة، لضمان الشفافية ومنع الفساد.

الأوقاف منهوبة

في المقابل قال تهامي منتصر، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن عمله الطويل كصحفي ومذيع متخصص في الشؤون الإسلامية، ومنها وزارة الأوقاف، دفعه لطرح قضية الوقف في الصحافة والإعلام، خاصة بعد رصده حالات فساد وتزوير في حجج الوقف خلال الثمانينيات والتسعينيات.

وكشف منتصر في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن آخر حوار له حول هذا الشأن كان مع أستاذ الاقتصاد الإسلامي ورئيس مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، الراحل الدكتور محمد عبد الحليم عمر، الذي قال إن الأوقاف منهوبة، وإن العائد من استثمارها ضعيف للغاية ولا يتجاوز خمس ما يمكن تحقيقه في حال إدارتها من قبل خبراء أكفاء وأمناء.

وأكد أنه فى لقاء مع وزير الأوقاف الراحل الدكتور محمد الأحمدي أبو النور عام 1985، ذكر أن الوزارة عاجزة عن استثمار أموال وأصول الوقف بشكل علمي، محذرًا من أن قيمة الأوقاف قد تتآكل تدريجيًا، وهو ما اعتبره أمرًا محرمًا، ودعا إلى إنشاء هيئة عليا للاستثمار .

وأوضح منتصر أن قيمة الأصول الثابتة والسائلة للأوقاف في مصر وخارجها تبلغ نحو 3 تريليونات جنيه، تدير الوزارة منها ما قيمته تريليون و37 مليار جنيه، لافتا إلى أنه تم تحويل نحو 4 مليارات جنيه من هذه الأموال إلى دولة العسكر خلال فترة وزير اوقاف الانقلاب السابق مختار جمعة.

فيلا زكريا عزمي

ونوه بأن العائد السنوي للوقف لا يتجاوز 800 مليون جنيه، والتعديات على أصول الوقف وصلت إلى 2 مليون متر مربع و4 آلاف فدان من أجود الأراضي الزراعية، التي تحولت في معظمها إلى مبانٍ وعقارات.

واشار منتصر إلى أن وزارة الأوقاف تمتلك 15 أثرًا ومنشأة وفندقًا في جزيرتي “تاثيوس” و”كيفالا” باليونان، بالإضافة إلى ثلاث تكايا في مكة والمدينة ومشعر منى، والتي تمت إزالتها عام 1985 مع تعويض بلغ 90 مليون ريال سعودي، لا يجوز نقلها إلى مصر وفقًا لشروط الوقف مؤكدا أن هناك معلومات ترجح أن وزير اوقاف الانقلاب السابق مختار جمعة نقل هذه الأموال إلى مصر قبل ثماني سنوات، رغم النص الوقفي الذي يخصصها للفقراء والحجاج والمعتمرين في مكة والمدينة.

وشدد على أن الأوقاف أمانة ينبغى أن تُسند إلى من يتولى إدارتها لضمان سلامتها وتنميتها، وصرف عائدها في مصارفها المحددة شرعًا، والتي لا تشمل دولة العسكر كمستفيد.

واستشهد منتصر بموقف الوزير الراحل الدكتور الأحمدي أبو النور، الذي رفض طلبًا من الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان المخلوع حسنى مبارك بمنحه فيلا من أموال الوقف، وقال له: لو كان مالي لأعطيتك، لكنه مال وقف، مما أدى إلى إقالته لاحقًا.

*تمريره بتوصية من “صندوق النقد” نواب في البرلمان المصري يكشفون كواليس قانون تنظيم المياه والهدف منه

كشف نواب في البرلمان المصري أن مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي يتضمن إنشاء جهاز خاص تابع لمجلس الوزراء المصري تكون مهمته متابعة أداء شركة المياه المصرية، وفض المنازعات بينها وبين المواطن في حال حدوث أي خلافات، في حين حذر نواب آخرون من أن القانون يتضمن مواد “تودي بالمواطن إلى السجن أو دفع غرامات مالية كبيرة دون أي داعٍ“.

كان مجلس النواب المصري قد وافق الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025، على مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي، الذي أعدته الحكومة، وهو القانون الخاص بتنظيم العلاقة بين المواطن ومرفق المياه والصرف الصحي متضمناً كافة العقوبات التي مررتها الحكومة في القانون.

مخاوف من العقوبات
النائب في البرلمان المصري، أحمد بلال البرلسي، أطلق صرخة تحذير داخل قبة البرلمان، معترضاً على المادة 73 من مشروع قانون تنظيم مياه الشرب والصرف الصحي، التي تفرض عقوبات صارمة على من ينشر “شائعات أو معلومات غير صحيحة” عن جودة المياه، إذ إن ما بدا وكأنه بند تنظيمي لحماية المواطنين من البلبلة، يمكن أن يكون “تهديداً مباشراً لحرية الصحافة ومناخ الشفافية”، بحسب ما أكده البرلسي.

إذ تنص المادة المثيرة للجدل على فرض غرامة مالية تتراوح بين خمسين ألفاً وخمسمائة ألف جنيه على من “يروج شائعات أو معلومات غير صحيحة بأي وسيلة بشأن جودة المياه”، بدعوى زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي.

ويكشف هذا النص، بحسب منتقديه، عن فلسفة قانونية تميل إلى العقاب المسبق بدلاً من التشجيع على التحقيق والمحاسبة، وهو ما يثير مخاوف من استخدام القانون كأداة قمع بدلاً من كونه إطاراً تنظيمياً.

النائب أحمد بلال البرلسي لم يتردد في التعبير عن قلقه، فقال لـ”عربي بوست”: “هل يعقل أن أقول لصحفي أجرى تحقيقاً بأنه نشر معلومات غير صحيحة؟ وهل يعقل أن أتهمه بتكدير السلم العام؟“.

بهذه الكلمات، أعرب عن مخاوفه من أن تتحول المادة إلى سيف مسلط على رقاب الصحفيين والمواطنين على السواء، خصوصاً من يحاولون تسليط الضوء على مشكلات حقيقية تتعلق بجودة المياه أو الفساد في قطاع المرافق العامة.

يرى البرلسي أن قانون العقوبات المصري يحتوي بالفعل على مواد تنظم النشر وتعاقب على بث أخبار كاذبة، وبالتالي لا حاجة لإضافة بنود جديدة داخل تشريع خاص بقطاع المياه. من وجهة نظره، فإن إدخال هذه المادة إلى قانون فني وتنظيمي هو محاولة لتمرير آليات قمع جديدة تحت ستار حماية الأمن والسلم الاجتماعي، في وقت أصبحت فيه الصحافة الاستقصائية خط الدفاع الأول عن حقوق المواطنين في معرفة الحقيقة.

اعترضت لأن المادة دي هتكون قيداً على عمل الصحفيين”، قالها البرلسي بوضوح، معتبراً أن أي تحقيق صحفي عن فساد أو تدهور في جودة المياه يمكن أن يُستخدم ضده. ومع غياب ضمانات حقيقية للاستقلالية الإعلامية، تزداد احتمالات توظيف القانون في قمع الأصوات الناقدة بدلاً من الاستجابة لمطالب الرقابة والمحاسبة.

صحفيون ومواطنون… جميعهم في مرمى الاستهداف
تحذيرات البرلسي لم تقتصر على الإعلاميين وحدهم، بل شملت المواطنين العاديين، حيث يقول إنه في حال أقدم أحدهم على تصوير مياه ملوثة تتدفق من الحنفية ونشرها على مواقع التواصل، قد يجد نفسه متهماً بتكدير السلم العام بدلاً من تلقي رد فعل من الجهات المختصة لإصلاح العطل أو معالجة المشكلة.

من هذا المنطلق، يرى النائب أن المادة 73 تمثل تحصيناً للشركة المسؤولة عن تقديم الخدمة على حساب المواطن، وتضع غطاءً قانونياً يُعفي الجهات المقصّرة من المساءلة. وأضاف لـ”عربي بوست”: “الحكومة لو مش عايزة تعترف بالمشكلة، هتلجأ إلى حبس الصحفي أو المواطن“.

حرية التعبير في مرمى التشريع
هذه النظرة من جانب البرلماني أحمد بلال البرلسي، هي ذاتها التي أثارتها النائبة مها عبد الناصر، وهو البند المتعلق بالعقوبات التي يتضمنها القانون، والذي يقضي بمعاقبة كل من ينشر “معلومات كاذبة أو مضللة” عن أزمة المياه، وهو ما فسّرته عبد الناصر بأنه تهديد مباشر لحرية التعبير.

وقالت في تصريحات لـ”عربي بوست”: “الحديث عن الحبس أو الغرامة بسبب نشر معلومات أو آراء عن أزمة المياه، أمر مرفوض، ويتعارض مع الحق الأساسي للمواطنين في المعرفة“.

هذا البند – كما توضح عبد الناصر – لم يكن يجب أن يمر، لأنه يفتح الباب أمام استخدام القانون كأداة لإسكات الأصوات المنتقدة أو الباحثة عن حلول بديلة لأزمة المياه، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مناخ من الشفافية وتبادل المعلومات لتجاوز التحديات البيئية والاقتصادية المرتبطة بالمياه.

تبرير بند العقوبات
لكن النائب محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة بمجلس النواب، تبنى وجهة نظر الحكومة المصرية، وخفف من مخاوف بعض النواب الآخرين بخصوص أكثر بنود القانون إثارة للجدل وهو بند العقوبات على نشر معلومات مغلوطة عن جودة المياه.

ففي حين حذر نواب آخرون من أن هذه المادة قد تُستخدم لتكميم أفواه الصحافة أو إسكات المواطنين، دافع الفيومي عنها باعتبارها ضرورة وطنية لحماية الأمن المجتمعي ومنع إثارة الذعر.

وقال الفيومي في تصريحات لـ”عربي بوست”: “نشر خبر خاطئ عن المياه ممكن يخلق هلعاً في الشارع المصري، ويؤدي إلى كوارث صحية ومجتمعية. القانون لم يأتِ ليكمّم الأفواه، وإنما ليمنع الفوضى“.

وكشف أن المسودة الأولى للقانون كانت تتضمن عقوبة الحبس إلى جانب الغرامة، لكن البرلمان – وحرصاً على التوازن – رفض الحبس وأبقى فقط على بند الغرامة المالية، ما يدل، حسب الفيومي، على أن القانون لا يستهدف الصحفيين أو المواطنين، بل يسعى إلى ضبط المعلومات التي تُنشر حول قطاع حساس مثل المياه.

جهاز لضبط الخدمة… أم آلية لمراقبة المواطنين وباب للخصخصة؟
القانون الجديد يتضمن بنداً يسمح بإنشاء جهاز جديد لضبط وتنظيم عمل قطاع المياه والصرف الصحي، مهمته الإشراف على أداء الشركات ومتابعة شكاوى المواطنين وفض المنازعات.

بخصوص دور الجهاز، يقول النائب أحمد بلال إنه في البداية يجب الإشارة إلى أنه، ورغم تقديم الجهاز كخطوة تنظيمية، فإن هذا الكيان كان قائماً منذ سنوات دون غطاء قانوني، ويفتقد إلى فاعلية حقيقية.

وبعيداً عن الجدل القانوني، يفتح القانون الجديد باباً واسعاً لدخول القطاع الخاص في إدارة وتشغيل خدمات المياه والصرف الصحي في مصر. بحسب ما ورد في نصوص القانون، فإن أي جهة، سواء كانت عامة أو خاصة، يمكنها الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، في خطوة تُقرأ ضمن سياق أوسع من السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الدولة.

النائب البرلسي لم يغفل هذه النقطة، مؤكداً في حديثه لـ”عربي بوست” أن القانون الجديد مرتبط بشكل وثيق بالتوجه العام نحو تخارج الدولة من تقديم الخدمات الأساسية، وهو ما يتسق مع شروط صندوق النقد الدولي لتحرير الاقتصاد، ورفع الدعم، والسماح للقطاع الخاص بإدارة المرافق العامة.

في هذا السياق، يصبح القانون جزءاً من منظومة أوسع لتحويل الخدمات من مسؤولية عامة إلى مشروع تجاري بحت، ما يثير مخاوف من ارتفاع الأسعار وتراجع جودة الخدمة في ظل غياب رقابة فعالة ومستقلة، على حد قوله.

دفاع عن الخصخصة
لكن النائب محمد عطية الفيومي قال في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست” إن القانون لا يهدف إلى خصخصة قطاع المياه كما يروّج البعض، بل يسعى لإنشاء جهاز رقابي جديد يخضع لمجلس الوزراء مباشرة، هدفه الأول هو حماية حقوق المواطنين ومحاسبة شركات المياه التي وصفها بأنها كانت “مصدر فساد ضد المواطن”.

وقال إنه، في قلب مشروع القانون، يبرز إنشاء جهاز مستقل لتنظيم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، يكون تابعاً مباشرة لمجلس الوزراء، وليس لوزارة الإسكان أو أي جهة تنفيذية.
وبحسب النائب الفيومي، فإن الغرض من هذا الجهاز هو إصلاح الخلل المزمن في أداء شركات المياه العامة، التي طالما شكا منها المواطنون، والتي كانت، حسب قوله، تعمل دون رقابة فعلية وتتحول في أحيان كثيرة إلى عبء على المواطنين بدلاً من أن تقدم لهم خدمة محترمة.
وقال الفيومي: “شركات المياه كان كلها فساد ضد المواطن، وآن الأوان لأن تكون هناك جهة تراجع، وتحقق، وتلزم كل شركة بتقديم خدمة تليق بالشعب المصري“.
وأضاف أن الجهاز الجديد سيكون بمثابة حائط صد لأي تجاوزات أو تلاعب في الفواتير أو جودة المياه، وسيكون المواطن قادراً على التظلم مباشرة أمام هذا الجهاز المستقل.

بيع القطاع
واحدة من أبرز نقاط الجدل حول القانون الجديد كانت ما اعتبره البعض “تمهيداً لخصخصة المياه”، لكن النائب الفيومي نفى هذا الاتهام بشدة، مؤكداً أن فتح المجال أمام القطاع الخاص لا يعني بيع القطاع أو التخلي عن مسؤولية الدولة في تقديم الخدمة، بل هو خيار ضروري لضمان التنافس وخفض الأسعار وتحسين الجودة.
وأوضح الفيومي أن الجهاز الجديد سيكون من مسؤولياته تنظيم المنافسة بين الشركات العامة والخاصة، مشدداً على أن ذلك يصب في مصلحة المواطن، لأن الاحتكار – سواء من الدولة أو من جهة واحدة – يؤدي دائماً إلى التردي في الخدمة ورفع الأسعار.
وقال: “القطاع الخاص لن يكون بديلاً عن الدولة، بل سيكون منافساً لها، وهذا التنافس سيجبر الجميع على تحسين أدائه. بدل ما تبقى شركة واحدة بتحتكر الخدمة وبتسعر زي ما هي عايزة، يبقى عندي أكثر من مقدم خدمة والمواطن هو اللي يختار”.

منطق “الجهاز لكل وزارة”
برر النائب الفيومي إنشاء الجهاز الرقابي الجديد بأنه جزء من فلسفة حكومية أوسع تقوم على وجود جهاز تنظيمي مستقل لكل وزارة أو قطاع خدمي. فمثلما توجد هيئة لتنظيم الاتصالات وهيئة للدواء، فإن خدمات المياه – بحساسيتها وأهميتها – تستحق جهة رقابية تتابع أداء الشركات، وتفحص الشكاوى، وتتدخل لحماية المواطن.
وقال الفيومي: “ده مش اختراع، ده نظام موجود في قطاعات كتير ناجحة. الفكرة إنك تفصل الجهة اللي بتقدم الخدمة عن الجهة اللي بترقبها، والمستفيد في النهاية هو المواطن”.

علاقة ذلك بصندوق النقد
وبينما يرى النائب محمد عطية الفيومي في مشروع القانون خطوة إصلاحية لضبط الفوضى وتحسين الخدمة، لا تزال الشكوك تحيط بمقاصد الدولة من فتح الباب أمام القطاع الخاص، خاصة في ظل توجهات اقتصادية أوسع تُبرز نية الدولة في التخارج من بعض الخدمات العامة، بناءً على توصيات مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي.

هذه القناعة عبّر عنها بوضوح الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي، في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست”، الذي أشار إلى أن استعانة الحكومة المصرية بالصندوق ليست سوى اعتراف ضمني بفشل الأدوات والسياسات المحلية في إنعاش الاقتصاد أو حتى الحفاظ على استقراره. لكن ما يبدو مخرجاً قد يتحول إلى عبء جديد، ليس فقط على الدولة، بل على المواطن أيضاً.
وقال إن صندوق النقد الدولي في علاقته بمصر يركز على قضيتين أساسيتين: تحرير سعر الصرف وإعادة هيكلة منظومة الدعم، وخاصة دعم المحروقات. من وجهة نظر الصندوق، فإن استمرار الدولة في دعم أسعار الطاقة والمياه وغيرها من الخدمات العامة يُعد تشوهاً اقتصادياً لا بد من إصلاحه. ويطالب الصندوق بتقليص تدخل الدولة في الاقتصاد تدريجياً، وفسح المجال للقطاع الخاص ليلعب الدور الأوسع في عملية الإنتاج والخدمات والاستثمار.
وفي هذا السياق، يشير الدكتور كريم العمدة إلى أن الصندوق لا يتدخل فقط في السياسات الاقتصادية الكلية، بل يمتد تأثيره إلى بنية التشريعات المحلية، وهو ما تجلّى مؤخراً في مشروع القانون الذي أقره البرلمان بشأن إنشاء جهاز خاص لإدارة خدمات المياه والصرف الصحي.
القانون الذي قد يبدو فنياً أو إدارياً في ظاهره، يحمل في جوهره توجهاً نحو خصخصة تدريجية لقطاع المياه، ويمثل استجابة غير مباشرة لتوصيات صندوق النقد بالتخارج “الهادئ” من ملكية وإدارة بعض المرافق الحيوية على حد وصفه.

أضاف إن تاريخ علاقة مصر بصندوق النقد الدولي يكشف أن كل برنامج تمويلي يرتبط بمجموعة من “الشروط المهيكلة”، وقد يكون أبرزها حالياً هو التخارج الكامل أو الجزئي للدولة من الشركات العامة، خصوصاً تلك التي تنافس القطاع الخاص في قطاعات الإنتاج والخدمات. وينظر الصندوق إلى استمرار الدولة في التوسع الاقتصادي باعتباره أحد معوقات النمو المستدام، ويفضّل أن تلعب الدولة دور المنظم لا المُنتج أو المُستثمر.

تلك الرؤية ليست جديدة، لكن الجديد هو التركيز المتزايد في المرحلة الراهنة على تفعيلها من خلال قوانين وأجهزة تنفيذية، مثل قانون تنظيم قطاع المياه، الذي يُعد من وجهة نظر بعض المراقبين مقدمة لطرح هذه الخدمة لاحقاً أمام الاستثمار الخاص أو الأجنبي، تحت مسمى “تحسين الكفاءة” و”ضمان الاستدامة المالية للخدمة” على حد قول العمدة.
كريم العمدة قال إن تبعات هذه السياسات لا تظل حكراً على الدولة أو الشركات، بل تنعكس في نهاية المطاف على المواطن المصري، الذي يجد نفسه محشوراً بين مطالب صندوق النقد من جهة، وقرارات الحكومة من جهة أخرى. وبينما يُبرر الصندوق إجراءاته بأنها خطوات “إصلاحية” ضرورية لاستقرار الاقتصاد على المدى الطويل، فإن الحكومة تضيف من جانبها أعباءً جديدة على كاهل المواطن، سواء من خلال رفع أسعار الخدمات الأساسية أو فرض رسوم وتكاليف جديدة لتعويض تقليص مخصصات الدعم.

ويرى الدكتور العمدة أن ما يُعرف بسياسة “صفر دعم” ليست توصية مباشرة من صندوق النقد بقدر ما هي توجه حكومي اختارت من خلاله الدولة أن تعوّض تقليص الدعم عبر جيب المواطن، لا عبر تحسين الكفاءة أو مكافحة الفساد أو تقليل الإنفاق الحكومي غير الضروري. وبهذا تصبح فاتورة الإصلاح مزدوجة الأثر: شروط صندوق النقد من الأعلى، وإجراءات الحكومة من الأسفل، في حين يتلقى المواطن الضربة من الجانبين.

وأوضح إن ما يشهده الاقتصاد المصري اليوم هو إعادة صياغة جذرية لدور الدولة في السوق، تحت ضغط الأزمة من جهة، وبفعل التزامات التمويل الدولي من جهة أخرى. وتتجلى هذه الصياغة في مجموعة من المؤشرات، بدءاً من توجه الدولة لتصفية بعض الشركات العامة أو عرض حصص منها للبيع، مروراً بإعادة هيكلة الدعم، وانتهاءً بتعديل قوانين الإدارة العامة للمرافق الحيوية.

تشريعات تحت ضغط الوقت
النائبة البرلمانية مها عبد الناصر عبّرت عن قلقها من الطريقة التي أُقر بها القانون، مشيرة إلى أن النص كان يستحق وقتاً أطول للنقاش والتشاور. وبينما رفضت أن تجزم بأن توقيت إقرار القانون له ارتباط مباشر بأجندة سياسية أو بحدث بعينه، لم تُخفِ استغرابها من استعجال الحكومة في تمريره.
وقالت: “كان يجب أن يأخذ القانون وقته الكافي في المناقشة، لأن تداعياته ستكون واسعة على المواطنين والبنية المؤسسية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي”.

تشير هذه التصريحات إلى وجود شعور داخل بعض الدوائر البرلمانية بأن الحكومة تميل إلى تسريع تمرير تشريعات مصيرية دون منح النواب فرصة كافية للتدقيق والمراجعة، مما قد يحدّ من الدور الرقابي للبرلمان ويضعف العملية التشريعية من حيث التمثيل والمشاركة.

أزمة المياه: الواقع يتجاوز الخطاب الرسمي
وتعقيباً على مبررات الحكومة لتمرير القانون، أكدت عبد الناصر أن الحديث عن ترشيد استهلاك المياه ليس جديداً، وأن الحكومة تروّج منذ سنوات لفكرة أن سوء الاستخدام هو السبب الرئيس في أزمة المياه. إلا أنها ترى أن هذا الخطاب يغفل عمق الأزمة البنيوية، مشيرة إلى أن مصر تمر بالفعل بـ”أزمة تخص نقص مياه الشرب”، وهو ما يجعل النقاش حول القوانين المنظمة أكثر حساسية.

وتضيف: “لا يمكن فصل التشريع عن الواقع، والمواطنون يشعرون بتراجع مستوى خدمات المياه، وفي بعض المناطق هناك معاناة حقيقية في الحصول على مياه نظيفة“.
هذا الطرح يكشف عن فجوة متزايدة بين الخطاب الرسمي الذي يركز على “سلوك الأفراد”، وبين الواقع اليومي الذي يُظهر وجود مشكلات هيكلية في البنية التحتية وشبكات المياه، وكذلك في إدارة الموارد.

بنود القانون
كان شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، قد قال في الجلسة العامة لمجلس النواب إن مشروع القانون اشتمل على 79 مادة بخلاف مواد الإصدار، موزعة على 7 أبواب رئيسية، وذلك على النحو التالي:

الباب الأول: قانون الإصدار، ويشمل 6 مواد وتحدد مهلة لإصدار اللائحة التنفيذية خلال 6 أشهر من نشر القانون، ويشمل الباب الأول التعاريف والأحكام العامة، ويتضمن تعريفات المصطلحات المستخدمة في القانون، ويؤكد أن مرفق مياه الشرب والصرف الصحي مرفق خدمي يمس حياة المواطنين.

الباب الثاني: تنظيم الجهاز التنظيمي لمياه الشرب والصرف الصحي ومقدمي الخدمة، ويتناول تنظيم عمل الجهاز، وتحديد مقدمي الخدمة من جهات عامة أو خاصة، ويحدد التزاماتها تجاه المستفيدين، ويفتح الباب أمام مشاركة القطاع الخاص والاستثمار، كما يحظر إقامة أي منشآت بنية تحتية داخل الحرم الآمن للشبكات، ويعتبر منشآت المرافق أموالاً عامة.

الباب الثالث: بشأن التزامات متلقي الخدمة، حيث يحدد التزامات المواطنين بسداد الاستهلاك وفقاً للتعريفة، وعدم تغيير الغرض من استخدام المياه، ويضع جزاءات إدارية على المخالفين.

الباب الرابع: يتضمن التراخيص، لوضع الضوابط والقواعد اللازمة لمنح التراخيص لمزاولة أنشطة المرفق، ويحظر مزاولة أي نشاط دون ترخيص يصدر من الجهاز.

الباب الخامس: التعريفة، وينظم أسس حساب تعريفة الخدمة وفقاً لمبدأ العدالة والشفافية، ويمنح مجلس الوزراء سلطة اعتمادها، كما يلزم مقدمي الخدمة بتركيب عدادات دقيقة وقراءتها بانتظام.

الباب السادس: يشمل الدور الرقابي والتوعوي، حيث يلزم الجهاز بوضع سياسات لترشيد الاستهلاك، وتعزيز دوره الرقابي، ونشر الوعي من خلال النشرات ووسائل الإعلام.

الباب السابع: يشمل العقوبات، وينص على عقوبات متنوعة للمخالفات تتراوح بين الغرامة والحبس، ويتيح التصالح بشروط محددة منها إزالة المخالفة وسداد تكاليف إعادة الشيء إلى أصله.

عقوبات القانون
في حين حددت هذه المواد العقوبات التي ستوقع على المخالفين لأحكام القانون، والتي تنوعت بين الغرامة والحبس تبعاً لجسامة المخالفة، وفيما يلي أبرز بنود القانون والعقوبات المقررة لها:

عقوبات تتعلق بالهدم أو الإتلاف أو الإعاقة:

  • يعاقب بالسجن وغرامة مالية تتراوح بين 10,000 و100,000 جنيه كل من أقدم على هدم أو إتلاف أي جزء من مرافق مياه الشرب أو الصرف الصحي.
  • تصل العقوبة إلى السجن المشدد إذا نتج عن الفعل انقطاع الخدمة.
  • في حال كان الفعل غير متعمد، تكون العقوبة هي الحبس أو الغرامة أو كليهما.
  • تلتزم المحكمة بإلزام المحكوم عليه بدفع تعويضات لتغطية نفقات إعادة الشيء إلى حالته الأصلية.

عقوبات مخالفة التسعيرة:

  • تفرض غرامة مالية تتراوح بين 100,000 ومليون جنيه على أي مقدم خدمة يخالف التسعيرة المعتمدة.
  • تلتزم المحكمة بإلزام المحكوم عليه برد المبالغ التي تم تحصيلها من المستفيدين بدون وجه حق.

عقوبات سوء استخدام مياه الشرب:

  • تفرض غرامة مالية تتراوح بين 5,000 و100,000 جنيه على كل من استخدم مياه الشرب في أغراض غير تلك المحددة في عقد تقديم الخدمة.
  • يُلزم المخالف بدفع قيمة فرق المحاسبة وفقاً للتسعيرة المعتمدة.

عقوبات منع تنفيذ مشروعات المرفق:

  • يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وبغرامة مالية تتراوح بين 50,000 و500,000 جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من منع بدون سند قانوني إنشاء أو تشغيل أو صيانة مشروعات مياه الشرب أو الصرف الصحي.
  • إذا استخدم الجاني القوة أو التهديد، تزداد العقوبة لتصل إلى الحبس لمدة سنة أو أكثر بالإضافة إلى الغرامة.
  • يُعاقب بالسجن المشدد إذا تسببت الأفعال في ضرب أو جرح نتج عنه عاهة مستديمة، وقد تصل العقوبة إلى السجن المشدد لمدة لا تقل عن 5 سنوات في حالة الوفاة.
  • يُلزم المحكوم عليه بتغطية نفقات إعادة الشيء إلى أصله.

عقوبات تركيب توصيلات غير مرخصة وصرف المخلفات:

  • يعاقب بالحبس والغرامة كل من قام بما يلي:
    • تركيب توصيلات على شبكات المياه أو الصرف الصحي بدون موافقة مقدم الخدمة.
    • صرف مياه الصرف الصحي عن طريق الكسح أو بأي طريقة أخرى على الشبكة بدون موافقة.
    • صرف نواتج أو مخلفات غير مياه الصرف الصحي على شبكة الصرف الصحي بدون موافقة.
  • يُلزم المخالف بإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

عقوبات صرف مياه الصرف الصناعي غير المرخص:

  • يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين 6 أشهر و5 سنوات، وبغرامة مالية تتراوح بين 50,000 و500,000 جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
  • يُلزم المحكوم عليه بتغطية نفقات إعادة الشيء إلى أصله.

عقوبات الترويج للشائعات والمعلومات المغلوطة:

  • تفرض غرامة مالية تتراوح بين 50,000 و500,000 جنيه على كل من يروّج لشائعات أو معلومات كاذبة حول جودة المياه بهدف الإخلال بالسلم والأمن الاجتماعي.

عقوبات مزاولة النشاط بدون ترخيص:

  • يعاقب بالحبس والغرامة كل من يمارس نشاطاً يتعلق بمياه الشرب أو الصرف الصحي بدون الحصول على ترخيص من الجهة المختصة.

عقوبات إعادة استخدام مياه الصرف الصحي بدون معايير:

  • يعاقب بالحبس والغرامة مقدم الخدمة الذي يعيد استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة دون الالتزام بالكود المصري المعتمد.

عقوبات صرف تخفيض المياه الجوفية غير المرخص:

  • يعاقب بالحبس والغرامة كل من صرف تخفيض المياه الجوفية على شبكات الصرف الصحي بدون موافقة مقدم الخدمة.
  • تتم مصادرة الأدوات المستخدمة في المخالفة، ويُلزم المخالف بإعادة الحالة إلى أصلها.

عقوبات الامتناع أو تقديم الخدمة بدون سند قانوني:

  • يعاقب بالحبس والغرامة كل من امتنع عن تقديم خدمات مياه الشرب أو الصرف الصحي بدون سند قانوني، أو قدمها بدون وجه حق أثناء قيامه بعمله.

مسؤولية الإدارة الفعلية للشخص الاعتباري:

  • يخضع المسؤولون عن إدارة الأشخاص الاعتبارية للعقوبات المقررة إذا ثبت علمهم بالمخالفات نتيجة إهمال في أداء واجباتهم الوظيفية.
  • يكون الشخص الاعتباري مسؤولاً بالتضامن عن دفع العقوبات المالية والتعويضات.

آلية التصالح:

  • يجوز التصالح في الجرائم المنصوص عليها في القانون بشرط إزالة أسباب المخالفة، باستثناء الجرائم الخطيرة (المواد 67، 70، 73).
  • يكون التصالح مقابل دفع مبلغ مالي يختلف حسب مرحلة الدعوى:
    • قبل إحالة الدعوى إلى المحكمة: مبلغ يعادل الحد الأدنى للغرامة أو ثلث الحد الأقصى، أيهما أكبر.
    • بعد إحالة الدعوى وحتى صدور حكم نهائي: مبلغ يعادل الحد الأدنى أو نصف الحد الأقصى للغرامة، أيهما أكبر.
    • بعد صدور حكم نهائي: مبلغ يعادل الحد الأقصى للغرامة.
  • يترتب على التصالح انقضاء الدعوى الجنائية، وفي حال تم التصالح أثناء تنفيذ العقوبة، يتوقف التنفيذ.

* كيلو اللحمة وصل لـ500 جنيه.. تراجع الإقبال على شراء الأضاحى

شهدت أسعار اللحوم الحمراء والبلدية فى السوق المحلي ارتفاعا ملحوظا فى ظل استمرار موجة من الارتفاعات السعرية ترجع لعدة عوامل منها ارتفاع مدخلات الإنتاج وتأثير سعر الصرف وارتفاع أسعار التحصينات والأدوية البيطرية، بخلاف ارتفاع سعر التبن الذي أثر على معدلات تسمين الماشية وأعداد الثروة الحيوانية.

كما شهدت اللحوم الحمراء خاصة اللحوم البلدية والضاني، ارتفاعات قبل حلول عيد الأضحى المبارك، بخلاف اللحوم المجمدة والمصنعة بمختلف المناطق التجارية فى ظل ارتفاع مدخلات الإنتاج المستوردة من الخارج.

من جانبهم ارجع الخبراء ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبلدية إلى تزايد الطلب على اللحوم الحمراء والإقبال عليها بدلًا من اللحوم المستوردة والمجمدة، مما يزيد من الضغط على السوق، مع ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.

أسعار أعلى

فى هذا السياق أكد محمد ريحان، عضو شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية أن أسعار اللحوم الحمراء تشهد ارتفاعًا في الأسواق قبيل عيد الأضحى، بما يتراوح بين 10% إلى 20% مقارنةً بالعام الماضي، موضحا أن الزيادة ترجع إلى ارتفاع تكاليف التربية والنقل، وزيادة أسعار الأعلاف.

وقال ريحان، في تصريحات صحفية إن سعر كيلو الضأن يبدأ حاليًا من 450 جنيها ويصل لـ500 جنيه، ويختلف بحسب المنطقة السكنية.

وأشار إلى أن الناس بتفكر إن اللحمة الأغلى معناها جودة أعلى، لكن الحقيقة إن الأسعار بتختلف من حي للتاني حسب المستوى الاجتماعي للمكان، مش شرط الجودة، يعني ممكن تلاقي نفس نوع اللحمة بيتباع في حي بـ450 وفي حي تاني بـ500 جنيه .

وأضاف ريحان أن المناطق الراقية تشهد أسعارًا أعلى بسبب ارتفاع الإيجارات وتكاليف التشغيل، مشيرًا إلى أن محلات الجزارة مضطرة لتحميل جزء من هذه التكاليف على السعر النهائي للمستهلك.

اللحم الكندوز

ولفت إلى أن أسعار اللحم الكندوز لم تشهد زيادات ملحوظة مؤخرًا، رغم قرب موسم عيد الأضحى، حيث يتراوح الكيلو حاليًا بين 430 و450 جنيهًا، وهي نفس الأسعار تقريبًا خلال الأسابيع الماضية .

وأرجع ذلك إلى أن الطلب على الكندوز أقل من الضاني في موسم الأضاحي، خصوصًا أن بعض المواطنين بيلجأوا للضاني كأضحية، وبيشتروا الكندوز للاستهلاك فقط .

إقبال ضعيف

وكشف ريحان أن سعر كيلو الخروف الحي وصل إلى 220 جنيهًا، مقارنة بـ210 جنيهات في نفس الفترة من العام الماضي.

وأوضح أن سعر الخروف الحي ذا الحجم المتوسط يبدأ من 12 ألف جنيه ويصل لـ18 أو 20 ألفا، حسب الوزن، الذي يبدأ من 40 كيلو وممكن يصل لـ80 كيلو أو أكتر، والزبون هو اللي بيحدد حسب ميزانيته، لكن حاليًا الناس بتدور على الأوزان المتوسطة عشان السعر .

وأكد ريحان أن الإقبال على الشراء لا يزال ضعيفًا حتى الآن، مشيرًا إلى أن بعض الناس لحد دلوقتي بتسأل على الأسعار لكن لسه ما اشترتش، متوقعا أن يزيد الإقبال بداية من هذا الأسبوع مع صرف المعاشات، وقبل العيد بأسبوع بيبدأ الزحام الحقيقي على المجازر والأسواق .

خفض توريد الغاز لمصر يشلّ مصانع الأسمدة ويمهّد لقطع الكهرباء عن المنازل صيفاً .. الأربعاء 28 مايو 2025م.. فريق أممي: علاء عبد الفتاح محتجز تعسفيًا ويجب الإفراج عنه فورًا

خفض توريد الغاز لمصر يشلّ مصانع الأسمدة ويمهّد لقطع الكهرباء عن المنازل صيفاً .. الأربعاء 28 مايو 2025م.. فريق أممي: علاء عبد الفتاح محتجز تعسفيًا ويجب الإفراج عنه فورًا

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* تجديد حبس طفل 45 يومًا.. واستمرار احتجازه

أفادت مصادر حقوقية بأن محكمة الجنايات، المنعقدة في مجمع محاكم بدر، نظرت أمس الثلاثاء 27 مايو 2025، تجديد حبس الطفل “بهاء الدين فتحي محمد ماهر”، لمدة 45 يومًا، وذلك على ذمة القضية رقم 2 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025.

* فريق أممي: علاء عبد الفتاح محتجز تعسفيًا ويجب الإفراج عنه فورًا

قضى فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي، بأن الكاتب والناشط المصري البريطاني المسجون، علاء عبد الفتاح، محتجز بشكل تعسفي في مصر، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه ومنحه الحق في تعويض مناسب، بحسب بيان صحفي أصدرته حملة «الحرية لعلاء» اليوم.

بيان الحملة، الذي وصف القرار بالتاريخي، قال إن الفريق المكون من خبراء حقوقيين مستقلين، أرجع قراره بأن استمرار سجن علاء غير قانوني وتعسفي، لأربعة أسباب: عدم وجود مذكرة توقيف أو توضيح الأسباب عند اعتقاله، واعتقاله بسبب ممارسته لحقه في التعبير، وغياب المحاكمة العادلة، إلى جانب الطبيعة التمييزية لاحتجاز علاء بناء على آرائه السياسية، وهو الرأي القانوني الذي شاركه الفريق الأممي مع المحامي الإنجليزي، جان يجينسو، الذي يمثل علاء، والذي قال إن مصر ملزمة بالإفراج عن موكله فورًا في ضوء قرار الفريق الأممي.

مديرة منظمة مراسلون بلا حدود، فيونا أوبراين، اعتبرت أن قرار مجموعة العمل الأممية بمثابة تأييد قاطع لما سبق وقالته المنظمة، من أنه لم يكن ينبغي سجن علاء، وفيما دعت مصر لإطلاق سراحه، دعت الحكومة البريطانية لضمان عودة علاء سالمًا إلى أسرته.

ويأتي قرار المجموعة الأممية بعد أيام من حث رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الرئيس عبد الفتاح السيسي على الإفراج العاجل عن علاء، في اتصال جمعهما في 22 مايو الجاري، أكد فيه ستارمر على أهمية إنهاء معاناة علاء وعائلته، وذلك بعد يوم من إقراره، في رد على سؤال نيابي، على تأكيده لليلى سويف على التزامه ببذل كل ما في وسعه، وأنه أجرى عددًا من الاتصالات، ولن يتوقف عن بذل ما في وسعه لضمان الإفراج عن علاء، بحسب بيان الأسرة.

ووصلت الأكاديمية ليلى سويف إلى اليوم 241 في إضرابها عن الطعام احتجاجًا على استمرار حبس نجلها، والذي بدأته في 30 سبتمبر الماضي، مع تاريخ انتهاء عقوبة علاء، بينما استأنفت الأسبوع الماضي وقفاتها اليومية أمام مقر الحكومة البريطانية للضغط للإفراج عن نجلها، المضرب بدوره عن الطعام في سجن وادي النطرون منذ 89 يومًا، فيما أعادت الأسرة خلال الشهر الجاري تقديم التماسات لعفو رئاسي عن علاء، مع طلبات قانونية للإفراج عنه إعمالًا للقانون الذي ينص على استنزال مدة حبسه احتياطيًا من عقوبته، ما يعني استمرار حبسه حتى يناير 2027.

 

* تأجيل الحكم في دعوى وقف خصخصة المستشفيات العامة

أصدرت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، في جلستها المنعقدة بتاريخ 25 مايو 2025، قرارًا بتأجيل النظر في الدعوى رقم 54529 لسنة 77 قضائية، والمرفوعة من عدد من الأطباء البارزين، إلى جلسة 5 أغسطس المقبل، وتطالب الدعوى المقامة أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، والتي تطالب بمنع خصخصة المستشفيات العامة، موجهة ضد رئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة والسكان، ووزير المالية، ووزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، بصفاتهم الرسمية، بوقف خطط الحكومة الرامية إلى خصخصة المستشفيات العامة، معتبرة أن هذه الخطط تمثل تهديدًا مباشرًا لمجانية العلاج وتكافؤ الفرص في الرعاية الصحية، ويمثل هذا القرار حلقة جديدة في الجدل المحتدم حول مستقبل القطاع الصحي في مصر.

مقدمو الدعوى

أصحاب الدعوى هم مجموعة من الأطباء البارزين الذين عبروا عن قلقهم الشديد إزاء خطط الحكومة المصرية لخصخصة المستشفيات العامة، في مقدمتهم، الدكتورة منى مينا، التي كانت تشغل منصب وكيل نقابة الأطباء سابقًا، وتعد من أبرز الناشطين في الدفاع عن حقوق الأطباء والمواطنين في المجال الصحي.

إلى جانبها، يوجد الأطباء: إيهاب الطاهر، رئيس لجنة الصحة في نقابة الأطباء، ورشوان شعبان، عضو النقابة، وأحمد أبو بكر، عضو النقابة، وأحمد فتحي عبد العزيز، عضو آخر في النقابة، وجيهان يوسف حنا، التي تعد واحدة من الأصوات المدافعة عن القطاع الصحي في مصر.

وأكد مقدمو الدعوى أن خصخصة المستشفيات تهدد مبدأ العدالة الصحية، خاصة للفقراء ومحدودي الدخل، وتعد خروجًا عن التزامات الدولة الدستورية بتوفير الرعاية الصحية المجانية للمواطنين.

خصخصة المستشفيات: بين خطة حكومية ورؤية معارضة

ترى الحكومة المصرية أن خصخصة بعض المستشفيات العامة أو إشراك القطاع الخاص في إدارتها، يدخل ضمن خطة إصلاح اقتصادي أوسع تهدف إلى تقليل العجز في الموازنة العامة وتحسين كفاءة الخدمات.

ووفقًا لتصريحات سابقة لوزير المالية الانقلاب محمد معيط في ديسمبر 2024، فإن الدولة تسعى لتقليص الدعم تدريجيًا وتحفيز القطاع الخاص لضخ استثمارات في قطاع الصحة.

وقد خُصص في موازنة العام المالي 2024-2025 نحو 125 مليار جنيه لقطاع الصحة، بزيادة نسبية عن الأعوام السابقة، لكن مع توجه واضح نحو إشراك القطاع الخاص في إدارة بعض المنشآت الصحية العامة.

إضعاف العدالة الصحية

حذر مقدمو الدعوى من أن تطبيق سياسات الخصخصة في قطاع الصحة قد يؤدي إلى تدهور جودة الخدمات في المستشفيات العامة المتبقية، ورفع تكاليف العلاج على المواطنين.

وأشارت الدكتورة منى مينا في تصريحات صحفية في أبريل 2025 إلى أن “الخصخصة ليست مجرد بيع لمباني، بل هي بيع لحق المواطن في العلاج المجاني”.

ويخشى المراقبون أن يؤدي انسحاب الدولة من مسؤولياتها الصحية إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الحصول على العلاج المناسب.

من المستفيد؟!

من الواضح أن المستفيد الأساسي من خصخصة المستشفيات هو القطاع الخاص، الذي سيحصل على فرص استثمارية جديدة في إدارة وتشغيل منشآت صحية كانت تديرها الدولة.

وقد أشار تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مارس 2025 إلى أن ما لا يقل عن 42 شركة تعمل في القطاع الصحي أبدت استعدادها للمشاركة في إدارة مستشفيات عامة، ضمن خطة الدولة للشراكة مع القطاع الخاص.

كما أبدت مؤسسات تمويل دولية، مثل البنك الدولي، دعمها لهذه الخطوات، معتبرة أنها ضرورية لتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي. 

هل هي خطة الدولة؟

تجدر الإشارة إلى أن حكومة الانقلاب قد أبدت رغبتها في خصخصة بعض القطاعات الحكومية ضمن خطة إصلاح اقتصادي تشمل العديد من المجالات، وقد أثيرت العديد من النقاشات حول خطة الدولة الخاصة بخصخصة المستشفيات العامة، حيث يعتقد البعض أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من أجندة أوسع تهدف إلى تقليص دور الدولة في تقديم بعض الخدمات الأساسية.

ما موقف المجلس الأعلى للصحة؟

من جهة أخرى، أعلن المجلس الأعلى للصحة في أكثر من مناسبة عن دعمه لتطوير النظام الصحي، لكن دون أن يتضح تمامًا ما إذا كان سيؤيد أو يعارض خصخصة المستشفيات العامة في ظل هذه الدعوى.

يترقب الجميع القرار الذي ستصدره محكمة القضاء الإداري في الخامس من أغسطس 2025، إذ سيكون له تأثير كبير في شكل النظام الصحي في مصر خلال السنوات القادمة. 

خاتمة..

يظل الملف الصحي في مصر محط اهتمام واسع، وسط جدل مستمر حول سياسات الحكومة في خصخصة المستشفيات العامة، وتأتي الدعوى المرفوعة ضد الحكومة لتثير تساؤلات عديدة حول مستقبل الرعاية الصحية في مصر، في انتظار حكم القضاء في أغسطس 2025، يبقى المواطن المصري في قلب هذا النقاش، حيث يؤثر القرار النهائي على حياته اليومية وتوفير الرعاية الصحية التي يحتاجها

*خفض توريد الغاز الإسرائيلي لمصر يشلّ مصانع الأسمدة ويمهّد لقطع الكهرباء عن المنازل صيفاً

تربّعت مشكلات نقص إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى مصر على رأس اهتمامات جهات حكومية وشعبية أيضاً، بعد إعلان إسرائيل خفض كميات الغاز التي توردها إلى مصر بنسبة تقارب 60%، تحت ذريعة عمل صيانة لخطوط الإمداد تستمر أسبوعين، دون وعود قاطعة بالعودة إلى المعدلات السابقة.

وتطالب تل أبيب القاهرة بزيادة سعر التوريد بنسبة تصل إلى 25%، بالرغم من انخفاض أسعار الوقود عالمياً، وهو ما يضع الحكومة المصرية أمام خيارات صعبة مع بدء دخول فصل الصيف.

هدف سياسي بمبررات اقتصادية

يقول مصدر حكومي مطّلع لـ”عربي بوست” إن مصر تعاني عجزاً في احتياجاتها اليومية من الغاز الطبيعي، خاصةً في وقت الصيف الذي يصل فيه استخدام مشتقات الوقود إلى ذروته.

وأضاف أن هذا الوقت الذي اختارت فيه إسرائيل صيانة أنابيب النفط التي تنقل الغاز إلى مصر، وطالبت في الوقت ذاته بزيادة الأسعار، ما يشير إلى أن الهدف سياسي ولكن بمبررات اقتصادية تبدو للبعض أنها منطقية.

وأكد المتحدث أن الإنتاج المصري المحلي لا يتجاوز يومياً 4 مليارات قدم مكعب، في حين أن الاستهلاك في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز يصل إلى 8 مليارات قدم مكعب، أي أن القاهرة تواجه عجزاً قيمته 50%، قبل أن تقرر إسرائيل تخفيض وارداتها، ما سيزيد العجز لأكثر من 60% يومياً.

وأشار إلى أن مصر لديها خطة لاستيراد الغاز المسال لتعويض احتياجاتها اليومية، وتستورد يومياً 2.5 مليار متر مكعب من شحنات الغاز من الخارج، سواء كان ذلك من قطر أو إسرائيل أو اليونان.

وحسب المتحدث، فإن الاتفاق الأخير مع تركيا ينص على ضخ حوالي 500 مليون طن يومياً لتعويض الغاز الإسرائيلي بشكل سريع، لاستعانة القاهرة بسفينة غاز عملاقة من أسطول أنقرة، لكنها ستكون بحاجة إلى سفن أخرى يمكن الاتفاق عليها مع روسيا خلال الفترة المقبلة لضخ الغاز في الأنابيب المصرية.

وأكد أن الجزء الأكبر من الغاز المستورد يأتي من سوق الشحن الفوري، وبعد أن يصل الغاز القطري ستكون الوجهة الأولى نحو الدوحة باعتبارها الأقرب، إلى جانب إسرائيل في حال استمر التعاون، وهو أمر متوقع خلال الأشهر المقبلة.

وكشف المصدر ذاته أن القاهرة خلال أشهر الصيف سوف تضاعف من معدلات الاستعانة بالمازوت في تشغيل محطات الكهرباء، وذلك لتعويض جزء من العجز، مع الاتجاه لتخفيف الأحمال الصناعية.

مشيراً إلى أن هناك خطوة أخيرة ستلجأ إليها الحكومة، وهي تخفيف الأحمال عن الكهرباء المنزلية، بالرغم من تحذيرات بأنها خطوة استفزازية للمواطنين، وأن هناك وعوداً حكومية سابقة بعدم العودة لتخفيف الأحمال هذا الصيف.

ولفت إلى أن القاهرة تسعى لتأمين إمدادات الغاز دون أن تتأثر بشكل سلبي بمواقف إسرائيل، والاتجاه سيكون على نحو أكبر إلى الدول الصديقة التي لديها شراكات اقتصادية قوية معها، وتأتي في المقدمة تركيا وقطر.

وحسب المتحدث، هناك مجالات تعاون مشترك أخرى يمكن أن تضمن استمرار تدفق الغاز دون مقايضة أو ضغوط، لكن يمكن أن يتحقق ذلك مع بدء العام الجديد، وتبقى المشكلة في أشهر الصيف الذي يبدأ في مصر بشكل رسمي في 21 يونيو/حزيران المقبل.

وذكر المصدر ذاته أن القاهرة سوف تتأثر اقتصادياً هذا الصيف لأسباب مختلفة، بينها تخفيف معدلات وصول الغاز إلى القطاع الصناعي، وهو يحتاج تقريباً إلى ربع كميات الغاز التي يتم ضخها في الأنابيب المصرية يومياً.

ويقول المتحدث إن التأثير سيكون بمعدل 30%، فيما سوف تتأثر مصانع الأسمدة التي تحصل على ما يقرب من 800 مليون قدم مكعب يومياً بشكل كبير، قد يصل إلى 100% خلال أسبوعين، والعودة لضخ كميات تصل إلى 60% على أقصى تقدير خلال الشهرين المقبلين.

وطالب وزير الكهرباء المصري، محمود عصمت، خلال اجتماع مع مسؤولي شركات الكهرباء، الخميس الماضي، بالانتهاء من الصيانات الدورية لوحدات الكهرباء خلال الشهر الجاري، على أن تكون جميعها جاهزة للدخول على الشبكة في أي وقت لضمان استقرار واستدامة التيار الكهربائي.

وأكد أن أحد أهم الأهداف التي يجري العمل عليها “مرتبط بتحقيق التشغيل الاقتصادي لمحطات التوليد وتطبيق برامج الصيانة بتوقيتات محددة وجداول زمنية معلنة ومتفق عليها مع مركز التحكم القومي، لضمان الاستقرار للشبكة الكهربائية الموحدة وخفض استخدام الوقود“.

وجاءت تصريحات وزير الكهرباء بعد أيام من اجتماع مماثل مع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، تحدث فيه عن “توفير البنك المركزي الموارد الدولارية اللازمة لاستيراد الوقود، من أجل انتظام التيار الكهربائي خلال أشهر الصيف“.

وعلّقت الحكومة المصرية إمدادات الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة بنسبة 100% لمدة أسبوعين، بسبب أعمال صيانة دورية في خطوط تصدير الغاز من إسرائيل، وسط مخاوف من تعطيل إنتاج الأسمدة وإمداداتها للسوق المحلية، وما يترتب عليه من نقص حاد في الأسمدة بالسوق المحلية.

عقود طويلة الأجل لتفويت الفرصة على إسرائيل

من جهته، قال مسؤول في قطاع الطاقة إن خفض توريد الغاز الإسرائيلي لمصر يضغط مباشرة على قدرة الدولة المصرية على توفير العملة الصعبة التي تواجه متاعب عديدة في تأمينها، ما قاد إلى تثبيت سعر الجنيه أمام الدولار خلال الفترة الماضية.

وأضاف المتحدث في تصريح لـ”عربي بوست” أن ذلك سيكون بمثابة ضغط اقتصادي مباشر، لأن مصر سيكون عليها إبرام اتفاقيات سريعة مع أطراف مختلفة للحصول على إمداد يصل إلى مليار قدم مكعب يومياً من الغاز في ظل زيادة الاستهلاك خلال أشهر الصيف، وفي حال لم يتحقق ذلك فإن تخفيف أحمال الكهرباء سيكون أمراً منطقياً وبديلاً طبيعياً بدلاً من الضغط على الجنيه ودفعه للهبوط أمام الدولار.

وأوضح المصدر ذاته أن القاهرة تغامر بتوقيع عقود طويلة الأجل لتفويت الفرصة على إسرائيل، وتدرك خطورة التطورات الجارية حالياً في قطاع غزة ومدى إمكانية وصول التصعيد مع دولة الاحتلال إلى مستويات غير مسبوقة منذ توقيع اتفاقية السلام.

وقال إن توجهات القاهرة الحالية تبقى مضطرة إليها، وهي ضرورية مع دول حليفة لها في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الاتفاق مع قطر يمنح القاهرة فترة سداد طويلة الأجل، لكن المشكلة أنه سيكون بحاجة إلى مزيد من الوقت لوصوله بكميات كافية، فضلاً عن كيفية تدبير السيولة الدولارية لتأمين هذه العقود مع تأزم الوضع الاقتصادي.

وشدد على أن إسرائيل اتجهت إلى خفض واردات الغاز لمصر خلال الأشهر الماضية، وأن قرارها الأخير بمثابة مقدمة فقط في ظل مطالب اليمين المتطرف بوقف تصدير الغاز لمصر والأردن، وهناك قناعة بأنها لا تستفيد بشكل كلي، وستعمل على إسالة الغاز من جانبها وتصديره إلى أوروبا.

وأشار المتحدث في تصريحه لـ”عربي بوست” إلى أن القاهرة تعوّل على ضغوط يمكن أن تقوم بها دول الاتحاد الأوروبي لضمان وصول الغاز الإسرائيلي بنفس الكميات السابقة إليها.

وتورد إسرائيل إلى مصر يومياً نحو مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وكان من المقرر خفض الكمية إلى 800 مليون قدم مكعب، غير أن مصادر حكومية أشارت إلى أنها خفّضت ما يقرب من 60% من الكميات، أي أنها ستورد على الأكثر 500 مليون قدم مكعب، كما تطالب إسرائيل برفع سعر التوريد بنسبة 25% ليصل إلى نحو 9.4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، ما يزيد الضغط على التكلفة الكلية للطاقة في مصر.

وبحسب المسؤول ذاته، فإن القاهرة كانت تعوّل على تسريع اكتشاف حقول جديدة للغاز في منطقة شرق المتوسط والبحر الأحمر، لكن ذلك يواجه عدة مشكلات في الوقت الحالي خشية من تراجع إمدادات الغاز من الحقول المصرية، مثلما حدث في حقل ظهر.

وبالتالي، فإن البديل هو إبرام اتفاقيات توريد خارجية، سواء كان ذلك عبر استئجار سفن تغويز لفترات طويلة، مثلما هو الوضع في الاتفاق المبرم مع تركيا وروسيا، أو الاتجاه لاستيراد شحنات غاز مسال بشكل مباشر وخلال فترات طويلة، مثلما هو الحال بالنسبة للاتفاق المبرم أخيراً مع قطر.

وانخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى 3.69 مليارات متر مكعب في يناير/كانون الثاني الماضي، مقابل 4.65 مليارات في الشهر نفسه من العام الماضي، في وقت تصاعد فيه الطلب المحلي عليه بوتيرة سريعة، ما أجبر القاهرة على إيقاف أي تصدير للغاز وتوجيهه لتغطية الاستهلاك المحلي، وسط الاعتماد على تخفيف الأحمال عبر قطع التيار الكهربائي عن المواطنين.

تحركات مصرية وصفقات لإنقاذ الموقف

تحرّكت القاهرة في اتجاهات مختلفة خلال الأيام والأسابيع الماضية، وأبرمت مؤخراً اتفاقيات طويلة الأجل مع قطر لتأمين احتياجاتها المتزايدة من الغاز، إذ عقد وزير البترول المصري، كريم بدوي، مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي لتنفيذ مشروعات مشتركة للغاز الطبيعي، دون تحديد طبيعتها ولا القيم المالية والاستثمارية المحتملة لها، لكنها من المتوقع أن تشمل توقيع صفقات لتوريد الغاز تستمر حتى العام 2030.

كما زار الوزير المصري العاصمة التركية أنقرة، حيث وقّع اتفاقية للاستعانة بالسفينة التركية “بوتاش” خلال يونيو/حزيران المقبل، لتزويد السوق بإمدادات تصل إلى 500 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، سعياً لتعزيز قدرات توليد الكهرباء خلال الصيف المقبل.

وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مصر وروسيا تدرسان إنشاء محطات للغاز الطبيعي المسال في مصر، وصرّح وزير الصناعة والتجارة الروسي، أنطون عليخانوف، بأن اللجنة الروسية المصرية المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني ناقشت خلال اجتماع سبل التعاون المشترك في قطاع النفط والغاز، بما في ذلك إنشاء محطات للغاز الطبيعي المسال في مصر.

وكان الباحث في الجغرافيا السياسية والأسواق في مجال الطاقة، فرانشيسكو ساسي، قد أفرد لملف الطاقة المصري حديثاً موسعاً عبر موقع “إكس”، مؤكداً في 19 أبريل/نيسان الماضي أن “أمن الطاقة في مصر يستمر في التدهور بوتيرة مقلقة“.

ولفت إلى أن “شيفرون” الأمريكية، آخر شركة عالمية كبرى تدير امتيازاً بحرياً في البحر الأحمر، تنسحب من المنطقة، ملمحاً إلى أن الشركة مُنحت العديد من التراخيص عام 2019، على أمل اكتشاف النفط والغاز.

وأوضح أن “شيفرون”، و”ودسايد إنرجي” الأسترالية، وشركة “ثروة للبترولالمصرية، كانت تُدير القطاع (رقم 1 في البحر الأحمر)، بينما تدير “شلالبريطانية و”مبادلة” الإماراتية تراخيص وامتيازات أخرى بالمنطقة.

وألمح إلى أن آمال القاهرة كانت كبيرة في استكشاف وتطوير موارد نفط وغاز جديدة “لتلبية الاحتياجات المحلية، والنمو السكاني، والتعثر الاقتصادي، وتصدير كميات كافية من النفط والغاز لدعم مالية الدولة، وتحفيز احتياطيات النقد الأجنبي“.

مصدر أمني: استخدام الغاز كوسيلة ضغط لن يُضعف القاهرة

وقال خبير أمني مصري لـ”عربي بوست” إن الغاز الطبيعي يُعد من أبرز ملفات التعاون مع القاهرة، وشهد حالة من الاستقرار منذ العام 2005 وحتى العام 2012، حينما كانت مصر تُورّد الغاز لإسرائيل قبل أن يتوقف بعد اندلاع الثورة.

وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل للمرة الأولى في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركتي “نوبل إنرجي” (التي استحوذت عليهاشيفرون” في 2020) و”ديليك دريلينغ“.

ويشير المصدر إلى أن الملف يرتبط مباشرة بالتطورات الأمنية في مصر أو إسرائيل، وهناك حالة من عدم الارتياح الشعبي من الجانبين، لكن على المستوى الرسمي هناك حرص على أن يمضي هذا التعاون وفق أطر اتفاقية السلام، قبل أن يأتي اليمين المتطرف الذي لديه رغبة في انتهاك الاتفاقية.

وأكد المصدر ذاته أن مصر تعرضت لضغوط عديدة للقبول بخطط تهجير أهالي قطاع غزة، غير أن الموقف الرافض يأتي ضمن تبعاته تقليص إمدادات الغاز الإسرائيلي لمصر لنِسب تفوق نصف الكميات المورّدة حالياً.

مشيراً إلى أنه رغم رغبة القاهرة في العودة إلى المعدلات السابقة، فإن هناك إجراءات أخرى للضغط المقابل عبر وقف التنسيق في ملفات أخرى، خاصة مع تراجع التمثيل الدبلوماسي، وقد يكون الأمر على مستوى تعزيز التعاون مع قوى إقليمية أخرى لا ترغب الولايات المتحدة بأن يكون لديها موطئ قدم في المنطقة.

وأشار إلى أن استخدام الغاز كوسيلة ضغط لن يُضعف القاهرة، وتدرك تل أبيب أنها وسيلة غير مجدية، لكن توجهها الأخير يمكن أن يأتي في إطار التعامل مع الرغبة الداخلية هناك، في ظل مخاوف من تأثر الاستهلاك المحلي والتعامل مع مصر كدولة عدو وليس صديقاً.

وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، وافقت إسرائيل على تصدير مزيد من الغاز الطبيعي من حقولها البحرية، وقال شركاؤها في مشروع حقل ليفياثان الضخم إنهم يعتزمون استثمار ما يصل إلى 500 مليون دولار لتوسيع الطاقة الإنتاجية للحقل.

ولدى مصر خط أنابيب شرق المتوسط، وهو خط لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل، عبر المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط، بطول 100 كيلومتر، ويُستخدم حالياً في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر، وتحصل مصر على جزء من وارداتها من الغاز الإسرائيلي عبر الأردن، وذلك من خلال خط الغاز العربي.

*تغول الجيش وتراجع فرص القطاع الخاص وراء تعثر جديد في مفاوضات الشريحة الخامسة مع صندوق النقد

تتعثر المفاوضات بين حكومة عبدالفتاح السيسي وبعثة صندوق النقد الدولي حول صرف الشريحة الخامسة من قرض الصندوق البالغ 8 مليارات دولار، في ظل تصاعد الخلافات بشأن مدى التزام الدولة بتقليص دورها في الاقتصاد وتمكين القطاع الخاص، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة في وزارة المالية ومجلس الوزراء.

وبحسب مصدر بارز بوزارة المالية، فإن سبب التعثر الرئيسي يعود إلى رفض الحكومة الاستجابة الكاملة لمطالب الصندوق المتعلقة بتنفيذ بنود وثيقة سياسة ملكية الدولة، التي تنص على انسحاب الدولة من قطاعات استثمارية معينة لصالح القطاع الخاص.

ويضيف المصدر أن وفد الصندوق عبّر عن “تحفظ واضح” تجاه بطء الحكومة في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وعدم الالتزام بخطة تقليص الوجود الحكومي في السوق، وهو ما يعتبره الصندوق “خطوة عكسية” تهدد بتقويض جهود خفض العجز المالي والدين العام.

وكانت مصر قد تلقت الشهر الماضي الشريحة الرابعة من القرض، بقيمة 1.2 مليار دولار، بعد مراجعة مطولة للبرنامج الموقع عام 2022.
ومنذ أسبوعين، بدأت بعثة فنية من صندوق النقد اجتماعاتها مع مسؤولين حكوميين، لمراجعة الشريحة الخامسة، التي كان من المفترض أن تكون بنفس قيمة سابقتها، لكنها اصطدمت بجملة من العقبات.

ووفقًا لمصدر حكومي رفيع بمجلس الوزراء، شملت النقاشات بين الطرفين ملفات حساسة، أبرزها إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، ودمج الهيئات الاقتصادية، وخطة تصفية بعضها، إضافة إلى إدارة سعر الصرف، وهو الملف الذي لا يزال يثير جدلًا واسعًا بين الطرفين.
ففي الوقت الذي تطالب فيه بعثة الصندوق بمزيد من المرونة في تحديد سعر صرف الجنيه، ترى الحكومة أن تطبيق هذا الطلب في الوقت الراهن قد يؤدي إلى قفزات جديدة في معدلات التضخم، ويضاعف من معاناة المواطنين.

وتشير تصريحات سابقة للبنك المركزي في مارس 2024، إلى التزامه بسياسات السوق الحرة في تحديد سعر الصرف، تزامنًا مع رفع سعر الفائدة 6%، في خطوة تهدف إلى امتصاص الضغوط التضخمية. 

59 هيئة اقتصادية تحت المشرط
قدمت الحكومة خطة لإعادة هيكلة 59 هيئة اقتصادية، تشمل دمج بعض الكيانات، وتحويل أخرى إلى هيئات عامة، مع تصفية كيانات غير فعالة.
وأكد مصدر أن مسؤولي الصندوق شددوا على ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بوتيرة أسرع، لتقييم الوضع المالي والإداري للدولة بصورة أكثر دقة.

كما وعدت الحكومة بطرح 11 شركة وبنكًا للاستثمار، سواء عبر البورصة أو لمستثمرين استراتيجيين، بدءًا من الشهر المقبل، في إطار الالتزامات السابقة مع الصندوق. 

صعوبات متراكمة
برنامج صندوق النقد الحالي لم يكن خاليًا من العقبات، فقد شهد تأجيل المراجعتين الأولى والثانية نتيجة تباطؤ الإصلاحات، قبل أن تنتظم وتيرة التنفيذ بداية من مارس 2023، بعد تحرير سعر الصرف الرسمي، وتوقيع اتفاق استثماري ضخم مع الإمارات ضمن صفقة “رأس الحكمة”، التي ضخت أكثر من 24 مليار دولار في السوق المصري.

وعلى خلفية تضرر الاقتصاد المصري من الحرب على غزة وتراجع إيرادات قناة السويس، وافق صندوق النقد في مارس الماضي على توسيع حجم القرض من 3 مليارات إلى 8 مليارات دولار، مع تقديم تمويل إضافي بقيمة 1.3 مليار دولار من برنامج “الصلابة والاستدامة”، يُصرف على دفعات.

* رغم حكم قضائي نهائي.. محافظة بورسعيد تواصل هدم قرية الفردوس وملاكها يستغيثون

قال أهالي قرية الفردوس إنه رغم صدور حكم نهائي من محكمة الاستئناف بأحقية ملاك قرية الفردوس وصحة عقودهم المدنية، وإلغاء أي قرارات فردية من محافظة بورسعيد، والاعتراف باتحاد شاغلي قرية الفردوس في مواجهة المحافظة، إلا أن المحافظة زوّدت عدد الحفارات والكسارات التي تهدم في كل العمارات، وفسر أحد السكان ذلك بأن حكومة السيسي “عاوزين يلحقوا يفرضوا أمر واقع على سكان الفردوس! “.

ونقل الأهالي شكل العمارات وهي عصية على الهدم مضيفا أحدهم “كانوا فاكرينها تعديات وعشوائيات هيخلصوا عليها بدري بدري !!طلعت مبنية بضمير، وتستحمل كمان 200 سنة..”.

وقال أحد السكان “الفردوس مكان فيه ذكريات لمعظم شعب بورسعيد وللمحافظات المجاورة، ده مكان للطبقة الوسطى اللي بتحاولوا تمحوها”.

والسبت الماضي نشر سكان الفردوس حكم المحكمة الذي انطلق من قاعة رقم ( ٥ ) بمحكمة بورسعيد الإبتدائية  وقرار وقف التنفيذ.

وقال أيمن أحمد Amany Ahmed معلقا على الحكم “نحن أصحاب حق.. ما يحدث في القرية الان هو إهدار لحكم المحكمة وعلى الدولة احترام الاحكام النهائية . بل إن اخر الأحكام الصادرة من شهرين فقط صدرت بوجوب رد المحافظة لمبلغ 11 مليون جنيه الملاك زيادة عن المبلغ المطلوب سداده والذي وضعت المحافظة بدها عليه عنوة . جميع املاكنا سرقت اتوبيساتنا واجهزتنا الجيم والإدارة حتى كراسي حمام السباحة التي اشتراها الاتحاد لأطفالنا وعائلتنا استولوا عليها . ما حدث معانا كان القهر بعينه جريمة قتل جماعي .. #اوقفوا_هدم_قرية_الفردوس_غرب_بورسعيد”. 

انعدام الضمير

وقال أحد السكان (فيزو بيبو) التحية ل”المنهدس حسام الحديدى ” مثنيا عليه بسبب “حتى آخر لحظه له فى الفردوس من الذى مسك بعده هل عرف ان يحافظ على هذه القريه ولا ساعد على التهامها وتقديمها على طبق من ذهب للاستيلاء عليها أين موقفه بما أنه رب المنزل ولكن يؤسفنى إنى أقول إن كل شىء مرتب ومخطط له باقذر انعدام الضمير هل عملتم حساب يوم لقاء ربكم كيف تدافعون عن أنفسكم أيها الجبابره حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من شارك فى هذه المهزله”. 

تمليك وليس حق انتفاع

وأكدت منصة تدمير قرية الفردوس أن “كل من اشاع أن الفردوس حق انتفاع وليس تمليك . اتقي الله في نفسك فهي حقوق للناس سلبت منهم ظلما وعدوانا فلا تساعد على الظلم “.

وأرفق الحساب ” تأشيرة محافظ بورسعيد بإنشاء اتحاد ملاك قرية الفردوس . ومرفق عقد اتحاد ملاك قرية الفردوس ومرفق بنود الملكية الخاصة والعامة لأملاك الكيان ومرفق منطوق حكم المحكمة المدنية بالايتئناف والصادر في نهاية 2024 بصحة عقودنا وبعدم أحقية المحافظة في إصدار أي قرارات بدون حكم محكمة بشأن الفردوس “.

وأرفق أيضا “صورة من عقود شققنا الصادرة بتفويض من محافظ بورسعيد . هذه هي الحقيقة فأين حقيقة ما لدى المحافظة لماذا لم تظهر ورقة واحدة أو حكم محكمة بعد الحكم المرفق إلى الآن ؟ بوضوح لان المحافظة ليس لديها أي سند قانوني فيما صنعته معنا من استيلاء على أموال الاتحاد وتدمير منازلنا وسلبنا أموالنا واملاكنا .. لا تساعد على الظلم فتصبح شريك فيه”.. #الفردوس_ملكية_خاصة_احترموا_احكام_القضاء

وتُعد قرية الفردوس من أوائل القرى السياحية التي أُنشئت ببورسعيد في يناير 1990، كمصيف للنقابات والشركات والبنوك والأفراد، على أرض خصصتها المحافظة بحق انتفاع غير محدد المدة، شريطة دفع مقابل لهذا الانتفاع وفي عام 1994، أبرمت المحافظة عقود بيع ابتدائية دون تحديد مدة الانتفاع. ثم بحلول 1996، وُقعت عقود تمليك للمباني، مع استمرار انتفاع الملاك بالأرض.

ومنذ التسعينيات، اندلع خلاف بين المحافظة واتحاد الملاك بعد تأخر سداد أقساط الأرض، ما دفع المحافظ الأسبق مصطفى كامل لتشكيل لجنة لإعادة تقدير قيمة الأرض. وفي 2019، دفع اتحاد الملاك 35 مليون جنيه تحت الحساب، قبل أن تحكم محكمة القضاء الإداري في 2020 بأحقية المحافظة في 25.6 مليون جنيه فقط.

وفي 2023، قضت المحكمة الابتدائية ببورسعيد ببطلان قرار المحافظ بنقل تبعية القرية للمنطقة الحرة، واعتبرت العلاقة عقد إيجار بين طرفين، لا تخضع للقانون الإداري. لكن النزاع القضائي تجدد في مارس 2025، مع مطالبة المحافظة هيئة قناة السويس بتسليم الوحدات التابعة لها. وردًا على ذلك، أقام اتحاد الملاك دعوى جديدة برقم 503 لسنة 2025، تطالب بحق الشاغلين في البقاء بالقرية استنادًا للقانون المدني.

 

* أخفى الأدلة وزوّر التقرير ضابط شرطة يقتل طالبًا بالإسكندرية ووالده يستغيث

قال أيمن حسن إن ضابط مباحث قسم العطارين-الإسكندرية (سعيد  صالح) قتل ابنه الطفل (محمد أيمن حسن عبدالشافي)، بالصف الرابع بالمدارس العسكرية الصناعية، (بحدود 17 سنة) وأخفي الأدلة التي تثبت قتله له، بعد اعتداء سعيد صالح المبرح عليه، ما أدى لتوقف عضلة القلب وفشلت جهود الأطباء في إفاقته!

ونقلت إلهام حسن Ahlam Hassan استغاثة الأب العاجلة إلى السيد … (السيسي) وإلى جميع الجهات المسؤولة.. قائلا: “أنا والد الطالب *محمد أيمن حسن عبد الشافي،  ابني كان راكب توكتوك بالقرب من مستشفى “إيزيس” عندما أوقف ضابط مباحث قسم العطارين، سعيد  صالح التوكتوك بغرض التفتيش.

وأضاف، بحسب ما نقلت “ابني نزل من التوكتوك ووقف احترامًا، وده باين في الكاميرات. لكن السائق استغل الموقف وهرب، وفجأة الضابط نزل وبدأ يضرب في ابني بشكل وحشي، مما تسبب في توقف عضلة القلب ونزيف داخلي أدى إلى غيبوبة .. تم نقله إلى مستشفى الميري العام عن طريق نفس الضابط، والأطباء بيحاولوا إنعاشه، لكن حالته حرجة جدًا وعضلة القلب لا تستجيب  وابني بغيبوبة حتى الآن” إلا أنه أجرى تعديل بعد ساعة منذ لك وقال في التعديل المنشور (وفاة الحالة ربنا يجيب حقه وينتقم من سعيد صالح انتقام عزيز مقتدر)!

وأشار الوالد المكلوم إلى محاولته “.. أجيب تسجيلات الكاميرات، لقيت إنه تم تفريغها بمعرفة الضابط، وظهر فيها ابني واقف قدامه، ثم انقطع البث لمدة 5 دقائق في توقيت الحادث.. “.

وأضاف أيمن حسن أنه “الآن، في محاولات لتزوير التقرير الطبي وكتابة أن السبب “حادث توكتوك”، رغم أن الحقيقة هي أنه تعرض لضرب مبرح و مباشر من الضابط”.

وقبل علمه بالوفاة كتب “ابني ينازع الموت، ومش هاسكت لحد ما يتحاسب اللي كان السبب.. لا لاستغلال النفوذ، لا للتلاعب بالتقارير، لا لضياع حق ولادنا.. ” مطالبًا “.. بتحقيق عاجل وشفاف ومحاسبة كل المسؤولين عن الحالة اللي وصل لها ابني”.

ورصدت “جوار” واقعة مؤلمة هزّت الشارع السكندري، حيث تُوفي الطفل محمد أيمن حسن عبد الشافي، الطالب بالصف الرابع في المدرسة العسكرية الصناعية، متأثرًا بإصابات خطيرة ناتجة عن اعتداء عنيف من قِبل ضابط شرطة بمنطقة العطارين شرقي الإسكندرية.

وبحسب مصادر طبية، فقد فارق محمد الحياة مساء أمس داخل مستشفى الميري العام، بعد أن دخل في غيبوبة استمرت عدة أيام، إثر تعرضه للضرب المبرح، وفقًا لرواية أسرته.

وقالت أسرة الطفل بأن الضابط اعتدى على محمد بالضرب الشديد، ما أدى إلى توقف عضلة قلبه ونزيف داخلي، نُقل على إثره إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث حاول الفريق الطبي إنقاذه دون جدوى.

وطالبت أسرة الطفل بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الواقعة، ومحاسبة جميع المتورطين، وعلى رأسهم الضابط المسؤول عن الحادثة.

واشتكى مواطنون إلى منظمات حقوقية مثل كتب فهمي أو هيدروجين @fahmy_hzm “قتل خارج إطار القانون.. هرب سائق التوكنوك فقام الضابط المدعو  #سعيد_صالح بضرب #محمد_حسن_عبدالشافي وتم نقله الي المستشفي والتلاعب بكاميرات المراقبة، وتزوير واقعة الضرب، وتسجيل سبب الوفاة #حادثة_توكتوك”.

* كارثة تهدد أرواح المرضى .. انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي عن مستشفى أم المصريين

فى كارثة من العيار الثقيل شهد مستشفى أم المصريين بالجيزة انقطاعا مفاجئا للتيار الكهربائي، وهو ما يمثل تهديدا لحياة المرضى خاصة فى اقسام الرعاية المركزة والحضانات.

واضطرت ادارة المستشفى إلى نقل حالات الرعاية والحضانة، حرصًا على سلامة المرضى، كما تم نقل حالات الرعاية المركزة والأطفال حديثي الولادة، بالتنسيق مع قطاع الطب العلاجي والإدارة المركزية للرعاية العاجلة إلى مستشفيات ( إمبابة العام، وأمّ الأطباء، والمنيرة العام، والحوامدية المركزي، والبدرشين المركزي) وذلك تحت إشراف كوادر طبية متخصصة.

وزعم حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة صحة الانقلاب أنه تم تفعيل المولد الكهربائي الاحتياطي على الفور لتأمين الطاقة اللازمة للأقسام الحيوية .

وقال عبدالغفار فى تصريحات صحفية إن الفرق الفنية المختصة تعمل حاليًا على إصلاح العطل الكهربائي، ومن المتوقع عودة التيار الكهربائي بشكل كامل خلال الساعات القادمة.

فيما زعمت أجهزة أمن الانقلاب بمديرية أمن الجيزة القاء القبض على رئيس مخازن مستشفى أم المصريين وثلاثة موظفين وسائق توك توك، أثناء محاولتهم إعادة 3 أجهزة مولد أكسجين كانوا قد سرقوها في وقت سابق من داخل المستشفى.

وأشارت التحريات الى أن المتهمين قرروا إعادة الأجهزة المسروقة بعد علمهم بوجود لجنة تفتيش وجرد من وزارة صحة الانقلاب، ما دفعهم لمحاولة التستر على الجريمة بإعادة الأجهزة قبل اكتشاف العجز .

كانت الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد تلقت إخطارًا بضبط سائق توك توك يدعى “ممدوح. ص”، بحوزته 3 أجهزة مولد أكسجين داخل التوك توك المملوك له، أثناء محاولته دخول مستشفى أم المصريين.

وبسؤال إدارة المستشفى، أكّدت أن جردًا حديثًا للمخازن كشف عن عجز في 3 أجهزة مولد أكسجين.

وأقرّ سائق التوك توك خلال التحقيقات أنه حصل على الأجهزة من رئيس قسم المخازن و3 موظفين وهم:

“ع. ش” – رئيس قسم المخازن

“غ. ك” – أمينة مخزن المرتجع

“أ. خ” – موظفة

“م. ف” – موظف بالمستشفى

وأوضح أن المتهمين اتفقوا معه على إعادة الأجهزة لإخفاء جريمة السرقة بعد علمهم بحملة التفتيش المفاجئة.

انهيار القدرة الشرائية للمصريين والجوع يلاحق الطبقة المتوسطة.. الثلاثاء 27 مايو 2025م.. الاستثمارات الأجنبية في بلدان منابع نهر النيل تشكل تهديدًا للأمن المائي المصري

انهيار القدرة الشرائية للمصريين والجوع يلاحق الطبقة المتوسطة.. الثلاثاء 27 مايو 2025م.. الاستثمارات الأجنبية في بلدان منابع نهر النيل تشكل تهديدًا للأمن المائي المصري

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* فرن متحرك وسياط في الاستقبال… شهادة صادمة من داخل سجن جمصة تأهيل 3

كشف تقرير جديد صادر عن “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” عن وقائع صادمة تجري خلف أسوار سجن جمصة “تأهيل 3″، من خلال شهادة حيّة لسجين سابق تعرّض لتعذيب جسدي ونفسي، وإهانة ممنهجة منذ لحظة دخوله سيارة الترحيلات وحتى لحظة تسكينه داخل الزنزانة.

القصة التي يرويها السجين السابق (تحفّظ التقرير على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، تقدم مشهدًا كاشفًا لوضعية السجون، والتي توصف بأنها بيئة طاردة للكرامة الإنسانية، ومفرخة للقهر والاضطراب النفسي، لا لمفهوم “الإصلاح والتأهيل” الذي تزعم السلطات تطبيقه. 

الترحيلات.. الجحيم المتنقل
“الحبس كوم، والترحيلات كوم تاني”… بهذه العبارة بدأ السجين شهادته، واصفًا سيارة الترحيلات التي نُقل عبرها بأنها “فرن متحرك” تنعدم فيه أدنى شروط الآدمية.
حرارة خانقة، اختناق بسبب روائح البول والبراز المتراكمة داخل العربة، اكتظاظ بشري يصل حد الالتصاق الجسدي، وساعات طويلة من التنقّل بين الأقسام دون طعام أو ماء، وسط صرخات لا يسمعها أحد. 

الاستقبال.. إذلال ممنهج منذ اللحظة الأولى
عند الوصول إلى سجن جمصة، تبدأ رحلة الإهانة الممنهجة، بدءًا من حلق الشعر القسري، مرورًا بإجبار المساجين على التبول والتغوط أمام المخبرين والمسؤولين في ظروف مهينة، وليس انتهاءً بالتعري الكامل والتفتيش الشخصي المهين، والضرب بالعصيّ كعقاب على “بطء التنفيذ” أو مجرد الاعتراض.

يقول السجين: “أول ما دخلنا الإيراد، وقّفونا عرايا، وطلبوا منا نعمل حمام في الأرض، قدّام بعض، وسط شتائم وضرب، وكنت من اللي ما عرفوش يعملوا… فاتعاقبت بالضرب والإهانة، 20 عصاية على رجليا، وقفوني في ميّة عشان ما تورمش”. 

مسيّرو الإيراد.. سجن داخل السجن
ما يثير القلق أكثر هو الدور الذي يلعبه بعض السجناء الجنائيين أنفسهم، المعروفين بـ”مسيّري الإيراد”، والذين يشاركون في عمليات التعذيب والاستفزاز، بل ويتولون مهام التحقيق مع المسجونين الجدد، في تجاوز فج للقانون.
يُجبر القادمون الجدد على الرد على أسئلة عن زملائهم: من يحمل هاتفًا؟ من أدخل مخدرات؟ وأي رفض أو صمت يُقابل بالضرب المبرّح. 

8 أيام من العذاب.. هدفها كسر الإنسان
ثمانية أيام قضاها السجين في عنبر “الاستقبال”، يصفها بأنها “رحلة كسر إرادة متكاملة”. النوم بالأرض دون مخدة، بوضعية إلزامية “على جنب واحد”، كل رأس فوق قدمي زميله، ممنوع الاستلقاء أو الحركة.
أدق التفاصيل كانت خاضعة لرقابة وسخرية: “حتى شعرك مش ملكك، وممنوع تعترض. طلبت أستحمى، قالوا لي: هحمّيك أنا!” ثم انهالوا عليه بالضرب مجددًا. 

انتهاك للخصوصية ومصادرة للممتلكات
عند التسكين في الزنزانة، صودرت ملابس السجناء رغم مطابقتها للمواصفات المسموح بها.
احتُجزت الأموال في “الأمانات”، والسجائر في “المخزن”، دون ضمانات أو إيصالات قانونية.
حتى الحقوق البسيطة كالحصول على بطانية أو مياه نظيفة أصبحت خاضعة لمزاج العساكر و”المخبرين”. 

ماذا تقول منظمات حقوق الإنسان؟
الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، التي وثقت هذه الشهادة، قالت إن ما جرى في سجن جمصة “تأهيل 3” لا يعدو أن يكون نموذجًا واحدًا لما يجري في عشرات السجون الأخرى، في ظل غياب الرقابة الفعلية، وتعطيل النيابة العامة عن أداء دورها في التحقيق في بلاغات التعذيب.

وأكدت الشبكة أن هذه الانتهاكات تندرج ضمن “جرائم التعذيب الممنهج” التي تستوجب محاسبة داخلية ودولية، وطالبت بتمكين المنظمات المستقلة من زيارة السجون، والسماح للأمم المتحدة بمتابعة أوضاع أماكن الاحتجاز.

 

* الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في مواجهة القتل البطيء بسجون السيسي

تتزايد المخاوف من مصير مأساوي يواجهه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب “مصر القوية” والمرشح الرئاسي السابق، في محبسه، بعد تدهور حالته الصحية المتكرر خلال السنوات الأخيرة، في ظل تجاهل مستمر من السلطات  لمطالب أسرته ومحاميه بتمكينه من الرعاية الصحية المناسبة، أو حتى السماح له بالعلاج على نفقته الخاصة.

ففي أحدث حلقات الإهمال الطبي المتعمد، كشفت أسرة أبو الفتوح أن الرجل السبعيني تعرّض الأسبوع الماضي (منتصف مايو 2025) لأزمة قلبية جديدة استمرت 5 ساعات، دون أي تدخل طبي جاد، سوى منحه جرعات عشوائية من دواء موسّع للشرايين داخل زنزانته الانفرادية، مما يسلّط الضوء مجددًا على الخطر الداهم الذي يهدد حياته، وسط صمت مطبق من وزارة الداخلية والنيابة العامة. 

نداءات متكررة بلا استجابة
ومنذ يوليو 2024 تقدّمت أسرة الدكتور أبو الفتوح بعدة بلاغات وطلبات إلى النائب العام تطالب بإخضاعه لفحوصات شاملة ونقله للمستشفى، في ظل معاناته المزمنة من أمراض القلب والسكري، والتهاب في الشعب الهوائية، بالإضافة إلى انزلاق غضروفي، وتضخم في البروستاتا يحتاج لتدخل جراحي، ورغم أن القانون ولائحة السجون يتيحان له تلقي العلاج خارج السجن، لم يُستجب لأي من هذه النداءات.

ويقبع أبو الفتوح، البالغ من العمر 73 عامًا، في سجن انفرادي منذ لحظة اعتقاله في فبراير 2018، إثر عودته من لندن بعد تصريحات تلفزيونية انتقد فيها الأوضاع السياسية وطالب بانتخابات نزيهة، وهي التصريحات التي لم تحمل أي دعوة للعنف أو التحريض، بل جاءت في إطار حرية التعبير المكفولة دستوريًا. 

السجن بدل المستشفى
في شهادات متكررة، أكد نجل أبو الفتوح، حذيفة، أن إدارة السجن ترفض بشكل دائم نقله إلى مستشفى السجن أو السماح بخروجه للعلاج في أي مؤسسة طبية، حتى لو على نفقته الشخصية.
ويُمنع عن
I أبسط حقوقه كسجين، مثل التريض أو أداء صلاة الجماعة أو دخول المكتبة، بل إنه محروم من التواصل مع أي من زملائه، ما يُفاقم معاناته النفسية والجسدية.

ويشير مراقبون إلى أن أبو الفتوح لم يُدان بأحكام نهائية، بل ظل طوال سنوات رهن الحبس الاحتياطي أو على ذمة قضايا تتعلق بـ”نشر أخبار كاذبة” و”الانضمام لجماعة إرهابية”، رغم كونه أحد السياسيين الذين نأوا بأنفسهم عن جماعة الإخوان المسلمين منذ سنوات. 

الانتقام السياسي في ثوب قانوني
تُعد حالة عبد المنعم أبو الفتوح نموذجًا فجًا لما يصفه حقوقيون بـ”القتل البطيء في السجون”، حيث يُترك المعتقلون السياسيون، خصوصًا كبار السن، دون علاج مناسب حتى تتدهور أوضاعهم الصحية إلى درجة الخطر أو الوفاة، كما حدث في حالات عديدة خلال السنوات الأخيرة.

ويقول مصدر حقوقي إن “ما يتعرض له الدكتور أبو الفتوح يرتقي إلى مستوى الجريمة المتعمدة، وليس مجرد إهمال طبي. نحن أمام استخدام السجون كأداة للانتقام السياسي وإرهاب المعارضين، وهو ما يخالف الدستور والقانون والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر”.

ويضيف المصدر أن “استمرار احتجازه في ظل هذه الحالة الصحية الحرجة هو إمعان في الإذلال والقتل البطيء. لا توجد أي مبررات قانونية لاستمرار حبس رجل سبعيني يعاني من عدة أمراض مزمنة، وقد قضى بالفعل أكثر من 7 سنوات خلف القضبان دون محاكمة عادلة”. 

العفو أو الموت
في وقت تتصاعد فيه الدعوات لإخلاء سبيل المعتقلين السياسيين من كبار السن، يبدو أن السلطات تتجاهل عمدًا هذه المطالب، حتى من داخل لجان “الحوار الوطني” أو لجان العفو الرئاسي، التي وعدت بتحسين مناخ الحريات وفتح المجال العام.

وتدعو جهات حقوقية محلية ودولية إلى الإفراج الفوري عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ووقف ما تعتبره “تعذيبًا غير مباشرًا يؤدي إلى إنهاء حياة المعتقلين ببطء”، لا سيما أن الرجل لم يُتهم بأي جرائم عنف، وكان طوال حياته داعيًا للانتقال الديمقراطي السلمي، حتى وهو ينتقد جماعة الإخوان التي خرج منها مبكرًا.

 

*الاستثمارات الأجنبية في بلدان منابع نهر النيل تشكل تهديدًا للأمن المائي المصري

قال خبراء في الاقتصاد والمياه إن مصر تتعرض لأزمة مياه عميقة تهدد نهر النيل وقدرتها على تنفيذ مشروعات زراعية قادرة على تلبية احتياجات مواطنيها من السلع الأساسية ومياه الشرب خلال سنوات قليلة، مؤكدين أن هذه الأزمة تمثل “خطرًا صامتًا” على المصالح المصرية.

وأطلق أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، جرس إنذار علميًا خلال كلمته أمام مؤتمر “الاستثمار في أفريقيا” الذي نظمته كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة.

وأوضح أن الاستثمارات الأجنبية في بلدان منابع نهر النيل تشكل تهديدًا غير مباشر للأمن المائي المصري.

وأشار نور الدين إلى أن القارة الأفريقية، رغم أنها تضم نحو 15% من سكان العالم، لا تنال سوى 9% من موارده المائية، وأن شمال القارة يُعد من أكثر المناطق جفافًا.

وأوضح أن دول منابع النيل الأبيض، مثل أوغندا ورواندا وبوروندي، تستأثر بأكثر من نصف مياه القارة، ما يجعلها قبلة للاستثمارات الزراعية المكثفة، خصوصًا من دول مثل الصين والهند ودول الخليج.

وأكد أن توجيه هذه الاستثمارات نحو الزراعة المروية في دول منابع النيل يستهلك من حصة مصر التاريخية من المياه، ولا سيما في ظل غياب التنسيق الإقليمي، وهو ما يشكل تحديًا بالغ الخطورة.

وأضاف أن هذه الاستثمارات تتجه أكثر نحو الزراعات المروية لتعويض مخاطر الاعتماد على الأمطار، التي أصبحت غير منتظمة بفعل تغير المناخ، مشددًا على أن ما يحدث هو استهلاك متزايد لمياه نهر النيل على حساب مصر. وحذر نور الدين، الذي شغل سابقًا منصب مستشار لوزير التموين، من أن هذا النزف المائي قد يتسارع ما لم تُواجَه الظاهرة باستراتيجيات إقليمية منسقة، بحسب موقع “العربي الجديد”.

جاء ذلك خلال مؤتمر موسع بجامعة القاهرة يومي 25 و26 مايو، تحت عنوان: “الاستثمار في أفريقيا: فرص ريادة الأعمال وتحديات المنافسة الدولية والإقليمية”، نظمته كلية الدراسات الأفريقية العليا، وسلّط المؤتمر الضوء على المكانة الاستراتيجية المتنامية التي تحظى بها أفريقيا، بفضل ثرواتها الطبيعية الهائلة وتنوعها البيئي والديمغرافي، مؤكدًا أن القارة باتت من أكثر المناطق جذبًا للاستثمار العالمي في مجالات الزراعة، الطاقة، التعدين، التكنولوجيا، والخدمات المالية

*سد النهضة يُشعل فتيل التوتر.. مصر تحذر من تصعيد إقليمي جديد

كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن أن الموقف من أزمة سد النهضة الإثيوبي قد يقود إلى توتر جديد في المنطقة، وذلك في ظل تصاعد الخلاف بين مصر وإثيوبيا وعدم التوصل إلى اتفاق.

وأكد وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اليوم الثاني من منتدى قادة السياسات الذي تعقده غرفة التجارة الأمريكية في القاهرة، أن مصر تعمل على استمرار الاستقرار، مشيرا إلى العديد من نقاط التوتر في المنطقة من بينها ما يحدث في السودان والأوضاع في قطاع غزة.

وأوقفت مصر المحادثات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قبل أكثر من عام تقريبا، بسبب تعنت أديس أبابا في المفاوضات، ومحاولاتها كسب الوقت لاستكمال أعمال السد.

ويُعدّ سد النهضة الإثيوبي أحد أكثر القضايا إثارة للجدل في منطقة القرن الإفريقي، حيث يمثل مصدر توتر مستمر بين مصر وإثيوبيا والسودان منذ بدء إثيوبيا بناء السد على النيل الأزرق عام 2011.

ويهدف السد الإثيوبي الذي يُعتبر أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، إلى توليد أكثر من 5,000 ميغاواط من الكهرباء، مما سيضاعف إنتاج إثيوبيا من الطاقة ويوفر الكهرباء لنحو 60% من سكانها الذين يعانون من نقص الطاقة، ومع ذلك يثير السد مخاوف مصر والسودان، اللتين تعتمدان بشكل كبير على مياه النيل، حيث يوفر النيل الأزرق حوالي 85% من إجمالي تدفق النيل.

وتعتبر مصر التي تعتمد على النيل بنسبة تزيد عن 98% لتلبية احتياجاتها المائية السد تهديدا وجوديا لأمنها المائي، وتخشى القاهرة أن يؤدي ملء السد وتشغيله دون اتفاق ملزم إلى تقليص حصتها من المياه، مما قد يؤثر على الزراعة وإمدادات المياه الصالحة للشرب والاقتصاد بشكل عام.

وفي سبتمبر 2023، أعلنت إثيوبيا اكتمال المرحلة الرابعة والأخيرة من ملء خزان السد، مما أثار احتجاجات مصرية حادة، واصفة الخطوة بـ”غير القانونية”، كما أعربت مصر عن قلقها من أن إثيوبيا قد تستخدم السد لأغراض سياسية، مثل التحكم في تدفق المياه كأداة ضغط.

وترى إثيوبيا أن السد مشروع تنموي حيوي للقضاء على الفقر وتوفير الكهرباء لسكانها البالغ عددهم أكثر من 123 مليون نسمة، حيث يفتقر نصفهم تقريبًا إلى الكهرباء، وأكدت الحكومة الإثيوبية أن السد لن يتسبب في ضرر كبير للدول المشاطئة للنهر، وأنها ملتزمة بمبادئ الاستخدام العادل لمياه النيل وفقًا لإعلان المبادئ لعام 2015، ومع ذلك رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاقيات ملزمة قانونًا تحدد كيفية إدارة السد خلال فترات الجفاف.

وتوقفت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان في أواخر 2023 بسبب ما وصفته مصر بـ”تعنت إثيوبيا” ورفضها قبول حلول وسط تضمن مصالح الدول الثلاث.

 

* السيسي يُصرُّ على دمج الهيئات بعيدا عن الموازنة العامة للدولة 6700 صندوق وزاري بعيد عن السيطرة

تكرر حديث إعلام  المنقلب السفيه السيسي بضيوف من خبراء السيسي عن دمج أو  إلغاء الهيئات الاقتصادية والمؤسسات المتشابهة في الاختصاصات، وإن ذلك بتوجيهات من السيسي وحكومته، والهدف؛ ترشيد الإنفاق وتقليص العبء على الميزانية العامة للدولة وإن القرار قريباً، وذلك الحديث كان منذ نحو شهر وقبله في أبريل 2024 وإبريل من العام الذي سبقه ويتحدث.

وفي أبريل الماضي نهاية مارس، صدق السيسي على تعديلات قانون المالية الموحد الي أقره برلمان السيسي مارس، وتضمنت استحداث مصطلح جديد “موازنة الحكومة العامة” والمقصود بها: الجمع بين موازنتين كانتا موجودتين ومفصولين، الموازنة العامة للدولة، والتي تشمل كل إيرادات ومصروفات الدولة، إلا موازنة الهيئات الاقتصادية.

الدمج مع الموازنة العامة

وأشارت تقارير إلى أن “دمج الهيئات الاقتصادية في الموازنة العامة للدولة ليس واقعيا بل ستكون لكل موازنته والدمج في “موازنة الحكومة العامةالتي لم يصدر عنها إلى اليوم توضيح لآلية عملها، اللهمَّ إلا أن المعلن هو أن أرقام هذه الموازنة الجديدة تعطي أرقاما كلية، كما منح القانون 5 سنوات لتدريج الدمج الكلي الكامل لميزانيات الهيئات الاقتصادية بدعوى تجنب سلبيات الدمج الفوري، متوقعين أن يكون محصلة الدمج؛ عجز أكبر في الموازنة.
وأضافت أن الهيئات الاقتصادية كانت تقترض بكثافة بعيدا عن الموازنة العامة وديون الهيئات دي كانت بعيدة على حسبة الدين المحلي والخارجي في مصر.

ووضع القانون سقف للدين لا يمكن تجاوزه إلا بموافقة السيسي أو حكومته أو برلمانه المصنوع بالمكبس الأمني.

المثير أيضا أن 6700 صندوق خاص شكلتهم الوزارات المختلفة على مدى سنوات لم يتطرق لهم القانون وظلوا خارج الموازنة، وهي المشكلة الأكبر من دمج الهيئات الاقتصادية مع الموازنة العامة.

وقال تقرير ل”الموقف المصري”: إن “هذا ربما يكون وراء تصريح السيسيب بأن العاصمة الإدارية مش بتأخذ مليما من الموازنة” رغم أنه هيئة المجتمعات العمرانية (هيئة اقتصادية) شريك فيها بـ 49% تقريبا، واستثمرت مليارات في تكاليف الترفيق للعاصمة، بل إن حصيلة بيع كل الأراضي في العاصمة لم تدخل للميزانية العامة للدولة.

وفاجأ السيسي وهو يتحدث عن هيئة قناة السويس التي إيراداتها يؤول منها جزء للموازنة العامة والباقي يوضع في صناديق داخل الهيئة، فكشف السيسي عن “100 مليار جنيه في 2023 وُضعوا في صندوق خاص بالهيئة”.

وأكدت تقارير المؤسسات الدولية مثل الصندوق النقد والبنك الدولي أن مثل هذا الانفصال يجعل لدى مصر عجز موازنة مزمن في الميزانية، بسبب إخراج كل تلك الأموال من الموازنة العامة، وبالتالي العلاج هو ضم كل الهيئات في موازنة موحدة.

في إطار المفاو ضات قبل الأخيرة مع صندوق النقد “لإنقاذ الاقتصاد المصري من أزمة الديون”، طلب الصندوق بشكل واضح التزام مصر بدليل إحصاءات المالية العامة، ودمج الهيئات الاقتصادية في الموازنة، موضحا أن الوضع القائم خطأ ولا يمكن استمراره، وان قانون موازنة الحكومة العامة عرضه السيسي أولا على صندوق النقد قبل إقراره في برلمانه.

وأكد مراقبون أن السيسي يتعمد بقوانينه خلق وضع ملتبس يسمح باستشراء الفساد والتفلت وإقصاء الشعب عن أي تدخل، بل وحماية الوضع القائم رغم مآلاته الخطيرة على الوضع الاقتصادي للدولة وعلى مؤسسات الدولة نفسها ومستقبلها. 

لماذا الفصل؟

يقول مراقبون: إن “فصل موازنة الهيئات الاقتصادية، يضعها خارج الرقابة الشعبية فضلا عن الرقابة المحاسبية، بسبب سيطرة النظام الحاكم والإداريين المسئولين عن الهيئات  وأموالها وأوجه إنفاقها“.

إلا أن الموازنة العامة تتحمل خسائر الهيئات وأنه في 2023 تحملت الموازنة العامة 182مليار جنيه خسائر دفعتها للهيئات الاقتصادية، وكل سنة تُحوّل أموال من الموازنة للهيئات. 

اللا شفافية واللا حوكمة

أشارت المراقبون إلى غياب المحاسبة والمراقبة يقوض مفاهيم الشفافية والحوكمة (مراقبة أداء المؤسسة والتأكد من كفاءتها) ويسمح بالفساد والتسيب المالي، بسبب إقصاء حق الشعب في تقرير كيفية التصرف في أمواله.

وتساءل مراقبون عن تداخل اختصاص المؤسسات الحكومية وكثرة الهيئات هل له علاقة بواسطات مجلس الأمة والمحسوبية، مما زاد من ترهل الهيكل الإدارى للدولة والتضخم فضلا غن أغلب هذه الهيئات لا تتبع الموازنة العامة للدولة، فبيانات تغطية الدين العام “المحلي والخارجي” للوزارات والهيئات الحكومية الممولة من الموازنة العامة للدولة، استبعدت كالعاجة ومنذ حكم مبارك وحتى الآن ديون الهيئات الاقتصادية الـ 59 التي لديها موازنة مستقلة عن الموازنة العامة، والتي أيضا لا تعلن الحكومة أرقامها بشكل واضح فقط خسائر في المجمل.

وفي أبريل الماضي تراجع عدد الهيئات الاقتصادية التي تحقق خسائر في مصر إلى 14 هيئة خلال العام المالي الماضي مقابل 16 هيئة العام المالي 2022/2023، وتكبدت الهيئات الخاسرة 13.96 مليار جنيه وحققت الهيئة الوطنية للإعلام حققت 11.8 مليار جنيه بزيادة بنحو 1.4 مليار عن العام الذي سبقه، خسائر، يليها هيئة النقل عبدالعام بخسائر 726 مليون جنيه وكانت الهيئة القومية للأنفاق وصلت خسائرها من 11.66 مليار جنيه وخفضت بنحو  385.5 مليون جنيه، خسائرها هذا العام أما هيئة المحطات النووية فحققت خسائر عند 247 مليون جنيه مقابل 1.38 مليار جنيه جنيه.

كشف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن تسجيل الهيئة الوطنية للإعلام (ماسبيرو) خسائر ضخمة بلغت 10.6 مليار جنيه خلال العام المالي 2022/2023، مما يجعلها الأكثر خسارة بين 16 هيئة اقتصادية سجلت إجمالي خسائر بقيمة 14.4 مليار جنيه.

وانتهت لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية من فحص ودراسة 40 هيئة ضمن خطة إعادة إصلاح وإعادة هيكلة تلك الهيئات بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.

وهناك علاوة على الهيئات السالفة؛ هيئة قناة السويس وهيئة البترول وهيئة المجتمعات العمرانية، ودول كان صدر قانون سنة 1979 بفصل موازناتهم عن موازنة الدولة.

هذا التفتيت، يجعل ميزانيات الهيئات منفصلة فعليا عن الميزانية العامة للدولة، وبالتالي تؤول إيرادات بعضها فقط للميزانية العامة للدولة، والباقي يظل تحت تصرف الهيئات لأغراض الاستثمار، ويدخل في أحيان كثيرة إلى صناديق خاصة.

*نقابات مصر: إخلاء الوحدات المستأجرة بعد 5 سنوات بمثابة موت وكارثة

رفض نقباء الأطباء والمهندسين والصيادلة المصريون، أمس الاثنين، تمرير مشروع الحكومة بشأن تعديل قانون الإيجارات السكنية القديمة، الذي يُلزم المستأجر بإخلاء المكان المؤجر، وردّه إلى المالك خلال خمس سنوات، وزيادة القيمة الإيجارية بنسبة 15% سنوياً، بعد رفعها إلى ألف جنيه شهرياً في المدن والأحياء، و500 جنيه في القرى. (الدولار= 49.9 جنيهاً).

وقال نقيب المهندسين طارق النبراوي، في اجتماع لجنة الإسكان بمجلس النواب المخصّص لمناقشة القانون، إنّ “إخلاء الوحدات السكنية القديمة من المستأجرين أمر صعب، ولم تتطرق إليه المحكمة الدستورية العليا، في حكمها الصادر بتاريخ 9 نوفمبر الماضي، بشأن عدم دستورية ثبات الأجرة للأماكن السكنية الخاضعة لأحكام الإيجار القديم“.

رسالة موت للمستأجرين

وأضاف النبراوي: “إخلاء الوحدات المؤجرة خلال خمس سنوات بمثابة رسالة موت للمستأجرين القدامى، خاصة أن الحكومة غير قادرة على توفير وحدات سكنية بديلة لهم، في ظل ندرة الأعداد المطروحة من وحدات الإسكان الاجتماعي، وتركيز الدولة على مشروعات الإسكان المتوسط والفاخر”، وتابع: “تمرير البرلمان للقانون في صورته الحالية يخلق أزمة اجتماعية، ويخلّ بالعدالة بين المواطنين؛ لأن الإخلاء سيؤدي إلى مخاطر شديدة، وبالتالي يجب تعديل المشروع بما يسمح باستمرار عقود الإيجار القديم مع وضع قيود عليها، من بينها شرط الإشغال، وعدم غلق الوحدة السكنية“.

وزاد النبراوي: “الزيادة في أجرة الوحدات السكنية القديمة حق دستوري، لكن القيمة المقترحة من الحكومة بعيدة عن الواقع، إذ إن فرض ألف جنيه حداً أدنى للأجرة الشهرية يمكن تطبيقه في الأحياء الراقية فحسب بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، في ضوء صعوبة تطبيقه على المناطق الشعبية“.

من جهته، قال نقيب الأطباء أسامة عبد الحي، في كلمته أمام اللجنة، إنّ “إنهاء عقد الإيجار بمضي خمس سنوات يعد قنبلة مجتمعية تهدّد الجميع، كما أنه غير دستوري لأنها عقود رضائية”، محذراً من “المساس بعقود العيادات والمراكز الطبية الخاضعة لأحكام قانون الإيجارات القديمة، باعتبارها أمناً قومياً”، على حدّ وصفه.

وأضاف أنّ “العيادات والمراكز الطبية والصيدليات غير مخاطبة بحكم المحكمة الدستورية الخاص بتعديل قانون الإيجارات القديمة، لأن هناك تعديلات تشريعية طرأت في عام 1997، وحدّدت زيادة سنوية عليها بنسبة 10%، وهي زيادة كافية“.

 وتابع أنّ “الأطباء والصيادلة سبق أن سدّدوا مبالغ كبيرة للملاك، في ما يعرف بـ”الخلو” وهو جزء من تكلفة تشطيب الوحدة وتجهيزها للسكن، وإذا كانت الحكومة تسعى إلى تأجير المستشفيات العامة بحجة تشجيع القطاع الخاص، فمن باب أولى عدم تكبيل العيادات الطبية الخاصة، ومطالبة الأطباء العاملين فيها بالإخلاء بعد عدد محدد من السنوات“.

بدورها، ذكرت ممثلة نقابة الصيادلة فاتن عبد العزيز، أن “عدد الصيدليات المؤجرة وفق قانون الإيجارات القديمة يبلغ نحو 10 آلاف و300 صيدلة، بعضها لا يتجاوز مساحة 25 متراً، ومن ثم نقلها إلى مكان آخر يسقط عنها الرخصة وفقاً لأحكام قانون مزاولة المهنة”، وتمثل الوحدات نحو 12% من تعداد الصيدليات المتاحة في المحافظات.

وأردفت عبد العزيز أن “الزيادة المقترحة على الأجرة في مشروع الحكومة بواقع 20 مثلاً للايجار القديم كبيرة، وغير عادلة، لا سيّما مع تباين المواقع الجغرافية”، مستطردة بأن “المحكمة الدستورية قضت سابقاً بنقل إدارة الصيدلية إلى الورثة الشرعيين حتى يتخرج نجل الصيدلي، أو انقضاء عشر سنوات في حالة الوفاة من دون عائل“.

 وحذّرت من أن إنهاء العلاقة الإيجارية “يؤدي إلى تكدير السلم الاجتماعي، خصوصاً أن الصيدلة تعتبر مهنة، وليست تجارة، إذ تمثّل الصيدليات الخط الأول في منظومة الإسعافات الأولية، وتحرير عقودها معناه القضاء على آلاف الصيدليات العاملة في السوق المصرية منذ سنوات طويلة”، فيما تعهد رئيس اللجنة النائب محمد عطية الفيومي، بـ”خروج تعديل تشريعي متوازن يراعي حقوق كلٍ من الملاك والمستأجرين، من دون انحياز لطرف على حساب آخر، واستماع اللجنة إلى جميع الرؤى للجهات ذات الصلة بمواد القانون“.

وحسب تعداد جهاز التعبئة والإحصاء الحكومي للعام 2017، فإن مصر يوجد فيها ثلاثة ملايين و19 ألفاً و662 وحدة تخضع لأحكام قانون الإيجارات القديمة، منها نحو مليون و879 ألف وحدة سكنية، و575 ألف وحدة للنشاط غير السكني (تجاري وإداري)، وتسعة آلاف و307 وحدات تستخدم للسكن والعمل معاً.

ويبلغ عدد الوحدات في المناطق الحضرية نحو مليونين و792 ألفاً و224 وحدة، وفي الريف 227 ألفاً و438 وحدة. وتصدرت العاصمة القاهرة قائمة المحافظات بأكثر من مليون و99 ألف وحدة، تليها الجيزة بإجمالي 562 ألفاً و135 وحدة، ثم الإسكندرية بـ433 ألفاً و761 وحدة. وتفيد بيانات الجهاز بوجود 118 ألفاً و835 وحدة مغلقة لسفر الأسرة إلى الخارج، و300 ألف و866 وحدة مغلقة لامتلاك الأسرة مسكناً آخر، وما يزيد على 86 ألف منشأة خالية تخضع لنظام الإيجار القديم، وأكثر من سبعة آلاف وحدة مغلقة بسبب حاجتها إلى الترميم

 

*في ظل وضع حرج من سداد القروض .. مطالب صندوق النقد تؤجل الشريحة الخامسة

حسب تقارير صندوق النقد الدولي والبيانات الرسمية لوزارة المالية بحكومة الانقلاب ، فإن إجمالي الديون الخارجية المستحقة على مصر (قصيرة ومتوسطة الأجل) حتى نهاية 2025 تتراوح بين 45 إلى 60 مليار دولار، حسب سعر الصرف، الفوائد، وجدولة الأقساط.

وتشمل هذه المبالغ، قروضا من صندوق النقد الدولي وسندات دولية بالدولار واليورو، وقروضا من دول (ودائع) مثل السعودية، والإمارات، وقطر، والصين والكويت، والتزامات تجارية وودائع لدى البنك المركزي.

وقال مراقبون إنه في ظل ما تواجهه مصر من ضغط كبير في احتياطي النقد الأجنبي فإن سداد هذه الديون في ظل الوضع الاقتصادي الحالي (تضخم، قلة العملة الصعبة، تراجع الاستثمار) يمثل تحديًا ضخمًا.

 وأنهت بعثة صندوق النقد الدولي أعمالها بشأن المراجعة الخامسة لبرنامج مصر وتستمر المناقشات افتراضيًا تمهيدًا لصرف 1.3 مليار دولار، ونقلت صحف محلية كالعادة إيجابيات الزيارة ولم تنقل سلبياتها فقالت إن البعثة أشادت بتطورات الاقتصاد وسعر الصرف المرن، لكن تظل ملاحظاتها قائمة بشأن تباطؤ تخارج الدولة من النشاط الاقتصادي والطروحات الحكومية.

إلا أن “صندوق النقد الدولي” قال: يجب على مصر تسريع وتعميق الإصلاحات (تمكين القطاع الخاص وخروج الجيش من الاقتصاد) لدعم استكمال المراجعة الخامسة وصرف الشريحة الجديدة من القرض.

وطرحت اللجان مهاجمة صندوق النقد عبر منصات التواصل الاجتماعي وطرحوا هاشتاج #وداعا_صندوق_النقد_الدولي  بعد أن أعلن فشل المفاوضات الجديدة المتمثلة بالمراجعة الخامسة.

وساند ذلك دعم من حكومة السيسي حيث خرج وزير الخارجية متقمصا دور وزير المالية بحكومة السيسي وقال: “نجري الإصلاح الاقتصادي من أجل المصريين وليس صندوق النقد”!

وأضاف بدر عبدالعاطى وزير الخارجية، “مصر تجري إصلاحا اقتصاديا، ليس من أجل صندوق النقد الدولي أو المستثمر الأمريكي، ولكن للمصريين.”.

أضاف في منتدى قادة السياسات الذي تعقده غرفة التجارة الأميركية في القاهرة، إن مصر بدأت الإصلاح الاقتصادي عام 2016، ومستمرة فيه، وملتزمة به وأنها ” بصدد الانتهاء من المراجعة الخامسة لقرض صندوق النقد الدولي حاليا.”.

ودمج إلى خدمة المصريين خدمة آخرين قال عنهم أيضا: “نواصل التحرك إلى الأمام ونحن ملتزمون تماما بالإصلاح الاقتصادي لخدمة المستثمر المصري والأجنبي”.!

وروج الإعلام المحلي أن مصر انتهت من سداد 12 مليار دولار من إجمالي التزاماتها البالغة 20 مليار دولار لصندوق النقد الدولي حتى أبريل الماضي، وأضافت أن ذلك الرقم يعادل 60% من حجم برامج التمويل الماضية بين مصر وصندوق النقد الدولى.

وبدأت البعثة الفنية لصندوق النقد اجتماعتها مع مسئولين في الحكومة منذ أسبوعين، للتباحث حول تفاصيل المراجعة الخامسة لتشمل المناقشات إجراءات هيكلة الحكومة، ودمج الهيئات الاقتصادية، وتنفيذ بنود وثيقة سياسة ملكية الدولة وتخارج الحكومة من بعض القطاعات الاقتصادية.

وقال مصدر لموقع “المنصة” إن “وفد الصندوق أبدى تحفظه الواضح على تباطؤ الحكومة في تنفيذ برنامج الطروحات، وعدم التزامها بخطة تقليص الوجود الحكومي في السوق، ما اعتبره الصندوق خطوة عكسية تعرقل جهود خفض الإنفاق العام وتقليل الدين، وتضعف قدرة الدولة على جذب الاستثمارات.”

وأشار إلى مطالبة بعثة الصندوق الحكومة بمزيد من المرونة في إدارة سعر الصرف، معتبرة أن التشدد الحالي في السياسات النقدية يعوق استعادة الثقة في الاقتصاد، إلا أن الحكومة رفضت المقترح، مبررة ذلك بتخوفها من تفاقم أزمة الأسعار وزيادة الأعباء على المواطنين في ظل معدلات التضخم المرتفعة.

وفي 6 مارس 2024، أعلن البنك المركزي التزامه بتحديد سعر الصرف وفقًا لآليات السوق، تزامنًا مع قراره رفع أسعار الفائدة بنسبة 6%.

وأضاف المصدر أن الحكومة عرضت على بعثة صندوق النقد خطة لإعادة هيكلة 59 هيئة اقتصادية، تتضمن دمج بعضها، وتحويل عدد منها إلى هيئات عامة، وتصفية أخرى، بينما أكد مسئولو الصندوق ضرورة تسريع التنفيذ حتى يتمكن من تقييم الوضع المالي للدولة بشكل أكثر دقة وشمولًا.

وشدد على أن الحكومة وعدت بالإعلان عن طرح 11 شركة وبنكًا للاستثمار، سواء عبر البورصة أو لمستثمرين استراتيجيين، بدءًا من الشهر المقبل، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه سابقًا مع الصندوق.

 وواجه برنامج صندوق النقد الدولي مصاعب في التطبيق أجلت المراجعتين الأولى والثانية، لكن وتيرة تنفيذ البرنامج سارت بشكل سلس منذ مارس 2023 بعد تصحيح السعر الرسمي للدولار وتلقي دفعة كبيرة من الاستثمارات الإماراتية، ورفع صندوق النقد الدولي قيمة القرض من ثلاثة إلى ثمانية مليارات دولار بعد تضرر إيرادات قناة السويس في مصر من الحرب على غزة.

وفي مارس الماضي، وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على منح مصر تمويلًا من برنامج الصلابة والاستدامة بقيمة 1.3 مليار دولار، سيتم صرفها على شرائح.

وصرف صندوق النقد الدولي 1.2 مليار دولار لصالح مصر من إجمالي القرض البالغ 8 مليارات دولار، وهي الشريحة المُستحقة للمراجعة الرابعة لبرنامج القرض الذي تم إبرامه في 2022.

*إذلال خليجي واستحواذ ناعم لماذا يبيع السيسي أصول مصر “بثمن بخس” أين الجيش من حماية الأمن القومى؟

وسط أزمة مالية خانقة وعجز مزمن في العملة الصعبة، تمضي حكومة المنقلب السفيه  عبد الفتاح السيسي بلا تردد في طرح أصول مصر الاستراتيجية للبيع، بدءاً من الشركات والموانئ إلى المطارات والفنادق والمستشفيات. لكن المفارقة ليست فقط في البيع، بل في القبول بعروض بخسة، بعضها أقل من القيمة السوقية بكثير، من صناديق عربية ـ أغلبها خليجية ـ تتعامل مع الدولة المصرية بتعالي واستخفاف صارخ.

صحيفةالشروق” المقربة من الانقلاب ،  كشفت مؤخراً عن تراجع الحكومة عن طرح عدد من الشركات ضمن برنامج الطروحات، واستبدالها بالمطارات، بسبب العروض “غير المرضية” من صناديق عربية. وهذه ليست المرة الأولى، إذ تكرر الأمر سابقاً في مفاوضات شراء “بنك القاهرة”، وبيع “المصرف المتحد”، واستحواذات على شركات أدوية وفنادق.

فلماذا تصرّ الحكومة على البيع وهي تعلم أن الأصول تُعرض بأثمان بخسة؟ ولماذا تقبل هذا الإذلال الاقتصادي الخليجي، في وقت يصمت فيه الجيش المصري الذي أطاح بالرئيس الراحل محمد مرسي، بحجة أنه يريد بيع قناة السويس والأهرامات لقطر؟

أين الجيش الذي “حمى مصر من البيع”؟

عندما أنقلب الجيش بقيادة  وزير الدفاع الخائن السيسى  على الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدنى بتاريخ البلاد  في 2013، روّج الإعلام والدولة العميقة أن الرئيس المنتخب يريد “بيع قناة السويس لقطر”، وتسليم سيناء لـ”أهالي غزة”، وأنه كان على وشك “التفريط في أهرامات مصر”. اليوم، تُباع الأراضي والمطارات والموانئ والفنادق لمستثمرين خليجيين وأجانب بعقود تصل لـ50 عاماً، أو حتى دون مقابل كما في صفقة المنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس.

ومع ذلك، لا نسمع صوتاً من المؤسسة العسكرية، التي لطالما ادّعت أن تدخلها في السياسة لحماية “الأمن القومي” و”الثروات الوطنية”. بل إن بعض الأصول المعروضة ـ كالفنادق والمشروعات السياحية ـ تتبع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية نفسه، التابع للجيش، وتم تسليم إدارتها بالفعل لشركات إماراتية.

إذلال اقتصادي خليجي.. و”مخطط استحواذ ناعم

يشير الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد البهائي إلى أن ما يحدث ليس فقط نتيجة لضعف الحكومة، بل قد يكون جزءاً من “مخطط لتصفية الدولة المصرية”، وتحويلها إلى كيان تتحكم به الرأسمالية الاحتكارية الأجنبية والخليجية. ويضيف أن صناديق الخليج لا تسعى إلى تطوير الاقتصاد المصري، بل إلى الاستحواذ على أراضٍ ومرافق استراتيجية.

ففي صفقة “رأس الحكمة”، حصلت الإمارات على 170 مليون متر مربع، في عقد طويل الأجل يكاد يُخرج المنطقة من السيادة المصرية. كما تملك صناديق إماراتية وسعودية حالياً حصصاً ضخمة في أراضي القاهرة والسواحل، إضافة إلى إدارة عدد متزايد من الفنادق والمستشفيات والمرافق.

أين المعارضة اليسارية والعلمانية؟

المعارضة اليسارية والعلمانية التي وقفت بقوة ضد مرسي، بحجة أنه “يؤخون الدولةو”يفرّط في السيادة”، تقف الآن في صمت مطبق. لم نسمع من أغلب رموزها أي إدانة لبيع أصول الدولة أو إذلال مصر على يد مستثمرين عرب وأجانب.

فأين هي الأصوات التي كانت تصرخ “مصر مش للبيع”؟ ولماذا لم تعد صفقة مطار أو مصنع أو ميناء تثير فيهم الغضب؟ وهل أصبحوا شهود زور على تفكيك الدولة التي ادعوا يوماً أنهم يدافعون عنها؟ 

بيع الأصول.. مطلب صندوق النقد وسلاح السيسي

برنامج الطروحات ليس خياراً اقتصادياً فقط، بل التزاماً مفروضاً من صندوق النقد الدولي مقابل القروض المتتالية، والتي بلغت في عهد السيسي أكثر من 160 مليار دولار من الدين الخارجي. ومع ضغط الصندوق لتقليص دور الدولة في الاقتصاد، واشتراطه التخارج من شركات القطاع العام لصرف الشريحة الجديدة من قرضه البالغ 8 مليارات دولار، تسارع الحكومة في البيع بأي ثمن.

الدكتورة علياء المهدي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، حذّرت من بيع الأصولبالبخس”، وطالبت بشروط واضحة تحمي مصالح الشعب. لكن يبدو أن الحكومة غير مهتمة بتلك الشروط، بل تفضل الصفقات السريعة، حتى لو كانت مهينة.

الإمارات والسعودية تبتلعان الاقتصاد المصري

الاستثمارات الخليجية لم تعد فقط شراء أسهم، بل سيطرة كاملة على قطاعات حيوية. الإمارات، عبر موانئ أبوظبي، وقّعت اتفاقات لإدارة مناطق صناعية بمحيط قناة السويس لمدة 50 عاماً بنسبة أرباح مصرية ضعيفة. وفي السياحة، تدير شركةجيوان” الإماراتية عشرات الفنادق الحكومية، بعضها تابع للجيش.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، قالت صحيفة “البورصة” إن صناديق خليجية تتفاوض لشراء مستشفيات حكومية، فيما تعتزم مجموعة كويتية تنفيذ صفقة سياحية هي الأكبر بتاريخ مصر.

هل تباع مصر “قطعة قطعة”؟

كل الدلائل تشير إلى أن ما يجري ليس مجرد “خصخصة” عابرة، بل مشروع ممنهج لابتلاع الدولة المصرية. شركات، أراضٍ، مطارات، موانئ، فنادق، مصانع، وحتى المستشفيات، تُعرض للبيع دون رقابة شعبية أو إعلامية حرة.

ورغم الحديث الرسمي عن أن بعض الصفقات “ليست بيعاً بل تطويراً”، فإن العقود طويلة الأجل، وغياب الشفافية، والصمت السياسي، يكشف أن ما يجري هو فقدان تدريجي للسيادة.

في النهاية.. من يحاسب من؟

بين تفريط حكومي، واستغلال خليجي، وصمت عسكري، وتواطؤ معارضة، يقف الشعب المصري وحيداً، يتابع من بعيد كيف تُفرط دولته في أعز ما تملك، بلا شروط ولا كرامة.

والسؤال الذي سيُطرح غداً في كتب التاريخ:

هل باع السيسي مصر طواعية؟ أم أُجبر على البيع، ثم قبل بالإذلال؟

والأهم: هل سيحاسبه أحد؟

*السيسي يَهَبُ قناة السويس لأمريكا.. لماذا يتقرب المنقلب من ترامب على حساب السيادة الوطنية؟

في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول السيادة المصرية على قناة السويس، أعلن المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، استعداد بلاده لتقديم “كافة التسهيلات” للولايات المتحدة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما في ذلك إنشاء منطقة صناعية أميركية خاصة، متحدثاً وكأنّ الممر الملاحي الاستراتيجي بات ملكية خاصة يتصرف فيها دون حسيب أو رقيب. 

تقرب محسوب من ترامب بعد استبعاده 

يأتي ذلك بعد تجاهل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسيسي في جولته الأخيرة بالمنطقة، وهو ما فُسر على نطاق واسع باعتباره صفعة دبلوماسية لم تكن لتحدث لولا تراجع وزن القاهرة في ملفات المنطقة، غير أن السيسي بدا وكأنه يسعى لاسترضاء ترامب مجدداً، إذ أشاد بما وصفه بـ”توجهاته الداعمة لتعزيز التعاون الثنائي”، رغم غيابه الكامل عن المشهد السياسي الأميركي الحالي. 

هل تعود الامتيازات الأجنبية؟ 

تصريحات السيسي جاءت خلال استقباله وفداً من كبار رجال الأعمال الأميركيين، برئاسة رئيسة غرفة التجارة الأميركية سوزان كلارك، الذين يشاركون في المنتدى الاقتصادي المصري الأميركي في القاهرة، وألمح السيسي بوضوح إلى منح امتيازات استثنائية للاستثمارات الأميركية، من دون أي حديث عن دور البرلمان، أو رقابة الإعلام، أو حتى استشارة الشعب في تنازلات قد تمس واحدة من أخطر نقاط السيادة الاقتصادية لمصر. 

هل تُمنح السفن الأميركية مروراً مجانياً؟ 

الحديث عن “كل التسهيلات” يعيد إلى الأذهان مطالبة ترامب السابقة بإعفاء السفن الأميركية من رسوم عبور قناة السويس، فهل عاد هذا المقترح إلى الطاولة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين موقف الدولة المصرية من مبدأ المعاملة بالمثل؟ وهل تُمنح تسهيلات كهذه من دون إطار قانوني واضح أو موافقة شعبية؟ لا توجد حتى الآن أي إجابة رسمية، وسط صمت مطبق من البرلمان والمؤسسات الرقابية. 

تسليع قناة السويس… حتى إشعار آخر 

بدا لافتاً أن خطاب السيسي ركّز على المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باعتبارها “بوابة أميركية” إلى الأسواق العربية والأفريقية، متجاهلاً حقيقة أن تلك المنطقة تقع على حدود شريان ملاحي دولي يفترض أن تحكمه قواعد السيادة الوطنية والاتفاقيات الدولية، ولا يمكن تجاهل أن هذه التصريحات تأتي بعد أشهر من فشل النظام في تمرير قانون كان يتيح بيع أصول هيئة قناة السويس، ما أثار احتجاجاً شعبياً واسعاً اضطر معه النظام إلى التراجع التكتيكي، لكن يبدو أن التفريط عاد بصيغة “الاستثمار الأميركي“. 

غياب الشفافية يهدد المستقبل 

وسط غياب الشفافية، وتضاؤل دور مؤسسات الدولة، يستمر النظام المصري في التعامل مع أصول مصر الاستراتيجية وكأنها أوراق تفاوض شخصية، ما يطرح تساؤلاً أساسياً: من يحمي السيادة المصرية عندما تصبح قناة السويس أداة تقرب من البيت الأبيض؟ وأين يقف البرلمان الانقلابي من كل هذا؟ وأين الصحافة المستقلة؟ وأين صوت الشعب؟ الصفقة الغامضة مع المستثمرين الأميركيين لا تبدو مجرد تعاون اقتصادي، بل خطوة إضافية نحو تسليع السيادة المصرية، في وقت تشهد فيه البلاد أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة، يبدو أن النظام يتعامل معها بمنطق الهروب إلى الأمام.

* السيسي يعترف.. خسائر قناة السويس بمليارات الدولارات

كشف جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، خلال جلسة عقدت في الرياض بعنوان “التطورات والآفاق الاقتصادية العالمية والإقليمية”، أن مصر تكبدت خسائر تقدر بنحو 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب في غزة.

وأوضح أزعور أن النزاعات المستمرة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ألقت بظلالها على اقتصادات المنطقة، وأثرت بشكل خاص على الناتج المحلي المصري بسبب تراجع عائدات قناة السويس والسياحة، ما يهدد الاستقرار الاقتصادي في مصر والمنطقة.

تم الإعلان عن هذه الخسائر بشكل رسمي خلال جلسة صندوق النقد الدولي في الرياض بتاريخ 25 مايو 2025، حيث قدم أزعور تحليلاً مفصلاً عن التأثيرات الاقتصادية للنزاعات الإقليمية على مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط، كما جاءت تصريحات السيسي في مارس 2025 خلال حفل الإفطار السنوي للقوات المسلحة، حيث تحدث عن الخسائر الشهرية في إيرادات القناة بسبب الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، وأكد رئيس هيئة قناة السويس في مقابلات خلال أبريل ومايو 2025 على استمرار الجهود لاستعادة حركة الملاحة الطبيعية، مع توقعات بتحسن تدريجي خلال النصف الثاني من العام. 

الحرب وتأثيرات أمنية إقليمية

تأتي هذه الخسائر في ظل استمرار الهجمات الحوثية المدعومة إقليمياً على السفن في البحر الأحمر، وخاصة في مضيق باب المندب الاستراتيجي، ما دفع عدداً كبيراً من شركات الشحن إلى تحويل مساراتها إلى طرق أطول مثل رأس الرجاء الصالح، رغم ارتفاع تكاليفها وأضرارها البيئية.

وأكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، في تصريحات خلال أبريل 2025، أن حركة الملاحة تراجعت بنسبة 50%، وأن إيرادات القناة انخفضت من نحو 10.2 مليار دولار في 2023 إلى 3.9 مليار دولار في 2024، أي خسارة تقارب 7 مليارات دولار، وهو ما يعكس الأزمة الأمنية التي لم تكن القناة طرفاً فيها.

كما أوضح قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في مارس 2025 أن الخسائر الشهرية من إيرادات القناة تتراوح بين 480 و630 مليون دولار، نتيجة الظروف الأمنية في المنطقة، خاصة هجمات الحوثيين على السفن. 

تبخر 70% من الإيرادات

صرحت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في أكتوبر 2024، بأن مصر خسرت 70% من إيرادات قناة السويس بسبب حرب غزة، وأوضحت أن التوترات في منطقة الشرق الأوسط أثرت سلبًا على الاقتصاد المصري، مما أدى إلى تراجع كبير في عائدات القناة. 

تداعيات اقتصادية.. عجز وتضخم

أدى انخفاض إيرادات قناة السويس إلى تفاقم العجز في الحساب الجاري لمصر، حيث توقعت تقارير صندوق النقد الدولي أن يصل العجز إلى -6.6% في السنة المالية 2024/2025، كما ارتفع معدل التضخم إلى 24.4% في السنة المالية 2023/2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 33.3% في السنة المالية 2024/2025. 

المآلات الاقتصادية والتحديات المستقبلية

الاقتصاديون يرون أن هذه الخسائر تمثل ضربة قاسية للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، فالخبير المالي الدكتور محمد عبد الرحيم، أكد أن استقرار الملاحة في البحر الأحمر لا ينعكس فقط على الاقتصاد بل له أبعاد استراتيجية تعزز من مكانة مصر كممر رئيسي للتجارة العالمية، ومع ذلك، فإن استمرار التوترات الجيوسياسية وغياب الأمن الملاحي قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في الإيرادات، ما يفاقم الضغوط على ميزان المدفوعات ويحد من قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. 

تصريحات الاقتصاديين ورؤية المعارضة للانقلاب العسكري

وأكد اقتصاديون أن هذه الخسائر الاقتصادية تعكس فشل السياسات الأمنية والاقتصادية للحكومة الحالية في حماية الممرات الحيوية وتأمين الاقتصاد الوطني، والمعارضون يرون أن الانقلاب قاد إلى عزلة دولية وسياسات داخلية أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية، وغياب رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات الإقليمية، كما يشيرون إلى أن الاعتماد المفرط على قناة السويس كمصدر رئيسي للإيرادات دون تنويع اقتصادي حقيقي يزيد من هشاشة الاقتصاد أمام الصدمات الخارجية. 

الخلاصة..

مع استمرار التوترات الإقليمية وتراجع الإيرادات الحيوية مثل قناة السويس والسياحة، يواجه الاقتصاد المصري تحديات كبيرة، ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي، ما لم تتخذ الحكومة إجراءات جذرية لإصلاح السياسات الاقتصادية وتعزيز الاستقرار، وإعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والأمنية، للخروج من الأزمة الراهنة، مع التركيز على تعزيز الاستقرار السياسي.

* سيناريوهات متعددة لتعويم الجنيه المصري.. توقعات الخبراء وآراء المواطنين

كما في نوفمبر الماضي وقرار تعويم الجنيه بعد المراجعة الرابعة، حيث وصل الدولار في البنوك لـ50 جنيهًا، قال مصطفى مدبولي إن تعويم الجنية قادم قريبًا، وذلك بعد اجتماعه نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي 18 مايو الجاري، واليوم وافق السيسي على سرعة التعويم.

وسجل اليورو يوم الاثنين أعلى مستوى له في شهر مقابل الدولار، بعد أن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءًا من الأول من يونيو ، وذلك بعدما طلب الاتحاد مزيدًا من الوقت للتوصل إلى اتفاق جيد.

وفي مصر واصل الدولار الأمريكي تراجعه، اليوم الاثنين، فيما سجّل اليورو قفزة ملحوظة في تداولات، إلى جانب عملات أخرى حساسة للمخاطر مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، وذلك بعد أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من يونيو المقبل بناءً على طلب أوروبي لإتاحة مزيد من الوقت للتوصل إلى “اتفاق جيد“.

وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، عبر موقعها الإلكتروني، أن اليورو قفز بنسبة 0.55% ليصل إلى 1.1418 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 29 أبريل؛ كما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.58% إلى 0.6537 دولار، وهو مستوى لم يشهده منذ 25 نوفمبر، بينما صعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.75% إلى 0.6031 دولار الأعلى منذ 7 نوفمبر.

وقال مراقبون إن تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر مسجلًا أقل مستوى له منذ ديسمبر كانون الأول 2024 ليبلغ دون 50 جنيهًا، في وقت تزور فيه بعثة من صندوق النقد الدولي مصر لإجراء المراجعة الخامسة لبرنامج مصر للإصلاح الاقتصادي.

وقال المراقبون إن تراجع سعر الدولار يعكس تحسنًا واضحًا في تدفقات العملة الصعبة بمصر، لكن استمرار التراجع سيكون على المحك نظرًا لالتزامات مصر الكبيرة من العملة الصعبة والتحديات المستمرة.

ومنذ ديسمبر 2024 بدأ سعر الدولار يتداول فوق 50 جنيهًا لأول مرة منذ أن أجرت مصر تعديلًا على سعر عملتها في مارس 2024، وسجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 72.4% خلال الفترة من مارس آذار 2024 إلى فبراير شباط 2025 إلى 32.6 مليار دولار، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري. 

سيناريوهات التعويم

وقالت هدى المصري @Hudaelmsri إننا أمام 3 سيناريوهات للتعويم:

السيناريو المتفائل: لو حصل تعويم حر بجد، خصخصة سريعة، ودفعة قوية للسياحة والتصدير. الدولار يرجع تحت السيطرة، والثقة ترجع للسوق. بس محتاجين قرارات جريئة جدًا وسريعة، غالبًا حنوصل لـ48 ع 2026.

السيناريو الوسط: تعويم نص نص، إعادة هيكلة ديون الـ42 مليار دولار اللي جاية، وتحسين بطيء لوضع الاستثمار. خطوة خطوة، بس الدولار هيفضل يلعب لو متحركناش اسرع برضو! يوصله 60 – 62 ع اخر 2025.

السيناريو المتشائم: لو فضلنا نأجل التعويم وما نتصرفش في أزمة الدولار، مع فشل الخصخصة وتراجع السياحة والتحويلات والاستثمار ، الجنيه هيغرق. التضخم هيضرب والسوق الموازية هتتحكم بشراسة. 70 – 78 وانت طالع.

وده -تاني برضو- من غير اي تحديات جديدة ولا غدر الصحاب.

وقال الوليد أحمد @alkangr: “صحيح النظام المصرفي كانت فيه مشاكل كتيرة وغير مستعد انه يكون جزء من النظام المصرفي العالمي، لكن اعتقد انه تعويم الجنيه هو مشكلة الدولار مش دفع التعويضات لانه المبلغ ما كبير .. لكن حقيقة قرار الحكومة المدنية بتعويم الجنيه كان ليه أثر إنه الجنيه مستقر مقابل العملات الاجنبية لمدة عام كامل بعد الانقلاب  عليها”.

أما فضل الجعدي @Fadhel_Algade فقال: “الشعب انهكه الفساد والتخاذل الرسمي وانشغال الجهات المسئولة البعيد عن معاناته، وأدت السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة من تعويم الدولار وزيادة التعرفة الجمركية وعجز تحصيل الإيرادات إلى البنك المركزي إلى أعباء ثقيلة على كاهل الناس .”.

* انهيار القدرة الشرائية للمصريين والجوع يلاحق الطبقة المتوسطة

تشهد مصر في الآونة الأخيرة موجة من التضخم الحاد وارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يسبب تآكلًا كبيرًا في القدرة الشرائية للمواطنين.

وأصبح الوضع الاقتصادي في البلاد يهدد الاستقرار المعيشي للكثيرين، حيث يعاني الكثير من الأفراد من صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية نتيجة لتضاعف الأسعار، بينما تشير التوقعات إلى أن الأزمة قد تستمر لفترة طويلة إذا لم تتخذ حكومة الانقلاب إجراءات حاسمة.

وفقًا للتقارير الحكومية، بلغ معدل التضخم مستويات غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة. وفي أحدث بيانات البنك المركزي المصري، وصل التضخم السنوي في عام 2023 إلى ما يزيد على 30%، وفى عام 2024 أكثر من 21% ما يعني أن الأسعار ترتفع بوتيرة أسرع من دخول أغلب المصريين. فقد شهدت السلع الأساسية مثل المواد الغذائية، والوقود، ووسائل النقل زيادة هائلة، مما يضع ضغوطًا شديدة على الطبقات المتوسطة والفقيرة.

الأسعار

حول هذه الأزمة قال أحمد السيد موظف حكومي في الأربعين من عمره : كنت أتمكن من تغطية مصاريف الأسرة الشهرية منذ عامين، ولكن الآن أصبحت الأسعار ترتفع بشكل يفوق قدراتي. أسعار الخضراوات، اللحوم، والمواصلات زادت بشكل رهيب.

وأضاف : نحن نعيش في حالة من القلق الدائم حول كيفية تأمين احتياجاتنا الأساسية.

وقال محمد منصور عامل انه لم يعد قادرا على شراء متطلبات أسرته اليومية بسبب ارتفاع الأسعار فى الوقت الذى لا يزيد دخله بنفس نسبة الزيادة فى الأسعار .

وأكد أنه يضطر إلى شراء أقل من نصف الاحتياجات وهو ما يمثل مشكلة كبيرة، موضحا أنه لا يعرف كيف ستستمر حياته فى ظل الارتفاع المستمر فى الأسعار  .

انخفاض قيمة الجنيه

قال الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده : نحن أمام أزمة تضخمية حادة بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، موضحا أن الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة تتعلق بانخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، خاصة الدولار، مما أدى إلى زيادة تكلفة الواردات.

وأضاف عبده فى تصريحات صحفية : التضخم أصبح محركًا رئيسيًا لارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية، والمواطن هو من يدفع الثمن الأكبر.

وأكد أننا نلاحظ أن القدرة الشرائية للمواطنين تآكلت بشكل ملحوظ، موضحا أنه كان يمكن للأسر ذات الدخل المتوسط في الماضي أن تستفيد من تزايد الاستهلاك، لكن الآن أصبح معظم الناس لا يستطيعون تحمل تكاليف الحياة اليومية .

إصلاحات اقتصادية

قال الخبير الاقتصادي هاني توفيق، ان ارتفاع الأسعار يتطلب إصلاحات هيكلية على مستوى الاقتصاد الكلي، مشيرا إلى أن التضخم ليس مجرد زيادة في الأسعار، بل هو انعكاس لانخفاض قيمة العملة وزيادة تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام .

وطالب توفيق فى تصريحات صحفية حكومة الانقلاب باجراء إصلاحات اقتصادية من خلال زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مؤكدا أن هذه الاصلاحات قد تكون بداية الحل، ولكنها تحتاج إلى وقت طويل. 

وأشار إلى أن تأثير التضخم يتجاوز مجرد الأسعار؛ مؤكدا أنه يؤثر على الطبقات الاجتماعية بشكل غير متساوٍ، فالطبقة الفقيرة هي الأكثر تأثرًا، بينما الطبقات الأعلى قد تتمكن من التكيف مع الارتفاعات، لكن الطبقات المتوسطة تظل الأكثر تضررًا.

 

من كفيل العمل إلى كفيل السياسة كرامة المصريين أصبحت في يد من يدفع أكثر.. الاثنين 26 مايو 2025م.. رغم إهدار السيسي المليارات على التفريعة لماذا تهرب السفن العملاقة من قناة السويس وهل هناك دور لعيال زايد؟

من كفيل العمل إلى كفيل السياسة كرامة المصريين أصبحت في يد من يدفع أكثر.. الاثنين 26 مايو 2025م.. رغم إهدار السيسي المليارات على التفريعة لماذا تهرب السفن العملاقة من قناة السويس وهل هناك دور لعيال زايد؟

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* خصومة سياسية تلاحق الأب والابن لماذا يتعنت السيسي مع “أبو الفتوح” العائد لوطنه رغم الاستبداد؟

رغم تواجده داخل سيارة ترحيلات أمام مقر المحكمة، قررت محكمة جنايات القاهرة، بحكومة الانقلاب  المنعقدة بصفتها محكمة أمن دولة عليا طوارئ، تأجيل إعادة محاكمة أحمد عبد المنعم أبو الفتوح، نجل رئيس حزب “مصر القوية”، إلى جلسة 10 يونيو/حزيران المقبل، بزعم “تعذر حضوره” القرار أثار دهشة محاميه وأسرته، الذين فوجئوا بعد الجلسة بأن نجلهم كان موجودًا بالفعل في محيط المحكمة، لكن الأمن لم يصطحبه إلى القاعة في الوقت المناسب، وفق ما أكده المحامي أحمد أبو العلا ماضي.

ويخضع أحمد لإعادة محاكمة على خلفية حكم غيابي بالسجن عشر سنوات، في القضية رقم 1059 لسنة 2021، التي اتُهم فيها بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهي ذات القضية التي نال فيها والده، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، حكمًا بالسجن المشدد 15 عامًا، تم التصديق عليه من قبل الحاكم العسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

خصومة سياسية تلاحق الأب والابن

لم يكن اعتقال نجل أبو الفتوح، منتصف الشهر الماضي، مفاجئًا لعائلته التي كانت تدرك مسبقًا صدور حكم غيابي بحقه، لكنها كانت تطمئن إلى معاملته الطبيعية وزياراته المنتظمة لوالده في السجن دون تدخل أمني، إلا أن الواقعة الأخيرة، بحسب المحامي ماضي، كشفت عن تراجع جديد في التزامات النظام تجاه أبسط قواعد العدالة، حيث تم اقتياده من وحدة مرور القطامية أثناء محاولته تجديد ترخيص سيارته، بناءً على ظهور الحكم الغيابي في قاعدة بيانات وزارة الداخلية، ثم جرى اقتياده إلى جهة غير معلومة.

وأوضح ماضي أن الحكم الغيابي استند فقط إلى محضر تحريات من جهاز الأمن الوطني، دون أي دليل مادي يعزز هذه الاتهامات، مشيرًا إلى أن الأسرة تلقت وعودًا بعد القبض عليه بإخلاء سبيله بمجرد توقيعه على طلب إعادة الإجراءات، لكن السلطات لم تلتزم بذلك.

أبو الفتوح.. عودة للوطن رغم علمه بالمصير

قصة عبد المنعم أبو الفتوح، المعارض السياسي المعروف وأحد أبرز المرشحين الرئاسيين السابقين، تمثل أحد أكثر الأمثلة وضوحًا على تعنت النظام الحالي تجاه معارضيه، فقد اختار أبو الفتوح، رغم تحذيرات المقربين، العودة إلى بلاده عام 2018 قادمًا من الخارج، رافضًا أن يعيش في المنفى أو يكتفي بالمعارضة من الخارج، إلا أن النظام استقبله باعتقال فوري، وتهم ملفقة، ومحاكمة استثنائية أدانتها منظمات حقوقية محلية ودولية.

وفي الوقت الذي يسوّق فيه النظام المصري صورة زائفة عن “انفتاح سياسي” و”جمهورية جديدة”، فإن استمرار اعتقال أبو الفتوح ونجله، ومحاكمتهما أمام محكمة استثنائية منتهية الصلاحية قانونًا، يكشف عن واقع مغاير، فالمحاكم الاستثنائية لا تزال تنظر قضايا أُحيلت قبل إنهاء حالة الطوارئ في أكتوبر 2021، في تحدٍ لتوصيات أممية، أبرزها تقرير لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، التي انتقدت استمرار عمل هذه المحاكم وغياب ضمانات المحاكمة العادلة.

إذا كان لدى السيسي ذرة سياسةيعلق حقوقيون ومعارضون بأن استمرار استهداف أبو الفتوح وأسرته، رغم تقدمه في السن وعدم نشاطه السياسي خلال السنوات الأخيرة، لا يعكس سوى عقلية أمنية عاجزة عن طي صفحة الصراع مع المعارضين.

ويقول أحد المراقبين: إن “السيسي لو كانت لديه أدنى حكمة سياسية، لرفع يده عن أبو الفتوح وأمثاله، ليبعث برسالة مفادها أن مصر لم تعد سجنًا كبيرًا للمعارضين، لكن تعنته المستمر لا يعكس إلا قصر نظر السلطة، وتغوّل أجهزة الأمن على حساب صورة الدولة ومصالحها الدولية“.

*جبهة حراك تندد بقانون انتخابي يعمّق الهيمنة ويغتال إرادة الشعب الحرة

أكدت جهات سياسية بارزة متابعة للمشهد التشريعي أن مشروع قانون الانتخابات الجديد المعروض حاليًا على مجلس النواب يعيد إنتاج التجربة الانتخابية السابقة بكل ما تحمله من إخفاقات وعيوب شكلت مصدر انتقاد واسع بين قوى المجتمع المدني

أوضحت جبهة “حراك” في بيان صحفي شديد اللهجة أن القانون المقترح لم يحمل أي تعديل جوهري مقارنة بالقانون القائم حاليًا وأنه جاء بصيغة مطابقة تقريبًا لما تم العمل به في الدورات الانتخابية الماضية دون الاستفادة من نتائج الحوار الوطني الذي شهد مشاركة واسعة من مختلف القوى الوطنية

أشارت الجبهة إلى أن إصرار السلطة التشريعية على تمرير هذا المشروع دون إصغاء حقيقي لمطالب الرأي العام يمثل ضربة قوية لمبدأ الشفافية ويجسد استخفافًا واضحًا بمطالب الأحزاب والنخب التي دعت إلى إلغاء نظام القوائم المغلقة المطلقة أو على الأقل الدمج بين النظامين النسبي والمطلق

لفتت إلى أن المضي قدمًا في التصويت على مشروع القانون بشكله الحالي سيؤدي إلى إنتاج برلمان لا يعكس التنوع السياسي الحقيقي ولا يعبر عن إرادة المواطنين بل يشكل امتدادًا للهندسة السياسية السابقة التي أفرزت مجالس لا تؤدي دورها الرقابي أو التشريعي بفعالية

نبهت إلى أن ما يجري لا يختلف عن سيناريو البرلمانين الحالي والسابق الذين شهدا عملية تفصيل نيابية على مقاس السلطة التنفيذية مما أفقد البرلمان استقلاليته ووظيفته الأساسية كمؤسسة تمثيلية حقيقية للشعب

زعم بعض النواب أن القانون الجديد يحقق الاستقرار التشريعي بينما يرى مراقبون أن هذا المنطق يخفي نية واضحة في تقييد المنافسة السياسية وحصرها في دائرة ضيقة من المرشحين الموالين للسلطة

أعلنت جبهة “حراك” أنها تتابع تطورات الملف عن كثب وطالبت بإعادة النظر فورًا في الصيغة المقترحة للقانون داعية إلى فتح المجال لمشاركة وطنية حقيقية تضمن العدالة وتكافؤ الفرص والتمثيل العادل لكافة مكونات المجتمع

استدركت بأن تجاهل هذه المطالب سيؤدي إلى تراجع خطير في ثقة الشارع بالعملية الانتخابية برمتها وسيقوض فرص بناء مؤسسات ديمقراطية تعبر عن الشعب لا عن الحكومة

نوهت الجبهة إلى أن المشاركة السياسية هي حق دستوري أصيل لا يجوز الالتفاف عليه تحت أي ذريعة سياسية أو تشريعية وطالبت بمنح المواطن الحرية الكاملة لاختيار من يمثله دون ضغوط أو وصاية

دعت جميع الأطراف إلى احترام نتائج الحوار الوطني وعدم تحويله إلى مجرد وثائق محفوظة لا تُنفذ معتبرة أن الالتزام بمخرجاته هو السبيل الوحيد لتحقيق التوافق الوطني وإعادة الأمل في مستقبل سياسي نزيه

أردفت في ختام بيانها أن الشعب هو صاحب الحق الأول في اختيار نوابه دون أن تُصادر إرادته أو يُسلب صوته مؤكدة أن الاستمرار في هذا المسار الأحادي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الغضب الشعبي والتشكيك في شرعية العملية الانتخابية المقبلة

*شيخ الأزهر: استهداف الاحتلال لـ9 من أبناء طبيبة فلسطينية جريمة مروعة للإرهاب الصهيوني

ندّد شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، بجريمة الاحتلال الإسرائيلي التي أودت بحياة تسعة من أبناء الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، مقدماً لها رسالة تعزية مؤثرة وموقفاً إنسانياً حازماً ضد صمت العالم.

وفي برقية بعثها للطبيبة المكلومة، أعرب الإمام الأكبر عن بالغ حزنه وخالص مواساته، مشيداً بصبرها وصمودها الذي يُجسِّد قوة المرأة الفلسطينية وأمومتها البطولية، رغم ما أصابها من فاجعة.

واعتبر شيخ الأزهر استهداف منزل الطبيبة آلاء في خان يونس “جريمة مروعة تُجسّد أبشع صور الإرهاب الصهيوني ضد شعب أعزل لا يملك سوى الإيمان والصمود”، مؤكداً أن هذه الممارسات الوحشية تتم تحت أنظار مجتمع دولي عاجز، بل ومتواطئ في بعض الأحيان، بدعمه للاحتلال وممارساته.

ودعا الدكتور الطيب إلى تحريك الضمير العالمي لوضع حدّ للمجازر المستمرة في قطاع غزة، مؤكداً أن هذه الجرائم لن تنال من عزيمة الفلسطينيين ولا من حقهم المشروع في الدفاع عن أرضهم.

وكانت الطبيبة آلاء النجار، أخصائية طب الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قد فقدت تسعة من أطفالها، إثر غارة جوية استهدفت منزل العائلة في منطقة قيزان النجار بمدينة خان يونس. الضحايا هم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. كما نُقل زوجها الطبيب حمدي النجار وطفلها الوحيد الناجي، آدم، إلى العناية المركزة في حالة حرجة.

المأساة وقعت بينما كانت آلاء تقوم بواجبها المهني في إنقاذ المصابين، لتتفاجأ بوصول جثامين أطفالها إلى المستشفى نفسه، في مشهد هزّ مشاعر زملائها والعالم.

وتتعرض مدينة خان يونس منذ أسابيع لتصعيد عسكري عنيف من جانب الاحتلال الإسرائيلي، خلف مئات الشهداء من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. وقد وثّقت منظمات حقوقية دولية استهداف الاحتلال للمنازل دون إنذار مسبق، ما أدى إلى محو عائلات كاملة

* من كفيل العمل إلى كفيل السياسة.. هل أصبحت كرامة المصريين في يد من يدفع أكثر؟

في مشهد أثار غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وثّق مقطع فيديو لحظة إهانة كفيل سعودي لعامل مصري، طرده من السكن وحرمه من مستحقاته المالية، بينما توسّل الأخير قائلاً: “بقالي 70 يوم مش لاقي آكل… إديني حقوقي واحجزلي عشان أنزل“.

المشهد المؤلم يعكس تراجع كرامة المواطن المصري داخل بلده وخارجها، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بفيديو يُظهر عاملًا مصريًا يتوسل كفيله السعودي للحصول على مستحقاته أو تذكرة للعودة إلى بلاده. لم يكن هذا المقطع مجرد توثيق لاستغلال فردي، بل صار مرآة لحال مصر الرسمية في عهد عبد الفتاح السيسي، من العامل البسيط إلى رأس النظام: الإهانة واحدة، والكفيل متعدد.

الفيديو تفاعل معه آلاف المصريين الذين شبّهوا ما حدث للعامل بما يتعرض له السيسي نفسه من تهميش وإذلال في حضرة قادة الخليج. السخرية السوداء كانت حاضرة بقوة، فالفرق بين العامل والرئيس، أن الأول صرخ، بينما الثاني ابتسم وهو يتلقى الصفعة، وفق ما رآه المعلقون.

الواقعة، التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، سلّطت الضوء مجددًا على الوضع المهين الذي بات يعيشه آلاف المصريين في دول الخليج، في ظل تراجع دور مصر الإقليمي وتحوّلها من دولة قائدة إلى دولة “تستجدي” الدعم، وفق وصف ناشطين، منذ انقلاب 2013 الذي قاده عبد الفتاح السيسي بدعم سعودي إماراتي مباشر.

فيديو الحادثة: شاهد المقطع هنا

تبعية مهينة وتراجع تاريخي

لطالما كانت مصر – بتاريخها وثقلها البشري والثقافي – ركيزة العالم العربي، إلا أن  المنقلب السفيه السيسي، ومنذ استيلائه على السلطة، فرّط في مكانة البلاد الإقليمية مقابل “الرز الخليجي”، بحسب تعبيره الشهير.

ويرى مراقبون أن مهانة المصريين في الخليج ليست مجرد حوادث فردية، بل تعبير صارخ عن الخلل في العلاقة بين القاهرة والدول الخليجية، التي باتت تتعامل مع المصريين بوصفهم عمالة هامشية، ومع النظام المصري بوصفه تابعًا لا شريكًا.

خبير: السيسي حوّل المصريين إلى سلعة… ومصر إلى “خادم إقليمي

يقول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمستشار السياسي السابق للرئيس مرسي، إن ما جرى للعامل المصري هو “نتيجة مباشرة لسياسات التبعية”، مضيفًا:

السيسي لم يكتفِ ببيع القرار المصري مقابل بقائه في السلطة، بل فرّط في كرامة المصريين في الداخل والخارج، فأصبح العامل المصري يُهان، بينما السلطة في القاهرة تلتزم الصمت أو تصدر بيانات شكلية“.

ويتابع عبد الفتاح:

مصر التي كانت تقود العرب أصبحت تقف على أبواب الخليج تطلب ودًا ومالاً، بينما تقوم الرياض بدور القيادة الإقليمية بكل وضوح، كما حدث في زيارة ترامب الشهيرة، حيث غاب السيسي، وكانت السعودية هي الواجهة والمحرك“.

الكفالة: عبودية مقنّعة رغم “الإصلاحات

الحادثة أعادت فتح النقاش حول نظام الكفالة في السعودية، الذي يمنح الكفيل سلطة شبه مطلقة على العامل الأجنبي. ورغم إعلان الرياض في 2022 عن مبادرة “تحسين العلاقة التعاقدية”، لا تزال التقارير الحقوقية تشير إلى استمرار الانتهاكات، مثل مصادرة الجوازات، حرمان الأجور، ومنع التنقل.

وبحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن هذه التعديلات لم تشمل فئات العمالة المنزلية، ولم تُنفّذ بشكل فعّال في بعض القطاعات.

تحرك رسمي… ولكن بعد الفضيحة

سفارة القاهرة في الرياض أعلنت تدخلها بعد انتشار الفيديو، وأفادت مصادر لموقع القاهرة 24 بأن العامل عاد إلى مصر قبل نحو 45 يومًا، وأن الإجراءات القانونية جارية. كما تبين أن الكفيل متورط في تعاقدات مع أكثر من 30 عاملاً مصريًا، في مؤشر على نمط انتهاكات ممنهجة.

المفارقة أن السفارة المصرية لم تتحرك إلا بعد انتشار الفيديو وضغط الرأي العام، ما أعاد إلى الأذهان أسئلة عن مئات الحالات المشابهة التي لم توثّق، ومرّت بهدوء تحت غطاء الصمت الرسمي.

لكن التحرك المصري الرسمي، رغم أهميته، جاء متأخرًا ويعكس – بحسب مراقبينعجز الدولة عن حماية مواطنيها في الخارج، نتيجة اختلال توازن القوة في العلاقة مع الخليج.

  من المهانة إلى التبعية

حادثة الإهانة ليست معزولة، بل امتداد لمسار بدأ منذ أن منح السيسي قراره السيادي مقابل الدعم الخليجي. مصر اليوم، كما يقول ناشطون، ليست فقط “تسول من الخليج”، بل فقدت وزنها التاريخي، وأصبح مواطنها عرضة للإذلال دون رادع حقيقي، في مشهد يجسد ببساطة الثمن الباهظ للانقلاب على إرادة الشعوب

مشاهد عديدة أعيد تداولها، من طرد العامل، إلى لحظات محرجة واجهها السيسي في زياراته للرياض، حيث ظهر في مقاطع فيديو وهو يُهمّش، أو يُبعد عن عدسات الكاميرا في لحظات بروتوكولية، ما اعتبره البعض اختزالًا مهينًا لحالة التبعية السياسية والمالية لمصر في ظل النظام الحالي.

سياسة الكفالة في الخليج باتت رمزية لحال المواطن المصري الذي يُرسل للعمل خارج بلاده بحثًا عن حياة كريمة، لكنه يواجه نظمًا لا تضمن حقوقه. لكن الأخطر من ذلك أن الكفالة ذاتها أصبحت صورة عن علاقة مصر بحلفائها الخليجيين، حيث تُمنح الأموال مقابل الولاء، وتُصاغ السياسات بما لا يغضب الممول.

هذا المشهد لا يفضح فقط فجوة الكرامة، بل يعكس كيف تحوّلت الدولة إلى “عامل خارجي” لدى كفلاء الخارج، تمامًا كما يُعامل العامل البسيط من دون حماية أو إنصاف.

* مقتل حفيد “الدجوي”.. الاتهام حائر بين “صبري نخنوخ” و”نوال”

شاعت الاتهامات عبر منصات التواصل فيمن قتل أحمد الدجوي حفيد السيدة نوال الدجوي بعد أيام قليلة من اكتشفاها سرقة أموالها المليونية ومتعددة المسارات المحلية والأجنبية والذهبية والتي بلغت في المجمل نحو 370 مليون جنيه على الأقل، تضعها في خزائن بيتها، وبعد أيام أقل من اتهام حفيدها لها بخلل في القوى العقلية والذاكرة.

وقال محمد على فيسبوك “مقتل حفيد الدجوي هل له صلة بصبري نخنوخ” ؟!

وقال نصار بكري @NASERBAKRI75: “العثور على جثمان أحمد الدجوي حفيد الدكتوره  في الجيزة.. ملحقش يتهنى بالدولارات ولا بالاسترليني . ومن 15 كيلو ذهب مأخدش جرام. القصة وراءها جهات سيادية ليس مجرد خلاف مع الأحفاد.”.

وأضاف الناشط المستقل على فيسبوك أحمد أنور سعدة (Ahmed Anwar Seada) ،  “انتحار  أو قتل حفيد الدكتورة نوال الدجوي، الحمد لله لم انسق وراء ترند التريقه والكوميكس على الدكتورة واسرتها، بفضل الله كان محور البوست لماذا تحتفظ بالاموال في بيتها،  لم اتهمها بشيء  لم اوجه الاتهام لفرد في اسرتها، بالعكس كتبت باحترام على الدكتورة نوال الدجوي “.

وتابع، “ربنا يصبرها،  كل من اتريق عليها او اتهم بدون دليل اي فرد من اسرتها بالسرقه  فلتعلم ان  كلمتك قد تكون قاتله، كلمه قد تعيدك للحياة وكلمه قد تدفعك للتخلص من حياتك ..”.

وكان سعدة قد علق على احتفاظ السيدة بملايينها في المنزل في 6 أكتوبر فقال “الدكتورة  المحترمه   التي  نحترمها جميعا  تحتفظ بمبلغ بالعملات  الصعبه  يتجاوز ربع مليار جنيه في البيت ، و ليس في البنك  او خزنه بالبنك  ، فلوس سايله  مبلغ ضخم  معرض لخطورة السرقه  ( و اتسرق  )   ،   موضوع غريب من شخصيه معروفه ليس عليها اي غبار  و مصدر اموالها  معروف  السؤال ليه تعمل كده  ؟؟؟؟؟دكتورة معروفه و  تحتفظ  بربع مليار جنيه  في البيت  !!!!البلد دي كل يوم بتثبت ان مالهاش كتالوج  “.

أما الناشط المصري المقيم بالولايات المتحدة ياسر شلبي Yasser Shalaby فكتب “اتفضل يا عم.. محمد حمودة محامي شريف الدجوي في بيان رسمي  عن واقعة رحيل أحمد الدجوي :

لم يعاني من أي امراض نفسية .

* أسرة شريف الدجوى تواصلت معي وتنفي اصابة أحمد بأى مرض نفسي ..

الأسرة لم تصرح بأي معلومات تفيد بأنه تعرض لمرض نفسي ..

* الأسرة تؤكد أن رحلته للخارج كانت للعمل وليس للعلاج ..

* سنتخذ الإجراءات للحفاظ على حقوق عائلة آل شريف الدجوى من المعلومات المضللة ..

وعلق محمد أمير على فيسبوك “احد احفاد الدكتورة نوال الدجوي “احمد” بعد ان تم اتهام الاحفاد بسرقة مغارة علي بابا من فيلا الدكتورة “خمسين مليون جنية و15 كيلو دهب و5 مليون دولار” .. لقوا جثته النهاردة في شقته في الجيزة مضروب بالرصاص في الرأس وجمبيه المسدس اللي اتنفذ بيه وهو سلاح مرخص بتاعه، والتحقيقات بتقول انه انهى حياته على خلفية المشاكل الاخيرة وانه كان بيعاني من مشاكل نفسية.“.

وتابع “لسة مقتنع ان السعادة في الفلوس؟ قولي مين اتبسط بالفلوس دي؟ الدكتورة اللي احفادها قاطعوها؟ ولا اللي رفعوا عليها قضية حجر؟ ولا البنت اللي ماتت في حياة جدتها؟ ولا الاحفاد اللي طمعوا في ستهم؟ ولا المشاكل الاسرية اللي قامت على الفلوس؟ ولا الفضايح والقضايا؟ والاتهامات؟ واخيرا انهاء الحياة؟؟.”.

ونصح ، “الحقيقة ان الفلوس اه نعمة كبيرة وزينة الحياة الدنيا فعلا لكن مش دايما بتكون نعمة، انما ساعات بتكون لعنة كبيرة ووبال على البعض، وبعض النعم اللي ربنا وهبهالنا بلا مقابل زي زوجة بتحبك او صحة جيدة او اسرة دافئة او صديق وفي، فيه ناس مستعدة تدفع ملايين عشان يكون عندها بس نص اللي عندك، بس انتا اللي فاهم ان السعادة في الفلوس بس، فالحمد لله على فيض النعم “.

وانجبت نوال الدجوي شريف ومنى، وتوفى الاثنان في حياتها، اخرهم الدكتورة منى، وبعد وفاة شريف في 2015 بدأ النزاع على الميراث، وازداد الأمر حدة بين الأحفاد بعد وفاة السيدة منى.

ورأت السيدة نوال ان الميراث يجب ان يوزع 51% للبنين و49% للبنات، حتى يستمر حق الإدارة بعد وفاتها في يد عائلة الدجوي وتحديدا الذكور ابناء شريف.

عمرو الدجوي شقيق المتوفي أحمد وحفيد الدكتورة نوال الدجوي يقول إن أحفادها البنات لعبوا في عقود 6 قصور كانت باسمها لتبقى عقود بيع ليهم بقيمة 50 مليون جنيه رغم أن قيمتهم 2 مليار جنيه، والمفاجأة إن العقود اتعملت كلها في يوم واحد 4 سبتمبر 2024، رغم إن الدكتورة لا تكتب ولا بتبصم بسبب ظروفها، بس فجأة لقوا بصمتها على كل العقود.

واشتعلت النيران بين الاحفاد داخل ساحات المحاكم، انتهت باتهام أحمد صاحب الدكتوراه منذ أيام بالسرقة، وهو الأمر الذي لم يتحمله ولم تتحمله أسرته الصغيرة، حيث تصدر للرأي العام في صورة الحفيد الفاسد الذي سرق كنز جدته.

وقبل 3 ايام، ظهرت الدكتورة نوال الدجوي أمام الجميع بشكل لافت خلال عرض الأزياء السنوي الذى تنظمه الجامعة كل عام، فى الوقت الذى تعيشه عائلة نوال الدجوى من أزمة وصراع بين أحفادها، بسبب النزاع القائم مع أحفادها حول الميراث، حيث ظهرت في الصفوف الأمامية أثناء العرض، بكامل أناقتها وثقتها.

*نقابة البيطريين تتبنى رؤية السيسي التي تتجاهل عجز الكادر ونقص الأدوية

تبنت نقابة الأطباء البيطريين تصريحات السيسي، حول الأبقار وقامت بوضع خطة عاجلة لبحث تطويرها، وبلورة رؤية علمية تُترجم هذه التوجيهات إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، متجاهلة العديد من الأزمات التي تضربها كنقص الكوادر الطبية وضعف مستوياتهم وتدريبهم، ونقص الأدوية والكادر الطبي.

إحياء لمشروع فاشل

وأعاد السيسي طرح مشروع تحسين سلالات العجول المحلية واستبدالها بسلالات أجنبية حديثة أكثر إنتاجا يعيد الحديث عن المحاولات الفاشلة السابقة لتنفيذ المشروع خلال السنوات الماضية.

وأعاد السيسي إلى الواجهة هذا المشروع الفاشل، في تصريح حديث له خلال فعاليات موسم حصاد القمح، حيث جدد تأكيده على ضرورة استبدال الماشية المحلية بسلالات أجنبية أكثر إنتاجا، توفر لحوما وألبانا بكميات أكبر، داعيا لجمع رؤوس الماشية القديمة وتعويضها بسلالات حديثة خلال السنوات القادمة، لتحقيق عائد أكبر للفلاح، لكن لم يقل أين سيذهب بتلك المواشي وماذا سيفعل بها وهل يريد أخذها بتبديلها ثم يقوم بالنصب عليهم كما فعل في مشروعات أخرى كالإسكان.

مشروع قديم وفاشل

طرح السيسي هذا المشروع لأول مرة قبل سنوات، وكرره مرارا في خطبه منذ 2019، مؤكدا أن الأبقار المحلية لا تحقق إنتاجا كافيا من اللبن أو اللحوم، وفي يونيو 2022، وشدد على أن استبدال نحو 2 مليون رأس ماشية بسلالات محسنة يمكن أن يرفع الإنتاج إلى خمسة أضعاف، لكن الأبقار التي استوردت لم تتكيف على الأجواء المصرية وماتت جميعها.

رغم التصريحات المتكررة، لم تنفذ خطة الإحلال بشكل فعلي واسع، حيث أطلقت وزارة الزراعة مبادرة في 2022 لتوزيع أبقار أوروبية على الفلاحين، لكن العديد منها نفق سريعا بسبب ضعف المناعة وصعوبة التكيف، واتضح لاحقا أن شركات عديمة الخبرة هي التي نفذت المشروع.

تجاهل التحذيرات

أجمع عدد من الخبراء البيطريين والزراعيين على أن السلالات الأجنبية لا تناسب البيئة المصرية، بسبب المناخ وتكلفة التربية العالية، وحذروا من اعتماد الدولة على الاستيراد بدل تحسين السلالات المحلية بالتدريج، مؤكدين أن إدخال هذه الأبقار قد يؤدي إلى أوبئة ومشاكل للفلاحين، وهذا ما قد حدث. 

بيزنس خفي

يشكك البعض في جدوى المشروع، معتبرين أن هدفه قد لا يقتصر على تحسين الإنتاج، بل قد يخدم شركات بعينها استفادت من صفقات استيراد الأبقار، كما اعتبره آخرون مشروعا استعراضيا يهدف لترويج «إنجازات» حكومية، في ظل فشل مشروعات سابقة في خفض أسعار اللحوم أو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

بدائل أفضل

يرى مختصون أن التهجين بين السلالات المحلية والأجنبية بالتلقيح الاصطناعي أكثر فاعلية من الاستبدال الكامل، وأكدوا أن تحسين التغذية والخدمات البيطرية كفيل برفع الإنتاج دون تكاليف ضخمة، كما اقترحوا دعم السلالات البلدية التي أثبتت تحملها وظروفها البيئية المستقرة.

فشل مشروعات سابقة

سبق أن أطلق السيسي مشروع «البتلو» لتسمين العجول منذ 2017، بضخ مليارات الجنيهات لشراء رؤوس ماشية، ورغم ذلك، لم ينعكس هذا المشروع على الأسعار، التي واصلت ارتفاعها حتى منتصف 2024، مما يثير الشكوك حول فاعلية الحلول الحكومية القائمة على التسمين والاستيراد. 

مشاكل الأطباء البيطريين

وفي حين تبنت نقابة الأطباء رؤية السيسي تجاهلت أهم قضايا الطب البيطرى والتى تتمثل في وجود حوالى 5 آلاف و600 طبيب بيطرى جديد من الخريجين كل عام ينضمون إلى سوق العمل، فى حين أن الاستيعاب الحالي لا يمثل 1% من أعداد الخريجين، وذلك نتيجة توقف إجراءات التعيينات للأطباء البيطريين منذ نحو 30 عاما.

ويعتبر انتقاص صلاحيات الطبيب البيطرى فى جهات كثيرة يضر بالاقتصاد والدولة مثل الرقابة الصحية، فتكلفة مرور حالة ذبيحة مصابة بالسل من غير رقابة تكلف الدولة 1.5 مليون جنيه علاج، والتصريح الأخير لهيئة الصحة العالمية إذا صرفت على القطاع البيطرى دولار يوفر من موازنة الصحة العامة 4 دولارات.

كما أن الطبيب البيطري هو حامي الثروة الحيوانية في مصر والعنصر الرئيسي فيها فهناك 300 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان ومنها أمراض فتاكة ومميتة والفضل بعد الله في حماية الإنسان منها هو الطبيب البيطري، الذي يحافظ على المنتج الغذائي للاستهلاك المواطن.

* رغم إهدار السيسي المليارات على التفريعة لماذا تهرب السفن العملاقة من قناة السويس وهل هناك دور لعيال زايد؟

رغم مرور ما يقارب العقد من الزمان على افتتاح المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي لتفريعة قناة السويس الجديدة في عام 2015، إلا أنه لا تزال القناة تعاني من تراجع حاد في حركة الملاحة، وصل إلى 62.3% في الإيرادات، مما يعمق التساؤلات حول جدوى المشروع الذي التهم مليارات الجنيهات من أموال المصريين بلا عائد حقيقي حتى اليوم.

التفريعة… مشروع دعائي أم استثماري؟

عندما افتتح السيسي ما وصفه بـ”هدية مصر للعالم”، روّج النظام للمشروع على أنه سيحول القناة إلى مركز لوجستي عالمي يجذب السفن العملاقة ويرفع الإيرادات السنوية إلى 13 مليار دولار بحلول 2023. لكن النتائج جاءت عكسية؛ ففي النصف الأول من العام المالي الحالي، انخفضت الإيرادات إلى 1.8 مليار دولار فقط، مقارنة بـ4.8 مليارات في الفترة نفسها من العام الماضي، وسط هروب جماعي لشركات الشحن العالمية.

يقول خبراء اقتصاديون إن المشروع افتقر لدراسة جدوى حقيقية، وكان في معظمه حملة علاقات عامة لتجميل صورة النظام العسكري، وليس استثمارًا مدروسًا. ويضيفون أن الأموال التي أنفقت على التفريعة، والتي قُدّرت بنحو 8 مليارات دولار، كان يمكن استغلالها في تطوير الموانئ أو الصناعات الوطنية ذات القيمة المضافة. 

لماذا لا تعود السفن العملاقة؟

ورغم إعلان هيئة قناة السويس في 14 مايو الجاري عن خفض رسوم عبور سفن الحاويات بنسبة 15%، فإن شركات الشحن الكبرى مثل “ميرسك” ما زالت ترفض العودة إلى الممر الملاحي المصري، مشيرة إلى استمرار المخاطر الأمنية في البحر الأحمر وارتفاع أقساط التأمين. وتشير تقديرات إلى أن قسط التأمين على السفن في المنطقة ارتفع من 0.7% إلى 2% من قيمة السفينة، ما يجعل المرور عبر رأس الرجاء الصالح خيارًا أكثر أمانًا رغم كلفته الزمنية.

وفي حين تروج القاهرة لتراجع تهديدات الحوثيين، تعتبر شركات الملاحة أن التهديدات لا تزال قائمة، خصوصًا للسفن المرتبطة بموانئ إسرائيلية أو تحمل أعلامًا غربية، ما يجعل استئناف المرور عبر القناة محفوفًا بالمخاطر، بحسب تقارير لوكالات مثل “إيكوفين” و”ترانس إنفو”.

هل تتعرض قناة السويس لمؤامرة إماراتية؟

مع التراجع المستمر في حركة السفن عبر قناة السويس، تزايدت الشكوك حول وجود تنسيق ضمني أو تغاضٍ متعمد من النظام المصري عن سياسات إماراتية تهدف إلى تقويض دور القناة لصالح ميناء جبل علي في دبي، الذي ينافس القناة كمركز نقل وتجارة عالمي.

ويشير مراقبون إلى تقارب غير مسبوق بين القاهرة وأبو ظبي، تجسد في تنازلات اقتصادية ضخمة قدمها السفيه السيسي للجانب الإماراتي، من بينها بيع أصول استراتيجية في الموانئ المصرية وتحويل مناطق لوجستية بالكامل إلى شركات إماراتية. ويرى البعض أن هذا الخنوع قد يكون جزءًا من صفقة أوسع تهدف لتقليص نفوذ قناة السويس مقابل تعزيز مركزية جبل علي كممر مفضل. 

خسائر فادحة ومصير غامض

وفق بيانات رسمية، تخسر مصر قرابة 800 مليون دولار شهريًا بسبب تحويل السفن مسارها بعيدًا عن القناة. ومع تراجع أعداد السفن العابرة بنسبة 52.2%، وانخفاض الحمولات الصافية بنسبة 69.2%، بات حلم الوصول إلى 13 مليار دولار سنويًا من إيرادات القناة هدفًا بعيد المنال.

تعتمد الدولة المصرية على قناة السويس كمصدر أساسي للعملة الأجنبية، حيث بلغت إيراداتها في عام 2023 نحو 9.4 مليارات دولار. لكن الأزمة الجيوسياسية الحالية وسوء إدارة الملف الملاحي، فضلًا عن عدم وجود رؤية اقتصادية مستقلة، تهدد بتقويض أحد أعمدة الاقتصاد المصري لعقود مقبلة.

* رغم اعترافها بمخالفات منافذ جمعيتي.. تموين الانقلاب تعيين أحد المتورطين في الفساد بلجنة التحقيقات

رغم اعتراف وزارة التموين بحكومة الانقلاب بوجود فساد في منافذ مشروع جمعيني وتشكيلها لجنة للتحقيق في هذا الفساد، إلا أن تموين الانقلاب عيّنت أحد المتورطين في فساد المشروع في لجنة التحقيق، أي أنها تسعى إلى “طرمخة القضية” وتبرئة الفاسدين بدءا من وزير تموين الانقلاب شخصيا وحتى أصغر موظف في مستنقع فساد تموين الانقلاب .

كانت الشركة المصرية لتجارة الجملة، أحد أذرع وزارة تموين الانقلاب قد قررت تشكيل لجنة لمراجعة ومتابعة كافة منافذ جمعيتي من القاهرة وحتى أسوان، مشيرة إلى أن هناك مخالفات، أبرزها قضية 12 منفذا بمحافظة قنا تعمل دون عقود رسمية تربطها بالشركة.

حصر المخالفات

ونص قرار إداري يحمل رقم (٦٥) لسنة ٢٠٢٥، بتاريخ ٢٠٢٥/٥/١٩، على تشكيل لجنة مُكوّنة للعمل على:

١- المراجعة الشاملة لكافة بيانات مشروع جمعيتي، وفقًا لما جاء بالقرار رقم ١٠٥ في ٢٠٢٤.

٢- حصر المخالفات غير المطابقة، وكذلك فحص كل ما يتعلق بالنواحي المالية على مستوى كل منفذ.

٣: إعداد تقرير تفصيلي يتضمن الآتي:

أ- إحصائية مُفصّلة عن تاريخ المنافذ والمتعاقدين بالمشروع، والتحديات والمعوقات التي تواجه التشغيل.

ب- مستهدفات التطوير وزيادة كفاءة التشغيل.

ج- رؤية الشركة لتنظيم الاستفادة من المشروع خلال الفترة القادمة.

٤: تلتزم اللجنة بإنهاء أعمالها في موعد أقصاه ٢٠٢٥/٦/٣٠، وللجنة الاستعانة بمن تراه لاستكمال أعمالها، على أن يتم إصدار التوصيات اللازمة لإنجاز أعمالها.

أحد المُتورّطين

وبمتابعة أسماء المشاركين في اللجنة، تبين أن أحد الأعضاء المكلف بمتابعة سير التحقيقات، من المتورطين بالموافقة على تشغيل منافذ جمعيتي بقنا لاثني عشر شخصا دون عقود تربطهم بالشركة، وصرف سلع تموينية لهم من المنظومة دون وجه حق.

من جانبها اعترفت الشركة المصرية لتجارة الجملة، طبقًا لمذكرة صادرة عن القطاع القانوني للشركة بتورط ٩ مسؤولين في قضية منافذ جمعيتي بقنا، وثبت أنهم مارسوا أفعالا غير قانونية في تشغيل هذه المنافذ، ورغم ذلك استعانت الشركة بأحد المتورطين في الفساد فى لجنة التحقيقات .

كانت تموين الانقلاب قد قررت إيقاف (١٢) منفذا تابعا لمشروع جمعيتي بمحافظة قنا، لكن المستندات تشير  إلى أن هناك عددا من المنافذ التابعة للمشروع بعدة محافظات لم يتم موافاة الشركة بمحاسبتها ؛ جاءت على النحو الآتي :

البحر الأحمر

خطاب مُوّجه لمدير عام منطقة مبيعات البحر الأحمر، من إدارة التفتيش العام بالشركة المصرية لتجارة الجملة، صادر بتاريخ ٤ مارس ٢٠٢٤، يرجي العلم بأنه حتى الآن لم يتم موافتنا بمحاسبات مشروع جمعيتي على مستوى الفروع لكل تاجر على حده من تاريخ سبتمبر ٢٠٢٢ وحتى تاريخ صدوره، وبرجاء التنبيه على الإدراة المالية بسرعة موافاتنا بمحاسبات مشروع جمعيتي حتى يتسنى لنا المراجعة.

في نفس السياق تم توجيه خطاب لمدير عام منطقة مبيعات أسوان، من إدارة التفتيش العام بالشركة المصرية لتجارة الجملة، صادر بتاريخ ٤ مارس ٢٠٢٤: يرجي العلم بأنه حتى الآن لم يتم موافتنا بمحاسبات مشروع جمعيتي على مستوى الفروع لكل تاجر على حده من تاريخ ديسمبر ٢٠٢٢ وحتى تاريخ صدوره، وبرجاء التنبيه على الإدراة المالية بسرعة موافاتنا بمحاسبات مشروع جمعيتي حتى يتسنى لنا المراجعة. 

الوادي الجديد

كما وجهت إدارة التفتيش خطابًا لمدير مبيعات الوادي الجديد، صادر بتاريخ ٤ مارس ٢٠٢٤، يرجي العلم بأنه حتى الآن لم يتم موافتنا بمحاسبات مشروع جمعيتي على مستوى الفروع لكل تاجر على حده من تاريخ ديسمبر ٢٠٢١ وحتى تاريخ صدوره، وبرجاء التنبيه على الإدراة المالية بسرعة موافاتنا بمحاسبات مشروع جمعيتي حتى يتسنى لنا المراجعة.

وكشف مستند آخر أنه لم يتم موافاة الشركة المصرية لتجارة الجملة بأي محاسبات لمشروع جمعيتي على مستوى الفروع لكل تاجر على حده بمنطقة مبيعات بني سويف، من تاريخ سبتمبر  ٢٠٢٢ وحتى تاريخ صدور الخطاب في مارس ٢٠٢٤.

*”إعلان عسكري لافت” جيش السيسى يكشف “مخططاً كبيراً” فهل يمهد لحدث غير اعتيادي؟

في توقيت بالغ الحساسية، زعم  المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة بنظام الانقلاب إحباط “مخطط كبير” كان يستهدف البلاد، تضمن تهريب أسلحة وذخائر ومواد مخدرة عبر الحدود. الإعلان الذي جاء في بيان رسمي، أشار إلى أن قوات حرس الحدود تمكنت أيضاً من ضبط طائرة مسيّرة (درون) استخدمتها “عناصر إجرامية” لتهريب المواد المخدرة.

لكن هذا البيان العسكري، الذي بدا أشبه بتقرير استخباراتي مكثف، يثير تساؤلات تتجاوز طبيعته الأمنية، ليطرح سؤالاً جوهرياً: هل يمهّد النظام الانقلابى لحدث ما؟

توقيت مثير.. ورسائل غامضة من الإعلام

ما يزيد من حساسية هذا الإعلان، هو تزامنه مع تلميحات إعلامية أطلقها في الأيام الماضية إعلاميون مقربون من دوائر السلطة، مثل   عمرو أديب وأحمد موسى، تحدثوا فيها عن “حدث غريب وكبير قد يقع قريباً في مصر”. ورغم أن هذه التلميحات جاءت مبهمة، فإنها أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل، وسط تساؤلات عن طبيعة هذا الحدث وما إذا كان يتعلق بتغييرات داخلية، أو بتحركات إقليمية، أو حتى بتطورات غير متوقعة في المشهد الأمني أو السياسي.

 أمن حدودي أم تمهيد لسيناريو أكبر؟

رغم أن عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود ليست جديدة، وقد ضبطت القوات المسلحة آلاف القطع من الأسلحة وأكثر من 10 أطنان من المخدرات خلال العام الماضي، فإن لغة البيان هذه المرة جاءت أكثر تصعيداً ومشحونة بدلالات استراتيجية، خصوصاً مع الحديث عن “مخطط كبير” واستخدام طائرات مسيّرة.

وبحسب مراقبين، فإن مثل هذه الإعلانات قد تُوظف أحياناً لتهيئة الرأي العام لقبول قرارات غير شعبية، أو لتبرير تشديد القبضة الأمنية، أو ربما حتى لتمهيد الأرض لتغييرات داخلية محتملة في بنية الحكم أو داخل المؤسسة العسكرية نفسها.

 حدود مضطربة.. وسياق إقليمي محتقن

تمتد الحدود المصرية لأكثر من 3,500 كيلومتر، وتلاصق مناطق نزاع ونفوذ حساسة مثل ليبيا وقطاع غزة والسودان. هذا الموقع يجعل مصر في قلب معادلات إقليمية معقدة، وقد يكون ما جرى جزءاً من تفاعلات أوسع، في ظل تصاعد التوترات في الجوار.

يبقى السؤال معلقاً: هل نحن أمام مجرد بيان أمني روتيني بصيغة مشددة، أم أمام بداية تمهيد لحدث غير اعتيادي في الداخل المصري؟

وحتى تتضح الصورة، فإن العلاقة بين التصعيد الإعلامي والتشديد الأمني ستظل مثار تساؤلات، في بلد اعتاد أن تسبق التغيرات الكبرى رسائل مشفرة وإشارات عسكرية.

* السيسي يتغابى .. مراقبون: مصانع الألبان تعمل وتنتظر استحواذ كامل من الجيش لجيوب اللواءات

حينما تتابع تصريحات السيسي وهو يسأل ويعاتب الفريق كامل الوزير، وزيره للنقل والصناعة (المزدوج) ووظائف أخرى، عن أسباب التأخر في إنشاء مصنع لإنتاج حليب الأطفال، ثم تتذكر تصريح الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل منذ أسبوعين عن إنشاء 4382 مصنعا خلال 10 شهور، فإنك تعرف حينها المصنع رقم 4383 وأنه سيكون مصنع ألبان بحسب (Ahmed Neurön) و(Fawzy Elashmawy).

الناشط على فيسبوك مصطفى عادل Moustapha Adel كشف أن السيسي يتجاهل (عن وعي أو غير وعي) تصريحات الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان بحكومة السيسي عن وجود مصنع لإنتاج ألبان الأطفال، «لم يكن يعلم عنه شيئًا» جانبًا من إهمال الحكومات المتعاقبة، فى إدارة المنظومة الصحية.

وكشف أن أن مصنع “لاكتو مصر”، (قطاع خاص) قادر وحده على تحقيق الاكتفاء من ألبان الأطفال، وأن شركة لاكتو مصر تُورد لبن الأطفال المنتج في مصنعها بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان للسوق المصري، لسد الحاجة الملحة من المنتج، عوضًا عن استيراده من الخارج.

وأشار إلى أن مصنع لاكتو مصر تأسس سنة 2000، وهو المصنع الأكبر في الشرق الأوسط لصناعة حليب الأطفال، وكان يُصدّر كامل إنتاجه لأوروبا والبلاد العربية وأفريقيا.

وعام 2019، دخلت الشركة في شراكة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الذي استحوذ على 15% من أسهمها، وتولى توزيع إنتاجها بالكامل، مما عزز دورها في السوق المحلي”أول تعليق” بعد أزمة منع ألبان الأطفال في 2017.

وأن السيسي نفسه في أبريل 2022 عقد اجتماعا ضم رئيس حكومته مصطفى مدبولي ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، واللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، والدكتور إبراهيم عزت رئيس مجلس إدارة شركة “لاكتو مصر” لصناعة ألبان الأطفال.

وأنه في نوفمبر 2024 كان آخر تصريح لحسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أعلن عن زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة لمصنع لاكتو مصر وتفقد خطوط الإنتاج، واطلع على الطاقة الإنتاجية للمصنع والتي تصل إلى 35 مليون عبوة لبن أطفال يتم تخصيص 22 مليون علبة لوزارة الصحة .

وخلص (مصطفى عادل) إلى أن تصريح السيسي كيف يعقل “إزاي لا يوجد ولا مصنع والدولة وأجهزتها تملك حصة بمصنع ومتعاقدة على شراء إنتاجه بعد اكتشاف المصنع المؤسس من 25 سنة بالصدفة في 2017؟“.

أما صاحب مصنع ألبان أطفال سابق هو د.محمود وهبة رئيس حزب تكنوقراط مصر والأكاديمي الاقتصادي المقيم بالولايات المتحدة فقال: “لا أصدق أن السيسي لم يعلم أن الجيش احتكر استيراد ألبان الأطفال؛ لأنه كان هذا أزمة وصراخ شديد  لعدم توفره، فقيل إن الجيش أو الأمن سيتدخل لحل الأزمه”.

وأوضح أن “وهذه معادلة معروفة ١- اخلق أزمة ثم  ٢-تدخل كبطل لحل الأزمة ٣ولكنك في الواقع تسرق قطاعا كاملا،  بعد أن قام الجيش بإغلاق مصنع  لإنتاج لبن الأطفال،  ثم سحب رخصة المستورد الوحيد بالقطاع الخاص، ولم يجدّدوا  رخصة مصنع لدينا ينتج لبن الأطفال“.

وأضاف “بالمناسبة هناك معادله أخرى تسمح لهم بسرقة مصانع أو أرضها  ١-ادعي أن شركه تخسر أو خسّرها أنت ٢- ثم أعلن إغلاق الشركة ومصنعها ، وإما يمتلكها الجيش أو الأمن  ٣- محتمل أن تستحوذ عليه دولة خليجية برخص التراب.

واستدعى من ذاكرة حسابه على فيسبوك “لبن الأطفال أنتجناه في مصنعنا، لبن الأطفال الذي سرقه الجيش، وقفل المصنع ورفض تجديد رخصة استمرت 30 سنة ليقتل مصنعنا وقطاع صناعي بأكمله، لكي يستورد المنتج، وقفل مصنع قطاع عام بالإضافة لمصنعنا، وألغى كل رخص الاستيراد، وادعى أنه بنى مصنعا، ولكنه لم يبنِ مصانع ويستورد، وهذه هي البودرة التي تمزج بالماء فتصبح لبنا ، ولم تكن للبيع بالمحلات ولكنها استخدمت للحصول علي تجديد الرخصة، قتل صناعة حساسة ولها جانب إنساني، دي عينات للفحص لدي معامل الدولة وليست للبيع للمستهلك، فالمهندسون بتوع التغليف والنقد يمتنعوا لحين أن نحتاج  لهم، وهذا لن يحدث غالبا لأن الرخصة لم تُجدد رغم وجودها من 35 سنة، والجيش يتحكم بالسوق الآن بالاستيراد.

*ارتفاع اسعار المواد الغذائية يهدد بتجويع المصريين

يهدد الارتفاع الجنونى فى الأسعار، الذى لا يتوقف فى زمن الانقلاب، المصريين بالجوع وعدم القدرة على الحصول على الاحتياجات اليومية… فما يحدث الآن ليس مجرد غلاء… بل انهيار كامل لمستوى المعيشة .. يعانى منه المواطن البسيط الذي يقتطع من دوائه ليشتري الطعام.. كما تعانى منه الطبقات المتوسطة التى أصبحت تعيش تحت خط الفقر .

خبراء الاقتصاد حملوا حكومة الانقلاب المسئولية عن هذا الانهيار بسبب السياسات العرجاء التى تتبناها والخضوع لإملاءات صندوق النقد.

وأكد الخبراء أن المواطنين لا يطلبون المستحيل، فقط الحد الأدنى من القدرة على إطعام الأسر دون إذلال .. مشددين على ضرورة أن تتحرك دولة العسكر قبل أن يتحول الغلاء إلى ثورة جياع .

وأوضحوا أن قفزات الأسعار لا ترحم بل تتوسع من الفول إلى الزيت، والأرز والسكر إلى مختلف السلع، ما يجعل المواطن عاجزًا عن الشراء عندما يذهب إلى المتاجر والأسواق .

مسار الأسعار

يُشار إلى أن القاء نظرة سريعة على مسار الأسعار خلال عقدٍ واحد، يكشف حجم الكارثة التي ألمّت بمائدة المصريين، فالفول، الذي كان يُباع بـ 9 جنيهات فقط للكيلو عام 2015، قفز إلى 22 جنيهًا في 2020، قبل أن يحلّق في 2025 إلى 60 جنيهًا، ليصبح طبق الغلابة رفاهية صادمة.

الأرز، الذي كان ضيفًا دائمًا على السفرة ، تضاعف سعره من 5 جنيهات في 2015 إلى 10 في 2020، ثم قفز إلى 35 جنيهًا هذا العام.

الزيت، أساس الطهي في كل بيت، تحول إلى عبء ثقيل، إذ ارتفع من 10 جنيهات للكيلو إلى 24 جنيها في 2020، ليبلغ ذروته عند 85 جنيهًا في 2025، وهو رقم يثير الذعر في نفوس الأسر محدودة الدخل.

السكر، ودّع أيامه الذهبية حين كان يُشترى بـ5 جنيهات، وارتفع إلى 10 في 2020، حتى بلغ اليوم 37 جنيهًا، ليغدو الحلو مرًا في أفواه المصريين.

الفول أكلة الغلابة

حول ارتفاع الأسعار أكد محمود السيد، موظف في هيئة البريد: أن الفول كان طوق النجاة للمواطن البسيط، لكن الآن أصبح يُباع بسعر يوازي وجبة مطعم، مشيرا الى أنه في عام 2015 كان يشتري الكيلو بـ9 جنيهات، في 2020 وصل لـ22، أما الآن فسعر الكيلو بلغ 60 جنيهًا.

وتساءل السيد : كيف لعامل يتقاضى 3 آلاف جنيه شهريا أن يُطعم أسرته فولًا بهذا السعر؟ مؤكدا أن الغلاء لم يترك لهم شيئًا .

الأرز .. ترف موسمي

قالت منى عبد الرازق، ربة منزل من شبرا: الأرز كان لا يغيب عن السفرة، حتى في عزّ الأزمات. لكن الآن الكيلو بـ35 جنيها!

وأضافت منى عبدالرازق : كنت أشتريه بـ5 جنيهات سنة 2015، و10 جنيهات في 2020، موضحة أن الأسرة التي تحتاج لـ5 كيلو أسبوعيًا ستدفع 700 جنيه شهريًا على الأرز فقط! .

زيت الطهي

قال خالد منصور، سائق تاكسي: الزيت كان حاجة أساسية في كل بيت. دلوقتي بقيت أشتري نصف لتر بـ42 جنيها!

وأكد منصور أن الزيت كان بـ10 جنيهات في 2015، و24 في 2020، وفى عام 2025 وصل لـ85 جنيها للتر، ولذلك بطلنا نقلي وبقينا نغلي على نفسنا.

مرارة السكر

أكد عبد الله حمدي، موظف حكومي أن كيلو السكر الذي كان يشتريه بـ5 جنيهات في 2015، وصل لـ10 في 2020، وحاليًا بـ37 جنيها!

وقال حمدى : أنا أب عندي 4 أولاد، كيف أضبط ميزانية بيت بهذا الشكل؟ هل نلغي السكر؟ وهل نخليه للمرضى فقط؟ .

واشار إلى أن الأمر لا يتوقف عند السكر فأسعار كل المواد الغذائية ارتفعت ولا نعرف ماذا نفعل ازاء هذه الكارثة ؟. 

تغيير نظام الأكل

أكدت فاطمة البنداري، معلمة من الجيزة، أن ارتفاع الأسعار أجبرهم على تغيير نظام الأكل بالكامل والاستغناء عن أشياء كثيرة وتقليص أشياء اخرى .

وقالت فاطمة : بقينا نعتمد على الخبز والعدس. بطلنا نحط زيت وسكر زي الأول. حتى ولادي بطلوا يشربوا شاي تقيل بسبب السكر.

السوق الكبير

قال أحمد شحاتة، تاجر بقالة : الناس بتلوم التجار، لكن إحنا نفسنا مغلوبين على أمرنا. مؤكدا أن الموردين يرفعون الأسعار كل أسبوع .

وأضاف شحاتة : مع ارتفاع الأسعار لا يستطيع التاجر أن يبيع بالسعر القديم لأنه سيتعرض لخسائر، مؤكدا أن المشكلة في السوق الكبير اللي محدش قادر يتحكم فيه .

دعم المزارعين

قال عبد الرحمن توفيق، مزارع من الشرقية: زمان كنا بنزرع فول وعدس ورز، لكن النهارده الفلاح بطل يزرع.

وأكد توفيق أن تكلفة الزراعة بقيت فوق الاحتمال، والسوق بيشتري المستورد، مطالبا دولة العسكر بأن تدعم المزارعين  بجد، مش بشعارات ليس ذات جدوى حتى يتمكنوا من الزراعة والانتاج الذى يكفى احتياجيات المواطنين بدلاء من اللجوء إلى الاستيراد من الخارج والذى يتسبب فى رفع الأسعار بسبب انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية .

“مفيش حد تواصل معانا” حكايات مصريين عالقين في غزة والنظام المصري لا يتحرك.. الأحد 25 مايو 2025م.. عصابة العسكر وراء انتشار غسيل الأموال في مصر 7 مليارات و748 مليون جنيهً خلال عام واحد

“مفيش حد تواصل معانا” حكايات مصريين عالقين في غزة والنظام المصري لا يتحرك.. الأحد 25 مايو 2025م.. عصابة العسكر وراء انتشار غسيل الأموال في مصر 7 مليارات و748 مليون جنيهً خلال عام واحد

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*النيابة تتهم أربعة من سكان العريش بالتورط في حملة دعائية لصالح جماعة إرهابية.. وأُسر المتهمين تُحمِّل مؤسسة ‘ميدان’ المسؤولية

رصد الفريق القانوني لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان مثول أربعة من سكان مدينة العريش أمام نيابة أمن الدولة العليا في 21 مايو 2025، على ذمة القضية رقم 3865 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا، حيث قررت النيابة حبسهم احتياطيًا لمدة 15 يومًا بتهمة “مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها”.

المتهمون الأربعة هم:

  • خ.ش.ج.ا
  • ك.ع.ع.م
  • ر.أ.س.م
  • أ. م. ع

قالت أسر اثنين من المتهمين، في إفادات لفريق مؤسسة سيناء، إن الأشخاص الأربعة تم اعتقالهم في أعقاب تنفيذ حملة إعلانية محلية في مدينة العريش، وذلك عقب تواصل أحد ممثلي مؤسسة “ميدان” – ومقرها إسطنبول – مع أحد المتهمين العاملين بإحدى شركات الدعاية والإعلان بالمدينة، لتكليفه بإطلاق حملة دعائية بعنوان “عشان بكرة”.

وأفاد ذوو المتهمين بأن ممثلي مؤسسة “ميدان” لم يفصحوا عن الأهداف الحقيقية للحملة، وزعموا أنها تهدف إلى الترويج لشركة سياحية. وفي ضوء هذه المعلومات، قامت الشركة المحلية بتنفيذ حملة واسعة النطاق تضمنت نشر لوحات إعلانية مضيئة في شوارع العريش، بالإضافة إلى توزيع عدد كبير من الملصقات في أرجاء المدينة.

وبحسب أقارب المعتقلين، استخدمت مؤسسة “ميدان” صورًا من الحملة عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يُرجح أنه أثار انتباه الأجهزة الأمنية، التي اعتبرت الحملة “خرقًا أمنيًا

​​​​​​​عقب ذلك، نفذت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات بتاريخ 17 أبريل الماضي طالت جميع العاملين في الشركة، وظلوا قيد الإخفاء القسري لنحو شهر، دون تمكين محاميهم أو أسرهم من معرفة مكان احتجازهم، قبل أن يظهروا في نهاية الأسبوع الماضي أمام نيابة أمن الدولة العليا.

خلفية عن مؤسسة “ميدان

تعد مؤسسة “ميدان” منصة سياسية انطلقت من تركيا، وتحديدًا من مدينة إسطنبول، وتدّعي أنها تسعى لتوحيد جهود التيار الإسلامي الوسطي من أجل تحقيق التغيير السياسي في مصريضم مجلس أمناء مؤسسة “ميدان” قيادات سابقة في جماعة الإخوان ومقربين منهم.

يثير هذا النوع من القضايا المتكررة خلال السنوات الأخيرة، الدعوات لمساءلة القائمين على المبادرات السياسية الخارجية غير المتسقة مع واقع الحريات والأمن داخل مصر، والتي قد تورّط مدنيين داخل مصر دون علمهم الكامل أو موافقتهم الصريحة على الأهداف السياسية التي قد تنطوي عليها مثل هذه الأنشطة.

 

*”مفيش حد تواصل معانا” حكايات مصريين عالقين في غزة انتظارًا لأمل يتضاءل

في مارس 2023، دخل الشاعر المصري، محمد العزب، وزوجته الفلسطينية، إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح البري، لزيارة والديّ الزوجة في مدينة غزة، سجلا اسميهما لدى السلطات الفلسطينية كي يحظيا بفرصة للمرور من حيث أتيا عند انتهاء الزيارة، «الخروج من غزة ما كانش سهل زي الدخول»، يقول العزب لـ«مدى مصر»، مشيرًا إلى أن الراغبين في العبور من غزة إلى مصر ينتظرون ظهور أسمائهم في قوائم يعدها الأمن الفلسطيني بالتنسيق مع الجانب المصري، في ظل الضغط على المعبر الذي يعد المنفذ الوحيد لسكان القطاع للخروج إلى العالم.

بعد سبعة أشهر، وتحديدًا في السابع من أكتوبر، بدأت إسرائيل عدوانها الذي لم يتوقف منذ 18 شهرًا، وقُصف منزل عائلة الزوجة في جنوب مدينة غزة، ليبدأوا رحلة نزوح متكرر، تنقل خلالها العزب في أرجاء شمال القطاع؛ من حي تل الهوى إلى الصبرة، جنوب مدينة غزة، ثم إلى حي الصحابة في وسطها، وصولًا إلى حي الزيتون في شرقي المدينة، حيث يقيم حاليًا، بعدما اضطر للإقامة في أماكن لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية و«ولا حتى فيها دخول حمام»، كالجراجات والخيام، عدا عن المدارس والمساجد، وسط نقص الغذاء ومياه الشرب والملابس والنقود.

لا يملك العزب مصدر دخل في غزة، وبعد أن نفد خلال الحرب المال الذي كان قد خصصه لمصاريف الزيارة، عاش وزوجته كبقية العائلات النازحة، على المساعدات الغذائية من المؤسسات الإغاثية في القطاع، والتي كان نصيبه منها ضعيفًا لأنه «مش من أهل البلد»، حتى إن أيامًا مرّت على الأسرة كان فيها «رغيف الخبز مش متوفر»، وأحيانًا كان «الخبز والليمون المخلل» الوجبة الأساسية خلال اليوم بأكمله.

على الجانب الآخر من الحدود، يقيم أطفال العزب الثلاثة مع والدته منذ سفره، وبين قلقه عليهم لكون الجدة «ست كبيرة وما تقدرش تتابع الأولاد أو تخدمهم وتقوم على رعايتهم»، وقلقهم عليه مع ما يصلهم من أنباء «الضرب في كل شارع»، لم تنجح محاولات العزب المتكررة للعودة إلى مصر، بينما حوّلت الحرب انتظاره ظهور اسمه وزوجته في القوائم الفلسطينية، إلى انتظار لقوائم أخرى، هي «كشف الجوازات المصرية».

قبل احتلال الجيش الإسرائيلي معبر رفح، في مايو 2024، كانت القوائم التي تصدرها الهيئة العامة للمعابر في غزة، بناءً على قوائم تتلقاها من الخارجية المصرية، وتضم ما بين 50 إلى 100 اسم يوميًا، من المصريين الموجودين في غزة المسموح بعبورهم من معبر رفح، هي الوسيلة الرسمية للخروج من القطاع، بينما كانت الوسيلة الأخرى هي خدمة «تنسيق السفر» عبر شركة «هلا»، التي طلبت من الزوجين خمسة آلاف دولار لم يمتلكاها.

في زيارة تكررت عدة مرات حتى إغلاق المعبر، توجه شقيق العزب إلى مقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، لتسجيل بيانات أسرة شقيقه المحاصر في غزة بغرض الإجلاء، فيما سجّل العزب نفسه بياناته عبر نموذج إلكتروني لإجلاء المصريين العالقين في غزة، أعلنت عنه الوزارة، كما سجل في نموذج إلكتروني آخر للسفارة المصرية في رام الله، دون أن يتلقى أي اتصال من الوزارة أو السفارة.

كانت «الخارجية» أعلنت، في ديسمبر 2023، عن رابط لتسجيل بيانات العالقين في غزة، على أن تُعِد -بناء على تلك البيانات- كشوفًا، تمهيدًا لتسليمها للقائمين على معبر رفح من الجانبين المصري والفلسطيني بشكل مباشر، لتسهيل عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، وطالبت المواطنين بـ«قصر قنوات الاتصال والتسجيل من خلال تلك الآلية الجديدة باعتبارها الوسيلة الوحيدة للعودة لأرض الوطن، وأن أي وسيلة أخرى يتم الحديث عنها من جانب البعض تندرج ضمن أعمال النصب والاحتيال واستغلال الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، ولا علاقة للدولة المصرية بها».

خلال 18 شهرًا من الانتظار دون رد على طلبات إجلائه، أو حتى مجرد اتصال من الحكومة المصرية، تمكن العزب،  ورغم ضعف الاتصال بالإنترنت في غزة، من الانضمام إلى مجموعات على تطبيق «واتساب» ومنصة «فيسبوك»، جمعت مئات من المصريين العالقين في القطاع المنكوب، حاولوا بدورهم البحث عن طرف خيط يمنحهم الأمل في الخروج من القطاع المدمر، بعد أن تقطعت بهم السبل وسط المقتلة الإسرائيلية.

«مفيش حد تواصل معانا بالمرة، لو كان حد أعطانا ولو مجرد أمل، ما كناش فكرنا نعمل وقفات»، يقول العزب، بعد أن نظّم هو ومجموعة من المصريين العالقين في غزة، وقفات احتجاجية متزامنة في شمال ووسط القطاع وجنوبه، خلال مطلع ونهاية أبريل الماضي، بالقرب من المستشفيات، حيث يتواجد عادة الصحفيون، «بحيث إن صوتنا يوصل للمسؤولين المصريين والمخابرات المصرية إنهم ينتبهولنا ونطلع من القطاع».

يضيف: «الجاليات الأجنبية كلها طلعت من غزة، وعن طريق مصر، المفترض أن إحنا الأولَى نطلع وينسمع صوتنا بصفتنا مصريين والمعبر مصري». كانت دول مختلفة أتمت عدة عمليات إجلاء لرعاياها من غزة دون مقابل مالي، عبر ترتيبات رسمية مع السلطات الفلسطينية والإسرائيلية، وبتنسيق مع الجهات المصرية، خلال فترات فتح المعبر، حسبما قالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، عبر منصة إكس، بإجمالي 74 ألف أجنبي أو مزدوج جنسية ساعدت مصر في عبورهم من غزة حتى مطلع ديسمبر 2024، بحسب وزارة الخارجية المصرية.

وسط نفس ظروف العدوان والنزوح المتكرر، حيث «لا أكل ولا شرب ولا غاز»، انتظر عبد الرحمن أبو حالوب، ظهور اسمه وزوجته وأطفالهما الأربعة، في قوائم «الجوازات المصرية»، «بعت لهم فوق الـ 100 إيميل»، يقول عن مراسلاته للسفارة المصرية في رام الله، دون أن يتلقى أي رد، بينما عجز بدوره عن دفع تكلفة التنسيق لشركة «هلا»، فيما طلب منه «سماسرة تنسيقات» مبلغًا وصل إلى ثمانية آلاف دولار، بزعم قدرتهم على إدراج أسماء الأسرة ضمن «كشف الجوازات المصرية»، حسبما قال.

أبو حالوب، الذي نزح 13 مرة في أنحاء القطاع بعد تدمير منزله في بيت لاهيا، كان واحدًا من عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين تقدموا بالأوراق اللازمة للحصول على الجنسية المصرية بعد مايو 2011، حين سمحت الحكومة المصرية بمنح الجنسية لأبناء الأم المصرية المتزوجة من فلسطيني.

على عكس أبو حالوب، نجحت السيدة سهام مبارك، في الخروج من القطاع، عبر قوائم «الخارجية المصرية»، في يناير 2024، بعد أربعة أشهر من النزوح عقب هدم منزل عائلة زوجها في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، لكن ابنتها، التي لا تحمل الجنسية المصرية، اضطرت إلى دفع 17 ألفًا و500 دولار، مقابل تنسيق إجلائها مع زوجها وأطفالهما الثلاثة من القطاع نحو القاهرة، عبر شركة هلا، في مارس التالي، حسبما قالت الجدة لـ«مدى مصر».

وبينما عبرت السيدة مبارك وابنتها إلى مصر، لا يزال بقية أبنائها وأحفادها عالقين في غزة، بعضهم لم تُدرج أسماؤهم في «كشف الخارجية» رغم حملهم الجنسية المصرية، وآخرون لم ينهوا إجراءات الحصول عليها، فلم يتقدموا بطلبات إجلاء، ولم يكن بحوزتهم ما يكفي لدفع تكاليف «تنسيقات هلا» الباهظة.

انتظار الأبناء المصريين العالقين في غزة شمل أيضًا الأم الخمسينية، أم عبد الله الشاعر، التي دخلت مصر في أبريل 2024 بعد ظهور اسمها في قوائم «كشف الخارجية»، لكنها لا تزال تنتظر عبور أبنائها الثلاثة الذين لم تشملهم القوائم، ما أدى إلى رفض إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح مرورهم نحو الصالة المصرية، حسبما قالت لـ«مدى مصر»، لافتة إلى عدم تلقيها ردًا من «الخارجية المصرية» حتى الآن، رغم تسجيل بيانات أبنائها في مقرات الوزارة بعد وصولها إلى القاهرة، وتقديمها شهادات ميلادهم وجوازات سفرهم المصرية وبطاقات الرقم القومي، في محاولة لإجلائهم.

في المقابل، انتهت فرص عبد الله، الشاب المصري الفلسطيني، في الخروج من القطاع إلى مصر، بعدما قُتل في قصف إسرائيلي، وهو أصغر أبناء الأم مزدوجة الجنسية، ريهام عبد الله، التي كانت وصلت إلى القاهرة بغرض العلاج قبل أسبوعين من بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023، ولا تزال تنتظر إجلاء زوجها وابنتيها منال وفرح، فضلًا عن بقية أخوتها وعائلاتهم المحاصرين في غزة، وجميعهم يحملون الجنسية المصرية، حسبما قالت لـ«مدى مصر»، «دون نتيجة ملحوظة لكافة المحاولات»، سواء عبر التسجيل في مقر «الخارجية المصرية»، التي طلبت منها إرفاق صور جوازات سفر أبنائها وبطاقات الرقم القومي، أو من خلال التسجيل الإلكتروني عبر نموذج الوزارة على شبكة الإنترنت.

لم يكن مصير عبد الله بعيدًا عن الشابة العشرينية، فاطمة الشاعر، التي نجت مع شقيقتها من قصف استهدف منزل عائلتهما في خان يونس خلال الأيام الأولى للعدوان، وأسفر عن مقتل 15 من أخوتها وأطفالهم. «كنا رافعين علم مصر فوق البيت»، تقول الشاعر، مزدوجة الجنسية بدورها، والتي نزحت تسع مرات منذ قصف منزلها، وصولًا إلى خيمة في منطقة المواصي، تقيم فيها مع شقيقتها.

سجلت أسرة الشاعر بياناتها لدى الخارجية المصرية، وفي الوقت نفسه حاولت الخروج ضمن تنسيقات شركة هلا، والتي لم يخرج من خلالها سوى الأب، بعدما دفع خمسة آلاف دولار للمرور السريع، أما الأم فظهر اسمها في «كشف الخارجية»، إلا أن إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح رفضت مرورها إلى مصر لأسباب غير معلومة، وأعادتها إلى القطاع ليقتلها قصف إسرائيلي.

بجانب الأب الذي عبر مع «هلا»، والأم التي قتلها القصف، «كل أعمامي وعماتي طلعوا عبر الخارجية، ما ضلش إلا إحنا، وتواصلت مع الخارجية وقالولنا أسماءكم مدرجة بالكشوفات ولكن انتظروا دوركم»، تقول الشاعر التي لا تزال تنتظر مع شقيقتها في خيمتهما.

أما عبد الحي أبو نحل، الفلسطيني المصري عن طريق الأم، فقد أُدرج اسم أمه في «كشف الخارجية»، دون اسمه، ورغم تمكنه من عبور الجانب الفلسطيني للمعبر مستخدمًا علاقاته، فإن الجانب المصري منعه من الدخول، لعدم وجود اسمه. عاد أبو نحل إلى القطاع، قبل أن يعبر لاحقًا إلى مصر بعدما اضطر إلى دفع ثمن «تنسيق هلا»، ليلتقي بوالدته في القاهرة، قبل أن يطير إلى أوروبا، لجمع شمله مع زوجته وأطفاله الأربعة.

أملًا في جمع شمله مع زوجته المحاصرة في غزة بعد سفرها لزيارة ذويها، سجّل حسام أحمد بياناتها لدى وزارة الخارجية عشر مرات، ست مرات في مقر الوزارة بالقاهرة، وأربع في السفارة المصرية بالكويت، حيث يقيم ويعمل حاليًا، دون أن يتلقى أي رد، حسبما قال لـ«مدى مصر»، وأضاف: «مصريين تانيين قدروا يسافروا قالولنا شوفولكم واسطة» لضمان ظهور اسم الزوجة على قوائم الإجلاء.

كانت قوائم الإجلاء «مثل الضوء في نفق مظلم» بالنسبة للشابة ضحى عوض، العالقة في القطاع مع خمسة من أفراد أسرتها، بينهم أبوها الحامل للجنسية المصرية من أمه، التي تقيم في القاهرة ومعها بقية أبنائها. لم تنجح محاولات طرق أبواب «الخارجية والسفارة» التي بذلها أقارب عوض بالقاهرة قبل إغلاق معبر رفح، لإجلائها وأسرتها من القطاع، بصفتهم «أقارب درجة أولى»، في حين طلب منهم «سماسرة التنسيقات» مبلغًا وصل إلى تسعة آلاف دولار، ارتفاعًا من خمسة آلاف في البداية، بزعم تسريع ظهور أسماء أفراد الأسرة ضمن قوائم السفر الصادرة عن «خارجية مصر».

عوض، التي نزحت ست مرات مع أفراد أسرتها، كان آخرها إلى خيمة في منطقة المواصي، أطلقت حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت، لإعالة الأسرة وسط ارتفاع مستويات الفقر والبطالة غير المسبوقة، وقالت إنهم يعتمدون للبقاء على قيد الحياة وسط الحصار المشدد وغلاء أسعار المواد الغذائية، على طعام محدود القيمة الغذائية، توزعه التكايا الخيرية، كوجبات الأرز السادة أو المكرونة، دون احتوائها على مصادر البروتين، فضلًا عن انعدام التنويع نتيجة نقص أصناف عديدة من الخضراوات، وعدم توافر الفواكه.

وفي ظل بطء إجراءات إجلاء المصريين بالطرق الرسمية خلال فتح معبر رفح، حاول المصري، محمود الألفي، بطرق غير رسمية، إجلاء أقارب له من حاملي الجنسية المصرية، عبر شخص مصري عرّفه صديق مشترك بأنه «سمسار تنسيقات»، زعم امتلاكه علاقات تمكنه من تسريع سفر الأسرة، بعد تسجيل بياناتها لدى «الخارجية».

التنسيق المزعوم من غزة كان يجري مقابل 700 دولار للأب، و350 لكل طفل، فضلًا عن 1200 للأم الفلسطينية زوجة المصري، حسبما أوضح الألفي لـ«مدى مصر»، الذي دفع بالفعل للسمسار مبلغ ألف دولار، وانتظر الرد على طلبه لأسابيع، وعندما أعاد السؤال عن المستجدات مع تزايد التهديدات الإسرائيلية بالسيطرة على رفح، قبيل اجتياح المدينة، طلب منه «المُنسق» ألف دولار أخرى لاستكمال التنسيق، ليتأكد الألفي أنه وقع ضحية للنصب، دون إمكانية استرجاع المبلغ المدفوع.

طوال شهور الحصار، التي انتظروا خلالها ظهور أسمائهم في كشوف الخارجية، لم تسفر تحركات العالقين داخل غزة، وذويهم خارجها، عن شيء، وتضاءل أملهم مع احتلال إسرائيل معبر رفح، لكن بعد أيام من وقفات العالقين الاحتجاجية داخل غزة، في أبريل الماضي، تلقى العزب اتصالًا من شخص عرّف نفسه بأنه من «جهة مسؤولة عن الجالية المصرية في غزة وتتبع للمخابرات المصرية»، طلب منه إعداد كشف بأسماء المصريين المتفاعلين مع الوقفة، فضلًا عن قوائم بالعالقين الراغبين في العودة إلى ديارهم «لإخراجهم على دفعات»، دون تحديد موعد أو آلية محددة لذلك، حسبما أوضح.

يقول العزب إنه يشرف حاليًا، بمساعدة آخرين في مصر، على تسجيل بيانات ما بين 500 إلى 600 من العالقين في غزة، كما أنشأ مؤخرًا مجموعة «واتساب» معنية بالعالقين، تضم أكثر من ألف مصري داخل القطاع، إضافة إلى عدد من ذويهم في الجهة الأخرى من الحدود، كانوا في البداية يناقشون لمن تكون أولوية الخروج، لكن مع مرور الوقت دون أن تظهر مجددًا «الجهة» التي تواصلت مع العزب، اقتصر التواصل بين أعضاء المجموعة على توجيه بعضهم للتعليق على الحسابات الحكومية في وسائل التواصل الاجتماعي، أو عند بعض المؤثرين والسياسيين، أملًا في لفت الأنظار.

 

*حلم الـ 13 مليار دولار يتلاشى.. لماذا لا تعود الحاويات الكبرى لقناة السويس؟

رغم إعلان هيئة قناة السويس في 14 مايو الجاري عن خفض رسوم عبور سفن الحاويات بنسبة 15%، في خطوة تهدف إلى تشجيع عودة الخطوط الملاحية الكبرى لاستخدام الممر الملاحي الحيوي، إلا أن تقارير اقتصادية دولية أبدت شكوكًا قوية في جدوى هذه الخطوة على المدى القريب.

ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين لا يزالان يشكلان عقبة أمام عودة حركة الشحن العالمية إلى طبيعتها في البحر الأحمر، أولهما استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، ما يجعل الملاحة محفوفة بالمخاطر، وثانيهما أن المنطقة، بما فيها قناة السويس، لا تزال مصنّفة ضمن المناطق عالية الخطورة من قبل عدد من شركات التأمين العالمية، ما يرفع من تكلفة التأمين بشكل كبير على السفن العابرة.

البحث عن الثقة الملاحية

رغم أن خفض الرسوم خطوة إيجابية على الصعيد التسويقي والتنافسي، إلا أنها لن تكون كافية وحدها لاستعادة الثقة الملاحية في قناة السويس، طالما بقيت التهديدات الأمنية قائمة. فشركات الشحن الكبرى تعتمد على حسابات دقيقة تجمع بين الكلفة والضمانات الأمنية، وإذا ظل ممر البحر الأحمر في مرمى التوترات السياسية والعسكرية، فإن الملاحة ستستمر في تفضيل طرق بديلة كطريق رأس الرجاء الصالح، رغم طوله وتكاليفه الأعلى.

من ثم، فإن التعافي الكامل لحركة عبور السفن لا يرتبط فقط بالحوافز الاقتصادية، بل يتطلب ضمانات أمنية واستقرارًا إقليميًا يعيدان الطمأنينة لشركات التأمين والملاحة على حد سواء.

ونقلت وكالة إيكوفين ECOFIN الاقتصادية السويسرية، عن خبراء، يوم 14 مايو، تأكيدهم أن عودة حركة الملاحة في القناة بكامل طاقتها “تتطلب انخفاض أقساط التأمين”، إذ إن ممر قناة السويس لا يزال مدرجًا في قائمة المخاطر العالية لدى العديد من شركات التأمين.

وفي سبتمبر الماضي، ذكر مراقبون أن أقساط التأمين على أخطار الأمن للسفن المبحرة في منطقة البحر الأحمر وقناة السويس ارتفعت إلى 2% من قيمة السفينة، بعدما كانت 0.7% في وقت سابق.

شرط عودة الهدوء

ويعتقد المراقبون أن استعادة التدفقات عبر قناة السويس قد تُسهم أيضًا في استقرار تكاليف الشحن العالمية وتحسين هوامش ربح شركات الشحن، وفق وكالة إيكوفين، وهذا بدوره قد يُخفف من تضخم أسعار السلع المستوردة، لكن بشرط عودة الهدوء للمنطقة وعودة السفن للقناة.

إذ إن تحول السفن للمرور حول جنوب أفريقيا، لتجنب البحر الأحمر، قد أضاف ما يصل إلى 12 يومًا إضافيًا لوصول الشحنات، مما أدى إلى تأخير عمليات التسليم وارتفاع أسعار الشحن.

وقد وجدت دراسة أجرتها الأونكتاد في يوليو الماضي، أن الأسعار قد تضاعفت على بعض الطرق بسبب هذه التحويلات.

وكان رئيس قطاع النقل البحري الأسبق ورئيس غرفة الملاحة في السويس والبحر الأحمر، عبد القادر جاب الله، قال لنشرة “إنتربرايز” يوم 18 مايو الجاري إن “تخفيضات الرسوم لا مبرر لها ولن تعيد التوكيلات الملاحية قبل أن تتوقف جماعة الحوثيين عن تهديداتها في المنطقة“.

وأضاف أن ارتفاع تكلفة التأمين على السفن العابرة من قناة السويس أحد أهم الأسباب التي قد تبعد التوكيلات الملاحية عن العودة قريبا إلى القناة، والتي قفزت بصورة كبيرة جدا أعلى من نسب التخفيض.

منطقة عالية المخاطر

وقال موقع شركة الخدمات البحرية اللوجستية “ترانس إنفو” ومقرها بولندا، يوم 15 مايو الجاري، إن رئيس هيئة قناة السويس التقى ممثلين عن شركات الشحن، لحثهم على العودة للمرور في القناة، لكنهم طالبوا بحوافز مؤقتة للمساعدة في تعويض ارتفاع تكلفة تأمين السفن العاملة في البحر الأحمر، الذي يعتبرونه منطقة عالية المخاطر.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، مقابل تعليق الهجمات على السفن الأميركية، لا يشمل السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو غيرها المتجهة لإسرائيل، يجعل شركات الشحن الكبرة لا تزال مترددة في العودة، وإن كان البعض يفكر في العودة وينتظر.

اشتكت مصر من رفض السفن العالمية العودة لقناة السويس منذ أزمة قصف الحوثيين لإسرائيل وسفن إسرائيلية وغربية رغم تراجع تهديد الحوثيين للسفن وأشارت إلى أن هذا يكبدها خسائر باهظة.

وأعلنت هيئة قناة السويس أنها ستقدم خصمًا بنسبة 15% على رسوم عبور سفن الحاويات التي لا تقل حمولتها الصافية عن 130 ألف طن متري، ويهدف هذا التخفيض إلى تشجيع مالكي السفن على العودة إلى القناة، مع تحسن الوضع الأمني على طول الممر.

وحسب بيان صادر عن هيئة ميناء الحاويات، سيتم تطبيق الخصم لمدة 90 يوماً اعتباراً من 15 مايو الجاري على سفن الحاويات المؤهلة. ومنذ ديسمبر 2023، عدلت شركات الملاحة العالمية مسارها للدوران من رأس الرجاء الصالح بدلًا من قناة السويس، لتجنب هجمات مسلحة نفذتها جماعة الحوثي اليمنية ضد السفن، ردًا على التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.

قصف الحوثيين وتهاوي الإيرادات

ولا تزال شركات الشحن البحري الكبرى، خاصة “ميرسك العالمية” ترفض مرور سفنها من قناة السويس خشية قصف الحوثيين لها خاصة أن بعضها يمر عبر موانئ إسرائيل.

وحسب بيانات رسمية، انخفضت إيرادات عبور قناة السويس بنسبة 62.3% على أساس سنوي لتصل إلى 1.8 مليار دولار، خلال النصف الأول من السنة المالية 2024/ 2025، مقابل نحو 4.8 مليارات دولار خلال نفس الفترة من السنة المالية السابقة بسبب الاضطرابات الجيوسياسية المشهودة في البحر الأحمر، التي دفعت السفن إلى تغيير مسارها بعيدا عن القناة، وانخفضت الحمولة الصافية بنسبة 69.2% وتراجعت أعداد السفن العابرة بنسبة 52.2%، وفق تقارير الشحن العالمية.

وتخسر مصر 800 مليون دولار شهريًا من إيرادات القناة، وتسعى الحكومة إلى استعادة حركة المرور والوصول إلى 13 مليار دولار من الأرباح بحلول عام 2025، وفق وكالة “إيكوفين” الاقتصادية، وهو هدف بعيد المنال الآن ما لم تشهد حركة المرور انتعاشًا حادًا.

ويمر عبر قناة السويس نحو 10% من حركة التجارة العالمية، وتعتمد عليها القاهرة لتأمين العملة الأجنبية، بلغت إيراداتها في عام 2023 نحو 9.4 مليارات دولار.

 

*بومة مصر .. تفاصيل سقوط 18 طائرة مع قدوم السيسي إلى حادث رأس البر

رصدت منصة “تدقيق” عبر البيانات العسكرية الدورية المعلنة من الجيش المصري، سقوط 18 طائرة عسكرية مصرية على مدار 12 عامًا، 14 منها خلال مهمات تدريبية، بمتوسط فقدان 1.5 طائرة سنويًا.

وقالت منصة “صحيح مصر” إن البيانات أظهرت أن الحوادث تعكس تحديات مستمرة في صيانة الأعطال وتشغيل الأسطول الجوي العسكري.

2013 – 2025: حصيلة الحوادث

خلال الفترة من عام 2013 إلى عام 2025، وقعت 18 حادثة لطائرات عسكرية، منها 14 حادثة سقوط لطائرات مأهولة وطاقمها، بالإضافة إلى سقوط 4 طائرات مسيّرة.

وتوزعت هذه الحوادث بين 6 طائرات مقاتلة، و3 طائرات تدريب، و4 طائرات هليكوبتر (مروحية)، بالإضافة إلى طائرة هدفية كانت مخصصة لأغراض التدريب.

وسُجلت سنة 2014 العدد الأكبر من الحوادث، بواقع 3 حوادث، تليها سنتا 2018 و2022، حيث وقع خلال كل منهما حادثتان، بينما سُجلت حادثة واحدة فقط في كل من السنوات الأخرى.

العطل الفني

وأظهرت البيانات العسكرية المعلنة أن 14 طائرة سقطت خلال مهمات تدريبية، وليس في مهام قتالية. كما أسقطت إسرائيل طائرة مسيّرة منها بعد فقدان القيادة السيطرة عليها وتوغلت في الأراضي المحتلة.

وكان السبب الأبرز في غالبية الحوادث هو الخلل التقني أو العطل الفني. نجا طاقم الطائرة في 6 حالات، واستُشهد الطاقم في 5 حالات أخرى، وأُعلن عن إصابة الطاقم في حادثة واحدة، بينما لم يُذكر وضع الطاقم في إحدى الحوادث التي وقعت في يناير 2014.

وأعلن الجيش المصري مرتين عن نوع الطائرة، كانت أولاهما في عام 2016، حيث كشف أن الطائرة التي تحطمت آنذاك هي من طراز F-16 الأمريكية. وقع الحادث خلال مهمة تدريبية بالقرب من قاعدة جوية بمدينة فايد، وأدى إلى مقتل الطاقم. وأشار البيان العسكري حينها إلى أن التحقيقات الأولية ترجّح وجود خلل فني تسبب في الحادث.

إف 16

وقالت المنصة إن F-16 تُعد واحدة من أشهر المقاتلات متعددة المهام في العالم، وتنتجها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية. دخلت الخدمة في السبعينيات، وتمتاز بسرعتها العالية وقدرتها على تنفيذ مهام القصف الجوي والاشتباك القريب.

ولفتت إلى أن مصر من أكبر مشغلي هذا الطراز خارج الولايات المتحدة، حيث بدأت في استلامه منذ الثمانينيات ضمن برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية.

حوادث 2024

في عام 2024، أعلن الجيش المصري تحطم طائرة تدريب خفيفة من طراز RV-14، وهي طائرة صغيرة من فئة الطائرات الرياضية. وقع الحادث في إحدى المناطق الصحراوية، وأفاد البيان العسكري أن الطيار نجا بعد تنفيذ عملية هبوط اضطراري ناجحة، موضحًا أن السبب كان عطلًا تقنيًا مفاجئًا.

وتُصنع طائرة RV-14 بواسطة شركة Van’s Aircraft الأمريكية، وهي مخصصة للهواة والطيارين المتدربين، وتُعرف بمرونتها وسهولة التحكم بها. غالبًا ما تُباع كمجموعة تركيب (kit plane) يمكن تجميعها محليًا، وتُستخدم في التدريب والاستعراضات الجوية والطيران الشخصي.

وتتميز الطائرة بمقعدين وسرعة قصوى تقارب 350 كم/س، ويصل مداها إلى نحو 1500 كم، ما يجعلها خيارًا شائعًا للتدريب الأساسي والمراقبة الجوية.

الطائرات المسيّرة

نبهت منصة “صحيح مصر” إلى أنه منذ عام 2014، تم الإعلان عن أربع حوادث تتعلق بسقوط طائرات مسيّرة عسكرية، وفقًا لنشرات المتحدث العسكري.

ففي 2014، سقطت طائرة مسيّرة صغيرة مزودة بكاميرات في صحراء منطقة جلبانة شرق القنطرة، وكانت مكلّفة بمراقبة المجرى الملاحي لقناة السويس.

وفي 2015، سقطت طائرة بدون طيار في منطقة صحراوية شرق مدينة العريش، دون تسجيل إصابات أو خسائر، وأرجع الجيش السبب إلى عطل فني في المحرك.

أما في 2022، فقد أسقط الجيش الإسرائيلي طائرة مسيّرة مصرية دخلت المجال الجوي الإسرائيلي قرب منطقة النقب، وصرحت السلطات الإسرائيلية أن الحادث وقع بسبب فقدان الجانب المصري السيطرة عليها نتيجة خلل فني.

وفي أغسطس 2023، تحطمت طائرة مسيّرة من طراز “30 يونيو” في محافظة الشرقية. يُذكر أن هذا الطراز كُشف عنه لأول مرة خلال معرض الصناعات الدفاعية المصري “إيديكس 2021“.

انخفاض عالمي في حوادث التدريب

نشرت دراسة على موقع GlobalAir، بالتعاون مع معهد سلامة الطيران الأمريكي وجامعة ليبرتي، تفيد بأن حوادث الطيران خلال فترة التدريب انخفضت بنسبة 50% بين عامي 2000 و2019.

ووفقًا للدراسة، شهدت تلك الفترة 287 حادثة مميتة لطائرات أمريكية خلال التدريب، سواء عسكرية أو مدنية، ومن مختلف الأنواع. ومن بينها، وقعت 14 حادثة فقط بسبب أعطال في الصيانة.

وتوزعت أسباب الحوادث على النحو التالي:

  • 155 حادثة بسبب فقدان السيطرة
  • 23 نتيجة تصادم
  • 19 بسبب الطيران ليلًا
  • 14 بسبب أعطال الصيانة
  • 4 خلال دروس الطيران الجبلي
  • 3 بسبب محاولات الهروب من الوديان
  • حادثتان خلال التدريب على التطبيقات الجوية
  • حادثتان نتيجة الاصطدام بخطوط الكهرباء
  • تحطم طائرتين خلال مناورات عسكرية

وأوضحت الدراسة أن معدل الحوادث التدريبية انخفض من 0.49 لكل 100 ألف ساعة طيران في عام 2000، إلى 0.41 في 2009، ثم إلى 0.26 فقط بحلول 2019.

مقارنة عسكرية مع “إسرائيل

أشارت منصات عسكرية إلى أن مصر تمتلك حوالي 238 مقاتلة، تشمل:

  • طائرات F-16 فالكون الأمريكية (أكثر من 200)
  • طائرات رافال الفرنسية (30)

في المقابل، تمتلك “إسرائيل” حوالي 240 مقاتلة، منها:

  • طائرات “أدير” F-35 الأمريكية (نسخة خاصة بإسرائيل من الجيل الخامس الشبحية)
  • طائرات F-15 Eagle الأمريكية متعددة المهام
  • طائرات F-16 متعددة المهام

المروحيات

تمتلك مصر نحو 348 مروحية، منها 100 هجومية، تشمل:

  • طائرات أباتشي AH-64 الأمريكية
  • طائرات أليجيتور الروسية الحديثة

في المقابل، لدى “إسرائيل” نحو 147 مروحية، منها 48 هجومية.

الطائرات المسيّرة

تضم الترسانة المصرية:

  • طائرات “وينغ لونغ” الصينية
  • طائرات CH-4 وCH-5 الصينية للاستطلاع والهجوم
  • طائرات محلية الصنع مثل “نووت” و”أكتوبر

في المقابل، تُعد تل أبيب رائدة عالميًا في تطوير وتشغيل الطائرات المسيّرة، وتستخدمها في مهام الاستطلاع والهجوم بمستوى تقني متقدم.

 

*رسائل غامضة.. إعلام مصري يحذر من “حدث خطير” قادم

جدل واسع أثارته وسائل إعلام مصرية حول “حدث جسيم قادم”، وأطلق بعض الإعلاميين تصريحات غامضة حول تغييرات مرتقبة قد تكون ذات تأثير كبير على مصر.

بدأ الأمر بتدوينة للإعلامي “توفيق عكاشة” على حسابه بمنصة “إكس” قبل أيام، قال فيها إن العالم سيشهد حدثا كبيرا قريبا، ما أثار موجة من التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المقابل، سخر الإعلامي عمرو أديب، من هذه التكهنات، معتبرا أنها مجرد “خزعبلات”، بينما حذر أحمد موسى، من “تغيرات عالمية” قد تؤثر على المنطقة ومصر بشكل غير متوقع.

عكاشة” الذي كان أول من أثار الجدل، قال في تدوينة: “سوف يشهد العالم حدث جسيم خلال الفترة القادمة”، ليفتح بابا من التساؤلات والسخرية في آن واحد.

وعقب الإعلامي عمرو أديب، على ما يثار، قائلا إن “من ضمن الخزعبلات التي تقال، الحديث عن حدث مهم سيحدث خلال الفترة المقبلة، والتحذير مما سيحدث”. متسائلا: “ايه الحاجة الكبيرة أو المصيبة اللي هتحصل؟ كفاية إحنا تعبنا؟! الناس بتتقدم وبتعمر وتبتكر وأنت قاعد في البلاء، هذه ليست عقلية بلد تسير للأمام، هل نريد هدمها؟“.

الإعلامي أحمد موسى، انضم هو الآخر لهذه الحملة بتصريحات “غامضة” قائلا إن “العالم كله في حالة عدم يقين وكذلك نحن في المنطقة، ويجب التركيز بشدة في هذه المرحلة“.

وأوضح موسى أن حديثه لا يتعلق بحدث داخل مصر، ولكنه قد يؤثر عليها بشكل غير متوقع، متابعا: “حديثي موجه لجمهورنا وليس لأحد آخر، يجب أن ترى التغيرات في المواقف، وقد تحدث صدمة من بعض الإجراءات الخارجية وليست داخلية في مصر، وهذه الأمور قد يكون لها تداعيات كبيرة وخطيرة“.

وواصل: “لا يوجد أي سيناريو لما قد يحدث بعد ساعة أو شهر أو حتى العام القادم، لا نعرف ما قد يحدث وهذا يضع على عاتقنا مسؤولية ما نقوله سواء في الإعلام أو على وسائل التواصل الاجتماعي“.

وحذر الإعلامي المصري، من الانجرار وراء “محاولات متعددة للإثارة”، مضيفا أن “مصر كانت وما زالت مستهدفة من لجان وأذرع إعلامية مختلفة منها تنظيم الإخوان الإرهابي”، معتبرا أن هذه اللجان “حاولت جرنا بعيدا عن قضيتنا الأساسية وهي القضية الفلسطينية، والمزايدة علينا وهناك من يريد تحويل الاعمال الإيجابية إلى اتجاه آخر“.

وأثارت هذه التصريحات تفاعلا وجدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول ماهية الحدث الخطير الذي قد يحدث.

وقال أحد المدونين باسم “عزيز”: “يعني أحمد موسي وعمرو أديب وتوفيق عكاشة عارفين إن في أحداث مهمة هتحصل وإحنا آخر من يعلم!!”.

فيما تساءل آخر قائلا: “عمرو أديب.. أحمد موسى.. توفيق عكاشة وتحضير الرأي العام المصري لحدث كبير خلال الأيام القادمة.. فما هو؟!”

وقال آخر باسم “حسين”: “الناس على التايم لاين بتتكلم وتتوقع حاجات بناء على كلام أحمد موسى وعمرو أديب وتوفيق عكاشة، وأنا قاعد بتفرج علشان لما نعرف إيه اللي هيحصل أعمل نفسي متفاجئ“.

وأضاف حساب آخر باسم “خالد مراد” :”امبارح عمرو أديب فجأة وبدون مقدمات قال في ناس كتير بيتكلمو عن حاجات كبيرة هتحصل الفترة الجاية مع إن مفيش حد قال حاجة أساسا.. والنهاردة أحمد موسى بردو بيتكلم كلام مش مفهوم بنفس المعنى وحاجات كبيرة هتحصل“.

 

*أول مظاهرات في التاريخ ضد انتشار المخدرات بأسوان

أظهرت مقاطع مصورة -نشرها ناشطون على منصات التواصل- مظاهرة لأهالي قرية المنشية بكوم أمبو في محافظة أسوان، طالبت بالقضاء على المخدرات وطرد تجار المخدرات من القرية، مهددين بقتلهم إذا لم تتدخل الحكومة.

ووثقت المقاطع تجمعا كثيفا لأهالي القرية، وهم يهتفون ضد انتشار المخدرات وتجار المخدرات المنتشرين بأرجاء قريتهم، ورددوا هتاف “لا للمخدرات”، والبلد مفيهاش حكومة، ثم ذهبوا بأنفسهم لأوكار التجار الذين ذهبوا وفروا قبل أن يصلوا إليهم.

ردود الفعل

كتب الصحفي علي بكري “تطور خطير | بعد تجاهل الشرطة لاستغاثاتهم المتكررة.. أهالي قرية المنشية بكوم أمبو في محافظة #أسوان يتحركون بأنفسهم لطرد تجار المخدرات من القرية، للأسف #الشرطة  في مصر مشغولة بمطاردة أصحاب الرأي واللي بيتكلموا في السياسة”.

ونشر عمر هاشم صور وفيديوهات وعلق قائلا “مش هنستنى الدولة لان مفيش دولة حرق اوكار بيع السموم #اسوان.

وأضافت حملة وصل صوتك “بسبب تقاعس الشرطة عن دورها الأساسي، تحرك أهالي قرية المنشية، #كوم_أمبو، #أسوان لطرد تجار المخدرات بأنفسهم”.

وقال الإعلامي أسامة جاويش “كااااارثة تهدد قرى ومحافظات مصر والحكومة لا حياة لمن تنادي.. إيه اللي بيحصل في أسوان؟”.

وأشار الكاسر “البياعين فى القرى على كل ناصية على كل شارع فى كل حارة وبدون مبالغة بتبيع عينى عينك وكله تحت نظر وعين الباشا وبالحب تحت حماية السلاح الناري والابيض المدمنين اطفال بالابتدائى والاعدادى البلد ضاعت وانتهت تماما”.

ونوه عبده “فى مصر العسكر لما يكون حمير الجيش والشرطة والقضاء فى السلطة والعلماء فى السجون يكون ده حال البلد التخلف والبلطجة بسبب ولاد الحرام”.

وعلق الدكتور مصطفى جاويش “أسوان الأهالي يواجهون تجار المخدرات فى غياب تام من الأجهزة الأمنية”.

وأشار دكتور سام يوسف “طور خطير فى مصر | فى ظل غياب الامن وبعد تجاهل الشرطة المصرية لاستغاثاتهم المتكررة.. أهالي قرية المنشية بكوم أمبو في محافظة أسوان يتحركون بأنفسهم لطرد تجار المخدرات من القرية‼️”.

 

*7 مليارات و748 مليون جنيهً خلال عام واحد.. عصابة العسكر وراء انتشار غسيل الأموال في مصر

ظاهرة غسيل الأموال انتشرت بصورة غير مسبوقة فى زمن الانقلاب مع تجاهل عصابة العسكر لهذه القضايا بل إنها تتقاسم الأموال مع العصابات المتورطة فى هذه القضايا دون اعتبار للتداعيات الكارثية لغسيل الأموال على الاقتصاد المصرى .

وفي أغلب القضايا يُشتبه في تورط عناصر ذات نفوذ اقتصادي أو سياسي في عمليات غسل الأموال، سواء عبر شركات مقاولات أو أنشطة تجارية ضخمة تُستخدم لتبييض الأموال القادمة من مصادر غير مشروعة

وتكشف بعض القضايا عن دور محتمل لجهات أجنبية أو عمليات تهريب عبر الحدود، لكن هذه القضايا غالباً ما تظل حبيسة أدراج المحاكم أو تنتهي بتسويات غير معلنة، وسط تعتيم إعلامي، وغياب للمساءلة المجتمعية أو البرلمانية.

كان نائب عام الانقلاب قد أعلن عن إحالة 273 قضية غسيل أموال لمحاكم الجنايات الاقتصادية، خلال عام واحد فقط، ما يعكس مؤشرًا خطيرًا حول حجم انتشار هذه الجريمة في البلاد، وفشل أجهزة دولة العسكرية الرقابية، وعدم قدرتها على الرصد أو المحاسبة، وهو ما أدى إلى تغلغل شبكات غسيل الأموال في مفاصل الاقتصاد المصري .

وقال نائب عام الانقلاب ان إجمالي المبالغ التي تم استغلالها في هذا الصدد خلال عام واحد بلغت: 7 مليارات و748 مليون جنيه

خسائر اقتصادية

من جانبها قالت الباحثة في الحوكمة ومكافحة الفساد تسنيم عمار، إن جرائم غسل الأموال من القضايا الحرجة التي تواجه الاقتصاد المصري في العقد الأخير، مؤكدة تزايد معدلات هذه الجرائم بشكل ملحوظ منذ عام ٢٠٢٠م. 

وأوضحت تسنيم عمار فى تصريحات صحفية أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى زيادة غسل الأموال هو التطور التكنولوجي الذي يسهل التحويلات المالية عبر الحدود، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة بين الجهات غير القانونية على استغلال الثغرات في الأنظمة المالية. 

وأشارت إلى أنه في بعض الحالات، استخدمت قنوات مصرفية مؤقتة وتكنولوجيا تشفير حديثة لإخفاء الهوية والعمليات المالية المشبوهة، محذرة من أن جرائم غسل الأموال تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني، حيث أدت إلى خسائر اقتصادية فادحة تجاوزت قيمتها مبالغ تُقدر بمليارات الجنيهات خلال الفترة من ٢٠٢٠م وحتى الآن .

ولفتت تسنيم عمار إلى أن الدراسات الإحصائية تقدر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن غسل الأموال بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض السنوات، مما أثر سلبًا على الاستثمارات الأجنبية والمحلية وأدى إلى تهريب رءوس الأموال، كما أن هذه الأنشطة تُضعف الثقة في النظام المالي وتعرقل عمليات الرقابة والشفافية.

غرامات صارمة

وأكدت أن جرائم غسل الأموال، تؤدي إلى تعزيز الفساد وتآكل النظام القانوني، حيث يستغل بعض العملاء المقرضين والثقة فى غياب الرقابة لتوسيع نشاطاتهم غير المشروعة، مشيرة إلى أن ضعف التنسيق بين الأجهزة الحكومية يجعل من الصعب الحصول على بيانات دقيقة تمكِّن من التصدي لهذه الظاهرة بشكل فعال.

وقالت تسنيم عمار: للتغلب على مشكلة غسل الأموال، يتعين تبني حلول عملية ترتكز على تعزيز الأطر القانونية والرقابية. وتعزيز التعاون بين الجهات المختصة محليًا ودوليًا لتبادل المعلومات وتتبع الأنشطة المالية المشبوهة. 

وأوضحت أن من الحلول الفعالة تحسين البنية التحتية الرقمية للأنظمة المالية وتطوير أنظمة التشفير الحديثة، بالإضافة إلى تطبيق غرامات صارمة على المخالفين ورفع مستوى الوعي لدى المستخدمين والمؤسسات المالية من أجل التصدي لهذه الظاهرة. 

غياب الشفافية

وقال الخبير الاقتصادي زهدي الشامي إن ما تشهده الساحة الاقتصادية في مصر من تطورات متلاحقة ومفاجئة تعكس غياب الشفافية وافتقار أسلوب الإدارة العامة للوضوح والاستقرار، مشيرا إلى أنه نُفاجأ يومًا بعد يوم بأخبار عن شركات كبرى تُغلق فروعها بشكل مفاجئ، كما حدث مؤخرًا مع إحدى سلاسل المنتجات الغذائية، حيث أغلقت أكثر من 130 فرعًا دفعة واحدة، في ظل تضارب المعلومات بين تقارير عن فساد غذائي وتسريبات عن شبهة غسيل أموال، دون أن تعلن دولة العسكر بشكل واضح عن الحقائق أو نتائج التحقيقات.

وأكد الشامي فى تصريحات صحفية أن تسوية الأمر بسرعة، رغم جسامة الاتهامات المتداولة، يُثير الريبة، متسائلًا: إذا كانت هناك مخالفات صحية فقط، فهل يُعقل أن تُغلق كل هذه الفروع بهذا الشكل؟ وإن كانت هناك شبهة غسيل أموال، فكيف تم تسوية الأمر خلال أسبوعين دون محاكمة؟

وأشار إلى أن هذه الواقعة تعكس حالة عامة من غياب الشفافية التي تهيمن على المناخ الاقتصادي في زمن الانقلاب، مؤكدا أن المصريين يعيشون حالة من الضبابية الشديدة، يتداخل فيها غياب الرقابة مع تدخل جهات سلطوية في قطاعات اقتصادية مختلفة، ما يخلق بيئة خصبة لتضارب المصالح وانتشار الفساد دون حساب .

وحمل الشامى حكومة الانقلاب المسئولية عن جرائم غسيل الأموال لافتا الى أنه منذ سنوات والسياسات الحكومية تعتمد على الأموال الساخنة، سواء عبر البورصة أو أدوات الدين، لتغطية عجز العملة الأجنبية، ورغم أن حكومة الانقلاب تعهدت بعدم تكرار هذا النهج منذ أزمة 2021، إلا أن الظاهرة مستمرة، مما يُعمق هشاشة الاقتصاد الوطني. 

أجهزة أمن الانقلاب

وحول ضعف الأجهزة الرقابية أعرب عن أسفه لأن أجهزة أمن الانقلاب تُظهر قوة كبيرة في قضايا التعبير والرأي والحريات، بينما تبدو غير فعالة تمامًا في قضايا النصب وغسيل الأموال .

وكشف الشامى عن أنه تعرض لمحاولة نصب إلكترونية، ويعرف عشرات الحالات المماثلة، ورغم تقديم كافة البيانات، من أرقام حسابات وأسماء وأرقام هواتف، إلا أن أحدًا لم يُحاسب، مؤكدًا أن هناك هشاشة رقابية وقانونية تشجع على التلاعب .

وتساءل كيف يحدث كل هذا النصب دون قدرة دولة العسكر على ملاحقة الفاعلين، رغم وضوح الأدلة، مشددا على أن الحل الحقيقي هو في تغيير نمط إدارة الدولة بالكامل، لأن المنظومة الحالية ثبت فشلها في حماية المواطنين والاقتصاد معًا. 

وحول القطاعات التي تشهد تضخمًا مشبوهًا، قال الشامي : العقارات من أبرز المجالات التي يُشتبه في استخدامها كغطاء لغسيل الأموال، لكن هناك أيضًا شركات ومشروعات تُفتتح في مناطق متعددة بشكل لا يتناسب مع حجم الطلب الفعلي أو النشاط الاقتصادي، وبعضها مملوك لجهات أجنبية .

وأكد أن ما يحدث يستدعي تفسيرًا وتدقيقًا من الجهات المسئولة، محذرا من أن استمرار الغموض والتجاهل الرسمي سيؤدي لمزيد من الاضطراب في السوق والمجتمع.

 

*المعارضة تستعد لـ”انتخابات” بإقرار مهزلة تعديلات برلمانية.. السيسي سمح لهم بحركة زيت وسكر

بعد أن سمح المنقلب عبد الفتاح السيسي بتجمع داخل مقرات الأحزاب المعارضة لمعارضة قوانين، مثل العمل والإجراءات الجنائية وقانون المالك والمستأجر وبحركة ضيقة في الشارع تمثلت في عمل معارض سلع معمرة بإشراف وزراء معارضين سابقين، مثل جودة عبدالخالق اليساري المعروف ووزير التموين بحكومة السيسي، أو تجمع بعضهم في مقاهي أو إخراج التنظيمين منهم من السجون مثل حالة أحمد دومة، لم يتفاجأ المراقبون من إقرار المعارضة بمشروع تعديلات قاتون الانتخابات التي رأته كاتبة مسيحية أنه يقلل تمثيل الأصوات غير المتوقعة.

وقالت الصحفية جورجيت شرقاوي: إن “السبب الحقيقي وراء تخفيض عدد مقاعد مجلس الشيوخ في الإسكندرية إلى 13 نائبا (7 فردي + 6 قائمة) مش مجرد توزيع ديموغرافي زي ما بيقال رسميا، لكن في عدة عوامل محتملة أهمها : إعادة توزيع النفوذ السياسي و تقليل قوة بعض المرشحين أو الأحزاب اللي كانوا مسيطرين، خصوصا لو المحافظة بتميل لتيار معين أو فيها مرشحين أقوياء مستقلين أو من المعارضة، بالتالي تقليل المقاعد الفردية بيقلل فرص تمثيل بعض الأصوات و التفتيت القادم“.

إلا أنه في بيان صدر الخميس عن “الحزب العربي الديمقراطي الناصري” نشره عبر منصاته أيّد الحزب عبر رئيسه “التعديلات التشريعية الأخيرة على قوانين انتخابات مجلسي النواب والشيوخ ” واعتبرها “تمثل تطورًا نوعيًا في المسار السياسي المصري، وخطوة حقيقية نحو ترسيخ دعائم التعددية الحزبية وتحقيق التمثيل العادل بين فئات الشعب المختلفة”.

وأدعى أن “تعديل عدد المقاعد المخصصة للقوائم، وتوزيعها على أربع دوائر، يدعم فرص التمثيل الحقيقي للقوى السياسية والمجتمعية، ويخلق توازنًا ضروريا بين النظام الفردي ونظام القوائم، مما يتيح تمثيلًا أوسع للشباب والمرأة وذوي الهمم والمصريين بالخارج، ويكرّس مبدأ تكافؤ الفرص الذي نص عليه الدستور”.

واعتبر “أبو العلا” أن “هذه التعديلات تمثل نقلة مهمة على طريق الإصلاح السياسي”.

واستدرك أنها “تظل بحاجة إلى استكمال عبر أدوات دعم موازية، في مقدمتها تفعيل دور الأحزاب السياسية في الشارع المصري، وتعزيز الوعي السياسي لدى المواطنين، بما يضمن مشاركة فعالة ومستنيرة في العملية الانتخابية“.

حزب ناجي الشهابي

أما “حزب الجيل الديمقراطي” فأيد التعديلات وأعلن استعداده لخوض “انتخابات” النواب والشيوخ بـ84 مرشحًا وتجهيز 35 آخرين!

وقال أحمد محسن قاسم، أمين التنظيم بالجمهورية في حزب الجيل الديمقراطي: ” المشروع خطوة مهمة نحو استقرار النظام الانتخابي وتوفير بيئة سياسية واضحة تُشجّع على المشاركة، وتمكّن القوى الوطنية من إعداد كوادرها وتجهيز مرشحيها على أسس شفافة، بما يضمن تمثيلًا موسعًا للأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية”.

والخميس الماضي، افتتح اليساري د.جوده عبدالخالق عضو الحوار الوطني المصرىي ووزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق ووزير التضامن الاجتماعي الأسبق والرئيس الشرفي للحركة شباب بادر من أجل مصر “معرض البطيخ والخضروات والأدوات المنزليه بالإسماعيلية بحضور المعرصين قادة الحركة وبحضور الأستاذ الدكتور حسين خالد موسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق وعدد من الوزراء السابقين المعرض فيه خيار وبطيخ وفلفل وبدنجان وسكر وزيت وسمن وبطاطس وأيضا جناح شنط ميكب وأدوات البنات المنزلية“.

وتعجبت Mona Elshazly (ليست المذيعة الانقلابية) من أن “أحزاب المعارضة المصرية تستعد لانتخابات البرلمان رغم تجاهل السلطة لمطالبها“.

وقال الصحفي تامر هنداوي: “يبدو أن الاتجاه الغالب داخل الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم معظم أحزاب المعارضة في مصر وعددا من الشخصيات العامة، يميل إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، رغم تجاهل السلطة مطالب الحركة والتي جاء على رأسها تعديل النظام الانتخابي والاعتماد على القائمة النسبية بدلا من المطلقة.”.

واجتمعت الحركة المدنية واختارت رئيسا جديدا لمجلس أمناء الحركة، وللاستعداد ل”لانتخابات” البرلمانية التي من المقرر أن تنطلق خلال أشهر المقبلة وجاء أكمل قرطام رئيس حزب «المحافظين» رئيسا لمجلس أمناء الحركة خلفا لرئيس حزب التحالف الشعبي مدحت الزاهد.

ولم يبق من أحزاب المعارضة إلى حزبي الكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي، وهما الحزبان الرئيسيان اللذان يقودان جبهة الرفض في ظل استمرار النظام الانتخابي الحالي.

وكانت الحركة المدنية طرحت مشروعات قوانين للانتخابات البرلمانية، خلال ما يسمى “الحوار الوطني” قبل أن يتوقف ممثلوالحركة عن حضور الاجتماعات اعتراضا على عدم تلبية مطالبهم بالإفراج عن سجناء الرأي.

الحركة المدنية، شدد أحد متحدثيها على أن الحركة ستخوض الانتخابات المقبلة بشكل مستقل تمامًا، دون تنسيق مع أحزاب الموالاة او القوى التابعة للسلطة، وخوض الانتخابات .

التحالف الاشتراكي

“التحالف الاشتراكي” اتهم السلطة باللجوء إلى ممارسات جرت وما زالت تجري لهندسة العملية السياسية بواسطة أجهزة الدولة ذاتها ومحاولة الإيحاء بتمثيل المعارضة بهذه الطريقة المهندسة، سواء عن طريق قوائم مطلقة تسمى قومية تفوح منها رائحة التبرع بالملايين لضمان الوصول لمقعد البرلمان، وتمثل من خلالها بعض الأحزاب التي تقبل ذلك، أو عن طريق التعيين وما شابه، مشددا على أن هذه الممارسات بعيدة للغاية عن تشكيل مجلس نواب حقيقي على مستوى المهام والتحديات التي تواجهها الدولة، وأعلن رفضه المشاركة عن طريق هذه القوائم المطلقة والتعيينات والهندسة السلطوية للعملية الانتخابية والسياسية، لافتا إلى رغبته في المشاركة المستندة لاختيارات الجماهير الحقيقية.

ورفع الحزب عددا من المطالب، قال: إنها “ضرورية سواء لفتح المجال العام وتحسين شروط التنافسية السياسية، اولضمان نظام انتخابي يمكن من تعزيز الاختيارات الجماهيرية وضمانات لعدم العبث بالإرادة الشعبية، وتضمنت مطالب الحزب إطلاق سراح سجناء الرأي، ووقف الممارسات الأمنية ضد حرية التعبير عن الرأي بكافة مظاهرها، وضمان الحريات الإعلامية والتعبير عن الآراء المختلفة في وسائل الإعلام”.

وطالب برفع الحظر عن كافة المواقع الإعلامية المحجوبة، والإسراع إلى إصدار قوانين الانتخابات على النحوالذي يعكس توجهات الرأي الجادة التي تم التعبير عنها في كل الحوارات السابقة لتحسين النظام الانتخابي سواء النظام الانتخابي او تقسيم الدوائر على أسس موضوعية عادلة، او ضمانات إجراء انتخابات نزيهة، كما طالب بإصدار قانون المحليات الذي يضع حدا لغياب طال للمجالس المحلية لفترة استمرت أربعة عشر عاما مما يمثل انتهاكا سافرا للدستور.

مستقبل الجبهة حماة

وأحزاب مستقبل وطن وحماة والجبهة طرحوا تعديل قانون الانتخابات ليشمل زيادة عدد الأعضاء في البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، دون المساس بالنظام الانتخابي، أو تنظيم الانتخابات طبقا للقانون الحالي دون تعديلات.

واعتمد مشروع القانون الذي تقدمت به الحركة المدنية، على «القائمة النسبية المفتوحة» فيما تمسكت أحزاب الموالاة بنظام «القائمة المطلقة» وهوالمعمول به حاليا، والذي انتخب على أساسه البرلمان الحالي.

و«القائمة المغلقة» هي قائمة ثابتة لا يمكن للناخب فيها تغيير ترتيب المرشحين الذين تم اعتمادهم من الحزب أو التكتل الحزبي صاحب القائمة، وتفوز القائمة بالتمثيل النيابي جميعها أو تخسر كلها، أما القائمة النسبية المفتوحة، فيفوز فيها كل حزب بحصة من المقاعد النيابية تتناسب مع حصته من أصوات الناخبين.

 

*تصعيد أمني وقضائي مثير ضد التيار المدني في مصر

بينما يطالب ناشطون وسياسيون معارضون رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، بفتح المعتقلات والإفراج عن المعتقلين وإطلاق مصالحة وطنية، تضغط السلطات الأمنية بشدة على المعارضة المدنية المصرية، والتي خفت صوتها منذ الانقلاب، عام 2013.

ودعا الناشط شادي الغزالي حرب، السيسي، لـ”فتح المعتقلات ومصالحة الشعب”، قائلا: “ليس لك سند غيره”، ومؤكدا أنه “مصدر قوة مصر التي لا يقدر أن ينافسها فيه هو شعبها“.

ولم تستجب السلطات المصرية لعشرات النداءات السابقة من سياسيين مقربين من النظام ومعارضين له، رغم ما حملته تلك المطالبات من حديث عن ما تواجهه البلاد من ضغوط اقتصادية ومالية داخلية، وأزمات خارجية تهدد الأمن القومي المصري، في غزة شرقا، وليبيا غربا، والسودان جنوبا، وفي المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

وفي المقابل، تواصل السلطات الأمنية والقضائية قراراتها التصعيدية بحق المعارضين السياسيين والحقوقيين والصحفيين، في قرارات وصفها حقوقيون بأنها غير مبررة، وتكشف عن تمسك النظام المصري بسياساته الأمنية القمعية المتبعة منذ 12 عاما.

والخميس الماضي، قررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، استدعاء الإعلامية والمتحدثة باسم حزب “تيار الأمل” رشا قنديل، للتحقيق يوم الأحد المقبل، في القضية (رقم 4196 لسنة 2025) حصر أمن الدولة، والتي لم تتضح معالمها، وفق إعلان محاميها خالد علي.

قنديل، المذيعة السابقة في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، والتي يجري استدعائها للتحقيق وفق البعض على خلفية مجموعة من المقالات في موقع “سطور”، انتقدت فيها الجيش المصري ومنها: “لمن تشتري مصر كل هذا السلاح؟، علقت قائلة إنه: “أشرف خطاب وُجِّه لي في حياتي“.

استدعاء قنديل، سبقه في 26 نيسان/ أبريل الماضي، استدعاء زوجها السياسي أحمد الطنطاوي من محبسه بسجن العاشر من رمضان للتحقيق معه بقضيتين جديدتين، وسط مخاوف من عدم إخلاء سبيله الثلاثاء المقبل 27 أيار/ مايو الجاري بعد انتهاء سنة حبسه، في قضية “التوكيلات الشعبية” التي وصفها محاموه بالمسيسة على خلفية محاولته الترشح للانتخابات الرئاسية 2023، بمواجه السيسي.

وفي الوقت الذي توقع فيه حقوقيون عدم الإفراج عن الطنطاوي وتدويره في قضايا جديدة، توقع الكاتب الصحفي جمال سلطان، أن تنتهي التحقيقات مع الإعلامية رشا قنديل بقرار إخلاء سبيلها بكفالة 10 آلاف جنيه، مع توجيه الاتهام لها بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا لما أسماه: “قرصة أذن، ورسالة تهديد أولى، لإجبارها على الصمت“.

عقاب المعارضة

وفي السياق، قررت محكمة الجنح الاقتصادية بالقاهرة، حبس الناشط والناشر والكاتب والمعارض السياسي هشام قاسم، 6 أشهر غيابيا مع الشغل، وغرامة 20 ألف جنيه، رغم أنه أُدين في أيلول/ سبتمبر 2023، في قضية أخرى تتعلق بالمنشور نفسه موضوع الاتهام في القضية الصادر فيها الحكم مؤخرا، والذي انتقد فيه الوزيرين السابقين كمال أبوعيطة وناهد عشري.

الملاحقات القضائية المتكررة لهشام قاسم، وصدور أحكام متتالية بحقه في قضايا تتعلق بتعبيره السلمي عن الرأي وصفته 24 منظمة حقوقية بأنه “يكشف تصعيدا خطيرا في حملة السلطات المستمرة لإسكات الأصوات الناقدة ومعاقبة المعارضة السياسية”، و”يكرس لنمط متصاعد من القمع العابر للحدود للمعارضين“.

والأربعاء الماضي، قرر جهاز الأمن الوطني مصادرة جواز سفر المدير التنفيذي لمؤسسة “حرية الفكر والتعبير” محمد عبد السلام، بحسب بيان للمنظمة الحقوقية قالت إنه “توقيف غير قانوني” في مطار القاهرة، عقب عودته من العاصمة الألمانية برلين.

والخميس الماضي، كشفت الناشطة رفيدة حمدي، عن استمرار المعتقل السياسي محمد عادل في إضرابه عن الطعام منذ مطلع الشهر الجاري، اعتراضا على عدم استكمال إجراءات دخوله امتحان الفصل الدراسي الثاني دبلومة القانون العام، كلية الحقوق جامعة المنصورة.

تحرك بريطاني

وفي ملف حقوقي مثير، اتصل الجمعة، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالسيسي، لمناقشة ملف السجين المصري بريطاني الجنسية علاء عبدالفتاح، الذي تواصل والدته ليلى سويف الاحتجاج أمام مقر الحكومة البريطانية “10 داوننغ ستريت” بالعاصمة لندن، منذ الثلاثاء الماضي.

وتواصل السلطات المصرية احتجاز عبدالفتاح، أحد نشطاء ثورة يناير، رغم انتهاء محكوميته 5 سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، وترفض منذ أيلول/ سبتمبر 2024، إخلاء سبيله.

موجة حبس

والأسبوع الماضي، جرت موجة تجديد حبس واسعة لعدد من الصحفيين والناشطين، وبينهم مدير التحرير بقناة “MBC مصر” الصحفي خالد ممدوح، والصحفي أحمد بيومي، ونائب رئيس حزب “مصر القوية” السياسي محمد القصاص، والناشط السياسي أحمد حمدي السيد سليمان، الشهير بـ”جيكا“.

والناشط السياسي يوسف علي عبدالرحمن، الشهير بـ”جو الأسطورة”، والناشط هيثم أحمد عبدالعزيز، الشهير بـ”هيثم دبور”، والمحامية فاطمة الزهراء غريب، والناشطة نورهان أحمد دراز، وفق “المفوضية المصرية للحقوق والحريات“.

والأربعاء الماضي، قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم بدر، تجديد حبس الكاتب الصحفي سيد صابر، على ذمة القضية رقم 6499 لسنة 2024، في إجراء وصفته “مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان”، بأنه “مؤشر واضح على تزايد استهداف حرية التعبير“.

والثلاثاء الماضي، جددت محكمة جنايات القاهرة، حبس نورهان السيد أحمد دراز، 45 يوما على ذمة القضية رقم 3528 لسنة 2024، إثر اعتقالها 5 آب/ أغسطس 2024، لانتقادها الأوضاع الاقتصادية والسياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفق “المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية“.

والاثنين الماضي، قررت نيابة أمن الدولة العليا، تجديد حبس الناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان مروة سامي أبوزيد، (44 عاما)، على خلفية اتهامات تتعلق بـ”نشر أخبار كاذبة”، و”تمويل جهات محظورة”، فيما يقضي زوجها، عبدالرحمن محمد حسن دابي، عقوبة السجن المؤبد منذ اعتقاله نيسان/ أبريل 2014، وفق الشبكة المصرية لحقوق الإنسان.

لا يجيد غير طريقة القشلاء

وحول أسباب هذا التصعيد الأمني والقضائي ضد التيار المدني ودلالاته، ومدى علاقته بقرب انعقاد انتخابات البرلمان في الصيف والخريف المقبلين، ومخاوف رأس النظام التي تدفعه لهذا التصعيد رغم حالة الاستكانة والخضوع من التيار المدني، تحدث الناشط السياسي هشام قاسم.

وقال: “أقرب افتراض هو أنه شخص غير مؤهل لمنصب مثل هذا، ويعاني من انعدام الثقة في نفسه لأنه غير مؤهل لهذا المنصب؛ والحل الوحيد عنده أن يطبق المدرسة الإدارية التي يجيدها وهي المعسكر أو القشلاء، فلا يتعامل مع أي معارضة أو أي شخص سوى بالقمع“.

ويرى قاسم، أن “دعوات البعض له لإخلاء سبيل المعتقلين ومنها نداء شادي الغزالي حرب، هو كلام لن يأخذ به، لأنه غير مؤهل من الأساس أن يفعله، لأنه غير مؤهل أصلا للحكم، لو هناك شخص مؤهل للحكم لأفرج عن هؤلاء وخطا نحو مصالحة وطنية، ولكنه كما قلت غير مؤهل وليس لديه حل غير القمع والبطش بأي معارض“.

وفي تعليقه على ما يثار من أنباء حول الأوضاع الاقتصادية والمالية وآخر الأخبار التي تقول بتراجع رغبة الأجانب في الطروحات العامة لما لديهم من مخاوف، وما صدر من بيان عن لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة أدان ملف مصر الحقوقي، قال إنه “لايهمه سوى الحفاظ فقط على الكرسي“.

وأوضح أنه “حاليا حجم الفساد كبير جدا، وحجم ما ارتكبه من قمع في السنوات الماضية كبير، وهو يدرك أنه سيحاسب عليها“.

راجعوا ضمائركم

وخاطب قاسم، التيار المدني، قائلا: “الناس التي تشارك في الحوار الوطني –برعاية النظام- ومن يحضرون لعمل قوائم انتخابات وغيرها من المشاركات السياسية، يلعبون دورا من أسوأ الأدوار السياسية في تاريخ البلد، لأنهم يسمحون لشخص مثل هذا أن يعمل ديكور لنظام ديمقراطي ويزعم أن لديه انتخابات ومجالس حقوق إنسان وغيرها“.

ويرى أن “الحكاية ليست فقط دفاعا عن الديمقراطية والحكم الصالح ولكن أيضا دفاع عن الناس التي تعيش الفقر في الحزام الذي يحيط القاهرة وفي الأرياف المهملة والأوضاع الصعبة لمن يعيشون فيها ومعاناة الأطفال من سوء التغذية وعدم وجود مقاعد بالمدارس، وما يقوم به هؤلاء من التيار المدني هو دعم لهذا النظام الفاسد الفاشل، وندعوهم أن يراجعوا ضمائرهم“.

خفوت هنا وصعود هناك

وفي الوقت الذي تنقسم فيه أحزاب التيار المدني، بين الرغبة في المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ والنواب إلى جانب حزبي “مستقبل وطن”، و”الجبهة الوطنية”، الوارد الجديد لعالم السياسة، والتوافق معهما على كوتة، ترى بقية أحزاب التيار المدني بضرورة المقاطعة، خاصة مع إصرار النظام على عدم تنفيذ مطالبهم بتعديل قانون الانتخابات بما يضمن تمثيل عادل للجميع.

والخميس الماضي، وافقت لجنة الشؤون التشريعية بمجلس النواب على مشروع تعديل قوانين الانتخابات المقدم من “حزب مستقبل وطن”، والذي يعتمد على المزج بين النظام الفردي والقائمة المغلقة، فيما تطالب المعارضة لعقد الانتخابات بنظام القائمة النسبية إلى جانب الفردي.

وفي ظل غياب تام لأحزاب التيار المدني عن الشارع المصري، ينشط بقوة “مستقبل وطن” المسيطر على برلماني مصر في عهد السيسي من (2015- 2025).

قمع مرعب

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد الناشط عماد عطية، الأجواء السياسية الحالية وإجراء انتخابات برلمانية في ظل ممارسة مستوى من القمع مرعب وغير مسبوق في كل تاريخنا الحديث على المجتمع كله، وسجن من يبدى رأيه لأجل غير مسمى.

وانتقد القيادي في حزب “التحالف الشعبي” زهدي الشامي، ما تتخذه “الشلة المهيمنة على اتخاذ القرارات في الدولة”، مؤكدا أنها “تقود النظام لكارثة”، مشيرا إلى “قانون ايجارات يشرد ويهجر الملايين، وقانون انتخابات للفساد السياسي لمن يدفع الملايين”، مبينا أنها “حلقة جهنمية مغلقة ظروف البلد أصبحت لا تتحملها“.

 

*100% زيادة بأسعار شقق الإسكان المتوسط أزمة مجتمعية تطحن المصريين

بدأت وزارة الإسكان والمرافق، ممثلة في صندوق تمويل الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، طرح أكثر من 15 ألف وحدة سكنية مخصصة لمتوسطي الدخل، في 12 مدينة جديدة وعدة مناطق ضمن خمس محافظات، وسط زيادات حادة في أسعار المتر وصلت في بعض المناطق إلى 100% مقارنة بالطروحات السابقة.

ارتفاعات غير مسبوقة في سعر المتر

سجل سعر المتر في بعض المدن الجديدة ضمن الطرح الأخير ارتفاعات قياسية، تراوحت بين 60% و100% مقارنة بقرعات سابقة

ففي مدينة بدر، على سبيل المثال، قفز سعر المتر من نحو 7 آلاف جنيه في طرح “مسكن” قبل 6 أشهر إلى 11,500 جنيه حاليًا، أي بزيادة تقارب 64%.

أما مدينة 15 مايو، والتي لم تطرح فيها الوزارة شققًا لمتوسطي الدخل منذ مشروع “دار مصر” عام 2022، فقد شهدت تضاعف سعر المتر من 5,555 جنيهًا إلى 11,100 جنيه في الطرح الجديد، أي بنسبة زيادة 100%.

أسعار الوحدات: من 500 ألف إلى 1.89 مليون جنيه

تتراوح مساحات الشقق الجديدة بين 90 و127 مترًا، وتبدأ أسعارها من 500 ألف جنيه للوحدات الأصغر في جمصة بمحافظة الدقهلية، وتصل إلى 1.89 مليون جنيه للوحدات الأكبر مساحة في مدينة العلمين الجديدة، بخلاف الرسوم الإدارية ونسب التميز ورسوم مجلس الأمناء.

ورغم هذه الزيادات، تقول وزارة الإسكان إن الأسعار ما تزال أقل من السعر التجاري في السوق، خاصة في المدن التي تشهد طلبًا مرتفعًا مثل بدر و15 مايو، وهما مدينتان تحظيان بموقع استراتيجي قريب من قلب العاصمة ومن العاصمة الإدارية الجديدة على التوالي.

الوحدات لا تزال “على الورق”

مصدر مسؤول بصندوق تمويل الإسكان الاجتماعي، فضّل عدم نشر اسمه، أرجع هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار إلى ارتفاع حاد في تكلفة التنفيذ خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن معظم الوحدات المطروحة في الطرح الحالي لا تزال في مرحلة التخطيط ولم يبدأ تنفيذها بعد، وأن فترة التنفيذ قد تمتد من 18 إلى 36 شهرًا.

وأوضح المصدر أن الدولة لا تدعم فقط من خلال خفض سعر الوحدة، بل من خلال توفير قروض عقارية بفوائد منخفضة تمتد حتى 20 عامًا، ما يخفف من عبء التمويل على المتقدمين.

المفارقة: أسعار أقل من إسكان محدودي الدخل أحيانًا

ورغم الأسعار المرتفعة في مدن مثل بدر والعلمين، فإن بعض المناطق الأخرى شهدت أسعارًا متواضعة نسبيًا

ففي جمصة بمحافظة الدقهلية، تتراوح أسعار الوحدات من 500 إلى 550 ألف جنيه، وهو ما وصفه المصدر بأنه “أقل من سعر وحدات إسكان محدودي الدخل في الطروحات الأخيرة ببعض المدن”.

تساؤلات حول فاعلية الدعم

مع ذلك، تثير هذه الزيادات الحادة في أسعار المتر تساؤلات حول فاعلية الدعم المقدم من الدولة لمتوسطي الدخل، في ظل اتساع الفجوة بين القدرة الشرائية للمواطنين والأسعار المعلنة.

فمعظم وحدات الطرح الأخير تتجاوز قيمتها المليون جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمتوسط دخول الطبقة المستهدفة، حتى في ظل تسهيلات التمويل العقاري.

ويأتي هذا الطرح في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية حادة، وانخفاضًا في القوة الشرائية، وارتفاعًا في تكلفة المعيشة، ما قد يعيد النقاش حول مدى واقعية تصنيف هذه الوحدات ضمن فئة “الإسكان المتوسط”، ومدى قدرة الفئات المستهدفة فعلًا على الاستفادة منها.

 

*استقالة نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن بعد تصريحاته عن نفوق 30% من الثروة الداجنة

قدّم نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن والمتحدث باسم الاتحاد، ثروت الزيني، استقالته من منصبه، الخميس الماضي، وذلك بعد أسبوع من تصريحات أثارت جدلًا واسعًا بشأن موجة وبائية تضرب قطاع الدواجن في مصر.

وكان الزيني قال في مداخلة تليفزيونية، الأسبوع الماضي، إن القطاع يواجه أزمة حادة أدت إلى خسائر كبيرة في أعداد الطيور، مشيرًا إلى نفوق ما يقرب من ثلث الإنتاج الداجني. تصريحات الزيني قابلها نفي مباشر من رئيس الاتحاد، محمود العناني، خلال نفس الحلقة، معتبرًا أن «نائبه خانه التعبير».

وفي تقرير سابق  لـ«مدى مصر»، قال أربعة من صغار المربين في محافظات مختلفة إن معدلات النفوق في بعض عنابرهم تخطت 40%، فيما أشار خمسة من كبار المربين إلى وجود خسائر، لكن وصفوها بأنها ضمن الحدود المتوقعة خلال هذا الموسم الذي تتزايد فيه الأمراض بين الطيور.

وبحسب مصدرين بالاتحاد تحدثا لـ«مدى مصر»، فإن الاستقالة جاءت في أعقاب ضغوط داخل الاتحاد، إذ رأى بعض الأعضاء أن تصريحات الزيني تسببت في موجة هجوم على المنتجين، واتهامهم بمحاولة تضخيم الأزمة لرفع أسعار الدواجن، خاصة بعد صدور بيانات من وزارة الزراعة نفت فيها وجود تفشٍ واسع للأوبئة. كانت الوزارة أعلنت، صباح يوم استقالة الزيني، عن تنفيذ خطة مسح وبائي شاملة على 951 مزرعة تضم أكثر من ثمانية ملايين طائر، أظهرت نتائجها أن نسبة الإصابة لا تتجاوز أربعة في الألف.

من جهته، أوضح رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية، عبد العزيز السيد، لـ«مدى مصر» في تصريحات سابقة، أن «وجود خسائر أمر مؤكد، لكن تضخيمها غير دقيق»، مشيرًا إلى أن تفاوت نسب النفوق بين المزارع يرجع إلى اختلاف مستويات التحصين وتطبيق إجراءات الأمان الحيوي.

 

تعنّت مع الصحفيين والسياسيين قضاء تابع وتعليمات أمنية وسط صمت حقوقي رسمي وانتقادات دولية للنظام المصري.. السبت 24 مايو 2025م.. 8 دلالات عملية على دفء العلاقات الصهيونية مع السيسي تنفي مزاعم الرفض والقطع

تعنّت مع الصحفيين والسياسيين قضاء تابع وتعليمات أمنية وسط صمت حقوقي رسمي وانتقادات دولية للنظام المصري.. السبت 24 مايو 2025م.. 8 دلالات عملية على دفء العلاقات الصهيونية مع السيسي تنفي مزاعم الرفض والقطع

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* تضامن واسع مع الإعلامية رشا قنديل زوجة المعتقل أحمد طنطاوي قبل مثولها أمام “أمن الدولة”

انتشرت دعوات التضامن مع الصحفية رشا قنديل ضد محاولات نظام الانقلاب، في ابتزازها والتوقف عن فضح رجاله، وذلك بعد أن كتب المحامي خالد علي تدوينه على صفحته تفيد بطلب نيابة أمن الدولة للصحفية للمثول أمامها في تهم نشر.

وكانت قنديل، قد تعرضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لهجوم وانتقاد إلكتروني، على خلفية نشرها تقارير صحفية عن صفقات تسليح الجيش المصري.

وكتب خالد على صفحته “نيابة أمن الدولة العليا تستدعى موكلتنا الدكتورة رشا قنديل للتحقيق معها يوم الأحد الموافق٢٥ مايو ٢٠٢٥، للاستماع إلى أقوالها فى تحقيقات القضية التى تجريها النيابة برقم ٤١٩٦ لسنة ٢٠٢٥ حصر أمن الدولة، وسوف تتواجد الدكتورة رشا قنديل بمقر النيابة فى هذا اليوم رفقة فريق دفاع مكتبنا”.

وقال الاقتصادي مراد علي ” كل التضامن مع الدكتور رشا قنديل ضد الابتزاز والتعسف الذي تتعرض له.حتى متي تظل نوافذ الحرية مغلقة في #مصر وحتى متى تظل الكلمة العليا للبطش والقهر؟ ألا يكفيكم ما نراه من تدهور وانهيار في كافة المجالات؟ ألم يحن الوقت لوقف هذا المسار الكارثي من الإقصاء والطغيان؟”.

الصحفي والحقوقي جمال سلطان “من الكونترول، والخبرة بعدالة الهاتف في مصر، التحقيقات مع الإعلامية رشا قنديل يوم الأحد تنتهي بقرار نيابة أمن الدولة إخلاء سبيلها بكفالة 10 آلاف جنيه، مع توجيه الاتهام لها بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر أخبار كاذبة من شأنها التأثير على الأمن القومي للبلاد، .. قرصة أذن، ورسالة تهديد أولى، لإجبارها على الصمت.. متضامن مع الإعلامية الشجاعة رشا قنديل”.

أشرف جواب جالي في حياتي

ومن جانبها، علقت رشا قنديل، على تلقيها هذ الخطاب بقولها “أشرف جواب جالي في حياتي”، في وقت أكد مصدر مقرب منها أن الخطاب الذي تسلمته لم يوضح بيانات أخرى عن القضية غير ما سبق، موضحًا أنه وكعادة خطابات نيابة أمن الدولة العليا من هذا النوع لم يتضمن أي إشارة لبلاغات أو اتهامات أو خلافه.

وواجهت رشا قنديل، على مدى الأيام الأخيرة هجومًا على خلفية نشرها ثلاث قصص صحفية على منصة سطور، حول صفقات تسليح الجيش المصري بعنوان “الترسانة المصرية”، عنوان الأولى “لمن تشتري مصر كل هذا السلاح؟”، والثانية ” مفهوم الردع!”، والثالثة “سماسرة السلاح”.

وهو ما دعاها إلى الرد على تلك الحملة التي وصفتها بـ”الأمنية قصيرة القامة”، عبر فيديو على حسابها الرسمي على فيسبوك قالت فيه “التحقيقات التلاتة كانت عن الترسانة المصرية وكنت قاصدة كل كلمة فيها ولن أتراجع عنها”، منتقدة ما وصفته بـ”محاولة ابتزازها عبر تصدير نحو نص مليون شخص على كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي للهجوم عليها”.

وردًا على اتهامها بـ”شتيمة الجيش”، قالت “أنا ما شتمتش الجيش أبدًا في أي تحقيق صحفي كتبته، تحقيقاتي وشغلي على مدار 25 سنة منشورة على قناتي على يوتيوب وحسابي على فيسبوك”، مشددة على ضرورة التفريق بين الجيش المصري” اللي منهم أبويا ومنهم جدي.. الجيش العقائدي المحترم واللي فضل محترم لحد ما استغلوه قيادات وسلطة سياسية من بداية مذبحة ماسبيرو وأنت طالع”.

وتابعت “الجيش المصري اللي ما يستحقش إنه يبقى بيبيع جبنة وزيتون وسردين”، موضحة أن الجيش المصري بالنسبة لها هو الجيش الذي يحارب على الجبهة قائلة “اللي أنا نص أهلي منه”.

ومنذ الحكم على زوجها المعارض السياسي أحمد الطنطاوي، بالسجن سنة مع الشغل، على خلفية إدانته بتهم طباعة أوراق تخص الانتخابات الرئاسية دون تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “التوكيلات الشعبية”، تدوام رشا قنديل على التدوين عن زوجها وسبق لها عقد مؤتمر في مقر حزب الكرامة قالت فيه “إحنا بنطلب عدل لا عفو رئاسي، ولم نطلب ولن نطلب لا أنا ولا أحمد عفو، ووصية أحمد إنه لو لا قدر الله حصل إعادة تدويره في قضايا أخرى أو شيء، نتمنى إنه ما يحصلش، إننا حتى ما نطالبش بعفو صحي”.

ومؤخرًا، طالبت 11 منظمة حقوقية بضرورة إخلاء سبيبل الطنطاوي بحلول 27 مايو الجاري، وإسقاط كل التهم الموجهة للطنطاوي وحفظ القضيتين موضوع التحقيق معه مؤخرًا، ووضع حد لاستهدافه ومؤيديه وأسرته، كما طالبت بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، مجددة “رفضها القاطع للممارسات الانتقامية الممنهجة بحقهم، وخاصة سياسة التدوير وتلفيق الاتهامات لضمان إبقائهم في السجون”.

 

* إضراب الدكتورة ليلى سويف عن الطعام 236 يوماً احتجاجاً على اعتقال نجلها علاء

أكدت مصادر موثوقة استمرار الدكتورة ليلى سويف إضرابها عن الطعام لليوم 236 على التوالي، في خطوة احتجاجية حادة تطالب فيها بالإفراج الفوري عن نجلها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، الذي يقبع في السجن منذ سنوات دون محاكمة عادلة.

أوضحت المصادر أن حالة ليلى الصحية تدهورت بشكل ملحوظ جراء الإضراب المطول، وسط دعوات طبية عاجلة للتدخل لإنقاذ حياتها.

أشار ناشطون حقوقيون إلى أن علاء عبد الفتاح محكوم عليه بالسجن لمدة تتجاوز سبع سنوات في قضايا تتعلق بالتعبير عن الرأي، وهو ما أثار حالة من الغضب والاحتجاجات داخل وخارج البلاد.

لفتت المصادر إلى أن استمرار اعتقاله بدون تحقيقات شفافة ينتهك أبسط حقوق الإنسان، مما يزيد من حدة الأزمة ويضع الأسرة في مأزق إنساني حقيقي.

أكدت مصادر مقربة من الأسرة أن ليلى سويف تخوض هذه المعركة بصبر وقوة رغم المخاطر الصحية التي تواجهها، وأنها تسعى من خلال هذا الإضراب إلى تسليط الضوء على معاناة السجناء السياسيين الذين يعانون من ظروف اعتقال قاسية.

نوهت المصادر إلى أن الإضراب يهدف إلى الضغط على السلطات لتقديم حلول عاجلة وإطلاق سراح نجلها بعد سنوات من الانتظار.

أضافت مصادر أخرى أن هناك تزايداً في الدعم الشعبي والحقوقي لقضية ليلى وعلاء، حيث شارك الآلاف في حملات إلكترونية واحتجاجات سلمية تطالب بإنهاء الاعتقالات التعسفية.

أوضحت البيانات أن هذه الحملات تستهدف إثارة الرأي العام الدولي لتسليط الضوء على ملف حقوق الإنسان في البلاد.

نفى مسؤولون حكوميون في تصريحات غير رسمية وجود أي نية للإفراج عن علاء عبد الفتاح في الوقت الحالي، مما زاد من حدة التوتر وعمّق الأزمة الإنسانية.

ردت الأسرة بدعوات متواصلة للمجتمع الدولي بالتدخل والضغط على السلطات من أجل احترام حقوق السجناء وضمان سلامتهم.

أردف حقوقيون أن استمرار الإضراب لليوم 236 يشكل تهديداً خطيراً على حياة ليلى سويف، حيث يعاني الإضراب من مضاعفات صحية معقدة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. أكدت التقارير أن الضغط النفسي والجسدي المتزايد على الأسرة يؤكد أهمية الاستجابة الفورية لمطالبها.

أكد ناشطون أن هذه الأزمة تبرز مدى الحاجة الملحة إلى إصلاحات حقيقية في نظام العدالة وحقوق الإنسان، معتبرين أن حالة ليلى وعلاء تمثل رمزية لمئات السجناء الذين يعانون من نفس الظروف الصعبة في السجون. طالبوا بموقف موحد وفاعل لإنقاذ حياة الدكتورة وإعادة الحقوق المسلوبة لنجلها.

* قضاء تابع وتعليمات أمنية وسط صمت حقوقي رسمي وانتقادات دولية

تواصل السلطات القضائية بعصابة الانقلاب ، نهج الحبس الاحتياطي غير المحدود، وتجديده تلقائيًا دون تحقيقات أو مثول للمحتجزين، في ما وصفه حقوقيون بانهيار لمبدأ استقلال القضاء، وتحول وكلاء النيابة إلى مجرد منفذين لتعليمات ضباط جهاز الأمن الوطني، خاصة في القضايا السياسية وقضايا الرأي.

ففي أحدث حلقات هذا النمط القمعي، قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في مجمع سجون بدر، الأربعاء الماضي، تجديد حبس عدد من الصحفيين والنشطاء السياسيين والحقوقيين لمدة 45 يوماً لكل منهم، على ذمة قضايا تتسم باتهامات مكررة، وحضور صوري للمحتجزين عبر “الفيديو كونفرانس”، دون إجراء أي تحقيقات جديدة.

تدوير منهجي.. واتهامات مكررة

أبرز المجدد حبسهم كان الصحفي خالد ممدوح محمد، مدير تحرير قناة MBC مصر، الذي اعتُقل من منزله منتصف يوليو/تموز 2024، واختفى قسرياً لأيام قبل أن يظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا متهماً بـ”الانضمام وتمويل جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة” في القضية رقم 1282 لسنة 2024. ورغم مطالبات أسرته ونقابة الصحفيين بالكشف عن مكان احتجازه وتمكين محاميه من مقابلته، فإن السلطات تجاهلت النداءات، فيما نُقل للمحكمة عبر تقنية الفيديو دون تحقيق جديد.

في السياق ذاته، جُدد حبس محمد القصاص، نائب رئيس حزب “مصر القوية”، في قضية ثالثة منذ اعتقاله، رغم صدور حكم نهائي ضده في قضية سابقة. أما الناشط المعروف أحمد حمدي السيد سليمان (جيكا)، فاستمر حبسه في واحدة من عدة قضايا خضع لها بذات الاتهامات، ما يرسخ ظاهرة “التدوير القضائي” التي اعتبرتها منظمات حقوقية “نهجاً لتعطيل العدالة وإبقاء المعارضين في السجون بلا سند قانوني فعلي”.

عقوبات بسبب منشورات فيسبوك

القائمة شملت كذلك مواطنين لا علاقة لهم بالعمل السياسي المباشر. إذ جُدد حبس نورهان دراز (54 عاماً)، المتقاعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية، على خلفية منشور في “فيسبوك” انتقدت فيه الوضع السياسي والاقتصادي. وأُخفِيت قسرياً لأكثر من 12 يوماً، مُنعت خلالها من تلقي أدويتها، رغم إصابتها بأمراض مزمنة، وفقاً لأفراد أسرتها الذين تقدموا ببلاغات عاجلة للنائب العام دون رد.

تعنّت خاص مع الصحفيين

في مؤشر على تصاعد القمع الإعلامي، تكرر السيناريو ذاته مع الصحفية فاطمة الزهراء غريب التي اعتُقلت بسبب كتابات على جدران عامة، والصحفي أحمد بيومي الذي اختفى قسرياً لمدة 47 يوماً قبل ظهوره في نيابة أمن الدولة. وقد نددت نقابة الصحفيين باعتقاله، مشيرة إلى “حملة أمنية ممنهجة تستهدف العاملين في الصحافة”، لكنها لم تتخذ خطوات تصعيدية ملموسة لحماية أعضائها، ما يعكس ضعف الدور النقابي في ظل النظام الحالي.

صمت حقوقي رسمي.. وانتقادات دولية

في الوقت الذي تتجاهل فيه المجالس الوطنية لحقوق الإنسان هذه الانتهاكات أو تبررها بخطابات فضفاضة عن “الأمن القومي”، عبّرت منظمات دولية عن قلقها المتزايد من الأوضاع الحقوقية في مصر. وقالت منظمة العفو الدولية في تعليق سابق على وقائع مشابهة:

“السلطات المصرية تستخدم الحبس الاحتياطي المطول وسيلة لمعاقبة المعارضين، فيما تتحول النيابة العامة إلى أداة في يد الأجهزة الأمنية، في انتهاك صارخ لمبادئ المحاكمة العادلة”.

في حين شدد الخبير الحقوقي المصري نجاد البرعي على أن “ما يحدث في قاعات التجديد عبر الفيديو كونفرانس هو إجراء عبثي، يُظهر أن العدالة في مصر أصبحت شكلية ومفرغة من مضمونها، وأن التعليمات باتت تُؤخذ من ضباط الأمن الوطني، لا من نصوص القانون”.

تدوير بلا نهاية.. والضحية المواطن

النمط المتكرر في جميع الحالات يتمثل في احتجاز طويل بلا تحقيقات، اتهامات فضفاضة، استخدام تهم الإرهاب كسيف مسلط على أي صوت معارض، ومنع التواصل مع المحامين والأسر، وسط غياب أي رقابة قضائية فعالة.

وبينما يعاني الصحفيون والمعارضون من التدوير والاختفاء القسري، لا يُتوقع أن يتغير هذا المسار في ظل تغوّل الأمن على القضاء، وتراجع دور المؤسسات الرقابية والنقابية، ليبقى المواطن المصري هو الضحية الأبرز في مشهد تنعدم فيه العدالة، وتُغتال فيه استقلالية القضاء والنيابة على يد الأمن الوطني.

*لماذا تأخر الاتحاد الأوروبيُ في صرف 4 مليارات دولار للقاهرة؟

ستكون الحكومة المصرية مطالبة بالانتظار لفترة أطول من أجل استلام الدفعة الثانية من المساعدات المالية المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي عام 2024، وتصل قيمتها إلى 4 مليارات يورو، ما تسبب في حالة من الشد والجذب غير المباشر بين القاهرة وبروكسيل.

وفي رسائل طمأنة إلى مصر أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخراً تأكيده على أنه سيقدم تلك المساعدات الأوروبية التي تم الاتفاق عليها، مع تأكيده على أنها ستكون في صورة قروض، وأن صرفها ينتظر موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد والبرلمان الأوروبي.

هذا الوضع يشير إلى مزيد من التأخير في ظل مطالب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من القاهرة بتحسين سجل حقوق الإنسان المصري، وانعكس ذلك على تصريحات رسمية مصرية رحبت فيها بالتوقيع على اتفاقية منع الاختفاء القسري.

ضغوط على مصر لتحسين أوضاع حقوق الإنسان

أعلن الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء 20 مايو/أيار 2025، أنه سيقدم لمصر مساعدة مالية بقيمة 4 مليارات يورو، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد والبرلمان الأوروبي، لافتاً إلى أن هذه المساعدة ستقدم على شكل قروض، وتساهم إلى جانب دعم صندوق النقد الدولي، في تمكين مصر من تغطية جزء من احتياجاتها التمويلية.

وأوضح البيان أن صرف أي شريحة من هذه المساعدات سيكون مشروطاً بـ “تحقيق تقدم مرضٍ” من جانب القاهرة في تنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي، الذي يهدف إلى دعم الاقتصاد المصري خلال الفترة من 2024 إلى 2027، وأكد الاتحاد أن الاتفاق لا يزال بحاجة إلى مصادقة رسمية من دول الاتحاد والبرلمان الأوروبيين.

ويعد هذا الدعم، الذي من المنتظر أن تتسلمه القاهرة، جزءاً من حزمة مساعدات مالية كلية يقدمها الاتحاد الأوروبي للدول التي تواجه صعوبات في ميزان المدفوعات، وذلك استكمالاً للمساعدات المقدمة من صندوق النقد الدولي.

ووقعت مصر والاتحاد الأوروبي في مارس/آذار 2024 اتفاق شراكة استراتيجية بقيمة 7.4 مليارات يورو، تتضمن مساعدات مالية كلية تصل إلى 5 مليارات يورو، وتسلمت الحكومة المصرية الشريحة الأولى من هذه المساعدات بقيمة مليار يورو في أبريل/نيسان من العام الماضي.

وكشف مصدر حكومي مطلع، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، عما يدور في الغرف المغلقة موضحاً أنها شهدت العديد من اللقاءات بين مسؤولين مصريين وأوروبيين خلال الأيام الماضية، سواء كان ذلك في القاهرة أو في بروكسيل، وأن إعلان الاتحاد الأوروبي صرف قيمة الدفعة الثانية بمثابة حلحلة إيجابية.

لكن ذلك، يضيف مصدر “عربي بوست”، لا يعني أن مصر راضية عن تعامل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، نظير ما تقدمه من جهود إيجابية تجاه استقبال اللاجئين أو الحد من الهجرة غير الشرعية من أراضيها، وكذلك التعاون في العديد من الملفات الأمنية المشتركة، إلى جانب تحقيق أمن الطاقة ومواجهة الإرهاب.

وأضاف المصدر ذاته أن القاهرة استخدمت لغة أكثر حدة في المباحثات التي جرت أخيراً بعد أن تعرضت لضغوط تتعلق بتحسين أوضاع حقوق الإنسان، ومطالبتها باتخاذ مزيد من الإجراءات الإيجابية في التعامل مع اللاجئين الموجودين على أراضيها.

وهناك رسائل مباشرة تم توجيهها بأن ما تشهده مصر من ضغوط اقتصادية وسياسية جراء الأوضاع المشتعلة بالمنطقة يتطلب مزيداً من الدعم، وليس الاتجاه نحو وضع إجراءات وعراقيل أمام جهودها في مكافحة الهجرة غير الشرعية واستقبال الفارين من دول الصراعات.

وأشار المصدر إلى أن القاهرة ليس لديها غضاضة في الاستماع لرؤى أوروبية تتعلق بتحسين أوضاعها الحقوقية، وكذلك توفير مزيد من الخدمات للاجئين، غير أن ذلك يتطلب دعماً دولياً لا يتوفر الآن، في ظل أوضاع أمنية هشة على الحدود.

وفي حال كان هناك إصرار أوروبي على أن تقدم على اتخاذ إجراءات تخدم اللاجئين دون عوامل دعم مقابلة، فإنها ستوجه إنذاراً بعدم القدرة على تحمل أعباء اللاجئين، بخاصة مع تراجع الدعم الأوروبي الذي كان يتم تقديمه لمفوضية اللاجئين في مصر، إلى جانب توقف الدعم الأمريكي بشكل كامل، على حد تعبير المصدر المصري.

ولفت المتحدث إلى أن مصر بإمكانها التعامل مع مسألة استقبال اللاجئين من منظور تجاري واقتصادي بحت، ومن الممكن أن تبحث عن أوجه الاستفادة دون التعامل معه بشكل إنساني كما يحدث حالياً، لكنها تسعى لأن تمضي في تعاملها الإنساني.

لكن حال استمرت الضغوط، يقول مصدر “عربي بوست”، فإنها ستفرض رسوم إقامة باهظة، وفي تلك الحالة سيتم تضييق الخناق عليهم، وسيكون البحث عن ملجأ آخر يبدأ بالهجرة غير الشرعية إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أعلنت تقليص عدد العائلات المستفيدة من برنامج المساعدات النقدية متعددة الأغراض المنتظمة، وذلك اعتباراً من مايو/أيار 2025، بسبب النقص الحاد في التمويل الذي تواجهه، مشيرة إلى أنها ستخصص المساعدات خلال الفترة المقبلة للعائلات الأكثر احتياجاً فقط.

كما أشارت إلى أن مقابلات تقييم الوضع الاقتصادي متوقفة في الوقت الراهن حتى إشعار آخر، والتي تُعد أداة أساسية تعتمدها المفوضية لتحديد الأسر الأكثر احتياجاً وتوجيه المساعدات بشكل عادل، مؤكدة أنها ستواصل إبلاغ اللاجئين والمجتمع المستفيد بأي تطورات جديدة حال توفرها.

كيف يمكن أن تُرضي الحكومة المصرية الاتحاد الأوروبي؟

عقد المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لقاءً حوارياً موسعاً، الأسبوع الماضي، تحت عنوان “ضرورات وإمكانية الانضمام إلى الاتفاقيات والمواثيق والبروتوكولات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ورفع التحفظات عن بعض بنودها”، بهدف تقديم توصيات عملية لرفع التحفظات على بعض بنود الاتفاقيات الدولية بما يسهم في حماية الحقوق وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وقالت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، مشيرة خطاب، خلال الفعالية الأخيرة، “إن مصر لديها مصلحة في الانضمام لأكبر عدد ممكن من اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة تحول اقتصادي مهمة… مشيرة إلى أن جريمة الاختفاء القسري صداها ومعناها سيئ، متابعة: “أتمنى أن تنضم مصر إلى اتفاقية منع الاختفاء القسري ويوصي المجلس القومي لحقوق الإنسان بذلك“.

يوضح مصدر حقوقي مصري على صلة بملف العلاقات المصرية الأوروبية، أن تباين وجهات النظر بين مصر والاتحاد الأوروبي مؤخراً يرجع إلى أن ملف حقوق الإنسان عاد لأن يكون على الطاولة مجدداً بعد أن خمل خلال الأشهر الماضية.

والسبب في ذلك، يقول مصدر “عربي بوست”، يعود إلى توالي صدور تقارير حقوقية من منظمات أوروبية سلطت الضوء على مشكلات اللاجئين والمحتجزين في السجون المصرية، وأنه جرى تقديم هذه التقارير لمندوبي الدول في البرلمان الأوروبي، وهو ما ترتب عليه مواقف أكثر تشدداً من الاتحاد والبرلمان الأوروبي بشأن تقديم المساعدات.

يستكمل المصدر أن الدفعة الثانية من المساعدات الاقتصادية تشكل الجزء الأكبر من القيمة المتفق عليها، وليس من الممكن دفع هذه المليارات دون ضوابط وشروط، وهو أمر جرى مناقشته أكثر من مرة في لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي.

وأشار إلى أن تعهد الاتحاد الأوروبي سابقاً بعدم تأثير الأوضاع الحقوقية على قيمة هذه المساعدات يجعل هناك ربطاً علنياً بالموقف الاقتصادي وتطبيق شروط صندوق النقد الدولي، لافتاً إلى أن الحكومات الأوروبية رضخت مؤخراً لرؤى شعوبها تجاه تقديم هذه المساعدات، وفي المقابل فهي تسعى للحفاظ على مصالحها مع مصر.

ولفت المتحدث إلى أن مصر يمكن أن تتجه نحو التوقيع على اتفاقية منع الاختفاء القسري، خاصة وأنها وقعت من قبل على ثماني اتفاقيات تتعلق بمجلس حقوق الإنسان العالمي، وفي تلك الحالة ستكون قد قدمت نوايا حسنة للاتحاد الأوروبي واستجابت أيضاً لمطالب العرض الدوري الشامل الذي تضمن هذا الطلب.

لكن في المقابل، فإن الدولة المصرية سوف تصر على رفض مطالب أخرى، بينها عدم ترحيل الذين تسللوا بطرق غير شرعية إلى أراضيها، ولن تقدم تنازلات بشأن تطبيق الإجراءات الأمنية على أي مخالف بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي.

مصر تضغط بورقة الهجرة غير الشرعية

تقدّر البيانات الحكومية المصرية أعداد الأجانب الموجودين بأكثر من 9 ملايين من 133 دولة، ما بين لاجئ وطالب لجوء ومهاجر ومقيم، يمثلون 8.7% من تعداد السكان الذي تجاوز 107 ملايين نسمة.

وتشكو مصر باستمرار من تحمّلها عبء تدفق موجات مستمرة من الوافدين الذين اضطروا إلى ترك بلادهم بسبب الصراعات، مقدّرة التكلفة التي تتحملها من استضافتهم بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، في حين شكا وزير الخارجية بدر عبد العاطي، في يناير/كانون الثاني الماضي، من “تواضع الدعم الدولي للاجئين والوافدين الذين تتزايد أعباؤهم على مصر“.

وبحسب مصدر مطلع بمفوضية اللاجئين في مصر، فإن المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر لا علاقة لها بملف تمويل مفوضية اللاجئين، لكنها تؤثر بشكل مباشر على أوضاع اللاجئين في مصر، لأنه وفقاً لقانون اللجوء الجديد الذي أقره البرلمان المصري مؤخراً، فإنه سيكون هناك لجنة حكومية لشؤون اللاجئين.

وستكون هذه اللجنة الحكومية المصرية مختصة باستقبال طلبات اللجوء وفحصها، والموافقة عليها أو رفضها، وكذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة باللاجئين، وهو ما يتطلب تمويلاً تنتظره القاهرة من الاتحاد الأوروبي.

وعلى مدى العقود الماضية، تولت مفوضية اللاجئين الأممية عملية تسجيل اللاجئين في مصر بموجب اتفاقية تعود إلى العام 1954، إلا أن القانون الجديد يوكل المهمة إلى السلطات المحلية.

ويتضمن القانون الجديد إنشاء لجنة حكومية لشؤون اللاجئين، وهي تتبع مجلس الوزراء المصري مباشرة، وتتعاون المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتفصل اللجنة في طلبات اللجوء المقدمة لمن دخل إلى البلاد بطريق مشروع خلال 6 أشهر، وخلال سنة بحد أقصى لمن دخل البلاد بطريق غير مشروع.

وأوضح المصدر ذاته أن القاهرة تتوقع أن تتوقف مفوضية اللاجئين عن تسجيل اللاجئين الجدد في حال استمرت مشكلة نقص التمويل، وبالتالي فهي تضغط في اتجاهات مختلفة لاستعادته، إلى جانب سرعة تقديم المساعدات الأوروبية إليها، خاصة وأن المفوضية التابعة للأمم المتحدة في مصر لوّحت بإمكانية تقليص أعداد العاملين فيها، وسيكون ذلك مقدمة لغلق بعض فروعها أو تقليص العمل فيها.

وشدد على أن القاهرة بحاجة إلى تمويل يساعدها في التعامل أمنياً مع كيفية دخول اللاجئين إلى أراضيها ومراقبة الحدود، وهناك دعم أوروبي يقدّر بملايين الدولارات، لكن القاهرة تراه غير كافٍ، وبالتالي ليس لديها الحماس الذي يجعلها تسرع في إقرار اللائحة التنفيذية لقانون اللجوء الجديد، والذي يضمن تطبيقه بشكل فعلي.

وأوضح المصدر المطلع بمفوضية اللاجئين في مصر أنه في حال أعلنت الحكومة المصرية مسؤوليتها الكاملة عن تسجيل اللاجئين وتقديم بعض الخدمات إليهم، فإن ذلك سيواجه غضباً في الداخل المصري جراء استمرار شكاوى المواطنين من تضييق اللاجئين عليهم في المأكل والمسكن وباقي الخدمات العامة.

وذكر أن الهجرة غير النظامية من مصر مباشرة إلى أوروبا أو عبر الأراضي الليبية قد تأخذ في التصاعد، وهو ما يدفع الاتحاد الأوروبي للإعلان عن الموافقة على تقديم الدفعة الثانية من المساعدات، وهي من المفترض أنها حظيت بموافقة مسبقة على تقديمها للقاهرة منذ توقيع الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.

وطلبت المفوضية لتلبية احتياجات اللاجئين في مصر 137 مليون دولار لسنة 2025، لكن حتى 28 فبراير/شباط الماضي، حصلت على 21% فقط من المبلغ المطلوب، وكان لذلك تأثير كبير على الخدمات، خصوصاً الخدمات الصحية، وبالتالي اضطرت المفوضية إلى تعليقها في شهر مارس/آذار الماضي.

جدير بالذكر أنه وفقاً لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أعداد طالبي اللجوء واللاجئين المسجلين لديها في مصر حتى نهاية شهر أبريل/نيسان 2025، وصل إلى 95179 لاجئاً وطالب لجوء من 61 جنسية مقيمة بمصر.

* 8 دلالات عملية على دفء العلاقات الصهيونية مع السيسي تنفي مزاعم الرفض والقطع

ليس فقط أذرع الانقلاب من عيّنة “بكري” هم من يُبرزون عدم تضمين سفير الكيان الصهيوني ضمن مراسم بروتوكولية، لاعتماد السفراء الجدد للدول مع عبدالفتاح السيسي، فمن صفات “الدكر” الذي يمضمض بملء فِيه كلمة “لا”، بل إن أذرع الديبلوماسية من عينة Gamal Bayoumi اعتبر عبر فيسبوك أن “مصر تؤخّر اعتماد سفير إسرائيلي جديد، تصعيدا ديبلوماسيا بلا ضجيج” وذكرا أنها “تُعدّ الواقعة سابقة في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين منذ تعيين أول سفير لإسرائيل لدى مصر عام 1980، عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين الطرفين عام 1979”.

كل شيء وعكسه

أما مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، فقال لـ”النهار”: إنّ “مصر لم ترفض تعيين سفير إسرائيلي لديها كما يروّج البعض، فهذا توصيف غير دقيق، لكنها ببساطة لم تقبل أوراق اعتماده حتى الآن”.

وأضاف بيومي، الذي أمضى أكثر  60 عاماً في العمل الديبلوماسي، وتولّى رئاسة إدارة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية، أن الإجراء التقليدي المعمول به عند تعيين السفراء الجدد، هو أن يتقدم السفير بطلب لتحديد موعد مع وزير الخارجية المصري لتقديم صورة من أوراق اعتماده، يليها تحديد موعد لتقديم الأوراق الأصلية لرئيس الجمهورية.

وكانت “أورون” قد غادرت العاصمة المصرية في أواخر عام 2024، وظل موقعها شاغراً على مدار الأشهر الماضية.

ويشير بيومي إلى أن السفير المصري لدى إسرائيل عاد إلى القاهرة، من دون أن تتقدم مصر بطلب لاعتماد سفير جديد لها هناك.

 والسفير المصري لدى تل أبيب خالد عزمي عاد إلى وطنه في أكتوبر 2024، بعد تصاعد التوترات بين البلدين نتيجة تزايد الانتهاكات في قطاع غزة.

وقال بيومي: “من الناحية العملية، خفّضت مصر مستوى التمثيل الديبلوماسي مع إسرائيل من مستوى سفير إلى مستوى قائم بالأعمال، حتى وإن كان بدرجة سفير، ورغم أنها لم تعلن ذلك صراحة، فإن الإسرائيليين يفهمون هذه الرسائل جيداً؛ إنهم يعلمون أن مصر غير راضية عمّا يفعلونه“.

وزعم أنه “بالمحصلة، رغم أن مصر استدعت سفيرها لدى إسرائيل أكثر من مرة خلال العقود الأربعة الماضية، فإن تعليقها قبول أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، يُعدّ مؤشراً على دخول العلاقات الباردة والمتوترة مع الدولة العبرية مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التأزم.”.

8  دلالات قطيعة الثبوت

منصة “متصدقش” قالت: إن “رفض مصر اعتماد أوراق السفير الإسرائيلي الجديد، لا يعني قطع العلاقات مع إسرائيل، إذ لا تزال العلاقات الدبلوماسية والتجارية قائمة”. مضيفة أن هناك غضبا دبلوماسيا، لكن العلاقات مستمرة.

وأشارت إلى أن نظام السيسي لم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”، فيما قالت صحف عبرية: إن “القاهرة عبرت عن غضبها من سياسات دولة الاحتلال عبر تعليق اعتماد أوراق السفير الإسرائيلي الجديد لديها، وكذلك عدم تعيين سفير مصري جديد في إسرائيل“.

واضافت أن الدليل الأول هو أن مصر استقبلت وفودًا إسرائيلية عديدة خلال الفترة الماضية، من أجل المفاوضات لوقف الحرب على غزة، آخرها في 12 مايو 2025.

وثانيا، شهدت العلاقات التجارية بين مصر ودولة الاحتلال نموًا كبيرًا رغم الحرب على غزة، كما لا يزال مسموحًا للسياح الذين يحملون جنسية إسرائيل الدخول إلى سيناء عبر معبر طابا دون تأشيرات مسبقة.
وثالثا، علقت مصر قرارها السابق، الذي أعلنته في مايو 2024، بشأن التدخل رسميًا لدعم دعوى جنوب أفريقيا في اتهامها “إسرائيل” بارتكاب أعمال الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غـزة.

ورابعا، رغم مرور عام على القرار، لم تعلن الحكومة سبب تعليقه وعدم اتخاذها خطوات رسمية حتى الآن في وقت التبادل التجاري يرتفع رغم الإبادة في غزة مستمرة.

وخامسا أشار إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ففي الوقت الذي يشعل الغضب الشعبي والرسمي المصري من الحرب الصهيونية على قطاع غزة، التي راح ضحيتها نحو 53 ألف فلسطيني، لم ينعكس على التبادل التجاري، الذي زاد بنسبة 21% في 2024 مقارنة بـ 2023.

وسادسا، أشار إلى  أن حجم التبادل التجاري بين مصر ودولة الاحتلال وصل إلى 3.2 مليار دولار في 2024، مقابل 2.64 مليار دولار في 2023.

وسابعا، “ارتفعت قيمة واردات مصر من إسرائيل خلال العام الماضي بنسبة 17%، من 2.5 مليار دولار في 2023، إلى 2.9 مليار دولار في 2024، مدفوعة بزيادة واردات مصر من الغاز الطبيعي من دولة الاحتلال“.

وثامنا، زادت قيمة صادرات مصر إلى إسرائيل بنسبة 95.6%، بعدما بلغت 284 مليون دولار خلال العام الماضي، مقارنة بـ 145 مليون دولار في 2023“.

المواقع الصهيونية

ومنذ وقت مبكر، يحاول الإعلام الصهيوني أن يمنح السيسي فرصة للظهور وأن السيسي ممانع وله موقف، فقناة “كان 11” الصهيونية قالت: إن “مصر قررت ألا تعيّن سفيرا جديدا في تل أبيب، ورفضت تعيين السفير الإسرائيلي الجديد بعد ما خلصت فترة السفيرة أورون في شتاء 2024“. 

أما موقع “bhol” الإخباري الصهيوني فقال: إن “مصر ترفض تعييّن سفير جديد عند “إسرائيل” كنوع من الاحتجاج على حرب غزة، وإنها رفضت تعيين السفير “أوري روتمان” كسفير جديد لإسرائيل في القاهرة”.

وقالت صحيفة “معاريف”: إن “مصر تضع خطوط حمراء واضحة لإسرائيل، وقرارها بعدم قبول “أوري روتمان” خلفًا للسفيرةأميرة أورون” يعكس غضب مصري واضح من تصرفات إسرائيل“.

وفي مارس الماضي نظّمت القاهرة حفل اعتماد أوراق 23 سفيرا جديدا أمام عبد الفتاح السيسي من دول عربية وأجنبية، لكن اسم سفير كيان العدو الجديد لم يكن موجودا، رغم إن السفيرة السابقة “أميرة أورون” أنهت مهامها قبل حوالي 8 شهور.

*القاهرة تعلن إجلاء 71 مصريا من ليبيا

أعلنت مصر مساء الجمعة، إجلاء 71 من مواطنيها من ليبيا بعد التوترات التي باتت تشهدها العاصمة طرابلس.

وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن الحكومة المصرية أرسلت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران يوم الجمعة 23 مايو إلى ليبيا، وتمت إعادة 71 مواطنا مصريا من الذين أبدوا رغبة في العودة إلى أرض الوطن وسبق وأن سجلوا بياناتهم مع السفارة المصرية في طرابلس وغرفة العمليات التي تم تشكيلها في وزارة الخارجية.

وذكرت أن هذه العملية جاءت “تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية بمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا والعمل على ضمان أمنهم وسلامتهم وإعادة الراغبين منهم إلى أرض الوطن على إثر التوترات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية“.

وأضافت الوزارة أن اللجنة الوطنية المعنية بليبيا عملت خلال الأيام الأخيرة على إجراء جميع الترتيبات اللازمة لعودة المواطنين المصريين، وبدون تحميلهم لآية أعباء مالية بينما تتحمل الدولة النفقات في ضوء مسئولياتها تجاه مواطنيها بالخارج وقت الأزمات وذلك بالتنسيق الكامل مع السفارة المصرية في طرابلس.

وأكدت مواصلة غرفة العمليات والسفارة المصرية في طرابلس متابعة المستجدات أولا بأول، من أجل مواصلة دعم ورعاية المواطنين المصريين في ليبيا والتعرف على احتياجاتهم وطلباتهم.

ونوهت بأن إعادة المواطنين المصريين من ليبيا تأتي في إطار ما توليه الدولة المصرية من أولوية قصوى الرعاية المواطنين المصريين في الخارج، وتقديم كل أشكال الدعم لهم وضمان أمنهم وسلامتهم.

والأسبوع الماضي، أعلنت الخارجية المصرية تشكيل غرفة عمليات بالوزارة لمتابعة التطورات الجارية في ليبيا، داعية أبناء الجالية المصرية توخي أقصى درجات الحذر والتزام منازلهم والابتعاد عن المناطق التي تشهد توترا لحين استقرار الأوضاع.

وحذرت الوزارة في بيانها من أن استمرار التصعيد في طرابلس قد يفضي إلى انفجار واسع يهدد أمن واستقرار ليبيا ويعرض أرواح ومقدرات الشعب الليبي للخطر.

ودعت جميع الأطراف الليبية إلى ضرورة إعلاء المصلحة الوطنية العليا وإنهاء حالة التصعيد الحالية والاحتكام إلى صوت العقل والعودة إلى طاولة الحوار كسبيل وحيد للحل بعيدا عن لغة السلاح.

وأمس، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على ضرورة حل الميليشيات في ليبيا وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، ورفض أي تواجد عسكري غير شرعي لأي طرف أجنبي بشكل كامل.

وخلال اجتماعه مع مجلس حلف الشمال الأطلسي “الناتو” الخميس، استعرض عبد العاطي، ثوابت الموقف المصري من ليبيا، مبرزا أهمية الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا وسلامة أراضيها، وملكية الليبيين الخالصة للعملية السياسية، ودعم وتعزيز دور المؤسسات الليبية ذات الشرعية.

وأكد الوزير المصري ضرورة السعي لتوحيد المؤسسات التنفيذية والاقتصادية والأمنية في ليبيا.

* عبث صريح بالأمن الاجتماعي تعديلات قانون الايجار القديم جريمة ترتكبها حكومة الانقلاب فى حق المستأجرين وملاك العقارات

تعديلات قانون الايجار القديم التى أعدتها حكومة الانقلاب ويناقشها حاليا مجلس نواب السيسي تكشف عن جرائم غير مسبوقة ترتكبها عصابة العسكر فى حق الشعب المصرى سواء الغلابة ممثلين فى المستأجرين أو أصحاب الأموال ممثلين فى ملاك العقارات .

ما يحدث ليس الهدف منه انصاف أصحاب العقارات ولا انتزاع حقوق من المستأجرين ولا تقديم حل عادل ومتوازن يرضى الطرفين وانما هو مشروع انقلابى لإعادة هيكلة الحيازة العقارية على حساب الفئات الأضعف. فبعد خمس سنوات، قد نجد المستأجر في الشارع، والمالك في المحاكم، بينما تُعلن شركات كبرى عن مشروعات عقارية فاخرة على أنقاض أحياء شعبية مثل شبرا أو الوايلي، في مشهد يُقصى فيه الفقراء باسم التطوير، وتُباع فيه الأرض لمن يملك النفوذ، لا لمن سكنها أو ورثها أو بنى فيها يومًا.

يُشار إلى أنه وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء  يبلغ إجمالي الوحدات السكنية المؤجرة بنظام الإيجار القديم 3 ملايين وأكثر من 19 ألف وحدة، ويبلغ عدد الأسر المقيمة في وحدات بنظام الإيجار القديم حوالي 1.642 مليون أسرة، ويُقدّر عدد الأفراد القاطنين فيها بأكثر من 6 ملايين شخص.

وتتركز النسبة الأكبر من هذه الوحدات في أربع محافظات رئيسية، القاهرة، الجيزة، الإسكندرية،القليوبية

تركة تشريعية قديمة

حول هذه الجرائم قال مهندس التخطيط المعماري والباحث في ملف الحق في السكن إبراهيم عز الدين إن المؤشرات الصادرة عن مشروع قانون حكومة الانقلاب بشأن الإيجار القديم تنذر بأزمة وشيكة قد تطال طرفي العلاقة؛ الملاك والمستأجرين، دون أن يحقق أي منهما مكاسب حقيقية. مشيرا إلى أنه بدلًا من تقديم حل عادل ومتوازن، يلوح في الأفق سيناريو معقد قد تنتج عنه أضرار اجتماعية واقتصادية جسيمة.

وأوضح عز الدين فى تصريحات صحفية أن نحو 1.5 مليون أسرة تقطن في وحدات خاضعة لقانون الإيجار القديم، مقابل 1.5 مليون مالك يعانون من عدم قدرتهم على الانتفاع الكامل بممتلكاتهم. لافتا الى أن هذه ليست مسئولية الأفراد، بل نتاج تركة تشريعية قديمة فرضتها دولة العسكر لعقود، ولا تزال تبعاتها قائمة دون تدخل جذري لمعالجتها.

وشدد على أن الحل العادل ينبغي أن يراعي حقوق الطرفين: فمن حق المستأجر العيش في سكن مستقر بتكلفة تتناسب مع دخله، كما من حق المالك الاستفادة من ممتلكاته بشكل منصف. مطالبا دولة العسكر باعتبارها من وضعت الإطار القانوني السابق، أن تتحمل مسئولية إصلاح الخلل التاريخي دون تحميله للمواطنين. 

وانتقد عز الدين مقترح حكومة الانقلاب بمنح المستأجرين مهلة مدتها خمس سنوات، وبعدها يصبح من حق المالك اللجوء إلى القضاء لطردهم. في المقابل، تُمنح الأسر وحدات من هيئة المجتمعات العمرانية إما بالتمليك أو بالإيجار. لكن تلك الوحدات عادةً ما تكون باهظة الثمن وبعيدة جغرافيًا عن محيط حياة السكان، دون أي خطة واقعية لضمان التسكين البديل أو العدالة الاجتماعية..

أزمة سكنية حادة

وأضاف : معنى ذلك أنه بعد انقضاء الفترة الانتقالية، ستواجه آلاف الأسر خطر التشريد، في ظل غياب آليات واضحة تحمي السكن أو توفر بدائل مناسبة. ما يُنذر بانفجار أزمة سكنية واجتماعية حادة لا تمتلك دولة العسكر حتى الآن تصورات واضحة لتفاديها.

وأشار عز الدين إلى أن أغلب العقارات الواقعة تحت مظلة الإيجار القديم تقع في مناطق مثل شبرا، الوايلي، الدويقة، والساحل، وهي ضمن نطاق خطة “تطوير القاهرة 2052”. ومع انتهاء العلاقة الإيجارية، يزول العائق القانوني أمام نزع الملكية، ما يفتح الباب أمام تدخل دولة العسكر وهيئة المجتمعات العمرانية، وقد يجد المالك نفسه فجأة مطالبًا بإخلاء العقار أو الدخول في نزاع قضائي للتعويض.

وكشف أن هناك في الكواليس، من يخطط لامتلاك هذه العقارات أو السيطرة على مواقعها الاستراتيجية. مستثمرون محليون وإقليميون، وشركات عقارية ضخمة، يترقبون لحظة انتهاء العلاقة بين المالك والمستأجر. لا المالك سيحصل على ملكه كاملاً، ولا المستأجر سيحافظ على سكنه. بل تتحول العقارات إلى أصول استثمارية مربحة تُمنح لمن كان ينتظر من بعيد.

وأكد عز الدين أن أزمة الإيجار القديم لا يمكن تفكيكها دون التوقف أمام الخلل الأوسع في السياسات الإسكانية لدولة العسكر مشددا على أن أول خطوة مطلوبة هي ضبط السوق العقاري، من خلال أدوات ضريبية عادلة تحد من المضاربة، وتجبر رءوس الأموال على التوجه نحو مشروعات الإسكان الاجتماعي لا الربحي فقط. وطالب دولة العسكر باستعادة دورها المباشر في بناء مساكن لذوي الدخل المحدود والمتوسط، مؤكدًا أن الاكتفاء بمشروعات استثمارية مرتفعة العائد يزيد من تفاقم الأزمة.

عبث صريح

ووصف الباحث الاقتصادي زهدي الشامي مشروع تعديل قانون الإيجار القديم بأنه “عبث صريح بالأمن الاجتماعي”، محذرًا من تمريره دون دراسة اجتماعية واقتصادية شاملة.

وأكد الشامي فى تصريحات صحفية أن المشروع المطروح يخالف أحكام المحكمة الدستورية والدستور ، ويحمل في طياته تهديدًا صريحًا للسلم المجتمعي، محذرا من أن القانون كما قُدم سيشعل فتنة داخلية بين ملايين المواطنين، ويقوّض استقرار فئات سكنية واقتصادية هشّة .

واعتبر أن إنهاء حكومة الانقلاب العلاقة الإيجارية خلال خمس سنوات فقط، دون توفير بدائل واقعية، هى محاولة لتهجير المواطنين من مساكنهم، بمن فيهم كبار السن وأصحاب المعاشات الذين يعيشون وسط أزمة اقتصادية خانقة وتضخم غير مسبوق

وقال الشامي: لا يمكن ببساطة إنهاء علاقة تخص مليون منشأة اقتصادية تعمل وتخدم المواطنين بأسعار مقبولة. من يتحمل فوضى كهذه؟ ومن يسيطر على الارتفاع الجنوني المتوقع في أسعار السلع والخدمات إذا طُبّق هذا القانون؟ .

وانتقد مغازلة حكومة الانقلاب لفئة من المستثمرين وأصحاب الأملاك الذين سبق أن حصلوا على مقابل مالي عند تأجير هذه الوحدات، بل واستفادوا من تسهيلات ودعم حكومي في البناء حينها، مؤكدًا أن حكومة الانقلاب كان من الأولى بها أن تواجه الانفلات في سوق العقارات، حيث بلغت أسعار الشقق والإيجارات أرقامًا خيالية، بدلًا من التضييق على المواطنين البسطاء.

*صيانة “ليفياثان” المحددة منذ أشهر تقطع الغاز عن الصناعة بعد “تقاعس الحكومة”

قلّصت الحكومة إمدادات الغاز إلى مصانع البتروكيمياويات، بالأخص مصانع الأسمدة الآزوتية، بنسبة حوالي 50% لمدة مؤقتة بداية من السبت الماضي، بحسب مصادر عدة، بينهم اثنان من الصناعات البتروكيمياوية وأربعة من شركات أسمدة وآخر مسؤول حكومي سابق بوزارة البترول.

الخطوة جاءت بعدما خفضت إسرائيل إمدادات غازها الواصل إلى مصر بنحو 480 مليون قدم مكعب يوميًا، نتيجة لأعمال صيانة بحقل ليفياثان، أكبر حقول الغاز الإسرائيلية، لعشرة أيام خلال شهر مايو الجاري، بحسب مصدر حكومي طلب عدم ذكر اسمه لـ«مدى مصر». وقال نفس المصدر إن إسرائيل سبق أن أبلغت مصر بأعمال الصيانة منذ ديسمبر الماضي، وهو ما أكده مصدر آخر يعمل مستشارًا اقتصاديًا مطلع على الأمر.

تقليص إمداد الصناعة بالغاز الطبيعي مؤقتًا يأتي في ظل انحسار الإنتاج المحلي لمصر من الغاز الطبيعي بشكل درامي على مدار ثلاث سنوات. وتزايد من ذلك الحين اعتماد مصر على استيراد الغاز الإسرائيلي بجانب شحنات الغاز المُسال والمازوت لتوليد الكهرباء.

المصدر الحكومي أوضح أن مسألة الصيانة أُشير إليها في أحد تقارير وزارة البترول غير المنشورة خلال شهر مارس الماضي عن خطة شهر مايو، وتضمنت الاستعداد بتوفير الكميات البديلة من المازوت.

وأضاف المصدر الحكومي أن وزارتي البترول والكهرباء عقدتا ثلاثة اجتماعات منذ أن أبُلغت بالصيانة الوشيكة، لمناقشة الأمر، واتفقت على توفير 35 ألف طن مازوت خلال أيام الانقطاع كبديل، وهو ما لم يحدث، لتلجأ الحكومة إلى تقليّل الإمدادات لقطاع الصناعة.

وبحلول شهر مايو واقتراب أعمال صيانة الحقل الاسرائيلي، تفاجئ الجميع بعدم توفير وزارة البترول سوى ما بين 20 إلى 25 ألف طن مازوت يوميًا فقط، بحسب المصدر، ما تسبب في تقليص إمدادات الغاز إلى القطاع الصناعي كي لا تُقطع الكهرباء على القطاع المنزلي. وطرحت الهيئة العامة للبترول مناقصة منتصف الشهر الجاري، لشراء مليونيّ طن مازوت للتسليم خلال مايو ويونيو، بحسب ما أعلنت وكالة «بلومبرج».

ومنحت الحكومة الأولوية لقطاع توليد الكهرباء المنزلية على إمدادات الغاز للصناعة بوجه عام، تجنبًا لحالة الاحتقان الشعبي الواسع الذي شهدته مصر الصيف الماضي بسبب الانقطاعات المتكررة يوميًا في إمدادات الكهرباء على مستوى الجمهورية، بحسب مصدر برلماني من لجنة الخطة والموازنة لـ«مدى مصر».

مصدر آخر في إحدى شركات الأسمدة الحكومية الأزوتية أكد هذا، مُضيفًا أن وقف إمدادات الغاز للمصانع هو قرار سياسي، إذ أن الحكومة فضلت المجازفة، ولو مؤقتًا، بصناعة البتروكيماويات والأسمدة في مقابل الحفاظ على إمدادات خطوط إنتاج الكهرباء بهدف تجنب أي لوم لها مثلما حدث في صيف العام الماضي.

ويستحوذ توليد الكهرباء على حوالي 60% من استهلاك الغاز محليًا، إلى جانب 20% تذهب إلى صناعات البتروكيماويات وتحديدًا الأسمدة، بحسب رئيس مرفق تنظيم الكهرباء السابق، حافظ سلماوي لـ«مدى مصر».

ونفى المصدر الحكومي الأول التقارير الإعلامية التي أرجعت تقليص الإمدادات إلى ضغوط إسرائيلية على مصر، لرفع سعر شراء الغاز الطبيعي، مُعتبرًا أن انقطاع الغاز عن الصناعة هو نتيجة «تقاعس حكومي»، على حد وصفه، في ضوء إبلاغ إسرائيلي من ستة أشهر.

يحدث ذلك بالتزامن مع مفاوضات جارية بين الجانبين، ضمن المراجعة الدورية لاتفاق استيراد مصر الغاز الإسرائيلي، تسعى خلالها إسرائيل لزيادة السعر بنسبة 25%، ليصبح 9.5 دولار للمليون وحدة حرارية، في المقابل تريد مصر زيادة توريد الغاز الطبيعي ليصل لمستوى 1.5 مليار قدم مكعب يوميًا مقارنة بواردات أقصاها حوالي 900 مليون قدم مكعب يوميًا حاليًا، بحسب المصدر، وآخر حكومي سابق بوزارة البترول.

ويتوقع المصدران السابقان قبول مصر الزيادة في نهاية المطاف، لعدة اعتبارات منها استمرار تنافسية أسعار الغاز الإسرائيلي مقارنة بنظيره المُسال، ورغبة الحكومة في تجنب تكرار أزمة انقطاع كهرباء واسعة النطاق كما حدث خلال العامين الماضيين.

وشكلت كميات الغاز الإسرائيلي 72% من إجمالي كميات الغاز المستوردة، العام الماضي، بينما شكلت مدفوعات الغاز الإسرائيلي 58% فقط من إجمالي فاتورة استيراد الغاز. وفي حالة توقف الغاز الإسرائيلي، ستضطر مصر لتعويضه بالغاز المُسال، والذي سجل متوسط السعر الذي دفعته مصر لكل ألف طن منه 685 دولارًا، مقابل 338 دولارًا لكل ألف طن من الغاز الإسرائيلي. وبلغت فاتورة استيراد الغاز العام الماضي 4.7 مليار دولار، بحسب بيانات التجارة الخارجية  الصادرة عن «التعبئة والإحصاء».

يبلغ نصيب مصر من إنتاج المازوت المحلي 17 ألف طن يوميًا، وهي كمية يمكنها تغطية حوالي 12% من إنتاج الكهرباء، فيما يبلغ الحد الأقصى من المازوت التي تستوعبه محطات إنتاج الكهرباء 35 ألف طن يوميًا، (يغطي حوالي 24% من إنتاج الكهرباء). في هذه الحالة، ستُضطر مصر لاستيراد مازوت، بحسب سلماوي.

ومن المتوقع أن تصل فترة تخفيض الإمدادات للصناعة إلى أسبوعين، بحسب مصدرّين، أحدهما المسؤول السابق والثاني من الصناعات البتروكيماوية، في حين قال مصدر بالمجلس التصديري للصناعات البتروكيماوية، إنه لا يوجد تحديد لفترة تقليص الإمدادات، وإنها مرهونة بوصول شحنات الغاز المُسال إلى مصر، حسبما علم المجلس من الحكومة.

وتستهلك مصر بين 6-7 مليارات قدم مكعب من الغاز يوميًا. وتصل الفجوة بين الطلب على الغاز الطبيعي وحجم الإنتاج المحلي إلى نحو ثلث إجمالي الطلب.

وواصل الإنتاج المحلي تراجعه إلى مستوى أربعة مليارات قدم مكعب، بحسب المصدر من القطاع الخاص، والمسؤول السابق بالبترول والبرلماني، وهو ما تؤكده أيضًا بيانات مبادرة «JODI»، بوصول الإنتاج إلى 4.1 مليار قدم مكعب يوميًا، بنهاية مارس الماضي.

وبدأت مصر المطالبة بزيادة كميات الغاز منذ صيف عام 2023، وهو ما دفع شركات الإنتاج في كبرى حقول الغاز الإسرائيلية إلى زيادة الاستثمارات ورفع كميات الإنتاج في ظل وجود مصر كمشتري مضمون.

وتعد تلك المرة الثالثة، منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر على قطاع غزة، التي تتقلص فيها كميات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بصورة حادة، أبرزها خلال أكتوبر 2023، حين انخفضت الواردات لأدنى مستوى لها على الإطلاق، مسجلة 357 مليون قدم مكعب يوميًا، بانخفاض بلغ 51% على أساس شهري، حين علقت إسرائيل الإنتاج من حقل «تمار» بذريعة تهديدات أمنية في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، ثم مرة أخرى في يونيو من العام الماضي حين تراجعت إلى 728 مليون قدم يوميًا.

الإمارات تشتري مصر “قطعة قطعة” وسط صمت السيسي.. الجمعة 23 مايو 2025م.. إقالة 6 عمال من “الشرقية للدخان” لرفضهم بيع حصة العمال بالشركة للإمارات

الإمارات تشتري مصر “قطعة قطعة” وسط صمت السيسي.. الجمعة 23 مايو 2025م.. إقالة 6 عمال من “الشرقية للدخان” لرفضهم بيع حصة العمال بالشركة للإمارات

 

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*إقالة 6 عمال من “الشرقية للدخان” لرفضهم بيع حصة العمال بالشركة للإمارات

استغاث 6 من عمال شركة “الشرقية للدخان” بينهم نقابي سابق، بعبد الفتاح السيسي، بعدما فصلتهم إدارة الشركة تعسفيًا، حسب روايتهم، عقب رفضهم صفقة لبيع حصص العاملين في الأسهم لمشتري مجهول.

العمال المفصولون يتهمون الإدارة بالتنكيل بهم بعد اعتراضهم العلني على ما وصفوه بـ”صفقة غامضة”، عرضتها شركة “هيرميس” بالنيابة عن مستثمر غير معلن، وسط ما يعتبرونه محاولات لإجبارهم على التخلي عن حصصهم، في حين تنفي الشركة أي علاقة بين الفصل ورفض البيع. 

قرار بالفصل بعد 25 عامًا من العمل

يقول مصطفى خلف، أحد العمال المفصولين والنقابي السابق بالشركة، إنهم فوجئوا باتصال هاتفي يوم 28 أبريل يُبلغهم بوجود قرار بمنعهم من دخول مقر العمل، دون إخطار رسمي.

وأضاف: “ذهبنا في اليوم التالي للعمل كالمعتاد، فوجدنا تشديدات أمنية ومنعونا من الدخول، فحررنا محاضر في مكتب عمل السادس من أكتوبر، لكن الإدارة ردّت بأن علاقة العمل قد انتهت، رغم أننا نعمل منذ أكثر من 25 عامًا”. 

الاعتراض على صفقة غامضة يشعل الأزمة

بدأت الأزمة، حسب خلف، خلال اجتماع الجمعية العامة غير العادية لاتحاد العاملين المساهمين يوم 21 فبراير الماضي، الذي عُقد داخل النادي الاجتماعي للشركة بشارع خاتم المرسلين.

وأثار الاجتماع حالة من التوتر بسبب عرضٍ لشراء أسهم العاملين قدمته شركة “هيرميس” نيابة عن عميل مجهول، دون كشف هوية المشتري أو تفاصيل العرض. رفض غالبية العمال التصويت على البيع، فانفض الاجتماع دون قرار.

وفي اجتماع لاحق يوم 19 أبريل، عُرضت نسخة محسّنة من الصفقة بزيادة طفيفة في السعر، لكن العمال رفضوها مجددًا، حيث صوّت 1707 بالموافقة مقابل 1614 بالرفض، وهو ما لم يحقق النسبة المطلوبة للموافقة وفق قواعد الشطب الاختياري للأسهم (75%).

ويؤكد خلف أنهم لم يشاركوا في التصويت في الاجتماع الثاني من باب الاحتجاج، ومع ذلك جاءت نتيجة التصويت بالرفض، ما يعكس – برأيه – وجود إرادة جماعية بين العمال لرفض الصفقة دون تأثير من أحد، وينفي بذلك مزاعم الإدارة بتحريضهم للزملاء. 

مذكرة رقابية ومحاولات للترهيب

بعد اجتماع فبراير، تقدم المفصولون بمذكرة لمجلس إدارة الاتحاد طلبوا فيها توضيحًا حول العرض. تجاهل المجلس المذكرة، كما تجاهل الاستعجال اللاحق، فرفعوها إلى الهيئة العامة للرقابة المالية. 

حينها تدخل رئيس النقابة ونائب رئيس الاتحاد وطلبا منهم سحب المذكرة مقابل وقف تحقيقات إدارية داخلية تتهمهم بالتحريض، وهو ما وافقوا عليه.

لكن المفاجأة كانت في صدور قرار الفصل رغم سحب الشكوى، بالإضافة لتوقيع جزاءات على 16 عاملًا آخرين. 

الإدارة ترد: اتُخذت الإجراءات القانونية

من جانبه، قال هاني أمان، الرئيس التنفيذي للشركة، وممثل شركة جلوبال الإماراتية التي تمتلك 30% من أسهم الشركة، إن فصل العمال الستة تم وفقًا للائحة جزاءات الشركة وبعد تحقيق قانوني.

وأضاف: “لا علاقة بين قرارات الفصل ورفض الجمعية العمومية لصفقة البيع. الإدارة اتبعت الإجراءات القانونية، وكل من يرى أنه صاحب حق فليتوجه للقضاء”.

وأوضح أن الشركة سبق وأنهت عقود عمال آخرين في السنوات الماضية بتهم مختلفة، وبعضهم عاد عبر القضاء والبعض الآخر لم يعد، متسائلًا: “لماذا لم يُسلّط الضوء على حالاتهم؟”. 

هل الشركة فوق إرادة المساهمين؟

يطرح خلف تساؤلات حول العلاقة بين الإدارة واتحاد العاملين المساهمين، قائلًا إن الاتحاد كيان قانوني مستقل، وليس من حق الإدارة التدخل في قراراته أو معاقبة العمال بناءً على مواقفهم داخله.

ويشير إلى أن تصعيد الأمر لرئاسة الجمهورية ووزارتي العمل والاستثمار لم يأتِ إلا بعد استنفاد كافة السبل القانونية والإدارية داخل الشركة.

ويضيف: “هل من المعقول في الوقت الذي يعلن فيه السيسي التصديق على قانون العمل الجديد، أن يتم فصلنا بهذه الطريقة؟ كيف يُفصل عامل بعد 25 سنة خدمة لأنه قال لا؟”.

“هيرميس” في الواجهة.. دون الإفصاح عن المشتري

العرض المقدم في اجتماع 21 فبراير كان بقيمة 2018 جنيهًا لـ”الحصة” الواحدة (57 سهمًا)، أي نحو 35 جنيهًا للسهم. في الاجتماع الثاني، ارتفع السعر بـ159 قرشًا فقط.
ورغم الزيادة، ظل الغموض يلف هوية المشتري، ما زاد من شكوك العمال.

خريطة المساهمين.. من يملك الشركة؟

توزيع الملكية في “الشرقية للدخان” يعكس توازنات دقيقة بين الدولة، والمستثمرين الأجانب، والعاملين:

  • الدولة (القابضة الكيماوية): 20.95%
  • جلوبال الإماراتية: 30% (أكبر حصة، تم شراؤها عام 2023)
  • صندوق آلان جراي: 7.21%
  • شركة الأريج للاستثمارات: 2.99%
  • اتحاد العاملين المساهمين: 5.20%
  • تداول حر بالبورصة: 41.5%

ويُذكر أن صفقة استحواذ “جلوبال” على 30% من الأسهم العام الماضي كانت محل جدل واسع بسبب توقيتها وحجمها.

* ظهور “المدثر محمد سالم احمد عبدالله” بنيابة أمن الدولة وحبسه 15 يومًا على ذمة قضية أمنية

أفادت مصادر بظهور “المدثر محمد سالم احمد عبدالله”، أمام نيابة أمن الدولة العليا يوم الأربعاء 21 مايو 2025، ووجهت له اتهامات بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية”، وقررت النيابة حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة القضية رقم 1602 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025.

 

* في واقعتين منفصلتين: مقتل طفل ورجل في انفجار عبوتين ناسفتين بالشيخ زويد

فادت مصادر محلية، بمقتل الطفل سمير محمد حسونة بيدس، البالغ من العمر 13 عامًا، إثر انفجار عبوة ناسفة يُرجّح أنها من مخلفات الحرب على الإرهاب، وذلك في حي المراشدة بمدينة الشيخ زويد شمال سيناء.

 ووفقًا لمصادر طبية، فقد نُقل الطفل ظهر أمس الاربعاء 21 مايو، إلى مستشفى الشيخ زويد المركزي بواسطة الأهالي الذين تواجدوا قرب موقع الانفجار، حيث وصل وهو يعاني من تهتك في الرأس وبتر في الساق اليسرى، قبل أن يُعلن عن وفاته متأثرًا بجراحه.

وفي واقعة مشابهة، لقي المواطن حسن عبد الرحمن عبد العزيز، 43 عامًا، مصرعة يوم أمس الأربعاء، متأثرًا بإصابته التي لحقت به في السادس من مايو الجاري، جراء انفجار عبوة ناسفة في حي الكوثر بالشيخ زويد.

 وتعكس هذه الحوادث المتكررة استمرار التهديد الذي تشكّله مخلفات العمليات العسكرية والألغام على حياة المدنيين في شمال سيناء، في ظل غياب آليات فعّالة لتطهير وتأمين المناطق المأهولة بالسكان، ما يُعرّض الأهالي، لا سيما الأطفال، لمخاطر دائمة ووفيات مأساوية.

* بعد اختفاء قسري دام أكثر من شهر.. ظهور الطالب “مهند سرحان” بنيابة أمن الدولة وحبسه 15 يومًا على ذمة قضية أمنية

ظهَر الطالب “مهند سرحان عادل سرحان” أمام نيابة أمن الدولة العليا يوم الأربعاء 21 مايو 2025، بعد اختفاء قسري استمر لأكثر من خمسة أسابيع، عقب القبض عليه من إحدى معديات قناة السويس.

وأفادت مصادر لمؤسسة سيناء أن “مهند”، البالغ من العمر 20 عامًا، والمقيم في حي المساعيد بمدينة العريش، وهو طالب في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، تم عرضه على النيابة التي وجهت له اتهامات بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية”، وقررت حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة القضية رقم 1602 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025.

وكان “مهند” قد أُلقي القبض عليه بتاريخ 12 أبريل 2025، أثناء عبوره إحدى معديات قناة السويس، قبل أن يُحتجز في أحد مقار الأمن الوطني دون الكشف عن مكان احتجازه، حتى ظهوره أمام النيابة يوم الأربعاء، حيث تم إدراجه على ذمة القضية المشار إليها.

*”صفقة القرن الجديدة” الإمارات تشتري مصر “قطعة قطعة” وسط صمت السيسي

في مشهد يعكس حجم النفوذ الإماراتي المتزايد داخل مصر، أثارت زيارة ولي عهد الفجيرة الأخيرة إلى القاهرة جدلاً واسعًا، وسط مؤشرات متزايدة على أن العلاقة بين البلدين لم تعد مجرد شراكة اقتصادية بل أقرب إلى سيطرة إماراتية على القرار الاقتصادي المصري.

ففي حين رُوّج للزيارة تحت عنوانتعزيز التعاون الثنائي”، تكررت مشاهد اللقاءات الرسمية مع رئيس الوزراء والوزراء المصريين، بل وحتى الزيارات الثقافية والبروتوكولية، بطريقة بدت أقرب إلى تصرف حاكم مشارك لا مجرد ضيف.

الحقيقة الصادمة، بحسب مراقبين، أن الإمارات لم تعد فقط تستثمر في مصر، بل بدأت شراءها “قطعة قطعة” في ظل انهيار اقتصادي خانق تعانيه البلاد وسقوط الجنيه المصري لمستويات تاريخية، مما يجعل كل أصل مصري مطروحًا في المزاد، مقابل حفنة دولارات.

الموانئ، الأراضي الزراعية، شركات القطاع العام، الشواطئ، وحتى مشروع رأس الحكمة المثير للجدل.. جميعها باتت في قبضة رجال أعمال إماراتيين، أبرزهم “خلف الحبتور”، وسط تسهيلات استثنائية تقدمها الحكومة المصرية من إعفاءات ضريبية إلى ما يسمى بـ”الرخصة الذهبية” التي تُمنح للمستثمرين الجادين دون شفافية أو رقابة.

ويرى معارضون أن ما يجري ليس إلابيعًا للسيادة تحت مسمى الاستثمار”، في وقتٍ يعجز فيه المواطن عن مواجهة التضخم، وتلتهم الديون مستقبل الأجيال.

الانتقادات طالت أيضًا غياب الشفافية التام، حيث لا يعلم الرأي العام أي تفاصيل دقيقة عن الصفقات أو آليات تقييم الأصول أو شروط البيع، ما يفتح الباب أمام شبهات الفساد والهيمنة الخليجية على مفاصل الاقتصاد المصري.

ما يجري في مصر اليوم، يقول مراقبون، هو إعادة تشكيل للخارطة الاقتصادية والسياسية، بيد الخارج لا الداخل، وسط صمت رسمي وترويج إعلامي مكثف لـ”النجاح الوهمي” لحكومة السيسي.

*عودة سيناريو تخفيف الأحمال وانقطاع الكهرباء

من المتوقع أن تشهد مصر أزمة طاقة متفاقمة، يتجدد معها سيناريو تخفيف الأحمال عبر الانقطاع المتكرر للكهرباء ليعانى المصريون من حرارة فصل الصيف خاصة فى ظل الطلب المحلي المتزايد على الغاز الطبيعي والكهرباء، مع ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت أربعين درجة مئوية، مما زاد الضغط على شبكة الكهرباء بسبب الاعتماد الكبير على تكييف الهواء.

وقال موقع أويل برايس ان مصر فى زمن الانقلاب تعاني من نقص في إمدادات الغاز الطبيعي، مقللا من أهمية إجراءات حكومة الانقلاب الطارئة لتجنب انقطاع التيار الكهربائي، أو سعيها لتأمين شحنات غاز طبيعي مسال واستخدام زيت الوقود كبديل لتوليد الطاقة. 

الإنتاج المحلي

وأكد الموقع أن التحديات التي تواجه مصر فى زمن الانقلاب تتفاقم بسبب تراجع الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، خاصة في حقل ظهر البحري العملاق الذي يعاني من صعوبات فنية، إلى جانب تأخر الإنتاج المتوقع من حقول أخرى.

وأشار إلى أن مصر فى زمن العصابة تحولت من دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال إلى مستوردة، مما زاد من الضغوط المالية على البلاد.

وأوضح الموقع أن مواجهة هذا النقص جرت عبر توقيع اتفاق مع قطر لتوريد الغاز الطبيعي المسال مقابل تقديم فرص استثمارية لقطر في قطاعي النفط والغاز ، بما في ذلك توسيع امتيازات شركة قطر للطاقة في بلوكات بحرية مثل نفرتاري ومصري والقاهرة بالشراكة مع إكسون موبيل.

تحديات إضافية

وشدد على أنه رغم هذه المحاولات تواجه مصر تحديات إضافية بسبب تأخير متوقع في صادرات الغاز من دولة الاحتلال، التي كان من المقرر أن تبدأ في منتصف مايو الجارى بمعدل مئتي مليون قدم مكعب يوميا، بسبب مطالبات إسرائيلية بشروط وسعر أعلى .

وكشف الموقع عن  عدم قدرة شركة إيني الإيطالية على تلبية التزاماتها بتسليم مئتين وخمسين مليون قدم مكعب يوميا إضافية من حقل ظهر، التي تأخرت من أبريل إلى أغسطس عام 2025 موضحا أن حكومة الانقلاب تحاول اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين إمدادات الطاقة، وتسعى لشراء أربع عشرة شحنة من الغاز الطبيعي المسال هذا الشهر من موردين أوروبيين وأمريكيين بشروط دفع مؤجلة، لتزيد الديون الخارجية التى لا تتوقف عن الصعود فى زمن الانقلاب .

الوقود الرخيص

ولفت إلى أنه في خطوة مثيرة للجدل، عادت حكومة الانقلاب إلى استخدام زيت الوقود الرخيص لتوليد الكهرباء، حيث أصدرت الهيئة العامة للبترول مناقصة لشراء مليوني طن من زيت الوقود للتسليم في مايو ويونيو موضحا أن هذا القرار، الذي يهدف إلى تخفيف الضغط المالي الناتج عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، يثير انتقادات بيئية بسبب تأثيره السلبي على البيئة مقارنة بالغاز الطبيعي.

وكشف الموقع أن مصر تحتاج إلى تمويل بقيمة سبعة مليارات دولار لشراء مئة وخمس وخمسين إلى مئة وستين شحنة من الغاز الطبيعي المسال في عام 2025، مع محاولة لتثبيت أسعار الشراء عند أربعة عشر دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في ظل التقلبات العالمية لأسعار الغاز.

عقبات لوجستية ومالية

وقال ان هذه الأزمة تسلط الضوء على التحديات الهيكلية التي تواجه قطاع الطاقة بما في ذلك النمو الاقتصادي البطيء، وعدم الاستقرار المالي، ونقص الاستثمار الأجنبي منتقدا مزاعم الانقلاب بجعل مصر مركزا إقليميا للطاقة ومصدرا رئيسيا للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا والأسواق العالمية، وأكد الموقع أن حكومة الانقلاب تواجه صعوبات في تحقيق التوازن بين أهداف التصدير وتلبية الاحتياجات المحلية وتزيد هذه التحديات من الضغوط لإيجاد حلول مستدامة، خاصة في ظل توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال موسم الصيف.

وأشار الموقع إلى فشل حكومة الانقلاب في استغلال فرصة انخفاض أسعار النفط والغاز عالميا لتخفيف بعض الأعباء المالية، موضحا أن استغلال هذه الفرصة يعتمد على قدرة حكومة الانقلاب على التغلب على العقبات اللوجستية والمالية التي تعيق تأمين الإمدادات اللازمة.

* لماذا تمنح مصر كل هذا النفوذ للإمارات في موانئها؟

وقّعت مجموعة موانئ أبوظبي الإماراتية اتفاقًا مثيرًا للجدل مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتطوير وتشغيل منطقة كيزاد الصناعية واللوجستية شرق بورسعيد، على مساحة تقارب 20 كيلومترًا مربعًا عند مدخل أحد أهم الممرات المائية عالميًا، قناة السويس.

ينص العقد، وهو اتفاق استخدام أرض لمدة 50 عامًا قابل للتجديد، على استثمارات إماراتية مخططة بقيمة 120 مليون دولار في مرحلته الأولى، تُخصص للبحوث التسويقية والفنية والتنمية الأولية. ويمنح الاتفاق مصر 15% من الإيرادات، دون احتسابها من صافي الأرباح، ما أثار تساؤلات بشأن جدوى الاتفاق وأبعاده السيادية والاقتصادية، خصوصًا في ظل تنامي نفوذ الإمارات في موانئ مصر خلال العقدين الماضيين.

تسيطر شركة “موانئ دبي العالمية” على 90% من ميناء العين السخنة، و32% من ميناء الإسكندرية، و49% من عدة مشروعات تابعة لهيئة قناة السويس. كما وسعت نفوذها في موانئ دمياط وسفاجا، والموانئ الجافة مثل العاشر من رمضان، وسط اتهامات بتعمد إهمال تطوير هذه الموانئ لصالح المناطق الحرة الإماراتية، خاصة ميناء جبل علي. فعلى سبيل المثال، لم يشهد ميناء العين السخنة أي تطوير جوهري منذ 25 عامًا، رغم التخطيط لاستيعاب 5 ملايين حاوية، بينما ظل الحد الأقصى الفعلي 250 ألف حاوية فقط.

في هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي أحمد خزايم أن منح منطقة استراتيجية حيوية لشريك أجنبي دون طرح دولي يناقض مفاهيم السيادة ويهدر فرصة اقتصادية ضخمة. وصرّح لـ”العربي الجديد” أن المناقصة الدولية كانت قد تجلب أكثر من 40 مليار دولار على مدى عمر المشروع، مشيرًا إلى أن نسبة الـ15% غير واضحة الأساس، ما يفتح الباب أمام التلاعب عبر إنشاء شركات فرعية وتعديل الحسابات المالية.

ويخشى خزايم من أن تُستخدم المنطقة الجديدة لدعم موقع جبل علي الإماراتي على حساب الموانئ المصرية، خصوصًا على البحر الأحمر والمتوسط. وتتداخل هذه المخاوف مع ضغوط أمريكية لمنع الصين من دخول ميناء العين السخنة، وإيقاف مشروع المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، ما يثير شكوكا حول تدخلات خارجية تقيد الشركاء غير المرغوب فيهم أمريكيًا.

على الجانب القانوني، أعرب أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أحمد زكرا الله، عن قلقه من غياب الشفافية في تفاصيل العقد، الذي لم يُعرض على البرلمان، ولا يمكن الطعن فيه أمام القضاء بسبب قوانين جديدة تحصّن هذه الاتفاقيات. وتساءل عن غياب أي بنود تلزم المستثمر بتنفيذ تعهداته ضمن جداول زمنية واضحة، كما انتقد منح المشروع للإمارات دون منافسة، متسائلًا عن أسباب استبعاد عروض محتملة من الصين أو فرنسا.

في المقابل، رأى الخبير الاقتصادي طارق متولي أن المشروع يحمل مكاسب مهمة لمصر في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، مشيرًا إلى أن الاستثمار الإماراتي سيوفر آلاف الوظائف، إلى جانب الضرائب والتأمينات. لكنه شدد على ضرورة فرض رقابة صارمة لضمان تنفيذ الوعود، وحماية حقوق الدولة عبر آليات شفافة وتحديد مراحل واضحة للعوائد والتنفيذ.

أما في ما يخص الأمن القومي، فقلّل الخبير الاستراتيجي العقيد حاتم صابر من حجم القلق، مؤكدًا أن الأرض مصرية بالكامل، وأن العقد قائم على حق الانتفاع لا التمليك. ولفت إلى أن السيادة المصرية على قناة السويس مصونة دستوريًا وقانونيًا، نافيا أي تأثير فعلي للمشروع على هذه السيادة.

كما استبعد صابر نجاح الممر الاقتصاديالهند-الشرق الأوسط-أوروبا” الذي تدعمه الإمارات، موضحًا أن تفريغ سفينة واحدة فيه يتطلب 300 شاحنة، ما يجعله خيارًا غير عملي ولا اقتصادي مقارنة بقناة السويس.

* محمد حمودة يكشف تفاصيل عن سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي

المحامي محمد حمودة يكشف تفاصيل سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي، مشيرًا إلى تلاعبات مالية وتحويل أموال وأملاك لبناتها. يثير ذلك قلقًا حول حالتها الصحية واستغلالها، ويطالب بحماية حقوقها وتراثها من التلاعب، داعيًا لتحقيق قانوني لحماية ممتلكاتها.

  • ما هي تفاصيل سرقة فيلا الدكتورة نوال؟
  • كيف تم تحويل الأموال باسم بناتها؟
  • ما هي الخطوات القانونية لحماية نوال الدجوي؟

كما كشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بقضية سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي، إحدى رائدات التعليم في مصر، والتي توفيت مؤخرًا بعد صراع مع المرض. وقد أثارت الواقعة جدلًا واسعًا بعدما تبيّن وجود تلاعبات مالية وتحويلات مشبوهة طالت ممتلكاتها، وسط مطالبات قانونية وشعبية بحماية إرثها من الاستغلال.

كاميرات المراقبة ترصد المتورطين

بحسب ما ورد في الفيديو الذي نُشر عبر منصة “Monica”، أظهرت كاميرات المراقبة تحركات غريبة لأشخاص مشتبه بهم بالقرب من الفيلا الخاصة بالدكتورة الراحلة، مما يشير إلى أن السرقة كانت مخططًا لها وليست عشوائية.

وأكد حمودة أن هناك أدلة قوية على حدوث واقعة اختلاس واضحة، خاصة في ظل وجود تحويلات مالية غير مبررة تتعلق بمبالغ كبيرة من المال، تمّت قبيل وفاة الدكتورة نوال بفترة قصيرة.

من هي نوال الدجوي؟

الدكتورة نوال الدجوي، التي رحلت عن عالمنا منذ شهرين، كانت واحدة من أبرز رموز التعليم في مصر، واشتهرت بدورها الريادي في تطوير المؤسسات التعليمية الخاصة. نشأت في بيئة تربوية صارمة، وأثرت في أجيال متعددة من الطلاب وأفراد عائلتها، لا سيما أحفادها الذين اعتبرتهم امتدادًا لرسالتها.

وأشارت التحقيقات إلى أن حالتها الصحية كانت متدهورة في أيامها الأخيرة، ما قد يكون استُغل لتسهيل تمرير بعض المعاملات المالية المشبوهة.

تلاعب قانوني واختيار محامي غير مؤهل

انتقد المحامي محمد حمودة تعيين محامٍ شاب لمتابعة القضية، واعتبر أن ذلك ساهم في تأخير الإجراءات وكشف الحقيقة. ولفت إلى أن مكتب “بسيوني معتوق” الذي كُلّف في البداية، على الرغم من سمعته الممتازة في القضايا التجارية، لا يملك الخبرة الكافية في الملفات الأسرية والجنائية المعقدة مثل هذه.

ثروة ضخمة واكتشافات صادمة

أحد أكثر جوانب القضية إثارة هو اكتشاف الورثة لحجم الثروة التي كانت تمتلكها الدكتورة نوال بعد وفاتها، والتي تشمل عقارات وأموال نقدية ضخمة. وقد تبيّن أن شيكًا مصرفيًا سُحب دون علمها أثناء مرضها، ما أثار شكوكًا حول وجود شبكة استغلال مالي داخلية.

نقل الأسهم وتحويلات إلى البنات

كشف حمودة عن نقل مفاجئ لعدد من الأسهم والأموال إلى بنات الدكتورة نوال، قبل وفاتها، كنوع من “الحماية المسبقة”، إلا أن هذه الإجراءات أثارت تساؤلات حول قانونيتها وتوقيتها.
وشدد على ضرورة تدخل الجهات الرقابية والقضائية للتحقيق في كيفية تمرير تلك التحويلات في ظروف غير واضحة.

دعوات لحماية الإرث ومحاسبة المتورطين

اختتم حمودة تصريحاته بمناشدة الدولة ومؤسساتها القضائية بالتحرك السريع لحماية إرث الدكتورة نوال من التلاعب، مطالبًا بمحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة، خاصة بعد تعيين نجلها أحمد في النيابة العامة، وهو ما قد يشكل تحولًا محوريًا في سير القضية.

خلاصة الحوار

قضية سرقة فيلا نوال الدجوي لم تعد مجرد جريمة جنائية، بل أصبحت رمزًا لصراع بين القيم والأطماع، بين الإرث التعليمي والاستغلال المالي. ومع تصاعد المطالبات بكشف الحقيقة، يترقّب الرأي العام نتائج التحقيقات التي قد تفتح الباب أمام قضايا مماثلة لطالما ظلت طيّ الكتمان.

 

* بعد تحقيق جزئي لمطالب الصيادين”مستقبل مصر” يستأنف الصيد في “البردويل”

استأنف صيادو بحيرة البردويل، اليوم، عمليات الصيد في البحيرة، بناء على قرار من جهاز مستقبل مصر، أمس، بعد إيقافه الصيد أسبوعًا، بسبب إضراب المئات من صيادي البحيرة، اعتراضًا على الاشتراطات المنظمة لموسم الصيد الحالي.

قرار «مستقبل مصر»، الذي يتولى إدارة البحيرة، بعودة الصيد، جاء بعد اجتماع، الأربعاء الماضي، مع ممثلين عن الصيادين، انتهى بالموافقة على بعض مطالب الصيادين، بحسب اثنين من صيادي البحيرة تحدثا إلى «مدى مصر»، وأكدا تلقي الصيادين وعودًا من إدارة البحيرة بدراسة بقية المطالب وإعلان النتائج في وقتٍ لاحق.

في بيانه لإعادة العمل، طالب «مستقبل مصر» جميع الصيادين بـ«الالتزام بكافة قوانين الصيد، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تصدر من خارج الصفحة».

وبحسب الصيادين الاثنين، طلبت إدارة البحيرة التواصل مع الصيادين مباشرة، دون وسطاء، سواء شيوخ قبائل أو رؤساء جمعيات الصيد، في محاولة لحل للأزمة، وهو ما استجاب له الصيادون بترشيح 50 اسمًا في البداية، ثم الاستقرار لاحقًا على عشرة منهم، التقوا بالإدارة الأربعاء الماضي.

«سهلوا لنا الأمور جامد»، هكذا وصف أحد الصيادين ما آلت إليه الأوضاع عقب الاجتماع، مشيرًا إلى أن التواصل المباشر بين الصيادين والإدارة من دون وسطاء أحد أكبر مكاسب الإضراب.

من بين مطالب مختلفة طالب بها الصيادون، وافقت الإدارة على السماح بالصيد بداية من الجمعة وحتى الأربعاء أسبوعيًا، مع السماح للصياد بالحضور إلى المرسى خلال أي يوم لمباشرة عملية الصيد، على عكس ما كان يحدث قبل الإضراب، «الصياد اللي مابيروحش المرسى يوم السبت يُمنع من الصيد باقي الأسبوع» بحسب الصيادين.

كما سمحت الإدارة باستخدام «الشانشولة العائم» في الصيد، وهي إحدى وسائل الصيد التي تكون فتحات الشباك فيها صغيرة، بما يسمح بصيد الأسماك الأصغر حجمًا، وهو أحد مطالب الصيادين التي دخلوا في الإضراب بسببها.

وأعلن «مستقبل مصر» عبر صفحة بحيرة البردويل، أمس، «التصريح بغزل الشانشولة العائم المعدلة ماجة 19 من أعلى وفتحة العين 32 مم من أسفل»، بداية من اليوم، مؤكدًا أن القرار يأتي «حرصًا على تسهيل سبل الصيد في البحيرة بما يتوافق مع قوانين الصيد المدرجة وبعد تجربة عملية للغزل».

الصيادون أكدوا لـ«مدى مصر» أن الإدارة أجرت اختبارًا على الصيد بـ«الشانشولة»، بمشاركة صيادين وخبراء من مركز أبحاث البحيرة، حيث تم إلقاء الشباك في منطقة معروف كثرة «أسماك الزريعة» المحظور صيدها، بداخلها، وبعد ساعة سُحبت الشباك التي أخرجت سمكة «السيجان» فقط، دون اصطياد الزريعة.

أحد الصيادين أوضح لـ«مدى مصر» أن السماح بصيد «الشانشولة» سوف يُتيح صيد أنواع مختلفة من الجمبري و«السيجان» و«الدهبانة» و«الشخروم»، بما سوف يزيد من إنتاج البحيرة، ويدر ربحًا على الصياد.

وكان «مستقبل مصر» أوقف الصيد في بحيرة البردويل «حتى إشعار آخر» السبت الماضي، ردًا على قرار الصيادين بالتوقف عن العمل احتجاجًا على شروط جديدة للصيد وضعتها إدارة البحيرة مع بدء الموسم الحالي في 25 أبريل الماضي، الذي يعتبر الأول تحت إدارة جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الذي أُسندت إليه عملية الإدارة، نهاية العام الماضي.

وتسببت اشتراطات الإدارة الجديدة في انخفاض حصيلة الصيد، بحسب صيادين، بالإضافة إلى تدخل الجهاز في عملية بيع الأسماك ورفع قيمة «الفاتورة» (الرسوم التي يتحصل عليها الجهاز نظير كل كيلو)، في ظل ورود معلومات للصيادين عن نية الجهاز جلب صيادين من محافظات أخرى، وتسليمهم مراكب، والسماح لهم بالصيد، بما يرونه تهديدًا لاستمرار عمل صيادي البحيرة الأصليين.

وتمثلت مطالب الصيادين في السماح باستخدام شباك لها فتحات بمقاس أصغر تسمح بصيد الجمبري والأسماك متوسطة الحجم، بدلًا من الشباك التي لها فتحات كبيرة وحددها الجهاز كشرط للصيد في البحيرة، بالإضافة إلى مراجعة قيمة «الفواتير» وخصوصًا المفروضة على الكابوريا، وعدم تدخل الجهاز في عمليات البيع والشراء بين الصيادين والتجار، والاكتفاء بتحصيل «الفواتير»، والسماح للصيد بجوار البواغيز (مداخل مياه البحر للبحيرة) على مسافة 500 متر، وعدم نزول أي مركب خاص بجهاز «مستقبل مصر» حتى لو تم تسليمه لصيادين مدنيين.

أحد الصيادين الاثنين اللذين تحدثا لـ«مدى مصر»، قال: «الصياد مش ضد الإدارة أو الجهاز، كل ما نحتاجه المسؤولين تسمع مطالبنا ونحاول نلاقي مساحة للنقاش»، وأضاف «أول ما الشيء ده حصل احنا استجبنا وقررنا ناخذ خطوة للخلف، خصوصًا أن الجهاز كان أبلغ بشكل غير مباشرة اتخاذ إجراءات قانونية ضد 35 صياد شايف إنهم وراء فكرة الإضراب».

خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع مدينة «مستقبل مصر الصناعية»، الأربعاء الماضي، تحدث عبد الفتاح السيسي في أثناء عرض قدمه مدير الجهاز، بهاء الغنام، حول بحيرة البردويل، قائلًا إن «الهدف مش المنع أو الخسارة، عايزك (الصياد) تصبر معايا سنة أو سنتين، طول ما بنستخدمش سبل صيد جيدة، وما بنستخدمش أساليب علمية في التنمية، هيفضل دخل الصياد محدود».

وأشار السيسي إلى أن فقدان السيطرة على البحيرات أدى إلى تراجع الإنتاج، وبالتالي انخفاض أرباح الصيادين، داعيًا المواطنين والصيادين والمسؤولين إلى التعاون مع الدولة.

*عزوف المصريين عن التصالح في مخالفات البناء

عزف كثير من المصريين، التصالح في مخالفات البناء، لعدة عوامل يأتي في مقدمتها، عدم وضوح خريطة الحيازات العمرانية، كما يفقد المصريين الثقة في نماذج التصالح من الناحية القانونية، خاصة نموذج 10.

وبحسب موقع “العربي الجديد”، قال رئيس لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب، أحمد السجيني، إن أعداد المتقدمين للتصالح في مخالفات البناء، جاءت دون التوقعات.

وأرجع ذلك إلى عدة عوامل، على رأسها “استمرار عدم وضوح خريطة الحيازات العمرانية حتى الآن”، ما يترك المواطنين في حالة ارتباك بشأن قانونية تصالحهم من عدمه.

وأضاف السجيني، في تصريحات إعلامية، أن “تسوية الملفات القديمة بشكل حاسم هو المحفز الأساسي الذي يشجع المواطنين على التصالح”، موضحاً أن كثيراً من الطلبات السابقة لم تُحسم، إما بسبب التعقيدات، وإما بفقدان الثقة في صدور نموذج 10 الذي يعد موافقة نهائية من السلطة المختصة على تقنين أوضاع المخالفين.

وتابع التقرير، أن الجدل في الأوساط المصرية، يزداد بعد قرار مد العمل بقانون التصالح على مخالفات البناء والعقارات وتقنين أوضاعها للمرة الثالثة على التوالي، رغم تزايد الانتقادات لعقبات تطبيقه، وتراجع نسبة إقبال المخالفين على تقديم طلبات التصالح إلى الجهة الإدارية المختصة.

يهدف قانون التصالح في مخالفات البناء الذي صدر لأول مرة عام 2019 (رقم 17 لسنة 2019)، وعدلت نسخته الأولى أكثر من مرة إلى تقنين أوضاع البناء المخالف، ودعم خزينة الدولة من خلال الرسوم التي تُحصّل من التصالح، بما لا يقل عن 50 جنيهاً عن كل متر مسطح، و2500 جنيه للمتر بحد أقصى، فضلاً عن ضبط النمو العمراني غير المخطط (الدولار = نحو 49.8 جنيهاً).

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية بأن الإجراءات أصبحت “أيسر”، وهذا التمديد “فرصة إضافية”، اصطدمت تلك الأهداف الطموحة بواقع ميداني مشحون بالتعقيد والتشكيك، وظلت أرقام الإقبال محبطة ودون التوقعات، حيث لم يتقدم سوى 665 ألف طلب فقط من بين 2.9 مليون مخالف.

فاعلية القوانين والتشريعات

ويأتي عزوف المواطنين وعدم استجابتهم لقانون من المفترض أنه في صالحهم ليثير تساؤلات حول مدى فاعلية تلك التشريعات، وجدواها، والأهم من ذلك: مدى قدرتها على كسب ثقة المواطن المصري.

من البحيرة (شمال)، تروي عبير محمد، مدرسة، أنها ترددت كثيراً قبل تقديم طلب التصالح بسبب تجربة سلبية لوالدها الذي قدم أوراقاً ثبوتية لمنزله منذ 2020، ولم يحصل إلا على إيصالات الدفع للأموال التي قدمها لخزينة الدولة من دون أن يحصل على أي تسوية أو تغيير موقفه القانوني.

تقول عبير محمد: “كلما سألت عن مصير المصالحة، أخبرنا المسؤولون بأن الأمر ما زال حبيس الأدراج، وتتساءل: هل أكرر نفس التجربة؟“.

أما أحمد جمال، من الإسكندرية (شمال)، فيقول: “ذهبت أتصالح على شقة فوق بيت والدي.. فقالوا لي إنه يجب أن أُحضر خريطة مساحية وموافقة نقابة المهندسين واستشارياً، فقلت لنفسي إنني أسكن منذ 10 سنوات بدون أي أزمات فما الذي يدفعني إلى خوض غمار هذه الإجراءات المريرة؟“.

وتتفق معه أميرة إبراهيم، من سكان وسط الإسكندرية، قائلة: “في منطقتي، أكثر من شخص دفعوا رسوم التصالح، ومع ذلك لم يحصل أي منهم على شهادة نهائية. وطالبت بمنح مزيد من التسهيلات في سداد الغرامات“.

استمرار بقاء ملايين العقارات خارج الإطار القانوني الرسمي له تداعيات خطيرة على الاستثمار والاستقرار، فلا يمكن بيع أو تمويل العقارات المخالفة بسهولة، وتبقى عرضة للإزالة أو النزاعات القضائية، كما يحرم أصحابها من الخدمات أو تراخيص التشغيل”، كما يقول النائب البرلماني والرئيس الأسبق للجنة الإسكان في المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية، حسن خير الله، في معرض رده على استفسار حول ما الذي يدفع المواطن إلى الاستجابة لدعوات التصالح على مخالفات البناء؟

يؤكد خير الله، أن ضعف إقبال المواطنين لتقنين أوضاع البناءات المخالفة التي تقدر بالملايين يضرب أحد مصادر التمويل المحلي، ويعكس فشلاً في دمج الاقتصاد الموازي في المنظومة الرسمية.

وأوضح أن فشل القانون في تحقيق أهدافه لا يرجع فقط إلى التعقيد الإداري، بل إلى “فجوة عميقة في الثقة بين المواطن والدولة“.

ويقول: “منذ قانون 2019، دفع كثيرون آلاف الجنيهات على أمل التسوية، لكنهم لم يحصلوا على شيء. هذه التجربة جعلت الناس يرون التصالح أداة للجباية لا للتنظيم“.

وحمّل خير الله مسؤولية الإخفاق إلى الجهات التنفيذية نتيجة الاعتماد على البيروقراطية المحلية، مؤكداً أن هناك تسرعاً في إعلان نجاح القانون من دون حسم حقيقي للملفات القديمة، ومن دون شرح كافٍ للمواطنين، وطالب بإنشاء وحدات مستقلة لإدارة ملف التصالح بتكنولوجيا حديثة.

يرى الخبير الهندسي ومدير إحدى شركات التطوير العقاري، محمود بسيوني، أنه على الرغم من محاولة الدولة الدفع برسائل طمأنة للمواطنين، وتشديده على “جدية الدولة”، بعد أن خفّضت الرسوم، وبسّطت الإجراءات قدر المستطاع، لا يزال الأثر العملي محدوداً.

ويضيف بسيوني: لا يكفي تعديل القوانين أو مدّ المهل الزمنية إذا ظلت الثقة مفقودة والإجراءات مرهقة، فالتصالح في نهاية المطاف، لا يتعلق فقط بمخالفات بناء، بل بمشكلة أعمق في العلاقة بين الحكومة والمواطنين الذين وجدوا أنفسهم أمام قرارات واشتراطات متغيرة.

وتابع: الخطوة القادمة يجب أن تشمل ضمانات رسمية لحسم ملفات التصالح السابقة قبل قبول أي طلبات جديدة، ونشر معايير القبول والرفض بوضوح، ورقمنة الإجراءات بالكامل وتقليل التعامل الورقي، وتخفيض الرسوم وربطها بمستوى دخل المتصالح، وإشراك منظمات المجتمع المدني في حملات التوعية والثقة

* ارتفاع سعر طن الأسمدة 500 جنيه والمصانع تخفض الإنتاج بنسبة 30%

أكد مصدر مسؤول في قطاع الأسمدة أن شركتي موبكو وأبو قير للأسمدة قررتا خفض إنتاجهما بنسبة تصل إلى 30 في المئة منذ بداية شهر مايو بسبب تقليص كميات الغاز الطبيعي الموردة إلى المصانع الأمر الذي تسبب في قفزة واضحة في أسعار الأسمدة

أشار إلى أن سعر الطن ارتفع بمقدار 500 جنيه منذ بداية مايو نتيجة هذا الانخفاض المفاجئ في الإنتاج موضحًا أن هذا الارتفاع جاء بعد إخطار حكومي رسمي بوقف كامل لإمدادات الغاز الطبيعي بنسبة 100 في المئة لمدة أسبوعين اعتبارًا من 18 مايو بسبب أعمال صيانة في أحد خطوط تصدير الغاز الإسرائيلي

لفت إلى أن هذا القرار أجبر الشركات الكبرى على تقليص الطاقة التشغيلية إلى الحد الأدنى مما تسبب في انكماش حجم المعروض بالسوق المحلي ورفع التكلفة على المزارعين وعلى شركات التوزيع بشكل ملحوظ

أوضح أن مصر استأنفت استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل في عام 2020 بعقد قيمته 15 مليار دولار بعد أن كانت قد أعلنت الاكتفاء الذاتي في عام 2019 لكن عودة الاستيراد جاءت نتيجة تراجع إنتاج الحقول المحلية

صرح بأن عدداً من المصانع الحكومية توقفت كليًا عن العمل خلال فترة قطع الغاز وستبدأ في تنفيذ خطط الصيانة السنوية في محاولة لتقليل الخسائر الناجمة عن التوقف الإجباري

أضاف أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل مباشر على السوق التصديرية التي تعتمد بشكل كبير على منتجات شركتي موبكو وأبو قير كما ستنعكس على الأسعار العالمية للأسمدة في ظل التوترات الإقليمية وارتفاع الطلب العالمي

أشار إلى أن الأزمة جاءت في توقيت حساس حيث يزداد الطلب المحلي على الأسمدة خلال موسم الزراعة الصيفي مما سيتسبب في ضغوط إضافية على السوق المحلي

نبه إلى أن استمرار خفض الإمدادات سيؤدي إلى موجة جديدة من الزيادات السعرية وقد يعطل سلاسل التوريد الداخلية ويضعف قدرة الشركات المصرية على الالتزام بتعاقداتها الدولية في مجال تصدير الأسمدة

طالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإيجاد بدائل سريعة تعوض النقص في الغاز وتوفر الحد الأدنى لتشغيل المصانع الحيوية تجنبًا لتفاقم الأزمة خلال الأشهر القادمة

غموض الذمة المالية للسيسي فساد أم حماية مصالح؟ السيسي يعيد تدوير الفشل مشروع البتلو والبورصة السلعية نموذجًا .. الخميس 22 مايو 2025م.. لندن تدين مصريًا بالسجن 25 عامًا لتهريب آلاف المهاجرين

غموض الذمة المالية للسيسي فساد أم حماية مصالح؟ السيسي يعيد تدوير الفشل مشروع البتلو والبورصة السلعية نموذجًا .. الخميس 22 مايو 2025م.. لندن تدين مصريًا بالسجن 25 عامًا لتهريب آلاف المهاجرين

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* استمرار الاعتقال التعسفي وحملات التغريب ورسالة من زوجة د. البلتاجي وإخفاء شيماء وسلمى

كشفت حركة نساء ضد الانقلاب عن استمرار الإخفاء القسري للشابتين سلمى عبد المجيد وشيماء طه، وهما شابتان فقدتا أمهاتهما، وهما الآن مخفيتان قسرًا منذ 3 نوفمبر 2024 بلا تهمة ولا محاكمة، وهو ما يعني 197 يوما في المجهول في بلد يُلاحق حتى اليتيمات، بحسب الحركة.

وسلمى عبد المجيد (28 عامًا) وشيماء طه (29 عامًا)  وسلمى والدها وأخيها معتقلان منذ سنوات، وفقدت والدتها، وشيماء والدها محكوم بـ 32 عامًا.

ومن جديد حالات الإخفاء القسري ظهور المعتقلين؛ شحاتة محمد إبراهيم، وشهرته شحاتة غيّاتي، من قرية شرشيمة، مركز ههيا، وذلك بعد اختفاء قسري دام 25 يومًا، ومحمد علي محمود، من قرية إنشاص الرمل، مركز بلبيس، وذلك بعد اختفاء قسري دام 110 أيام، وبعد التحقيق معهما في نيابة الزقازيق الكلية، قررت حبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعهما قسم ثاني شرطة الزقازيق.

كما ظهر المعتقلان سمير عبد العظيم من أبو حماد وعبد الله الرفاعي من الزقازيق-محافظة الشرقية، بعد تعرضهما للاختفاء القسري لمدة 25 يومًا، وقررت النيابة حبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعهما مركز شرطة أبو حماد.

وظهر المواطن شعبان حامد، من قرية العراقي – مركز أبو حماد، أمام نيابة الزقازيق الكلية، وذلك بعد تعرضه للإخفاء القسري لمدة 25 يومًا.

وقررت النيابة حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه مركز شرطة أبو حماد.

وعلى ذكر مركز شرطة أبو حماد قال مصدر حقوقي: إنه “خلال اليومين الماضيين ومع افتتاح مركز الشرطة حماد الجديد، نقلت أجهزة السلطة 60 معتقلًا من قسم شرطة القرين إلى المركز الجديد”.

وعن ظهور المختفين قسرياً قالت “مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان” في تقرير منشور: إنه “في تطوّر يعيد تسليط الضوء على ملف الإخفاء القسري والانتهاكات المرتبطة به، قررت نيابة أمن الدولة العليا، حبس 52 مواطناً لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق، بعد ظهورهم للمرة الأولى إثر فترات متفاوتة من الإخفاء القسري”.
وأشارت إلى أنه “من بين المحبوسين فتاة وأربعة شبان من معتنقي الديانة المسيحية، وُجهت إليهم اتهامات بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين”. 

وأضافت “جاء عرض المتهمين على النيابة بعد أسابيع وشهور من الغياب القسري دون تمكين ذويهم من التواصل معهم أو معرفة أماكن احتجازهم، كما لم يُتح لهم التواصل الفعلي مع محامين قبل جلسات التحقيق، مما يثير تساؤلات حول مدى الالتزام بضمانات الدفاع والعدالة الإجرائية المنصوص عليها قانوناً”.

وأوضحت المنظمة أن الاتهامات الموجهة إليهم شملت: “الانضمام إلى جماعة إرهابية”، “بث ونشر أخبار كاذبة”، “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، “الترويج لأفكار تحض على العنف”، و”التمويل” لافتة إلى أنهااتهامات نمطية تتكرر في قضايا الرأي ذات الطابع السياسي، وغالباً ما تُستخدم في ظل غياب أدلة ملموسة، ومن دون استيفاء الحد الأدنى من معايير المحاكمة العادلة التي تنص عليها المواثيق الدولية“.

ترحيلات

وشهدت الشرقية استمرار سياسة تغريب المعتقلين إلى سجون بعيدة عن المحافظة، وإلى سجن برج العرب رحلت الأجهزة 5 معتقلين من قسم شرطة أول الزقازيق إلى سجن برج العرب، وهم:

أحمد إسماعيل وأحمد رضا  ومحمد وجيه ومجدي السيد زين، ومعتقل آخر لم يتوصل المحامي لاسمه.

وإلى سجن دمنهور، رحّلت الأجهزة الأمنية 6 معتقلين من قسم شرطة ثان الزقازيق إلى سجن دمنهور، وهم؛ محمد عبد الواحد عبد ربه – الزقازيق،  وثروت توفيق محمد – الإبراهيمية،  وأحمد إسماعيل أحمد خليل – أبو كبير، وشكري عبد الحليم قورة – بلبيس، وجهاد الإسلام حسن البنا – كفر صقر، وتوفيق غريب علي غريب – الحسينية.

وإلى سجن وادي النطرون، رحّلت الأجهزة الأمنية، 5 معتقلين من قسم شرطة ثان الزقازيق إلى سجن وادي النطرون، وهم؛ عبد الله السيد عبد الفتاح، ورأفت فاروق عبد الحميد – منيا القمح، ورمضان حسن محمد – العاشر من رمضان، وناصر يوسف محمد – بلبيس، وحمدي زكي دحروج – بلبيس.

وإلى سجن جمصة، رحّلت الأجهزة الأمنية 16 معتقلاً من مراكز شرطة الزقازيق وبلبيس وديرب نجم، بالإضافة إلى قسم شرطة ثان الزقازيق، وهم على النحو التالي:

أولًا: عدد 2 معتقل من مركز شرطة الزقازيق:

  1. سامي إسماعيل محمد عبد السميع
  2. محمد السيد أحمد عبد المقصود

ثانيًا: عدد 9 معتقلين من مركز شرطة بلبيس:

  1. إبراهيم محمد إبراهيم الكردي
  2. أحمد محمد محمد عبد الكريم
  3. عمار عدنان أبو العلا
  4. أمير طه محمد أمير الدولة
  5. محمد السيد عبد الحميد
  6. مصطفى محمد محمد عبد الكريم
  7. إسلام عمرو إبراهيم نوارة
  8. عماد سعد حسنين
  9. سليمان حافظ

ثالثًا: عدد 4 معتقلين من مركز شرطة ديرب نجم:

  1. عبد السلام جمال الدين
  2. السيد نصر الدين
  3. محمد خيري يوسف
  4. محمود أحمد محمد محمود

رابعًا: معتقل واحد من قسم شرطة ثاني الزقازيق:

  • عبد الحميد سعيد مصطفى سلامة – أبو كبير (من المحضر المجمع رقم 165 لسنة 2025، قسم ثان الزقازيق)

اعتقال وتدوير

كما لا تتوقف أجهزة أمن الانقلاب، عن حملات الاعتقال التعسفي فمن العاشر من رمضان ، اعتقلت الأجهزة المواطن “شعبان عشري عبد المنعم” وبعد التحقيق معه بنيابة قسم ثان العاشر، قررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه بمعسكر قوات الأمن بمدينة العاشر من رمضان.

وأمام نيابة الزقازيق الكلية دورت المعتقل “أحمد رضوان” من مشتول السوق، بعد تحقيق روتيني وقررت حبسه مجددا 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه قسم شرطة مشتول السوق.

رسالة أ. سناء عبدالجواد

وتداول ناشطون على منصات “التواصل”، رسالة من أ. سناء عبدالجواد زوجة الدكتور محمد البلتاجي والشاب أنس البلتاجي قالت في رسالتها:
“زوجي الغالي وابني الحبيب وكل المعتقلين، حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن حرمونا منكم.. ١٣ سنة ..كيف مرت ؟

وكأنّ السجون أصبحت مكانكم، وكأنّ غيابكم عنا وعن الحياة كلية أصبح شيئا عاديا، من بعد بيوت دافئة وحياة كلها عمل وحركة، لكنها أقدار الله كتبها لكم.

ما أنتم فيه كانصهار الذهب ليكون خالصا من أي شائبة، فتزدادوا إخلاصا لله وترقي نفوسكم إلى المعالي، ونحن نتصبر بالله ونحسن الظن به وننتظر يوما محددا في علمه سبحانه، نستكمل فيه ما قدره الله لنا، سيأتي قريبا إن شاء محفوفا بالأجر والقبول، لنسعد بصحبتكم من جديد ، نستعين بالله فما تعلّق أحد به إلا قواه ، وما تعلّق به مظلوم إلا نجاه ، وهذه السنين التي قضيتموها ظلما تتزودون أنتم فيها بالتقوى ساعة بعد ساعة، ومن ظلمكم  يحملون فيها الأوزار  ساعة بعد ساعة ، ما يطمئننا أن الظالمين تحت إحاطته، وأنتم يا أعزة في رحمته وولايته، اللهم ردهم إلينا ردا جميلا.

*سجون الانقلاب على خطى “الصهاينة”: هل يُسمح للمعتقلين بإنجاب جيل جديد من المعارضين؟

في مشهد يعيد إلى الأذهان ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، تواصل سلطات الانقلاب العسكرى فى مصر ، فرض قيود قمعية صارمة على المعتقلين السياسيين، الذين يُقدّر عددهم بعشرات الآلاف. هؤلاء المحتجزون في سجون السفاح المنقلب  السيسي، كما في عهد الطاغية الراحل  عبد الناصر، لا يُتوقع إطلاق سراحهم إلا برحيل النظام نفسه، وسط حرمان ممنهج من أبسط الحقوق الإنسانية، كزيارة الأسرة التي لا تتجاوز عشر دقائق وتتم تحت رقابة أمنية مشددة.

توصية قضائية غير مسبوقة: حق المعتقل في الإنجاب

في سابقة قضائية وُصفت بـ”التاريخية”، أوصت هيئة مفوضي الدولة بمحكمة القضاء الإداري بأحقية زوجة معتقل سياسي في الإنجاب من زوجها المسجون عبر الحقن المجهري، وعلى نفقتها الخاصة، داخل مركز طبي معتمد. التقرير صدر في أبريل/نيسان 2025، ضمن الدعوى رقم 41283 لسنة 79 ق، التي أقامتها زوجة معتقل يقضي عقوبة بالسجن المشدد 15 عامًا في مركز إصلاح وتأهيل بمحافظة المنيا.

وأكدت الهيئة أن الحق في تكوين أسرة لا يسقط بالسجن، مستندة إلى الدستور المصري الذي ينص على أن “الأسرة أساس المجتمع”، إضافة إلى الاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها “العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية”، و”قواعد نيلسون مانديلا” الخاصة بمعاملة السجناء.

استشهاد بحكم أوروبي نادر

للمرة الأولى، ضمّنت الهيئة استشهادًا بحكم صادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضية “ديكسون ضد المملكة المتحدة”، التي أقرت بحق السجناء في التلقيح الصناعي، واعتبرت حرمانهم منه انتهاكًا لحقهم في الحياة الأسرية.

هل يجرؤ النظام على السماح بوجود جيل جديد من المعارضين؟

ورغم التوصية القانونية، يثير الموقف تساؤلات أعمق حول نوايا النظام المصري. يقول خلف بيومي، مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، إن “الحديث عن الإنجاب يجب أن يُسبق بالتذكير بأن المعتقلين محرومون حتى من أبسط حقوقهم، مثل الزيارة”. مضيفًا: “نتساءل بوضوح: هل يسمح نظام يصفي معارضيه جسديًا ونفسيًا بأن يكون لهم نسل؟ لا أعتقد ذلك.”

بيومي اعتبر أن التقرير يمثل تهديدًا صامتًا لمنظومة القمع، لأنه يعيد إلى الضحايا شيئًا مما سُلب منهم، مشددًا على أن مئات المعتقلين لا يزالون محرومين من زيارة ذويهم، فكيف يمكن تخيل قبول النظام بفكرة الإنجاب؟

جرح نفسي عميق في وجدان المجتمع

ومن زاوية نفسية، علّقت د. نهى قاسم، أخصائية الطب النفسي، بأن القرار يعكس عمق الجرح المجتمعي الناتج عن سياسات الاعتقال السياسي المستمرة منذ أكثر من 13 عامًا. وقالت في حديث لـ”عربي21″: “الأصل أن نسعى لخروج المعتقلين لأن السجن ليس مكانهم الطبيعي، لكن إذا لم يتحقق ذلك، فعلى الأقل ينبغي ترك مساحة للأسرة كي تختار، دون فرض إجابة واحدة على الجميع“.

استمرار القمع.. وحق مؤجل بالكرامة

ورغم أن التوصية القضائية تبدو خطوة متقدمة على الورق، إلا أن التنفيذ على أرض الواقع مرهون بإرادة سياسية لا تبدو راغبة في التراجع عن نهج البطش. ويظل السؤال مفتوحًا: هل سيبقى الحق في الإنجاب مجرد بند في تقارير الهيئات القضائية، أم أنه سيتحول إلى كابوس جديد تخشاه الأجهزة الأمنية التي لا تريد أن ترى أبناء المعتقلين يكبرون في مجتمع لا يزال يرزح تحت الظلم نفسه؟

* الحكم الغيابي الأخير بحق السياسي هشام قاسم يكرس لنمط متصاعد من القمع العابر للحدود للمعارضين بالخارج

تُدين المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه الحكم الغيابي الصادر في 14 مايو 2025 عن محكمة الجنح الاقتصادية بالقاهرة، بحبس الناشر والمعارض السياسي هشام قاسم، لمدة ستة أشهر مع الشغل، وغرامة عشرين ألف جنيه. وذلك على خلفية اتهامات بالسب والقذف والإزعاج، في القضية المرفوعة ضده من وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة؛ ناهد عشري.

كان هشام قاسم قد أُدين في سبتمبر/أيلول 2023 في قضية أخرى تتعلق بالمنشور نفسه موضوع الاتهام في القضية الصادر فيها الحكم مؤخرًا، والذي انتقد فيه الوزيرين السابقين كمال أبو عيطة وناهد عشري. وقد نفذ بالفعل حكمًا بالسجن  لمدة ستة أشهر، في محاكمة أثارت انتقادات حقوقية واسعة بسبب ما شابها من انتهاكات لحقه في الدفاع والمحاكمة العادلة، فضلاً عن حرمان محاميه من الاطلاع على ملف القضية ومنع الدبلوماسيين والصحفيين من حضور جلساتها. وقد خاض قاسم وقتها إضرابًا عن الطعام استمر 20 يومًا احتجاجًا على حبسه. علمًا بأن القبض على قاسم في 20 أغسطس/أب 2023، جاء بعد أسابيع من مشاركته في تأسيسالتيار الحر، وهو ائتلاف ضم عددًا من الأحزاب والشخصيات السياسية الليبرالية. وبحسب بيان صادر عن التيار، الذي أعلن لاحقًا تعليق نشاطه السياسي احتجاجًا على الحكم، كان يُنظر لقاسم كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية المرتقبة وقتها، الأمر الذي يسلط الضوء على الطابع السياسي الواضح لملاحقته.

أن الملاحقات القضائية المتكررة لهشام قاسم، وصدور أحكام متتالية بحقه في قضايا تتعلق بتعبيره السلمي عن الرأي، يكشف تصعيدًا خطيرًا في حملة السلطات المصرية المستمرة لإسكات الأصوات الناقدة ومعاقبة المعارضة السياسية. والقضية الأخيرة تؤكد مجددًا كيف تُستخدم قوانين مثل”السب والقذف”، إلى جانب نصوص قانونية فضفاضة مثل “الإزعاج، كأدوات لقمع حرية التعبير وتكميم الخطاب السياسي، حتى عندما يقتصر الأمر على انتقادات منشورة عبر الإنترنت. وتعتبر المنظمات أن استخدام هذه الاتهامات المطاطة يأتي كمحاولة لإثناء قاسم وغيره عن طرح القضايا الاقتصادية والسياسية الشائكة؛ التي تتعلق بتدخل المؤسسة العسكرية في الاقتصاد وسيطرة الرئيس وأحزاب الموالاة على الساحة السياسية، وغياب أي مساحة للرقابة والمساءلة، الأمر الذي تسبب في تغول الفساد وغياب حكم القانون.

كما أن هذه الملاحقات القضائية تمثل بعدًا جديدًا في سياسة تكميم الأفواه، إذ تهدف إلى إرسال رسائل ترهيب لا تقتصر على الداخل المصري، بل تمتد إلى الجاليات والمنفيين والمعارضين في الخارج، ما يكرّس نمطًا متصاعدًا من القمع العابر للحدود. وقد سبق وحذرت المنظمات الحقوقية من تنامي هذا النمط من القمع في ظل تصاعد وتيرة الإحالات والقضايا المسيسة بحق المدافعين والسياسيين في الداخل والخارج.

ونحن إذ نؤكد أن الحكم الغيابي الصادر بحق هشام قاسم  لا يمثل إلا  امتدادًا لسياسات الترهيب والإقصاء بحق المعارضين السلميين في مصر، فإننا نطالب بـ:

  • إسقاط كافة التهم والأحكام الصادرة غيابيًا بحق هشام قاسم، ووقف الملاحقات القضائية ذات الطابع الانتقامي بحقه، وضمان أن أي إجراءات قانونية تُتخذ ضده لا تُستخدم كأداة للانتقام السياسي.
  • الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بسبب آرائهم السياسية وتعبيرهم السلمي، ووضع حد لسياسة توظيف القضاء كوسيلة لقمع المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
  • وقف توظيف القوانين الفضفاضة مثل؛ قانون مكافحة الإرهاب، وقانون التظاهر، وقانون العقوبات، وقانون التجمهر، وقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، للانتقام من النشطاء والمعارضين، وتعديلها لتتفق مع المعايير الدولية.
  • دعوة المجتمع الدولي، وخاصة شركاء مصر الدوليين، إلى الضغط على الحكومة المصرية من أجل احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتنفيذ التوصيات والقرارات الأممية ذات الصلة.  
  • ضمان عدم استغلال التعاون القضائي أو الأمني بين الدول المضيفة ومصر للإضرار بحقوق المعارضين المصريين في الخارج، وتوفير آليات حماية قانونية تضمن سلامتهم وحقوقهم في تلك الدول.

* شيخ الأزهر يطالب العالم بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل وقوع كارثة إنسانية

طالب شيخ الأزهر المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ المدنيين المحاصرين بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المساعدات الإنسانية الضرورية، وذلك عبر الصفحة الرسمية للأزهر الشريف.

يدين الأزهر الشريف، بأشد العبارات، استمرار الحصار الظالم الذي يحُول دون وصول الغذاء والدواء إلى ملايين المدنيين الأبرياء في غزة. وقد وصف هذا الوضع بالجريمة التاريخية الكبرى التي تنتهك كل المواثيق الدولية والديانات السماوية. وأكد شيخ الأزهر على ضرورة انتقال المجتمع الدولي من مرحلة “الكلام” إلى العمل الفعلي، من خلال ممارسة ضغط فعّال لفتح المعابر وتسهيل إدخال المساعدات.

وأضاف شيخ الأزهر أن النداءات التي يطلقها الاتحاد الأوروبي للمطالبة بإنهاء الحصار تشكل بصيص أمل، في ظل عالم يُغيب فيه الضمير الإنساني ويُستبدل بلغة المصالح السياسية. كما أدان الأزهر الاعتداء على وفد دبلوماسي يتكون من أكثر من 25 سفيرًا عربيًّا وأوروبيًّا أثناء زيارتهم جنين، مؤكدًا أن هذا الاعتداء يعد صفحة سوداء في تاريخ الاحتلال.

وقال شيخ الأزهر في ختام تصريحاته: “إن الإنسانية تقتضي التضامن الفعلي، ونحن نرفع صوتنا لدعوة الجميع لتحمل مسؤولياتهم والعمل من أجل رفع المعاناة عن أهل غزة.”

* حجب ميزانية برلمان السيسي صندوق أسود للفساد ورشوة مقننة لـ”النواب”

بعد ‏حجب مقنن لتفاصيل ميزانية “البرلمان” المصري التابع للعسكر، والمؤلف من قبل الأجهزة والهيئات السيادية والتي تبلغ في الإجمالي 4 مليارات جنيه في السنة، بحسب تسريبات، قال مراقبون إن ذلك باب واسع للفساد من خلال التحكم في قرارات النواب وتوجيه لأسئلتهم أمام من يدفع لهم وتقريب البعض منهم وإنزال الغضب على آخرين..

منصة (المجلس الثوري المصري) قالت “..الحسبة سهلة. كل نفر من ال596 عضو في برلمان السيسي واقف على شعب مصر اللي مش لاقي شغل ولا أكل ولا علاج ولا سكن بأكثر من 6 مليون وسبعمائة ألف جنيه في السنة.. مصر المنهوبة لن تقوم لها قائمة إلا بإسقاط النظام”.

أما الاقتصادي والقيادي اليساري د.زهدي الشامي وعبر Zohdy Alshamy قال: “ميزانية مجلس النواب أربعة مليارات جنيه .. ولكنه قرر خلافا للأصول حجبها عن الشعب “، متساءلا “ما السبب فى حرصهم على هذا الحجب ؟ .. “

وخلص إلى أنه  “فى كل الأحوال فإن هذا اجراء غير مشروع .. البرلمان الذى يحجب تصرفاته وخصوصا ماليته عن الشعب غير جدير بالثقة فليعلمو أن الانتخابات قريبة ويوم الحساب قريب”.

ورغم أن حجب ميزانية برلمان السسيسي سلوك معتمد منذ أو انعقاد في 2014 إلا أن احمد خزيم قال إنها عالميا “سابقة جديدة فى المال العام.. ان يحجب مجلس النواب ميزانيته عن الأعضاء والشعب بعد زيادتها إلى 4 مليار جنية.. باب النجار مخلع.. بس خلاص”.

وأشار متابعون إلى نص (مورق) عدوه “قانون” على أن تودع ميزانية مجلس النواب دفعةً واحدة، في حسابات المجلس وديوانه !!?  وقرر “مجلس النواب” (برلمان السيسي) إستثناء ميزانيته من شروط القانون المالي للدولة يعني “دون رقابة على الصرف”، على أن تُحال المخصصات من البنك المركزي، إلى المجلس مباشرةً !!

وعلق جابر سركيسGaber Sarkes·  ، “يعنى الدولة  اللى بتقلل الدعم  مما يزيد من معاناة الناس ، وتغلق مواقع ثقافية ممايفسح المجال لانتشار التطرف  ، فى سبيل خفض الإنفاق العام ، تيجى مرة واحدة وترفع ميزانية مجلس النواب الى اربعه مليار جنيه..أليس هذا سوء تخطيط وسفه .. ومن جانب آخر رشوه.. وإفساد للسادة النواب لتمرير كل القوانين التى تريدها حكومة مدبولى وأخرها قانون الايجار القديم”. 

مجلس الخسة والنذالة

وهاجم هشام السقا برلمان السيسي وقال: “..انتم تعرفوا ميزانية مجلس النواب كام مجلس  الحرامية ولاد الكلب مجلس الخسة والندالة مجلس الخزي والعار مجلس غاسلي أموالهم بائعي ضمائرهم ….عارفين كام أربعة مليارات جنية ..  والمفروض عرض الميزانية ليعلمها الشعب المصري كله  وقال يعني لو عرفناها حنقدروا نعملوا ايه ؟؟؟؟.. ولكن للاسف فقد قرر مجلس النواب غاسلي اموالهم حجبها عن الشعب !!!!!“.

وتابع: “لعل المانع خير أن شاء اللهماالسبب فى حرصهم على ذلك …. اللي يشوفهم كدا يقول أنهم عملين حساب لينا هههههههههههه..وفى كل الأحوال فإن هذا اجراء غير دستوري وغير قانوني وأيه يعني…. وهو القانون كان معمول في مصر ليه الا عشان يتخالف  والبلد بلدنا والدفاتر دفاترنا..!!!!“.

واعتبر أن “مجلس النواب الذى يحجب ميزانيتة عن الشعب غير جدير بثقة الشعب …. وحتى وأن أظهرها  فهو غير جدير بثقه الشعب المغيب؟؟؟؟!!!!“.

وسلم السقا الدعاء عليهم إلى الله وقال: “وليعلم الجميع أن انتخابات مجلس النواب علي الابواب وألهي تنجحوا كلكم تاني وتالت ورابع علشان متوردوش على جنه ….وربنا ينتقم منكم دنيا واخره ويبارك لكم في الحرام  أنه سميع عليم قريب مجيب الدعوات.

 

* رغم الخسائر المليارية حكومة الانقلاب تمنح دعما اضافيا لـ ماسبيرو بـ1.1 مليار جنيه

كشفت بيانات الموازنة العامة لدولة العسكر للعام المالي الجديد 2025 – 2026، عن إقرار 1.1 مليار جنيه، إضافية لدعم الهيئة الوطنية للإعلام (ماسبيرو) .

يأتي ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه بيانات الموازنة  تحقيق عدد من الهيئات الاقتصادية خسائر تصل إلى 79.4 مليار جنيه على رأسها ماسبيرو نفسه، حيث من المتوقع أن نصيب الهيئة الوطنية للإعلام قد يصل إلى 17.1 مليار جنيه، بينما يتوقع تحقيق الهيئة القومية للأنفاق خسائر بـ 44.3 مليار جنيه، وباقي الهيئات الاقتصادية 18.4 مليار جنيه. 

 وتتجاهل موازنة العسكر أن هذا الدعم لماسبيرو يأتى رغم نزيف الخسائر على مدار عشرات السنوات، وبلغت الخسائر في 2024 – 2025 نحو 15.2 مليار جنيه. 

كانت وزارة مالية الانقلاب قد أعلنت في موازنة العام 2023-2024، أن خسائر الهيئة الوطنية للإعلام بلغت 12.2 مليار جنيه،  فيما أعلن الجهاز المركزي للمحاسبات ان خسائر ماسبيرو في العام 2022-2023، وصلت إلى 10.6 مليار جنيه. 

وكشفت البيانات الواردة بالحساب الختامي لموازنة الهيئة الوطنية للإعلام للسنة المالية 2018/2019، عن وجود تزايد مُستمر فى خسائر النشاط للهيئة، وبالتالي تزايد حجم الخسائر المُرحلة، فضلًا عن زيادة حجم الديون المُستحقة على الهيئة .

وأسفر التنفيذ الفعلى لمباشرة الهيئة لنشاطها خلال العام المالى عن تحقيق خسائر (عجز النشاط) بنحو 7 مليارات و66 مليون جنيه، بزيادة بلغت نحو 318 مليون جنيه عن السنة السابقة بنسبة 4.7%.  

خسائر ماسبيرو خلال آخر 7 سنوات 

العام المالي              حجم الخسائر 

2025/2026       توقعات بخسائر 17 مليارا  و100 مليون جنيه 

2024/2025       15 مليارا و200 مليون جنيه  

2023/2024       12 مليارا و200 مليون جنيه  

2022/2023       10 مليارات و600 مليون جنيه 

2021/2022       11 مليارا و400 مليون جنيه 

2020/2021       7 مليارات و600 مليون  جنيه  

2019/2020       6 مليارات  و74 مليون جنيه  

*لندن تدين مصريًا بالسجن 25 عامًا لتهريب آلاف المهاجرين

أصدرت محكمة ساذارك كراون في لندن، حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا بحق المواطن المصري أحمد رمضان محمد عبيد (42 عامًا)، بعد إدانته بتزعم شبكة إجرامية دولية قامت بتهريب آلاف المهاجرين غير النظاميين من شمال أفريقيا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. 

بداية النشاط من لندن.. والنهاية في زنزانة مشددة

عبيد، البالغ من العمر 42 عامًا، وصل إلى المملكة المتحدة على متن قارب صغير في أكتوبر 2022، بعد أن قضى خمس سنوات في السجون الإيطالية بتهمة محاولة تهريب مخدرات.

بدأ عبيد نشاطه بعد أسابيع قليلة من وصوله إلى الأراضي البريطانية في أكتوبر 2022، قبل أن يوسّع عملياته في فترة قصيرة حتى يونيو 2023، مستخدمًا شبكة من المهربين على امتداد الحدود الليبية، وشركات نقل بحرية غير قانونية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للرحلات الخطرة التي تنطلق من السواحل الليبية نحو إيطاليا.

وقالت دائرة الادّعاء الملكية في بريطانيا إن السلطات تمكنت خلال هذه الفترة من إحباط سبع محاولات تهريب كبرى، كان على متنها ما يقرب من 3800 مهاجر، من بينهم قُصّر ونساء وأطفال، فيما لا تزال تُحقق في عمليات أخرى يُشتبه أن عبيد وشركاءه وقفوا خلفها. 

وحدات بشرية.. لا مهاجرين
في واحدة من التفاصيل الصادمة التي كشفت عنها أجهزة التحقيق البريطانية، أظهرت تسجيلات سرية من عملية تنصّت جرت في منزل عبيد بلندن، أنه كان يتحدث عن المهاجرين بوصفهم “وحدات”، وليسوا أشخاصًا.
قال في أحد المقاطع “المهم أن يدفع كل منهم… لا نريد أي مشاكل”، وأضاف في مقطع آخر: “من يُمسك به هاتف على القارب يُقتل ويُلقى به في البحر”.

وذكرت المحكمة أن عبيد وشركاءه كانوا يتقاضون في المتوسط 3200 جنيه إسترليني عن كل مهاجر، وأن الشبكة كانت تُسوّق للرحلات عبر صفحات على “فيسبوك” و”واتساب” تَعِد برحلة آمنة وسريعة إلى أوروبا، بينما في الحقيقة كانت القوارب متهالكة، وعدد كبير من الرحلات لم يصل إلى وجهته قط. 

القاضي: استغلال بلا رحمة
في منطوق الحكم، وصف القاضي البريطاني آدم هيدلستن الأسلوب الذي اتبعه عبيد بـ”المريع واللاإنساني”، وقال إن المتهم “استغل ببرود وبلا رحمة طموحات أناس بائسين يفرون من الحروب والفقر والقمع”، مشيراً إلى أن عبيد لم يرَ فيهم سوى وسيلة لجني الأرباح.

وأضاف القاضي: “كان المهاجرون سلعة، لا أسماء لهم ولا أرواح… مجرد أرقام تُنقل على قوارب الموت، مقابل حفنة من المال”، وأكد أن الحكم جاء ليكون “رادعًا لمن يعتقد أن تجارة البشر يمكن أن تمر دون عقاب”. 

أزمة مستمرة.. والموت في بحر المانش
تأتي هذه القضية في وقت تشهد فيه بريطانيا تصاعدًا مستمرًا في أعداد المهاجرين القادمين عبر بحر المانش. فبحسب وزارة الداخلية البريطانية، وصل أكثر من 8000 مهاجر غير نظامي إلى سواحل المملكة المتحدة منذ بداية عام 2025 فقط.

ويشير التقرير نفسه إلى أن 11 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم خلال هذه الرحلات، إما غرقًا أثناء محاولات العبور من فرنسا إلى إنجلترا، أو بسبب الظروف المعيشية القاسية في المخيمات المؤقتة شمال فرنسا. 

مصر لا تعلق.. والضغط الأوروبي يتصاعد
رغم خطورة القضية وتورط مواطن مصري في شبكة تهريب دولية، لم تُصدر القاهرة حتى الآن أي تعليق رسمي على الحكم أو على ما إذا كانت السلطات المصرية ستفتح تحقيقاً موازياً.

في المقابل، تتزايد الضغوط الأوروبية على دول شمال أفريقيا لمكافحة شبكات التهريب، وسط دعوات من منظمات حقوقية إلى معالجة جذور الأزمة الإنسانية التي تدفع الآلاف للمخاطرة بحياتهم لعبور المتوسط، بدلاً من الاقتصار على المقاربة الأمنية.

* أحزاب السيسي تُعدل قوانين انتخابات برلمان 2026 وسياسيون: لتأميم الحياة السياسية

تقدم رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن النائب عبد الهادي القصبي، مدعومًا بأكثر من عُشر عدد أعضاء مجلس النواب من أحزاب مستقبل وطن والشعب الجمهوري وحماة وطن وعدد من النواب المستقلين وتنسيقية شباب الأحزاب، بمشروعي قانونين لتعديل بعض أحكام القوانين المنظمة للعملية الانتخابية.

وأعلن رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي، تلقي المجلس رسميًا مشروعي القانونين المتعلقين بتعديلات على قانون مجلس النواب والقانون رقم 174 لسنة 2020 الخاص بتقسيم الدوائر الانتخابية.

وقال جبالي، إنه أحال المشروعين إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية لدراستهما تمهيدًا لعرضهما على الجلسة العامة للمجلس في أقرب وقت، كما أعلن عن إرسال مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ الصادر بالقانون رقم 141 لسنة 2020 إلى مجلس الشيوخ لإبداء الرأي فيه.

في السياق ذاته، أعلن الأمين العام لمجلس النواب المستشار أحمد مناع عن عقد اجتماع للجنة التشريعية صباح غد الخميس لمناقشة مشروعي القانونين.

وقال مناع، إن التعديلات المقدمة جاءت بدعم من كتل برلمانية متعددة، في خطوة تعكس توافقًا سياسيًا على تطوير الإطار التشريعي الناظم للانتخابات.

ما هي التعديلات؟

وقال مصدر برلماني لـموقع “المنصة”، إن التعديلات المتعلقة بتقسيم الدوائر الانتخابية تشمل أربع دوائر فقط، مع الإبقاء على النظام الانتخابي الحالي المعتمد على الجمع بين القائمة المغلقة والنظام الفردي، وهو النظام الذي طُبِّق في انتخابات عامي 2015 و2020.

وقال  نائب رئيس حزب مستقبل وطن وعضو مجلس الشيوخ النائب أحمد عبد الجواد، أن مشروع قانون تقسيم دوائر مجلس النواب يقضي بإعادة توزيع المقاعد على أربع دوائر للقائمة المغلقة المطلقة، حيث خُصصت دائرتان لـ40 مقعدًا، ودائرتان أخريان لـ102 مقعد، بإجمالي 284 مقعدًا لنظام القوائم.

كما تضمن مشروع قانون تعديل مجلس الشيوخ إعادة توزيع مقاعد القوائم على أربع دوائر أيضًا، بواقع 13 مقعدًا لدائرتين، و37 مقعدًا للدائرتين الأخريين، ليصل إجمالي مقاعد القوائم إلى 100 مقعد.

وأكد أن مشروعي القانونين استندا إلى أحدث البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والهيئة الوطنية للانتخابات لعام 2025، بهدف تحقيق عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص السياسية بين جميع المحافظات.

وفي يوليو 2023 شهد الحوار الوطني خلافًا بشأن النظام الانتخابي، وطالبت المعارضة بتطبيق نظام القائمة النسبية فيما تمسك حزب مستقبل وطن وحماة الوطن والشعب الجمهوري بنظام القائمة المغلقة.

ورفع مجلس أمناء الحوار  الوطني توصيات المحور السياسي للسيسي في أغسطس 2023 متضمنًا ثلاث توصيات بعد فشل الاجتماعات المصغرة في التوافق على توصية محددة تضمنت التوصيات استمرار النظام الحالي، أو تطبيق القائمة النسبية بالكامل أو نظام مختلط يجمع بين الثلاثة أنظمة الفردي والقائمة المغلقة والقائمة النسبية بنسبة ثلث المقاعد لكل منهم.

تأميم للحياة السياسية

وقالت الحركة المدنية الديمقراطية إن “الإصرار على تطبيق النظام الأغلبي الذي يهدر أصوات الناخبين ويحرمهم حق التمثيل، وتوسيع الدوائر بشكل يعزز فلسفة الاحتكار، يؤكد أن العملية الانتخابية تُدار بالكامل من قبل أجهزة الدولة

وأعربت الحركة في بيان عن بالغ استيائها من الإبقاء على قانون الانتخابات الحالي، الذي يجمع بين النظام الفردي والقائمة المغلقة المطلقة، معتبرة أن ذلك يمثلنكسة ديمقراطية” و”إلغاءً للتعددية السياسية الحقيقية”، و”تأميمًا للحياة السياسية

وأضافت أن الهدف من ذلك هو “خلق مؤسسات تشريعية شرفية انتفاعية، بمشاركة محدودة للغاية من المواطنين، وفي غيابٍ كامل لإرادتهم وخياراتهم

وشددت على أن هذا المسار أدى إلى “غياب المحاسبة وانتشار الفساد”، ما أضعف قدرة الدولة على مواجهة التحديات الخارجية، معتبرة أن هذا التوجه يعكس رغبة في “تأميم الحياة السياسية” و”تعطيل إرادة المواطنين

وشددت الحركة على أن مشاركتها السابقة في جلسات الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جاءت على أمل إحداث انفراجة سياسية، وكان من أبرز مطالبها تعديل قانون الانتخابات ليشمل نظام القائمة النسبية، الذي يضمن تمثيلًا عادلًا لمختلف التيارات السياسية.

وقال المنسق العام للحركة المدنية طلعت خليل لـموقع “المنصة” إن توصيات الحوار الوطني كانت تتضمن “طرحًا توافقيًا لصيغة قائمة على الثلث المغلق، والثلث النسبي، والثلث الفردي”، لكن “ضُرب بهذه التوصيات عرض الحائط”، مضيفًا “نحن في حالة من الحزن الحقيقي”، معتبرًا أن تجاهل التوصيات أثبت أن الحوار الوطنيمجرد مكلمة

وأشار خليل إلى اجتماع مرتقب للحركة المدنية لحسم الموقف النهائي من خوض الانتخابات، موضحًا أنه “في حال قررنا المشاركة، سنعمل على تشكيل قائمة انتخابية، وسنخوض بعض الدوائر الفردية أيضًا”. ولم يحسم البرلماني السابق موقفه من المشاركة في الانتخابات المقبلة بعد.

وقال عضو الحركة أكرم إسماعيل لـ المنصة أن هناك “نشاطًا جاريًا في الدوائر الفردية، ونسعى لتشكيل قائمة من القوائم”، منتقدًا تجاهل إقرار النظام النسبي، واعتبر أن ما يحدث حاليًا “يؤكد أن هناك رغبة في إدارة الحياة السياسية بشكل منزوع من الانتخابات، ودورنا هو أن نعيد للناس إدارة حياتهم السياسية”.

وشدد إسماعيل على أن “الحركة المدنية لن تنضم إلى أي قائمة تضم الموالاة”. وأوضح أن الدوائر الفردية التي سيترشح عليها مرشحو الحركة لم تُحدد بعد، وأن الترشح سيكون بمزيج من “المرشحين الأقوياء الذين لديهم فرص، وآخرين يخوضون معارك كبيرة، بالإضافة إلى مرشحين نقدمهم للرأي العام

وأكد إسماعيلهذه انتخابات ميتة، ولا أحد يتحدث عنها”، مشيرًا إلى أن البيئة السياسية بالغة التعقيد، وتنتج برلمان مشابه للبرلمان الحالي. وقال إن “رسالة الانتخابات السابقة كانت واضحة: المعارضة تأتي فقط من خلال القوائم، وهو ما يفسر عدم فوز مرشحين بارزين مثل محمد فؤاد وأحمد الطنطاوي حينها

* صيادو “البردويل” يضربون بسبب قرار جهاز الجيش وقبائل تفضل المساومات بصمت وبلا إضراب

تسبب قرار اتخذه جهاز “مستقبل مصر” التابع للقوات الجوية التابعة بدورها للقوات المسلحة في مصر بمنع الصيد في بحيرة البردويل باعتبارها منطقة بين 14 منطقة أخرى أسند لهم السيسي إدارتها بقرار لم تجر مناقشته من أي جهة تشريعية أو رقابية في غضب الصيادين وأسرهم بل وتحول نحو 1500 صياد إلى الإضراب العام بعدما حاول الجهاز السماح لعدد محدود من الصيادين بـ”السرح” أو بالصيد دون غيرهم.

وكان جهاز “مستقبل مصر” قد قرر “إدارة بحيرة البردويل”؛ بإيقاف جميع أعمال الصيد في بحيرة البردويل حتى إشعار آخر

وأضاف “سوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المحرضين على الوقفات الاحتجاجية .. “.

وأهابت “إدارة بحيرة البردويل” جميع الصيادين بعدم الاقتراب من المسطح المائي للبحيرة حتى لا يقع تحت طائلة القانون”. 

إلا أنه استثنى بعض الصيادين الذين يبدو أنهم خضعوا قسرا لشروطه. فبعد ساعات من الدعوات سمحت إدارة “البحيرة” لنحو 150 صيادا كتبت أسماؤهم بمعرفة “مشايخ اتحاد القبائل” ببير العبد وقاطيه ونجيلة بسيناء

“وافق جهاز مستقبل مصر علي سروحهم في بحيرة البردويل من مرسي النصر”.

مساومات المشايخ

وبدأت المساومات بعد عقد عدد من مشايخ الصيادين (بدو سيناء) اجتماعات يطالبون بفك “الإضراب” و”الصمت” وعدم رفع الصوت بالاعتراض على قرار جهاز الجيش.

وعقد برعاية اتحاد قبائل سيناء مؤتمر قبائل بديوان قرية “نجيلة” بشمال سيناء عصر الاثنين ١٩ مايو قال إن مخرجاته كانت أن “ما حدث من إضراب في بحيرة البردويل هو تصرف غير لائق لعرض المطالب “!

وأن جميع الحضور أجمعوا على عدم  تعطيل العمل ورغبتهم في مباشرة اعمال الصيد ببحيرة البردويل والاتفاق على عرض المطالب المطابقة للوائح وقوانين على ادارة بحيرة البردويل”.

وقال الاجتماع إنه تواصل “مع السادة قادة ادارة البحيرة وأبدوا استياءهم مما حدث من تصرفات فردية من بعض الناس”، مشيرين إلى أن “السادة” سيتخذون القرار ويطلعون “مشايخ” القبائل عليه!

 الشيخ محمد نافل ونحو 96 سيناويا وصلتهم الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لوقف “تصعيد الأمور بخصوص بحيرة البردويل وحرصاً على عدم تفاقم الأمور وعدم البلوغ  لمرحلة لن يخسر فيها الا كل صاحب رزق سواء تجار او صيادين”. 

وترجى “من الجميع التزام الصمت وعدم التطرق الى ما يزيد الموقف احتقانا الى ان نقرب وجهات النظر ونرفع الامر لاهله”. 

الشيخ “سالمان ابو حسن ” وجه رسالة لمدير (بحيرة البردويل ٢٠٢٥ – مستقبل مصر) قائلا: “..بصفتي صيّاد سابق ليس لي مصلحة الا الصياد وان تنجح ادارتكم في تولي الامور  وانتم من منبع الوطنية القوات المسلحة وفي يدك زمام الامور .. اعلم سيادة اللواء ان هؤلاء الصيادين ليس لهم مهنة الا البحيرة وهم من الناس البسطاء وان الاختلاف بسيط ولا يستدعى التدخل من احد .. نتمنى ان تنظروا لابنائكم الصيادين وانتم ولاة الامر بعين الشفقة ولا تتركوهم ونطالبكم بالاتى : 

اولا..  تسريح غزل الشنشولة العائم والغاطس المحذي من الاسفل غزل واسع من الرصاص (ذهبانة.. جمبري) لان الجمبري في السنوات السابقة يعادل اكثر من 50 في 100 من انتاج البحيرة

ثانيا… المندوب الداعم الاول للصياد من مكنة للغزول له حق تصريف السمك

ثالثا…. صياد ( القدم او الرجلي)  يسرح له الصيد بالشنشولة على الشاطئ وتسليم المراسي

رابعا….  للمخالفين لنظام الصيد وهذا وارد تخفيف العقوبة  من مصادرة الحاجة المخالفة

وأضاف أن “التوقيف لا يتجاوز اسبوعين ونتمنى ان يتم تجاوز الازمة في اسرع وقت “. معتبرا أنها “طلبات مشروعة وليس لها تأثير على البحيرة”.

إضراب مبكر

وكان غالبية صيادي البحيرة قد توقفوا عن العمل احتجاجًا على شروط وإجراءات جديدة فرضها الجهاز مع انطلاق موسم الصيد في 25 أبريل الماضي.

ويشكل هذا الموسم أول تجربة لإدارة مستقبل مصر التي تسلمت مسئولية البحيرة نوفمبر الماضي، بناءً على قرار من السيسي بهدف: تطوير الموارد السمكية بالبحيرة وتحسين الظروف الاقتصادية للصيادين، وذلك عبر تطوير مراسي الصيد والبنية التحتية وتقديم مساعدات اجتماعية، وفقًا لبيان رسمي من رئاسة مجلس الوزراء .

وخصصت حكومة السيسي 14 قطعة أرض بمنطقتي رابعة وبئر العبد في محافظة شمال سيناء، لصالح جهاز “مستقبل مصر” التابع للقوات الجوية، لاستخدامها في أنشطة الاستصلاح والاستزراع..

واعتبر المراقبون أن ما حدث مشهد عبثي جديد من إدارة بحيرة البردويل وجهاز “مستقبل مصر” في حرمان الصيادين بشروط مجحفة من حقهم في الصيد وقرر الجهاز تقليل كميات الصيد وفرض شروط معقدة ويتدخل في بيع السمك وكأنها بورصة نيويورك ويفرض رسوما على كل كيلو سمك، وبات رجوع الصيادين من البحر ومعهم صافي خسارة مادية ومعنوية لا صافي ربح..

 

* صيادو البردويل يُواجهون الجوع في صراع مع السلطة والفساد

في ظل انصراف “نواب” برلمان السيسي في سيناء، ومشايخ القبائل، ورؤساء جمعيات صائدي الأسماك، للأزمة التي يمر بها صيادو بحيرة البردويل المضربون عن العمل منذ منتصف إبريل الماضي – مع أن الصيد حرفتهم الوحيدة ولا عمل لهم خارج المسطح المائي لـ”البردويل” -استعرضت منصات وصيادون عبر فيسبوك مطالب أبرزها تنحية “جهاز مستقبل مصر” التابع للقوات الجوية، وجهاز تنمية البحيرات التابع للقوات المسلحة، من إدارة البحيرة، وإعادة إدارتها إلى مخابرات حرس الحدود!

وبحسب ما كتب (عشاق الدنيس) أن “صيادين بحيرة البردويل يطالبون بعودة مكتب مخابرات حرس الحدود بادارة بحيرة البردويل اداراه كامله وغير مرغوب بجهاز مستقبل مصر مع جهاز تنمية البحيرات”

ولفت مراقبون أن “جهاز مستقبل مصر” يفعل أمران مع الصيادين وهو تشديد الغلق والفتح للبحيرة وتحديد مسارات الصيد ونيته استبدال الصيد الحر بصيد حكومي وسفن تابعة والأمر الثاني هو جباية رسوم وضرائب أولا بأول على كل “كيلو” سمك يجمعه الصياد من البحيرة والأمران يجعلان الصياد الحر أجيرا عن الجهاز فما يجمعه بشباكه باليمين يدفعه بالشمال إلى “المجلس البلدي” على حد قول بيرم التونسي لهذا اشتكى الصيادون من الجوع.

المواكن السيناوي محمد الحور وعبر Mohamed Alhor فأشار إلى “غياب السادة النواب عن أزمة الصيادين ببحيرة البردويل يثير التساؤل عن السبب في تركهم وحدهم وقد تأثرت أرزاقهم بإجراءات وصلت إلى حد إغلاق البحيرة لأجل غير مسمى في  وقت هم بحاجة ماسة للعمل والرزق.“.

وأضاف “أن كان الصيادين لهم مشكلات ولديهم مطالب فليكون هناك تواصل منهم مع إدارة البحيرة للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.. وينهي سابقة هي الأولى في تاريخ بحيرة البردويل مصدر الرزق للصيادين والخير لأهل سيناء “.

ودعا النواب ومشايخ القبائل أن “لا تتركوهم في مهب الريح وأسرهم أحوج ما تكون إلى جنيهات قليلة تسد رمق أبناؤهم وتفتح بيوتا أبوابها مشرعه نحو سماء الله.. فلا تغلقوها.”.

وبالرمز عبر الصياد “ابوصلاح الزيدي” عن من يأكل اسماك البحيرة من الصيادين قائلا: “البحيرة فيها قروش وخايفين على الصيادين.. وأعضاء المجلس نواب وشيوخ بيخافوا من القروش.. تحياتي”.

واشتكت “أميمة عبد العزيز” ويبدو أنها زوجة أحد الصيادين “واحنا مش عارفين ناكل يافندم”.

ومن جانبه، عبر محمود سليمان مسلم غنمي، وكيل نقابة  الصيادين في محافظة شمال سيناء عن مجموعة مطالب “يبدو أن جهاز مستقبل مصر” يشدد بالعكس فيها في بحيرة البردويل وهي من أغنى المناطق بالأسماك الطبيعية:

فقال “ابو غنمي” : “بعد اتصال  من جموع الصيادين والعاملين في بحيرة البردويل المطلوب من ادارة البحيرة:

١-العمل بجميع الحرف المسرح بها على المركب دون تحديد حرفه معينه.

٢-يسمح للصيادين بيع السمك في اقرب مرسى له..

٣-تقليل مسافة القرب من سواحل البحيره الي 50 متر..

4 -تحديد مسافة 500 مترحرم للبوغاز تقاس من ساحل البحيره الشمالي.

5 -السماح بصيد الجمبري بجميع انواعه واحجامه في جميع الاوقات بجميع انواع الحرف التي لا تؤثر على الزريعه.

6 -السروح (السماح بالصيد) لايقل عن خمسة ايام في الأسبوع..

7 -السماح بالصيد في كل مكان في البحيره.

8 -تحديد التسعيره التي يتم حساب الفواتير عليها و هي ال ١٠%كل شهر وإن لم يكن كل اسبوعين ادنى شئ.

9 – ان يكون تحديد السعر حسب القيمه السوقيه للنوع ولايزيد عن ذلك.

10 – للمراكب الحريه في التحويل من مرسى الى مرسى بدون قيد او شرط او دفع اي رسوم.

11 -تخفيض مبلغ استخراج التصاريح مع السماح له بمده الموسم كامل.

12 -عدم تحديد الحرفه في الرخصه او التسريح.

13- تسهيل عمل المناديب والتجار والعمال والشيالين ومن له علاقه بالعمل في البحيرة.

وأشار إلى أن تلك هي مطالب الصيادين..

واضاف الصياد (اسماعيل ابراهيم)، 3 مطالب أخرى:

– عدم مصادره الاسماك من الصياد تحت اي ذريعه

– تسهيلات في الدخول والخروج على البوابات في جميع المراسي

– 500 م حرم البغاز تقاس من سنتر نصف البغاز

واتفق سالم مرازيق Salem Merzeek مع المطالب وقال “.. المطالب هي مطالب مشروعه تماما ولا تقبل الجدال وكل الحرف اللي معمول بيها في البحيره ليس من من ورائها اي ضرر الا القليل جدا منهاالاهم المطالب طالما انها تنشر علي الفيس لا يراها غيري وغيرك ولا تصل للبيه المسؤول“.

ورأى أن “حل هذه الكارثه حرفيا يتمثل في تشكيل وفد أو لجنة من النقابة و”النائب” سلامه الرقيعي ورؤساء الجمعيات فقط ولقاء اللواء الغنام (رئيس جهاز مستقبل مصر والمسؤول الرفيع بالقوات الجوية) ورفع المطالب ل”رئيس” الجمهوريه لعرض معاناة الناس …اللي عندك ليس في ايديهم حلول خصوصا ان الموضوع يمس الجميع بلا استثناء 

تهيئة لدخول الإمارات

وفي نوفمبر الماضي أعلنت حكومة السيسي إنفاق 120 مليون دولار لتطوير البحيرة ؟! وعلق المستشار أيمن الورداني  لافتا إلى “أنباء عن تسليم بحيرة البردويل للإمارات للإستثمار ومنع 5 آلاف صياد من الصيد فيها  “بمساعدة العرجاني ” . ..

وقال: “حتي لا نظلم الحكومة ، ومنعاً للشائعات وتدخلات الكارهين والمغرضين وأهل الشر ، أرجو أن يتفضل علينا ممثل رسمي للحكومة بتوضيح الحقائق بشفافية .. فهذه ثروات الوطن ومقدراته .“.

وأضاف، نقلا عن السفير محمد مرسي، “ومن حق المواطن معرفة كل ما يدور  بشأنها وخاصة ضوابط الإستثمار والعائد المستهدف منه ومدة عقد حق الانتفاع وخطط تطوير وتنمية المشروع وآليات المتابعة والمراقبة وبما يتفق والقانون المصري وبرامج التنمية والتطوير بعيدة المدي  .“.

* غموض الذمة المالية للسيسي.. فساد أم حماية مصالح؟

بعدما كشفت “نوال الدجوي” العضوة “البسيطة” التي لم يعرفها أحد قبل بلاغ قدمته بسرقة أموال من خزانة ببيتها وتضم نحو 3 ملايين دولار و350 ألف استرليني و150 مليون جنيه ونحو كليو ونصف كيلو ذهب، تساءل متابعون عن كيف تكون الثروة التي يضع السيسي يده عليها وتجعله بهذا العنف والقمع. 

منذ 2014، لم يتقدم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بإقرار الذمة المالية الذي يفترض أنه يتقدم به عند استلامه “وظيفته” وفقا للدستور، وفي نهاية كل سنة، وعند تركه “الوظيفة”، لتكون الشفافية متحققة من تربح من منصبه أم يكتفي الشعب بهرتلة الشوارعيين “انا لو ينفع اتباع لاتباع” و”أنا صادق اوي وأمين اوي” كما يفترض أن يعلن إقرار الذمة المالية للمنقلب السيسي في الجريدة الرسمية.

وهذا لم يحدث حتى قبل 11 سنة، ولعل أقل مساوئ ذلك أنه صريح في مخالفته لنص الدستور، والذي أقسم مرات على حماية الدستور والعمل به.؟!

والمادة 145 من دستور السيسي، والتي سانده فيها اليسار والناصريين، والليبراليين، تلزم “رئيس” الجمهورية بتقديم إقرار الذمة المالية وعدم إنفاق المال العام في شراء أو استئجار عقارات أو خلافه، في الوقت الذي تباهي فيه السيسي في 2019 بأنه “بنى قصور من المال العام”، وظهر أنه قالها غاضبا، بعدما كشف المقاول محمد علي أنا ايا من أجهزة الدولة الرقابية لم تتدخل لمحاسبة السيسي على ذلك التحكم الشخصي في المال العام مستثنيا أي مؤسسات أخرى إلا بعد فضيحته.

وفي سبتمبر 2019 استعرضت (قناة الجزيرة مباشر ) تقريرا بعنوان : “أين إقرار الذمة المالية “للشريف والأمين والمخلص” #السيسي كما يصف نفسه؟…”.

إلا أن الفساد والتبعات الاقتصادية سيظلان يراكمان وستظل ثروات المسؤولين سرًا مغلقًا، بينما يعاني المواطن العادي من تبعات الفساد والاقتصاد المنهك.

الباحث محمد إبراهيم Mohamed Ibrahim قال: “اذا كان السيسي امين اوي وشريف اوي وصادق اوي ان شاء الله فلماذا لم يتم نشر اقرار الزمه الماليه الخاص به او حكومته او اعضاء مجلس الشعب او اعضاء المجلس العسكري ؟؟؟!!! إقرار الذمة المالية للسيسي ووزرائه: بين غياب الشفافية وشبهات الفساد”.

وعن أهمية البراءة المالية أوضح “لماذا الذمة المالية مهمة؟ في أي دولة تحترم سيادة القانون وتؤمن بالشفافية، يُعتبر نشر إقرارات الذمة المالية  للمسؤولين العامين – بدءًا من الرئيس وصولًا إلى الوزراء وكبار الموظفين – إجراءً أساسيًا لمحاربة الفساد وضمان المساءلة. لكن في مصر، يظل هذا الملف غامضًا ومغلقًا مما يثير تساؤلات كبيرة حول ثروات المسؤولين ومصادرها، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية واتساع الفجوة بين الطبقة الحاكمة والشعب”. 

الوضع القانوني: نصوص حبر على ورق 

وينص الدستور المصري (المادة 97) على أن الموظفين العموميين ملزمون بتقديم إقرارات الذمة المالية للجهات الرقابية، كما يوجد قانون لمكافحة الكسب غير المشروع. لكن المشكلة تكمن فيبحسب “إبراهيم” هي في:

1 –  عدم النشر العلني لا يُطلب من المسؤولين الكشف عن أصولهم للجمهور، بل يتم تداول البيانات داخل أجهزة الدولة دون رقابة مستقلة

2 – غياب المحاسبة حتى لو كشفت الأجهزة الرقابية عن ثروات غير مبررة، نادرًا ما يتم محاسبة كبار المسؤولين

3 – القوانين المُعدلة لصالح النخبة التعديلات التشريعية الأخيرة (مثل حصانة بعض الجهات العسكرية من الرقابة) زادت من تعتيم الملف 

لماذا يرفض النظام الكشف عن الذمة المالية؟

وأشار إلى أن السيسي يرفض الكشف عن إقرار الذمة المالية لعدة أسباب:

السبب الأول: الخوف من كشف ثروات غير مشروعة

وأوضح أنه “لو نُشرت الإقرارات، قد تظهر تعارض مصالح صارخ (مثل وزراء يمتلكون أسهمًا في شركات تتعاقد مع الحكومة)،؟ مضيفا أن “العديد من التقارير الدولية (مثل تلك الصادرة عن منظمة الشفافية الدولية) تشير إلى أن بعض المسؤولين في مصر يمتلكون ثروات هائلة لا تتناسب مع رواتبهم الرسمية”. 

السبب الثاني:  حماية شبكة المصالح:

وأوضح أن “النخبة الحاكمة في مصر – سواء المدنية أو العسكرية –مترابطة بمصالح اقتصادية ضخمة، وكشف ذمة أحدهم قد يُسقط آخرين” مضيفا أن “هناك أمثلة على وزراء سابقين ورؤساء هيئات تمتلك مشاريع خاصة تعتمد على المال العام، دون أي محاسبة“.

السبب الثالث: غياب الضغط الشعبي أو الإعلامي الحقيقي

وكشف أن تحت هذا السبب أن “الإعلام المصري مُسيطر عليه بالكامل ، ولا يجرؤ على المطالبة بمثل هذه الشفافية”، وأن “المعارضة السياسية مُقصاة أو ضعيفة، والأحزاب الموالية لا تطرح الموضوع أساسًا”. 

فارق صارخ

وبالمقارنة مع دول أخرى وجد الباحث محمد إبراهيم أن “الفارق الصارخ  مع دول عديدة، حيث يُعد نشر الذمة المالية إجراءً روتينيًا:

– تونس(قبل 2021): كانت تنشر إقرارات مسؤوليها، مما ساعد في كشف بعض قضايا الفساد

– الولايات المتحدة وأوروبا يخضع المسؤولون لتدقيق مالي علني، وقد يُحاكمون إذا اكتُشفت ثروات غير مبررة

– حتى بعض الأنظمة الاستبدادية تتبنى شكليات الشفافية لتحسين صورتها، بينما مصر تتجاهل حتى الإجراءات الشكلية..

وعن تبعات الفساد وغياب الشفافية المالية أكد أن يبساهم في:  

استشراء الفساد: إذ يعرف المسؤولون أنهم لن يُحاسَبوا

تفاقم الأزمات الاقتصادية لأن المال العام يُنهب بدل أن يُستثمر في البنية التحتية أو الخدمات

انهيار الثقة بين الشعب والدولة مما يزيد السخط الاجتماعي، كما ظهر في موجات الغضب الأخيرة بسبب الغلاء 

الأمل في التغيير؟

وفسحة الأمل واسعة أمام الضغط الدولي (مثل شروط صندوق النقد والبنك الدولي) قد يُجبر النظام على خطوات رمزية، لكن التغيير الحقيقي يتطلب

1 – ضغوطًا شعبية منظمة للمطالبة بالشفافية

2 – إعلامًا حرًا قادرًا على كشف الحقائق

3 – إصلاحات قانونية تلزم النشر العلني وتضمن المحاسبة

الفساد لا يزول بالصمت، بل بالكشف والمحاسبة.”

* السيسي يعيد تدوير الفشل مشروع البتلو والبورصة السلعية نموذجًا

تعاني مصر منذ الانقلاب العسكري في 2013، من أزمات اقتصادية متصاعدة، فسياسات السيسي الاقتصادية لم تحسن الأوضاع بل زادتها تعقيدًا، ومن أبرز مظاهر هذا الفشل إعادة إطلاق مشاريع سبق وأن فشلت، مثل مشروع “البتلو” والبورصة السلعية، ما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الخطوات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشهد تضخمًا مرتفعًا وتراجعًا في القدرة الشرائية للمواطنين. 

مشروع البتلو.. استنزاف المليارات بلا نتائج

أُطلق مشروع “البتلو” في 2017 بهدف دعم صغار المربين وزيادة إنتاج اللحوم الحمراء محليًا، مع ميزانية تجاوزت 9 مليارات جنيه حتى فبراير 2025، رغم ضخ هذه الأموال، لم يحقق المشروع أهدافه، إذ ظلت أسعار اللحوم مرتفعة ولم تنخفض كما كان متوقعًا، ويُعزى الفشل إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، ضعف الخدمات البيطرية، وعدم توفير سلالات محسنة، مما أدى إلى خسائر كبيرة للمربين وعجزهم عن سداد القروض المستحقة عليهم. 

البورصة السلعية.. تجربة فاشلة تُعاد

أُعيد مؤخرًا إحياء مشروع البورصة السلعية الذي أُطلق في نهاية 2022 بهدف تنظيم تداول السلع الاستراتيجية مثل القمح والسكر والدرة، والحد من المضاربات، لكن التجربة توقفت بسبب ارتفاع الأسعار، غياب الشفافية، وهيمنة بعض التجار على السوق، مما أدى إلى توقف عمليات التداول في كثير من السلع، فإعادة إطلاق هذا المشروع دون معالجة جذور الفشل السابق يعكس استمرار سياسة اقتصادية غير فعالة. 

إعادة تدوير المشاريع العملاقة الفاشلة

على مدار حكم السيسي العسكري، أُعلن عن مشاريع ضخمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، تفريعة قناة السويس، ومشروع المليون وحدة سكنية، لكنها لم تحقق العوائد الاقتصادية المتوقعة، بل أدت إلى استنزاف موارد الدولة وزيادة الديون الخارجية التي ارتفعت بشكل كبير، ما يفاقم أعباء الاقتصاد الوطني. 

تصريحات النظام المتناقضة

تصريحات قيادات النظام تتسم بالتناقض، حيث يروجون لهذه المشاريع على أنها إنجازات كبرى، بينما تكشف الوقائع عن إخفاقات واضحة، مما يعكس غياب الشفافية والتخطيط السليم في إدارة الاقتصاد، ويزيد من حالة عدم الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية. 

أسباب إعادة إطلاق المشاريع الفاشلة

يرى محللون أن إعادة إطلاق مشاريع فاشلة مثل البورصة السلعية والبتلو تهدف إلى تحقيق مكاسب إعلامية وسياسية، أو لتجميل المشهد الاقتصادي أمام الرأي العام والداعمين الدوليين، وتوجيه الأنظار بعيدًا عن الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، كما تهدف هذه الخطوات إلى استرضاء فئات اجتماعية معينة دون تقديم حلول حقيقية وجذرية للمشكلات الاقتصادية، حيث لا توجد خطة اقتصادية واضحة أو استراتيجية تنموية حقيقية قادرة على معالجة المشكلات البنيوية.

ويمكن تلخيص الأسباب المحتملة لإعادة النظام العسكري افتتاح مشاريع فاشلة بعد سنوات من الإغلاق في عدة نقاط:

  • محاولة تجميل المشهد الاقتصادي: قد يكون الهدف هو إظهار أن الحكومة تعمل على تحسين الاقتصاد وتوفير فرص استثمارية جديدة، حتى لو كانت هذه المشاريع قد فشلت في الماضي.
  • الرغبة في إرضاء رجال الأعمال والمستثمرين: قد يكون هناك ضغوط من بعض رجال الأعمال أو المستثمرين لإعادة إحياء هذه المشاريع، بهدف تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.
  • عدم وجود رؤية اقتصادية واضحة: قد يعكس ذلك غياب رؤية اقتصادية واضحة لدى الحكومة، وعدم القدرة على إيجاد حلول مبتكرة وفعالة للمشاكل الاقتصادية.
  • الرغبة في استغلال الموارد المتاحة: قد يكون هناك رغبة في استغلال الموارد المتاحة، حتى لو كانت هذه الموارد محدودة أو غير كافية لتحقيق النجاح.
  • محاولة إثبات النجاح: قد يكون هناك رغبة في إثبات أن هذه المشاريع يمكن أن تنجح في ظل الإدارة الحالية، حتى لو كانت الظروف الاقتصادية غير مواتية.

فشل متكرر في مشاريع الطاقة والإسكان

شهدت مصر أيضًا فشلًا في مشاريع الطاقة المتجددة ومحطات الكهرباء التي تم إنشاؤها بطاقة فائضة عن الحاجة، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة، كذلك، لم تستطع مشروعات الإسكان الجديدة حل أزمة السكن المتفاقمة، حيث بلغت نسبة بيع الوحدات في المدن الجديدة نسبة ضئيلة، وتحولت معظمها إلى “مدن أشباح”. 

إهدار الموارد وتكرار التجارب غير المجدية

إعادة افتتاح مشاريع أُغلقت سابقًا يعكس محاولة لتجميل المشهد الاقتصادي دون معالجة المشكلات الأساسية، مما يؤدي إلى إهدار موارد الدولة وزيادة معاناة المواطنين، هذا النهج يعكس فشلًا في التخطيط الاقتصادي وعدم القدرة على التعلم من التجارب السابقة. 

تأثير السياسات الاقتصادية على الاستقرار الوطني

تفاقم الأزمات الاقتصادية أدى إلى تضخم مستمر، تراجع قيمة الجنيه، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما ينعكس سلبًا على استقرار البلاد، ومع استمرار هذه السياسات الفاشلة يعزز حالة عدم الثقة في قدرة النظام على إدارة الاقتصاد وتحقيق التنمية. 

الخلاصة

فشل إدارة السيسي الاقتصادية يتجلى في إعادة إطلاق مشاريع فاشلة مثل مشروع البتلو والبورصة السلعية رغم ضخ مليارات الجنيهات دون تحقيق نتائج ملموسة، هذه السياسات المتكررة تؤدي إلى إهدار الموارد وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وتعكس غياب رؤية واضحة وإدارة رشيدة، مما يحتم ضرورة إعادة تقييم هذه السياسات والبحث عن حلول جذرية ومستدامة لمشاكل الاقتصاد المصري.

 

السيسي للصيادين: “مش عايز أخسّرك بس عايزك تصبر”.. الأربعاء 21 مايو 2025م.. السيسى يجامل العدو الأول لثوار يناير ويخصص 60 ألف متر مربع للسفاح حبيب العادلى على حساب ملاك الحزام الأخضر

السيسي للصيادين: “مش عايز أخسّرك بس عايزك تصبر”.. الأربعاء 21 مايو 2025م.. السيسى يجامل العدو الأول لثوار يناير ويخصص 60 ألف متر مربع للسفاح حبيب العادلى على حساب ملاك الحزام الأخضر

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*الأمم المتحدة: تعديلات “الإجراءات الجنائية” تقوض العدالة وتمنح غطاء للتعذيب

وجّهت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة صفعة حادة لسلطات عبدالفتاح السيسي، متهمة إياها بتقويض العدالة وشرعنة ممارسات تعذيب ممنهجة من خلال مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي أقره مجلس النواب نهاية أبريل الماضي.

التقرير الأممي، الذي تسلّمت الحكومة نسخة منه في 16 مايو الجاري، وصف التعديلات التشريعية الأخيرة بأنها توسّع من صلاحيات النيابة العامة والشرطة، وتقيد حقوق المتهمين والمحامين، وتسمح بإجراء محاكمات عن بعد دون ضمانات كافية، ما يهدد أحد أهم أعمدة دولة القانون: الحق في المحاكمة العادلة. 

“عدالة عن بُعد” بلا ضمانات
من أبرز ما أثار قلق اللجنة الأممية اعتماد القانون الجديد نظام “المحاكمات عن بعد” في غياب ضمانات جوهرية للمتهمين، ما يفتح الباب أمام ما وصفته اللجنة بـ”إجراءات استثنائية تُفقد العدالة معناها”، لا سيما في القضايا ذات البعد السياسي أو تلك التي تتعلق بحرية التعبير.

كما انتقد التقرير منح النيابة العامة سلطة شبه مطلقة في حجب ملفات القضايا ومحاضر التحقيقات عن المحامين بدعوى “مصلحة التحقيق”، إلى جانب توسع صلاحياتها في الحبس الاحتياطي، وهو ما وصفته اللجنة بأنه “باب مفتوح للانتهاك دون رقابة قضائية حقيقية”. 

الطوارئ.. باقية رغم إلغائها
رغم إعلان إنهاء حالة الطوارئ في أكتوبر 2021، أكدت اللجنة استمرار ما سمته “الطوارئ المقنّعة”، مشيرة إلى أن عبدالفتاح السيسي، ما يزال يحتفظ بصلاحيات استثنائية، أبرزها تعيين قضاة محاكم أمن الدولة طوارئ، وإيقاف التحقيقات، والمصادقة أو تعديل أو تعليق الأحكام.

وأبدت اللجنة قلقها من استمرار محاكم الطوارئ في نظر القضايا المُحالة قبل إنهاء الطوارئ، ووصفتها بـ”إجراءات استثنائية تفتقر للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة”، في إشارة ضمنية إلى استمرار محاكمة معارضين سياسيين خارج منظومة القضاء الطبيعي. 

قوانين الإرهاب.. أدوات قمع مُمأسسة
وسلّط التقرير الضوء على ما اعتبره “إفراطًا في استخدام القوانين الاستثنائية”، مشيرًا إلى أن قوانين مكافحة الإرهاب والكيانات الإرهابية تمنح الأجهزة الأمنية سلطات غير محدودة في توقيف المشتبه بهم دون إشراف قضائي فعلي، ما يخلق بيئة خصبة للتعذيب والانتهاكات. 

سجون جديدة.. وانتهاكات قديمة
ورغم إشادة اللجنة ببعض الخطوات الإيجابية للحكومة – مثل بناء مراكز تأهيل حديثة وتوسيع العفو الرئاسي والإفراج عن المحبوسين في قضايا مالية – فإنها شددت على أن ذلك لم يغيّر من واقع الانتهاكات المستمرة داخل أماكن الاحتجاز.

أشارت اللجنة إلى تقارير موثقة حول استمرار الاكتظاظ، وسوء الأوضاع الصحية، وغياب البدائل القانونية للحبس، والتوسع في الحبس الاحتياطي بشكل منهجي، خاصة في القضايا السياسية. كما نبهت إلى أن قرارات العفو والإفراج غالبًا ما تستثني المعتقلين السياسيين أو سجناء الرأي. 

منظومة العدالة في مهب الريح
وأكد محمد لطفي، مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، أن التقرير الأممي يشكل “تذكيرًا للحكومة بأن إعلان إنهاء الطوارئ لم يُنهِ آثارها”، مشددًا على استمرار تأثير تلك القوانين على ملفات مثل قضية الناشط علاء عبد الفتاح والمدوّن محمد أكسجين، وغيرهم من السجناء السياسيين.

وقال لطفي، إن مشروع القانون الجديد لا يهدد فقط الضمانات القضائية، بل “يحمي منتهكي الحقوق من المحاسبة عبر صيغ قانونية تعيق ملاحقة موظفين عموميين وأفراد أمن ارتكبوا انتهاكات ضد المدنيين”. 

أصوات معارضة داخلية تتلاشى أمام البرلمان
الرفض لم يكن دوليًا فقط. فعلى المستوى المحلي، سبق أن وجّه المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة مناشدة للرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم التصديق على مشروع القانون، محذرًا من “عوار دستوري وقانوني” في العديد من مواده.

كما أبدت نقابة الصحفيين والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية وحقوقيون بارزون اعتراضهم على النصوص التي اعتبروها “انتكاسة للحقوق الدستورية”، بما في ذلك فرض قيود على الاستشكال في الأحكام، وتوسيع إجراءات التحفظ على الأموال، واستخدام الأسورة الإلكترونية كبديل فضفاض للحبس الاحتياطي. 

تهديد شامل للمواطنين
وكان سبعة من المقررين الخواص في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة قد بعثوا برسالة تفصيلية إلى الحكومة في نوفمبر الماضي، حذروا فيها من خطورة القانون الجديد على حقوق المواطنين جميعًا، سواء كانوا متهمين أو ضحايا أو شهودًا أو حتى مدافعين عن حقوق الإنسان.

* من الإرهاب إلى البراءة.. كيف يستخدم النظام القضاء لأهدافه السياسية؟

أصدر المستشار حازم حسين الجيزاوي، رئيس مكتب تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية ورئيس محكمة الاستئناف قرارًا مفاجئًا بإلغاء إدراج عشرات المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”أنصار بيت المقدس” من قوائم الإرهاب وتقدمت جدلًا واسعًا على المستويين الداخلي والخارجي، وتطرح تساؤلات عديدة حول الرسائل التي يريد نظام الانقلاب العسكري في مصر إرسالها، وحساباته السياسية، بالإضافة إذا ما كان هناك تحولات داخل السلطة أو صراعات داخل الأجهزة الأمنية.

حساب النظام وأبعاده

الحكم التي أصدره الجيزاوي لا يمكن فصله عن فلسفة نظام الانقلاب، الذي يستخدم القضاء كأداة لتصفية أي صوت معارض منذ انقلاب 2013، وذلك بعد إدراجه آلاف المعارضين على قوائم الإرهاب، وبقرارات غيابية، مما يجعل القضاء المصري أداة للانتقام السياسي أكثر منها أداة فعالة حقاً لمكافحة الإرهاب.

فرفع الأسماء الآن يأتي بعد العرض من محكمة النقض، ليتحول إلى انعكاسات سياسية داخلية وخارجية، وربما صراعات داخل السلطة نفسها، حيث قد يكون النظام العسكري الداخلي في حاجة لتغيير أوراقه في اختلافات متعددة.

رسائل النظام العسكري للداخل

هذه المحاولة من قبل النظام يحفز الضغط الداخلي المتزايد، خصوصًا في ظل العمليات المسلحة في شمال سيناء منذ مطلع 2023، ما حدد الحاجة إلى استخدام ملف “أنصار بيت المقدس” كذريعة لتبرير حملة القمع ضد المعارضين، فقد يُقرأ رفع الأسماء بشكل مباشر من منظمات الإرهاب كخطوة مهمة لتحسين صورة النظام أمام الجمهور العام المصري، خاصة بعد سنوات من استخدام هذه القضية لتصفية الحسابات السياسية واعتقال معارضين لا علاقة لهم بالإرهاب.

ويبدو أن النظام المصري يسعى من خلال هذا القرار إلى تهدئة الأوضاع الداخلية، خاصة في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وقد يكون الهدف هو امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، من خلال تقديم تنازلات شكلية تظهر النظام بمظهر المتسامح والمصلح.

رسائل النظام العسكري للخارج

على الصعيد الخارجي، تأتي قوى جديدة في ضغوط متزايدة على مصر بالإضافة إلى ملف حقوق الإنسان، خاصة من الاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة، الذين ما زالوا يؤيدون استخدام القانون وليس لقمع الاحتجاجات والمعارضين، وقد يكون رفع أسماء المتهمين في قضيةأنصار بيت القدس” محاولة من النظام لعدم الرضا عن علاقاته مع شركاءه الأوروبيين، خصوصًا في مفاوضات دولية، فهو يحاول بهذه الطريقة، أن يسوق هذه الأحكام عل أنها خطوة إصلاحية لملف حقوق الإنسان للتخلص من الانتقادات الدولية دون التوصل إلى نتيجة سياسية سريعة، خاصة في ظل المفاوضات المصرية المتواصلة للحصول على مساعدات جديدة أوروبية أو من صندوق النقد الدولي.

هل هناك أمر خفي داخل السلطة؟

قد يشير القرار إلى وجود تحولات داخلية في مراكز القوة داخل النظام، أو إلى صراعات بين الأجهزة الأمنية والقضائية، وقد يكون هناك رغبة من بعض الأطراف في النظام لإعادة تقييم السياسات الأمنية المتبعة، أو لتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي.

كما قد يكون نظام الانقلاب العسكري يحاول احتواء انقسامات داخلية أو إعادة ترتيب تحالفاته في ظل ضغوط اقتصادية وسياسية متزايدة وانهيار اقتصادي متسارع، كما أن خصوصية ملفات الإرهاب قد تكون جزءًا من سياساته المتكررة التي يوجهها حسب احتياجاته في السلطة أو تقليل التنوع مع بعض الكيانات أو الدول المجاورة، وهذه الخطوة قد تكون أيضًا محاولة تحفيز الاحتجاج السياسي الداخلي، في ظل تزايد الانتقادات والاحتجاجات ضد سياسات النظام المستبد.

ردود فعل المعارضة والحقوقيين

من جانب المعارضين ومنظمات حقوق الإنسان، يُنظر إلى هذه القرارات القضائية المسيسة على أنها مبادرة لا تغي حقيقة أن النظام العسكري يستخدم مكافحة الإرهاب كأداة لقمع الاحتجاجات الشعبية، فرفع الأسماء  من قوائم الإرهاب لا يُعوض عن سنوات من الاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية، وتجريم السياسة النقدية، وتجميد الأموال، ومنع السفر، وسحب جوازات السفر التي نالت المعارضين ولم تثبت إدانتهم بأي نشاط إرهابي حقيقي، كما أن الحكم الصادر لا يعني بالضرورة إطلاق سراحهم بشكل أساسي أو إعادة حقوقهم، بل هو مجرد تصفية جزئية قد تكون جزءًا من لعبة سياسية واسعة، أو زوبعة إعلامية لتمرير بعض الصفقات الدولية، أو توجيه رسائل داخلية أو خارجية.

القرار في الوقت نفسه نشأ من حالة الغموض ليفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول استقلال القضاء في مصر، إذ هناك تساؤلات عن مدى شفافية النظام واستعداده لتغيير سياساته القمعية بشكل حقيقي، ونتيجة لذلك، بدأ استخدام أداة القضاء كأداة سياسية متحكم فيها بتوجيهاته، ويمكن رؤية قوانين مكافحة الإرهاب التي استُخدمت لتكميم الأفواه وتصفية الأصوات المعارضة

توقعات مستقبلية

من غير المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تغييرات جوهرية في السياسات القمعية للنظام المصري، فقد يستمر النظام في استخدام القوانين القمعية والأجهزة الأمنية للسيطرة على المعارضة، مع تقديم تنازلات شكلية لتحسين صورته.

الخلاصة

يُظهر قرار إلغاء إدراج متهمي “أنصار بيت المقدس” من قوائم الإرهاب محاولة من النظام المصري لإعادة تشكيل صورته داخليًا وخارجيًا، إلا أن هذه الخطوة تظل محدودة في تأثيرها، ما لم تتبعها إصلاحات حقيقية تضمن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويسلط الضوء على خطر استخدام القضاء كأداة للهيمنة السياسية، ويؤكد أن النظام في سياساته الاستبدادية العسكرية تهدف إلى التحكم الكامل في حياة المصريين، ويظل المستقبل السياسي في مصر معلقًا على مدى قدرة المجتمع المدني على مواجهة هؤلاء المتأثرين والكشف عن زيف التتبعات الشكلية التي لم تتغير من جوهر الاستبداد

 

*تحويل القاهرة إلى “سوليدير بيروت”.. هل تبيع مصر قلب عاصمتها للمستثمرين؟

ذكر موقع سيمافور أن خطط الحكومة المصرية لتجديد وسط البلد بالقاهرة، التي تعود إلى عقود، بدأت تثير قلق سكان العاصمة، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار. المشروع الذي يهدف إلى تطوير قلب القاهرة التاريخي أثار مخاوف من تكرار نموذج بيروت، حيث أدت إعادة إعمار وسط المدينة في التسعينيات إلى تحويله إلى منطقة نخبويّة باهتة.

شُيّد وسط القاهرة في أواخر القرن التاسع عشر مستلهماً من العواصم الأوروبية، بطرقه الواسعة وعماراته الكبرى. لكن مع التحولات الاقتصادية والسياسية خلال العقود الماضية، تغيّر طابعه من حيّ للطبقة الراقية إلى منطقة تحتضن أنشطة تجارية وثقافية وسكانًا من الطبقة العاملة. ورغم محاولات الحكومة تجديد هذا القلب الحضري، أطلق العبار تصريحات شبّه فيها خطته لتطوير القاهرة بمشروع “سوليدير” اللبناني، ما أشعل الجدل حول احتمالات محو الطابع التاريخي والاجتماعي للمنطقة.

قلّل المسؤولون المصريون من أهمية كلام العبار، وأوضحوا أنه مجرد مقترح بين عدة عروض استثمارية تخضع للدراسة. أكّد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الدولة ستنقل الوزارات تدريجياً إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وأن المباني الحكومية القديمة ستُخصّص لجذب استثمارات عالية المستوى، دون أن يشير إلى خطط واضحة لحماية سكان المنطقة الحاليين أو الحفاظ على طابعها الاجتماعي.

حذّر المعماري أحمد زعزع من أن تتحول القاهرة إلى نسخة أخرى من بيروت إذا تغلّبت الرؤية الحصرية على الاعتبارات المجتمعية. أشار إلى أن وسط بيروت صار شبه مهجور بعد ساعات العمل نتيجة طرد الأنشطة الشعبية وسكانها، وهو ما قد يتكرر في القاهرة إذا سيطر الاستثمار العقاري الفاخر على المشهد.

أعرب إسماعيل شرارة، أحد سكان وسط البلد، عن قلقه من موجة غلاء متوقعة تفتقر لأي مبرر حقيقي. طالب الدولة بالحفاظ على ملكيتها للمنطقة لأنها قضية وطنية، وليست مجرد صفقة استثمارية. وأضاف أن بيع قلب العاصمة أو تسليمه لمستثمرين خليجيين قد يُفقد المدينة طابعها المتنوع وشخصيتها التاريخية.

أما شركة “الإسماعيلية للاستثمار العقاري”، التي تقود منذ 2008 جهود ترميم مبانٍ تاريخية في وسط القاهرة، فقد نأت بنفسها عن رؤية العبار، مشددة على أن هدفها لا يكمن في تحويل المنطقة إلى مشروع فاخر منبتّ عن هويتها الأصلية. وأكّد متحدث باسم الشركة أن الحفاظ على التراث يمثّل جوهر رؤيتهم، مع محاولة إحياء المنطقة بأسلوب يربط بين الحاضر والماضي.

وفي ختام التقرير، أكد موقع سيمافور أن الجدل حول تطوير وسط القاهرة يعكس التوتر القائم بين الطموحات الاستثمارية الخارجية والاحتياجات المحلية. وبينما ترى الدولة في الخليج شريان حياة اقتصاديًا، يرى سكان القاهرة في هذا التدخل تهديدًا لهويتهم ومساحتهم التاريخية المشتركة.

*أموال بالملايين خارج النظام المصرفي.. قضية نوال الدجوي تفتح ملف تخزين الدولارات داخل المنازل في مصر وتبعاتها على الاقتصاد

أعادت واقعة بلاغ السرقة المقدَّم من سيدة الأعمال المصرية نوال الدجوي، رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، إلى الواجهة واحدة من أكثر القضايا حساسية في الاقتصاد المصري، وهي امتلاك المواطنين احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية والمعدن النفيس خارج الأطر المصرفية الرسمية.

ففي تفاصيل الواقعة التي نقلتها الصحف المصرية، أفادت الدجوي أنها تعرضت لسرقة مبالغ مالية كبيرة كانت تحتفظ بها داخل إحدى الخزائن في فيلتها الكائنة بمدينة 6 أكتوبر، حيث تم تغيير أرقام الخزائن دون علمها، وهو ما دفعها لتقديم بلاغ رسمي فُتح على إثره تحقيق واسع من قبل الأجهزة الأمنية.

تفاصيل حادث نوال الدجوي

في أقوالها أمام جهات التحقيق، أوضحت الدجوي أنها تقيم عادة في منطقة الزمالك، غير أن لديها فيلا أخرى بمدينة 6 أكتوبر، تحتوي على ثلاث خزائن حديدية كبيرة داخل غرفتها، كانت تستخدمها لحفظ مستندات وأوراق خاصة، إلى جانب مبالغ مالية ضخمة قالت إنها ميراث عائلي.

وكشفت أن المحتويات المسروقة شملت خمسين مليون جنيه مصري، وثلاثمائة وخمسين ألف جنيه إسترليني، وثلاثة ملايين دولار أمريكي، إضافة إلى خمسة عشر كيلوجراماً من الذهب.
وهو ما أثار حالة من الجدل العام، ليس فقط حول الواقعة في حد ذاتها، وإنما بشأن مدى شيوع ظاهرة تخزين العملات الأجنبية خارج البنوك، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة حادة في توافر العملة الصعبة.

أزمة العملة الأجنبية في مصر

قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي والخبير الاقتصادي البارز، في تصريحاته لـ”عربي بوست”، إن السيولة النقدية في السوق المصري تُقدَّر بنحو 6.5 تريليون جنيه مصري، ما يعكس حجم التداول المالي الكبير. وينتظم نحو 4.5 تريليون جنيه منها داخل القطاع المصرفي.

في المقابل، حسبما يقول العمدة، يحتفظ الأفراد بتريليوني جنيه تقريباً خارج البنوك، ما يعكس تفضيل شريحة واسعة من الناس الاحتفاظ بالسيولة النقدية للمعاملات اليومية أو غير الرسمية. وفيما يخص العملات الأجنبية، ذكر العمدة أن حجمها كبير لكن يصعب تحديده بدقة لتنوع مصادرها وطبيعة المعاملات الخارجية، خاصة التحويلات من المصريين العاملين بالخارج والاستثمارات الأجنبية.

الثقة في النظام المصرفي وسلوك رجال الأعمال

عزا العمدة ميل العديد من رجال الأعمال إلى الاحتفاظ بأموالهم خارج النظام المصرفي، سواء في المنازل أو الخزائن الخاصة، إلى طبيعة التعاملات التجارية الكبيرة التي تتطلب سيولة فورية، بالإضافة إلى وجود صفقات غير معلنة تحتاج إلى مرونة مالية لا توفرها القنوات البنكية التقليدية. ورأى العمدة أن هذا السلوك، على الرغم من كونه متوقعاً في اقتصاد حيوي مثل الاقتصاد المصري، يمثل تحدياً لجهود الحكومة في تعزيز الشمول المالي.

يُذكر أنه ومنذ العام 2022، دخلت مصر في دوامة أزمة متصاعدة تتعلق بتوافر العملة الأجنبية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، نتيجة تضافر عوامل محلية ودولية. في مقدمة الأسباب الخارجية جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، التي أحدثت اضطراباً حاداً في سلاسل الإمداد العالمية، ورفعت أسعار السلع الأساسية بصورة مفاجئة، وهو ما حمَّل الميزان التجاري المصري أعباء إضافية، خصوصاً أن البلاد تعتمد على استيراد القمح والطاقة من الخارج.

وتزامن ذلك مع موجة تشديد نقدي عالمي بقيادة الولايات المتحدة، التي رفعت أسعار الفائدة على الدولار، ما دفع رؤوس الأموال الأجنبية إلى مغادرة الأسواق الناشئة، ومن بينها مصر التي خسرت قرابة عشرين مليار دولار من استثمارات المحافظ خلال فترة وجيزة.

داخلياً، عمَّقت الأزمة أوجه الخلل الهيكلي في الاقتصاد المصري، وعلى رأسها انخفاض تحويلات العاملين بالخارج من 15.5 مليار دولار إلى نحو 12 ملياراً في النصف الثاني من عام 2022، بسبب انتشار السوق السوداء التي باتت تقدم أسعاراً أعلى بكثير من السعر الرسمي، ما دفع المصريين في الخارج إلى التحويل بطرق غير رسمية.

كما تأثرت عائدات السياحة سلباً بفعل التوترات الإقليمية، وانعكس ذلك على قناة السويس أيضاً، رغم كونها أحد المصادر المستقرة للعملة الأجنبية. هذا النقص الحاد في السيولة الدولارية دفع الدولة إلى فرض قيود صارمة على الاستيراد والتحويلات، ما أدى بدوره إلى تفاقم الأزمة بدلاً من احتوائها.

ظاهرة اقتصادية
في حين يرى الخبير المصرفي عز الدين حسانين أن احتفاظ بعض الأفراد في مصر بمبالغ مالية كبيرة، تصل إلى 300 مليون جنيه، في منازلهم بدلاً من إيداعها في البنوك، يمثل ظاهرة تعكس عدة عوامل اقتصادية وسلوكية مرتبطة بالوضع الاقتصادي الراهن في البلاد.

ففي ظل التحديات الاقتصادية التي تشهدها مصر، كارتفاع معدلات التضخم، وتقلبات أسعار الصرف، والقيود المفروضة على التعاملات المصرفية، يجد بعض الأشخاص في هذا الأسلوب وسيلة لتجنب القيود على عمليات السحب والإيداع، خاصة إذا كانت الأموال تتضمن عملات أجنبية أو كميات كبيرة من الذهب، التي تُعد أصولاً آمنة في أوقات الاضطراب الاقتصادي.

من جانبها، وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، قالت النائبة مها عبد الناصر، عضو البرلمان المصري، في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست”، إن تحديات السياسات النقدية ومشكلات سحب العملات الأجنبية تؤثر على سلوك المواطنين في إدارة أموالهم، وتدفع العديد منهم إلى حفظ أموالهم في المنازل بدلاً من إيداعها في البنوك، خاصة في ظل وجود التزامات مالية بالعملات الأجنبية.

ووفقاً لتصريحات النائبة مها عبد الناصر، فإن هذا السلوك يتفاقم بشكل خاص بين الأفراد والشركات الذين لديهم التزامات مالية بالعملات الأجنبية، مثل الشركات العاملة في مجال الاستيراد والتصدير، أو الأفراد الذين يتعاملون في معاملات دولية.

أزمة سقف السحب والقيود على العملات الأجنبية

في سياق الحديث عن حدود السحب النقدي، نوه الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي والخبير الاقتصادي البارز، إلى أن القيود على سحب الجنيه المصري شهدت مرونة أكبر مؤخراً، ما يعكس تحسناً في إدارة السيولة المحلية. لكنه استدرك بأن العملات الأجنبية لا تزال تخضع لضوابط صارمة، حيث يسهل التعامل مع المبالغ المتوسطة نسبياً، بينما تخضع المبالغ الكبيرة لتدقيق مكثف من البنوك.

وعزا هذه القيود إلى ضرورة الحفاظ على الاحتياطيات من العملة الأجنبية في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتقلبات أسواق الطاقة.

ومع استقرار سعر الصرف بعد تدخلات البنك المركزي، لاحظ العمدة تباطؤاً في وتيرة سحب الأموال من البنوك، ما ساهم في تحقيق استقرار نسبي في السوق.

أوضح العمدة أن لرجال الأعمال معاملات مشروعة تمنحهم قدراً أكبر من المرونة في التعامل بالعملات الأجنبية، سواء لأغراض استثمارية أو تجارية. ومع ذلك، أكد على استمرار القيود على استقبال وسحب العملات الأجنبية، مع وجود مساءلة قانونية لبعض الأفراد لضمان الشفافية.

لكن مها عبد الناصر ترى أن أسباب اللجوء إلى حفظ الأموال في المنازل هي:

صعوبات سحب العملات الأجنبية:
إذ تشير النائبة إلى أن القيود المفروضة على سحب العملات الأجنبية من البنوك، سواء بسبب نقص السيولة الدولارية أو السياسات النقدية المتبعة، دفعت الأفراد إلى تفضيل الاحتفاظ بالعملات الأجنبية في المنازل لضمان توافرها عند الحاجة.

عدم الاستقرار الاقتصادي:
التقلبات في سعر الصرف وارتفاع التضخم يزيدان من قلق المواطنين بشأن قيمة مدخراتهم، ما يدفعهم إلى تجنب المخاطر المرتبطة بالنظام المصرفي.

الالتزامات الخارجية:
الأفراد والشركات الذين لديهم التزامات مالية بالعملات الأجنبية، مثل سداد قروض أو دفعات مستحقة لموردين أجانب، يفضلون الاحتفاظ بالعملات الأجنبية في متناول اليد لتجنب أي تأخير أو تعقيدات.

حالات الاعتقال
فيما يتعلق بحالات القبض على أفراد يسحبون دولارات قادمة من الخارج، أكد العمدة أن امتلاك المصريين لمدخرات بالعملات الأجنبية أمر طبيعي، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية التي تشجع الأفراد على الاحتفاظ بأصول آمنة كالدولار. لكنه أشار إلى لجوء الدولة لتطبيق القوانين لتنظيم هذه العمليات خلال الأزمات بهدف الحد من التلاعب في السوق أو تهريب العملات.

كانت السلطات المصرية قد ألقت القبض في يناير/كانون الثاني 2025 على صانع المحتوى التعليمي أحمد أبو زيد، صاحب قناة “دروس أونلاين”، بتهمة الاتجار في العملات الأجنبية، بعد العثور على مبالغ دولارية بحوزته. هذه الواقعة فتحت الباب أمام تساؤلات قانونية واقتصادية بشأن طبيعة الأموال التي يتلقاها العاملون في المجال الرقمي من الخارج، سواء عبر منصات مثل يوتيوب أو من خلال شركات التكنولوجيا الدولية.

لم توضح السلطات ما إذا كانت هذه الأموال ناتجة عن مصادر قانونية أم لا، فيما أشار بعض النواب إلى أن نشاط أبو زيد التعليمي والإعلامي لا ينسجم مع وصف “تاجر عملة”، وطالبوا بالإفراج عنه والتحقيق معه دون حبس احتياطي، الأمر الذي سلّط الضوء على هشاشة الفهم الرسمي لطبيعة الاقتصاد الرقمي وسبل تقنينه، في وقت لا تزال فيه القوانين المالية عاجزة عن اللحاق بالتطور التكنولوجي.

السوق السوداء… مرآة الأزمة ونتيجتها

عجز النظام المصرفي عن تلبية الطلب على الدولار أدى إلى بروز السوق السوداء كقناة موازية لتوفير العملة الصعبة، حيث تجاوز سعر الدولار في السوق غير الرسمية حاجز 70 جنيهاً في منتصف عام 2024، بينما ظل السعر الرسمي مستقراً عند حدود 31 جنيهاً.

ولم تفلح حتى صفقات كبرى مثل صفقة “رأس الحكمة”، التي ضخت فيها الإمارات نحو 35 مليار دولار، في القضاء على السوق الموازية، إذ سرعان ما عادت للانتعاش عقب فرض قيود مصرفية جديدة في يونيو من نفس العام، لتظل الفجوة قائمة بين السوقين، ما شجع على المزيد من “الدولرة” في أوساط الأفراد والشركات.

لذلك فقد لفت العمدة إلى أن السوق السوداء تستفيد من تخوف المواطنين من الاستفسارات البنكية حول مصادر أموالهم، مما يدفعهم للجوء إلى قنوات غير رسمية للحصول على العملات الأجنبية.

كما أرجع ظاهرة الاحتفاظ بالأموال في المنازل إلى تأخر انتشار تطبيقات الدفع الإلكتروني في مصر، حيث لا يزال العديد من المعاملات اليومية يعتمد على النقد. وأوضح أن ضعف البنية التحتية للدفع الإلكتروني يشجع الأفراد على تفضيل الاحتفاظ بالسيولة النقدية، ما يقلل من فاعلية السياسات المالية التي تهدف إلى تعزيز الشمول المالي.

دعوة لإصلاحات اقتصادية شاملة

قال العمدة إن ظاهرة اكتناز الدولارات في المنازل لها تأثير بالغ السوء على مناخ الاستثمار في مصر، وعلى الاقتصاد بشكل عام، مؤكداً أن “اللي بيحصل دا بيخلق حالة من عدم الثقة بين المواطن والدولة”.

وأضاف: “لما الناس تبدأ تسحب العملة الأجنبية من السوق وتخزنها في البيوت، فإحنا مش بس بنتكلم عن تصرف فردي، إحنا قدام ظاهرة بتعمل خلل في سوق العملة الأجنبية وبتأثر على الاستقرار النقدي“.

وأوضح العمدة أن استمرار هذا السلوك يؤدي إلى سحب كميات كبيرة من الدولار من السوق الرسمي، وبالتالي تزداد الأزمة عمقاً، قائلاً: “كل ما الدولار يختفي من السوق، كل ما الضغط يزيد على الجنيه، والمستثمرين كمان بيبدأوا يقلقوا، لأنهم بيشوفوا إن الوضع غير مستقر“.

وتابع: “في النهاية، اللي بيحصل دا بيقوض مجهودات الدولة والبنك المركزي، وبيفتح الباب قدام السوق السوداء“.

اختتم العمدة تصريحاته بمطالبة الحكومة بتخفيف القيود على العملات الأجنبية وتطوير البنية التحتية للدفع الإلكتروني، مؤكداً أن هذه الخطوات ستشجع المواطنين ورجال الأعمال على إيداع أموالهم في البنوك.

وأكد أن تعزيز الثقة في النظام المصرفي سيسهم في زيادة السيولة داخل القطاع المصرفي، ما يدعم الاستثمارات وينشّط الاقتصاد الوطني. وشدد على أن تحقيق انتعاش اقتصادي مستدام يتطلب سياسات مرنة وشفافة، بالإضافة إلى تحسين الخدمات المالية الرقمية لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال.

استعادة الثقة

فيما ركزت النائبة في البرلمان المصري مها عبد الناصر، على دور الحكومة في استعادة ثقة المواطنين بالنظام المصرفي، وأوصت بما يلي:

  • إرسال رسائل طمأنة: يجب على الحكومة تبني خطاب واضح وشفاف يؤكد أمان الأموال في البنوك، مع تقديم ضمانات ملموسة للمودعين. يمكن أن يشمل ذلك توضيح الإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية الودائع وتعزيز السيولة.
  • تعزيز الاستقرار المالي: اقترحت النائبة أن تعمل الحكومة على استقرار سوق الصرف وتوفير العملات الأجنبية بشكل كافٍ لتلبية احتياجات السوق، مما يقلل من الحاجة إلى الاحتفاظ بالعملات في المنازل.
  • تشجيع الاستثمار: شددت على أهمية تحفيز المواطنين والشركات على إيداع أموالهم في البنوك من خلال تقديم حوافز، مثل فوائد تنافسية أو برامج تمويل ميسّرة، ما يعزز النشاط الاقتصادي ويحفز الأعمال التجارية.
  • توضيح عدم وجود أزمة مصرفية: أكدت النائبة على ضرورة أن تنفي الحكومة بشكل قاطع أي شائعات حول وجود أزمة في سحب الأموال من البنوك، مع تقديم بيانات واضحة تثبت استقرار النظام المصرفي.

وبخصوص البرلمان، فقد قالت النائبة إن البرلمان لن يتدخل بتشريعات لتنظيم سلوك الأفراد في حفظ أموالهم، معتبرة أن هذا الأمر يندرج ضمن نطاق الحرية الشخصية. وأوضحت أن فرض تشريعات لإجبار المواطنين على إيداع أموالهم في البنوك قد يكون له تأثير عكسي، إذ يمكن أن يزيد من عدم الثقة في النظام المالي. بدلاً من ذلك، دعت إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع المواطنين إلى هذا السلوك، مثل تحسين السياسات النقدية وزيادة الشفافية في التعاملات المصرفية.

لماذا يهرب المواطن من البنوك؟

من جانبه قال كريم العمدة إن العملاء في البنوك المصرية يواجهون سلسلة من التحديات اليومية، تبدأ من الازدحام الشديد والطوابير الطويلة، وتمتد إلى الإجراءات البيروقراطية المرهقة، حتى في أبسط المعاملات. كما إن كثيراً من المواطنين يضطرون إلى تقديم وثائق متعددة لإجراء تحويل بسيط أو لسحب مبالغ مالية من حساباتهم، مع ما يصاحب ذلك من توتر وشك في أن النظام المصرفي لا يعمل لمصلحتهم.

كما قال في تصريحاته، إنه رغم الحديث المتكرر عن التحول الرقمي، تعاني الخدمات الإلكترونية البنكية من أعطال متكررة وضعف في الأداء، ما يدفع الكثيرين للعودة إلى الفروع التقليدية. كذلك فإن القيود المشددة على التحويلات الدولية، خاصة للطلبة والمرضى، تجعل من البنوك جهة طاردة لا جاذبة، في وقت تتعاظم فيه الحاجة إلى خدمات مالية أكثر مرونة.

من جانبه، أشار حسانين إلى أن سلوك الاحتفاظ بالأموال في المنازل قد يكون مدفوعاً بالرغبة في تحقيق سيولة نقدية فورية ومتاحة في أي وقت، بعيداً عن الإجراءات البنكية التي قد تتسم بالبطء أو التعقيد، أو بهدف الحفاظ على السرية المالية وتجنب رقابة البنوك والهيئات المعنية.

كما يمكن أن يعكس هذا التوجه رغبة البعض في الحصول على مرونة أكبر في إدارة أموالهم، خاصة في ظل الصعوبات التي قد تعترض المعاملات المالية الرسمية، مثل متطلبات الإفصاح أو الضرائب.

ومع ذلك، أكد حسانين على أن هذه الممارسة تنطوي على مخاطر قانونية كبيرة، لا سيما إذا كانت الأموال مرتبطة بأنشطة استثمارية غير مشروعة أو غير رسمية، كالتهرب الضريبي أو غسيل الأموال، ما قد يعرض أصحابها لعقوبات قانونية مشددة.

*السيسى يجامل العدو الأول لثوار يناير .. تخصيص 60 ألف متر مربع للسفاح حبيب العادلى على حساب ملاك الحزام الأخضر

في خطوة فجّرت موجة من الغضب بين ملاك الأراضي بالحزام الأخضر بمدينة 6 أكتوبر، نشرت “الوقائع المصرية” – الجريدة الرسمية – قرارًا وزاريًا صادرًا عن وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، باعتماد تعديل تخطيط وتقسيم قطعة أرض مملوكة لـ”حبيب إبراهيم حبيب العادلي”، وزير داخلية المخلوع حسني مبارك،  ، لإقامة مشروع سكني على مساحة 14.33 فدان (نحو 60 ألف متر مربع)، بمقابل عيني عبر التنازل عن نصف المساحة في موقع بديل.

يأتى ذلك فى مجاملة مستفزة من السيسى لثورا يناير والشعب المصرى ، حيث يعتبر “العادلى ” العدو الأول الأول لثورة يناير ، حيث اشتعلت المظاهرات فى 11 يناير 2011 ، فى البداية ضد انتهاكات وإجرام وتعذيب شرطة حبيب العادلى بالسجون والمعتقلات .

القرار، الذي يحمل رقم 801 لسنة 2023، صدر بتاريخ 16 سبتمبر 2023، ويقضي بتحويل النشاط من زراعي إلى سكني، مع اعتماد التصميمات الهندسية والمخططات الخاصة بالمشروع، ومنح العادلي تسهيلات تشمل الموافقة على تعديل النشاط دون تحصيل رسوم تحويل كما هو الحال مع باقي ملاك الأراضي بالحزام الأخضر، الذين يطالبون بدفع ما يصل إلى 2500 جنيه للمتر الواحد لتقنين أوضاعهم وتحويل نشاط أراضيهم من زراعي إلى عمراني، رغم امتلاكهم عقودًا موثقة ونهائية منذ أكثر من 20 عامًا.

وقفات احتجاجية

ويُعد هذا القرار سابقة لافتة في ظل التوتر المستمر بين حكومة الانقلاب والمواطنين الذين اشتروا آلاف الأفدنة من شركة “6 أكتوبر الزراعية لاستصلاح الأراضي” على مدى عقود، قبل أن تُعلن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عن إلغاء تخصيص تلك الأراضي، مطالبة المتعاملين مع الشركة بتقنين أوضاعهم مجددًا وفق شروط مالية صارمة.

وأدّى ذلك إلى صدامات قانونية ووقفات احتجاجية، وسط اتهامات لحكومة الانقلاب بالتنصل من عقود موثقة وتغيير النشاط لصالح مشاريع استثمارية محمية بقرارات وزارية.

فساد مالي

وبحسب القرار الجديد، تُخصص الأراضي لصالح العادلي لإقامة فيلات منفصلة وشبه متصلة ومتصلة على النحو الذي ينظمه المخطط التفصيلي، مع التزام حكومة الانقلاب بتوفير بديل له في حال التنازل عن نصف الأرض، ما يطرح تساؤلات حول المساواة في تطبيق القانون، ومبررات تقديم هذه التسهيلات لوزير داخلية المخلوع الذى أدين في قضايا فساد مالي واستغلال نفوذ، في الوقت الذي يطالب فيه آلاف المواطنين بسداد مبالغ ضخمة أو مواجهة الإزالة وعدم الاعتراف بحقوقهم التاريخية.

يُشار إلى أن جذور أزمة الحزام الأخضر ترجع إلى إلغاء حكومة الانقلاب تخصيص أراضٍ كانت مملوكة لشركة “6 أكتوبر الزراعية” عام 2011، بدعوى مخالفة النشاط واستخدام الأراضي في البناء دون ترخيص. وفي عام 2019، أصدر مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية قرارًا بوضع ضوابط لتقنين الأوضاع، سمحت بتغيير النشاط من زراعي إلى سكني مقابل رسوم، وحددت اشتراطات بنائية صارمة.

ومع ذلك، يرفض العديد من الملاك دفع مقابل جديد لأراضٍ يمتلكونها بعقود نهائية مسجلة، ويؤكدون تعرضهم لتمييز سلبي مقارنة ببعض “أصحاب الحظوة” الذين يحصلون على استثناءات، كما هو الحال مع حبيب العادلي.

قرارات انتقائية

وأعرب سكان الحزام الأخضر عن تخوفهم من أن تكون قرارات دولة العسكر انتقائية، تُشرعن امتيازات خاصة لبعض الشخصيات النافذة، بينما تُقصي المواطنين العاديين الذين استثمروا أموالهم على مدار سنوات دون حماية قانونية كافية، في وقت تتصاعد فيه دعاوى قضائية يرفعها الملاك ضد حكومة الانقلاب لاستعادة حقوقهم في الأراضي التي أقيمت عليها مساكن بالفعل.

ويطرح القرار الوزاري تساؤلات حول آلية اتخاذ القرارات العمرانية في زمن العصابة، ومدى التزام حكومة الانقلاب بمبدأ المساواة أمام القانون، خصوصًا مع استمرار معاناة آلاف الأسر المهددة بخسارة استثماراتها، بينما تُسهل الطريق لعودة أسماء ارتبطت بالفساد إلى واجهة المشهد العقاري من جديد.

*ميدل إيست مونيتور: كيف سيطرت الإمارات على موانئ مصر؟

أثار حصول مجموعة موانئ أبوظبي على حقوق تطوير وتشغيل منطقة لوجستية قرب قناة السويس قلقًا واسعًا في مصر، وسط مخاوف من تأثير هذا التوسع الإماراتي على مستقبل الممر البحري الحيوي.

يركز المشروع على إدارة منطقة كيزاد شرق بورسعيد التي تمتد على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، بموجب عقد انتفاع مدته 50 عامًا وقابل للتجديد، بينما لا تحصل مصر إلا على 15% من العائدات دون إمكانية التفاوض على النسبة.

توسع إماراتي واسع

أثار المصريون تساؤلات عديدة حول تفاصيل العقود الموقعة مع الإمارات، خاصة أن الأخيرة باتت تسيطر كليًا أو جزئيًا على تشغيل وتطوير نحو نصف الموانئ التجارية المصرية البالغ عددها 16. تشمل القائمة ميناء سفاجا على البحر الأحمر بعقد مدته 30 عامًا، ورصيفين في ميناء السخنة بالتعاقد نفسه.

في مطلع العام الماضي، حصلت مجموعة موانئ أبوظبي على حق إدارة ثلاث محطات بحرية في سفاجا والغردقة وشرم الشيخ لمدة 15 عامًا قابلة للتجديد. كما وقعت لاحقًا اتفاقيتين مع الهيئة الاقتصادية لقناة السويس لبناء محطات مناولة أسمنتية في العريش وغرب بورسعيد.

شهد العام الجاري توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة النقل لإدارة منطقة لوجستية بميناء الإسكندرية، ما يعني وجودًا إماراتيًا في سبعة موانئ على البحرين الأحمر والمتوسط.

وعند إدخال ميناء رأس الحكمة المتوقع ضمن المشروع الإماراتي، إلى جانب النشاط الحالي في ميناء الأدبية وميناء نهري في المنيا وميناء جاف في مدينة العاشر من رمضان، يتجاوز النفوذ الإماراتي عشرة موانئ بحرية ونهرية وجافة.

تملك مجموعة أبوظبي أيضًا 70% من شركة النقل البحري “ترانسمار” و”ترانسكارجو إنترناشيونال” المشغلة الحصرية للحاويات في ميناء الأدبية. كما تسيطر على شركة “سفينة” للخدمات البحرية، واشترت 32% من أسهم شركة الإسكندرية لتداول الحاويات، وتسعى لشراء حصص في محطات حاويات بورسعيد ودمياط.

استراتيجية مزدوجة

يقول الخبير البحري محمود خليل إن المشروع يدخل ضمن استراتيجية إماراتية للهيمنة على موانئ البحر الأحمر ومضيق باب المندب والساحل الشرقي لأفريقيا، والوصول إلى المتوسط، وبالتالي السيطرة على سلاسل التوريد العالمية.

ويشير إلى أن الإمارات تدير حاليًا ما بين ستة إلى ثمانية موانئ مصرية، ويعتقد أن تأخر تطوير ميناء السخنة كان مقصودًا، إذ لا ترغب الإمارات في تنشيط موانئ قد تنافس موانئ دبي وأبوظبي. ويوضح أن اتفاق 2008 منح “موانئ دبي العالمية” حق تطوير السخنة بقيمة 670 مليون دولار بهدف رفع طاقته إلى مليوني حاوية سنويًا، لكنه بلغ فقط 511 ألف حاوية بحلول 2021.

وفي 2024، أعلنت الشركة أنها أنجزت 65% فقط من المرحلة الأولى للمشروع، بعد مرور أكثر من 16 عامًا على الاتفاق الأصلي.

يرى اقتصاديون أن هذه الأساليب تهدف إلى تقليص المنافسة الإقليمية أمام ميناء جبل علي، الذي احتل مرتبة متقدمة عالميًا عام 2024، بما يعزز الهيمنة الإماراتية في المنطقة.

الاختراق الإسرائيلي

يثير بعض المحللين، كحمدي المصري، احتمال ارتباط الاستثمارات الإماراتية في الموانئ المصرية بمصالح أمريكية أو إسرائيلية، عبر شركات متعددة الجنسيات تملك علاقات خفية مع هذه الأطراف. ويعزز هذا القلق تقرير صدر عام 2022 عن منصة “أفريكا إنتليجنس” الفرنسية، حذّر من التوسع الإماراتي المكثف في الموانئ المصرية.

 

*”مستقبل مصر” يستعد لتسلم إدارة بحيرة البرلس.. والسيسي للصيادين: “مش عايز أخسّرك بس عايزك تصبر”

بدأ جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الشهر الجاري، أعمال حصر أراضي بحيرة البرلس، بمحافظة كفر الشيخ، تمهيدًا لتسلّم إدارتها، وذلك بعد توليه إدارة بحيرات ناصر، والبردويل، والمنزلة، بقرارات حكومية مختلفة صدرت العام الماضي، حسبما قال مصدران أحدهما في وزارة الزراعة، والآخر في جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، في حين طلب عبد الفتاح السيسي من صيادي البحيرات المصرية، اليوم، التعاون مع الدولة للحفاظ على النظام البيئي.

سبق وأكد مصدر في «حماية وتنمية البحيرات»، أن نقل صلاحياته إلى «مستقبل مصر» ستكون له تداعيات مباشرة على أسعار الأسماك، موضحًا أن دمج هيئة الثروة السمكية في جهاز حماية وتنمية البحيرات، في عام 2021، حوّل الهيئة من جهة خدمية إلى اقتصادية، مما تسبب في رفع أسعار الأسماك، مضيفًا: «قبل 2021 كانت الدولة بتديني (الهيئة) سنويًا أكثر من مليار و79 مليون جنيه، لكن بعد التحول لجهة اقتصادية، بقى مطلوب مني تعويض المبلغ ده والإنفاق على نفسي، ولذلك رفعنا إيجارات المزارع السمكية، وده تسبب في رفع سعر الأسماك، لأن 80% من الأسماك في مصر مصدرها المزارع».

ومنذ تحوله من مشروع زراعي تابع للقوات الجوية، إلى «جهاز» بقرار رئاسي صدر 2022، ولم يُنشر في الجريدة الرسمية حتى اليوم، بدأ «مستقبل مصر» في السيطرة على قطاع الأمن الغذائي، وشملت صلاحياته الجديدة مهامًا مثل استيراد السلع الاستراتيجية وعلى رأسها القمح، بدلًا من الهيئة العامة للسلع التموينية، بالإضافة إلى إدارة بورصة السلع، وإدارة البحيرات، والمشاركة في استلام القمح المحلي من الفلاحين.

إدارة «مستقبل مصر» للبحيرات لم تنعكس حتى الآن إلا على بحيرة البردويل بشمال سيناء، التي تعتبر المصدر الأساسي للأسماك المصدرة إلى أوروبا، والتي اشتكى عدد من صياديها من القيود الجديدة التي فرضها الجهاز على نشاطهم، والتي رأوها مجحفة، ورد الجهاز على رفضهم لها بوقف الصيد تمامًا، ما أدى إلى منع مئات الصيادين من دخول البحيرة.

خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع مدينة «مستقبل مصر الصناعية»، صباح اليوم، علّق عبد الفتاح السيسي على عرض قدمه مدير الجهاز، العقيد بهاء الغنام، بشأن إدارة بحيرتي ناصر والبردويل، قائلًا: «مش بس البردويل وناصر، كمان المنزلة، وكل بحيرات مصر».

وأضاف السيسي: «مصر فيها 14 بحيرة، والبحيرات دي ثروة محتملة مش بس للدولة، للناس كمان. طول ما بنستخدمش سبل صيد جيدة، وما بنستخدمش أساليب علمية في التنمية، هيفضل دخل الصياد محدود». واختتم السيسي رسالته بمخاطبة الصيادين قائلًا: «اتعاونوا معانا كمواطنين وكصيادين، أنا مش عاوز أخسّرك، بس عاوزك تصبر سنة ولا اتنين، لأن البحيرات فيها نظام بيئي لازم نحافظ عليه».

* الاتحاد الأوروبي يشترط تنفيذ قرارات الصندوق لصرف 4 مليارات يورو لمصر

توصل مجلس الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مؤقت مع البرلمان الأوروبي لمنح مصر حزمة مساعدات مالية بقيمة 4 مليارات يورو ضمن إطار شراكة استراتيجية تهدف إلى دعم الاقتصاد المصري.

ووفقًا لبيان صادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي سيتم صرف القرض على دفعات مع ربط كل دفعة بالتقدم المرضي في تنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي للفترة 2024-2027، بالإضافة إلى تدابير سياسية إضافية سيتم الاتفاق عليها بين المفوضية الأوروبية والسلطات المصرية، وتشمل هذه التدابير تعزيز الإصلاحات الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال ودعم الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.

كما اتفق الطرفان على أن تقدم المفوضية الأوروبية تقريرًا سنويًا للبرلمان والمجلس، يتناول التقدم في تنفيذ السياسات الاقتصادية والوضع المالي والخطوات التي اتخذتها مصر نحو احترام الآليات الديمقراطية وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان.

ويُعد هذا الشرط استجابة لانتقادات منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية، التي طالبت بوضع معايير واضحة لحقوق الإنسان في إطار الشراكة مع مصر.

وتُعاني مصر من أزمة اقتصادية حادة مع ارتفاع الدين الخارجي إلى حوالي 165 مليار دولار في 2024، وتكاليف خدمة الدين المتوقعة بـ42 مليار دولار هذا العام، كما تأثرت البلاد بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر والصراع في غزة والسودان مما قلل من إيرادات قناة السويس وفاقم التضخم.

ويهدف التمويل الأوروبي الذي يُعد جزءًا من حزمة تمويل متعددة الأطراف بقيمة 20 مليار دولار مع دعم من صندوق النقد الدولي والإمارات إلى تغطية 56.7% من الفجوة التمويلية الخارجية المقدرة بـ17.7 مليار دولار حتى 2027.

وسيدعم القرض استقرار الاقتصاد الكلي، تعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وتحسين إدارة الهجرة، خاصة على الحدود مع ليبيا والسودان.

وتُعد مصر شريكًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي نظرًا لدورها في استقرار المنطقة خاصة في ظل الحرب في غزة والصراع في السودان، وفي مارس 2024 وقّع الاتحاد الأوروبي ومصر اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بقيمة 7.4 مليار يورو، تشمل 5 مليارات يورو قروضًا ميسرة و1.8 مليار يورو استثمارات و600 مليون يورو منح، منها 200 مليون يورو لإدارة الهجرة.

 وتأتي هذه الحزمة بعد صرف دفعة أولية عاجلة بقيمة مليار يورو في ديسمبر 2024، التي استثنيت من الرقابة البرلمانية بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور

كان القرض الأول لمصر والبالغ مليار يورو والذي تمت الموافقة عليه في أبريل 2024 يهدف إلى تغطية جزء من احتياجاتها التمويلية للسنة المالية 2024/2025، وضمان استقرار الاقتصاد الكلي، أما قرض التمويل متعدد الأطراف الثاني، والبالغ 4 مليارات يورو، والذي وافق عليه المجلس والبرلمان الأوروبي، فهدفه معالجة الوضع المالي الكلي المتدهور واحتياجات التمويل في البلاد

*فيروس “نيوكاسل” يهدد بانهيار صناعة الدواجن وارتفاع جنوني في الأسعار قبل عيد الأضحى

مع تفشي فيروس “نيوكاسل” حذر مربو الدواجن وأصحاب المزارع من انهيار الصناعة بالكامل ونفوق جميع الدواجن، مما يؤدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى المبارك .

وحمّل المربون حكومة الانقلاب المسئولية عن انتشار مثل هذه الفيروسات، مؤكدين أن هيئة الخدمات البيطرية بوزارة زراعة الانقلاب لم تتخذ أي اجراءات استباقية، رغم التحذير من انتشار الفيروسات منذ أكثر من شهرين.  

وقالوا: إن “مربي الدواجن الصغار وبعض الشركات، يعانون من ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، ومنها الأعلاف الحيوانية والأدوية البيطرية والتحصينات، معربين عن تخوفهم من ارتفاع أسعار الدواجن البيضاء قبل عيد الأضحى بسبب تفشي فيروس نيوكاسل”.

وكشف المربون أن صناعة الدواجن تواجه أزمة حادة نتيجة تفشي فيروس شرس تسبب في نفوق ما يقارب الـ 30% من إنتاج الدواجن، بينما تعاني الدواجن المتبقية من ضعف شديد يهدد جودتها وقدرتها على الوصول إلى المستهلك.

ووجهوا انتقادات حادة لتراخيص التحصينات، مشيرين إلى هيمنة “مافيا وكلاء الشركات العالمية” على القطاع، مما يستدعي إعادة هيكلة اللجان الفنية.

وأشار المربون إلى أن أزمة قطاع الدواجن لفتت الانتباه فقط بعد إصابة قطعان الشركات الكبرى، بينما ظلت خسائر المربين الصغار الذين تعرضوا لوباء النيوكاسل وIB سابقًا بلا دعم أو حلول. 

نقص المعروض

من جانبه، كشف عبد الخالق النويهي، نائب رئيس الجمعية المصرية لمربي الدواجن، أن سلالات فيروسية خطيرة مثل النيوكاسل، وIB، تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الدواجن خلال أيام .

وتوقع النويهي في تصريحات صحفية ارتفاع الأسعار؛ بسبب نقص المعروض في السوق المحلية من الدواجن خاصة مع اقتراب عيد الأضحى . 

خطة استباقية

وأكد الدكتور ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن الأزمة الحالية، موسمية ومتوقعة، مشيرًا إلى أن اجتماعات عُقدت قبل 5 أشهر مع رئيس هيئة الخدمات البيطرية السابق لوضع خطة استباقية، لكن  لم تتخذ إجراءات فعالة.

وكشف الزيني في تصريحات صحفية أن 70% من الدواجن الباقية تعاني من هزال؛ بسبب الإصابات الفيروسية، مما يهدد تسويقها، مشيرا إلى أن أسعار المزارع 95 جنيهًا للكيلو لا تُعوّض الخسائر. 

أخطاء في الرعاية 

وقال الدكتور طلعت مصطفى الشيخ أستاذ الدواجن بكلية زراعة سوهاج: إن “الأساس في الحفاظ على قطعان الدواجن يتمثل في التربية السليمة، وتوفير التهوية ووسائل الرعاية الصحية لإعاشة الطائر إعاشة سليمة وضبط درجات الحرارة والتهوية السليمة؛ لأنها عامل مهم جدا وأي خلل بها يؤدي إلى أمراض تنفسية للدواجن، ومن ثم دخول الفيروسات”.

وأوضح الشيخ في تصريحات صحفية، “من ضمن الأخطاء عدم وجود برنامج تهوية في العنابر خلال الأسبوع الأول من تربية الدواجن، محذرا من أنه في حالة  دخول فيروس النيوكاسل العنابر سيؤدي ذلك إلى نُفوق 100% من الدواجن والقطيع بالكامل، ولكن حال وجود الفيروس بمقدار بسيط يمكن التسبب في نفوق 30% من القطيع”.

وأشار إلى أن الـ30% التي يتحدثون عنها لا يمكن أن تكون فيروس؛ لأن نسبة 30% تكون أخطاء في الرعاية بالمقام الأول؛ لأنه لو حدثت الإصابة بفيروس النيوكاسل أو الجمبورو، سيؤدي إلى نفوق القطيع، خاصة مع بدء التسمين، كما أن إنفلونزا الطيور لا تؤدي إلى نفوق نسبة كبيرة من قطيع الدواجن.

وشدد الشيخ على أن الأمن الحيوي للقطيع يأتي في المقام الأول عبر تطهير العنابر وتجهيز سبل الرعاية الصحية والإقلال من المضادات الحيوية، وهل اللقاحات سليمة أم مضروبة وفاسدة؟ لذا يجب التأكد من اللقاحات والإقلال من استخدام الأدوية.

وأضاف، لو تم نُفوق القطيع سيؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار؛ لأن السوق في المقام الأول عرض وطلب، وعند زيادة العرض يقل السعر.

رئيس اتحاد العمال يرد على حكومة الانقلاب: الحد الأدنى للأجور غير موجود ومحدش بيأخذ 7 آلاف جنيه.. الثلاثاء 20 مايو 2025م.. لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة: قلقون من قوانين الطوارئ والإرهاب المصرية

رئيس اتحاد العمال يرد على حكومة الانقلاب: الحد الأدنى للأجور غير موجود ومحدش بيأخذ 7 آلاف جنيه.. الثلاثاء 20 مايو 2025م.. لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة: قلقون من قوانين الطوارئ والإرهاب المصرية

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*القضاء ينهي إدراج المتهمين في قضية “أنصار بيت المقدس” على قوائم الإرهاب

أصدرت السلطات القضائية قراراً تاريخياً، أمس الاثنين 19 مايو 2025، يقضي برفع أسماء المتهمين في قضية “أنصار بيت المقدس” من قوائم الإرهاب، في خطوة تحمل دلالات قانونية وسياسية مهمة بعد عقد من الإدراجات القضائية التي أثارت جدلاً واسعاً داخل المجتمع المصري وعلى المستوى الدولي.

المستشار حازم حسين الجيزاوي، رئيس مكتب تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين ورئيس محكمة الاستئناف، أعلن رسمياً إنهاء أثر قرار الإدراج رقم 2 لسنة 2015، الصادر عقب محاكمة متهمي القضية، والذي أدخلهم على قوائم الإرهاب بناءً على أحكام قضائية متعاقبة.
القرار يشمل كذلك إنهاء آثار قرارات إدراج أخرى صدرت في 2020 و2022، بعد تأييدها من محاكم جنايات ومحكمة النقض.

ويأتي القرار، الذي نُشر في الجريدة الرسمية، في أعقاب حكم محكمة النقض في طعون عدة رفعت ضد الأحكام النهائية الصادرة في القضية، ما يفسح المجال قانونياً لإنهاء أثر الإدراجات التي رافقت المتهمين، والتي كانت تستوجب تجميد أموالهم ومنعهم من السفر وسحب جوازات سفرهم، استناداً إلى قانون الكيانات الإرهابية رقم 8 لسنة 2015. 

خلفية القضية وأبعادها القانونية والسياسية
تُعد قضية “أنصار بيت المقدس” من أكبر القضايا الجنائية المرتبطة بالإرهاب في مصر منذ عام 2013، حيث تركزت الاتهامات على تنظيم متشدد نشأ في سيناء عقب ثورة 25 يناير 2011، وتحول إلى فرع لداعش باسم “ولاية سيناء” بعد مبايعته لأبو بكر البغدادي في 2014.
المحاكمة التي بدأت في 2015 شهدت محاكمات مطولة انتهت في مارس 2020 بأحكام إعدام على 37 متهماً وأحكام سجن مشدد على آخرين.

لكن ما ميز هذه القضية هو توسيع دائرة الاتهامات والإدراجات لتشمل معارضين سياسيين، نشطاء حقوقيين، أكاديميين وصحافيين، كما وثقت ذلك منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
تلك المنظمات أكدت أن الإدراجات جاءت أحياناً بناءً على تحريات أمنية فقط، ودون تمكين المتهمين من الاطلاع على الأدلة أو تقديم دفاع فعال، مما يُعتبر خرقاً واضحاً لضمانات المحاكمة العادلة.

الانتقادات شملت كذلك طبيعة القرارات التي صدرت غيابياً دون حضور المتهمين، وتأثير هذه القرارات على حياة الأفراد وأسرهم من خلال تجميد الأموال، وحظر السفر، وسحب جوازات السفر، وأثرها الاجتماعي والاقتصادي السلبي.

 

* لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة: قلقون من قوانين الطوارئ والإرهاب المصرية

نشرت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة ملاحظتها بشأن التقرير الدوري الخامس لمصر، حول تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، وذلك عقب تسلمها ردًا من الحكومة المصرية في 24 أكتوبر 2024، حول النقاط المثارة من التقرير والمتعلقة بحالة الطوارئ، وقانون مكافحة الإرهاب، وعقوبة الإعدام.

في تقريرها الذي نشرته، 16 مايو 2025، رأت اللجنة أنه رغم رفع الحكومة لحالة الطوارئ منذ أكتوبر 2021، لا تزال السلطات تحتفظ بصلاحيات واسعة بموجب القانون، خصوصًا الممنوحة لرئيس الجمهورية في ما يتعلق بتعيين قضاة المحاكم، ووقف التحقيقات، وإعادة المحاكمات، وتعديل أو إلغاء أو تعليق الأحكام الصادرة عن محاكم أمن الدولة طوارئ، والتي لا تزال تنظر في قضايا أحيلت إليها في فترة العمل بالقانون، ما يعكس استمرارًا لغياب الضمانات الأساسية للمحاكمات العادلة.

وتخوف التقرير كذلك من استمرار العمل بقانون مكافحة الإرهاب، وقانون الكيانات الإرهابية، ما يمنح السلطات الأمنية صلاحيات مماثلة لما كان معمولًا به في أثناء قانون الطوارئ

وذلك بخلاف صلاحيات احتجاز المشتبه بهم لفترات غير محددة دون رقابة قضائية كافية، بموجب قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي ينتظر تصديق الرئيس، ويتيح محاكمة المتهمين عن بعد دون ضمانات واسعة، ويوسع من صلاحيات النيابة العامة المتعلقة بالحبس الاحتياطي، ومنع المتهمين من الاطلاع على ملفات القضايا تحت مزاعم مصلحة التحقيق.

وبخصوص عقوبة الإعدام، رحبت اللجنة بإطلاق الحكومة «عملية شاملة» على حد وصفها، لمراجعة الجرائم التي يجوز فيها فرض العقوبة، بهدف إدخال تعديلات محتملة لتقييد استخدامها في جرائم معينة، وقصرها على الجرائم الأشد خطورة.

ورغم ذلك أعربت اللجنة عن قلقها البالغ من عدم اتخاذ أي إجراءات تشريعية ملموسة لتعديل أحكام الإعدام في نصوص قانون: العقوبات، ومكافحة الإرهاب، والمخدرات، والخيانة العظمى، وزراعة الأعضاء، والأحكام العسكرية، وطالبت اللجنة بتعديل هذه الأحكام لتقتصر على جرائم القتل العمد.

* حالة وفاة غامضة بسجن “بدر 3” حقوقيون يستعرضون أسماء ضباط تجريد “برج العرب” وتعذيب “الوادي الجديد”

كشف حقوقيون عن حملة تجريد عنيفة بحق المعتقلين يشهدها سجن برج العرب بأوامر من ضابط الأمن الوطني “حمزة المصري”!

وأكد “جوار” لحقوق الإنسان أن سجن برج العرب استهدف بحملة تجريد كافة مقتنيات المعتقلين، شملت الملابس، والطعام، والمياه، والأدوية وأغطية النوم، وكل ما يمتلكونه من أساسيات الحياة، ولم يكتفِ القائمون على الحملة بذلك؛ بل تم إغلاق التريض بالكامل حتى فتحة التهوية الوحيدة أُغلقت عليهم.

واشارت إلى أن الحملة نفذها ضابط الأمن الوطني ” حمزة المصري ” بينما تولى تنفيذها ميدانيًا الضابط ” عمرو” الذي وقف بنفسه على عملية التجريد.

وأكدت المنصة  أن الجريمة موثّقة وأنه سيتحمّل كل من شارك فيها تبعات هذا الظلم، وسينال حسابه العادل وإن طال الزمان.

سجن الوادي

كما كشفت أبرز الأسماء التي تلطخت بالانتهاكات في سجن الوادي “الجديد” وهم: ضابط الأمن الوطني أحمد عصام، صاحب اليد الطولى في تغريب عشرات المعتقلين إلى هذا السجن، والمشرف على تعذيبهم وإهانتهم بنفسه، بل لم يسلم من بطشه حتى المرشدون الذين جنّدهم للإبلاغ عن زملائهم مقابل وعود بالإفراج أو بعض الامتيازات فغرّب عددًا منهم ثم انقلب عليهم وبدأ بتعذيبهم بل أن أحدهم توفي تحت وطأة التعذيب!

وتتكامل منظومة الانتهاك بقيادة الأسماء التالية رئيس المباحث: رامي، ومعاون المباحث أمجد، والمخبرون أمجد رمضان أبو الغيط – عبد الله فتحي – محمد جابر – مصطفى زكريا – عادل – جمعة، والجنائيون المجندون لتعذيب المعتقلين بدوي – عبد الغفار – حمزة صلاح.

وهذه الأسماء بمثابة أدوات قمع متكاملة تشكّل سجلاً أسود في كتاب الإجرام، وحكايات دامية من الانتهاك والذل لا تزال فصولها تُكتَب كل يوم!

سجن بدر 3

وطالبت “الشبكة المصرية لحقوق الانسان” بتوضيح من الأجهزة الأمنية بشأن حالة وفاة غامضة بسجن بدر 3 .

وقالت الشبكة إنه “وفقًا للمصدر – الذي نثق في مصداقيته – فقد تم الإعلان خلال الأيام القليلة الماضية عن وفاة معتقل سياسي داخل “المركز الطبي بسجن بدر”، ويُحتمل – بحسب الرواية – أن الوفاة ناتجة عن عملية انتحار أو تصفية جسدية، ولم يتسنّ للمصدر تحديد السبب بدقة.

أشار المصدر إلى أن اسم المعتقل يتضمن الحروف التالية: (أ. ر. ا).”.

ودعت من لديه معلومة مؤكدة عن وفاة معتقل سياسي خلال الأيام الماضية يحمل الحروف المذكورة في اسمه، التواصل معنا عبر الرسائل الخاصة، للمساهمة في توثيق الواقعة ومتابعتها بشكل قانوني وحقوقي.
واضافت أن “الانتهاكات الجسيمة وظروف الاحتجاز القاسية داخل “مجمع بدر للإصلاح والتأهيل – بدر 3”، قد دفعت بعض المعتقلين إلى محاولات انتحار، نتيجة للضغوط النفسية والإنسانية التي يعانون منها.”.

مصطفى الغنيمي

ومن السجن نفسه، كشفت إيمان الغنيمي ابنة نقيب الأطباء السابق بالغربية د. مصطفى الغنيمي أن حالة والدها الصحية في السجن متدهورة وقالت: “اليوم لا نعرف الكام علي اضراب ابي عن الطعام هو واخوانه في سجن بدر3 قطاع 2 هذا القطاع سيئ السمعة كل ما قرأنها في منشور علي إحدى الصفحات انه مضرب عن الطعام هو و9من القيادات اضربوا فقط للحصول علي اقل حقوقهم كالزيارة والطعام والدواء والتريض ..

وأضافت أن 70 شخصا أو أكثر .. أعمارهم تتراوح بين 50 و85 عاما ممنوعون من الزيارة ومن الطعام ومن الدواء ومن التريض ويقبعون في زنازين انفرادية منذ 12 عاما وممنوعون من الزيارة منذ 2016.

وأضافت “د. مصطفى الغنيمي أجرى عملية قلب مفتوح في 2009 تحت اشراف جهاز الامن الوطني ( امن الدولة سابقا).

.. ابي كفاءة القلب لديه قبل الاحداث في مايو2013 كانت 45%.. وعرفنا عندما كان ينزل جلسات في 2019 أنه اصيب بالتهاب الكبدي الوبائي c

.. ابي ليس بمفرده هناك مئات مثله ممنوعون من الزيارة استودعناهم الله تعالي.. وعرفنا انه اصيب بمياه بيضاء علي العين”.

يُشار إلى أن مسلسل الاعتقلات ما زال مستمرا فمن محافظة الشرقية ومركز منيا القمح، قامت قوات الأمن باعتقال أربعة مواطنين، وهم إسلام محمد هاشممن قرية ميت يزيد، والسيد غريب – من قرية ميت سهيل، وعمرو عزت غريب – من قرية ميت سهيل، وأحمد عبد الخالق الصياد – من قرية ميت سهيل، وبعد التحقيق معهم في نيابة مركز منيا القمح، قررت حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعهم بمركز شرطة منيا القمح.

*وسط مخاوف من تمديد حبسه التحقيق مع أحمد الطنطاوي على ذمة قضايا جديدة يعكس حجم إصرار السلطات المصرية على التنكيل بالمعارضين

قبيل انتهاء مدة الحبس المقررة بحقه في 27 مايو الجاري، تبدي المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه قلقها البالغ من احتمالية تمديد حبس السياسي والمرشح السابق للرئاسة أحمد الطنطاوي، المحتجز حاليًا تنفيذًا لحكم نهائي صادر بحقه، وذلك بعد استدعائه من محبسه  للتحقيق معه في قضيتين جديدتين. وتطالب المنظمات بوقف الملاحقات الأمنية للسياسيين والمعارضين والحقوقيين و تعمد الزج بهم في قضايا كيدية ذات طابع انتقامي تنتهي بحبسهم، ضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات ترتكبها السلطات المصرية بحقهم.

في 26 أبريل الماضي، تم استدعاء أحمد طنطاوي من محبسه في سجن العاشر من رمضان، للتحقيق في قضيتين جديدتين؛ القضية رقم 2468 لسنة 2023 والقضية رقم 2635 لسنة 2023 حصر أمن دولة عليا، بتهم التحريض على ارتكاب عمل إرهابي باستخدام القوة والعنف والتحريض على التجمهر. وذلك بزعم دعوته للتظاهر في أكتوبر 2023 دعمًا لغزة. وخلال التحقيق، أنكر الطنطاوي هذه الاتهامات مؤكدًا أنها تستند لتحريات أمنية غير صحيحة، فقررت النيابة إخلاء سبيله على ذمة القضيتين، وإعادته لمحبسه.

لقد سبق وحذرت منظمات حقوقية من سياسة التدوير أو الاعتقال المتجدد؛ التي تتبعها السلطات المصرية، لضمان إبقاء المعارضين رهن الحبس المطول رغم انتهاء الفترات القانونية المقررة لحبسهم، أو تجاوزهم الحد القانوني الأقصى لمدد الحبس الاحتياطي. فعلى سبيل المثال؛ تم تدوير الحقوقية هدى عبدالمنعم على ذمة قضيتين جديدتين قبيل انتهاء فترة عقوبة الحبس المقررة بحقها. وبالمثل تم تدوير السياسي عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية ونائبه محمد القصاص، والناشط السياسي محمد عادل. وآخرين تم تلفيق اتهامات جديدة لهم بمجرد خروجهم لضمان إعادتهم للسجون. مثل الناشر والكاتب هشام قاسم،  والصادر بحقه في 14 مايو الجاري حكمًا جديدًا غيابيًا بالسجن 6 أشهر، والسياسي يحيى حسين عبدالهادي المتحدث السابق باسم الحركة المدنية، والذي تم اعتقاله مجددًا بعد الإفراج عنه لمجرد أنه انتقد سياسات السلطات. ومؤخرًا تم استدعاء الناشط السياسي أحمد دومة للتحقيق معه مجددًا بعد الإفراج عنه، بسبب منشوراته حول أوضاع السجناء.

كانت محكمة جنح المطرية قد أصدرت في فبراير 2024؛ حكمًا بسجن الطنطاوي و22 من أنصاره لمدة عام، وهو الحكم الذي تم تأييده من قبل محكمة الاستئناف في مايو 2024، فأصبح واجب النفاذ. افتقرت المحاكمة للحد الأدنى في ضمانات المحاكمة العادلة، حتى أن الدفاع لم يتمكن من الحصول على نسخ رسمية من أوراق القضية. هذا بالإضافة إلى اعتقال عدد من أنصار الطنطاوي، بتهم تتعلق بالإرهاب، خلال فترة جمع التوكيلات لترشحه للرئاسة، واعتقال مجموعة من أقاربه بمجرد إعلانه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في مايو 2023، في إشارة واضحة إلى تعمد تصعيد استهدافه.

أن إصرار السلطات المصرية على توظيف القوانين القمعية كمظلة قانونية زائفة للانتقام من معارضيها، وعلى رأسها قانون مكافحة الإرهاب وقانون التجمهر الملغى، فضلاً عن قانون الإجراءات الجنائية الجديد الذي يشرعن لهذه الممارسات التعسفية بعدما أقره البرلمان المصري مؤخرًا، يعد مؤشرًا خطيرًا على غياب الإرادة السياسية لأي إصلاح في ملف حقوق الإنسان

المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه تطالب بإسقاط كافة التهم الموجهة لأحمد الطنطاوي، وحفظ القضيتين موضوع التحقيق معه مؤخرًا، ووضع حد لاستهدافه ومؤيديه وأسرته. كما تطالب بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وتجدد رفضها القاطع للممارسات الانتقامية الممنهجة بحقهم، وخاصة سياسة التدوير وتلفيق الاتهامات لضمان إبقائهم في السجون

 المنظمات الموقعة:

  • مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
  • مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان​​​​​​​
  • المفوضية المصرية لحقوق الإنسان
  • مركز النديم
  • الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
  • المنبر المصري لحقوق الإنسان
  • إيجيبت وايد لحقوق الإنسان
  • لجنة العدالة
  • مؤسسة دعم القانون والديمقراطية
  • المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
  • مركز ديمقراطية الشرق الأوسط

*بعد ظهور 26 معتقلا”سيد” و”أحمد حسن” في الإخفاء القسري للعام الثامن والسادس على التوالي

كشف حقوقيون عن ظهور 26 معتقلا، بينهم امرأة هي هبة خالد، أمام نيابة أمن الدولة العليا أثناء التحقيق معهم وهم:

  1. هبة خالد عبد العاطي أحمد
  2. إبراهيم سعد الصاوى أبو القبط القادح
  3. أحمد حمدي رأفت تعلب
  4. أحمد عوض محمد أحمد الشواف
  5. أحمد محمد سید علي
  6. أيمن محمد أحمد عيسوي
  7. بیباوى عيسی ریاض بيباوى
  8. حسين أشرف فاروق عبد الجواد
  9. رائد أحمد سليمان محمد
  10. رجب حسن محمد أحمد
  11. رشاد حسن رشاد محمد
  12. رمضان جمعة عبد الفتاح أحمد
  13. شحات شدید إبراهيم السيد
  14. شعبان محمد حميدة حميدة
  15. عبد الرحمن حسين محمد مصطفى
  16. محمد حسن أحمد عبد المجيد
  17. محمد علي عبد الوهاب مطر
  18. محمد غازي نصر محمد رشوان
  19. محمد غريب محمد محمود
  20. محمود أحمد عويس أحمد
  21. مصطفى أحمد أمين محمد
  22. مصطفى عاطف منيب صابر
  23. مصطفى محمد صفوت أحمد
  24. هانى محمد عبد الحليم علي
  25. هاني أبو الفتوح عوضين السيد
  26. هاني حسن محمد علي

ومن جانبها قالت “المفوضية المصرية للحقوق والحريات” إن المعتقل أحمد حسن مصطفى أحد ضحايا جريمة الاختفاء القسري، الذي خرج في أحد أيام شهر أبريل 2019 صباحا لكنه لم يعد أبدا، ومنذ ذلك الوقت لم تترك أسرته بابا إلا وطرقته.

وقالت إنه مع اقتراب عامه السادس من الاختفاء ما زال السؤال: أحمد حسن فين يا حكومة؟ مستعرضة قضيته أمام القراء للعدد الـ11 من مجلة “حق ومعرفة”، ومن خلال باب “حملات للمناصرة”.

ومن جانب ثان، استعرضت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان حالة المواطن سيد حسن الذي يختفي قسريا منذ 8 سنوات، من داخل حجز قسم شرطة الوراق والداخلية تتنصل من مسئولياتها فى حمايته .

والمواطن سيد حسن علي مرسي، 35 عامًا، تمكنت أسرته من زيارته داخل حجز قسم شرطة الوراق بتاريخ 20 ديسمبر  2017، وذلك بعد حصوله على حكم بالبراءة في قضية ذات طابع سياسي بتاريخ 27 ديسمبر 2017.

وأُبلغت الأسرة من قبل المسئولين في القسم حينها بأن إجراءات الإفراج عنه قيد التنفيذ، وأنه سيتم إطلاق سراحه فور الانتهاء من هذه الإجراءات. إلا أنه في اليوم التالي، الموافق 21 ديسمبر 2017، وأثناء محاولة الأسرة زيارته مرة أخرى، تم إبلاغهم بأنه لم يعد موجودًا داخل القسم، وأنه بات قيد الاحتجاز لدى جهاز الأمن الوطني. ومنذ ذلك الحين، فُقد أثره تمامًا، ولم تتمكن أسرته، رغم البلاغات والإجراءات القانونية المتعددة التي قامت بها، من معرفة مكان احتجازه أو أسباب اختفائه.

*الإهمال الطبي يُلاحق الكاتب الصحفي “بدر محمد بدر” ومطالب بالإفراج عن “أمل حسن وغادة الشريفة”

طالبت منصات حقوقية و”حركة نساء ضد الانقلاب” بالإفراج الفوري وغير المشروط عن غادة إبراهيم الشريفة، وأمل حسن، ووقف كل أشكال الملاحقة الأمنية للنساء بسبب آرائهن، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات بحقهنَ، وقالت إن المعتقلتين تعانيان أوضاعا صحية خطيرة.

وأمل حسن أحمد أم تعيش اليوم في قلق دائم على صحة أولادها، وأولادها يعيشون في حُرقة انتظار لحظة يتمكنون فيها من رؤية أمهم وأبيهم معًا في حضنهم لاسيما وأنها معتقلة، وزوجها معتقل منذ سنوات، وأطفالهم يواجهون صعوبة في الحياة دون الأم والأب.

ولفتت “الحركة” إلى أن أمل حسن تعاني من أمراض صحية خطيرة داخل السجن، ولا تجد الرعاية الطبية اللازمة، بينما أبناؤها يعانون من غيابها المستمر وتفاقم حالتها الصحية.

وطالب ناشطون وحركة نساء ضد الانقلاب بإطلاق سراحها الفوري وإتاحة العلاج لها، فالأطفال لا ذنب لهم في هذا الظلم، وهم يحتاجون إلى والدتهم، كما تحتاج أمل إلى أبنائها في هذا الوقت العصيب، ولا لمزيد من القهر والمعاناة.

أمٌّ تُسجن بسبب منشور

وقالت حركة نساء ضد الانقلاب: إنه “في سبتمبر 2023، اعتُقلت السيدة غادة إبراهيم إبراهيم الشريفة من منزلها فجرًا، على خلفية منشورات عبر “فيسبوك” عبّرت فيها عن دعمها للمرشح الرئاسي السابق أحمد طنطاوي”.

وأشارت إلى أن غادة، ربّة منزل تبلغ من العمر 48 عامًا، ليست ناشطة سياسية ولا تنتمي لأي تيار، هي أم لطفلة عمرها عامان ونصف، وتعتني بوالدتها القعيدة البالغة من العمر 83 عامًا.

ولفتت إلى أنه رغم تأكيدها أن حسابها على “فيسبوك” تم اختراقه، وغياب أي دليل حقيقي، وُجهت لها اتهامات “الانضمام لجماعة محظورة” و”نشر أخبار كاذبة”، وتم إدراجها على ذمة القضية رقم 2124 لسنة 2023 أمن دولة عليا.

وأكدت المنصة الخاصة بالحركة أنه خلال احتجاز السيدة غادة، تعرضت لانتهاكات إنسانية شديدة:

  • إخفاء قسري ومنع التواصل مع محاميها.
  • تحقيقات دون ضمانات قانونية.
  • إهمال صحي وغذائي تسبب في حالات إغماء.

التهمة صحفي

وقالت مؤسسة “هيومن رايتس إيجيبت ” الحقوقية: إن “الكاتب الصحفي بدر محمد بدر  (67 عامًا)، ومنذ اعتقاله وهو يتعرض لسلسلة من الانتهاكات، وتمثل ظروف احتجازه خطورة بالغة على سلامة حياته، بحسب توثيق العديد من المنظمات الحقوقية في ظل صمت تام من نقابة الصحفيين“.

وتعتقل سلطات الأمن المصرية الصحفي بدر محمد بدر في (سجن بدر3) وكان آخر مرة لظهوره في 2020، حيث ظهر في حالة إعياء شديد، كما أنه ممنوع من الزيارة ، وفي يونيو 2020 تعرض الصحفي المعتقل بدر محمد بدر لإهمال طبي متعمد بالرغم من معاناته من أمراض مزمنة.

وأُلقي القبض على بدر محمد بدر فجر 29 مارس 2017 على ذمة القضية 316 لسنة 2017، واستمر تجديد حبسه حتى إتمامه عامين في الحبس الاحتياطي، ثم صدور قرار بإخلاء سبيله.

ورغم إطلاق سراحه، تعرض للاختفاء، تحديدا يوم 8 ديسمبر 2019، حتى ظهر بنيابة أمن الدولة، في 22 فبراير 2020.

وعقب ظهوره، تم التحقيق معه في القضية رقم 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة، ويواجه تهمة مشاركة جماعة إرهابية، ولازال يتم تجديد حبسه حتى الآن.

وشكا الصحفي بدر محمد بدر، عضو نقابة الصحفيين، من الإهمال الطبي المتعمد كذلك في محبسه بسجن قوات الأمن بالكيلو عشرة ونصف، حيث يعاني من أمراض الكبد والسكر وكانت لديه شكوى من القلب ولم يتم علاجه، إلا حالته ضمن الحبس الاحتياطي بذمة القضية 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة، وتمنع سلطات الانقلاب عن الصحفي بدر محمد بدر الزيارات والأدوية منذ اعتقاله في 30 مارس 2017.

وُلِدَ الصحفي بدر محمد بدر في 3 مايو عام 1958 في قرية سنجرج التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، والتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1976 ليتخرج في قسم الصحافة عام 1980، ثم عمل صحفيا في مجلة “الدعوة” التي كان يصدرها الإخوان المسلمون، وانضم إلى نقابة الصحفيين في نفس العام.

وعُين “بدر” رئيسًا لتحرير مجلة لواء الإسلام عام 1988، ثم عمل في جريدة الشعب عام 1990، ثم مديرا لتحرير صحيفة آفاق عربية عام 2000، وتركها عام 2004 ليرأس تحرير جريدة “الأسرة العربية” حتى أُغلقت في نوفمبر 2006، وعمل مراسلا لبعض المنابر الإعلامية العربية، منها قناة الجزيرة، وله سبعة مؤلفات.

*الاحتلال الاسرائيلي يعد خطة كبرى على حدود مصر والأردن

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة ضخمة أعدتها الحكومة الإسرائيلية لتأمين الحدود المشتركة مع كل من مصر والأردن.

وتمت الموافقة على “خطة حدودية” لتعزيز الحدود الشرقية في المراكز التعليمية والمزارع والمدارس الإعدادية، وذلك في سياق أحد الدروس الرئيسية من أحداث 7 أكتوبر في غزة.

وقال موقع “مكور ريشون” الإخباري الإسرئايلي في تقرير له، إن المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابنيت” خصص على الفور ميزانية قدرها 80 مليون شيكل لتنفيذ “خطة الحدود“.

وتهدف الخطة إلى تعزيز الحدود الشرقية لإسرائيل من خلال مراكز تعليمية قدمتها وزارة الاستيطان وستقودها في وقت مبكر من عام 2025.

وبناء على ذلك، ستعمل الوزارة خلال السنوات القليلة المقبلة على تعزيز نشر بناء المستوطنات على الحدود مع مصر والأدرن وزيادة المدارس الدينية الثانوية، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء مزارع زراعية إضافية وزيادة كثافة المستوطنات القائمة.

وفي إطار اعتماد الخطة، تقرر إنشاء فريق وزاري برئاسة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وفريق مهني مشترك بين الوزارات برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع اللواء (احتياط) أمير برام، والذي سيقوم بصياغة مبادئ لخطة خمسية لتنفيذ “خطة الحدود“.

ووفق الموقع العبري فأن هذه الخطة ستعمل على تعزيز المستوطنات والحيز المدني الأمني على طول الحدود الشرقية لإسرائيل – من الحدود الأردنية في الشمال إلى الحدود المصرية في الجنوب.

وتمت صياغة الخطة بمبادرة من وزارة الاستيطان بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة المالية والوزارات الحكومية الأخرى، كما تم تحديد مبادئ الخطة في ظل حقيقة أن الحدود الشرقية لإسرائيل، أطول حدود البلاد، تعاني من تناثر المستوطنات وغياب الوجود المدني الكبير، مما يضعف القدرة على التحذير، ويزيد من فرص التهريب والنشاط الإجرامي، ويشكل تحديا أمنيا حقيقيا.

وترى الحكومة الإسرائيلية وفق الموقع العبري أن الاستيطان ووجود مستوطنيين على طول الحدود عنصر أساسي في المفهوم الأمني الشامل.

* الاتحاد الأوروبي يخصص 4 مليارات يورو لدعم الاقتصاد المصري

توصل مجلس الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مؤقت مع البرلمان الأوروبي يتضمن منح مصر حزمة مساعدات مالية ضخمة بقيمة 4 مليارات يورو، في خطوة تهدف لتعزيز الاقتصاد المصري ودعمه في مواجهة الأزمات الاقتصادية الحادة التي يعاني منها.

سيتولى مجلس الاتحاد الأوروبي صرف القرض على دفعات تتعلق بالتقدم الفعلي في تنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي للفترة من 2024 إلى 2027. كما سيتم ربط كل دفعة بتدابير سياسية إضافية تخضع لمفاوضات بين المفوضية الأوروبية والحكومة المصرية، تشمل تعزيز الإصلاحات الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال، ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

ووفقًا للبيان الصادر عن المجلس، يتضمن الاتفاق أيضًا تقارير سنوية تراجع التقدم في السياسات الاقتصادية والوضع المالي، بالإضافة إلى التزام مصر بالاحترام الكامل للآليات الديمقراطية وحقوق الإنسان، استجابةً للانتقادات التي قدمتها منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية.

وتواجه مصر أزمة اقتصادية خانقة مع ارتفاع الدين الخارجي ليصل إلى حوالي 165 مليار دولار في 2024، مع تكاليف خدمة الدين التي تبلغ 42 مليار دولار. وبالإضافة إلى الأزمات الداخلية، أدت التوترات في المنطقة مثل النزاعات في غزة والسودان إلى تراجع إيرادات البلاد، مما زاد من فوائد هذا الدعم الأوروبي.

عبد الفتاح السيسي أكد أهمية هذه الخطوة خلال مؤتمر مع زعماء الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن التمويل الأوروبي جزء من حزمة تمويل متعددة الأطراف بقيمة 20 مليار دولار تهدف لتغطية 56.7% من الفجوة التمويلية الخارجية المقدرة بـ17.7 مليار دولار حتى 2027.

وأعرب السيسي عن ثقته بأن القرض سيعزز الاستقرار الاقتصادي الكلي ويعزز الاستثمارات في الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تحسين إدارة الهجرة، خصوصًا على الحدود مع ليبيا والسودان، مما يساهم في استقرار المنطقة.

* “بلومبرغ”: مصر تخفض إمدادات الغاز في المصانع بسبب إسرائيل

خفضت الحكومة المصرية إمدادات الغاز الطبيعي إلى مصانع الأسمدة والميثانول العاملة في البلاد بنسبة 50% اعتبارا من الاثنين ولمدة 15 يوما.

جاء ذلك بعدما أبلغت إسرائيل القاهرة بنيتها تنفيذ أعمال صيانة دورية في أحد خطوط تصدير الغاز لمدة 15 يوما، ما سينعكس على الكميات الموردة إلى مصر خلال تلك الفترة، لتكون أقل من المتفق عليه والمستهدف خلال أشهر الصيف.

وكانت مصر بدأت استيراد الغاز من إسرائيل في عام 2020 ضمن صفقة بلغت قيمتها 15 مليار دولار، بين شركتي “نوبل إنرجي” (التي استحوذت عليهاشيفرون”) و”ديليك دريلينغ“.

ومع تراجع إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي، عادت مصر خلال العام الماضي إلى استيراد الغاز المسال، بعدما توقفت عن الاستيراد منذ 2018 على خلفية اكتشافات ضخمة أبرزها حقل “ظهر“.

*سرقة 300 مليون جنيه من فيلا “ماما نوال” ابنة القاضي الدجوي الذي أعدم سيد قطب

 أثار حادث سرقة في 6 أكتوبر بالجيزة (القاهرة الكبرى) اهتمامًا واسعًا بسبب القيمة الكبيرة للمسروقات، وأعاد إلى الواجهة تساؤلات حول تأمين الممتلكات الخاصة داخل المجمعات السكنية المغلقة، ومدى إمكانية حدوث اختراقات أمنية من الداخل.

قالت د. نوال محمد فؤاد الدجوي في بلاغ رسمي أنها اكتشفت اختفاء 50 مليون جنيه مصري، و3 ملايين دولار أمريكي، و350 ألف جنيه إسترليني، إلى جانب 15 كيلوجرامًا من المشغولات الذهبية، من داخل خزينة موجودة بغرفة النوم الرئيسية، مشيرة إلى أن هذه الأموال تمثل “إرثًا عائليًا” تم جرده بحضور الأسرة في عام 2023.

ونوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون (MSA)، وتعيش بفيلتها داخل أحد الكمبوندات الشهيرة بالمدينة ورجح فريق أمني من مباحث الجيزة شبهة جنائية تتعلق بأشخاص من دائرة الأسرة. كما يجري فحص كاميرات المراقبة ومداخل المبنى الذي تمتلكه العائلة بالكامل، في محاولة لتحديد هوية الجناة.

المحامي ممدوح اسماعيل أشار إلى موقفين لوالدها محمد فؤاد الدجوي “كتب له التاريخ موقفين للعار .. الأول يوم استسلامه لليهود.. والثاني يوم حكم على رمز الأمة سيد قطب بالاعدام.. لا أعلم  بالدقة صلتها”.

وأضاف ” المفروض أنها مدرسة تقوم بتعليم الأجيال واكتناز هذه الكمية من الأموال فى البيت غير ما هو فى البنك يدل على أنها .. معلمة بفتح الميم وليست معلمة بضم الميم .. معلمة صاحبة محل دجاج تتاجر فيه وتستثمر بكل الطرق تحت يافطة التعليم  زورا..

الثانى: هذا المبلغ مثير للتساؤل  لماذا تكتنز 15ك ذهب؟  لماذا  لاتضعه  والدولارات فى البنك وهى رمز تعليمى وقدوة وتساهم فى انتعاش البنوك كما يقولون للمصريين؟

الأجابة: لأنها لا تئتمن  الدولة وتسقط كل الشعارات..

الثالث: المبلغ  من العملات الصعبة 3 مليون دولار و350 الف استرلينى مع أنه يثير علامات استفهام كثيرة

وأضاف “المهم أنه  تم تلفيق قضايا بسبب ألف دولار للمصريين فهل يتم محاسبتها على 3 مليون دولار؟..  لا أعتقد أنه سيتم محاسبتها لأنها من ترسانة دولة العسكر ومن جاموس الأحزاب السياسية المخابراتية ..

الرابع: المبلغ الكبير وفتح الخزنة بدون كسر  والخروج به من كمباوند مترس بالحراسة كاميرات وأبواب وبشر .. يدل بأبسط تحليل جنائي أن الفاعل ليس شخصا واحدا وأنه قريب لها ..  وربما يكون الاتهام فى حد ذاته ثأريا سيظهر ذلك “.

وأشار إلى أن “هذا المال المكتنز  وسرقته بهذه السهولة  بغض النظر عن حرامه وحلاله  وان كان للحرام أقرب لكنه يدل على عدم اخراج زكاة له ،فالزكاة حصن للمال  .. “.

وتابع: “المعلمة نوال الدجوى ليست فردا واحدا بهذه الحالة فى مصر فمثلها يوجد  مئات من جاموس وبقر الدولة العميقة الذين تربوا وكبروا  وسمنوا على أعشاب الفساد والظلم.. ويوجد من منتفعى ومرتزقة انقلاب العسكر آلاف نوال الدجوى ..وبلا شك فقراء مصر الذين قفزت نسبتهم فى عهد السيسى  فوق ثلثي الشعب سيلعنون نوال..  لكن أقول لهم: العنوا النظام الذى تربى ورتع هؤلاء تحت سقف ظلمه للناس”.

ومع تصريح عمرو أديب أنه نقل ملايين من السعودية لمصر لدعم الانقلاب ، رأى “إسماعيل” رابطا بين الأموال المكشوفة على الجميع وبين الحادص فقال: “فلا تستغربوا يوما أن تعلموا أن ثروة السيسى مليارات وكذلك صبحى صدقى ومحمد زكى  وكل قادة الانقلاب..  لذلك يضربهم السيسى بالبيادة ويرميهم ولاينطقون بحرف..  لأنهم مكسورين بالملايين والقصور .. وكل هؤلاء ستحمى جباههم بهذا المال الحرام والظلم    “.

وقال الباحث والمحلل الاقتصادي مصطفى عبد السلام: “ما لفت نظري في سرقة ما يزيد عن 300 مليون جنيه من أموال د. نوال الدجوي من داخل بيتها هو أن مسكنها الخاص تحول إلى بنك ثري بلا موظفين، وهذه نقطة وظاهرة ملفتة تحتاج إلى مقال موسع سأكتبه في وقت لاحق لانشغالي حاليا بالكتابة عما هو أهم، ابتزاز إسرائيل المتصاعد لمصر في ملف الغاز”.

وأضاف المحامي والناشط السياسي عمرو عبدالهادي Amr Abd Elhady  “انا اول واحد كتبت عن نوال الدجوي والمعركة الي دايره بينها وبين اخواتها على الورث وتدخل فيها نخنوخ والعرجاني واستولو على جامعة اكتوبر للعلوم الحديثة من شهر واليوم يتم سرقة 3 مليون دولار و15 كيلو ذهب و50 مليون جنيه من منزل الدكتورة #نوال_الدجوي”.

وأضاف “في الوقت الي #السيسى يبجري ورا المصري الي بيشحب الف دولار من البنك ويحوله اموال عامه.. لكن لما تعرفو ان نوال الدجوي هي إبنة اللواء الدجوي.. يا مصريين لو بس صادرنا قصور اللواءات هنسد ديون مصر كلها”. 

مصطفى أمين يشهد على الدجوي

والفريق محمد فؤاد الدجوي، هو عسكري مصري والحاكم الإداري لقطاع غزة عام 1956. ويذكر أن الدجوي بعد أن عاد من الأسر، عمل في سلك القضاء، وكان القاضي الذي حكم على سيد قطب بالإعدام عام 1965.
الصحفي الشهير مصطفى أمين رئيس تحرير صحيفة الأخبار الذى حكم علية الدجوى بالمؤبد قال في أحد كتبه: إنني أعرف الدجوي منذ عام 1956م، عندما هاجمت الجيوش البريطانية والفرنسية والصهيونية  مصر، واحتلت سيناء وبورسعيد، واستدعاني الرئيس جمال عبد الناصر،  وطلب مني أن أركب وحدي أول طائرة مصرية مدنية تغادر مصر أثناء العدوان، وأن أحمل معي صور العدوان وأنشرها في جميع أنحاء العالم.. ووصلت إلى مدينة نيويورك وفوجئت بجميع تليفزيونات أمريكا تعرض فيلمًا للواء فؤاد الدجوي حاكم غزة، وهو يستسلم للجيش “الإسرائيلي”، كان الفيلم مُهينًا للجيش المصري ولمصر كلها، وكان الحاكم المصري يقف ذليلاً أمام ضابط إسرائيلي يقدم له خضوعًا، ويثني على الجيش “الإسرائيلي” وشجاعته وقوته ومروءته وإنسانيته، ويدلل على هذه المروءة بأن زوجته كانت مريضةً وأن اليهود نقلوها إلى مستشفى في تل أبيب لإجراء عملية جراحية لها..
!!

وتابع “أمين”، “هل يغفر لهم كل هذه الجرائم من أجل أنهم أجروا عمليةً جراحيةً لزوجة الدجوي؟! مع وجود أطباء مصريين أخصائيين ومستشفى مصري مجهز بجميع الأجهزة؟! وقد طلب منه الأطباء أن يجروا لها العملية وهي كيس دهني ولكنه رفض،  وطلب نقلها إلى تل أبيب،  والأطباء المصريون شهود الحادث أحياء يرزقون.“.

وأضاف، “وعندما عدت الى القاهرة،  ورويت للرئيس ما قال اللواء الدجوي في التليفزيون قال لي الرئيس إنه سمع بنفسه في الإذاعات هذه الأقوال نفسها وصوت الدجوي نفسه من محطة “إسرائيل” وإن الدجوي أسير حرب في “إسرائيل” الآن،  وإنه ينتظر عودته مع الأسرى ليحاكمه محاكمةً عسكريةً وليُضرب علنًا بالرصاص..”.

وعاد اللواء محمد فؤاد الدجوي من الأسر، ولم يحاكَم، ولم يعدَم رميًا بالرصاص.. !! وفوجئتُ بعد ذلك بأن الاختيار يقع دائمًا على الدجوي ليكون قاضيًا في أي محاكمة يرى المسئولون أن أدلتها ضعيفةٌ أولا أساسَ لها.. وكان الدجوي في أحاديثه يفخَر بأنه لا يحمل شهادة ليسانس،  وأنه لم يدرس الحقوق،  ولا يعرف القانون،  وأنه محل ثقة ولاة الأمور.

ويكمل مصطفى أمين شهادته فيقول: وعندما مثلت أمام الدجوي رفضت أن أتكلَّم أو أفتح فمي؛ لأنني عرفتُ أنه يريد أن يقول في الجلسة السرية ما يريد أن يصل إلى رئيس الدولة في الميكروفون، وفي نهاية محاكمتي وقفت وطلبت الكلمة من الدجوي فأذن لي، وقلت: في أثناء عدوان سنة 1956م استدعاني الرئيس جمال عبد الناصر إلى هذا المكان-  مجلس قيادة الثورة-  وقال لي إنني سأكلفك بمهمةٍ قد تموت فيها وهي أن تكون راكبًا أول طائرة تطير أثناء الضرب لتتولَّى الدعاية لمصر في العالم،  وفي نيويورك اختارني الدكتور أحمد حسين-  سفير مصر في واشنطن-  لأدافع عن سمعة الجيش المصري، عندما عرضت محطات التليفزيون الأمريكي فيلمًا عنك وأنت تستسلم لليهود وتشكرهم..  ومن سخرية القدر أن يطلب الادعاء رأسي في نفس المكان الذي اختارني فيه الرئيس عبد الناصر لهذه المهمة الخطرة، وأن تتولى سيادتك محاكمتي!! ولم يفتح الدجوي فمه بكلمة وأعلن انتهاء المحاكمة

* “مستقبل مصر” يوقف الصيد في بحيرة البردويل بعد رفض الصيادين الإتاوات الجديدة

أعلنت إدارة بحيرة البردويل التابعة لجهاز «مستقبل مصر للتنمية المستدامة» التابع للقوات الجوية قرارًا مفاجئًا بوقف الصيد في البحيرة «حتى إشعار آخر»، بعد إعلان غالبية صيادي البحيرة التوقف عن العمل احتجاجًا على شروط وإجراءات جديدة فرضها الجهاز مع انطلاق موسم الصيد في 25 أبريل الماضي.

ويشكل هذا الموسم أول تجربة لإدارة «مستقبل مصر» التي تسلمت مسؤولية البحيرة نهاية العام الماضي، بناءً على توجيهات من «القيادة السياسية» تهدف إلى تطوير الموارد السمكية بالبحيرة وتحسين الظروف الاقتصادية للصيادين، وذلك عبر تطوير مراسي الصيد والبنية التحتية وتقديم مساعدات اجتماعية، وفقًا لبيان رسمي من رئاسة مجلس الوزراء آنذاك. 

خلفية الإدارة وتغيرات الموسم الجديد
قبل أن تتولى «مستقبل مصر» إدارة البحيرة، كانت بحيرة البردويل تحت إشراف جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، بالتعاون مع الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية التابعة للقوات المسلحة، منذ عام 2016، حسب مصادر داخل الجهاز.

ومع بداية الموسم الجديد، شرعت «مستقبل مصر» في تطبيق نظام جديد صارم للصيد، شمل تحديثات على معدات الصيد (الشِباك) ورفع رسوم التصاريح، إضافة إلى محاولات إعادة تنظيم آليات البيع والتوزيع، ما تسبب في توترات حادة مع الصيادين المحليين. 

شروط جديدة أثارت غضب الصيادين.. خسائر وانخفاض حصيلة الصيد
طالب الجهاز الصيادين باستخدام نوع جديد من الشباك فتحاته أكبر بهدف الحفاظ على الزريعة ومنع صيد الأسماك الصغيرة.
لكن هذا الشرط قلل بشكل كبير من كمية الأسماك التي يمكن صيدها، إذ اقتصرت على الأسماك الكبيرة التي نفدت سريعًا، بينما حُرم الصيادون من صيد أنواع مهمة مثل الجمبري والدنيس الصغير، التي تمثل مصادر دخل رئيسية لهم.

وبالتزامن مع قلة الإنتاج، رفع الجهاز رسوم «الفاتورة» على كل كيلو من الحصيلة أضعافًا، فارتفعت رسوم الكابوريا من جنيهين إلى 12 جنيهًا للكيلو، ورسوم الدنيس من 20 إلى 22 جنيهًا خلال الموسم، ما زاد من العبء المالي على الصيادين الذين يشكون من غلاء هذه الرسوم دون مبرر واضح.

وقال «خالد»، أحد صيادي البحيرة: «الأسواق اتردمت، الكابوريا بقت رخيصة بسبب قلة المعروض، في الوقت اللي إدارة البحيرة بتشارك في رزقنا برفع الفواتير». 

تدخل في سوق السمك ومحاولة تغيير قواعد البيع
لم يقتصر الأمر على تغيير معدات الصيد والرسوم، بل حاولت إدارة «مستقبل مصر» استبعاد التجار المحليين من بئر العبد والعريش واستبدالهم بتجار جدد من محافظات أخرى، وأجبرت الصيادين على بيع الأسماك لهؤلاء التجار بأسعار أقل من المتفق عليها محليًا، مما أوقع خسائر إضافية على الصيادين وأثار غضبهم.

وقال صياد آخر يدعى «فتحي»: «التجار الجدد كانوا يبيعوا أنواع رخيصة مثل الشبار والطبارة، والسمك مش للبيع برا بسبب الأسعار المرتفعة». 

مخاوف من استبدال الصيادين المحليين بمستأجرين جدد
تصاعد القلق لدى الصيادين المحليين بعد تجهيز «مستقبل مصر» 25 مركبًا في بداية الموسم لتأجيرها لصيادين من خارج المحافظة.
كما قام الجهاز بمصادرة مراكب صيادين لم يتمكنوا من تجهيزها وترميمها لتأجيرها للوافدين الجدد، في خطوة اعتبرها الصيادون تهديدًا مباشرًا لاستمرارهم في مهنة الصيد.

وقال «خالد»: «إحنا أصحاب الرخص من 1979 بندفع ضرائب وتأمينات، مش مقبول إنهم يجيبوا صيادين من بره ويسلموهم مراكب وينزلوا بيها في البحيرة».

ورصد الصيادون قيام الجهاز بصيانة آلات صيد غير قانونية أمام أعينهم، وسط معلومات بأن تلك المعدات ستُسلم للمستأجرين الجدد، في ظل تطبيق قيود صارمة على الصيادين المحليين.

محاولات الحوار وتصاعد التوتر
حاول شيوخ القبائل وكبار الصيادين التفاوض مع إدارة الجهاز لرفع مطالبهم، والتي شملت السماح بصيد الجمبري، تخفيض رسوم الفواتير، عدم التدخل في عمليات البيع، والسماح بالصيد بالقرب من مداخل مياه البحر (البواغيز).
لكن الرد كان أن المطالب قيد الدراسة، مع تهديد باتخاذ إجراءات قانونية ضد 35 صيادًا اتُهموا بتحريض المحتجين.

* رئيس اتحاد العمال يرد على حكومة الانقلاب: الحد الأدنى للأجور غير موجود ومحدش بيأخذ 7 آلاف جنيه

انتقد عبدالمنعم الجمل، رئيس اتحاد العمال، موافقة لجنة القوى العاملة بمجلس نواب السيسي على مشروع القانون المقدم من حكومة الانقلاب بتحديد نسبة العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، ومنح علاوة خاصة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، وزيادة الحافز الإضافي للعاملين بالدولة، وتقرير منحة خاصة للعاملين بشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام.

وقال «الجمل» في تصريحات صحفية: إن “الحد الأدنى للأجور المقدر بـ7 آلاف جنيه يشمل الكثير من البنود مثل؛ الأجر والحوافز والأرباح، موضحا أن الحد الأدنى للأجر المقدر بـ7 آلاف جنيه يصل في النهاية إلى 6300 جنيه أو 6400 جنيه (صافي)  

غلاء المعيشة

وأضاف : «محدش بيأخذ 7 آلاف جنيه» لافتا إلى أن العلاوة الدورية والخاصة المشمولة في مشروع القانون المقدم من حكومة الانقلاب، لا تحتسب وفقا لقيمة الحد الأدنى المقدر بـ7 آلاف جنيه، لكنها تُحتسب من الأجر الأساسي.

واعتبر «الجمل» أن العلاوة الخاصة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، البالغة نسبتها 15% أشبه بعلاوة غلاء المعيشة لتحسين الأجر نوعًا ما، وهي في الأغلب تكون مقطوعة وليس لها تأثير على حوافز أو بنود أخرى.

وأشار إلى أن تحديد العلاوة الخاصة في القطاع الخاص يكون، وفقًا لما سيحدده المجلس القومي للأجور خلال العام الجديد.

حزمة الحماية الاجتماعية

كانت حكومة الانقلاب قد زعمت أن مشروع القانون يأتي في إطار حزمة الحماية الاجتماعية التي تتبناها دولة العسكر، لتخفيف الأعباء المعيشية عن العاملين بالجهاز الإداري والقطاعات المختلفة.

أبرز ما تضمنه مشروع القانون المقدم من حكومة الانقلاب:

1- علاوة دورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بنسبة 10% من الأجر الوظيفي في 30 يونيو 2025، وبحد أدنى 150 جنيهًا شهريًا.

2- علاوة خاصة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بنسبة 15% من الأجر الأساسي في نفس التاريخ، وبحد أدنى 150 جنيهًا شهريًا.

3- زيادة الحافز الإضافي للمخاطبين وغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية اعتبارًا من 1 يوليو 2025، بقيمة مالية مقطوعة تبلغ 700 جنيه شهريًا.

4- منحة خاصة للعاملين بشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام تعادل الفارق بين العلاوة الدورية المقررة لهم، والعلاوة الخاصة المقررة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية.

5- زيادة الحد الأدنى لإجمالي ما يتقاضاه العامل في شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام إلى 7000 جنيه شهريًا، في حال قلّ دخله عن هذا المبلغ بعد تطبيق الزيادات المقررة بموجب مشروع القانون.

ومن المقرر وفق ما أعلنته حكومة الانقلاب أن يبدأ تطبيق هذه الزيادات الجديدة في أجور العاملين بالجهاز الإداري للدولة، اعتبارًا من السنة المالية الجديدة في شهر يوليو المقبل.

هل يمنح السيسي امتياز قناة السويس لشركة إسرائيلية مقابل تريليون دولار؟.. الاثنين 19 مايو 2025م.. انتهاء المراجعة الخامسة لصندوق النقد وترقبٌ لقرارت صادمة جديدة والشعب المصري يدفع الثمن

هل يمنح السيسي امتياز قناة السويس لشركة إسرائيلية مقابل تريليون دولار؟.. الاثنين 19 مايو 2025م.. انتهاء المراجعة الخامسة لصندوق النقد وترقبٌ لقرارت صادمة جديدة والشعب المصري يدفع الثمن

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* محكمة الجنايات تحدد جلسة لنظر القضية رقم 615 حصر أمن دولة عليا

قررت محكمة الجنايات تحديد جلسة يوم 2 يونيو 2025 لنظر القضية رقم 615 حصر أمن دولة عليا لسنة 2022، أمام الدائرة الأولى إرهاب.

تعود القضية إلى نحو أربعة أعوام، حيث فُتحت بناءً على محضر تحريات أعده ضابط في جهاز الأمن الوطني، دون وقوع أحداث أو وقائع ملموسة. وأحيلت القضية للمحاكمة بتاريخ 8 يناير 2025.

ووجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين، وبينهم عدد من أبناء سيناء، اتهامات تتعلق بالانضمام لجماعة إرهابية، رغم تخطيهم مدة الحبس الاحتياطي، التي استمرت لأكثر من أربع سنوات.

وكان آخر قرار بتجديد حبس المتهمين قد صدر في 13 نوفمبر 2024، حيث قررت المحكمة تجديد حبسهم لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات، قبل إحالة القضية للمحاكمة وتحديد أولى جلساتها في 18 مايو 2025.

 

* بعد رحيل شعبان الشامي ومعتز خفاجي القائمة السوداء لأشهر قضاة الانقلاب

لم تنفد قائمة الاختيارات الانقلابية من قاض ظالم، بعد رحيل شعبان الشامي ومن قبله معتز خفاجي، واللذان عُرفا أنهما من قضاة الإعدامات، كالقاضي محمد ناجي شحاتة، وخالد المحجوب، وسعيد يوسف صبري، ومحمود كامل الرشيدي، ومصطفي خاطر، وعادل سعيد. 

محمد ناجي شحاتة

القاضي محمد ناجي شحاتة مستشار الإعدامات، وسفاح القضاء، لقب بـ”قاضي الإعدامات” لإطلاقه ما يقرب من نصف أحكام الإعدام والمؤبد التي صدرت منذ الانقلاب وإلى الآن.

و”عنتيل القضاء”، بسبب الفضيحة الأخلاقية التي لم ينكرها، والمحتوى الجنسي الذي ظهر على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو الطاعن في السن.

شحاتة رئيس محكمة جنايات الجيزة، والقاضي الذي حكم بإعدام 183 متهمًا، وأعطى 230 مؤبدًا في 48 ساعة، فهو المختص بالنظر في قضايا الإرهاب وأحداث العنف والتجمهر، والتي تم تشكيلها في يوليو 2013، ليحكم من خلالها بأهم 5 قضايا شهدتها مصر منذ الانقلاب، وهي قضية غرفة عمليات رابعة، وأحداث مجلس الوزراء، وقضية اقتحام كرداسة، وأحداث مسجد الإستقامة، وخلية الماريوت.

وفي أحاديث صحفية تحدث “شحاتة” عن ميله لقائد الانقلاب” عبد الفتاح السيسي” ، وعن استفزاز هتاف “يسقط حكم العسكر” له، ولديه واقعة شهيرة حكم فيها بالسجن على المتهم في قضية غرفة عمليات رابعة “يوسف طلعت” بالسجن 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه، لاتهام ضابط له بإهانته حينما قال له المتهم :”أنا محترم غصب عنك.

محاكمة يوسف طلعت استغرقت من ناجي شحاتة 4 دقائق فقط منذ بدايتها إلى إصدار الحكم فيها صادمة بكل معاني الكلمة، واعتبرها البعض هي موت للقضاء المصري.

وقرر وزير داخلية السيسي تعيين حراسة خاصة له؛ حفاظًا على حياته، بعد حكمه في قضية ضباط قسم إمبابة وكرداسة وتبرئته لـ18 ضابطًا بعد اتهامهم بقتل “شهداء الثورة”.

وشحاتة من القضاة الذين ترددت أسماؤهم في بلاغ مقدم في مايو 2013 لوزير العدل حينها، باعتباره أحد القضاة المسئولين عن تزوير الانتخابات البرلمانية عام 2005 لصالح الحزب الوطني. 

المستشار سعيد يوسف صبري

وهو أشهر قاض أصدر حكمًا بإعدام 529 متهمًا من معارضي الانقلاب، بعد جلستين فقط من نظر القضية، ليصبح ذلك هو أسرع حكم بالإعدام في تاريخ القضاء من رئيس محكمة جنايات المنيا، والشهير بالقاضي الجزار سعيد يوسف صبري .

وصدر الحكم الشهير بعد جلستين فقط، الأولى لم تستغرق سوى 20 دقيقة، والثانية أصدر فيها القاضي حكمه دون حضور متهمين أو محامين عنهم، لتكون هي أول قضية – أيضًا – يصدر فيها حكما بالإعدام دون الاستماع إلى الدفاع أو شهود أو حتى فض أحراز القضية.

والحكم بالإعدام كان أول حكم يصدر رغم قيام هيئة الدفاع عن المتهمين برد المحكمة في جلستها السابقة، ووفقًا للإجراءات القانونية كان يتعين وقف نظر القضية لحين الفصل في طلب الرد، وهو ما لم يفعله القاضي صاحب السجل الحافل من الأحكام المشددة والعجيبة والمثيرة للجدل.

وأصدر سعيد صبري (220 حكمًا) بالإعدام، وهو صاحب أكبر رقم إحالة للمفتي في تاريخ مصر، حيث أحال لمفتي الجمهورية أوراق (683 متهمًا) في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”أحداث مركز العدوة بمحافظة المنيا – جنوب مصر”، ثم قضى بإعدام (183 مُتهمًا)، بعد إحداث ضجة كبيرة في مصر والعالم.

وفي 15 يناير 2013 أصدر المستشار سعيد يوسف صبري حكمًا ببراءة جميع المتهمين بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير بمحافظة بني سويف، وهم مدير أمن بني سويف السابق وثلاثة من معاونيه إلى جانب سبعة من ضباط المباحث بالمحافظة، ورفض جميع الدعاوى المدنية المقامة من المجني عليهم وتغريمهم 200 جنيه أتعاب محاماة.

وفي 15 يناير 2013، حكم المستشار سعيد يوسف على متهم بسرقة جلباب حريمي (عباءة) من أحد المحالين بالسجن 30 عامًا، 15عامًا على السرقة و15 عامًا أخرى على حيازة سلاح أبيض أثناء السرقة، وصدر الحكم في أول جلسة، واحتج المحامون آنذاك قائلين إن القاضي لم يُتح لهم فرصة الدفاع عن المتهم. 

المستشار أحمد صبري

واختار المستشار نبيل صليب المستشار احمد صبري، رئيس الدائرة 23 جنايات شمال القاهرة، ليترأس محاكمة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، وبعد الحكم الذي سبق وأصدره المستشار صبري ببراءة الفريق أحمد شفيق -المرشح الرئاسي السابق ووزير الطيران المدني السابق- وإبراهيم مناع -الرئيس السابق للشركة القابضة لمصر للطيران- في قضية اتهامهما بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام، في قطاع الطيران المدني، أدان في قضية الرئيس محمد مرسي الرئيس وحبس الحارس الشخصي لخيرت الشاطر -نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- لمدة سنة، بعد إدانته بتهمة حيازة سلاح وذخيرة حية بدون ترخيص.
وتذكر سيرته الذاتية انه قاض ابن قاض، ووالده ترأس محكمة استئناف القاهرة عام 1959،وهو أب لاثنين من القضاة يترأسون محاكم جزئية.

وتشارك القاضيان صلاح حريز وشبيب الضمراني، قضاة الاعدامات بـ (21 حكمًا) لكل قاض على حدة، واحتل القاضي علاء شجاع المركز العاشر بـ (18 حكمًا).

أما القاضيان نبيل صليب وفرحان بطران، أصدر كل واحد منهما (12 حكمًا)، وجاء القاضي حسين قنديل في المركز الثاني عشر بـ (11 حكمًا).

وأصدر 3 قضاة كل واحد منهم (8 أحكام)، وهم: القاضي فتحي البيومي، والقاضي حفني عبد الفتاح، والقاضي عبد الله عبد السميع عبد الرحمن سالم.

أما القاضي فتوح السيد علام، أصدر (5 أحكام)، والقاضي جمال عقرب، أصدر (3 أحكام). 

بعيدًا عن الاعدامات

محمود كامل الرشيدي

والرشيدي رئيس الدائرة الثانية لمحكمة جنايات شمال القاهرة، وصاحب أشهر عبارة في تاريخ القضاء المصري “براءة .. عودوا إلي مقاعدكم”، لنظام دولة الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد أحكام البراءة الجماعية، أصبح المعنى واضحًا.

وكانت محكمة جنايات القاهرة، بأكاديمية الشرطة، برئاسة محمود كامل الرشيدي، قضت ببراءة حسنى مبارك، فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل وعدم جواز إقامة الدعوى القضائية فى اتهامه بقتل المتظاهرين، وبراءته هو ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم فى تلقى عطايا عبارة عن 5 فيلات.

كما قضت المحكمة ببراءة وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادل، ومساعديه الـ6، من اتهامات بقتل المتظاهرين فى أحداث ثورة 25 يناير. 

المستشار أحمد الزند

والمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة المصري، كان من المقبولين والمقربين من النظام السابق، وأبرز الرموز التي خاضت معركة ذلك النظام من أجل الإطاحة بتيار استقلال القضاء وكان يصر على تعيين أبناء القضاة في المناصب القيادية، وأعلن في مارس 2012 أن تعيين أبناء القضاة “الزحف المقدس”.

وأعارته وزارة العدل للعمل قاضًيا فى إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات، وبعد عام واحد من عمله بالقضاء تم طرده منها لعدم صلاحيته.

وبعد طرده ذهب أحمد الزند إلى حاكم إمارة رأس الخيمة يشكو له حاله، وعينه حاكم إمارة رأس الخيمة خطيبًا ومؤذنًا في إحدى الزوايا الصغيرة، وكان بهذه الزاوية الصغيرة غرفة وصالة ملحقة، بعد إبعاده من عمله القضائى هناك لعدم صلاحيته وانعدام كفاءته.

وفي حوار شهير له مع الإعلامي توفيق عكاشة قال: “نحن القضاة أسياد الوطن، وسوانا عبيد”.

وطوال مدة رئاسة المستشار الزند لنادي القضاة، أحدث الازمات المالية تلو الأزمات، ومنها بيع أرض بورسعيد، حيث تم البيعَّ بالأمر المباشر ودون الرجوع إلى الجمعية العمومية، مما أدَّى إلى خسارة النادي أكثر من 15 مليون جنيه؛ حيث تمَّ بيع الأرض “508م” بسعر 17 ألفًا و600 جنيه للمتر، رغم أن تقييم الخبراء الذي أعلنه الزند هو 50 ألف جنيه للمتر.

ولاحقت الزند اتهامات بتعطيل مشروع تعديلات قانون السلطة القضائية، الذى تولَّى إعداده المستشار أحمد مكى، واتهامات أخرى بالاستيلاء على مئات الفدادين من أراضي الدولة. 

المستشار مصطفى خاطر

المستشار مصطفى خاطر المحامي العام لنيابات شرق القاهرة والذي اصدر أمرا قضائيا بالقبض علي أحمد ماهر منسق حركة 6 أبريل بتهمة الدعوة للتظاهر أمام منزل وزير الداخلية وهو القرار الذي نفذته الشرطة علي “أحمد ماهر” في مطار القاهرة فور عودته من النمسا، في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ووصف البعض القرار بأنه كان بغرض إثارة حركة 6 أبريل ضد الرئيس مرسي، فكان بمثابة فخ للرئيس، إن سكت انقلبت عليه 6 أبريل وإن تكلم “تدخل في القضاء الشامخ“.

كان المستشار خاطر هو المستشار القانوني للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، وهو ما كشف عنه أحمد سبيع، المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة، وتحدى سبيع المستشار مصطفى خاطر أن يكذبه علنًا على قناة التحرير .

وفي السياق نفسه كشفت مصادر قضائية أن المستشار خاطر كان المشرف على تحقيقات النيابة في قضية الرئيس المخلوع وقيادات وزارة الداخلية والتي انتهت إلى تبرئة جميع قيادات الداخلية ونجلي الرئيس المخلوع الأمر الذي أدى إلى ثورة الرأي العام واتهاماتها للنيابة العام بالتواطؤ ومطالبتها بعزل النائب العام .

وكان ممثلًا للنيابة في إعادة محاكمة المخلوع والعادلى ومساعديه والتي انتهت بمهرجان البراءة للجميع.

ومصطفى خاطر هو نفس المستشار الذي أفرج عن كل المتهمين في أحداث الاتحادية بعد ساعات من القبض عليهم برغم وجود 9 شهداء من الإخوان سقطوا في الأحداث.

وهو المستشار الذي أصدر قرارًا بوقف تنفيذ حكم نهائي وبات بحبس توفيق عكاشة 6 أشهر بتهمة سب وقذف طليقته.

قائد حرس الرئيس مرسى الضابط الراحل طارق الجوهرى اتهم مصطفى خاطر بمحو الأدلة التي تبرئ الرئيس محمد مرسي. 

المستشار خالد المحجوب

وخالد المحجوب “رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية” وقاضي “واقعة اقتحام سجن وادي النطرون” أثناء الثورة ، وقد عرف المستشار المذكور بعلاقاته الوثيقة برموز الفساد في عهد المخلوع وهو الذراع اليمني للمستشار الزند.

وهو صاحب فضيحة تسريبات مكتب السيسي، حيث كان المستشار خالد هو من كلمه اللواء عباس كامل في مكتب النائب العام وتم نقله للمكتب الفني للنائب العام مكافأة له علي قضية الهروب من سجن وادي النطرون التي أصدر فيها حكما مشينا في عهد الرئيس د.محمد مرسي.

والقاضي خالد محمد علي محجوب هو نجل وزير الأوقاف الاسبق والذي كان قياديًا بالحزب الوطني والذي اشتهر بعد قضية الراقصة “لوسي آرتين” والتي انتهت بالإطاحة بنائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، وبالرجلين الثاني والثالث في وزارة الداخلية وبثلاثة قضاة،
وبعد تولي “محمد على محجوب” وزارة الأوقاف سابقًا أصبح للعائلة أكثر من 30 ضابط شرطة و20 قاضيًا، وشقيقه إسماعيل محجوب صاحب ملهى ليلي سابق “الهابي داي بحلوان .

المستشار “وليد شرابي” يقول عن خالد محجوب: “عرفت عنه البلادة وعدم القدرة علي التحصيل الدراسي وأرسله والده إلى  دولة السودان ليحصل علي الثانوية العامة من هناك بمجموع 55% ليلحقه بكلية الشرطة ثم يلحقه بعدها بالنيابة العامة.

وخالد محجوب متزوج من ابنة محمد عبد الله رفاعي، أمين تنظيم الحزب الوطني بالمرج ونائب الوطني السابق، وأكبر من حشد لموقعة الجمل وأحد داعمي شفيق الذي رصد له شيكًا بـ 650 ألف مقبول الدفع  في شهر يونيو 2012 من زوجة أحمد عز. 

المستشار عادل السعيد

وعادل السعيد رئيس المكتب الفني للنائب العام السابق عبد المجيد محمود والمتورط معه في “فضيحة هدايا أخبار اليوم”، هو من كان مسئولاً عن إيداع أسباب النقض فى قضية موقعة الجمل، وسبب عدم قبول المحكمة للأسباب هو تأخره وعدم إيداعها فى موعدها المحدد، وبالتالي براءة المتهمين بموقعة الجمل.

واشترك السعيد في التواطؤ مع آخرين لاجبار النائب العام طلعت عبد الله على تقديم استقالته بعد إبعاده عن غرفته المزودة بالكاميرات إلى غرفة أخرى تعرض فيها للتهديد من قبل بلطجية.

وبحسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فإن المستشار “عادل السعيد” اشترك في تضليل محامين الشبكة في قضية اتهام شركات الاتصالات بالمساهمة الجنائية في قتل العديد من شهداء الثورة وازدياد أعداد المصابين بسبب قطع الاتصالات.

*لماذا تواصل النيابة المصرية حبس مسيحيين بتهم الانتماء للإخوان المسلمين؟

تواصل السلطات الأمنية والقضائية المصرية قراراتها المثيرة للجدل بحبس بعض مسيحيي الديانة بتهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ما وصفه حقوقيون بأنه أمر يمثل “نموذجا صارخا لتغول الأجهزة الأمنية على منظومة العدالة في مصر”، وتفاقم أزمة حقوق الإنسان بأكبر بلد عربي سكانا والأقدم عربيا وأفريقيا من حيث منظومته القضائية والقانونية والدستورية.

قررت نيابة أمن الدولة العليا، السبت الماضي، حبس 52 معتقلا مصريا في قضايا متنوعة مدة 15 يوما على ذمة التحقيق، بعد ظهورهم الخميس الماضي للمرة الأولى عقب فترات متفاوتة من اعتقال قوات الأمن لهم ثم إخفائهم قسريا، وهي الإجراءات التي تجري بصورة مستمرة بالمخالفة للقانون والدستور، وفق حقوقيين.

ووجهت النيابة إلى المتهمين اتهامات دأبت عليها طيلة السنوات الماضية، مثل الانضمام إلى “جماعة إرهابية”، وبث ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتمويل “الإرهاب”، والترويج لأفكار تحض على العنف، رغم اعتراض هيئات الدفاع عن المعتقلين والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية من اعتراضات على تلك التهم ووصفها بالمخالفة للواقع.

والمثير في الأمر، أن قرار الحبس طال أربعة مسيحيين، هم: آندرو عصمت سمير، وجرجس يوسف مسعود، وكامل أنور ميخائيل ومينا عربان جندي، حيث اتهمتهم النيابة بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، في خطوة تكررت دون تصحيح من النيابة العامة أو تدارك ذلك الخطأ ما يشير إلى اعتماد المنظومة القضائية على تعليمات الأجهزة الأمنية دون دراسة لكل حالة من المعتقلين على حدة، وفق حقوقيين.

وتكررت اتهامات نيابة أمن الدولة لمسيحيين بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين عدة مرات وطالت 4 شباب مسيحيين منذ العام الماضي، ينضمون إلى قائمة السبت الماضي ليصبح المجموع 8 معتقلين.

وفي 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر، حبس 27 شابا، بينهم شابة وشاب مسيحي يُدعى مينا نسيم راغب، بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن كانوا مخفيين قسرا لفترات متفاوتة، حسب منظمات حقوقية.

وفي 21 نيسان/ أبريل الماضي، قررت ذات النيابة، حبس 20 معتقلا 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات بتهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد ظهورهم لأول مرة منذ تعرضهم للاختفاء القسري لفترات متفاوتة، وبينهما الشابين المسيحيين: أنطونيوس يوسف نجيب، ومينا يوسف نجيب.

وفي 27 نيسان/ أبريل الماضي، صدر ذات القرار من ذات النيابة بحبس 10 معتقلين 15 يوما احتياطيا، بعد تعرضهم للإخفاء القسري، فيما ضمت قائمة المحبوسين الشاب مسيحي الديانة جورج حنا فرج.

“تؤكد كيدية الاتهام”
وقال محامي حقوقي لـ”عربي21″: إن مواصلة النيابة المصرية قراراتها بحبس مسيحيين ومن قبلهم فتيات مصريات بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، “يؤكد ما أعيشه بشكل يومي مع عشرات القضايا لمعتقلين يجري تصنيفهم كنزلاء سياسيين منتمين لجماعة الإخوان، رغم أنه بمعاينة مباشرة من النيابة للمتهم وبحديث بضعة كلمات معه يمكنها التأكد من كيدية الاتهام”.

وأكد أنه “بالفعل هناك من الوقائع المثيرة للجدل، لشباب يتعاطى بعض أنواع المخدرات، وتم تصنيفه بهذا الوضع، ومازال محبوسا بذات التهم، ويتم وضعه في عنابر وأماكن احتجاز الإخوان”، مشيرا لحالتين من مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية لتاجر ولطالب، فضل عدم ذكر اسميهما.

وأوضح أن “هذا يدل في كثير من الأحوال على كيدية الكثير من الاتهامات التي جرى حبس آلاف المعتقلين على أساسها، والتي تعتمد على وشاية مخبر أو خفير أو متعاون مع الأمن الوطني أو وجود صلة قرابة بين المعتقل وأحد أعضاء الجماعة”.

“مؤشر خطير على التدهور”
وفي رؤيته لأسباب استمرار توجيه النيابة المصرية تهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين لمعتقلين مسيحيين، قال الباحث الحقوقي المصري عبدالرحمن حمودة، إنه “أمر يثير التساؤلات حول مدى مصداقية الاتهامات الموجهة للمعتقلين السياسيين بمصر، ويعكس واقعا مؤلما لمنظومة العدالة وحقوق الإنسان بالبلاد”.

وعن دلالة الاتهامات الموجهة للمسيحيين بالانتماء للإخوان المسلمين، أضاف لـ”عربي21″ أن “توجيه تلك التهم، كما في حالة آندرو عصمت سمير، وجرجس يوسف مسعود وغيرهما، يشير إلى وجود نمط من الاتهامات الجاهزة التي تُستخدم ضد المعارضين أو النشطاء، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو السياسية”.

ويرى حمودة، أن “هذا الاستخدام العشوائي للتهم يُظهر أن الهدف الأساسي هو إسكات الأصوات المعارضة، وليس تحقيق العدالة”.

وأشار إلى “كيدية الاتهامات وانعكاسها على ملف حقوق الإنسان”، موضحا أن “تكرار مثل هذه الاتهامات، خاصة ضد أفراد من أقليات دينية، يُبرز كيدية الكثير من القضايا التي يُحتجز بسببها آلاف المعتقلين في مصر”.

وبين أن “هذا يُظهر أن الأجهزة الأمنية قد تستخدم القضاء كأداة لقمع المعارضة، مما يُقوض من استقلالية القضاء ويُفاقم من أزمة حقوق الإنسان في البلاد”.

ولفت كذلك إلى “تأثير هذه الممارسات على صورة مصر دوليا”، موضحا أن “الاستمرار بهذه السياسات يُعرض مصر لانتقادات دولية متزايدة، ويُضعف من مكانتها في المحافل الدولية، خاصة فيما يتعلق بالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان”.

وأضاف أن “هذه الممارسات قد تؤدي إلى فرض عقوبات أو تقليص التعاون مع الدول والمنظمات الدولية التي تُولي أهمية كبيرة لاحترام حقوق الإنسان”.

وخلص للقول: “وبالتالي فإن استمرار النيابة المصرية في توجيه تهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين لمعتقلين مسيحيين يُعد مؤشرا خطيرا على تدهور حالة حقوق الإنسان في مصر، ويُبرز الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في منظومة العدالة لضمان تحقيق العدالة واحترام حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو السياسية”.

“فريدوم هاوس: حكم استبدادي”
ومنذ الانقلاب العسكري 3 تموز/ يوليو 2013، والذي قاده وزير الدفاع حينها ورئيس النظام الحالي عبدالفتاح السيسي، ضد أول رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطيا الراحل محمد مرسي، وتشن السلطات حملات أمنية موسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين، وباقي أطياف المعارضة المصرية.

وطالت الحملة المستمرة منذ 12 عاما أكثر من 100 ألف مصري، يقبع منهم نحو 60 ألفا في السجون في ظل ظروف غير إنسانية، ووسط مطالبات حقوقية بإخلاء سبيلهم، ومطالبات من سياسيين بإغلاق هذا الملف وعمل مصالحة وطنية، الأمر الذي لا يعيره النظام اهتماما.

وتضع منظمة “فريدوم هاوس” مصر في مركز متدني في تقريرها السنوي الصادر 4 آذار/ مارس الماضي تحت عنوان “الحرية فى العالم 2025″، والذي كشف أن مصر حصلت على 18 درجة من 100 بمؤشر الحرية العالمي، ما يكشف الوضع المتدني للحريات بالبلاد.

وهي الدرجة المقسمة بين الحقوق السياسية التي نالت 6 درجات من 40 درجة، وبين الحريات المدنية التي نالت 12 درجة من 60 درجة، في حين نالت حرية الإنترنت في مصر التي يجري فرض قيود كبيرة عليها 28 درجة من 100درجة.

وصدرت المنظمة الأمريكية تقريرها بالقول: “حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تولى السلطة لأول مرة بانقلاب عام 2013، مصرَ بطريقة استبدادية. تكاد المعارضة السياسية الجادة أن تنعدم، إذ قد يُعرّض التعبير عن المعارضة للملاحقة الجنائية والسجن”، لافتة إلى “تقييد الحريات المدنية، بما في ذلك حرية الصحافة وحرية التجمع، بشدة، وارتكاب قوات الأمن انتهاكات لحقوق الإنسان دون عقاب”.

“تهم معلبة لا تراعي العدالة”
وفي تعليقه، قال السياسي المصري الدكتور عز الدين الكومي: “دائما في ظل النظم القمعية تكون التهم جاهزة معلبة لا ينظرون إلى الإنسان من حيث انتمائه وفكره وتوجهه، بتهم الانتماء لجماعة محظورة، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين، وتهديد السلم العام وتمويل الإرهاب”.

وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى المصري سابقا، أشار بحديثه لـ”عربي21″، إلى أن “هذا ليس بجديد على النيابة المصرية والنظام القضائي المصري عموما، والاصرار على هذا الخطأ والجرم في حد ذاته جريمة”.

ولفت إلى أنه “في ستينيات القرن الماضي تم اعتقال الملحن المسيحي هاني شنودة عام 1966 بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين”، وهو ما اعترف به شنودة في حوار إعلامي حزيران/ يونيو 2023.

وبين الكومي، أن “أفراد الأمن السياسي الآن يأخذون بالظن والشكل العام لو الشخص ملتحيا، أو صديق لمسلم له رأي، أو أنه كتب شيئا بمواقع التواصل الاجتماعي يُغضب النظام، وهذا يوضح بجلاء أن الاعتقال العشوائي والقبض على الناس بتهم ملفقة ليس بجديد”.

وألمح إلى ما قاله المعتقل الشاب الذي جرى تنفيذ حكم الإعدام فيه شباط/ فبراير 2019، محمود الأحمدي للقاضي حسن فريد إنه تم أخذ اعترافات منه بالتعذيب بالكهرباء، قائلا: (معانا كهرباء تكفي مصر 20 سنة)، ولم يستمع له، في مشهد قالت عنه حينها منظمة العفو الدولية إن (هؤلاء أدينوا، عقب محاكمة غير نزيهة بالمرة، وشابتها مزاعم بالتعذيب)”.

ومحمود الأحمدي، طالب بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، من قرية كفر السواقي، مركز أبوكبير، بمحافظة الشرقية، اعتقل 22 شباط/ فبراير 2016، حين ذهب وصديقه إسلام مكاوي لمبنى دار القضاء العالي بالقاهرة، للإبلاغ عن اختفاء شقيقه محمد، ليجري اعتقالهما، وإعدامهما على ذمة قضية مقتل النائب العام التي تفجرت في حزيران/ يونيو 2015.

“ذبح العدالة والقضاء”
وخلص السياسي المصري للقول: “من واقعتي شنودة والأحمدي، فإن ما يجري للمعتقلين كله يتم تحت القهر والتهديد بالتعذيب والصعق بالكهرباء والإتيان بأمه أو زوجته أو أخته واغتصابها أمامه فيضطر للاعتراف بما لم يفعل”.

ويرى أنه “من المفترض أن تقوم النيابة العامة بدور المدافع عن حقوق الشعب بمواجهة تغول الشرطة؛ لكن ما يحدث اليوم أن معظم وكلاء النيابة من خريجي كليات الشرطة وبالتالي يتعاملون ليس كوكلاء للنائب العام ولكن كضابط شرطة نفس الهيئة وأسلوب التحقيق فلا يخرج من إطار ضابط الشرطة وبالتالي لا يسمع ولا يقوم بدوره نحو المتهم ومحاميه”.

ومضى يؤكد أن “الوضع متدني، ومصر الآن واحدة من الأسوأ عالميا بتطبيق مبادئ العدالة والقانون وحقوق الإنسان والمتهمين؛ وبالتالي نجد أنه سواء قضايا الاعتقلات العشوائية والتحقيق فيها تفتقد أبسط قواعد العدالة وينتج عنها اعتقال مسيحي حتى لو حدث على سبيل الخطأ أثناء القبض العشوائي، وأن يجري توقيف شخص متعاطي مخدرات بنفس تهم الإخوان المسلمين”.

وأكد أن “هذه الوقائع غير مسبوقة لذبح العدالة في مصر وتؤكد افتقاد العدل في قضية تدوير المعتقلين رغم إخلاء سبيلهم، وتوجيه التهم لهم بينما هم في الأصل محجوزون لدى الشرطة أو بأماكن الاحتجاز أو مختفين قسريا وتوجه لهم تهما جديدة”.

ويرى أنه “لذلك ليس بغريب أن توجه تهمة لشخص مسيحي كمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين المعروف عنهم أنهم لا يدخنون ولا يتعاطون المخدرات، والمرأة بالنسبة لهم محجبة أو منقبة، ونعيش مأساة حقيقية ووضع حتى المحامون يشكون مر الشكوى من التعامل، والمفروض أن يكون القضاء الحصن الحصين، لكنا في زمن تذبح فيه العدالة والقضاء”.

“وصمة عار بجبين العدالة”
وتواصل المنظمات الحقوقية رصد ما تُطلق عليه “الانتهاكات الجسيمة والتنكيل الجماعي” الذي ترتكبه السلطات الأمنية بحق المعتقلين السياسيين السجون المصرية.

والأحد، حذرت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” من كوارث وشيكة، مع حملات تجريد وتغريب قسري واعتداءات بدنية وإجراءات تنكيل بالمعتقلين تنتهك الحقوق الدستورية والإنسانية بسجون: “بدر 3″، و”أبوزعبل 2″، و”جمصة شديد الحراسة”، و”برج العرب”، و”الوادي الجديد”.

وأشارت الشبكة، إلى محاولة انتحار المعتقل مصطفى النجار داخل مركز شرطة بلقاس بسبب ما وصفته بـ”جحيم الانتهاكات”، والمعاناة من سوء المعاملة، وتردي الأوضاع بغرف الحبس، وتعرضه للظلم بتدويره على ذمة قضية جديدة رغم قرارات متكررة بإخلاء سبيله.

وفي السياق، ندد “مركز الشهاب لحقوق الإنسان”، السبت الماضي، باستمرار ارتكاب السلطات جرائم الاعتقال والاحتجاز والاختطاف والاختفاء القسري، مبينا أن “عدد المختفين قسريا منذ العام 2013، وحتى 2024، بلغ 19011، مصريا”.

وأكدت أحدث تقارير المنظمة الحقوقية أن عدد قتلى الإهمال الطبي بالسجون منذ 2013 وحتى 2024، بلغ 922 معتقلا، ملمحة لتعرض المسنون للتنكيل والإهانة بالسجون، واصفة الأوضاع بها بـ”غير الآدمية”، ومؤكدة أنها “وصمة عار على جبين العدالة”.

والجمعة الماضية، أكد تحالف “المادة 55” أن “غياب المساءلة وسياسة الإفلات من العقاب هما العاملان الأساسيان اللذان أسهما في استمرار وانتشار هذه الانتهاكات، وأن غياب أي تحقيق حقيقي مع الضباط أو المسؤولين المتورطين في الاعتداءات يشكل تشجيعا صريحا على تكرارها”.

 

* “مصر اتباعت”.. هدم منازل في العمرانية يُثير غضبًا شعبيًا واسعًا ومطالب بالتدخل

فاجأت هيئة المساحة التابعة لوزارة الري المواطنين في حي العمرانية بمحافظة الجيزة، بمنطقة تقاطع الطريق الدائري مع محور الفريق كمال عامر، بحصر منازلهم تمهيدًا لإزالتها الشهر القادم، دون سابق إنذار أو ترتيب، ولصالح مشروع غير معلن إلى الآن.

وقال مصطفى سيد محفوظ “.. نحن أهالي العمرانية الغربية والشرقية بمحافظة الجيزة ، بهذه الاستغاثة العاجلة، راجين من عدلكم وإنصافكم، التدخل الفوري لوقف قرارات إزالة منازلنا التي نعيش فيها منذ سنوات طويلة، والتي تمثل كل ما نملك من مأوى وحياة واستقرار”. مضيفا “لقد فوجئنا بقرارات إزالة تهدد بيوتنا التي بُنيت بعرق سنوات طويلة، وتُقدر قيمتها بالملايين، نحن لا نرفض التطوير، ولا نمانع في المشاركة في بناء وطن أفضل، لكننا نرجو فقط أن يكون هناك عدل ورحمة وأن يتم اعادة الخطة لدينا اكبر الاستشاريين قادرين على تغيير مصيرنا من التهجير والتشريد ، فالحياة الكريمة التي وعدتنا بها الدولة لا يمكن أن تبدأ بالتشريد وفقدان المأوى.“.

وعبر  Mostafa Sayed Mahfouz قال: “.. بيننا كبار سن لا يحتملون التنقل والتشريد وأطفال لا ذنب لهم ، وأسر لا تملك مكاناً آخر تذهب إليه. منازلنا ليست مجرد جدران، بل هي تاريخ وحياة وأمان .. كيف لنا أن نبدأ من جديد وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي سيادتك أدرى الناس بها ؟ ألسنا مواطنين من حقنا أن نحيا حياة كريمة في بيوتنا ؟ هل تكون الحياة الكريمة في أن نُلقى في الشارع بلا مأوى ؟”.

وناشد مسؤولي الانقلاب “أن تعيدوا النظر في هذه القرارات، وأن تنصفونا في حقنا المشروع في السكن الآمن والكريم، وألا تُترك آلاف الأسر تواجه مصيراً مجهولاً.”. 

إزالة بيوت العمرانية

وتحت العنوان السالف قال أحمد الحكيم إن “مسار الكوبري والبيوت اللي هتتزال.. الكوبري أو المحور الجديد اللي هيتم انشائه اسمه امتداد كمال عامر..هيبتدي من محور كمال عامر اللي في العمرانية وصولا للمنيب، تكملة الجزء المتبقي من ترعة الزمر اللي قصاد مونچيني.. والكوبري هيلف بدوران جنب ابن البلد، هيمشي بطول شارع المدرسة وصولا لشارع ترسا العمومي لحد نادي ترسا.. وهيدخل للبيوت من خلف النادي علشان يكمل بعد كده في الأراضي الزراعية اللي في ترسا..بعد كده يوصل الأراضي الزراعية اللي في أبو النمرس ويمشي على طول علشان يربطه بالدائري الأوسطي اللي في البدرشين..“.

وأضاف: “..هيهدوا البيوت عشان يعملوا كوبري ومحور جديد..ياااااااااااا الله على الخنوع اللي بقينا فيه..#خائف_على_وطن،،،

وقالت أسماء “Asmaa Hussein“: “اصحى يا شعب وفوق الدور جاي عليك وعليا وبيوتنا هتتاخد مننا مصر اتباعت للامارات على يد بلحه على يد السيسي اصحى يا شعب وفوق بقى هنستنيين ايه يا اولاد” مضيفة أن “حالة ذعر.. هيئة المساحة التابعة لوزارة الري تفاجئ المواطنين في حي العمرانية بمحافظة الجيزة، بمنطقة تقاطع الطريق الدائري مع محور الفريق كمال عامر، بحصر منازلهم تمهيدًا لإزالتها الشهر القادم، دون سابق إنذار أو ترتيب، ولصالح مشروع غير معلن”.

وتساءلت مريم “ Mariam Almagdalia “: “فيييين موضوع الازلات  .. فيييين الرد الإيجابي.. #لا_للازلات_نعم_لدعم_البدائل

لا لإخلاء المواطنين من منازلهم .. أحكم يا رب للمظلومين والمطرودين.. نعم للتطوير ولكن لا #لهدم_بيوتنا.. نرجوا خطه تعديل بديله

تفضلوا شاكرين با لجلوس معانا.. واعطونا الفهم لما يحدث.. الله يعطيكم الحكمه والنعمه.. اتركونا لنستكمل حياتنا بهدوء.. نثق في (…) عبد الفتاح السيسي ندعمك كتف بكتف .. ولكن لا للهدم.. نداء عاجل واستغاثه عاجلة.. (…) عبد الفتاح السيسي.. تعال تتفضل زورنا في العمرانيه و شوف كل حاجه بعينك .. ارجوك ساعدنا شوف خطه بديله مكان هدم بيوتنا #استغاثة”.

وقال الباحث الاشتراكي زهدي الشامي Zohdy Alshamy : “الحكومة تعتدى على حق المصريين فى السكن ايجارا أو تملكا ، وآخر حلقة منه هدم منازل المواطنين فى فردوس بورسعيد وعمرانية الجيزة “.

وأضاف: “الحكومة  تتذرع بحق الملكية لطرد وتهجير 3 مليون مستأجر يعنى 15 مليون مواطن من منازلهم ومحلاتهم  بحجة حق  الملكية

حق ملكية مين ياحكومة دا انتى انتهكتى حقوق المواطن المصرى فى الملكية عشرات الالاف من المرات وفى كل أنحاء مصر ، آخر هذا المسلسل من نزع ملكيات المصريين فى الايام القليلة الماضية  هدم منازل المواطنين فى قرية الفردوس بورسعيد  لتلحق بحى الجميل، ثم الاعلان عن ازالات بالجملة لمنازل العمرانية بالجيزة يبدو من أجل المحاور والكبارى الموكوسة إياها”.

وأشار إلى أن “هذا هو المسلسل رقم ثلاثين أو اربعين لمصادرة ملكيات المواطنين  البسطاء والفقراء ظلما وعدونا من جزيرة الوراق فى الجيزة لنادي الصيد بالاسكندرية لترعة المحمودية بالاسكندرية والبحيرة  لشاطئ العريش ،  وغيرها   وهو عدوان لم تسلم منه حتى مقابر القاهرة الاسلامية التراثية”.

وتابع أنه “في جميع الأحوال الباعث الاصلى هو الطمع فى الأماكن المتميزة لسكن هؤلاء المصريين البسطاء والرغبة فى الاستيلاء عليها  من أجل مصالح استثمارية للحكومة وشركائها”،  موضحًا أن “مانشهده اليوم من محاولة طرد ملايين المصريين المستأجرين ليس الحالة الوحيدة للاعتداء على حق المصريين فى السكن ، فهذه الحكومة تعتدى على حق السكن سواء كان ايجارا أو ملكا طمعا فى هذه المنازل والأراضي”.

وتعجب من أنه بعد ذلك من “يتباكى على حق الملكية الذى ينتقص منه المستأجرون. . كذبتم وخسئتم .. كفا عدوانًا على حق المصريين فى السكن وهو الأمر الذى لم يحدث فى أي عهد سابق.. فقد بلغ السيل الزبى وتجاوزتم كل خط أحمر”.

*انتهاء المراجعة الخامسة لصندوق النقد وترقبٌ لقرارت صادمة جديدة والشعب المصري يدفع الثمن

أنهت حكومة الانقلاب مؤخرًا المراجعة الخامسة لاتفاق التسهيل الائتماني الممتد مع صندوق النقد الدولي، ما يمهد لصرف شريحة جديدة بقيمة 1.3 مليار دولار، لكن خلف هذا التطور المالي تكمن معضلة جوهرية، وهي من يدفع ثمن الإصلاحات؟ والإجابة، كما يبدو من تطورات الأسابيع الماضية، هي المواطن المصري.

قروض جديدة لكن بشروط قديمة  

رغم ترحيب الحكومة بالخطوة، إلا أن الشارع المصري يترقب موجة جديدة من الإجراءات القاسية، في مقدمتها تخفيضات جديدة في الدعم وزيادات مرتقبة في أسعار الطاقة، تنفيذًا لتوصيات الصندوق.  وتخشى قطاعات واسعة من المواطنين أن تكون هذه المراجعة، كسابقاتها، مدخلاً لسياسات تقشفية دون شفافية أو حماية اجتماعية كافية. 

المدير التنفيذي الجديد في صندوق النقد، محمد معيط، الذي شغل سابقًا منصب وزير المالية، صرّح بأن الموافقة على تمويل الاستدامة مرهونة بالتقدم في الإصلاحات، ما يعزز المخاوف من أن التمويل الجديد سيكون مشروطًا بمزيد من الضغط على الطبقات الفقيرة والمتوسطة. 

دعم مهدد بالاختفاء خلال الاجتماعات الأخيرة في القاهرة، شددت بعثة الصندوق برئاسة إيفانا فلادكوفا هولار على ضرورة تسريع تنفيذ وثيقة “سياسة ملكية الدولة”، التي تهدف إلى انسحاب الحكومة من عدد من القطاعات الاقتصادية لصالح القطاع الخاص، كما طالبت بإعادة النظر في دعم الطاقة. 

وقد بدأت الحكومة بالفعل رفع أسعار الوقود بنحو 14.8% في مارس الماضي، في خطوة قالت إنها تهدف للوصول إلى نقطة استرداد التكلفة، لكن هذه الإجراءات، بحسب مراقبين، لم تترافق مع آليات حماية اجتماعية فعالة، ما فاقم من تآكل الدخول في ظل ارتفاع معدلات التضخم. 

خبراء: الشعب الحلقة الأضعف في معادلة الإصلاح 

يرى الدكتور هاني توفيق، الخبير الاستثماري والرئيس السابق للجمعيتين المصرية والعربية للاستثمار المباشر، أن معظم شروط صندوق النقد ذات كلفة اجتماعية عالية، تُحمّل للمواطن البسيط في شكل أسعار أعلى وخدمات أقل، بينما يتم تأجيل أو تمييع الإصلاحات الجوهرية في هيكل الاقتصاد نفسه. 

ويضيف أن الحكومة ما زالت “تدير المشهد بعقلية الجباية وليس التنمية، وتحصر الإصلاح في الأبعاد المالية دون مراعاة البعد الاجتماعي”، مشددًا على أن غياب الشفافية في المراجعات يزيد من فجوة الثقة بين الدولة والمواطن.

أما الباحث الاقتصادي أحمد ذكر الله، فيقول: إن “التمويلات الخارجية قد تنعش مؤقتًا ميزان المدفوعات، لكنها ليست حلاً طويل الأمد، ما لم تُرفق بإعادة توزيع عادلة للأعباء والفرص داخل الاقتصاد”، مشيرًا إلى أن “التركيز المفرط على التقشف سيعمّق الركود ويضعف الحراك الإنتاجي“. 

إصلاحات على حساب الفقراء رغم الحديث الرسمي عن التحول إلى اقتصاد أخضر عبر منصة “نُوفّي”، وجذب استثمارات بقيمة 3.9 مليارات دولار لمشروعات الطاقة، يرى مراقبون أن الحكومة تضع عبء الإصلاح على كاهل المواطنين، بينما تتباطأ في إصلاح بيئة الأعمال أو الحد من الهيمنة العسكرية على الاقتصاد، وهي من أبرز توصيات الصندوق. 

وتقول المبادرة المصرية للحقوق الشخصية :إن “التحفظ على نشر تقارير المراجعات، كما حدث في المراجعة الرابعة، يطرح علامات استفهام حول مدى التزام الحكومة بالشفافية”، مضيفة أن “المواطن هو آخر من يعلم وأول من يتحمل“. 

تساؤلات حول جدوى المسار حتى الآن، سحبت مصر نحو 3.2 مليارات دولار من أصل القرض المتفق عليه البالغ 8 مليارات دولار، لكن مقابل ذلك، تحمل المواطنون زيادات في الأسعار وتراجعًا في الخدمات الاجتماعية، وسط استمرار هيمنة الدولة – وبشكل خاص المؤسسة العسكرية – على مفاصل الاقتصاد. 

ويحذر خبراء من أن استمرار غياب الشفافية، والتردد في تنفيذ إصلاحات حقيقية في بيئة السوق، قد يدفع الصندوق إلى تأجيل صرف الشرائح المستقبلية، ما يضع البلاد أمام معضلة مزدوجة، التزامات خارجية ثقيلة، وغضب داخلي متصاعد. 

بين الاستدامة والعدالة المعادلة الصعبة

في نهاية المطاف، لا تُقاس نجاحات الإصلاح الاقتصادي بما تعلنه الحكومة من اتفاقيات أو تمويلات، بل بقدرتها على توزيع الأعباء بعدالة، فبينما يُطلب من المصريين تحمل الكلفة، تُحاط تفاصيل الاتفاقات بالغموض، ويُستبعد البرلمان والرأي العام من مناقشاتها. ويبقى السؤال مفتوحًا، هل تستطيع الحكومة تحقيق التوازن بين متطلبات المؤسسات الدولية واحتياجات المواطن؟.

* أرض مطار إمبابة: مشروع استثماري أم تهجير قسريّ؟

قدم وزير الإسكان بحكومة السيسي عرضًا حول الموقف التنفيذي لتطوير أرض مطار إمبابة، موضحًا أن الأعمال الجارية تستهدف رفع كفاءة 117 عمارة بالمشروع وأنه تم الانتهاء من تجميل الواجهات الخارجية لـ93 عمارة بنسبة إنجاز بلغت 80%، كما تم الانتهاء من إصلاحات الصرف والتغذية لـ100 عمارة بنسبة 85.5%.، والانتهاء الكامل من رفع كفاءة واستكمال النواقص لـ37 عمارة، إلى جانب الانتهاء من أعمال إطلاق التيار الكهربائي في 18 عمارة ضمن المشروع.

وأكد أهالي أن تعويضات أراضي وبيوت منطقة مطار إمبابة التى استولت عليها الحكومة في 2021 للمنفعة العامة، لم يتم صرف أي مبالغ للمتضررين حتى الآن.

وألقت الحكومة بالسبب على تقاعس “الهيئة العامة للمساحة” بصرف التعويضات وعدم احترام القانون وقامت بايداع المبلغ 1.7 مليار وديعة بالبنك المركزي والاستفادة من الأرباح.

ودعا الأهالي المتضررين إلى السرعة في التجمع لرفع شكوى للنائب العام بالاستيلاء على أملاكهم من الدولة، وعدم صرف تعويض والمطالبة به مع الفوائد لتلك السنوات مع تعويض إضافى للضرر من هيئة المساحة.

وفي 25 نوفمبر الماضي، قال رئيس حكومة السيسي؛ مصطفى مدبولي خلال اجتماع مع وزرائه إن الدولة استفادت من مشروع أرض مطار إمبابة في توفير وحدات بديلة لأهالي جزيرة الوراق.

وقال مراقبون إن منطقة شارع مطار إمبابة بالجيزة تتعرض هي الأخرى لتهجير السكان وشهدت في 2021 تهجير البعض منهم مع توسعة شارع محور 26 يوليو الجديد، وشهد الشارع إزالات لمساكن الأهالي خلال 2022 من أجل توسعة الشارع ليستوعب نزلات المحاور الجديدة سواء أحمد عرابي أو 26 يوليو.

وأضاف المراقبون أن بلدوزر في يوليو 2023 أزال منازل السكان لتوسعة ما تبقى من شارع عزبة المطار وامتد لشارع أرض المطار، بناءً على القرار الحكومي رقم 409 لسنة 2022 بنزع ملكية عقارات المواطنين لتوسعة الشارع، لتهيئة المنطقة لتكون ملائمة للمشروع الاستثماري في أرض المطار التي تطرحها الحكومة نفسها للبيع بعد تطويرها عقاريًا، وهو ما كشف أن توسعة أرض المطار ليس لصالح الناس ولكن لصالح الشركات المطورة للمشروع ومن خلفهم الحكومة.

وأشاروا إلى أن حكومة السيسي واصلت استخدام نفس الطريقة الأمنية في التعامل مع الأهالي، ومحاولة إجبارهم على التعويضات التي تقرها الحكومة وهي 30 ألف جنيه للغرفة و1500 جنيه للمتر تجاري وكانت مطالب الأهالي تعويضات عادلة وسعر كافي قادر على شراء شقة بشقة أو محل بمحل، أو منحهم سكن بديل في المشروع الاستثماري الجديد.. 

سكن بديل للوراق؟!

ولذلك اعتبر متابعون أن وعود حكومة السيسي التي بدأت قبل عام وأكدها مدبولي في نوفمبر الماضي، من أن عمارات مطار إمبابة سكن بديل لأهالي الوراق هو محض كذب.

ووفقًا لبيان مجلس الوزراء، وجه مدبولي باستمرار التطوير في المنطقة بينما ألمح إلى استغلال وحدات سكنية في المنطقة كسكن بديل لأهالي الوراق الذين تحاول الحكومة تهجيرهم من بيوتهم وممتلكاتهم، باعتبار أنهم استغلوها سابقًا في منح بعض الأهالي مساكن بديلة، وأن هذا يعني أنه من أجل إخلاء الجزيرة من أجل تطوير المنطقة إلي مدينة جديدة يستفيد منها مطورين عقاريين محليين ومستثمرين خليجيين بالتعاون مع جهاز القوات المسلحة للمشروعات.

وتلميح رئيس حكومة السيسي لهذا الحل للأزمة التي صنعتها بمحاولة تهجير أهالي جزيرة الوراق، قد يكون جيد لكنه للأسف أن امتداد منطقة مطار إمبابة وفي آخر شارع المطار وبداية عزبة المطار شهدت تهجير وإزالات خلال السنين الماضية ولم يستلم الأهالي التعويضات. 

دراسة قبل 7 سنوات

وتدعي حكومة السيسي أنها درست التهجير والتوسعة قبل 7 سنوات إلا أن الدراسة يبدو أنها تجاهلت حقوق السكان المهجرين والمهاجرين للمنطقة !.

ويحذر الأهالي من أن يكون مصيرهم نفس مصير أهالي عزبة المطار وشارع المطار إضافة لمنطقة نزلة السمان وعزبة أبو رجب وغيرها من المناطق اللي طالتها يد الجهات ذات النفوذ والسلطة

* خيانة.. تصريحات عمرو أديب تُشعل مواقع التواصل حول تمويل السعودية للانقلاب

عبّر مصريون على منصات التواصل من تصريح عمرو أديب عبر قناة (ام بي سي مصر) وبرنامجه، بعدما قال: “..أنا نقلت بإيدي شيكات من الإدارة السعودية في 2013 لصالح تحيا مصر.. وسعود الفيصل لف العالم كله عشان يقول إن دي ثورة مش انقلاب”.

وبين ساخر من تصريحات عمرو أديب ومستهجن لها تساءل إبراهيم الجارحي: “وراحت فين الشيكات دي يا عمرو راحت سويسرا مش كدا منكم لله”.

وأضاف احمد أبو جاد، “وبعدين يا متآمر نحن لن نترك فلسطين وحدها وإذا أصحاب المليارات تركوها فنحن يكفينا الله سبحانه وتعالى ثم الشرفاء فقط نموت ولا تسقط فلسطين زيها زي ارض مصر لا نتركها لأحد”.

وتابعت Nadia Sakr “ليه هو انت البنك المركزى ايه العقول دى انت فاكر الى بيسمعك اهبل”.

وكتب عمر أبو زريق “ثمن عمالتك لما انقلبت على محمد مرسي عرفت ليش الشكات اعطوك اياها انته مش في الحكومة المصريه عشان يعطوك اياها ثمن خيانتك”.

وأكد له “حمال الاسية” أن “مصر فيها مقدرات لو استثمرت صح مصر لا تحتاج إلى فلس واحد من الخارج”.

وعلق طارق “Tarek Alnashar” على منصة الحكاية، “طول عمر مصر يا عمرو خيرها سباق عل كل الدول الخليجيه وكلامك ده المفروض تتحاسب عليه من الجهات المختصه وهل تداول الأموال بين الدول بيتم عن طريقك ياعمرو يا اديب.”.

وأضاف فوزي “Fawzy Shaheen” على المنصة ذاتها، “هى التعليمات جت لك بانك تحسن الصورة وتفكر الناس بالشيكات اللى انت شلتها والا هى هبت معاك انت مرة واحده.. نفسي تثبت على مبدأك عشان تحسن صورتك عند الناس.. فرض سطوة البلطجة والجزية الدوليةاللى حصلت فى رحلة الخليج لا تدل الا عى شىء واحد وهو الخنوع والذل والمهانه وانت بقى مكلف بتحسين الصورة دى ابدا لن تتحسن”.

وقال أدهم “Adhm Mohamed“: “ايه يعني شيكات تحيا مصر حتزلنا بيها كفايه ترامب خد منهم ملايين الدولارات ببجاحه ولا حد قدر يتكلم ولما يساعدو مصر بمليم يعيرونا بيها ياما مصر سعدتهم جميعا و مكناش بنتكلم تحب نعديلك المساعدات”.

وتبرأت سهير “Sohair Ebrahim“، من المساعدة المجانية، “دول الخليج لم تساعد مصر من اجل سواد عيونا ولا غلاوتنا عندهم ساعدونا لانهم يعلمون جيدا بقاء مصر يعنى بقائهم هم واذا لاقدر الله مصر حصل ليها شيئ او انهارت اختفى مايسمى بالخليج العربى”.

وقال المملوك صالح “El Mamlouk Saleeh” “مصر لا تستحق جائزة نوبل انها تستحق محاسبة كل من سهل وادخل أكثر من 10 مليون ضيف في ظروف اقتصادية صعبه المصريين تحملوا أكثر من طاقتهم من اجل بلدهم وليس من اجل الضيوف المصريين كانوا الاخوان يقتلهم في الشوارع لم يتركوا وطنهم اما عن المصريين فى الخارج فهم عاملين هل اقتصاد مصر أقوى من اقتصاد اوربا وامريكا الذين يرحيل اللاجئين”.

حساب “الراوي عويس” تساءل “ماذا يعني كلام هذا العمرو الغبي الأحمق؟؟.. في هذا الفيديو، اعترف #عمرو_أديب اعترافا واضحا صريحا لا لبس فيه ولا غموض، بأن #السعودية موّلت (بسخاء) الانقلاب على الرئيس #محمد_مرسي، رحمه الله.. قال أديب: نقلت “فلوس” من السعودية إلى #مصر.. ثم استدرك وقال: “شيكات“!“.

وأضاف، “أنطق الله عمرو أديب بالحق.. فلما أدرك أنه “عجن” الدنيا وعَفَّسها، استدرك وقال “شيكات“.. ولكن هيهات، فما كان محجوبا عن العامة، أظهره الله لهم بعضمة لسان هذا المتآمر الأهبل!.. (اسمع الفيديو بتركيز!).. ليه؟!.. لأن مفيش دولة في هذا العالم بترسل “شيكات” لدولة تانية في هذا العالم برضو، عن طريق أشخاص، ولو كانوا سفراء أو وزراء، وإلا فما وظيفة البنوك!“.

وتابع: “هذا يعني أن عمرو أديب حمل أموالاً سائلة (ملايين الدولارات في زكايب) وخرج بها من السعودية، عن طريق الجناح الملكي في أي مطار، وسلمها في مصر، في مطار ما، لمندوب ياسر جلال، ونقلتها شاحنة، إلى مكان ما، وليس إلى البنك المركزي، بطبيعة الحال!.. وهكذا كانت (ولا تزال) تصل أموال السعودية والإمارات إلى الانقلابيين في مصر..  شكرا يا أبا لهب.. ابقى تعالى دار الندوة كل ليلة!”.

*هل يمنح السيسي امتياز  قناة السويس لشركة إسرائيلية مقابل تريليون دولار؟

في وقت سابق، روّجت وسائل إعلام مقربة من المؤسسة العسكرية في مصر، خلال حكم الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، لما قالت إنه “نية لبيع قناة السويس إلى قطر“. لكن السنوات التي تلت الانقلاب العسكري في 2013 كشفت عن توجهات أكثر خطورة، شملت منح امتيازات طويلة الأمد لأطراف أجنبية، من بينها روسيا، الإمارات، الصين، والولايات المتحدة، في محيط القناة الاستراتيجية، وسط مخاوف من تسريب نُسب للمنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي تحدث فيه عن “منح امتياز للقناة لشركة إسرائيلية لمدة 99 سنة مقابل تريليون دولار“.

منطقة امتياز واسعة… وتحصين قانوني

تمتد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 455 كم²، وتضم 6 موانئ بحرية و4 مناطق صناعية، وتدار بموجب قانون أصدره السيسي في 2014 (القانون رقم 32)، يحصن الاتفاقيات الأجنبية من الطعن أمام القضاء المصري، ما أثار اتهامات بمنع أي رقابة أو مساءلة قانونية على الصفقات التي تُبرم داخل هذه المنطقة.

امتياز روسي غامض بعد زيارة السيسي لموسكو

في مايو الجاري، وبعد أيام من زيارة السيسي إلى روسيا، وقّعت القاهرة اتفاقية تمنح شركات روسية حق الانتفاع بأراضٍ داخل المنطقة الاقتصادية لإنشاء منطقة صناعية، دون مقابل مالي لمدة ثلاث سنوات، وببنود غامضة، ما دفع خبراء إلى التحذير من أن الاتفاق قد يكون “مجاملة سياسية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل تغييب السيسي عن قمة أمريكية خليجية بالرياض.

سيطرة إماراتية متزايدة

في 4 مايو، أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي الإماراتية عن اتفاقية لتطوير منطقة صناعية ولوجستية بمحيط قناة السويس، على مساحة 20 كم²، وامتياز لمدة 50 عامًا قابلة للتجديد. تحصل مصر بموجب الاتفاق على 15% من الإيرادات فقط، مع تحملها كامل تكلفة البنية التحتية، ومنح الشركة الإماراتية إعفاءات ضريبية.

وخلال عامي 2023 و2024، وقّعت أبوظبي اتفاقيات لتشغيل وإدارة موانئ الغردقة وسفاجا وشرم الشيخ والعين السخنة، بعضها يمتد حتى 30 عامًا، ما اعتبره مراقبون “سيطرة ممنهجة على البوابة الشرقية لمصر“.

النفوذ الأمريكي يزاحم الصين

وسط تصاعد النفوذ الصيني في منطقة البحر الأحمر، وقّعت شركة “بلاك روك” الأمريكية اتفاقية لشراء 90% من استثمارات شركة صينية تملك أصولًا حول قناة بنما وبعض الموانئ المصرية، بما في ذلك محطة حاويات العين السخنة، وامتيازات تشغيل موانئ الإسكندرية والدخيلة. هذا التطور يُفسَّر على أنه رد أمريكي مباشر على تحركات بكين في مشروع “الحزام والطريق“.

تسريب السيسي و”الامتياز الإسرائيلي

أعاد تسريب صوتي نُسب إلى السيسي، يتحدث فيه عن فكرة منح قناة السويس لشركة إسرائيلية مقابل تريليون دولار لمدة 99 سنة، جدلًا كبيرًا في الشارع المصري، خاصة مع سياق تصاعد الأزمة الاقتصادية الحالية، والحاجة الماسة للنقد الأجنبي لتمويل مشروعات العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة 

انقلاب على سياسة التأميم؟

يرى الدكتور عبد التواب بركات، مستشار وزارة التموين الأسبق، أن ما يجري يمثل “انقلابًا على سياسة تأميم القناة” التي كانت سببًا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. ويؤكد أن منح الأراضي وحقوق الانتفاع بهذا الشكل يهدد الأمن القومي ويعيد مشهد الامتيازات الأجنبية الذي أدى للاحتلال البريطاني في القرن الـ19.

ويضيف بركات: “القوانين التي تحصّن هذه العقود أعادت نظام المحاكم القنصلية، الذي أُلغي عام 1949، وتؤسس لهيمنة اقتصادية أجنبية تهدد السيادة المصرية“.

إيرادات القناة تتراجع.. وسط مخاوف من التفريط

رغم وعود النظام بتحقيق إيرادات تتجاوز 100 مليار دولار سنويًا بعد افتتاح التفريعة الجديدة للقناة في 2015، تراجعت الإيرادات العام الماضي بنسبة 61%، لتبلغ 3.9 مليارات دولار، بسبب عزوف شركات شحن عالمية عن المرور بالقناة بعد تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

صندوق وقابضة: تفكيك أصول القناة؟

أثار تأسيس صندوق خاص بأصول قناة السويس عام 2022، ثم شركة “قناة السويس القابضة” في 2023، مخاوف من اتجاه فعلي لتفكيك أصول الهيئة وخصخصتها تدريجيًا. ويرى مراقبون أن ما يحدث يمثل “بابًا خلفيًا لبيع أصول القناة“.

مستقبل القناة في خطر

بين تمدد النفوذ الروسي، والاستحواذ الإماراتي، والمنافسة الأمريكية-الصينية، يرى مراقبون أن قناة السويس لم تعد مجرد ممر مائي سيادي، بل تحولت إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، في ظل غياب الشفافية والمساءلة، وتحولها إلى مصدر تمويل لمشروعات النظام بعيدًا عن مصالح المصريين الذين حفروا هذا الشريان بأيديهم.

* الطلاب المصريين في ليبيا يطالبون بإجلاء عاجل بعد اشتباكات طرابلس العنيفة

ناشد عدد كبير من الطلاب المصريين في ليبيا الجهات المعنية في الدولة بسرعة التدخل العاجل لإجلائهم بعد أن تفاقمت الأوضاع الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس بسبب اشتباكات مسلحة عنيفة شهدتها المدينة مؤخرًا

أوضح الطلاب أن الأوضاع الراهنة داخل طرابلس أصبحت تهدد سلامتهم بشكل مباشر حيث تصاعدت حدة الاشتباكات المسلحة بين مجموعات متنازعة وسط غياب مظاهر الأمان وانعدام السيطرة الأمنية في عدد من المناطق الحيوية التي يتواجد بها المصريون

أعلن الطلاب توقف الدراسة بشكل شبه كامل في غالبية الجامعات الليبية ما دفعهم إلى التوقف الإجباري عن تحصيلهم الأكاديمي وتعليق مستقبلهم الدراسي لأجل غير مسمى ما أثار موجة من القلق بين صفوفهم وأسرهم داخل مصر

أكدت مصادر موثوقة أن أكثر من 1250 طالبًا مصريًا يقيمون حاليًا في العاصمة الليبية طرابلس يواجهون أوضاعًا معيشية غاية في الصعوبة بسبب الانفلات الأمني والتوترات المتكررة وغياب أي مظهر من مظاهر الاستقرار منذ مطلع الشهر الجاري

لفتت تقارير أمنية إلى أن الاشتباكات التي اندلعت خلال الأيام الماضية ألحقت أضرارًا كبيرة بعدد من المناطق القريبة من الجامعات والمساكن الطلابية مما زاد من خطورة بقائهم داخل المدينة وفرض تهديدًا واضحًا على سلامتهم الشخصية

استنكرت أسر الطلاب في الداخل المصري حالة التجاهل التي يواجهها أبناؤهم بالخارج وطالبت بسرعة التحرك الرسمي والدبلوماسي لضمان عودتهم سالمين دون تأخير تفاديًا لتكرار مشاهد مأساوية شهدتها مناطق نزاع مشابهة في فترات سابقة

شددت المعلومات الواردة من العاصمة الليبية أن هناك انقطاعًا جزئيًا في خدمات الاتصالات والإنترنت خلال الأيام الماضية ما صعّب عملية التواصل بين الطلاب وذويهم في مصر وأدى إلى حالة من الرعب والارتباك الشديد بين العائلات

أشارت التطورات الأمنية المتلاحقة إلى أن وتيرة العنف في طرابلس آخذة في التصاعد دون مؤشرات واضحة على قرب التهدئة الأمر الذي يجعل بقاء المواطنين المصريين في تلك الظروف مخاطرة حقيقية تستوجب تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة

نوه مراقبون إلى أن الوضع في ليبيا لا يزال غير مستقر منذ سنوات وأن استمرار تواجد طلاب مصريين في هذه المناطق المضطربة دون حماية كافية أو إجراءات طوارئ واضحة يعتبر تقصيرًا كبيرًا في حقهم وفي حق الدولة تجاه مواطنيها بالخارج

*هل تستغني مصر عن الغاز الإسرائيلي؟ تل أبيب وضعت تعجيزات لتجديد العقد والقاهرة تبحث عن بدائل

تزامن التوجّه المصري الجديد نحو توقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي من قطر، مع ضغوط إسرائيلية لرفع سعر توريدها للغاز القادم منها، رغم استناده إلى أسعار ثابتة وفقاً لاتفاقية 2018.

وتسعى إسرائيل إلى استغلال اعتماد القاهرة عليها في الغاز، وعدم امتلاكها أدوات إنتاج خاصة بها، بإرجائها ضخ 200 مليون قدم إضافية، باشتراط تعديل الأسعار، رغم حاجة مصر الماسّة حالياً للغاز اللازم لمحطات الكهرباء والقطاع الصناعي مع قدوم فصل الصيف.

مع العلم أن فرض الأسعار الإسرائيلية الجديدة لتوريد الغاز على مصر، يعني ضغوطاً أكبر على موازنتها التي تعاني أصلاً من العجز، وتصل فجوتها التمويلية للعام المالي الحالي إلى 3.6 تريليونات جنيه.

هذا الأمر يضع القاهرة أمام أزمة نقد أجنبي لتوفير شحنات غاز عاجلة من جهات أخرى، وسط مآرب سياسية إسرائيلية لم تعد خافية على أحد، مرتبطة بتبعات العدوان على غزة، ورفض مصر تنفيذ الخطة الأمريكية الإسرائيلية بتهجير فلسطينيي القطاع إلى سيناء، وتخفيض تواجدها العسكري فيها.

كيف تراجعت إسرائيل عن اتفاق توريد الغاز لمصر؟

بدأت القصة خلال اجتماع شهدته القاهرة بين وفدين إسرائيلي ومصري لبحث طلب الأخيرة بزيادة كمية الغاز خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز المقبلين، مع قدوم فصل الصيف وتزايد الطلب على الكهرباء.

لكن القاهرة فوجئت بشرط إسرائيلي برفع أسعار الغاز بنسبة 40%، حيث تشتري القاهرة الغاز الطبيعي من إسرائيل بسعر 7.5 دولارات للوحدة الحرارية، ضاربة عرض الحائط بالمؤشرات العالمية التي تؤكد اتجاه الهبوط المتواصل في الأسعار.

قوبل الشرط الإسرائيلي برفض مصري على الفور، وتأجيل المفاوضات إلى اجتماع مقبل لم يُحدّد موعده بعد، فيما تحدثت تقارير عربية عن شكوى عبد الفتاح السيسي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اجتماعهما الأخير في الرياض، من خطوة إسرائيل، التي علّقت إمدادات الغاز الموجهة لمصر، بزعم حماية منشآتها من الهجمات الصاروخية.

لم يكن التراجع الإسرائيلي عن إمداد مصر بكميات الغاز بالأسعار المتفق عليها الخطوة الوحيدة، فقد تراجعت أيضاً عن اتفاق تم في فبراير/شباط 2024 على زيادة تصدير الغاز لمصر بكمية أكبر بثلاث مرات من الكمية الحالية، أي 4 مليارات قدم مكعب يومياً إضافية لمدة أحد عشر عاماً، ليصل إجمالي الصادرات الإضافية إلى 43 مليار متر مكعب، على أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في يوليو/تموز 2025.

بلغة الأرقام، تعتمد مصر على إسرائيل في استيرادها، في المتوسط، مليار قدم مكعب يومياً من الغاز، عقب تراجع إنتاجها من الغاز المحلي إلى 4.4 مليارات قدم مكعب يومياً، وبينما اتفقا سابقاً على استمرار صادرات الغاز بـ4 مليارات قدم مكعب يومياً بدءاً من يوليو/تموز 2025.

كما أن القاهرة وتل أبيب اتفقتا على خطة بناء خط غاز جديد بطول يبلغ 65 كيلومتراً، وكلفة ملياري شيكل، حوالي 545 مليون دولار، وتطوير المحطات القائمة لزيادة إمداداته، وتقليل انقطاع التيار الكهربائي فيها.

لكن التطورات السياسية الأخيرة المتعلقة بحرب غزة أربكت هذه المخططات، في ضوء خلافاتهما المتصاعدة حول تبعات الحرب الجارية على الحدود الشرقية لمصر منذ أكثر من عام ونصف.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تستخدم حالياً ثلاثة خطوط أنابيب لتصدير الغاز:

  • خط أنابيب EMG بسعة 5.5 مليارات متر مكعب سنوياً، ويُستخدم للتصدير إلى مصر.
  • خط أنابيب شمال الأردن بسعة 7 مليارات متر مكعب سنوياً، ويُستخدم للتصدير إلى الأردن، واستمرار التصدير لمصر عبر خط أنابيب “فجر“.
  • خط أنابيب جنوب الأردن بسعة مليار متر مكعب سنوياً، ويُستخدم للتصدير لمحطات البحر الميت في الأردن.

طغيان الاعتبارات السياسية والأمنية على المكاسب الاقتصادية

بدأت مصر باستيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة عام 2020، في صفقة بقيمة 15 مليار دولار لمدة عشر سنوات، حيث يُعدّ الجانب الأكثر محورية في علاقاتهما الاقتصادية، ويتم تصديره من خزّاني “ليفياثان” و”تمار”، معظمه مخصّص للاستخدام المحلي، ونقل بعضه عبر مرافق التسييل المصرية، وإعادة تصديره إلى أوروبا.

وفيما يتراوح الاستهلاك السنوي للغاز في مصر، الدولة الأكثر سكاناً في المنطقة، بين 70–75 مليار متر مكعب، وتُنتج منه 60–63 مليار متر مكعب، فإن استهلاك إسرائيل من الغاز يبلغ 12.7 مليار متر مكعب، وبلغ إجمالي حجم صادراتها منه 9.2 مليارات متر مكعب.

مما يؤكد طغيان الاعتبارات السياسية على الاقتصادية في هذا الملف، فقد كشفت شركة “نتاز” الإسرائيلية المُشغّلة لاحتياطيات الغاز، أن بناء خط الأنابيب الجديد “نيتسانا” ليس مؤكداً بعد، رغم الوعود ببدء بنائه أوائل 2025، لكن عدم الاتفاق بين الشركات المُشغّلة أدى إلى تأخيره.

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “شبكة غاز إسرائيل”، المملوكة للدولة، فإن التأخير يعود، من بين أمور أخرى، إلى عوامل خارجة عن سيطرتها، وقرارات وإجراءات الجهات الحكومية، وضرورة الحصول على موافقات من جهات خارجية، بعد أن وافقت الحكومة في مايو/أيار 2023، قبل اندلاع حرب غزة، على بناء هذا الخط الهادف إلى زيادة صادرات الغاز إلى مصر بـ30%.

ولا يُخفي الإسرائيليون في خطوتهم التعجيزية الجديدة تجاه مصر جملة من التطورات الهامة:

  • رصدهم الدقيق لتبعات ازدياد موجات الحرّ في مصر خلال الآونة الأخيرة، وما سُجّل من أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة يومياً، ما يزيد من تفاقم المعاناة الشعبية للمصريين، وتنامي استيائهم بسبب عجزهم عن تبريد منازلهم، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة بسبب نقص الغاز اللازم لتشغيل توربينات الكهرباء.
  • عدم امتلاك مصر ما يكفي من النقد الأجنبي لشراء الغاز لمحطات توليد الكهرباء، ولذلك تُغلق لساعات طويلة، كما تدرك إسرائيل ذاتها أنه في حال استمرار هذه الظاهرة، فقد تحدث اضطرابات مدنية احتجاجية داخل مصر.
  • ما شهده قطاع الطاقة المصري من تراجع في السنوات الأخيرة، بسبب التقلّبات التي حصلت نتيجة أزمة الدولار، وانخفاض إنتاج الغاز، وتفاقم الوضع الاقتصادي، ما ألحق ضرراً بالغاً به.
  • ما تعانيه المنطقة عموماً من عدم استقرار سياسي ومخاطر جيوسياسية، سواء بسبب الحرب العدوانية على غزة، أو هجمات الحوثيين على الأهداف الإسرائيلية.

تفاعل الضغوط الإسرائيلية مع التطورات الداخلية

بالعودة عاماً واحداً إلى الوراء، فقد شهد مايو/أيار 2024 إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بمتوسط 950 مليون قدم مكعب يومياً، وما لبث أن انخفض في يونيو/حزيران التالي إلى 875 مليون قدم مكعب، ثم زاد الانخفاض مع تصاعد أشهر الصيف في يوليو/تموز وأغسطس/آب.

والتخوّف المصري اليوم أن تتكرر ذات الانخفاضات الإسرائيلية، وفوق كل ذلك شروط رفع الأسعار من جهة، بصورة مفاجئة، ومن جهة أخرى تفاقم درجات الحرارة، ما يزيد من صعوبة الأمور لديها.

وفيما تعتمد مصر بشكل كبير على الغاز الإسرائيلي، فقد انخفضت صادرات الأخيرة منه بـ80% مع اندلاع العدوان على غزة، ما تسبب في زيادة حادة في انقطاع التيار الكهربائي في مختلف أنحاء مصر، ولا يتردد الإسرائيليون في التلميح، وأحياناً التصريح، بأن صادراتهم من الغاز إلى مصر ستتأثر بالتطورات السياسية.

لا سيما في ضوء المطالبات المتكررة منها بالضغط على حماس، والاستجابة لدعواتها بتخفيض تواجدها العسكري في شبه جزيرة سيناء، وفي حال تحقق ذلك، فستعود كميات الغاز المُورّدة كما كانت قبل الحرب، وربما تُزاد وفقاً لما تم الاتفاق عليه في 2023 قبيل اندلاع الحرب.

مع العلم أن تجميد إسرائيل لإقامة خط الغاز الجديد الخاص بزيادة الصادرات إلى مصر، سيحرمها من دخل سنوي يُقدّر بـ150 مليون شيكل لتطوير قطاع الغاز الطبيعي، ومئات ملايين الشواكل من الضرائب والعوائد.

لكن السياسة والاعتبارات الاستراتيجية تطغى هنا على الاقتصاد والمكاسب المالية، في حين أن تخفيض كميات الغاز المصدّرة إلى مصر من شأنه زعزعة أمن الطاقة فيها، وهذه مسألة خطيرة داخلياً، سواء من خلال عدم قدرة الدولة على توفير الكهرباء بانتظام للاقتصاد المحلي، أو عدم قدرتها على الاستمرار في تصدير جزء كبير منها لأوروبا مقابل عملات أجنبية ثمينة وحيوية تُقدّر بمليار دولار سنوياً لخزينتها التي لا تُخفي عجزها المتصاعد.

وفيما اتفقت مصر مؤخراً مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي على التخفيف من سداد ديونها الضخمة، إدراكاً منهما للأهمية الكبرى للحفاظ على استقرارها، فقد أتت الخطوة الإسرائيلية في الاتجاه المعاكس، ما يطرح علامات استفهام سياسية وأمنية، بل واستراتيجية، عن تبعاتها المتوقعة.

ابتزاز إسرائيلي لمصر

لا يختلف الإسرائيليون على أن لديهم مصالح كبيرة مع مصر، ولذلك فقد دأبوا على تقاربهما الواسع، وتعزيز تعاونهما الوثيق في المسارين السياسي والأمني، وعلى أعلى المستويات.

لكن العدوان على غزة، ومخاوف مصر من نوايا إسرائيل لدفع القطاع إلى سيناء، أضعفا كثيراً الثقة القائمة، وصولاً إلى زيادة توترهما الأمني والسياسي، الذي بلغ ذروته برفض القاهرة في الأيام الأخيرة اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد لديها، وعدم تسمية سفير جديد لها في تل أبيب، عقب حالة التحريض الرسمية التي تشنّها الأخيرة عليها في المحافل الدولية.

واليوم، لا تُخفي القاهرة خشيتها من أن يُشجّع اعتمادها شبه الكامل على الغاز الإسرائيلي، والوضع الاقتصادي المتردي فيها، جهات نافذة في إسرائيل على تبنّي سياسة تستغل هذا الوضع.

على سبيل المثال، لحلحلة الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين، ولو مؤقتاً، من قطاع غزة إلى سيناء، بالتزامن مع تسريبات تتحدث عن جهود إسرائيلية لدى بعض الدوائر العالمية لتخفيف، وربما حتى إلغاء، ديون مصر الخارجية مقابل هذا الموقف المأمول.

فيما ألمحت أوساط إسرائيلية إلى تهديدات للرئيس دونالد ترامب بدراسة قطع المساعدات عن مصر، البالغة ملياري دولار سنوياً، منها 1.3 مليار دولار مخصصة للجيش، إذا رفضت استقبال الفلسطينيين من غزة، مما دفع السيسي إلى إلغاء زيارة كانت مقررة إلى واشنطن.

ويتزامن الضغط الإسرائيلي على مصر في موضوع الغاز مع جملة عوامل جعلت الأخيرة تعاني فعلاً من أزمة نقص الطاقة، أهمها:

  • انخفاض إنتاج حقول الغاز المحلية، خاصة حقل “ظُهر”، بأكثر من 40% في 2024 مقارنة بإنتاجه الأقصى المُسجّل في 2021.
  • تزايد ديون مصر لشركات الغاز الأجنبية، مما أدى إلى انخفاض استثماراتها في تطوير حقول الغاز لديها، وأضرّ بالإنتاج المحلي منه.
  • سرقة كميات كبيرة من شبكة الكهرباء، تصل إلى 45% في بعض الأماكن.
  • زيادة استهلاك الكهرباء في مصر، وتضاعفه خلال العقدين الماضيين بسبب النمو السكاني.

خطورة الخطوة الإسرائيلية على مصر تأتي في كونها تتزامن مع سعي الأوروبيين لشراء الغاز غير الروسي، وبالتالي ظهور فرصة مصرية كبيرة لمزيد من الأرباح العائدة عليها من بيع الغاز الإسرائيلي لزبائنها الغربيين، بعد أن تقوم بتسييله وبيعه إليهم.

وقد شكّل عام 2022 عاماً قياسياً لصادراتها من الغاز الطبيعي، من حيث الكم والمال، مستفيدة من ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية عقب حرب أوكرانيا، وبلغت صادراتها منه 8 ملايين طن، جلبت لها 8.4 مليارات دولار.

ولكن حين تُقدم إسرائيل على رفع أسعار الغاز المُباع لمصر من جهة، ومن جهة أخرى تجميد اتفاق زيادة حصّتها من الكميات المُورّدة يومياً، فهنا لم تعد هناك كثير من الشكوك في أن سوق الطاقة الإسرائيلي دخل على خط الضغوط السياسية على القاهرة، لأن هذا المجال يُمثّل بوابة مهمة للخزينة المصرية، التي ما زالت تعيش أزمة كبيرة.

ارتفاع الطلب على الطاقة

يعترف الإسرائيليون أن الخطوات المتتابعة من تل أبيب تجاه القاهرة في قطاع الغاز تُعد تطوراً سلبياً للغاية، لأن من شأنها أن تُقلّص إيرادات كبيرة اعتمدت عليها بشدة في السنوات الأخيرة.

ففي عام 2022، على سبيل المثال، جلبت الصادرات المصرية من الغاز إلى أوروبا وتركيا 8.4 مليارات دولار، وجاءت جميعها كاحتياطي مهم من النقد الأجنبي، فيما استوردت من إسرائيل 5.8 مليارات متر مكعب في العام ذاته.

لكن اندلاع العدوان على غزة، وما سبّبه من أزمات اقتصادية إضافية، في ضوء هجمات الحوثيين على ممرات الشحن في البحر الأحمر، أسفر عن انخفاض العوائد المصرية من قناة السويس بنسبة 40–50%.

كل هذا شكّل ضربةً قاضيةً لأحد مصادر دخلها الرئيسية، عقب إيقاف معظم شركات نقل الغاز الطبيعي المسال عملياتها في المنطقة، بسبب المخاوف من وقوع هجمات، وفضّلت 20% منها القيام برحلة أطول وأكثر أماناً عبر رأس الرجاء الصالح وحول أفريقيا.

تصبّ القرارات الإسرائيلية الحالية تجاه مصر في مجال الغاز مزيداً من الزيت على نار التدهور الجاري، بسبب ثلاثة عوامل، أهمها:

  • الاستهلاك المتزايد للكهرباء في مصر، مع تزايد الطلب عليها،
  • عدم وجود المزيد من اكتشافات حقول الغاز في مياهها البحرية،
  • اتساع رقعة الانقطاعات المنتظمة للتيار الكهربائي في مصر لعدة ساعات يومياً.

ولعل ما يزيد من التأثيرات السلبية للخطوات الإسرائيلية في موضوع الغاز تجاه مصر، أن إجراء مقارنة لمساحتها وعدد سكانها، وما تمتلكه من موارد قليلة نسبياً من النفط والغاز الطبيعي، يجعل قطاع الغاز عنصراً أساسياً في اقتصادها، ويُمثّل مصدراً مهماً للطاقة، وعائدات النقد الأجنبي من الصادرات، ومصدراً للاستثمار الأجنبي، ويعزّز موقعها الاستراتيجي، بجانب قناة السويس وقربها من أوروبا والشرق الأوسط.

في حين أن اضطرار مصر لاستيراد الغاز الإسرائيلي حتى عام 2030 على الأقل، وفق الاتفاقية المبرمة، مثّل خبراً سارّاً للإسرائيليين، بسبب انخفاض إنتاجها المحلي إلى 4.3 مليارات قدم مكعب يومياً من الغاز، بينما يبلغ الطلب اليومي 6 مليارات قدم مكعب.

ويتزايد الرقم خلال فصل الصيف، حيث عاشت مصر أزمة طاقة صعبة في صيف 2024، وتجلّت في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، مما أبرز أهمية إسرائيل كمورّد للغاز الطبيعي للاقتصاد المصري، مع أن تعاونهما في مجال الطاقة يُمثّل 86% من إجمالي التجارة البينية، وبلغ حجم الصادرات الإسرائيلية من الغاز إلى مصر 7 مليارات شيكل، قرابة 2.5 مليار دولار.

البدائل المصرية المتاحة، والخيارات الإسرائيلية المعروضة

اليوم، مع التدهور الجاري في علاقات القاهرة وتل أبيب، تسعى الأخيرة إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الأولى للانسجام معها في ترتيبات “اليوم التالي” في غزة، ويظهر موضوع الغاز واحداً من أهم الروافع الإسرائيلية لابتزاز مصر، ما قد يلفت الأنظار إلى سلسلة من الخطوات الإسرائيلية المرتقبة في قطاع الغاز تجاه مصر، إن تحقق ذلك الانسجام، ومنها:

  • توسيع صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بعد تحقق هدف الضغط عليها.
  • تطوير حقل غاز “غزة مارين” البحري كجزء من إعادة إعمارها، تحت قيادة فلسطينية بديلة عن حماس؛ حيث وقّعت مصر والسلطة الفلسطينية مذكرة تفاهم لتطويره، وتُقدَّر كمية الغاز فيه بـ30 مليار متر مكعب، وسينتج ملياري متر مكعب سنوياً، سيتم بيع معظمها لمصر.
  • تعزيز منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF) كإطار عمل له تأثير على تشكيل الوضع السياسي والأمني في المنطقة.
  • توسيع التعاون بين إسرائيل ومصر في مجال الطاقات المتجددة.

إن خطورة الإجراءات الإسرائيلية تجاه مصر في موضوع الغاز تتزايد مع انخفاض إنتاجها منه بنسبة 25%، حيث شكّل الربع الثاني من 2024 الأسوأ من حيث الإنتاج منذ 2017، فيما قفز استهلاك الكهرباء في 2024 بنسبة 12%.

حتى وصل الوضع إلى النقطة التي فقدت فيها مصر استقلالها في مجال الطاقة لأول مرة منذ 2018، واضطرت إلى استيراد الوقود بتكلفة مليار دولار شهرياً لتلبية احتياجات شبكة الكهرباء، حيث اضطرت إلى تعليق صادرات الغاز لتلبية احتياجات السوق المحلية، ما يعني فقداناً للعملة الأجنبية التي تحتاجها.

* حصرٌ مفاجئ للمنازل وقلقٌ بين السكان بلدوزر السيسي يواصل هدم بيوت العمرانية

واصل بلدوزر  المنقلب السفيه السيسي هدم بيوت المصريين، بزعم إقامة مشروعات فنكوشية لا عائد منها ولا جدوى فيها.

في هذا السياق فوجئ سكان منطقة العمرانية خلال الساعات الماضية بأن هيئة المساحة التابعة لوزارة ري الانقلاب، تقوم بعمل حصر لمنازالهم الواقعة في منطقة تقاطع الطريق الدائري مع محور الفريق كمال عامر تمهيدًا لإزالتها، دون سابق إنذار، ووسط حديث متزايد عن إزالتها الشهر القادم لصالح مشروع غير معلن حتى الآن.

استغاثة عاجلة

هذه التطورات دفعت أهالي العمرانية الغربية والشرقية إلى توجيه استغاثة عاجلة إلى مسؤولي الانقلاب، مطالبين بوقف قرارات الإزالة وإعادة النظر في المخطط الذي يتم تنفيذه الآن .

وأكد المواطنون في استغاثتهم أن منازلهم تُمثّل كل ما يملكونه من مأوى واستقرار، وأنهم لا يعترضون على التطوير بشرط أن يتم بعدل ورحمة، ودون تشريد آلاف الأسر.

الجدير بالذكر أن المنطقة التي يجري فيها الحصر حيوية وسكنية من الدرجة الأولى، وتضم مدارس، ومساجد، ومحالّ، وأسرًا استقرت فيها منذ عقود طويلة.

لجان المساحة

من جانبه قال محمد جمال أحد السُكان: إنهم “تفاجأو بأنه يتم قياس البيوت ورسم خرائط، وعندما سألنا لجان المساحة التي جاءت من وزارة ري الانقلاب لعمل ذلك قالت، البيوت دي هتتشال الشهر الجاي”.

وأضاف جمال، طبعا الناس خايفة وقلقانة، لأن دي بيوتهم وقاعدين فيها من عشرات السنين.

صدمة كبيرة

وقالت سمية محمود إحدى السكان: “صُدمنا صدمة كبيرة، خاصة أنه لم يأتِ أي مسئول من المحافظة أو الحي للحديث مع السكان، أو شرح آلية التعويضات التي ستقدم لهم”.

وأكدت أن السكان لا يعرفون حتى الآن مصيرهم، ولا إلى أين ستقودهم هذه الإجراءات ؟.

وأضافت سمية محمود، إحنا مش ضد التطوير، ولكن من حقنا نفهم ونعرف أين سنذهب؟ وهل ستقدم لنا حكومة الانقلاب شققا بديلة ؟.